المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
كل شيء تغير بلحظة زمن
1- كنا صغار
انا
بدأ التسويق التجاري لفتيات العائلة ،كالعادة في كل تجمع عائلي ،تتجمل
الفتيات ويضعن ما لذ و طاب من العطورات ، ونكهات لونية بماكياج مخالف للعادات
والتقاليد رغبة في لفت انتباه احد مجانين العائلة أو احد مرتادي منزل جدي .
بينما نحن الأطفال بعيدين عن مهرجان الألوان ذاك ،نتهامس في الخفاء ، فلقد
كانت حصيلتنا من مال العيد هي محط انتباهنا وكل طفل منا يتحدى الآخر بحصيلة
أعلى، بل كنا نتطلع لبيوت جيران جدي لنطرق أبواب لم نعرف قاطنيها ،فقط لأجل
عيديه العيد.
وكانت أمي كريمة نفس جزيلة العطاء، فتكافئنا بضعف المبلغ الذي نحصل عليه، فإن
جمعت 20 دينارًا تضاعفها ل 40 دينار وهكذا.
فبالنهاية لم تكن تعلم مصير هذه الأموال. كنا محظوظين مع قلب يشمل جميع
أحاسيسنا، يهتم بمستقبلنا.
قدم ابن خالتي بهداياه الرديئة ، وبدأ لعبة المسابقات ،فكان يقسم أطفال
العائلة لقسمين ، فريقين يتباريان بصمت و بترغب لتلك الهدايا المفتقرة عنصر
الهدية ،قطع مطاط صغيرة ،دبابيس مكسورة ،سيارة صغيرة بلا عجلات ،روتين عائلي
،،يبتدئه هو بتجميع أفراد العائلة بقلب واحد وبروح واحدة وبلعبة واحدة......
كنت اعشق ألعابه، و أسلوب تفكيره.....العديد من سلوكياته وأخلاقه أحببتها،
بعفوية الطفولة
نعم كنا، مجانين بمعنى الكلمة،نمثل مسرحيات ،أفلام ،كاميرا خفية نصور ،نعتبر
أنفسنا تجار كبار ونبيع بضائع بأموال مزيفة صنعناها من ورق
حياتنا بسيطة نتأمل المستقبل بصمت وبطاقة جبارة لا تهدأ ولا تكل ،فلم ندرك إن
للدمع مكانًا بحياتنا ولم ندرك إن الموت مرض يخطف أفرادًا من عائلتنا أحباءنا
اشطح بذاكرتي لأتذكر رسالته،قد أنساه ربما ،فهل استطيع زيارة قبره بعد
مماته؟أم سيزور قبري بعد مماتي ليبتسم على نجاحه
فكاهة احتفظت بها مخزنة، وبعد امتلاكي بخاتم مسحت مفردات معانيها من هاتفي
لتبقى راسخة في ذهني، كميثاق خطي موقع بغباء إنسان
|