كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
- لا يمكنني تصديق ماقد حدث لنا .
استسلمت باتريشيا في النهاية وشعرت بفراغ كبير بداخلها .
- يجدر بك ان تصدقيه وتواصلي حياتك وكأن شيئا لم يكن.
واصلت باتريشيا طريقها نحو شقتها كالإنسان لم يكن .
واصلت باتريشيا طريقها نحو شقتها كالإنسان الآلي , القت بنفسها على السرير وهي منتظرة الدموع التي لم تسل , شعرت بتعب شديد وهي تقاوم , وهذا ماجعلها تشعر بالغضب.
ظلت ساكنة لا تتحرك فترة طويلة , وتغرق احيانا في فتور كئيب , لم نعد تشعر بأي احاسيس او رغبات , إنها لم تكن تشعر بكيانها .ريحانة
اخرجتها الطرقات المسموعة على بابها من ذهولها , ذهبت الى باب حجرتها معتقدة ان ترى إحدى النساء العاملات بالمنزل , كم كانت دهشتها عندما رأت الشخص الذي قطع عليها وحدتها .
- يبدو انك غاضبة , هل انت مريضة؟
ملأ صوت كيروس رولاند الحاد ارجاء الغرفة , دخل الى الشقة ونظر من حوله ثم مشى نحو باب النافذة وفتحه عن آخره .
- ماحدث ؟ ميكا يبدو كالحيوان الأحمق وانت يبدو عليك انك مشيت مكرهة مدة اربع وعشرين ساعة , منذ عدة ايام اخبرتني في التليفون ان كل شيء على خير مايرام.
توترت باتريشيا ولكنها قالت بصوت هادئ ورصين :
- لدي بعض المشكلات البسيطة يا والدي , ولكني افضل الا اتكلم عنها الآن .
- حسنا , لدي بعض المكالمات التليفونية ساجربها , سأكون بالمكتبة في خلال ساعة او ساعتين , اهبطي في السادسة لكي ناخذ شرابا معا, ثم نذهب للعشاء في لاجون بلو في السابعة والنصف , سيأتي ميكا معنا.
تردد والدها لحظة امامها بدا على وجهه تعبير غريب ولكنه لم يقم بأي إشارة ليأخذ ابنته بين ذراعيه , في هذه اللحظة بالذات شعرت بأنها تمتلك كل ذهب العالم عندما احتضنها مثلما كان يحتضنها وهي فتاة صغيرة .
- إنك شاحبة .
كان صوته رقيقا للغاية .
- اريدك ان تعتني بصحتك .
رفعت باتريشيا عينيها نحوه ولكنه قد استدار قبلها , تبعته بنظراتها محاولة ان تحلل نتائج وصوله المفاجئ , زفرت باتريشيا , لقد سيطرت الاحداث على حياتها وليس لها اي سيطرة عليها ولا ترى كيف سيتغير هذا ؟
اغلقت بابا حجرتها , هل من العقل ان تقضي كل السهرة الى جوار ميكا؟ سألت نفسها هذا السؤال وهي تأخذ دشا بارداً اعاد اليها حيويتها , إن قضاء عطلة الاسبوع في النار اكثر راحة دون شك , إنها تحب هذين الرجلين , كل واحد منهما لديه طريقة مختلفة عن الآخر ولكن الاثنين قد اهملاها , كانت باتريشيا تعتقد في داخلها وهي تلعن هذين الرجلين بأنها لن تشعر بوجودها في أي مكان.
|