لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-11, 05:31 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح النور والسرور عليكم يا صابيا
بصراحة حاسة بسعادة مش عارفة مصدرها
مع اني غالبا نكديه هههههههههههه
اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
وان شاء الله انا عند وعدي
ببارت الاتنين
بارت الاحتفال بالتميز
بس ارجو انكم متكسلوش في ردودكم عليا
وصدقوني ردودكم الدافع الاساسي اني اكمل ما بداته وانا حاسة بالحماس
منتظراكم
فلاتبخلوا عليا




الفصل الرابع والعشرون


دوى صوت الصفعة لينتفض ياسين منها وشهقت نهى دهشتا مما يحدث امامها
ليتقدم ياسين سريعا نحو امه ويمسك يديها قبل ان تصفعه الصفعة الثانية فمهما حدث هو لا يستحق هذا العقاب القاسي
ولا يستحق ان يهان امام زوجته
قال بحزم : كفى امي ، لا تضربيه ثانية
دفعته امه بقوة وهي تصيح به : انت كنت تعلم
__ اهدئي امي ، اهدئي لنستطيع التحدث
__ لن اهدأ ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي حاول قتلك مرتين ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي كان سببا في انهيار شركة اباك ، انطق
__ لا امي ، لم اكن اعلم ، كما هو ايضا لا يعلم كل هذا
__ اذن ليعلم ، انني لا اريد ان اراه
__ من فضلك امي ، اهدئي ، فالأمور لا تحل هكذا
قالت نهي برجاء : امي ارجوك اهدئي ولا تغضبي منه استمعي اليه على الاقل
قال ياسين دون ان ينظر اليه : اصعد الي غرفتك انت وزوجتك يوسف الان
__لن يذهب الي مكان ، الا خارج القصر ، يأخذ من باع اهله لأجلها ويغادر القصر فورا
قال ياسين بحزم : من فضلك امي اهدئي ، اصعد يوسف
الي الاعلى ، اصطحابيهما الي الاعلى نهى من فضلك
هزت راسها نهى بإيجاب لتقول بهدوء : هيا يوسف ، تعالا


يشعر بدهشة مما حدث لم يكن يتوقع اطلاقا ان تصفعه امه بهذا الشكل ، لم يتوقع رد الفعل هذا منها بتاتا
فهو الصغير ، اخر العنقود كما تناديه دائما ، المدلل الذي اوامره مجابه تهينه بهذا الشكل امام زوجته
لم يسمع أي شيء اخر ، يشعر بان خده يحترق اثر ضربة امه لم تكن مؤلمة بقدر انها مهينة ، يشعر انه لن يستطيع رفع عينيه في احد بعد الان ، يشعر بغصة مسيطرة عليه
و شيء كسر بداخله ، وانه اصبح محطم الي قطع صغيرة لا تفيد بشيء
انتبه على صوت نهى : هيا يوسف ، تعالا
نظر اليها بعينين تلمع بها الدموع لتنظر اليه وتبتسم ابتسامة باهته : هيا يوسف ، هيا
التفت الي انجي : تعالي انجي ، تفضلا
قادتهم الي الاعلى وصوت امها يصرخ بياسين
__ انا لا اريدهما بالقصر ، استجبرني على استقبال من لا اريد ببيتي
اجلسها ياسين وهو يتنهد : اهدئي امي من فضلك
واستمعي الي جيدا ، من الافضل لنا جميعا ان يمكث يوسف هنا
نظرت اليه بغضب ليكمل بهدوء : هل تظنين امي اني متقبل الامر ، واني سأقبل ان اتعامل بلطف مع اخت معتز ، بالطبع لا ولكني لن اطرد اخي ليستفرد به معتز ويذيقه الجحيم ، سأحميه كما ينبغي علي ، ام انكي ستسعدين اذا اتي لك خبر موته بعد ايام
انتفضت امه من جملته ولمع الخوف بعينيها ليهز راسه بإيجاب : نعم امي
اذا قرر معتز ان يتخلص مني لسبب غير معلوم الي الان
فما بالك بان لديه حجة قوية ليثأر من يوسف ، فهل سيتردد ان يقتله بقلب ميت ، من الممكن ان يقتل اخته هي الاخرى فمن وجهة نظره هي فضلت يوسف عليه وتحمل ابنه بأحشائها
رددت بدهشة : ابنه ، هل زوجته حامل ؟
__ نعم امي ، ارجوك امي اهدئي وتعاملي معهما بحكمة وصبر ، وتذكري انها ستصبح ام اول حفيد لعائلتنا
فشئنا ام ابينا هي زوجة يوسف ، وسنتعامل معها من هذا المنطلق
هزت راسها لتقول بوهن : ياسين ، انا خائفة عليك يا بني
ابتسم ياسين : لا تخافي امي ، ولكن لي رجاء عندك لا تعاملين يوسف او زوجته بطريقة سيئة
كفى ما فعلتيه ، وانك اهنته امام زوجته بهذه الطريقة
شاحت بوجهها غاضبة
ليقول بلهجة رقيقة : هل تريدين افساد زفافي ؟
ردت سريعا : لا طبعا
ابتسم برجاء : اذن اهدئي واصبري الي ان يمضي حفل الزفاف على خير ، فانا لن اشعر بالسعادة والاجواء متوترة من حولي
رتبت على خده بحنية : حاضر ولكن من اجلك ياسين
من اجلك فقط

********************
بعد خروج نهى من الغرفة اقتربت منه
__ يوسف ، رد علي من فضلك
تنهد واحنى راسه حتى لا ينظر اليها
لتردف برجاء : يوسف من فضلك ، تكلم معي اريد ان اطمئن عليك ، تعال نعود الي منزلنا ، ولا تتضايق بهذا الشكل ، اترك القصر
اشاح بوجهه لتردف : عندي اقتراح تعال نسافر الي شرم الشيخ او الي لندن
حتى تهدئ الامور ، وتهدئ والدتك ، وانا متأكدة انها عندما تهدئ ستتراجع عن موقفها
نطق بصوت غاضب : اتركيني وحدي قليلا انجي ، من فضلك
__ هل تحملني نتيجة ما حدث يوسف ؟
__ لا ولكني متعب ، واريد الاختلاء بنفسي قليلا
__ ولأني زوجتك لن اتركك ، ولن ابتعد سأظل بجانبك مهما حدث ، الا اذا تراجعت عن موقفك وتريد ان تطلقني
انتفض من الكلمة : لا طبعا ، لن اتركك مهما حدث
__ حسنا ، تعال نخرج لنتناول الطعام فانا جوعانة وبطني تؤلمني من الجوع
قال وهو يتركها ويدخل الي دورة المياه
__ سنتناول العشاء معهم انجي ، ولن اسمح لاحد ان يفرض علي ما افعله او ما اقوله او المكان الذي اجلس به
لوت شفتيها فهي مقتنعة ان تهدئة الاحوال ستاتي بثمارها عن العند الذي يتصرف به يوسف
ولكن لا حول لها ولا قوة اذا اراد النزول وتناول الطعام معهم ستتبعه بدون نقاش

سمعت طرقات على باب الغرفة لتفتح الباب
ابتسمت بفرح : اهلا ياسين تفضل
نظر لها مطولا فهو اول مرة يراها عن قرب ، كان يقيم مدى الشبه بينها وبين معتز
نفس لون البشرة و لون الشعر الفاتح ولكن شعرها اقرب الي الاصفر من البني ، فهي شقراء والعجيب العينان الزرقاء الصافية بلون البحر الهادئ
حدثه عقله ان ليوسف كل حق ان يعشقها فهي كالقمر
جاهد نفسه الا يبتسم فهو اليوم يشعر بالسعادة تحاوطه ولن يسمح لأي شيء اخر يسرق سعادته ولذلك ذهب للتكلم مع اخيه والتفاهم معه على طريقة للتعامل مع امه
نعم لن يسامحه ولكنه سيعاونه ولا يريد ايضا ان يحدث شيء قبل زفافه يكدر عليه فرحته
شعر انه اطال الصمت فتنحنح وقال بصوت رخيم جدي
__ اريد ان ارى يوسف
انتفضت من جديته : اه طبعا تفضل ، سياتي حالا
__سأنتظره بالخارج
__ لماذا تفضل ؟
تحركت من امام الباب ولكنه لم يتحرك لذلك دخلت الي زوجها وطرقت باب دورة المياه وقالت بصوت منخفض
__يوسف ، ياسين بالخارج ويريد ان يتحدث معك
فتح الباب على الفور : اين هو ؟
__ بالخارج ، لا يريد الدخول
__ اكيد محرج منك ، سأذهب له
تقدم ناحية الباب وهو يتوقع ان اخاه انصرف ولكنه وجده
واقف امام الباب قال بارتباك : لماذا لا تدخل ياسين ، تفضل
قال باقتضاب : تعال معي
هز راسة موافقا ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
تبين له ان اخاه يذهب الي غرفته ، دخل وراءه ليجد نهى بالغرفة ابتسم بوجهها
ليقول ياسين امرا : اجلسا
اريد ان افهم ما حدث ، وكيف انت تعرفيها ، وماذا تعلمي عن الموضوع اصلا
__لم تكن تعلم شيء ياسين ، ولكنها تعلم اني احب انجي من الصغر
عقد حاجبيه لتقول نهى : الا تتذكرها ياسين ، انها انجي
كانت تأتي مع جيهان هانم (والدة معتز) هذه الطفلة التي تصغر يوسف بعام واحد
هز راسه كانه يتذكر ما تتكلم عنه شقيقته : هذه هي الصغيرة التي كان النمش يغطي وجهها
ضحكت نهي : نعم التي كنت تناديها بالأجنبية
لم يستطع التحكم في ابتسامته : كانت مزعجة
ضحكت نهى : نعم كانت تتذمر طوال الوقت وتزعجنا الي ان يأتي يوسف ويلعب معها ، من الواضح انها تحبه من صغرها
قال يوسف بهدوء : ماذا تريد ياسين ؟
__ اريد ان اعلم السر وراء زواجك بهذه الطريقة
__ انت تعلم ياسين تزوجتها لأنك كنت سترفض هذه الزيجة سواء انت او معتز وانا وهي لا دخل لنا بمشاكلكما
و من فضلك اسمح لي سأذهب لأطمئن عليها فهي متعبة
هز راسه ليسمح له بالانصراف لتتكلم نهى فور خروجه
__ ياسين لا تقسو عليه بهذه الطريقة ، ما ذنبه هو بالكراهية المشتعلة بينك وبين معتز
وما ذنبها هي انها شقيقة معتز ، انهما اصدقاء من قبل ان تكون العداوة معلنه هكذا بينك وبين معتز، اعذره ياسين اعذره
خرجت لتتركه لأفكاره يستطيع الان ان يفهم مشاعر يوسف
ربما لو كان حدث هذا الامر من قبل ان يقابل نور ، لكان هد الدنيا فوق راس يوسف وطرده من القصر وتركه الي معتز يفعل به ما يشاء ، لا نه حينها لم يكن ليستوعب فكرة ان
الحب قادر على فعل المعجزات ، فهو لم يكن يبتسم من قبل والان اصبح يضحك ، لم يكن يمزح ولا يتساهل في التعامل مع الاخرين ، ولكنه الان وبفضل حبه لنور اصبح شخصا مختلفا عن ياسين القديم الذي يهابه الناس
تنهد ولكنه ايضا لا يستطيع مسامحة اخاه على تغفيله
وان يوقفه امام معتز بمظهر الابله كما نعته معتز
انقلب وجهه عند ذكره لهذا الادمي الذي مات قلبه بموت حنان ، ما الذي ترتب له معتز ؟
ما الذي ستفعله ؟


**********************

__ يوسف ارجوك اعدني الي المنزل لن استطيع ان اتحمل
ضيق والدتك مني ،وتأفف ياسين حينما اظهر
زفر بضيق : لا تنزلي الي الاسفل انجي ، انتظريني هنا
ولا تخرجي اخاف ان يختطفك اخاك المصون ، ثم الغرفة متكاملة ، ولا ينقصها شيء ، واذا شعرت بالجوع اطلبي رقم المطبخ واطلبي الطعام الذي تريدينه وهم سيصعدون به الي هنا ، وانا لن أتأخر ولكني لابد ان اذهب الي عملي ، ثم نهى هنا وستاتي لتجلس معك انا متأكد من ذلك ، فنهى لا تقيد نفسها بتعقيدات امي وياسين
مدت شفتيها بزعل ليقترب منها وهو يهمس : من اجلي حبيبتي ستصبرين ، اليس كذلك ؟
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليقترب منها اكثر ويضع عيناه بعينيها : لا تغضبي لأستطيع ان اذهب الي عملي
همت بالرد عليه ليسكتها بقبله لطيفه : سأذهب ، سلام
قامت خلفه الي باب الغرفة لتمسكه من يده وهو يهم بالخروج
لتجعله ينحني اليها وتطبع قبلاتها على خديه
__ لا تتأخر ، تعود الي سالما ان شاء الله
احتضنها بين ذراعيه بحب : ان شاء الله ، لن أتأخر لا تقلقي
رفع راسه ليجد ياسين بوجهه ابتسم له بتلقائية ليرفع الاخر حاجبيه وينزل على الفور
زفر بضيق : يا لك من عنيد ياسين

******************

نزل مسرعا وهو يفكر هل نور ستصبح بكل هذه المودة بعد الزواج ام ستظل متصلبة كما هي ،لا ينكر انه شعر بالغيرة قليلا لما شاهده منذ قليل بين اخيه وزوجته فبرغم من كل المشاكل المحيطة بهما الا انهما لم يتشاجرا بل ما شعر به البارحة واليوم انهما متمسكان ببعضهما ولا ينويا الافتراق
سعيد من اجل اخيه ، وكان سيسعد اكثر لو جاء يوسف وطلب منه ان يتزوج حينها كان سيزوجه لشقيقة معتز رغما عن انف معتز نفسه
خرج مسرعا ليذهب الي الشركة يريد الانتهاء من اعماله مبكرا ليتفرغ لموعده الصباحي مع نور
فهو ينتظر صعودها اليه لتفي بوعدها وتسمعه احب كلمة الي قلبه من شفاهها العذبة
تنهد بحب وهو يدخل الي مكتبه لينقلب وجهه ويجز على اسنانه ضيقا من رؤية الجالس امامه

**********************
استيقظ بالصباح ليشعر بسعادة لم يختبرها من قبل
فالليلة الماضية كانت اجمل ليلة بحياته ، عادت حبيبته كما يعرفها سابقا ، عادت علياء حبيبة قلبه و روحة ومن تسكن حواسه كلها ، تكلمت معه بكل شيء حتى الم فقدانها لامها
تنهد بحب وهو ينظر الي ظهرها العاري الظاهر بسبب انحسار الغطاء عنه ، اقترب منها بهدوء وعيناه تلمعان بلهفة وحب كبيران ليطبع قبلة عميقة بمنتصف ظهرها تململت على اثرها ليطبع العديد من القبلات الملهوفة السريعة

شعرت بأنفاسه الدافئة على ظهرها لتشعر بقبلته العميقة التي ايقظتها على الفور وسببت باندفاع الدم الي وجنتيها وكل جسدها لتشعر بالحرارة تسري به ليتبع قبلته الاولى بقبلات عديدة سريعة جعلتها تشعر بوهج لا تستطيع تحمله
قالت بهمس : عمر ، توقف
ضحك : قومي ايتها الكسولة ، اريد ان ارى وجهك اليوم
فانا استيقظ على رؤية وجهي كل يوم ، واليوم اريد ان ارى اجمل ما خلق الله على الارض ، هيا استديري لأرى وجهك
شدت الغطاء عليها الي ما تحت ذقنها و لفته بإحكام عليها واستدارت اليه
امسك الغطاء ليسحبه لتمسكه هي بقوة وهي تصرخ : عمر ارجوك
قال برجاء : علياء اتركيه ، من اجلي حبيبتي
هزت راسها نافية بقوة : لا ، اتركه انت ، وتوقف عما تفعله
مط شفتيه واصطنع البراءة : لا افعل شيء ، اريد ان ارى ملاكي الجميل في الصباح ، هل هذا كثير علي
ابتسمت : ليس كثيرا حبيبي ، ها انا ذا
رمشت بعينيها وابتسمت ليبتسم لها بحب : صباح مبارك حبيبتي ، اليوم صباحيتنا وما يقهرني حقا اني سأضطر ان اذهب الي العمل
سحبها الي حضنه واحتضنها بذراعه : المعذرة حبيبتي
لان العمل على اشده هذه الايام ولن استطيع ان اخذ اجازة
__لا تعتذر عمر ، انا مقدرة لظروفك
ولكن لا تتأخر على الغداء ، سأحضره بنفسي
قال بجدية : ماذا قلت لك امس ؟ عروسي الجميلة لن تدخل الي المطبخ ، لا تدعيني اكرر الكلام علياء ، فانا امل سريعا
ولكن اجهزي سامر عليك ونخرج نتغدى سويا
تنحنحت : ونور
قام واقفا وهو يقول : ما بها ؟
__ الن تذهب معنا ؟
__ بالطبع سأخبرها لتاتي معنا ، سأذهب لاستحم ،ليتبع وهو يغمز بعينيه :هلا تأتي معي ؟
تلون وجهها للأحمر القاني وهزت راسها نافية
ليضحك هو ويقول بخبث : اه لو كنت استطيع ان امكث اليوم بالبيت لكنت تنهد بقوة : ولكن ماذا افعل ساعدني يا ارحم الرحمين
انفجرت ضاحكة على مظهره وهو يتأفف من عمله
لتتنهد وتمسك قميص بيجامته المرمي على الفراش وتحتضنه
بحب اه عمر كم تمنيت هذه السعادة معك ،وها انا الان احقق اهم حلم لدي ، لا استوعب الي الان ان هذا يحدث اشعر اني بحلم جميل اخاف ان استيقظ منه
دعت هامسه : ربي ادمها على نعمة واحفظها من الزوال يا رب العالمين

********************
__ماذا تريد معتز ؟ ما الذي اتى بك اليوم ؟
ابتسم بخبث وعيناه تلمع بالكراهية : جئت لأرى نتيجة اجتماع مجلس الادارة ياسين
فانا سمعت ان احدهم ستسحب منه الثقة قريبا
جز ياسين على اسنانه ليهزا ساخرا : اه ، والمجلس سيجتمع من دون علمي ، ام انك جننت وتتخيل الاشياء
ضحك بسخريه ليضم ياسين قبضتيه بقوة حتى لا يلكم وجهه
__ سترى ، ولماذا يخبروك اذا كانوا سيسحبون منك الثقة ياسين
هم ان يرد عليه لتدخل عبير : السيد عبد العزيز بالخارج ومعه كامل بك ، ومنير بك
شعر بان قلبه يهوي من ضلوعه اذن يوجد بالفعل اجتماع لمجلس الادارة وهو لا يعلم عنه شيء
افاق من تفكيره على ضحكته الكريهة الساخرة
__ اراك بعد الاجتماع ياسين اقترب منه لينظر اليه من قريب ويضع عيناه البنية بعينيه الرمادية بتحدي
__ ارجو ان لا تأخذ مكتب اباك معك ، فانا اريد الجلوس عليه ، فنوعه جيد ، جيد جدا
انصرف وهو يقهقه ضاحكا ليشعر الاخر انه سينفجر
ولكنه لابد ان يسيطر على اعصابه ليستطيع ان يتكلم مع الاثنان اللذان بالخارج فهما اكبر مساهمين بالشركة وهما من يستطيعا التأثير على باقي الاعضاء
خرج من مكتبه ليجد الاثنان بانتظاره ابتسم بهدوء
__ اهلا تفضلا لنتكلم بالداخل
لمح نظرة سريعة بين كامل بك ومعتز توتر هو منها ليتبعاه الي الداخل

**********************

ابتسم بحب : اهلا استاذي
نظر له مطولا وقال بضيق : اهلا معتز ، كيف حالك ؟
اقترب منه : انا بخير ، كيف حالك وحال بقية الاسرة ؟
رد ونبرة الضيق لا تفارقه : بخير الحمد لله
قال بنبرة رقيقة : الن تسامحني يا سيدي ؟
نظر اليه وقال بمرارة : اسامحك ، لماذا هل فعلت شيء يستحق ان اغضب منه ؟
__ استاذي ، لا تجعل ياسين يملئ راسك بالأفكار ضدي
قال بحزم : لا تدخل ياسين في كل شيء خاص بك
فياسين لا علاقة له بالأمر وانت تعلم ذلك جيدا
كفى ما تحمله من اخطائك ، لا تبحث له عن اخطاء جديدة تفعلها وتحملها اليه
__استاذي
اشار له بيده مقاطعا : كفى معتز ، لا اريد سماع اتهامك لياسين مجددا ، فانا اعرف ياسين جيدا ، واعلم انه مستحيل ان يفعل ما قلته لي مسبقا ، ثم اني طلبت منك من قبل اني لا اريد رؤيتك فانت تتسبب في فتح جروحي القديمة
انصرف من امامه ليشعر الاخر بقلبة يتمزق حزنا ، لا يعلم ما الذي يجعل السيد عبد العزيز لا يصدقه بل يحمله ذنب وفاة حنان ، رفض الاستماع اليه مسبقا ، وكلما يذهب الي منزله يرفض مقابلته ، لا يريد شيء غير انه يشعر انها قريبة منه كما كانت والسيد عبد العزيز واسرته من تبقوا له من ذكراها
قال بتوعد ونبرة منخفضة : سأقتلك ياسين ولكني سأحرق قلبك اولا

**********************
ابتسم بسعادة عند انتهاء الاجتماع وجميع من بالمجلس راضيين عن اداء الادارة والشركة
طبعا كامل بك حاول ان يعثر على اخطاء قانونية وهندسية وادارية ولكن وقوف السيد عبد العزيز معه و يوسف ايضا
شكلا جبهة قوية امام الادعاءات التي لا صحة لها
كم يشعر بالامتنان لهما ، وما يفرحه حقا يوسف
لم يكن يتوقع انه سيكون سند وظهر قوي يستطيع الاعتماد عليه ولكن من الواضح ان الولد الصغير اصبح رجلا كبير
يستطيع الاعتماد عليه بالفعل
حسنا يوسف سأختبرك في فترة اجازتي لقضاء شهر العسل
واذا كنت عند حسن ظني سأمنحك منصب اداري مهم

طلت عليه وهو في خضم افكاره بابتسامتها الجميلة
__ هل مسموح لي بالدخول ؟
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه : طبعا ، انت الوحيدة التي مسموح لها بالدخول دون استئذان
تقدمت الي الداخل : كيف حالك ؟ سمعت ان مجلس الادارة مجتمع ، هل كل شيء على ما يرام ؟
قام واقفا ليستقبلها : الحمد لله
فتح لها ذراعيه لتشير اليه بعينيها انهم بالمكتب وهزت راسها نافيه
لوى راسه معاتبا ليقترب منها وينحني مقبلا اياها على وجنتيها اللتان تحولتا الي اللون الوردي بسبب ما فعله
همس بأذنها : نورت المكتب حبيبتي ، تعالي لنجلس فانا اريد التحدث معك ولا تنسي وعدك لي
ابتسمت بحب وخفضت راسها خجلا ليدفعها بلطف بيده باتجاه الاريكة ليجلسها عليها ويجلس بجوارها ويحيطها بذراعه همس : نور
رفعت عيناها اليه ليكمل : ردي علي
ابتسمت برقة : نعم
زمجر بلطف : نور
ضحكت ليشدها اليه مقربا : هيا انطقي
ابتسمت لتخفض بصرها : نعم حبيبي
رفع راسه ليتنفس بقوة وهو يشعر انه لا يريد شيء اخر
فكل أمانيه تتحقق هي بحضنه وتحبه ،ردد عقله لا أريد شيء اخر
قال برقة : ردديها نور ، فانا اريد سماعها
ابتسمت لتقول بحب خالص وهي تشعر ان وقت الاعتراف قد حان : ياسين
نظر اليها بحب لتكمل هامسة وهي تضع عيناها بعينيه
__ احبك
لمعت عيناه الرمادية بدفء وبريق استعصى عليها فهمه
لينحني مقبلا اياها بلهفة شديدة
وقال من بين قبلاته : احبك نور ، احبك اريدك بجواري من الان

ذابت بين ذراعيه وقبلاته الملهوفة لتشعر فجأة بانزعاج خفيف و عدم القدرة على التنفس حاولت التملص من قبلاته
والابتعاد قليلا، ولكنها لم تستطع فهو محتضنها بقوة
انتفضت بقوة عندما دب الذعر بجسدها لأنها لا تستطيع التخلص من ذراعيه المحكمين عليها ،لتنهمر دموعها بغزاره

انزعج جدا من دموعها التي بللت شفتيه وشعر بالغضب يعصف براسه وبجسده كله ،اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يفكر لماذا ترفضه بهذه الطريقة ، يشعر جيدا بحبها له ، واليوم اعترفت له بمشاعرها ، فما الذي يخيفها لهذه الدرجة
نظر اليها ليجدها تبكي ليقترب منها وسال بهدوء يخفي الاعصار الذي يشعر به : لماذا تبكي نور؟
اخبريني نور، ما الذي فعلته ازعجك لدرجة ان تنهمر دموعك بهذه الطريقة ، اخبريني
نظرت اليه بعينين دامعتين لا تعلم لماذا تجزع وتفزع وتنتفض هكذا ، لا تعلم بماذا تجيبه عن تساؤلاته
ولكنها شعرت باختناق وظلمة وبرودة تسري في اطرافها لتطرد دفء وسخونة أنفاسه وقبلاته
برودة تزحف فتغطي على حلاوة شعورها به
فتشعر بانها تغرق ولا تستطيع التنفس ولا تستطيع الحركة فيترجم عقلها الاحساس بدموع غزيرة وانتفاضة مخيفة
تنهد وهو يحاول قراءة عيناها اللتان باتا عذابه
يشعر بالحيرة في نظراتها ، كأنها لا تعلم السر وراء خوفها منه ، من الممكن انه يكون خجل ، او خوف من التمادي وهما ليس بزوجين فعليين
مسح دموعها برقة وقال وهو يتنهد : خلاص نور، كفى بكاء، لن اقبلك ثانية الا عندما يتم الزفاف و نتزوج
فانا لن احتمل رفضا اخر منك ، او خوفا وفزع بهذه الطريقة واتمنى ان يخف خوفك هذا الي ان يحين موعد الزفاف

سكتت وحاولت السيطرة على اضطراب مشاعرها
لتركن راسها على كتفه ، لم يستطع السيطرة على ابتسامته وهي تميل لتسند راسها على كتفه احاط كتفيها بذراعه ليضمها اكثر الي حضنه ويسند راسه على راسها
قال برقة : لم تساليني عن شهر عسلنا نور؟
ابتسمت وقالت بصدق : لا يهم ياسين ، المهم ان اكون معك
ضمها الي صدره اكثر وهو يتنهد ويضم كفيها بيده
عقله لا يستطيع التوقف عن تفكيره في السبب وراء انتفاضتها وخوفها وبكائها
فها هي تعترف بحبها له وانها لا يهمها اين سيذهبان كل ما يهمها ان تكون معه لماذا الخوف اذن ؟
تنهد بعمق وهو يحاول ازاحة هذه الافكار عن راسه
ليسالها مجددا : حقا نور ، لا يهمك ان تعرفي اين سنذهب
نظرت اليه : يهمني ان اكون معك ، ولكن لا يضر ان اعرف اين سنذهب ؟
__ سنذهب الي اليونان ، فانا احب جزر اليونان ثم انك ستستمعين بها ، انا واثق من ذلك
ولكن سنسافر بعد الحفل الذي ستقيمه امي بعد اسبوع من زواجنا
زفر بضيق : انت تعلمين العادات القديمة المتوارثة
وامي لابد ان تفعل كل شيء كما قال الكتاب
ضحكت على ضيقه وعلى فكرة ان احدا ما يسيطر على ياسين ويرغمه ان يفعل ما لا يشاء
__ حبيبي ، انها تريد ان تفرح بك ، فكما تقول نهى انت الغالي
نظر لها بحب : ماذا قلتي ؟
__ قلت انك الغالي
قال من بين اسنانه بغضب باسم : نور انت تعلمي ماذا اقصد
ابتسمت بخبث : لا اعلم ، اكملت وهي تقف
سأنصرف لعملي ، وسأخذ اجازة من غدا بناء على اوامر السيد عبد العزيز
ابتسم : اذن السيد عبد العزيز هو من امرك ان تأخذي اجازة والا لما كنت فكرتي بها من الاساس
قالت بتلقائية : لا يوسف من قال لي اني من المفترض ان اخذ اجازة لترتيبات الزفاف الاخيرة وانا استأذنت السيد عبد العزيز وسمح لي ، سآتي بعد غدا لأسلم الاوراق التي بحوزتي
وانصرف
نظر اليها وسال بضيق : متى تكلمت مع يوسف ؟
__ منذ قليل فهو من اخبرني عن اجتماع مجلس الادارة
هز راسه بضيق لتسال بتوتر : ماذا فعلت معه ياسين ؟
نظر لها بعينين متسائلتين عن ما تقصده
لتردف بنبرة متوترة : في موضوع زواجه
قفز واقفا وقال بنبرة جليدية : من اين عرفتي ؟
انتفضت من قفزته والجليد الذي وصلها من صوته لتقول بسرعة : من يوسف ، هو من اخبرني
__ وعلى أي اساس اخبرك
خفضت راسها وقالت بضيق : انا ويوسف اصدقاء ياسين ، ثم انا من العائلة الا لو سيادتك تعتبرني غريبة
قالت جملتها الاخيرة وهي تشد عليها بعتب
امسك كتفيها : لا نور ، ولكن هذا الموضوع يثير اعصابي
ومن فضلك لا تتدخلي به ، ارجوك نور
هزت راسها ايجابا ليسالها : ما رايك ان تتغدي معي اليوم
بمطعمك المفضل ؟
لمعت عيناها : لا راي لي ، سأفعل ما تأمر به
اندهش من جملتها ليقول بمزاح : من الواضح ان هذا المطعم يروضك
ضحكت بسعادة : الم اقل لك من قبل ؟
نظرت الي ساعتها : سأذهب لأكمل عملي ، ونتقابل بعد انتهاء العمل
قبل وجنتها بقبلة خاطفة : سامر عليك بمكتبك ونخرج سويا
__ سأنتظرك


************************

يشعر انه سينفجر من الغيظ ، منذ ان ابلغه كامل بك ان مجلس ادارة الشركة ، لم يسحب الثقة من ياسين ، بل الاجتماع انتهى وهم مبهورين بأداء سير العمل
وهو يشعر بالغضب يجتاحه ، الا يوجد لهذا الياسين نقطة ضعف يدمره منها ، أسيظل شامخا لا تهزه الرياح مثل الجبال
سأم منه ومن قوته ، حدث نفسه فكر قليلا معتز
تذكر الفتاه الذي قابلها من قبل بمكتبه وكان ياسين يتلوى من الغيرة عليها عندما اقترب منها
وعرف بعدها وهو بالحفل التي دعته اليه مريم انه خطبها
وسمع بعد وقت قصير انه عقد قرانه
ابتسم بسخريه : اذن هذه الفتاه من سرقت قبلك وعقلك ياسين
سأحرمك منها كما حرمتني من زوجتي ياسين والبادي اظلم
************************
دخل من باب الفيلا ليبحث بعينيه عنها ، فكر قليلا
من الواضح انها بالدور العلوي فالجو هادئ هنا
صعد السلم بسرعة ليتناهى اليه صوت التليفزيون قادم من الجناح ليبتسم بمكر ويتقدم بهدوء شديد
عاد مبكرا جدا عن موعدهم المتفق عليه ليفاجئاها
لا ينكر انه شعر بالشوق يمزقه في الوقت الذى قضاه بعيدا
اليوم عنها ، وبم انه لم يستطع التركيز بالعمل قرر العودة اليوم مبكرا ليروي ظمأه قليلا
فتح الباب بهدوء ووقف ينظر مسحورا لملاكه الجميل الذي دخل الي حياته لينيرها
وجدها نائمة على بطنها وتشاهد التليفزيون تأكل عنب وترتدي بيجامة حريرية وردية اللون مكونة من شورت قصير وتوب حملات ليظهر نصف ظهرها ، شعرها الغجري الاسود مرفوع عن ظهرها ، ليظهر لون بشرتها الخمري وتكتمل الصورة الخلابة بملامحها المصرية
لتظهر كاميرة فرعونيه جميلة
اقترب على اطراف اصابعه وهو مأخوذ من جمال اميرته
ليجلس على طرف الفراش بهدوء وينحني ليقبلها بعنقها
قبله عميقة حاول ان يبث اليها بها كل مشاعره
شهقت بفزع فهي لم تسمعه عندما اتى لتنتبه الي ما ترتديه لتسحب الغطاء عليها
كان اسرع منها فمسك الغطاء بقوة وشده شدة قوية ليأتي اليه الغطاء وهي معه وتستقر بحضنه
ضحك ضحكة مجلجلة عندما وجدها بين ذراعيه
ليهمس بأذنها : أرأيت ، الغطاء خانك واتى بكي الي
احمرت وجنتاها بشده وقالت هامسة : اتركني
ابتسم : هل انا مجنون لأتركك ؟ لا حبيبتي
اطلبي أي شيء اخر
__ حسنا ، الم توعدني اننا سنخرج لتناول الغداء بالخارج ، انا جوعانة ، اتركني لأرتدي ملابسي ونخرج
همس : ليس الان ، فالغداء في الرابعة وسنضطر لانتظار نور حتى تأتي
ابتسمت باتساع وقالت بتلقائية: نور لن تأتي معنا ، ستخرج مع حبيب القلب ، لتتناول الغداء معه
عقد حاجبيه : حبيب القلب
اندهشت من الغضب المرسوم على ملامحه وارتبكت وهي تقول : اه ،ياسين
انقلبت ملامحه : لماذا لم تبلغني ؟
ردت بهدوء : انا تكلمت معها لأقول لها على الغداء ، فقالت لي واوصتني ان ابلغك
ظهر الضيق على ملامحه لتكمل بهدوء
عمر خوفك على نور الان لا سبب له ، فهي ستذهب مع زوجها ، ومن المفترض ان تفرح لخبر كهذا فها هي تركت عنها الخوف ، وتتصرف بتلقائية لا تجبرها ان تعود لما كانت بالسابق
سكت مفكرا بما قالته علياء ، شعر بالضيق من اللقب التي اطلقته زوجته على ياسين ، فمعنى ان علياء تنطقها بهذه العفوية انها معتادة على نطقها مع نور
لا يعلم لماذا الضيق يمتلكه وهل السبب الغيرة على اخته ام مما نطقت به زوجته
انتهزت فرصة انشغال ذهنه عنها وتفكيره بشقيقته
لتهم بالقفز من بين ذراعيه ليمسكها بإحكام وهو يضحك
__ الي اين يا قطتي الشقية ، لا مفر ولا سبيل للهروب مني


*********************

عاد الي القصر ليجد امه بمكانها المعتاد وقف لينظر لها قليلا
يريد ان يذهب ويسلم عليها يقبل راسها و يمزح معها كما اعتاد ولكنه غاضب مما فعلته البارحة ولا يريد الصدام معها ثانية
تنهد بحرقة وصعد الي الاعلى ليستمع الي ضحكات يعرفها جيدا ، ابتسم فهو يعلم صاحبة الضحكات ويعلم ايضا السبب في هذه الضحكات ، وكما توقع دخل الي حجرته ليجد نهى تتكلم وانجي تضحك ، يعلم اخته جيدا فهي مرحة وخفيفة الظل ، وعندما يجلس معها يتعب من كثرة الضحك
قال بابتسامة : اضحكوني معكم
ابتسمت نهى : اهلا اهلا ، تعال
كنت اقص على انجي بعضا من فضائحك
ضحكت انجي مرة اخرى ليصفر وجهه وينظر الي اخته متوعدا : نهى ما الذي قلتيه لزوجتي
اصطنعت البراءة : لا شيء ، ارد اليك احد مقالبك ، التي فعلتها معي ومع عمرو
ضحك : قلبك اسود نهى
هزت راسها : نعم
قامت : سأذهب انا لأعد الغذاء ، وسأنتظركما لنتغدى سويا
اتجهت لتخرج لتلتفت اليه عائده وتحتضنه
__ مبارك اخي ، وتقوم جيجي لنا بالسلامة ،ولكني عاتبه عليك لماذا لم تخبرني ؟
ابتسم : الله يبارك فيكي نهى ، ولا تغضبي فانا انشغلت لا اكثر ابتسم بمرارة : انت الوحيدة من باركت لي بعد نور
سالت بدهشه : هل اخبرتها؟
__ نعم كنت احتاج ان اتكلم معها ، فهي قريبة من ياسين وستنقل اليه وجهة نظري
ردت بحنان : لا تيأس يوسف سيتحسن الوضع ، لا تقلق
تركته ليلتفت الي زوجته ويجلس بجانبها : ما الامر الذي اخبرتك به نهى ؟
ضحت مرة اخرى وقبلته على خده : حمد لله على سلامتك
ولا تقلق لم تكن تتكلم عنك ، كانت تتكلم عن يمني وشقاوتها
رد بهدوء : على العموم انت تعلمين بفضائحي كلها
ابتسمت : نعم ، فانا اعرفك اكثر من نفسي

********************
دخلت الي مكتبها في الصباح واخذت تجهز الملفات التي لم تنتهي منها وستسلمها الي السيد عبد العزيز اليوم
لتباشر اجازتها من الغد
__ كيف حالك يا استاذة ؟
لفت بحده الي الصوت لتجده واقف بثقل دمه مستند بكتفه الي الباب ويبتسم ابتسامة صفراء متكلفه
ردت بجديه ولفت تكمل عملها : اهلا يا باش مهندس ، أي خدمة
تقدم بهدوء ووقف خلفها : لا جئت ابارك لكي ، فانا سمعت بموعد الزفاف
شعرت بالقلق من وقوفه ونبرته لفت اليه لتنظر وقالت بهدوء
الله يبارك فيك ، عقبالك
نظر اليها واتسعت ابتسامته : انا ، ان شاء الله وسأقتضي بمديرنا العزيز واتزوج امرأة جميلة مثله ، واشارك اخاها ايضا
عقدت حاجبيها بدهشه فالعمل بين عمر وياسين ليس مشاركة بل مقاولة اخذها عمر من الباطن كما فهمت
اكمل بابتسامة ودودة : من الواضح انكي لا تعلمين
ردت بحدة فهي تكره هذا الاسلوب الملتوي : اعلم ماذا ؟
__ ان ياسين شارك عمر بمشروع الشاليهات سيمول المشروع ،وعمر من سيقوم بالتنفيذ
ياسين سعى لتنفيذ المشروع اكثر من مرة ولكن كل مرة لا يستطيع ولكن هذه المرة نجح ببراعة ولكني تعجبت منه لماذا يفعل امرا كهذا ، ان المشروع سينسب الي شركة عمر ونحن لا نستفيد شيئا
اكمل بخبث وصفاقة : ولكني فهمت عندما علمت بأمر زواجكما ، انه يفعله من اجلك بالطبع ، فمن الواضح انه يرضي عمر من اجلك
مد يده ليصافحها ليكمل وصفاقته تزيد : مبروك نور على الزواج والشركة لم اكن اتوقع انك من هذه النوعية ، كنت متأكد انك مختلفة عن باقي النساء ، ولكني وجدتك مثلهن جميعا ولكنك رميتي شباكك حول الصيد الأثمن ، فانا لا اكن شيئا بجانب ياسين العظيم
عندما لم ترفع يده لتصافحه امسك يدها بقوة وشد عليها مصافحا : اهنئك على ذكائك
ترك يدها لينصرف وهي بحالة من الذهول الملم بها
جلست وجسدها ينتفض من كلمات هذا الوقح
فكرت قليلا لتتراءى لها الصورة اذن هذا سبب ان عمر اسرع بالزواج ، وياسين بالطبع وافق ، فما يضره من بعض النقود سيشتريها بها طوال العمر
صرخ قلبها لا نور انه يحبك ولكن اخي باعني مقابل المشروع لا طبعا لا اصدق ان عمر يفعل امر كهذا
اذن لماذا قبل ان اتزوج بهذه السرعة
هل ياسين ساومه من اجلي ام هو من عرضني عليه
ستجن من كثرة الافكار التي تقفز في عقلها
من منهما فكر وخطط واجبر الثاني على التنفيذ
هل هو ياسين ام عمر ، ام الاثنان خططا واجبراها هي على تنفيذ ما خططا اليه
ولأنها عنيدة وقوية انتفضت واقفه وهي مصرة على ان تعلم ماذا يحدث من حولها


صعدت الي مكتبه سريعا واندفعت الي الداخل
لتركض عبير ورائها : نور انتظري، استاذه نور انتظري

رفع راسه دهشة من اقتحامها للمكتب ليعقد حاجبيه وينظر لمن حوله فهو كان باجتماع هام لتحديد سير العمل بالفترة القادمة وخاصة فترة اجازته وسفره
تعجب بشده وشعر بالقلق من ملامح وجهها وادهشه عبير وهي تتبعها بسرعة وعندما اصبحت امامه تمتمت : لم استطع ان امنعها
شعر بإحراج كبير من الموقف وخاصة بعد جملة عبير
ولإنقاذ الموقف ابتسم وقال بمرح : وهل تجرؤ عبير على منع زوجتي من الدخول علي انه مكتبها تدخله كيفما تشاء وباي وقت ، تفضلي انت عبير واتي بكوب من العصير للأستاذة
التفت اليها وقال امرا : انتظريني قليلا نور


جلست وهي تشعر بإحراج كبير من اقتحامها للمكتب بهذه الطريقة وخصوصا بعد نظرات التعجب التي وجدتها بعيون كلا من السيد عبد العزيز ويوسف ولم تفتها بالطبع ابتسامة طارق الخبيثة
لامت نفسها ليرد عقلها سريعا، وكيف لي ان اعلم انه بمنتصف اجتماع مع مديرين الاقسام
لماذا التهور نور ؟ تعاملي معه بذكاء وحكمة لتعلمي ما تريدينه ، كيف ان اتعامل معه هكذا ، ستجن قلبها يؤلمها من تخيلها لفكرة انه اجبر اخاها على ان يزوجها اياه من اجل العمل ، ويشتد المها اكثر عندما تتخيل ان عمر من عرضها على ياسين لأجل ان يتمم مشروعه
ولا تتخيل احد الامرين ولكنها لا تجد سببا لإسراع زوجها بهذا الشكل الا هذا الامر البغيض الذي يؤلمها
فركت كفيها بتردد والم لتلعب بخصلات شعرها بعصبية
لا يوجد شيء امامها الا الانتظار والقلق والتفكير


نظر اليها وهي جالسة تفرك يديها بتوتر وتلعب بخصلات شعرها بعصبية ليشعر بقلق فعلي يداهمه فهي غير طبيعية
تنبه على صوت يوسف وهو يربت على يده بخفة وهمس له بجانب اذنه : ياسين ما بك ؟ السيد انور يكلمك بتكاليف المشروع الجديد ، وانت لا تستمع اليه
نظر الي اخاه ليقول بصوت عال : المعذرة يا حضرات سنكمل الاجتماع بعد الظهر ، تفضلوا
نظر السيد عبد العزيز ليوسف ليهز الاخر اكتافه وراسه بمعنى انه لا يعلم ماذا يحدث
انصرف الجميع ليبقى يوسف وسأله بهدوء : ياسين هل انت متعب ، هل حدث شيء بينك وبين نور كان هو السبب لاقتحامها الاجتماع بهذه الطريقة ، وتشتت ذهنك بعدها
نظر اليه وقال بضيق : لماذا لم تنصرف يوسف ؟
تنهد : انتظرت ان اسال عن اخي
نظر حوله : لا اجد احد من اقاربك هنا يوسف ، من فضلك انصرف
نظر اليه وشعر بالضيق ليرد بتحدي : لن تجد احد حولك ياسين ، لابد ان تنظر الي المرآة لترى من اقصد
فانت اخي شئت ام ابيت
رد ساخرا : اه ،نعم ، ولذك ذهبت لتتزوج دون علمي ، ورغم انفي وازدتها بانك لم تبلغني ووقفتني بموقف لا احسد عليه امام من ينتظر الفرصة ليشمت بي
اكمل بحزن : ممتاز يوسف جرحتني في الصميم ، هكذا الاخوة والا فلا ،ارجوك يوسف لا تتكلم عن الاخوة بيننا ثانية فانت علمتني درس لن انساه ابدا مهما حييت
شعر يوسف بغصة عميقه واجفل من جملة اخاه الحزينة
لينصرف بضيق وحزن من المكتب بدون ان يسلم على نور
التي اصلا لم تنتبه اليه

وقف بالحد الفاصل بين غرفة الاجتماعات ومكتبه
لينظر اليها لا يعلم ما بها ولكنه يشعر بان وراء اقتحامها المكتب هكذا عاصفة قوية قادمة
نطق بهدوء وهو يتقدم منها وينحني مقبلا لوجنتها : مرحبا حبيبتي
انتفضت واقفة وهي تدفعه بعيدا عنها وقالت بقوة : توقف
اندهش من ردة فعلها غير المتوقعة لينقلب وجهه من نظرة عينيها المتحدية ليقول بهدوء ونبرة قوية : ما بك نور؟
ردت لتخرج الكلمات من بين اسنانها : لما ذا تزوجتني ؟
تعجب من السؤال ليرد بدهشة : نعم ، انت تعلمين
رفعت راسها : لا اعلم ، ما سر السرعة من هذا الزواج ؟
نظر لها وهو لا يفهم شيء ، لا يفهم ما بها ولا يفهم لماذا الدموع تتلألأ بعينيها والتحدي يلمع على ملامحها
زفر : ماذا حدث نور؟
سالته بقوة : لماذا لم تخبرني عن شراكتك لعمر في مشروع الشاليهات
ابتسم : ولماذا اخبرك هذه امور خاصة بالعمل لا علاقة لك بها ؟
ردت بسخرية : خاصة بالعمل ، ام خائف من ان اعلم كم دفعت ثمنا شرائك لي
انتفض من مقولتها ليرد بغضب : ماذا تقولي هل جننت نور؟
صرخت ليخرج ما تشعر به مبعثرا كأفكارها : جننت نعم ساجن قريبا من صدمتي بك انت واخي العزيز ، فأنتما اتفقتما على اتمام المشروع وكنت انا الثمن
صاحت والدموع تنهمر منها : والعجيب ان الناس تظن اني من سعيت وراء سيادتك لأنك صيد ثمين ، لي ولأخي ، لا يعلمون انك تطاردني من اول معرفتي بك ، كل شيء كان مزيفا ، كل شيء ياسين
حنانك وحبك وكل شيء، كل شيء ، كنت تفعل كل شيء لتقعني بشباكك فعندما استعصيت عليك ، قلت ولما لا سأتزوجها ثمنا لأشارك بمشروع الشاليهات ، ولكني لا اعتب عليك بل اعتب على شقيقي الذي باعني من اجل النهوض بعمله على حسابي
ينظر اليها بدهشة كبيرة مما تقوله لا يعلم ما السبب وراء انهيارها ، ولكن جرحته بشده عندما أتهمته بان مشاعره ناحيتها مزيفة
نطق بقوة عندما توقفت عن الكلام : هل انتهيت نور ؟
نظرت اليه والدموع تجري على خديها ليكمل
انت لا تستحقين شيء نور ،بعد مصارحتي لك بمشاعري واعترافي لك بحبي ليل نهار تتهميني بان كل شيء مزيف
انت لا تمتلكين قلب نور ، ابتسم ساخرا : ولا عقل ايضا
وانا نادم بشدة على خفقات قلبي نحوك
تسمرت من جملته الاخيرة ، عندما بدأ يتكلم ندمت على هجومها العنيف عليه ولكن عند مقولته الاخيرة
مسحت دموعها بظهر يدها وقالت بقوة : نادم اذن نحن على البر كما يقولون ، طلقني
نظر اليها بحدة وانكشف له انها تفتعل المشاكل لتطلب الطلاق ، الي هذه الدرجة رافضة للزواج مني
قفزت الشياطين امام عينيه ليتجه اليها وينطق بقوة وهو يقترب منه ويمسكها من ذراعها بقوة
__ في احلامك نور ، انا لست صغيرا لتلعب معي هذه اللعبة السخيفة
هزها بشدة : لا اريد سماع هذه الكلمة مرة اخرى
واذا ضايقك كلام الناس باتهامك اني صيد ثمين ، تخيلي ما سيقولنه اذا طلقتك قبل الزفاف بخمسة ايام
لا تستبعدي ان يقولون اخذ ما يريده وتخلص منها
امتقع وجهها من كلامه وزاد خوفها منه ومن شدته
دفعها بقوة ضئيلة بالنسبة اليه ليقول بقوة امرا
__ اذهبي الي بيتك ولا اريد ان اراك الي يوم الزفاف
انصرفت على الفور وهي ترتجف من لمعة الغضب والقسوة التي راتها بعينيه ، وتلوم نفسها على شعورها نحوه
واعترافها بحبها له ، فكرة انه سعى اليها من اجل المشروع تمزقها وفكرة ان اخاها باعها من اجل شراكة ياسين يمزقها ايضا ، ولكنها لا تستطيع ان تتخيل ان عمر يفعل ذلك ، اذن هذا الياسين اجبره على ان يوافق على تزويجها اياه
هطلت الدموع من عيونها بغزارة وهي تتذكر اسراع عمر بتجهيز الخطبة دون اعلامها ثم عقد القران دون اعلامها ايضا واجبارها على موعد الزفاف والسرعة في تحديده
اذن هو من وراء ذلك كله ، مسحت دموعها وعينيها تلمع بتحدي
حتى لو تفعل كل هذا من اجل حبك لي ياسين ، لن استسلم لك بسهولة وسأمزق قلبي اربا قبل ان يخفق لك



موعدنا القادم
الاثنين
ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 18-07-11, 04:27 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير على عيونكم يا صابيا
كيفكم وكيف احوالكم ؟
اتمنى تكونوا كلكم بخير
اتمنى ان البارت اللي فات يكون حاز على اعجابكم
واتمنى ايضا ان البارت القادم يحوز على اعجابكم
بس مهم انكم تبلغوني بارائكم وتعليقاتكم على البارتات
الغالية ممتازة تسلمين على ردك
انا قريته بس هو تقريبا اتحذف
كل شكري لكي انك عبرتيني ورديتي
اترككم مع البارت ويارب يعجبكم




الفصل الخامس والعشرون





__نور استيقظي، هيا، لا اعلم ما بك اليوم
المفترض انك تكوني بقمة سعادتك ، فاليوم حنتك يا عروس
فتحت احدى عينيها وتأففت : اغلقي الستائر علياء ، اريد ان انام، اشعر اني متعبة
ابتسمت علياء وهي تفتح النافذة ليدخل نسيم الهواء العليل
__ لابد ان تستيقظي فأمامنا اشياء كثيرة علينا ان نفعلها
والوقت قصير
شدت الغطاء من عليها وهي تضحك لان نور تحاول الامساك به : هيا استيقظي
نفخت بضيق : من يوم زواجك من عمر واصبحت ثقيلة الدم مثله تماما
رفعت حاجبها وقالت وهي تضيق عيناها : عمر ثقيل الدم ،
ام انك تغارين لأنك لا تتمتعين بخفة ظله ومرحه
قالت جملتها الاخيرة بحب لتبتسم نور : كم الساعة يا مدام علياء ؟
قذفتها علياء بإحدى الوسادات ووجهها احمر : سخيفة
الساعة الان التاسعة ، سأذهب لأوقظ عمر هو الاخر
تنهدت وهي تشعر بضيق مما يحدث حولها ، لا تريد ان تفعل أي شيء غير النوم ، الايام الماضية لم تفعل أي شيء بخصوص زواجها ،علياء تكفلت بكل شيء هي ونهى حتى اشيائها الخاصة وملابسها ذهبت علياء ورتبتها بدلا منها بناء على رغبة عمر فهو لم يستسغ ان تذهب الي بيت ياسين قبل الزفاف وهي شعرت بسعادة شديدة لهذا القرار العمري فهي لا تريد رؤية زوجها العزيز بل وتشعر بنقمة عليه بسبب اصراره على الزواج منها ، لا تضحكي على نفسك نور انت تحبيه بل قلبك يخفق بشده من اجله ، لا يجب ان يشعر هو بذلك لا يجب ان يشعر اني ملك له كما اراد هو
زفرت بضيق وهي تقف من الفراش قبل ان تسحبها منه علياء المرة القادمة

********************

__ ياسين انت هنا
سالت نهى بدهشة
رفع نظره اليها بتعجب من دخولها الي المكتب بهذا الوقت المبكر رد بنبرة هادئة : صباح الخير نهى
ابتسمت وهي تقترب منه وتغمز بعينها: صباح النور
بانت معالم الضيق على وجهه، وانتبهت اليها نهى
لتسال بهدوء : هل حدث شيء بينك وبين نور ؟
عقد حاجبيه : لماذا تسالين ؟
رد بهدوء : لا شيء ، لا اراك تتكلم معها كثيرا ، ثم انك ضائق وبشده هذه الايام
__ لا شيء نهى ، توتر ما قبل الزفاف
ما الذي اتى بك الي المكتب فانت نادرا ما تدخلي الي هنا
__ امي طلبت مني الاهتمام بالمكتب وترتيبه واغلاقه
__ كيف حال يوسف ؟
ابتسمت : بخير ، الا تنوي ان تسامحه ؟
زفر بضيق : اغلقي الموضوع نهى ، لا اريد التكلم الان
__ عموما هو بخير وذهب ليأتي بنادين واحمد من المطار
لا اعلم لماذا تأخرت هكذا في المجيئ امي غاضبة منها بسبب تأخرها
انقلب وجهه من كلام نهى وهو يعلم جيدا سبب تأخر اخته في المجيئ ، فهي ستاتي من اجل الشكل العام للعائلة وخاطر والدته ،فهما ليسا على وفاق دائما
نظر الي نهى التي تدور بالغرفة وترتبها تنهد : سأذهب لأنام
فانا لم انم من البارحة
اتسعت عيناها من الصدمة : لماذا ياسين هل انت مريض ؟
__ لا ولكن الارق يلازمني هذه الايام
ردت نهى بمرح : تعد لياليك قبل وجود نور بحياتك ، غدا بإذن الله ستنام قرير العين وهي متواجدة بجانبك
ابتسم بسخرية وهو يخرج من المكتب
انام قرير العين بجانب انسانة خالية من المشاعر والأحاسيس
لم تفكر ولو دقيقة واحدة قبل ان تتهمني بان مشاعري مزيفة
لم تستطع ان تشعر بما اكنه لها ، لم تستطع معرفة مدى حبي لها ، عمياء وغبية وعديمة الاحساس
لم تكلف نفسها ان تسال اخاها عن سبب مشاركتي له بالمشروع
هز راسه ضائقا من غباء حبيبته وما يزيد ضيقه قلبه الذي يتمزق من الشوق اليها
عند وصوله الي اعلى السلم تناهى اليه صوت رقيق يتأوه
ادار بصره ليرى مصدر الصوت فوجد زوجة اخيه واقعه بالأرض وتتأوه الما
اقترب منها وسال بهدوء : ما بك ؟ هل وقعت ام ماذا حدث ؟
تألمت وهي تضع يدها على بطنها : اشعر بألم فظيع ببطني
وضع يده حول خصرها ورفعها من الارض
__ قومي لأذهب بك الي المشفى
__ لا شكرا سأنتظر يوسف
نظر لها بقوة : لماذا ؟ لا تخافي لن اؤذيك
تلعثمت وهي تقول : يوسف امرني بان لا اخرج من البيت الا برفقته
ابتسم من موقف اخيه العجيب : لا تقلقي سأخبره بانا من صممت علي ذهابك للمشفى فانت تبدين متعبه للغاية
هل تستطيعين ان تسيري الي الاسفل ؟
هزت براسها ايجابا ،فهم بان يتركها لتترنح وتكاد ان تسقط ثانية امسكها بقوة : استندي علي الي ان نصل الي السيارة

وصل بها بعد قليل الي المشفى وأدخلها الي الطوارئ وهو يشعر بقلق فهي لم تتوقف عن التأوه طول طريقهما الي المشفى
خرج الطبيب ليساله : ما بها ؟
ابتسم الطبيب : لا تقلق فهي بخير ، انت اكيد زوجها
اطمئن هي بخير والجنين بخير ولكنها تحتاج الي الراحة التامة ، واذا تستطيع ابعادها عن التوتر العصبي
سيكون من الافضل لها وللطفل ، انا اعطيتها حقنة تثبيت حتى لا يحدث شيء وتفقد الجنين
اهتم بتغذيتها و اتي لها بهذه الفيتامينات والادوية والحقن
وتستطيعان الانصراف الان لو احببت
هز راسه بهدوء وهو يتجه الي الغرفة التي تمكث بها ليطرق الباب ويسمعها تأذن له بالدخول
ابتسم وهو يدلف الي الداخل : الطبيب قال انك بخير
ونستطيع الانصراف ، هيا بنا
وقفت بهدوء ليسال هو : هل تشعرين بتحسن ؟
__ نعم
دخلت الممرضة بكرسي مدولب جلست عليه لتأخذها الي الخارج وينصرفا من المشفى

*********************
دخل الي القصر وهو يسندها خوفا من ان تقع مرة اخرى
ليجد امه واقفة بنصف البهو هي ونهى وتشرفان على تجهيزات الحفل الذي سيقام الليلة
رفعت امه حاجبيها تعجبا منه ونظرت له بقوة لتاتي نهى مسرعة : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، تعبت قليلا واخذتها الي المشفى
اصعدي بها الي الاعلى واهتمي بها نهى
__ حاضر ، تعالي انجي

بلع ريقه وتنحنح وهو يقترب من امه وعيناها تنظران اليه بتساؤل : وجدتها واقعة على الارض امي والطبيب اخبرني انها لابد ان تبتعد عن التوتر العصبي ويلزمها الراحة التامة حتى لا يتأثر الطفل
ابتسمت و تلألأت الدموع بعينيها : لن تتغير ياسين اليس كذلك ؟ شهامتك تفوق أي شعور اخر
__ ستغضبين امي اذا اخبرتك اني لا اكن لها أي شعور بالكراهية ، كلما تذكرها نهى امامي اتذكر الفتاه الصغيرة المزعجة التي كانت دائما برفقة يوسف
لا استطيع كراهيتها امي ، فلا ذنب لها بما فعله معتز او ما سيفعله
__ لماذا اذن تقاطع اخاك الي الان ؟
__ انا غاضب من يوسف امي ، وصدقيني لو كان اتى وقال لي انه يريد الزواج منها ، كنت سأزوجه اياها غصبا عن معتز
رتبت على صدره : انسى غضبك اليوم وغدا واعطي لآخاك الفرصة ان يفرح بك
__ ولماذا هو لم يعطيني الفرصة لأفرح به ؟
قالت بنبرة حزينة : انا حزينة بشده لأنه اضاع فرحتي به
ولكني اقيم الحفل اليوم ليتعارفوا اقاربنا بعروسته ولا يفاجئوا بها في عرسك
هز راسه بحزن : سأصعد لأنام فانا محتاج الي النوم بشده وارجوك امي لا اريد أي ازعاج

************************

نزلت من سيارة اخيها لترفع راسها الي القصر وتنظر اليه بحزن دفين ، فهي تشعر براحة كبيرة وهي بعيدة عن هذا القصر ، فذكرياتها الحزينة بهذا القصر اكثر بكثير من السعيدة ، زفرت بضيق لولا الشكل العام للعائلة لكانت لم تحضر الي حفل زفاف اخيها
ابتسمت بسخرية من هذا الاخ الذي لم يعيرها اهتمامه طوال حياتهما معا ، فجعلها تشعر دائما انها ليست باخت له
كان حنون ومراعي لشعور الناس جميعا ما عداها ، يهتم بنهى ويوسف وحتى حنان وهي كأنها لا وجود لها بحياته
انتبهت ليد زوجها تربت على كتفها : نادين ، يوسف يتكلم معك
ازاحت يده من على كتفها بقسوة والتفت الي يوسف
وابتسمت ببرود : نعم يوسف ، ماذا قلت ؟
ارتبك اخاها مما فعلته مع احمد : لا شيء كنت اتحمد اليك بالسلامة ، هيا الي الداخل فأمي تنتظركم على احر من الجمر
دخلوا جميعا ليسبقهم الاطفال الي جدتهم مهرولين اليها يسلمون عليها ليتبعهم احمد ويحتضن زوجة عمه
بحب كبير : كيف حالك امي ؟ اشتقت اليك كثيرا
ابتسمت نوارة هانم بحب وود كبيران : وانا الاخرى احمد ، فغلاتك من غلاة ياسين ، كيف حالك بني
__ الحمد لله بخير ، اشتقت اليكم والي مصر ، ولكن للأسف لم استطع اخذ اجازة اكثر من اسبوع ، ولكن ان شاء الله على اجازة الكريسماس سناتي ثانية ،اين عريسنا الغالي ؟
__ نائم ،فهو يشعر بالتعب قليلا ، ارتاحوا قليلا وعندها سيكون استيقظ

واقفة تتأمل المشهد الذي يحدث بين زوجها وامها
حدثت نفسها بسخرية مشهد مكرر و معاد نادين
الم تشاهديه من قبل ، لماذا تتعجبين فامك تتعامل مع احمد كما تتعامل مع ياسين بالضبط ، فهما اغلى اثنين عندها
اغلى منك انت شخصيا
تقدمت من امها واحتضنتها ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة كيف حالك امي ؟
ابتسمت امها بهدوء : بخير حبيبتي ، كيف حالك انت ؟
ردت ببرود : بخير ، ولكني متعبة واريد ان ارتاح قليلا
انصرفت من امامهم ببرود قاتل جعل زوجها يزفر ضائقا
وقال بارتباك : اعذريها امي ، فالرحلة طويلة ومتعبة
هزت راسها بتفهم لترتب على كتفه : اذهب انت الاخر لترتاح ، قبل ان تبدا الحفل ليلية
انصرف صاعدا خلفها وهو يشعر بغضب شديد من زوجته التي تمتلك قلب كالصخر

*********************

واقف مذهول مما يحدث امامه احمد ومشاعرة المتدفقة نحوهم لا يتعجب من موقفه فهو تربى بهذا القصر وحتى بعد وفاة والديه ظل معهم وابوه راعاه كما كان يرعاهم ، نشا فرد من هذه العائلة ، نوارة هانم من ربته فوالدته توفت وهو بعمر العامين ووالده توفى وهو ابن العشر سنوات
وشقيقته المشتركة معهم بالدم تتعامل معهم ببرود لا مثيل له
تعاملها معه في المطار ومع امه الان ادهشه بشده
تنبه من افكاره على صوت امه : يوسف
هز راسه حتى يتأكد انه لا يتخيل بان امه تتكلم معه
نظر اليها لتناديه مرة اخرى وهي تحرك يدها امام وجهه __ يوسف ، زوجتك تعبت اليوم وياسين ذهب بها الي المشفى
تأكد الان انه يحلم وهو مستيقظ فاذا كانت امه تتحدث معه بالفعل ولكن ما تقوله ضربا من الخيال
سال بتردد : امي تكلميني انا
جاهدت حتى لا تضحك على تعبير وجهه : نعم اكلمك ، لا ارى احد اخر امامي
__ المعذرة ماذا قلتي ؟ فلم انتبه ؟
_ زوجتك تعبت اليوم واخاك ذهب بها الي المشفى اذهب لتطمئن عليها
نظر الي امه وهي تتحرك من امامه ليشعر بالدموع تتدفق من عينيه ليتقدم منها بسرعه ويحيطها بذراعيه ويقبل راسها
__ المعذرة امي ، لا تغضبي مني ارجوك ، ولكن شعرت انه الحل الامثل لأتزوج ممن احب ،ارجوك امي سامحيني
__ خلاص يوسف ، الموضوع انتهى
فكت يديه من حولها وهي ترتب على خده بحنان : اذهب لتطمئن على زوجتك
ابتسم ليمسك يدها التي على وجهه ليقبلها وذهب ليطمئن على زوجته


*******************

دخل الي جناحهما المعد بالقصر في عاصفة غضب
جز على اسنانه بقوة ضيقا منها ، بحث عن اولاده
فلم يجدهم من الممكن انهم يلعبوا بحديقة القصر
اتجه اليها على الفور فهو يتجنب ان يتشاجرا امام اولادهم

فتح الباب بقوة من كمية الغضب التي يختزنها بداخله
لترفع اليه عينيها ببرود متعجبة من دخلته القوية
زفر بضيق من نظرتها الباردة وقال بغضب ونبرة منخفضة
__ هل تستطيعي افهامي لماذا تتعاملين مع امك بهذه الطريقة ؟
ابتسمت بسخرية : انت غاضب من طريقتي مع امي
قال بضيق : بل مع كل الناس نادين
انت تتعاملين معي انا شخصيا ببرود لا افهمه ، على الرغم انك تعلمين اني احبك جدا
قالت بهدوء : انت لا تسأم احمد من هذا الحوار
اعلم انك تحبني وانا لا اتعامل معك ببرود ، هذه طبيعتي
الم تعتد على الي الان ؟
قال بغضب مكتوم : نادين انا ابن عمك ، واعرفك جيدا لم تكوني بهذا البرود من قبل
ونحن صغار كنتي كالشمس متوهجة تنشرين السعادة والمرح وتشرقين على حياة من حولك
قال جملته بنبرة حب صادقة لتتغير نبرته الي الحزن والحيرة
__ لا اعلم ما الذي غيرك ؟
سيطرت على خفقات قلبها وقالت ببرود تعمدته : احمد ماذا تريد الان ؟
نفخ بضيق : لا اريد شيئا نادين ، ارجوك حسني تعاملك مع والدتك قليلا
ابتسمت بسخرية طبعا ولم لا تدافع عن امي فهي من اصرت علي لأتزوجك ، بل فرضتك علي لأتزوجك ، فانت كنت ولا زلت عندها اهم مني ومن رغباتي وشعوري

***********************
فتح عينيه ليجد احلى ابتسامة امام وجهه ليبتسم بدوره
__ صباح الخير خالو ، هيا استيقظ ، خالتي نادين اتت هي واسراء واسماء واسلام ، وعمو احمد
ضحك عليها وهي تسرد العائلة بأكملها امامه اكملت ونحن جميعا نلعب مع خالي يوسف وزوجته اسلام يقول عنها انها جميلة جدا
ضحك بقوة على جملتها ليسالها بهدوء : هل سمعه خالك ؟
ضحكت بخفة وبراءة : نعم وطرده من الغرفة
ولكن بعد قليل سمح له بالدخول ليلعب معنا
ضحك من جنون يوسف المشهور به ، فبرغم انه قريب من يمني جدا ويدللها بطريقة تستاء منها نهى الا انها تفضل ان تلعب مع يوسف ، في بادئ الامر تعجب ولكن عندما رأى يوسف وهو يلعب معها ، علم السبب فيوسف يتحول الي طفل صغير اثناء لعبه
__ افسحي لي مجال لأقوم واذهبي لتلعبي معهم وانا سآتي وراءك
صرخت وهي تخرج راكضة : سأنتظرك
ابتسم وهو يفكر في طفلته الكبيرة التي اشتاق اليها بشده
لن يستطع التعامل معها بقسوة ولكنه غاضب بالفعل هذه المرة ، تنهد راسه سينفجر من تفكيره بها وبطريقة التعامل التي ستكون بينهما وهما زوجين فهي عنيدة جدا وهو لن يتحمل تحديها له
اه نور ، ستجبرينني ان اتعامل معك كالأطفال

**********************
بعد ان غادروا الاولاد غرفتهم التفت اليها
__ أما زلت متعبة حبيبتي ؟ هل ضايقك الاولاد ؟
__ لا اطلاقا بل سعدت باللعب معهم جدا ، وانا الحمد لله بخير
__ اخبريني بما حدث ، فلم استطع اتكلم معك امام الاولاد
توترت فهي لا تعلم ما ردة فعله على خروجها بدون علمه وبرفقة ياسين
قصت له ما حدث لينظر لها : لماذا لم تتصلي بي؟
__ كنت ذاهبه لنهى ، ووجدني ياسين على الارض
__ حسنا ، انت الان بخير ، لا تبذلي أي مجهود كما امر الطبيب
يشعر بحب لهذا الاخ الذي شهامته تحركه يعلم انه كان من الممكن ان يترك زوجته كما هي او يبلغ نهى عن امرها ولكن ياسين مختلف
قرر ان يذهب اليه مرة اخرى ليتكلم معه ، فهو من اخر موقف لهما بالمكتب لم يتكلم معه ، وياسين يتجنب رؤيته
تنهد وهو يتجه الي خارج الغرفة

***********************

دخلت الي الفيلا بعد يوم طويل متعب في صالون التجميل
وعلياء تجبرها على كل شيء
فهي تشعر بعدم رغبة فعلية لان تفعل أي شيء
تذكرت كلام عاملة الصالون وهي تنصحها بان تفرح من اجل نفسها فليلة العمر تأتي مرة واحده وحتى اذا لم تكن تحب عريسها فلتفرح من اجل نفسها
ما يتعبها ويؤلمها انه تحبه بل تهيم به حبا ولا تريد ان تعترف بذلك امامه ولا تشعره انها سترضخ لأوامره
يجب ان يشعر بكرهها ناحيته الكره فقط نور
دارت بعينيها في حديقة الفيلا لتشعر بالصدمة
__ علياء ، ماذا فعل عمر بالحديقة ؟
ابتسمت علياء : انها حفل ليلة الحناء نور ، انا من اقترحته
شعرت بصداع فعلي من صديقتها لتكمل : وطبعا دعوت جميع اقاربنا
ابتسمت علياء باتساع : بل جميع الصديقات والاقارب
والمعارف ايضا
كتمت غيظها مما يحدث حولها : سأذهب لأنام
صرخت علياء : نعم ، لا حبيبتي اجهزي وارتدي الفستان الذي انتقيته لكي ، ولا تشعري بالحرج فجميع المدعوات سيدات ، اؤكد انهن من السيدات ، هيا فالحفل على وشك ان يبدا
زفرت بضيق وملل لتشعر انها ستضرب علياء اليوم وهي تكمل : المحنية ستصل بعد قليل نور ، لا تتأخري حتى تنتهي من رسم الحناء قبل وصول المدعوات
صعدت والغيظ يملأها من ترتيب علياء ليلة للحناء وعمر من نفذ بدون استشارتها
و لا حل امامها الا الرضوخ لعلياء فهي تعلم ان هذه طريقة علياء لتظهر فرحتها بها
*********************

نزل الي الاسفل ليجد احمد جالس مع والدته ليبتسم باتساع
__ اهلا بالعريس ، اخيرا ستتزوج
ابتسم ياسين واحتضنه بود : اهلا بك يا ابن عمي العزيز
حمد لله على سلامتك
__ الله يسلمك ، كيف حال ياسر ؟ واخباره هو ومريم ؟
__ انهما بخير سأقابله الليلة ان شاء الله واكد علي ان تأتي معي انت وعمرو ويوسف
غمز بعينه : بم انها ليلة توديع العزوبية ،ياسين ما رايك ان
نقيم لك حفلا لتوديع العزوبية
ضحك ياسين : لا اريد حفلا لتوديع العزوبية ام انك تريد المرح تحت رايتي
ضحك بقوة وهو يهز راسه ايجابا ليكمل ياسين : ألا تخاف من زوجتك ان تقلب حياتك جحيما اذا علمت بأمر حفل توديع العزوبية
انقطعت ضحكته وقال بداخله لا يهمها ان افعل أي شيء المهم ان ابتعد عنها
ربت على ركبته : الن تقص علي من هي التي سرقت قلبك المنيع ؟
ابتسم وزحف اللون الاحمر الذي وجنتيه ليضحك احمد بشده
__ لا استطيع تصديق ما اراه امامي ، انت تحبها فعلا
ابتسم ياسين وتنهد بقوة ليكمل الاخر :لا نحن نريد ان نتحدث قليلا
فانت وصلت لدرجة اعلى من الحب يا عزيزي
__ تعال لنقابل ياسر ونتحدث معا بالطريق
__ الن تنتظر يوسف وعمر ؟
__ عمرو ابلغني انهما سيتأخران قليلا لا اعلم لماذا
__ هيا

*********************

عند نهاية الحفل وانصراف معظم المدعوات جلست بتعب
فصديقاتها اصروا ان ترقص كما تفعل أي عروس
استمتعت بالحفل جدا ، ولكنها تعبت بشدة و تريد ان تنام
تشعر براسها ثقيلا وجسدها مهدود من كمية المجهود الذي بذلته اليوم
ابتسمت لها بسنت بحب : مبروك نور ، الله يتمم لكي بالخير
__ الله يبارك فيك ، كيف حالك الان ؟
__ انا بخير الحمد لله ، اريد ان اسالك عن احوال عمر وعلياء ، فانا لا اريد سؤال علياء حتى لا تفهم اني اتدخل بحياتها ولكني قلقة عليها واريد الاطمئنان فحسب
ابتسمت نور : انهما بخير وعلى ما يرام
ويخططان لحفل زفافي دون علمي واخباري بخططهم
بل ما يحدث ، ان اختك العزيزة تخطط وعمر ينفذ
تنهدت براحة وابتسمت : يريدان اسعادك نور
__ اعلم ، ولذلك انا مستسلمة لهما ، زوجة على لم تأتي
لماذا ؟
__ هكذا افضل ، هي لا ترتاح معنا ولا معك
اراحتنا من وجودها الليلة
ابتسمت نور من صراحة بسنت المشهورة بها : ولكن انت ووفاء نورتم الحفل ، اشكركما على توجدكما معي
ردت وفاء هذه المرة : انت كعلياء بالضبط وامي كانت تنتظر عرسك كما كانت تنتظر عرس علياء
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وان تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند
هزت راسها وقالت داخليا : سامحيني خالتي ولكني لن احني راسي لهذا الياسين
__ سننصرف نحن علياء ، علي اتي بالخارج ويبارك لك نور
ابتسمت نور : ابلغوه سلامي واني سأنتظره بالعرس غدا
ردت وفاء : طبعا كلنا سناتي ، لا تقلقي
لكزت علياء : ادعي اخاك لدخول وانا سأدخل بالفيلا
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي ان يدخل الي الحديقة

*********************

جالس بوسط صديقاه الغاليين على قلبه يضحكون جميعا ويتذكرون الايام الخوالي
رن هاتفه : اين انت عمرو ؟
سيارتك مرة اخرى القي بها في القمامة واتي بسيارة جديدة عمرو ، سئمت منك ومن سيارتك
ما بها نهى ؟ انقلب وجهه :حسنا لماذا لم تبلغني ؟ سأذهب حاضر ،اعرفها جيدا لن تصمت الا عندما ننفذ ما تريد
سأذهب حالا
اغلق الهاتف ليسال ياسر : ماذا هناك ؟
زفر : عمرو سيارته تعطلت ويوسف ذهب اليه ولكن ما يضايقه حقا اصرار نهى ان يذهب الي عمر ليأتي بأشياء تخص نور
قال بضيق : لا اعلم لماذا لم تبلغني ولماذا يذهب زوجها ليأتي بأشياء زوجتي ،شيء عجيب هذه الفتاه يتوقف عقلها عن العمل احيانا
كتم ياسر ضحكته فغيرة ياسين واضحة
__ سأضطر الي الذهاب ، تعال احمد
رد ياسر : لا اتركه فانا اريد الجلوس معه وسأوصله عندما ننتهي من السهرة
__ الن تعود ؟
__ سأحاول ، سلام

**********************
وصل الي الفيلا ليرى علي خارج برفقة اخوته البنات
نزل من سيارته ليتقدم منهم بهدوء ويسلم عليهم ويصافح علي بمودة كبيرة ويسال عن احواله
انصرف علي ليتنفس هو بقوة ويمني نفسه بان يراها
اركز ياسين وقاوم شعورك قليلا
وضع يده على قلبه وانت اهدئ قليلا حتى نستطيع ان نتعامل مع هذه الجنية التي سحرتنا

دلف الي الحديقة ليرى الزينة المعلقة والطاولات المرصوصة وبواقي البالونات ليبتسم من الواضح انها كانت تقيم حفل ليلة الحناء
لمعت عيناه هل تحنت كما تفعل اغلب العرائس
تخيل لون الحناء ورسمته على بشرتها الوردية ليخفق قلبه بشده ، اعقل ايها الغبي لا تفكر في هذه الاشياء
فهي تحتاج لتهذيب وتأديب على تشكيكها في حبك لها
دار بعينيه ليراها بوسط الحديقة مرتدية لفستان رقيق لونه بنفسجي غامق قصير يصل الي منتصف الفخذ بأكمام ولكن ظهره عار ، فنصف ظهرها لا يغطيه شيء
اقترب منها ليتأكد مما يراه ، نقوش الحناء المرسومة على ساقها اليمنى والفراشة المرسومة بالمنتصف بين عظمتي ظهرها ذهبت بعقله
ولكن ما زاد جنونه حقا تذكره لرؤية علي خارج من الفيلا
ليضرب راسه سؤال هل علي راها هكذا
تقدم منها بسرعة

خرجت بعد دخول علياء لتساعدها بترتيب الحديقة
شعرت بأحد ورائها لتلتفت وتجده بوجهها
شهقت فزعا فهي لم تكن تتوقع وجوده قفز قلبها بحب له ولرؤيته واشتياقها اليه زاد من الأمها وضعت يدها على صدرها لتخفف من نبض قلبها الجنوني كادت ان تقفز الي حضنه ولكنها تمسكت بالكرسي جانبها وقالت بهدوء
__ ياسين

لمع الغضب بعينيه وسال بقوة : هل رآك علي هكذا ؟
عقدت حاجبيها من اسلوبه والغضب الذي يلمع بعينيه
رددت بتعجب : علي
رد بنبرته الغاضبة : اه نعم ، لقد قابلته وهو خارج من هنا
رفعت حاجبها الايمن وقالت ببرود : هل تغار ام لا تريد لاحد ان يرى تحفتك الجميلة التي اشتريتها بمالك
جز على اسنانه غضبا ومسك ذراعها بقوة : تهذبي معي ، وردي علي ، ولا تدفعيني لفعل شيء نندم عليه ، لم تجربي غضبي الي الان ، ولا اريد ان اريك اياه
صاح بقوة : ردي ، هل رآك علي هكذا ؟
تملصت من يده القوية : اترك ذراعي ، لم اراه اصلا
فهو دخل الي الحديقة وانا كنت بالداخل
خفف من قوته على ذراعها وتنهد براحة وادار بعينيه على وجهها الجميل وفستانها المقفول من الامام بأكمامه كأمام الفراشة ليتذكر الفراشة المرسومة على ظهرها وجدها تتفحص ملامحه فقال وابتسامته الجانبية تلمع على شفتيه
__ اشتقت الي ، اليس كذلك ؟

ادارت بعينيها على تفصيل وجهه الاسمر الجميل لتجذبها ابتسامته الجانبية ، لطالما جذبتها اليه هذه الابتسامة الرائعة وخصوصا انها تجعل الشامة التي بجانب شفتيه تلمع وتظهر
نبهها سؤاله الي ما تفعله لتذهب نظرة الحب عن عينيها وتعود نظرتها المتحدية لتلمع وتقول ببرود : لا
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه وهمس وهو ينحني ويضع راسه براسها : كاذبة ، انا استطيع قراءة عيناك نور
وعيناك تقول الكثير
ابعدت راسها بعيدا عنه ونظرت الي عينيه متحدية : وانا ايضا استطيع قراءة عيناك وعيناك تقول انك مت شوقا لي
اعتدل واقفا وهو يقول بنبرة رقيقة واصابعه تدور بحركة دائريه حميمة على ذراعها : ولم لا اشتاق
طبيعي ان اشتاق الي زوجتي الجميلة ، ولا استطيع السيطرة على شوقي اليها عندما اراها وهي متألقة هكذا
قال جملته وهو يدور بعينيه على جسدها كله بتفحص لذيذ
حاولت ان تتخلص من قبضته لكنه امسكها بقوة سال هامسا
__ هل توجد نقوش حناء اخرى بجسدك غير هذه ؟
نقل كف يده سريعا ليمرر اصابعه بمنتصف ظهرها على الفراشة
حركته جعلت جسدها يتصلب دفعت جسده بعيدا عنها
وعيناها تلمع : انت وقح
مسكها من ذراعها مرة اخرى وقال بقوة : تهذبي ، قليلا
ولا تنسي اني زوجك
لمعت عيناها : طلقني
ابتسم بسخرية : في احلامك حبيبتي ، ولو كنت افكر ، الان لغيت الفكرة من يرى حسنك الفتان لا يستطيع ان يبتعد عنك
جزت على اسنانها غضبا من هذا الوقح ليكمل وهو مستمتع بنظرة عيناها المتحدية الغاضبة
__ الن تجيبي على سؤالي ؟
نطقت بحده : لا
همس بأذنها وهو يقاوم الضحك : سأكتشف غدا حبيبتي ، لنتركها مفاجأة ، بل اروع مفاجأة
انتفضت من جملته وقالت بتحدي : في احلامك ياسين
مط شفتيه : بل هو واقع ، لا تهيئي نفسك اني سأتنازل عن حقوقي الشرعية ، انها حقوقي نور وانا احب ان اخذ حقي كاملا
شحب وجهها من كلامه ، لتقول بارتباك : لماذا اتيت ؟
تنحنح ولم يفته ارتباكها : نهى طلبت مني ان اتي لأجلب اشياء تخص سيادتك
قالت بقهر : نهى قالت ان عمرو من سياتي ليأخذها
نطق بهدوء : هل جننت نور ؟ لن اسمح لاحد ان يقترب من أي شيء خاص بك ، ولو بالصدفة
ضاقت من تملكه العجيب ليكمل هو : فمن الممكن ان تقع عيناه على شيء يخصك وانا لا احب ان اتخيل مجرد تخيل الفكرة
زفرت بضيق : ولكني لن اعطيك اياها
ابتسم : لماذا ؟ انا زوجك ، ثم انك نسيت ان اشيائك موضوعه عندي بجناحي واستطيع رؤيتها كما اريد
تلون وجهها الي الاحمر وتلعثمت : نهى اخبرتني انها اغلقت غرفة الملابس والدواليب الخاصة بي واتت لي بالمفاتيح
ابتسم بخبث : حقا ، ونهى لم تخبرك ان معي نسخة اخرى من المفاتيح فمن حقي انا ايضا ان ارتب ملابسي بغرفة الملابس والدواليب
امتقع وجهها من فكرة رؤيته لملابسها واشيائها الخاصة
ليكتم ضحكته بداخله لم يشأ ان يخبرها انه لم يدخل الي الجناح منذ وصول اشيائها به
بل ينام باي غرفة اخرى بالقصر حتى يدخلا الي جناحهما معا ، و ان نهى رتبت اشيائه قبل وصول اشياء نور بيوم او اثنين ،حدث نفسه ولكن ماذا افعل معك نور تدفعيني الي الجنون
لمعت براسه فكرة : هل تعلمين نقوش الحناء هذه جميلة مرسومة ببراعة وستكون اجمل عندما ترتدي قميصك الحريري الوردي اللون ذو السلسلة الفضية عليها
اتسعت عيناها رعبا مما يقوله لتقول من بين اسنانها
__ انت وقح بالفعل ، لماذا ترى ملابسي ؟
مسكها بقوة مرة اخرى ليقربها منه : قلت لك تهذبي ولا تجعليني افكر بإعادة تربيتك من جديد ، ثم انت وملابسك واشيائك ملكا لي يا زوجتي العزيزة
تأوهت من ذراعها لتزداد غيظا منه ومن تفاخره بملكيتها
نطقت بغضب : لست ملكا لاحد ، ابتعد عني
__ بل انت ملكي ، ولا تحاولي لن ابتعد عنك
لمعت الدموع بعينيها : تزوجتني من اجل المشروع لماذا مصر على اتمام الزواج ؟
تنهد : انت غبية نور ، ولن اتعب نفسي معك لإفهامك شيء واضح امامك ولكنك تفضلين عدم الرؤية
اشاحت بوجهها عنه ليسال بهدوء : لماذا لم تسالين عمر عن سبب شراكتي له ؟
رفعت راسها بكبرياء : انا لا اشك بأخي ،فانا متأكدة انه لن يبيعني اليك ، ومتأكدة انا ايضا انك اجبرته على اتمام الزواج بهذه السرعة
ابتسم بسخرية : من الجيد انك لا تشكين بأخيك ، اذن حملتيني لوحدي اوهامك كلها
تنهد بخيبة امل منها ومن تفكيرها ونظرتها الضيقة للأمور
__ ظننتك ذكية نور ، لامعة لا تسيطر عليك الافكار الغبية
ولكن فاجأتني بتفكيرك هذا، أتت بأشيائك لأذهب فانا تأخرت
نظرت اليه وقالت : اوعدني انك لن تراها
ابتسم : لا ، من حقي ان اراها ،ولكني لن افعل فانا اريد رؤيتها عليك ، ستكون الرؤية افضل
نفخت بقوة ليقترب منها بهدوء ويمسكها من ذراعيها ويقربها اليه : ماذا تريدين نور ؟
اجبرها على وضع عينيها بعينيه : هل تريدن الطلاق فعلا ؟
نظرت اليه وسالته بعينيها ان يفهمها سر شراكته لأخيها
تنهد بقوة : اسالي اخاك نور ، فهو من يخول له ان يجيب عليك
قالت برقة : انا اسالك انت ، ما السر في اتمام الزواج بهذه السرعة ؟
__ لن اجيب عن هذا السؤال نور ، انكي تجرحينني بشدة
الم تشعري كل هذه الفترة كم انا اريدك جواري ؟
__ هذا هو السبب فقط ياسين
ابتعد عنها وظل واقفا امامها
__ الكلام معك بدون فائدة ، وانا سئمت من الحوار
ستاتين بأشيائك ام انصرف ؟
نطقت بتحدي : لا اريد منك شيئا ، اذهب
اشاحت بيدها له ان يذهب ليمسك يدها وهي بالهواء ويسحبها منها ويقربها اليه نظر الي عينها وقال بقوة : تعلمي ان تتعاملي معي بأدب ، لا تشيحي بيدك في وجهي ثانية
ارتبكت بقوة من نظرة عيناه الغاضبة لتتلعثم قائلة
__ لم اقصد ،ليقفز التحدي بداخلها : بل قصدت فانا ضائقة منك
__ صدقيني نور ستخسرين الكثير اذا دفعتني للتعامل معك بالقوة
نظرت اليه بغضب لتخفض بصرها بعيدا عنه ليقع على ذقنه الغير حليقة لتتعجب من اول معرفتها به وذقنه تلمع كنجوم السينما ، اول مرة تراه هكذا تمالكت رغبتها في وضع اناملها على ذقنه لتعلم ملمسها
وكانه شعر بها فوضع يدها التي بيده على ذقنه
وقال بهدوء : سأحلقها غدا انشاء الله ، حتى تكون ملساء ولا تؤذي بشرة زوجتي الرقيقة
انقلب وجهها وتلون بالأحمر القاني وازداد احمرارا عندما قبل باطن كفها بتطلب شديد
نزعت كفها منه سريعا لتبتعد عنه : اذهب ياسين
تنهد : حسنا سأنتظر الي الغد نور ، فان الغد لقريب

**********************
همت بالخروج لمساعدة نور بترتيب الحديقة لتجد ياسين واضع راسه براسها ويتكلم معها
ابتسمت وقررت عدم الخروج عادت الي الصالة ليسالها عمر بتعجب : الن تخرجي لتساعدي نور ؟
ابتسمت : ياسين بالخارج وانا فضلت ان اتركهما يتحدثان
بمفردهم
وقف ليخرج ويرحب بزوج اخته لتمسكه من يده
__ الي اين انت ذاهب ؟
__ سأذهب اليه ، فهو ببيتي ولابد ان ارحب به
ارتبكت : اتركهما قليلا ليتحدثا ثم اخرج لمقابلته
نظر لها بتفحص ليقترب من النافذة وينظر الي الخارج ليجد ياسين قريبا من نور ، شعر بضيق من قربه اليها هكذا وما ازاد ضيقه انه شعر بانهما يتشاجران حول شيء ما
هم بالخروج لتمسكه مرة اخرى : عمر ، انتظر قليلا
فانا اشعر بان بينهما خلاف اتركهما يتصالحان
قال بغضب : علياء من فضلك ، اتركيني
__ لماذا انت غاضب الان ؟ انه زوجها ومن حقه ان يضمها بصدره او حتى يقبلها
انتفض من جملة زوجته ليلمع الغضب بعينيه وصرخ بها : اصمتي من فضلك
انتفضت من صرخته لتجلس بعيدا عنه وهي غاضبة
مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من الضيق المسيطر عليه
وجلس بجوارها يعلم ان ردة فعله عنيفة عليها
__ علياء راعي شعوري قليلا حبيبتي ،فنحن معشر الرجال مشاعرنا معقدة قليلا
انت الان زوجتي فعليا ولكني لا استطيع تقبيلك اوان اضمك الي صدري امام علي رغم ان هذا من حقي ولكني اراعي شعوره ، وانا الاخر لا اتخيل فكرة ان ياسين يحتضن نور او يقبلها ، فكيف احتمل ان تقذفيها مباشرة بوجهي هكذا
ضحكت : انتم مرضى يا معشر الرجال
يا باش مهندس انت قبلتني وانا خطيبتك ومستاء جدا من فكرة ان يقبل ياسين زوجته ، هذا مرض ليس تعقيد للمشاعر
انها زوجته عمر
نفخ بضيق : اعرف هذا جيدا ، و من فضلك لا تعيدين الكلام ثانية اشعر بالدم يقفز الي راسي
ابتسمت بتعجب :انت صادق بالفعل ، عمر كنت اتخيلك ذو عقل حديث متفتح
عقد حاجبيه : كيف ؟ لا انا في هذه الاشياء متحجر ومن ايام الحكم العثماني ، واذا علي انا اريدك ان ترتدي الحجاب و اليشمك مثلما كانوا يفعلن السيدات ايام محمد علي باشا
ضحكت بصخب على جملته : لا ، لنعد كما كنا واذهب لتجلس مع اختك و زوجها كالحرس الملكي
ابتسم تلقائيا لضحكتها : ولكني جاد فيما اقوله
انقلب وجهها لتصمت وتقول بدهشة : تريدني ان ارتدي اليشمك
ضحك : لا طبعا ، انا اتكلم عن الحجاب
خفضت راسها لتقول بهدوء : هل ستجبرني ؟
اقترب منها اكثر : لا مع انه من حقي ولكني اطلب منك
هزت راسها : اعطيني فرصة لأجهز ملابس تليق بارتداء الحجاب
ابتسم لتكمل هي : سنسافر بعد غد كما خططنا وعندما نعود سأفعل ما تريده
احتضنها بين ذراعيه : حسنا حبيبتي ،سأذهب لأسلم على ياسين ، اعتقد ان هذا الوقت كافيا لهما
هزت راسها بتعجب من هذا العمر فمن الواضح ان عقليته منغلقة كانت تظن انه ذو عقل متفتح تحرري كأبناء طبقته
ولكن من الواضح ان عقله منغلق اكثر من علي
فكم مرة طلب منها علي ارتداء الحجاب ولكنه لم يصر كما فعل مع زوجته و بسنت او وفاء وامها كانت السبب فكانت دائما تقول له اتركها على راحتها علي وكان يستمع اليها
وها هي الان ستسمع كلام عمر على الرغم من انه لن يجبرها ولكنها تريد ان ترضيه
*********************
خرج ليجد الحديقة فارغة الا من وجود نور
سال بدهشة : اين ياسين ؟
قالت والدموع تخنقها : ذهب
شعر بها ليقترب منها ويأخذها بين ذراعيه : ماذا حدث ؟
هل تشاجرتما ؟
نطقت والدموع تتلألأ بعينيها : عمر ما السر وراء اتمام الزفاف بهذه السرعة ؟

استيقظت باليوم التالي وعيناها متورمتان من كثرة البكاء
في الليلة السابقة لتتنهد بضيق عندما تكلمت مع عمر وقصت له ما حدث بينها وبين ياسين
صاح بها بشدة وتشاجر معها و افهمها ان لاوجود لهذه الاشياء التي تملئ عقلها وانه اتفق مع ياسين على الشراكة بالمشروع بعد خطوبتهما
ولا علاقة لها بالعمل ولكن ما جعلها تذرف الدموع حقا هو غضب اخيها منها بسبب انها ظنت ان ياسين اجبره على تزويجها اياه قال لها بحزن : هل انا ضعيف في نظرك يا نور ، الا تعلمين انك اغلى من روحي وانا لن ازوجك الي أي شخص حتى لو كان بهذا الامر موتي
انعاد المشهد امام عيناها وعمر يصرخ بها غاضبا
__ ثم الا ترين كم يحبك ياسين ؟
هل انت عمياء ، الناس جميعا لاحظوا كم هو متيم بك وانت لا ترين ولا تشعرين ، ظننت انك ستكونين مختلفة عنها
ستشعرين بمشاعر الحب وتقدريها
ارتبكت من مقولته ليجز هو اسنانه غضبا سالته بتعجب من بين دموعها : من انت تقصد من ؟
زفر بضيق : لا شيء ، خانني التعبير لا اكثر
امسكها من ذراعيها : نور كوني كما ربيتك حبيبتي
لا تفكرين بمثل هذه الطريقة ، اقسم لك ان مشروع الشاليهات لا علاقة لك به ولا بزواجك
__ اذن لماذا اتممت زواجي بهذه السرعة
__ اف منك نور ، انها قسمة ونصيب
افرحي بليلة زفافك ولا تدعي الاوهام تسيطر عليك
ولكنها تشعر بالفعل ان وراء الاسراع في الزفاف شيئا ولكن عمر يخفيه عنها
من التي كان يقصدها عمر بكلامه
عقلها سينفجر من الصداع الذي اصابها من كثرة التفكير والبكاء
تنهدت وهي تقف من الفراش لتشعر بالترنح وانها ستقع
من ثقل راسها
استندت على الفراش و شعرت بالبكاء يسيطر عليها من جديد
ولكنها رفعت راسها وقررت ان تأخذ حمام بارد يهدئ مشاعرها ويخفف من الصداع والاغماء الذي يسيطر على راسها

**********************

__ صباح الخير يا عريس
ابتسم بسعادة من اللقب : صباح النور
__ انتهز الفرص لتاتي بسيرتها وتقول اسمها قال مقلدا صوته الرخيم نور
ضحك بخفه ليساله : لماذا مستيقظ باكرا هكذا ؟
__ اريد ان اخذك للحلاق واكون بخدمة اخي العزيز وعريسنا الغالي
__لكني سأذهب وحدي
قاطعه : ياسين ارجوك لا تحرمني من فرحتي بك
اعلم جيدا انك غاضب مما فعلته ولكن اريد اليوم ان تنسى خلافك معي وغضبك مني وتسمح لي بان اوضح لك فرحتي بزواجك
تنهد : حسنا يوسف ، ولكن الن تجلس مع زوجتك فهي كانت متعبة البارحة
ابتسم : لا هي الان افضل ثم ان امي ونهى معها
ونادين ايضا ، الم تقابلها الي الان ؟
هز راسه نافيا : لم ارها البارحة رأيت احمد وجلست معه وسالت عليها امي قالت انها نائمة
تعجب يوسف : لا اعلم ياسين ، اشعر بانها غير طبيعية تتعامل مع احمد بطريقة عجيبة وتتعامل معنا ببرود ولا كأننا عائلتها
__ لا تشغل راسك يوسف ، نادين مزاجية الشخصية وتتبدل في دقائق من الممكن ان تكون متعبة او شيء لا اكثر
رد على اخاه بدبلوماسية ولكنه يعلم انها تغيرت تغيير جذري بعد وفاة حنان فهي كانت صديقتها المقربة
ووفاة حنان احدثت شرخ بنفسها ، ولكنه لا ينكر دهشته من اتمام زواجها سريعا بعدها واصرارها على السفر مع احمد
بعد ان كانت رافضة فكرة السفر رفضا باتا
__ هاي ، ياسين الي اين ذهبت ؟ هيا حتى لا نتأخر عن موعدنا مع الحلاق
__ لم ارتب موعدا مع الحلاق
__ انا فعلت ، لماذا تنام بغرفة المعيشة هنا ؟
__ لا يوجد سبب معين ، لماذا تسال ؟
__ لأني اراك تنام كل يوم هنا منذ ان فرشت الجناح بالأثاث الجديد
__ وبم انك ملاحظ واكيد استنتجت السبب لماذا تسال يا ظريف ؟
__ لأني اعلم انك لن تقول السبب الحقيقي
وانك لا تريد الدخول الي الجناح بدون زوجتك العزيزة
قال بغضب باسم : يوسف اصمت احسن لك ولا تجعلني افرغ ضيقي بك ،او ابتعد عني واتركني وحيدا
قهقه يوسف ضاحكا : لا سأصمت فانا اليوم سألتصق بك وافعل لك ما تامر به
اكمل بامتنان : شكرا لك ياسين على ما فعلته البارحة مع انجي ، لن انسى لك هذا الموقف ابدا
مسكه من اذنه كما كان يفعل وهو صغير
__ كم مرة قلت لك لا تشكرني على أي شيء ، ثم انه واجب هل تشكرني على واجبي نحو زوجة اخي
انتبها على صوت ضحكات نهى : مظهرك يضحكني بشده يوسف ، تذكرت عندما كان ياسين يعاقبك وانت صغير
ضحك يوسف ساخرا منها : اصمتي
__ لا تضايقه نهى من فضلك
رفعت حاجباه تعجبا : يا سلام ، الان لا تضايقيه ، حسنا
سأصمت
جلست بجوار ياسين وقالت مازحة : يويو ، هل ستذهب بي عند زوجتك المصون
انفجر يوسف ضاحكا على تعابير ياسين المدهوشة من نداء نهى له وقال بتعجب : من هذا اليويو ؟
قال يوسف من بين ضحكاته : انت اخي
__ على اخر الزمان ياسين بك شوكت يقولون له يويو انتبهوا على نبرتها الساخرة ليرفع نظره اليها ويبتسم
__ نهى تقول ما تريده
وقف ليسلم عليها لتقابله هي ببرودها ابتسم : حمد لله على سلامتك ، سالت عنك البارحة امي قالت انك نائمة
قال بسخرية : كثر خيرك المهم عندك انك اطمأنت على احمد اليس كذلك ياسين ؟
جز على اسنانه من طريقتها المستفزة : واطمأنت عليك انت الاخرى ندى
__ لا تناديني بهذا الاسم ثانية ، كنت واضحة معك من قبل في هذا الطلب
__ بعد اذنك لدي ما يشغلني اليوم نادين ، سأتشاجر معك في وقت لاحق ، نورتي مصر
قال جملته الاخيرة بضيق ليقوم منصرفا
نظر يوسف ونهى الي بعضهما بدهشه من العداء الواضح بين نادين وياسين لتقول نهى : ما بك نادين لماذا تتعاملي مع ياسين بهذه الطريقة ؟
صاحت بغضب : لا تتدخلي فيما لا يعينك نهى ، اهتمي بشئونك الخاصة
انتفضت نهى من ردها ليشعر يوسف بغضب فعلي من طريقتها في معاملتهم صاح بغضب : ما بك ؟ لماذا تتعاملين معنا بهذه الطريقة الغريبة ؟
اشاحت بوجهها بعيدا ليلتفت الي نهى : هيا نهى تعالي لنذهب لرؤية ياسين واذا تريدين ان تذهبي لنور سأوصلك لها
خذي انجي معك ايضا ولكن اهتمي بها حتى لا تتعب مرة اخرى ، وانا سأخذ يمنى معي
__ لا تشغل راسك بيمنى فعمرو سيراعيها اليوم انا اتفقت معه البارحة
هز راسه لينصرفا الاثنان من امامها لتشعر بغضب فعلي من هذه العائلة التي لا تلق بالا لها ولا لغضبها
ولكن من هي انجي الذي يتكلم عنها يوسف ؟
يمكن خطيبته ، لا تستبعد ان يكون اخاها خطب دون ان يبلغوها

*********************

__ نور ارجوك توقفي عن البكاء قليلا شيري تعبت من تصليح زينتك ، كلما صلحتها انت تفسديها ثانية
قالت من بين دموعها : احاول علياء ولكني لا استطيع
__ عندما تأتي نهى الان هي وانجي ماذا ستقولان
__ اين ذهبتا ؟
__ صعدا الي الرويال سويت الذي ستقضيان به ليلتكم لترتبا اشيائك واشياء ياسين
اذا اتيتا ووجداك تبكين ماذا سيقولون ، انا الي الان لا اعرف لماذا تبكين ؟
شيري بذلت مجهودا خرافيا لتغطية اثار عيناك المتورمتان ماذا ستفعل الان؟
__ سأتوقف الان
قالت جملتها لتنفجر بالبكاء ثانية توترت علياء بشدة واقتربت منها : لماذا تبكين نور اخبريني ؟
هل تشاجرت مع ياسين البارحة ؟ نور ردي علي
هزت راسها نافية
همست علياء : هل انت خائفة ؟ لا تخافي حبيبتي الامر ليس مرعب الي هذا الحد
نظرت بذهول الي علياء لتفهم ما تتحدث عنه لتستوعب ما تقوله علياء : اصمتي علياء من فضلك فانا لا افكر بهذا الامر ؟
نفخت علياء ضائقة : لماذا تبكين اذن ؟ توقفي عن البكاء الساعة قاربت على السابعة
هزت راسها ايجابا لتمسح دموعها في لحظة دخول نهى وانجي الي الجناح

********************
واقف بوسط أصدقائه ببدلته السوداء وقميصه الابيض
يشعر بسعادة كبيرة تمتلكه اليوم ، فها هي ليلة العمر تقترب منه ، يشعر بقلبه يقفز بجنون حبيبته في غضون ساعات قليلة ستكون بجانبه دائما
كم هو شعور جميل ان يتمتع بها الي جواره طوال العمر
ابتسم تلقائيا عندما تذكرها وحاول ان يتخيل شكلها وشكل فستانها ستكون مبهره كما اعتدت ياسين
انتبه على يد عمر وهي ترتب على كتفه
__ مبروك ياسين ، الف مبروك لن اوصيك على نور
انت وعدتني من قبل ستحملها بداخل عيناك مهما حدث
ابتسم : الله يبارك فيك عمر ، لا تقلق يا صديقي بل سأحملها بداخل قلبي لا تخف
__ هيا استعد لان الزفة ستبدأ
هز راسه موافقا ليذهب عمر من امامه ويتبعه الي الداخل في صمت
اتسعت عيناها انبهارا عندما دخل الي الجناح وراء عمر
من رؤيته لها في فستانها الابيض مغلق الصدر الي حافة الرقبة ليظهر جمال عنقها واكمامه المصنوعة من الجبير المفرغ ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا شعرها مرفوع ومزين بطرحة جميلة قصيره وزينتها رقيقة ورائعة مثلها
ابتسم ابتسامة جميلة مشرقة مفعمة بالحب
وتقدم منها بهدوء ليقبل راسها

رفعت نظرها اليه بارتباك لتراه وسيما اكثر من المعتاد
ليبتسم اليها احدى ابتساماته الرائعة التي تذهب بعقلها بعيدا
عندما تقدم منها خفق قلبها بشدة لتشعر بانتقالها الي عالم اخر بقبلته الرقيقة لجبينها
همس : مبروك نور ، اعلني الهدنة قليلا حتى ينتهي الزفاف اريدك ان تستمتعي بحفل الزفاف الذي تعبت بترتيبه حتى يحوز على اعجابك
ابتسمت وهزت راسها موافقه ، لا تعلم ياسين فانا لم اعلن الحرب لأعلن الهدنة ، قلبي يسلم اليك عندما اراك
ولا اعلم ماذا افعل معك ، عمر اقسم ان الذي افكر به اوهام
وانا اصدقك واصدقه ، ولكن قلبي يشعر بخوف
ولا اعلم لماذا الخوف يمتلكني هكذا

*********************
انتهى حفل الزفاف وهي تشعر بسعادة كبيرة فياسين اقام لها حفل زفاف اسطوري كما وعدها كل شيء كان خياليا
اسعدها بشده ، وفرحتها كانت لا حدود لها
لدرجة انها رقصت معه بأريحية وسعادة
شعرت ايضا بالسعادة تشع منه وتنتقل اليها فيحيطهما وهج من السعادة والفرح
صعدت الي جناحهما وهي تتأبط ذراعه بهدوء
فتح باب المصعد لينظر بالردهة وينقل نظره شمالا ويمينا
تعجبت مما يفعله لتفاجئ به يحملها ويخرج بها من المصعد
صرخت بدهشة : ياسين هل جننت ماذا تفعل ؟
__ هششش ، احملك عادة جميلة وحلمت بها منذ خطوبتنا
__ الناس سيشاهدوننا ،انزلني
__ بالله عليك هل ترين احد حولنا ، كفي عن الحركة
__ العريس يحمل عروسته وهما داخلين الي بيتهم هذا فندق
__ سأحملك مرة اخرى ونحن داخلين الي جناحنا بالقصر
ابتسمت على نبرة صوته وما حملته لها من اصرار
ليدلف بها الي الداخل ويغلق الباب برجله
دخل بها الي غرفة النوم ووضعها على الفراش ليجلس على ركبتيه امامها

خفضت راسها خجلا منه وهي تشعر بالتوجس مما سيفعله
رفع ذقنها اليه ونظر الي عيناها : مبروك يا زوجتي الحبيبة
تلمس وجهها بأنامله في رقة ليطبع قبله عميقة على جبينها
وقف امامها ليدور ويجلس خلفها ويحاوطها بذراعيه ويحتضنها برقة وحب انتفضت من حضنه ليبتسم ويطبع قبله اخرى على عنقها همس : سعيد انك ارتديت الشبكة اخيرا
وضعت يدها على عقد الشبكة ليقبل اصابعها وعنقها
شعرت بيداه تلعب بخصلات شعرها الساقطة بجانب عنقها
لتكتشف انه يفك طرحتها ويفك تسريحة شعرها
عندما انتهى من تحرير خصلات شعرها
قبل راسها بقبلة عميقة لينحني عليها : بدلي ملابسك وتعالي لنتعشى ، فانت لم تتناولين الطعام من الصباح نهى اخبرتني واوصتني ان اجبرك على تناول الطعام
هزت راسها باليه ليردف : سأنتظرك بالخارج
خرج من الغرفة واغلق الباب خلفه وضعت كفيها ببعضهما لتسيطر على اعصابها قليلا فهي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها


**********************
بعد قليل طرق الباب بهدوء ليطل براسه الي الداخل
ويبتسم عندما راها تصلي
جلس خلفها على الفراش حتى انتهت : لماذا لم تنتظري لنصلي سويا ؟
ابتسمت ليكمل : هيا نصلي سويا ثم نتناول الطعام فانا جائع بشده
انتهوا من صلاتهم ليلتفت اليها ويضع يده على راسه ويدعو بخفوت اندهشت بشده مما فعله فهو غير متوقع
ابتسم : لماذا تعجبت ؟
ارتبكت : لا شيء ، لم اكن متوقعه لا اكثر
ابتسم و مزح معها : انت تتعاملين معي على اساس اني فاسق ماجن
ضحكت : لا ابدا
اوقفها من ذراعيها بهدوء : حسنا هيا لنتناول الطعام
__ ثواني ، سآتي خلفك
هز راسه وخرج لتخلع اسدال الصلاة وترتب شعرها
وتخرج وراءه
رفع نظره ليراها مرتدية بيجامة بيضاء حريرية واسعة بأكمام وبنطلون طويل
ليبتسم بهدوء فالرسالة وصلته وبوضوح
لا يهم نور ، سنرى

ابتسم بهدوء واشار لها ان تأتي لتجلس بجانبه
ابتسمت بتوتر لتذهب وتجلس بكرسي بعيد
زفر : نور تعالي حبيبتي لتؤكلي ، فانا انتظرك
و لا تقولي انك لست بجائعة
هزت راسها لتاتي وتجلس على الاريكة ولكنها بعيده عنه
حرك الطاولة ليقربها منه واقترب هو الاخر بجانبها
__ هيا حبيبتي تناولي القليل من الطعام

بعد انتهائهم من تناول الطعام اخرج ياسين عربة الطعام خارج الجناح لينظر اليها بتساؤل فهي جالسة بمكانها لا تتحرك
اقترب منها بهدوء ليشدها من كفها : هيا نور لننام فانا اريد النوم بشده : الايام الماضية لم اذق بها طعم النوم
كنت انتظرك لننام سويا
انتفضت من جملته ليسال بتعجب : ما بك ؟
__ لا شيء
ابتسم وهمس: لا تقلقي نور ،انا عنايتها حرفيا
اريد ان تنامي بجانبي فقط كل ما اريده الليلة هو ان اخذك بين ذراعي وانام ، ولكن الليلة فقط ، هيا
تعجبت بالفعل منه فهو اخذها بين ذراعيه ليذهب الي النوم في غضون دقائق ولكنها لم تستطع النوم
ولا تستطيع الحركة فهو ممسك بها كأنها ستهرب منه
نظرت اليه لتشعر بقلبها يقفز بين ضلوعها لأول مرة تراه من هذا القرب وتتأمله ، فهي لم تستطيع ان تتأمله من قبل حتى لا يلاحظها ، وهي تخجل ان تفعل هذا
نظرت الي وجه الاسمر وتأملته بهدوء كم هو جميل
ليس وسيما بل جميل وجهه طويل ومتناسق التقاطيع
اهدابه سوداء طويله وانفه شامخ طويل بتناسق جميل
بمقدمة صغيرة ولكن يوجد عكفه صغيرة بأول انفه
شعرت بالغرابة من هذه العكفه تحسستها لتستنتج انها كسرت وتركت اثرها بأنفه ، شفتيه مرسومتين وتزينهما شامتها الحبيبة التي تلمع عندما يبتسم وضعت اناملها بحب على هذه الشامة لتنتقل الي شفتيه وتحركها بهدوء
فكرت قليلا وحدثت نفسها ، لم تقبله هي ولا مرة ، ماذا سيحدث اذا قبلته فهو نائم ، اعقلي نور ، ولا تجلبي لنفسك المتاعب ، ابتسمت بخفه وهي تتوقع ردة فعله اذا قبلته هي وهو نائم ولا يدري عنها شيء
وفي لحظة جنون تقدمت منه لتطبع قبلة سريعة على الشامة التي بجانب شفتيه
شهقت عندما راته ينظر اليها بعينيه الرمادية وهي تلمع بتألق عجيب همس : انت من بدأت نور ، لا تنسي

شعر بأنفاسها قريبة من وجهه وتنم عن استيقاظها يعلم انها لن تذهب الي النوم بسهولة ، فهو برغم من تعبه لم يستطع النوم ومثل حتى يطمئنها ويجعلها تستريح ولم يستعجلها والعمر طويل امامهم
شعر بأناملها وهي تتحسس انفه ولم يكن يتخيل للحظه انها ستتحسس شامته وشفتيه
وعندما طبعت قبلتها السريعة على الشامة التي تزين شفتيه شعر انه سيصاب بأزمة قلبيه من المفاجأة
فتح عينيه ليتأكد من انه لا يتخيل ليراها قريبه منه ليشعر بأنفاسه تعلو ولن يستطيع التحكم بنفسه اكثر من ذلك
لينطق : انت من بدأت نور ، لا تنسي

***********************
__ توقفي عن البكاء نور ،لم افعل شيء لكل هذا
بكت بنشيج ليمرر يده بخصلاته شعره بعصبية
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على اعصابه
فهو لم يفعل شيء احتضنها ليبدا بتقبيلها لتنفجر باكية كما المعتاد ، لا يعلم لما تنتفض ويلمع الخوف بعينيها بهذه الطريقة
ليهدئ راسه من الافكار : انها خجولة فقط ياسين
ستعتاد الامر مع الوقت امهلها انت بعضا من الوقت لتعتاد عليك
احتضنها بحنان : اهدئي نور ، واخلدي الي النوم
همت بالتحدث ليسكتها بوضع اصابعه على شفتيها
_ هشش ، الان ليس وقت الحديث ، سنتكلم لاحقا ولكن الان اريد ان انام بالفعل
احتضنها بين ذراعيه ليطبع قبلة على جبينها : تصبحين على خير نور

*******************

استيقظا صباحا على صوت طرقات قوية على باب الفيلا
لينزلا سريعا تقدم هو الي الباب ليفتحه لتقف هي بأعلى السلم وتشعر بانزعاج ،شهقت بفزع عندما فتح عمر الباب ليجد فرقة من الشرطة امامه
قال عمر بتعجب : نعم ، أي خدمة
سأله الضابط : انت عمر محمد عبدالله المصري
تعجب: نعم ، أي خدمة
__ تفضل معي مطلوب القبض عليك


لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
موعدنا القادم الاربعاء
باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 20-07-11, 07:21 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل السادس والعشرون



رن هاتفها بإزعاج متواصل لتتأفف من هذا الازعاج الذي
لا تعلم مصدره فتحت عيناها لترى لون بشرته السمراء
اغلقت عيناها لتفتحها مرة اخرى فهي تحاول ان تستوعب اين هي
لتتذكر البارحة وتحمر وجنتاها بشده لفت عيناها بالمكان لتجد انها نائمة بين ذراعيه
اعتدلت جالسة سريعا وهي ترمي يده المحاطة بخصرها
ليجفل هو ويقوم منتفضا : ماذا هناك ؟
نور ، ماذا حدث لماذا تنتفضي هكذا ؟
__ لا شيء ،
نظرت الي نفسها واغلقت ازرار بيجامتها المفتوحة وهي تبتسم بتوتر عاد رنين الهاتف يصدح من جديد
لتقفز من الفراش و تبحث عنه بحقيبتها وهي تشعر بتعجب من هذا الاتصال المبكر

ركن هو راسه على حائط الفراش ونظر لها بابتسامة هادئة
تأملها وهي تقف بجاكيت البيجاما الذي يصل الي اعلى منتصف الفخذ وساقيها المصقولتين مزينة بنقوش الحناء الرائعة
عندما وصلت الي الهاتف كان سكت عن الرنين
لتلف اليه وتقول : انها علياء ، من المفترض انهم سيعرجون علينا قبل سفرهم
انتبهت انه شارد ولا يسمعها لتنظر اليه فتجد ان عيناه مثبته عليها نظرت الي نفسها لتجد انها لا ترتدي بنطلون البيجاما
ركضت مهرولة الي دورة المياه ليسبقها هو ويسد عليها الباب ابتسم : الي اين ؟
تلعثمت : ابتعد اريد ان ادخل الي دورة المياه
اتسعت ابتسامته : توجد ضريبة على المرور ، ادفعي لتمري
قالت بقوة : ابتعد ياسين ، من فضلك
__ الن تساليني عن الضريبة ؟
__ لا اريد ان اعرف
__ حسنا على راحتك ، لن اذهب من هنا
رفعت نظرها اليه : ماذا تريد الان ؟
ابتسم بخبث : قبلة ، قبليني هنا
قالها وهو يشير الي شامته ليكمل : كما فعلتي البارحة
نظرت اليه وهي تجاهد الا تبتسم بوجهه
__ واحده فقط
__ نعم
وقفت على اطراف قدميها لترتفع اليه ليحني راسه اليها قليلا
وضعت شفاهها بجانب فمه وقبلته قبلة سريعة كما فعلت البارحة
يشعر بان قلبه سيقفز من صدره وان جسده لن يتحمل هذه السعادة وعندما قبلته لم يستطع السيطرة على نفسه فأحاطها بذراعيه ليحملها من خصرها ويلصق جسدها بجسده بقوة يريد ان يزرعها بداخله لتظل بجانبه طوال العمر

لا تشعر بما يحدث حولها فهي قبلته وهي مغمضة العينين
لتفاجئ بانه يحملها وينثر قبلاته على راسها ووجهها
وعنقها شعرت بانه يحكم عليها الخناق لتشعر بضيق وخنقه تملكاها بسبب التصاق جسده بجسدها لتدفعه بعيدا عنها وتحاول ان تتملص من ذراعيه القويتين

فوجئ بها تدفعه بعيدا عنها وتحاول ان تتخلص من ذراعيه وتتملص منهما ليفكر انه خجل العروس الطبيعي
فيزيد من قوته واحكامه عليها ظنا منه انها ستهدأ بعد قليل
وتعلم انه لن يؤذيها فتتوقف عن اصرارها في التخلص من احتضانه لها


عندما زاد من احتضانه لها انفجرت ببكاء حاد ليتشنج جسدها بقوة ، وتنتفض بقوة
شعر بخوف وقلق فعلي عليها وانزعج بشده من بكائها
وضعها على الفراش بهدوء ليمسح على راسها
__ بسم الله الرحمن الرحيم ، اهدئي حبيبتي ، اهدئي
انا لم اقصد مضايقتك ، بل كل ما قصدته ان اعبر لك عن شعوري نحوك فقط ، اهدئي لن افعل شيئا الا برضاك
مسح دموعها ليحتضنها بحنان جم : المعذرة حبيبتي ان كنت اخفتك ، انا اسف لم اقصد
قالت بهمس وصوت مبحوح : لا تعتذر انا مضطربة لا اكثر
رن الهاتف ثانية ليبتسم : من الواضح ان اخاك العزيز وصل بالأسفل
امسكت الهاتف : انها علياء
ردت : صباح الخير ، ماذا بك؟ لماذا تبكين ؟
اهدئي حتى استطيع ان افهم ما تقوليه
صرخت : ماذا ، سآتي حالا
اغلقت الهاتف لتذهب في حركة سريعة من امامه وتبحث عن ملابس مناسبة ترتديها
عقد حاجبيه بدهشه مما تفعله : ماذا هناك نور ؟
لم ترد عليه واخذت ملابسها لتتجه بسرعه نحو دورة المياه
ليمسكها من ذراعها ويوقفا بقوة ويقول : ماذا حدث ؟
والي اين انت ذاهبة ان شاء الله ؟ الا وجود لي لتقرري ارتداء ملابسك والخروج دون ان تقول لي ماذا يحدث ؟
ارتبكت : لم اقصد ياسين ، ولكن علياء تقول ان الشرطة قبضت على عمر
ارتسمت علامة استفهام كبيرة على وجهه :نعم ، لماذا ؟
__ لا اعلم ، ولذا اريد ان اذهب لمعرفة ماذا يحدث
ترك ذراعها لتتجه نحو دورة المياه لتقف على صوته القوي الهادئ : لن تذهبي ، ارتاحي وانا سأذهب ، واخذ يوسف معي
صرخت باستنكار : نعم ، لا طبعا ، سأذهب
نظر لها نظرة قوية : انتهينا نور ، انا قلت لن تذهبي
سأذهب انا واطمئنك
فكر قليلا : ارتدي ملابسك
تهلل وجهها فرحا ظنا انه غير رايه ليكمل كلامه وهو يبدل ملابسه : سأذهب بك لعلياء فمن المؤكد انها منهارة وتحتاج الي مساعدتك
نظرت له بغضب : من يحتاج مساعدتي هو اخي
__ الا تفهمين انا اريد حمايتك لا يوجد شيء يجبرك ان تذهبي الي قسم البوليس وانا موجود
نطقت بقوة : هل نسيت يا باش مهندس انا محامية و هو محتاج مساعدتي
__ سأخذ يوسف والسيد عبد العزيز معي اذا اردت ، استريحي واهدئي ، سأخرجه اليوم بإذن الله ، هيا اجهزي سأوصلك بيتكم

**********************

وصلت الي الفيلا لتجد علياء في حالة انهيار
وكلا من بسنت ووفاء معها
قالت بسنت : نور حاولي ان تتكلمي معها ، وتهدئتها
من المؤكد ان ما حدث خطئ صغير وعمر سيعود اليوم
هزت راسها وهي تشعر بالتعجب ماذا فعل عمر
لكي يقبض عليه ،ماذا حدث لا تعلم اتجهت الي علياء الجالسة على الاريكة وضامة ركبتيها الي صدرها و واضعه مقدمة راسها على ركبتيها وتبكي
رتبت على راسها بهدوء لتنظر اليها علياء وتنفجر باكية
قالت بتوتر : اهدئي علياء ، ان شاء الله خير ، اكيد سوء تفاهم بسيط وسيزول ، اهدئي
قلبها ينبض بعنف فهي خائفة ولكنها لا تريد ان تزيد الطين بلة وتبكي فتزيد حالة علياء سوءا
تمتمت بخفوت : ربنا يستر

*********************
نظرت الي الفتاه الشقراء الاتية نحوها وهي تفكر انها تشبه احد تعرفه
سالتها ببرود : من انت ؟ هل انت احد العاملين بالقصر ؟
انقلب وجهها واصفر بشده فهي لم تقابل نادين منذ ان وصلت الاخيرة ابتسمت بتوتر لترد : انا انجي
ظهر يوسف من ورائها وهو ينطق بغضب : انها زوجتي
رددت بتعجب : زوجتك ، متى تزوجت ؟ ولماذا لا اعلم ؟
سالت سؤالها وهي تنظر لامها
ليجيب هو وهو يجلس على مائدة الافطار معهم ويجلس زوجته بجانبه : لم يكن احد يعلم ؟
سال احمد :لماذا يوسف ؟ لا اعلم الي الان سر اخفائك لزواجك
رد يوسف بتلقائية : انت تعلم الحرب الدائرة بين معتز وياسين ولم يخيل لي ان ياسين سيوافق على زواجي من انجي ، والا كنت تزوجتها بحفل زفاف اسطوري كحفل البارحة
نظر لها بحب ولكني الان افكر جديا بإقامة حفل زفاف لها
ابتسمت : نوارة هانم سبقتك واقامة لي حفل تعارف بأصدقاء العائلة ومعارفنا
سالت ببرود : لا افهم يوسف ما علاقة زوجتك بالمشاكل بين ياسين ومعتز
ابتسم احمد : ما بك حبيبتي ، جيجي اخت معتز الا تتذكرينها
انقلب وجهها وسيطرت نظرة الكره على عينيها
وقفت بسرعة ونطقت بكره : انت اخت معتز
نظر لها يوسف بتعجب ليتكلم احمد بحرج : اجلسي نادين
ما بك ؟
نطق يوسف بهدوء : نعم
نظرت لها بكره زائد عندما اكد لها يوسف المعلومة
وقالت بنقمة : سأذهب ، لا اريد الجلوس هنا
انصرفت من امامهم ليشعر احمد بحرج فعلي من تصرفها
ويشعر يوسف بالتعجب من موقفها لم يتخيل ان ردة فعلها ستكون عنيفة هكذا ولكن اهي غاضبة من اجل ياسين ؟
طرق السؤال راسه بعنف ، فهي وياسين ليسا على وفاق
فلماذا اذن غاضبة
رن هاتفه ليبتسم بسعادة : اهلا يا عريسنا الغالي
ذهبت ابتسامته ليقول بجديه : حاضر سآتي حالا
اغلق الهاتف لتسال امه بتوجس : ماذا هناك يوسف ؟
رد بناء على رغبة ياسين بالتكتم :لا شيء امي ، ياسين يريدني ان اقوم بأحد المهام خاصة بالشركة
وقف : سأذهب حتى لا أتأخر
انحنى مقبلا وجنتها وهمس : لا تبذلي مجهود انجي حتى لا تتعبين
واذا شعرت بالضيق من أي شيء اجلسي بغرفتنا
ولكن انا متأكد ان نهى ستجلس معك
ابتسمت :لا تقلق ، سأدبر اموري


******************
خرجوا بعد فترة من القسم احتضن علي عمر
__ حمد لله على سلامتك اخي ، كاد قلبي ان يتوقف عندما ابلغتني علياء ، ولكن حمد لله انه سوء تفاهم بسيط حل
ابتسم عمر : الله يسلمك علي ، هل هي بخير ؟
__ لم ارها ، جئت على الفور الي هنا ولكن بسنت طمأنتني
عليها منذ قليل ، سأنصرف عمر ، فانا تركت جنى متعبة
__ الف سلامة عليها ، تفضل علي وطمأنني على جنى
تنحنح يوسف : سأنصرف انا الاخر ، اتريد شيء اخر ياسين
__ لا شكرا يوسف
صافحه عمر بامتنان : اشكرك يوسف
ضحك يوسف : علام يا اخي ، لم افعل شيء ، كنت ستخرج بي او من غيري ، سلام
بقيا هما الاثنين ليتكلم ياسين بهدوء وهو ينظر اليه
__ البلاغ كيدي عمر المأمور اكد لي ذلك
والقصد منه تكديرك لا اكثر ولكن ما جعلني متعجب انه ابلغني بان من يريد تكديرك لديه نفوذ قوي وعلاقات اقوى
وسألني اذا كان لك اعداء ، من هذا عمر ؟ ولماذا يفعل ذلك ؟
تنهد عمر بضيق : انه عمي ، انا متأكد
__ عمك ، وهل بينك وبين عمك عداوة لدرجة انه يزج بك الي السجن
اراد ان يبوح فيخف عنه الالم الذي يشعر به
__ بل اكثر من العداوة ، لو استطاع قتلي لفعلها
اصفر وجهه ياسين بشده :لماذا
__ خلافات قديمة بينه وبين ابي ، ثم انه لا يريدني ان اطالب بورثي من ابي ، ولكن والله بعد اليوم سأرفع قضية لآخذ حقي كاملا ، فانا لم اعد باقي على شيء
ربت ياسين على كتفه : اهدئ عمر واذا تريد مساندتي فانا معك بما تريد
__ لا ياسين كل ما اطلبه منك الاعتناء بنور ، وبعلياء اذا حدث أي شيء لي
__ لن يصل الامر لهذه الدرجة ، اشار الي سيارته :هيا بنا فانا تركت نور عندكم
__ حسنا تتناولان معنا الغداء
__ لا ، رتب لسفرك ثانية ، واتركني انا وزوجتي بحالنا
المهم عمر ان تتأكد من سير عملك بشكل سليم حتى لا يجد ثغرة يضايقك منها فمن الواضح انه يحفر ورائك اليوم بلغ كيديا غدا اذا لم تهتم بما يفعله سيلفق لك شئيا ليدخلك السجن بالفعل

******************

وصلا الي الفيلا ليدخل عمر امامه وقفتا الاثنان والسعادة ترتسم على وجهيهما علياء خجلت ان تقترب منه وسط وجودهم
لتقفز الاخرى الي احضانه وتحتضنه بحب اخوي رائع
قبلته على وجنتيه لتعيد احتضانه : حمد لله على سلامتك حبيبي ، ماذا حدث ؟ لماذا قبض عليك
اخذها عمر تحت ذراعه : لا شيء ، انه سوء تفاهم بسيط
الحمد لله
نظر لها ليبتسم ويقترب منها مسح دمعة كانت معلقه بجفنها
وهمس : انا بخير ، لا تقلقي
قالت بسنت التي مازالت متواجدة فوفاء غادرت منذ قليل
عندما ابلغهما علي ان عمر بخير واتي بالطريق
__ حمد لله على سلامتك عمر ، سأنصرف علياء
__ الله يسلمك بسنت ولكن انتظري تغدي معنا
ابتسمت : لا ، شكرا لك عمر ، محمد لم يأتي معي لأنه مسافر ، والا لم يكن ليتأخر عنك
__ اعرف بسنت ، علي اخبرني ، والمعذرة لإزعاجكم جميعا
__ لا تقل ذلك عمر فالأخ لا يعتذر من اخوته ،أ تريدين شئي علياء ؟
قامت معها لتتبعهم نور : انتظري نوصلك معنا بسنت
__ لا اذهبي مع زوجك كفى انكم خرجتم يوم صباحيتكم
سالت بابتسامة خبيثة : لم تطمئنينا عليك ، انشغالنا بعمر ونسينا نسالك
انقلب وجهها للأحمر القاني لتضحك علياء بمرح
__ أحرجتها بسنت ، اذهبي حتى لا تدعو عليك
ضحكت بسنت : حسنا سلام ، ولا تنسي مرة اخرى سنطمئن عليك
ضحكت علياء وودعت اختها لتنظر الي نور وجهها شاحب
__ ما بك ، لا تغضبي من بسنت انها تمزح معك
__ لا طبعا لم اغضب منها ، انها اختي مثلك تماما ولكني اشعر بالتعب قليلا
__ حسنا اجلسي لترتاحي واذهبي لتجلسي بجانب زوجك فانت لم تتكلمي معه منذ ان وصل
ذهبت لتجلس بجانبه رغم غضبها الشديد منه فهي غضبت من اصراره على عدم ذهبها معه

*********************
يشعر بالغيرة تنهشه منذ ان اتى وشاهد استقبالها لآخاها و كم القبلات التي نثرتها على وجهه والاحضان زوجته نفسها لم تفعل ذلك وهو لم تحن عليه بكلمه واحدة ولم تسال عن حاله
يعلم انها غاضبه بسبب انه اصر على عدم ذهابها معه
ولكنه اراد حمايتها والحفاظ عليها ويعلم ايضا علاقتها الاستثنائية مع اخاها فهو من تبقى لها من عائلتها
ولكنه لم يستطع التحكم بغيرته
شعر بجلوسها بجانبه لينظر اليها راعه وجهها الشاحب
اقترب منها قليلا: ما بك ؟ انت متعبة
__ نعم ، اشعر بقليل من التعب
__حسنا هيا لنذهب
هزت براسها موافقه ليقول : سننصرف عمر ، هيا نور
قامت واقفه ليقترب منها عمر ويحتضنها مودعا : انت متعبة نور
ابتسمت : لا ولكني اريد النوم ، سلام نراكما على الخير
__ المعذرة ياسين اخرجتك يوم صباحيتك
ضحك ياسين : وهل انا فتاه ممنوع علي الخروج ، ثم ان الجلوس بالفندق ممل
افكر ان اخذ نور ونسافر الي الغردقة او مارينا لنقضي بها يومان قبل السفر الي اليونان
__ فكرة ممتازة ، سأسافر غدا ان شاء الله
__ تعود سالما بإذن الله ، عمر اذا احتجت شيء لا تتردد واطلبه على الفور ، ولا تجعلني اردد هذا الكلام على مسامعك ثانية
__ حاضر لا تقلق
__ سلام
ودع اخته وزوجها ليعود اليها نظر لها مبتسما
وجلس بجوارها لترتمي بحضنه وتبكي
ربت على راسها مهدئا : خلاص عليا كفي عن البكاء
انا امامك وبخير لماذا تبكين ؟
__ كاد ان يتوقف قلبي عمر ، لا اعلم ماذا افعل بدونك
__ سأظل معك حبيبتي ، لا تقلقي ، هيا اجهزي لنخرج
فاليوم ضاع هباء ولم نسافر ، سأستحم وابدل ملابسي ونخرج نقضي اليوم بالخارج واطلبي ما تريدين سأنفذه على الفور


*******************

وصلا الي جناحهما بالفندق لتدلف الي الداخل وهي متعجبة منه طوال الطريق صامت ويمسك مقود السيارة بقوة تظهر انه ضائق من شيء ما ، احترمت صمته ولأنها متعبه لم تساله عن غضبه ، قررت انها عندما يصلا وتستريح قليلا ستساله وتتكلم معه وتعلم ماذا حدث بالقسم لأنها لم تستوعب انهم يقبضون على عمر بسبب سوء تفاهم
اخذت ملابسها لتدخل الي دورة المياه لتستحم وتبدل ملابسها


جالس بغضب مكبوت يتابع تصرفاتها بعينيه لم يستطع ان يسيطر على شعوره بالغيرة وخصوصا انها تعاملت معه ببرود ولا مبالاة امام اخيها وزوجته
دخلت الي دورة المياه ليزفر بضيق من صمتها وانها لم تكلف خاطرها ان تساله عما يضايقه
سمع صوت ارتطام قوي بدورة المياه ليشعر بالقلق
دق الباب بقوة : نور ردي علي ، هل انت بخير
لم تجاوبه ليفتح الباب وحمد الله انها لم تغلقه من الداخل وجدها ساقطه على الأرضية الرخام ليسرع بحملها الي الفراش
اتى بعطر قوي له وقربه منها تأوهت ليضرب خدها بخفه
__ نور ، نور افيقي حبيبتي
فتحت عيناها ببطيء راسها يؤلمها بقوة ، تأوهت مرة اخرى
لينظر لها بقلق : نور
قالت بهمس وبطئ : انا بخير الان
__ استريحي حتى اطلب الطعام ، من الواضح انه سبب الاغماء انكي لم تتناولين الفطور وخاصة انك البارحة مثلت انك تؤكلين
ابتسمت : اريد النوم ياسين ، اتركني انام
وضع راسها على الوسادة ودثرها بالغطاء وذهب ليطلب الطعام


استيقظت بعد وقت ليس بكثير على شيء ناعم يلف حول وجهها لتجده يطل بوجهها بابتسامته الرائعة وبيده ورده حمراء ناعمة : صباح الورد حبيبتي
ابتسمت بتلقائية ليكمل هو ويضع الوردة بشعرها : هيا قومي لنتناول الطعام فانا جوعان
نظرت اليه بشعره المبلول وقطرات المياه تقطر منه
قام من جانبها وهو يقول بشقاوة : ارتدي ملابسك وتعالي
خرج واغلق الباب خلفه لتعقد حاجبيها تعجبا لتتذكر انها
خلعت ملابسها نظرت الي نفسها تتأكد من ذاكرتها لتجد انها ترتدي ملابسها الداخلية فقط
احمر وجهها فمن المؤكد انه راها هكذا لا تعلم كيف ستجلس معه بعد ان راها هكذا
قامت وقررت الاستحمام لتسيطر على توترها قليلا
شعر بالقلق من تأخرها فذهب لينظر ما بها ، قلق من ان يكون اصابها الأغماء مرة اخرى
دخل الي الغرفة ليجدها فارغة لتخرج هي مرتديه روب الاستحمام احمر وجهها خجلا عندما راته واقف بمنتصف الغرفة ارتبكت ليبتسم : الاكل سيبرد ، لا تتأخري
خرج واغلق الباب وراءه لتبتسم على تفهمه لخجلها
قررت ان تختزل الخوف الذي يسيطر عليها وترتدي شيء اكثر تحررا
وقع اختيارها على فستان صيفي كتان ابيض بورود لونها احمر ووردي قصير فوق الركبة ضيق الي الخصر ومنفوش قليلا من الاسفل حملاته رفيعة تربط على الرقبة
وصدره عار ويكشف عن نصف ظهرها
نظرت الي نفسها بالمرآه لتحمر وجنتيها بعد ان وضعت قليل من الزينة بوجهها ،وثبتت الوردة بخصلات شعرها الجانبية نظرت الي نفسها ثانية وهي تشعر انها لن تستطيع الخروج هكذا
قررت ان تبدل الفستان ليفتح باب الغرفة ويطل براسه
__ هيا نور انا مت جوعا
انتفضت من صوته لتنظر اليه من خلال المرآه وتهز راسها ايجابا

خرج سريعا من الغرفة وهو يتنفس بقوة
مظهرها بهذا الفستان العار يقفز امام عيناه ويسيطر على تفكيره ، لماذا هي فائقة الجمال هكذا ، كيف سيتحمل ان تكون قربه بعد قليل و المفروض انه يحترم خجلها
زفر فهي لا تعطيه فرصة ليقترب ، ولكن اليس ارتدائها لفستان كهذا معناه علامة له بالقرب
ابتسم وهو يمني نفسه بان يكون استنتاجه سليم

خرجت لتقترب بتوتر وتجلس بجانبه
ابتسم بوجهها : تناولي الطعام ولا تخجلي مني ، حتى لا يصيبك الاغماء مرة ثانية

*****************
زفر بضيق وهو يسمع بكائها : نور من فضلك توقفي عن البكاء
ازداد نحيبها وقالت من بينه : لا استطيع التوقف
مرر يده بين خصلات شعره بعصبيه ، لا يعلم سر خوفها بهذه الطريقة ،نعم هو ازاد هذه المرة ولكنها ازداد بكائها عن كل مرة ، شعر في اول الامر انها تكبت رغبة البكاء لديها وتحاول ان تسيطر على الخوف الذي ينتابها
ولكنه عندما ازادها عليها انفجرت بنحيب حاد
وسوس له عقله هل تعرضت لحادثه هي ما تجعلها ترتجف هكذا ، شحب وجهه وشعر بالغضب يسيطر عليه
امن الممكن انها تعرضت للتحرش او الاعتداء ولذلك الخوف يتملكها هكذا عندما يقترب منها
التفت اليها ونظر لها مطولا ليقترب منها بهدوء واحتضنها بين ذراعيه : كفى نور ، كفى بكاء حبيبتي
اخبريني لماذا تخافين مني هكذا ، هل فعلت شيئا اخافك مني
هزت راسها بلا ،لتقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء
__ امهلني بعض الوقت ياسين حتى اعتاد عليك
هز راسه موافقا واحتضنها مهدئا وهو يشعر بانه يتمزق الي نصفين ، نصف متمزق عليها وشعوره بالحنان نحوها والحزن ان تكون تعرضت للشيء الذي يتوقعه
ونصفه غاضب بشده لا يتخيل مجرد التخيل انه يوجد احد اقترب منها او اذاها
زفر بضيق : استغفر الله العظيم ، انتظر ياسين اكيد انه خجل مجرد خجل

*********************
اليوم عائدين الي القصر اليوم الماضي بأكمله كان رائعا فنور رفقتها رائعة وخصوصا انه لم يقترب منها
بعد اخر مرة ، سيطر على مشاعره قليلا فهو وعدها
بان لا يقترب منها وها هو ينفذ وعده ، لا ينكر ان خوفها تضائل قليلا عندما يقبلها لم تعد تنتفض كسابق عهدها
ابتسم عندما راها ببدله رائعة من اللون الابيض في الفضي
مظهرها الرقيق يذهب بعقله : جاهزة حبيبتي
اقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيها و تقف على مقدمة حذائها لتطول راسه قبلت وجنته بخفه : نعم ، هيا بنا
احاط خصرها بذراعيه : الن تستطيعي الوصول الي راسي دون ان تقفي على مقدمة قدميك
ابتسمت وهي تشير الي كعب حذائها : لا ، انظر ان طوله سبع سنتيمترات وايضا اقف على مقدمة الحذاء لأستطيع ان اقترب من عنقك
ضحك وهو ينحني اليها ويحتضنها : انزل انا حبيبتي
ابتسمت : هيا حتى لا نتأخر
__ هيا


تشعر بأريحية الان بالتعامل معه ، وخصوصا ان رعبها منه توقف عندما توقف هو عن الاقتراب منها ، تعلم جيدا ان ذلك لن يدوم ولكنها تعتاد مع الوقت تجبر نفسها على الاقتراب منه وتقبيله على وجنتيه والجلوس بحضنه في اوقات
تفعل كل هذا وهي ترتجف خوفا ولكنها بعد قليل تشعر بالهدوء والامان يسيطر عليها
وتحدث نفسها انها مع الوقت ستعتاد عليه
سال وهو يقود السيارة : كيف حال عمر ؟
ابتسمت : انه بخير ، وعلياء سعيدة كثيرا بالرحلة
__ ان شاء الله نسافر بعد اخر الاسبوع فأمي مصرة على اقامة الحفل وخصوصا انها تريد اسعاد نادين قبل سفرها
__ لم اتعرف جيدا عليها ، فانا رايتها فقط في حفل الزفاف
هل هي كنهى ؟
تنحنح : لا اطلاقا لا تقترب منها فهي منطوية ليست مرحة وشخصيتها منغلقة ، ولا تستائي منها اذا تعاملت معك ببرود فهي تتعامل معنا جميعا بهذا الشكل
هزت راسها وهي تشعر بالتعجب من ياسين من الواضح انه انتهز الفرصة ليبرر تصرفات ستفعلها اخته ولكنها ممتنه انه راعي مشاعرها حتى من قبل ان تضايقها اخته الاخرى


وصلا ليجدا نواره هانم في استقبالهما
استقبلتهم بحفاوة وحب بالغيين احتضنتها بحنان ودفء اشتاقت اليهم نور فمن بعد وفاة جدتها لم يضمها احد بهذا الحنان الامومي الا الخالة عائشة التي توفاها الله هي الاخرى
من الواضح ان الله عوضها بهذه الام البديلة
__ مبروك حبيبتي ، اذا ضايقك ياسين بشيء اخبريني وانا سأعلمه كيف يعامل الرقيقات فابني الغالي يكون جلفا في بعض الاوقات
ابتسم ياسين ليحتضن امه : لن اضايقها امي استريحي ولا تملئي عقلها ضدي من فضلك
احتضنت امه حب: لا املئ عقلها اوضح لها ان لها سند بها البيت ضدك حتى لا تستقوى عليها
ضحك ياسين بقوة : استقوى على نور ، انت طيبه امي
لا تستخفي بها انها قوية لا يغرك ان حجمها ضئيل
احمر وجهها من مقولته لتربت الام على ظهرها بحنان
__ وانا اشجعها على ان تظل قوية
ضحك : اذن انا خارج من بينكما
ابتسمت الام : نعم اذهب وخذ زوجتك واصعدا الي جناحكم
ادار عيناه : اين بقية العائلة الكريمة ؟
__ نهى انصرفت هي وزوجها الي بيتهم ،واحمد اخذ الاولاد وخرجوا ولكن نادين رفضت الخروج
يوسف لا زال بالشركة وزوجته اعتقد انها نائمة
كح بهدوء : انجي امي ، هل كانت جالسة معك ؟
نطقت بهدوء : رايتها منذ قليل كانت بالحديقة سلمت علي وصعدت الي غرفتها
ابتسم : اطلبي شركة الديكور ليجهزوا الجناح ليوسف امي و
و ابلغيها ان ترتب الجناح بما تريده واطلبي من الشركة ان تجهز لهم غرفة للطفل
ابتسمت امه : اذن انت راضي الان
__ نعم امي ، سأذهب لأستريح قليلا ، سناتي على موعد العشاء
__ لا ، خذوا راحتكم والطعام سياتي به اليكم احد العاملين بالقصر
__ هيا نور
قامت لتصعد معه الي الاعلى وعند اعلى السلم التفت اليها مبتسما ليحملها بسرعة
همست : ياسين انزلني ، لا اريد احدا ان يرانا هكذا
__ لا لن انزلك فانا قلت لك من قبل اني سأحملك و نحن داخلين الي بيتنا
توقف امام باب الجناح : ها هو بيتنا حبيبتي ، سمي الله
تمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم
دخل برجله اليمين ليقول لها هامسا وهو ينزلها : اخبريني برايك
تنفست بسعادة : الله ، جميل ياسين ، رائع
الالوان والتنسيق وكل شيء جميل
لفت اليه لتحتضنه : شكرا حبيبي
احتضنها بين ذراعيه ليهمس : الن تحني علي نور ؟
لا اريد ان اتعجلك ولكني لن احتمل اكثر من ذلك
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بارتباك : كل شيء بوقته حلو
__ وانا انتظر الوقت المناسب


بعد وقت شعرت بالملل فياسين نائم وهي لم تستطع النوم لتغيير الفراش ارتدت شيء لائق وخرجت وهي تمني نفسها
برؤية انجي والجلوس معها بدلا من الجلوس بمفردها
شعرت بحركة بغرفة المعيشة التي تقع بجانب السلم
اتجهت وهي تفكر انها من الممكن ان تكون انجي
ابتسمت بتلقائية وهي تدخل الي الغرفة لتجدها نادين
احتفظت بابتسامتها لتتقدم الي الداخل : مرحبا
نظرت اليها ببرود : اهلا
توترت من الاستقبال : كيف حالك؟
نظرت لها مطولا : بخير
صمتت نور وهي تشعر بالتعجب منها ومن مقابلتها وتذكرت
كلام ياسين لتشعر بانها متطفلة عليها فقررت انها ستتركها بمفردها همت بالحركة
لتقول الاخرى بلهجة ساخرة : عجيب ، انت لا تشبهينها اطلاقا
التفت اليها بتعجب : اشبه من ؟
__ حبيبة ياسين القديمة ، كنت اظن انك تشبهينها فياسين لم يدق قلبه الا لها وعندما اخبرني احمد انه يحب زوجته
ظننت انك تشبهينها حتى لو من بعيد ، ولكن انت مختلفة بشده
اكملت بسخرية شديدة : هي كانت اجمل بكثير
نظرت لها نور بعصبيه وقالت بنبرة قوية اخفت بها ضيقها
__ شكرا ،من الافضل اني لا اشبهها فهذا يجعل ياسين يحبني لشخصي وليس على اثر شخص اخر ، بعد اذنك

انصرفت وهي تشعر بغضب شديد من وقاحة كلماتها
وشعرت بالغيرة تؤكلها ايضا من ذكرى حبيبة جميلة
بل اجمل منها على حسب كلام نادين هانم
لم يخبرني عنها قط ، كيف سيخبرك نور ؟ أيخبرك بانه احب من قبل ، ثم اين عقلك طبيعي ان يكون حب من قبل ان عمره تجاوز الخمسة والثلاثين عاما
زفرت بضيق لتنتبه على صوت انجي المرح
__ ما بك نور ؟ ناديت عليك مرتين ولم تردي ثم زفرتي بضيق ، أحدث شيء ضايقك ؟
ابتسمت بوجهها : لا ،كنت ابحث عنك ولم اجدك وسرحت بتفكيري ولذا لم اسمعك
__ هيا نجلس سويا فيوسف لم يعد الي الان واذا جلست لوحدي اكثر من لك ساجن فانا اشعر فالقلق يداهمني بسبب تأخره ، اين ياسين ؟
__ لا ان شاء الله يعود سالما ، نائم ولذا انا الاخرى كنت ابحث عنك لأجلس معك
__ تعالي نجلس بغرفة المعيشة
ارتبكت نور : لا ، تعالي ننزل الي الحديقة
همت لتسالها لماذا ؟
لتفاجئا بخروج نادين من الغرفة نظرت لهما ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة لنور ورمت انجي بنظرة كراهية لتنصرف من امامهما بغرور وتعالي
همست انجي : الان عرفت سبب رفضك للدخول هناك
تنحنحت بإحراج : لا اعلم ما بها ، ولكن ياسين اخبرني انها متقلبة المزاج وانطوائية قليلا
دخلا الي الغرفة وانجي تقول : اذا كانت متقلبه معك فهي تكرهني
نظرت لها نور بتعجب لتردف: نعم ، ولكني لا اشغل عقلي بمن يحبني ومن يكرهني كل ما يهمني يوسف ،يوسف فقط
ابتسمت : اخبريني كيف تزوجتما ؟
__ لا مرة اخرى يكون يوسف موجود ، لأني احب ان اسمعك القصة منه ، يقولها بأسلوبه المرح الذي اعشقه
ضحكت نور : من الواضح انكي تحبيه
صرحت بتلقائية مرحة : بل اعشقه ، اهيم به حبا منذ صغرنا
انصدمت نور من تلقائيتها لتكمل هي سائله : وانت اخبريني كيف التقيت بياسين ؟ يوسف اخبرني انه يحبك جدا
احمر وجهها بشده وخفضت بصرها بخجل
لتفاجئ بصوته الرخيم : يوسف مخطئ ، انا اعشقها
التفت اليه والاحمرار يسيطر على وجهها والوهج من كلمته
اشعل السخونة بجسدها لتنتبه على صوت ضحكة انجي
__ اخجلتها يا سين ، تفضل
دلف الي الغرفة ليجلس ملتصقا بها ونظر اليها قليلا لينقل بصره الي انجي : كيف حالك اليوم ؟ وحال ابن اخي ؟
__ انا بخير ، ممكن ان تصبح ابنة اخاك
__ لا يهم ، المهم ان يصل بالسلامة
__ اريده ولدا لنزوجه من بنتكم فهي ستاتي فائقة الجمال كوالدتها
ابتسم ياسين : لن ازوج ابنتي لابن يوسف هل جننت
اكيد سياتي مجنون مثل ابوه
__ احلى مجنون بالعالم ،واحبه بجنونه
رفعت حاجبيها بصدمة من مقولتها ،المرة الاولى ظنت انها صرحت بمشاعرها لانهما لوحدهما ولكن عندما رددت مقولتها امام ياسين شعرت بتعجب من هذه الفتاه التي لا تخجل من مشاعرها
ضحك ياسين على مقولتها ليرد بمزح : الجنون صفة مشتركة اذن
قهقهت انجي ضاحك : نعم
رن هاتفه لينظر بتعجب سالته : من ؟
__ لا اعلم رقم غريب ، انتظري
خرج ليرد على الهاتف لتلتفت الي انجي ولفت نظرها وجهها الشاحب وتعجبت من تغييرها المفاجئ: ما بك جيجي ؟
__ لا شيء ، اشعر اني لا استطيع ان اتنفس ،قلبي مقبوض
اقتربت منها ورتبت على ظهرها بحنان : تنفسي جيجي ، اهدئي وحاولي ان تتنفسي ، تعالي اغسلي وجهك بماء بارد
وحاولي الهدوء فالاضطراب مضر لك
خرجا الاثنتين من الغرفة نور تسير بجانبها ليتناهى اليهما ياسين يقول : باي مستشفى ، هل هو بخير ؟
من فضلك اخبرني ؟
تقدمت انجي بسرعة الي جانبه وتعلقت بذراعه و
سالت بإلحاح : ما به يوسف ؟ اجبني ياسين ؟
تنفس بقوة ليقول : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة



اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
لا تبخلوا عليا بردودكم وتفاعلكم وتوقعاتكم
اذا قدرت انزل البارتات زي الاسبوع ده حعمل كده
وخصوصا اننا سنتوقف في شهر رمضان
رمضان كريم عليكم يا شباب
مستنيية ارائكم
ان شاء الله نلتقي السبت القادم
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 24-07-11, 03:42 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباحكم نادي يا ال ليلاس الكرام
سوري واللهي على التاخير النص ساعة دي
وعلى اني نسيت اقولكم ان موعدنا الساعة تلاته بتوقيت ام الدنيا مصر
عاذروني كنت مستعجلة
واتمنى ان البارت يكون عند حسن ظنكم ويشفعلي التاخير
اسيبكم مع البارت
وباذن الله يعجبكم
اتفضلوا


الفصل السابع والعشرون


خرج ليرد على هاتفه وهو يشعر بترقب من المكالمة
لا يعلم لماذا، ولكن قلبه يخبره ان هذه المكالمة تحمل اخبار سيئة رد بهدوء بصوته الرخيم : السلام عليكم
صوت عملي : وعليكم السلام ، معي الاستاذ ياسين محمود شوكت
__ نعم ، أي خدمة
__ اخاك يوسف تعرض لحادث سيارة
شعر بالرجفة تسيطر عليه : باي مشفى ؟ هل هو بخير ؟ من فضلك اخبرني
ابلغه باسم المشفى ليغلق الخط
شعر بانجي وهي تتعلق بذراعه وسالته بإلحاح
__ ما به يوسف ؟ اجبني ياسين
تنفس بقوة ليسيطر على رجفته : انه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة
ترنحت وقفتها ليمسك بها حتى لا تقع ارضا
انحنى ظهرها قليلا لتلمع القوة بعينيها وتنتصب واقفه
قالت بقوة واصرار عجيبين : خذني اليه اريد ان اراه
ولا ترفض ، فمعك او بدونك سأذهب
نظر الي نور بتعجب من قوتها التي لا يتخيل ان تمتلكها
لتهز الاخرى راسها بتعجب وعدم معرفة بهذا التغيير العجيب بشخصيتها المرحة
__ حسنا ، ولكن لا اريد ان تعلم امي بالخبر حتى نطمئن على يوسف
تنحنحت نور : عندي فكرة ، اخبرها اننا سنلتقي بيوسف ونخرج جميعا
رد بهدوء : فكرة جيدة ، ارتدي ملابسك نور وانت الاخرى انجي ، واسرعا
تحركت نور لتتعجب من عدم حركتها

واقفة تتذكر جميع مواقفهما معا كانه شريط سينما يعرض امامها ، منذ ان كانا صغار الي الان
وهما بالمدرسة معا ،وعندما كان يأتي لها بلندن ويوم زواجهم ، وشهر العسل الذي قضياه بالريف الاوروبي شهرا كاملا ثلاثون يوما يتنقلان معا من مدينة الي بلده الي بلد اخرى بالقطار ،ويوم مشاجرته مع معتز وغضب ياسين
يوم تلقيه لخبر حملها والذي اصر انه سيحتفل به مهما حدث اجفلت من فكرة ان من الممكن ان يتركها لتدمع عيناها
رتبت نور على ظهرها : انجي ارتدي ملابسك حتى نذهب
رات نور الدمع بعينيها لتكمل : لا تقلقي سيكون بخير
ردت وهي تجاهد ان لا تنهمر دموعها : غصبا عنه ، ليس برضاه ، سيكون بخير وسيبقى معي كما وعدني الاف المرات
توترت نور من ردها ليشعر ياسين انها مجنونة بالفعل
رد بهدوء : حسنا ، هيا اجهزها حتى لا نتأخر

******************

وصلوا الي المشفى الراقد بها يوسف ونور تشعر بالتعجب من انجي فهي لم تصمت عن الثرثرة
ارتسمت على وجهها علامة تعجب كبيرة منها ، فهي تكلمت معها بكل شيء حتى الطبيخ ، نظرت الي ياسين بعد نزول انجي من السيارة وهما يسيران بجانب بعضهما بتعجب منها ليقول بهدوئه المعتاد
__ لا تتعجبي نور ، انها تسيطر على توترها ، اذا صمتت ستجن من الافكار التي ستداهمها عن وضع يوسف الصحي
فتثرثر حتى تشغل عقلها وينتبه الي اشياء اخرى غير الحدث التي لا تريد ان تفكر به
نظرت اليه وشعرت بالغيرة من تحليله للموقف
__ هل تعرفها لهذه الدرجة ، انت فاهم تصرفها جيدا
نظر اليها : انت تشعرين بالغيرة ،اليس كذلك ؟
عموما لا انا قرات عن حاله كهذه من قبل و عندما بدأت انجي بالثرثرة علمت انها تقوم بتمويه لعقلها ، اين هي ؟
__ لا اعلم اعتقد انها تقدمت علينا ،هناك تسال بالاستقبال
مشى سريعا لتقول بسرعة وبارتياح : انه بالدور العاشر وبغرفه عادية
زفر ياسين بقوة : الحمد لله
ركضت من امامه ليصيح : انتظري
نطقت وهي تدلف الي المصعد : تعالا على راحتكما
تمتمت نور بتعجب: انها بالفعل مجنونة ياسين
لم يستطيع كبح ضحكته فوجه نور كان معبرا عن حاله شديدة من الاندهاش والتعجب ولكن ما اضحكه فعلا ان اخاه سليم ردد مرة اخرى : الحمد لله ، هيا نور لنصعد الي يوسف اريد رؤيته حتى يطمئن قلبي اكثر
__ لا تقلق حبيبي سيكون بخير
صعدت الي الغرفة لتطرق الباب وتدخل فورا
تنهدت بارتياح وهي تراه جالس على الفراش لتركض اليه
وتجلس بجانبه :انت بخير ، اليس كذاك؟
ابتسم بوجهها : نعم ، لا تقلقي ،
تفحصته ليقول : كسر بذراعي الايمن ورجلي اليسرى
والتواء بسيط برقبتي ،وقال بحزن شديد ولكن السيارة رحمها الله
نبرته الحزينة جعلتها تتأهب لمصيبة ليبلغها عن السيارة
لتقذفه بحقيبتها بوجهه فيقهقه ضاحكا ويسحبها من يدها التي تضرب صدره بها ويضمها اليه وينثر قبلاته المرحة على راسها: انا بخير يا قلبي لا تقلقي

دمعت عيناها ودفنت راسها بصدره اكثر : كدت ان اموت قلقلا عليك ، وانت تقول السيارة ، في الف داهية مائة سيارة فداك حبيبي
ابتسم بحب لتقترب منه وتقبله بحب شديد : لا تفعل ذلك ثانية
استمتع بالقبلة ليقول بنبرة عاشقه : لا تقلقي انا بسبعة ارواح


وصلا الي الغرفة ليروا من الزجاج المعركة الدائرة بين انجي ويوسف رفع ياسين حاجبيه من هذه المجنونة التي تحاول ان تضرب زوجها ومن اخاه الاكثر جنونا الذي يضحك منها وفجأة تحول المشهد امامه الي حب وغرام
واضح بين الاثنين لينتهي بقبلتها التي لم يكن يتوقعها
تماما احمر وجهه خجلا لينظر الي نور التي اعطت ظهرها للمشهد بأكمله

تفكر بما راته امامها عقلها يحدثها بان هذه الفتاه غير طبيعية
تتذكر تقبيلها ليوسف وتندهش الا تخجل ان تقبله هكذا ، نعم انه زوجها ولكنها بمكان عام ومن الممكن ان يدخل عليهم أي احد ، دون سابق انذار انتبهت الي صوت ياسين
__ نور ، الن تأتي معي ؟
رفعت عيناها لترى الاحمرار الذي على وجهه لتبتسم وهي تفكر ان ياسين نفسه خجل من الموقف
تمتمت بهدوء : عجيبة
ابتسم ياسين عندما رأى وجهها بلونه الاحمر القاني وحدث نفسه عندما سمع تمتمتها طبعا نور ، انت خجول للغاية وهي تحيى كالأوربيات ، لا يهمها احد غير يوسف وانت تقدمين الناس جميعا على مشاعرك
طرق الباب بهدوء ليدخل وهو يبتسم : انت بخير ؟
ابتسم بسعادة : نعم ، انا بخير لا تقلق
مجرد كسور بسيطة ، الطبيب اخبرني اني نجوت بمعجزة
__ الحمد لله
ابتسمت : حمدا لله على سلامتك يوسف
__ الله يسلمك ،انت التي ستتحملين نتيجة الحادث فانا لن استطيع الذهاب الي العمل هكذا و انت و زوجك من ستذهبان الي الشركة
نطق ياسين بهدوء قاطع : انا سأذهب ،سأضطر الي الغاء السفر في الوقت الحالي حتى تتحسن وتفك ذراعك ولكن نور ستكمل اجازتها
نظرت له بتعجب ولم تشأ ان تتناقش الان معه
طرق الباب ليدلف الطبيب : السلام عليكم ، كيف حالك الان
ابتسم يوسف : الحمد لله
نظر الطبيب الي ملفه ليقول : انت بخير وتستطيع الانصراف الان ، اهتم بحركتك ، وانصحك بالراحة الفترة القادمة حتى لا تتأثر رجلك ، فكسر رجلك شديد
__ ان شاء الله
خرج الطبيب ليسال ياسين بهدوء : ماذا حدث ؟
نظر له يوسف وقال بمرح : لا شيء ، ان حوادث السيارات الان كثيرة
نظر له بتفحص : قص لي الحادثة
قال بارتباك : خلاص ياسين ، المهم اني بخير
قال بقوة : اذن هي مدبرة ، ليست قضاء وقدر
نظر له برجاء لينقل نظره الي انجي ليصمت ياسين على مضض قالت بدهشة : ما معنى هذا ؟
صمت يوسف ونظر الي ياسين الذي زفر بضيق
اكملت : رد يوسف ، هل الحادثة مدبرة فعلا ؟
اشاح ياسين بوجهه ليقول يوسف بحزم : خلاص انجي
لا اريد ان نتكلم بهذا الموضوع لا الان ولا فيما بعد


شعرت بالدهشة مما يحدث حولها ، لا تصدق ما تسمعه
حادث مدبر ليوسف ، لماذا ؟
ماذا فعل يوسف لينتقم منه احد ويفتعل له حادث قد يودي في معظم الاحوال بحياته
تنظر لهم بتعجب تريد ان تفهم لماذا ولكنها لا تستطيع ان تسال فنبرة يوسف الحازمة التي لم تعتدها من قبل اجبرتها على الصمت
وقف ياسين : سأذهب لأنهي اجراءات خروجك
وقفت بدورها : خذني معك
انصرفت برفقة زوجها تنحنحت ليسال ياسين بهدوء
__ ما الامر ؟
__ هل ما سمعته صحيح ؟
نظر لها بتساؤل : حادث يوسف مدبر
تنفس بقوة وعمق : اعتقد ، سأتابع الشرطة لأعلم هل بالفعل الحادث مدبر ام انه حادث عادي ؟
سالت بصوت يقطر دهشه : من الذي يحاول اذية يوسف انه شخصية مرحة ولطيفة ولا اتخيل ان له عداوة مع احد ؟
شعر بغضب فعلي من وصفها لآخوه باللطف والمرح ليتذكر انه السبب بأذية يوسف ، لا ينكر احساسه بالذنب اتجاه اخاه
فهو السبب الرئيسي لأذيته ، ولولا العداوة القائمة بينه وبين معتز لكان يوسف ينعم بحياة طبيعية ، كان تزوج ممن احبها واستقر معها ، لم يكن ليتزوج بهذه الطريقة دون علمهم
ردد عقله انت السبب ياسين لا تنكر ، تحمل نتيجة افعالك ولكني لم افعل شيء والي الان لا اعلم سبب العداوة التي بيني وبين معتز ، تذكر اول مرة قابل بها معتز بعد وفاة حنان ،كان ذاهب ليعزي السيد عبد العزيز وراه هناك
تقدم منه بهدوء وهو يربت على كتفه : البقاء لله معتز ،
اعلم ان مصابك غال ولكنه قضاء الله وقدره
رفع عينيه اليه لا ينكر دهشته من نظرة معتز التي تملئها الكره ليجز الاخر على اسنانه ويقفز واقفا ويلكم وجهه بعنف
شعر بصدمة عنيفة من اللكمة حاول استعادة توازنه ليلكمه معتز مرة اخرى شعر بالغضب يتصاعد براسه لتبدا مشاجرة عنيفة بينهما ، لم يستطع احد ان يفكهما عن بعض
ولكن ياسين تفوق عليه فبنية معتز الجسدية ضعيفة طوق ياسين عنق معتز بذراعه بقوة
ليقف ياسر بوجهه : اتركه ياسين هل جننتم ،ماذا تفعلون ؟
رماه بعيدا عنه ووضع يده على انفه الذي يسيل منه الدم بغزاره : لا اعلم ،اساله انه مجنون لكمني دون سبب
نظر معتز اليه بكره وهو يحاول ان يقف على قدميه ويمسك ذراعه بألم : ايها الخائن الحقير ، انت السبب بوفاتها فلولا خيانتك لي لكانت تحيا الان
هم بالرد عليه ليسكتهم صوت السيد عبد العزيز بحزم
__ اصمتا انتما الاثنان ، لا اريد سماع أي شيء ، لم تحترما وجودي ، ولم تحترما الظرف الذي نمر به
انصرفا من فضلكما وكفانا ما اتي من وراءكم
هزته برقه لينتفض من ذكرياته : ياسين ما بك ؟ انا اتكلم معك
هز راسه بضعف : لا شيء ، سرحت قليلا
انتظريني حتى انهي اجراءات خروج يوسف ونعود الي المنزل


********************
__ اهلا محمد ، لا سأعود بعد غد ان شاء الهه
كيف ذلك ، ولكن موعد السداد بعد عشرون يوما
لا طبعا انا اسدد القرض شهريا ولم أتأخر ولا مرة
غريب ، لا اعلم ، سأراجع الاوراق التي بحوزتي عندما اعود ، اسمعني جيدا ، اريد ان ترفع لي قضية اطالب بها بورثي من ابي اعلم اني تأخرت في هذا الامر ولكني احتاج الي ورثي الان ، شكرا محمد وانا سأذهب الي البنك لأرى ما يمكنني فعله
لف ليجدها واقفه امامه تبتسم فتح لها ذراعيه لتتسع ابتسامتها وتتقدم ناحيته شدها اليه قبل ان تقترب منه واحتضنها وقفت تنظر من الشرفة الي البحر بتموجاته الزرقاء ليسند راسه على كتفها
__ ها حبيبتي ، سعيدة بالرحلة
__ الحمد لله انها اسعد اوقات حياتي
__ تريدين الخروج ام نمضي سهرتنا هنا
__ لا انا اشعر بالتعب قليلا ، لنمضي سهرتنا هنا
سألها بلهفة : ما بك ؟
ابتسمت : لا شيء عمر ، معدتي تؤلمني قليلا من الواضح اني اصبت بالبرد
__ حسنا ، هيا بنا الي الداخل ، حتى لا تمرضي فعلا


*****************
وصلوا الي القصر ليسند ياسين يوسف ويدخل به
دلفوا جميعا لتنتفض السيدة نواره من رؤيتهم وتتقدم منهم سريعا : ماذا حدث ؟ ماذا اصابك حبيبي ؟
ابتسم يوسف : لا شيء امي ، أتدلل عليكم فقط لأعلم مدى حبك لي وهل انا ما زلت اخر العنقود ام اخذتي مني اللقب
نظرت له بعتب : انت الغالي حبيبي مهما فعلت
صاح ياسين : يا سلام ، لأنه مريض يأخذ لقبي ، كفاه انه اخر العنقود
وصل يوسف بمساعدة ياسين الي الاريكة ليجلس عليها
__ يا اخي انا مريض ، ترفق بي وتنازل عن لقبك حتى اشفى
رد ياسين بصدق : بل اتنازل لك عن عمري لو احببت يوسف
ابتسم يوسف بامتنان : اعلم اخي ، الله لا يحرمني منك
قطع جو المودة الرائع الذي يحيط بهم صوتها بنبرته الباردة
__ ماذا حدث لك يوسف ؟
التفت اليها ياسين : لا شيء ، تعرض الي حادث
لفت عيناها : حادث سيارة اليس كذلك ؟
هز راسه ياسين ايجابا لتكمل هي بكره ونظراتها مثبته على
انجي : اذن اخاك العزيز قرر التخلص منه ، لأنه تزوجك
وما الجديد انه مجرم ، وليس اول مرة يكون سببا بموت احدهم
صاح يوسف غاضبا: اصمتي نادين ، لا نريد تفاعلك اليوم
ولن تفرق معك اذا مت او عشت فانت لا تشعرين اساسا
جزت على اسنانها لترفع راسها بكبرياء وتغادرهم بصمت
نظر له ياسين وقال بقوة : لا تتكلم معها بتلك الطريقة ثانية
فهي تخفي مشاعرها وثورتها على زوجتك بسبب خوفها عليك ليس الا
رد يوسف بخجل : سأعتذر منها ،ولكن غضبت منها ياسين اليس لي احترام حتى لو تكره انجي او لا تحبها تتعامل معها جيدا لأجل خاطري
انحنى على اخاه وقال بصوت منخفض : انت تعلم جيدا ان معتز هو من وراء الحادث
خفض يوسف بصره ليكمل ياسين : اذن انت متأكد يوسف
هلا تقص لي ما حدث ؟
__ لا شيء ياسين المهم اني سالما ، ارجوك توقف عن التكلم في هذا الموضوع لا اريد ان تضطرب انجي ويذهب ابني الذي انتظره بفارغ الصبر نتيجة حماقة معتز
__ حسنا لأجلك فقط يوسف


**********************

دخلت الي جناحها الفارغ وهي تشعر بجرح كبير من كلام يوسف ، انا لأشعر كيف يتهمني بمثل هذا الاتهام الا يشعروا جميعا كيف احبهم ام عمت عيونهم عن حبي المتدفق ناحيتهم
تذكرت مقولة حنان لها ان لا احد يشغل راسه بها وبما تريده
فهي غير مرئية بالنسبة اليهم جميعا
شعرت بقلبها يتمزق وهي تتقدم ناحية المرآه وتنظر الي نفسها ، نعم كانت غير مرئية لهم جميعا حتى اخاها
رغم انها جميلة ولكن لم تكن بجمال حنان هذه الفتاه اليتيمة ابنة اخت السيد عبد العزيز ، توفى والديها بحريق اشتعل بمنزلهم لتنجو منه الطفلة التي كانت تقضي ليلتها عند جدتها وخالها الغير متزوج ، ليقيم الخال مقام الام والاب حتى عندما تزوج ، رحبت زوجته بها وعاملتها افضل من اولادها فلم يرزقها الله الا ولدا وحيدا وبعد سنوات كثيرة من عدم الانجاب فكانت حنان ابنتهم الكبرى الدلوعة ، التي تجاب لها طلباتها مهما كانت
حتى امها نوارة هانم كانت تحنو عليها بشكل مستفز لنادين ، وكانت تنصف حنان في كل الاحوال عليها ، وعندما تتذمر نادين تقول لها انها يتيمة نادين لا تنعم بحنان الاب وعطف الام مثلك
سخرت وهي تتذكر لم ارى بحياتي عطف الام لأنك امي كنت تتدخرينه لياسين الغالي وحنان اليتيمة
ثم لن تنسى ابدا صدمتها القاسية يوم اصرت حنان به ان تأخذ هدية والدها التي اهدها لها يوم نجاحها بالشهادة الاعدادية فأعطها لها ياسين غصبا عنها ، نعم اتى لنادين بهدية افضل منها واغلى لكنها كانت تريد هدية والدها
ومنها شعرت بتبرم من الجميع لماذا يفضلون تلك الغريبة عليها ؟ ما بها لتجذب الجميع اليها بهذا الشكل ؟
وعند وصولهم لآخر المرحلة الثانوية شعرت ان الثلاثي المقرب اليها يحوم حول حنان بشكل ملفت للنظر ياسين يجيب طلباتها ومعتز يتفنن في اسعادها ورفقتها اينما تريد واحمد يحب ان يتكلم معها ويمزح كعادته المفضلة لتسالها بحسن نية ما الامر بينها وبينهم لتجيب بغرور جميعهم معجبون بي ندى وهذا امر طبيعي هل تتخيلين ان احد منهم سيلتفت اليك ، لا تحلمي ندى بما لا طاقة لكي به لتهمس بفحيح : هل تتخيلي ندى ان احمد من تهيمين به حبا سيلتفت اليك ويتركني انا ، انه حلم جميل كفاك ان تحلمي به فهو يحبني انا ويريد ان يتزوجني
شعرت بالصدمة تسيطر عليها من وضوح مشاعرها لترد ببرود لا تعلم من اين اتى : من قال لكي اني افكر في احمد انه ابن عمي واخ لي كياسين بالضبط ، هل جننت انا واحمد تربينا معا ونشائنا كالأخوة ، ولكن اخبريني حنان من المفضل لك من بينهم
ردت الاخرى بتعالي : من يليق بي طبعا ياسين ، ولكني افضل رفقة معتز فهو مرح ليس ثقيلا كياسين ثم انه يلمح لي بمشاعره و احيانا يصرح ولكني ادعى عدم المعرفة ، لكن احمد لا افكر به اطلاقا
نظرت لها مصدومة : انا لا اصدق انك تفكرين بمثل هذه الطريقة ، من منهما تحبينه
ردت بلا مبالاة : لا احد ، لا هذا ولا ذاك ، بل ارى من الانسب ، والانسب لي ليليق على جمالي ونكون متفردين لا احد مثلنا هو ياسين ، هو الاغنى والاجمل و لكن معتز لا بأس به ، فاذا لم يقترب ياسين اكثر من ذلك فمعتز موجود ومنتظر اشارتي ، واذا تقدم الي ياسين بالطبع سأوافق
شعرت انها ستهوى مغشيا عليها من حقارة هذه الحنان التي لا يعلم عنها احد وكل ما فكرت به ان تنقذ اخاها من براثن تلك الوضيعة التي لا تعلم الحب بل تتلاعب بهم كما تريد وفعلا اخبرت ياسين ليصفعها بقوة على اتهامها لحنان بانها تلعب عليهم جميعا ولا تحب احدا منهم يومها عنفها بشده وقال ان هذا الكلام لا يخرج من فتاه متربية مثلها
وانها تشوه سمعتها من اجل الغيرة عليه لا اكثر
لتنقلب هي الاخرى لشخصية جديدة غلفت نفسها ببرود المشاعر وانعدام الاحاسيس لتخرج شخصية جديدة غير الشمس المشرقة كما كان يلقبها احمد
تنهدت وهي تتذكر احمد وكيف كانت تقضي برفقته احلى اوقاتها لتبتسم بحب عندما تذكرت خفقات قلبها له ولكن هي من دفنت تلك الخفقات عندما علمت من حنان انه يحبها ويريد الزواج منها ولكن ما قهرها حقا انه تقدم الي خطبتها بعدما وافقت حنان على معتز وتزوجا بسرعة عجيبة
تعجبت منها نادين رفضت طبعا عرضه للزواج بسبب انها لن تستطيع ازاحة حنان من طريقها وستظل عائقا امامها
لتصر امها على الخطبة وتستنجد بياسين الذي يرغمها على الموافقة ، كان ذلك بعد ان مضى ياسين في سفره الي الخارج لإكمال دراسته هو وياسر اربع سنوات كانت اكملت بها دراستها ، لم تقوى على الوقوف بوجه ياسين لتوافق على مضض ولكن ترفض فكرة السفر مع احمد الان
عقدت قرانها وهي تشعر بالحاجز النفسي بينها وبين زوجها يزيد فتؤجل الزواج سنة بعد اخرى لينهى ياسين دراسته
ويعود وينقلب كل شيء كما كان فالسيدة حنان عادت الي طبيعتها في التقرب الي ياسين وبالتبعية الي احمد اوقات تواجده بمصر لتشعر هي بالكره والنفور منهما كيف لا يلاحظان ما تفعله ، لتشعر هي بمشاعر معتز وغيرته كيف لا تشعر فهما الاثنان متساويان كلا منهما يدق قلبه الي حبيب مشغول باخر ، تذكرت الحديث الذي دار بينها وبين معتز
في احد الايام كان يسهران بإحدى النوادي الليلية وكان واضح عليه الغاضب من رقص زوجته مع ياسين
سالته بهدوء :ما بك معتز ؟ هل يوجد شيء يضايقك؟
__ أيعجبك ، ما يحدث ندى ، انها تستفزني بكل الطرق
__ انت السبب معتز غيرتك عمياء وتضيق عليها الخناق اكثر من اللازم ، اترك لها مساحة من الحرية
__ احبها ندى ، وهي تعلم ذلك جيدا وانت ايضا
نظرت له بطرف عينها : تحبها معتز ،هل من يحب يخون وكل ليلية من واحدة لأخرى ، لا تكذب على نفسك معتز فانت لم تحبها يوما كانت لك هدف بعيد المنال وحصلت عليه وكأي طفل مدلل عندما حصل على لعبته رمى بها من النافذة عندما اشبع رغبته
قال بسرعة وتهور : لا والله ، فانا حصلت عليها من قبل الزواج ولكني صممت على الزواج منها على الرغم من رفضها
اتسعت عيناها على اثر الصدمة : نعم ، ما الذي تقوله معتز؟
شعر بالإحراج ليفضفض معها ولما لا فهي صديقته المقربة
__ نعم انا وحنان كانت بيننا علاقة من قبل الزواج انت تعلمين انني احبها وهي تحبني فحدث بيننا خطا صغير ولكن الان انها زوجتي وهذا الخطأ كانه لم يكن
ابتسمت وهي تعلم الان لماذا غيرت حنان هانم مخططها من ياسين وحولته الي معتز ، اذن الخطأ البسيط الذي يتكلم عنه معتز وضعها بمأزق ولكن زواجها من معتز انهى هذا المأزق ، ليعود ياسين ويعود مخططها للزواج من ياسين
ومع خيانة معتز المتكررة لها عندها سبب وجيه للطلاق منه والزواج من اخيها العزيز الذي من المؤكد ينتظر اشارتها فهو منذ عودته يأتي ويذهب معها كيفما تريد هي
شعرت بالقلق على اخيها وعلى معتز ايضا لتمتم بهدوء
__ معتز اسمعني جيدا ، لا تدع ياسين يقترب منها اكثر من ذلك ، اذا كنت تريد زوجتك تظل معك ابعدها عن ياسين
وابعد ياسين عنكما هذه الايام ، ولا تجعله يقترب منها ابدا
وحاول ان تخلص لها هذه الفترة حتى لا تنتهزها فرصة هي الاخرى لتذهب الي احد اخر
حسن النية هو ما سيطر عليها لتخبره بهذا الكلام الغبي
الذي فهمه معتز بشكل اخر ليشك بزوجته وانها تخونه كما يخونها لتحدث المشاجرة بينهما وتتوفى حنان على اثرها
لن تنسى ابدا يوم ان اقتحم معتز العزاء وهو يمسك ذراعه بألم ويصيح بها اخبري السيد عبد العزيز بما قلتيه لي
اليس اخاك المحترم هو من تسبب بما نحن فيه اليس هو من ضحك على زوجتي وخانني معها نظرت له بصدمة لتغادر العزاء راكضه دون سماع البقية ، وهي لا تتخيل انه يتهم ياسين بهذا الاتهام البشع ، ولكن ماذا تفعل فخياله المريض صور له اشياء لم تحدث اطلاقا
ويومها قررت ان تحول زواجها الصوري الي زواج فعلي ستبتعد عن كل شيء وتذهب الي اخر الدنيا مع حبيبها الذي يحب امرأة اخرى غيرها ولكنها تحبه ، ماذا ستفعلين نادين ، لنستخدم رداء البرود فهو ممتاز في مثل هذه المواقف

انتبهت عليه واقف خلفها ويقول بصدمة : انت تبكين ، لماذا حبيبتي ، حدث شيء وانا بالخارج ام تبكين بسبب حادث يوسف
مسحت دموعها المنهمرة غصبا من ذكرياتها المريرة
لتقول ببرود : انا متعبة واريد النوم ، من فضلك اتركني انام
زفر بضيق منها ليخرج ويغلق الباب خلفه لتنهمر دموعها مرة اخرى بصمت

**********************
دخل الي بيته وهو يشعر براحة عجيبة تتملكه كعادته عندما يدخل الي البيت ولما لا فالبيت به كل شيء يتمناه بل هو محسود على ما يمتلكه زوجة جميلة يحبها وابنة رائعة الجمال كأمها والصفات كعمتها الغالية علياء
نعم هي تشبه علياء بتصرفاتها طيبتها ومرحها والشقاوة التي تطل من عينيها تذكره بها ، ابتسم وهو يتذكر اخته الحبيبة
ويتمنى لها السعادة ، ادار بعينيه في البيت ليتعجب من سكونه تحرك ليبحث عن زوجته وابنته بهدوء
فتح غرفة جنى ليجدها نائمة ابتسم واقترب منها مقبلا جبينها ودثرها جيدا بالغطاء
ليتوجه الي غرفة نومه اقترب ليسمع صوت ضحكاتها
ليتعجب نظر الي ساعته ليجدها الحادية عشر تساءل مع من تتكلم الان ارهف سمعه ولا يعلم لماذا ليسمعها تقول بسعادة
__ لا تتخيلي منظره وهو غاضب وعيناه محمرتان وهذه المفعوصه تصرخ طلقني ، لا اريد ان اتزوجك
بردت ناري بغبائها ، وعلى الرغم اني كنت اخطط لتحدث مشاجرة فعلية بينهما الا ان غبائها تحكم بها ووفر علي الكثير
صمتت لتكمل : لا خلاص هذه الصفحة طويتها من حياتي
فكرامتي ردت الي بعد ما بعثرت كرامته عليا الغالية

شعر بصدمة عمره وهو يستمع الي كلامها لم يكن يتخيل انها تنظر الي صديقه وزوج اخته ، لم يكن يريد تصديق ما يسمعه واراد ان يتخيل انها تحكي عن شيئا اخر غير هذا ولكن تصريحها باسم اخته محى كل التخيلات ليتركه اما حقيقة عارية بشعة التكوين والخلقة ، فتح الباب بعنف
لتبتسم له كعادتها اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه متعجبة من مظهره ، ليقترب منها بهدوء قاتل ويجلس على الفراش
__ مع من كنت تتكلمين ؟
ابتسمت وقامت لتاتي له بملابسه كالعادة : انها سماح حبيبي
نطق بقوة : ولماذا تحكين لها عن مشكلة علياء مع زوجها
وقعت الملابس من يدها لتقول بارتباك : لا لم احكي لها عن شئ
قفز واقفا امامها ليهوي بيده صافعا اياها : لا تكذبين
شهقت من صدمة وقوة صفعته ليمسكها من شعرها بعنف ويقول بحرقة : ماذا فعلت لك لتستغفليني ، انا اية ، انا علي احببتك كما لا يحب رجلا امراه لتخونيني بهذه الطريقة
تستغفليني ، قلبك مع صديقي واخي الذي لم تلده امي
زوج اختي الغالية ، لهذا كنت رافضة لزواجهما ، وعندما لم تستطيعي اقناعي تحولت الي علياء لتملئي اذنيها على عمر
انهال عليها بالصفعات : انت السبب بالمشكلة بينهما اذن
صرخت بقوة وركضت منه وقالت بألم : لم اخنك علي صدقني ، والله لم اخنك ، انا كنت اريد الانتقام من عمر لا اكثر
نظر لها وقال بقهر : لماذا ؟ ماذا فعل لكي عمر ؟
نظرت اليه وصمتت ليضحك ساخرا : لأنه لم يركع الي حسنك الفتان وجمالك الطاغي اليس كذلك ؟
لم يكن غبيا كصديقه ، بل عزيز النفس وواسع الادراك اختار من تصونه وتحفظه ليس من تشعر بالإهانة لان رجلا لم يعيرها اهتمامه
نطق بقوة وثبات : انت طالق يا هانم ، لا اريد ان اراك وانسي ان لك ابنة
خرج سريعا من الغرفة بل من الشقة كلها لتهوي هي ساقطة بالأرض وتبكي بندم وحرقة على ما خسرته

*******************

جالسة بين ذراعيه وسط فراشهم وهو يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية البنية قبل عنقها بلطف لتنكمش
__ نور ، لا تنكمشي هكذا تشعريني باني اوذيك بمشاعري
خجلت واحمرت اذناها ليضحك هو ويشدها من اذنها بلطف
__ لا تخجلي تكلمي معي اخبريني عن مشاعرك
ترددت لتهمس له : واذا كنت لا اعلم ماذا ينتابني ، لا اعلم لماذا ارتجف من قربك ولماذا اشعر بالبرودة في اطرافي عندما تتجرا اكثر وتقرب مني لفت اليه وقالت بعينين صادقه وشفافة : لا اعلم ياسين
ابتسم : انت خجولة لا اكثر والانتظار هكذا لن يفدنا بشيء نريد ان نقترب مرة فمرة حتى يذهب الخجل ويظل الحب فقط ، لن ازيد هذه المرة عن المرة الماضية ولكن تحمليني قليلا ، فانا ساجن هكذا انت قربي ولا استطيع الاقتراب منك ، ارحمي حالي قليلا
ابتسمت لتخفض نظرها بخجل ليعتبره هو استجابة لطلبه فيقترب منها ببطيء وهدوء وهو يدعو الله ان لا تبكي هذه المرة

**********************
احتضنها مهدئا : خلاص نور ، كفي عن البكاء لقد توقفت
اعلم اني حمار ولم افي بوعدي لك ولكني لم استطع ان اكبح نفسي عنك ، اسف حبيبتي والله ولكنه غصبا عني
اكمل مازحا : توقفي فانا سببت نفسي لأجلك ، أتريدين سماعها ثانية انا حمار لأني لم
ابتسمت من بين دموعها ووضعت اصابعها الرقيقة على شفتيه مقاطعه لمقولته فقبلها بلطف لتبتعد عنه ليمسكها بحزم وقوة
__ لا تبتعدي ، لن افعل شيء اخر ، اريد ان انام لأني سأذهب الي الشركة غدا ، ولن اسمح لك بالابتعاد عني
هيا ، لننام كما اعتدنا وانسي ما حدث
هزت راسها ايجابا ليحتضنها بين ذراعيه ويضع راسه بجانب راسها ويقبلها برقة بالغة ويهمس
__ لن اتعجل نور فانت لي مهما طال الامر
ابتسمت بتعجب لمقولته لتغفى عيناها هي الاخرى ويذهبان
في النوم




ابتسمت وهي تفتح عيناها على وجهه القريب لتشعر بالحب يمتلكها قبلها بنهم كعادته مؤخرا لتصبح قبلاته اكثر تطلبا
ويصبح هو اكثر عنفا وقوة ، حاولت التخلص منه لكنها لم تستطيع ، دفعته عنها اكثر من مرة ولكنه لم يستجب
غصبها ليقول بأنفاس ساخرة : انت لي دائما وابدا ولن يتمتع بك احدا اخر ، فانا احصل على ما اريده تذكريها دائما
بكت بنشيج حاد ورعب وصرخت صرخة مدوية عندما رفع راسه لينظر الي عينيها لتكتشف انه ليس ياسين


شعر بضربات خفيفة على صدره لتزداد الضربات قوة ليتمتم اهدئي نور لم اقترب منك انا نائم حبيبتي
لينتفض مذعورا من نومه على بكائها الحاد ونشيجها المميت
لينظر اليها تأكد انها تحلم عندما راها تضرب الهواء بذراعيها لتصرخ بقوة ، فلم يكن امامه الا ان لطمها على خدها بقوة خفيفة استيقظت على اثرها على الفور
قالت برعب وخرجت منها الكلمات مبعثرة : من هذا ؟ من ؟
لم يكن انت ؟ انه شخص اخر
بكت بقوة : لا اعرفه انه مقيت لقد حاول ، احميني ياسين منه
اتسعت عينيه رعبا لتتأكد له ظنونه اذن لقد تعرضت للاعتداء بالفعل وهذا ما يرعبها ، اقشعر بدنه لما تخيله
ومسكها بقوة : من هذا نور اخبريني ؟ من هو ؟
من الذي اذاك وانا اقسم ان اقتله
__ لا اعرفه انه بالحلم ، لا اعرفه ، ابعده عني ياسين
احتضنها برقة مطمئنا وهو يشعر بالغل والقهر يزداد بنفسه
اه يا نوري هل تعرضت لمثل هذه البشاعة ؟ لا اعلم ماذا افعل معك ؟ ولكن من الواضح اننا سنحتاج لوقت اطول حتى تتخطي هذه الازمة
غفت بين ذراعيه مرة اخرى ليضعها برفق على الفراش
وهو يشعر انه كالأسد المحبوس لا يستطيع ان يفعل شيء الا اللف والدوران في قفصه
من الواضح انها لا تتذكر ما حدث لها ولا من الشخص المسئول عن ذلك ، سأستشير مريم فهي ستستطيع ان تخبرني بما علي فعله

******************

ابتسم عند وصوله الي الفيلا فهما اليوم عادا من شهر عسلهما القصير المختصر الي ست ايام دلفا الي الداخل
ليرن هاتفه نظر له ليجيب بهدوء : اهلا محمد ، كيف حالك ؟
نعم انا وصلت الان ، صرخ بحده : نعم
كيف حدث ذلك ؟ ان مهلة السداد ثلاثة اشهر ، وانا لم أتأخر عن السداد ولا مرة
اتسعت عيناه تعجبا : جاء لك من يومان امر بمثولي امام النائب العام لماذا ؟
محمد هل تفهم ما تقوله انت من يومان فقط ابلغتني بإخطار البنك كيف صدر حكم برفضي للسداد ومثولي امام النائب العام ، الي اين اذهب انا وصلت للتو
انتظر قليلا الباب يرن ، لا افتح كيف محمد بالله عليك
اتجه الي الباب ليجد فرقة من البوليس امامه ليزفر بضيق
نعم انهم هنا محمد ، لا تقلق سأتصل بك غدا فانا سأخرج بالغد فأوراقي سليمة وانا اعلم من وراء ذلك
نظر الي الضابط ليقول بمرح قبل ان يتكلم الاخير
__ نعم انا عمر محمد عبد الله المصري
واعلم ان مطلوب القبض علي ، تفضل سأذهب معك
التفت الي علياء المصدومة من تصرفه
__ لا تتصلي بأحد سآتي غدا ، ولا تقلقي علي ، سأعود



لا تبخلوا علي بارائكم وردوكم وتوقعاتكم
وموعدنا القادم ان شاء الله يوم الاربعاء
وباذن الله تبقى فيه مفاجاة
بس موعدكوش على حسب ظروفي
القاكم على خير

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
قديم 29-07-11, 02:04 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صباح الخير يا صبايا
اسفه جدا على التاخير
بس ادوية البرد مدروخاني طول النهار
ويدوبك حالا قدرت ارفع راسي شوية وانا حاسه انها متزنه
اتمنى ان البارت يعجبكم
وينسيكم تاخيري عليكم
اترككم مع البارت
اتفضلوا



الفصل الثامن والعشرون


نظرت اليه وهو يرتدي ملابسه وعقدت عزمها ان تتكلم معه
تنحنحت : ياسين
التفت اليها مبتسما : نعم حبيبتي
__ اريد ان اذهب الي عملي فلا ارى فائدة من جلوسي بالبيت الان ، ثم انك اكيد ستحتاجني بغياب يوسف
عقد حاجبيه : لا نور ، اكملي اجازتك ، ثم أرأيت من قبل عروس تذهب الي العمل قبل انتهاء شهر من زواجها
نظرت اليه وعيناها تقول ولماذا انت ذاهب قبل ان يمضي اسبوعان على زواجنا ليبتسم لها ويكمل :والله نور لولا حادث يوسف لكنت اخذت ثلاثون يوما كاملة لشهر عسلنا و لكنها ظروف خارجة عن ارادتنا
بوزت ليقرص خدها بلطف : لا تغضبي اتمي الاسبوعان ثم تعالي الي العمل كما تريدي
__ ماذا افعل وانت غير موجود ؟
__ اجلسي مع امي او نادين او انجي او اخرجي للتسوق
اخرج لها بطاقته المصرفية : خذي اذا اردت الذهاب للتسوق
__ لا معي البطاقة التي اعطيتني اياها من قبل
__ جيد ، لن أتأخر لا تقلقي سآتي على الغداء
__ تعود سالما ، من الممكن ان اذهب الي علياء ونخرج سويا
__ افعلي ما يحلو لك حبيبتي
انحنى ليحتضنها ويقبل وجنتها : سأذهب
اتبعته :سأنزل معك لأصبح على امي واتناول معها الفطور
لف لها وعيناه تشع منها السعادة : امي
__ نعم ، فهي تحبذ ان نجتمع كلنا على مائدة الطعام
نظر لها بتعجب : من اين علمتي بهذا الامر ؟
ابتسمت باتساع : جدتي كانت تحبذ هذا الامر ايضا انه نوع من الاطمئنان علينا وكانت تغضب مني او من عمر اذا تخلفنا عن احد مواعيد الطعام
وصلا الي الاسفل ليجدوا العائلة كلها مجتمعة بما فيهم يوسف ابتسمت نوارة هانم ليقول : صباح الخير
__ صباح النور حبيبي ، تعالي نور اجلسا لتناول الطعام
__ كيف حالكم جميعا وانت بالأخص يا هادم سعادتي
ضحك يوسف : انا بخير يا اخي العزيز ، واسف لهدم سعادتك
تعجب الام : ماذا فعل ياسين ؟
__ لا شيء امي ، ولكني سأضطر للذهاب الي الشركة بدلا من الاستاذ الذي كنت اعتمد على انه سيسد مكاني اثناء اجازتي
انقلب وجهها : تذهب الي الشركة ، لا طبعا لن تذهب
نظر لها ياسين بتعجب : لماذا امي ؟ ان العمل سيحتاج وجودي
احتدت : لن تذهب الي عملك قبل ان تتم اسبوعان على الاقل من زواجك
__ ولكن امي
اشارت بيدها بحزم : انتهينا ياسين ، ولو على الشركة اتصل بعمك عبد العزيز ليباشر امور العمل هو يعلم عن الشركة اكثر منك ومن اخاك
خذ زوجتك وسافروا الي أي مكان ، انا اجلت الحفل الي ان يفك يوسف رجله على الاقل
__ ولكن امي الحفل كان لأجل نادين
رفعت عيناها لتنظر الي امها وقالت ساخرة : لماذا هل انا المتزوجة حديثا؟ ثم انا لا اريد أي شيء
قالت الام بهدوء : احمد مد اجازته اسبوعان اخران
صاحت نادين : نعم
التفت الي زوجها : لماذا لم تخبرني ؟
قال ببرود متعمد : حاولت البارحة ولكنك كنت متعبة وتريدين النوم
نظر لها نظره مستفزة ليحمر وجهها غضبا وتصيح بغضب
__ ولكني اريد العودة الي منزلي والاولاد لديهم ارتباطات هناك
قال بقوة : اخفضي صوتك ، واذا كان على الاولاد وممارسة الرياضة يوجد اكثر من نادي جيد بمصر سأشترك لهم به
قالت بغضب اعمى : الا تفهم اريد العودة ؟
نظر لها نظرة غاضبة قوية : لن نعود نادين لا الان ولا بعد ذلك ، سأنتقل الي هنا ، ارتاحي فقد مللت من التنقل وسنجلس هنا واذا لم يعجبك كلامي اضربي راسك بالحائط انه كثير بالقصر
وقف وغادرهم ليقول ياسين بقوة : هل جننت نادين ؟ تتكلمين مع زوجك بهذه الطريقة الوقحة ، لم تحترمي وجودي ولا وجود امي ، ماذا حدث لكي لتصبحي هكذا ؟
نظرت له وهي تنفجر فأعصابها لم تعد تحتمل وبكاء وحزن الليلة الماضية سيطرا عليها : اسال نفسك يا اخي العزيز ، ماذا حدث لتلك المرحة التي فضلتم عليها الغريبة بكل شيء حتى مشاعركم وحبكم عطوته لها
اسال نفسك لماذا صفعتني لأجلها ، هل كان قلبك من يملي عليك اوامره ام عقلك ؟
تنبهت نور للحديث وعملت حواسها لتسمع الجزء القادم من الحديث فهي تأكدت ان نادين تتكلم عن حبيبته القديمة
__ لم اصفعك لأجلها ندى ، بل لأجل انكي تطاولت علي وانت تعلمي ذلك جيدا ، بل لم اشك بكلامك للحظة
فانا كنت متأكد منه ، واعلم انها لم تكن بطبيعية
ثم لم يملئ قلبي احدا غيرك ندى ، ولكنك لم تشعري بذلك كانت غيرتك تحركك دون اسباب ، حتى زوجك لم تشعري بحبه لك اطلاقا رغم انه يهيم بك حبا من الصغر
دمعت عيناها : لا تكذب ياسين ، انا اعلم جيدا لماذا تزوجني
ابتسم ساخرا : لا ندى لا تعلمين شيء ، بل عقلك صور لكي اشياء وهي بثت اليك اشياء صدقتيها دون التفكير او السؤال
نظرت اليه غير مصدقة ليبتسم هازئا : ولن تصدقي فالشك يجري بعروقك ومهما حدث ومهما اقول لن يتغير بك شيء
زفرت بضيق وصعدت بغضب للأعلى
هز راسه بخيبة امل و وقف بهدوء : سأذهب
قاطعته امه : لا ياسين لن تذهب اجلس اليوم معنا وسافر في الغد
__ لقد الغيت السفر امي ، ولن استطيع ان اجلس وانا قلق على ما يحدث بالشركة
قالت بلهجة امرة : ياسين ، اسمع الكلام
ادار عينيه بغضب من اوامر امه العلنية ليقع نظره على وجه نور المبتسم وعيناها اللتان ترقصان سعادة
ليبتسم ويتنهد وهو مثبت عيناه عليها : حاضر امي ،سأذهب لأجري بعض المكالمات الهاتفية لأنظم سير العمل واتي لأجلس معكم
ابتسمت وعيناها تتبعانه وهو ينصرف لتفيق على صوت يوسف وهو يقول بمرح : اذهبي وراءه ، ولا تخجلي
احمر وجهها بشده لينفجر يوسف وانجي بالضحك
لتبتسم امه وهي تضربه بخفة على يده المجبسة : اتركها بحالها
تأوه بمرح : امي ذراعي تؤلمني
قالت مؤنبه : جيد ، حتى لا تضايق زوجة اخاك مرة اخرى
ابتسمت وهي تقف : امي أتريدين شرب القهوة ، سأصنع بعضا منها ؟
__ لا لن تصنعي شيئا ، اطلبي من احد الخدم بالقصر
نطقت سريعا : لا انا افضل ان اصنعها بنفسي
قالت بحنان : لا حبيبتي شكرا لك
همت بالانصراف ليقول يوسف بخبث : ياسين يفضل شرب القهوة صباحا ، انها حجة جيدة لتذهبي اليه
ازداد احمرار وجهها لتنصرف مسرعة من امامه لتقول انجي بهدوء : يوسف لا تزعجها ، انها خجولة جدا
ابتسم بمرح : اعلم ، ولكني اريدها ان تصرح بمشاعرها قليلا
ردت الام بقوة : لا تزعجها حتى لا ينزعج اخاك ، فانت الاعلم به
__ حاضر امي


انصرفت الي المطبخ بسرعة وهي تشعر بالخجل يسيطر عليها ، فهي بالفعل كانت تبحث عن حجة لتذهب اليه
ويوسف احرجها بانه كشف نواياها بهذه الطريقة
دخلت ليندهش العاملين بالمطبخ من وجودها تكلمت مع احدهم بانها تريد صنع القهوة ليدلها على الاشياء
اقتربت منها سيدة قدرت عمرها بانا في منتصف الخمسينيات
وقالت باحترام ولباقة : اجلسي بنيتي وانا سأصنعها
ابتسمت : شكرا لك ، انا سأصنعها بنفسي
انسحبت السيدة بهدوء لتصنع نور القهوة لها ولياسين وهمت بان تحمل الصينية لتعترض السيدة بقوة : لا لن يحدث
اشارت الي احدهم : احملها واذهب مع الهانم الي الخارج
هزت نور راسها لتتجه ومعها العامل الصغير الي مكتب ياسين
طرقت الباب بهدوء ليتعجب من الطرقات قال بهدوء: ادخل
اطلت براسها من الباب وابتسمت : اتيت لك بالقهوة
ابتسم بسعادة : كأنك تقرئين افكاري ، فانا احتاجها بشدة
تقدمت الي الداخل ليتبعها العامل اشار له ياسين
__ ضعها هنا وانصرف
تابع انصراف الخادم بعينيه واغلاقه للباب خلفه ليقترب منها بهدوء ويحتضنها بين ذراعيه
ابتسمت له ليسالها بهمس : لماذا كانت عيناك تشع منها السعادة منذ قليل ؟
اتسعت ابتسامتها : لأني سعيدة ان امي اجبرتك على الجلوس معنا اليوم ، ضحكت بخفة ولأني علمت من اين اتيت بالحزم والشدة اللذان تتمتع بهما
ضحك : اذن انت فرحة ان امي اجبرتني على عدم الذهاب اليوم
هزت براسها ايجابا ليهمس : وانا ايضا سعيد بجلوسي معك
نظر اليها وهو يشعر بالشوق يملأه ليتنهد فهو لن يخاطر
بالاقتراب منها ثانية وتعريضها لمثل هذا الرعب الذي عاشته من قبل
تنحنح وقال وهو يجلسها بين ذراعيه على الاريكة
__ نور بماذا حلمت البارحة ؟
تنهدت وقالت بحزن : لا اعلم انه حلم مزعج جدا يراودني من فترة لأخرى ولا اعلم ما هو ولا لماذا اراه بنومي
اغمض عينيه الما ليسالها برقة : نور هل تعرضت لحادثة ما؟
عقدت حاجبيها من السؤال ولم تفهمه : لا اطلاقا ، فعمر كان يخاف على كثيرا وكان يتفنن في حمايتي
عقد حاجبيه مفكرا بما تقوله لتكمل هي : كان جدي رحمة الله عليه يمنعني من الذهاب الي أي مكان ليقتصد عمر من وقته ليأخذني معه الي كل مكان يذهب اليه
حتى ونحن بالجامعة كان يأخذني الي الجامعة و يعود ليرجع بي الي المنزل
وعندما انهيت دراستي وبدأت ابحث عن عمل اعترضت على حمايته المفرطة لي فأهداني السيارة وكان يطمئن علي كل ساعة عندما اخرج
قالت جملتها وهي تبتسم بسعادة وحبها لأخيها يقطر من عينيها ليبتسم ويقول مازحا : هنيئا لسي عمر على هذا الحب الذي يشع من عيناك
ابتسمت له لتقول بدلال : ياسين انت تغار من عمر ، انه اخي
قال بنقمة مصطنعة : نعم ، لماذا تحتضنيه وتقبليه بهذه الطريقة وانا واقف مثلي مثل الحائط ، زوجته نفسها لم تفعل ما فعلتيه
اتسعت عيناها بدهشه : انت تمزح اليس كذلك ؟
قال بقوة : لا ، لا امزح
نطقت بتعجب : انه اخي ، طبيعي ان اقبله واحتضنه
رد بهدوء : وانا زوجك ومن الطبيعي ان تحتضنيني وتقبليني اكثر من اخاك
قالت بدلال ورقة : وانا لا افعل
__نعم لا تفعلي ، اريد ان ارى الان
ابتسمت و ادارت الموضوع لشيء اخر : لم تخبرني الي الان لماذا قبضوا عليه ؟
قال بهدوء : كان سوء تفاهم بسيط ، لا اكثر ولا اقل
نظرت له بحيرة : لا افهم كيف يقبضون على شخص لمجرد سوء تفاهم
__ لا تشغلي راسك ، ما رايك ان نسافر كما اقترحت امي ؟
__ الي اين ؟
__ الي مارينا ، الجونة ، أي مكان
__ لم اذهب الي الجونة من قبل ، ولا الي مارينا عمر لا يذهب الي الاسكندرية اطلاقا ورفض اكثر من مرة الذهاب الي هناك ، على الرغم من الحاحي بزيارة عمي وعمتي
ولكن عمي على غير وفاق مع عمر ولا اعلم السبب
فكر اذن هي لا تعلم ان عدم الوفاق تحول الي عداوة مقيته تجعل هذا العم الغبي يريد اذية ابن اخاه وبما ان اخاها لم يخبرها فهو لن يفعل ولن يذهب بها الي هناك
__ اذن نذهب الي الجونة ستعجبك ،انها هادئة وجميلة وراقية
صفقت بيديها كالأطفال وهي تبتسم : حسنا ، انا موافقه
أبتسم بسعادة لها ، لتحمر وجنتيها مما فعلته بتلقائية
ليشدها من خدها بلطف : لا تخجلي نور ، تصرفي كما يحلو لك ، هيا اجهزي لنخرج ونتسوق قليلا
__ نتسوق ، ان ملابسي جديده لم ارتدي معظمها ولا انت
دولابك متخم بالملابس
__ ان جميعها ذوق نهى او ذوقي ، وانا اريد ارتداء ملابس انتقيتها انت لي ، ثم اريد شراء مايوه لي واراهن انك لم تشتري مايوه
نطقت بتعجب : مايوه ، لا لم اشتري مايوه
هل ستسمح لي بارتداء مايوه والنزول به الي البحر امام الناس
قهقه ضاحكا :لا طبعا ولا في الاحلام هذا يحدث ولكن لابد من شرائك للمايوه
__لماذا ؟
__ لأراه انا ، الا يحق لي ؟
احمرت : تهذب قليلا ياسين
ابتسم : هيا اذهبي وارتدي ملابسك
__ حاضر
تبعها بعينيه وهي تنصرف من المكتب ليتنهد بحب كبير يملأه لها ،والسعادة من توصله انها لم تتعرض للاعتداء ،فكر لماذا اذن تنفجر بالبكاء هكذا ،ولماذا ايضا تشاهد هذا الحلم المزعج كما وصفته ، لا يستطيع استيعاب الموقف ولكنه طمئن قلبه انها خجول لا اكثر ، فهي تشعر بالخجل من تصرفاتها العفوية ،وطبيعي انها تخجل بأول زواجهم ، سيحاول مرة اخرى ليفهم ما يحدث معها


************************

دلف الي الفيلا عند الظهر وبحث بعينيه عليها
لينادي بصوت مرتفع : عليا ، انا اتيت
ظهرت له من الاعلى ونزلت السلم بسرعة لتحتضنه بحب كبير وشوق جارف : حمدا لله على سلامتك
ظهرت من خلفها بسنت وهي تبتسم : جاء عمر واستطيع انا الانصراف ، فانا منذ ساعتين وانا مرتدية ملابسي ولم تسمح لي زوجتك بالمغادرة ،ولم اذهب الي عملي بسببها
نطقت علياء سريعا : كنت اعلم جيدا انه سياتي من سفره باكرا ولم استطيع الانتظار لوحدي
__ حمدا لله على سلامتك عمر ، استأذن انا ولا تقول لي اجلسي ، محمد سيطلقني بسببك فانا تركته الليلة الماضية من اجلك
ابتسمت علياء ليقول عمر : ابلغيه سلامي ومتأسفين على ازعاجكم معنا
__ لا تتأسف عمر ، انا امزح معها
__ اعلم بسنت
__سلام
هزت يدها مودعه لهما واتبعتها علياء الي باب الفيلا لتعود اليه وجدته صعد الي الاعلى دخلت الي جناحهم : عمر ، ماذا يحدث ؟ ارجوك اخبرني
تنهد : لا شيء علياء ، يوجد لي منافس يتربص بي لا اكثر
ويحاول ان يضايقني ، لا تشغلي راسك انا بخير وهذه اخر مرة ان شاء الله
جيد انك اخبرت بسنت اني مسافر وجيد ايضا انك طلبتي منها المكوث معك الليلة الماضية كنت ساجن من القلق عليك
__ لا تقلق حبيبي، ساعد لك الفطور
__ لا ، وقتي ضيق ، سأستحم وابدل ملابسي لأخرج الي موقع البناء لابد ان اذهب اليوم
ابتسمت : سأحضر لك ملابسك
امسك يدها وقبلها برقة : ربي لا يحمني منك

***********************

يبتسم بسعادة وهو جالس بمكتبه الوثير
يعلم انه خرج اليوم ولكن المرة القادمة لن يخرج ابدا فالمرة القادمة ستكون بالقبر ، حدث نفسه والغل يتصاعد بنفسه
من انت عمر حتى تقف بوجهي وتمنع عني ابنتي
محمد نفسه لم يستطيع الوقوف امامي لقد اخذت منه كل شيء
حتى نور ، اما عن نور ابنتي انا سأعلمها بالأمر مهما حدث
ومهما فعلت عمر ، وسنرى من منا سيفوز
نظر الي صورتها التي تزين مكتبه ومرر انامله عليها
هل اخبرتها نور بانها ابنتي انا ، لا تنتمي الي هذا الشخص الحقير ابن المربية
تصاعد الغل بنفسه وتزايد القهر من هذه المربية ،مربيته التي تزوجها اباه ، كان يحبها جدا ولكنها اهملته عندما اتي محمد
عض شفته قهرا والذكريات تندفع الي راسه بعنف
فوالدته توفيت وهي تلده ليتربى وينشا في كنف هذه المربية الجميلة يعلم جيدا ان اباه تزوجها لأجله
وعندما رزقا بصفيه ازدادت سعادته فها هو لديه اخت رقيقة يلعب معها لينقلب كل شيء بولادة محمد فهذا الصغير اخذ مكانه بكل شيء
فكم كان يسمعها تغني اليه ليلا لينام ويغفى ، كم راها وهي تحتضنه بحنان زائد وهي نائمة
وكم من المرات صرخ به اباه من اجل الصغير
وكم من المرات اوصاه به اباه اهتم بأخيك ، حافظ على اخيك
لم يوصه على صفيه بقدر ما اوصاه على محمد
كان يشعر بالنفور من هذا الغير شقيق وكان يدبر له بعض من المقالب بالمدرسة فهو كان كبيرا وهذا المحمد بسنواته الاولى ، كان يستمتع اذا وقع بأحد مقالبه ويضحك بشده عندما يعنفه احد الأساتذة
وعندما كبر محمد واشتد عوده اصبح قويا ويتمتع بشخصيه مميزة ، وكأن السنوات تصقله قوة وصلابه
وبعد موت مربيته الحبيبة قرر ان يسافر الي انجلترا ليدرس ويلهو ليعود ويجد محمد مستولي على كل شيء ، الشركة والمصنع وحنان اباه وحب اخته ، والاهم هذه الحسناء المتحررة ، سحرته ودغدغت شهوته من اول مرة رآها بها
ليفكر بخبث ان اخاه لا يجب ان يتمتع بحب هذه الحسناء الجميلة ، قرر اولا ان يشعره بالغيرة فيهمل عمله لتكون له فرصه سانحة لإعادة كل شيء له
ولكنه وقع في بئر حبها لينغمس به ويريد الحصول عليها ،حتى بعد ان حصل عليها بطرقه الملتوية
كاد ان يجن عندما تجنبته وانقلبت الي شخصيه اخرى غير حبيبة قلبه ليقرر ان يترك له كل شيء
ولكن بعد موت اباه عاد ليقلب الطاولة على اخيه ويأخذ كل شيء منه حتى نور ولكنه لم يستطيع ان يأخذ ابنته التي يعيش الان على امل ان تعود اليه
لن ينسى ابدا يوم ان اتى محمد ثائرا الي القصر وهو يسبه ويلعنه و لكمه بعنف ليتدفق الدم من فمه
استعاد توازنه ليساله : هل جننت ؟ ماذا تفعل ؟
صاح بغضب وهو يقترب منه ويخنقه بيديه : سأقتلك حافظ ، لم اتخيل ابدا انك وضيع لهذه الدرجة ، تعتدي على زوجتي
لماذا ، ماذا فعلت لك ؟ هل تفهم اني لم اعلم بكرهك لي ولكني كنت احافظ على وصية ابي بان نظل اخوة
ولكن تصرفاتك الوضيعة لم تتوقف ولكن ان تصل الي هذا الحد ، لن اراعي أي شيء
شعر بان روحه ستزهق ليصرخ بصوت محشرج : لم افعل شيء ، زوجتك خانتك معي ، الا تفهم الم تخبرك ان نور ابنتي ؟
رأى الذهول على وجه اخاه لتنفك يديه من على عنقه وهو يردد : ابنتك ، لا صفعه بقوة انها ابنتي ايها الحقير
اكمل بخبث ساخر : الا تمتلك عينان محمد انها تشبهني
لون شعرها طابع الحسن واللون العسلي بعينيها
هذه الصفات انا ورثتهم من امي
ترنح اخاه امام عينيه وكاد ان يسقط من هول الصدمة ليندفع مسرعا خارج القصر
حينها ضحك بسعادة يعلم ان رد فعل اخاه الطبيعي انه سيسافر الي القاهرة وانه لن يصل الي هناك سيموت قبل الوصول فهو في حالة عدم اتزان بسبب الحقيقة التي اخبره بها ،ولكنه لم يكن يعلم انها معه برفقته وانها ستذهب معه
حتى الي الموت
دمعت عيناه لينظر الي الصورة : اسف حبيبتي كنت اظن انه سيتركك لي ويذهب بعيدا عنا ولكنه اناني اخذك معه حتى بموته انانيا
كيف هان عليك حبي لتتركيني وتذهبي معه؟ احببتك نور وانت تركتني ، ولكني سأخذ ابنتي حتى لو تطلب الامر ان اقتل عمر سآخذها


*********************


قضت وقتا ممتعا برفقته وهي تتجول معه وتشتري اشياء كثيره همت بالاعتراض من شراؤه لها كل ما يعجبها
فنهرها بحزم وصلا الي الفيلا ليذهب هو الي امه ويخبرها بسفره وصعدت هي سريعا الي جناحها تريد ان تجرب مقاس هذا المايوه التي اشترته بغفلة منه فهو كان يبحث عن شيء بمتجر الادوات الرياضية ليجذبها هذا المايوه بلونه السماوي
تكلمت مع البائعة واخبرتها بمقاسها ولم تشئ ان ترتديه هناك
ولكنها انتقت له فستان قطني قصير ابيض اللون بحزام على الخصر من نفس لون المايوه لترتديه عليه ، فمهما حدث لن ترتدي هذا المايوه بمفرده
خلعت ملابسها وارتدت المايوه لتبتسم بسعادة انه مضبوط وكانه صنع خصيصا لأجلها ارتدت الفستان لتتسع ابتسامتها
فهو ملائم لها
قررت ان تبدل ملابسها قبل ان يأتي ياسين ويراها هكذا
خلعت الفستان لتفاجئ به واقف امامها ومبتسم كعادته


جلس مع امه قليلا واخبرها بسفره ليصعد مسرعا اليها
هو يريد الجلوس معها ومساعدتها بترتيب الحقائب
يشعر بسعادة عارمة وحب جياش لزوجته الرائعة فالوقت معها يمضي سريعا رائعا
فتح باب الجناح بهدوء وتقدم الي الداخل والابتسامة تزين شفتيه فهو متوقع انها مشغولة بترتيب الحقائب مر من باب غرفة النوم المفتوح ،ليصعق من هذا الجمال الفتان الذي يراه امامه
رمش بعينيه ليتأكد مما يراه ليحمر جسدها كله امام عيناه مؤكدا له ما يراه بعينيه
اقترب منها بهدوء ورقه ليحتضنها بين ذراعيه
ويهمس بأذنها : لا تطلبي مني الصبر والانتظار نور فمخزون الصبر نفذ لدي وصدقيني لن اؤذيك ، سأفعل كل ما بوسعي لإرضائك ارجوك نور تحمليني ، فانا لن استطيع التحمل اكثر من ذلك

**********************
ظل مستيقظا بجانبها يتأملها بحب لا يستطيع ان ينكر فرحته عندما تأكد ان لم يلمسها شخص اخر من قبل وانها لم تتعرض للاعتداء كما ظن فعقله كان سيذهب منه عندما فكر في هذا الاحتمال ولكنه تأكد من خجلها هذه المرة لم تبكي ولم تنتفض كان يعد نفسه للأسوأ لكنها ذابت بين ذراعيه برقة
وهو الاخر كان رقيق هادئ متفهم لخجلها الزائد لم يكن متطلبا بقدر ما كان صبورا ومتفهما ابتسم بسعادة عندما تحركت متململة من الغطاء لينكشف جسدها العار شد الغطاء عليها حتى لا تصاب بالبرد وحرك اصابعه على وجهها ولعب بخصلات شعرها القصير ليطبع قبله هادئة على راسها
فتحت عيناها ليطل الرعب منهما لينزعج هو بشدة من نظراتها المرتبكة الخائفة رتب على راسها مهدئا ليتكلم بصوت حنون : نور ، ما بك ؟
رمشت بعينيها اكثر من مرة ليردد : انه انا ياسين
فتحت عينيها بقوة لتنتفض مفزوعة وتقول بارتباك: ماذا حدث ؟
جلس خلفها ليضمها بقوة الي صدره فتشعر بجسده القوي وخصلات شعره القصيرة على ظهرها العار لتنتفض مرة اخرى بقوة اكبر ليضمها اكثر اليه : اهدئي ، ما بك ؟ لم يحدث شيء ، لماذا الخوف حبيبتي ؟ انه امر طبيعي
دمعت عيناها ولكنها حاولت التحكم بدموعها وخوفها
وقالت بتلعثم : اين ملابسي ؟ اريد ان اذهب الي دورة المياه
ابتسم على ارتباكها وحيائها الفطري ليهمس بسعادة وهو يناولها المايوه : تفضلي
احمرت اذانها بشده ليقبلها بلطف في عنقها :كان رائعا عليك حبيبتي
نثر قبلاته على عنقها واكتافها لتنتفض بعنف : ابتعد عني
تعجب من ردة فعلها ليندهش عندما قفزت من الفراش
ولفت الغطاء حول جسدها لتهرول الي دورة المياه وتغلق الباب بعنف
حدث نفسه ماذا حدث كانت طبيعية الي ان غفت بين ذراعي
لا يفهم ما بها ، فهي متوترة من شيء ما ، تيقن انها لم تتعرض للاعتداء ولكنها غير طبيعية ايضا
قفز من مكانه عندما سمع بكاءها الحاد اتي من دورة المياه
ليطرق الباب بهدوء : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟


دخلت الي دورة المياه وهي تشعر ببرودة عجيبة تغلف جسدها ، لا تعلم ما بها ولكنها تشعر بالنفور منه
تعجبت من شعورها فهو كان رائعا معها صبورا متفهما وحنونا
ولكن عندما غفت بين ذراعيه رات نظرات السخرية تحاوطها كانت تطل من عيناه الرمادية لتسمع صوته الرخيم يقول بهدوء : الم اقل لكي حبيبتي انت لي مهما طال الوقت
تململت من نظراته التي تشعرها بالإهانة والخزي
لتشعر بأنفاسه ولمساته تحوم حول وجهها وعندما اقترب منها وشعرت بقبلته فتحت عينيها بقوة واتساع لعل هذه النظرات المقيتة تختفي رمشت بعينيها اكثر من مرة وتأكدت انها تحلم ولكنها لم تستطع النظر اليه حتى لا ترى بعينيه نفس النظرات التي راتها بحلمها ولذلك هربت منه لتنفرد بنفسها لعلها تستطع التحكم بمشاعر النفور التي تسيطر عليها
رمت الغطاء عنها لتستحم لتفاجئ بشيء ارعبها للغاية
فانفجرت باكية فهي لم تستطع السيطرة على خوفها ولا اعصابها
سمعت صوته الحنون وهو يقول : افتحي نور ، واخبريني ما بك ؟
مسحت دموعها وقالت بصوت حولت ان يخرج طبيعيا : لا شيء
ردد : اذن افتحي لأطمئن عليك
__ خلاص ياسين ، سأخرج بعد قليل اطمئن
زفر بضيق من تصرفاتها الغير مفهومة له ليذرع الغرفة ذهابا وايابا بقلق مفرط عليها وضيق شديد منها


خرجت بعد قليل وهي ترتدي روب الاستحمام لتفاجئ به يتحرك بالغرفة ومظهره يدل على الضيق والغضب
ارتعبت داخليا وخفضت بصرها
لتشعر به وهو يتجه ناحيتها بسرعة ليحتضنها بين ذراعيه بحنان : ما بك حبيبتي ؟ لماذا كنت تبكين ؟ هل انت متعبة ؟
ارتبكت وشعرت بالخجل من نفسها لخوفها منه فقالت بتلعثم
__ لا شيء ، شعرت بالضيق فجأة ثم لا اعلم ما هذا ؟
قالت جملتها وهي تظهر له جزء من كتفها
نظر لما تشير اليه ليجاهد الا يضحك حتى لا يشعرها بالحرج ولكنه سعيد من براءتها الزائدة
سالت مرة اخرى : ما هذا ياسين ؟
تنحنح ليمرر يده على عنقه بحيرة وهو لا يعلم بماذا يجيبها
اردفت : الا تعلم ؟
ابتسم بحب عميق : بلى اعلم انه
اقترب منها ليهمس بأذنها بهدوء ليحمر وجهها بشدة وتشعر بحرج فعلي منه ، ابتعدت عنه وهي تتمتم بصوت منخفض خجول : انت وقح ياسين
دوت ضحكته مجلجلة ليقترب منها ويحتضنها : وانت بريئة جدا ، احبك نور فوق ما تتخيلين
ابتسمت وهو ينثر قبلاته على راسها وعنقها لتساله بسرعة
__ من التي كانت تتلكم عنها نادين اليوم ؟
توقف ليعقد حاجبيه: لماذا تسالين ؟
__ لا شيء، مجرد فضول
__ انها صديقة نادين
__ هل كانت بينكما علاقة ، هل كنت تحبها او معجب بها
ابتسم لغيرتها الواضحة : لا ،لم تكن بيني وبينها أي علاقة بل كنت اعتبرها كنادين اخت اخرى لي ولكن لأنها يتيمة كنت احنو عليها اكثر ، ولكن ندى فهمت الامر بشكل خاطئ
ابتسمت بسعادة من تأكدها انه لم يكن لها أي من مشاعره لتقفز واقفه وتقول : ساعد الحقائب وانت نام قليلا حتى تستطيع قيادة السيارة
نظر لها وقال بضيق : تعالي نتفاهم اولا ثم افعل كل ما تريدينه
سالت بتعجب: نتفاهم على ماذا ؟
شدها من يدها برفق: تعالي فقط ولنفعل كل شيء بالصباح


********************

استيقظت بالصباح على رنين هاتف ياسين العالي لتتأفف برقه : اف ، ياسين اغلق هاتفك فان صوته مزعج
رن الهاتف ثانية لتقول بضجر : ياسين ، اغلق رنين الهاتف فهو يزعجني
رن الهاتف مرة اخرى لتفتح عينيها وتنظر حولها تعجبت انه غير موجود بجانبها قفزت من الفراش لتبحث عن الهاتف
وجدته وهمت بالرد عليه لتراه خارجا من دورة المياه بصدره العاري والمنشفة ملتفه حول خصره
خجلت من مظهره لتخفض بصرها وقالت بارتباك وخديها موردين من الخجل : صباح الخير
ابتسم بجاذبيه لها : صباح النور يا نور حياتي كلها
اشارت له بيدها : هاتفك يرن وهو الذي ايقظني
قال مازحا وهو يقترب منها : سأستبدله لأنه مغفل ، ايقظك وحرمني من متعتي الصباحية في مشاهدتك وانت نائمة
ابتسمت بخجل ووضعت الهاتف بيده لتهرب من بين ذراعيه
الي دورة المياه ليبتسم بسعادة على خجلها
رن الهاتف بيده ليبتسم باتساع : صباح الخير استاذي
انقلب وجهه فجأة : ماذا ؟ متى حدث ؟
حسنا سآتي مسرعا ، الان سأرتدي ملابسي وسأكون عندك حالا ، نقل الي المشفى ، اخبرني باي مشفى هو
كيف هذا حدث ؟ حالا سأكون عندك
اغلق الهاتف وهو يشعر بارتباك وتوتر من الموقف لا يعلم كيف حدث هذا ولكنها مصيبة ، والاهم كيف سيخبرها اذا حدث لعمر شيء ، فهي لن تحتمل ان تفقد احد اخر من عائلتها
ارتدى ملابسه سريعا ونزل ليقود سيارته بسرعه جنونية لم يعتدها وهو يدعو ان يكون الخبر خاطئ
قابله احد العاملين بالموقع وهو يجهش بالبكاء ليساله
__ ماذا حدث ؟
بكى العامل بقوة : البقاء لله الباش مهندس مات





لا تبخلوا عليا بردودكم وتوقعاتكم
نلتقي باذن الله يوم السبت
ورمضان كريم عليكم
ده اخر جزء قبل رمضان اعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات
ونلتقي على خير على العيد
في حفظ الرحمن يا حبيباتي

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:03 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية