لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-11, 12:17 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

2- غابة الرعب
كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة الا ربعا حين نزلت مينا الى بهو الفندق لتنضم الى المجموعة الصغيرة التى تنتظر الدليل الذى سيرافقهم الى الغابة . سرعان ما رأت غايفنغ كلينتيس ولكنها تجاهلته عمدا ثم انضمت الى بينى وستافرو هولاند اللذين يتبادلان الحديث مع الازواج الاربعة:
سألتها بينى: أتتوقين للقيام بالرحلة؟ . عندما أجابتها مينا أيجابا أضافت : - على فكرة .. ماذا أصابك ليلة أمس؟ فتشت عنك وقت العشاء فلم أجدك.
-أكلت فى غرفتى.. شعرت بصداع ربما بسبب حرارة الشمس. انها تكذب لأنها تعرف جيدا سبب عدم تناولها العشاء فى المطعم ، فقد أرادت تجنب أى أحتكاك آخر مع غايفنغ كلينتيس لأن حظها العاثر قد يدفعها الى مقابلته فى قاعة الطعام فيتهمها بأنها تعمدت هذا اللقاء أيضا. قالت بينى وهى تبدى اعجابها بالسروال الزيتونى التى ترتديه مينا وبالقميص الأبيض:- تبدين جذابة على أى حال.
كانت مينا تمسك حقيبة من القماش فيها قميص قطنى طويل الأكمام وقبعة وأشياء أخرى . كان لون الحقيبة يماثل لون سروالها وقد اشترت هذه الثياب خصيصا للعطلة.. فكارسون لا يحب أن ترتدى المرأة الجينز ولهذا اضطرت مينا الى شراء سروال عادى لزيارة والديه
أصر كارسون على أن تتعلم مينا ركوب الخيل.. فمن المتوقع أن تتعلم، ولكنها قررت ألا تشارك بالصيد فمع أنها تستمتع بمنظر الصيادين مع كلابهم . ألا أنها لم ترغب قط فى مجاراتهم بهذه الهواية .
قدمتها بينى الى الرباعى المرح الذى كانت تتحدث اليهم كان أرنولد، مصمم الأزياء، نحيلا أشقر الشعر، زوجته سالى ترتدى سروالا أنيقا وقميصا مربوطا بحزام مزين بقماش ذهبى .. وكان صديقاهما، كولين ونويل بردفورد شريكى أرنولد. سألت سالى مينا: - ألا تشعرين بالوحشة لأنك بمفردك هنا؟ - ليس كثيرا ، لأننى جئت لطلب الراحة. كانت بينى قد استدارت للتحدث الى غايفنغ كلينتيس أما مينا فوعت بشكل لا يطاق نظرته الحادة الساخرة على بشرتها المتوردة .
أجابت كولين بأشفاق: أجل .. فالاستعداد للزفاف قد يكون مرهقا.. متى الحدث الكبير ؟ - لم نقرر نهائيا.. فكارسون خطيبى يجب أن يسافر الى نيويورك قريبا .. وليس متأكدا كم سيطول مكوثه هناك ولكن حالما يعود نحدد الموعد.
قال غايفنغ بتشدق بعدما ضم نفسه الى الحديث: - ليس عريسا متشوقا اذن؟ ألم تحذريه مما قد يصيب المتقاعس فى الحب؟ عرفت مينا أنه يلمح الى أنها هى التى تلح على كارسون للزواج وأرادت أن تخبره بأنه مخطى، وبأن كارسون ليس ممن يستعجل الامور . ضحكت سالى :أووه .. كلنا نواجه المصاعب فى جر رجالنا فى هذه الايام الى مذبح الكنيسة.. هذا ما جنيناه من المساواة بين الجنسين.. لم يعد هناك حاجة للاستعجال على الزواج كما كان فى السابق .. هذه الحال هى الفضلى تصورى أن تتزوجى رجلا لا تعرفين عنه شيئا. انه أسلوب قديم يشبه الزواج المدبر بين غريبين.
منتديات ليلاس
ردت مينا بدون اهتمام، متمنية ألا تفضحها لهجتها :- أجل..
كيف لا توافق وغايفنغ كلينتيس وافق أمامها. لو صرحت بالحقيقة لعرف أن خبرتها مع الرجال معدومة. خجلها الطبيعى، وتعليمات العمة مارولا المتزمتة أثرا فى رغباتها الطبيعية فى المعرفة ومع مرور السنين أصبحت أكثر خجلا من الاعتراف بالحقيقة.. فلم يكن حتى كارسون نفسه يعرف أنها عديمة الخبرة .. فالموضوع لم يذكر قط بينهما وتساءلت لأول مرة عما ستكون عليه ردة فعله.. مرت بها أوقات شعرت بأن حقيقتها مكتوبة على وجهها وهذا ما جعلها عرضة للخجل حينما يقترب منها الشبان، لكنها فى النهاية تغلبت على هذا الخجل .
من الواضح أن غايفنغ كلينتيس ، لم يدرك حقيقة خجلها وتزمتها مع الجنس الاخر ، واضطرت لمحاربة غضبها المتصاعد، وهى تتذكر مواجهتهما بعد ظهر اليوم السابق . حين شغلت بينى اهتمام سالى وجدت مينا أن (البعبع) الذى تفكر فيه أصبح قرب مرفقها. قالت له بصعوبة: - أرجو أن لا تتهمنى بالانضمام الى الرحلة لأجبرك على التعرف الى.. ازدادت غمازتا وجهه عمقا وهو يبتسم: - يصعب ذلك.. يجب أن أكون مصابا بجنون العظمة حتى أفكر بهذه الطريقة. خاصة وأننى سجلت اسمى أولا.. أتستمتعين بالسير على الاقدام؟
لم يبد مهتما بما اذا كانت تستمتع به أم لا . لكن مينا أجبرت نفسها على الرد بأدب: - أجل.. لقد نشأت فى الريف .. - عظيم.. ولكن رحلة اليوم لا تشبه نزهة ريفية . هذه جبال شديدة الانحدار، وأعتقد أن الغابة كثيفة جدا..
قال ستافرو مازحا: أتحاول احباط عزيمتنا؟ - أبدا .. يبدو أننى أعطيت انطباعا خاطئا.. فى الواقع، لو ظننت أن الرحلة سيكون مشقة لى لما قبلت بها. لامس ساقه اليسرى وهو يتكلم، فتذكرت مينا قول ستافرو أنه شاهده يعرج.. وأضاف بحدة: - لقد تورطت فى .. حادثة.. وأنا هنا لأسترد عافيتى، ولأمارس تمارين تعيدنى معافى الى عملى.
سأله ستافرو: أنت فى الجيش على ما أعتقد؟ -أجل .
كانت الكلمة خالية من أى تعبير. ولكن مينا نظرت الى وجهه وهو يتكلم، وحبست أنفاسها لأن مظهره تغير كليا اذ قست ملامحه ومر بعينيه وميض أسود .. ما الذى فى السؤال البرىء حتى يثير ردة فعله هذه؟ أهو مطرود من عمله، أو ما شابه ذلك فلقد سمعت من والد كارسون أن أمورا كهذه قد تقع . ولكن لماذا تهتم بردة فعله؟
قال ستافرو مقاطعا أفكارها: وصلت وسيلة النقل . كان خارج الفندق سيارتا لاندروفر مزودتان بمقاعد اضافية ، مشرعة للهواء الطلق .
- هل الجميع جاهز؟
صعد الازواج الاربعة أولا تبعهم العروسان. وكانت مينا على وشك الجلوس قربهما حين منعها الدليل.. أجلسى فى السيارة الثانية .. أنا أجلس هنا. وهكذا، أضطرت للانضمام الى بينى وستافرو فى مؤخرة السيارة، وخفق قلبها بشدة حين اندس غايفنغ كلينتيس بطوله الفارع الى جانبها .
لم يكن فى السيارة مساحة كبيرة بسبب بينى وستافرو الضخمى الجثة أحست مينا بحرارة جسد غايفنغ كلينتيس تحرق بشرتها فحاولت الابتعاد، لكن صعب عليها ذلك بدون أن تدس نفسها بستافرو
كان الطريق من المجمع الفندقى ممهدا . ولكن حالما انعطفت بهم السيارتان، وجدوا أنفسهم على طريق مهجورة منذ سنوات . وعندما وثب اللاندروفر فوق نتوء كبير ارتمت مينا على غايفنغ كلينتيس.. فأحست وكأنها اصطدمت بجدار صلب، وارتفعت ذراعه لتنقذها، وتمسك بها على ذلك الجدار الصلب المسمى صدره.. مرت بها مينا. لقد حرقت حرارته قماش ملابسها الرقيقة، فتصاعد اللون القرمزى تحت بشرتها وقد أدركت أنه قد أحس بها كما أحست هى بقسوته ورجولته .
- مينا .. هل أنت على ما يرام؟ قطع سؤال بينى عليها أفكارها ،فأجابت: - أنا بخير.. شكرا لك سيد كلينتيس.. كدت أقع على غفلة منى .
كان فى النظرة التى رمقها بها ما هو مهم: - يحدث هذا للجميع.. أرجوك .. نادنى غايف يا مينا. صاحت بينى تجذب الاهتمام عن وجنتى مينا المتوردتين: - آه ! انظروا الى هذا المشهد ! هل جئت الى الكاريبى من قبل غايف؟ - لا
نظر الجميع يمينا، حيث تنحدرالأرض حتى البحر الأزرق المنتعش الذى تذوب زرقته لتصبح ليلكية ضبابية عند الافق. تنهدت بينى: انه جميل جدا!
قال ستافرو: لكنه فقير.. لا يبرح تفكيرى فقر أهل الجزيرة .. حين يكون المرء هنا يفهم سبب انجذاب هؤلاء الناس الى الشيوعية.
رد غايف: أنت على حق.
منتديات ليلاس
- ثمة جناح يسارى قوى وضخم فى الجزر الكاريبية، وهم يتلقون تعليمهم وتدريبهم فى كوبا، وان لم ينتبه الغرب ويهتم استيقظ يوما ليجد أننا خسرنا منطقة الكاريبى .
احتجت بينى: - أوه.. بلا سياسة أرجوكما ! مينا.انظرى الى ذاك البناء الذى يوشك أن يقع.
كانت المسافة طويلة للوصول الى الغابة الاستوائية. وازدادت الامور سوءا بسبب الطريق الوعرة. ومع أن سانت ستيفان هى من أكبر جزر الكاريبى، فهى مهملة بشكل كبير.. كان مدير الفندق قد قال لمينا انهم يأملون بأن تساعدهم عائدات السياحة فى تحسين أوضاع الجزيرة.
كان السهل المنبسط من الساحل ختى الغابة غنيا بأشجار الموز، مصدر الرزق الرئيسى فى الجزيرة، بعد قليل بدأت تتلاشى ثمار الموزالمحمية فى أكياس بلاستيكية زرقاء.. وكلما اقتربت المجموعة من وجهتها، ازداد احساس مينا بتوتر يبعثه هذا الرجل الجالس الى يسارها ولكن لم يكن فى طريقة جلوسه ما يكشف أحاسيسه، فقد كان وجهه منحرفا قليلا عنها وكأنه يتفرج على المناظر الريفية، وكل ما كانت تراه مينا هو خط فكه المتشدد ولكن لا مجال للشك فى التوتر المنطلق منه، وأحست بأطراف أعصابها ترتجف برد فعل غريزى ، وتساءلت عما دهاها.
قالت بينى حين ظهر مبنى منعزل على طرف السهل حيث يتصاعد الجبل البركانى الى السماء مباشرة :- آه ! لاشك أنه المطعم!
كان على جانبى السهل اخضرار استوائى كثيف ولكن السهل نفسه بدا خاليا من المساكن. مع أن بضع طرق وعرة بدت وكأنها تقود اما الى قرى

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 01:22 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اسفه على صغر الخط ان شاء الله تكون اخر مرة اكتبة بخط صغير

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 04-06-11, 12:10 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وكأنها تقود اما الى قرى وأما الى منازل قريبه.
قال غايف شارحا حين علقت مينا على خلو المكان من مظاهر السكن: - يبنى معظم أصحاب المزارع بيوتهم على الجانب المطل على المحيط الاطلسى. كانت تلك الجهة أقل عرضة لهجومات القراصنة.
بدا وجهه مسترخيا وهو يكلمها كما بدت عظام وجنتيه أقل توترا، ثم بدأت سيارتا اللاندروفر بالتسلق نحو المطعم . المطعم كان مبنى من الخشب ولكن لونه الاخضر الاصلى تلاشى منذ زمن بعيد وأصبح زيتونيا كئيبا، كان الهواء فى الداخل رطبا.. ولم تشعر مينا فى حياتها بفقدان الشهية كحالها الان عندما استقر أفراد المجموعة حول موائد خشبية، خرجت الى الخارج فوجدت الهواء أبرد وأنعش .
- ألست جائعة؟
لم تلاحظ مينا أن غايفنغ كلينتيس لحق بها، لكنها هزت رأسها نفيا رافضة الاعتراف بضعف مؤقت استولى عليها فى المطعم. - ولا أنا. أدهشها الاعتراف، وباحت أساريرها بهذا . فسألها متجهما: ما الامر؟ ألا يسمح بأن يكون لمن هم قساة مثلى ، مشاعر طبيعية؟ -لم أقل هذا..
لكنه قاطعها وأكمل ساخرا:- لم تقولى هذا.. صحيح لأنك لست بحاجة الى القول فهاتان العينان تخبران كل شئ نيابة عنك.. أنت شخصية متناقضة فمن جه تبدين امرأة عصرية متحررة تقضى اجازتها بعيدا عن خطيبها . ومن جهه أخرى توحى عيناك بأنك راهبة مبتدئة ليس لديها فكرة عن العادات العصرية.
ردت مينا بلهجة ذات مغزى : - هلا عذرتنى فقد قررت العودة لأتناول بعض الطعام. ولكنها عندما دخلت الى المطعم لم تستطع سوى ارتشاف كوب ليموناضة.. كانت الساعة قد تجاوزت الثانية حين تقدمهم الدليل الى أحدى الممرات التى تقودهم من المطعم الى الجبال.
ما هى سوى نصف ساعة، حتى نضحت مينا بالعرق.. ولم تكن وحدها فى هذا المصاب فقد بدوا جميعا بمن فيهم غايفنغ كلينتيس متأثرين بالرطوبة فقد كانت مقدمة قميص غايفنغ مبللة بالعرق. ومع ذلك لم يرفع أكمامه أو تخلص من قميصه كما فعل الرجال وربما السبب معرفته بمدى جاذبيته وهو فى قميص وبنطلون أسودين . سارعت مينا ساخرة الى ابعاد هذه الافكار الحمقاء عن رأسها، فهو ليس رجلا يحتاج الى جذب اهتمام النساء بارتداء ملابس مميزة لأنه مهما ارتدى سيجذب أنظار النساء.
تكاثفت أشجار الغابة كلما توغلوا فيها وكانت أشجار الماهوغونى هى المسيطرة وأما أشجار الكرمة فالتفت حولها فيما غطت النباتات الميتة والمهترئة أرض الغابة.. توقف الدليل أكثر من مرة ليشير الى الاوركيديا النامية بين النباتات الخضراء المنتشرة وكانت أحيانا أنفاسهم تنقطع بسبب صياح ببغاء حاد وفى مناسبات عديدة سمعوا خرير الماء ولكنهم لم يشاهدوا ساقية.
منتديات ليلاس
ندمت مينا على انضمامها الى الرحلة.. ففى هذه الغابة ما يغم القلب وما يقبض النفس. لم يبد أن غايفنغ يعانى أية مشكلة فى متابعة خطوات الاخرين رغم ادعائه بأنه يسترد صحته من أثر حادثة.. لكن فى أحدى المراحل حين طلب الدليل منهم التوقف لاحظت مينا وهى تنظر الى غايف أن لونه قد شحب فجأة وأن العرق يتقطر من بشرته وان أصابعه تشد على وركه.
- هل أنت بخير؟ حرره سؤالها الهامس مما كان فيه فقد استرخى وجهه فجأة وقال بقسوة: - بخير.. تعالى يبدو أن الدليل جاهز للانطلاق.
ساروا على الاقدام فى الغابة ما يزيد عن ساعتين.. وكانت مينا تزداد غما كلما تكاثفت الغصون الملتفة الحاجبة نور الشمس. تابعت المجموعة التسلق بحدة فضاق الممر واضطروا أحيانا للسير واحدا واحدا.. فى احدى المراحل وكما وعد منظمو الرحلة انهمر المطر فجأة بملاءة مسبعة اخترقت كثافة الاشجار وزودهم الدليل بمظلات كان قد حضرها سلفا لتقى كل شخصين من تدفق المطر.
شاركت مينا المظلة مع غايف مستغربة هطول المطر المفاجئ قال لها غايف باقتضاب ما سبب لها الدهشة: - هذا ما ستعتادين عليه. علقت: قلت انك لم تزر الكاريبى
-لم أزر المنطقة ولكن الغابات الاستوئية متشابهة. ولم يقل المزيد.. فاعتقدت منا ان الموضوع لا يسره ولسبب ما توالفا معا فى فريق واحد أثناء السير ربما لأن الجميع أزواج وتمنت من كل قلبها لو رفضت المشاركة بالرحلة اذ لم يعجبها الجو المسيطر على الغابة كما لم تعجبها ايضا قشعريرة الارتباك التى كانت تختبرها كلما اضطرتها وعورة الممر الى ملامسة غايف..
نظر غايف الى ساعته وعبس.
- كان علينا العودة الان .. فليس فى هذا المكان فترة غسق كالتى نعرفها فى بلادنا فبعد ساعتين يحل ظلام دامس. تقدم الى الامام ليمسك ذراع الدليل سائلا لكن الدليل هز راسه بعنف وقال:- لم يحن وقت العودة بعد.. أصبح وشيكا ولكنه لم يحن.
بدا وكانه قائد عسكرى يحث جنوده على المزيد من الجهد.. فتأوهت سالى عندما ساروا ربع ساعة أخرى:- كم بقى لدينا؟
كانت مينا موافقة على السؤال.. فقد شعرت بالحرارة الشديدة وتاقت نفسها الى حمام بارد.. لقد جعل العرق مقدمة شعرها أقتم لونا وأحست بجفاف فمها. كما أنها ندمت على الغداء الذى رفضته فقد قضت وخزات الجوع مضجعها كانت تحمل بعض البسكويت فى حقيبتها ولكنها وجدت صعوبة فى انزال الحقيبة عن كتفها لتفتش فيها.. بدا الجميع متعبا الا غايف الذى ما زال قادرا على مجاراة الدليل بدون تعب.
شاهدت مينا الدليل يتوقف عندما وصلوا الى مكان فيه شجرة كبيرة. توقف الجميع متأوهين آهات الراحة الا الدليل أذ بدا متوترا قليلا. راقبت مينا عينيه اللتين جابتا فى المكان بحثا عن شئ ما .. وتقدم غايف ليقف بقربها.
-أهناك شئ؟ كان هو أيضا يراقب الدليل، ومع أنه أخفى ذلك جيدا، الا أن مينا لمحت قلقا محددا فى عينيه قبل أن يخفى توتره ويقول بعذوبة: - أمستعدة لرحلة العودة؟ .. أنا..
صمت فجأة لأن درزينه من الرجال المدججين بالرشاشات المرتدين ثيابا عسكرية اقتحموا المكان. سمعت غايف يشتم من بين اسنانه ثم سيق الجميع معا كالقطيع.
- ماذا يجرى هنا بحق الله؟
وجه غايفنغ السؤال الى من بدا مسؤولا عن الجماعة المسلحة.. وبدا واضحا أن غايف هو القائد الطبيعى اذ ما من أحد من الرجال الاخرين كان يتحدى حقه.. واحست مينا بأن الجميع مثلها، مصابون بدوار يمنعهم من التفكير أو من طرح سؤال (لماذا). أمرهم الرجل بأشارة بندقيته بالوقوف ثم تقدم الى الامام قائلا لغايف:-
ستبقون رهائن حتى تطلق حكومتنا سراح رجال تحتجزهم عن وجه حق منذ ستة أشهر. حان الوقت حتى يسمع العالم كله ما يجرى هنا.. لقد سئمنا من الرأسمالية غير المؤهلة ومن الحكومات التى تتركنا جياعا والتى ترفض تعليم الاولاد الذين تجاوزا الرابعة عشرة والتى تحكم على شعبها بالفقر والاذلال مدى الحياة.
كان يتحدث الانكليزية بطلاقة فرد عليه غايف:- لن يغير احتجازنا شيئا ولكن لو تركتمونا بدون أن تؤذونا أعدك بأن نبذل قصارى جهدنا لايصال وجهة نظرك الى حكومتك
لم يحرك أحد من الموجودين ساكنا.. كان الجميع ينظر الى غايفنغ وكأنه قائد يتبعونه.. ولم تصدق مينا أن هذا يحدث حقا.. نظرت حولها بحثا عن الدليل فأذا هو غير موجود كانت بينى تتمسك بذراع ستافرو شاحبة الوجه وكان العروسان متعانقين .. وسالى وكولين ملتصقتين بزوجيهما.. أما هى فلم تجد من تلجأ اليه.
سخر الفدائى منه:- طبعا.. وبعد ذلك يرموننا فى السجن مع رفاقنا. لا.. يا صديقى .. نحن بحاجة ماسة اليكم، ولا نستطيع اطلاق سراحكم فبدونكم لن تطلق حكومتنا سراح رفاقنا بل ستعدمهم.. تعالوا.. أمامنا أربع ساعات من المسير. وسيدرك فندقكم فى هذا الوقت أنكم ضائعون ولكنهم لن يجدوكم. لأن قلة من الناس يعرفون ممرات الغابة كما يعرفها كاستر هذا
أشار بفوهة بندقيته الى رجل محلى كان يشرف عليهم من فوق حاملا رشاشا.. شاهدت مينا كولين من طرف عينيها تترنح ناحية نويل ووجهها كورقة بيضاء، وتأوهت بصوت منخفض مذعور: - يا الله ساعدنا ! نويل .. ماذا سنفعل؟
أطلقت كلماتها موجة ذعر بين الجميع وشعرت مينا بأنها ترتجف أما غايف فظل هادئا.قال القائد آمرا: تعالوا.. حان وقت الذهاب. صاح أرنولد وايت بصوت متوتر:- لن تنجو بفعلتكم هذه! الحكومة الانكليزية... سخر رجل العصابات منه: - انها بعيدة الاف الاميال يا صديقى.. والزمن الذى كانت فيه البلدان مستعدة للمخاطرة فى مواجهة عسكرية لأجل رعاياها قد ولى منذ زمن بعيد.. لن تفعل حكومتك لك شيئا.. انفجر ستافرو صائحا:- ولن تفعل حكومتكم من أجلكم شيئا كذلك!
كان على بشرته طفرة حمراء غير صحية، وشاهدت مينا زوجته تمد يدها اليه بقلق.. تتمتم برعب : - انه ضغط الدم.. رباه ! ماذا سيحدث لنا ؟
قال غايف لرجل العصابات:- لا تتوقع منا السير بسرعة رجالك..ان كنت تريدنا رهائن فعليك المحافظة على حياتنا. فلن تسلمك حكومتك رفاقك مقابل أجساد لا حياة فيها .. وأن أردتنا أحياء فاسمح..
عبس رجل العصابات يفكر فى ما يقوله غايف، ثم استدار ليقول شيئا لرفاقه بلغته ولكن رفاقه هزوا أكتافهم بلا اكتراث ثم اكفهرت وجوههم ..
قال لغايف: لن نستطيع تحمل مخاطرة اضاعة الوقت.
رد غايفنغ بهدوء: - ولا نستطيع كذلك المخاطرة بأرواحنا .. ما رأيك لو أخذت رهينة واحدة، واطلقت سراح الباقين. خاصة اذا ضمنا لك نشر قصتكم فى الصحف البريطانية. فبهذه الطريقة ستنال قضيتكم دعاية كبيرة، لا أظن أن حكومتكم قد تذيع خبرا مفاده ان الناس غير أمنين فى سانت ستيفان. حبست مينا أنفاسها فيما كان قائد العصابة يتشاور مع رفاقه.. هل سيقبل اقتراح غايفنغ ؟ لاشك لديها ان غايفنغ سيتطوع للبقاء رهينه. وتسألت عما اذا كانت قد أخطأت فى تقديره على أى حال ..
كانت الشمس تهبط بسرعة نحو الافق وكان الخوف يجتاحهم بانتظار قرار رجال العصابات. استدار القائد الى غايفنغ يقول بخشونة:- أنت .. أتعدنا بأن ننال الدعاية المطلوبة؟
هز غايفنغ رأسه ايجابا، ثم تمتم لمينا من بين أسنانه: - من قال أن القلم أمضى حدا من السيف كان يعرف حقيقة الحياة.
منتديات ليلاس
ثم التفت الى ستافرو: - سيبلغ السيد هولاند القنصل البريطانى بما حدث كما سيبلغه باتفاقنا الذى يضع حرية أصدقائى مقابل نشر قضيتكم.
- لن ترغب حكومتنا فى معاداة بريطانيا . لذا ستعمد الى اطلاق سراح رفاقنا حالما تعلم بأمر الرهينة البريطانية. لكن مينا لم تكن واثقة من هذا. فقد نشرت الصحف البريطانية مؤخرا مقالات عن أشخاص احتجزوا عدة أشهر بدون أن تفعل الحكومة شيئا للتفاوض من أجل حريتهم..
قال قائد العصابة: حسن جدا اذن .. رفاقك أحرار.
صاح يأمر أحد رجاله فتقدم الى الامام وأشار اليهم أن يتبعوه. كانت مينا الاخيرة ولكنها لم تقاوم القاء نظرة أخيرة على غايفنغ.. الواقف وظهره اليهم. فيم يفكر؟ أهو خائف ؟ لاشك فى ذلك.
- أنتظرى! أوقفها الأمر القاطع الحاد الصادر من قائد المجموعة الذى تقدم الى الامام وأمسك ذراعها.. كانت تسير بمفردها فى مؤخرة الصف الطويل، وارتجفت تحت نظرة عينيه الباردة التى كانت تعريها من ملابسها. استدار الى غايفنغ يقول متجهما:
- ستبقى.. لأن وجودها سيحول دون تفكيرك فى الهرب.. فعليك سيماء هذا النوع من الرجال يا صديقى. أما الان فستبقى معنا لأن امرأتك أسيرة أيضا فأن حاولت الهرب قتلناها،تناهى الى مسمعى مينا احتجاج بينى قبل أن يسكتها ستافرو، ولكنهما لم يدركا نظرة العجز فى عينيها وهى تنظر الى ظهر غايفنغ المتصلب.
مر دهر قبل أن يستدير اليها وعيناه خاليتان من أقل تعبير ولكن القائد سارع يقول له :- لاتجادل والا احتجزت الجميع.
أرادت مينا الاحتجاج بالقول:أنت مخطئ، فلست امرأته.. ولكن الكلمات علقت فى خناقها، ولم تجرؤ على النظر الى الاخرين المجرجرين أذيالهم بعيدا.
قال القائد لغايفنغ آمرا:- تعال.. حان وقت ذهابنا.. أنت على حق. كان سيعيق الاخرون تقدمنا وان حاولت تأخيرنا بتعمد البقاء فى المؤخرة وهبت أمرأتك الى رجالى فقد مضت أسابيع منذ أن رأوا فيها امراة. مخيمنا معزول وحياتنا فيه قاسية بالنسبة لامرأة كأمرأتك.
تجمد الدم فى عروق مينا لدى سماعها تهديده، وتحولت الى قطعة ثلج باردة، ورفضت النظر الى غايفنغ لماذا لم يقل له الحقيقة ؟ لماذا لم يقل انهما مجرد غريبين؟
عرفت الرد بعد عدة لحظات .. حين همس لها بصوت منخفض بحجة مساعدتها فى منحدر قوى: -أعرف فى ما تفكرين.. ولكن الوقت غير مناسب لابداء المشاعر لو قلت لهم الحقيقة لعرضتك الى أغتصاب جماعى.. فلن يلمسوك ما داموا يعتقدونك امرأتى. أذ يتوقعون منى الالتزام بتعليماتهم من أجلك .. سأقتلهم بيدى ولن يرغب أحد منهم أن يكون الشخص الذى سأقتله بيدى قبل أن يقطعونى نصفين بهذه اللعب الروسية التى يحملونها!
=======================================

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 05-06-11, 04:55 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

3- كهف الرغبات
هبط الظلام بسرعة فتدثرت الغابة بستار أسود كثيف بعث التوتر الى مينا. ولكنه فى الوقت نفسه أخفى منظر الرجال الذين يحرسونهما وبنادقهم التى لا تتحرك قيد أنملة عن وجهتها المهددة.
مع هبوط الليل جاء المطر الذى لم يكن شبيها بمطر بلادها بل كان ستارة حقيقية متماسكة من المياه بدأ بدون سابق انذار ولكنه توقف بعد ربع ساعة ، ملصفا ثيابهم الى أجسادهم، جاعلا الممر الترابى تحت اقدامهم موحلا .
نسيت مينا عدد المرات التى تعثرت فيها. بل فقدت منذ وقت طويل تقدير الوقت. فى البداية حاولت المحافظة على روحها المعنوية مرتفعة بالقول لنفسها ، سرعان ما يصل رفاقهما الى الفندق، فيذاع الخبر وينطلق الانذار وتتم نجدتهم.. ولكنها عرفت أنها تعيش فى وهم. فستمر أربع ساعات على الاقل قبل أن يصل الاخرون الى الفندق وفى مثل هذا الوقت قد ينقلهما رجال العصابات الى مكان لا يعرفه الا الله.
بدت الغابة وكأنها تطبق عليها فتوترت أعصابها، حتى أصبحت على استعداد للصراخ والهرب، بدون اكتراث بما قد يحدث. أحس غايفنغ كم كانت قريبة من فقدان السيطرة على أعصابها.. فسارع الى الامساك بذرعها .. كانت قبل ساعة سترفض بمرارة هذه اللمسة أما الان فشعرت بأمتنان عاجزة وذكرتها لمسته بأنها ليست بمفردها .
- هيا.. أسرعا !
كانت فوهة البندقية باردة على بشرتها، فارتجفت. وكادت تفقد توازنها. عندما حاولت الاسراع حث غايفنغ خطواته واشتدت أصابعة على ذراعها بقوة.. تذكرت أنه كان يسترد عافيته من حادثة ما، وان ستافرو قال لها انه يعرج قليلا..كانت سرعة الرجال متعبة وأحست مينا بألم فى جميع انحاء جسدها وضاقت أنفاسها. أما غايفنغ فبدا غير متأثر.
تعثرت مجددا حين أصبح الطريق صعودا، وكادت تنكب على وجهها، رغم محاولة غايفنغ انقاذها تناهت اليها ضحكات آسريها المزعجة.. وبدأت دموع الضعف تتجمع فى مآقيها .
- انهضى. كان هذا صوت غايفنغ القاسى الذى لا يلين.. فاحتجت: - لا أستطيع الاستمرار.
رد متجهما: بل تستطيعين وعليك السير الا اذا أردت البقاء هنا لتموتى. فهؤلاء الرجال لا يلعبون، أو يتسامحون، انهضى.. ان كانت حياتك غير ثمينة عندك فحياتى عندى ثمينة جدا.
تحدث بهدوء وجدت مينا معه صعوبة فى ان تسمعه.. كان يخنق صوته لمنع الكلمات من الوصول الى مسامع غيرها .ز احتجت بمرارة: - لا بأس بهذا بالنسبة اليك .. أظنك معتادا عليه . فأنت ..
انقطعت انفاسها بوحشية بعدما أوقفها على قدميها وشدها اليه بقسوة، يكاد يحرمها من التنفس .. سمعت مرة اخرى الرجال يضحكون انما بطريقة مختلفة. مضت لحظات قبل ان يتركها مما لم يكن عناقا بل عقابا خشنا.. تألمجسدها من ضغط ذراعيه. وقال بغضب قبل ان يبتعد عنها مباشرة:
- أيتها الحمقاء الصغيرة ! انهيار آخر كهذا، ونموت أفهمت؟
فهمت ما قاله متأخرة وعندما كانت تتابع سيرها على ساقين مرتجفتين تساءلت عما كان سيحدث لو سمع أحد الخاطفين ما أوشكت على التفوه به، فالمعلومات عن علاقة غايفنغ بالجيش البريطانى ستثير ردة فعل كبيرة .
أجبرت نفسها على السير دامعة العينين تشعر بكره شديد لا تعرف ان كان موجها الى غايفنغ كلينتيس أم الى الخاطفين ساروا مسافة طويلة فى الطريق الضيق الملتوى ، الذى أحست مينا أنه يدور حول الجبل وكانت مينا تشعر بالعذاب كلما سارت خطوة لم يكن هناك مجال للافكار أو للخوف بل الحاجة الجسدية الضرورية للاستمرار فى التقدم .
أصبح انهمار المطر المفاجئ أمرا عاديا. وبات التصاق ثيابها بجسمها أمرا طبيعيا والسير ولكن عندما توغلوا بين أعشاب كثيفة كانت تخفى الطريق ، أحست بأنها دخلت فى كابوس مرعب يشبه ذاك الذى كانت تراه فى منامها وهى طفلة .
لامست حزمة من أوراق الشجر المتدلية بشرتها، فشعرت بالالم ولكن عقلها كان متعبا ومشغولا بعملية السير البسيطة مرت لحظات أخرى، طارت خلالها احدى الفراشات الضخمة المنتشرة فى الغابة ، فرفعت ذراعها لتبعدها، ولكنها لم تلبث ان تشنجت وظهر عليها رعب شديد بدائى جعل غايفنغ الذى كان يسير خلفها مباشرة يصطدم بها.
منتديات ليلاس
قال لها( ما بك؟) ثم اسرع يحيط معصمها بأصابعه بحثا عن العلقة الطفيلية التى علقت بجسمها الطرى.. سرعان ما كبحت صيحتها.. وأغمضت عينيها برد فعل طفولى لتمنع نفسها من رؤية الجسد اللزج .
- تحركا! ولكن غايفنغ تجاهل هذه المرة الامر الفظ واضطر القائد الى التراجع ليرى سبب وقوفهما. وقال معلقا حين راى ما حدث:- لحمك طرى يعجبها أكثر من لحمنا الخشن.. خذ! رمى علبة ثقاب الى غايفنغ وسأل ساخرا:- أتعرف ماذا تفعل؟ - اعتقد هذا .
أشعل غايفنغ بهدوء عود ثقاب ثم قربه من جسم العلقة ..راقبت مينا برعب شديد انكماش مصاصة الدماء، ووقوعها أرضا ثم ما لبث جسمها ان أرتجف ارتجافه شديدة بات غير قادر على الوقوف بسبب ردات فعل غريبة اجتاحتها.- هيا .. تقدمى!
ذكرتها فوهة البندقية بما حولها.. فأطاعت طاعة عمياء وبدأت تتحرك. لاشك أنهم قطعوا أميالا . كم الساعة الان ؟ لم يكن معها ساعة، ووجدت صعوبة فى معرفة المدة التى مرت منذاحتجازهما.
كانت الرطوبة تخف كلما ارتفعوا وكانت كثافة الاشجار تخف أيضا ولكنها مازالت كثيفة بما فيه الكفاية لتكون ستارة سميكة تغطى السطح الشديد الانحدار الذى يتسلقونه . تذكرت مينا أنها قرأت فى الكتيب السياحى أن قمم الجبال مغطاة بالاشجار والنباتات المورقة..
أخيرا أمر القائد بالتوقف مع أن مينا لم تر فى ما حولهم ما هو مميز ليستدعى الوقوف ثم أشار نحو كتلة منحرفة من الصخر الاسود اللماع:- من هنا .. بسرعة !
ما ان اقتربوا حتى أدركت مينا أن ما ظنته ممرا صخريا ضيقا فى وجه صخور بركانية، لم يكن سوى مدخل الى شق عميق. وقال القائد متفاخرا: - اكتشفت هذا المكان فى صباى . وأشك فى ان احدا فى سانت ستيفان يعرف شيئا عنه.
صدقته مينا فانكمشت برعب من الظلمة الجهنمية التى كانت تفغر فاها شرها. حثها غايفنغ هذه المرة على التقدم وكان وجهه متجهما متحفظا.. وكأن افكاره فى مكان آخر . كان الشق ضيقا بحيث كادوا لا يستطيعون السير فيه فرادى.. مينا، التى طالما عانت من الخوف فى أمكنه كهذه شعرت ببشرتها تقشعر رعبا لانها تذكرت عندما رات فى طفولتها كهف (انغلوايت) ولكنها ليست الان برفقة والدين متفهمين يسرعان الى اخراجها من هذا المكان لتنشق الهواء النقى. عضت على شفتها بقسوة لمنع نفسها من الاحتجاج فأحست بطعم الدم.
اخيرا.. وبعدما احست بانها غير قادرة على تحمل ثانية أخرى فى ذلك الممر الضيق انفرج الطريق أمامهم فظهرت سلسلة من الكهوف.. الاولى كانت فارغة بحيث لم يجد رجال العصابات صعوبة فى سوق الاسيرين الى احد الكهوف.
كان النفق هذه المرة قصيرا، وانفتح على كهف كبير مضاء جيدا بمصابيح الغاز التى كانت ترسل ظلالا مخيفة على الصخر اللماع كان الاثاث من النوع المستخدم فى مخيمات العطلات.. كراسى من القماش قابلة للطوى وطاولة وفرن غاز الى جانبة جرة وعلى الجانب الاخر براد.. وكأنما أحس القائد بدهشتها فضحك قائلا :- حتى امثالنا يحتاجون الى الراحة المنزلية انما لا يخدعنك ما ترين فنحن قادرينعلى العيش فى الغابات اذا استدعى الامر.
ثم صاح لاحد رجاله من فوق كتفه : - كاستر.. أعد لنا الطعام بينما أرشد ضيفينا الى جناحهما.. ستجدان الراحة لأننى سأخصص لكما جناح شهر العسل. جعلت قهقهاته التى تبعت مزاحه مينا ترتجف كان الممر الذى ينزلونه عريضا وقصيرا انتهى بهم الى كهف مفروش بطريقة أوضحت أنه تم التخطيط لاختطافهما مسبقا ففى الصخر باب خشبى ضخم له قفل ثقيل من الخارج.
قال القائد:- لن تستفيدا من الهرب حتى وان استطعتما الوصول الى الكهف الرئيسى لقد أمرت رجالى بأطلاق النار عليكما حالا انما لا ليقتلوكما بل ليصيبوكما بطريقة.. قاطعة غايفنغ باختصار:- تقعدنا مدى الحياة..
حملت الابتسامة الماكرة التى رافقت كلماته موجات جديدة من الغثيان الى نفس مينا .. وطافت عيناها فى الكهف، فلاحظت أكياس النوم على الارض، ثم الترتيبات الصحية البدائية واجبرت نفسها على عدم فضح مشاعرها أمام الرجلين اللذين يراقبانها قال السجان ساخرا
- ستظلان بخير حتى يصلنا خبر اطلاق سراح رفاقنا ولكنكما ستظلان محتجزين فى هذه الغرفة طوال الوقت صاحت مينا:( ماذا سنفعل .. ماذا..)
- آه انا واثق أنكما ستجدان طريقة لقطع الوقت! الخبث الذى رافق كلماته كاد يفقد مينا الوعى بموجة اشمئزاز جديدة. وقفت مشيحة بظهرها الى الباب حتى سمعته يقفله ثم لم يلبث أن تخرك غايفنغ بسرعة وراءها..
- ماذا سيصيبنا؟ كرهت نفسها لأنها بطرح هذا السؤال تظهر عجزها.
- فى الوقت الحاضر.. لاشئ.. يؤسفنى تورطك بهذا الوضع .
- لم تكن غلطتك. لقد أحسنت صنيعا لأنك أقنعتهم بتحرير الاخرين! يجب ان نتكلم .. عم؟- عن طريقة ما للفرار.. فلا جدوى من الاعتماد عليهم فى اطلاق سراحنا.. لقد ولت الايام التى كانت الحكومات تستسلم فيها لتهديدات الجماعات المسلحة
- أتعنى .. أعنى ..أن الله يساعد من يساعد نفسه.. ولا سبيل الا الفرار للخلاص من الاسر. وكأنه عرف مدى تأثير كلماته فيها، فتقدم منها يضع يديه على كتفيها لتواجهه
لا أقول ذلك لتخافى بل لتواجهى الواقع.. نحن رهينتان لدى جماعة مسلحة تعرف كما نعرف نحن أن حكومتهم لن تحرر رفاقهم.. وتعرف أن موت سائحين بريئين سيمنحهم تغطية اعلامية كبيرة.
- لكنك وعدتهم بهذا
يريدون احداث صدمة .. تعرفين مثل هذا السيناريو؟ فما هم بالجماعة الاولى التى تحاول شيئا كهذا، ولن تكون الاخيرة.
- لا.. وقع انقلاب فى افريقيا الشهر الماضى لقد قرأت عنه مقالات فى الصحف وللحد من الانقلاب تدخلت فرقة الانقاذ الخاصة التابعة للجيش البريطانى..
رد بفظاظة: لقد قام بعملية الانقاذ أربعة وعشرون جنديا وقد أستطاعوا انقاذ الرجلين ولكن لم يخرج حيا الا ثمانية عشر رجلا من أصل ستة وعشرين. قطبت مينا: لم اقرا شيئا عن هذا. كان وجه غايفنغ رماديا تقريبا تحت ضوء المصباح وكانت تخططه المرارة والسخرية المؤلمة التى اصبحت مألوفة لديها ..
قال متجهما: ولن تقرئى لأننا لا ننشر شيئا عن فشلنا.. فأخبار كتلك تحبط المعنويات. نحن! خفق قلبها ، ثم توقف لحظات وعيناها تعكسان عدم تصديقها .
- هذا صحيح كل الصحة .. فأنا لا أهذى لاننى كنت مشاركا بل كنت أحد المسؤولين عن خسارة ثمانى أرواح .. آه ! فى الواقع ، لم تكن غلطتى ، فلم نكن نعلم بأمر القنبلة ولكنهم كانوا رجالى وقد قدتهم الى حتفهم .
أحست بالشفقة المرة وجف فمها وهى تلتقط توتره: وحادثتك . تريدين رؤية ما تحدثه قنبلة فى جسم بشرى اليس كذلك ؟ مد يده يفك أزرار قميصه وينتزعه بحركة عنيفة : انظرى جيدا .. اذن !
تمكنت بطريقة ما من عدم فضح صدمتها التى شعرت بها من جراء رؤية الندبات الحية على بشرته المشدودة القاسية السمراء.. ابتلعت ريقها: ألهذا ترتدى القميص دائما؟ لم تستطع منع عينيها من الانزلاق الى الاسفل وقرا ما تفكر فيه فقال بعذوبة: أتريدين رؤية المزيد؟
- توقف عن هذا! توقف عن تعذيب نفسك!
- نفسى ؟ ظننتنى أعذبك أنت أم انك لن تعترفى بان منظر جسدى الممزق يصيبك بالغثيان؟ قد لا يؤثر منظره فى جميع النساء لأن لدى بعض النسوة مرضا نفسيا يجعلهن يستمتعن بالنظر الى مشاهد كهذه.
ابتسم بمرارة، ثم أردف:- حين غادرت أفريقيا، قلت لنفسى ان ما من طريقة قد تعيدنى الى الغابات ثانية.. ويبدو أن الاقدار تضحك على الان.
تذكرت مينا توتره الذى بدا قبل قليل فانقبض قلبها اشفاقا جعلتها الاصوات خارج الباب تجفل ، وتنظر اليه بقلق وما هى الا لحظة ختى كانت بين ذراعيه. كانت حرارة جسمة القوية تضغط على جسمها وكانت يداه تتسللان الى ما تحت القميص القطنى تضمها اليه.
أخرس احتجاجها بضغط وجهها الى صدره . بدت عيناه قاسيتين عندما انفتح الباب وجعلتها طريقته فى التحرك تفقد الاتزان وتضطر الى التعلق بكتفيه، لمنع نفسها من الوقوع.
من يراهما على هذه الحال يظنهما غائبين عن كل شئ. والغريب أن أحاسيسها لانت تحت تأثير رجولته. عندما كان يعانقها كارسون كانت تتقبل عناقة بكبت مناسب، ولكنه لم يكن يضمها اليه بهذه الطريقة التى تجعلها تحس به بقوة لقد توقف الزمان وطغت عليها موجه من العاطفة جعلتها تدرك أنها أخيرا وجدت الرجل القادر على تحريك أحاسيسها، وعلى بعث الحياة الرنانة الى كيانها.كان ما أكتشفته للتو مذهلا ولكن العناق لم يدم الا فترة قصيرة.
بعد ذهاب الحارس، أردف يشرح لها خطته:- نريد ابقاءهم غير خائفين مما نقدم عليه وعندها سنتمكن من الهرب. همست، تدير رأسها عن اليخنة التى وضعها الرجل على الارض:- لن نستطيع الهرب.
- يجب ان نهرب ..اما هذا أو الموت.. ماذا لديك هنا ؟ واشار الى الحقيبة التى وضعتها على الارض.
- ليس فيها الا بضعة اشياء حملتها معى على الطائرة.. وللاسف هى خالية من رشاش.. لم يولد مزاحها الهش ردا وانحنى يلتقطها، ولكنها أسرعت تأخذها منه وقالت:- كنزة فضفاضة ورزمة من المناديل الورقية التى نصحتنى بها موظفة تعمل معى. وهذه الاغراض باتت بدون شك رطبة. كان فى الحقيبة بضع أدوات تجميل ومنشفة صغيرة وعلبتا بسكويت وقليل من المال تغيرت تعابير وجهه وظهر عليها شئ من الاثارة المرحة ثم تمتم:
- فلنحاول النوم قليلا.. فقد يكون يوم غد يوما طويلا كأيام الجحيم.
بعد الراحة المبدئية فى قعر كيس النوم السميك بدأت أرض الكهف تقسو الى يسارها استطاعت سماع أنفاس غايفنغ الرتيبة ففكرت أنة لن يجد صعوبة فى ايجاد وسيلة ما للهرب. أخيرا تغلب عليها الارهاق وطغى على ما ولده الخوف فى جهازها العصبى.
وغطت فى النوم ولكنها لم تجد الخلاص حتى فى منامها فقد سيطر عليها كابوس تلو كابوس فتقلبت فى كيسها الضيق باضطراب وخوف. فى أحد الكوابيس رأت أنهما يسيران فى الغابة وشعرت بالخوف السديد من العلقة التى التصقت بذراعها. فصرخت ولكن صرختها اختنقت تحت ثقل شئ يضغط عليها.. كرت السنوات وعادت بها الى الطفولة حيث كانت تلجأ الى مصباح صغير قرب فراشها لطرد شبح الخوف الذى تولده الظلمة . فجأة استيقظت من حلم مرعب واسم والدها على شفتيها، ولكنها شعرت بالحماية بين ذراعيه.
استيقظت مينا فوجدت الظلام حولها ولكنها كانت تشعر بالدفء والهدوء.. فى البداية تعجبت من وجود شخص ثقيل مستلق الى جانبها يشدها اليه .. فكرت بغباء أنه كارسون.. ولكن متى كان يعانقها كارسون هكذا؟ بل متى أحست بمثل هذه الرغبة فى السعى الى أحضانه لتحتمى به بشدة؟
أجفلت الذراع التى تحيط بها، وارتفع الرأس الاسود فبد واضحا فى العتمة عندما قال لها صاحبه:- آسف .. لكنك لجأت الى الرجل غير المناسب .. أترتكبين دائما مثل هذه الاخطاء؟
غايفنغ كلينتيس! عضت على شفتها ، تغمض عينيها بعجز وأحباط .. ثم قالت بغباء:
منتديات ليلاس
- ظننتك خطيبى. ولكنها لم ترى القسوة التى ارتفعت الى عينيه أمام منظر صدرها وهو يعلو ويهبط بحركات قلقة .. قال ساخرا : يؤسفنى أن أخيب أملك ولكننى لاأريد أن أكون بديلا عنه.
سحب ذراعه عنها فشعرت فجأة بالحرمان . أردف : كنت قلقة فى غضون الليل وقد صرخت فى منامك ولكن لم يكن من تنادينه كارسون. الى ماذا يلمح؟ أيقول انها صرخت باتسم رجل آخر؟ .. حبيب آخر؟ كيف له هذا؟
- لا اظننى الرجل الاول الذى يسمعك تصيحين باسم أبيك (دادى) بهذا الصوت المستوحد الرقيق. فجأة غير الموضوع قبل أن يفسح لها مجالا للرد.
- يؤسفنى الا يكون فى حقيبتك شفرة حلاقة. تركها تغيير دفة الحديث غاضبة لكن غير قادرة على الدفاع عن نفسها نظر بسرعة الى ساعته:
- السابعة.. أتساءل عما اذا كانوا ينوون اطعامنا هذا الصباح.. أوه .. لن يتركونا نموت جوعا لأن موتنا لن يفيدهم. لابد أنهم تكبدوا مشقة فى تجهيز هذا المكان .. وأتساءل متى سيحتاجون الى المؤن.. لا يمكنهم تخزين أطعمة كثيرة هنا خاصة وأنهم مضطرون لحمل كل شئ بأيديهم. يجب أن نأخذهم على حين غرة ونراقب روتين حركاتهم.
كانت على وشك ارتداء القميص الفضفاض حين انتزعه منها وقال أمرا:( لا.. لاترتديه ..) فضحت تعابير وجهها ما تفكر فيه، فضحك:
- لا تقلقى .. لن أعتدى عليك.
سمعت أصواتا خارج الباب، ثم طقطقة القفل.. تجاهل النظرة الوجلة التى أطلقتها نحو غايفنغ، وعندما دخل الرجل حاملا صينية طعام ورآها ومضت عيناه برغبة متأججة جعلت دمها يجرى باردا فى عروقها. توسلت عيناها الى غايفنغ أن يحميها، ذلك أنها تذكرت التحذير الذى أطلقه القائد حين احتجزهما.
لم يخيب غايفنغ أملها بل وقف بينها وبين نظرة الرجل. يحميها من الرغبة الحارقة فى عينيه.. كانت ذراعاه حاميتين وهما تطبقان عليها وفى هذه المرة لم تتراجع أو تحتج مع أنها لم تكن مستعدة لدفء أصابعه السمراء التى تسللت الى ما وراء عنقها، أو لردة فعل جسمها
صاح غايفنغ بعدما أقفل الرجل الباب برضى كامل :- عظيم.. سيعزز ما راه ايمانهم بأننا حبيبان كما سيذكر أصدقاءنا بما هم محرومون منه. - ماذا تعنى؟ من حسن حظها أنه لم يقل لها ما يعنيه ساعتئذ.
مر اليوم الذى قضيا جزءا منه فى الكهف، والجزء الاخر فى الكهف الرئيسى مع حراسهما الذين قامروا بأموال صغيرة، ودخنوا السكائر وشربوا المرطبات، وهم يستمعون الى الراديو الذى حملوه معهم متوقعين سماع شئ عن الاختطاف .
حين مر على سجنهما ثلاثة أيام بدأت مينا تفقد الامل بالتحرر. ولأن غايفنغ لم يعد الى ذكر الهرب، استنتجت بأنه غير رأيه بعد دراسة المخاطر التى قد تواجههما. لكن كان عليها أن تكون أكثر ذكاء.
فى الليلة الرابعة وفيما هى على وشك التسلل الى كيس النوم قال لها فجأة:- لا تنامى الان أريد التحدث اليك.
*****************************************************
نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 05-06-11, 07:35 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166048
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلا الكويت عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلا الكويت غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

روووووووووووووووووووووعه ...ننطرج..ويعطيج العافيه..

 
 

 

عرض البوم صور حلا الكويت   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, بيني جوردن, دار الفراشة, خارج الزمن, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية