لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-11, 02:56 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : الارشيف
Talking

 

بسم الله الرحمن الرحيم



(‬إلقاء القبض على الفار )


احضر مورسي مقصاً ضخماً عندما اطلت النظر به علمت بأنه مقص تشذيب حديقة القصر الذي شاهدته بأيدي العمال الصعيديون ، سلم مورسي المقص للسيد وهو ينظر للأرض تأدباً مع سفاحه مخافة بطشه وجور حكمه ، بعد أن تفحص السيد أداة جريمته ضحك بضحكة مدوية تجلجلت في البهو مولدة في نفوس الشهود الفزع تلك الضحكة الخبيثة تنذر عن عاهة ستصيبني بعلة جسيمة كما أصابت حاشيته من قبل ، اقترب السيد مني وعيناه تطلق وميض الفرحة جعل المقص بمقربة من يدي وهم أن يقص أحد اصابعي فتح المقص بإنفراجة متسعة وبدئ بتضييق نطاق السعة حتى كاد أن يطبق على أحدها ، صرخ مورسي لينقذ الموقف وهو يتصبب عرقاً وهو عاجز عن بلع لعابه : أيها السيد العظيم ـ مسح جبينه المتصفد بطرف كمه وهو يرتجف خوفاً ـ إن مسست بنانه بسوء فستفقده موهبته اصابعه بارعة في تشكيل المعجنات والحلوى سيصبح وجوده ثقيل الظل عليك بهذا الحكم إن صنعته تتطلب اصابعاً كاملة لم يمسسها ضر .
بحلق الشهود في مورسي متعجبين من شجاعته في تدخله في حكم السيد ولكن الطاغية استبدل حكمه و وقف معتدلاً امام وجهي ليجدع أنفي بمقصه.
نهاه مورسي بصوت مرتعش وهو يضع يديه أمام عينيه لعدم رغبته برؤية ماقد يمسني من الأذى : سيدي إنه طاهي أن جدعت انفه افقدته حاسة الشم وفقدت أنت رائحة طبخه الزكية ، كيف له بشم ماتعده يداه ؟
احتار السيد فصال وجال وبدء صبره ينفذ طالباً من مورسي أن يخرس ، بات امري يقلقهم وعقابي يتحتم أن ينزل حالاً حتى أكون عظة وعبرة ولا يستبيح احد الخدم تنجيس السيد كما فعلت دون قصد ، ضحك السيد حتى ارتد رأسه للخلف لشدة قوة ضحكته التي هزت جسده التفت لمورسي قائلا: بما أنك من احضر هذا الأحمق لقصري سأنزل بك أنت العقاب ، اردف السيد بصوت عالي وهو يزمجر ويزبد ويرغي : المرة القادمة انتقي خدماً يهابون اسيادهم اسرع نحو مورسي ليفقأ عينه فرميت بجثتي امامه لأفديه بنفسي تعجب الشهود لتصرفي وتراجع السيد للخلف وهو يصفق قائلا: آهلاً وسهلاً بالطباخ الفدائي .
قلت له برجاء حار : سيدي اقتص مني وتلوت بصوت خاشع : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} .
استشاط السيد غضباً وقال وهو ينوي تسديد لكمة لوجهي ولكنه استبدلها ببصقة سحقت كرامتي : أأنتِ طباخ أم شيخ .
قلت له وأنا انتزع قميصي : قم بجلدي بالسياط أن شئت أو احرق جلدي بماء النار فأن جلدي لايطهو ولايشتم لن يضر ذلك بمهارتي .
ابتهج السيد لإقتراحي وتراقصت ملامحه حبوراً وبات جذلان بفكرتي ، اثنى السيد على مورسي بانتقائه للعامل الجديد مطالبه بأن يغدق على أبي تامر من كيسه ، طلتهُ الخبيثه زادت قبحاً مع قوله : اجب لي ماء النار يا ( … ) .
جرمه وطغيانه يصل لكل من تطأ قدمه عتبة قصره البائس ها أنا لم امضى ساعة واحة في وكره حتى دنا مني شره ليقطف مني نضارة بشرتي وصفاء جلدي.
قال السيد محاضراً خدمه : تجرأ هذا الخسيس على تلويث نقاء ثيابي برذاذ انفة النجس وخ وخ يال وقاحته .
اصبح الخدم يحاكون ملامحه المتقطبة ويديه التي تطوحان دليلاً على وصول اشمئزازه إلى قمة اوجه ، ردد الخدم من ورائه كالببغاء : يخ يخ يخ ياله من وقح .
كان السيد يطلق من فمه اللغط والسباب والشتم، فعلى بين الخدم الهرج والمرج عندما غالوا في ذمي فالتفت السيد لهم ورمقهم بعين حمراء اخرستهم وهم يقصفون رعباً واعينهم تقدم الاعتذارات ، رفع الظالم سبابته للأعلى فهجم علي خادمان ليجعلاني اركع ابعدتهما وقلت : لاداعي لتلك الطقوس سآتيك راغباً ، ثار غضب السيد فانتزع من يدي مورسي قنينة ماء النار المغلية وفتحها بعجل ليلقيها على جسدي ، تناثر الماء المغلى على اجزاء مختلفة من جسدي ، صرخت صرخة الألم المبرح بعد أن تشنجت عضلات كتفي وانقبض ظهري و ارتعدت فرائصي واقشعر جلدي كان صوت انسلاخ بشرتي رهيباً وكأن جلدي كان يصرخ معي ، انهل الدمع من مقلتي و تخبطت أرضاً وبي رغبة بهرش جلدي ولكن الوجع افقدني صوابي وخل بتوازني فأخذت اصرخ وأتأوه واتقافز وأسأل الله تخفيف وجعي ، عيون الخدم الشهود تتأسى على ماحل بي من غضبه وجور سلطانه ، ادعى بأن انفي نجس متناسياً بأن قلبه اقذر من انفي وتصرفاته احقر من قلة أدبي ، حاولت حبس صرخاتي ولكن زعقاتي ترددت في كل ارجاء القصر الفسيح فترحم مورسي بحالي طالباً من سيده أن يأذن له بجلب الطبيب ولكن السيد رفض مطلبه معنفاً إياه متهمة بالتواطئ معي ، بجبين متغضن ووجه متقطب عاتبه لإلقاء رحمته على طباخه العاصى ، برر مورسي مطلبه بأنه يخاف أن يتقيح جلدي فأموت تسمماً ويفقد السيد طباخاً ماهراً ، وافق السيد ممتعضاً فآسرع مورسي بإحضار الطبيب لإخراس لساني المتزمجر ، جعلني مورسي اضطجع على بطني فما مس جلدي من الضر جعلني مشوش الذهن واجري كالمجنون ، عضضت على شفاهي وأنا احاول كتمان آهاتي والصبر محتسباً الأجر عند المنان ولكني مالبثت عدة ثواني حتى وقفت اركض جيئة وذهاباً لنار المضرمة في ظهري ، عندما قدم الطبيب انحيت لأقبل قدميه وأنا ادعوا الله بأن يجعل ألمي يزول على يدي هذا العبد سارع بحقني بالمخدر فعندما راعه هيئة ظهري ارتجت زجاجة المخدر فوقعت أرضاً متحولة لشظايا متطايرة لتصيب إحدها مورسي .
صاح مورسي بالطبيب : مابالك أيها الأبله .
اخرجت الطبيب من حقيبته زجاجة مخدر أخرى وسحب منها كمية مناسبة لإخراس لساني .
بعد أن حقني غبت عن الوعى لأغط في سبات عميق

‫***‬

استيقظت على صوت سقسقة العندليب ورائحة زبدة الكاكاو العابقة ; دهن بها جسدي بعد تضميد الحروق لإخماد الحريق الملتهب في بشرتي بعد أن انزل بي السيد عقابه الجسيم الذي نص على أن يدلق ماء النار على ظهري لأن رذاذ عطاسي تطايرعلى هندامه بسبب تهيج انفي لقوة نفاذية عطره الباهظ ، عندما حاولت النهوض فوجئت بصوت العجوز الدردبيس ينهاني : ياولدى ابقى مضطجعاً على بطنك عليك بالراحة سأوافيك بالإفطار حالاً .
غادرت الغرفة دون أن تسمح لي بطلب كأس ماء فالعطش يحرق حنجرتي كل مابي يشتعل و الوجع يطوقني رباه رحمتك ، عندما جلت ببصري في الغرفة اكتشفت بأنها ليست سوى علية خرباء حولت لمسكن خدم هذا القصر، الحمام يهدل بصوت شجي ولكن كل شيء في جسدي يشتعل الخدر يسيطر على اطرافي واشعر بثقل في رأسي يمنعي من الإنصات لأصوات الطيور لأتشاغل بها عن وجعي الشديد ، أتت العجوز الطيبة حاملة صينية الإفطار وهي تتهادى مستبشرة ، تحوى الصينية على مالذ وطاب ما أن وضعت الطعام امامي حتى شربت مريئاً واكلت هنيئاً ولكن وخزات ظهري المنتظمةعكرت تلذذي بهذا الطعام الزكي فبين كل لقمة وشربة نار تتأجج في بشرتي ، خاطبتني العجوز بوداعة : كل جيداً يابني لتصهل كالحصان كما اعتدنا عليك .
انخرطت في موجة ضحك هستيرية فما كان منها إلا أن دعت الله بأن يشفيني وأن يرد لي عقلي فقد ظنت بأني فقد رشدي .
قلت لها مطمئنناً إياها وكلماتي تخالطها قهقهات مدوية : الرب اراد أن يتيح لي فرصة الانتقام من سيدكم الظالم ، العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم هو من فتح على نفسه باب جهنم ، وفاطري لأنتقم منه شر انتقام .
امسكت العجوز الحانية برأسي والدمع اجتمع في محجريها قائلة : هل ترى مدى اغورار عيني يابني كان ذلك منذ عدة سنين خلت عندما توفي ابني الوحيد على يد هذا السيد الجائر لا تدع عيني تبيض حزناً عليك وتغور عمقاً اكثر مما هي غائرة .
قلت لها محاولاً إثالج صدرها : سأخذ بثأر ولدك لاتحزني .
قالت بلسان متثاقل وقلب معتصر حزناً : لا داعي لذلك سامحته ياولدي .
نظرت لها مستفسراً : ماذا فعل ابنك رحمة الله عليه حتى ثار غضب السيد ؟
قالت وهي تحارب موجة بكاء مريرة : منذ عدة سنين منصرمة جلب مورسي للقصر خبازة تعد أشهى وألذ اصناف الخبز الطري منه القاسي الهش ومنه الطرى اللدن كانت قبيحة الطلعة طيبة القلب حسنة القول فصيحة اللسان فائقة الذكاء ولكن القدر القاها في قصر هذا السيد الظالم كان ولدي المسؤول عن الحديقة كل يوم يسقى زرعها ويشذب اشجارها وينسق أزهارها ويرعى اطيارها يلقى لها الحب ويضع أناء ماء بارد لتروى عطشها ، الخبازة تحن وتعطف على كل من بالقصر تعطيهم من غير علم السيد خبزاً لذيذاً وبعض المربى ، كانت كثيراً ماتحن وتشفق على ولدي لأنه كان اصم فالسيد في إحدى الأيام صاح عليه حتى تعبت حباله الصوتيه كما يدعى ولكن ابني لم يسمعه فأنزل عليه العقاب لتجاهل نداءه ، سكب الشحم المغلي في أذنيه فأصابه الصمم ولكن تلك الخبازة احبته بلا حاسة سمع ولا مال وجاه يفتخر به احبته لحسن خلقه وتدينه وصلاحه ، جعلت ابواب قلبها مورابة لبني حتى يأتي ويفتحها على مصراعيها معلن وقوعه في حبها وحصل ماكنا نبغيه احبا بعضهما حتى أن ولدي شغف بها حباً وبات يهذي باسمها دون علم منه بأنه لايكف عن نطق اسمها في كل دقيقة وساعة ، اصبح لايطيق فراقها ازدهرت الورود و اثمرت الأشجار واعشوشبت الأرض وبات القصر يعج بأصناف مختلفة من الحلوى والكعك الزكي ، امطرت السماء في تلك السنة بغزارة فنالنا من الرزق الخير الكثير فأعلن ولدي خطبته من الخبازة فتعالت اصواتنا بالزغاريد وامتلئت جنبات القصر بالأفراح والأمراح والقلوب السعيدة ، بات الخدم بشوشين الوجه والضحكة تعطر يومهم ولكن السيد احزنه حالنا البهيجة وقرر قلب حالنا من هناء إلى شقاء اصبح ينكل بهذين العشيقين تارة يأمر الخبازة بخبز ألف كعكة مع تزيينها بالكريمة المخفوقة المحلاة وتارة يأمر بني بزراعة ثلاثمائة وردة في يوم واحد وهكذا اصبح يثقل كاهلهم بطلباته المستعصية ليرهقهم ويزعزع رابطة حبهم ولكن العاشقان الهائمان ببعضها ازدادت وشائج علاقتهم متانة واصبحا يتقابلان كل ليلة ويتناجيان وشتكيان ويتغازلان ببعضهما دون الالتفات لمحاولات السيد الماكرة ، وهكذا حتى قرب يوم زفافهم واقبلت السعادة تطرق ابواب قلبهم ، وفي ليلة داجية دامسة امر السيد الخبازة أن تعد خبز بالحليب وقدر الله أن يفرغ المنزل من الحليب وكان هذا امراً مستغرباً فلم يسبق أن خلا المنزل من مكونات الطبخ الأولية ، ولأن ولدي كان زوج الطباخة أمره السيد بأن يصحبها للبقالة لشراء حليب لشهوته المفاجئة علماً بأن السيد لا يأبه بالخلوة والأمور الدينية فهو فاسق فاجر ، حصل مارغب به السيد وذهبا لإبتياع الحليب وهما في طريقهما توفيا بحادث سيارة مريع ، عندما قالت توفيا طفرت من عينيها دمعة حزينة عميقة انستني ألم السعير الذي يقتات بشرتي ، مسحت دمعها المنهل بأناملي وابتسمت لها قائلاً: ذلك قدر الله .
أومأت برأسها بأنها راضية بقضاء الله وقدره قائلة : بعد أن توفيا قامت الشرطة بتحقيق جنائي وتبين بأن المكابح قد تم نزعها .
هنا اجفلت غير مصدق قتلهما لأن سعادتهما جلبت له الحزن هل هو ببشري أم إبليس بثوب إنسي .
قلت لها مواسياًِ : يا أم … ، وقفت متردداً اجهل اسم ولدها الراحل .
فأنقذتني من الحرج قائلة : أم حسن .
ابتسمت لها في محاولة يائسة لمداعبتها : انه يماثلني في الاسم .
تضاحكت لي بعد أن ردت الروح لجسدها المتعب : ويماثلك في تقاسيم ملامحك المليحة .
قبلت رأسها مجلاً قدرها ومعظماً صبرها ومقدراً ماقاسته في هذا القصر البائس ، صرخت متوجعاً فتحركي المفاجئ اشعل النار المستعرة ، ضربتني بخفة وقالت : يابني لاتتحرك .
امسكت يدها وقبلتها قائلاً : سأكون أنا ابنك وسأرد لكِ حسن صنيعك معي .
طأطأت رأسها بالإيجاب ، طلبت منها أن تناولي هاتفاً خلوياً فعند قدومي إلى هذا السجن الحصين جردت من كل املاكي الشخصية ، اعطتني ما اردت فهاتفت علي من فوري مستفسراً عن حال أم مصطفى والمطعم مردداً على سمعه عدة مرات لأؤكد له بأن يشتري حاجايات مصطفى من المال الذي اعطيته إياه قبل ذهابي للقصر البائس ولكنه باغتني بالقول : مصطفى اصابته حمى شديدة .
اخبرته بأني سآتي في اقرب فرصة لذهاب به لطبيب ولكنه رفض قائلاً بأنه سوف يذهب به بنفسه .
اغلقت الهاتف وأنا افكر بحيلة تمكني من الخروج من هذا القصر لأطمئن على مصطفى واعطي المحتاجين قوت يومهم ، اشارت علي أم حسن بخطة ستواريني عن الأعيان لأخرج لتفقد حال مصطفى وانفذ ماأعتزم عليه ، وافقت من فوري ووقفت مترنحاً مغلقاٍ فمي بيدي حتي لايأتي الآخرين ليروى سبب محاولتي للقيام من مضجعي ، بي رغبة ملحة لصراخ ولكن مصطفى بحاجتي وعلي الذهاب به للمستشفى وتوزيع بعض القروش على المحتاجين في الحي ، هم بدوني قد يموتون جوعاً سارعت أم حسن بإعداد خطة متقنة لفراري من القصر مع إلزامي بالعودة ليلاً فالسيد يقوم بحصر عدد الخدم ليلاً قبيل نومه ، وافقت وسارعت أم حسن لإخراجي من البوابة الخلفية التي تقع في المطبخ خرجت مودعاً إياها قاطعا لها عهداً بعودتي المسائية .

‫***‬

اسرعت الخطى عندما ترجلت من سيارة الأجرة وأنا ارتدي قميصاً سميكاً ليخفي الضمادات ولأول مرة في تاريخ حياتي تصبح إعاقتي مصدر خير علي فقد كنت اعرج لشدة ألمي ولن يلحظ شخصاً ماحصل لظهري لأنني اعرج بطبعي ، ولجت للمطعم وأنا القي على أم مصطفى وعلي التحية كانا نائمين بالمطعم وهم مفترشين الأرض بلحاف رث متهلهل هما لايمتلكان منزلاً ولا مالاً لشراء مرتبة تريح جسدهم ، عندما شاهدا نظرات التعجب لحالهم ولتحويلهم المطعم لنزل ينامان به تعذرا لم بخجل لم يكن ذلك ما أثار دهشتي بل مجاهرتهم بالسكن بالمطعم والنوم علناً عليهم بالتوراي عن الأنظار حتى لايبلغ احد المارة بوجودهم فتداهمهم السلطات لإخلالهم بالقوانين ، وبختهم واخبرتهم بأن المطعم مطعهم ولهم حرية التصرف به ولو شائوا بتحويله لنزل فليحولوه اسرعت بأخذ مصطفى للمستشفى فضرب لي طبيب الأطفال عدة مواعيد لمراقبة حالته الصحية ، عدت للمطعم لتسليمه لوالدته مع تأكيدي لها بأنه سيشفى قريباً بإذن الباري بعد ما ارحتها بقولي انبسطت تقاسيم وجهها وابتهجت سريرتها ، اوقدت الموقد لأعد الحساء لأم مصطفى وعلى والمعتازين من أهل الحي ، تعجبا لمَ اقوم به ولكنهم فضلا الوجوم وتجاهل ماقمت به محترمين رغبتي ، أنشأت بتقطيع الخضار و تتبيل الحساء اقتربت مني ام مصطفى قائلة : انهم يشتهون اللحم .
التفتت لها كالأبله قائلا: هاه ….
ضحكت من بلاهتي بدلال قائله : الجياع الذين ستطعمهم يشتهون اللحم أيضاً .
أطرقت برأسي خجلاً لعلمها بأني اطهي للمعتازين كنت اقوم بهذا الإحسان بالخفاء لكنها علمت بالأمر .
رشت أم مصطفى ذرات الملح فوق قدر الحساء قائلة : لمَ تطهي كل يوم لهم الخضار فقط .
قلت لها بإقتضاب : لو اشتريت لهم لحماً سيقل عدد الطاعمين ، استطيع إطعام المحتاجين بالخضار ضعفي ما استطيع إطعامهم باللحم .
نضج الحساء فحملته بعد أن وضعت فوق غطاء القدر أم مصطفى عدة ارغفة تبادلنا ابتسامات سريعة وخرجت مسرعاً لتوزيع الحساء فموعد الغداء قد حان ، قمت بتوزيع الغداء عليهم بأوعية بلاستيكية اثناء تمتعي بهم وهم يأكلون امسك بيدي طفل صغير قائلاً : ياعم اريد حلوى .
مسحت على رأسه قائلاً : سأحضر لك حلوى لم تذق بحلاوتها قبلاً .
اسرع الطفل لوالدته لينبأها بما قلت .
عدت للمطعم لطهي بعض الوجبات حتى يتسنى لأم مصطفى وعلي كسب رزقهم وسد رمقهم .

‫***

دخل السيد مباغتاً أم حسن و هي تدور حول نفسها وهي تهمهم ، سألهاالسيد مرتاباً : كيف حال الطاهي ألم يصح بعد ؟؟؟
قالت له مرتبكة : مازال عليلاً ياسيدي .
نظر لها السيد ليستشف من عينها سر ارتباكها : اين هو الآن ؟؟؟
تلعثمت وتلاشت اعذارها وعجز لسانها عن حياكة اكذوبة تبرر غياب الطاهي .
اسرع السيد للعلية و فتح الباب فلم يجد للطاهي أثراً فالتفت لأم حسن مزمجراً : اين ذهب الحقير ؟؟؟


انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة  
قديم 17-03-11, 09:46 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : الارشيف
Talking

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثالث
( التعافي )

ولجت للعلية بينما صراخ السيد يعلو وكأن لهاتهُ استبدلت بجرس خصص للقرع في ليالي مزاجاته العكرة ، استسمحته عذراً وأنا احمل بيدي صحيفة من الذهب مليئة بالفطائر المحلاة المخبوزة ( المشلتت) ليتذوقها فما كان منه إلا أن فغر فاه واتسعت عيناه بانشداه لإعدادي الفطائر وانا في وضع صحي مترد ، كنت منبسطاً الملامح اصطنع العافية وأنا اقدم له الطبق مرتعداً البدن مرتجفاً الأطراف مكثراً من رد الطرف ملقياً ببصري بعيداً عنه بربكة كاذبة تخبره بأن جبروته هو ماصنع بي هذا الذعر المفرط ، تناول إحدى الفطائر المحلاة وعيناه حبورة ولسانه جذلان وتقاسيمه مسرورة متلذذة بماصنعته يداي الماهرة دون شكر وتصريح بحلاوة طعم مايأكله ، كنت اعلم بأن السيد سيحصى عدد الخدم ليلاً وأني سأحتاج لخطة متقنة مسبوقة التنفيذ ، قررت إعداد الفطائر المحلاة في مطعمي وإيكال حمزة مساعدي الخاص في مطبخ هذا القصر المنيف بخبزها في منتصف الليل قبيل قدوم السيد لحصر الخدم ، باغته اثناء استخراج الحقيقة من فم ام حسن بالفطائر ساخنة التي تنبعث منها البخار والزيت المتلألأ عليها والسكر المنثور كندف الصقيع مثيراً شهيته لابتلاع ماصنعته لتغطية خروجي الصباحي دون اثارة الشكوك وفتح ابواب الأسئلة التي لن استطيع إيصادها ، فرح السيد بشفائي السريع متفحصاً ضماداتي بطرف عينيه وهو يقضم الفطائر بنهم فرحاً بعودة طباخه العليل ليعد له اصناف مختلفة الأوان شهية الرائحة من وصفات فقهتها من مختلف الأوطان من امهر الطهات بأقدم الوصفات ، ينساب من ظهري الصديد بغزارة لتجري اوساخ عقوبة السيد من جراحي المثخنة ، إن جسدي يطهر نفسه بنفسه يطرد النجاسة السيد باستمهال ، اقف امامه متحاملاً على ذاتي من أجل إثبات مدى عافيتي لأتيح لي فرصة الإنتقام منه بصبر واحتساب الأجر لدى الله فإن الفرج يجئ بسرعة مع الصبر ، تظاهري بالصحة التامة وعودتي للطهي سيتيحان لي فرصة الفرار من القصر بشكل يومي دون التشكيك في امري واثارت التسؤلات عن غيابي عن الإضطجاع السريري ، غادر السيد فأطلقت ام حسن زفرات الظفر بالنصر على إبليس سيدنا الظالم والتلاعب على عقليته المكارة التي لم يغب عنها يوماً مكيدة ، القيت بجسدي المتعب على السرير لأنال قسطاً من الراحة وأنا اقهقه لمكري ودهائي ولكن أم حسن تسائلت عن سر ضحكتي السعيدة فقلت لها بأن السبب سيتضح لها قريباً ، زجرتني بنبرة الأم الخائفة : لاتعبث مع السيد يابني .
شرعت ام حسن بتغيير ضمادة حروقي وهي تقرأ الأوراد وماتيسرلها من القرآن الكريم حتى غفوت لشدة الإرهاق .


‫***‬

استيقظت قبيل صلاة الفجر لأقوم بإعداد مزيج الكعك وعجن خليط الفطائر وخبز بعض الإرغفة المحشوة باللحم لأطعام الفقراء ، فما انويه لجدول هذا اليوم الممتلئ جعلني اتعجل بإعداد طعامهم في أوآخر الليل الذي سيتحتم عليهم تناوله بارداً إن لم يكن متجمداً كما أن إرجاع المواد المستهلكة من مطبخ قصر السيد شكلت لدي معضلة إن السيد يجلب جميع المكونات من الخارج مبتدأً من المكونات الأولية من دقيق وخميرة منتهياً بالخضروات والفواكه حاولت أن ابرر سرقتي من تلك المواد بأن السيد لايخرج الزكاة وما اخذته اقل مما يجب عليه إخراجه ولكن عقلي لم يستسغ اخذ قرشاً واحد من ماله الذي ينمو من القمار والربا والأموال المسروقة ، ارتفع صوت الآذان فاتوجهت للحديقة لأداء فريضة صلاة الفجر على تراب الحديقة البارد فالقصر لايخلو من الصور والموسيقى الهادئة والمنكرات الظاهرة ، اديت فرضي ثم توجهت لحزم الورقيات الخضراء التي كدست في المطبخ لتجفيفها على سماط فرشته بالحديقة الخارجية في ركن قصى لايظهر للعيان لأكون توابل مميزة تجعلني طباخاً فريداً يسلب لب السيد ولا يرمي مكوناته بالقمائم دون استغلالها ، عندما انتهيت من نثر الورقيات لتتسلط عليها أشعة الشمس سمعت صوت أم حسن يناديني اسرعت لها فطوحت بيديها وهي بالكاد تلفظ انفاسها مذعورة : لا تتأخر في إعداد الإفطار يابني هيا تعجل وإلا حل غضب السيد علينا اجمعين .
أنشأت بتقطيع الخضروات لإعداد عجة البيض وقمت بطحن السمسم لخلطه مع العسل لأكون خليط يمد السيد بالقوة كما تقول ام حسن ، خفقت الحليب بقوة لتكوين رغوة ترضي كبرياء السيد فهو شديد التمسك بإطعمته التي كان يتناولها في الصغر كما اشارت على ام حسن مسبقاًبإعداداصنافاً متنوعة ومشروبات ساخنة ومقبلات من شتى اصناف الخضروات وتقطيع الفاكهة بإشكال هندسية بديعة ، بعد أن انتهيت من تجهيز طعام الإفطار اخبرت أم حسن بأني سأخلد لنوم لأستيقظ في الظهر فنهرتني قائلة : ياولدي عليك بتقديم الطعام للسيد وزوجه من ثم الخلود للنوم .
تأففت وأنا اكاد اقع أرضاً مغشياً من شدة النعاس والإرهاق ، كان هذا آخر ماينقصني مشاهدة وجه السيد في هذا الصباح الرائق ، صعدت للعلية لتبدل لي ام حسن الضمادات بقطن ابتعته من اموالي الخاصة فالسيد لم يعطني ثمن القطن وامتنع عن الموافقة لحضور الطبيب بشكل منتظم لتطبيبي اي انه ينزل بي العذاب ويرفض رفعه وها أنا اغير الضمادات حتى لاتفوح مني رائحة سيئة قد تقلب مزاجه الرائق في صباحه الهانئ كما أن منظر الضمادات المتسخة تثير اشمئزازه ولايليق بفخامته رؤية تلك المناظر السيئة توجهت للحديقة التي وضعت بها مائدة الإفطار بامتعاض ، ارتديت زي الطباخ الأبيض والقبعة الطويلة والمريلة المطرزة فبدوت كسيدة مسنة في دار للعجزة ، كان الإفطار مَوُضُوعاً بالخارج على طاولة مزينة بقماش سكري مخرماً كالغربال مزينناً ببعض شموع الفانيليا وأوعية زجاجية مسطحة نثر فوق سطح مائها تويجات ورد الفل العابق ، بعض الأطيار ذات الألوان الزاهية محتجزة في اقفاص مختلفة الأحجام والأشكال الهندسية تقع في جنبات الحديقة لتهبها جمال فوق جمالية خضرتها ، تقدمت للمائدة بشوش الوجه لأقدم لهم كل طبق بتئودة شارحاً لهم كيف قمت بإعداده وما مكوناته ومايحتويه من السعرات الحرارية ، عندما هممت بالمغادرة بعد انتهائي من تقديم الإطباق صوبت بصري لسبيل الخروج مستأذنهم الرحيل بأدب ، فجأة التفت حول قدمي كلب بفرو ابيض كثيف وعينان جاحظتان افزعت قلبي جعلتني ابتعدت عنه وأنا اشيح ببصري بعيداً مستعيذاً بالله من الشيطان الرجيم ، ضحكت زوج السيد بضحكة دلال غير لائقة على سنها المتقدم ولكن تلك الحيزبون قالت بصوت انثوي قد لينته بزيف متضح حتى تخفي اثار الزمن عليه : هيء هيء حتى الكلب معجب به يامحسن .
تجاهلت محاولتها الغزلية و طلبت من السيد أن يسمح لي بالذهاب فأومأ رأسه بالإيجاب والسيدة امتعضت من سماحه لي بالذهاب ، عندما عدت للمطبخ سمعت ام حسن تأمر احد الخدم بعصر عصير البرتقال فالسيد يعاني من الإمساك ويحتاج لمَ يلين امعائه عندما سمعت ماقالته ضحكت بشدة فأتت ام حسن تنظر لي بريبة قائلة : ما الذي يضحكك ؟؟؟
قلت لها وأنا اضطجع على بطني لألم باغتني في ظهري فعندما اشتدت ضحكاتي تصفدت جروحي : عندما سألتني عن سبب قهقهتي بالأمس قلت لك الوقت كفيل بإخبارك وهاهو يخبرك .
ام حسن : بماذا يخبرني ؟؟؟
قلت لها وضحكاتي لا تتوقف ودمعي ينهمر ألماً وسعادة : لقد صنعت الفطائر المحلاة من دقيق الذرة .
ضحكت ام حسن قائلة : ياخبيث سببت له ألم معوي .
قلت لهابضحكة عالية : محسن يستحق مافعلته به .
عندما هممت بامغادرة المطبخ التفت للخلف فوجدت السيد خلفي وعيناه تتطاير منها الشرر قائلاً : ماذا استحق ايها الجرذ الأجرب .

انتهى الفصل

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة  
قديم 20-03-11, 12:38 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : الارشيف
Boring

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

الفصل الرابع
( صلب فاتقد قلبه جمراً )


رفعني السيد بقبضته من تلابيبي لأعالي السقف فطوحني بيديه يميناً وشمالاً ويداي تتشبث بذراعيه خوفاً من أن يفلتني فيلحقني الأذى ، تعجبت من كهولته التي تختزن هذا الكم الهائل من قوة الشباب المنصرم ، علا صوت السيد بالزمجرة واخذ يزبد ويرغي ويهدد ويتوعد ، ارتد صوت السيد الثائر في ارجاء المطبخ بالسباب واللغط وهو يضربني بكل ماتقع يده عليه وانا احاول الفرار من قبضته ولكن ماجعل فراري يبؤ بالفشل إحاطة الخدم من حولي بأعينهم الفضولية التي تترقب نهايتي البائسة، كنت كلما وجدت سبيلاً للخلاص يتبعني الخدم لإبصار الحدث المثير دون إضاعة لقطة واحدة ، كنت مرة اصطدم بكرش مساعدي في الطبخ وتارة تظهر امامي امرأة تحمل صحفاً متخسة ، مللت الترأف بحالهم وتأنيب الضمير من إلحاق الإذى بهم ، قلت في مهجتي بأن فضولهم هو ماجلب لهم العقوبة ، دفعتهم جميعاً كالأسد الهائج فأمسكني السيد من رقبتي واستل باطية علقت في الحائط وانهل بالضرب علي حتى تضرجت بالدماء وتثخنت جراحي والكل صامت لايحاول رفع جبروته عني ، ام حسن اخضلت عيناها بالدمع وهي تسترحم السيد بصوت مرتعش ولكن قلبه الصلد وفؤاده المتحجر لم يجيبا طلبها كنت راحماً حالها المستضعف ومشاعرها الرهيفة ولكن ما أن انفلقت الباطية إلى نصفين على هامتي حتى وقعت مغشياً

*‫**‬
عندما استيقظت كان بصري معشياً والوهن يكبلني ولا اميز ماحولي ، لم استطع رفع رأسي فالحمى تسرى في اوصالي كدبيب الصهباء ، لا اصوات حولي تدل على وجود كائنات بقربي ولاتغريد عصافير يؤنسني ماهي لحظات حتى وقعت مغشياً من جديد ، عندما استيقظت كنت ابصر الدنيا بعين واحدة دون الأخرى فالعين اليسرى اصبحت اشبه بالمعطوبة لا اكاد ابصر بها شيئاً سوى نور شعاع منخفض كنت اطلق التأوهات لا إرادياً ، ألم شديد يطوق حنجرتي مرضخاً حبالها لأمرته بالصراخ ، في كل ثانية وجع يستعر عندما ادرت ببصري وجدتني في الهواء مصلوباً امام القصر عند نوافير المياه ولا احد حولي يداي مقيدتان بحبل متين وقدماي مرتكزة على خشب خشن ورأسي مربوط على الصليب ، انفاسي باتت تضيق والهواء يأبى بأن ينفذ لرئتي اشعر وكأن روحي تريد الفرار من جسدي استعذ بالله واخذت ادعوا الله راجياً بأن يعيني على الخلاص من عبده الظالم الجائر كانت الشمس على وشك البزوغ ، عندما حاولت إحصاء الوقت الذي مضى قدر ذهني بأن صلاوة خمس مفروضة قد فاتتني ولكن لايوجد هنا مخلوق بجانبي لأسأله فك وثاقي لأؤدي صلواتي الفائتة ، كما أني لم اطعم المحتاجين والمعتازين في الحي مؤكد بأنهم ينتظروني ببطونهم الخاوية ، شعرت حينها بأن دمعي سيسقط تكالبت على الهموم وضاق صدري وبتأست في هذه الساعة التي اشتد علي فيها حزني وكادت الدنيا أن تسحقني في رحاها ، عندما اغلقت عيني محاولاً النوم ، اثار اشمئزازي رائحة الدم المنبعث من ملابسي فالدم يلوثني من رأسي إلى اسفل قدمي وينساب من صدغي الدم بغزارة ، اغمضت عيني فسمعت صراخ وعصى تضرب الأرض مجلجلة الأجواء عندما فتحت عيني وجدت السيد امامي يسير وعيناه تتقد شراً ، ابتلعت ريقي وحاولت مط رقبتي لمحادثته مطالبه إياه إنزالي لصلاة فقط ولكنه هم بأن يفقأ عيني بعصاه اصبحت ادير رأسي للخلاص منه وانا ادعوا الله بصوت جهوري بأن يخلصني منه ، لم يكف السيد عن محاولة فقأ عيني ، صرخت وحاولت إبعاد عصاه بالإنقضاض عليها بأسناني ولكنه باغتني قبل أن افلت من شره وفقأ عيني اليسرى صرخت بأعلى صوتي وانتشر الوجع في رأسي وشارف نياط قلبي على التمزق وسال الدم من جوف عيني وتساقطت قطعاً من عيني وانا اصرخ واصرخ كالمجنون لشدة وجعي اهتز الصليب وكادت أن اتحرر من وثاقي ولكن السيد ختم الموقف بضحكاته وغادر دون أن ينبس ببنت شفة ، عندما رحل لم اصدق ماحدث لي لم يمضى اسبوعاً واحداً في قصره حتى دنى الموت منى وروحي ترغب بافرار من جسدي الألم يستعر في عيني ولاشيء يهدئني تركت للوجع ليأخذ مأخذه مني كيفما شاء ، جلدي تم حرقه وكرامتي تم سلبها وعيني فقأت وحرمت من اداء صلاتي مالذي ستجيء به الأيام القادمة منه بعد ، تصبرت وتضرعت لله بآية من كتابه الكريم ولكن الآلآم ما فتأ تنغص عيشي ، لشدة الوجع والألم ولهيب الشمس البازغة التي تسلطت اشعتها كالسياط على جسدي فقد الوعى .

*‫**‬

عندما استفقت كان الليل قد حل لينشر حندسه على بساط خضرة الحديقة النضرة ، مياه النوافير الرقراقة قد توقفت عن الضخ ، الأطيار خلدت للنوم ولكن نعيق البومة انبأني بأن النوم لم يجافيها بعد وتنوي مسامرتي لتروح عني همي ، كانت رائحة نتنة تنبعث من الدم المتخثر والجراح تقيحت ومقلتي اليسرى تحرقني وبي رغبة جامحة لحكها حتى احظى بنعيم لثوانّ معدودة ، اطلق التأوهات واتحدث بمالا افقه علمت حينها بأني رشدي بدء يتلاشى رويدا رويداً ، ماعدت اشعر بأطرافي ولساني بات ثقيلاً اصبحت الآهات نصفها مختزن في جوفي ونصفها مطلق في موجات الهواء ، خرير بطني يرتفع والجوع اشتد حتى تمكن من رشدي والعطش ينهكني ، الموت الزؤام ينتظرني ولاشيء يسعفني ، حاولت رفع رأسي لأدعى الله بأن يرسل عبد من عباده الصالحين ليسقيني شربة ماء ولكن الإهاق ارخى كل عضلة مجردني من القوة ، دعوت الله من صميم قلبي بأن يعينني على هذا السيد حتى انحره وانا ادعوا الله في سري سمعت صوت قرقعة تتجه صوبي علمت بأنه اتى ليشمت بي ويفرغ حمأ السنون فيّ ولكني تجلدت وتوكلت على الله في امري ، الظلام دامس لايمكنني من مشاهدته ولكني اسمع وقع اقدامه عندما اصبح بالقرب مني فاح اريجه حتى اخترق انيفي، لشدة نفاذية عطره جعلني اشتم رائحته مع أنني فقدت تلك الحاسة مع النوازل التي حلت بي منذ صباح البارحة ، شيء ما اصبح على مقربة من وجهي ، ينضح من هذا الشيء سائل بارد و رائحة عجيبة عفنة ، قلت بصوت بح تعباً : ماهذا الشيء الخبيث ؟؟؟
ردت ام حسن قائله : انت مستيقظ ياولدي .
صدمت حين علمت بأن القادم هو ام حسن ، ثارت التساؤلات في داخلي مالذي قدم بها إلي هنا وماهذا الشيء الذي تضعه بالمقرب من فمي ومن أين تلك الرائحة الذكية ؟؟؟
قالت بصوت منخفض : اشرب الماء ياولدي .
قلت لها : كيف لي ذلك يا اماه .
بكت ام حسن حين ناديتها بأماه وقالت بقلب أم متحسرة على قطعت فلذة لم تلدها : امتص الإسفنجة فالماء البارد في جوفها ماعليك سوى الامتصاص ياولدي .
حسن : عفواً يا اماه ألا يمكنك احضار كأس ماء فنفسي لم تستطب هذه الأسفنجة ايتها الغالية .
ام حسن : هل تمازحني كيف لي بالصعود إليك ، ألست بعطش ياولدي اشرب ولاتبالي واخذت تجهش بالبكاء وتتعذر .
حسن : ولكن الأسفنجة رائحته مستكرهه اشعر بأن الماء الذي في قلبها قيء لا ماء لسقيا يا امي .
ام حسن: انها اسفنجة تنظيف الأواني لم اجد غيرها اعذرني ياولدي ، لاتخف قمت بدعكها وغسلها جيداً اشرب ياولدي ولا تستمر في الرفض ارجوك اشرب .
تحاملت على ذاتي وشربت من الأسفنجة وانا اكاد أن اتقيأ ولكن الظمأ انساني الرائحة وماحمل به الماء فما أن لامست شفتاي المتشققة عطشاً الماء اجترعت الماء جرعاً حتى نفذ كله اخذت ام حسن تسقيني حتى رويت ، بعدما انتهت ام حسن سألتها قائلاً : مين اين تنبعث هذه الرائحة الطيبة ؟؟؟
ام حسن : أن السيد يبتاع افخم وارقى واجود العطور ولقوة انتشارها تحتبس ثيابنا رائحتها في بعض الاحيان ، وقفت ام حسن عدة دقائق تبكي دون أن تقول لي شيئاً ولكنها تجلدت وقالت لي بعد مضي عدة دقائق : اسمع ياولدي ربما لن تغفر لي ولكن اعلم بأن فؤادي سينفطر وقلبي سينشطر لعل فيما قلت لك شفاعة لديك لي .
كررت على مسمعي ثلاث مرات اغفر لي اغفر اغفر لي .
وبعدها اخذت تتلو الأوراد وذكرت اسم الله على شيء تنوى ابتدائه
قالت لي بحزن عميق : الموت ارحم لك يابني وهجمت على رأسي بعصا ...

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة  
قديم 02-07-12, 01:20 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : روائية طموحة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
طباخ الجيزة . روائية طموحة ، سفاح ، السيد الجائر
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية