- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , -ولما هم بالوقوف - ابق كما انت , يبدو انك ترغب في مقابلتي؟ وفي ساعة مبكرة هكذا , أمر يدهشني , لاشك انه أمر مهم , ما الأمر؟
كانت رائعة في حركاتها وكلماتها , اتخذت لها مكاناً , عملت على ضم كلبها على ركبتيها في حركة رشيقة , ثم اخفضت رأسها أبدت ابتسامة رقيقة وأعلنت:
- إني في الانتظار.
وكان مارك ينظر اليها , هل السيدة التي تجلس امامه ممثلة بارعة , ام سيدة صادقة , دهشة لمجيئه المبكر في ساعة تكرسها لزينتها .
لقد عجز عن إيجاد اسلوب للبدء في الكلام , فماكان منه إلا ان فضل ان يسرد في بساطة زيارة صديقه له والمكالمة التليفونية التي تلت ذلك, وكانت أورور تصغي اليه وذقنها مستند الى يدها , مرفقها على مسند المقعد , ورأسها مائل كماهو, لكن شفتيها الآن ابدت حركة اشمئزاز , وعندما انتهى مارك من سرد هذا الامر نهضت ببطء واتجهت نحو الباب.
- اسمح لي وانتظر لحظة قصيرة هذه المرة ياسيدي, الوقت اللازم لإحضار الدفتر الخاص بي للشيكات , من المفهوم اني لا اعرف لا هذا الخبير الايطالي ولا صديقك الأمريكي, واذا كانت هذه نسخة مقلدة للوحة العذراء والطفل , تجوب العالم , لا استطيع معرفة شيء عن ذلك , الآن ماعليك إلا اعادة اللوحة مقابل الشيك , لأني لست قادرة على مقاومة شكك في نزاهتي.
ولما تظاهرت بالخروج , احتجزها.
منتديات ليلاس
- ارجوك ياسيدتي , عودي واجلسي ولنتكلم في هدوء كأصدقاء , يجب إلقاء الضوء على هذه القصة الغامضة , وللبدء في ذلك, علينا باستدعاء خبير , وأنا اعرف تاجراً خبيراً في اللوحات القديمة , شارع أوتوريه , وهو من افضل الخبراء الفرنسيين , ثم إني في انتظار خبير التأمين الخاص بي, لقد تسرعت بل تهورت عندما تأخرت في استدعائه قبل عطلة نهاية الاسبوع إذ كان المسؤول قد رحل , ولم يكن هناك احد بالمكاتب.منتديات ليلاس
امام صمتها واصل:
- لكن كيف تمكن احد المزيفين , وللأسف يوجد منهم عديدون , من تقليد لوحتك؟
- ليست لدي اي فكرة , ربما عندما كانت في بنك التسليف ؟
لكنها كانت في صندوق مغلف , من الممكن احتمال التواطؤ في هذه الأماكن , اترك لك ياسيد دي موجاندر حق التصرف في كل شيء, المعذرة - رفعت يدها الى جبينها - أشعر بالتعب , لقد ارتبكت , عندما افكر في ان صغيرتي ستيفاني ستصل والسعادة تغمرها لفكرة انها ستقضي سهرتها عند ماكسيم , هذا المكان الذي كثيراً ماتناولت فيه العشاء مع زوجي.
هكذا اضافت وفي صوتها حنين للوطن.
مرة اخرى, اصبحت أورورا السيدة التائهة , الفزعة تماماً كما في يوم البيع .
والآن وقد اقتنع مارك بأن الشخص الساكن تكساس وقع فريسة عصابة , امسك بيدها وقال:
- اهدئي , لاداعي لأن نزعج ستيفاني , لن نحكي لها إلا المضمون اللازم , هل في إمكان استخدام دليل التليفون .؟
اشارت له - بحركة ستراخية - الى اثاث موضوع عليه الهاتف , وفي الوقت الذي اخرج منه مارك مايرغبه , فتح باب الصالون , القت أورورا نظرة من تحت اصابعها التي تسند جبينها المتألم او الذي كانت تبدي انه كذلك , وبعد ان حصل مارك على رقم , طلب الخبير الذي يقصده , ردت عليه سيدة ذات صوت مرح:
- صباح الخير ياسيد دي موجاندر , آسفة جداً , لأنه لا يبدو لي انك لن تتمكن من مقابلته اليوم, لأنه في تيس حيث كان قد توجه في مهمة , وهاهو قد احتجز بسبب الإضرابات , لقد اتصل بي منذ قليل .