لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-11, 10:27 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

إلتف بالسيارة حول الميدان وعاد الى حيث يقف جيف ،وفتحت ماريا النافذة لتلفت إنتباهه:
" هل تنتظر ديانا؟".
إتجه جيف نحوهما وقد بدا مدهوشا وإن لم يكن مستاء ، وقالت ماريا لوالدها بصوت خفيض ، وبسرعة:
" ألا يمكن ان نطلب منه ان يأتي معنا؟".
قال نيكولاس بغير تحديد:
" اعتقد ذلك".
" سيكون أمرا عظيما ان يكون معنا نتحدث اليه على سبيل التغيير ".
" أشكرك".
قال نيكولاس ذلك وهو يلقي اليها بنظرة جانبية ، فضحكت ، وقالت هامسة ، وجيف يصل الى السيارة:
" أنت تعلم أنني لم أقصد ذلك بطريقة مسيئة"
وقال جيف وهو يرتكن الى النافذة:
" نعم ، انا أنتظر ديانا".
وقيّم بنظراته الصورة الجميلة التي جسّدتها ماريا وهي تجلس في السيارة الفاخرة ، وقرر فجأة أنه لم يعد يعبأ إذا لم تحضر ديانا ، وقالت ماريا وعيناها تلمعان:
" إنها لا تزال في الفراش، ولن تحضر ، هل أصبحت الآن خاليا؟".
ضيق جيف عينيه وقال:
" أظن ذلك".
" لماذا لا تأتي معنا إذا ؟ لا أعرف بالضبط أين نذهب ، ولكنه سيكون أفضل من بقائك هنا".
إحمر وجه جيف ، وتطلع الى نيكولاس قائلا:
" ولكنني أعني... الن ... يعترض... صديقك؟".
فضحكت ماريا بمرح وقالت على سبيل التقديم :
" هذا والدي ، ولن يعترض ، إركب".
وافسحت له مكانا في المقعد الأمامي حتى يتمكن من الجلوس بجوارها ،وتذكّر نيكولاس أنه في الليلة السابقة فقط كانت مادلين تحتل هذا المقعد بجواره تماما ، وتصاعد غضبه من جديد وإنطلق بالسيارة بعنف أذهل حشدا من الشباب كانوا يرقبون السيارة عن كثب معجبين.
وكان نومه سيئا تلك الليلة على ما توقع ، اخذ يتقلب متململا في الفراش الكبير ،ونهض مرتين لتناول بعض الأسبرين بدون نتيجة ، وصحا في السابعة في مزاج سيء ، وراسه يوجعه على نحو فظيع.
ضيّع الوقت في قراءة الصحف ، ولم يظهر في المصنع إلا في الحادية عشرة ، وما كاد يخطو عبر الأبواب الزجاجية للمبنى حتى هتف به أحد موظفي الإستقبال:
" سيد فيتال ، هناك سيدة شابة تنتظر مقابلتك يا سيدي ، إنها تنتظر منذ العاشرة ، قالت إنها جاءت لمسألة شخصية ، لذلك جعلتها تنتظر في غرفة المقابلات.
إزداد نبض نيكولاس : مادلين ! شعر بالدم يطرق أذنيه ، من تكون غيرها ! وعبر المدخل الواسع وفتح باب غرفة المقابلات بقوة ، وعندئذ نهضت فتاة من المقعد بجوار المكتب ... كانت ديانا سكوت !
واذهلته خيبة أمله لعدة ثوان ، ولم يصدق أن ما رىه صحيحا ، وإقتضاه الموقف جهدا ليستجمع أمره ويغلق الباب ، وكانت عيناه في برودة الثلج وهو يتطلع الى الفتاة التي قبضت يديها في حجرها ، قالت في صعوبة وهي تغوص في مقعدها من جديد:
" صباح الخير يا سيد فيتال".
لم يرد عليها مباشرة ، بل مضى ببطء حول المكتب وجلس في مواجهتها في المقعد المنخفض ذي المسندين.
" لماذا انت هنا؟".
فإحمر وجهها وقالت:
" سأخبرك يا سيد فيتال ، إنني أريدك ان تكف عن مقابلة والدتي...".
ثم تنحنحت قائلة:
" الى الابد".
كانت التعبيرات على وجه نيكولاس مخيفة ، وتساءل بوحشية:
" هل انت جادة؟".
فإبتلعت ريقها بصعوبة وقالت:
" بالطبع ، إسمع... كنا سعيدتين حتى ظهرت ، فمزقت أوصال حياتنا وقلبت امي عليّ".
" انت التي قلبت أمك عليك وليس ذلك من فعلي... رباه... إنني لا أرى كيف يكون في وسعك أن تقولي ذلك وهي تفضلك في تفكيرها على سعادتها".
" حسنا ، إنها لم تتصرف على هذا النحو من قبل ، إنها تعاملني وكانني طفلة تعوق أمورها"
" هراء !".
" بل هو صحيح ، إنها تعتقد انك تفكر فيها جديا لمجرد أنك تعطيها إهتماما كبيرا".
قال بغضب وهو ينهض:
" لست أدري كيف تجرؤين على القدوم الى هنا والحديث عن والدتك بهذه الطريقة الشنيعة ، من تظنين نفسك في أي حال؟".
ضغطت ديانا شفتيها إزاء غضبه وقالت بإحتقار:
" أنا أحب والدتي ولا أريد ان يلحقها أذى ، إن عمي أدريان يريد الزواج منها ، فهل تعتقد انه سيظل يريدها... بعدك؟".
" إخرسي !".
قال نيكولاس ذلك وهو يشتعل غضبا ثم أردف:
" كيف تجرؤين على القول بانك تحبين والدتك ؟ إنك لا تحبين سوى شخص واحدد هو نفسك ! إنك تفزعين خوفا من أن تتزوجني والدتك ، ولا تهتمين إذا كانت ستضار ام لا ، كل ما يقلقك هو ان تفقدي مكانتك فقد تنجب أطفالا آخرين .... أليس كذلك ؟".
إمتقع وجه ديانا كأنما صفعها ، ونهضت وهي تترنح ، وهتفت بحدة:
" اعتقد أن الأمر كله مثير للتقزز ، كيف يمكنك أن تقول لي امورا كهذه؟".
" لأنها صحيحة ... لا تراوغيني ، هذا لن يفيدك ، أستطيع أن أستشفك كما ارى خلال الزجاج ".
ووضع يده على المكتب وهو يواجهها قائلا:
" ما هذا الذي يقزّز في الزواج ... في أي حال؟".
" لا ... شيء... ولكنك لست مثل أبي أوعمي ادريان ، إنك ... إنك لفظيع !".
تنهد نيكولاس في كلل ، وهو يحاول جهده ان يضبط نفسه ، وقال بهدوء:
" أخبريني لماذا؟ وإذا لم تستطيعي فساخبرك أنا".
لوت ديانا اصابعها معا وقالت:
" ماذا تعني؟".
" اعني أنك حتى هذه الأسابيع الأخيرة لم تفكري في والدتك كإمرأة لا تزال شابة جذابة ، بل إنك لا تقبلين ذلك حتى الآن... تظنين انني فظيع لأنني لا اتفق مع أفكارك التافهة بشان الرجل الذي يجب ان يتزوج والدتك ، ولا تهتمين إلا بنفسك يا ديانا كما قلت من قبل ، ولوكنت تهتمين بامر والدتك لتوقفت لتفكري في أنها ربما وجدت شخصا يجعلها سعيدة... سعيدة حقا".
صاحت ديانا ، وصدرها يعلو ويهبط:
" لن تكون سعيدة ابدا معك !".
لم يستطع نيكولاس أن يتحمل المزيد ، فصاح :
" إخرجي ! إخرجي قبل ان افقد اعصابي !".
نهضت ديانا وتراجعت الى الباب ، وصاحت بصوت مرتعش ، قبل ان تخرج بسرعة وتصفق الباب خلفها:
" إنك لبغيض !".
غاص نيكولاس في المقعد بجوار المكتب بعد ذهابها ، واشعل سيكارة باصابع مضطربة ، ييا لهول ما حدث ! وتساءل كم من الرجال واجهتهم بنات زوجاتهم المقبلات ، وهز رأسه في كلل ، لا يستطيع والأمور كما هي الآن ان يصف مادلين بأنها زوجته المقبلة ، فهما بعدما حدث بالأمس بالكاد يصبحان صديقين ، وتنهد ... سئم الأمر كله تماما ، إنه موقن أنه يريد الزواج من مادلين أكثر من أي شيء آخر في الدنيا ، ولكن كيف يقبل زواجا تلقى فيه ديانا أهمية أكثر منه؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-12-11, 11:12 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10-الإبنة الهاربة


وجدت مادلين الأيام التالية بعد رحيل نيكولاس المفاجىء ، لا تحتمل ، وكانت تقوم بعملها بطريقة آلية وتبكي في داخلها على الحب الذي فقدته ، وكانت ديانا قد بقيت في الفراش طوال نهار الأحد ، ولكن مادلين لم تجد الشجاعة لأن تخبرها بما قاله الطبيب ، وكانت قد رات إبتسامة الرضى على وجه ديانا عندما سمعت أن نيكولاس رحل ، واصيبت في مشاعرها على نحومفرط ولم تستطع معه أن تقول المزيد.
وفي يوم الإثنين ذهبت ديانا الى المدرسة كالمعتاد وبدأت تعامل مادلين بعاطفتها القديمة ، ورغم أن مادلين إستسلمت في صمت ، فإنها لم تستجب لهذه العاطفة ، لم تستطع ذلك ، وكانت متعبة ذهنيا وتخاف الذهاب الى العمل خشية مواجهة أدريان ، على ان أدريان ، بعدما إستفسر منها إذا كان نيكولاس قد عاد يوم السبت بعد خروجه ، لم يعقب أكثر من ذلك ، فشعرت مادلين بإرتياح ، إذ لم تكن تعرف ما يمكن ان ترد به عليه.
وتمنت ان يتصل بها نيكولاس هاتفيا لكنها اصيبت بخيبة امل ، وشعرت بالعجز ، من المؤكد انه لا ينوي إنهاء ما بينهما على هذا النحو ، لقد حذّرها أدريان بالطبع ، إنه ليس من ذلك الطراز الذي يمكن ان يرتبط به المرء ، ولكن هذا لم يكن السبب في خروجه العاصف من الشقة ، لقد إحتقرها لأفتقارها الى الحسم ، ولجبنها إزاء ديانا ، وفوق كل شيء ، لرفضها أن تضعه هو في المقام الأول.
ودخلت ديانا المنزل مساء الإثنين وقد إجتاحتها فورة غاضبة... وسالتها مادلين في ضجر عما بها ، فإستدارت نحوها في غضب وقالت ثائرة:
" إبنة صديقك الغالي خرجت بالأمس مع جيف".
" خرجت مع جيف ؟ كيف حدث هذا؟ ومن أين لك أن تعرفي وكنت في الفراش".
فإحمر وجهها وقالت:
" أخبرني جيف قابلته في ساعة الغداء ولم يستطع الإنتظار ليبوح بالأمر ، كان ينتظرني في السوق امس عندما مرت به ماريا ووالدها في سيارتهما الأنيقة ، فابلغته ماريا بانني مريضة ولن أحضر وإقترحت عليه أن يذهب معهما ! وتوجهوا الى لندن وأنفقوا بعض الوقت في النزهة ثم تكفل لهما السيد فيتال بعشاء في احد محلات الشواء الفاخرة بالويست أند ، كان بودي أن تسمعي جيف ! كان يتفاخر بما حدث ويقول أن ماريا رائعة...".
منتديات ليلاس
ولم تستطع أن تمضي في الحديث لتقول لأمها أن جيف بدا يلتهب في حبه لها وقال لها ما معناه إن ماريا ليست مثلها ، وإنه لو إنفرد بها لأستطاع أن يستمتع حقا ، كما قال إن ديانا مفرطة الإحتشام ويتعيّن أن تصحو للحياة وأن تكف عن العيش في عالم الأحلام ، كانت ديانا شابة يساورها الإرتباك ، لم تستطع أن تحدث أحدا بما جرى فشعرت بأن الحياة في هذه اللحظة بالغة التعقيد.
قالت مادلين في تشكك:
" حسنا ، هذا لا يقلقني ، وإنني لا أكاد أعتقد أنه سيكون لماريا شأن كبير مع جيف إيمرسون ، إذا لم يكن لأبيها شان في الموضوع في أي حال".
شعرت ديانا بخديها يحترقان ، وذكرى محاورتها مع نيكولاس فيتال هذا الصباح لا تزال ماثلة في ذهنها ، فإختلست النظر الى أمها ، كان يبدو انه لم يحدثها هاتفيا ، وكانت تتوقع أن يفعل وتوقعت أن تواجه أمها المتاعب حقا ، لكنه لم يفعل فتساءلت إن كان قد حمل ما قالته على محمل الجد ، وتمنت هذا حتى ما حدث من جانب جيف لن يبدوسيئا عندئذ، ومن الواضح أن مسلك امها يوحي بأن كل شيء قد إنتهى.
يوم الأربعاء السابق في عيد الفصح بدأ العرض المسرحي الذي تقوم فيه ديانا بدور في الكلية ، وكان على مادلين ان تذهب ، ولما كان أدريان ذاهبا بدوره إقترح ان يذهبا معا ، وافقته مادلين بغير إكتراث فدهش ، ولم يكن بوسعه ان يدرك ما حدث من سوء بينها وبين نيكولاس فيتال ، لكنه كان يستطيع أن يحكم من وجهها الغائر وعينيها المنهكتين أن أمرا سيئا حدث ، وقرر ألا يقول شيئا آملا أن تعود الأمور الى طبيعتها بينها وبينه.
وكانت مادلين موقنة انها لن تستطيع التركيز على المسرحية ، ولكنها لم تستطع أن تتراجع ، ولما كانت ديانا قد بدت معقولة على نحو مريح طول الأسبوع شعرت بأن هذا أقل شيء تفعله إزاءها للإبقاء على الإنسجام بينهما .
وبينما كانت تتزين للأمسية أخذت تدرس تعبيرات وجهها في المرآة ، كانت عيناها تحيط بهما هالتان سوداوان بسبب إفتقارها الى النوم ، فجعلا لها مظهرا منهكا ، وشعرت ان كل سنة من سنواتها الثلاث والثلاثين تظهر عليها ، وكان شحوب وجنتيها يؤكد الإعياء البادي في عينيها ، فإنصرفت عن صورتها في المرآة وهي تشعر بالهزيمة.
إرتدت المعطف الخضر الغامق ونزلت لمقابلة أدريان عندما جاء في سيارته ، ولم يكن بوسع أدريان ، وهو يحبها ، إلا أن يلاحظ حالة التعب التي تعانيها ، ووجد نفسه يتمنى أن يرى نيكولاس فيتال ما فعل.
توجها في صمت ودي الى الكلية ، وكل منهما مشغول بافكاره ، وكانت القاعة تغص بالحضور ، ولكن مقعدي أدريان كانا في الصف الأمامي محجوزين لهما ، وما كادا يقتربان من المقعدين حتى هتف صوت:
" تحية يا مادلين !".
إستدارت مادلين وقلبها يخفق بشدة ، وظنت للحظة أنه نيكولاس ، وبدلا من ذلك وجدت نفسها وجها لوجه امام هارفي كامنغز ، قالت بهدوء وهي تغتصب أبتسامة:
" أهلا يا هارفي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-12-11, 09:52 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان مع آل ماسترسون وسيدة أخرى شابة ، ولكنه نهض من مقعده ليتحدث اليها ، ومضى أدريان في سيره ليتركهما وحدهما ، وتساءل هارفي بجد وهو يدرس وجهها بفضول:
" ماذا حدث يا عزيزتي".
تمتمت بإرتباك:
" ماذا ؟ لا أعرف ماذا تقصد".
" تعرفين بالتأكيد ، إنك لم تقابلي نيكولاس اخيرا ، أما انا قابلته ، إنه يبدو كالدب المصاب في راسه ، ولكنه لا يحدث أحدا بان هناك ما يسوء ، وأعتقد انه في وسعي ان احزر الان".
غاص قلب مادلين وهو يواصل حديثه:
" وصلت أمه اليوم من إيطاليا ، وأحضرت معها سيدة هي إبنة عم نيكولاس من بعيد ، وتصورت انها تامل في أن ترتب شيئا مثيرا للإهتمام بينهما".
ثم تابع كلامه بصوت خفيض:
" إتصلي به تلفونيا ، ولا تدعي أمه تحقق غرضها مستفيدة من الظروف ، نيكولاس يكاد يجن جنونه ، صدقيني".
ضمت مادلين يديها معا وقالت:
" ولماذا إذا لا يتصل بي هو؟".
هز هارفي كتفيه قائلا:
" ربما يلومك على ما حدث ، أنت وإبنتك ، نيكولاس ليس متكبرا ولكنه لن يعفر راسه بالتراب أمامك ، ولهذا فأنا اعرف ان هناك شيئا كبيرا يزعجه".
هزت مادلين رأسها وقالت:
" هناك بالفعل ، أوه يا هارفي ، هل تعتقد حقا أنه يتعين عليّ أن أتصل به".
" طبعا".
ثم إختطف نظرة الى ادريان وقال:
" هل قال لك هذا الفتى شيئا آخر؟".
" كلا ، بالطبع ، بالطبع لا ، لا يعرف شيئا عن ذلك".
وإبتسم هارفي ثم قال:
" حسنا كنت سألكمه في أنفه".
ثم قبض باصابعه على رسغها وقال:
" نيكولاس فتى عظيم ، أعرف انه افضل أصدقائي ، عملنا معا سنوات ، لذلك فمن الطبيعي ان اتحيّز له ، ولكن لم يسبق ان إنتابته مثل هذه الحالة بشان فتاة من قبل".
رسمت مادلين على شفتيها إبتسامة وإستدار أدريان في مقعده في هذه اللحظة ، وقال:
" من الأفضل أن تأخذي مقعدك الان يا مادلين ، العرض على وشك أن يبدأ ".
تطلع اليها هارفي ينتظر الجواب فاومات له برأسها ببطء ، فغمغم :
"عظيم".
ثم إنصرف الى مقعده بعدما ضغط على رسغها وإتخذت مادلين مقعدها ،وقال أدريان والانوار تخبو تدريجيا:
" ارسلت تذاكر كثيرة للمديرين ، واتساءل لماذا لم يأت السيد فيتال بنفسه".
" امه ستصل من إيطاليا اليوم ، وهارفي هو مساعده ، لذلك فأظن أنه يقوم بكل هذه الواجبات".
فاوما أدريان برأسه وإرتفع الستار ، وكانت المسرحية جيدة ، ولكن مادلين لم تفهم منها شيئا تقريبا ، لفرط إنشغالها بأمورها الخاصة ، تستطيع إذا شاءت أن تتصل بنيكولاس غدا ولكن السؤال الان هو ماذا في وسعها أن تقول؟
ولم يكن لدى نيكولاس وقت صباح الأربعاء للذهاب الى مطار لندن والترحيب بأمه ، وأرسل إبنته ماريا في السيارة التي تخص الشركة مع السائق ، ولذلك كانت مفاجأة له عندما عاد الى الفندق وقت الغداء ليجد أمه تنتظر ليس وحدها ولكن معها كذلك صوفيا ريدولفي.
قبّل والدته وسمح لصوفيا بأن تقبل خده ، كانت هذه حالة طارئة لم يعمل لها حسابا ، صحيح أنه كان يعلم مدى إهتمام والدته بزواجه من صوفيا لأنها مناسبة تماما ، لكن نيكولاس لم يكن يريد لأحد أن يخطب له ، حتى وإن كان يعجب بصوفيا لأسباب اخرى.
كانت تبدو جذابة في ردائها من القطيفة الحمراء وكانت لا تزال ترتدي معطفا من فراء المنك الفضي ، فأدرك نيكولاس أنها من طراز النساء اللواتي ينبغي أن يتخذ منهن زوجة ، فهي تستطيع ن تكون المضيفة المثالية للحفلات الإجتماعية التي يمكن أن يفرضها عليه الزواج ، وتعرف الشيء الصواب الذي يمكن أن تقوله ، لرفاقه في العمل ، وكان إنحدارها من والدين موسرين يستبعد أي مشكلات ذات طبيعة إرتزاقية ، وكان موقنا من أنها ستكون لماريا زوجة أب تثير الإعجاب .
لماذا إذا تجعله فكرة الزواج منها يشعر بالغثيان ؟ إنه يعرف الإجابة بالطبع ، فمنذ قابل مادلين بهتت كل النساء أمامه وأصبحن لا يساوين شيئا ، مستحيل أن يعيش الآن مع أمرأة اخرى ، حتى في هذه اللحظة تاق جسمه كله طلبا لمادلين ، لقربها ، ودفئها ، وحبها ، لماذا لم تتصل به لتقول له إنه مهما كانت العقبات التي تقيمها ديانا في طريقهما ستتزوجه فورا ، بدون جدل؟
وتطلع الى والدته ، كانت سيدة طويلة قوية البنيان ، تحمل سمات أسلافها ، وكانت جميلة برغم أنها في الخمسينات من عمرها ، حاولت لسنوات ان تسيطر على نيكولاس ، وتجعله يدرك مسؤولياته ، لكن بدون جدوى ، كان نيكولاس مفرط الشبه بها على نحو لم يسمح له بان تهيمن عليه وكان يحطم قلبها أن تراه يضيع حياته بدون ان يفكر له ابناء يحملون سلالة آل فيتال ، وكانت تأمل في إحضار صوفيا معها الى أنكلترا لعله يستعيد صوابه ويدرك كم هي ملائمة لأن تصبح زوجته وام أولاده.
قالت له:
" الآن وقد لمست رفضك الإنتظار عدة أيام قلائل للسفر معي قررت ان تكون صوفيا رفيقتي ، وفي وسعها ان تعود الى إيطاليا معك".
خفف نيكولاس ياقة قميصه عن رقبته ، تحت رباط عنقه وغمغم:
" حقا ، إنني مسرور أن كانت صوفيا رفيقتك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-12-11, 12:21 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مشكورة كتير فريال بأنتظار البقية

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 05-12-11, 05:53 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم مر بيده على ظهر عنقها وتطلع الى ماريا كانما ينتظر منها الإلهام ، ولكنها كانت تعرف تدابير جدتها فرفعت تفيها خفيفا بطريقة يائسة ، بينما قال نيكولاس:
"قد لا احضر الى إيطاليا في أي حال".
قالت صوفيا:
" أوه يا نيكولاس ، لم لا ؟ إنا كنا نتطلع الى ذلك ، كنت أرى أن أجتماعنا معا نحن الثلاثة امرا رائعا".
بلل نيكولاس شفتيه الجافتين وقال:
" حسنا ، طرأ امر لم يكن متوقعا ، فلنذهب ان لنتناول الغداء في المطعم ، وفي وسعنا ان نناقش هذا فيما بعد ، بعد أن ترتاحا ، لا بد انكما تشعران بغاية التعب من رحلتكما".
وتناولوا لغداء ن ثم ذهبت المراتان بعد ذلك الى غرفتيهما للراحة بدون أن تخوضا في خططه ، وشعر نيكولاس بسرور لهذه الفسحة المتاحة من الوقت وصحب ماريا الى جناحها ، وكانت الآنسة سايكس تنعس في مقعد ذي مسندين لكنها إستيقظت عندما دخلا ، وكان نيكولاس قد ألف ان يغيظها بدون شفقة لكنها شعرت اليوم بأن ذهنه منصرف الى أمور اخرى كما كان بالفعل طوال الأسبوع.
إرتمت ماريا في مقعد ذي مسندين وقالت:
" حسنا يا نيكولاس ،جدتي تعتزم ان تحرز بعض التقدم هذه المرة ، ذهبت الى حد إحضار صوفيا معها ، أعني...إنني لو كنت صوفيا لكنت في حال يرثى لها".
عبس نيكولاس وقال:
" يجب ألا تناقشي أمورا كهذه ن إنك لا تزالين بعيدة عن تمييز الأمور".
قالت الآنسة سايكس في رقة:
" إنها تتظاهر فقط ولكن الواقع انها بريئة تماما".
بدا الإستياء على وجه ماريا بينما إبتسم نيكولاس ، وقال في لهجة رسمية:
" نعم ، انا واثق أنك على صواب يا آنسة سايكس....".
ثم تنهد بتثاقل وقال:
" يا الهي، ماذا سافعل الان؟".
وإستدار ومضى خارجا من الشقة وصفق الباب خلفه ، فتنهدت ماريا كذلك وقالت في اسى:
" مسكين نيكولاس وقع أمر خطير بينه وبين مادلين ، وأراهن ان إبنتها تلك المتعالية لها ضلع في ذلك".
يوم الخميس كان عل مادلين ان تذهب الى العمل لفترة الصباح فقط وكانت تشعر بانها كتلة من الأعصاب المرهفة ، إستعادت ما قاله هارفي مرات طوال الليل ، وتذكرت أنهمن المقرر أن يطير نيكولاس الى روما اليوم ، فادركت أنه ليس من المرجح أن تستطيع الإتصال.
وقررت ان تحاول ذلك ولومرة فمدت اصابعها المرتعشة وأدارت رقم الفندق في العاشرة صباحا ، فرد عليها موظف الإستقبال وابلغها أن السيد فيتال ليس في الفندق ، وانه يعتقد أنه ذهب الى المصنع ، وإتصلت به هناك بعد ان بحثت عن الرقم في الدليل ، فردت عليها عاملة التلفون:
" هل يمكن ان أتحدث الى السيد فيتال من فضلك".
"من المتحدث؟".
" قولي له مادلين... إنه يعرف".
طلبت منها العاملة ان تبقى على الخط فإنتظرت بصبر نافد ، وكانما مرت ساعات قبل ان يرد بصوت اجش وكانه غير مصدق:
" مادلين ؟ صحيح؟".
أوكت السماعة ان تسقط من يدها ، كان إرتياحها عظيما ، إنه لا يزال في انكلترا ، لم يبرحها بعد الى ايطاليا ، غمغمت بصوت خفيض:
"نعم، إنه انا... كيف حالك؟".
بدا نافذ الصبر:
"على ما يرام يا مادلين ، لماذا إتصلت بي؟".
" إنني ... إنني أود أن أراك ، هل لديك وقت؟".
" بالطبع ، متى؟".
" حسنا ، اليوم ، أي وقت سيكون مناسبا لي".
"ما رايك ان نلتقي الان ؟ هل أنت في العمل؟".
كانت في صوته نبرة العجلة والإلحاح ، لقد كان هارفي محقا ، فهو يريد أن يراها بالفعل.
" نعم إنني في العمل ، ولكن...".
"ولكن لا شيء... ساكون هناك".
واغلق السماعة قبل ان تعترض ، فجلست مادلين تحدق في الهاتف يداخلها السرور ، ثم إستجمعت قواها ، إذا كان سياتي فالمسافة ليست بعيدة ومن الأفضل ان تقابله في الخارج ، ولم يكن لديها الكثير لتفعله فرتبت مكتبها واعدت الرسائل في مكانها ليحملها البواب ، وإرتدت المعطف وخرجت مترددة الى مكتب أدريان وفتحت الباب وسألت:
" هل سيكون الأمر على ما يرام إذا إنصرفت الان؟".
تطلع الى ساعته ، وبدا مأخوذا وهو يقول:
" الساعة لم تتجاوز العاشرة والثلث يا مادلين".
" أعرف ذلك ، ولكن هذا امر عاجل".
قطب ادريان جبينه وقال:
" لا باس ، هل ساراك في عطلة نهاية الأسبوع؟".
قالت في إرتباك:
" تعال الى الشقة ، فإذا كنت في المنزل تعلم انك دائما موضع ترحيب".
" حسنا جدا".
وعاد ادريان الى خطاباته واغلقت مادلين الباب يساورها شعور بالإرتياح ، إذ كانت تتوقع أسئلة كثيرة عن رحيلها المبكر.
منتديات ليلاس
وكان اليوم ربيعيا رائعا في الخارج ، دافئا مشمسا ، وداعب أنفها شذى الزهور من احواض المدرسة ، وشعرت فجأة بطيب الحياة وتدفقت الحرارة بعض الشيء الى وجنتيها الشاحبتين ، ولكن عينيها فضحتا حالة الإنهاك والعذاب العاطفي الذي كابدته في الأيام القلائل الأخيرة.
توقفت سيارة شريدان الحمراء امام ابواب المدرسة بعدما غادرت المبنى بثوان فهرعت اليها وإندست بجوار نيكولاس .
حدّقت فيه طويلا وهي تستمتع بمرآه بينما تفحصها بدوره ، ثم مس بأصابع رقيقة الهالات السوداء تحت عينيها وقال في لين:
" إنك لحمقاء ، أليس كذلك؟".
لم تثق مادلين في قدرتها على الكلام وإكتفت بهز رأسها وتنهد نيكولاس ثم تطلع الى نوافذ المدرسة ومضى بالسيارة بعزم بعيدا عن البلدة منعطفا عن الطريق الرئيسي الى الحارات الريفية بين سياج من الشجيرات ذات الخضرة الربيعية ، اغصانها تحتك بالسيارة الكبيرة وهي تمضي... وشعرت مادلين بمخاوفها تذوب في بهجة الصباح ، كان الربيع داكنا ، وهي مع الرجل الوحيد الذي تمنت أن تكون بصحبته ، لا يمكن أن يحدث الان أي ضيم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, آن ميثر, الماضي لا يعود, legacy of the past, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:57 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية