لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-12, 06:28 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






41



قضينا عدة ساعات فى التسوق.. وبصعوبة شديدة استطعت أن أقنع سالي بالاكتفاء عند هذا الحد اليوم على شرط أن أرافقها غداً أيضاً فى رحلة التسوق المُملة..
اشترينا أغراض كثيرة.. وبالطبع حملتُ أنا القسم الأكبر والأثقل منها ،، بينما حملت سالي بعض الأكياس الخفيفة وراحت تتأوه وتشكو من ثقل حمولتها ،، وكأنها من تحمل أغراضى أنا وليس العكس !
وبينما كنا فى الطريق لمغارة ذلك المجمع التجاري الكبير ، إذا بسالي تتوقف فجأة أمام إحدى الواجهات الزجاجية وتصيح :
" ما أروع هذا الفستان !. "

نظرت إليها بضجر وقلت :
" تحملين عشرات الفساتين فى تلك الحقائب.. وجميعهم يشبهون ذلك الفستان.. "

رمقتني بنظرة حادة وقالت بضيق :
" أهذا هو رأيكَ..؟ ألا يعجبك أى شئ مما اشتريته..؟ "

استدركتُ خطأى مُسرعاً قبل أن تشن هجومها علىّ وقلت :
" بل على العكس.. لديكِ ذوق رائع فى كل شئ.. إننى فقط أقول.. لا داعِ لأن تشترى المزيد اليوم و.... "

قاطعتني قائلة :
" فقط هذا الفستان.. رجاءً لا ترفض.."

قلت :
" بأمكاننا أن نمر غداً على ذلك المتجر لشراءه.."

قالت بنبرة راجية :
" رُبما تسبقني أخرى فى شراءه.. رجاء دعنى أشتريه الأن.. لن استغرق وقتاً طويلاً.. أعدكَ.."

اطلقت تنهيدة قصيرة ورفعت الراية البيضاء كالعادة ، وقلت :
" حسناً.. ولكن تعجلي قليلاً فى الشراء.. لدى بعض الأعمال ولابد أن أعود إلى مكتبي.. "

ابتسمت بسعادة وتوجهت إلى داخل المتجر لتشترى ذلك الفستان فى حين وقفت فى انتظارها حتى غادرته حامله معها حقيبة جديدة لم تلبث أن أعطتني أياها لأحملها قائلة برقة :
" لا استطيع حمل المزيد.. أحملها أنتَ عني رجاءً.. "

قلت وقد بدأ صبري ينفذ :
" حسناً.. ولكن لا مزيد من الشراء اليوم.. سنغادر المجمع على الفور.. "

قالت موافقة :
" لا بأس.. سأكمل التسوق غداً.. "

فى تلك اللحظة ارتفع رنين هاتفها المحمول ، فألقت بكل ما تحمله إلىّ دفعة واحدة فيما امسكت هى بحقيبة يدها لتخرج منها الهاتف وتنظر إلى رقم المتصل ثم تبتسم بسعادة بالغة وتقول :
" إنه معاذ.. "

وحينما أجابت الأتصال تجهم وجهها بشكل ملحوظ بينما كانت تستمع إليه ولم تلبث أن أنهت الأتصال ونظرت إلىّ وقد اغرورقت عينيها بدموع غزيرة ثم قالت :
" لن يحضر الزفاف.. يقول أن لديه أعمال هامة وضرورية.. لست أدرى إلى متى سيظل خارج البلاد.."

وأضافت بأسى :
" حتى أخي الوحيد.. وما تبقى من عائلتي لن يكون بجانبي يوم زفافي.. سأكون وحيدة كما أنا دائماً.. "

قلت محاولاً تلطيف الأجواء :
" أنا واثق أنه مشغول للغاية.. وما يمنعه من الحضور هو سبب قهري لا محال.. وعلى أى حال فأنكِ لن تكوني وحدكِ.. بل سأكون بجانبكِ دائماً وأبداً.. "

ابتسمت شبه ابتسامة ونظرت إلىّ بامتنان مما شجعني على المواصلة فقلت :
" ورُبما تقبل أروى فى تلك الحالة الحضور إلى الحفل.. بما أن معاذ لن يكون هناك.. "

قالت سالي وقد راقتها الفكرة :
" أجل.. بالتأكيد لن تعتذر عن الحضور فيما لو علمت أن معاذ لن يحضر.. كان هذا فقط هو ما يمنعها من الحضور.."

وأضافت :
" سأذهب اليوم لزيارتها فى العمل وأخبارها بالأمر.. "

لابد أنكم متشوقون لمعرفة الأحداث التى وقعت فى الشهور الماضية.. وثمة اسئلة كثيرة تودون طرحها علىّ الأن.. ومما لا شك فيه أن أهم تلك الاسئلة هو : هل أنفصل معاذ عن أروى..؟ وهل انتهت قصتهما عند هذا الحد..؟ وإلى أين سافر معاذ..؟ ولماذا..؟
وبالنسبة للسؤال الأول فإجابته هى كلا.. فمعاذ حتى الأن يرفض بشدة الانفصال عنها.. وأروى ترفض العودة إليه.. ولازال كلايهما على عناده حتى لحظة كتابة هذه السطور..
أما بالنسبة للسؤال الثاني فإجابته لا يعلمها إلا الله.. لكن لدي شعور قوى بأن تلك النهاية ستكون قريبة جداً..
وأرجو ألا تكون تلك النهاية مؤلمة.. أظنكم أكتفيتم من الأحداث الحزينة !.
أما عن السؤال الثالث فسوف اخبركم عنه الأن باستفاضة وبأدق التفاصيل..
لقد سافر معاذ منذ ستة أشهر إلى حيث سافرت تولان.. ومنذ ذلك الحين وهو فى الخارج يبحث عنهما.. وقد استغل فرصة وجوده بتلك البلاد وتعاقد مع إحدى الشركات لاستيراد بعض السلع وتوسيع نشاط شركاته.. وبهذا جمع بين الأمرين فى آنٍ واحد..
أتمني أن يعثر على أبنه عما قريب ، وأن ينتهى أعماله تلك ويعودا إلينا سوياً..
ولكن.. ألا تتساءلون عن ذلك الزفاف المنتظر والذى كنا نتحدث عنه أنا وسالي..؟
أظنكم هذه المرة قد استطعتم التخمين..
أجل.. لقد ارتبطنا أنا وسالي قبل سفر معاذ بأيام قليلة.. أى بمجرد أن تعافيتُ من الحادث وألتأمت الكسور والشروخ العديدة بجسدى ،، ونحن الأن نستعد للزفاف..
والفضل فى هذا - كما تعلمون - يعود إلى أروى.. فهى من لفتت نظرى إلى مشاعر سالي تجاهي.. وهى أيضاً من جعلتني انتبه لمشاعري تجاهها.. وإن كنتُ لا أعلم كيف كنتُ غافلاً عنها طوال هذه السنوات..؟!
أظنني أشبعت فضولكم وأجبت كل تساؤلاتكم.. أما عن باقى الأسئلة التى تدور فى رؤوسكم ؛ فالقدر وحده سيجيب عليها يوماً ما..!

~ ~ ~ ~ ~


انهيتُ أخر أمتحان لهذا العام قبل قليل..
كانت هذه المادة هى الأصعب علىّ.. وكنت أهمل مذاكرتها وأتوقع الرسوب بها غير أننى على غير توقعي أبليتُ حسناً بها..!
كنتُ قد استأذنتُ من عملي للذهاب إلى الأمتحان ، وما كدت أنتهى منه حتى ألقيت بنفسي داخل أول حافلة وعدت إلى مكتب السياحة الذى أعمل به كسكرتيرة..
وفور دخولي إلى غرفة مكتبي طالعني وجه سالي.. كانت زيارة مفاجئة وغير متوقعة ابهجتني كثيراً..
بالمناسبة.. لقد أرتبطت سالي بمحمود.. وهما الأن يستعدان للزفاف..
لا أظن أحداً سبقني بنقل ذلك الخبر السار إليكم .. هل يمكن أن يكون محمود قد فعلها قبلي..؟!
جلست برفقة سالي لبعض الوقت وتبادلنا بعض الأحاديث العادية.. واطمئننت على حالها وحال محمود.. وتحاشيتُ بقدر الأمكان ذكر اسم معاذ.. وإن كنت متلهفة لمعرفة أخباره !..
تُرى كيف حاله الأن..؟ ألازال فى الخارج يبحث عن أبنه..؟ ألا ينوى العودة لحضور زفاف سالي..؟

قالت سالي وكأنما قد قرأت أفكاري :
" لن يحضر معاذ إلى الحفل.. إنه منشغل كثيراً ولا يملك الوقت الكافى للسفر.. "

ولدى ذكر اسم معاذ اضطربت خفقات قلبي وتثلجت أطرافي ، فى حين تابعت سالي بنبرة حزينة :
" سأكون وحيدة فى زفافي.. هل هناك ما هو أسوأ من هذا..؟ "

رغم أن هذا الخبر ادهشني كثيراً غير أننى لم أعلق عليه ، فقط كل ما فعلته هو أن أطرقتُ برأسي أرضاً وارتديتُ ثوب اللامبالاة..
قالت :
" أعرف أنكِ لا تريدين سماع اسمه وأنا لم أتِ لهذا السبب.. "

وصمتت لبرهة ثم أضافت بتردد :
" بما أن معاذ لن يحضر الحفل.. ظننتُ أنكِ لن تمانعين الحضور.. "

رفعت نظراتي إليها بسرعة وقلت :
" لا.. رُبما يقرر الحضور فى أخر لحظة.."

غير أنها قالت :
" لن يحضر.. هذا أكيد.. لم يبق على الزفاف سوى خمسة أيام.. إذا قرر تغيير رأيه رُبما لن يجد طائرة عائدة إلى مصر.."

وأضافت راجية :
" رجاء أروى لا ترفضي.. لن يكون هناكَ أحداً بجانبي على الأطلاق وأريدكِ أن تدعمينني.. أرجوكِ أروى.."

ولم يكن هناك مفر من الموافقة بأى حال..!

~ ~ ~ ~ ~

بعد خمسة أيام..
وقفت أمام المرآة بعدما ارتديتُ فستاني الجديد والذى اشتريته بالأمس بنصف مرتبي لحضور حفل زفاف سالي..
وكانت أمي تجلس من خلفي ترقبني وفى عينيها نظرة اعتراض وضيق لم تخل علىّ ، رغم محاولاتها للتظاهر بالعكس..
ألتفت إليها وسألتها :
" هل أعجبكِ فستاني..؟"

فابتسمت وقالت :
" إنه رائع.. يليق عليكِ كثيراً.."

ألتفتُ ثانية إلى المرآة وبدأت فى وضع مستحضرات التجميل على وجهى بعناية.. وأيضاً لا تزال أمى تراقبني !
قالت بعد برهة :
" هل أنتِ متأكدة أن معاذ لن يحضر ؟ "

نظرت إليها عبر المرآة وقلت :
" أجل متأكدة.. لا تقلقي أبداً بهذا الشأن.."

فقالت :
" أخشى أن يحضر فجأة دون أن يخبر أحداً.."

قلت :
" أحتمال بعيد جداً.. لن يحضر بإذن الله.."

صمتت لبرهة لم تتجاوز نصف دقيقة ثم عادت تقول :
" رُبما من الأفضل ألا تحضرى هذا الحفل..؟ فالجميع يعلم بالمشكلات التى واجهتكما وعزمكما على الطلاق وستضطرين للإجابة عن اسئلة الفضوليين من أصدقاءه وعائلته.. "

كان هذا الأمر يقلقني أيضاً غير أننى كنت قد قررت ألا أجيب أحداً بشئ على الأطلاق.. وأن أترك الجميع يفكرون كما يحلو لهم.. دون أن أكترث لأحد قط..
قلت :
" لن استطيع التراجع.. لقد وعدت سالي ولن أنكث وعدي.. "

كنت قد انتهيتُ من التزين وبدأتُ فى وضع حجابي فوق رأسي وضطبه فغادرت أمى الغرفة وقد بدا لها أن النقاش غير مجدى بأى حال ففضلت الانسحاب !!
وقبل أن تمر نصف ساعة ،، كنتُ أدلف إلى ذلك الفندق حيث يوجد قاعة فخمة للأفراح..
كنت بالفعل أشعر بخوف شديد وثمة شئ ما بداخلي يحثني على العودة من حيث أتيت.. لكني كنتُ أقابل هذا الشئ بالرفض الحاسم.. لقد أكدت لي سالي أنه لن يحضر وأنا أثق بكلامها.. ولن أتركها وحيدة فى مثل هذا اليوم..
أفقتُ من أفكاري عند وصولي للقاعة.. كنتُ قد وصلت متأخرة وحضر العروسان وبدأ الحفل بأول رقصة للعروسين على الأنغام الهادئة.. فانتقيتُ مقعداً بإحدى الطاولات القريبة من سالي وجلست عليه ورحت أرقبهما بسعادة بالغة..
كانت سالي تبدو فى قمة الجمال والأناقة.. بل إنها أجمل عروس وقع عليها بصري حتى الأن..
كم أشعر بالسعادة من أجلهما ! وكم أشعر بالحزن الشديد على حالي التعس !
قبل عامين من الأن كنتُ أزف على معاذ.. والأن أنا وحيدة وتعيسة.. وقريباً سأصبح مطلقة وأنا لازلتُ فى بداية العشرين..كم أنا حظي سئ !
قطع علىّ أفكاري العقيمة أخر صوت أتمنى سماعه الأن..
صوت ميار ! أمازلتم تذكرونها ؟!
ألتفتُ ببطء شديد إلى مصدر الصوت وبجهد بالغ رسمت ابتسامة فوق شفتي وأنا أنظر إليها..
كانت كعادتها جميلة وبالغة الأناقة.. غير أنها لم تكن تنظر لي بحقد وبغض كعادتها وأنما كانت تبتسم ببساطة..
قالت :
" كيف حالكِ أروى..؟ لم أركِ منذ فترة طويلة..؟! "

قلت :
" أنا بخير حال.. كيف حالك أنتِ..؟ "

رفعت يدها اليمني لتضبط إحدى خصلات شعرها والتى انسدلت على جبهتها ، فألتمعت بأصبعها تلك الدبلة الذهبية وقالت :
" أنا بخير كما ترين.. "

وحينما لاحظت نظراتي إلى الخاتم ابتسمت بخجل وقالت :
" لقد تمت خطبتي منذ ستة أشهر.. أى بعد خطبة سالي مباشرة.. "

وأضافت :
" لقد سافر خطيبي بعد الخطبة مباشرة لكنه سيعود قريباً جداً لنتم الزواج.. "

صُعقتُ للمفاجأة واضطربت خفقات قلبي..
أردتُ أن أنطق بكلمة " مبارك " غير أن لساني أنعقد ولم استطع النطق.. وارحت عينىّ تدور بين الخاتم وبين وجهها الباسم حتى كاد الدوار أن يصيبني..
وهنا توقفت الموسيقى عند العزف وانتهت الرقصة فما كان منها سوى قالت :
" سأذهب لأسلم على العروسين.. "

وانصرفت بخطوات واثقة فى حين وقفت أنا بمكاني أرتجف من المفاجأة كورقة فى مهب الريح..
هل يمكن أن تكون مصادفة أن يتم خطبة ميار قبل سفر معاذ وأن يسافر خطيبها بعد الخطبة..؟
ترى هل معاذ هو خطيبها الذى كانت تتحدث عنه..؟
ولأنني تذكرت معاذ فى تلك اللحظة وركزت تفكيرى عليه فقد خرج من عقلي وتجسدت صورته أمامي..
رُبما كان مجرد خداع بصر.. أو وهم صوره لي عقلي.. أو رُبما كان ما يقف أمامي الأن ويحدق بي بتلك النظرات العميقة هو أى شخص أخر وأنا من يهيأ لي أنه معاذ..
لقد سمعنا كثيراً عن خداع البصر والوهم.. لكننا لم نسمع خداع الأذن ولم يسبق قط أن تكلم الوهم..
أتاني صوته يقول :
" مفاجأة غير متوقعة.. أليس كذلك..؟ "

شعرت ببرودة تسرى بأطرافي.. وبحلقى يجف فجأة..
ورفعت أنظاري إلى حيث تقف سالي ورأيتها رغم الحشود الملتفة حولنا تنظر إلىّ وتنحصر نظراتها حيث أقف أنا ومعاذ ! وكأنما تخشى ردة فعلي !
هل يمكن أن تكون قد تآمرت علىّ لتجعلني ألتقى بأخيها..؟ هل يمكن أن تفعل هذا بي..؟ كم أنا غبية !
شعرت بالغضب الشديد وعدت أنظر إلى معاذ وقلت محنقة :
" مفاجأة غير متوقعة.. وغير مرغوبة.. "

واستدرت بسرعة عازمة على مغادرة القاعة قبل أن تخونني العبرات ووتتساقط على وجنتىّ رغماً عني.. وحينما وصلت إلى باب الفندق شعرت بيد تمسك بزراعي وبصوت حازم يقول :
" لن اسمح لكِ بالهرب ثانية.. "

حاولت أن أجذب زراعي من يده غير أنه كان يتشبث بها بقوة حالت دون ذلك.. فلم أملك سوى أن أصرخ به فى ثورة عارمة :
" ومن طلب منكَ السماح..؟ كيف تجرؤ..؟ من تظن نفسكَ..؟ أترك زراعي وابتعد عن طريقي حالاً.. هيا دعني.."

تراخت يده عن زراعي وقال بحدة :
" بأمكانكِ أن تذهبي.. لكن ليكن بعلمكِ هذه ليست أخر مرة سترينني بها.. لن تظلي هاربة مني إلى الأبد.. ولن أنفصل عنكِ قبل أن نتواجه ونتحدث..لابد أن نتكلم قبل نقدم على خطوة كبيرة مثل الطلاق.. "

ثم أضاف وقد لانت نبرة صوته قليلاً :
" أرجوكِ أروى لا تفعلي هذا بنا.. لا تغلقي قلبكِ أمامي بهذا الشكل.. فقط اسمعين ما أريد قوله ودعيني أدافع عن نفسي.. ولك حرية الأختيار بعدها.. أقسم لكِ إننى لن أجبركِ على شئ.. وإذا أردتِ الأنفصال عني فسأفعل ذلك رغم كرهي الشديد لهذا.."

صحت به :
" بأى وجه تأتي الأن وتريد أن تبررلي.. بأى وجه تريد أن تشرح لي.. وماذا تريد أن تشرح لي..؟ بل إن ما تريد قوله أحفظه عن ظهر قلب ولا أجده مبرر لما فعلت.. لقد جعلتني موضع سخرية لتولان.. جعلتني أبدو كالغبية أمامها.. ولم تكلف نفسك عناء شرح الأمر لي.. لم تشركني فى مشكلتكَ وأردت حلها وحدكَ.. فأنظر ماذا كانت النتيجة ؟ أنظر ما فعلته بنفسك وبأبنكَ وبي.. "

قال بصوت منكسر :
" كنت سأشرح لكِ.. لكني كنتُ انتظر الوقت المناسب فقط.. "

قلتُ بحدة :
" وترى أى وقت سيكون مناسب فى رأيكَ.. بعد أن تتزوجا بالفعل.. أليس هذا هو الوقت المناسب..؟ "

ثم أضفت بتهور :
" الحديث ليس مجدى الأن.. لقد صار لكل منا حياة مختلفة.. وأنتَ كما أرى حذفتني من حياتكَ وأسست حياة جديدة.. "

رفع معاذ يده وتخلل بأصابعه خصلات شعره الناعم وقال بضيق :
" لقد سافرت بحثاً عن أبنى ليس إلا.. ولم أعثر عليه حتى الأن كما ترين.. "

قلت :
" لا أعنى هذا.. بل أعني ما تعرفه جيداً.. وأؤكد لكَ أن هذا الأمر لا يعنينى ولم يؤثر بي قط.. لقد انتهيت بالنسبة إلىّ يوم الحادث.. "

زفر معاذ بضيق وقال :
" أروى لا تثيرين جنوني.. تحدثي بشكل مباشر.. "

قلت :
" أعنى خطبتك لميار.. أم تظنني لم أعلم بهذا.. "

وأضفت بعصبية :
" للمرة الثانية جعلتني أبدو كالغبية.. للمرة الثانية جعلتني موضع سخرية.. "

كان أخر ما توقعته من معاذ هو أن بيتسم ! وتلك الابتسامة أثارت حنقى أكثر فصحت به :
" أنتَ أيضاً صرت تسخر مني.. تباً لي.. كم أنا غبية ولا أتعلم قط ! "

واستدرت عازمة على الانصراف غير أن معاذ اعترض طريقى وحال دون ذلك ثانية..
قلت محنقة :
" ابتعد عن طريقى حالاً.. هيــــــــا.."

فقال :
" لقد أعمتكِ الغيرة حتى أنكِ صرت تتخيلين أشياء لم تحدث قط ولن تحدث.. فأنا لست خطيب ميار أو أى فتاة غيرها.. "

وأضاف :
" الفتاة الوحيدة التى عشقتها منذ أن وقع بصرى عليها هى أنتِ.. فمنذ أن رأيتكِ بمنزلي ذلك اليوم قررتُ ألا أدعكِ تكوني لرجل أخر سواى.. قررت أنكِ ملكي أنا وحدي وأننى سأفعل المستحيل لتكوني لي.. حتى لو كان هذا ضد رغبتكِ.. أنتِ فقط من أردتها ولازلت أريدها.. أنتِ فقط من أريد أن أقضى عمري كله معها وأن أشيب بجوارها.. "

توقفت أنفاسي عن الشهيق والزفير وراح قلبي يركض بجنون.. وتشابكت نظراتنا لبرهة من الزمن..
كانت نظراته راجية ونادمة.. وكانت نظراتي حائرة ما بين التصديق والتكذيب..
ويبدو أنه قد أدرك حيرتي فقال :
" رجاء سامحيني وأعدكِ أننى سأعوضكِ عن كل دمعة ذرفتِها وعن كل لحظة حزن تسببتُ بها.. أنا حقاً نادم لأننى لم أكن صريح معكِ ولم أشرككِ معي فى الأمر.. أرجوكِ سامحيني.. فقط سامحيني.. "


شعرت بغصة بحلقى وبقبضة مؤلمة بقلبي.. ووقفت أمامه تائهة.. وقد غرقت فى جحيم أفكاري اللانهائية وغياهب حيرتي..
كم أنا راغبة فى مسامحتكَ ونسيان ما مضى.. أريد ذلك فعلاً أكثر من أى شئ أخر.. ولكن.. هل يمكنني ذلك..؟
هل استطيع نسيان الماضى وبدء حياة جديدة..؟ أم أن الماضى الأليم سيظل يلاحقني وسيقف حيال سعادتي..؟
كان بداخلي شئ ما يحثني على الانصراف ويؤكد لي استحالة النسيان وصعوبة مسامحته..
ورغم مقاومتي له غير أننى استجبتُ له وقلت أخيراً :
" فات أوان ذلك.. "

واستدرت عازمة على العودة إلى منزلي..
خطوت خطوتين مبتعدة عنه.. وقبل أن أخطو الثالثة توقفت قدميّ عن السير.. وثقلتا فجأة.. وباءت كل محاولاتي للسير بالفشل..
ألتفتُ قليلاً إلى معاذ فوجدته لازال واقفاً على نفس الوضع يرقبني بنظرات تفيض حباً وشوقاً.. وتبرق بالأمل !
وراح ذلك السؤال يتردد بعقلي : " هل يمكنني الصفح عنه ونسيان الماضي ؟ "

~ ~ ~ ~ ~


تتبع



 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:30 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي

البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 199668
المشاركات: 5,990
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسيالجُودْ ؛ عضو ماسي
نقاط التقييم: 3892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجُودْ ؛ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 






( الخاتمة )


فى هذا الصباح الجميل.. وفى هذا الطقس الدافئ من فصل الربيع تألقت زهور الياسمين والفل تحت أشعة الشمس وفاح أريجها العطر ليملأ الأجواء.. وراحت العصافير تطير فى الهواء وتتنقل من غصن إلى أخر فى سعادة وبهجة لتطربنا بصوتها الجميل..
ومثل هذا الطقس لا استطع مقاومته عادة ؛ لذا فقد جلست فى حديقة منزلي مُريحاً ظهري على ذلك المقعد القماشي المريح وأسندت رأسى إلى زراعي المعقودين خلفها ثم أغمضت عينىّ عن كل شئ وأطلقت عنان أفكاري..
بالأمس فقط ودعت الماضي التعس والألم والعذاب.. من اليوم فصاعدا سأكون شخصاً أخر مختلف عن معاذ الذى تعرفتم عليه قبل ذلك..
من اليوم سأجبر أى ذكري حزينة على مغادرة رأسي والتحكم فى مسار حياتي والوقوف حيال سعادتي.. من اليوم سأصير سعيداً.. ومن اليوم لا تولان ولا ميار.. فقط ستنحصر كل حياتي فى فتاة واحدة.. هى فى نظرى أجمل وأرق فتاة فى العالم.. وهى وحدها تكفيني..
تعرفون من أقصد أليس كذلك ؟
أجل.. حبيبتــى أروى.. الفتاة الوحيدة التى أحببتها وسأظل أحبها طالما بي عرق ينبض بالحياة..
ابتسمت بسعادة لدى تذكري أياها وفتحت عينىّ لأراها تغادر المنزل حاملة مع صينية تحوى طعاماً وتتجه بها نحوى..
نهضت على الفور من مكاني وسارعت بتناول الصينية منها ، ووضعتها على الطاولة أمامي ثم نظرت إلى الأصناف العديدة التى تزخر بها وقلت :
" هل أعددتِ كل هذا بنفسكِ ؟ "

قالت باسمة :
" أجل.. أعددت كل شئ بنفسي.. لأثبت لكَ أننى سيدة منزل رائعة.."

وأضافت مازحة :
" ولو أنك تركت خادم واحد بالمنزل لكان الأمر أسهل علىّ كثيراً.. "

قلت :
" لا أريد لأحد بأن يشاركني فى زوجتي الجميلة.. إننى لم أكد أصدق أنها سامحتني أخيراً وعادت إلىّ.."

ابتسمت وتوردت وجنتاها خجلاً ، وهبت نسمة هواء حركت خصلات شعرها الطويل فبدت كلوحة رائعة..
دققت النظر إليها وابتسمت بدوري.. أهذه الفتاة الجميلة التى تجلس أمامي هى زوجتي ؟
كم أنا شخص محظوظ !
لقد لعبت الأقدار دورها معي.. وألقت بي يميناً ويساراً وأسفل وأعلى حتى كدت أفقد الأمل فى الحصول على أكثر ما تمنيته فى هذه الحياة.. على زوجة محبة ومخلصة ومتسامحة.. وها قد حصلت على أكثر مما تمنيت.. الحمد لله..
تناولنا فطورنا الذى أعدته أروى.. وكان الطعام لذيذاً للغاية..
وحينما انتهينا من تناول الطعام حثثت أروى على التحضر لنزهة طويلة.. وفى الواقع كانت مجرد خدعة لكى تأتي معي.. وما كدنا نستقل السيارة حتى ذهبت رأساً إلى المطار.. مما جعل أروى تتعجب كثيراً..
وقالت فى عجب :
" هل ستعود سالي اليوم من شهر العسل ؟ لقد سافرت بالأمس فقط !"

قلت :
" بل نحن من سيذهب إليها.. "

تفاجئت وقالت :
" كيف ؟! لسنا مستعدين للسفر وليس معنا ثياب.. أو حتى جوزات للسفر.. "

أخرجت من جيب سترتي جوزات السفر الخاصة بنا وقلت :
" ها هى الجوزات.. وكل ما نحتاج إليه من ثياب فى الحقيبة الخلفية.. "

اتسعت عينيها فى دهشة وهتفت باسمة :
" أيها الخبيث ! لقد أعددت لكل شئ.. "

وصمتت لبرهة ثم قالت بسعادة بالغة وحماس :
" سأذهب إلى باريس للمرة الثانية.. ما أجملها من مفاجأة ! "

ابتسمت وقلت :
" اليوم سيبدأ شهر عسلنا الحقيقى.. بل من اليوم فصاعدا ستكون كل أيامنا كذلك.. وسنمضى معاً عمرنا بأكمله لنتقاسم ونتشارك كل شئ.. ومعاً سنعثر على أبني ليربى وسط أبنائنا.."

وأمسكت بإحدي يديها وضممتها إلى صدري ثم تابعت :
" أعدكِ بأن حياتنا ستكون أجمل.. وبأن الأيام التالية ستكون زاخرة بالأحداث السعيدة.. سأعوضكِ عن كل ما سبق وعن كل الأحزان التى مررنا بها.. وطالما بصدري نفس يدخل ويخرج سأعمل على راحتكِ وسعادتكِ.. وطالما قلبي يخفق بالحياة سأظل أحبكِ.. وستظلين أنتِ ملكي وحدي.. وأنا ملككِ وحدكِ.. وإلى الأبد.. "

~ ~ ~ ~ ~


تمــــــــــــت


،

،


وأخيراً خلصنا من أنتِ ملكي وحدي

يااارب النهاية تكون عجبتكم





,,,,,,,





تمّت

لـ الكاتبه :: أم سآجد ,

 
 

 

عرض البوم صور الجُودْ ؛   رد مع اقتباس
قديم 07-08-12, 03:24 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 185371
المشاركات: 272
الجنس أنثى
معدل التقييم: lily12 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lily12 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

thank youuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu

 
 

 

عرض البوم صور lily12   رد مع اقتباس
قديم 21-09-12, 06:20 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 237180
المشاركات: 446
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة الحمراء عضو على طريق الابداعوردة الحمراء عضو على طريق الابداعوردة الحمراء عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 204

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة الحمراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جميلة الرواية شكرا كثيرااااااااااااااااااااااا

 
 

 

عرض البوم صور وردة الحمراء   رد مع اقتباس
قديم 07-02-13, 03:46 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
aiv
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 217788
المشاركات: 119
الجنس أنثى
معدل التقييم: aiv عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 49

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
aiv غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أم ساجد المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رد: أنت ملكي وحدي ..

 

روااااااااااااااااااية تجنن وجامدة قووووووووووووووي

 
 

 

عرض البوم صور aiv   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي الاعضاء, ام ساجد, انت ملكي وحدي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية