كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 110 - ملاك الرحمة (روايات الحان)
ثم تقدم ببطء نحو القاعدة لكي يقرأ العبارة القصيرة المنقوشة على النحاس محطم القلب , إليزابيث رولاند عمل خاص.
تفحص ميكا وهو دهش الصلصال المنحوت الذي يجسد نصف جسمه الأعلى ورأسه , اكتشف من خلال واقعية العمل الظاهرة في القسمات و الوجه , وجها جديدا لفن باتريشيا , لابد ان ذاكرتها رائعة لأنه لم تفلت اي ملحوظة منها كما انها لم تنس عينيه , استطاع ميكا ان يرى الحب الذي وضعته في الطريقة التي ادركته بها وادركت مقدار خيانته.
لقد رأى نفسه من خلال عيني المرأة التي صدقته في الوقت الذي كان يؤمن فيه بمستقبله فقط , هذا هو الدليل الأكيد على الحب , سمحت باتريشيا للوسط الفني ان يرى هذا الحب ولكن بالنسبة له هل ارادت ان تبديه له ايضا .منتديات ليلاس
لم يستطع ميكا ان يبتعد عن التمثال, سمح لنفسه ان يتأمله فترة طويلة , ويتصور المستقبل بدون باتريشيا .. هل هو قادر عليه ؟ الفراغ الذي نتج عنه جعله يرتعد , لم يبعد عينيه عن التمثال كما لو كانت باتريشيا منحته الشجاعة مرة اخرى من خلال هذا التمثال.
منتديات ليلاس
كان ميكا يتصور في نفسه انها ربما ر غبت في التحدث اليه قبل مغادرة نيويورك..
وجدها ميكا بصحبة كيروس ومجموعة من الدبلوماسيين , توقف على بعد خطوات منهم ولكنه انتظر ان تكون هي من تقرر التحدث اليه , عندما رآها تعتذر وتقترب منه اطلق تنهيدة تشير الى انبساطه .
- مساء الخير يا ميكا , حسنا ارى ان عمليتك قد نجحت وأنا سعيدة من اجلك لنجاحها.
اذعن ميكا لكلامها ولم يرد في البداية ان يكشف لها عن كل تفاصيل المستقبل , شعر بالقلق من حالة المرأة الشابة المتجمدة ولكنه احس بعد قليل برشاقتها.
- لم اتوقع ان تكوني جميلة هكذا .
ابتسمت ببرود:
- الملبس لا يصنع الراهب يا ميكا.
- روحك ايضا جميلة مثل جسدك يا باتريشيا , لقد قضيت بعض الوقت معك حتى اعرف ما طبيعته .
- ربما .
- يعرف كلانا هذا .
إنه يرغبها تماما لدرجة انه يمكنه ان يخطفها في مكان سري بعيد عن عيون الآخرين , مستحيل ان ينسى جسدها الناعم , لقد حالت ذكرى مداعباتهما وعناقهما الحار , بينه وبين النوم ليالي كثيرة منذ افتراقهما , لديه من جديدة الرغبة .. الحاجة .. لأن يلمسها , ولكنه اكتفى بقبض معصميها , لكن حدسه اخبره بأنها ستنبذه دون شك .
كان ميكا يعرف انه لا يمتلك اي قلب فيها , لقد تخلى عنها تحت مسمى هذه الكبرياء الرجولية الغريبة ! يالها من سخرية ...
توقفت عيناه على فم المرأة الشابة المثير وتذكر طعم قبلاتها .
احتدمت رغبة مجنونة بداخله , ياله من احمق ! كيف تمكن من هجران هذه المرأة العظيمة ؟
قالت باتريشيا لتنهي حاجز الصمت بينهما:
- امل ان تكون التماثيل نالت إعجابك.
|