لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-12, 04:50 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







7
: : : العُقد : : :



ألقيتُ نظرة أخيرة من نافذة الطائرة أودع تلك المدينة الساحرة وأتسأل فى نفسى تُرى هل سأزورها مرة أخرى أم هذه ستكون المرة الأخيرة ...
كم أحببتُ هذه المدينة ..! وكم أشعر بالأسى لمغادرتها ..!
فبهذه المدينة شعرت لأول مرّة بأن الفوارق التى بينى وبين معاذ قد سقطت نهائياً ... ونسيت أنه صاحب أكبر سلسلة شركات ... وأنه يعد من أثرى الأثرياء ..!

اغمضتُ عينى وأرحتُ ظهرى على المقعد المُريح ، وشعرتُ برغبة فى النوم ؛ فأنا لم أنال قسطاً كافياً من النوم بالأمس وأمل فى أن يزحف النعاس إلى عينىّ أثناء الرحلة...
وبالفعل رحتُ فى سباتٍ عميق رغم أننى لستُ مُعتاده على النوم خارج فراشى بسهولة ..!
وحينما أفقتُ من نومى ، وفتحتُ عينىّ إذا بوجه مُعاذ يطالعنى... كان باسم الثغر... وكان يحدقنى بنظرات حرت فى تفسيرها... وخيل إلىّ للحظة قصيرة أنها تحمل لى بعض المشاعر ، لكنى لم ألبث أن شعرتُ بسخافة فكرتى حينما رأيته يشيح بوجهه عنى ويتطلع إلى الطرقة الضيقة للطائرة ، كأنما يريد أن يبتعد بنظراته عنى...


تثاءبتُ بكسل وتمطيتُ فى مكانى ، ثم سألته :
" هل أقتربنا من القاهرة ..؟ "


ألتفت وألقى نظرة عابرة علىّ ثم قال :
" نعم... لم يتبق لنا على الوصول سوى دقائق . "


نهضتُ من مكانى قائلة :
" أذن سأذهب لدورة المياة لأغسل وجهى . "


وتوجهتُ نحو دورة المياة فى أخر الرواق...
غسلتُ وجهى بالماء ونفضتُ آثار عن النوم عن وجهى ثم ضبطتُ حجابى وغادرتُ دورة المياة مُتجهة إلى مقعدى...
وفجأة لفت نظرى شخص ما يطالع الجريده ، ويختفى وجهه كله خلفها...
لستُ أدرى لِم لفت نظرى هذا الشخص ..؟ أو ما الذى لفت نظرى به ..؟
لكنى على أى حال لم أهتم وواصلتُ طريقى ، فإذا بذلك الشخص يبعد الجريدة عن وجهه فيكشف عن وجهه... وأتسمر أنا فى مكانى بذهول ..!
نعم... كان ذلك الشخص هو نفسه صاحب العينين الزرقاويين ..!
ابتلعت ريقى بصعوبة وواصلت طريقى فيما كانت عيناه تتبعاني وعلى شفتيه ابتسامة ساحرة ..!
أرتبكتُ للحظة... وتوقفتُ بمكانى ثم أنتزعتُ نفسى من دهشتى وأشحتُ ببصرى عنه وواصلتُ طريقى...
فى تلك اللحظة سمعتُ صوت المضيفة وهى تحث الركاب على ربط الأحزمة ولزم أمكانهم لحين هبوط الطائرة...
جلستُ بمقعدى وألزمتُ التعليمات حتى هبطت الطائرة بسلام ، وغادرتها برفقة مُعاذ...
وبالطبع قضينا وقت لا بأس به فى الجمرك حتى سُمح لنا لمغادرة المطار...
كان ذلك الشخص المدعو محمود لا يفتأ يراقبنى بعينيه ويلاحقنى بنظراته أينما ذهبت ، كأنما يريد أن يقتنص الفرصة ليتحدث إلىّ بعيدا ً عن زوجى... لكن هذه الفرصة لم تسنح له وغادرنا المطار بسلام وأتجهنا إلى سيارة مُعاذ التى كانت بانتظارنا ثم أستقليناها سوياً وتوجهنا إلى قصره..
كنتُ أشعر بشوق شديد إلى عائلتى لكنى لم أجرؤ على التصريح بالأمر لمُعاذ فلزمتُ الصمتُ وتركته يقود السيارة مُتجها ً إلى القصر...
وما أن لاح القصر من بعيد حتى شعرتُ بصدرى ينقبض وبالشعيرات الدمويه فى وجهى تضيق ..!
كم أشعر بضيق لا حدود له حينما ألمح ذلك القصر العظيم ..!
صحيح أن هذا القصر أكثر مما حلمت به... وصحيح أنه فارق كبير بينه وبين منزل والدىّ... وصحيح أننى أنبهرت برؤيتة لأول مرة...
لكن هناك شعور ما يسيطر علىّ ويأبى أن يفارقنى ألا وهو أنه لا مكان لى وسط كل هذا البذخ...
وبرغم ضخامة القصر دائماً أشعر به يضيق علىّ ويتضاءل حجمه من حولى حتى لم يعد ليساع حجمى...
كم أتمنى أن ينتهى هذا الجحيم المُسمى بالزواج سريعاً ..!


" لِم أنت واقفه هكذا ..؟ "


أنتبهتُ على صوت مُعاذ إلى أننى أقف منذ فترة أحدق فى باب القصر دون أن أجروء على الدخول إليه...
نظرتُ إليه بأسى ، فقابلنى بنظرات مُستعجبة ومُستفهمة فى آنٍ واحد...

ترددتُ قليلا ً ثم قلتُ :

" أنا........ "


وصمتُ... ذ أدركت أن طلبي مرفوض مُسبقاً ..!


أطرقتُ برأسى أرضاً فى أسى وحزن شديدين وكدت أواصل طريقى لولا أنه قال :

" تريدين الذهاب إلى عائلتكِ ..؟ "


انتشلنى سؤاله من حيرتى وضياعى... رفعتُ بصرى إليه مُتشبثه بالأمل...
وسألته فى خفوت :
" هل تسمح لى ..؟ "


تعجبتُ كثيراً حينما راح يحدجنى بنظرة طويله وكأنه يريد أن يقول لى : لِم أنتِ خائفة منى إلى هذا الحد ..؟
ثم قال :
" طبعاً... "


وأضاف بضيق :
" أكنتِ تظنين أننى سأمنعكِ عن زيارتهم ..؟ أروى بالله عليكِ ما الذى تظنينه بى ..؟ "


حرت كثيرا ً... ولم أدرى بم أجيبه ..؟
فى الحقيقه لقد توقعت أن يسجننى بقصره العظيم... وتوقعت ألا أرى ضوء الشمس بعد ذلك...
سألته مُتشككة :
" ألن تمنعنى عنهم ..؟ "


قال :
" طبعاً لا . "


وابتسم ثم قال :
" أصعدى إلى غرفتك وأغتسلى لكى نذهب لزيارة عائلتكِ . "


قال مُعاذ ذلك وفتح باب القصر ثم دلف إليه وتركنى غارقة فى حيرتى وأفكارى ..!
نذهب ..؟!
هل قال نذهب ولم يقل تذهبين ..؟
أتظنون أنه يقصد الجمع بالفعل أم أنها كانت ذلة لسان ..؟
لم أدقق كثيرا ً فى الأمر... بالتأكيد كانت ذلة لسان... فلستُ أتوقع من مُعاذ بك أن يتواضع ويتنازل ويزور أسرتى الفقيرة منزلهم المتواضع ..!
أغتسلتُ وابدلتُ ثيابى ، ثم ذهبتُ إلى غرفة مُعاذ وطرقتُ بابها... وبعد لحظة قصيرة فُتح باب غرفته وأطل مُعاذ من خلفه رافعاً حاجبيه فى دهشة ، ثم قال :
" هل أنتهيتِ من إرتداء ملابسكِ ..؟ "


قلتُ :
" نعم... هل أذهب الأن ..؟ "


ظل مُعاذ صامتاً لبعض الوقت ثم قال :
" أمُشتاقة إليهم إلى هذا الحد ..؟ "


قلتُ :
" نعم... مُشتاقة إليهم كثيراً . "


ابتسم وقال :
" أذن هيا بنا . "


وغادر الغرفة فى طريقة إلى باب الجناح ، فيما بقيتُ أنا بمكانى أنظر إليه فى حيرة ..!
قال :
" لِم واقفه بمكانكِ هكذا ..؟ هيا أروى تحركى "


سألته :
" هل تقصد أنك ستوصلنى إلى منزل أبى ..؟ "


قال باستغراب :
" بل سنزورهم معاً... ظننتكِ فهمتِ هذا . "


وأمسك بيدى يقودنى إلى الخارج ..!


استقلينا سيارة مُعاذ الذى يقودها بنفسه مُتجهين إلى منزل والدىّ...
وفجأة توقف مُعاذ عند إحدى محلات الحلوى ، وهم بمغادرة السيارة لولا أننى أستوقفته قائله :
" إلى أين ..؟ "


قال :
" سأشترى بعض الحلوى لعائلتكِ... "


وأضاف :
" لا يجب علينا أن نزورهم دون أن نجلب لهم هدية . "


شعرتُ بضيق لا أدرى سببه وقلتُ له :
" لا داعى لهذا يا مُعاذ... عائلتى لا ينتظرون أن تأتيهم الصدقة من أحد . "


ندمتُ على جُملتى بعدما تفوهتُ بها حينما رأيت علامات الأسى التى أرتسمت على وجه مُعاذ وهو يحدقنى بنظرات مُستهجبنة ، قبل أن يقول :
" أعرف هذا... ولم يكن فى نيتى أن أتصدق عليهم يا أروى... لو كنت ذاهب لزيارة أحد من عائلتى لكنت أشتريتُ له هدية أيضاً . "


شعرتُ بخجل شديد من نفسى ، فقلتُ مُعتذرة :
" أنا أسفة . "


أطال مُعاذ النظر إلىّ ثم قال :
" لا عليكِ... هل أذهب لشراء الحلوى أم أن هذا يجرحكِ ..؟ "


قلتُ بخجل :
" لا بأس... فلتذهب كما تشاء . "


أحضر مُعاذ علبة الحلوى ثم توجهنا بعد ذلك إلى منزل والدىّ...
لن أصف لكم مدى سعادة عائلتى بزيارتنا هذه...
ومدى سعادتهم بزيارة مُعاذ...

فقد ساهمت زيارته شيئاً ما فى تصديق تلك الكذبة المُسماه بزواجنا ..!

عدنا إلى القصر فى مساء ذلك اليوم وتوجهنا إلى الجناح الخاص بنا...

ألقيتُ جسدى على أقرب مقعد بتهالك... لقد كان اليوم حافلاً ومُرهقاً...
أنتبهتُ إلى مُعاذ الواقف بالقرب منى يتأملنى ، فأعتدلت فى جلستى وضبطتُ حجابى حول شعرى ثم قلتُ :
" أهناك شيئاً ..؟ "


رأيتُ شبه إبتسامة على زواية فمه وهو يقول :
" كان وقتاً جميلاً هذا الذى قضيناه فى منزل والديك . "


سألته بتشكك :
" حقاً ..؟ "


فأومأ برأسه إيجاباً ولزم الصمت لبعض الوقت...
كان يبدو مُتردداً وكأنما يريد أن يقول شيئاً ما دون أن يجرؤ على ذلك...
تعجبتُ كثيراً وهممتُ بسؤاله عن ذلك ، لولا أن قال :
" تصبحين على خير يا أروى . "


وتوجه إلى غرفته ودلف إليها ثم أغلق بابها خلفه فى هدوء ..!
..~
فى صباح اليوم التالى ، بينما كنا جالسين حول مائدة الطعام نتناول فطورنا أنا ومُعاذ وتشاركنا أياه شقيقته سالى التى لا تفتأ تسألنا عن تفاصيل رحلتنا إلى باريس ، حضر إحدى الخدم وتوجه نحوى وأعطانى ظرفاً قائلاً :

" وصلكِ هذا الظرف بالبريد اليوم . "


تعجبتُ كثيراً وضربتُ أخماساً بأسداس...
من هذا الذى أرسل إل هذا الظرف ..؟ ولماذا ..؟
مُعاذ نظر إلىّ فى تساؤل ثم نقل نظراته إلى الظرف فى فضول ثم قال :
" من أرسل لكِ هذا ..؟ "


قلتُ :
" لا أدرى ..! رُبما كان أبى . "


وحقيقة لم أصدق عبارتى أو أقتنع بها... وقررت تأجيل فض الظرف إلى بعد تناولى للفضول ، لولا أن قال مُعاذ يحثنى على فضه :
" دعينا نرى من أرسله . "


لم أجد مفراً من فضه ، فمزقتُ الظرف من طرفه وأفرغته و.....
واتسعت عيناى فى دهشة وأنا أرى حبات العقد المُنفرطة التى كان الظرف يحويها...
هل تذكرون هذا العقد ..؟
نظرتُ إلى مُعاذ فوجدته يشاركنى دهشتى... ثم وجهت نظراتى إلى سالى فإذا بها مُنهمكة فى تقطيع الطعام ولا تنتبه إلينا...
عدتُ بنظراتى إلى حبات العقد وتأملتها فى حيرة لا تضاهيها حيرة ..!
تُرى من أين عرف صاحب العينين الزرقاويين منزلى ..؟!


~ ~ ~ ~ ~


تتبــع


 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 17-07-12, 04:55 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







8
: : : الحفل : : :




أعدتُ حبات العقد المُنفرطة إلى المظروف ودقات قلبى تكاد تسمع الجميع من شدتها... وببطئ شديد رفعت نظراتى الحائرة فأصطدمت مُباشرة بنظرات مُعاذ التى لازالت تتابعنى فى تساؤل ، بل وتكاد تنفز إلى أعماقى من شدة فضوله لمعرفة أمر ذلك العقد ..!
أبتعدتُ بنظراتى عنه ووجهتها إلى سالى فإذا بها تبتسم لى ببساطة مُتناهية ، دون أن تبدو كأنها لاحظت هذا الأضطراب الذى يسود الأجواء ..!

" متى تنوى الذهاب لمباشرة العمل يا مُعاذ ؟ "

كانت سالى هى أول من قطعت ذلك الصمت المخيم على الأجواء حينما طرحت هذا السؤال الذى ولد مزيداً من التوتر فى أعماقنا...

تبادلتُ نظرة طويلة مع مُعاذ قبل أن يلتفت معاذ إلى شقيقته ويجيبها قائلاً:
" اليوم سأذهب إلى العمل . "

وعاد لينظر إلىّ مُتابعاً بسخرية :
" هذا لو لم يكن لعروسي رأياً أخر فى هذا الشأن . "

حينما قال مُعاذ جُملته الأخيرة ، كنتُ أرفع أرتشف أول رشفة من كأس العصير ، فتوقف العصير بحلقى وسعلت بقوة حتى أدمعت عيناى...
ما هذا السؤال يا مُعاذ ..؟
تعرف أننى لا شأن لى فى هذا الأمر... فلتذهب أو لا هذا لا يعنينى بتاتاً لو كنت لا تعلم ..!

نظرتُ إلى معاذ وقلتُ مُرتبكة :
" فى الحقيقه ..... "

صمتُ لبعض الوقت ثم أتممت :
" هذا الأمر يعود لك وحدك . "

لم يرق ردى لكلاً من سالى ومُعاذ ؛ فنظر لى مُعاذ مُعاتباً... أما سالى فكانت نظراته توحى بمدى حيرتها ودهشتها لردى ..!

عدتُ أقول :
" أقصد أننى بالطبع سأشتاق إليك... لكن... لا أريد أن أكون سبباً فى تعطيل مجرى العمل . "

لم يبد على سالى أنها قد أقتنعت بجُملتى ، رغم تلك الابتسامة الصغيرة المُرتسمة على شفتيها...

قالت :
" لو كنتُ بمكانكِ لكنت رفضت هذا قطعاً... "

وران الصمت لبرهة قبل أن يقول معاذ :
" حسناً... أظننى سأذهب الأن . "


وتوجه إلى باب الغرفة عازماً الخروج... لكنه توقف عند بابها وألتفت إلىّ قائلاً :

" نسيتُ أن أخبرك بأننا اليوم مدعويين عند إحد أصدقائى... يجب أن تكونى جاهزة فى الساعة الثامنه مساءً . "

وألتفت إلى سالى قائلاً :
" طبعاً ستأتين يا سالى... أليس كذلك ..؟ "

خُيل إ
لىّ أننى رأيتُ إحمراراً خفيفاً بوجنتى سالى قبل أن تقول :
" نعم بالتأكيد . "

أنصرف مُعاذ بعد ذلك فى حين تبادلت نظرة صامته مع سالى ، قبل أن تقول :
" لقد أكتفيت... حمدا ً لله . "

وصمتت لبرهة وبدت عليها خلالها علامات التفكير قبل أن تقول :
" ما رأيك فى الذهاب اليوم إلى السوق ..؟ أريد أن أشترى فستاناً لهذه المُناسبة . "

فكرت قليلاً ثم قلت :
" لا بأس... "

ابتسمت سالى ابتسامة خفيفة وشردت ببصرها بعيداً ..!
تأملتها لبرهة قبل أن أنهض وأتجه إلى الجناح الخاص بى...
وهناك أعدت فض حبات العقد ورحتُ أتأملها بحيرة شديدة...
ترى كيف عرف صاحب العينان الزرقاون عنوانى ..؟
ولم أكن أدرى أن إجابة هذا السؤال ستكون أقرب مما أتخيل ..!


~ ~ ~ ~


فى تمام الساعة الثامنة كنتُ قد أرتديتُ ثيابى كامله إستعداداً للذهاب إلى الحفل...
ترددتُ قليلا ً قبل أن أطرق باب غرفة مُعاذ لأخبره بإننى صرتُ جاهزة...
فتح مُعاذ باب الغرفة وأطل من خلفه ثم راح يتأملنى مُتفحصاً بإعجاب ..!
شعرتُ بالحراره فى وجهى وكنتُ واثقه من أن وجنتىّ متوهجتين من جراء نظراته المُتفحصة ..!
أطرقتُ برأسى أرضاً فى خجل وسألته :
" هل صرت مستعد ..؟ "

ظل مُعاذ صامتاً لبرهه قبل أن يقول :
" تبدين رائعة . "

ولم أجد إجابته مُناسبة للسؤال بأى حال من الأحوال ..!
رفعتُ بصرى إليه ورمقته شزراً ثم عدتُ أطرق برأسى أرضاً وقلتُ :
" لقد صرتُ جاهزه... هل ننصرف الأن ..؟ "

ظهر أستياء واضح على وجه مُعاذ الذى ظل صامتاً لبرهة قبل أن يقول :
" نعم... أظننا تأخرنا قليلاً . "

قال هذا وولانى ظهره مُتقدماً من باب الجناح ، وحينما فتح باب الجناح توقف وألتفت إلىّ ثم مد يده ويلتقط كفى ليجعلنى أتأبط ذراعه ..!
توجهنا إلى ردهة القصر حيث كانت سالى تنتظرنا مرتدية ذلك الفستان الجميل الذى أشترته اليوم ، وكانت تبدو فى غاية الجمال والأناقة...
لم يكن منزل صديق بعيداً عن قصر إياد ؛ فلم نستغرق فى طريقنا للذهاب إليه سوى عشر دقائق فقط لا غير...
كان منزل صديقة لا يقل جمالاً وبذخاً عن منزله... وكما هو متوقع كان يعج بالحاضرين...
حينما دلفنا إلى المنزل وقع بصرى مباشرة على تلك الفتاة التى قابلتها فى قصر مُعاذ والتى تدعى ميار...
رمقتنى ميار بنظرة باردة قبل أن تتجه نحنونا لتصافح سالى ثم مُعاذ ، مُتجاهلة وجودى تماماً ..!

قالت :
" كيف حالك مُعاذ ..؟ أشتقتُ إليك كثيرا ً . "

ورمقتنى بنظرة لم ترق لى بتاتاً ..!

ثم قالت وكأنها للتو أنتبهت لوجودى :
" آه... أروى... مرحباً... كيف لم أنتبه لوجودك ..؟ "

زفرتُ بضيق وهممتُ بالرد عليها لولا سبقنى مُعاذ قائلاً بضيق :
" تحتاجين إلى نظاره طبية سميكة يا ميار . "

أحمر وجه ميار بشدة ورمقت مُعاذ بنظرة حاده وهمت بالرد عليه لولا أمسكت سالى بيدها قائله :
" أخبرينى من حضر إلى الحفل من أصدقاءنا . "

ظلت ميار صامته لبعض الوقت فيما كانت نظراتها مثبته على مُعاذ... ولم تبد لى أبدا ً عازمه على الأجابة ، غير أنها أجابت أخيرا ً :
" لقد وصلتُ لتوى ولم أقابل أحداً سواكم و.......... "

قالت سالى مقاطعه أياها :
" أذن تعالى لنبحث عن الجميع . "

وأبتعدتا عنا فى غضون ثوانى...
ران الصمت علينا بعد أنصرافهما لفترة من الزمن ،، قبل أن يقطع مُعاذ الصمت قائلا ً :
" لا تبالى بها... إنها فقط...... "

قلت ببرود :
" ولماذا أبالى بها ..؟ أعلم أنها تحبك ولا يعنينى هذا فى شئ . "

ألجمت جُملتى مُعاذ فنظر إلىّ مصدوماً وهم بقول شيئاً ما لولا أن قاطعه ذلك الصوت الرجولى الذى قال مازحاً :
" مُعاذ بك بنفسه يشرفنى بمنزلى المُتواضع . "

أشحتُ ببصرى عن مُعاذ الذى ألتفت لينظر إلى صديقه وترك زراعى ليصافح صديقه قائلاً :
" مرحباً محمود... "

سمعتُ صوت صديقه يقول :
" كيف حالك معاذ ؟ آه... نسيتُ أن أهنئك على الزواج... مبارك لك . "

ثم أضاف :
"
كان لابد أن أعاقبك بسبب زواجك المفاجئ ... ألم تستطع الانتظار حتى عودتي من باريس لأحضر عرسك ..؟ "

شعرتُ بأن صوت صديقه هذا مألوفاً لى ، فألتفتُ قليلاً لأنظر إليه و...........
تسمرت نظراتى على وجهه فى دهشة لا تضاهيها دهشة حتى أننى لم اسمع صوت معاذ وهو يجيبه ..!
كنت أتطلع شبه ذاهلة إلى صديقه الذى لم يبد أنه قد انتبه لوجودى وتابع حديثه مع معاذ بهدوء ، قبل أن ينقل معاذ نظراته إلىّ ويفعل صديقه مثلة وتستقر عينيه الزرقاوتين على وجهى بلا أى تعبير ..!


~ ~ ~ ~ ~

تتبـــع


 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 17-07-12, 04:57 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

9


: : : شئ ما يجذبنى إليه... وينفر منه ! : : :








اتسعت عينىّ فى دهشة كبيرة وأنا أحدق فى وجه صديق مُعاذ... بشعره الأسود الناعم وملامحه الغربية وعينيه الزرقاوتين...

كانت علامات الدهشة صارخه على وجهى وعلى كل لمحة من ملامحى وتكاد عيناى تنطق بها !

أما صديق مُعاذ فقد كان ينظر إلّ بلا أى تعبير ودون أن يبد على ملامحه أنه قد تفاجئ برؤيتى مثلما تفاجئتُ برؤيته ..!

نعم صحيح... لا أظنه تفاجئ برؤيتى... لابد أنه كان يعرف أننى زوجته وإلا فكيف أمكنه أن يرسل لى العقد المنفرط على منزل مُعاذ ..؟!

تذكرت أوّل مرة قابلت فيها هذا الرجل ، وتذكرت كيف أننى أخبرته ببساطة عن حقيقة حياتى مع مُعاذ ، وكلما تذكرت هذا عضضتُ على شفتى أسفاً وندماً ..!


" أروى... عزيزتى... هل أنتِ بخير ..؟ "


أفقتُ على صوت مُعاذ وشعرتُ بيده تلامس يدى...

رفعتُ بصرى ونظرت إليه ؛ فلم أتبين ملامحه بوضوح...

أغلقتُ عينى وعدتُ أفتحهما مجددا ً... لازالت الصورة تهتز أمام عينى وتتداخل ببعضها...

شعرتُ بالأرض تهتز تحت قدمىّ وبرأسى تدور ، فأطبقتُ على يد مُعاذ مستعينه به كى لا أسقط أرضا ً...


" أروى... أروى... ما بكِ ..؟ "


ضغطتُ برفق على يده وقلتُ مطمئنة :

" أنا بخير... "


وأضفتُ :

" فقط أشعر بالأختناق من رائحة السجائر . "


قادنى مُعاذ مباشرة إلى الشرفة لنتنفس الهواء العليل...

نظرتُ فيما حولى فلم أجد محمود فتنفست ملء رئتى... وتركتُ الهواء يعبث بحجابى وأنا أتأمل الحديقة الكبيرة للمنزل...


سألنى مُعاذ :

" هل صرتِ أفضل الأن ..؟ "


ألتفتُ لأنظر إليه... كان ينظر لى بـ قلق شديد أثار عجبى وحيرتى...

قلتُ :

" نعم... الحمد لله . "


تنهد براحة وقال :

" الحمد لله . "


عدتُ أنظر إليه باستغراب ، فقال :

" لماذا تنظرين إلىّ هكذا ..؟ "


أطرقت برأسى وقلتُ :

" لا شئ . "


فى هذه اللحظة دلف محمود إلى الشرفة وقال :

" آه... أنتما هنا ..؟ كنتُ أبحث عنكما . "


ونظر إلىّ مُتابعا ً:

" كيف صرتِ الأن ..؟ هل تحسنتِ ..؟ "


سمحت لنظراتى بأن تلتقى بنظراته للحظة قبل أن أطرق برأسى وأبعثر نظراتى أرضاً ثم أقول :

" نعم... الحمد لله . "


حينئذ ألتفت محمود إلى مُعاذ قائلا ً :

" سالى تبحث عنك بالداخل . "


قال مُعاذ :

" حسناً... سأذهب إليها . "


وألتفت إلىّ مُتابعاً :

" أبقى هنا حتى أعود... لن أتأخر عليكِ . "


فتحت فمى وهممت بالأعتراض لكنه كان غاب عن نظرى وأختفى بالداخل...

رفعتُ بصرى قليلا ً فألتقت نظراتى مباشرة بنظرات محمود...

حاولت أن أهرب بنظراتى بعيدا ً لكن هذه العينان الرزقاوتان تقيدنانى وتمنعانى من الهرب...

حثثت قدمىّ على السير لكنهما كانتا أثقل من أن أقوى على تحريكهما ..!

ضممتُ شفتىّ وحركت لسانى لأقول أى شئ... لكن صوتى خاننى ولم يخرج من حنجرتى ..!

أستسلمت للوضع الحالى وقابلت نظراته المبهمة المعانى بنظرات حائرة... مشتتة ..!


وأخيراً سمعته يقول :

" الدنيا صغيرة للغاية ... أليس كذلك ..؟ "


أومأتُ برأسى ولم أنطق فقال :

" حينما تقابلنا بباريس لم أكن أعلم أن مُعاذ تزوج... ولو كنت أعلم ما كان ليخطر ببالى أن تكون زوجته هى تلك الزوجة التعيسة التى قابلتها هناك . "


أبتلعت ريقى بصعوبة... وبعثرت نظراتى هنا وهناك وراح عقلى يبحث عن كلمات مُناسبة أقولها له...


قلتُ :

" أرجو... أن تنسى كل ما أخبرتك به هذا اليوم . "


نظرت إليه وانتظرت أن أسمع رده... لكنه هز رأسه علامة الرفض وقال :

" مستحيل أن أنسى ما قلته . "


لم أفهم ما يعنيه بجملته... إلا أننى لم أستسيغها بأى حال من الأحوال ..!

نظرتُ إليه مستفسرة فأشاح بوجهه عنى ونظر إلى حديقة منزله وظل شارداً ببصره لفترة طويلة...


نفذ صبرى وضاق صدرى ، فقلتُ :

" تقصد أنك... ستخبر مُعاذ بما قلته لك ذلك اليوم . "


ألتفت إلىّ بدهشة ونظر إلى عينى مباشرة وقال :

" كلا بالطبع . "


سألته فى حيرة وتشتت :

" أذن ماذا كنت تقصد ..؟ "


قال :

" أقصد أن ما قلته سيظل محفوراً بذاكرتى... ومحال أن أنساه فى يوم ."


تنهدت وقلت :

" بل من الأفضل أن تنساه... "


رفع محمود حاجبيه ورمقنى بنظرة طويلة ، فتابعتُ :

" أعتبرنى كنت أهذى يومها... أعتبرنى كأننى لم أقل شيئاً على الأطلاق . "


أبعد محمود نظراته عنى وعاد مجدداً لشروده ، فقلتُ :

" لو كنتُ أعلم أنك... صديق مُعاذ... ما كنت أخبرتك بأى شئ ذلك اليوم . "


قال محمود بدون أن ينظر إلىّ :

" أعلم . "


وأضاف :

" لكنك أخبرتِنى... وحدث ما حدث . "


ران علينا الصمت لبرهة قبل أن يلتفت محمود لينظر إلىّ بعينيه الزرقاوتان فى عمق قبل أن يقول :

" بقى شيئاً واحداً لم أعرفه... ولا أخفى عليكِ أن هذا السؤال يروادنى بشدة منذ قابلتكِ... "


نظرتُ إليه بتساؤل فقال :

" لقد أخبرتِنى من قبل بأنكِ تزوجته بمحض أرادتك... لكنى لم أعلم بعد لماذا ..؟ لماذا تزوجتِه يا أروى ..؟ "


أطرقتُ برأسى أرضا ً وقلتُ :

" الظروف أحياناً تكون أقوى من الأنسان . "


قال محمود بإصرار :

" لا يا أروى... لا تهربى من الأجابة... "


قلت :

" مهما كانت الأسباب لن يفيد كل هذا الأن... مُعاذ الأن زوجى وأنتهى الأمر . "


صمت محمود لبرهة وعاد لينظر إلى الحديقة ثم قال دون أن يلتفت إلىّ :

" لماذا أصابكِ الدوار يا أروى ..؟ هل أنتِ..... حامل ..؟ "


صدمتُ لسؤاله وقلتُ نافيه بسرعة :

" كلا... لا... أنا............. "


ولم أتم جُملتى... كيف أخبره بالحقيقة ..؟ بل وكيف له أن يصدق أننى أحيا تحت سقفٍ واحد مع مُعاذ الذى من المفترض أنه زوجى ، دون حتى أن أكشف له شعرى ..؟!


ألتفت محمود إلىّ وقال يحثنى على المواصله :

" أنتِ ماذا ..؟ "


فى هذه اللحظة أقبل مُعاذ برفقة سالى ، فابتلعت جُملتى قبل أن أنطق بها ونظرت إلى مُعاذ الذى باردنى بالسؤال عن حالى وراح يحثنى على الجلوس والأسترخاء ، فيما وقفت سالى مع محمود وراحا يتحدثان...

لم أستطع منع نظراتى من التسلل من خلف مُعاذ إلى صاحب العينان الزرقاوان الذى لازال يتابعنى بنظراته فى إلحاح...

هناك شئ ما - لا أدرى كنهه - يجذبنى إليه وينفر منه بنفس الوقت ..؟!




~ ~ ~ ~ ~


تتبـــع

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 17-07-12, 08:36 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





~ 10 ~
لماذا تزوجتنى ؟



ألقيت جسدى على أقرب مقعد ما أن عدنا إلى منزل مُعاذ ، وأطلقت آهة قصيرة ثم قلت :
" أخيرا ً عدنا . "

أبتسمت سالى وقالت :
" يبدو أنكِ لم تعتادي بعد على تلك الحياة يا أروى . "

نظرتُ إلى سالى وقلت :
" فى الحقيقة... لا أظننى سأعتاد عليها أبدا ً. "

هزت سالى كتفيها ثم قالت :
" هذا بالضبط ما كانت تقوله تولـ........ "

بترت سالى جُملتها وأنتبهت لما تقوله بعد فوات الأوان...
نظرت إلى مُعاذ الذى علاه التجهم ثم أطرقت برأسى أرضا ً لأجنبها الحرج !

قالت سالى بعد برهة :
" أنا أسفه أروى... "

رفعت رأسى وأبتسمت لها ثم قلت :
" لا عليك . "

ونظرت إلى مُعاذ فيما تابعت سالى :
" كنت أقصد أن أقول أنكِ لن تلبثى أن تعتادى على تلك الحفلات... "

وصمتت لبرهة ثم أضافت بغموض :
" وتحبينها . "

كلمتها الأخيرة أثارت أنتباهى ، فوجهت نظراتى إليها... ودققت النظر بها بأهتمام...
كانت تبدو متوردة الوجه... باسمة الثغر... شاردة العينين... والنظرات...
شيئا ً ما بها اليوم يثير فى نفسى تساؤلات عديدة...
ترى أتكون سالى........... ؟

قاطع تأملاتى صوت مُعاذ يقول :
" ألن نصعد إلى غرفتنا ؟ "

رفعت بصرى إليه وقلت :
" نعم . "

ونهضت من مكانى فتوجهنا معا ً إلى الطابق الأول حيث غرفة سالى وجناحنا الخاص...
ودعنا سالى ودلفنا إلى الجناح بعد ذلك...
ألقيت حقيبتى على أقرب مقعد وبقيت واقفه أراقب مُعاذ وهو يغلق الباب ومن ثم يتوجه إلى الردهة...
ألقى مُعاذ نظرة طويله علىّ قبل أن يقول :
" ألازلتِ متعبه ؟ "

هززت رأسى وقلت :
" كلا . "

لمحت شبه إبتسامة على زواية فمه وهو يقول :
" أذن... هل نجلس لنتحدث قليلا ً ؟ "

تعجبت وعلتنى الدهشة... ترى أى شئ يريد التحدث إلىّ عنه ؟
قلت :
" لا مانع لدى . "

وأنتقيت لى مقعدا ً أرحت جسدى المنهك عليه وأنتظرت أن يجلس مُعاذ ويبادر بالحديث...
وبالفعل جلس معاذ... لكنه بقى صامتا ً لفترة طويلة... وبدا لى مترددا ً...

" الجو جميل اليوم... أليس كذلك ؟ "

نظرت إلى مُعاذ الذى قال الجملة السابقة...
فعلا ً الجو جميل اليوم بل ولا يحتاج لمكيف أيضا ً... لكن أظنه أخر شئ أتوقع أن يتحدث مُعاذ عنه !

قلت :
" نعم... صحيح . "

وران علينا الصمت لفترة أخرى...
أستنتجت ما يريد معاذ التحدث بشأنه وقررت أن أحثه على التحدث...

قلت :
" كيف تسير القضية ؟ "

نظر معاذ إلىّ لفترة متسائلا ً وبدا كأنما لم يستوعب سؤالى ، فتابعت :
" أقصد قضية الحضانة . "

وأضفت :
" أظنك بدأت بالأجراءات القانونية للقضية . "

قال معاذ :
" فى الحقيقة... لم نبدأ بها بعد... لكن المحامى سيبدأ بها على الفور . "

وأضاف :
" وكل شئ بإذن الله سيصير على ما يرام . "

قلت :
" عظيم... أتمنى هذا . "

نظر إلىّ معاذ نظرة مبهمة المعانى وقال :
" أحقا ً تتمنين هذا ؟ "

قلت :
" طبعا ً . "

أطال مُعاذ النظر إلىّ ثم قال بأسى :
" ألهذه الدرجة تريدين الخلاص منى ؟ "

عضضت على شفتاى بقوة...
لقد أساء مُعاذ فهمى ؛ فهذا الأمر لم يعد يمرؤ بمخليتى حتى...
وفى الحقيقة إننى لا أدرى كيف سيأتى يوما ً يختفى مُعاذ من حياتى ؟
لكن... أليس هذا هو الهدف من زواجه منى ؟
ألم يتزوجنى لهذا السبب فقط ؟
ألم يستغل حجاتى إليه ليجبرنى على الزواج منه ؟
لماذا أذن سأحزن على شخص مثله ؟

" أروى... لِم أنتِ صامتة ؟ "

رفعت نظراتى إليه فأضاف :
" لهذه الدرجة لا تطيقين الحياة معى ؟ "

تنهدت وقلت :
" أظننا أتفقنا من البداية على هذا... ولا أظن أن المشاعر كان لها أى دور فى علاقتنا مُعاذ... لقد تزوجتى لأجل هذا السبب فقط و........... "

قال مُعاذ مقاطعا ً :
" لا يا أروى... أنا......... "

لم يتم جُملته...
نظرت إليه بتساؤل وقلت :
" أنت ماذا ؟ "

ظل صامتا ً لفترة قبل أن يقول بتردد :
" أنا.... أنا لم أتزوجكِ لهذا السبب . "

نظرت إليه بحيرة بالغة...
لم يتزوجنى لهذا السبب... أذن لماذا تزوجنى ؟ لماذا ؟
نهضت من مكانى وجثوت على ركبتاى بجانيه وأنا أقول بتشتت :
" ما... ما معنى هذا ؟ لماذا تزوجتى أذن ؟ "

أطرق مُعاذ برأسه ولاذ بالصمت التام...
عدت أقول :
" مُعاذ رد علىّ... لماذا تزوجتنى أذن لو لم يكن هذا هو السبب ؟ "

رفع مُعاذ نظراته إلىّ وتطلع إلىّ عينىّ مباشرة لبعض الوقت ثم هز رأسه قائلا ً :
" لن تفهمينى يا أروى... ولن تصدقينى . "

قلت بصدق :
" بل سأصدقك... فقط أخبرنى لماذا ؟ "

أنتظرت أن يجيبى لكنه لاذ بالصمت مجددا ً...
قلت :
" أرجوك يا مُعاذ أخبرنى . "

فتح مُعاذ شفتيه وهم بقول شيئا ً ما....
تمنيت لو يخبرنى بأنه تزوجنى لأنه...... يحبنى...
تمنيت أن أسمع منه ما يبدد حيرتى... ويرسينى على مرسى...
لكن هذا المستحيل... هذا الرجل لا يملك قلبا ً يمكنه أن يخفق بالحب...
أصحاب الملايين لا يتحدثون إلا بلغة الأرقام ولا وجود للحب بقلوبهم...
وهذا ما أكده مُعاذ لى حينما هب واقفا ً وقال :
" تصبحين على خير يا أروى . "

بقيت جالسه على نفس الوضع أشيعه بنظراتى حتى أختفى بداخل غرفته وأغلق بابها خلفه...

 
~ ~ ~ ~

 
أستيقظت باليوم التالى على صوت طرقات على باب الغرفة...
نهضت من فراشى بكسل وأنا أقول :
" من الطارق ؟ "

أتانى صوت سالى تقول :
" أنا يا أروى... هل أستطيع الدخول ؟ "

تذكرت أننى أوصد الباب بالمفتاح فسارعت لأفتح الباب لها...
أطلت سالى من خلفه مبتسمة وهى تقول :
" صباح الخير أروى... تأخرت اليوم فى الأستيقاظ . "

تثاءبت بكسل وأنا أقول :
" كم الساعة الأن ؟ "

قالت :
" الساعة الواحدة ظهرا ً . "

تفاجأت وقلت :
" يا ألهى ! هل نمت كل هذا الوقت ؟ "

ابتسمت سالى قائلة :
" كان مُعاذ يريد إيقاظك قبل ذهابه إلى العمل لكنه لم يشأ إزعاجك . "

قلت :
" هل ذهب مُعاذ ؟ "

قالت :
" بلى... ذهب منذ العاشرة . "

وأضافت :
" ما رأيك بالذهاب إلى النادى اليوم ؟ "

فكرت قليلا ً...
وما المانع ؟ إننى لم أرتاد هذه الأماكن من قبل... ولم أحلم بأرتيادها حتى !
قلت :
" لا مانع ؟ "

قالت :
" أذن أستعدى للذهاب فى تمام الثالثة ظهرا ً . "

وفى تمام الثالثة ظهرا ً أرتديت ملابسى وغادرت الجناح متوجهة إلى الردهة حيث تنتظرنى سالى...
ثم أستقلينا سيارة سالى وتوجهنا إلى النادى...
كانت صديقات سالى فى إنتظارها هناك بإحدى المقاهى... وطبعا ً كانت ميار واحده منهن...
تعرفت على صديقات سالى ورحبن بى جميعا ً وأبدين سرورهن بمعرفتى وجاء دور ميار...
قلت لها ببرود :
" مرحبا ً ميار . "

قلتها بشكل ٍ عابر ولم أنتظر حتى أن تجيب تحيتى...
هكذا قررت أخيرا ً أن أعامل تلك الفتاة السخيفة...
لكن أتظنون أننى برغم هذا سأنجو من لسانها ؟!

" لماذا أنتِ صامتة هكذا أروى ؟ "

سألتنى ميار فنظرت إليها وقلت :
" لا شئ... فقط أستمع لحديثكم . "

أخذت تتلاعب بخصلات شعرها وهى تقول :
" أظنك مرتبكة قليلا ً... رُبما كانت أوّل مرة ترتادين فيها مثل هذه الأماكن . "

وأضافت بخبث :
" لا يدخل هذا النادى إلا أرقى طبقات المجتمع... ولا أظن أن مرتب أباكِ أمين الخزن فى عام كامل تصل إلى إشتراك النادى بشهر ٍ واحد . "

أحتقنت الدماء بوجهى وشعرت بحرج شديد... ومن شدّة غضبى لم أستطع الرد عليها...
وهنا أتانى ذلك الصوت الرجولى يقول :
" نعم صحيح يا ميار ؛ فإن أمين الخزن لا يتاجر فى السلع الفاسدة كبعض التجار الذين أعرفهم . "

أحتقن وجه ميار بشدة حتى صار لونها أحمر قانى ووجهت نظراتها الغاضبة إلى ذلك الشخص الذى كان يقف خلفى تماما ً...
وحينما أستدرت لأنظر إلى صاحبه رأيت صاحب العينان الرزقاوان يواجهنى بنظراته متجاهلا ً نظرات ميار...
ورأيت إبتسامة خفيفة تشق طريقها إلى شفتيه !



~ ~ ~ ~

تتبع


 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 17-07-12, 08:38 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 







~ 11 ~
لن أكون مجرد نزوة فى حياتك





وقفت أتطلع إلى محمود - الذى ظهر من حيث لا أحتسب - وأنا أقاوم تلك الابتسامة التى طفت فوق شفتى رغما ً عنى لتخبره بمدى سعادتى برؤيته...
بل إننى لم أشعر بالسعاده قط لرؤيته مثلما شعرت بها الأن !
عدت أنظر إلى ميار التى أحتقن وجهها بشدّة وراحت ترمق محمود بنظرات غاضبة ، فى حين تهللت أسارير سالى وهى تهب واقفه لتصافحه قائله :
" محمود... هل أتيت أخيرا ً ؟ "


راقبتها وهى تصافحه وكل لمحه بملامحها تنطق بسعادة بالغة وعلتنى الدهشة... هل تواعدت سالى على اللقاء مع محمود ؟
أنتزعنى صوت سالى من دهشتى وهى تقول :
" تعالى أروى لتسلمى على محمود . "


نهضت من مكانى وأتجهت إليهما...
قلت :
" مرحبا ً . "


ابتسم محمود ومد يده مصافحا ً...
ترددت قليلا ً قبل أن أمد يدى لأصافحه ، فإذا به يضغط على يدى برفق ويقول :
" مرحبا ً أروى . "


غضضت بصرى وقلت :
" مرحبا ً . "


أنضممنا بعد ذلك إلى أصدقاء سالى وجلسنا نتبادل أطراف الحديث... أو لنقل أننى أكتفيت بالأستماع إليهم... وإلى محمود الذى سيطر بحضوره القوى على المجلس... وأنتبه الجميع إليه وراحوا يسمتعون إليه بأذان مُصغية...
من حين لأخر كان محمود يلقى نظرة علىّ ، فتتورد وجنتى من جراء نظراته ، وأشيح بنظراتى عنه...
وحاولت طوال الوقت أن أتجنب بقائى معه بمفردى لكن... ذهبت سالى برفقة ميار لتودعان إحدى صديقاتهما ، فيما بقيت وحدى مع محمود الذى بادرنى قائلا ً:
" كيف حالك أروى ؟ "


قلت :
" بخير حال . "


وافتعلت الأنشغال بمتابعة بعض الصغار الذين يلعبون حولنا...
قال :
" هل تحبين الأطفال ؟ "


قلت بدون أن أنظر إليه :
" طبعا ً... "


صمت لبرهة ثم قال مباشرة :
" لا أظنك تتمنين إنجاب طفلا ً من مُعاذ . "


ألتفت لأنظر إليه فى دهشة ، ولم أستطع الرد...
تابع هو :
" كما أعتقد أن مُعاذ ليس فى حاجه لأنجاب طفلا ً أخر... خاصة بعد تجربته مع تولان . "


أستأت كثيرا ً وقلت مُنفعلة :
" ماذا تريد أن تقول بالضبط ؟ "


أطال محمود النظر إلىّ ثم قال :
" أريد أن أحذرك من خطورة إنجاب طفل من رجل مثل مُعاذ... فهو حينما يمل ويسأم لن يبالى بأمر هذا الطفل بتاتا ً. "


قلت :
" غريب كلامك ! ظننت أن مُعاذ تزوجنى لكى يضم أبنه إلى حضانته . "


رفع محمود حاجبيه وعلته الدهشة !
وقال :
" هل أقنعكِ بهذا ؟ "


قلت بحيرة وتشتت :
" لا يوجد أى سبب لكى يتزوجنى من أجله سوى هذا... "


تأملنى مُعاذ مليا ً ثم قال :
" بل هناك سببا ً واضحا ً كوضوح الشمس . "


نظرت إليه فى أهتمام فأضاف :
" أنتِ فتاة رائعة الجمال يا أروى... لا أحدا ً بأمكانه أن ينكر هذا . "


أطلت النظر إليه فى شك ثم قلت :
" مجاملة رقيقه . "


هز محمود رأسه نافيا ً ثم قال :
" ليست مجاملة... إنها الحقيقة يا أروى . "


قلبت كفى فى حيرة ثم قلت بتشتت فكر :
" لا يوجد أكثر من الفتيات الجميلات... كان بأمكانه أن يشير إلى أجمل فتاة بالدنيا وكانت ستأتيه على طبق ٍ من فضة . "


قال :
" لا تقللين من نفسكِ يا أروى... "


قلت متشتتة :
" لماذا أذن تزوجنى فى رأيك ؟ "


هز كتفيه قائلا ً :
" لنفس السبب الذى تزوج من أجله تولان... مجرد نزوة عابرة فى حياته . "


وصمت لبرهة ثم قال :
" وحين يمل منكِ سيسعى لكى يتم الطلاق بأسرع وقت... "


وأضاف :
" ولن يكترث لكِ ولطفلك . "


قلت :
" لكن... لكن...... "


لم أتم جُملتى وصمتُ لبعض الوقت...
ماذا أقول له ؟ كيف أخبره بأن ما يقوله هذا مجرد أوهام ؟
فلو أن مُعاذ تزوجنى ليتسلى قليلا ً ما كان سيقبل أن تكون علاقتنا بهذا الشكل... أبعد ما يكون عن علاقة زوج وزوجه !


قال :
" لكن ماذا ؟ "


قلت :
" لكنى أظنك أخطأت فى أستنتاجك ؛ فمعاذ ما تزوجنى إلا ليستطيع ضم أبنه إلى حضانته وبأمكانك أن تتأكد من هذا بنفسك . "


نظر إلىّ فى أهتمام وقال :
" وكيف هذا ؟ "


قلت :
" أسأله عن إجراءات الحضانة... "


هز كتفيه وشرد ببصره لفترة قصيرة بدت عليه خلالها علامات التفكير قبل أن يقول :
" بل سأسل المحامى نفسه عن ذلك ولنر من منا على حق ؟ "

عدت إلى المنزل ذلك اليوم وكلمات محمود تلعب برأسى وتتقاذفنى كما تتقاذف الأيدى الكرة... وما أن عاد مُعاذ حتى أنتهزت الفرصة وسألته :
" ألم تبدأ فى إجراءات الحضانة بعد ؟ "


نظر مُعاذ إلىّ فى دهشة وقال مُرتبكا ً :
" لا... أقصد نعم... "


نظرت إليه فى حيرة وقلت :
" نعم أم لا ؟ "


صمت لبرهة ثم قال :
" أعباء العمل كثيرة... لم يسعنى مُتابعة الأجراءات لدى المحامى . "


قلت :
" أيعنى هذا أن المحامى قد بدأ فى الأجراءات ؟ "


قال :
" بالتأكيد... "


وابتسم ثم أضاف :
" وأظننا بعد فترة قصيرة سنستقبل ضيفا ً عزيزا ً . "


أذن... كل ما قاله محمود كان خطأ... ومُعاذ ما تزوجنى إلا ليضم أبنه إلى حضانته...
وكل تفكيره منحصر فى هذه الدائرة...
لست أدرى لِم شعرت وقتها بكل هذا القدر من الخيبة ، فقلت :
" حينئذ تكون مهمتى قد أنتهت . "


كان مُعاذ مُتجها ً إلى غرفته ليبدل ملابسه حينما سمع جُملتى فتوقف بمكانه وأستدار لينظر إلىّ بدهشة !
وتسأل فى حيرة :
" أى مهمة تلك التى تتحدثين عنها يا أروى ؟ "


أطرقت برأسى وقلت فى أسى :
" المهمة التى تزوجتنى من أجلها . "


ثم أضفت :
" وأرجو أن تعجل بإجراءات الطلاق حينئذ ؛ فلم أعد أحتمل هذا الوضع . "



~ ~ ~ ~ ~ ~


لم أعد أحتمل هذا الوضع... هى جُملة قتلتنى حين سمعتها من أروى...
كانت هذه أوّل مره أشعر فيها بمدى الكراهية والبغض اللتان تكنهما أروى لى...
وهذا الأمر ألمنى بشدّة... صحيح أن ظروف زواجنا كانت غريبة شيئا ًما... بل غريبة جدا ً...
لكن أروى عاجزه تماما ً عن فهم أسبابى ولازالت حتى الأن تعتقد أن سبب زواجى منها هو ضم أبنى لحضانتى... صحيح أن هذا الأمر كان يشغلنى ؛ فأنا ككل رجل وأب أتمنى أن ينشأ أبنى فى نفس المجتمع الذى نشأت فيه لكنى لم أكن لأقبل الزواج من أى فتاة لهذا الغرض فقط رغم أننى كان بأمكانى أن أتزوج من أى فتاة أشير إليها... وكانت ستأتينى على طبق من فضة...
لكنى لم أشأ الزواج من أى فتاة... هى وحدها تمنيتها زوجة لى منذ أن وقعت نظراتى عليها...
لن أقول أننى أحببتها ؛ فأنا لم ولن أؤمن بالحب من أوّ نظرة... لكن... شئ ما - لا أدرى كنهه _ جذبنى إليها...
شئ ما بها تجد نفسك عاجز عن مقاومته...
رُبما كان كبرياءها... أو أعتزازها بنفسها... أو نضج تفكيرها وتحملها المسئولية...
لست أدرى بالضبط... حقيقة لست أدرى !
كل ما أعمله أن حياتى أختلفت بدرجة مائة بالمائة حين رأيتها لأوّل مرة...
كانت تبدو حزينة... يائسة... وهذا أكثر ما شدنى إليها... ذلك الحزن العميق بها... والأسى بعينيها ونظراتها !
حاولت كثيرا ً التقرب إليها لكنى كنت أجد منها نفورا ً شديدا ً...
كانت تعتقد أننى استغليت الظروف لأتزوجها... لكنها لا تعلم الحقيقة... لا تعلمها أبدا ً !

بعدما قالت أروى ما قالته أتجهت إلى غرفتها مُغلقة بابها خلفها بعصبية...
كانت أوّل مرّة أراها فيها عصبية هكذا ولا أدرى ما الذى أثارها هكذا ؟
وقفت لفترة مشتت الفكر... أنظر إلى باب غرفتها بحيرة وتردد... أريد أن أطرق بابها لكنى أخشى أن أزيد الأمور تعقيدا ً...
قررت أخيرا ً أن أتوجه إلى غرفتى ونؤجل الحديث إلى الصباح تكون قد هدأت قليلا ً... لكنى لم أكد أدلف إلى غرفتى حتى شعرت بأننى لن أحتمل الأنتظار حتى الصباح !
توجهت إلى غرفتها وطرقت بابها عدة طرقات... وحينما لم أجد منها أى رد استنتجت أنها نامت فأستدرت هاما ً العودة إلى غرفتى قبل أن أتوقف فى مكانى حينما سمعت صوتها من خلف الباب مُباشرة وهى تقول :
" من بالباب ؟ "

نظرت حولى فى حيرة... ومن سيدلف إلى جناحنا فى هذا الوقت يا أروى ؟
قلت :
" إنه أنا يا أروى . "

بقيت صامته لبعض الوقت قبل أن تقول :
" أهناك شئ ؟ "

قلت :
" نعم... أريد التحدث إليكِ... هلا فتحتِ الباب ؟ "

ذهبت لأجلس على مقعد قريب وأنتظرت لفترة حتى سمعت صوت مقبض الباب وهو يدار قبل أن يفتح الباب وتظهر من خلفه أروى فى رداء الصلاة !
فى كل مرّة كنت أراها فيها مُرتديه هذه الثياب فيما نكون وحدنا كنت أشعر بالحنق لكنى كنت أتجاهل هذا ولا أشير إليه... أما فى ذلك الوقت فلم أحتمل...
قلت لها :
" هل كنتِ تصلين ؟ "

أرتبكت قليلا ً ثم قالت :
" كلا . "

سألتها :
" أذن لماذا ترتدين هذه الثياب ؟ "

أطرقت أروى برأسها ولم ترد...
أخذت نفسا ً عميقا ً ثم قلت :
" تعالى يا أروى... أجلسى هنا . "

وأشرت إلى المقعد المجاور لى...
رفعت أروى رأسها قليلا ً... ونظرت إلىّ نظرة خاطفة ثم تقدمت منى بضع خطوات ببطئ وتردد وجلست فوق المقعد الذى أشرت إليه ولازالت مُطرقة الرأس...
حاولت أن استجمع أفكارى المشتتة لفترة ثم قلت :
" أروى أنا... أنا زوجكِ... "

وما أن قلت ذلك حتى رفعت وجهها ونظراتها إلىّ ثم قالت :
" هراء ! "

نظرت إليها مأخوذا ً بما قالته ومندهشا ً...
وقلت متعجبا ً :
" هراء ؟! "

قالت فى حدة :
" نعم... فأنت لست زوجى... أنا لا أعتبرك هكذا . "

حاولت السيطره على أنفعالى وكبت غضبى وأنا أقول :
" لكنها الحقيقة يا أروى... أنتِ زوجتى أمام الله وأمام الناس جميعا ً... "

قالت :
" أنا زوجتكِ فى العقد ليس إلا . "




وتابعت مُنفعلة :
" ولن أقبل أبدا ً أن أكون مجرد نزوة عابرة فى حياتك . " !


~ ~ ~ ~ ~ ~


تتبع

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, ام ساجد, انت ملكي وحدي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية