10- جسر العودة
تنفست جولييت الصعداء حين رسا اليخت في مرفأ زاسوس, فقريبا سيحملها البحر الى وطنها من جديد , ستعود الى حريتها ..... الى حياتها الخاصة وأمورها الشخصية تاركة وراءها دورين وتانيا يقرران مستقبلهما , تجاهلها زوجها طوال الرحلة وطرّس وقته لتانيا , مما أضاف لشعور جولييت بالوحدة والنبذ , لكنها قررت الآن ترك هذه الفترة من حياتها والأستعداد لمستقبل أفضل.
وصلت المنزل وصعدت الى غرفتها وفي ذهنها تحتشد أفكار متشابكة ومتضادة , حاولت درس الموقف بدقة ووضع مخطط لهربها يمكّنها من مغادرة المنزل والجزيرة دون معرفة دورين , ألا بعد فوات الأوان.
ستجمع حقائبها تاركة وراءها جميع الثياب والجواهر التي أشتراها لها , وغدا ستتولى مهمة شراء تذكرة السفر.
منتديات ليلاس
جلست جوليييت في غرفتها , تنظر حولها بكآبة وندم , ماذا حل بحياتها ؟ فمنذ شهرين فقط كانت مطمئنة الباب , هادئة الأعصاب, صافية الذهن , سعيدة ومستقرة , شاء القدر أن يجمعها بدورين كوراليس من جديد , فأشتعلت في داخلها نار الحقد والكراهية , راهنت بكل ما بنته وحققته خلال السنوات التسع الماضية لأجل هدف واحد : الأنتقام , وها هي تحصد ثمار ما زرعت , وستعود الى لندن لتحاول بناء حياتها من جديد , لكن الأمر لم يعد سهلا كما تخيّلته ,حين أعدت مخططها في البداية , هناك شيء لم تتوقع حدوثه , شيء ولد في داخلها وبدأ ينمو وينضج رغم محاولتها اليائسة في مقاومته , وفي خنق جذوره ودفنها الى الأبد.
أخذت جولييت من حقيبتها كتابا , غلافه من الجلد الأصلي المرصع بكتابة ذهبية , ونظرت اليه نظرة حنان , كانت ماغ قد قدمته لها هدية لأنها تعرف حبها للمطالعة وخاصة مطالعة الشعر , فأشترته لها من حانوت يتاجر في بيع السلع المستعملة , أخذت الكتاب وتوجهت الى الصالة حيث جلست تطالع , أنفتح الباب بعد قليل ودخلت منه تانيا مرتدية ثوبا للسهرة , مصففة شعرها , مزينة وجهها وكأنها على أستعداد للخروج وقضاء السهرة في أفخم فندق في المدينة, ولدى رؤية جولييت قالت:
" آسفة , أعتقدت أنني سأجد دورين هنا , لكن بما أننا بمفردنا , سأغتنم الفرصة للتحدث اليك , أعلم أنني فاجأتك بوجودي هنا , لكنني سأدخل في الموضوع مباشرة , متى ستنفصلين عن دورين؟".
" أنفصل عن دورين ؟ وهل قال لك أننا سننفصل؟".
" أذا أجبت نعم فماذا ستفعلين؟".
" سأذهب اليه حالا وأعترض".
" هذا ما كنت أخشاه , لأقل لك الحقيقة أذن , عندما كنت في طريقي الى غرفتي ليلة أمس , صادف أنني مررت من أمام غرفتكما وسمعتكما تتشاجران , كان دورين يستفهم عن الرجل الذي كنت في رفقته , أتذكرين؟".
" أذكر , أذن كنت تستمعين الى حديثنا من وراء الباب".
" لم أفعل ذلك عن قصد".
" لا أصدقك , لكن أكملي حديثك".
" سمعت دورين يقول أنكما ستنفصلان , وأنه من الممكن أن يتزوجني بعد ذلك , طبعا بعد تتمة الطلاق بينكما".
" طبعا , وماذا أيضا؟".
" سمعت ما يكفي لأقناعي , أن دورين ما زال يحبني ويرغب أن يتزوجني , حتى أنه أعترف بأن أنفصالنا كان غلطة يجب أصلاحها".
" ربما سمعت ما يطرب آنذاك , لكنك ستسمعين الآن ما أريدك أن تسمعيه , وهو أن أمكانية زواجك بدورين مستحيلة , أذ لست على أستعداد لمغادرته , لا الآن , لا الغد ولا في أي وقت آخر , فأن كان لم يزل لديك قليل من عزة النفس , أنصحك بجكع حقائبك ومغادرة منزلي حالا".
" منزلك ؟ لن يصبح هذا منزلك أطلاقا , ستضطرين الى الرحيل , دورين سيهتم بذلك , أنه يريدني أنا , أتسمعين؟".
" لا أرغب في مناقشة هذا الموضوع , أريدك فقط أن تعلمي..... أذا كنت تسعين لأحتلال مكاني , فعليك الأنتظار لوقت طويل جدا".
ووقفت جولييت تستعد لمغادرة القاعة , لكنها أفلتت كتابها من يدها ووقعت منه صورة على مقربة من تانيا , أنحنت تانيا لتلتقط الصورة , وحين وقع نظرها عليها شهقت لشدة دهشتها وقالت:
" من أين لك هذه الصورة؟".
أدركت جولييت أنها في مأزق , فالصورة صورتها قبل عملية التجميل , الصورة التي ألتقطها لها دورين .. بعد أن أطلعت ماغ عليها وضعتها داخل الكتاب ونسيت كل شيء عنها , كيف ستشرح لتانيا هذه الصدفة ؟