لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-13, 12:27 AM   المشاركة رقم: 1266
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

هيييييييييييييييييييييييييييييييييييه
طيب انا هدمج ردي على البارتين بقه
موووووووووووووووووووووووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:34 AM   المشاركة رقم: 1267
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 4 والزوار 5)
‏Solafa El Sharqawey, ‏الروح التائهة, ‏حسن الخلق+, ‏signorita_loly


منورين يا صباياااااااااا
سوري ع التاخير بس البارت كان في التصحيح
ثواني ويبقى بين ايديكم اوعوا تروحوا في اي حتة

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:39 AM   المشاركة رقم: 1268
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس والعشرون

دلف إلى البيت وهو يشعر بالإرهاق ينخر في عظامه، قضى الليلة الفائتة يبحث عنها كالمجنون بكل مكان خمن أنها ستذهب إليه. زفر بقوة ونظرات جارتها العجوز تسأله عنها بصمت. حمد الله أنه تدارك الموقف سريعاً واخبرها انه أتى ليأخذ بعضاً من أشيائها بعد ان فهم جيداً منها ومن سؤالها أنها لا تعلم عنها شيئاً منذ ان غادرت برفقته.
تنفس بقوة وهو يستعيد رحلة بحثه عنها في جميع الفنادق والتي لم تسفر عن شيء في النهاية، مرر أصابعه في شعره بعصبية وهو يزم شفتيه قوياً ويجز على أسنانه بغضب وهو يتوعدها سراً إذا فعلت ما فعلته به المرة الماضية
نعم هو احتاط وابلغ معاًرفه عنها، وسيعلم إذا أرادت المغادرة، ولكن يتبق أيضاً أنها غادرت وتركته.
عند تلك الكلمة شعر بالغضب يتغلغل أوردته ويعصف بخلايا عقله، شعر بأوردة قلبه تتمزق من تكرار ما حدث سابقاً
ردد بهمس: لا لن احتمل ذلك العذاب مرة أخرى.
رمى جسده على تلك الأريكة الوثيرة التي طالما ابتلعته فيما مضى وأغمض عينيه وهو يفكر إلى أين ستذهب؟
ردد عقله " فكر جيداً هشام، أين ستذهب بكريم؟ وكيف ستقطعه عن جلسات علاجه، بالتأكيد ستذهب به إليها"، رمش بعينيه وهو يتذكر ان لديه موعد مع الطبيب غداً. ضرب بقبضته ظهر الأريكة وهو يزفر بقوة ويقول بخفوت من بين أسنانه " لن استطيع الانتظار "
انتبه على ضحكة قصيرة خافتة وصوت هادئ يقول: ما الذي لا تستطيع انتظاره يا ابن عمتي؟
رفع عينيه لينظر إلى مديحة الواقفة عند مدخل غرفة المعيشة وتبتسم له، عقد حاجبيه وهو يراها ترتدي حجابها وتلفه بطريقة قاسية حول وجهها، رمشت عيناه بتعجب وهو يرى تلك النظرة التي تلمع بعينيها، كح بخفوت وقال: صباح الخير.
ابتسمت باتساع وقالت: صباح النور، ولكن هذا ليس رداً على سؤالي.
جمد وجهه وقال: إنه ليس من شانك.
ابتسمت تلك المرة ابتسامه أكثر اتساعاً جعلته يزداد غضباً وهو يراها تتحرك لتجلس أمامه وتقول: كنت أريد ان افهم سبب ضيقك ليس أكثر.
نظر لها بصرامة لم ترها على وجهه من قبل وقال: لن تفهمي أبدا، فوفري على نفسك العناء يا ابنة خالي العزيزة.
ابتلعت تلك الغصة التي تحكمت بها وقالت: لماذا؟ أتراني غبية لتلك الدرجة، أم ليس لدي عقل؟
زفر ساخراً وهو ينظر أمامه ويقول: وهل لديك عقل فعلاً ديدي؟
رمشت بعينيها سريعاً وهو يتبع بغضب: إذا كان لديك عقل هل كنت تأتين مع عمتك المصون لتنفيذ ما إرادته هي؟
شحب وجهها وشعرت بالذهول وهو يتبع وينظر إليها بغضب تحكم في عينيه فأصبح لونهما داكناً واختفى اللون العسلي من حدقتيه وأكمل بعنف: لو أن لديك ذرة عقل لأدركت أنني اعشق زوجتي وأنني لن انظر إليك أبداً، لو أن لديك ذرة عقل لتوقفت منذ فترة طويلة عن ملاحقتي، لو أن لديك ذرة عقل لما أتيت الآن لي لتلعبي ذلك الدور الذي اخجل أن اسميه بمسماه الحقيقي.
شهقت بقوة وهي تنتفض واقفة لينتفض هو أيضاً واقفاً، يحتجزها بجسده ليمنعها من الخروج ويتبع بحقد: كلا لن تنصرفي الآن، وانتظري بشجاعة بقية حديثي. فأنت من تسببت لنفسك بذلك يا صغيرة.
قالت بخفوت: ابتعد هشام ودعني أمر.
عقد ساعديه أمام صدره العريض وقال دون ان يرمش: كلا لن أبتعد. استمعي إلى جيداً فأنت تستحقين ما سأقوله.
أحنى رأسه لينظر إليها وهو يكمل: هل توقعت أنني غافل عن سبب مجيئك منذ أول يوم رأيتك به هنا؟ هل توقعت أنت وعمتك المصون أنني ساذج لأُساق إلى ذلك الزفاف الوهمي الذي حاولتما ان تقنعاني بحضوره، ألم تتوقعا أنني اعلم جيداً أنه فخ نُصب بأحكام لأتزوج منك.
رفعت عينيها إليه وهي تنظر بعدم تصديق، ليضحك ساخراً: هل توقعت أنني ساذج لتلك الدرجة يا صغيرة.
أكمل بنقمة: ولكن لا ذنب لك بالأمر. فهذه هي الصورة التي ترسمها لي أمي منذ زمن بعيد وأقنعت بها الكل تقريباً.
قالت بصوت قوي: لماذا لم تحاول ان تغيرها إذاً يا سيادة المستشار؟
عقد حاجبيه ونظر لها مستفهماً فاتبعت متعمدة إغضابه: لماذا تركتها ترسم حياتك وترسم شخصيتك ولم تدافع عن أي منهما أمامها.
اتسعت عيناه فاتبعت بسخرية: لا، لا تنظر لي بتلك الطريقة وأنت تعلم أنني محقة.
أكملت وهي ترسم ابتسامه ساخرة: وعمتي أيضاً محقة.
لمع الغضب بعينيه قوياً وقال هادراً: محقة
ردت بقوة: نعم محقة، فأنت لم توقفها مرة واحدة، لم تخبرها ولو لمرة واحدة أن تتوقف عن تسيير حياتك، بل تبعتها كالأحمق.
هدر بغضب: مديحة، التزمي حدود الأدب.
رفعت عيناها بتحدي وقالت: ما الذي أغضبك أكثر يا سيادة المستشار؟ أنني أخبرك بأن عمتي تسير حياتك، أم انك أحمق لم تدافع عن نفسك وحياتك وزوجتك أمامها.
اربد وجهه من الغضب واحتقن بقوة وهو ينظر إليها بعينين سوداوين، فاتبعت هي غير مبالية به وبغضبه: بكل مرة أرادت عمتي العبث بك وبحياتك تركتها تفعل ما تشاء، لم تحاول ان تمنعها هشام، لم تدافع عن نفسك أو عن حياتك.
لانت نظرتها قليلاً وقالت بهدوء: اخبرني بالله عليك ما الذي يجبرها على التوقف عن ذلك وهي ترى استسلامك لها؟
رمش بعينيه وهو يشعر بألم رهيب يعتصر قلبه بقوة وقال غاضباً: لم استسلم لها أبداً.
ابتسمت ساخرة وقالت: ألم يكن استسلاما هشام عندما تركت زوجتك تغادر المرة الماضية؟ ألم تعلم موعد سفرها، ألم تذهب إلى المطار وتنظر إليها وهي تغادر ولم تمنعها من السفر، اخبرني هشام ألم تتركها تذهب وأنت تراقبها مودعاً؟
اتسعت عيناه بقوة نظر لها وقال بجمود: من أخبرك بذلك؟
زمت شفتيها وصمتت ليقترب منها بحدة وهدر بها صائحاً: تكلمي.
رفعت عينيها وقالت بجمود: والدتك.
تراجع للخلف بحركة مبعثرة فاتبعت بنبرة قليلة الحدة وهي تشعر بأنها مشفقة عليه من الآتي: لقد تتبعتك ذلك اليوم خوفاً من ان تمنع هنادي من السفر وتعود بها بعد ان تركتها وذهبت وأخبرتها انك ستعيش مع زوجتك، ولكنها فوجئت منك ومن وقوفك صامتاً وأنت تنظر إليها وكأنك تودعها بعينيك.
أكملت بصوت هادئ تماماً: وها أنت هشام تركتها تفعل ما تريد تلك المرة أيضاً وعدت إلى هنا وكأنك تخبرها ضمنياً انك ستبقى معها طالما هنادي ليست بحياتك. أنت من جعل العداء شخصياً بينها وبين زوجتك، لأنك تتمرد عليها عند ظهور هنادي وتعود لتتقوقع بجانبها بمغادرة هنادي لحياتك، وكأن هنادي هي من تشعل الثورة بنفسك، فأجبرت عمتي على التعامل معك ومعها بتلك الطريقة، أجبرتها ان تفكر بأن اختفاء هنادي سيبقيك أنت معها وهذا ما تريده هي. فلماذا لا تحشد قوتها كلها لمحاربة هنادي وطردها من حياتك للأبد؟
نظرت له ملياً وقالت: اخبرني بالله عليك لماذا تدخر مجهودها ولا تطرد تلك الدخيلة التي تجعل ولدها يتمرد عليها ويكسر تلك القضبان التي أحكمتها حوله منذ أمد بعيد؟
اتسعت عيناه بذهول هو ينظر إليها بتفحص ويسأل ببلاهة: متى كبرت إلى هذا الحد؟
ابتسمت رغماً عنها وهي تنظر إليه بتلك النظرة التي رمقته بها دائماً ولكن عقلها صدح قوياً وهو ينهاها عن التفكير في تلك الرعشة التي ضربت قلبها، فأشاحت بعينيها بعيداً عنه وقالت: أنت أيضاً توقعت أنني ساذجة صغيرة.
قال بهدوء: من الواضح انك مختلفة عما ظننت وهذا يدفعني لذلك السؤال الذي يلح علي.
رفعت عينيها له باستفهام فاتبع سائلاً: ما الذي جعلك توافقين على مخططات أمي؟
شحب وجهها قوياً و ارتدت للوراء خطوتين وقالت بتلعثم: اعذرني، لن استطيع إجابتك.
ابتسم بهدوء وقال: هذا من حقك، ولتعلمي أنني لم أعد لأمكث هنا، بل عدت لأخذ ملابسي. فقد غادرت البارحة سريعاً وراء تلك المجنونة التي لا اعلم إلى أين ذهبت؟
ابتسمت بهدوء وقالت: إنها مجنونة بك وأنت ستكون أكثر جنوناً لو تركتها تهرب منك كالمرة الماضية.
هز رأسه نافياً وقال بتصميم خرج من روحه: لن اتركها وعندما أجدها سا..
صمت وعيناه تنطق بوعيد شرس فشعرت بالخوف رغماً عنها على هنادي وخاصة أنها كانت السبب الرئيسي فيما ستفعله الأخرى فقالت: حسناً سأودعك الآن، لان من الواضح أننا لن نلتقي مرة أخرى الا لو أتيت لزيارتنا.
عقد حاجبيه وسأل: إلى أين أنت ذاهبة؟
ابتسمت وقالت بزفرة قوية: إلى البيت.
هز رأسه متفهماً وقال: بمفردك.
هزت رأسها بالإيجاب فقال: لماذا؟ ألن تذهبي مع عمتك؟
قالت بجمود: لا لم اخبرها بمغادرتي حتى لا تمنعني، سأستقل القطار.
قال: حسناً سأوصلك.
أشارت بيديها نافية: لا، لا داعي.
نظر لها بدهشة فأكملت: لا تشغل رأسك بي واذهب لتبحث عن زوجتك، وصدقني ستجدها قريبة أكثر مما تتخيل.
تحركت مغادرة من أمامه لتلمع عيناه بوميض خاطف ويندفع ليأخذ سلسلة مفاتيحه وهاتفه ويتجه إلى باب الشقة فسألته بتعجب: إلى أين ستذهب؟
قال سريعاً: إلى هنادي. اعتقد أنني علمت أين هي !!
تحكمت في شهقتها بقوة ونظرت في إثره الذي اختفى من أمامها سريعاً لتمسك هاتفها وتتصل سريعاً وهي تخرج من باب شقة عمتها حاملة لحقيبتها الصغيرة.
تأففت بنفاذ صبر وهي تخرج من باب العمارة وتركب التاكسي الذي أتى به البواب بناءً على رغبتها، زفرت بضيق تلك المرة وهي تقول: أجيبي بالله عليك.
تنفست الصعداء تلك المرة وهي تقول: أين أنت؟ لقد مت رعباً عليك.
وصلتها ضحكة الأخرى وقالت: المعذرة كنت اصف سيارتي بمرأب الجريدة، حتى لا يحدث لها شيئاً الفترة القادمة
زفرت بارتياح لتسأل هنادي: ماذا حدث لتموتي رعباً علي؟
قالت الأخرى ببطء: إنه هشام. اعتقد أنه كان ذاهباً إليك.
عقدت هنادي حاجبيها وقالت: أين؟ هل علم أين أنا؟
__ لا اعلم. لقد غادر مسرعاً من أمامي قائلاَ إنه علم أين أنت، اعتقد أنه توقع وجودك بشقتكما.
شعرت هنادي بالإحباط يملؤها وقالت بصوت مخنوق: تذكر الآن أنني سأكون بالبيت الذي أثثته بنفسي.
شعرت رغماً عنها بالحزن وهي تعلم أن الليلة الماضية كانت الأقسى على هنادي، فقد قضتها في الانتظار وهي تتوقع أن تكون شقتهما أول مكان سيأتي إليه هشام ليبحث عنها به، وكانت تلك الفرصة الأخيرة التي أعطتها له هنادي دون ان يدري قبل ان تبدأ بمخطط هي من أعدته.
قالت سريعاً وهي تشعر بالذنب: اسمعي هنادي.. تستطيعين التراجع الآن، أنت بمقر عملك وتستطيعين الرجوع إلى البيت وكأن شيئاً لم يكن.
زفرت الأخرى بإحباط: كلا مديحة، لقد قررت ان امضي إلى آخر الطريق.
قالت بسأم: كم أنت عنيدة؟ لماذا تفعلين ذلك به وبنفسك؟
تنفست هنادي قوياً وقالت: إنه يستحق ان افعل به ذلك.
تكلمت مديحة بمهادنه: انه يحبك وأنت تعلمين ذلك جيداً، تخلصي من بقايا الماضي وعيشوا حياة هادئة.
ابتسمت هنادي بسخرية: لا يفيد الآن، لابد ان يقرر هو بنفسه ماذا يريد.
قالت بعصبية: انه يريدك وأنت تعلمين.
ردت هنادي بواقعية مريرة: بل يتخذني وسيلة لمحاربة عمتك، وسيلة ليتخلص من تأثيرها عليه واستبدادها.
زفرت بعمق واتبعت: لابد ان يقرر ماذا يريد دون وجودي في حياته: هل سيتركها تسيّر حياته بتلك الطريقة أم سيستلم هو زمام الأمور بنفسه.
ابتسمت مديحة بإعجاب وقالت: حسناً، وافيني بمحطة القطار فقد وصلت.
ابتسمت هنادي بوهن: وأنا سأكون عندك بعد دقائق، أراك لاحقاً.

****************************
رنت مجموعة الأجراس التي تعلن عن قدوم احدهم إلى الجاليري فابتسمت بمهنية وهي تنتظر ذلك الزائر الذي أتى بوقت مبكر.
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر إليه حاملاً لكوبين من القهوة وكيس ورقي توقعت أنه يكون فطور لهما هما الاثنين.
اقترب وهو يبتسم لها بحب: صباح الخير يا زوجتي العزيزة.
ضحكت بخفة وقالت: صباح الخير، وأنا ما زلت خطيبتك.
تبرم بخفوت وقال بإصرار: لا زوجتي، وعقد القران البارحة يشهد على ذلك بل العالم كله يشهد انك أصبحتِ زوجتي، ملكي وحبيبة قلبي.
قال كلمتيه الأخيرتين وهو يضع ما بيده على المكتب و يقترب منها ليحتضن خصرها بكفيه ويطبع قبله سريعة على وجنتها وهو يكمل: لن تستطيعين الخلاص مني ياسمين، فنحن سنظل معاً إلى الأبد.
رددت بطفولية: إلى الأبد.
ابتسم باتساع وقال: لا اعلم سبب حرصك على النزول إلى العمل اليوم، كنت اخطط ان نمضي اليوم في اليخت بوسط النيل، نستمتع سوياً بالعزلة التي لم احظ بها البارحة.
ضحكت بدلال لتقول وهي ترسم تعبيراً صارماً على وجهها: كلا يا باشمهندس، لقد ولت تلك الأيام وذهبت بعيداً، لن نركن إلى الخمول والراحة كما كنا نفعل سابقاً، لديك الآن عملك وأنا أيضاً لدي الكثير من العمل لابد ان أقوم به.
مد شفتيه بغضب لتقول هي بمرح: وسنقوم برحلة اليخت تلك الجمعة القادمة.
تهللت تعابيره بفرحة عارمة وهو يقول: حقاً؟ !
أومأت برأسها إيجاباً فقال بهدوء: حسناً هلا استقطعت وقتاً من عملك لنتناول الفطور معاً.
ابتسمت: بالطبع.
أشارت إلى الكرسي الموضوع أمام مكتبها: اجلس لنتناول الفطور سوياً.
هز رأسه رافضاً وقال: كلا بالطبع. لن نجلس هنا في واجهة المحل لنأكل.
جذبها من يدها يقربها إليه: تعالي لنتناول فطورنا سوياً بداخل تلك الغرفة التي تستعملينها كمرسم.
عقدت حاجبيها وهمت بالاعتراض ليسحبها خلفه برقة ويقول: هيا ياسمين.
زمت شفتيها بعدم فهم ووقفت تنظر إلى الغرفة الفارغة الا من لوح الرسم وأريكة عريضة كانت تستريح عليها لبعض الوقت عندما تقضي وقتاً طويلاً واقفة وهي ترسم إحدى لوحاتها.
تحرك ليضع الفطور على كرسي دائري ويحمله ليقربه من تلك الأريكة ويجلس عليها وقال: تعالي حبيبتي.
شعرت بالتوتر اللحظي وهي تنظر إليه مفكره فيما يريد، فهو يتحاشى النظر إليها وتشعر انه يقودها إلى فخ لا تفهمه حقاً !!
اقتربت منه بهدوء وحاولت ان تنحى تلك الأفكار السلبية التي هاجمتها بضراوة لتنتبه فجأة على ذراعه التي حاوطت خصرها وجذبتها بقوة لتقع بحضنه وهو يقول بعبث: أمسكت بك.
شهقت بقوة وقالت بعتب وهي تحاول أن تنهض ثانية: اتركني وليد.
حرك حاجبيه بإغاظة لها:أبداً، هل جننت لأتركك الآن؟
انحنى عليها سريعاً ليخطف قبلة من بين شفاها ويقول بهمس: صباح الخير.
احتقن وجهها بقوة وخفضت عينيها بعيداً عنه، تأوه هو بفرح ليقول لها بصوت أجش: ارفعي عينيك ياسمين وانظري لي.
هزت رأسها نافية ليضع أنامله تحت ذقنها ويرفع رأسها، نظر إليها ملياً: اشتقت لمذاق الكرز من شفتيك حبيبتي.
شعرت بالهواء ينسحب من صدرها فجأة وهو ينحني مرة أخرى ليقبلها تلك المرة قبلة طويلة هادئة رقيقة جعلت أطرافها ترتعش حباً له، ضمها إلى صدره قوياً وهو يهمس بحبه وعشقه لها، يتغزل بها غزلاً صريحاً أضاع عقلها وهو يقبل كل انش في وجهها.
شعرت بأنفاسه تلامس رقبتها وقبلاته الطائرة تحط على أكتافها لتشعر بناقوس الخطر يدق في عقلها وهي تتنبه أن يديه أصبحتا أكثر جرأة وقبلاته أصبحت أكثر تطلباً، لتنتفض من تلك الغمامة التي سيطرت على عقلها وهي تعي فجأة أنها أصبحت شبه نائمة تحت جسده !!
دفعته بقوة في كتفيه وهي تتملص من بين ذراعيه وتقول شبه صارخة: ابتعد وليد.
شعر بأنه يطرد من جنته بعيداً فحاول ان يتمسك بذلك النعيم الذي قرب على الوصول إليه فتمسك بها وحاول ان يضمها إلى صدره ثانية لتدوي صرختها في أذنيه فيقفز واقفاً بعيداً عنها.
زفر بقوة وتحرك سريعاً إليها وجلس بجانبها ليضمها إليه من كتفيها، ضربت يده بقوة ليشتم بخفوت واقترب منها مرة أخرى وهو يهمس باعتذار حقيقي: آسف حبيبتي، لم استطع كبح جماح نفسي.
سيطرت على دموعها التي لا تعلم ما سببها الآن، بل تعلم جيداً ولكنها لا تريد التفكير الآن، أشاحت بنظرها بعيداً عنه: انصرف وليد من فضلك.
زم شفتيه بحنق وهو يسب نفسه وغباؤه على ما فعله وتسرعه الأحمق ليقول: لا ياسمين، لن انصرف.
انتفض جسدها بغضب ليتبع هو بصرامة وهو ينهض واقفاً بعيداً عنها: لم افعل شيئاً خاطئاً، أنت زوجتي وأنا قبلتك لم يحدث شيئاً، ولم أكن لأتمادى.
نظرت له بحنق لتظهر التسلية على وجهه: كنت سأتوقف عند حد ما، فلا يليق ألا انتظر ليلة زفافنا.
شعرت بأذنيها تحترقان خجلاً لتبحث عن أي شيء أمامها لترميه به، فكانت أكواب القهوة أول ما توصلت يدها له ليضحك بمرح وهو يراها تستعد لرميه به ويقول بمرح: حذاري ياسمين إنها ساخنة.
نظرت إليه بغضب فقال وهو يقترب منها مرة أخرى: اهدئي حبيبتي.
سحب كوب القهوة من يدها ليقول وهو يجلس مرة أخرى بجانبها ويضمها من كتفيها إليه: اعتادي على معاًملتي الجديدة لك فنحن أصبحنا زوجين وأنا لا استطيع ألا اقترب منك، فقط ستكون بعض القبلات ياسمين ولا أظن انك تضنين بها علي.
رفعت عينيها ونظرت إليه بجمود، تنفست بقوة وقالت: بل سأضن عليك بها وليد، وبسبب ما فعلته الآن لن نتقابل لفترة من الوقت لعلي استطيع ان أنسى ما حدث منك.
اتسعت عيناه والدماء تفر من وجهه وقال بتلعثم: لماذا؟ لم افعل شيء خاطئاً !!
قالت ببرود: بل فعلت وأنا لن انس أبداً ما فعلته الآن.
نهض واقفاً بعصبية وهو يقول: أنت زوجتي.
قالت هادرة: بل خطيبتك وهذا لا ينفي انك تعاملت معي كما تتعامل مع فتياتك دائماً.
احتقن وجهه غضباً وقال بزمجرة: لا تقارني نفسك بهن أبداً، ثم أنت مختلفة وأنت تعلمين.
أشاحت بوجهها بعيداً عنه فتنهد بقوة واقترب بهدوء: ألم ننته من الماضي ياسمين؟
فرقعت أناملها بتوتر ليقول وهو يجلس بمحاذاتها: أنهيت تلك الأمور كلها ياسمين.
نظر إليها ليتبع بهمس عاشق: منذ قبلتك تلك.
أكمل وهو يقترب بجسده منها ويجبرها ان تنظر إليه ويهمس بخفوت: قضيت ليالي طويلة أستعيدها بأحلامي وانتفض من نومي لأهمس باسمك، أستعيدها مراراً في أحلام يقظتي، وعندما غدا حلمي حقيقة واقعة تضنين بها علي، تمنعيني من حقي بك.
رقت ملامحها قليلاً وصمتت وهي تنظر إلى عينيه التي بثت لها أشواقه، تنفست ببطء وسيطرت على غضبها لتقول بنبرة مشروخة: هذا لا يمنع أنني شعرت أنني رخيصة كفتياتك وليد.
شحب وجهه بقوة لتكمل هي: لو انك اعتبرتني مختلفة لدقيقة واحدة لما فعلت ما فعلته، كنت حجمت نفسك وانتظرت إلى ان أصبح زوجتك بالفعل.
أكملت بحزن شديد لمسه هو من صوتها ومن تعابير وجهها الحزين: كنت حافظت علي من نفسك، واحترمت ثقتي وثقة أبي بك ولم تخنها.
ارتعشت عضلة صدغه لا إرادياً وقال بحشرجة: لم اقصد ذلك أبداً ياسمين.
نظرت له بألم وقالت: وكم من المرات جرحتني وليد دون ان تقصد !!
انتفض واقفاً وقال بهدوء: سأتركك لتهدئي ياسمين وسنتحدث لاحقاً.
انحنى ليقبل رأسها كنوع من الاعتذار وإبداء ندمه على ما فعله منذ قليل لتشيح برأسها بعيداً عنه. نظر لها بعتب لتشيح بعينيها بعيداً عنه وتنظر للاتجاه الآخر.
همس بخفوت: حسناً، أراك قريباً.
راقبته وهو يغادر بصمت لتنزلق دمعة حزينة من عينيها وهي تتمتم: إلى اللقاء.

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:41 AM   المشاركة رقم: 1269
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

زفرت بقوة وهي تترجل من السيارة، رفعت عينيها وهي تتأمل ذلك المبنى الحديث الصغير المكون من طابقين، يتوسط حديقة صغيرة مهملة.
رمشت بعينيها وهي تتذكر أحداث الليلة الماضية وكم كان غاضباً منها، تركها ورحل وهي تشعر بانتفاضة جسده القوية الغاضبة، رحل حتى لا يُقدم على ما يسيء لحميه، هذا ما تمتم به وهو يغرز أصابعه في ذراعيها، ذراعيها اللتان حملتا آثار أصابعه وكأنها تأبى ان تمسح آثاره.
عاد في الصباح وكان هادئاً بطريقة مريبة، شعرت منها بالخوف وتسللت الرجفة إلى جسدها كاملاً عندما ابتسم تلك الابتسامة التي تمقتها، ابتسامة غير مبالية وشديدة الخبث، جلس يتناول الفطور مع العائلة وكأن شيئاً لم يحدث، ظلت تنظر إليه طوال مدة الفطور وهي تحاول ان تستشف ما وراء ابتسامته ولكنها لم تستطع ان تنفذ إلى داخله وكأنه أغلق على روحه بقفل صلب. تنهدت قوياً وهي تتذكر إعلانه الهادئ انه سيصحبها إلى الساحل الشمالي لإراحة أعصابها والترويح عنها قليلاً.
حينها شعرت بالاختناق، بل كادت بالفعل ان تختنق بطعامها الذي أصبح عسير البلع منذ وصوله، رمشت بعينيها وهو يكمل أنهما سيذهبان بمفرديهما وأن على حماته العزيزة كما لقبها ان تحتمل الطفلين تلك المدة الصغيرة التي سيذهبان بها.
لم تصدق عينيها ووالدها يبتسم بحنان له، ووالدتها التي ابتسمت بارتياح، وفاطمة التي شجعته بأخوة وغمزت لها بعينها وهي تخبرها بنظرتها أنها ستنجح فيما تريده واقترحت ان تذهب مع إحدى العاملات لتوضيب الحقاًئب لكليهما!!
وحدها فقط من رأت تلك النظرة المخيفة في عمق عينيه، وحدها فقط من رأت تلك الحلقة السوداء التي تتسع بحدقتيه لتبتلع زرقتهما فتصبح عيناه بحراً معتماً لا قرار له.
نظر لها بغضب عنيف فارتعدت رغماً عنها وشعرت بأن ما هي مقبلة عليه سيكون عسيراً وصعباً، بل الأصعب في حياتها التي مرت كلها !!
أخفض جفنيه وفتحهما مرة أخرى لتجد أنه استعاد صفاء زرقة عينيه وابتسم بحنان ليضم الطفلين إليه بعد ان أعلنا تذمرهما من عدم وجودهما بتلك الرحلة التي يريدان الذهاب إليها، وكعادته دائماً تغلب عليهما بحنانه ورقته معهما، بل أقنعهما بعدم الذهاب معهما، وأنه سيعوضهما خيراً عن تلك الرحلة التي لن تكون ممتعة لهما !!
لم يتركهما إلا وهما سعيدين وفرحين بما وعدهما به وانطلقا بعيداً عنه ليلعبا كما اعتادا في الحديقة.
رفع نظره لها لتزدرد لعابها بخوف وصل إليه جيداً، فابتسم ساخراً،
قالت بتلعثم: ماذا تريد خالد؟
اتسعت ابتسامته وهز رأسه بلا شيء، فأكملت بتوتر: لن اذهب معك.
رفع حاجبيه بدهشة وقال ساخراً: حقاً؟!
كسا الجمود وجهه وقال بصوت خشن: أريني كيف ستفعلينها.
رمشت بعينيها وقالت بهدوء حاولت ان تستجمعه: إذاً اخبرني عما تريده مني.
تألق الخبث بعينيه وقال: أريد يومين في الجنة حبيبتي، مع زوجتي الجميلة التي أحبتني منذ يومنا الأول معاً.
جزت على أسنانها وسطع الغضب بعينيها: لا تسخر مني خالد.
قهقه ضاحكاً بقوة لترتجف هي رعباً من تلك الضحكة التي حملت كل شيء آخر غير السعادة، ضحكة خرجت مشبعة بالغضب والقسوة والوعيد، وعيد رأته هي بعينيه اللتان قستا ليستحيل لونهما إلى الأزرق الغامق، نظر لها بغضب وقال بصوت منخفض ولكنه يحمل الكثير من الوعيد: هل أنا من يسخر منك حقاً منال؟ !
نظرت له بعدم فهم وقالت بشرود: نعم، أنت من تسخر مما أخبرتك به البارحة.
ابتسم بتهكم وقال: نعم، ما قلته البارحة يثير السخرية بالفعل !!
عقدت حاجبيها وهمت بالحديث لتقاطعها هنا التي أتت لتجلس بحضن خالد وتتحدث معه برقة كعادتها. ابتسم بهدوء لهنا ليرفع عينيه لها ويقول بهدوء: اذهبي وحضري الحقاًئب منال، سنغادر خلال نصف ساعة على الأكثر.
وقفت حينها وهي تعلم ان لا شيء آخر أمامها غير الاستسلام له والذهاب معه، حتى تعلم ما يريده منها، وها هي تقف أمام فيلا صغيرة تقع في القاهرة ولكن في احد المدن الجديدة النائية الخالية من السكان تقريباً ولا تفهم ما الذي يريده من وجودهما هنا.
تنفست بعمق وهي تتذكر كلماته القليلة التي نطق بها منذ مغادرتهما معاً، جميعها كانت غاضبة مبطنة بتهديد قوي منه، وعندما أشارت إلى أنهما في القاهرة ولم يخرجا منها، قال بغضب إنه لا شان لها بما يفعله وأن الزوجة الطبيعية تتبع زوجها دون نقاش.
صمتت عن الحديث وهي تحاول ان تستوعب مدى غضبه وقسوته معها وتحاول ان تبرر موقفه ذاك، فهي توقعت انه سيتغير بعد حديثها البارحة. نعم هو تغير فعلاً ولكن في الاتجاه المعاًكس !!
انتفضت من أفكارها على صوته القوي وهو يحدق بها بعنف جعلها تتنفس بقوة وهي تنظر إليه من خلف نظراتها الشمسية ويقول: أستظلين عندك؟
ازدرت لعابها واقتربت منه ببطء وهي تشعر برجفة خفيفة في أوصالها، بسبب تلك النظرة العنيفة التي تلمع بزرقة عينيه الغامقة.
فتح الباب وقال: ادخلي
تقدمها لتتبعه بهدوء وهي تنظر سريعاً من حولها، تحكمت بفمها الذي كان سيطلق شهقة إعجاب بتجهيز الفيلا وأثاثها الراقي.
وضع الحقيبة من يده بعنف أجفلها فالتفتت تنظر إليه، فقال سريعاً: سأخرج الآن وسآتي بعد قليل.
هزت رأسها بتفهم ليقول بخبث: هل أعجبتك؟
ابتسمت وقالت بصدق: إنها رائعة. ولكنها مليئة بالأتربة.
هز رأسه ليقول وهو يخرج من الباب: غرفة النوم في الدور الأعلى، أريد ان أعود لأجد كل شيء نظيف ولامع، هيا قومي بواجباتك الزوجية كاملة حبيبتي .
رمشت بعينيها سريعاً: نعم ماذا تقول؟
جز على أسنانه قوياً وهو يقول بعنف: كما سمعتِ.
قالت بتلعثم: ولكني..
قاطعها بغضب وهو ينظر لها بحدة جعلت الأزرق بهما يشتعل: نعم اعلم أنك منال هانم الخشاب، خُلقتِ لتدللي. لكن عصر دلالك انتهى يا هانم، الآن سيبدأ عصر جديد لنا معاً منال أنت ابعد ما تكوني أميرة به.
نظرت إليه بدهشة لتنتفض على صوت صفعة الباب القوية لترمش بعينيها وهي تدرك أنها ستكون أياماً من الجحيم !!

*****************************

__ ليلى، أمازلت نائمة؟
عبست وهي نائمة وأدارت ظهرها لمصدر الصوت، تحركت الأخرى لتفتح ستائر الغرفة فيطل ضوء الشمس قوياً وينير الغرفة بأكملها
صاحت مرة أخرى: ليلى استيقظي من فضلك.
تثاءبت وهي تجاهد لتفتح عينيها وتقول بخمول: اتركيني قليلاً ايني.
هزت الأخرى رأسها نافية وقالت بضيق: استيقظي لولا لقد أصبحت الواحدة ظهراً وأنت نائمة منذ البارحة، لقد مللت من الجلوس بمفردي.
انتفضت جالسة وهي لازالت تتثاءب وقالت بدهشة: الواحدة ظهراً.
هزت ايني رأسها بنعم وهي تقول: لأول مرة أراك تنامين كل ذلك الوقت،
راقبت بعينيها إيناس وهي تلف في الغرفة الواسعة تغلق المكيف وتفتح بقية ستائر الغرفة ليدخل نور الشمس منيراً الغرفة بأكملها. وضعت يدها أمام عينيها متحاشية الضوء القوي وخفضت جفنيها وهي تتذكر عودتها البارحة، فهي دلفت إلى غرفتها سريعاً وبدلت ملابسها وكأن أحدأً يطاردها. نعم كان شبح وجوده حولها في الحفل يطاردها. ارتدت ملابس نومها وقفزت إلى فراشها، وأغمضت عينيها وهي تأمر عقلها بالنوم، وكعادتها عندما تهرب من مواجهة واقعها وآلامها تذهب في نوم عميق ولا تستيقظ منه إلا بعد وقت طويل. وها هي تستيقظ على صوت أختها التي إذا تركتها الآن ستذهب إلى النوم مرة أخرى حتى لا تفكر به ولا بكلماته ذات التهديد المبطن!!
انتبهت على إيناس التي اقتربت لتجلس بجانبها وتتبع: هل أنت مريضة؟
زفرت ليلي بخفوت وهي تقول داخلياً: نعم مريضة به.
ابتسمت ورفعت عينيها لأختها: لا حبيبتي ولكنني متعبة قليلاً، أنت تعلمين رحلة العودة ثم خطبة ياسمين، لذلك اشعر بالتعب وأنني مهدودة القوى.
ابتسمت ايني وقالت: حسناً انهضي وأنا ساعد لك كوباً من النسكافيه ينعشك.
ابتسمت ليلى وفكرت قليلاً أنها لا تريد الانفراد بنفسها، لا تريد ان تجلس بمفردها، لا تريد ان تفكر به، تريد ان تنشغل بأي شيء لتحمي قلبها وعقلها من غزوه الجامح لها.
نظرت إلى إيناس وهي تكاد تخرج من الغرفة وقالت سريعاً: ايني.
وقفت الأخرى بدورها ونظرت لها لتتبع بنظره شقية: ما رأيك ان نخرج لنتنزه قليلاً؟
لمعت عينا إيناس بقوة وقالت: بالطبع موافقة.
ابتسمت ليلى باتساع: حسناً اخبري أمي و تأكدي أنها بخير وأكدي على الممرضة ألا تتركها بمفردها إلا عندما يأتي احدنا، نحن أو بلال.
قالت إيناس وهي تبتسم بخفة: لا تقلقي، سأفعل كل ما تريدين حتى ترتدين ثيابك.
قالت ليلى: سأجهز في خلال دقائق.
اندفعت ايني راكضة للخارج لتبتسم ليلى وهي تقول لنفسها: أحسنت ليلى لن تتركي قلبك وعقلك بين يديه مرة أخرى !!

**********************************

يقود سيارته وهو يشعر بملل من مضي الوقت ببطء يخنقه، لا ينكر أنه يشعر بالترقب وببعض التوتر بسبب ما سيحدث مساء اليوم. يدعو الله أن تجاريه فيما سيفعله وألا تضطره لفعل شيء يندم عليه أو يجعلها تندم على ثقتها وحبها له !!
زفر بضيق وقرر ان يتوجه لأحد المجمعات التجارية يبتاع منه بعض الأشياء ويتناول غدائه أيضاً. تجول بخطوات بطيئة نوعاً ما وهو يشعر بالضيق يسيطر عليه وعقله يستمر في تحذيره مما سيحدث مساءاً لتبرق عيناه بوميض خاطف وهو ينظر إلى فتاتين متقاربتين في الطول تسيران أمامه وهما تتناقشان في احد الأمور الأنثوية.
نطق قلبه قبل ان يتمتم هو بها: ليلى.
تنفس بقوة وهو يتبعها بحذر ويشعر بالغيرة تأكله وأنظار بعض الشباب تتجه إليهما بطريقه عارضة، لم يقترب منها بل حافظ على مسافة بينهما حتى لا تشعر به أو تراه. ولكنه شعر بانزعاج دفعه لعقد حاجبيه عندما ضحكت الفتاة التي برفقتها بصوت عالٍ جذب العديد من الأنظار وجعل ليلى تنبهها محذرة وهي تتلفت حولها يميناً ويساراً مؤنبة الأخرى على لفتها الأنظار إليهما.
ابتسم بحب أطل من عينيه وهو يتمتم بخفوت: حبيبتي الخجول.
تبعها بصمت لتزداد عقدة حاجبيه وهو يرى ذلك المتجر الذي دخلا إليه، نظر من خلف واجهة المتجر الزجاجية ليراها. ابتسم ولمعت عيناه بتلك الابتسامة الواثقة، وهو ينظر إليها من خلف الواجهة الزجاجية لأحد محلات الأزياء النسائية.
شعرت بالهواء يحمل رائحته ونظراته مسلطة عليها – كما كانت تشعر به من قبل وهي جالسة بحديقة الفيلا وهو ينظر إليها من بعيد.
رفعت نظرها بطريقة غير واضحة لتنتفض بخفة وهي تراه يقف في الخارج، رفع لها حاجبيه وأحنى رأسه إليها بتحية. أشاحت بنظرها بعيداً عنه وهي تجز على أسنانها غضباً، التفتت حولها وهي تتأكد من عدم وجود إيناس بجوارها حتى لا تلحظ تغيرها، فتلك الفتاه شديدة الذكاء ودقيقة الملاحظة.
انتبهت من أفكارها على صوته الهامس: كيف حالك يا أستاذه؟
تمتمت من بين أسنانها وهي تظهر تشاغلها بالأزياء المعروضة: ماذا تريد؟
ابتسم وهو ينظر إلى احد الفساتين الجريئة: ماذا تفعلين هنا؟ تلك الأزياء لا تناسبك.
رفعت حاجبها وقالت بتهكم: اشتري بعضاً من الأشياء لزواجي.
لمعت عيناه بجذل وقال: سأحبها جميعاً.
أكمل بهمس دافئ: ستكون رائعة عليك.
احتقن وجهها بقوة وظهر الغضب في عينيها: وما دخلك أنت؟
ابتسم تلك الابتسامة التي لا تصل إلى شفتيه لكنها تتألق بعينيه: أنا زوجك المستقبلي ليلى.
لمع الغضب بعينيها و قالت بكبرياء: ومن قال إنني سأقبل بك يا أسطى.
نظر لها بقوة وقال: سنرى، ثم أنا لا أسألك عن رأيك. أنا أخبرك بما سيحدث.
كتفت يديها بعصبية وهتفت: والله، وكيف سيحدث هذا؟
ابتسم باتساع وقال بنبرة واثقة: سترين يا زوجتي العزيزة.
انحنى ليهمس لها: أعدك انك ستستمتعين بما سيحدث؟
انتصب واقفاً مرة أخرى وقال: أراك قريباً يا أستاذه.
زمت شفتيها بقوة وهي تشعر بالحنق والغضب يملؤها. كم أرادت ان تكسر له أسنانه حتى يكف عن الابتسام بتلك الطريقة.
كيف يتحدث بتلك الطريقة الواثقة، إنه يتحداها ويعدها بأن ما يتفوه به سيحدث، كيف؟ هل سيختطفها ويتزوجها، ما هذا الغباء ليلى؟
شعرت بالخوف فجأة وهي تفكر في صوته المليء بالثقة، حديثه المفعم بالغموض
وجملته الأخيرة وأنه سيراها قريباً، كأنه يخبرها بموعد اتفقا عليه مسبقاً. هزت رأسها رافضة بعنف تلك الأفكار التي تزيد من خوفها، لتنقذها إحدى العاملات بالمتجر وهي تربت على كتفها وتخبرها ان هذا الفستان يخصها.
اتسعت عيناها وهي تنظر إلى الفستان بداخل الكيس ليحمر وجهها خجلاً وتقول للفتاه بعصبية: لم ابتع ذاك الفستان؟
ابتسمت الفتاه وقالت بعملية: خطيبك ابتاعه لك.
رفعت ليلى حاجبيها وهي تمتم بغيظ: تباً لك عبده.

*************************

تنهدت بقوة وهي تنظر إلى عدة التنظيف التي أخرجتها من إحدى الخزانات الموجودة في المطبخ، بعد ان تجولت في أنحاء الفيلا، وتعرفت على محتويات كل غرفة بها.
فبخلاف الصالة الواسعة التي تحتوي على طقم استقبال أنيق حديث الشكل وفخم بنفس الوقت، ومائدة طعام جميلة وأنيقة، تفتح الصالة على مطبخ أمريكي حديث الطراز يحتوي على كل ما يحتاجه طباخ ماهر ما عدا الطعام، هذا ما فكرت به وهي تنظر إلى المبرد الفراغ من كل شيء حتى زجاجات المياه.
يوجد غرفتين في الدور الأسفل، إحداهما مكتب أنيق وفخم اعتقدت ان خالد أثثه له، وغرفة معيشة رائعة واسعة وأثاث مريح، ألوانها هادئة ومريحة للنفس.
تنفست مرة أخرى وهي تنظر أمامها، وتشعر بالتشتت. هدوء خالد معها يجبرها على التفكير في موقفه، فلطالما كان هدوء خالد عبارة عن غطاء لعاصفة تنتظرها. لم يكن هو هذا الشخص الهادئ الغير مبالي، بل كان دائماً بركان غضب سريع الاشتعال، تفوح منه حمم الغضب فتحرق من يكون بقربها.
تنهدت بقوة وهي تفكر " أنها اكتفت من الغضب والحزن، تريد شيئاً من السعادة ومستعدة ان تقاتل من اجلها "
نظرت مرة أخرى إلى عدة التنظيف وفكرت كيف تبدأ، لم تقم بذلك من قبل، ولا تعرف كيفية سير العمل، لم تلحظ الخدم في قصر والدها وهم ينظفون الغرف، فهم كانوا دائماً يعملون في الغرف الشاغرة حتى لا يزعجوا أحداً.
قلبت عيناها بحيرة وهي تستدعي صورة تلك الخادمة اللاتينية التي كانت تأتي ببيتها في أمريكا، تلك الخادمة التي أتى بها باسم لتقوم على رعايتها في أواخر مدة حملها. تمتمت وهي تبتسم ببشاشة: ماريا.
كانت سيدة لطيفة وسهلة المعشر وكانت تذكرها دائماً بدفء مربيتها المصرية. تنفست بقوة وهي تقول: سأفعل كما كانت تفعل ماريا، سألمع الأثاث ثم أقوم بالمسح. فكرت قليلاً " أم أنها كانت تقوم بمسح الأرض أولاً؟! "
تنهدت بقوة وهي تنظر إلى دلو الماء الفارغ أمامها وقررت ان تذهب وتملأه بالماء من دورة المياه الواقعة بجانب المطبخ.
توقفت قبل ان تتحرك وهي تنظر إلى ملابسها الأنيقة وحذائها الراقي لتزفر بملل وتقرر ان تبدل ملابسها أولا.
سحبت الحقيبة الذي وضعها خالد في وسط الصالة وجرتها لأول السلم تأوهت عندما حاولت حملها.
تمتمت بغضب: خالد.
نظرت لها مرة أخرى وفتحتها وأخرجت منها أول شيء وجدته، ونظرت إليه
ابتسمت وهي تجد انه ما تحتاج إليه بالضبط.
دخلت إلى دورة المياه وبدلت ملابسها ثم قامت بملء الدلو بالماء واحتارت كيف تحمله للخارج. حملته قليلاً لتشعر بألم قوي في ظهرها فوضعته بأول الصالة لتدفعه. فوجئت ان به عجلات صغيرة فدفعته مرة أخرى بقوة ليندفع نصف ما به من ماء للخارج.
شهقت بقوة وهي ترى الماء المنثور في الأرض وزادت حيرتها وهي لا تعلم ما الذي عليها فعله الآن.
رن جرس الباب ليهوي قلبها بين قدميها وهي تعلم أنه عاد وسيسمعها ما تكره الآن!!
فتحت الباب لتنظر بدهشة إلى امرأة بمنتصف العمر وقفت أمامها ترتدي جلباباً فضفاضاً بألوان زاهية وتربط رأسها بحجاب اسود اللون وقالت بابتسامة: أتريدين مساعدة يا هانم؟
نظرت باندهاش لها وهي تشعر بأن تلك السيدة هدية الله لها، فقالت سريعاً: من أنت؟
أجابت السيدة بلهجة ذكرتها بتلك المسلسلات التي تعشقها والدتها: أنا زوجة محروس حارس الفيلا التي تجاوركم.
سألتها منال بخفوت: هل تعرفين خالد بك؟
نظرت السيدة لها بدهشة فأكملت منال: زوجي.
قالت السيدة: ذلك الرجل القوي الذي أوصلك وخرج منذ قليل.
هزت منال رأسها بالإيجاب فنظرت لها السيدة بدهشة وقالت: أتيت لأرى إذا كنت تريدين مساعدتي.
فتحت منال الباب باتساع وقالت بفرحة حقيقة: بالطبع.
دلفت السيدة إلى الداخل لتنظر بارتياع للصالة والمياه المنثورة بها وقالت بطريقة أشبه للندب: وي وي، ما هذا؟
لوت منال شفتيها وقالت بضيق: حاولت ان أقوم بتنظيف الصالة.
ضحكت السيدة بقوة وقالت: استريحي يا هانم وأنا سأقوم بتلك المهمة، اجلسي حتى تريحي ظهرك.
ابتسمت منال من لهجة السيدة الحنون وقالت: لا سأساعدك فانا لا أريد ان يأتي البك وأنت هنا.
رفعت السيدة حاجبيها بدهشة فأتبعت منال: إنه يرتاب بخصوص الأشخاص الجدد.
هزت السيدة رأسها بتفهم فأكملت منال: هيا اخبرني كيف استطيع مساعدتك؟
ابتسمت السيدة باتساع وقالت: سأنظف البيت كله قبل ان يأتي البك، اجلسي واستريحي يا هانم، فالحركة ستكون متعبة عليك.
عقدت منال حاجبيها لتتبع السيدة: أنت حامل أليس كذلك؟
ابتسمت منال وهزت رأسها إيجاباً فاتبعت السيدة: حسناً اذهبي واعثري على شيء لتأكليه واجلسي حتى انتهي.
هزت منال رأسها وقالت بابتسامة عريضة: حسناً يا. ..
نظرت لها وقالت: ما اسمك؟
ابتسمت السيدة وقالت: أم أيمن.
عقدت منال حاجبيها: آها، نعم ولكني أفضل ان أناديك باسمك أنت.
ابتسمت السيدة بخجل وقالت: لا نحن صعايدة ولا نكشف عن أسمائنا أبداً، أنا أم أيمن.
نظرت لها منال بتعجب وقالت: حسناً يا أم أيمن هلا سمحتِ ونقلت لي تلك الحقيبة إلى الأعلى.
تحركت السيدة سريعاً وقالت: أمرك يا هانم.
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر في إثرها وهي تفكر في خالد عندما يعلم بأمر تلك السيدة أم أيمن.
كتمت ضحكتها حتى لا تنفجر ضاحكة لتحمد الله سراً على تلك الهدية الرائعة وقررت أنه لابد ان تبقى أم أيمن تلك سرها الصغير الذي لا يعلم عنه خالد شيئاً وستستعين بها كلما احتاجت إليها.
اتبعتها للأعلى في هدوء وهي تقرر ان ترى الدور العلوي وبعدها ستقوم بترتيب ملابسها في خزانة الملابس.

**************************

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:44 AM   المشاركة رقم: 1270
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

__ وليد لم اصدق عندما أخبرتني السكرتيرة انك هنا.
رفع رأسه من فوق لوح الرسم الذي يعمل عليه وقال بصوت هادئ: مرحباً مصطفى.
عقد مصطفى حاجبيه وقال وهو يتقدم إلى داخل المكتب: ماذا بك؟
هز وليد رأسه نافياً وهو يقول: لا شيء.
نظر له مصطفى بتفحص وقال: لا تخبرني انك تشاجرت مع ياسمين، لم يمض على خطبتكما أربعة وعشرون ساعة وليد.
تأفف وليد وقال بضيق: لا لم نتشاجر ولكنه اختلاف في وجهات النظر ليس أكثر.
عقد مصطفى حاجبيه وشعر بأن وليد لن ينطق بحرف زائد فقال بمنطقية: أنتما ببداية مرحلة جديدة وليد فحاول ان تحتويها قليلاً وستتفاهمان مع مرور الوقت لا تقلق.
هز وليد رأسه بتفهم فاتبع الأخر: حسناً أتيت لأبلغك بأننا قاربنا على الانتهاء من شقة صديقك.
ابتسم وليد وهو يتذكر أمير وقال: حقاً؟ !
هز الأخر رأسه بالإيجاب وقال: نعم ولكننا لم نجهز الغرفة الرئيسية لأنه إلى الآن لم يخبرك بما يريده بها.
اتسعت ابتسامة وليد وقال بغموض: اعتقد انه سيريدها غرفة مزدوجة مصطفى، بل الأحرى غرفة للعروسين جدد.
رفع مصطفى حاجبيه بدهشة وقال: هل سيتزوج؟
ابتسم وليد وقال بهدوء: اعتقد هذا، ولكن لن يضرنا السؤال، سأهاتفه واستعلم منه عما يريد وسأبلغك.
هز الأخر رأسه بتفهم فاتبع وليد: اسمع مصطفى اعلم انك بذلت جهداً كبيراً معي الفترة الماضية.
ظهر الانزعاج على وجه مصطفى وقال بلهجة شديدة: اسمع أنت، إذا تكلمت مرة أخرى بتلك الطريقة سأغضب منك حقاً.
ضحك وليد بخفة وقال: انتظر يا رجل واستمع لي جيداً، فأنا سأتكلم بأمور خاصة بالعمل.
جلس مصطفى على الأريكة وقال: تكلم كلي آذان صاغية.
تحرك وليد من مكانه ليجلس بجانبه وقال: أريد ان أجهز شقتي في أسرع وقت ممكن، لا يهمني التكاليف ولكني أريد الانتهاء من كل شيء فيما يقارب أسبوعين.
اتسعت عينا مصطفى بدهشة وقال: حسناً يمكننا ذلك فشقتك معدة تقريباً، ستغير الألوان والديكورات فقط، أليس كذلك؟
ابتسم وليد بحرج وقال: كلا بالطبع. أتريد ان أتزوج في شقتي القديمة؟
اتسعت عينا مصطفى فاتبع الأخر بإحباط: سترفض ياسمين بكل تأكيد، ثم إنني لا أريد ذلك، لا أريد أي شيء يذكرني بحياتي الماضية قبل ان أتزوج بها.
ابتسم مصطفى وربت على كتفه: حسناً يا صديقي ولكن بتلك الطريقة نحن نريد وقتاً أطول.
هز وليد رأسه رافضاً بشدة وقال: لا، لا أملك وقتاً أطول، أسبوعان يكفيان، لقد انتهيت من تصميمات الديكور ويبقى عليك التنفيذ، وصدقني أريدك ان تتعامل معي كأي عميل عادي.
عقد مصطفى حاجبيه ونظر له غاضباً فابتسم وليد وأكمل: لا تغضب، فالحقيقة أن سيادة الوزير هو من سيتكفل بكل شيء، وأنا أريد ان استفيد منه بكل طاقتي.
قال جملته الأخيرة بمرح فضحك مصطفى: حسناً وليد ولكن هذا لا يمنع أنها مدة قصيرة جداً.
قال وليد بإصرار: كلا ليست بقصيرة، اتفق مع عمالة جديدة واجعل العمل بمناوبات ليلاً ونهاراً وثق بي سننتهي قبل الأسبوعين.
زم مصطفى شفتيه وهز رأسه بغير رضا وقال: حسناً من أجلك فقط.
نهض واقفاً فناوله وليد بعض الأوراق فابتسم مصطفى بهدوء وقال: أنت متعجل جداً وليد ولكن نصيحتي...
ترقب وليد لما سيقوله فاتبع الأخر بحذر: ياسمين سترفض تلك العجلة وصدقني سيكون لديها أسبابها، فهي تريد الإعداد لزفافها وزواجها جيداً وأنت لا تعطيها تلك الفرصة بسبب تعجلك.
ابتسم وليد بغموض وقال: صدقني سأعد لها زفافاً سيكون أسطورياً وكما تريده هي بالضبط.
ابتسم مصطفى وقال مهنئاً: موفق بإذن الله يا صديقي.
تحرك خارجاً من المكتب ليقف ويقول له قبل ان يغلق الباب خلفه: لا تنس أن تسأل صديقك عما يريده واخبره ان يذهب ليتفقد شقته ويخبرك لو أراد تعديل أيا مما فعلناه ولكن اخبره ان ينتظر إلى ان ننتهي من شقتك أنت.
ابتسم وليد باتساع وقال بمكر: لا تقلق سأقابله واستفهم منه عما تريد.
اتبع بخفوت: وعما أريد أنا الآخر!!

****************************

ابتسمت وهي تنظر لشاشة هاتفها لتفتح الخط وتقول بابتسامة سعيدة: يا أهلاً بالعروس.
وصلتها ضحكة الأخرى وقالت: أين أنت يا فتاه؟ أتيت لمنزلك فلم أجدك به.
اتسعت عينا ليلى بدهشة وقالت: حقاً؟!
أكملت باعتذار رقيق: اعتقدت انك ستكونين برفقة وليد اليوم، ولولا هذا الاعتقاد الغبي كنت دعوتك للخروج معنا.
قالت الأخرى شاهقة بمرح: تخرجون للتنزه من دوني، هيا اخبريني من معك.
ابتسمت ليلى وقالت: إلى الآن أنا وإيناس فقط ولكن سوزان ستوافينا بعد قليل.
عقدت ياسمين حاجبيها بتساؤل: من سوزان؟
ابتسمت ليلى: إنها ابنة عمة ايني ولكنها رقيقة ومرحة وتثير ضحكاتي بشقاوتها عندما تجتمع مع ايني.
ابتسمت ياسمين فاتبعت ليلى: انضمي لنا وستسرك الرفقة كثيراً.
هزت ياسمين رأسها وقالت: حسناً اخبريني أين أنتما؟
أخبرتها ليلى بمكانهما وهي تبتسم لتجف الابتسامة على شفتيها وهي تنظر للذي جلس على الطاولة أمامهما وهو يبتسم بفخامة كعادته.
انتبهت على ياسمين وهي تصيح: ليلى، أين ذهبت؟
تلعثمت وقالت بخفوت: أنا معك ولكن اعتقد أننا سنستبدل المطعم، فلم تعد لدي شهية للطعام الايطالي.
وكأنه سمعها فابتسم بطريقة أشعرتها أنه يجلس بعقلها، انتبهت مرة أخرى وأشاحت بعينيها عنه لتسمع ياسمين تقول بنزق: من الواضح ان شبكة الاتصالات سيئة عندك.
فتمتمت ليلى: نعم هذا صحيح.
شعرت بنظراته مسلطة عليها فشحذت طاقتها كلها لتركز مع كلمات ياسمين القليلة وهي تقول: حسناً اخبريني إذا ذهبتم لمكان آخر، سأهاتفك مرة أخرى ولكني سأصل قريباً، فقد كنت قريبة على أي حال.
تمتمت: حسناً، سأخبرك.
ابتسمت لسوزان التي ظهرت فجأة هي وإيناس أمامها، بعد ان ذهبت تلك الأخيرة لتأتي بابنة عمتها من الخارج، وقالت: مرحباً ليلى.
نهضت ليلى مرحبة بها كما يجب وتبادلا الحديث للحظات حتى قالت ليلى: ستأتي ياسمين أيضاً فهي كانت قريبة وأنا دعوتها، أتمنى ألا يكون لديكما مانع من صحبتها.
ردت سوزان سريعاً: بالطبع لا، إنها فرصه جيدة لأبارك لها خطبتها.
قالت إيناس: وأنا أيضاً فلم استطع حضور عقد القران البارحة.
ابتسمت ليلى بتوتر وهي تنظر إلى مكان جلوسه بطرف عينها: آه، نعم كانت تتوقع حضورك البارحة وسألتني عنك ولماذا لم تأتي.
ابتسمت إيناس بهدوء وهي ترمش بعينها لتنظر إلى ليلى قليلاً وتقول: سأعتذر منها اليوم.
التفتت إلى سوزان وقالت لها وهي تحدثها بعينيها: هلا أتيت معي لدورة المياه؟
رفعت سوزان حاجبيها ولكنها التقطت نظرة الأخرى فقالت بهدوء: بالطبع.
تنحنحت ليلى وقالت: لا تتركوني بمفردي انتظروا لأذهب معكما.
قالت إيناس سريعاً: لا لا انتظري ياسمين حتى تتعرف على مكان جلوسنا.
هزت ليلى رأسها بفهم ولكنها آثرت الجلوس فهي شعرت ان أختها تريد الانفراد بابنة عمتها، في موضوع يخصهما.
أطرقت برأسها وهي تهمس لنفسها " لا تنظري ناحيته، فهو ليس موجوداً ".
انتفضت بقوة على صوته الهامس القريب: بل أنا هنا مع الأسف ليلى.
جزت على أسنانها قوياً وزمت شفتيها بحنق: ماذا تريد؟
ابتسم وهو يجلس قبالتها وتنفس قوياً: أريدك ان تستمعي إلى ليلى.
نظرت له برفض قاطع وقالت: وأنا لا أريد رؤيتك أو الاستماع إليك، لقد أخبرتك من قبل عيد الرحمن ان الأمر انتهى.
قال من بين أسنانه: أمير.
عقدت حاجبيها باستفهام فردد: اسمي أمير.
ابتسمت بسخرية وقالت بعجرفة ظهرت بجسدها قبل ان تستطع بعينيها: لا يهم.
تنفس قوياً مرة أخرى وكأنه يسيطر على أعصابه وقال: إنها آخر مرة سأسألك ان تستمعي إلي.
رفعت عينيها ونظرت إليه بكبرياء وقالت ببرود: وأنا آخر مرة سأطلب منك ان تبتعد عن طريقي وإلا سأتصرف معك تصرفاً لا يناسب مكانتك يا سيادة الرائد.
نطقتها بسخرية جعلت أذنيه تحتقنان بقوة فاتبعت باستهزاء: انصرف الآن ولا أريد ان أراك مرة أخرى.
تنفس مرة أخرى بهدوء ليبتسم ببرود وقال: للأسف لن استطيع تلبية طلبات سموك.
عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال بهدوء وهو يبتسم بسخرية شديدة: أراك قريباً جداً يا أستاذة.
زفرت بقوة وهي تشعر بأن قلبها سيتوقف عن الخفقان بسبب رؤيتها له، فقط ظهوره أمامها يفعل بها الأعاجيب، عندما تنظر إليه تفقد القدرة على التفكير، نعم غاضبة منه، ولكن على قدر غضبها هي تحبه، بنفس المقدار ونفس القوة.
تشعر بالإنهاك الفكري بسبب ذلك الصراع الدائر بداخلها، ذلك الصراع الذي تنكره منذ البارحة، تبعده إلى عقلها الباطن ولا تريد التفكير به ولكنها الآن تشعر بالانزعاج فعلا من كلماته الواثقة وكأنه يعلم ما سيحدث بعد ذلك.
استغفرت الله في سرها لترفع رأسها وتجد ياسمين تقترب منها وهي مبتسمة باتساع، رسمت ابتسامه باهتة لترحب بياسمين وهي تعلم جيداً ان اضطرابها لن يخف عن عيني الأخرى !!
.
.
دلفتا إلى استراحة السيدات لتقول سوزان هامسة وهي تنظر إلى الفتيات من حولها: ماذا يحدث؟ لماذا أتيت بي إلى هنا؟
نظرت لها إيناس بدهشة: لا شيء، كنت أريد ان أصلح زينتي.
رفعت الأخرى حاجبها ونظرت لها بعدم تصديق وقالت بخفوت: ايني.
ابتسمت إيناس بطريقة لاهية وقالت: كنت أريد ان أسألك عن آخر أخبارك مع شقيقي العزيز.
نظرت لها سوزان ملياً وقالت: امم، لا أصدقك ولكن حسناً سأجيبك بأنه لا جديد.
عقدت ايني حاجبيها وهي تقول: ألم تفعلي ما أخبرتني به؟
ابتسمت سوزان وقالت وهي تغمز بعينها: سأنتظر قليلاً وخاصة أننا سنسافر أنا وأمي لعمي بضعة أيام. عندما نعود سأذهب إليه.
ضحكت ايني بخفة وهما يخرجان من استراحة السيدات وقالت: كان الله بعون شقيقي.
رددت سوزي بصوت خافت ولكن الإصرار ظهر جلياً به: سأسترده مهما حدث !!
.
.
أقبلت عليها ياسمين وهي تبتسم وتنظر لها بطريقة غامضة فعقدت ليلى حاجبيها بدهشة وقالت: ماذا بك؟ لماذا تنظرين إلى بتلك الطريقة؟
اقتربت ياسمين برأسها منها وقالت: هل رأيت سيادة الرائد؟
اتسعت عينا ليلى بذعر وقالت وهي تشعر بوجنتيها تحترقان من الخجل: عمن تتحدثين؟
ضحكت ياسمين بخفة وقالت بنبرة مميزة: ليلى، أنا أتحدث عن أمير، أمير الذي لم تخبريني عنه أي شيء!!
زفرت ليلى بقوة وزمت شفتيها بحنق واضح لتقول ياسمين: أتعجب كيف تعرفت عليه؟ فهو غامض ويختفي كثيراً.
تمتمت ليلى دون تفكير وبلهجة ساخرة: اعتقد أنني تعرفت عليه في فترة اختفائه.
نظرت لها ياسمين ببلاهة وقالت: ها، لا أفهمك.
جزت ليلى على أسنانها وكانت على وشك البوح لولا رؤيتها لايني تقترب منهما فقالت بحدة: ليس الآن ياسمين، سأخبرك بكل شيء ولكن في وقت آخر.
هزت ياسمين رأسها بتفهم ورفعت نظرها لتبتسم لإيناس التي أقبلت تحييها ببشاشة لتنقل نظراتها إلى الأخرى وتنظر قليلاً وقالت: اعتقد أنني رأيتك من قبل.
تنحنحت الأخرى وقالت سريعاً وكأنها تتخلص من حمل ثقيل على قلبها: نعم في حفلة إذاعة النجوم.
اتسعت عينا ياسمين بادراك وقالت: نعم أنت تعملين بالإذاعة.
هزت سوزي رأسها وقالت بهدوء: كنت، تركتها منذ فترة، بسبب اختباراتي النهائية والآن سأبحث عن عمل آخر.
ابتسمت ياسمين بمرح وقالت: أتمنى من وليد ان يفعل المثل.
صاحت ايني بفرحة: لا تخبريني ان وليد خطيبك هذا هو وليد الجمال من إذاعة النجوم.
ضحكت ياسمين وهي تستمع إلى أخت ليلى وهي تأتي بصوت وليد مطابقاً له ولنفس طريقته لتقول ليلى بهدوء: نعم انه هو.
صاحت ايني: ياي، هلا عرفتني عليه؟
صاحت ليلى وسوزان بنفس الوقت : إيناس.
اتسعت عينا ياسمين بعدم إدراك لجنون الفتاه فقالت ايني بمرح: لم اقصد ذلك التعارف، قصدت أنني أريد ان أراه فقط لا أكثر.
ضحكت ياسمين بمرح وقالت: لا عليك، ثم انك لو كنت أتيت البارحة لكنت رأيته دون ان تحتاجي لأعرفك عليه.
خفضت ايني عيناها بخجل وقالت: المعذرة لم استطع الاستيقاظ في الموعد.
قالت ياسمين بحنو: لا عليك، سأنتظرك أنت وسوزان أيضاً في العرس سيكون أروع من حفل البارحة أيضاً، فانا من سيعده كاملاً وعلى طريقتي.
قالت ليلى ضاحكة بتهكم: وما أدراكما بطريقتها، ستجعل الدخول إلى الحفل بملابس السباحة.
قالت ايني سريعاً: سآتي على الفور.
انطلقت الضحكات من بينهم ليتبادلوا حديثاً مرحاً جذب ليلى من دوامة أفكارها، جذبها بعيداً لينسيها ذلك الأمير الذي يحتل قلبها وعقلها !!

***********************
تنفس بقوة وهو ينظر إلى هاتفه مرة أخرى، يشعر أنها خطوة ثقيلة ولكن عليه القيام بها. زفر مرة أخرى ليستل هاتفه ويبحث به قليلاً ليزفر بقوة اكبر تلك المرة ويضع الهاتف على أذنه.
تنحنح بقوة وهو يقول: مرحباً يا سيادة المستشار، كيف حالك؟
ابتسم بتوتر وهو يقول: نعم جميعنا بخير والحمد لله، مبارك لياسمين انصرفت البارحة سريعاً لأجل أمر طارئ وقع بالعمل ولم يتسن لي ان أبارك لسيادتك عقد قرانها.
لفظ الكلمة من بين أسنانه وهو يحاول ان يتحكم بحنقه الذي طغى في عينيه. ابتسم مرة أخرى على الكلمات المنمقة التي صدرت من عم أخته ليكح بخفوت ويقول: المعذرة عمي ولكنني أهاتفك لأطلب منك ان تشرفنا بحضورك في المساء.
رد بهدوء: خيراً بإذن الله ولكن هناك شخص تقدم لخطبة ليلى، وبالطبع لابد من حضورك.
نظر إلى ملف الأوراق الذي أعطاه إياه أمير: لا اعرفه ولكنه أعطاني صورة لملفه في الداخلية فهو رائد بالشرطة.
أكمل بخفوت: اعتقد ان ليلى تعرفه جيداً.
رفع حاجبيه بدهشة وهو يستمع إلى الضحكة الرزينة التي صدرت من الجانب الآخر وعقد حاجبيه بشده وهو يستمع إلى الكلمات الهادئة.
قال بتوتر: لا افهم ما تقوله حضرتك، رأيتهما البارحة؟ كيف؟
هز رأسه بفهم وهو يجز على أسنانه قوياً وهو يستمع إلى كلمات سيادة المستشار ليقول بهدوء: حسناً سأنتظرك اليوم عمي لنتناقش سويا ًقبل ان يأتي سيادة الرائد.
زم شفتيه وقال بهدوء: إلى اللقاء مساءاً.
أغلق الهاتف بعنف والغضب يلمع في عينيه. فما اخبره به سيادة المستشار أكد له ما حاول ان يخبره به أمير وهو أنه على علاقة وطيدة بليلى.
نظر إلى الهاتف مرة أخرى وفكر ان يهاتفها ليعلم ما الذي يحدث ولا يعلم هو عنه شيئاً، ولكنه تراجع حتى لا يشعرها بالحرج.
زم شفتيه قوياً وحدث نفسه " سأفهم كل شيء منها مساءاً "

****************************

انتهت من ترتيب ملابسها لتنزل بهدوء للدور السفلي. كانت قد انتهت هي وأم أيمن من الدور العلوي في وقت سابق، فبعد أن وضعت لها حقيبتها بالغرفة أخبرتها أنها ستنتهي من الغرف العلوية أولاً حتى تستطيع هي ان تستلقي وتشعر بالراحة، وبالفعل أنجزت السيدة مهمتها على أكمل وجه لتبدأ هي في ترتيب حاجيتها بالخزانة ودورة المياه العلوية.
شهقت بقوة وهي ترى الأرض تلمع هي وقطع الأثاث، تنفست بقوة لتشم رائحة منعشة تشعر أنها اشتمتها من قبل، بل رائحة ذكرتها بأحداث بعيدة،
بمنزلها في أمريكا، لا تعلم ما الذي جعل ذكرياتهما سوياً تندفع إلى عقلها بتلك الطريقة ولكن كل ما شعرت به أنها ترى حياتهما سويا هناك. رمشت بعينيها وهي تفكر بذهول إنها نفس الرائحة، رائحة الكافور القوية ممزوجة برائحة أزهار منعشة.

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 04:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية