لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-11, 04:51 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان لصوت وقعتها صدى تردد في أذني شريدان فإستدار وركض مسرعا نحو الباب ليرى الخادم بيني جالسا بجانبها مذهولا يحاول ان يفعل شيئا لمساعدتها على إستعادة رشدها ، إلا ان شريدان أشار على الخادم كي يساعده في حملها ووضعها في غرفة نومها ، وهنا بدأ شريدان عملية النجدة ، إذ راح يفرك بيده يديها ، ووجهها ، وكتفيها ، دون أن ينسى أن يربت باليد الأخرى على جبينها وظهرها ، كل ذلك وهي تئن أنينا حزينا ، وتتاوه ، وتشهق بعمق ، وأمضى بضع دقائق وهو يسعفها ، وينجدها ، ويحرك يديها ورجليها صعودا ونزولا ، قبل أن يطمئن الى انها بدأت تتململ وتخفف من حدة تأوهاتها ، وتفتح عينيها ثم تغمضهما ، لتعود وتفتحهما ثم تغلقهما ، الى أن إستعادت رشدها وتمتمت بصوت خافت:
" حالتي أفضل".
منتديات ليلاس
وأغمضت عينيها لتغرق في تأملاتها ، إذ بدأت تستعيد في ذهنها صورة شريدان وهو يجادلها بعناد وثبات حول حقيبة والت ، ورنين جرس الهاتف ، وأشباح والديها اللذين سيصلان بعد لحظات ، وهي تعرف تماما صاحب الصوت الذي يلاطفها ويشجعها ، واليد التي تسعفها ، والتي إمتدت اليها الآن لتناولها فنجانا من المنعشات والمرطبات كي تنتعش وترتاح وتعود الى ذاتها بعد تلك الغيبوبة القصيرة التي خالتها بمثابة رحلة خاطفة الى الأبدية.
ناولها شريدان الفنجان وهو يقول:
" هيا إشربي هذا الشراب المنعش ، يا كيت !".
" ما هذا الشراب؟".
" إنه مزيج من الماء والسكر وماء الزهر".
كان يتأملها برقة وحنان ، وأضاف:
"هل تعرفين ماذا اصابك يا كيت؟".
" نعم ، اعرف.... لقد أغمي عليّ".
وتنهدت بعمق ، ثم رفعت رأسها قليلا عن الوسادة وإتكات على كوعها ، أضافت:
" شكرا يا براد ، أظنني صرت أحسن الآن .. غريب ، إنني أغيب عن الوعي للمرة الأولى في حياتي ، صدقني نها المرة الأولى".
" المهم الآن هو أن تفعلي حسبما اقول لك ولو لمرة واحدة في حياتك!".
تاملها ليرى رد فعلها ، ثم أضاف:
" السيدة فانهان هي التي إتصلت لك لتقول انها في طريقها اليك...".
وسدّ فمها بيده ليمنعها من الإحتجاج:
" كفاك إحتجاجا وعنادا يا كيت ، والدتك ووالدك وصلا ولقيا إستقبالا يليق بهما ، وإذا كنت حقا تنوين الإشتراك في العرض الليلة عليك ان تنشطي وتأكلي وتنامي طيلة فترة ما بعد الظهر".
" مستحيل ، لا يمكنني ان أنام.... هناك أشياء كثيرة علي القيام بها".
واشارت بيدها الى مروحة السقف وهي تقول بعصبية كان أنينها يضايقها:
" أوقفوها عن الدوران".
" انا متأكد أنك لن تصغي لنصيحتي لكن السيدة فانهان تعرف ان تتحدث معك باللغة التي تفهمينها".
وخرج.
السكون الذي ساد بعد مغادرة شريدان البيت كان مزعجا بالنسبة الى كيت إذ إنفجرت بالبكاء وهي حاضنة رأسها بيديها كأن حدسها أنبأها بأن شريدان لن يعود... لن يعود بعد اليوم ابدا.
صحيح ان لسان حال كيت تمنى ألا يعود شريدان ، لكن قلبها وعقلها كانا يريدان العكس تماما ، بعد لحظات وصلت السيدة فانهان لتعبر لها عن اسفها لما جرى لها ليلة أمس ، وتسالها عن حقيقة الأشاعات التي تحدثت عن توجهها الليلة الماضية في رحلة غامضة برفقة شريدان وعن حادث السيارة وغير ذلك من الأمور المقلقة ، فطمأنتها كيت بأن حكت لها حكاية رحلتها من أولها الى آخرها.
كم كانت دهشة كيت عندما خرجت من الحمام لترى ان السيدة فانهان انجزت خلال فترة إستحمامها القصيرة ، جميع الترتيبات اللازمة لأستقبال والديها ، فقد اعدت المائدة ووضعت بعض الزهور هنا وهناك ، ورتبت الصالون ، ونظفت المدخل ، ونفضت الغبار عن الطاولات والرفوف والكراسي بحيث كانت كل أشياء البيت تلمع.
إلا ان السيدة فانهان لم تبق للمشاركة في تناول الغداء المعد خصيصا بمناسبة عودة والدي كيت ، فقد كان ينتظرها الكثير من الأعمال لتنفيذها قبل حفلة إفتتاح المعرض الليلة ، تحادثت مع كيت حول بعض الأمور المتعلقة بالمعرض بصورة عامة وبدورها بصورة خاصة ، ثم ودعتها وغادرت المنزل وهي تعدها بالعودة مرة أخرى لمقابلة والدتها وتناول الغداء معها.
لحظة إنطلاق سيارة السيدة فانهان وصلت السيارة التي اقلت والديها من المطار ، وما أن شاهدتها كيت حتى طارت من الفرح وخرجت من البيت وهي تركض نحوها لتحتضن امها بين ذراعيها ، تقبلها ، وتشدها الى صدرها وقد إختلط العناق بدموع الفرح فيما وقف الوالد يراقب لقاءهما المؤثر ، ويتأملهما بنظرات مفعمة بالمحبة والحنان ، وفي غمرة هذا الفرح العارم فضلت كيت ألا تطلع والدها على تلك الأخبار المشؤومة الآن ، ريثما يخلو لها الجو ويصبح بإمكانها ان تراه على إنفراد.
والحقيقة أن والدها شعر بالقلق عليها من جراء الكآبة التي كانت مرتسمة على محياها فور أن رآها ، لكنه لم يسالها شيئا إلا بعد ان أنتهوا من تناول طعام الغداء ، وتحلقوا حول صينية القهوة ، سألها:
" هل حدث شيء ما اثناء غيابي , يا كيت؟".
" نعم ، تعطلت السيارة".
" ماذا تقولين؟ وكيف حدث ذلك ؟وهل اصابك سوء؟".
" لا ، والحمد لله ، تلك هي مشيئة القدر ، يا ابتاه".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-12-11, 04:52 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هنا تدخلت الوالدة لتقول:
" متى كان الحادث يا حبيبتي؟".
والقت ذراعها على كتف زوجها لإسكاته ، ثم اضافت:
" لا أسف على السيارة ، يا إبنتي ، الحمد لله على بقائك سالمة ".
القت ذراعها الثانية على كتف كيت ، وتابعت تقول:
"كيف حدث ذلك ؟ لقد صدمت عندما رايت السيد ونتون في إستقبالنا على المطار لدرجة انني لم أستوعب تماما حديثه عن ثمة تعطيل حال دون مجيئك الى المطار ، فماذا دهاك حتى تتوجهي بالسيارة الى تلك المنطقة الوعرة ؟ ولماذا لم يتولى شريدان قيادة السيارة عنك؟ أين كانت سيارته ؟ كان عليه ان يأخذك معه بسيارته ما دام يريد شم الهواء ، لا بد لنا من ان نلتقي ، وسيري ماذا سافعل به هذا اللعين"
"إنه بريء يا اماه ، وانا المذنبة لأنني منعته من قيادة السيارة عني".
إنتهى الجدل عند هذا الحد ، أو الأصح أن الوالدة هي التي وضعت حدا لهذا النقاش العقيم ، كي تسمح لأبنتها باخذ قسط من الراحة لتتمكن من الإشتراك في المعرض الذي سيقام بعد ساعات قليلة من الان ، ذهبت كيت لترتاح في غرفتها ، بينما راحت الوالدة تخرج أمتعتها من حقائبها وتضعها في خزانتها ، وتضع الهدايا التي إشترتها لكيت من لندن في مكان خفي ريثما تاتي الساعة لمفاجاتها بها.
غير ا ن كيت لم تنم ، كيف يمكنها النوم وهي الغارقة في الهموم حتى أذنيها ؟ راحت تتساءل والمرارة تحز في نفسها : ( ترى ، اين يكون شريدان الآن ! وماذا عساه يفعل ، واين يكون والت ؟ ماذا كانت الحقيبة تحتوي بحيث كانت بالغة الأهمية بالنسبة الى والت ؟ أغمضت عينيها دون ان يغرب وجه شريدان عنها ، ظلت تتصور ، وتسمع صوته يحدثها ، وتتذكر بلوعة عدم إكتراثه لتوسلاتها وهي تمسح بمنديلها الدموع التي تفجرت من عينيها ، رافضة الإعتراف بما كان يؤرقها ن إلا وهو حبها الدفين لشريدان.
وفي الرابعة والنصف نهضت كيت من سريرها لتشرب الشاي مع والدتها ، بدت منتعشة ، خالية الباب من الهموم التي أربكتها قبل ساعات قليلة ، ولم يعد والدها الى البيت إلا عندما كانت على وشك الذهاب الى الفندق إستعدادا لحفلة الإفتتاح ، حيث ناقشت آخر تفاصيل الحفلة مع السيدة فانهان ، والتقت عارضات الأزياء اللواتي جئن من لندن والملايو وسنغافورة للإشتراك في المعرض ، وأمضت بعض الوقت مع مصممة الأزياء الصينية وإبنتها الموهوبة ، وقابلت مراسلي ومصوري الصحف ، ومجلات الأزياء ، ووكالات الأخبار العالمية الذين جاؤوا لتغطية أخبار المعرض ، وكم كانت دهشة مندوبة إحدى مجلات الأزياء اللندنية عندما إلتقت كيت هنا بعد أن إفتقدتها لمدة طويلة في لندن ، ولم تكن كيت أقل دهشة من هذه المندوبة حينما قابلتها ، نظرا لما هو معروف عنها من صدقها في نقل الأخبار ، أنها لا تحابي ولا توارب.
وما أن جلس جميع المدعوين في أماكنهم حتى رفعت الستارة وأعلن عن بداية الحفلة ، وسط عاصفة من التصفيق إشتدت عندما ظهرت الآنسة كيت على المنصة لتؤدي دورها.
ظهرت كيت على المنصة وهي ترتدي فستانا غاية في الفن والروعة بلونيه الأزرق والفضي ، إستهلت دورها بالمشي فوق المنصة برشاقة ، وهي تميل بخفر وحياء ، تارة الى اليمين وطورا الى اليسار ، ثم تدور على نفسها بحركات متوازنة دقيقة لم تستطع هتافات المديح والثناء وتصفيق الحاضرين تشويشها قيد أنملة ، وبلغ إعجاب الحاضرين الذروة عندما بدات تلعب القسم الأخير من دورها لتمشي فوق درابزين ضيق بشكل حدوة الحصان على طول منصة العرض ، فإنتزعت إعجاب الحاضرين ، وألهبت أكفهم بالتصفيق ، وبدا إعجاب الصحفيين واضحا ، وكان المصورون مشغولين بأخذ عشرات الصور لها
كل ذلك والسيد شريدان واقف خلف عامود من عواميد الصالة يراقبها من بعيد ، دون ان تراه ولا حتى يخطر ببالها أنه لا يزال في ماهور ، بقي ينتظرها حتى وصلت الى طرف الدرابزين حيث أصبحت تراه من هناك ، فلوّح لها بيده محييا وهو يقول بصوت هامس:
" عودي الى المكان الذي يناسبك ، أيتها الرائعة!".
قال ذلك وإختفى عن الأنظار ، تاركا إياها شاردة الذهن ، من امر ظهوره وإختفائه بمثل هذه السرعة الخاطفة.
كانت لا تزال ترتعش من تلك المفاجاة عندما غادرت المنصة وذهبت الى غرفة الملابس لتغيير ثيابها ، غير شاعرة بعاصفة التصفيق التي رافقت إنتهاء دورها ، وما ان عادت وإختلطت بالحاضرين حتى إنهالت عليها التهاني من كل حدب وصوب ، هذا يصافحها ، وآخر يهنئها ، وذاك يتمنى لها مستقبلا باهرا في عالم الأزياء ، وأجرت مقابلات واحاديث مع العديد من الصحفيين ، وعدتها صديقتها مندوبة مجلة الأزياء اللندنية بنشر مقالة مصوّرة عنها في مجلتها ، وإكتملت فرحتها بان أهدتها السيدة كي لون ، مصممة الأزياء الصينية ، نزولا عند رغبة إبنتها الموهوبة كيم ، الثوب الذي عرضته امام المشاهدين ، إلا أن كل هذا المديح والثناء والإعجاب لم يعطها ذلك الشعور بالنجاح الذي كان يراودها قبل أن ينتزعه منها السيد شريدان بظهوره المفاجىء أمامها وإختفائه عن الأنظار.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-12-11, 04:53 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يستغرق ظهور عارضات الأزياء الأخريات وقتا طويلا ، أدوارهن كانت ثانوية بالنسية الى دور كيت ، التي أسند اليها الدور الرئيسي نظرا لخبرتها في هذا المجال ، وما أن إنتهين من آداء أدوارهن ، الواحدة تلو الأخرى ، حتى تحوّل المعرض الى حفلة راقصة ، تخللها الكثير من المرح ، لم يتاخر أحد من الحاضرين عن الإشتراك في الرقص تلبية لنداء الموسيقى الحالمة سوى كيت ، التي بدت لجوجة ، دائمة الحركة كأنها تبحث عن شيء هام إفتقدته ، الى ان وجدت ضالتها المنشودة في شخصية والدتها جالسة في اقصى طرف الصالة مع السيد ماديسون ، فوجئت قبل أن تصل الى والدتها بيد تربّت على كتفها من الخلف ، فإستدارت لتجد نفسها وجها لوجه امام والدها ، صدمت من رؤية ملامح الوجوم والقلق بارزة بوضوح على وجهه ، ومن لهجته الجافة عندما سالها:
" لماذا لم تخبريني يا كيت؟".
" ماذا أخبرك؟ لست أفهم ماذا تعني".
" والت ، ألم تسمعي عنه شيئا ؟ لقد عتقلوه في مدينة بنانغ".
" يا إلهي ! ولكن كيف إعتقلوه ، ولماذا؟".
" لا تخفي عني شيئا ، يا كيت ، كل الناس في ماهور يتداولون الأقوال والشائعات حول إختفائه قبل يومين ، ألم تسمعي هذا الخبر؟".
" نعم ، سمعت انه يحاول الهرب".
أمسكته بذراعه وهي محتفظة بهدوء أعصابها وقالت:
" تعال معي يا أبي لنتحدث في مكان ىخر ، كان بودي ان أطلعك على الخبر حال وصولك ولكنني لم اجد الفرصة مناسبة".
وجهت خطواته الى غرفة الملابس التي وجدتها لحسن حظها خالية من الناس ، فدخلتها ولحق بها.
ولأول مرة منذ وصولها الى ماهور شعرت كيت بالإرتياح ، لقد توفرت لها الفرصة الوحيدة التي طالما حاولت إقتناصها ، في سبيل الوصول الى الإجتماع بوالدها على إنفراد ، بغية إقناعه للبوح لها بالقلق الذي يراوده بصورة دائمة ، وبحقيقة العلاقة القائمة بينه وبين والت ، وحقيقة الأسباب التي تجعله يبدو وكأنه دمية يلهو بها والت حسبما يشاء وساعة يشاء ، وحقيقة الإشاعات التي راجت على أثر إنتحار ليلى زوجة والد والت الثانية بسبب تعلقها به.
جلست امامه وهي لا تتمالك نفسها من إخفاء مظاهر الإرتياح الذي غمرها كأنها تعيش أحلى فرصة في حياتها وبادرته بقولها:
" ليلة البارحة إتصل بي والت هاتفيا وسالني عما إذا كانت حقيبته عندنا ، ثم طلب مني ان أحملها اليه بعد أن أعطاني عنوانه ، وبعد أخذ ورد وافقت على الذهاب وتسليمه الحقيبة ، لم يخطر ببالي أبدا أن شريدان كان يراقبني في تلك الساعة المتأخرة من الليل ليباغتني وانا اهم بفتح باب السيارة والركوب فيها ، ويصر على مرافقتي رغم إرادتي ، لم يكن يهمني كل ذلك لو لم يستول على الحقيبة ، إنها معه الآن ، فما العمل؟".
" يا له من تافه".
نهض من مقعده ، واضاف:
" كنت أتوقع حدوث ما حدث ". كان يذرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وهو حائر ومرتبك ، كأنه لم يستوعب بعد ما قالته ليأخذه بجدية ، فإستوقفته بمدة من يدها وهي تقول له بلهفة:
" اخبرني يا والدي ولا تخف عني شيئا ، بحق السماء ، الى أي مدى انت متورط في هذه الأمور؟ لا يهمني أمر والت إطلاقا ، ولا أعمال التزوير التي يقوم بها ، فهذه امور يلاحقها شريدان ويتحرّى عنها ، وإنما يهمني معرفة ما إذا كان بإمكان والت ن يجرك الى مشاركته في المسؤولية عن تلك الأعمال الشائنة التي يمارسها ، أخبرني ، صارحني الحقيقة لأن قلقي عليك يكاد يقتلني".
" كلا يا كيتي ، والت لا يستطيع أن يورطني معه باي شيء ، ولكنني لا أفهم لماذا يستدرجك الى التورط في أمور لا علاقة لك بها ، لا يحق له ابدا أن يزجك في أمور لا تعني أحدا سواه ، غريب ، شيء غير معقول".
" لم يكن بوسعي ان ارفض، الواضح أنه يحاول إبتزازي وتوريطي في أشياء غير مستحبة تماما كما يحاول إبتزازك وتهديدك منذ زمن طويل ". ولما لم يرد عليها ، إذ بقي صامتا يتاملها بوجوم وقلق ، أضافت تقول:
" كنت أسمع الإشاعات ولا اصدقها لكن تواتر الأحداث بطريقة دراماتيكية جعلني أميل الى تصديقها ، أرجوك يا والدي أن تخبرني الحقيقة ، ان تبوح لي بمكنونات صدرك ولو مرة واحدة في حياتك حتى أعود الى لندن وأنا مرتاحة البال ، إنني قلقة ويكاد القلق يقتلني ، ارجوك ، يا ابتي ، قل لي الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة".
صمتت تراقب خطواته المضطربة وحركاته المثيرة للقلق ، وهو يحدق في وجهها حينا ويرفع رأسه نحو السقف حينا آخر وكانه يستعد لخوض الجولة الحاسمة التي إستدرجته اليها بلباقة وجرأة ، ثم إقترب من الكرسي وألقى بثقله عليه وهو يتأملها تارة ، ويحول ناظريه عنها طورا الى أن إقتنع بأن لا مفر له من الأعتراف لها بجميع الحقائق ، فبدأ يروي لها القصة الكاملة قائلا:
" لا يخفى عليك أن العلاقة بيني وبين والت بدأت طبيعية مثلها مثل أي علاقة تنشأ بين شخصين يعملان معا في شركة واحدة وظلت علاقتنا حسنة الى أن إشتبهت بأنه يحيد عن طريق الفضيلة ، لكنني لم أحرك ساكنا في بداية الأمر بإنتظار ان تتوضح الأمور أكثر وأكثر ، وتعاقبت الأمور والأيام لتدفعني الى الإعتقاد بأنني كنت على صواب ، كل شيء كان واضحا ويدينه بما لا يقبل الشك..... تبذيره للمال ، السيارات الفخمة التي كان يقتنيها ، النساء اللواتي كان يعاشرهن ، فضلا عن لعب الميسر ... كل هذه التصرفات التي كان يمارسها كانت تدينه ، لا سيما وأنني كنت أعرف تماما أوضاعه المالية والراتب الذي يتقاضاه ، أخيرا إقتنعت بانه كان يسرق من أموال الشركة وحذّرته من عواقب السرقة الوخيمة ، ونصحته بالكف عن السرقة ، وعرضت عليه مساعدتي لتمكينه من تسديد ديونه إذا كان متورطا في الديون".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-12-11, 04:55 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وصمت ليلتقط انفاسه وهو يتأمل أجواء الغرفة ، ثم تابع يقول:
" لكنه أنكر كل شيء وغيّر مجرى الحديث ليحدثني عن ليلي ويهددني بانه سيخبر امك عما وصفه بعلاقات مشبوهة بيني وبينها إذا ظللت أتدخل في شؤونه ، فماذا كان بوسعي أن افعل؟ ما كنت أملك برهانا قاطعا ضده ، وعلى إفتراض ان لدي هكذا برهان ، لم املك الجرأة الكافية لإعلانه ، حدث كل ذلك قبل مجيء شريدان ، كان من واجبي ان أعلمه بما يخامرني من ظنون لكنني طويت السر بين ضلوعي على أمل ان يكتشف امره عاجلا ام آجلا ، يقينا مني بأن سعادة زوجتي هي أغلى شيء عندي".
سألته بإلحاح:
" وماذا بعد؟".
" لا ، ابدا ، هذه هي القصة كلها ، من البداية حتى النهاية ، انا لا أصدق بأن إبنتي الغالية تميل الى إتهامي بالسرقة ، صدقيني يا عزيزتي بأنني لم ولن أمد يدي لأخذ فلس واحد ليس ملكي ما بقيت حيا ".
بقيت كيت صامتة وهي تشعر بالإرتياح بعد ان أيقنت أن لا خوف على والدها من إتهامه بالسرقة ، ولكن ماذا عن ليلي عن ليلي وحقيقة الإشاعات التي إنتشرت حول علاقتها بوالدها ؟ وما دامت الفرصة مناسبة الآن ، عليها ان تنتهزها وتلح عليه كي يروي لها القصة كما عاشها هو ، وهكذا إقتربت منه وعانقته بحرارة ثم سألته:
" ماذا كانت طبيعة العلاقة بينك وبين ليلي ؟ هل القصة التي إنتشرت صحيحة ؟".
" الى حد ما صحيحة ، ولكن ليس حسبما يرويها والت".
" هل لك أن تخبرني إياها يا أبي؟".
قالت ذلك همسا ، وأضافت:
" ولا تنس أنني كبرت واصبحت أفهم مجريات الحياة على حقيقتها وادرك بالتالي أنك لن تفعل شيئا يسيء الى أمي".
"ما كان بودي ان أحدثك عن أمور كهذه بعد ان أصبحت في خبر كان ، لا باس ، سأخبرك الآن ، ليلي كانت مسكينة ، عاشت حياة بائسة في طفولتها ثم تزوجت أول رجل طلب يدها إعتقادا منها بان هذه الطريقة الوحيدة للخلاص من البؤس والشقاء ، وشاء سوء طالعها ان يكون والد والت ذلك الرجل الأول الذي طلب يدها، كيت أنا لم أحب ليلي بالمعنى الحقيقي للكلمة ، مستحيل ان أحب ليلي او غير ليلي لأن أمك كانت المرأة الوحيدة التي أحببتها ، لكنني كنت اشفق عليها وعلى حياتها المضطربة في مزرعة زوجها ، وقد زاد في تعاستها وشقائها ان السيد مارت ، والت والت ، لم يتمكن من نسيان زوجته الأولى ، وإن كان يعامل ليلي بلطف ويحبها على طريقته الخاصة ، كان يلح عليها كي تنجب له إبنة، إنه مغروم بحبه للبنات ، ألا تذكرين كم كان يلاطفك ويحبك؟".
أومأت كيت راسها بالموافقة وقد إستيقظت في خيالها ذكرى الرجل اللطيف الكريم الذي كانت تناديه العم مارت ، ولسان حالها يقول : ( شتان ما بين ذلك الأب النبيل وهذا الإبن الحقير ).
وتابع والدها حديثه قائلا:
" لكن فكرة إنجاب الأولاد أفزعت ليلي ، لا لشيء إلا لأقتناعها بأنها ستتعرض لحادث خطير ساعة الولادة ولن يتمكن الأطباء من إنقاذها نظرا للمسافة الطويلة التي تفصل بين المزرعة التي تقيم فيها والمدينة ، لذلك رفضت الإنصياع لطلبه ، ثم لا تنسي كم كان والت شقيا وصعب المراس لدرجة أن جميع محاولاتها الرامية لأرضائه ، ومعالجة اموره ، والتكيّف معه ذهبت أدراج الرياح ، حتى باتت تنتظر عودته الى حيث اتى ، كل ذلك وهي صابرة وراضية بحياتها التعيسة ، الى أن طفح الكيل فإتصلت بي ، باحت إلي بكل متاعبها ومصاعبها ن فحاولت قدر إستطاعتي أن أخفف عنها حدة تلك المتاعب ، وأكدت لها بأن والت سيعود الى جادة الصواب بعد ان يتجاوز سن المراهقة ، فماذا كانت النتيجة ؟ كانت النتيجة أن ليلي بدأت تظهر تعلقها بي".
صمت وقد إحمرت عيناه من فرط الأسى الذي بدأ يحز في نفسه ، ثم أضاف:
" ومنذ ذلك الحين أصبحت الحياة أشبه بكابوس مزعج ، ومع ذلك بقيت أتابع حياتي كأن شيئا جديدا لم يطرأ عليها ، تصوري ، يا كيت ، كم اصبحت الحياة صعبة بالنسبة لنا جميعا ، وكم كان موقفي حرجا كلما ذهبت أنا وأمك لزيارتهما في مزرعتهما ، أو كلما جاءا هما لزيارتنا في ماهور ، وما أدراك كيف كانت ماهور في تلك الأيام ! كانت ماهور بلدة صغيرة ، لم يكن فيها سوى فندق واحد ، وبضعة تجار ، ومصرف واحد ، ولم يكن فيها اية شركة طيران ، سكة الحديد كانت الوسيلة الوحيدة للسفر ، والزوارق التي كنا نشم الهواء فيها اثناء العطلة الأسبوعية".
وصمت لحظة كأنه يحاول أن يجمع شتات أفكاره ويستعيد أنفاسه ، ثم تابع قابلا:
" ونظرا لصغر البلدة كان جميع سكانها يعرفون بعضهم البعض ، وهنا تكمن مشكلتي إذ كان الناس يتصورونني ذاهبا لملاقاة ليلي كيفما تجولت وحيثما إتجهت ، ولكن المشكلة الكبرى جاءت عندما إلتقيت ليلي ذات يوم وأخبرتني بانها تحبني ، شيء غير معقول ولكنه حدث ، وادهى من ذلك أنها إنفجرت بالبكاء عندما حاولت صدها عن غيّها وانا ألاطفها وأمازحها ، يقينا مني بأن افضل طريقة لمواجهة ذلك الموقف غير المعقول إطلاقا هي بتحويل الواقع المرير الذي عبرت عنه الى نكتة ، لكنها اصرت على موقفها وراحت تطلب مي أن أحبها ونهرب معا ، وعبثا حاولت ان أقنعها بأنها تطلب المستحيل ، فلم تقتنع ، إذ كيف يليق بي أن اضحي باعز مخلوقتين عندي في العالم ، انت وامك ، وبأعز صديق عندي ، تعرفينه ، أليس كذلك ! في سبيل حب طائش ! مستحيل أن يحدث شيء كهذا وقد أفهمتها بالقلم العريض ، فلم ترد ان تفهم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 12-12-11, 04:56 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صمت وهو يتنهد بصوت متهدج ، ويداه ترتعشان وعيناه تتأملان كيت بصورة غريبة كأنهما تتوسلان اليها كي تفهمه كل الفهم ، وتابع حديثه:
" كيت ، أحلفك بشرفك ... ماذا تقولين عن رجل يتهرب من مد يد المساعدة لأمرأة تستغيث به لإنتشالها من بؤرة احزانها ؟ وكيف تصنفينه؟ ألا يستحق مثل هذا الرجل ابشع الوصاف واحقرها؟ هكذا رجل ، برأيي ، لا يمكن ان يكون إلا عديم الشفقة ومجردا من الإنسانية ، هكذا كان وصفي بالنسبة اليها ، يا كيت ، إذ وجدت نفسي مرغما على مواساتها ، وعمل أي شيء من شانه ان يحول دون وقوع الكارثة ... فطوقتها بذراعي للمرة الأولى والأخيرة في حياتي ،وشاء القدر ان يرانا والت ويفسر ذلك على طريقته الصبيانية الخاصة ، كان والت صبيا لا يمكنه أن يدرك أنني كنت أحاول أن اقنعها بالعدول عن مخاوفها التي لا مبرر لها ، واتوسل اليها كي لا تعرض حياتها الزوجية للخطر حتى أقنعتها بان تعود الى المنزل ، وتستقر في حياتها الزوجية ، وتكون زوجة وفية للسيد مارت ، وأنا بدوري صرت أتجنب اللقاء بها ، غير ان الرياح كانت تجري بما لا تشتهي السفن إذ اضطر السيد مارت على السفر الى سنغافورة في رحلة عمل ولم ترافقه ليلي هذه المرة كعادتها ، وقبل ان تقلع طائرته من المطار فوجئت بالخادم يسلمني رسالة من ليلي تقول فيها بأنها بذلت قصارى جهدها كي تستقر في حياتها مع السيد والت فلم تستطع ، وإنها تنوي ان تتركه لأنها لا تستطيع الإستمرار في العيش معه بسبب حبها لي ، الى أن إنتهت الى القول بأنها ستكون بإنتظاري في الفندق ،وهي تتوسل الي قائلة : ( إنني أرجوك ان تأتي يا حبيبي لأنني لا استطيع العيش بدونك )"، وصمت فيما ظلت إبنته تحدق في وجهه بكل حواسها وجوارحها ، وكأنها تريد ان توحي له بمتابعة حديثه ، فهز براسه وتابع يقول:منتديات ليلاس
" في مثل هذه الظروف ، فعلت الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه الشيء الصحيح ، اما بالنسبة الى ما كان سيحدث فيما لو لبيت توسلاتها الحارة فالعلم عند الله وحده ، وهكذا طويت الرسالة وكتبت على ظهرها : ( يجب ان تعرفي جوابي ، يا ليلي ، فما لك ولهذه الفكرة المجنونة ) ، ثم وضعتها داخل الظرف وقلت للخادم كي يذهب ويسلمها للسيدة مارلو ، وما أن غادر الغلام حتى خرجت أنا بدوري للقيام بزيارة الى الناحية الشمالية للمزرعة لمدة يومين حسبتها كافية لإعادة الأمورالى نصابها الصحيح ، إذ سيعود السيد مارت خلالها الى بيته ، وليلي ، إما أن تعود الى جادة صوابها وتعقلها وإما أن تذهب لوحدها ، وكان أن حدث ما حدث خلال تينك اليومين ، ولدى عودتي الى البيت سمعت بالخبر المفجع".
غلبه الصمت وهو يخفي وجهه بيديه ، قبل ان يتطلع ثانية الى إبنته ويضيف بمرارة:
" ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بوخز الضمير ، ولكن أنّى لي بمعرفة ما كان سيحدث ، وماذا كان يتوجب علي عمله؟".
" لست ادري ، لست أدري!".
ردت كيت بصوت هامس:
" رد والمرارة تحز في نفسه :
" لو ذهبت الى الفندق لكانت المصيبة أدهى وامر ، وكنت أشعر بأن علي أن أكون مخلصا لزوجتي وإبنتي قبل أي شخص ىخر ، هذا هو الجرم الذي كان يثقل ضميري طيلة تلك السنوات الماضية ، وهذا هو الماخذ الوحيد الذي يلوح به السيد والت ضدي ويهدد بتحطيم قلب زوجتي به".
"كلا ، يا عزيري ، ليس بعد اليوم!".
سمعا صوتا يقول ذلك بنعومة من خلف الباب.
هز رأسه ، بينما إستدارت إبنته لترى لدهشتها والدتها واقفة على مقربة منهما ، ثم مشت وجلست بجانب زوجها المذعور وهي تخاطبه:
" لماذا كتمت عني كل هذه الأخبار؟".
"من اجل ان نبقى سعداء ، يا عزيزتي ، لا ، لم يكن بوسعي المجازفة بسعادتنا في سبيل حب وهمي!".
" لكنني كنت اعرف".
ووضعت يدها في يده ، ثم اضافت:
"مسكينة ليلي ، لم تنجح ابدا في إخفاء مشاعرها نحوك كلما كانت تذكر إسمك ، كنت أدرك حقيقة شعورها بحدسي ككل امرأة تحب زوجها".
" ومع ذلك أخفيت عني أرتبابك بوفائي!".
" لا يا عزيزي ، ولا مرة إشتبهت بإخلاصك لي ، لكنني لا أنكر بان قلبي كان يحدثني احيانا بأن وراء الأكمة ما وراءها ، ولطالما حدثتني نفسي بأن افاتحك بهذا الموضوع ، لا لشيء إلا لأنبهك الى الإشاعات الرائجة حول العلاقة القائمة بينكما ، ثم كنت أمسك لساني عن الكلام ، لو أنني فعلت ، آه ، من يدري لربما كنت تفاديت وقوع الكارثة".
صمتت تتأمله بحنان ، ثم أضافت:
" لم افاتحك بالموضوع لأنني إحترت كيف ومن اين اطرح مثل هذا الموضوع ، خاصة لأنني احبك واثق بك ، واعرف تماما انك تحبني".
قالت ذلك وهي تسحب يدها من بين يديه برفق ، ثم نهضت وقالت لهما بمرح:
" هيا بنا نذهب الى البيت كي ننام ملء الجفون بعد أن إنجلت القلوب وتبددت الغيوم الكالحة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هليتون, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the beach of sweet returns, عبير, قبل ان ترحل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170495.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ‚ط¨ظ„ ط£ظ† طھط±ط­ظ„ ظ…ط§ط±ط¬ط±ظٹ ظ‡ظٹظ„طھظˆظ† This thread Refback 04-08-14 01:27 AM


الساعة الآن 11:25 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية