لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-11, 11:56 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت بالبرودة تنساب في عظامها , ولكنه تابع بوحشية وبلا رحمة:
" وتعتبرين أن كل شيء كان واضحا تماما , وأنت المذنبة ".
رمى بالرسالة على الطاولة بأشمئزاز وتابع:
" أسمعني يا راوول , لا علاقة لي بكل ذلك , فأنا متألمة جدا لكل ما حدث لرايس , لكن........".
" متألمة , أنت متألمة , أنا الذي أتألم من صفاقتك في الحضور الى هنا , أنت التي أحبّها , ووضع ثقته بها وبالتالي دفعته الى تدمير نفسه".
أبتلعت ديللي ريقها بصعوبة , وبذلت مجهودا يفوق طاقتها لتمسك دموعها.
" أذا كان هذا ما تظنه".
" ما أظنه لا يقبل الشك , وما تفكر به والدتي شيء آخر , لأنني لم أقل لها الحقيقة , ولكن هناك أشياء لم أستطع أخفاءها عنها , أرنستين تقرأ لها الصحف كل يوم , والصحف المحلية تحكي أحيانا عن رايس".
ضغط على طرف الطاولة بيديه وكأنه يريد أن يكسرها ونظر اليها:
" خنته".
" راوول , لست أنا , عليك أن تصدقني, العلاقة بيننا كانت صورية".
" في الحقيقة , أنها بالفعل لكذلك".
" ليس هذا ما أريد قوله , لقد توهّمنا أننا بهذه الطريقة نستطيع أن نجنبه المشاكل , لقد كان يجتذب المشاكل ".
" الموت هو المشكلة الحاسمة , ومع الأسف لم تجنبيه أياه".
" أنت لا تريد أن تفهم أليس كذلك؟ أنه شخص غير مستقر , وبحاجة الى حماية من الآخرين ومن نفسه أيضا".
" من شخص مثلك؟ أنا أفضل الحماية من حية.......".
فقدت ديللي توازنها وألتفتت نحوه بعيون تقدح شررا , وشتمته بقسوة , وبعد أن خففت عن نفسها قليلا , أضافت بهدوء:
" أنت لا تعرف الحياة التي عاشها , لم تكن معه , وتجرؤ أن تحمّلني مسؤولية موته".
أقترب منها بوجه مليء بالكراهية:
" نعم أحمّلك مسؤولية موته".
أوشكت أن تصرخ , بأن هذا غلط , ولكنها فهمت أن الأحتجاج لا يجدي , فراوول لن يغير رأيه , أدارت وجهها بيأس وأخفته بين يديها لكي لا تريه دموعها , لقد قلب عالمها في ساعات قليلة , وبعد لحظة تجاوزت ضعفها ولكنها لم تقو على النظر اليه.
" أذهب".
أنحنى نحوها بهدوء , سمعت أنفاسه تتصاعد وأرادت أن تهرب ولكنها كانت مشلولة من الخوف , ومن الخلف , طوق عنقها الرقيق.
تمتم في أذنها :
" أنت قتلته".
وأزداد ضغط أصابعه تدريجيا حتى شعرت بصعوبة ألتقاط أنفاسها ثم أدار رأسها نحوه:
" أنت قتلته , كما لو كنت تقودين السيارة بنفسك".
" لا , لم أكن أبدا........".
أختنقت الكلمات في حلقها من شدة ضغط أصابعه وشعرت بحالة من الأغماء.
تأتأت بيأس:
"أتوسل اليك".
قال وهو يتنهد بعمق:
" آه يا ألهي".
وعندما ترك عنقها , ترنحت وكادت تسقط لولا أنه أمسكها من كتفيها , فسقطت على صدره مرتجفة فاقدة كل قواها.
" أنت قتلته,( كرر ذلك بلهجة قاسية ) , ولن أسامحك على ذلك أبدا".
تمتمت مرة أخرى:
" أتوسل اليك".
تجاهل رجاءها وأسندها الى المكتب .
" أمنعك أن تفضي بأي كلمة تمكّن والدتي من معرفة حقيقة علاقتك برايس".
" لا أفهم ما تعني".
قالتها وهي تنظر اليه بجمود كأنها منومة مغناطيسيا والدماء تسيل كالنار في عروقها , هل كان ذلك بسبب الخوف أم بسبب شيء آخر؟
قال بغضب:
" لا تكذبي , أنت تفهمين تماما ما أعني , لن أخبرك عن ردود أفعالي أذا ما كشفت لوالدتي أن رايس وضع حدا لحياته بنفسه , أنها أمرأة عجوز وقد تحملت بما فيه الكفاية في حياتها".
" لا يمكن أن أدّعي ذلك لأنه ليس حقيقيا , لقد مات في حادث مأساوي".
" ألعبي هذا الدور أمام والدتي , وليس أمامي , أعرف كيف عاملت رايس كما أعرف أي نوع من النساء أنت , فكل البراهين هنا , في سالته الأخيرة وفي قصائده".
أغمضت ديللي عينيها لتهرب من نظراته المتهمة , أمسك بشعرها وأدار وجهها اليه.
قال وهو يصر على أسنانه:
" أفتحي عينيك".
بقيت ديللي جامدة , أما هو فقد أزداد عنفا وصرخ:
" أمرتك أن تفتحي عينيك , أنظري اليّ".
الألم جعلها تفتح أجفانها وشعرت بأنفاسه الحارة:
" الآن أسمعيني جيدا , لن تطّلعي على وثائق رايس ألا في هذه الغرفة , لا شيء يخرج منها.. .... أكرر , لا شيء أطلاقا ألا أذا تفحصته أنا شخصيا".
" لكن في رسالتها , والدتك قالت....".
قاطعها بقسوة :
" أعرف ما قالت , أذهبي الى الجحيم مع رسالتك , أطلب ألا يخرج شيء من هذه الغرفة يمكنه أن يجرح أمي , لا شيء ألا ما تقصه عليها أرنستين".
" ولكنها مع ذلك تعرف أن رايس لم يكن ...... لم يكن ملاكا".
" كتابه الأخير لا يترك مجالا لأي شك في ذلك , صحيح أن رايس لم يكن ملاكا وهي تعرف ذلك منذ سنوات وتسخر منه ولكنها تجهل أن موته كان أنتحارا ".
صرخت بصوت يرتجف من اليأس والعجز عن أقناعه:
" هذا خطأ ".
صرخ بأزدراء :
" صحيح , أذن أقرأي هذه الرسالة ".
تركها فجأة وأبتعد عنها ونظراته لا تفارقها , تمسكت بالطاولة لتضمن توازنها , وشعرت بأنها لا تقوى على المقاومة أكثر من ذلك , وفي كل لحظة يتزايد أحساسها بأن نظرات معذبها تخترقها حتى الروح , كانت تفكر:
( لو تستطيع أن تقرأ ما في قلبي , يا راوول , أيها الظالم , لماذا لا ترى الحقيقة فيه؟).
لم يضف أي كلمة , توجه نحو الباب وخرج دون أن ياتفتت , وقعت ديللي الى الأرض وقد تلاشت طاقتها على الوقوف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:58 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5 - حبيبة رايس


فقدت ديللي أحساسها بالمن , ولم تعد تعرف أذا كان راوول قد خرج منذ ساعة , أو نصف ساعة أو عشر دقائق , فالحالة التي عاشتها جعلتها تعوم في ذهول أبله , رأسها يضرب بشدة , وشعور بالغثيان أنتابها ,ولم تعرف أذا كان ذلك بسبب برودة الأرض التي لا تزال جاثية عليها أم بسبب رائحة العفونة التي تزداد شيئا فشيا.
وأدركت فجأة أنها جائعة , وكأن كل الأنفعالات تجمعت لديها في غريزة الجوع , ( لقد أستعادت الطبيعة تفوّقها ) , قالت لنفسها.
منتديات ليلاس
وبعد أن نهضت أصلحت ملابسها وجلست على أحد الكراسي ومن الغريب أنها شعرت بعد هذا الكابوس , بأنها مختلفة فهي أكثر أكثر نضجا وأصلب معنوية , وأن كانت لا تزال تتألم من رقبتها.
وفكرت بسلسلة الحوادث التي تعرضت لها منذ مجيئها , وبهذا الوجه المتجهم الذي يعكس كراهية لا مثيل لها , عندما أتهمها بمقتل أخيه من أمه . ( أقرأي هذه الرسالة) , هذه هي كلمات راول الأخيرة.
بدا لها أن رايس ربما كتب هذه الرسالة بعد تلك المحاضرة التي تتذكرها جيدا , والتي كانت فيها تلك الطالبة سالي حاضرة , سالي أنسانة جذابة , تعرّف اليها رايس في أحدى المناقشات الأدبية وتوجه اليها بالغزل مستخدما كل جاذبيته , وبالتالي فقد تناول الثلاثة عشاءهم وطلب رايس من سالي الزواج بلهجة لا يمكن أن تؤخذ على محمل الجد , وتلقت سالي ذلك بخفة لأنها لا تملك التجربة الكافية لتعرف مدى جديته , ولم تر في ذلك ألا تمهيدا لمغامرة عابرة.
وفي يوم المحاضرة الشهيرة , رايس كان قد سهر كثيرا مع سالي , وتخاصما , ورغم ذلك فقد لاقت المحاضرة نجاحا , رايس يعرف أن يكون مسليا حتى وهو فاقد لرشده والجمهور كان ينتظر أن يراه على ما هو عليه... ولكن طرأ ما لم يكن في الحسبان مما قلب كل شيء , فبعد أن بدأ رايس بالحديث نهضت سالي الجالسة في الصف الأول , وخرجت بصحبة رجل آخر , وعندما رآها رايس أضاع خط النص , وبدأ يلفظ جملا مفككة , أخيرا كان عليه أن ينسحب من على المنصة , وكان على ديللي أن تتحمل عبء النتائج , تألم من صداع لا يحتمل وتحدث عن الأنتحار عدة أيام وأختفت سالي لعدة أيام ثم ألتقاها في أحد المقاهي , عادت العلاقة بينهما متوترة , وبعد أسبوع توفي , كان يقود سيارته كالمعتاد بسرعة جنونية , وقد أضاع رشده أو أنه غفا على المقود , فأحيانا كان ينام في ظروف غير متوقعة.
على كل حال , ديللي لا تعتقد أنه قتل نفسه برغبة منه.
الرسالة مكتوبة بتأثير الهذيان , كانت مفككة , يشير فيها الى خطيبته دون أن يسميها , ويتحدث عن عدم وفائها , كما يشرح تشاؤمه منها ومن الحياة , وليس من المستغرب أن يعتبرها راوول المسؤولة بعد أن قرأ الرسالة.
وضعت ديللي الرسالة وتنهدت بألم وأخذت االمفتاح على أن تعود فيما بعد لتنظيف الغرفة , وستطلب من أرنستين أن تطيها كرسيا مريحا وسجادة لتدفى المكان حيث ستقضي فيه الأسابيع القادمة , ومهما يكن فهي لا تستطيع أن تعمل بجدية ألا مع الآلة الكاتبة , ولقد وعدها راوول بذلك.
أغلقت الباب وقفلته وفكرت أن تزيّته فيما بعد.
" آه يا آنستي كنا نتساءل أذا كنت قد نسيت أهمية الطعام , وجبتك تنتظرك".
جلست ديللي وبدأت تلتهم طعامها.
" يبدو أن الآنسة ما زالت متأثرة بالحادث , فأنا أراك شاحبة".
" لا لقد تحسنت يا آرنستين , أشكرك".
تفحصتها آرنستين بأنتباه وبنظرة لا تخطىء.
" الآنسة محظوظة كونها خرجت من الحادث ببعض الرضوض فقط".
وأشارت بأصابعها الى عنق ديللي مما زاد في شحوبها وأحساسها بالخزي.
" كان علي أن ألح هذا الصباح لكي ترتاح آنستي , لكن من الغريب أنني لم ألاحظ أنك شاحبة الى هذا الحد , والسيد راوول لن يكون مسرورا أذا لم أهتم بالآنسة بشكل لائق".
" السيد يعرف أنني وقعت هذا الصباح ولم يبد أي قلق".
" مع أنه ركب سيارته مسرعا دون أن يقول كلمة ودون أن يتناول طعام الغداء , وأعتقد أنه ذهب لأحضار الطبيب".
" كلا أنا لست بحاجة لطبيب وهو يعرف ذلك, ولا حاجة للقلق"
" على آنستي أن تعدني بأن ترتاح بعد تناول الغداء".
" حسنا يا آرنستين , سأفعل ذلك لأطمئنك".
هذا الوعد أفرح آرنستين كما أسعد ديللي لأرغامها على الراحة.
وعندما فتحت ديللي أجفانها كان النهار يقترب من نهايته , وبما أنها لم تكن معتادة أن تنام أثناء النهار فقد أستيقظت بحالة كان يلزمها فيها بضع دقائق لكي تتذكر أين هي موجودة.
بقيت فترة طويلة في الحمام , فهذا الصباح كان متعبا جسمانيا ونفسيا , ولكن للشباب قدرة على أستعادة حيويتهم.
وحان موعد العشاء فأختارت ثوبا من الحرير الأسود البسيط.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 11:59 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان الصالون ما يزال فارغا , فأخذت كأسا من العصير , وبدأت تتفحص اللوحات المعلقة على الحائط , هذه بالتأكيد لبراك , ولوحة الغروب هذه على طريقة تيرنر ,وهذه يمكن أن تكون لبيكاسو في المرحلة الزرقاء , وتمنت لو تمتلك المزيد من المعلومات عن الفن , فالطريقة التي رتبت بها اللوحات كانت ساحرة , المدارس مختلطة كالعصور ولكنها تعطي في مجملها أنطباعا بأنسجام لا مثيل له , وقلت لنفسها أن راوول هو الوحيد الذي يستطيع أن يضعها على هذا الشكل.
وتوقفت مطولا أمام رسم رائعة لوجه ( بورتريه ) , أنه بدون جدال لأوجيبي دوبريان , فتكوين الوجه نفسه , لكن الشعر أسود والعينين براقتان , فالفنان أعاد الحياة على اللوحة , ولكن ألى أي تاريخ يعود هذا الرسم؟ حوالي خمسة عشر عاما بدون شك وكانت ديللي شبه متأكدة من أنها تعرف ضربة فرشاة هذا الرسام , أنحنت لتتأكد لكن التوقيع كان غير مقرؤ.
" أنها أحدى لوحات سان جوست".
كان الصوت غاضبا وساخرا كالعادة مما جعلها ترتعد, كيف أستطاع الأقتراب دون أن تسمعه؟ وذهب يعد لنفسه كأسا من العصير.
" أعتقد أنك كنت السباقة في أخذ كأس من العصير هذه المرة".
" لكنني أود أن آخذ كأسا أخرى".
ولكن لهجتها لم تخف أنفعالها الداخلي , وعندما مدت يدها لتأخذ الكأس كانا يراقبان بعضهما بصمت , والجو كان ثقيلا ذكّرها باللقاء الصباحي.
" أذن كنت تحاولين أستكشاف مجموعة اللوحات الفنية؟".
أجابت بحرارة:
" نعم , بورتريه والدتك.....".
" مرسومة قبل أن تفقد بصرها".
" كانت , ولا تزال , أمرأة جميلة جدا , سمعت عن سان جوست".
قالتها وهي تقترب من اللوحة.
" لقد رسمها بشكل رائع".
أجابها بلهجة مداعبة:
" أنها واحدة من أحسن محاولاته ".
" حسب ما يقال عنه , أنه لا يرسم ألا النساء اللواتي يعتبرهن فعلا جميلات".
" هذا صحيح".
ونظر الى البورتريه , أنهما لمتفقان هذه المرة.
سألت وهي تقترب من المدفأة :
" وكيف فقدت بصرها؟".
" حدث ذلك منذ أحدى عشرة سنة , عندما أصيبت بألتهاب كلوي حاد بالأضافة الى العوامل النفسية والآلآن التي سببها لها رايس".
يعني أن رايس كان في الثامنة عشر من عمره عندما سبّب لها كل هذه المشاكل.
وراوول ؟ كان يكبره بخمس أو ست سنوات؟
" هل كان رايس يسكن هنا في تلك الفترة؟".
طرحت ديللي السؤال بصوت هادىء لأنها تعرف أنها تغامر في موضوع حساس ولأنها كانت تجهل تأثير السيدة دوبريان على الحياة العائلية , نظر اليها راوول بدهشة .
" يبدو أن رايس لم يثق بك كثيرا , أذا أعتبرنا....".
وترك جملته المفاجئة معلقة.
" يمكنك عدم الرد أذا كنت تفضل ذلك".
" نعم رايس كان يعيش هنا".
قالها وهو يهز كتفيه.
" القصر لعائلة أمي منذ أجيال , وعندما أنفصلت أمي عن أبي كنت في السادسة من عمري".
وفعمت ديللي أن راوول في السادسة والثلاثين من عمره .
" كان ابي رجلا قاسيا , ولم آسف أبدا لهذا الأنفصال , كان أثناء الحرب معجبا بالجنوال بيتان الذي تعاون مع الألمان , ولم تسامحه زوجته , ولكنه لم يوافق على الطلاق , وأخذتني والدتي الى أنكلترا ووضعتني في مدرسة ممتازة , وهكذا , فعلى عكس ما يقال , أنها لم تتخلّ عني".
نهض راوول ومشى أمام المدفأة .
" وبعد عدة سنوات عرفت علاقتها مع أملان مورغان , قد تكون قصة الحب هذه الأكثر شهرة في تلك الفترة , لكنها بالنسبة اليّ , كانت بكل بساطة ...... صديقها أملان كان رجلا دافئا , طيبا وحساسا وكان يحبها , منحها الحب الذي رفض والدي أن يعطيها أياه , وهكذا فولادة رايس بدت لي أمرا طبيعيا جدا".
هام راوول في تفكيره وتابع كمن يحدث نفسه:
" بالطبع كنت غيورا بعض الشيء ولكن وجود أخ صغير , سمح لي بأكتشاف عالم مجهول , وبعد موت مورغان عاشت أمي معنا نحن الأثنين , كان رايس في الخامسة من عمره وكنت في الثانية عشرة وعشنا سويا سبع سنوات , أي أن رايس كان حاضرا في كل ذكريات المراهقة , كان غريبا , وفوضويا , يفيض جاذبية".
أبتسمت ديللي لهذا الوصف , أنه رايس كما عرفته تماما .
" كان طفلا مدللا وولّد أحساسا بالذنب لدى أمي المسكينة , كان رايس يعرف تماما ماذا يريد".
وتوجه راوول بنظرته العابسة الى ديللي التي فهمت أنه عاد بتفكيره الى حوادث قريبة والى علاقتها مع رايس.
".......... وبشكل عام كان يحصل على ما يريد".
لفظ الكلمات الأخيرة وسمع صوت فتح الباب فألتفت ليستقبل والدته التي أوصلتها أرنستين الى الكنبة وخرجت .
وقف راوول وراء أمه ووضع يده على كتفها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-05-11, 12:01 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" راوول , أرنستين حكت لي عما حدث هذا الصباح , وأن ديللي متأثرة من الحادث".
حاول راوول أن يراقب نظرات ديللي .
" لم يكن شيئا مهما , تزحلقت ولم أصب بأذى".
أضاف راوول :
" ديللي بصحة جيدة ".
" كان عليك أن تستدعي الطبيب , ديللي ضيفتنا وعلينا أن نعتني بها".
" أؤكد لك أنها شابة قوية".
" ظنت أرنستين أنك ذهبت بعد الظهر لأحضار الطبيب , ولكن على ما يبدو أنك ذهبت الى السوق , فهل لديك أشياء مستعجلة؟".
أجاب وهو يهز كتفيه:
" لا , كنت بحاجة لبضعة أشياء صغيرة ضرورية".
" مع أن أرنستين أكدت لي أنك حملت عدة علب كبيرة".
قال ضاحكا:
" أرنستين تبالغ أحيانا".
" أنها عيناي , وعيناي تخبرانني بكل شيء , لقد أخبرتني أن ديللي كانت شاحبة وأنها متأثرة من الحادث ".
وضعت ديللي يدها على رقبتها لكي تتحاشى ذكر ما حصل في البرج , وتبعتها نظرات راوول.
" ربما كنت شاحبة بسبب الجوع , ومن ناحية أخرى كنت متعبة قليلا , ولكنني أشعر الآن بالتحسن بعد أن نمت طيلة بعد الظهيرة".
" لن تعترفي بالحقيقة , وأ‘تقد أنك من النوع الذي لا يشكو , عليك يا راوول أن تساعدني , هل ما زالت شاحبة ؟".
تفحصها راوول بنظرات تحمل الكثير من الألغاز مما حيّر ديللي , ثم أبتسم وأجاب أمه دون أن يكذب:
" كلا , أستطيع أن أطمئنك عنها".
" حسنا , لقد كنت عاقلة يا ديللي وأسترحت قليلا بدلا من أن تعملي , وأذكرك بأنه ليس هناك ما يجعلك متعجلة".
" ولكن عمي متعجل في أن يطبع كتابا آخر لرايس بأقصى سرعة ممكنة , وسأبدأ بالعمل جدّيا صباح الغد".
" يجب أن تعملي بهدوء وتستغلي أقامتك في أستكشاف المنطقة".
" هذا ما أفكر به كذلك".
" هل تحسنين قيادة السيارة؟".
" نعم , ولكنني أفتقر الى الحس بالأتجاهات الصحيحة ".
" أستعملي الرينو عندما ترغبين , وأطلبي الخريطة من غاسبار , ويستطيع راوول أن يخدمك كدليل".
" شكرا لعطائك ...... ولكنني لا أريد.......".
" لا أعرف..........( قالها راوول في نفس الوقت)".
" أسكتا أنتما الأثنين , أرنستين أخبرتني بأن حذاءك لم يعد صالحا ولا يمكن أن تزوري المنطقة بدون حذاء آخر , فعليك يا راوول أن تصحبها الى بوي لتستعيض عن حذائها الأول".
ألتفتت السيدة الى ديللي:
" بودي ليست بعيدة من هنا , وراوول غالبا ما يذهب الى هناك , أنها مدينة رائعة وعليك أن تتعرفي عليها".
فتحت ديللي فمها لتعترض , لكن السيدة دوبريان كانت قد مدت يدها ليقوداها الى غرفة الطعام.
النزهة الى بوي لم تكن أقتراحا وأنما أمرا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-05-11, 07:53 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- الدعوة


سرير ديللي المقلوب رأسا على عقب , يشهد على تلك الليلة القلقة التي قضتها , كيف ستكشف الحقيقة للسيدة دوبريان ؟ حقيقة علاقتها برايس , وأثناء سهادها , قررت أن تزيح النقاب عن هذه الحقيقة وبأقصى سرعة ممكنة مع أنها مدركة تماما للخطورة التي يمكن أن تحيق بها , ومن المحتمل أن يلغي أعترافها هذا الأمل في نشر قصائد رايس مورغان , وسيصاب عمها والقراء محبو رايس بخيبة أمل كبيرة , ولكنها لم تجد مخرجا آخر , ديللي أيفريت متزوجة من عملها بحسناته وسيئاته , وها هي الآن في موقع سبء ولكن عليها أن تضع حدا لهذا الزواج الذي وضعها في موقع حساس كهذا .
عشاء الليلة الماضية كان بالنسبة اليها نوعا من التعذيب , وبذلت جهدا مضنيا لكي تمنع رغبتها من قول الحقيقة , وبدون أي شك لولا حضور راوول لأعترفت بكل شيء للسيدة العجوز.
ماذا . كيف , ومتى تعترف لها؟ كان صعبا , ويبدو أنه من المستحيل أن تتحادث على أنفراد مع السيدة دوبريان , فهي لا تريد أن تتحدث أمام راوول عن حياتها العاطفية لأنها تخافه وتخاف سخريته ولكنها بدأت تحب السيدة العجوز ولا تريد الأستمرار في خداعها.
منتديات ليلاس
وكذلك كان لديها سبب أعمق وأقوى , ألا وهو كشف نفسها لتشعر بالراحة.
ومهما يكن من أمر فلن تتراجع عن قرارها , وشعرت بشيء من الأرتياح وهي تمشط شعرها أمام المرآة ,ولكنها عبست عندما لمحت الآثار الحمراء التي لا تزال على عنقها.
لبست كنزة رمادية فاتحة , وسروالا رماديا غامقا , وربطت حول خصرها شالا أحمر مكان الحزام , وبعد أن ألتهمت أفطارها بسرعة عادت الى البرج , فتحت القفل بسهولة , يبدو أن أحدا قد زيّته.
وعندما فتحت الباب لم تصدق عينيها , عدة لمبات وضعت في الغرفة مما جعلها تسبح بالنور , سجادة كبيرة حمراء غطت الأرض , كنبتان تشبهان اللتين في مكتب راوول مع طاولة منخفضة , وعلى المكتب السندياني الكبير لمبة جميلة الشكل , وعلى طول الجدار نضدت الكرتونات والمغلفات بعد أن أزيل عنها الغبار , وأخيرا وعلى مكتب صغير آلة كاتبة كهربائية جديدة.
هل يمكن أن يكون راوول فعل كل ذلك من أجلها؟
فتحت المغلف الأول , أنه يحتوي على القصائد التي نشرها رايس منذ ثماني سنوات والتي لا توازي ما كتبه مؤخرا, وضعتها على الطاولة , وأحست أنها غير قادرة على التركيز , فأسندت رأسها على يديها ونظرت في الفراغ وسبحت في أحلامها , قررت أن تشكر راوول قبل أن تباشر العمل , وألتقت أرنستين في الصالون ترتب باقة الورد.
" أين السيد راوول؟".
" أنه يعمل في مرسمه ,ولكنه عندما يرسم لا يتوقف ألا لتناول الطعام , ومن الأفضل عدم أزعاجه".
" أنا على أستعداد لتحمل النتائج , أين يقع مرسمه؟".
" كيف ؟ الآنسة لا تعرف؟ أنه في الأسطبل".
في الأسطبل ! يا له من مكان سخيف , أذن لا بد أن يكون باردا , رغم شمس الربيع التي بدأت تدفىء الجبل , صعدت الى غرفتها وأخذت سترة من الصوف الأحمر.
نقرت على الباب ولم تتلق جوابا ولم تجد أية نافذة لتعرف من خلالها أذا كان راوول في الداخل أم لا , نقرت بصوت أعلى , ولكن في الفراغ , دفعت الباب ودخلت , وقفت مدهوشة , المرسم يسبح بالنور , بعد أن أستبدل السقف بقية زجاجية, وعلى الحائط مجموعة من اللوحات وعلى خشبة طويلة مجموعة من الألوان , كمية من الفرش وأوان فخارية , ورسوم تحضيرية .
كان راوول يقف أمام لوحة كبيرة , ألتفت ونظر ال ديللي بدهشة.
" ما الذي جاء بك الى هنا؟".
" أردت أن أشكرك".
نشف حلقها وأسفت للمبادرة الطيبة , وضع لوحة الألوان والريشة على الطاولة متذمرا من الأزعاج.
" ألم يحدث لك أن قرعت الباب قبل الدخول الى مكان ما؟".
قالت بهدوء:
" هذا ما فعلته".
" وعندما لا تلقين جوابا , هل تستغلين الموقف دائما لتنسلّي الى الداخل؟".
" لا , لكن.............".
" لا أحب أن يزعجني أحد أثناء العمل".
" في هذه الحالة , عليك أن تقفل بالمفتاح".
" هذا ما أفعله بشكل عام".
وأسرع الى الباب ليقفله.
" من الأفضل أن تدعني أخرج أولا".
أستند بظهره الى الباب ولف ذراعيه على صدره .
" أشرحي لي لماذا جئت الى هنا".
" قلت لك لكي أشكرك".
" ولماذا تشعرين بأن عليك أن تشكريني؟".
" أشكرك على طريقة ترتيبك غرفة البرج".
" أقبل شكرك وماذا بعد؟".
" لا شيء , أنتهيت".
قالتها بدهشة.
" البارحة مساء كان في قلبك شيء ما تريدين قوله".
كيف أستطاع أن يعرف ذلك؟ وبدا لها كأنه يقرأ ما بداخلها ......".
" لا أعرف ماذا تتصور؟".
" تكذبين بالنسبة لما أعرفه وأحسه , ومن الأفضل أن تقوليه بصراحة".
" أبدا ليس لدي ما أخفيه".
أدارت نظرها عنه خوفا من أن يقرأ الحقيقة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
abra taylor, أبرا تايلور, أنشودة, أنشودة البحيرة, بحيرة الرجل الضائع, دار الكتاب العربي, lost mountain, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية