كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- انه عن الحادثة...الحادثة التي قتل فيها والداي...لقد رأيتهما ثانية...الاصطدام...والطريقة التي انقلبت فيها السيارة مرات ومرات. وكنت قد فقدت الوعي قبل أن تتوقف السيارة عن الانقلاب.
- كم كان عمرك؟
- خمس سنوات.
- وعندها ذهبت لتعيشي مع خالتك؟
- أجل...أرأيت، لقد أبقوني في المستشفى ثماني وأربعين ساعة. وظن الأطباء أن من الأفضل ان تخبرني خالتي عن موتهما، وانا مرتاحة في منزلها بعيداً عن جو المستشفى...ولكنها...خالتي لم تكن تهتم...لم تكن تهتم بوالدي، ولا بواقع أنه تزوج والدتي. وأيقظتني ليلة جئت من المستشفى لتخبرني عن موتهما بكل قساوة.
وبدا على كول التجهم.
- وهل أيقظتك من النوم لتقول هذا؟
- أجل...ومنذ ذلك الوقت والكابوس يعاودني، ولكن الوقت بين الكابوس والآخر أخذ يبتعد، وهذه أول مرة منذ سنة.
واشتدت ذراعه حولها:
- لم يكن من حق تلك المرأة ان تعطى أمر العناية بطفلة صغيرة!
- لقد كانت لطيفة في طريقتها...وربما التسبب بألمي هو طريقتها في إظهار الحزن.
ومد يده ليطفئ النور وساد الغرفة الظلام.
- نامي الآن يا لاسي...أنت آمنة تماماً، فأنا معك.
وحاولت الاحتجاج:
- ولكنني...أنا لا أستطيع البقاء هنا.
ولامس نفسه الدافئ أطراف شعرها.
- لن تعودي الى غرفتك لوحدك. فأنت لا زلت مضطربة. ستبقين هنا معي. نامي الآن، سأبقى صاحياً الى أن أتأكد من نومك.
- شكراً لك.
وأحست بشفتيه على أطراف شعرها، وتحولت مشاعرها الى شيء مختلف تماماً عن الخوف. ها هي في فراش كول ريتشاردز بين ذراعيه، والأمر مخيف، ولكنه خوف من نوع آخر.
وأفاقت ببطء في الصباح التالي وهي تتساءل أين هي. ثم تذكرت ونظرت الى الرأس الأسود المرتاح إلى كتفيها، كول ريتشاردز لا يزال يغط في النوم، ذراعه مرتاحة على خصرها.
ولم تجد أمامها الوقت لتفكر، فقد دخلت دونا الغرفة...ولم تشاهدها بعد لأنها كانت مشغولة بتثبيت ساعة يدها.
- هيا يا كول! الساعة...
وتلاشى صوتها عندما شاهدت لاسي متكورة بين ذراعي شقيقها، وأصبح خداها بلون النار، وشهقت:
- اوه...يا الهي...ماذا فعلت الآن. لم أعتقد أن...
فقالت لاسي بحزم:
- أنت لم تفعلي شيئاً...أنا...نحن...
ودخل ريتشارد:
- هاي...هيا يا كول...ألا يمكنك...
وتسمَر في مكانه وأمسك بذراع دونا وجرَها الى الخارج.
- أرجو المعذرة لاسي...لم نكن نعرف.
وبابتسامة عريضة أقفل الباب وراءه.
وهزت لاسي كول بقوة:
- هل لك أن تستيقظ؟ كول...استيقظ!
واستلقى على ظهره، ومد ذراعيه فوق رأسه وتأوه:
- كم الساعة الآن؟
- لا تهتم بالوقت الآن، لقد دخل علينا زوار.
- حقاً؟ دونا او بوب.
فقطبت:
- كلاهما...ولكن كيف عرفت؟
فهز كتفيه، ورمى الأغطية عنه ليخرج من السرير، تمطى ثانية:
- السرير ضيق لشخصين.
وقالت لتغطي الأحراج:
- كيف عرفت أن من دخل شقيقك أو شقيقتك؟
- لأن الساعة تجاوزت السابعة والنصف، وعندما أكون هنا أخرج دائماً لركوب الخيل عند الساعة السابعة والربع. ومن الواضح انهما ظنا أنني أغط في النوم وجاءا ليوقظاني.
- اوه...هذا الواضح...ولكن لا تهتم لأنهما شاهدانا معاَ في السرير...ولا بد انهما استنتجا ما يحلو لهما؟
|