منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159986.html)

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 08:52 PM

655 - اللقاء بعد اليأس - Frances Creighton - عبير دار ميوزيك ( كاملة )
 
مرحبا صبايا اليوم راح انزل رواية من روايات عبير اسمها
اللقاء بعد اليأس _ دار ميوزيك
وهي من اول رواية قرأتها من روايات عبير وحبيت اشاركم فيها
وان شاء الله اتنال اعجابكم

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::liilase:



الملخص
وصلت ستيفاني الفينيسية إلى باريس
لكي تكرس ذاتها لمهنتها كمصورة حرة
وفي دنيا السينما والفنون و الاثار
تقابلت مع الشاب الجميل مارك دي موجاندر ولم تشك يوما ما في
تعرضها لدسيسة قام بها بعض المغامرين الفطنين المغرضين
من ذا الذي يستطيع إنقاذها من اليأس ؟
ربما يكون مارك ؟ لكنه بعيد جدا
هذا بالإضافة إلى أنه .....
هل ما زال يحبها حقا ؟!

ملاحظة : لا يحل نقل الرواية بدون ذكر اسم منتديات ليلاس واسم كاتبات الرواية
Rehana , دلوعة فلسيطينيه

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:22 PM

الفصـــل الاول

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

كان الخريف في باريس في بلك السنة رائعا كانت اشجار الكستناء مازالت خضراء إلا ان بعض اوراقها - وقد اتخذت لونا احمر - كانت تتساقط من حين لاخر إنها بداية شهر اكتوبر ( تشرين الاول )
أوقفت ستيفاني تاكسي في ميدان سان جيرمان دي بريه إذ كان على موعد مع زوجة ابيها عند هنري باردو بائع الزسوم واللوحات القديمة وهو صاحب محل بشارع ال سين
عندما نظرت الفتاة إلى ساعة الميدان وجدت انه ما زال أمامها نصف ساعة ولكي تضيع الوقت اتخذت شارع بونابرت كانت الفتاة فد غادرت فينيس حيث كانت تسكن في أملاك والدها وهو مبنى فاخر على شاطئ ال جراند كانال
كان الكونت ماركتيني دي بروسو وهو ايطالي من أصل روماني قد استقر منذ فجر شبابه في مدينة دوج
وكانت ستيفاني هي ثمرة زواجه الاول من فرنسية ورثت عنها عينين زرقاوين ذواتي نظرة عميقة ثم بعد عامين من الترمل تزوج الكونت مرة اخرى من الجميلة اورورا قد قاومت البؤس طوال فترة مراهقتها اثناء إقامتها في أحياء نابولي محرومة من حق الإرث لذلك عندما منحها الكونت اسمه وكان وقتئذ شابا جميلا في الاربعين من عمره اعتقدت اورورا ان ذلك يرجع إلى بركة الله لها تنقلت ستيفاني من مدرسة إلى أخرى وأخيرا استقرت في مدرسة داخلية في جنيف وكانت تبلغ الثانية عشرة من عمرها عندما توفي الكونت في حادثة سيارة ثم بعد ثماني سنوات عندما اتمت دراستها غادرت سويسرا بصفة نهائية لكي تعيش في منزل والدها مع اورورا وكانت هذه الاخيرة تعيش حياة البذخ كثيرة الاسفار تنفق بغير حساب .
ولما كانت ستيفاني قد حذت حذو الكونتيسة فإنها أخذت تفكر جديا أثناء تطلعها إلى واجهات المحلات وما بها من معروضات في شارع ال سين في أن هذه الحياة المقلدة عديمة المنفعة أصبحت ثقيلة عليها .
عندما دخلت إلى معرض اللوحات وجدت زوجة أبيها تتحدث مع البائع عندما رأت هذه الاخيرة ستيفاني صاحت
- اه يا عزيزتي لقد حضرت ؟! أقدم لك السيد باردو
ثم أضافت
- كان يعرف والدك جيدا وكثيرا ما اشترى له رسوما أثناء فترات إقامته في باريس
مدت الفتاة يدها إلى السيد باردو الذي احتفظ بها فترة في يده مبتسما ثم قال
-إني سعيد بكعرفتك يا انسة لقد كان والدك صديقا لي كان - رحمه الله - خبيرا في الاشياء القديمة الاثرية .....
كم من مرة تناقش كلانا منحنيين وممسكين بالعدسات المكبرة عن صحة رسم أو لوحة ! وفي أغلب الأحيان كان هو على حق إن مجموعاته معروفة لدى كل الهواة في العالم
بادلته الفتاة الابتسامة وسحبت يدها بينما كان هو يواصل كلامه
- لقد تشرفت باستقباله لي منذ اثني عشر عاما وذلك خلال رحلة لي في إيطاليا وكنت حينئذ فتاة صغيرة في الإجازة الصيفية ومازلت أراك تجرين في الفناء بالضفائر التي تهتز على ظهرك وفي ذلك اليوم أعجبت باللوحة التي كان والدك يفتخر باقتنائها ل ليونارد دافنشي .
أثناء ما كان البائع يسترجع بلك الذكريات ألقت الكونتيسة نظرة من حولها قالت
- هل أنت تبيع أيضا منحوتات يا سيد باردو ؟
- عامة لا يا سيدتي العزيزة غير أنه قد أتيحت لي فرصة اقتناء هذه التماثيل البرنزية الصغيرة ....و...
وبينما كانوا يثرثرون اتجهوا نحو الحدرة حيث كان مكتب البائع كان البائع الشاب من حين إلى اخر يلقي نظرات خاطفة غلى ستيفاني محدثا ذاته بأن ابنة الكونت قد اصبحت جميلة جدا تتمتع بسحر ورشاقة الغزالة شعرها الكستنائي يحيط بوجه بيضاوي عيناها الواسعتان لهما أهداب سوداء وأنفها الدقيق يمنحها مظر شخصية خارجة من إحدى لوحات النهضة الإيطالية بالإضافة إلى ذلك كانت تنبعث من شخصيتها وداعة وبراءة .
كان هندامها بسيطا عبارة عن بنطلون من قماش الفانيلا الرمادي وبلوزة بيضاء في حين ان زوجة ابيها كانت ترتدي كعادتها ملابس شاذة باهظة الثمن إذ كانت في ذلك اليوم تضع تايير من القطيفة السوداء وكاب احمر مبطنا بالحرير الاحمر أيضا .
وها هي الفتاة تتأمل الان باهتمام الاعمال المعروضة لأنها كانت قد ورثت عن والدها حسا مرهفا للفنون الجميلة وكل ما يوحي بالعصور السالفة أما الكونتيسة وهي جالسة أمام المكتب فقد كانت تري هنري باردو صورا ولوحات كانت قد أخرجتها من حقيبتها وكان كلاهما يتبادلان حديثا بصوت خافت .
وإذا بالباب يفتح إلى النصف لكي يظهر منه شاب في الثلاثين من عمره فارع ذو شعر كستنائي مجعد ووجه جميل بارز التقاطيع بعض الشيء ومازال محتفظا بلفحة شمس الصيف كان عريض المنكبين ويبدو أنه رجل رياضي .
بتلقائية التفتت ستيفاني نحو الوافد الجديد وشعرت بأنها انجذبت له كما يفعل المغناطيس من تاثير عينيه الخضراوين وإذا بشيء غريب سحري يلحق بكليهما وعندما التقت نظراتهما لم يتمكنا من الالتفات الواحد عن الاخر وعندما رفعت الفتاة رأسها وشفتاها مرتجفتان ابتسمت وعملت على الالتفات وإذا بها تسمع من خلفها صوت هنري باردو قائلا
- صباح الخير يا سيد موجاندر كنت أعتقد أني سوف أراك هل حضرت من أجل رسم رمبرانت ؟
ولما لم يجبه الزائر إذ كان مثبتا نظره على الفتاة واصل البائع وإن كان قد دهش لذلك
- إنه رسم ذو قيمة عالية لقد اعتقدت عند اخر زيارة لك أنك ترغب في اقتنائه وكأن موجاندر عاد إلى الأرض تفرس في باردو ثم بصوت متردد
- نعم... بالتأكيد ... لقد حضرت لكي أشتريه
واتجه نحو المكتب الذي تجلس الكونتيسة أمامه أردف باردو
- سيدتي العزيزة اسمحي لي بأن أقدم لك السيد دي موجاندر....وهو من عشاق الفن
وواصل عملية التقديم
- الكونتيسة ماركتيني دي بروسو .... أرملة الكونت الذي لا شك أنك سمعت الكثير عنه كشخص من هواة جمع الرسوم واللوحات وكل ما هو نادر وقديم .
مدت الكونتيسة أصابعها المحملة بالخواتم نحو موجاندر الذي انحنى واصل البائع ملتفتا نحو ستيفاني
- الانسة ماركتيني دي بروسو ابنته
أكدت اورورا
- ابنة زوجي
تناول موجاندر يد الفتاة واحتفظ بها لفترة أطول مما كان يليق الاحتفاظ بها وهو يرنو إليها
تركهما البائع لحظة ودخل إلى الغرفة الوقعة في اخر المحل وهي تستخدم كمخزن ثم خرج منها وبيده رسم في إطار
- ها رامبرانت الذي جذب انتباهك يا سيدي إنه رسم بالريشة وبالالوان المائية يرجع إلى عام 1640
أضاف ذلك متوجها إلى الكونتيسة التي التفتت نحوه لكي تنظر إلى الصورة التي يمدها إلى الشاب تناول هذا الاخير الرسم بكل احترام وتأمله طويلا اخيرا رافعا عينيه سأل
- هل سبق أن أخبرتني بأنه ب مليون ومائة ألف فرنك ؟
- نعم يا سيد دي موجاندر
ولما رأه مترددا أضاف باردو
- إنه رسم نادر وصور رمبرانت ليس من السهل العثور عليها غير أنه بما انك زبون طيب في إمكاني أن أجعله
ب مليون فقط ليس أقل
أجاب موجاندر
- شكرا سيدي باردو
ثم دون ان يتردد لحظة أكثر من ذلك أخرج دفتر الشيكات نهضت الكونتيسة في هدوء تاركة الرجلين يتبادلان الحديث معا بمفردهما أمام المكتب ولحقت ب ستيفاني التي كانت تواصل زيارة المعرض بتادلتا بعض التعليقات على اللوحات لكن اورورا كانت تبدو شاردة ..... كانت تفكر في هذا الرجل الجميل الذي يوقع شيكا بمائة مليون ( سنتيم )
وأثناء ما كان البائع يقوم بتغليف لوحة رمبرانت اقترب منهما موجاندر
- قد تكون متعة لقائكما في احتفال تاجر التحف ليلة الافتتاح لقد أخبرني السيد باردو حاليا أنه يمتلك تعض الروائع كان قد حبأها في عناية في جناحه هذا المساء ....
فأجابته الكونتيسة وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة وفي صوتها الساحر لهجة إيطالية
- إتفقنا يا سيدس العزيز سنكون في جراند باليه لقد حضرنا من أجل ذلك إنها المرة الاولى التي تحضر فيها ابنة زوجي هذا العرض الشائق لأنه حتى الان كانت دراستها تحول دون قيامها بفترات إقامة طويلة في عاصمتكم ومن جانت اخر
- هكذا واصلت في مودة - كدت اختنق في فينيسيا حقا كنت في حاجة إلى باريس !
غير أن الشاب كان قد كف عن الاستماع إليها لأنه كان مشغولا بالتأمل في ستيفاني
اقترب البائع مقدما اللفة ومعها شهادة الأهلية للرسم
- ها ما طلبته يا سيدي مع دعوة لليوم السابق لافتتاح معرض الصور أمله في لقائهما أثناء السهرة اصطحبه باردو إلى الباب بينما عادت الكونتيسة إلى المكتب وتناولت قطعة برنزية تمثل إله الريف عند الومان يعزف على المزمار متظاهرة بأنها تفحصها باهتمام ثم قالت موجهة كلامها إلى باردو
- لطيف جدا هذا الرجل الجميل دي ....دي
أكد لها هذا الاخير
- دي موجاندر ..... مارك دي موجاندر انه شاب جذاب ورقيق مجامل ممتاز .... هذا بالاضافة الى انه مولع بالاشياء القديمة كما كان والده غن فندقه الخاص وهو من مساكن القرن الثامن عشر عبارة عن إحدى روائع المساكن ذاب الاطار الخشبي وارد بولونيا حيث يضم أشياء رائعة
سألته اورورا بطريقة سطحية وهي مستمرة في تأمل التمثال الصغير الذي بيدها
- اه ؟ ماذا يعمل ؟
- إنه يدير مصانعه إنها أسرة مهندسين من الاب إلى الابن وكان جد والده قد أنشأ أحد أكبر المجمعات للنسيج في شمال فرنسا كما أعتقد أنه يدير مصنعا للمحركات الكهربائية كما أني أيضا سمعت أنه يعتزم إنشاء مصنع اخر في بورتريكو عما قريب
قالت الكونتيسة وهي مازالت تتظاهر بعدم الاهتمام إنما بأدب
- حقا ... هذا التمثال رائع أليس كذلك يا ستيفاني ؟
غير ان ستيفاني لم تكن قد استمعت الى ما دار بينهما من حديث إذ كانت غارقة في أفكارها
لم تكن الفتاة حتى هذا اليوم على دراية إلا بأولئك اللعوبين الذين لا يدومون أكثر من عمر زهور الربيع
إذا كان الحب بالنسبة لها هو هذا الشعور الخطير المهم الذي لا يحسه المرء إلا مرة واحدة في حياته وكانت قد تأثرت بهذا الاحساس الخفي الذي لحق بها عندما التقت عيناها بنظؤة هذا الشاب الحانية هذا الشاب الفارع الجميل الذي وجدته جذابا إلى حد لا يوصف شعرت فجاة برغبة في وضع يدها في يده وقفت جامدة صامته وسط معرض اللوحات أسيرة هذا الارتباك العجيب الذي تملكها .

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:26 PM

الفصل الثاني
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

كان جيلبير جالان الممثل الكوميدي ممددا على إحدى الارائك الموجودة بصالونه يقرأبعين شاردة السيناريو الذي عهد إليه به مدير المسرح وكان الموضوع الذي عرض عليه بشأن فيلمه القادم لا يعجبه البته لذلك عندما اتصل به مارك هاتفيا لكي يعلن له زيارته حتى يريه رسم رمبرانت قبل هذا العرض بكل ترحاب .
ولما كان الصديقان جارين وصل موجاندر بسرعة متأبطا لفته الثمينة ككانت تربطهما صلة صدافة متينة وكان يعتبر جيلبير وهو يكبره بعشر سنوات مثل أخ .
نظر إليه الكوميدي مبتسما وهو يحل بعناية وفي صمت تام الورقة التي تغلف الصورة
أخيرا أردف مارك وهو يمد يده بالرسم
- ها هو !
تناوله جالان وأخذ يتأمله بضع لحظات واخيرا صاح
- قطعة جميلة ! لقد أحسنت بشرائك إياها .... لا شك في أنها غالية الثمن ؟
هكذا أضاف مستجوبا
- مليون .... لقد تنازل باردو عن جزء ضئيل كم أقدر أسلوبه في التعامل مع زبائنه المخلصين إني واثق بأني كنت سأدفع أكثر من ذلك لو أني اشتريتها من صالة المبيعات أخبرني هل تلقيت بطاقة دعوة لعرض ال بينالي ؟
- نعم .... بل تلقيت العديد منها !
- أمن الممكن أن نذهب معا ؟
- إذا شئت هل في إمكانك أن تمر لاصحابي ؟
سأله مارك
- وهل ليديا ستكون معك ؟
- لا أعتقد إنها مصابة بالانفلونزا ... متعبة ... كما أنها غير مولعة بهذه السهرات الباريسية
- خسارة .....
- لماذا ؟
- كنت اتمنى أن أقدم لها شخصيتين ....أو بمعنى أصح أن تكون معي عندما أستقبلهما .... كانت ليديا ستجد فرصة تبادل الحديث مع الفتاة ... بذلك تكون فرصة للدخول إلى الموضوع ... هل فهمت ؟
- لا .....
- كيف ....لا ؟
- بقد أكون غبيا لكني لا أفهم شيئا من قصتك !أي فتاة تتكلم عنها ؟
- اسمعني عندما دخلت عند باردو في بداية فترة بعد الظهر كانت هناك فتاة تتأمل اللوحات المعلقة على متكأ اللوحات التقت نظراتنا و...كيف اشرح لك ؟ ...... كم رغبت في أن أضم هذه الفتاة إلي وأن أقبل هذا الفم الذي ما زال طفوليا ....
اتسعت حدقتا عيني جالان من الدهشة قال في شيء من المكر
- أتعلم أن ما تسرده الان شيء جميل لكني لا أجد علافة بين ذهاب زوجتي معي وهذا الموضوع الذي يعبر
عن حب من أول نظرة ؟
- حب من اول نظرة قد تكون مبالغة فلنقل إنها أعجبتني لقد تبادلنا بعض الكلمات وفهمت منها أنها ستتوجه إلى العرض مع زوجة أبيها ومن البديهي أنهما ستتوادان في جناح باردو بوذلك سنجد فرصة للتواجد هناك والدخول إلى الموضوع ؟ وسيكون ذلك بالتأكيد أسهل معك عما يكون عليه عندما أكون بمفردي هل فهمت الان ؟
- فهمت ... خاصة أنك ترغب في جعلي أتجول في المعرض وأن أتوقف أأمام الرسوم في انتظار مرور فتاة أحلامك ....
عندما شاهد الضيق باديا على وجه مارك أضاف
- منذ متى أجدك في حاجة إلى مساعد للوصول إلى رضا فتاة ؟!
- أنت بالتأكيد لا تفهم شيئا أخبرك بأنها الفتاة التي .....
قاطعه جيلبير غير مصدق هذا التأكيد
- اه ...!...
ولكن مارك هز كتفيه غير مبال بتعليق زميله
- ... من تبادلت معها الكلام لم أنطق أكثر من ثلاث كلمات ولا بد من تواجدنا وسط جمهور من الناس حتى أتمكن من تبادل الحديث معها عن كل شيء وكأنها مصادفة ليس إلا سترى كم هي جميلة بما لها من طابع وديع ساذج بريء
أشار له جالان ساخرا
- من عادتك أنك تفضل فصيلة الغهد من الفتيات من جانب اخر يا صديقي الصغير مارك أرلك في كل مرة تمدح لي صفات ومحاسن شخصية جميلة يأعجبت بها أجدك قد غفلت حتى عن رقم تليفونها بعد شهر بالمناسبة كيف حال كورين ؟
هكذا ختم كلامه بلهجة تفيض بالسخرية ون أن يجيبه بدأ مارك في تغليف اللوحة ثانية وجالان اتجه إلى المشرب وأثناء ما كان يميل على الثلاجة الصغيرة لتناول قطع ثلج لمشروبه سأل صديقه ثانية
- على الاقل هل علمت اسم هذه الصغيرة الجميلة ؟
- ستيفاني ماركتيني دي بروسو وهي إيطالية كما يشير اسمها إلى ذلك وافدة من فينيسيا
انتصب جالان فجأة
- هلي هي من اسرة هاوي جمع الصور والرسوم الشهير الذي مات إثر حادثة سيارة منذ سبع أو ثماني سنوات ؟
- إنها إبنته
- كنت في هذا الفترة مهمتما بل مولعا بهذه الاشياء القديمة ولقد تحدثوا كثيرا عن لوحاته بعد وفاته أتذكر أنه كان يمتلك من بين العديد غيرها لوحة ل ليوناردو دافنشي وهي نادرة جدا في المجموعات الخاصة لقد رأيت مثلها إنها عذراء حاملة طفلا ومن خلفها منظر طبيعي .... إنه إنتاج فترة الشباب هذا المنظر الريفي غير الحقيقي بما فيها من بحيرة وجبال صخرية يشعر الناظر إليه بمستقبل هذا الفنان الكبير وهذه اللوحة هل هي ملك لابنته ام لارملته ؟
لم يجب عليه الشاب في الحال على ما يبدو أنه لم يسمعه لأنه كان يدير الكوب بين أصابعه وأخيرا نطق في نبرة لامبالاة
- لست ادري
وكان واضحا انه لم يكن يفكر في الفنان الايطالي اشهير الذي يدفع بالجموع إلى الماحف بل كان يفكر في هاتين العينين الزرقاوين اللتين القيتا إليه نظرة خاطفة
*********************************************
ها هي جموع انيقة تسرع بالقرب من ال شانزليزية إلى مدخل جراند بالية المضاء في تلك الليلة وكان كل هواة الفن في باريس يصعدون السلم الكبير يمرون بين الاعمدة والجميع يتعارفون يحيون بعضهم البعض كان عدد الزبائن كبيرا جدا حتى إنه منح هذا العرض اللامع طابعا أجنبيا وكان الزوار قد تجمعوا أمام الاقسام عندما وصلت ستيفاني وأورورا
تمتمت الكونتيسة إلى الفتاة
- أنيق جدا وذو ذوق رفيع
وفي الواقع لقد أبدع مصممو الديكور إذ كان المبنى مغطى بالديباج من القطيفة الرمادية على الزوايا الاربع كما أن العرض كان موضوعا في تناسق رائع البعض على ممرات سواء كانت مستقيمة أم مقوسة والبعض الاخر يصعد إليه المرء عن طريق بعض الدرجات وكان هناك ركن متخصص لمطعم ومشرب وكانت مكبرات الصوت وهي مخفية بعناية تبث موسيقى هادئة كان الزائر يحتار أين يوجه نظراته إلى الاثاث ام الى السجاد والى الحلي الصينية والفضيات أم الى الاشياء المجلوبة من الشرق ومن الصين وتماثيل ولوحات ورسوما وكان كل بائع يفخر بعرض ما هو نادر وثمين
أما جناح هنري بادرو وكان قريبا من المشرب فكان يتضمن لوحات رائعة ترجع الى المدرسة الفنلندية وهي عامة تحظى بإعجاب الهواة
في هذه الاثناء كان جيلبير قد بدأصبره ينفذ وهو بالقرب من الذي قضى نحو ساعة في مساومة مع أحد باعة الرسوم وأخيرا أقنع ذاته بأهمية وجوده بالقرب من الشاب عند وصول السيدة والفتاة وكان قد قام مرتين بجولة حول الاقسام الجاورة وفي اللحظة التي تأهب فيها للاستئذان من مارك لكي يلحق بباعة الاسلحة القديمة التي كان مولعا بها إذا به يسمع صوتا ذا نبرة إيطالية يقول في دلال
- عزيزي باردو ! أخيرا وجدتك ! إننا منذ وصولنا لم نقم إلا بلقاءات ودية لم أعد أتذكر الحصول على هذا الكم من الاصدقاء في فرنسا شيء رائع ! إني أتساءل لماذا أدفن نفسي في فينيسيا ؟ اه ... صباح الخير يا سيد دي .... موجاندر أليس كذلك ؟ لقد تقابلنا مؤخرا كما يبدو لي .....
وقف جالان يتطلع إلى السيدة التي انحنى أمامها مارك فهي ناضجة ذات شعر أسود لون جناح الغراب وعينين سوداوين ذاوتي نظرة جذابة كثيفة الزينة وفم واسع يكشف عن صفي أسنان لامعين وجدها جذابة بما لها من قوام أقرب ما يكون لتمثال منحوت وهي في تايير من الجلد الابيض يبدو كأنه بشرة أخرى . هذا بالاضافة غلى فراء ثعلب أيضا أبيض يكمل هندامها العجيب قدر الممثل الكوميدي عمرها من أربعين إلى خمسة وأربعين عاما ثم بعد هذا الفحص انتقل نظرة غلى الفتاة الواقفة بعيدا بعض الشيء بمفردها والتي التفت إليها مارك لا شك في أنه اعترف بأن صديقه على حق
فهي حقا جذابة رشيقة بقواممها النحيف جميلة بملامحها المنسجمة الرقيقة مدت يدها إلى الشاب مبتسمة وقد بدت سعيدة بلقائه تأملها مارك في إعجاب كانت الكونتيسة مستمرة في الحديث عندما اقترب جيلبير جالان من الفريق
قال باردو
- هل هناك ضرورة يا سيدتي العزيزة أن أقدم لك الممثل المشهور جيلبير جالان ؟

- الكونتيسة ماركتيني دي بروسو
مدت يده الى جالان الذي مال على الاصابع المحملة بالخواتم قالت بصوتها العذب المنغم مع ابتسامة ساحرة
- لا تقدر سيدي كم أنا مبتهجة للقائك إني إحدى المعجبات بك أعتقد أني شاهدت كل أفلامك
ثم التفتت إلى الفتاة وكانت تتحدث مع مارك وأضافت
- ها هي ابنة زوجي ستيفاني
بعد ذلك شمل الحديث الجماعة كلها وعندما وصل زبائن اخرون انتهز جالان الفرصة لكي يختفي
ثم اردفت اورورا
- اطلب منك يا سيد باردو مقعدا لاني تجولت كثيرا اليوم في باريس وها انا أشعر بتعب شديد وأنت يا ستيفاني واصلي جولاتك بدوني وسوف تجدينني هنا لأني أصبحت عاجزة عن الحركة
وافقت الفتاة وانصرفت ...
قالت ستيفاني
- أرغب في العودة إلى جناح بريسية أريد مشاهدة التماثيل القوطية الجميلة التي يعرضها مرة اخرى
سألها مارك منتهزا الفرصة
- أترغبين في أن أرافقك ؟
فجأة استنار الوجه الجميل واجابت
- بكل سرور
ثم ابتعد الشابان تحت نظرة اورورا الراضية
إن ذكرى مارك لم تفارق ستيفاني وإن كانت لم تكف عن التفكير فيه إلا أنها لم تحدث زوجة أبيها عنه مخبئة في قلبها هذا الإحساس العجيب الذي تولد عندها كانت الفتاة في النهاية قد وثقت بأنها ترجو مشاهدته وترغب في أن تتحدث معه وكانت تتساءل في شيء من القلق إذا كان هو أيضا من جانبه يشعر بنفس الرغبة وأنه سيحاول أن يتواجد في جناح باردو بالمعرض حتى تكون له فرصة لقائها وكانت أيضا حريصة على إخفاء مدى تعجلها الاتجاه نحو لوحاب البائع منذ اجتيازهما أبواب جراند باليه عن اورورا
سارت بالقرب من مارك وكانت مشرقة من السعادة بين ممرات المعرض وعندما اقتربا من جناح بريسيه سألها الشاب
- هل تحبين النحت بصفة خاصة ؟
- نعم أحب هذا النوع من التعبير لأني أتاثر به أكثرمن الرسم ربما يكون ذلك بسبب الابعاد الثلاثة إنه الفن الكامل هناك تماثيل إنه الفن الكامل هناك تماثيل تنفرد بنقل حضارات الماضية فهي ما زالت شامخة صامتة باقية على أنقاض الاف السنين ...

ثم مكثت لحظة صامتة بعد اعترافها هذا قبل ان تنطلق في الضحك
- يبدو لي أني أصبحت خيالية ! لكن هذا لأنك دفعتني إلى أفضل المواضيع التي أهتم بها
وكان مارك يستمع غليها دهشا ومبتهجا في الوقت ذاته كان يفكر في أن هذا النوع من الحديث لم يكن عامة هو الذي يتبادله مع فتاة جميلة وهذا التعليق الصادر من هذه الفتاة الت يتبدو مولعة بالفن أعجبه كثيرا ! وأخيرا بعد جولات متكررة تواجدا أمام باردو حيث كانت الكونتيسة تتبادل حديثا مع ثلاثة زوار عندما لمحتهما أبدت لهما إشارة بيدها واستمرت في الحديث ثم أمسك مارك بذراع ستيفاني لكي يصطحبها الى المشرب
- ألا تعتقدين أن مشروبا مرطبا يعتبر ضروريا بعد هذه النزهة وسط الجموع ؟
اخفضت رأسها علامة الموافقة وانقادت غلى مائدة فارغة ارتجفت الفتاة عندما رأته يرفع كأسه ناظرا إليها قبل أن يرطب شفتيه به ثم شعرت بقلبها ينبض في صدرها سألها في مرح مبديا ابتسامته الساحرة التي لا تقاوم
- الان وقد تكلمنا كثيرا عن الاشياء الفنية أود أن تكلميني عنك يا ستيفاني أمن الممكن ؟
- ممكن يا مارك غاية ما في الامر ليس لدي الكثير عن نفسي حتى أخبرك به
- إنك إيطالية وتسكنين فينيسيا وممع ذلك تتكلمين الفريسية بدون لهجة إيطالية ماذا تعملين ؟ أعتقد أنك لا تتبعين زوجة أبيك طوال الوقت على الاقل هذا هو اعتقادي ؟
- لقد بدأت الحياة معها منذ فترة قصيرة لأني كنت في مدرسة داخلية في جنيف إلى ان حصلت على البكالوريا ومن هنا معرفتي الجيدة للغة الفرنسية بعد ذلك مباشرة عدت الى فينيسيا غير اني سافرت تقريبا مباشرة للتوجه الى فيفي وهي ايضا في سويسرا حيث تابعت الدراسة لمدة عامين وكنت لا أعود الى منزلنا إلا أثناء الاجازة الصيفية وكانت اورورا كثيرة التغيب في هذه الفترة غنها تميل إلى الاسفار إنها حياتها
أردف مارك دهشا
- إلى فيفي ؟ أليس هناك افضل مدرسة في اوروبا لدراسة فن التصوير ؟ هل كنت هناك ؟
وضحت في تحفظ :
- انا مصورة لقد تعلمت هذه المهنة بالمصادفة كانت لي صديقة في الداخلية نيكول لقد خطبت بعد حصولها على الشهادة مباشرة وفي الاحتقال الذي أقيم لهذه المناسبة تقابلت مع المصور الشهير جي بوردان لا شك في أنه راني أنيقة في ذلك اليوم حتى إنه جعلني أقوم بدور المانيكان ولما أعجبتني مهنته رغبت في الانتقال إلى الجانب الاخر من العدسة وما أحببته هو تثبيت الاعمال الفنية على الفيلم لقد حصلت على شهادتي وأرغب في العمل بها لكن اورورا دائمة النتقل لا تميل إلى البقاء في مكان واحد ولا لفترة طويلة في أي مكان كما سبق أن أشرت لك بذلك كما أنها ترغب في أن أرافقها في تنقلاتها لأنها تدعي انها لا تستطيع التخلي عني ! ومع ذلك نجحت في الحصول على عدد من الزبائن ليس بالقليل في فينيسيا لقد أعددت لهم من أجل الكتالوجات الخاصة بهم صورا لأجمل مسرحيات دي مورنو
وكان مارك يصغي إلى الفتاة الوديعة الرائعة التي كانت تحكي له حياتها وامالها بكل بساطة وبعد فترة صمت قصيرة ختمت كلامها
- إذا كانت فقط اورورا تستطيع أن تتخذ قرارا بالبقاء في باريس او في روما فأني ساستطيع ان انطلق أما بالنسبة للحالة المادية فلست في حاجة الى المال لكني لا استطيع البقاء بلا عمل ولا هدف طوال حياتي ! في هذه الحالة سوف أشعر بأني شخصية غير نافعة
مدت يدها وهي غارفة في التفكير نحو علبة السجائر الموضوعة على المائدة حينئذ وضع يده على يدها ومال نحوها كأنه يريد ان يكلمها في هذه اللحظة بالتحديد أحاطت بهما فرقة من الاصدقاء تثير ضجة فتراجع في الحال .

Rehana 19-04-11 10:26 PM

يعطيك الف عافية دلوعتي.. :flowers2:
وتثبت الرواية

دلوعة فلسطينيه 19-04-11 10:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2715184)
يعطيك الف عافية دلوعتي.. :flowers2:
وتثبت الرواية



الله يعافيكي عزيزتي وشكرا ع مرورك
وتثبيتك للرواية وان شاء الله انتال اعجابك
:liilas::liilase::liilas:


الساعة الآن 05:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية