لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 05:13 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" انت تهددني ! ؟".
" كلا ، وإنما حذّرتك وأنذرتك من مغبة التعاطي معي كانني أبله!".
هنا أيقنت كيت بحدسها انها تواجه موقفا غاية غاية في الحرج والخطورة ، نظراته ، نبراته ، ملامحه ، وكل حركاته كانت تنبىء بأنه مصمم على النيل من كرامتها بطريقة أو باخرى وليس امامها سوى طريقة واحدة للإفلات من المصيدة التي دبّرها بإحكام للإيقاع بها ، لكن ، كيف تهرب منه وقد صدّ بوجهها جميع منافذ الهرب؟ أزاء هذا الموقف المتأزم والمحرج للغاية فكرت بأن لا مناص لها إلا أن تلاطفه وتوهمه بلياقة بانها ستكون وفية ومخلصة له من الان وصاعدا ، ثم بادرت الى لعب دورها بقولها له وهي تمد يدها مداعبة ظنا منها بانه كان يعاملها بقسوة تحت تأثير الإنفعال، وعن غير قصد :
" إغفر لي تصرفاتي الشاذة وكلماتي القاسية .........أرجوك أن تسامحني لأنني كنت خائفة وقلقة ، دعنا نؤجل مناقشة موضوعنا الى وقت آخر ..... هيا اعدني الى البيت فالوقت أصبح متاخرا جدا ولا بد من ان يكون والدي ينتظر عودتي بقلق بالغ".
أجابها بسخرية من نوع مختلف حوّلت إحمرار وجهها الى إصفرار ، خاصة عندما كرر إسم والدها بأحتقار مشفوعا بضحكة صفراوية:
" من حسن حظك يا كيت ، غنني كنت كتوما عندما كنت صغير السن".
" ماذا تقصد؟".
وضعت يدها على فمها من فرط الحيرة وتابعت:
" ما معنى كل هذا الحديث؟".
"كفى ، يا كيت ، كفاك التصرف معي كأنني أبله ! آن الأوان كي تكفي عن التظاهر بالجهل".
" صدقني يا والت إنني احترمك واقدر رجاحة عقلك ، ورحابة صدرك".
هنا إنفرجت أساريره ، وغابت مسحة الغضب والكآبة عن وجهه فأيقنت كيت أن لا بد من وجود علاقة بين تصرفات والت الآنية نحوها وملامح الحيرة الظاهرة بصورة دائمة على وجه والدها ، وكان ذلك كافيا لها لمتابعة الحوار من زاوية مختلفة ن فسألته بهدوء:
" هل لك يا والت ان تخبرني عن حقيقة الدوافع التي جعلتك توجه اليّ كل تلك التلميحات المحرجة والجارحة ؟".
" أجل ، كنت اقصد ان والدك مسؤول عن وفاة خالتي ، يعني زوجة والدي الثانية".
ساد على الأثر صمت رهيب ، وصارت كيت تنتفض من شدة الصدمة التي اصابتها من غرابة وغموض العلاقة القائمة بين والدها والحادث الذي حل بخالته ، وتساءلت : ( لماذا يا ترى يظل الناس يذكرون ليلي كلما خطرت ببالهم ذكراها على أنها ليلي دنتون بدلا من السيدة مارلو؟ ثم علّقت على إتهام والدها بذلك الحادث المشؤوم قائلة:
" لا شك انك جننت ، يا والت !".
" هل هذا كل ما يمكنك قوله بهذا الشان؟".
وإقترب منها حتى كاد وجهه يلامس وجهها ، ثم صرخ بوجهها قائلا:
" تلك هي الحقيقة ولا شيء إلا الحقيقة ، وكل الأصابع تشير الى والدك بالاتهام".
" أنا لا اصدق...... لا يمكنني تصديق ذلك.....".
راقبته يائسة فيما كان يهز راسه إستخفافا ، ثم أردفت تقول بلهجة حادة:
" لكن كيف ولماذا فعل ذلك بها..... ولماذا لم توجه اليه اية تهمة في حينه؟ ولماذا لم تجر أية تحقيقات ؟ ؟ نعم ، لماذا لم تقم العدالة بالتحقيقات اللازمة لجلاء الحادث..... غريب ! شيء غريب لا يصدق".
تلعثمت في الكلام ، فصمتت قليلا ثم عادت الى القول :
" أنا لا أصدق ولا أفهم كيف تجرؤ على قول أمور خطيرة كهذه !".
" اجرؤ على الكلام لأنني ملم بجميع الأمور".
" انت؟ أنت سمعت وعرفت كل شيء ؟ كيف ؟ وما الذي سمعته؟".
" خالتي كانت مولعة بوالدك الى حد الجنون، ولم تتزوج والدي إلا هربا من الحياة التعيسة التي تعيشها ، ثم تعرفت على والدك الذي كان سريع الإستجابة لشتى الأهواء والرغبات ، لم يخطر ببالها يوما ان احدا يعرف شيئا عن علاقتهما ، ولكنني عرفت كل شيء".
قال ذلك وصمت يفكر بينما بدت كيت مضطربة وهي تشهق وتتنهد بصعوبة ، لا تدري كيف تدافع عن والدها ، الى أن هدأت اعصابها قليلا فحاولت الرد على اقواله ، لكن والت كان اسرع منها في الكلام وتابع يقول:
" كانا يلتقيان عند البحيرة الطبيعية القريبة من الشاطىء ، هناك كان ملتقاهما ون كانا يلتقيان في غير مكان ، ذات مرة زعمت أنها ذاهبة لزيارة عائلة ماديسون ، لكنها ذهبت لملاقاته في قطاع كالونغ ، عرفت ذلك لأنني تبعت أثرها حتى ادركتها ، فماذا كانت النتيجة ؟ كانت النتيجة ان قررا الهرب معا".
كل ذلك وكيت تهز راسها غير مصدقة وتتمنى لو كان بوسعها محو كل هذه القوال من ذاكرتها ، وكلها أقوال تسيء الى سمعة وكرامة والدها العزيز جدا على قلبها ، كان بودها ان تقول شيئا لو إستطاعت الى ذلك سبيلا ، لكنها بقيت عاجزة عن الكلام بعد كل ذلك الإحراج ن فإكتفت بتمتمة بضع كلمات مبهمة ، بينما تابع والت حديثه قائلا:
" الحقيقة انا اصدق بأنك تجهلين كل تلك الأمور التي فاجاتك بالإطلاع عليها ، يقينا مني بأن ليس هناك من يخبرك عنها ، حتى والدي كان آخر من سيحدثك عن الموضوع وآخر من يسيء الظن بنوايا وتصرفات أقرب المقربين اليه من اصدقائه ، علما بانه كان يشتبه بوجود رجل آخر في حياة ليلي ، أما والدك الذي تعبدين فما كنت اتصور يوما أنه سيبوح لك بالسر ، طالما أنه لم يملك الجرأة للذهاب الى ليلي التي إنتظرته لمدة يومين دون فائدة ومعها بطاقتا سفر في حقيبتها إستعدادا لرحيلهما سويا ، لم يخنه الحظ وإنما الجرأة هي التي خانته ، ولما إنتظرت على غير طائل وبدون ان ترى له اثرا ، لم يعد بوسعها أن تتراجع بسبب البلبلة والقيل والقال فقررت وضع حد لحياتها بالطريقة المأساوية التي كثر الحديث عنها ولا يزال ، اجل ، ألا يكفي كل هذا لإلصاق التهمة بوالدك؟ بلى ، يكفي ، هو وحده المسؤول عما حدث".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:15 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تنهدت الانسة كيت وردت عليه قائلة بهدوء وهي تتنهد:
" آه ، بودي ان اصدق لو إستطعت ولو كان ذلك معقولا ، لكن لا ، لا تقل ذلك يا والت ،حرام عليك أن تثير تهمة بعيدة عن التصديق، ومن أدراك ان ذلك الشخص كان والدي ! ألا يعقل أن يكون هناك شخص آخر؟".
" إنني أملك الدليل ، ياكيت ، وجدت مذكراتها الخطّية وقرأتها بعد ان كلّفني والدي بترتيبها وجمعها ....... اظنها كافية ، اليس كذلك؟".
إستدارت كيت نحو البحر وراحت تطيل النظر اليه فلم تر سوى أشباح ماض بغيض متداخلة مع أشباح مستقبل جميل وهي تصغي الى نبضات قلبها يردد حقيقة كل كلمة قالها والت ، وتتصور الطريقة البارعة التي إتبعها في سياق حديثه عن ليلي ،وعن والدها ، وعن مجريات الأمور ، إنطلاقا من ذلك اليوم الذي إلتقيا فيه وصارا يتواعدان على القاء خفية ، ووصولا الى ذلك اليوم المشؤوم الذي وضعت ليلي فيه حدا لحياتها بعد أن عجز حبيبها عن المتابعة معها ، ثم تدحرجت الدموع بغزارة على خديها وهي تتساءل والمرارة نحز في نفسها: ( هل كان والدي عديم الإخلاص والوفاء الى هذا الحد؟ غير معقول ، أنا لا أصدق ، ربما اخطأ التصرف فحسبه البعض خيانة ، هل كانت والدتي على علم بعلاقته مع ليلي ؟ مسكينة ، إذا كانت تعرف ، ومن يدري ! ربما كانت القصة من نسيج خيال والت بغية الوصول الى غرض ما ، التفتت الى والت وسالته:
" ما زلت لا افهم المغزى الكامن وراء إطلاعي على تلك المأساة بعد مرور 15 سنة عليها ، رغم أنني لا أزال غير مقتنعة بها".
" أستطيع إقناعك ، إذا شئت!".
وصمت ، وكيت ظلت صامتة ايضا وهي تفكر بوالدها المسكين ومتابعة رفضها تصديق روايته وتحديه الى أن تسمع الحقيقة من فم والدها بالذات ، وبعد ذلك ، سيكون لكل حادث حديث ، ثم سالته بهمس:
" ماذا يفيدك أن صدقتك بأقوالك ، إذ ان ذلك لن يغير شيئا الآن".
"ولهذا السبب اخبرتك ولنني لا اريد أن يطرا أي تغيير".
ومشى بسرعة نحو السيارة وقد شبك ذراعه بذراعها فإندفعت هي الأخرى بجانبه حائرة ومرتبكة من هول الصدمة التي أصابتها على أثر الأقوال التي سردها لها ، ولما وصلا الى السيارة ، توقفت كيت وحدقت فيه بحدة ثم سالته وهي ترطب شفتيها بريقها:
" قل لي ن يا والت ، ماذا تريد مني؟".
" هل لي أن أفهم من نبرة سيدتي كيت أن شيئا من التغيير طرأ عليها؟".
قالها وهو يفتح باب سيارته.
" كان بإمكاني أن أعرف......يجوز أنني ذهبت ضحية لعملية إبتزاز وتشهير".
فرد عليها وهو يضحك ضحكة مصطنعة:
" لا شسء يضاهي هذه الإشارة الدراماتيكية ، مهما يكن ، لم اتوقع ان تأتي المصالحة بيننا بهذه السرعة ".
"وليكن معلوما لديك إنني لن اسمح لك بإبتزازي أو تشهيري ، لا معنويا ، ولا اخلاقيا ، ولا من يحزنون".
" يؤسفني القول أ مجال الخيار أمامك ضيق للغاية".
" أجل ، ما هو الثمن الذي تريده؟".
" قد أكون صديقا وفيا أو عدوا لدودا ، إذا كنت تقدرين قيمة سعادة والدك ، ارجوا لا تتجاهلي ذلك في المستقبل ، على فكرة ، هناك شيء آخر يجب ان تفهميه وتتذكريه جيدا وهو الإبتعاد عن براد شريدان ،واعذر من أنذر".
ثم ركبا السيارة وإنطلقت بهما وهما غارقان في التفكير والحيرة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 10:40 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- لا اصدق


الانسة كيت لم تنم تلك الليلة ، كان بودها ان تنام كي ترتاح اثر يوم حافل بالمفاجآت غير السارة ، فلم تستطع ، فالهواجس المقلقة والحشرات المزعجة التي تكثر في المناطق الإستوائية اثناء الليل ، والجو الساخن والمشبع بالرطوبة ، تآلفت فيما بينها وتكتلت ضدها لتجعل ليلتها جحيما لا يطاق ، وهكذا امضت الليل وكأنها تخوض معركة ضارية ضد الأرق والقلق دون ان تلوح في الأفق اية بادرة أمل في الإنتصار ،وهي تتلوى ، وتتاوه ، وتتقلب في سريرها من ضراوة المعركة الجارية ، ولم يغمض لها جفن إلا بعدما أعياها التعب والإرهاق مع إقتراب بزوغ الفجر.
والجدير بالذكر انه لم يسبق للانسة كيت ان شعرت بمثل ما تشعر به الآن من حزن وأسى وقلق ورعب ، رغم التجارب القاسية ، وما أكثرها ، التي مرت بها حتى الان ، ولعل ذلك يعود الى خطورة القضيةالتي كشف لها معظم ملابساتها وخيوطها السيد ولت ، وما ادراك ما يجوز أن تجره على العائلة بأسرها من ويلات ومصائب إذا صحت رواية السيد والت عنها ، ومع ذلك كانت تميل الى الإعتقاد بأن القصة لفّقها والت ونسج خيوطها من وحي خياله بقصد الإبتزاز.
منتديات ليلاس
عندما إستيقظت كانت تشعر نفسها رازحة تحت وطأة الهموم ، وفكرت بأن الشخص الوحيد الذي يمكنه إراحة ضميرها من كافة الهموم التي تخامرها وتنغص حياتها هو والدها ، وحده والدها ، إذا وافق على إزاحة الستار عن خفايا وخبايا الحادث الذي أودى بحياة ليلي ، يؤكد أو يدحض صحة الرواية التي حكاها لها والت عن ذلك الحادث المشؤوم ، وقررت بالفعل مفاتحة والدها بالموضوع والإلحاح عليه حتى يعترف لها بالحقيقة ، إلا أنها غيّرت رأيها وأجّلت ذلك لمناسبة اخرى ، فقد كان والدها مسرورا عندما جاء يودعها ويطبع على جبينها قبلة حنونة قبل ذهابه الى العمل ، فعدلت عن مفاتحته بموضوع خطير كهذا لئلا تعكر عليه صفاء هذا النهار.
وما ان خرج والدها من المنزل حتى بدأت تفكر بما عساها تفعله اليوم لإلهاء نفسها عن الهموم والظنون التي تخامرها من مجرد التفكير بما جرى بينها وبين والت ليلة أمس ، وبعد قليل إستقر رأيها على الخروج من البيت والذهاب الى الشاطىء حيث يمكنها القيام برحلة بحرية على متن يخت العائلة.
إلا انها تريثت في الخروج وهي تفكر بالأسباب التي جعلت والدها ، في المدة الخيرة ، يلجأ الى تقتير نفقات المعيشة الى حد التقشف ، فتصورت ان والدها إنما الجأ الى تخفيض نفقات المعيشة كي يتمكن من دفع بعض المال للسيد والت ليشتري به سكوته عن تورطه في الحادث الذي تعرضت له ليلي ، وتساءلت : هل يحاول والت إبتزاز المال من والدي بطريق التهديد أوالتشهير به؟ ربما ، ولكن يجب معرفة الحقيقة قبل إتهامه بممارسة عملية الإبتزاز ، ومن ثم التصدي له لإيقافه عند حده.
والحقيقة أن معرفة ما إذا كان السيد والت يمارس عملية إبتزاز المال من والدها بسيطة جدا ، إذ يكفي مراجعة دفاتر شيكاته لمعرفة الخبر اليقين ، وهكذا سارعت الى خزانته ففتحتها وبدأت تفتش عن تلك الدفاتر ، فلم تجدها هنا وإنما وجدتها موضوعة في احد أدراج مكتبه ن وراحت تقلب كل أرومة من ارومات تلك الشيكات المحررة والمسحوبة ، وتدقق في المبالغ المسحوبة وأسماء الأشخاص المدفوعة لأمرهم لغاية ان إنتهت ، وكم كانت دهشتها عندما إكتشفت أن والدها لم يحرر شيكا واحدا من بين جميع الشيكات المسحوبة لصالح السيد والت ، عند ذاك تأكدت بان عملية إبتزاز المال غير واردة ، ولكنها لم تستبعد لجوء السيد والت لإبتزاز المال من والدها عن طريق الميسر ، وهذا أيضا مسلك خطير يسلكه والدها لتبذير المال غير واردة ، ولكنها لم تستبعد لجوء السيد والت لبتزاز المال من والدها عن طريق الميسر ، وهذا أيضا مسلك خطير يسلكه والدها لتبذير المال سدى ، غير أنه يبقى دون التهمة – إذا صحت – التي يثيرها والت الان بحقه من حيث الخطورة والفظاعة ، وما يمكن ان يترتب عليها من مسؤوليات معنوية وأخلاقية جسيمة.
ويبدو أن هذا الإكتشاف اشعرها ببعض الإرتياح النفسي ، فعادت تفكر جديا بالخروج لتمضية بقية النهار في نزهة ، في عرض البحر ، على متن يخت العائلة ، وهكذا حملت بين يديها بعض المأكولات الجاهزة ، وثياب السباحة ، وخرجت وسارت في طريقها نحو الشاطىء.
كان البحر هادئا ، ونسيمه منعشا يخفف كثيرا من حدة الحرارة ، الأمر الذي اشاع بعض الإرتياح في نفسية كيت وهي تعد العدة للصعود الى اليخت ، ومباشرة تجهيزه إستعدادا لركوب البحر على متنه ، والتمتع ما أمكنها بالراحة والإطمئنان ، وما لبثت أن رفعت المرساة ، ثم شغلت المحرك وإنطلقت به في عرض البحر ، وهي جالسة في المؤخرة ، وقابضة على الدفة بيدها ، توجه بها حركة سيره.
ورغم أشعة الشمس اللاهبة ، وإرتفاع درجة الحرارة ، يمكن القول أن كيت فعلت حسنا بمجيئها الى البحر – إذ أن الرحلة البحرية أنعشت نفسها وخفّفت كثيرا من حدة الهموم التي إنتابتها ، هكذا كان شعورها حينما عادت أدراجها نحو الشاطىء ، حيث ألقت المرساة ، ونزلت الى البر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 10:43 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


لكن يبدو ان المتاعب ترفض إلا أن تظل تطاردها لتعود بها الى نقطة الصفر ، من حيث تدري اولا تدري ، ذلك لأنها لم تكد تستلقي على الرمال حتى فوجئت بحركة تدور خلف ظهرها ، فإستدارت لتجد السيد شريدان واقفا بجانبها وبادرها بقوله:
" وجدتك ، يا كيت !".
" ومن ذا الذي حملك الى هذا المكان؟".
كانت غير مصدقة ما إذا كانت في الحلم أم في اليقظة.
" جئت لوحدي ، ذهبت الى البيت لأراك فلم اجد احدا هناك ، فقلت لنفسي لا بد ان تكوني هنا ،وصدق حدسي".
سالته:
" وماذا تريد مني حتى جئت تبحث عني!".
" جئت لكي أعتذر لك شخصيا عما جرى أمس".
"ما جرى أمس أصبح في خبر كان ، علما بأن الذي جرى أمس لا يهمني إطلاقا ، فهذا من شانك وحدك ولا شان لي به إطلاقا".
" غير معقول أن يكون هذا الحديث من قلبك ...... انا لا اصدق ما أسمع".
" بلى ، صادر من صميم قلبي هذا الكلام... ويجب أن تصدق كل حرف منه".
" سامحك الله ، يا كيت! انت معذورة وأنا اخطأت معك وجئت لكي أعتذر لك وأوضح لك حقيقة ما جرى لي امس بدون لف ولا دوران".
" لا حاجة الان ، يا براد ......ارجوك ان تعفيني من كل هذه الأمور ، فعندي ما يكفيني ويزيد من همومي وأحزاني ......هل ل كان تؤجل قصتك الى وقت آخر أكثر مناسبة ! ارجوك أن تتركني وشأني ، وإذهب وإمرح ما طاب لك".
ولكنه رفض ان يكف عن محادثتها أو ان يذهب بعيدا عنها ليسبح ويسرح ويمرح كما طلبت منه ، وبدلا من ذلك صار يقترب منها حتى كاد يلمسها وهويتكلم ولسانه لا يتوقف عن الكلام ، كان معظم حديثه يدور حول الأسباب التي جعلته ينكث بوعده لها نهار امس ، ويخرج برفقة إيلين ، حاولت أن تصده عن الكلام فلم يمتثل ، وظل يحكي ويحكي غير آبه بمطالبها المتكررة ، وهي تتظاهر باللامبالاة.
حكى لها القصة من البداية الى النهاية، وكيف أنه فوجىء عشية اليوم السابق لخروجهما معا بخبر أن إيلين وضّبت حوائجها وتركت البيت ، تاركة لزوجها المسكين رسالة مختصرة تقول له فيها انها ذاهبة ولن تعود للعيش معه بعد اليوم ، مما أثار جنون السيد ركس –زوج إيلين – واقلقه هو على المصير الذي ينتظر أحد مهندسي الشركة اللامعين ، ألا وهو السيد ركس بالذات.
وهنا كان على شريدان ان يفعل أي شيء ، وأن يبذل كل جهد مستطاع ، في سبيل إعادة العائلة الى سيرتها الطبيعية ، ليس إكراما لسواد عيون إيلين ، وإنما إكراما للمهندس ركس وحرصا على كرامته وسمعته الإجتماعية ، وعلى وضعه الخاص في الشركة ، فذهب لتوه يبحث عنها ويقنعها بالعودة عن قرارها والرجوع من ثم الى منزلها الزوجي لتعيش مع زوجها بسلام ، فتش عنها في أكثر من مكان، فلم يجدها ، ولما اعياه التعب من كثرة البحث والتنقل من مكان الى آخر ، ذهب ونام على امل متابعة البحث عنها في اليوم التالي. ما ان إستيقظ في الصباح حتى غسل وجهه ولبس ثيابه وخرج وهو يأمل بالعثور عليها قبل ان يحين موعد خروجه مع كيت الساعة الثامنة مساء من اليوم عينه ، فتوجه الى بيوت معارفهما عله يجدها عند احدهم ، فخاب امله ، ومع ذلك ، لم يتوقف عن البحث والتفتيش ، إذ قيل له أن إيلين كانت مصممة على عدم إنجاب الأولاد منه كثمن لبقائها في في عصمته ، بينما كان ركس يصر على أن يكون له أولاد يحملون إسمه وذكره من بعده ، والمصيبة الكبرى التي يواجهها السيد ركس الآن هي أن زوجته كانت حاملا وتصر على التخلص من حملها ، وإلا تركته وعادت الى أهلها المقيمين في لندن".
أصبحت الآنسة كيت ، عند هذه النقطة من حديثه ، تبدي بعض الإهتمام لسماع المزيد ومعرفة النهاية ، وتابع شريدان حديثه وهو يضغط على كتفيها بيده حينا ، ويلكزها حينا آخر ،الى أن إنتهى الى القول بأنه بعد ان أمضى وقتا طويلا في البحث عنها دون أن يتوصل الى أية نتيجة ، إضطر الى أن يعتذر لها عن الخروج معها في تلك الليلة ، فأرسل لها تلك الرسالة بدافع حرصه على إعطائها وقتا كافيا لتدبير ما تراه مناسبا لقضاء السهرة بدونه في غير مكان ، وليس بقصد النيل منها ، أو إحراجها ، أو عدم الوفاء بوعده لها ، بل على العكس من ذلك كان يتطلع بشوق ولهفة الى ان يحين الموعد لموافاتها ومرافقتها كما وعدها لولا إنشغاله على غير طائل بلبحث عن إيلين وإعادتها الى الحظيرة الزوجية.
ولم يكن اللقاء في النادي ، هي والسيد والت من جهة ، وهو وإيلين من جهة أخرى ، إلا مصادفة ، والدليل على ذلك انهم ألتقوا فيما كانت هي ووالت داخلين الى النادي ،وإيلين وهو يهمان بالخروج منه ، فقد كان ذاهبا معها لقضاء لأيصالها الى البيت ، والمرور عليها بعد ذلك للخروج معا وقضاء السهرة في أي مكان ، لكنه لسوء الحظ ، لم يتمكن من تنفيذ الوعد في الوقت المناسب ، إذ انه امضى وقتا طويلا يحاول إقناع السيد ركس بضرورة السماح لزوجته بالسفر الى لندن تفاديا لحدوث ما لا تحمد عقباه ، وربما إنتهت المشكلة الى فاجعة ، خاصة إذا حاولت إيلين التخلص من العذاب الذي تعانيه بطريقة أو باخرى ، تحت وطاة الحر الشديد وموسم الرياح الموسمية الذي صادف حلوله مع حملها ، بحيث اصبحت تشعر بحياتها كأنها اسوأ من الجحيم ،وهكذا لم تذهب جهوده سدى ، إذ إقتنع السيد ركس بالفكرة، فكرة تسفير زوجته الى أنكلترا لتمضية فترة قصيرة في بيت اهلها ، حيث المناخ لا يشكل ضغطا ولا ضررا على الحوامل من أمثالها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 10:44 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وما أن أنهى حديثه عن مشكلة إيلين وركس ،ولمح الإهتمام الذي كانت تبديه لحديثه ، وإقتناعها بصحة ما ذهب اليه في معرض تبرير تخلفه عن خروجه معها ذلك اليوم ، حتى طفق يراودها عن نفسه ويعبر عن مدى المودة التي يكنها لها في قلبه ، وهو يقترب منها ليحاول عناقها ، لكنها صدته عنها بلباقة وهي تبتعد عنه ، وتشير عليه بيدها ان يؤجل إهتمامه الى وقت آخر اكثر مناسبة ، لا سيما وأن الجو كان ينبىء بهبوب عاصفة وشيكة ، تقضي عليهما باللجوء الى مكان ما هربا منها بدلا من اللهو الذي سرعان ما تتبخر نتائجه في الهواء.
إلا ان محاولة كيت لم تعجبه وهو الذي يتباهى بقدرته الخارقة على إستمالة اية فتاة ، مهما كانت محافظة أو سليطة اللسان أو شرسة الطباع ، للتصرف وفقا لرغباته وأهوائه ، فتاملها طويلا ولسان حاله يقول : من تحسب نفسها تكون ؟ وغابت البسمة عن وجهه ، ثم سالها بلهجة جدية ورزينة:
" كيت ، هل لك ان تخبريني عن سر العلاقة الوطيدة والحميمة القائمة بين والدك والسيد والت منذ زمن طويل؟".
فردت عليه وقد صدمها بسؤاله المفاجىء هذا :
" بالكاد استطيع وصف علاقتهما بالصداقة الحميمة ، لكن ، لم السؤال وأنت تعرف أنهما زملاء في العمل منذ زمن بعيد!".
" دعينا من التلاعب بالألفاظ وسمي العلاقة القائمة بينهما كيفما تشائين ، سواء كانت صداقة حميمة أومجرد علاقة شخصية ، لا فرق ، ولكن لا يمكن تجاهل العلاقة الوطيدةا لقائمة بينهما منذ سنوات".
"وماذا يعني ذلك؟ وماذا يهم!".
" اريد أن أعرف منك ما إذا كان والت يفرض أي نفوذ او سلطة على والدك".
" يا له من سؤال عجيب لا يستحق مجرد الرد عليه بكلمة واحدة!".
" كذ!".
"نعم بل أيضا ، سؤال لا يحق لك أن تطرحه".
" بل يحق لي أن اسال هكذا سؤال"
قال ذلك وصمت وهو يحدق في وجهها بجدية وتجهم ، بينما ظلت هي صامتة تفكر بعدم التورط معه في اية مشكلة يمكن أن تؤدي الى عواقب وخيمة بالنسبة الى والدها ، خاصة بعد ان تذكرت ان للسيد شريدان ، وهو الذي يمثل ما يمثل في الشركة ، ناهيك عن المهمة التي جاء من أجلها الى ماهور للتدقيق في أوضاع الموظفين ، تذكرت بأن للسيد شريدان الحق في توجيه مثل تلك الأسئلة الي موظف كان يعمل في الشركة ، ولكن لا يحق له أن يطرح عليها اسئلة من هذا النوع لأنها ليست موظفة في الشركة ، وهكذا ، أفهمته ذلك بكل صراحة ،ونصحته بالذهاب وطرح اسئلته على السيد والت ، أو على والدها ، لا فرق عندها ، قالت ذلك وهبت واقفة واسرعت الخطى بعيدا عنه ، حتى توارت عن الأنظار ، غادرت المكان متوجهة الى البيت ، قبل أن يتسنى له أن يلحق بها ويستبقيها حتى يغير ثيابه ويرافقها.
منتديات ليلاس
ما ان وصلت الآنسة كيت ، وإستحمت وإستراحت قليلا حتى فوجئت بمن يدق على بابها فقامت وفتحت لتجد السيدة فاي قادمة لزيارتها وملامح البهجة والفرح طافحة على وجهها.
الحقيقة ان السيدة فاي فاجاتها بهذه الزيارة كي تطرح عليها موضوع إشتراكها في معرض للأزياء الشرقية والغربية ، تنوي السيدة فانهان إقامته قريبا في ماهور ، وتخصيص ريعه لبعض المشاريع الخيرية والإجتماعية ، ونصحتها بالموافقة على الإشتراك في العرض نظرا للفائدة الكبرى التي ستجنيها من ورائه بفضل خبرتها الطويلة في هذا المجال ، وشهرة السيدة فانهان الإجتماعية والمكانة المرموقة التي تحتلها في المجتمع.
صحيح ان الآنسة كيت ترددت في الموافقة على الإشتراك في العرض المذكور بسبب همومها ومشاكلها الشخصية ، والقلق الذي كان يخامرها بالنسبة الى ما يهدد مستقبل والدها من جراء التحقيقات التي يقوم بها السيد شريدان ، والنوايا الخبيثة التي يكنّها السيد والت نحوه ، ناهيك عما كان يشغل بالها حول صحة والدتها ونتيجة عمليتها الجراحية ، إلا أنها عادت ووافقت على الإشتراك في المعرض ، علّه يكون فرصة مناسبة لها للتغلب على بعض ما يراود خاطرها من هموم ومتاعب هي بغنى عنها ، ثم خرجتا معا لتذهب فاي الى الفندق كي تبلغ السيدة فانهان موافقتها على الإشتراك في المهرجان ، وكيت الى السوق لشراء بعض الأشياء الضرورية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هليتون, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the beach of sweet returns, عبير, قبل ان ترحل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170495.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ‚ط¨ظ„ ط£ظ† طھط±ط­ظ„ ظ…ط§ط±ط¬ط±ظٹ ظ‡ظٹظ„طھظˆظ† This thread Refback 04-08-14 01:27 AM


الساعة الآن 10:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية