لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-11, 04:07 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

سألته ساخرة :- أتعنى أكثر من شعورى بالسذاجة لاننى كنت غافلة عن خيانته بشكل جعل كل من حولنا يعلم ما عداى ؟.
وسكتت فجأة وقد فوجئت بنبرة المرارة فى صوتها . حتى هذه اللحظة لم تكن قد أدركت مدى عمق الجرح فى نفسها . وشعرت للحظة بالاستياء لاعترافها بسذاجتها أمام فلين . لم تشأ أن ترى نفسها ضحية أو امرأة محطمة ، كما فكرت بعنف . عليها أن تنتصر على هذا . قالت وهى تشير الى ايما التى تنتظرها فى السيارة عابسة :- على أن أذهب . ايما تنتظرنى .
- تبا لايما !
- على ان اذهب .
وهرعت الى السيارة بسرعة أرهقت كاحلها المصاب . ما ان أصبحت فى السيارة حتى انطلقت ايما بسرعة أشارت بوضوح الى مبلغ الجرح القاتل الذى أصاب مشاعرها ، رغم مواجهتها الوضع بهدوء مدهش :- يا له من رجل فظيع ! كيف يجرؤ على أن يكلمنى بهذا الشكل ؟ ثم ماذا كنت تفعلين فى بيته على أى حال ؟.
لا بأس ، قد تكون ايما مستاءة لكن لاشئ يجعلها تعتذر عن وجودها فى بيت فلين . فأجابتها متحدية :- ماذا قلت ؟ لم أكن أعلم أن هذا الامر محظور .
ألقت ايما نظرة سريعة على ماريغولد وقالت بصوت أقل حدة :- ذلك غير محظور بالطبع . كل ما فى الامر أننى لم أكن أظنك تعرفينه .
- لم أكن أعرفه ، وقد حدث الامر بهذا الشكل ...
وقصت عليها الظروف التى جعلتها تتعرف الى فلين ، متجنبة اشارته اليها والى أسرتها وانتهت الى قولها :- أظنه كان يفكر كثيرا بجدتك ، يا ايما .
هزت ايما كتفيها من دون اكتراث :- أنا أكاد لا أعرفها . لكننى أعرف أنها قادت والدى الى الجنون برفضها الانتقال الى ملجأ العجزة ، وان لديها مجموعة من الحيوانات يعشش فيها القراد . كان ابى يزورها فى العادة وحده.
فسألتها ماريغولد بهدوء :- هل كان يزورها كثيرا ؟.
- من وقت الى اخر . لديها أصدقاء كثيرون فى هذه الانحاء .
- لكن ذلك لا يعوض عن الاقارب أليس كذلك ؟
- لا تبدأى .
وأنزلقت سيارة ايما ثم توقفت بجانب ميرتيل ، سيارة ماريغولد ، فشعرت وكأن سيارتها الصغيرة أجفلت عندما كادت سيارة ايما الرياضية تصطدم بها .
- أتيحت لجدتى فرصة دخول الملجأ حيث ستجد من يعتنى بها ، وحيث يتاح لوالدى أن يزوراها بسهولة . لكنها أصرت على الاقامة فى الكوخ . وابى لديه وظيفة هامة وليس بمقدوره أن يضيع وقته فى الركض فى الانحاء. كما أنه هو وأمى يستضيفان الكثير من الناس دوما ... انه مضطر لذلك من أجل تعزيز مركزه فى العمل . على أى حال لم تكن جدتى وأبى على وفاق لان أبى لم يستطع أن يحضر جنازة جدى ، قالت جدتى انها لن تسامحه أبدا.
- ولماذا لم يستطع أبوك ان يحضر الجنازة ؟
وحدقت ماريغولد الى وجه ايما الساخط ، وهى تتساءل كيف لم تدرك من قبل أنها لا تحب هذه الفتاة على الاطلاق .
فأجابت ايما من دون اكتراث :- انه ضغط العمل . عليك أن تضحى اذا كنت تريدين أن تصلى الى القمة .
- نعم ، أظن ذلك .
فتحت ماريغولد باب السيارة وهى تتابع :- أنا راحلة عند الصباح يا ايما . على أن أقوم ببعض الاعمال فى بيتى . هل مازلت تنوين بيع الكوخ ؟
- قد أبيعه .. لماذا ؟
ونظرت ايما اليها وهما تسيران الى باب الكوخ ، فيما ماريغولد تناولها المفتاح .
- أود أن أعرف كم تريدين ثمنه ، وهذا كل شئ .
لامر ما ، لم تستطع أن تحتمل فكرة أن تكون ايما مالكة ذلك البيت الذى أحبته تلك العروس الصغيرة الحلوة فى الصورة ، أو أن تبيعه الى شخص لا يقدر الدم والعرق والدموع التى بذلتها فيه ماغى العجوز أثناء السنوات الماضية . وتابعت تقول :- أعنى مع الاثاث والصور وكل شئ .
- كل تلك القمامة القديمة ؟
نظرت اليها ايما وكأنها مجنونة ، وربما كانت كذلك فعلا ، كما اعترفت ماريغولد لنفسها ساخرة وتابعت ايما :- ولماذا تهتمين بكل ذلك ؟.
- انه يلائم الكوخ فقط لا غير !
***********
أمضت ماريغولد الليلة على الاريكة فى غرفة الجلوس ، بالرغم من الحاح ايما عليها بأن تشاركها غرفة النوم .
وعند التاسعة من صباح اليوم التالى كانت فى طريقها الى المدينة . لو أمضت وقتا أطول فى الكوخ لتشاجرت مع ايما من دون شك . وهى لا تريدذلك . ليس فقط لان هذا سيجعل عملهما معا فى الشركة صعبا ، بل لشعورها بأن ماغى العجوزتعتمد عليها فى ان تشترى الكوخ وتجعله بيتا حقيقيا مرة اخرى .
وعندما اقتربت من لندن ، وجدت انها لا تستطيع منع فلين من غزو أفكارها. وهذا ما حصل طوال الليل ايضا . وكأن تفكيرها فيه يزداد مع ازدياد ابتعادها عنه . كان قد اتهمها بأنها تخافه، فهل هذا صحيح ؟ تساءلت عن ذلك وكرهت الجواب الذى جاءها ليثبت كلامه . لقد هربت هذا الصباح، لاول مرة فى حياتها تهرب من أمر أو من شخص ما ، وبتعبير أدق ، من رجل . كانت فى الواقع ، ستغادر الكوخ بعد انتهاء حديثها مع ايما وقد ضايقها كثيرا انها لم تتمكن من البقاء والادعاء ان كل شئ على ما يرام .
فكرت بأن تمر بفلين فى طريقها وتخبره بانها راحلة . فبعد كل ما تفعله من أجلها سيكون ذلك من باب التهذيب على الاقل .
ولكن ... كانت تعلم فى اعماقها ، وان لم تعترف بذلك الان بأنها متلهفة الى رؤيته بقدر ما تتوق لعدم رؤيته على الاطلاق .... وصرفت بأسنانها ، فما هذا التناقض ؟
هل تفكر فى شراء كوخ ايما لكى تبقى بجوار فلين ؟ قلبت الفكرةفى رأسها بنزاهة . لا ، ليس هذا هو السبب. وأراحها ذلك . لكن وجود منزل فلين عبر الوادى يجعل هذه الفكرة غير مناسبة ما دامت مصممة على قطع كل صلة به بعد الان .
آه ، هذا جنون ... غباء ! لماذا تمزق نفسها بالتفكير برجل لم تكن تعرفه منذ أسبوع ؟ ربما لن تفكر فيها فلين مرة أخرى بعد أن رحلت ... هذا اذا أزعج نفسه بالسؤال عنها .
اذا نجحت فى شراء الكوخ ... فسيكون امرا عظيما . والا ... فليكن ! فى الحالتين ستستمر فى تنفيذ خططها للمستقبل وتعمل حرة . لقد انتهت مرحلة من حيات وأبتدأت اخرى لتوها
لن تفكر فى فلين مورو بعد الان ، لعلها مجرد فترة استراحة أو لعله سحر عيد الميلاد ... لكن العيد انتهى كما انتهى عبثها مع فلين . وأمأت بحزم لهذه الفكرة
هذا يكفى ! لقد اتخذت قرار الاستقلال فى العمل فى المستقبل القريب . وحتما، حتما، لا مكان لرجل فى حياتها.
**************
أمضت ماريغولد اليومين التاليين من اجازتها فى تنظيف شقتها الصغيرة بشكل كامل ، وقامت بعدة أعمال منزلية كانت تؤجلها منذ وقت طويل . لم تسمح لنفسها بأن تفكر بفلين فأمضت الوقت تستمع الى الراديو أو التليفزيون ، كما كانت تطرد بقسوة أى فكرة طارئة تقود عقلها اليه.
عادت الى العمل صباح الاربعاء بعد ان طبعت استقالتها ووضعتها فى حقيبتها. بدت باتريشيا وجيف آسفين لتلقى استقالتها ، لكنهما وعداها بالتعامل معها على أساس العمل الحر ، وافقت على البقاء فى العمل حتى اخر شهر اذار ، فشعر الجميع بالرضى. كانت ايما فى اجازة حتى رأس السنة الجديدة ، ولم تأسف ماريغولد لذلك . لكنها فكرت بأن تبقى على علاقتها بها نظرا لرغبتها فى شراء الكوخ .
مر اليوم الاول من العمل بهدوء، ولاول مرة ، تمكنت ماريغولد من مغادرة المكتب فى الوقت المحدد والعودة الى بيتها قبل الساعة السادسة . وعندما دخلت الشقة كان جرس الهاتف يرن. واذا بأمها تتصل بها وتصر عليها بأن تنضم الى بقية أفراد الاسرة والاصدقاء لقضاء ليلة رأس السنة فى منزل والديها .
وعدتها ماريغولد بالتفكير فى الامر ، فلم يسعد هذا الجواب امها ساندرا فلاور البتة . بعد ذلك بثلث ساعة استطاعت ماريغولد ان تقفل السماعة بعد ان ملات أمها اذنيها بالاخبار ، بدءا من ساق الخادمة المكسورة الى احوال الدولة .
لم تكد ماريغولد تسير خطوة واحدة نحو المطبخ لتحضير فنجان قهوة حتى راح جرس الباب الامامى يرن ثم تبعته طرقات عالية متواصلة .
- مهلا ، مهلا ، أنا قادمة .
اخذت ماريغولد تتذمر وهى تسير الى الباب، فيما راحت تدفع شعرها عن وجهها بيد واهنة . العمل المرهق فى شقتها أثناء اليومين الماضيين جعل الالم فى كاحلها يزداد ، وهذا ما ارقها طوال الليل كما عاودها الالم بعد عملها هذا النهار .
- مرحبا ، يا ماريغولد فلاور.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 02-09-11, 08:24 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انه فلين! شعرت ماريغولد وكأنه أكبر حجما واكثر وسامة ، فيما تضاعفت جاذبيته المهلكة مرتين عما تتذكرها. لقد شعثت الرياح الشمالية التى كانت تهب طوال النهار شعره الاسود ، اما عيناه الرماديتان فبدتا ضيقتين يشوبهما الحذر . بدا متعبا حتى الارهاق ، كما لاحظت وقد تملكتها الصدمة.
قالت بفتور :- كيف عرفت بيتى . هل أخبرتك ايما ...؟
فقاطعها بجفاء :- لا . لم تخبرنى ايما . فلنقل فقط ان ايما أسعدها جدا ان تصفق الباب فى وجهى ثم تدع الامر عند هذا الحد.
قالت بضعف ، وهى تحاول ان تتعود على فكرة وجود فلين هنا ، عند عتبة بابها :- وأنت كنت فظيعا معها .
- لقد هربت من دون عقاب ، تبا لها !
- وكيف عثرت على؟
- من يبحث يجد . ليس هناك الكثير ممن يحملون اسم (فلاور) فى لندن . وكان رقمك هو الخامس الذى جربته سكرتيرتى. المجيب الالى أعطى اسم ماريغولد ... هل ستدعينى للدخول ؟
- آه، نعم . طبعا.
منتديات ليلاس
بدت ماريغولد من الاضطراب بحيث كادت تسقط على الارض عندما تنحت جانبا لتدعوه الى الدخول.
تابع فلين بهدوء :- انا فى لندن منذ ست وثلاثين ساعة بعد أن اتصلوا بى من المستشفى لحالة طارئة .
وقف عند عتبة غرفة الجلوس الصغيرة وراح ينظر حوله باستحسان ، قائلا :- هذا ساحر للغاية .
- شكرا .
كانت قد امضت كل ليلة لمدة شهر فى طلاء شقتها وتجديد ورق الجدران بعد انفصالها عن دين مباشرة ، صارفة بالعمل أفكارها عن الاستسلام للالم والغضب والمرارة . لجأت الى الالوان الزاهية لكى تخفف من كآبتها الداخلية . قامت بطلاء غرفة الجلوس بلون أصفر فاقع يشبه لون زهرة عباد الشمس ، كما اختارت اللون الوردى للاريكة والستائر . عاد يقول وعيناه تبتسمان :- لقد أعجبتنى كثيرا وهى تلائمك .
آه، لقد بدا شخصا اخر . شخص صعب خطير وأكثر جاذبية من اى رجل اخر . حاولت ماريغولد ان تخفف من تسارع خفقات قلبها وهى تقول :- لماذا جئت ، يا فلين؟
فأجاب باسما :- لاراك . فأنت لم تقولى وداعا . هل نسيت ؟
- وهل جئت الى هنا لتقول وداعا؟
- ليس بالضبط.
واقترب منها ليضمها فى عناق محموم ، اخدث فى اعماقها تجاوبا فوريا . ثم رفع رأسه وهو يقول بشئ من السخرية :- لا، ليس بالضبط . لكنك تعلمين هذا ، اليس كذلك ؟ تماما كما كنت تعلمين أننى سألحق بك .
فقالت ساخطة :- لا ، لم أكن أعلم .
وكان صوتها يحمل نبرة صدق واضحة . فقطب جبينه وامال رأسها بيد حازمة ثم قال برقة من دون أن يبتسم :- اذن ، كان عليك ان تعلمى ذلك .
ربما ، لكنها لا تعرف كل الاعيب الحب مثل نسائه الخبيرات . فهى فتاة مكافحة ذات اسم سئ الحظ هو :- ماريغولد فلاور . انها فتاة عادية ، لا تسمح للافكار بأن تأخذها بعيدا ،فتحلم احلاما مستحيلة .
- جئت أسأل اذا كان بامكاننا ان نتعرف على بعضنا البعض اكثر .
قال هذا برفق وهو يرى الاضطراب والتراجع يبدوان بوضوح على وجهها :- هل يناسبك هذا؟ لا تخافى . مجرد مواعيد بين وقت واخر عندما أكون فى المدينة . عشاء حينا وجولة فى السيارة للنزهة والتفرج على المعالم أحيانا اخرى . سنكون معا فقط من دون اى نوع من الارتباط .
حدقت اليه غير واثقة . ماذا يعنى كل هذا بالضبط ؟ سألته وهى ترتجف :- بصفتنا ... صديقين ؟
نظر اليها لاويا شفتيه :- هل هذا ما تريدينه؟
فأومأت بسرعة :- انا لست مستعدة لما هو اكثر من ذلك .
منتديات ليلاس
كان لايزال يمسك بذقنها ، واحتدت نظراته وكأنه يتفحص أعماقها حتى شعرت وكأنه يخرج روحها لكى يفحصها ثم ، وبشكل غير متوقع ابدا ، ابتسم ابتسامته المدمرة تلك ثم جذبها الى صدره الصلب حيث استقرت ذقنه على قمة رأسها .
وقال بتكاسل :- صديقان حميمان .
دفء جسده ، رائحته والشعور به أسكرتها . وبالرغم من شعورها بالدهشة والصدمة والتردد أحست بالانتعاش والاثارة لانه عثر عليها ولانه هنا الان . وكانت مسرورة .... مسرورة للغاية :- سأعد قهوة ما رأيك ؟
وابتعدت عنه قليلا :- لا بأس ببعض القهوة .
وحرك كتفيه الجبارتين تحت المعطف الذى يرتديه :- كان يوما مأساويا حادث سيارة خطر تأذى فيه طفل فى الثامنة من العمر فقط .
- ولكن ألن يشفى ؟
- عمليتان كبيرتان خلال ست وثلاثين ساعة كما احتاج الطفل الى نقل دم . نعم ، سيشفى، لكنه أمضى فترة بين الموت والحياة ، وكنا على وشك ان نفقده أكثر من مرة .
سألته وكأنما أدركت فجأة سبب ارهاقه :- كنت تعمل طوال ست وثلاثين ساعة ؟
فهز كتفيه :- تقريبا ، انها مهنة كل شئ او لاشئ.
وهو ايضا رجل من نوع كل شئ او لاشئ .
- الم تتناول طعامك بعد هذه الليلة ؟
شعرت بالارتياح لانها نظفت شقتها منذ يومين وملأت الثلاجة بأصناف متنوعة من الطعام . فهز راسه :- اظننى أكلت فى وقت ما أمس . اما اليوم ، فكان الطعام قهوة وبسكويت .كنت سأقترح أن اخذك لتناول العشاء فى الخارج اذا لم يكن لديك مانع .
حدقت اليه غير مصدقة وسألته :- هل جئت الى هنا بسيارتك ؟
- بل فى سيارة أجرة
- فى هذه الحالة سأحضر لك كوب عصير بينما تخلع معطفك وترتاح هل يعجبك لحم العجل المشوى مع الليمون والزنجبيل والخضار المقلية ؟
شعرت بالر ضا وهى ترى عينيه تتسعان دهشة . قد لا تكون بارعة فى تحضير الطعام مثل برتا ، لكن بامكانها دوما ان تعد وجبة حسنة عندما تريد.
قال برقة ، وبلهجة أرسلت رعشة شوق فى جسدها :- سيكون هذا عظيما اذا كنت واثقة .
واثقة؟ لم تعد واثقة من شئ منذ وقع نظرها على فلين مورو لاول مرة .
- واثقة تماما .
ابتسمت وكأنها دوما متمالكة لنفسها الى حدج كاف ، ثم سارت الى الموقد الصغير تشعله وهى تقول :- اجلس وأدفئ نفسك فيما اسكب لك العصير .
كان يخلع معطفه عندما التفتت اليه فأثارت حركاته العادية أعصابها. وعندما عادت من المطبخ بالعصير كان الامر أسوأ . فقد بدا واضحا انه طبق كلمتها بالنسبة الى الراحة ، فخلع سترته وفك ربطة عنقه ليبقيها معلقة فى رقبته، وفك أزرار قميصه العليا ليكشف عن صدره الاسود القوى . كان يتأمل صورة فوتوغرافية لابويها .
منتديات ليلاس
مضت لحظة نسيت فيها ماريغولد كيف تمشى ثم عادت فاستطاعت ان تسير اليه مترنحة . سألها وهو ينظر الى الصورة مائل الرأس :- أبواك ؟
أومأت ماريغولد وهى تناوله كوبه وتقول :- التقطت هذه الصورة لهما فى السنة الماضية .
عادت عيناه الى الصورة . بدا الرجل رمادى الشعر رزينا ، وذراعه تلتف حول كتفى زوجته الضاحكة التى بدت صغيرة الحجم متألقة .
قالت برقة وفى صوتها حب كبير :- أحب هذه الصورة لانها تظهر شخصيتهما الفعليتين . ابى محام يحب الاستقامة واللياقة ، وأمى ... حسنا ، انها ليست كذلك .
قالت هذا بأسف ثم أضافت :- لكن كل منهما يرى بعينى الاخر .
سألها وهو ينظر اليها :- هذا واضح . هل هما متعلقان بك ؟.
- نعم ، اظن ذلك. ربما ليس بالقدر الذى كانا عليه منذ فترة قصيرة قبل ان انتقل لاعيش وحدى . لكن هذا التغيير كان ضروريا لامى كما هو لى. فقد أرادت انجاب الكثير من الاطفال ، لكنها تعرضت لمشاكل صحية بعد مولدى فلم تتمكن من انجاب اطفال اخرين ما جعلنى مركز اهتمامها . انما اختلاف شخصيتينا سبب لنا مشاكل حينذاك لكننا بأحسن حال الان لقد تقبلت فكرة أننى أصبحت راشدة مستقلة الان ولى طريقتى الخاصة فى معالجة أمورى ... غالبا .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 02-09-11, 09:36 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أضافت كلمتها الاخيرة باسمة ، ثم سألته :- وماذا عنك أنت ؟ هل ترى والديك كثيرا؟
- ليس كثيرا .
وعاد يتأمل الصورة وهو يقول بفتور :- لقد تطلقا عندما كنت فى الخامسة ، ثم عادا الى بعضهما البعض وأنا فى الثامنة ، ثم عادا فتطلقا عندما كنت أقترب من سن المراهقة. ومنذ ذلك الحين تزوجا مرات عدة . تزوجت أمى والد سيلاين حينكنت فى الثامنة عشرة حيث تعارفنا ، انا وسيلاين ، لاول مرة . وكان هذا زواج ابيها الثالث .
ولم تعرف ماريغولد ماذا تقول .
- دام زواج أبوينا ثلاث سنوات ، ولكن الى ان تطلقا ، كنا ، انا وسيلاين ، قد أصبحنا صديقين حميمين . كنا نفهم بعضنا البعض لاننا كما أظن مررنا بظروف متشابهة فى طفولتنا .
أومأت ماريغولد من دون أن تنبس بكلمة . سماعها اسم المرأة من بين شفتيه آلمها اكثر مما تتصور .
- تربيت فى جو ثراء بالغ واهداف قليلة للغاية . وكنت بحاجة الى ان أحطم هذه الدائرة قبل ان تحطمنى . لهذا ، اخترت مهنة الطب .
ونظر اليها وابتسامة باردة تلوى فمه :- واذا بذلك يتحول بضربة حظ ، الى ما يناسبنى تماما ، كنت طالبا جيدا ، وقد أثارت اهتمامى أمراض الجهاز العصبى ، والبقية ، كما يقال أصبح تاريخا .
أرادت ماريغولد ان تسأله المزيد عن سيلاين . متى أدركا انهما يحبان بعضهما البعض ؟ ما الذى تسبب بفصم خطوبتهما ؟ لكنها أدركت ان هذه اللمحة القصيرة عن ماضيه انتهت .
ابتلعت جرعة كبيرة من العصير علها تشعر بالهدوء ثم ابتعدت عنه قائلة :- اجلس واسترح ريثما أهتم بالعشاء . يمكنك ان تشاهد التلفزيون فى هذه الاثناء .
وسرعان ما هربت الى حيث الامان الضعيف فى مطبخها الصغير ز أشعلت الفرن بعد أن وضعت فيه صينية الشواء التى تحتوى على فخد العجل ثم حضرت بسرعة الصلصة المناسبة والمؤلفة من الليمون وصلصة الصويا والعسل والثوم والزنجبيل ومكونات اخرى ، ثم سكبتها على الفخد المشوى . ودست الصينية فى الفرن ، ثم وسارت الى غرفة الجلوس .
كان شبه مستلق على الاريكة فى وضع مربك وكأن النوم باغته فجأة ، كما ظنت ماريغولد عند سماع دقات قلبها الفزعة . كانت احدى يديه على رأسه فيما يمسك كوبه باليد الاخرى .فكرت ماريغولد فى ان هذه هى المرة الاولى التى تراه فيها ضعيفا عديم الدفاع . وكادت هذه الفكرة تخطف أنفاسها.
بدا أثناء نومه مختلفا وكأنه أصغر سنا .كما بدت الخطوط الخفيفة حول عينيه وفمه أقل وضوحا وساهمت أهدابه الكثيفة السوداء فى اضفاء مظهر الفتوة عليه . حتى النوم لم يستطع ان يخفى رجولته الفياضة التى تشكل جزء هاما من جاذبيته .
لم تستطع ماريغولد ان تمنع نفسها من التقدم نحوه، رغم ان جزءا منها راح يعترض بأنه لو انعكس الوضع وكانت نائمة ، لكرهت ان يتأملها فلين طويلا من دون ان تدرك ذلك .
بدت بذلته رائعة التفصيل وغالية الثمن ، وكذلك القميص وربطة العنق . لكنها رأت فلين يبدو رائعا ايضا وهو يرتدى بنطلون الجينز والكنزة اللذين كان يرتديهما عندما أحضر لها شجرة العيد من الغابة .
نظرت الى فمه الذى بدا مسترخيا لكنه مازال يتمتع بتلك الجاذبية المدمرة . وتأملت ذقنه المربعة فيما بدت لحيته السوداء النابتة حديثا واضحا تماما.
مجرد النظر اليه جعلها تشعر بالوهن فى ركبتيها .
ركعت بجانب الاريكة ، محدثة نفسها بأنه تريد فقط ان تأخذ الكوب الفارغ من بين أصابعة المتراخية لتضعه على منضدة القهوة الصغيرة .
قربها منه الى هذا الحد وهالة الرجولة التى تحيط به أثارا اضطرابها , اخذت الكوب من بين أصابعه ببطء بالغ ثم وضعته على الارض بجانب الاريكة من دون أن تلتفت الى منضدة القهوة ، فهى لم تستطع ان تحول عينيها عن وجهه النائم .
لمست ذقنه الخشنة بأصابعها بخفة بالغة . لم تستطع ان تمنع نفسها . واغمضت عينيها لحظة واحدة ، عالمة ان عليها ان تبتعد عنه وتذهب الى المطبخ . وعندما فتحتهما ، كانت العينان الفضيتان تحدقان مباشرة الى عينيها البنفسجيتين المصدومتين .
بدا وكأنها لا تستطيع القيام بحركة ما عدا مبادلته النظر ،فقد جمدتها الصدمة . طوقتها ذراعاه وهو يتمتم :- هذا حسن ...
كانت هذه تمتمة رجل راض وهو يحتضنها بشدة واحكام بحيث لم تجد فائدة من المقاومة . ولم تشأ ذلك على اى حال .
أرسل عناقة شلالا صغيرا من المشاعر فى اعصابها وعضلاتها . فجأة ، كأنما انذار رن فى رأسها فتصلب جسدها ، واحس فلين بتراجعها فقال بصوت رقيق اجش :- لا بأس ، يا حبيبتى . انا لست فتى غير ناضج لالح عليك لتعطينى أكثر مما تسمحين به . ارتاحى ...
- على ... على ان انتبه للعشاء .
واستقامت فى جلستها ولم يحاول هو ان يمسكها :- تبا للعشاء .
لكن صوته بدا كسولا اكثر منه مزعجا .
وقفت بسرعة وقد توهج وجهها .
ابتسمت بضعف وهى تعود الى المطبخ وراحت تقطع البصل الى شرائح بحركة عنيفة . بعد كل ما قالته عن بقائهما صديقين اذا بها تذهب الى الرجل وتكاد ترتمى بين احضانه .
هل يدعو كل نسائه ياحبيبتى ؟
جاءتها هذه الفكرة من مكان ما فجمدتها مكانها ، وأمضت نصف دقيقة وهى تحدق الى الجزر، بانتظار ان تهدأ اعصابها ، بعد ما رأت تصرفها السابق مع البصل .
ثم هزت رأسها بضيق . هذا لا يهم ! حدثت نفسها بحزم فقد أخبرها للتو انه يريد ان يخرجا معا اثناء وجوده فى المدينة وذلك لكى يتعرفا الى بعضهما البعض بشكل افضل . وتوهج وجهها احمرارا وهى تتذكر عناقه لها .
زلكن هذا ذنبها هى ، وليس ذنبه، كما ذكرت نفسها بنزاهة . فقد كان الرجل المسكين مرهقا تماما ومستغرقا فى النوم فجاءت لمستها لتوقظه من نومه فوجدها قريبة جدا منه .
فى تلك اللحظة سمعت صوته الناعس من عند عتبة الباب :- أتريدين اى مساعدة ؟
- لا. انا بخير .
والقت بالبصل فى مقلاة واسعة ، وابتدأت تقطع الجزر من دون ان تلتفت اليه، ثم اضافت بسرعة :- انا اسفة لاننى ايقظتك . لم اكن أقصد ذلك...
وتلاشى صوتها...
- انا مسرور لانك فعلت ذلك ... أعنى أيقظتنى .
أمكنها ان تشعر بنظراته على رقبتها ، وادركت ان هذا الرجل يسخر منها رغم انها لم تجرؤ على ان تلتفت اليه :- مادمت قد استيقظت الان ، هل لك ان تعد المائدة فى غرفة الجلوس؟
كانت المائدة مطوية الى جانب الجدار ولم تكن ماريغولد تستخدمها الا عندما يزورها ضيف. لكنها تكفى لجلوس شخصين .
- ستجد الفوط والكؤوس وبقية الاغراض فى الخزانة .
والتفتت تشير الى خزانة الجدار عند باب المطبخ وهى تتجنب النظر الى عينيه.
- حسنا .
بعد عشر دقائق أنهت تحضير الخضار المقلية مع لحم العجل وزينت الاطباق بشرائح الليمون الطازج . كانت قد هدأت بما يكفى لكى تواجهه بابتسامة متألقة وهى تسير الى غرفة الجلوس حاملة الصحنين .
- آوه !
لقد طهت كمية كبيرة اذ يبدو عليه الجوع بقدر ما يبدو عليه الارهاق وكانت مكافأتها ان رأت وجهه يشرق لمرأى الطبقين الممتلئين .
- الحلوى هى فطيرة البندق والايس كريم لكنى اشتريتها من المحل، مع الاسف . لدى ايضا أرز بالحليب حضرته بالامس اذا كنت تفضل .
- هل لديك مربى فريز مع الارز بالحليب ؟
سالها مسببا لها الاضطراب مرة اخرى ، وهو يسحب لها كرسيا تجلس عليه عند المائدة قبل ان يجلس هو .
لم يعاملها اى رجل عرفته ، حتى دين ، بمثل هذا التهذيب . بدا لها ذلك حسنا ... حسنا جدا . لم تجرؤ على ان تعتاد على هذا ، وان كان هذا لا يعنى ان فلين يحبها طبعا . قالت له :- مربى الفريز؟ أظن ذلك .
- عظيم .
وابتسم لها ابتسامة عريضة فتساءلت كم من النساء وقعن فى غرامه من أول نظرة ، ام ان هناك من تطلب معها ذلك بعض الوقت ؟
راح فلين يتصرف بشكل طبيعى ما جعلها تشعر بالارتياح . ووجدت نفسها تستمتع ببقية السهرة .
انتهت السهرة بهدوء فشربا القهوة مع الحلوى . ولم يكن فلين يبدو مهددا بل مرافقا مسليا أخذ يبهجها بقصص خلابة عن حياته وعمله . احست انه يطلعها على قصص النجاح ولحظات التفاؤل ، وان ثمة ناحية مظلمة فى عمله ، لكنها انسجمت مستمتعة بكل لحظة . وادهشها ان بامكانه ان يسخر من نفسه ومن مركزه ووضعه الاجتماعى واحترامه لذاته. بدا ذلك محببا جدا حتى ان ماريغولد كان عليها ، اكثر من مرة أن تمسك قلبها من التأثر .
وعندما اراد ان يخرج حوالى الساعة الحادية عشرة ، شجعت نفسها متوقعة عناقا محموما قبل النوم أو ربما تلميحا الى ان بامكانه ان يبقى , لكنه بدلا من ذلك طلب سيارة اجرة ثم ارتدى سترته ومعطفه وعانقها عناقا عابرا قبل ان يسير الى الباب الخارجى. وعندما وقفا عند العتبة سألها برقة :- هل تسمحين لى بأن ادعوك على العشاء تعبيرا عن شكرى لهذه الليلة ؟
أومأت ماريغولد برأسها موافقة .
- الساعة الثامنة من مساء الغد ؟
فأومأت مرة اخرى .
- تصبحين على خير ، يا حبيبتى .
ثـــم خرج .
*******************
نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 02-09-11, 11:03 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8 - غيرة .. كراهية .. ام حب ؟
كانت تلك الليلة هى الاولى من ليال كثيرة أمضتها ماريغولد برفقة فلين . دعاها الى العشاء ، أخذها الى المسارح ، الى نواد للتسلية والى حفلات ونزهات فى الخارج مع اصدقائه .
واذا ما أمضى عطلة نهاية الاسبوع فى لندن، كانا يرتادان المعارض الفنية والمكتبات ، او يذهبان فى نزهات طويلة على الاقدام على ضفاف نهر التايمز، أو يمضيان النهار النهار فى النوادى الرياضية وأماكن التسلية الخاصة التى كان فلين عضوا فيها . ولم يحدث ان تصرف فلين ولو مرة واحدة الا كصديق حريص على ارضائها وكمرافق ساحر ظريف .
وكان هذا يقود ماريغولد الى الجنون .
عبثا حاولت ان تقنع نفسها بأنه يتصرف بهذا الشكل بناء على طلبها ولانها وضعت قواعد حاسمة جدا وحدودا صارمة بسبب مشاعرها المتضاربة نحوه ، وان هذه هى افضل الوسائل لقضاء الوقت على الاطلاق .
ففى كل مرة يمسك فيها بيدها او يشدها اليه ، وفى كل مرة يعانقها قبل ان يفترقا عند المساء أو يضع ذراعه حولها أو يملس على شعرها فيما هما جالسان معا كانت تنتظر منه ان ينتقل الى الحركة التالية ... لكنه لم يفعل !
منتديات ليلاس
حاولت ان تقنع نفسها بأن السبب فى تململها هذا هو تلك التغييرات التى أجرتها فى حياتها وهى كثيرة .
عندما عادت ايما الى ال مكتب فى بداية شهر كانون الثانى وافقت على بيع الكوخ . فيبدو أنها أمضت فيه وقتا فظيعا ، حيث لم تتمكن من اشعال النار مرة من دون أن تملأ الكوخ بالدخان . كما واجهت مشكلة فى حوض الغسيل فى المطبخ ... وهذا قليل من كثير عانته.
أما النقطة الاخيرة التى جعلت الكوب يفيض ، فهى دخول فأرة الى غرفة النوم ذات ليلة .
كانت ايما قد قررت أن تسافر فى مطلع السنة الجديدة الى أوروبا لقضاء فترة مع احدى صديقاتها فهى تريد شفاء قلبها الجريح بعد خروج أوليفر من حياتها . ونظرا لعزلة الكوخ وبعده عن لندن ، بدا الثمن الذى طلبته معقولا جدا . تمكنت ماريغولد من دفع نصف ثمن الكوخ من الارث الذى ورثته عن جديها لامها منذ سنوات والذى لم تمسه حتى الان . وبعد ان جالت قليلا فى الانحاء ، وجدت مصرفا مستعدا لاعطائها قرضا لدفع ما تبقى ، ما يعنى ان الاقساط التى يتوجب عليها دفعها بعد ذلك ستكون سهلة ومنخفضة . كما سهل عليها الامر ، الحل الذى اقترحته ايما لتصريف محتويات الكوخ من اثاث وأمتعة ... فلم تحسب أى ثمن لها .
أرسلت ماريغولد اشعارا الى صاحب الملك بأنها ستخلى شقتها فى اخر شهر آذار بعد ان قررت الانتقال الى اقليم (شروبشاير) حيث يقع الكوخ .كما طبعت نسخا عدة من سيرتها الذاتية مصحوبة برسالة تشرح فيها أنها ستعمل حرة من مسكنها الجديد ، ثم ارسلتها الى كل الزبائن والى الشركات التى تتعامل معها . وقد تلقت أجوبة عدة مشجعة بشأن العمل معها فى المستقبل القريب ، بالاضافة الى ان صاحبى الشركة التى تعمل فيها حاليا وعداها بأن تبقى التصميمات الجديدة لبطاقات المعايدات بين يديها القديرتين .
ومع بداية شهر اذار ، وقعت أحداث عدة تركت ماريغولد لاهثة .
عند الساعة العاشرة من صباح يوم عاصف من شهر اذار ، اصبح الكوخ أخيرا ملكا لها . وفى الساعة الحادية عشرة اتصلت بها شركة صغيرة عند حدود اقليم شروبشاير حصلت على اسمها من الشركة الام فى لندن ، لتسألها ان كان يهمها ان تتعاون معها فى اصدار تقويم فى نطاق الريف الانكليزى فضلا عن بطاقات ومفكرات ودفاتر .... الخ .
وتملكتها الحماسة ... ها قد بدأ العمل !
وفى نهاية شهر اذار ، وقعت ماريغولد على الاتفاقية وقلبها يخفق بحماسة . وبدا لها ان هذا المشروع سيلاقى النجاح ، فلديهم كل الاسباب التى تجعلهم يؤمنون بنجاحه حيث ان الشركة الام تنوى تقديم الدعم الكلى لهم .
وفى الثالثةمن بعد ظهر اليوم نفسه ، رن جرس الهاتف على مكتبها فرفعت السماعة لتقول بصوت مرح ، بعد كل ما حدث فى الصباح :- نعم .
ساد صمت قصير قبل أن يأتيها صوت رجل :- ماريغولد ؟ أنا دين ، انا ... أنا أتساءل عن حالك .
- دين ؟؟؟
لو ان المتكلم على الطرف الاخر كان ملكة انكلترا لما شعرت ماريغولد بدهشة اكبر.
- لا تقفلى الخط .
بدا صوته متلهفا ، فقطبت جبينها :- لم أكن أنوى أقفاله .
لابد ان دين اعتبر جوابها نوعا من التشجيع، لانه قال بقوة :- لقد افتقدتك ... افتقدتك أكثر مما يمكن ان تعبر عنه الكلمات . كنت أحمق يا ماريغولد . هل ستصفحين عنى ؟
منتديات ليلاس
أبعدت السماعة عن اذنيها لحظة وهى تنظر اليها بحيرة ، ثم قالت :- ما حدث بيننا أصبح من الماضى الان ، يا دين .
- ولكن هل تصفحين عنى ؟
هل تصفح عنه؟ وفكرت ماريغولد لحظة ثم أدركت أنها لم تفكر فى دين وتامارا فى الشهرين الاخيرين . فقالت بثبات :- لقد تغيرت امور كثيرة فى حياتى ، ولابد ان هذا يعنى أننى صفحت عنك ,
- لم أعد أعيش مع تامارا . لقد قادتنى الى الجنون . تريدنى أن أهتم بها دوما ولا شئ يرضيها على الاطلاق . انها ليست مثلك يا ماريغولد .
طفلان مدللان مغروران ! كان من السهل ان تدرك ان الامور لن تسير بشكل جيد بالنسبة اليهما.
- أعلم أننى آلمتك لكننى أفتقدك حقا صدقينى . كنت ملجأى دوما ... والشخص الذى أعتمد عليه .
عليها ان توقف هذا فهى لا تريد ان تكون ملجأ لاحد . وهى تدرك بوضوح تام أن دين لا يستطيع أبدا ان يعطى من ذاته . دين لا يهمه سوى دين .
- دين ، لو كانت الامور جيدة بيننا لما ذهبت مع تامارا. من الجيد أننا اكتشفنا هذا قبل الزواج .
- لا، لا ، الامر ليس كذلك على الاطلاق .
بدا صوته متلهفا ، وأدهشها أن تشعر بالاسف من أجله . كانت كمن يصغى الى طفل ... الى طفل أنانى كسر لعبته فى ثورة غضب وهو الان يطالب بأن يعيدها اليه كما كانت . لقد قال فلين انها ربما ستموت قبل ان يكبر دين وينضج ، وهو على صواب . قالت بحزم :- أنت الذى قررت الذهاب مع تامارا . وبصراحة ، اظن ان هذا هو الحل الافضل لنا نحن الاثنين ، اذ من الواضح أنك لست مستعدا للزواج ولاشك أننا كنا سنصل الى كارثة . ستجد المرأة المناسبة فى المستقبل يا دين ، لكنها لن تكون أنا وداعا.
ووضعت السماعة بحزم وقلبها يخفق بسرعة حتى ليكاد ينفجر . عاد الجرس يرن من جديد لكنها لم ترفع السماعة ، بل فتحت جهاز الاجابة .
- ماريغولد ، ارفعى السماعة ، ارجوك يا ماريغولد ارفعيها .
ثم مضت ثوان عدة من الصمت ، ليتعالى صوته مرة اخرى بنبرة شرسة :- أنا اعلم أنك موجودة . اسمعى ، اذااردتنى أن اعفر وجهى بالتراب فسأفعل ، لكنك تعلمين أننا خلقنا لبعضنا البعض . انت تحبيننى . لطالما كنت تحبيننى . أنا بحاجة اليك .
تلا ذلك لحظات اخرى من الصمت ، ثم وضعت السماعة فى الطرف الاخر .
تنفست ماريغولد الصعداء . ستة اشهر مرت ، ومع ذلك توقع دين أن يستأنفا علاقتهما من حيث توقفا ، وكأن شيئا لم يحدث خلال تلك الاشهر الستة ؟ بدا الامر مضحكا ان لم نقل مأساويا .
منتديات ليلاس
راحت ماريغولد تنظر الى مكتبها المغطى بالاوراق وأفكارها تتسابق . لم يسألها ان كان لديها صديق ، ويبدو أن ذلك لم يخطر بباله .. هذا امر لا يصدق. هل يظن انها كانت نجلس بانتظار اتصال منه طيلة هذا الوقت ؟ انه لا يعرفها على الاطلاق ... واعترفت لنفسها أنها ، هى ايضا ، لم تكن تعرفه ، وهذا مخيف .
عضت شفتها وقد تملكها ذلك الشعور بالقلق والذعر . فكم من الازواج ينجحون فى زواجهم ويمضون العمر معا . كما هى حال والديها ؟ فبحسب ما تراه ، ثمة الكثير من الازواج غير المتناسبين على الاطلاق ، كما كانت لتصبح لو انها تزوجت دين ... كيف يمكن للمرء ان يعرف اذا كانت العلاقة الزوجية ستدوم أم لا ؟
أخذت رشفة من فنجان القهوة ، وكانت ايما قد أعدت ما يكفى منها لكل من فى المكتب . لقد نجحت ايما فى اعداد قهوة أشبه بماء غسل الصحون . التفكير بتلك الفتاة حول أفكارها الى الكوخ ومن ثم الى فلين فأدركت أن تأملاتها السابقة لم تكن لها صلة بدين بل بفلين . انها مولعة به الى أقصى حد .
وقفت متململة وسارت الى النافذة . أخذت تنظر الى الشارع المزدحم تحتها . لقد تمكن دين من اخفاء شخصيته الحقيقية عنها ، ولم تكن لديها من الخبرة ما يجعلها تدرك خداعه. لكن بالمقارنة مع فلين ، كان دين اشبه بالفتى الصغير . كيف يمكنها أن تفهم فلين؟ لقد اقترفت مع دين غلطة كبرى ، وهى ليست بحاجة الى اقتراف غلطة أخرى ... وحتى لو تمكنت من نسيان شبح سيلاين ، فان فلين مورو ينتمى الى طبقة اجتماعية بعيدة كل البعد عن طبقتها .
بهتت كل حماستها للكوخ ولعملها الجديد ، وتملكها دافع سخيف لان تنفجر بالبكاء . ولكن وبدلا من ذلك ابتعدت عن النافذة عائدة الى مكتبها حيث انكبت على كومة الاوراق وراحت تعمل بعزم وعبوس.
لا مزيد من التفكير ... لا مزيد من (اذا) و(لكن) ... لديها عمل عليها ان تنجزه .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 12:49 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تركت المكتب متأخرة أكثر من المعتاد ، وعندما خطت على الرصيف كادت الريح تقذف بها . يبدو أن ثمة عاصفة قوية تتشكل فى الافق، كما أدركت وهى ترفع بصرها الى السماء الغاضبة
تسوقت فى طريقها الى شقتها ، وراحت تناضل وهى تسير فى الشارع الذى يمتد بين بيوت مؤلفة من ثلاثة طوابق . وضعت الاكياس أمام باب شقتها ، وفتحت حقيبة يدها لتخرج المفتاح فيما الرياح تولول والظلام يلف المكان .وفجأة ، لامست يد كتفها فكادت تقفز مكانها .
- أسف. هل أفزعتك ؟
- دين !
استدارت بسرعة فاصطدمت بأحد تلك الاكياس المليئة بالبقالة فتناثرت حولهما محتوياته. أخذا يلملمانها ويعيدانها الى الكيس . سألته بلهجة عنيفة :- ما الذى جعلك تأتى الى هنا ؟أظننا قلنا كل ما ينبغى ان يقال عصر هذا اليوم .
- كان على ان احضر .
وانتصب واقفا وهو يحتضن كيس المشتريات بين ذراعيه. أخذت ماريغولد تحدق اليه وهى تعجب من نفسها كيف لم تلحظ من قبل مدى هزاله . بدا وجهه جميلا لكنه صبيانى ... ما هى تلك الكلمة التى تصفه؟ طفولى ؟ نعم ، هذه هى صفته كما فكرت وهى تتأمله صامتة ...
مدت يدها لتأخذ منه الكيس وهى تقول :- لا فائدة من ذلك يا دين ، اذهب ارجوك .
فقال متجاهلا يدها :- أنت لا تعنين ذلك .
واقترب منها فتراجعت حتى انحشرت بالباب بينما تابع يقول :- لا يمكنك ابعادى عنك . نحن خلقنا لبعضنا البعض .
الى جهنم بهذا القول! لو كان فلين هنا لاسمعه هذا الجواب . هذه الفكرة جعلت ماريغولد تطرف بعينيها وكأنها سمعت صوته ، وقالت :- استغرقت وقتا طويلا لكى تكتشف هذا . لقد انفصلنا فى نهاية شهر آب ، اليس كذلك ؟
حدق اليها وقد فوجئ بلهجتها . يبدو انه توقع أن ترتمى بين ذراعيه مستسلمة بعد ان تنازل وعاد اليها . لم تحس ماريغولد بذرة من المشاعر حين رأته مرة اخرى ، وانما شعرت بالانزعاج فقط . والان ، وهو يواجهها شخصيا ، ادركت أنه لم يعد يعنى لها شيئا على الاطلاق .
- سأدع الامر لك . أعدك يا (دى) .
أزعجها ان يناديها باسم التدليل ذاك .
واندفع دين فجأة الى الامام وأمسكها بيده الطليقة محاولا ان يعانقها .
مرت لحظة جمدت فيها الدهشة ماريغولد . لكنها رأت من زاوية عينها سيارة تقف فى الطريق بالقرب منهما . وادركت من فى داخلها ، حتى قبل ان تلتقى عيناها بتلك العينين الفضيتين الثلجيتين . أدركت انه فلين ... انه القدر .
دفعت دين عنها بعيدا وهى تصرخ به بحدة :- اياك ... اياك ... أن تلمسنى .
- ولكن (دى) ...
رأى عينيها مسمرتين خلفه ، فاستدار وكيس البقالة لا يزال فى يده، ليرى الوجه الحجرى البارد ينظر اليهما .
خشيت ماريغولد أن يبدو منظرهما وكأنه عودة من رحلة تسوقا فرحة ، ويبدو ماحصل وكأنه عناق عند الباب. لذا توقعت من فلين أن يأمر السائق بمتابعة طريقه.
وبدلا من ذلك انفتح باب السيارة ، وخرج فلين من المقعد الخلفى بطوله وعرضه مقزما دين بجسمه الخفيف وقال :- مرحبا يا ماريغولد .
لولا وجهه الغاضب المظلم لبدا صوته طبيعيا تماما ، كما فكرت ماريغولد بشئ من التوتر . تابع فلين بنعومة فولاذية :- مررت فقط فى زيارة سريعة ، لكننى أراك مشغولة .
شعرت باستياء مر لان فلين افترض انها موافقة على ما يحدث ما جعل صوتها منفعلا وهى تجيب :- كان دين على وشك المغادرة .
- أحقا ؟
ونظر فلين الى الرجل الاخر للمرة الاولى بعينين لاذعتين . بالرغم من فظاظة الموقف ، مرت بماريغولد لحظة تسلية حين لاحظت الصدمة التى بدت على وجه خطيبها السابق .
وتابع فلين :- لا تدعنى أعطلك عن الذهاب .
تكلم ببرودة بالغة قبل ان يحول بصره الى ماريغولد .
لا ضرورة لمزيد من محاولات الاقناع ، فقد دفع دين كيس البقالة اليها بعنف ، وبدا وجهه كالرعد قبل ان يختفى فى الشارع .
قالت بضعف:- كان ذاك دين .
فقال بلهجة لاذعة :- هذا ما قلته منذ قليل .
- لم أكن أعلم أنه سيأتى الى هنا . لقد اتصل بى هاتفيا عصر اليوم ، واذا به يعود فيظهر عند عتبة بابى . لم أشأ .. أعنى أننى لم اكن اريد ...
وسكتت فجأة . فسألها بهدوء :- أتريدين ان تقولى انك لم تطلبى منه الحضور الى هنا ولم تشجعيه على معانقتك ؟
- نعم .
وكان هذا غباء منها فى الحقيقة . فاذا كانت تعتقد أن لا مستقبل لعلاقتها مع فلين لكان بامكانها ان تستغل هذه الفرصة لتدع فلين يظن انها مازالت على علاقة مع دين وهكذا ينهى هذه الصداقة بينهما .
وتقدم نحوها ، غافلا عن سائق السيارة الذى راح يراقب التطورات باهتمام :- انا مسرور لذلك .
فسألته بضعف وذهول :- هل تصدقنى ؟
- طبعا أصدقك . ألم تتوقعى منى ذلك ؟
ولوى شفتيه بابتسامة جافة .
- أنا ...
وتلاشى صوتها ... لم تعرف ما الذى توقعته :- أنا ...
- لابأس . يمكننى أن أصل الى استنتاجى الخاص .
ثم رفع ذقنها بأصابعه الدافئة قبل ان يضيف بصوت جاف للغاية :- أرى أنه مازال علينا أن نجرى بعض التقدم .
- ماذا ؟
عاد فلين الى سائق السيارة لينحنى ويناوله أجرته مع هبة بدا أنها سخية ، وقد استنتجت ذلك من الطريقة التى شكره بها السائق .
أخذت تنظر اليه بمشاعر مضطربة بحيث لم تعد تعرف نفسها . انها مولعة بهذا الرجل ، وهو سيحطم قلبها اذا لم تنه هذه العلاقة الا ن . هذه الليلة . لقد غزا حياتها بتصميم بالغ حتى انها راحت تتساءل عن السبب ؟ بامكانه ان يحصل على اى امرأة يريدها ، عدا عن المرأة التى ملكت قلبه ،سيلاين ... فلماذا يهتم بها ؟ الانها اوضحت له منذ البداية انها لا تريد علاقة معه ، ام ان السبب هو انجذابهما الى بعضهما البعض ؟
توقف سير افكارها وتركها وكأنها معلقة بين الارض والسماء وهى تحدق الى هذا الشخص الضخم أمامها . ثم حدثت نفسها بعقلانية صارمة بأنها لا تحبه ... لا تحب فلين مورو .
لكن الاوان فات الان والحقيقة التى حاولت انكارها بدون وعى منها ، فى الاسابيع الماضية ، ظهرت الى العلن . لم تكن تعى اليأس الذى جعل لون عينيها الزرقاوين داكنا . كل ما استطاعت التفكير فيه هو ان عليها الا تفضح نفسها بكلمة أو بأشارة .
- هل كدرك؟ ماذا قال لك؟
ها هو أمامها مرة اخرى ووجهه الوسيم غير باسم فيما راح يتأمل ملامحها الشاحبة .
- من ؟ ماذا ؟
بذلت جهدا بالغا لتتمالك أعصابها :- لا . لاشئ ... فى الحقيقة أخبرنى فقط أنه انفصل عن تامارا ... انه يريد ....
فقاطعها بجفاء :- أظننى أعرف ما يريد . وانت أخبرته أن يذهب ليصطاد فى مكان اخر . اليس كذلك ؟
- تعبيرى كان مختلفا ، لكن المعنى واحد، نعم .
- لن تندمى على ذلك .
لا ، لن تندم ! ليس مع دين . نادته :- فلين ...
لفظت اسمه برقة وانوثة فائقتين وهى ترتجف . عليها ان تبدو أكثر تحكما فى نفسها . أخذت نفسا عميقا فأصبح صوتها أكثر ثباتا وهى تقول :- فلين ... علينا ان نتحدث . أعنى عنا .
التوى حاجباه وقال بابتسامة جذابة :- هل ثمة (عنا) وانا لا أعلم ؟
- أرجوك يا فلين .
نبرة صوتها جمدت ابتسامته ، فأمال رأسه ونظر اليها متأملا قبل ان يقول :- لنتحدث اذا فى الداخل . الجو هنا بارد جدا والرياح عاصفة بحيث لا يمكننا معالجة مواضيع الموت والحياة.
أصر فلين على ادخال مشترياتها الى المطبخ قبل ان يعود الى غرفة الجلوس حيث كانت ماريغولد قد أشعلت النار فى المدفأة لتوها .
كان يرتدى معطفا كبيرا مفتوحا فوق بذلة رمادية غالية الثمن ، فبدا حقا ذلك الجراح اللامع ، المسيطر ، البالغ الحيوية . شبك ذراعيه فوق صدره واستند الى الجدار وهو يتأملها بعينين لا تطرفان :- فلنبدأ اذن .
أرجوك يا الله ، دعنى أجتاز هذا الحوار من دون أن أنفجر فى البكاء أو أذل نفسى بطريقة أخرى !
أخذت ماريغولد تدعو الله بلهفة قبل ان تقول متصلبة :- أظن أن علينا أن نتوقف عن رؤية بعضنا البعض فترة .
ونهضت من حيث كانت راكعة امام النار . ثم جلست على الاريكة .
- لماذا ؟
- لماذا ؟
حسنا ، عليه طبعا ان يطرح هذا السؤال ، كما حدثت نفسها باستياء فهو يتوقع ان تعطيه سببا معقولا لذلك . فقالت له :- لاننى لست مستعدة لاقامة علاقة بهذه السرعة بعد انهاء خطوبتى.
- ما هو السبب الحقيقى ؟ ان قولك هذا غير مقبول .
لم تجب على الفور فضاقت عيناه :- اريد الحقيقة يا ماريغولد . وسأعرف اذا ما كذبت على .
- انا ... انا لست مثل نسائك الاخريات .
ألقى عليها نظرة صارمة :- بعض الرجال يشعرون بالغرور لدى مقارنتهم بالسلطان الذى يملك الكثير من النساء فى حريمه ، الا اننى لست واحدا منهم . لم أكن اعلم أن لدى (نساء) بالجمع .
- أنت تعلم ما اعنيه .
- لا، يا ماريغولد أنا لا أعلم ما تعنينه . اذا كنت تلمحين الى اننى أتصرف فى حياتى كالثور الذى أطلق فى حقل للابقار ....
فشعرت بصدمة حقيقية :- فلين !
- الحقيقة من فضلك .
- أنت ... أنت فى الثامنة والثلاثين من العمر ومعتاد على معاشرة النساء .
لم تصدق مدى التزمت الذى ظهر فى صوتها ، وكذلك فلين على ما يبدو ، اذ أجاب ببرودة :- ماريغولد . ليسلديك أدنى فكرة عما اعتدته فى علاقاتى . والان ، اذا كانت هذه هى طريقتك فى سؤالى عما اذا كان لدى علاقات فى الماضى ، فجوابى هو نعم . وكما قلت أنت منذ لحظات ومن دون لباقة ، انا رجل ناضج ، ولست غلاما . على اى حال لم أطلق لنفسى العنان قط فى أى سلوك ، كما لم آخذ الى سريرى امرأة بالرغم عنها .
انها تصدق ذلك بكل تأكيد . وحدقت اليه بتعاسة . لاشك أنهن كن يقفن بالصف من أجله منذ تركته سيلاين بكل حماقة :- الامر هو ...
- آه ، ليس ذلك الشئ مرة اخرى ... ارجوك .
نبرة السخرية فى صوته كانت القشة الاخيرة ، لكنها أفادتها اذ قوت عزيمتها . لابأس ، انه يريد الحقيقة وسيحصل عليها حتما !
- لا أريد أن أكون احدى النساء اللاتى يدخلن ويخرجن من حياتك . هذا كل ما فى الامر . هذا النوع من الحياة قد يناسب تماما بعض النساء ، لكنه لا ينجح معى . قد تعتبر ما أقوله كلاما قديما ، لكننى أريد أن أعلم ان كان هناك على الاقل فرصة لشئ دائم فى المستقبل ، اذا نجحت الامور بيننا. فأنت ... أنت كتاب مقفل .
- أظن أن التعبير الانسب هو حالة تفتح وتقفل .
حملقت فيه. انه يعلم بالضبط ماذا تريد . فهى لا تريد ان تكون امرأة يريدها لفترة قصيرة حتى تفتنه امرأة اخرى وتثير تحديه. لو استسلمت له منذ البداية لربما أصبحت الان خارج حياته، وهى لا تستطيع ان تواجه ذلك . انها تحبه واذا ما سلمته قلبها ، فلن تتحمل ابدا هجره لها .
عندما عرفت فلين ، ادركت ان دين لم يكن مناسبا لها ، رغم انها لم تعترف بذلك . منذ اليوم الاول الذى عرفت فيه فلين ، لم يعد لدين أهمية لديها . وهكذا أصبح الامر واضحا بحقيقته المخيفة . فجأة تملكتها رغبة مدمرة فى الانفجار بالبكاء ، لكنها سيطرت على نفسها .
- ماريغولد ، اذا كنت مخطئا فصححى لى الخطأ .أليس أنت من ألح على أن نبقى متباعدين؟ مجرد صديقين ؟

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
christmas at his command, احلام, helen brooks, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية, هيلين بروكس, واحترق الجليد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية