لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-06, 05:50 PM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بدايـة النهـايـة
...................................

رجع لؤي الى الورشة وهو مسـرع عشـان يخبر جراح باللي وصل له مع غزلان.. اول شي.. كان اللقاء متوتر وشوي محرج للاثنين لانهم ما كانوا مستعدين يتلاقون من بعد اخر مواجهة وخصوصا غزلان.. لكنها قوت قلبها ويوم بدى لؤي يخبـرها بالاقتراح بدت مصغية وتقريبا مهتمة ولكن عيونها ما كانت متركزة على ويهه لانها تخاف انها تغرق اكثر باللي تمر فيه.. فظلت تحرك عيونها يمين ويسـار او في حظنها او جدامها ولكن من غير ما تناظر ويهه.. الاقتراح كان حلوو واللي مقدمه احلى.. ما قدرت تصدق انها بتكون شريكة لهم في شغلهم.. من لؤي اهي مو مستعجبة ولكن من جراح اللي يمكن يحمل في قلبه لها اسوأ ذكرى..
بس بعد .. ما حبت انها تتسرع في شي او انها تخطو خطوة من غير اي تفكير.. اهي لازم تحط في بالها الشراكة مع لؤي وجراح وواحد سمووو به خالد راح يكوون معناته انها راح تتلاقى معاهم وايد وتتعاطى معاهم من غير اي رسميـات وتتناقش وتساوم وكل هالاشياء.. وهذي ما كانت من صفات بنت العز والدلال.. او هالحمل من المسئولية ما كان من شيم او سمات غزلان.. لذا قررت انها تكلم ابوها اللي اخبر منها بسوالف الشراكة ويقدر يعطيها نصايح او تعليمات تخليها ترجح الكفة للاقدر..
قبل لا يروح عنها لؤي التفت لها على الباب.. وبينت لها قامته الطويلة لانها كانت وراه على بعد خطوات بسيطة..
لؤي بصوت متحشرج ولكن ما خلى من النعومة : انسـة غزلان.. احنا ما فكرنا فيج الا ومعرفتنا في حسج الفني والذوق الرفيع.. نعرف انج من وسط عايلة محترمة ولها من الصيط اللي يخز الاوذان (اخفت ابتسامة) وما نبي نفرط فيج.. ولكن بعد.. اطلب منج انج تفكرين زين لان هالشراكة مثل ما بتدر عليج ارباح.. بتدر بعد مسئولية..
غاصت عيونه في ويهها الخجول ونظراتها الهاربة وهي ترد عليه انها ما راح تخذله بقرارها سواء كان بالموافقة او الرفض..
واول ما وصل الورشة لقى جراح قاعد ويا خالد اللي كان متغير 180 درجة.. ويهه اضعف من قبل .. وتحت عيونه حلقات من السواد المخيف وفوق كل هذا التعب اللي كان معلم من معالم ويهه.. لكن شي من النضج او الكبر يلوح في القسمات..
لؤي وهو مستغرب:.. علامك خالد؟؟ مريض؟
خالد يبتسم بصعوبة: لا بس تعبان.. وانت شخبارك؟؟ جنك مستانس..
لؤي وهو يخفي ابتسامة حلوة: توه الوقت على الوناسة.. ان صار اللي في بالي بستانس..
جراح : يعني ما وافقت؟
لؤي وهو يقعد: آآآآه لا للحين ما عطتني كلمة صريحة.. بس هذا قرارها ولازم تتخذه بحذر..
خالد وهو مستغرب: ضايع انا بينكم.. شالسالفة؟؟ ومن هذي اللي وافقت ولا ما وافقت..
لؤي وهو يغير السالفة: انت ليش ما ييت البارحة البيت..
خالد اللي تكلم ويا جراح عن الموضوع او اللي تفهمه جراح حتى قبل ما يتكلم يبتسم:.. كنت مشغول بالدوام!!
لؤي : ايـــــه
خالد: ياله لا تغير الموضوع وقول لي شالسالفة ومن هذي البنت؟؟ (يبتسم له بخبث) ناوي عالعرس.؟؟
لؤي اللي تهلل ويهه وجراح ضحك عليه: ياليت.. من بئك لباب السما قول انشاء الله.. بس بعد.. مو هذا السبب.. وان تحقق السبب الحقيقي (ابتسامة ناصعة) راح يتحقق السبب هذا..
جراح وهو يهز راسه ويبتسم : السالفة وما فيها ان غزلان الكندي اللي اخوونا هني ميت عليها احتمال انها تكون شريجة معانا في هالمؤسسة اللي بنسويها
خالد : وليش اهي بالذات
لؤي يكمل وهو يبتسم: لانها بببساطة شقول لك.. حس فني متكامل.. روح ابداع لا متناهية.. جميلة بكل معاني الكلمة.. مو شكلا.. لانها شكلا فيها زخرفة التفاهة بهالزمن المنحط.. لكن جمالها جوهري..
خالد يناظر جراح اللي نزل راسه وهو يهزه ويضحك.. ورد للؤي : انت تحبها؟
لؤي اللي انصدم من السؤال..: شنـو؟؟ (يناظر كل من خالد وجراح)
خالد : اي .. تحبها ولا شنو؟؟ ترى ما يحق لك تتكلم عن البنت جذي الا اذا كنت تحبها او حاطها في بالك...؟
تم يفكر لؤي .. وتكلم هالمرة مع جراح: شرايك انت؟
جراح وهو يرفع يدينه بعلامة استسلام.: لو سمحت.. خلني بعيييد عن هالموضوع..
لؤي يناظره بشر: مالت عليك.. انت كله بعيد وبعيـد.. (يناظر خالد بثقة) انت تشوفني بهالكلام احبها؟
خالد يناظر جراح ويرد للؤي: هذا اللي يبين..
لؤي يبتسم بحرارة: بس عيـل.. كان بها.. احبـها.. وابي اتزوجـها.. اصلا ماشوف بنت تسوى غيـرها..
خالد يبتسم: عاد لا تنسانا بيوم ملاجك نروح وياك..
جراح: ويــــــــــــــــن عاد تبي انت.. هذا عالاقل يبيله خمس سنوات يالله يكون نفسـه
لؤي بخبث وابتسامة ماكرة:.. هذا كله على يدك.. اني اكون نفسي ولا لا.. والا شفايدتي شريج معاكم... يعني من الحين تعرفون اني محتاج اكون مستقبلي لذا نسبة ارباحي لازم تكون اكبر منكم انتو الاثنين ..
خالد وجراح: ها؟؟
لؤي: وفوق هذا.. نسبتي برأس المال.. بسيطة.. شرايكم؟؟؟
-------------------------------------
بليل موحـش استيـقظـت فاتن بعد غيبـة طويـلة عن الدنيـا .. يـوم كامل ابتعدت فيـه عن كل ما افتـقدته في الغـربة.. ولكنـها اليـوم بغـربة تمنـعهـا انها تفتـقد أي شـي ثـاني.. غربـة الـروح والقلـب وحيـرة وضيـاع ما بيـن البقـاء والرضـوخ لهالرجعـة القاسيـة للماضـي أو الرفـض وابقـاء حيـاتها مهجـورة وتيتـم قلبـها بحـب مســحيـل تنسـاه بـعد ما لمـس منـها الـعمـق قبـل الظـاهر..
سحـبت نفسـها بتهالك من على السـرير وهي تلم شعرها اللي تعربك بين بعضه في صـراع.. ولاحظـت ان المطـر بعده ينهمـر ولكن على خفـة .. أول مرة تمطـر الدنيـا بهالطريـقة في البحـرين.. مطر متواصـل من يومـين.. الحمد لله رب العالمين.. رحمة من أعز رب واجل رب.. وياليت لو هالامطـار تغسـل الحزن اللي فيـها وتريح قلبها اللي من يتـذكر عاليـة او مسـاعد بهاللحظـة يأن من الألم..
مـا سمحـت لأحد يشوفها يوم انسـلت الى الحديـقة الورانيـة.. ولاحظت ان الاوراق الصغيـرة في التـربة تظـهر بصـورة خجـولة.. الجريـئة هي اللي منحت لنفسـها الحرية انها تطلع وتلامس حبات المطـر الماسيـة.. دورت فاتن على مكـان يوقظ فيـها ابوها النايم من فـترة.. تبي تروح له وترمي بنفسها وهمومها عليه .. وتبكي حتى ما تزهق روحها من البكـاء.. وقفت دقيقة تحت المطـر وهي مسـكرة عيونها لكن ما كان لها النصيـب من القطـرات المتهامـلة.. فردت على عقبـها وراحت لعند الكـاراج.. بقـايا ابوها هنـاك.. اللي ابـعدوها عن البيـت عشـان ما يسمحون لها انها تفتـح بـاب العـزا لنفسـها كل مـرة ودهـا فيـه..
منـاير اللي كانت في المطبـخ تقطع الفواكه عشان تاكلها لمحـت جسـم اشبه بالروح الهائـمة يطوف بالصـالة ويتوجه لبـاب الكـاراج.. وما تحـركت الا بعد ما غابت هذي الروح.. عرفت انها فاتـن من قدهـا الطويل.. وتحركت بهدوء من بعد ما غابت وقلبها يطرق من الخوف.. علامها فاتـن تمشي جذي وكـانها ما تشـوف شـي جدامـها..
تمشـت منـاير لمن وصلت لباب الكاراج اللي كان مفـتوح ولقـت فاتن تنبـش في شي بالكبـت اللي هنـاك.. وكـانها تدور شي.. وشافت بوكسـات بنيـة تحت ريلها.. واشـياء طالعة منه من زود ما نسـتها منـاير او ما سمحـوا لها انها تتـذكرها .. بـقايا ابوها الحبيب اللي راح عنهم وتركـهم – على الرغم من الهدوء اللي عايشين فيه- في بحـر هائج وحيـرة وشـوق عظيـم..
قعدت فاتن وهي تنبش في الصناديق عن اشيـاء رمزيـة لابوها.. مثـل لحـافه الشـتوي.. ولا جاكيـت المطـر اللي يلبسـه في أيـام المطـر .. ولا السـباط الجلدي اللي يلبسـه في البيت عن الأرض.. وفي وسـط بحثـها لقـت برواز فيـه صورة ابـوها المرحـوم بأيام شبابه .. ومنها فاتن ما قدرت الا انها تشيج بالعبـرة المخنـوقة..
وتبعتها مناير بحزن دفيـن في قلبها.. انهارت على اغراض ابوها المتعددة واللي افتقدها بقوة.. افتقدت دخان الزقاير اللي كان يهفه في فضـاء المكان اللي هو موجود فيـه. افتقدت ضحكته المتبادلة ويا امهم.. افتقدت تأنيبه لها جدام الكل ومراضاته بالليل قبل لا تنام.. وانكبت على صورته وهي تبـوسها بقوة.
فاتن كانت تراقب منـاير وحست انها من زمان ما تعزت بأبوبها.. جراح ما سمح لهم في البيت ولو بلحظة من الحزن .. واشتركن الثنتين في الحزن على ابوهم الحبيب..
مناير وسـط البكـاء: والله... ولهت عليـه فتـون... (تناظر الصـورة) وحشني ويـهه.. وحشـتني يده..
فتحت فاتن ذراعها لاختها اللي رمت بروحها من غير روية في حظنها..: عيل انا شقول يا مناير؟؟؟ شقوووول وقلبي ما هدى من لحظة دخولي البيت.. يبــاا.... يبـا.. يبا وينك.. وينك عنا يبا؟؟ البنت لا فقدت ابوها مالها الا الهوا وصفق الراح بالراح يا يبا... وينك يا عز وذخر راسنا اللي شاب قبل اوانه... يبـا... ليش تروح وتنساني.. واحنا اللي طول عمـرنا شلناك في قلبنا مثل ما نشيـل الديـن والمسئولية.. وين مكانتنا يا الكفيل .. ياللي يا قلبنا تروح وتخلينا..
سكتت فاتن وهي منخرطة في أنين حاد مع اختها .. ما ظنوا انهم بيوم من الأيام راح ينتهون في هالمصير.. يوم كانو صغار كانو يظنون ان ابوهم انسان خالد يظل معاهم للابد.. هم يروحون وهو يظل لهم.. لكن لا.. احترقت كل هذي الاحلام في عيون فاتن من اول لحظة شافت فيها ابوها محمول وراسه يصب من الدم.. وعرفت ان هذا هو اخر الوداع..
تحركت فاتن ويا اختها وهي تحمل بعض الاغراض الخاصة في ابوها الى الغـرفة... وبعد فـترة من البكـاء في حظن اختها قدرت مناير انها تضبط نفسـها وتمسح الدمع من عيـونها اللي فقدت فيها الحـس من شدة الدمع وحرارته..
فتحت صندوق كان مليان بقصاصات واوراق ودفتر جلدي بلون الحليب وعليه ربطة حديدة.. فتحته بهدوء ولقت في أول الصفحات مكتوب شعر.. واكيد موجه لمسـاعد.. لان الدفتر يخص عمتها عاليـة وتذكر هالدفتر زين.. اهو وواحد ثاني كانو مرافقين لها لكن الاول اختفى ما تدري وين راح من ماتت.. والثاني ابوها احتفظ فيه..
فتحت على صفحة من الوسط.. لقت فيها تـاريخ مقـارب لتـاريخ وفاتها.. الظاهر انها حتى بوقت احتضارها قدرت تسرق لحظات عشان تكتب فيها شي من مشاعرها الفياضة لمسـاعد..ز كانت عنوان الخاطـرة لحظـات فرح.. ومقطع كان مظلل بالازرق..
(,, عجبـا من العشـق يا رفاقي.. كيف ان لحظات فرحه قليلة..
احيانا دموع..
واحيانا انين..
احياناا شكوى.. واحيانا حنين..
برؤية وجه الحبيب..
الذي ينير ظلمات لياليي حياتي.. وكيف ان ذكراه تؤلمني..
بظلام اللليل برؤية وجهه..))
مسحت دمعة خانت عيونها ومن عيونها مسحت على خشمها اللي حمر من البجي.. ولمت الاوراق كلها ورجعتها الى داخل الصندوق.. ولاحظت ان مناير تراقب شي ثاني موجود بين اغراض ابوهم بدهشة..
مناير وهي ترفع الصورة اللي تناظرها وتوجهها الى فاتن:.. هذي انتي؟؟؟
استغربت فاتن وسحبت الصورة من يد مناير.. وبعد ما دققت:.. لا هذي مو انا هذي عمتي عاليـة.. ليش تسـالين؟؟
كان شكلها غير لكنها بسرعة ردت وناظرت الصورة برعشة قلب.. ولاحظت الشبه الكبير اللي لاحظته مناير قبلها.. ظلت تناظر الصورة وهي مو مصدقة.. فاتحة عيونها وثمها من شدة الألم انشد.. ولاول مرة بحياتها احست بصفاء الافكار والوصول الى الهدف...
فاتن وهي تكلم نفسها:.. عشان جذي.... تزوجني....
مناير وهي تحل اللغز اللي قاله لها مشعل البارحة:.. سبحان الله.. الشبه كبيـر بينكم... وبعد ماكو شبه..
وقفت فاتن وهي ما تشوف شي.. وحاملة بيدها صورة عمتها: ما صدق.. ماصدق اني كنت ..... بورتريه لعمتي عاليـة.. وهذا هو السبـب الوحيـد...!!! آآآه...
انعصفت فاتن.. واحست بالغضب يعم في اركانها مثل البركان الثائر... وتوها تسحب عباتها وشيلتها وناوية انها تطلع من البيت..
مسكتها مناير: فاتن وين رايحة؟
فاتن: خليني مناير.. بروح اتفاهم وياه.. وانهي كل شي معاه مرة وللابد.. انا مو بدل فاقد.. انا ما تمنيت جذي يصير وياي
مناير الحايرة: ادري يا فاتن انج اكبر من كل هذا.. بس انتي شدراج عن هذا كله؟؟؟ وليش قاعدة تقولينه جذي؟؟
فاتن وهي تعلي صوته: اهو قال لي.. من امس للحين وهو يسمني بكل كلمة ينطقها.. قال لي انه حب وحدة في يوم من الايام (قعدت على الكرسي بذهول) قال لي انها واهو بنو حياتهم بطوب من الاحلام والامنيات.. واساسهم كان الحب اللي لا منازع له.. الا ان البنت ماتت.. وتركته في حيرته وضياعه.. (تعصر عيونها وهي تحط يدينها عند جبينها) شلون كنت غبية وما فهمت نظرته اول ما شافني.. انصدم وانصعق.. وكانه يشوفها اهي ما يشوفني انا.. ويمكن حتى حبه لي الحين.. بسببها .. مو بسببي انا.. (شهقت بصوت عالي ) عمري ما توقعت اني ابغض عمتي عالية لكني الحين استغفر الله ابغضها... شلون صرت مجرد خيال لها... جسد يتحرك ولكن بخيالها.. في عيون الريال اللي بديت احبه بصـورة الظاهر اني كنت غلطانة في توجيهها..
لمت مناير اختها المنهارة بيدينها.. وام جراح اللي كانت توها داخلة البيت ويا جراح توجهت لها من سمعت انينها..
ماسكة صدر ها من الخوف: فاتن؟؟ يمـة علامج فاتـن؟؟ شفيج تبجين يمـة؟
ما تكلمت فاتن ومناير لامة راسها بيدينها
ام جراح وهي تتقرب منهم: مناير يمة شفيها اختج؟؟ ليش تبجي؟؟ شصار وياها؟؟
مناير اللي توها بتتكلم وفاتن تفج روحها من عندها وتوقف في ويه امها:.. اللي صار.. اني طلعت اكبر مغفلة بهالبيت.. اكبر ضحية.. واكبر قربان يتقدم لاحد... عالية ماتت.. ويوم كبرت وصرت نسخة مصورة منها.. ضحيتوو فيني وعطيتوني لمسـاعد.. وابوي .. ابوي اللي افدي عمري كله للحظة اني اشوفه واشم ريحته.. اهو اللي ضحى فيني...
مسكت ام جراح فاتن وهي مصعوقة: يمة حبيتي انتي شقاعدة تقولين..
فاتن اللي ما تسمع امها وعيونها من البجي ظاقت:.. كانت لي احلامي.. كانت لي امنياتي.. وكانت لي حياة غير عالية.. لكنكم .. ما رضيتو تخلوني مثل ما انا... تركتوني اضيع في غربتين.. غربة زواج انا ما عرف زوجي زين فيه.. وغربة بلد ابعدتوني عنكم فيها.. يمـة.. انا مالي حق عليج؟؟ يمة انا مو بنتج..
ام جراح اللي هطلت دمعاتها: يمة فاتن لا تقطعين قلبي بهالحجي.. يمة انتي نور هالبيت ونبراسه..
فاتن بصوت مبحوح من الصياح: عيل ليش رضيتي جراح يسوي فيني جذي.. ليش رضيتي على ابوي انه يسوي فيني جذي.. يغربني ويمزققني ويحشيني بشي.. انا ما كنت مستعدة له ابدا..
تناظر جراح بلوم وعتب والثاني واقف يناظرها مثل الياهل اللي مسوي شي غلط: وانت يا جراح.. يقولون الاخوو اهو السند اللي البنت ما تطلب غيره.. عمد دار حياتها.. لكن انت.. كنت بعد مثلهم.. تركتني في غربة ووحشة وساعدت في فرض امور في حياتي انا ما كنت اقبلها ولكن تجرعت الشي مثل السم ووافقت عليه لمن حلى علي.. ولكن الحين..
ام جراح تمسك ويه فاتن بيدينها: يمة صلي على النبي.. ذكري ربج وتعوذي من بليس.. شمنه هالحجي وليش؟؟؟
فاتن وهي تتراجع عن امها: شمنة هالحجي؟؟؟ شوفي هالصـورة وقنعي...
رمت فاتن الصورة على امها اللي تلقفتها وتمت تدقق فيها.. وانقلبت ملامح ويهها الى شي ثاني.. من الخوف الى اليقين الحزين.. وحطت يدها على ثمها وجراح تقدم من امها واخذ الصورة يشوفها.. بس بعد.. ما قدر يفهم شسبب نزاع فاتن الحين.. التفت لاخته لقاها قاعدة على حافة السرير وهي رافعة راسها بتوسل..
تقرب منها وهو حاني راسه: فاتن..؟؟؟ شفيج؟؟ قوليلي.. هذا انا اخووج قوليلي.. تراني ضايع مادري انتي ليش مرة وحدة حسيتي ان كل شي غلط بحياتج؟؟ صدقييني.. علميني بالسبب.. وانا راح اوقف معاج بكل شي تبينه.. محد راح يجبرج على شي..
فاتن وهي تناظر امها: أسال .. امي.. قول لها... اهي عرفت الحين انا شفيني.... انا فاتن.. وكل من يقول عني عزيزة.. طلعت بدل فاقد على اخر ايامي... ولا كاأني انسانة اعيش واتنفس.. احيا واموت مثل كل هالناس.. لا.. صرت الكوبي الحي.. (بهمس مبحوح) يارب خذ روحي وفكني ..
ام جراح تلم بنتها: يمة لا تقولين جذي.. اشعبتي القلب يا فاتن.. تكفين يمة.. خلاص... اللي انتي تبينه بصير.. محد راح يعترض عليج ولا يقول لج شي...
جراح وهو واقف بنرفزة: يمة شالسالفة؟؟ خبروني لا تخلوني مثل الاطرش بالزفة..
مناير اللي تكلمت وهي تمسح الدمعة من عيونها:.. مسـاعد كانت يحب عمتي عاليـة.. وابوي زوجه منها لانها بس بتكون العوض له
جراح بنكران وصوت مرتفع: شنو؟؟؟؟؟ شهالخربطة؟؟ ابوي يسوي جذي؟؟؟؟؟ ما تستحين على ويهج تتكلمين جذي؟؟
مناير : انا مالي شغل... اهي فاتن تقول جذي..
جراح يلتفت الى فاتن والشرار يتطاير من عيونه: انتي تتمنين بس ريل مثل مساعد يا فاتن.. ريل يحفظج ويحترمج ويصونج وفوق كل هذا يتحمل اللي اييه منج
ام جراح تمسك ولدها: يمة لا تقول جذي لاختك
لكن جراح ما اهتم: تقولين قربان؟؟ قربان انتي قربان؟؟ لا والله اهو اللي ضحى بوقته وراحة باله عشان يتزوج وحدة ياهل مثلج؟؟ شكانت احلامج بالضبط يا فاتن؟؟ ها.. فوق كل هذا اللي لاقيته محد يلقاه مثلج.. احنا كنا عايشين في ظيقة صدر.. وانتي اللي انشرحتي احسن منا.. قولي الحمد لله تراني كنت مثلج ما احمد ربي على نعمته وشوفي لوين وصلت.. عمري 22 سنة واشتغل في ورشة.. وفوق كل هذا اتمنى اني اتزوج لكني بديت اشك في قدرتي على الزواج وللاسف الشديد راح اكووون مضطر اني اتراجع عن هالخطـوة..
مسكت ام جراح قلبها اللي بدى يعورها: يمة جراح.. اسكت يا قلبي.. لا تقول اكثر.. (تكلم فاتن) حبيبتي.. لا تعورين قلبج.. واللي تبينه بصير..
جراح: يمة شنو اللي تبيه يصير؟؟ وين قاعدين احنا يوم ان البنت بظيج صدر تقرر انها ما تبي هالشي.. واذا كان يحب عمتج عالية شفيـها.. عمتج عالية هذي انتي تتمنين انج تكونين مثلها خلقا وخلقا.. انا ماذكر اني كنت بعلاقة قوية معاها.. لكن اذكر انها كانت طيبة وحنونة وعلى مرضها وعلتها كانت تأثر الناس عليها.. ولو كانت اهي عايشة لا تظنين ان مسـاعد بيقدر او يفكر انه يلتفت لج. لذا قول الحمدددد لله انه بغاج ما بغى وحدة غيـرج
طلع جراح من الغرفة وفاتن اللي كانت تتصاعد اناتها انهارت على السرير وهي تبجي بحر قلبها وتصرخ.. كلام جراح القوي عليها خلاها تحس مثل اللي ما منها فايدة او العاطل مخها وتفكيـرها.. وام جراح منسدحة يمها تهديها ومناير اللي ماتحملت الموقف اللي صار في بيتهم طلعت ... لاول مرة .. جراح وفاتن يتناجرون جدام عيونها واهم اللي كانو مثل اللحم والجلد.. هذا اللي يسببه فقد الابوو في حياة العايلة.. عدم الاستقرار وان كل الدلائل بينت على هذا.. يظل البيت خالي من العمد او مركز الارتكاز فيه..
اول ما طلعت مناير احتارت وين تروح.. لسمـاهر.. ولا لسـماء.. لكنها في نص الطريج تذكرت ان سمـاء ما عادت معاهم في نفس المكان.. سمـاء بعد راحت وما راح ترد الا بعد فتـرة.. بتظل بعيـدة وما يعرفون عنها شي.. وهذا بعد اللي تمناه مشـعل.. يعني كل اللي يتمناه قاعد يصيـر وبحذافيره.. تراجعت عشان تطلع على الشارع وتروح بيت سمـاهر.. الا ومشـعل اللي توه مطلع السيارة من الكاراج هرن عليها..
التفتت له وهي فزعـة.. والدمع يكحل عيونها بهدب احمر.. ولاحظ هالشي مشـعل.. ولسبب غريب حس بالذنب يعمر قلبه وخفوقه.. وطلع من السـيارة ولحق مناير اللي تركته ومشت..
مشـعل: مناير... منايــر..
التفتت له وهي تمشي صوبه بحنق وغضب: خلاص يا مشـعل.. اللي بغيته صـار.. اللي جريت وراه في يوم.. تعاسة فاتن وتعاسة البيت كلها صارت وتحققت.. بعد شتبي اكثر؟؟ روح احتفل بنصرك علينا كلنا.. احتفل فينا احنا الفقارى اللي ما تمنينا في يوم من الايام من رب العالمين الا سعة الصدر وراحة البال.. عشنا طول عمرنا بعازة ولكن ما نطقنا فيها بوجود ابوي... راح ابوي وتركنا لحالنا عشان يتركنا في حفنة من الحثالة اللي امثالك.. وان كانت فاتن تحبك وخلتك.. تظن ان هالشي كان بيدها؟؟ تكون غلطان الدنيا كلها قضاء وقدر وكل خطوة نخطيـها محسوبة في كتاب القدر اللي كل واحد منا يحمله..
راحت عنه مناير وهو ظل مذهول مكانه مو قادر ينطق بشي.. كان ويهها يصرخ بفداحة اعماله واجرامه تجاهها.. اهي بنفسها.. بنت صغيرة مالها بهالدنيا الا اخو واخت وام.. تتمنى من الله الحفظ والرعاية وسعة البال ولكن.. اهو اليوم يمكن حقق شي اهي كانت تدعو ببعده عنهم.. حاول انه يبعدها عن باله ويفرح نفسـه بانتصاره الا انه ماقدر.. ركب السيـارة وتوجه للمكان اللي يبيه.. وطول الدرب وهو يهاذي بمنـاير وويهها اللي ارتكب فيه اكبر جريـمة بحق التاريـخ..
----------------------------------------------
يا اليوم اللي تحتفل فيـه عايلـة الدخيـلي بفرح بنتهـم وتوجـهها الى بيتها المستقبلي.. قطعة من فواد ام مسـاعد اللي حاولت انها تتظاهر بالفرحة الكبيـرة لكنها بينها وبين نفسـها مسـحت دمعة خائنة من عيـونها ووجهتها الى السماء بدعاااء يجلب السعادة والامن على روس ابنائها كلهم.. مريم اللي كانت في الصـالون ويا نورة متظايقة بسبب تجاهل فاتن لها.. من يومين واهي معتفسة ولا تكلمها ولا ترد على اتصالاتها.. فوق كل هذا مسـاعد الثاني بعد مختفي حتى البيت ما يطبه.. وينه محد يدري عنه.. نورة ما كانت ملاحظة اي شي من هالامور لان الفرحة كانت مو سايعتها لدرجة الانانية .. وهذا من حقها.. محد يستحق انها تعاني عشانه بليلة زواجها ..
مسـاعد اللي كان بايت في مرزعة احد اصدقائه وهو مو عارف اي سبيـل لحيـاته.. من حق يحس ان هذي الايام اهي نهايـة كل شي بينه وبين فاتن.. فاتن ماهي من النوع الحباب اللي ينسى ويسامح.. اهو نفسـه لحد هذي اللحظة ما قدر يسـامحها بذيج الليلة يوم اعترفت له بعلاقتها ويا مشـعل وكيـف كانت.. كان يحتفظ بهالجمرات لنفسه.. اهو ريال ويقدر يتحمل.. لكن الحرمة المخلوقة من عاطفة ومن خيللاء.. ماتقدر تطمئن.. وظرفه يتخلف عن فاتن بألف مرة.. هذي ماكانت اي غريبة.. كانت عمتها.. واكيد بتلوم الكل حواليها على هالشـي.. وما بتسامح احد.. يعرف لطبيعتها.. ويفهمها حتى من غير ما يشوفها..
تنهـد ولكن كل نفـس ياخذه يأجج النار اللي في صـدره.. كل شي يضيع من يده من غير حاسية وهو متقبل كل شي.. كان يظن ان ماضي فاتن عظيم لكن اللي جرى منه اعظـم.. يعتـرف.. ان هدفه من زواج فاتن كان استرجـاع عالية اللي ما راح ترجع بيوم.. ولكن .. اهو حب فاتن.. حباها لانها فاتن.. لانها قمة التعاسة والفرح في آن واحد.. الدموع والضحك .. الراحة والظيق.. الحلاوة والمرورة.. وفوق كل هذا.. انها فاتـن.. البنت اللي صرخ في ويـهها مرة ووجه لها اعنف المخاوف.. واللي يوم شافته بعد ما انتشرت اشاعة كونه على هذيج الطائرة.. تمنته فوق كل الاماني بهالدنيا.. عرف انها بدت تحبه.. لكنها ما اعترفت بهالشي.. يمكن لانها ما كانت متحققة من هالشعـور.. او انها تنتظر شي مثل هذا عشان تستبت قرارها الصحيح.. وكل شي الحين راح يكون في يدها..
ياه فهد صديقه صاحب المزرعة.. لقاه قاعد على عتبة البيت الخالي.. وهو ضام ركبة وهاد الثانية.. وقعد يمه وهويبتسم ويحط يده على جتفه..
فهد: شخبارك؟؟
مسـاعد من غير ما يلتفت له:.. الحمد لله.. وانت..
فهد وهو يدقق في ملامح مسـاعد: فرحان تصدق..
مسـاعد يلتفت له : دوم يارب مو يوم
فهد: عاد تدري ليش؟؟؟ لاني من زمان ما شفتك.. بس بعد متظايق..
مسـاعد : متظايق وفرحان..
فهد: لان الظيقه هذي من عظم الحزن الي فيك.. انت ملجت يا مسـاعد وبعد.. ما تهنيت بحيـاتك..
مسـاعد: يمكن لاني ارفض التخلي عن المـاضي..
فهد: انت تقول له ماضي يا مسـاعد.. يعني شي مضى وراااح.. ليش ما ترضى اتتخلى عنه؟؟ بتنهي حيـاتك يعني على هالسبب.
يبتسم مسـاعد بمرارة: ترى هالماضي.. اهو هالحاضر..ويه من الماضي وعى لي وياني في الحاضر.. ولكن بقلب مختلف.. وعقل مختلف.. ظنيت اني فيوم من الايام ما راح تمنى منه.. بس في هاللحظة.. انا مستعد اني اتوســــل لهالقلب وهالعقل.. انه يقبل فيني.. لاني يا فهد .. صرت بلا اي هدف من دون هالاثنــين..
فهـــد: ساعات يا مسـاعد ملامح الماضي ترافقنا الى الحاضـر. بس احنا لازم نفهمها على زمنها.. كل زمن يطلع اللي يتطلبه في الناس.. وماكو شي ايي من الماضي.. خلك افظن من جذي مسـاعد.. وافهم من جذي صدقني انت بتلاقي كل الخير لو تتمنى بس في لحظة شي.. للحاضر نفسـه..
تنهد مسـاعد وهو يقوم من مكـانه.. تمشى لوين ما الخيـول ترعى.. لـقاها في منتهى الحرية حتى بالقيـد اللي اهي عايشـته.. لانها تعرف انها بهالمكان راح تكون آمنه.. اهو عاش حياته مقيد بالماضي لانه يعرف انه راح يكـون آمن فيـه.. لكن وين الأمان الحيـن؟؟ وينها الحريـة..؟؟ وينها الطمأنينة وسعـة الصـدر.. الظيـقة هذا كل اللي يعرفه.. ظيق البعـد عن فاتن وعن الراحة اللي تبثها من خلال نظراتها.. كلماتها اللي لمن تنطق بها ترسم احلى حيـاة وان ما كانت تعني هالشي.. خيالها الرقيق والراقي..
وطى راسه وهو يكبت الدمعة اللي فيـه.. لكن هيـهات.. سالت منه وهي تخشـى ذل جفنه.. لكنها بعد.. تشجعت.. لان حتى هذي الدمعة ذرفت نفسـها سعيا الى الحرية من الماضي.. اللي قلبه بعد وده لو انه يطلع منه لكن..
ظل واقف وغروب الشمس يلوح على ويـهه مثل الذهب الناصـع.. وعرف ان بغياب الشمس اليوم.. حياته بتم مظلمة الى الأبد.. اي احلام او اماني بالحيـاة ويا فاتن في ظـل الحب.. معدومة..
تحرك من مكانه وهو مقرر الرجعة للبيت.. ركب سيارته.. حك ذقنه اللي كان مغطى بشعر اللحيـه.. وحركها وتوجه الى البيت.. حيث الواجبات اللي عليه هالليلة بزواج اخته.. لازم يكون متواجد وحاضر بالروح والقلب.. وان كانو هالاثنين غايبين في صالة بيت بو جراح مثل ما تركهم قبل يومين..
------------------------
لمت كل الحقايب والاغراض.. وقعدت مكانها وهي مسـتعدة لهالرحيـل اكثر من اي فتـرةبحياتها.. الهروب كان عنوان هالحركة.. هروب من كل شي.. من حب مسـاعد اللي يفتت قلبها مثل الصخر بالاسيد.. عرفت بغيرتها الشديدة من انسانة ميتة انها مو بس تحب مسـاعد.. الا تحبه من زمن طويـل حتى .. قبل لا تنولد وقبل لا تنبعث حية الى هالدنيا.. حبته في شخص مشـعل اللي كان عليـه في يوم من الايـام..
حبته في شتاء الدنيا القارس ولا حرها القاهر.. حبته في اوراق الخريق اللي تتساقط.. وثلج الجبال اللي يذوب.. وحمم البركان اللي تبرد.. والبكاء والفرح الحلم والحقيقة.. مسـاعد كان متواجد فيها من أزل الأزلين.. حتى في كرهها له.. اكتشفت انها محتاجته.. عمرها ما تلاحمت في رجل كثر هالانسـان.. لكن من المستحيل تبقى وياه قبل ما تتأكد من كونها اهي اللي يبيها.. مو بدل الفاقد اللي يربط نفسه فيه بالماضي..
لازم يعرف – قالت في بالها – اني مو عالية.. اني فاتن.. ولازم يترك الماضي ويتنحى عنه للابد لاني انا حاضرة وحية واعيش.. واعرف انه بعده ما تخلى عن الماضي.. واكبر دليل اعترافه لي.كان من الممكن انه يتناسى كل شي ويبتعد عنه
مسحت دمعتها على طرقة باب.. وتبعها الشخص الحزين.. خالد.. بابتسامة راقية تعلو قسمات ويهها..
خالد: خلاص.. رايحة؟
فاتن تبتسم: بعد نص ساعة بتييني سيارة المطار..
خالد وهو يستند على جدار الباب..: وبتخلينا كلنا ؟
فاتن وهي تنزل عيونها بدموع يديدة: خليتكم من قبل.. وواصلتوا حياتكم..
خالد: بس ليش فاتن؟
فاتن وهي تبتسم وتمسح الامطار الغزيرة على خدها.. : الاجازة ما بقى لها الا اسبوع.. لذا بروح عشان اكمل اشغالي قبل لا ارجع للكورس..
خالد وهو يبتسم: لا تستهبلين.. هل حقيقة ان وجود بنت ثانية بحياة مسـاعد آذتج لهالدرجة؟؟
فاتن وهي تعصر عيونها: لو تألمني جان عادي ادوس على الألم.. لكني بدل فاقد يا خالد.. تعرف يعني.. اني مجرد وجه... والباقي اهم يخترعونه في بالهم... (غطت ويهها بييدينها) شكثر كنت مغفلة... قربـان.. هذا هو اسمي..
تحرك خالد وسحب كرسي التسريحة اللي في غرفتها.. وحطه قبالها وقعد عليه.. وواجه فاتن.. وهو حاط يدينه على ركبته..
خالد: فاتن.. افهم كل شي تقولينه.. ويمكن انا بعد معصب على هالشي نفسـه.. بس انتي تعرفين زين ومؤمنة.. ان كل اللي وقع عليج.. اهو قضاء ربج .. صح؟
فاتن وهي تتنهد بقوة: ونعم بالله.. قضاء الله ونعم بالله يا خالد.. الله صح يقدر علينا اشياء.. لكن بعد نقدر نخلي الشي يكون وقعه اخف من جذي.. كانو يقدرون يخبروني على الاقل من البداية..ي عطوني مهلة للتفكير والانغماس في الشي اكثر واكثر.. ما تظن؟؟
خالد يبتسم في ويهها: عمرج ما كنتي غلطانة يا فاتن.. دومه كلامج كان يعبر عن الحق.. شوفي.. ان جان جراح عصب الحين. فمرده بتبرد اعصابه.. لكن عرفي انا بعد وراج.. ولا تحاتين ولا تعورين قلبج.. سوي اللي يريحج ولكن اللي يرضي ربج بعد..
فاتن: انا واثقة من اللي بسويه.. ومن جذي.. (مدت يدها الى ظرف على السرير.. ) اسلمك هالامانة توصلها الى مساعد اول ما تشوفه..
خالد يناظر الظرف باستغراب: شنو هذا؟؟؟
فاتن تبتسم: موجه لمساعد.. اهو الوحيد بهالدنيا اللي بيعرف شيعني هالظرف..
خالد: متاكدة تبيني انا اخذه.. والا ما تبين تاخذينه انتي..
فاتن: لا متأكدة.. ماقدر اشوفه بهاللحظة..
وقف خالد بعد فترة من التحديق في ويهه فاتن.. وابتسم لها.. تمنى لها رحلة طيبة وسعيدة.. وطلع من الحجرة... حمل الظرف عنده وهو رايح الغرفة يبدل ملابسه عشان يروح زواج نورة ..
---------------------------
نزل جراح اللي تلبس وجهز ولكن بنفس ظائقة.. طل براسه لدار امه اللي كانت مو موجودة فيها.. وشاف ان باب غرفة فاتن مفتوح بس ما تجرأ انه يدخل عليها.. الليلة بتسافر.. حجزت بروحها واكدت كل شي والليلة رحلتها الى نيويورك ومن نيويورك الى بوسطن.. الله يهديها ان شاء الله ويرضى عليها.. ما يقدر يتحمل فراقها او يتحمل التصرفات اللي تتصرفها.. لكن اهي حرة في اللي تسويه.. ما راح يتدخل اكثر عشان ما يحمل مسئولية احد.. اهي افهم منه بألف مرة..
دور امه بكل مكان وعجز يلقاها.. لكن في بقعة ما فتش فيها عليها.. الا وهي عند نبتة سمـاء.. تسقيها بدمعها وفراقها.. وتوه بيروح لعندها الا وخالد الي جهز بعد نزل من على الدري.. وتلاقوو بنص الدرب وراح جراح لعند امه.. وخالد ما تجرى انه يطئ عند الزرعة عشان ما تهيج احزانه في هالليلة .. وظل يتابعهم من على الباب..
جراح راح لعند امه اللي كان ترش الماي على الزرعة وهي تمسح دمعها..: يمة.
انتبهت له : هلا يمـة.. دقايق بس ازقي الزرع واييلك.
جراح يبتسم ويمسكها: يمة.. الله تجهزي عشان نروح العرس..
ام جراح وهي تشد على جفنيها: وين نروح ياو لدي واختك بتسافر الليلة.. بقعد وياها..
جراح: الحين بتييها سيارة المطار
ام جراح بحزن: ليش ما تاخذها انت..؟؟
جراح: يمة انتي ما قلتي خلوها على اللي تبيه.. اهي ما تبيني اتحكم في حياتها على قولتها.. خليها على راحتها.. انا ما راح اكره فاتن بيوم او اححتقرها.. بس يحزن قلبي اني ماقدر اكون جزء من حياتها.. مثل ما هي تبي تمشي حياتها صدقيني.. انا بعد ابي امشي حياتي.. بس لا تتكلم جذي عن نفسها وتجرم ابوي جدامي.. ما راح اتحمل يمة.. انا كنت مجرم ابوي طول حياتي واتمنى بهاللحظة (تهدج صوته بلبجي) انه يكون موجود عشان اعتذر له واطلب سماحه..
ام جراح وهي تلم جراح وتمسح على جتفه: يا حبيب قلب امك انت.. يعل عيني ما تبجيكم يا عيالي.. وان كنتو بعاد عني..
التفتت وشافت خالد واقف على الباب وهو يناظرها بعيونه الحلوة.. طول عمرها كانت تقول ان خالد يحمل بهالدنيا احلى نظرة حب تقدر الام او الاخت او الحبيبة تلقاها.. وراحت لعنده وهي تبتسم مخالطة للدمع اللي بعيونها..
مسكت ويهه بيدينها وهو يتحاشى عيونها: ما بغيت اني اخليك على راحتك.. تحزن وقلبك يهتاج على فرقاها. .بس قلت.. مثل ما القلب ينجرح الانسان احكم في شد الجرح.. وانت اخبر منهم كلهم يا خالد بالجروح.. ضبطت جروحك كلها جدام الناس بضحكة ويههك المننور... يمـة انا ما خليتك لاني مو مهتمة لك
خالد يلمها ويسكتها: ولا تقولين شي ولا تنطقين.. انتي كلامج هذا اهو اكبر جرح لي.. انا فاهمج يمة.. صدقيني.. انا ما بغيت كل هذا يصير لي.. بس من انا اذا ما تعذبت.. ؟؟ تقدرين تخبريني؟؟
ام جراح وهي تأشر لجراح انه اييها .. ولمت الاثنين بحظنها: الله لا يحرمني منكم.. يعلني ما ابجي عليكم.. كفانا ما بجينا يا عيالي.. مع ان البجي يتجدد فينا بتجدد الارض وقشرها.. لكن ما على عزا رب العالمين اي عتب.. ان حبك ربك يقولون بلاااك.. وبلا محبة رب العالمين فخر وعز علينا.. تعالو وياي.. خلونا نكون ويا اختكم.. عشان ما تظن انها ما عادت بلا اهل..
راحت ام جراح ويا هالاثنين وكل واحد منهم يمسح عين دامعة.. ووقفوا على باب غرفة فاتن وام جراح اهي اللي دخلت.. واللي من شافتها بنتها طاحت عليها بالحظن وهي تبجي بصياح عالي وقوي.. وام جراح ما ضبطت نفسها ابدا وتركت لنفسها العنان..
باست جبين فاتن وبين حواجبها وخديها المبللين:.. يمة انا ما بغيت لج المضرة.. ولا بغيتج تكونين مثل ما تظنين.. صدقيني.. انتي بنتي واخاف عليج وانتي قطعة مني وعزي وشرفي بهالدنيا..
فاتن: ادري يمة.. بس لاتبجين خلاص.. انا ما ببجي فلا تبجين انتي الثانية...
ام جراح: يمة لا تعذبيني بفراقج.. يمة لا تعذبيني بغيابج عني.. فديت ويهج اللي ما ابات ليلي من زود ما اهوس به.. يا ثمرة فرح وراحة من حملتج لحد ما اشوفج بنت كبيرة.. حكمي قلبج وعقلج وقرارج وسوي اللي يرضى فيه ربج وقلبج.. وما يحتاج قلبج يرضى فيه لان الدنيا سجن المؤمن يا بنتي.وجنة الكافر
فاتن وهي تمسح عيونها: ان شاء الله يمة..
وقطعهم صوت هرن السيـارة اللي بتاخذ فاتن الى المطار..
وفاتن: كاهي يات السيارة.. تحملي في اخواني يمة.. وفي روحج.. واول ما الاقي سماء بعطيكم خبر..
ام جراح: ان شاء الله يمة..تحملي بروحج .. وهالله هالله بذكر الله
فاتن: لا اله الا الله ..
حمل كل من جراح وخالد جناط فاتن وهي حملت السوت كيس الصغيرة اللي فيها لابتوبها وحاجياتها الشخصية.. خلت كل شي.. ويوم جهزت التفتت الى خالد.. توصيه بالامانة
فاتن: لا تطول ياخالد وعطني خبر بسرعة على الشي..
خالد: افا عليج ..
تناظر ام جراح: استستمحي من مريم ونورة وخبريهم ان طرى علي شي وما قدرت اظل اكثر..
ام جراح: ولا يهمج يمة بخبرهم..
تناظر جراح للمرة الاخيرة.. والدمعة خانتها بهذيج اللحظة,,: مع السلامة..
جراح وهو يوجهه لها عيون ذليلة من الدمع:.. في امان الله..
دخلت فاتن السـيارة.. وتحركت بها بعيد عن البيت.. وبكل خطوة بعد تجددت فيها الاحزان.. ومرت بالصدفة عند الشارع اللي يطل على بيت مريم .. لقته مزدان بالمصابيح والانارة وكانه كتلة من اللهب.. ومن كل اعماق قلبها تمنت الفرح والسعادة لهم كلهم.. ومن يا مسـاعد على بالها سكرت عيونها بشدة.. وانتظرت من خالد انه يؤدي الامانة..
---------------------------------
مريم اللي زهبت ولبست وصارت من جميلات السهرة خرب على جمالها اهو تجهم ويهها .. وتخلف فاتن عنها.. لسبب اهي تجهله وما تقدر تفكر فيه.. وحطت في بالها ان فاتن يمكن ما بتروح صالون بس انها بتتعدل في البيت وبتيي لحالها.. وبعد هذا ما مشى عل بالها.. هذا الزواج كانو يستعدون له من وصلو البحرين لحد هاللحظة وباخر الشي ما تحضر فاتن؟؟ اكيد السالفة فيها ان..
زهبت نورة وطرشت عليها عشان اتييها.. ويوم دخلت مريم على نورة نست كل اللي يخليها تعصب او تكره نفسها.. وطالعت نورة بانبهار واهي تسمي بالرحمن عليها..
كانت مثل رسمة بالحلم.. ويا فستانها الراقي والطرحة اللي مثبته بورد وتشتبك بتسريحة الشعر وتنزل على اليد وتلتف فيها مثل الحية.. والفستان الوسيع ذو الذيل الطويل المذهب واللي عليه وردات بلون الكريم الوردي.. تكسب الفستان رونق مختلف وجديد.. والمكياج كان متدرج بالوردي والذهبي وخطة الاسود على عيونها.. والاكسسوار الخفيف اللي كان هدية من مسـاعد على الزواج .. عبارة عن قرطي ماااس مربعيين ضخمين كلفوه ثروة.. ولكن ما يغلى على اخته العروس..
نورة وهي متوترة: شرايج؟
مريم اللي ابتسمت: والله مادري شقول لج.. جنج من حور العين
نورة بفرور: واحلى بعد.. تهقين فصوول بيغمى عليه؟
مريم: بيغمى عليه بس.. انا اشك ان ليله العرس الاولى بتكون في المستشفى... (تكلم المزينة) خففي من هالحلاوة لو سمحتي مافينا شدة على ريلها
المزينة: المفروض اننا ما نخفف عليه هذي حرمته ولازم يفتخر فيها
نورة: انا جذي ولا جذاك حلوة ويفتخر فيني
مريم: لا لا فيصل ما يستاهل الجلطة اللهم يا كافي الشرر..
ضحكت المزينة عليهم.. واتصلوا بمسـاعد عشان اييهم.. صاحبنا جهز ولبس بهدوء وصمت مصاحب بطنين في الاذن.. وينتظر هالفترة باحر من الجمر.. اكيد فاتن بتيي.. ما يصير ما بتيي عرس نورة .. ان ما يات عشانها فمريم ما بتخليها.. بتيي الليلة اكيد.. ومن اشوفها ما بسمح لها انها تغيب عني ابدا.. لازم تفهم.. اني احبها ومستحيل افرط فيها...
ما شال اللحية واكتفى بالثوب الاسود من تحته الياقة البيضا.. والشماغ الابيض كان مثل التاج على راسه. لبس الساعة اللي شرتها فاتن له.. وطلع من الغرفة وهو يحس ان شي مفقود بحياته.. شنو كان مايقدر يتوصل له بالضبط.. بكل خطوة يخطوها يرجع لوراه.. يتاكد انه ما نسى شي.. لكن لا.. كل شي موجود معاه.. الهدية اللي بيعطيها لنورة وزوجها.. مفاتيح السيارة.. لكن لحظة
اللي فاقده اهو شي معنوي .. مو مادي.. لان الصرخة اللي بداخله كانت تبين فراغ.. او شي ضايع.. او على وشك انه يضيع.. تعوذ من بليس ومسك قلبه وهو ينزل من الدرج وطلع من الباب.. وتوه بيرد يدخل عشان يسكر الباب.. الا خالد في ويهه..
خالد بابتسامة: مبــروك..
تحايوو ومساعد قال: الله يبارج فيك.. عقبالك ان شاء الله
خالد: انت الاحق بهالشي..
مسـاعد وهو يتنهد بخوف: الله يسمع منك.. السابقون وانتو اللاحقون.. (تلفت يمين ويسـار يدور على فاتن ) ما ياو الاهل؟؟؟
خالد: خالتي تتجهز وجراح بياخذها الى الصالة مباشرة.. وهذا(يطلع الظرف من مخبات الدشداشة) لك.. موصية عليه فاتن..
تسلم مساعد الظرف وهو يكبت ارتجاف في نفسه.. ويوم مسك الظرف ارتعش من غير اي احساس.. خالد ابتسم في وويهه وحط يده على جتفه
خالد: مهما كان اللي يحويه الظرف.. تاأكد.. اهو من حسن تدبير وتفكير..
وراح عنه وتركه في داومة من الأفكار.. واول ما سواه مساعد انه فتح الظرف.. ولقى فيه اوراق مثل الرسالة.. ويوم فجها لقاها ثلاث صفحات.. بلع ريجه بصعوبه وراح داخل السيارة وسكر الباب وفتح الليت وقعد يقرى..
بسم الله الرحمن الرحيم
مسـاعد
يمكن تندهش او تحتار او حتى تغضب لهالرسالة لكن انا ما كتبتها الا بعد ما هدأت براكين الغضب اللي فيني.. اللي يمكن لو تصرفت من خلالها راح اندم طول حياتي.. بعد اكتشافي كونك حبيب خالتي القبلي.. تراجعت في نفسي وايد وحاولت اني استسيغ هالموضوع.. واعرف ان كل انسان بهالدنيا له مصيره وان جان مصيري جذي.. فانا راح اتقبل هالشي.. وحتى لو كنت بدل الفاقد لعمتي عالية.. فهذا هو قدري.. لكن يوم اكتشفت.. اني كنت نسخة مصورة من عمتي عالية اللي انت فيوم فقدت ملامحها.. ماقدرت اسيطر على نفسي.. لا تحاول انك تبعد هالفكرة عن بالي لانها ان ما كانت دائمة الا انها كانت الخطوة الاولى.. واعرف اي شعور تخلفه عليك مثل هالاشياء..
الحب اللي انت تكلمت عنه لي بهذيج الليلة بين لي صعوبة نسيانه او اخفائه بوجود الدليل الصارخ المادي على وجوده.. لكن صدقني.. انا موو عالية ولا تظن انك بتلقاها فيني فيوم من الايام.. انا انسانة ثانية ولكن للاسف بشكل الاولى.. لكن هذا قضاء ربك وما عليه اي عتب..))
جعمز الورقة في يده وهو يحط الثانية عند ثمه بقهر.. او نار تشتعل وتتأجج فيه.. قدرت حتى انها تربط شبهها الكبير بعالية لهالشي.. شلون اهي تفكر هذا اللي ما قدر يفهمه.. بس اهي مبدئيا صح.. وبيد وشفاه مرتعشة كمل قراءة الرسالة..
(.. بس.. انا مااستحمل فكرة وجودي بهالمكان وانا حاملة شخصية ما تناسبني.. لذا ما بتم في هالمكان اكثر.. وبتراجع عن زواجي وياك.. لفترة من الزمن. انتظر فيها نفسي اللي بدور عليها بعيد عنك وعن المشاعر اللي تخلفها فيني.. وانا ارفقت الدبلة ويا هالرسالة..
مسـاعد.. قد ما ظنيت اني بعيش حياة هانئة معاك.. قد ما انا ماا بيك.. بهاللحظة.. ولا تاخذ عليها لان الغيض بعده يتآكلني.. بس عرفت شي واحد اليوم ماظني اتنازل عنه.. الا وهو حبي العظيم لك.. اللي من شدته غرت من انسانة ميـتة.. وتمنيت لو انها ما انوجدت استغفر الله العظيم.. لكن بعد انا لي شخصيتي الساحرة وانت لازم تفهم هالشي..
اطلب منك الابتعاد عني لفترة من الزمن تخليك تحس ان انا شخص ثاني ومختلف.. ولا تقول احبج وانتي الحاضر والمستقبل.. ابي اكون شي كامل بالنسبة لك.. مو مثلث بضلعين.. ماقدر اقبل بهالشي..
انا رايحة الحين.. وما بخبرك متى برجع.. لان يمكن ما ارجع.. حاول انك تستمح من مريم وتقول لها شي يسليها في غيابي ويعطيها العذر.. تحمل بروحك.. وسلم على نورة وبارك لها بالنيابة عني..
فاتــــــــن.. ))
الصفحة الثالثة كانت قديمة وصفرا ولونها باهت.. وفيها شي من الكتابة اللي كان يضم اسم مساعد.. كانت فاتن قضت ليله كاملة وهي تقرى فيه وتذرف من الدمع الساخن والحسرة.. والغيـرة القاتلة.. ويوم لقت هالصفحة وكان مكتوب فيها شي باسم مسـاعد.. وكانها رسالة مسـاعد مرفقة في المجلد.. ويا كثر معاناة فاتن يوم قرتها..
كان مساعد كاتب فيها..
((دنيـا لا يقبل بها الا المعتووه..
ولكن عته بك يا سيـدة الحيـاة ما انقاه..
كم لمعـتوه انتهى بمصيـر احلى..
من رجل فكر بالدنيـا طوال..
غاليـتي عاليـة.. قفي لي يا اميـرة
نبراس دربي وشقـي بابتسـامتك..
الصخـر ليسـطع النـور..
احببـتك يا من للمحبـة سبيـل
فلا تقطـعي وصلـا وان كان بالمـوت..
لا تظـني ان لعاشـقٍ يومـا سبيل..
غير محبـة عاشـقة أزلية.. في درب منحـوت..
احبـج عالية
المتغـرب بعيونج.. مســـاعد..))
انة متصاعدة ظهرت من حلج مسـاعد وهو مو مصدق هالشي.. تخيل شعور فاتن وهي تقرى هالورقة.. اصلا اهي من وين لها هالورقة عشـان ترفقها بالرسالة.. اكيد عانت.. اكيد..
طلع من السيارة وهو مسـرع صوب خالد..لكن للاسف اختفى خالد.. اكيد توجه الى ديوانية الرياييل.. وظل واقف مكانه وهو محتـار ما يدري شسوي.. ويا على باله اللي قاله خالد ان جراح بعده في البيت ينطر ام جراح تزهب.. وتحرك بالسيـارة بسرعة وراح لهم..
كلها دقيقتين.. واهو على باب بيتهم.. طلع وهو يضرب على البـاب بقوة.. يعطونه موعد سفر فاتن ومتى راحت..
طلع له جراح ومن شكل مسـاعد بين له انه عرف عن سفر فاتن.. بس توصيتها كانت انها سافرت من العصر عشان ما يكون له فرصة يروح لها المطار..
مسـاعد بويه لاول مرة يتعرف عليه جراح: جراح وينها فاتن؟؟ ومتى سافرت
جراح وهو يوقف يمه: مسـاعد والله مادري شقول لك..
مسـاعد يمسك يدين جراح: جراح تكفى قول لي الصج ان جان في مجال اوقفها عن السـفر
جراح المتحير.: والله مسـاعد اهي ما خططت لهالشي الا وهي في بالها شي ثاني..
مسـاعد هذي زوجتي يا جراح ومو من حقها انها تتخذ مثل هالقرارات من دون ما تستشيرني..
جراح وهو يهز راسه: عيل الحقها.. قبل نص سااعة متحركة سيارة المطار وان شاء الله تلحق عليها.. رحلتها بعد (يناظر الساعة) نص ساعة.. الحقها..
ما تكلم مساعد على طول ركب الرنج وشخطه بسرعة وهو يشيل الشماغ ويرميه وراه.. ويسوق السيارة بيد والثانية متخلله شعره .. وين راحت هذي؟؟ وين بها؟؟ وين تبي بها بس..
---------------------------
بالعـرس كانت مريـم متوترة اقصـى توتـر.. وقلبـها يترجرج بين ضلوعها .. تحس ان الخطـر اللي كانت في يوم تحاول انها تتحاشاه من يا وخطبها جراح من اهلها.. حتى ان هالخوف منعها من الفرحة.. وحاولت انها حتى لهذي اللحظة انها تخفف اللي فيـها.. لكن كل ماله يزيد مثل النار.. حتى انها مو قادرة توقف ويا احد.. ويوم ياتها امها لعندها..
ام مسـاعد: يمة مريم دقي على اخوووج مسـاعد مادري شفيه ما يرد علي.. يمكن يرد عليج
مريم اللي زادت دقات قلبها يوم درت ان اخوها طالع.. مسكت قلبها بقوة..: ان شاء الله يمة بدق عليه
وهي تدق على التلفون سألتها: وينها فاتن مايات بعدها..لاهي ولا امها
وكل ما تتكلم ام مساعد قلب مريم يدق اكثر: يمة مادري بجوف مساعد الحين وبعطيج خبر..
ورد عليها مسـاعد بصوت متلهف
مساعد: الو مريم..
مريم وهي تعصر عيونها: هلا مسـاعد.. وينك في امي تسأل عنك..
مسـاعد: مريم لا تقولي لامي بس انا رايح المطار الحين
حاولت مريم انها ما تبين صدمتها: ليش؟؟
مسـاعد: فاتن سافرت مريم.. سافرت وراحت عني سافرت ولا قالت لي شي
مريم وهي مو مصدقة الشي ولكن ما حاولت انها تبين: انزين متأكد انت؟؟
ام مساعد شفيه اخوج؟
مريم : شوي يمة ..
مسـاعد: مريم انتي لاتخبرين امي انا بروح لها وبشوف ان شاء الله بس الاقيها
مريم: ان شاء الله؟..
سكر مساعد عن مريم اللي ما حست الا بالدوار واللوعة بهذيج اللحظة.. وطلعت برع الصالة تتنفس الهوا لانها مو قادرة تضبط نفسها.. الخوف وصل فيها لنقطة انها بدت تحس بالخطر حواليها.. على مسـاعد وفاتن.. يارب سترك وعفوك..
توها بتطلع منالصالة الا وام جراح بويهها..
مريم بلهفة: خالتي صج فاتن سافرت..
ام جراح بدهشة: شدراج انتي؟
مريم : مساعد توه مخبرني.. خالتي صج سافرت؟؟ وليش الحين؟؟
ام جراح: يا مريم السالفة طويلة وعريضة وماظني تفهميها..
مريم وهي تصدم ام جراح: عرفت عن عالية ومساعد؟
ام جراح بدهشة وصدمة: وانتي تدرين؟
مريم وهي متظايقة: مساعد ليش استعيل وخبرها.. الحين شبصير فيه؟؟
ام جراح : ليش شفيه اهو؟
مريم وهي تحس بالعيز: راح وراها المطار يمكن يتلقفها باخر اللحظة..
ام جراح: الله يستر بس يا بنيتي.. لو جراح تام في المكان جان خليته يروح وراه.. لحظة بس اشوفه..
نزلت ام جراح من العتبات وشافت ان جراح يحاول يطلع من زحمة السيارات في المكان.. وقدرت انها تصوت عليه وتطلعه من السيارة..
ام مسـاعد: يمة جراح روح الحق المطار وعلى مساعد راح ورى فاتن
جراح وهو يحط يده على راسه: ياهوووووووو وين تتحذف علينا المصايب بهالليلة.. بس بس انتي دشي داخل وانا بروح وراه..
ام جراح: حاسب لروحك يمة
جراح: محاسب محاسب يا يمة بس انتي دشي داخل..
راح جراح عن امه وقدر يطلع بسهولة هالمرة لانه مصمم على هالشي.. وراحت ام جراح لعند مريم اللي كانت تراقب الوضع من تحت الستار..
مريم : ها خالتي بشري
ام جراح وهي حاطة يدها على صدرها: اهو الحين راح له.. الله يستر يا بنيتي من اللي بصير..
مريم وهي تناظر سيارة جراح اللي رايحة: خير يا خالتي. باذن الله خير..
---
سيـارة قبل سيـارة مسـاعد لحقت فاتن في الوقت المناسب.. سيارة مشعل ما غيره.. يوم لقاها في الشارع في سيارة المطار على طول لحق وراها.. وتم وراها في المطار بكل خطوة تسوها من غير ما يبين روحه.. ويوم خلت ووقفت بروحها راح لعندها ..
بصوت كله اهتمام: فاتن وين رايحة؟
التفتت له وكانه ابليس.. اخر من توقعت انها تشوفه في المطار:.. انا... انت شتسوي هني؟؟
مشـعل وهو يداري حيااا علا عليه: شفتج ولحقت وراج.. وين رايحة فاتن عشى ما شر
فاتن بدمعة لامعة بعيونها:.. الظاهر يا مشـعل.. انك دعيـت علي.. والله استجاب لدعاك.. وانكتبت علي التعاسة بالخط العريض والحبر اللي ما ينمسح
مشـعل وهو يناظر المكان اللي هم فيـه.. ووجه فاتن عشان تقعد... ويوم قعدت تم يناظر في ويهها.. ما كانت فاتن اللي يعرفها.. كانت فاتن بجرح عظيم.. وكان الحياة منسلبة منها. وفوق كل هذا مشـاعره المتضاربة حولها.. ما كانت سبب معاناته اللي يصبح ويمسي بالتوعد عليها.. ولكن بعد ما كان العاشق الولهان.. كان مجرد انسان بصدفة مع انسان ثاني..
قعدت فاتن على الكرسي وهي حاطة راسه بين يدينها بتعب..
مشـعل: متى رحلتج؟
فاتن: بعد ربع سـاعة.. شتسـوي انت هنـي.. رد من محل ما ييت مشـعل
مشـعل وهو ينـاظرها باستغراب.. لكن الغرابة كانت من نفسـه حاول انه يوقظ قلبه العاشـق لكن هيـهات.وكانه هناك حاجـز مستقـر على قلبـه
مشـعل: يمـكن كلامي هذا ما ينفعج.. او ما يسـرج.. بس يا فاتن الحيـاة علمتنـي.. ان الشـيء اللي يجلب التـعاسة.. معـناته هو الشـي الصحيـح.. وانا ياما ياتني تعاسة ولكن ياتني من مكان غلط.. او يمكن من مكان صح بس انا ابيت انها تكون صح.. صدقيني.. فاتن... (مستغرب من التحول النفسي في قلبه) انا ما انصحج بالهروب لو كان هذا خيارج..
فاتن وهي تناظر جدامها: الوقت صار متأخر ان جان افكر فيه كهروب ولا لجوء.. هذا اللي انا ابيه.. واهم شي رضاي عنه..
بهذيج اللحظة دخل مسـاعد المطـار وهو يتلفت يمين ويسار.. وسرع من خطـواته الى داخل كراسي الانتـظار.. يمكن هنـاك قـاعدة او موجـودة.. او حتى انها تنتظره.. لكن كل هذا كان عبارة عن خيوط احلام وهميـة.. والتـفت الى عند الاستعلامات عشان يسأل عن رحلة فاتن ..
في نفس اللحظة نداء الرحلة كان يصرخ .. وكان الاخيـر.. وفاتن اللي تحركت من اول نداء من عند مشـعل ما حست ولا لدقيقة بوجود لمسـاعد لكن مشعل بلى.. شاف مسـاعد يتلتف في المكان وحس ان هذي هي فرصـته الكبيـرة انه يهدم اللي بينهم للأبد.. وتوه بينشـد فاتن ويأشر لمسـاعد في نفـس الوقت.. حتى صار هالشي..
التفتت له فاتن وبصوت ناعم: مشـعل؟
مشـعل وهو منتفض شوي: ها.. هلا ... هلا فاتن..
فاتن وهي تبتسم:.. انا اسفة مشـعل..
استغرب واحتار كانه ما يفهم لغتها: شنو؟؟؟
فاتن وهي تنزل عيـونها: يمكن اللي سويته بحقك انت ما تستاهله.. لكن صدقني.. أي شي صار بالزمن القديم.. انا مو مسئولة عنه.. بيننا قضاء وقدر.. لكن بعد انا مادري لان ماكو بهالدنيا احد يجرم نفسه.. واذا لك حق عندي.. صدقني بكون اكثر انسانة مستعدة انها توفي هالحق...
سكت مشـعل وهو يراقب فاتن وهي تتكلـم.. مستغرب منها.. شلون تطلب منه السمـاح على شي اهي مالها ذنب فيـه.. شهالوضوح في الافكار.. اللي لاول مرة يصير في بال مشـعل.. وكيف ان فاتن تنقت من كل الاكاذيب اللي حايطها بهم..
مشـعل وهو يتراجع خطوة: فاتن.. ما بيني وبينج اي حق.. مثل ما قلتي.. هذا قضاء الله وقدره.. قضائه اني احبج واتحبيني.. لكن يفرق بيناتنا حب... يديد في حياتج.. او حياة يديدة في تقويم دنياج... عيشى يا فاتن وتهني.. لان بهناج اتهنى انا...
سكت مشـعل وهو مصعوق من نفسه.. شلون انه قبل لحظة فكر انه يهدم حياتها مرة وللابد لكن الحيـن.. شلون انه يعتبر نفسه حبل النجاة لفاتن اللي الاستغراب كان على محياها لكن ما نعها من رمية بابتسامة صدقة ككل مرة.. وتراجع بخطوات وهو يحاول يثبت ويهها في ويهه. ويحفظ هاليوم في تاريخه ويقول.. قابلت ملاك اليوم.. ما كنت اعرف انه يسكن يم بيتي.. ومثل الهارب ركض بانحاء المكان وغادر المطار بلمح البصر عشان محد يلحظه ولا تتشوه سمعة فاتن على حين غرة..
اما فاتن.. فحملت باقي اغراضها ودهشتها وراحتها ان القرض بينها وبين مشـعل لسبب او ثاني توفى في هذي اللحظة.. وتبعت خط المغادرين.. ودخلت الى الممر اللي بياخذها الى الطيـارة.. اما مسـاعد اللي احتر راسه من التفـكير ما قدر الا انه يوقف جدام الدريـشة اللي جدام الطائرات ويلاحظها في ظلمة ذيج الليلة المزهرة تغادر المكان معلنة الهروب.. مثلها مثل فاتن.. اللي ما سمحت له حتى انه يودعها الوداع الصحيح.. حس بالحرقة تسري في حلقه.. وبعد لحظات بسيطة تبعه جراح وشافه واقف وهو منهك من المشي السريع واللحاق به من مكان لمكـان..
جراح: واخيـرا لقيتـك.. ها .. وصلت لها.. ؟
مسـاعد هو يراقب الانارة بالمكان بلمعة عيـن: لا... راحـت فاتن..
استـدار مسـاعد وهو يمـشي بهـدوء وتمـلك.. لكن اللي محد لاحـظه اهو الانكـسار على قسمـاته البارزة... كبـرياء وعـزة نفـس بقلب مجروح من داخل.. وجراح يتبعه من غير اي كلام ويطلب الهداية الى اخته اللي بهالحركة تركت مسـاعد بمظهر وان ما بين الا انه بليـغ..
ركب مسـاعد السيارة.. وبدت تظهر عليه علامات الغضـب.. واستدار بالسيارة بقووة كبيرة كانت على وشك تقلب السيارة.. وطول الدرب وهو يمشي بسـرعة قاتلة وكبيـرة.. بتهور لو سمح القول.. ولكن وهو عند ذيج المنطقة لاحظ الطيـارة اللي حسسته انها تحمل فاتن عليها.. وبدل لا يطالع جدامه بالشارع تم يطالع السما والطيارة تطيـر... وهو يحس للسيارة تطيـر وياها بعد.. وبالفعل.. كانت السـيارة تطيـر.. اصطدام قوي بحافلة شحن في المنطقة الجويـة... جراح اللي كان شاهد على هالحادث حس بالموت وهو يراقب سيارة مسـاعد تطيـر من جدام عيـونه..
اثناء هذيج اللحظة دقات عنيـفة صادرت قلب فاتن وملكتها اقسـى ظيقة صدر وبال.. وفي مريم تسارعت انفاسها بصورة عظيـمة وكأن اللي في الحادث اهي.. مسكت نفسها في جانب وهي تمسك جتفينها وتسمي بالرحمن.. وتدعي بالنجاة لكل احبابها الغايبين..
جراح اللي طلع من السيـارة بصورة مقاربة للميانين: مسـأعد ... مســــــــاعد...
ركض بجنون صوب السيارة اللي استقرت بنص الشارع وعلى طرفها اليمين.. حاول انه يشوف احد موجود داخلها لكن الزجاج المكسر ما عاونه على الرؤيا... النجدة السريعة من المطار اسرعت صوبهم وانتشرت الاضواء في المكان بصـورة رهيبة.. والناس اللي على الشـارع تجمعووو وهم يمسكون على قلبهم ومتاكدين.. ان اللي في السيارة .. اكيد مات..
بين الفووضى اللي كانت تجول في البقعة من الأرض.. صدرت انه من ثم مسـاعد اللي كان شبـه المشلول... انه بإسم انسـانة قدرت انها تصيـر الامنية الاخيـرة لرجل على وشـك الموت...
((فــاتن))
دقت اوداج فاتن بعدم الارتياح.. ومن زود هالتوتر اللي فيها بدت تستغفر ربها وتتعوذ من بليس لمن انتبهت لها مضيفة الطيران..
المضيفة: Every thing allright?
فاتن تبتسم بظيج: yes,, i don't know actually
المضيفة بابتسامة وهي تناولها الماي: drink this and you'll get better
فاتن وهي تاخذ الماي من عندها: thank you
وراحت فاتن للغربة وهي مو عارفة ان سبب نغزة قلبها يمكن مسـاعد وهو يواجه الموت..
جراح اللي تبدى معاناة يديدة في حياته..
مسـاعد اللي يمكن – لسبب او اخر – تمنى هالمصيـر لان قدرته على التحمل بسيطة وما راح يتحملها..
مشـعل ويا وضوح الافكار اللي هاجمه.. هل راح يعود بالخير على اللي حواليه؟؟
منـاير.. القلب الصغيـر اللي للاسف في بالها انه دق للشخص الغلط..
خالد.. وانتظار الحب وسمـاء ووحشة الغربة...
مريم.. الاخت اللي على وشك انها تفقد المجمع العائلي اللي انطرح على ارضية الاسفلت..
نظـــــــــــرة الحب.. اللي كان من الممكن انها تنهي هالصراعات كلها.. تسكرت جفونها.. ومن يدري.. متى راح تفتحها.. ولا .. هل راح تفتحها؟؟؟
مرحلة انتهت من حياة ابطال القصة.. بانتظار المرحلة الجديدة والاخيرة .. من نـظرة حب..
تابعو.. وانتظروا.. ماقد يحصل في.. نــظرة حب..
سيدة الحرمان

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 15-08-06, 06:15 PM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4772
المشاركات: 57
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الليالي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

تسلمين اختي على القصة صراحة قريتها وهي روعة واذا ودك اساعدك بتكملتها ماعندي مانع

 
 

 

عرض البوم صور همس الليالي  
قديم 15-08-06, 06:53 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

همس الليالي ...

مشكورة حبيبتي ماتقصرين...
راح الكثير ومابقى الا القليل...

وان شاء الله بكرة بالكثير راح تكون كاملة....

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 16-08-06, 02:57 PM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء الثاني والثلاثين-----------------------------
الفصـل الاول..

=============


بعد مرور 8 أشهــر

وصلت مريم المسـتشفى وهي حاملة الاغراض اللي ناقصة مسـاعد.. كانت مغطية عيونها بالشيلة من شدة وحرارة الشمس اللي مجابلتها.. وقبل لا تدخل المستشفى مدت بعيونها الى الافق البعيد.. تمر الفصول والمواسم واحنا بعدنا بهالظروف.. الله يعين الجميـع..


ابتسمت الى موظفة الاستـقبال اللي كونت معاها – لطول الفـترة اللي قظوها في هالمستـشفى – علاقة مودة ومحبة تطوف بالابتسامة والسلام اللي نابع من القلب.. او يمكن نابع من الشعور بالفراغ او الخوف.. وتمت تمشي وهي تحاول انها تداري اللي فيـها مثل ما سوت قبل فترة طويـلة.. ثمانية شهور طافت.. وهالثمانية شهور ما حست فيها الا وكانها ثمانية ايام.. وكان يوم الحادث ينعاد بعيونها كل مرة.. وشلون ان الفرح انقلب الى عزا.. والكل ظن ان نورة منحوسة اللي بيوم عرسها اخوها يمـوت..


ركبت المصـعد وهي مثل كل مرة تدخل المستشـفى تطري على بـالها فاتن اللي اختـفت عن الكـل.. وما احد يعـرف عنها شي واللي غيـرت حتى سكـنها.. ضاعت فـاتن للاسف بغربة متواصـلة.. محد يعلم بهـا الى رب العالميـن.. اللي عرفوه عنها انها بخيـر.. وبصحة وسلامة.. ودراستها ماشيـة.. لكن كل هذا كان عبارة عن تلفيقات مريم ادرى بها.. لان فاتن وصلت الى مدرك .. انها حبت مسـاعد ولكن جرحها اللي تغنت به.. ما راح يتركها على هداااي الا اذا مسـاعد ياها.. ومسـاعد اللي شكله بيطـول عليها.. نظرا للحالة اللي وصـل لها..


طلعت من المصعد وهي تزفر بمرارة وحاجبينها معقدوين للثقل اللي شايلته.. واحد في صدرها والثاني في يدهـا.. ما تدري اي واحد اللي مثقل عليها اكثر من الثاني؟؟ مثل كل يوم.. لازم تستجلب الأنة في قلبـها.. لانها على وشـك انها تدخل على أخـوها.. اللي ما عنده اي أحسـاس او اتصـال بهالعـالم.. مسـكر عيـونه اللي لا اراديا تجمع السـواد حولها.. والتعب والارهـاق انحل جسـمه.. والهـالة العظيـمة اللي تجـول عليه ويفرضها حضوره.. غابت على شراشف بيـضا واضواء اصطناعيـة..


وصلت الى الجنـاح اللي اهي تقصده يوميـا كدوام رسمـي من بعد الجامـعة.. تغيـرت الأوضاع.. ما عادت مريم الفوضوية او مريـم الصغيـرة اللي يحملها الكل مسئولية امتاع العائلة.. صارت مريم اللي تتحمل مسـئولية كبيـرة في البيت.. مسئولية يمكن مساويه لمسئولية مساعد القبلية.. انها تبقي البيت في نظام.. لان امها من طيحة مسـاعد اهي الثانية طاحت في مرضة خطيـرة كانت على وشك انها تؤدي بحياتها.. وغابت عن البيت كثير .. لكن الحمد لله حالتها استقرت ولكنها ما عادت بنفس الروح اللي كانت عليها قبل.. وكان على مريم انها تحتل هذي الروح.. واهي متناسية نفسها تماما.. الا بدراستها اللي شدت على روحها لمن وصلت الى المبلغ اللي تمنته لنفسها.. مع الرغم انها تناست او دفنت احلام كثيـرة راودتها من وعيها على هالدنيـا.. واهم هالأحلام كان جراح.. لكن الظاهر ان مسـالة تواجد جراح بحياتـها صعبـة.. وهو الثانـي اختفى الا من حيـاة اخوها لؤي .. ويمكن اهي بعد ما عادت تهتـم.. او تتظاهر بعدم الاهتـمام لان اهتمـامها متركز على اخوها اللي تشتاق كل يوم تتركه فيه لشوفته من جديد..


دخلت الغـرفة من بعد ما وقفت ويا الممرضة تسألها السؤال التقليدي.. اي تطـور. .وتبتسم لها اهي وتقول بشوفتج ان شاء الله.. وتبتسم مريم لها ولكن خيبة الامل تتمثل في لمعة الدمع بعيونها.. والخير المرجو دايما يتأخر.. على قوله ابوها.. مركب الخيـر بعده في عرض البحـر.. بيي يوم ويوصل للبر.. لكن وينها الخيـر؟؟ الخيـر ضايعة في غربـة نفسـها.. الله يردها بالسلامة ويهديـها..


لاحظت هدوء الغـرفة وبرودتـها الساكنـة.. وطلت براسـها الى الغرفـة الثانيـة.. كانت امها تسجد بالصـلاة.. ابتسمت لها ووجهت عيونها الى الويه اللي اشتـاقت له... كان نـايم.. ويا حلـو وطول نومه.. بس اليوم شي مختلف بشكل مسـاعد.. طالعت امها وهي تهز راسها.. اكيد سوت فيه شي.. شعره اللي طال اكثر عن قبـل.. ولحيـته اللي نمـت على ويـهه.. نعمت من شكله اكثر.. لكن شعره فيه شي.. يمكن امها قصت من جدام شوي.. ولا مشطته.. امممم .. بتستجوبها بعد ما تخلص صلاة..


حطت الاغراض عند الكبت الي يمه.. وهي تسولف وياه


مريم بصوت واطي وهي تبتسم: مسـاء الخيـر.. شهالحلا.. اليوم مختلف؟؟ شسوت فيك امي؟؟ قول لي ترى ما بتناوش وياها..


ابتسمت ويـاه.. وهي تطلع الزيت اللي دايما تمسح فيه جسمه .. يدينه ورجلينه.. ونزلت الشيلة على جتفها.. وتمت تصب الزيت في يدها وسحبت يد مسـاعد من بعد ما نزلت السيـاج الجانبـي.. واخذت يده وبدت تمسحها وتمسدها بالزيـت.. وهي تمسـدها تمر عليـها الذكريـات الحلوة.. والمـرة في نفس الوقت.. ما تدري ليش تحس ان نجاة اخوها اهي في فاتن.. ونجاتها اهي نفسها.. شكثر وحشتها فاتن.. وشكثر كتبت لها .. وشكثر حاولت انها تتواصل وياها لكن بلااااا اي هدف.. حتى ام جراح نفسـها اللي حالتها الصحية اللي بدت تتدهور من زود الخوف والحزن على فاتن.. ورجعت ذاكرتها الى بعد اسبوع من الحادث..


اولا كل شي انقلب الى فوضى بذيج الليلة يوم اتصـل فيـهم لؤي يخبـرهم ان مسـاعد مسوي حادث.. وهاجت كل النـاس من شـدة الصدمة .. واولهم نـورة اللي تمت تدعي على نفسـها على هالزواج اللي جلب لعايلتها مثل هالشي.. وفيـصل اللي وقف العرس وكنسل شهـر العسـل وظلت نورة على اثر هالشي في البيت لمدة شهر تقريبا من بعدها انتقلت الى بيت زوجها.. وتمت مريم اهي اللي تهتم في كل شي بالشراكة ويا لؤي اللي بعد ظل مشغول بشراكته اليديدة ويا جراح..


أم مسـاعد يوم عرفت بان فاتن سافرت بذيج الليلة وربطت في بالها موقع الحادث بهالشي اقامت الحرب على كل الياسية.. وقالتها في ويه ام جراح ان اول ما يصحى ولدها او ان صاده شي ما يبون اي علاقة معاهم.. وحتى جراح رفضـته ورفضت القرب اللي طلبه منهم.. وخبـت مريم كل هذا في قلبـها الا من ام جراح يوم خبـرتها وحاولت انها تبرر لامها وام جراح ابدا مااا انتظرت اي ردة فعل اقل..


جراح ابتـعد عن حيـاتها .. واهي ما اعتـرضت على هالشـي.. ويات الفوضى الثانية يوم تقررت حالة مسـاعد انها غيبـوبة مسـتمرة.. وفوق كل هذا.. ابتروو رجلينه لانهم اكثر شي تضرر بالحادث القوي.. لان السيارة تخفست على رجلينه من تحت.. وحدة انبترت من الركبة.. والثانية بس القدم.. وهالشي اكيد راح يحطمه لو يوتعي. يمكن في قلب مريم ما تمنت ان اخوها يصحى ويواجه هالواقع.. بس ترجع وتتذكره وتتذكر ايمانه القوي بمثل هالأمور.. ويمكن يتحمل هالشي.. لكن الوقت صعب ان الواحد يقرر.. الشي يختلف اذا كان واقع في شخص اخر.. ولا في الشخص نفسه..


حاولت بعد اربعة اشهر انها تكتب لفاتن رسالة.. وبالفعل كتبتها وارسلتها بالبريد لكن ما ياها اي رد على الرسـالة.. وبدت تكتب مرة ثانية .. وثالثة.. ورابعه.. لمن عصبت بسبب قلة الردود.. واستعجبت وكرهت فاتن لوهلة لانها صعبة المزاج.. بعدين عرفت من منـاير ان فاتن ما عادت تسكن في الشقة نفسـها.. لان جراح سافر لها وما لقاها.. ورد وهو خايب..


تغيـرت الاشيـاء فجـاة.. والدنيا اللي كانت في يوم مكتملة بدت غريبة ومخلبطة في عيـون مريم.. تفتقد فاتن ورأيها الحكيم والصائب وتفتقد اخوها وحنيته وقلبه الكبيـر.. وحيدة بهالدنيا. اهي صج عندها ام وابو واخت واخو لكن.. حياتها كانت تدور في فلكين.. فاتن الصديقة العطوفة واللي تشترك وياها بقلب واحد.. ومسـاعد في فكره الصحيح والسديد. أللي اهي في طول فترة غيابه حاولت انها تمشي عليـه..


وهي تمسـح يد مسـاعد تقربت منها امها ورفعت لها راسها بابتسامة


مريم: تقبل الله يمـة
ام مساعد بويهه العابس اللي حتى ما بادلت مريم الابتسامة: منا ومنكم.. اوووووف وانتي كل يوم ويا هالزيت اللي تمسدينه فيه؟؟
مريم بسذاجة: ليش شفيـه؟
ام مسـاعد بقرف: ريحته تلوع الجبد... قطيه ولا تمسحينه به..
مريم وهي تحقر امها اللي صارت معاملتها هذي متعودة ليش انها تحملها اهي بعد المسئولية بس لانها ارفيجة فاتن.. : يمة الزيت مافيه شي ويديد وما بقطه.. بالعكس (تبتسم وهي تناظر ويه مسـاعد المرتاح) جسمه صار لين بسبب هالشي.. مو قبل كان جاف وحالته حالة..
ام مسـاعد وهي تحوس بثمها وتسحب القرآن عشان تقراه على راس ولدها: والله ماعندج سالفة خانقتنه به بس..


ما ردت عليها مريم وتمت من طرف عيونها اللي ترفعها كل شوي لاخوها تبتسم في ويهه.. وهي تمسح اصابعه ويـده.. وعلى جذي... يكـون هاليوم يوم اخر من روتين الايام اللي طافت من الحادث للحيـن..


------------------------------------


ما بقى على الدوام الا نـص ساعة وقضاها جراح وهو يراجع بعض الارصدة وينظم المواعيد في الدفتر.. شكثر توصيـلات عليهم وشكثر مسئولية ولكن بعد حلى الشغل اكثر يوم صارت الايادي اللي تشتغل من الأهل ومحتـرفة. خصوصا خالد ولؤي اللي بصراحة بدو يبدعون في هالمجال والتصاميم الخشبية من احترافهم .. اهو كان المسئول اكثر شي عن القياسات والمالية بالشركة الصغيـرة اللي أسسوها ولكنها دارت عليهم بربح خصوصا ويا شراكتهم مع غزلان وغصـون الكنـدي..


تم يناظر السـاعة وهو يحك عيـونه.. ما قدر ينام الليلة اللي فاتت .. مثل كل ليلة من ثمانية شهوور.. من حادث مساعد وهو يعاني من ارق بالنوم وزيادة في التفكير وفوق كل هذا تعب وارهاق بلا سبب.. يخاف انه يمرض بسبب هالشي ولكن اهوو معذور وما يقدر يغير هالشي اللي فيـه لانه اقوى منه.. المسئولية اللي طاحت على عاتقه والذنب اللي يغرقه لحتى راسه ما يعطيه فرصة انه يتحمل اكثر.. ولكن بمسـاعدة الجميع وعادة الافضاء اللي تعلمها لخالد خلته يحس ان الحمل اقل..


ولكن اهو يعرف ان ماكو شي محطمه اكثر من فكرة ان مريم مستحيل تكون له دام ان امها على قيد الحيـاة.. فهي حلفت على بنتها وحلفت عليه وعلى كل من انه يمنع هالزواج باي صورة ممكنة.. وكانه او اخته لهم الذنب باللي صار لمسـاعد.. بس بعد مسـاعد ما يستاهل اللي صابه.. كثرت الاسرار اللي على قلب جراح واللي يخفيها واللي ما يدري لمتى بيخفيها.. فاتن مثلا معتادة بيوم واحد من الاسبوع تتصل فيه ومن بعدها تتصل في امها وتخلي المكالمة قصيـرة ومريحة قدر الامكان.. اي انها تجذب عليهم قد ما تقدر وتوهمهم انها بصحة وسلامة واهو عارف انها لا بصحة ولا بسلامة وان حالتها الصحية او النفسية اكيد متدهورة.. ولا صار بينهم اي فرصة انه يخبرها بزوجها اللي طايح على السرير.. او يمكن اهي ما سمحت لهالفرصة انها تصيـر.. لان كل مرة كان يحاول فيها انه يخبـرها تسـكر السمـاعة في ويهه..


حيـرة عظيـمة.. اسأله موجودة في ناس مالها جواب.. ولكن في نفس الوقت.. تلقى الجواب حاضر قبل السؤال.. ما عدا مسـاعد اللي الله العالم شراح يصيـر فيه بهالفتـرة.. ثمانية شهور وهو في غيبوبة برجلين مقطوعتين.. الله يعينه لا صحى لانه بينصدم اكبر صدمة بحيـاته.. كل اللي يقدر يتمناه له اهو سعة الصدر وراحة البـال لان مثل هالامور لو اهو مثلا صارت له.. ما راح يتحملها ولا دقيقة.. وبيآثر الموت على هالحيـاة..

قام من عند المكـتب وهو يمتطط.. فرك ويهه مرتين ومن بعدها وقف عند الدريشة في الورشة اللي تحولت الى مكاتب والورشة انفتحت في مكان جريب منهم ولكن اكبر.. كان مستودع خذوه وركبو المعدات اللي يحتاجونها واللي زودوها في المكان.. بس جراح ما دخل فيه من فتـرة لانه يحس بالخنقة من الخشب وبقاياه.. الله يعين خالد اللي يشرف على التصـاميم ذراع بذراع مع غزلان..

وبذكرها بس طلت من الباب وهي حاملة رزمة الاوراق.. ابتسامة تعلو ويهها ويا فستانها الجينز الطويل وشعرها المرفوع بدلال..

غزلان: مشـغول؟
جراح وهو يبتسم لها: بالسرحان بس.. ها شفيج؟
غزلان وهي تحط الاوراق على الطاولة: لا بس هذي توصيات يديدة ولازم تضبط مواعيدها لانه لازم نرد عليهم خبـر بعد جم يوم.. مستعيلين الناس.. ومطالبهم وايد..
جراح وهو يتجتف وعيونه على الاوراق: ان شاء الله باجر اليوم انا خلاص مخلصة بطاريتي..
غزلان وهي تبتسم له بحيـا وتتوجه للباب:الله يعينك.. انا رايحة مع السلامة
جراح : في امان الله..

طلعت غزلان عنه وهو بعده حاطها في باله ويفكر بها.. غزلـــان.. بنت ثانية عن اللي كانت عليه .. سبحان الله مغير الاحوال من حالٍِ الى حال.. يعني سرعة بديهتها ولا ابداعها ولا تحكمها اللي يتخالط بعاطفتها كان يمكن من العوامل اللي تفقدها هالمؤسسة.. ومع ان لؤي يحبها وميت عليها اكثر من قبل الا انها متحملته ومتحملة دلاعته عليها ولكن بادب واخلاق.. يعني وقت الشغل شغل ومن تحسه زاد عن الحد اهي اللي تتخذ خطوة التراجع اللي تحرق اعصابه.. ولكن بعد كل هالحرقان وكل هالحقران وهو ميت عليها.. والله يعينهم الاثنين

يات موافقتها على الشراكة بعد اسبوع من الحادث.. وغصون اختها تبعتها في الامور الادارية وكجزء من رأس المال.. صح انها واجهت مشاكل مع زوجها وللاسف الشديد ما حلتها معاه وتواجه الطلاق المرير الا انها شخص ثاني في المكان وتناسب العمل وافكارها طموحة وتتمنى الرفعة والافضل للمكان وهذا عائد ممتاز عليهم.. وحتى هشام الكندي بنفسه صار يشاركهم او يمول او يدير العملية الحسابية عندهم بطريقة محترفة غير عن اللي كان يتعامل وياه جراح قبـل..

كل هذا يبين ان الواحد يرتاح لكن وين ويا جراح وهو بكل نبضة قلب يهديها لثلاثة اشخاص.. الأولى مريم.. الثانية لفاتن.. والثالثة لمسـاعد عشان تعينه وترده من القوقعة اللي اهو فيها.. امه ظلت الأم اللي تتمنى الخيـر لاولادها .. وما زالت الصديق الاول والاخير له ولكن اللي شاركها في هالصداقة اهو خالد..

توه يحمل الاغراض اللي توقف عن الشغل عنها هني عشان يكملها في البيت الا كل من جراح ولؤي يدخلون عليه..

خالد وهو فاج عيونه: رايح البيت؟
جراح وهو يحك رقبته بتعب: اي بروح.. تعبان وهلكت عيني هالاوراق.. والاتصالات عورت راسي.. صاير لكم سكرتيرة..
لؤي وهو يبتسم ولكن بجديـة اكثر عن قبـل: من قال.. انت مثل مايقولون.. العقل المدبر و المنسق العام.. شتبي اكثر.. لقبين في واحد..
خالد وهو يبتسم للؤي بمزح: شامبو..
لؤي: هههههههه شتبي اكثر
جراح وهو يضحك بخفة: والله مابي اكون شامبو.. بس ابي شغل صجي.. يعني احك واضرب واكسر.. الظاهر اني بفتح فرع ثاني.. تهديم وتفجيـر..
خالد: اللاااه.. خوش فكرة..انت صمم وانا البس
جراح : ها نيات ارهابية؟
خالد: وييييييييييييين اصلا ماكو مجال.. نهدم عمارات ولا بيوت.. ولا كلش كلش.. شوارع.. ههههه شرايك؟
جراح: الحين هذي فكرتي وتقول لي شرايك... يالله انا بخليكم الحين وبرد البيت.. تحملو بروحكم وانت لا تتأخر.. (الجملة لخالد)
خالد: يمـكن اتـاخر.. فاضل يبيني وبروح له اشوفه ..
جراح: اوكي تحمل بروحك...

وقبل لا يطـلع طل براسـه للؤي: بتروح لمسـاعد الليلة؟؟
لؤي وهو يخبي عيـونه الحزيـنة بالساعة وهو يناظر الوقت: والله مادري.. الظاهر اني رأسا بروح البيت او يمكن اروح بنهاية الوقت.. بس ماظن..
جراح وهو يفـكر بمريم.. وكانه نسى انها صارت تسوق وعندها سيـارة لؤي..: اها... عيل سلم على الأهل..
لؤي عرف لمن السـلام وهز راسه: الله يسلمك من الشر..


طلع جراح من الورشة وهو يتنفس بعمـق.. حرارة الجو ما كانت معينة ابدا.. والتعب والارهاق يدور مثل الهالة على راسه لكن هذا شي طبيـعي.. ويا كل هالمِشـاغل والمتاعب اللي يواجهها.. الله يرزقه بس الصبر وراحة البـال اللي ما يظن انه بيلقاها الا بعد فتـرة طويلة..


شغل السيارة وهو يحرك المنظرة اللي جدامه.. تم يناظر ويهه وحواجبه اللي تشربكت من زمان بعقدة ما انحلت الى هذي اللحظة.. وهو يمسح على عيونه اسـتأذنت الجفون اللي انطبقت انها ترسم صورتها وويها بعينه.. وظل جراح على هذي الصـورة وهو مغمض عيـونه.. مستمتع بهالويه بس من غير ابتسـام.. لانها كانت بعيـدة وان كانت اقرب من الجفن لعيـونه.. فتح عيـونه وهو يحس بحرقان فيـها.. لبس النـظارة وهو يطلع السيـارة من الباركات..


رد البيـت وهو تعبـان نفسيـا من الأزمات اللي تراكمت فيـه.. ولكن حاول انه يخفي هالملامح من ويـهه.. دخل البيت وهو ينادي على امه..


جراح: يمـة.. يمــة..


ماكو اي رد ولا جواب.. تلفت يمين ويسـار لقى ستار الصالة مفروش.. اكيد احد ويا امه في البيت.. لذا ما حب انه يناديها اكثـر.. وراح مباشرة المطبـخ.. حمل له قطعة فواكه وقعد ياكلها بسبب الجوع الشديد اللي انتابه.. وتم يقضم فيها وهو طالع من المطبخ.. ولكنه تجمد مكانه يوم كان توه بنص الدرب الى الدري.. وكله بسبب الشخص اللي كان في البيت..


كانت مريم نازلة من على العتبات من بعد ما استأذنت للروحة من سمعت حس جراح .. وما تمنت انهم يتلاقون جذي لكن للاسف.. تلاقوا.. ومن بعد فراق الثمانية اشهر.. يتلاقون في عقر بيته..


خانت التصرفات اللائقة جراح اللي ظل واقف وهو يناظر مريم اللي ما حطت لهاللحظة عيونها بعيونه.. تم يراقب كل شي فيـها.. عبايتها وشيلتها المتدلية.. ويهها الحزيـن والكبير بالعمر.. وكان اللي مر ثمان سنوات مو ثمانية اشهر. بس هذا اللي يسويه الفراق في الناس.. يخلق التعب في الويه..


حاولت انها تتجاهله .. ولا تناظر ويهه.. اللي يمكن لو شافته بهاللحظة اللي كانت للتوو تالية لتعبير عن ألم عظيم واختناق عاطفي فيها وشوق كبيـر لكل اهل هالبيت.. ولكن.. كان من المفروض عليها انها تناظره وتحط عيونها بعيـونه..


مريم والابتسامة المخنوقة على ويهها الشاحب.. برود يكتسح مظهرها ولكن الاف التأججات تشتعل في قلبها لجراح..


مريم : .. شخبارك جراح؟؟
جراح وعيـونه خايـنته وهو يناظرها من غيـر اي تصرف مهـذب او مفروض بهاللحظة:.. نحمد الله.. الدنيا تييب لنا احزان الايام الياية ونظل نتحمل.. وانتي.. شخبـارج؟
مريم وهي تبتسم: الحمد لله ابخير.. (و هي تعصر يدها على قلبها) يالله انا بروح الحين..
لكن ما خلاها جراح:.. شخبـار.. شخبـاره مسـاعد؟
ابتسمت مريم بخفة لانها تعرف ان جراح يقدر يحصل اخبار مسـاعد من لؤي ولكن..: الحمد لله.. ماكو اي تطـور بحالته لكن الحمـد لله..
جراح: ان شاء الله تتطور حالته الصحيـة..
مريم: ان شاء الله.. مع السـلامة (وهي حاطة عيونها بعيونه.. عشان يخليها تروح..)
جراح وهو يفكـر انه يعـاند عيونها.. لكن.. حرام يعذبها جذي اكـثر:.. الله يسـلمج..


ام جراح وهي تراقب الاثنين بلوعة.. ما عمرها حسـت انها ما تتحمل ظلم احد كثر ظلم هالاثنيـن.. بدل الواحد.. صارت لازم تعاني لثلاثة.. اول شي لمسـاعد.. والثاني لجراح.. والثالث لخالد اللي يحمـل اكبـر ألم بين هالكل..


مريم وهي تركب السيارة وياها ام جراح:.. على اتفاقنا خالتي!!
ام جراح: اي يمة بس مادري اخاف امج تدري وتزفج ولا تلعب فيج وانا مابي هالشي يصير
مريم تبتسم: خالتي انا وجراح بنتفق على هالشي وما راح يصيـر شي صدقيني.. اذا اتفقنا على شي صدقيني محد راح يأثر..
ام جراح وهي تبتسم بأسف وتناظر مريم:.. جراح وانتي؟
مريم اللي بعدها ما استوعبت الصدمة: اي .. انا وجراح.. (انتبهت على كلمتها.. وارتفع جسمها بشهقة حيـا.. ولكن عيـون ام جراح الضاحكة انقذتها.. ) السـموحة خالتـي.. بس... شوي فكـري مشـغول.


الا ومنـاير وسمــاهر يايـين عند البيت..اللي قدرو خلال هالثمانيـة شـهور انهم يعبـرون عن كبـرهم بوضوح الحسـن والجمـال.. وخصـوصا منـاير اللي اكتسـبت قامة طويــلة مثل اخـوها.. وسمـاهر اللي بدت بنت في عمـر العشـرين على الرغـم انها كانت بس في ال17 .. سنة ثانية ثانوية..
ويـه مناير كانت مجمل بالحزن العميق اللي يأبى الظهور.. وقلب مسكين احب الشخص الخطأ.. كانت على وشك الموت يوم بدت تتعرف على مشـاعر قلبها الجامحة لمشـعل انها الحب.. واللي فهمها هالمشاعر كانت سماهر محد غيـرها. وهي بعد نفسها اللي خلتها توعدها انها ما تتجاوز حدودها معاه.. ولكن هذا الوعد كان ماله اي داعي لان من بعد سفر فاتن اختفى مشـعل الثاني.. وما عادو يعرفون عنه اي شي.. وحاولت مناير انها تخبي الالم العظيم في قلبها عن الكل كسبا لحيـاتها.. وانها تعوض نفسها بالراحة اللي لقتها بانه بعيد وما راح يأذي احد من بيتهم..


مناير يوم شافت مريم ما صدقت عيونها.. اهي صج ماقطعتهم الا فترة بسيطة وردت تزورهم بصورة بسيطة..
مناير وهي تلم مريم: يا حلااااااااااااا هالويه.. مالت عليج توج الحين ياييتنا..
مريم وهي تخبي ويهها بالشييلة: شسوي بعد؟؟ ااخاف احد يجكني عند بيتكم.. فقلت ما ايي الا بالخشة..وانتي شخبارج المحقق كونان؟؟
مناير وهي تناظر امها بغيـض : يمة ليش تتطنزين علي وياها
مريم وهي منفجرة بالضحك: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه كونان مرة وحدة؟ جان قلتي جورجي؟؟؟ واله احلى هالمسلسل..
مناير وهي تتخصر والكبرياء يعلوو وجهها الجميـل:.. والله كيـفي.. انا كونان.. ولو فيني بعد مو بس اصير اهو.. حتى ساندي بل..
مريم: اوب اوب. .ههههههههههههههههههه خالتي الله بالستر البنت بتفظحج..
مناير: لا والله هالشي يفضحج؟؟ من امتى؟؟
ام جراح: ما يفضح ما يفضح بس خلاص فكيـنا..
مناير وهي تمزح: اخر مرة اتيين بيتنا سامعة؟
مريم وهي تمثل بالصدمة:.. شنو؟؟ انا مناير؟؟ ليش .. انا شسويت فيج.. تدري اني موت احبك؟
مناير وهي تتظاهر بالغرور: بس خلاص مابيج ماحبج ولا يهمني جان تحبيني ولا لاء..
مريم وهي تسكر الباب وتشغل السيـارة : والله تدرين عاد.. عندج بدل الطوف الف .. ودقي راسج باللي تبين.. يالله خالتي انا بروح قبل لا تشك فيني امي..
ام جراح بابتسامة: في امان الله يمة وحفظه.. ولا تخبطين بالشارع هالايام خطر هالسواقة..
مريم ويه تصحح: خالتي سياقة.. مب سواقة.. وولا يهمج.. انا الحمد لله مراعية..
مناير وهي تحط راسها عند باب رنج مسـاعد: حطي عينج بعيني..
مريم وهي تغمـز: بس عالهاي واي ماجوف
مناير: ههههههههههههههههههههه هذي هي تربيـتي..


وتحركت مريم عنهم وهي تحتفظ بالابتسامة من بعد الضحكة.. صج انها ضحكت.. لكن عشان تهدي قلبـها اللي كان يدق مثل الطبل من شافت جراح لحتى هاللحظة.. محتفظة بصورته بعيونها.. ما احلااه.. بعدها عيونه سودا.. وبعدها رموشه كثيفه.. وبعده ويهه محتفظ بجمال الطفولة مثل قبـل.. كان يختلف جراح عنها في الشكل اشد الاختلاف.. اهو بشرته فاتحة وشوي بيضة لكن اهي سمـرا بحمرة الخدود.. عيونه سودا ولكن كبيـرة .. وهي مايلة للاخضرار واهدابها خفيفة..


طول عمرها حست بالتناقض بينها وبين جراح.. ويمكن هذا الشي اللي خلاها تتقرب منه اكثـر شي.. تذكر اول ايام مراهقتها.. يوم كانت تمضي اللحظات وهي تدقق في ملامحه وقت ما كانو يلعبون في ساحة بيتهم.. اهو ولؤي.. او اوقات ما كانو يغسلون السيارات .. او يتلعبون ويا بعض.. او حتى لمن تتلاقى وياه في بيـتهم..


الذكريات كانت حلوة وجميلـة وتمر على القلب مثـل الهمس البارد على الاذن.. ولكن بنفس الوقت توقظ وحوش الحزن في النفس والمستحيـل اللي انصف بيناتهم..


وياها الاتصـال اللي كانت مو حاسبـة له حسـاب..


مريم وهي ترفع السماعة بهدوء: قوة نورة؟؟
نورة بصوت متلهف .. متخالط بالفـرح وبعد بالارتباك والتوتر: مريم.. مريم لحقيييي
مريم مسكت قلبها: شفيج نورة؟ عسى ما شر
نورة: خير خير يا مريم خير.. ربج سمع دعااانا وكاهو مسـاعد ....


توقف قلب مريـم من شدة الخوف اللي ياها من انطرى اسم مسـاعد..


مريم: علامه مسـاعد؟
نورة : مادري بس يقولون.. ان اليوم.. تحرك.. حرك يدينه.. وعيونه غيـر..
مريم اللي كانت تبلع ريجها بغيـر سهولة: نورة بسكره عنج الحين وبييج المستشفى انا بالدرب وماقدر اتكلم وياج اخاف اتوتر وانقلب مكاني.. خليها لمن اييكم.
نورة: بس لا تتاخرين.. امي حالتها حاله من الحفوووز وما هي قادرة تشد على عمرها
مريم وهي تكابد الدمع.. : ما عليج نورة دقايق وانا معاج..


سكرت عن نورة وهي فرحانه بالحيـل.. مسـاعد وعى للدنيا.. مساعد تحرك اليوم؟؟ وين كانت اهي عشان انه تحرك..شلي حركك بعد ثمانية شهور يا مسـاعد.. وفاتن وينها .. وينها فاتن اللي بتدري عنك وتفرح لك.. وينها فاتن؟؟ وانا اللي كنت متوقعة انها اهي اللي راح توقظك..


وبصوت مسموع ودمعتها تجري: وينج يا فاتن.. وينج؟؟


-------------------------------------


توها فاتن داخلة الملحق اللي بدت تسكن فيـه من اول ما وصلت اميـركا باحزانها واهاتها ودمعتها اللي ما خفت بلحظة.. وكانت من الاثر انها سحقت كل جمال منها.. لكنها ظلت فاتن.. بويهها الصافي المريح.. . وهالملحق كان تابع لبيت هيـام.. استأجرته ببلاش من عندهم لانهم مارضوا انها تكون ضيفة ولكن وحدة من الأهل والاحباب.. واهي قبلت هالمحبة وهالعائلة من بعد ما فقدت عائلتين.. ولكن كل هذا كان برضاها..


رمت باغراضها وهي تحس بالتعب الكبيـر.. ظلت في الجامعة اكثر من الوقت المطلوب يمكن باربع ساعات ولكن ما تمللت.. كانت مالية وقتها بالكتب والمكتبة الثرية اللي تعرفت عليها بالجامعة تقرى في مختلف الكتب.. الاجتماعية النفسية العلمية والمعلوماتيـة..


راحت عند المطبخ وهي تطلع لها شي تاكله.. من زود ما تنسى انها يوعانه فقدت الوزن اللي كان يعطيـها التورد بويهها.. صارت في حالة اشبه بالذبلان وهي في ربيع العمر.. ما تدري اهي نفسها ان جان اللي تسويه نابع من قلبها ولا شي لا ارادي.. لانها تبي تنهي هالمظهر اللي يحمل في قلبها وطيات عمرها الكثير من الجراح.. واعظم هالجراحات اهي.. مسـاعد..


شلون قضت فاتن حياتها هالقصيـرة في ثمانية شهور؟؟ ما تدري شلون.. مضت اول اسبوع من وجودها بحالة مرضية شديدة ولكن جذبت على روحها يوم قالت عنها بسبب الجوو المتغيـر.. كانت حالتها النفسية والرعشة التوترية اللي رافقتها بطول السـفرة.. واللي ما طلعت منها الا بالمرضة القوية.. ولكن من بعدها .. وبعد كلام طويل ويا هيـام وزياد اللي ما خلوها دقيقة وحدة بروحها.. قدرت فاتن انها تفضي اللي فيها بدموع من اسيد ذوبت اللي فيها قبل اي شي ثاني.. مثل معاناة مسـاعد بالمستشفى واهو فاقد الوعي لمدة ثمانية شهور.. قضتها فاتن بمعاناة مضاعفة.. فقد الاهل والاحباب والاصحاب واصواتهم والاجازات اللي طافت عليها من غير ما تنزل لهم البحرين وتلاقيهم تركت فيه الاثر العظيم.. يمكن كلهم كانو في جهة ومساعد اللي ما تحرك صوبها ثمانية اشهر في جهة ثانية.. حست ان هذي هي نهاية حبهم.. وان مسـاعد ما تحمل عصيانها لاوامره وهزت يمكن عنفوان رجولته بسفرها المباغت عنه.. وعاقبها بهالطريقة..


حللتها على اكثر من شي.. يمكن لقى له الحب الحقيقي الي يدوره.. او يمكن فضل عالية عليها وهي الميتة. طبعا محد بيترك ذكرى حب مثل هذاك اللي ما كان يخليه يطالع بنت ثانية بمجرد النظر.. بيترك هالحب ويحبها اهي؟؟؟ البنت اللي يابت له مختلف الانواع من الصداع والالم والقهر.. وفوق كل هذا التعب وضياع الوقت..


او يمكن وعى انها بنت ما تستاهل التعب.. لانها اتخذت قرار من غير مشورته.. وهو رجولته مطبقة فوق كل شي.. وتملكه فوق اي شي ثاني.. واهي العنيدة اللي ما تقبل منه هالتملك.. وهو الاستفزازي اللي يناهض عقليتها الصغيـرة..


في طلعة بينها وبين هيـام دار بينهم كلام.. منه حاولت هيام انها تلاقي حل لمشكلة فاتن.. ومنه فاتن اعترفت انها خلاص ما تبي مسـاعد وكان هذا بعد ستة اشهر من تواجدها ببوسطن..


هيـام وهي تحمل الايسكريم لها بالبارك واختينها الصغيرتين وياها...


تناول فاتن الايسكريم: هاااج يوديه ساح على يدي..
فاتن بابتسامة باهتة: عبلتي على روحج والله
هيـام بنظرة: والله عبلت على روحي؟؟ انا ما قلت لج تعالي وانتي قلتي لا ما ابي؟
فاتن: ههههههههه تعب بعيد محل الايسكريم..
هيام: ماقدر عليج.. الحين عندج درب مبناج والمكتبة هين ولكن من هني لمحل الايسكريم طويل؟؟ انتي مخلوقة من شنو فاتن؟
فاتن وهي تاكل من الايسكريم: ولا شي.. انا مجرد ضباب.. اتواجد بالفجر واتبخر باشعة الشمس..
هيام: ها ها ها .. لمن تنكتين فانتي تهلكين الجميـع..


سكتت فاتن وهي ترسم ابتسامة على ويهها.. وخاتم خطوبة هيـام يلمع بصبعها اليمين مثل الاشارة لعيون الناس.. كان مرصع بماستين على جنب وفوق وتحت فصيـن من السافير الازرق.. ذوق زياد كان غريب لكنه اعجب هيـام لمجرد كون زياد اللي مختاره.. وما حاولت فاتن انها تبدي رايها عليـها..


هيـام من العدم ظهر صوتها: خلاص؟
انتبهت لها فاتن بحاجب معقود: شالخلاص؟
هيـام: السرحان خلص؟
فاتن باستغراب: اي سرحان؟؟
هيـام تناظر يد فاتن بفكاهه: لان الايسكريم وصل لركبتج..


انتبهت فاتن للايسكريم ودليل على الصدمة رمته من يدها وهي تنفض الايـسكريم من يدهـا..


اشرت بعيونها لهيـام: ابي اغسـل
هيـام اللي متلذذة بايسكريمها: هناك في لولب..


راحت فاتن وهي تحمل تنورتها الوسيعة الحليبية وتمشـي عند اللولب اللي اشارت عليـه هيـام.. وبدربها لهناك لقت ريـال يمشي وظهره العريض يتمايل وراه.. وفوق كل هذا يده تروح لجدام وورى.. مثل مشيـة مسـاعد.. وقفت وهي حاطة يدها المتلوثة على صدرها من الفرحـة المتخبية بالويه المنهلع.. وتمت واقفة مكانها واهي تنتظر هالريـال يستدير.. وتمنت عليه انه يستـدير.. ويوم استدار كان لاف راسـه الى بنت صغيـرة تسحب بانطلونه.. وكان شكله اهو خيبة الامـل الكبيـرةاللي صفعت فاتن بحرارة.. لدرجة انها تراجعت خطوة للخلف. .


ياتها هيام اللي كانت تراقبها عن بعد ولقتها بحالة لا تحسد عليها.. وبخوف كبيـر هزتها بخفة..


هيـام : فاتن؟؟ علامج حبيبتي؟
انتبهت لها فاتن وكان صابين عليها ماي بارد..: ... شنو؟؟
هيـام وهي تمسك يد فاتن: شفيج وقفتي مكانج جذي؟؟ شياج؟
فاتن والدمعة تلمع بعيونه وتتكلم عنها بافصح اللغات: ما فيـني شي... ما فيني شي (قالتها وهي تشيح بويهها..)
مسكت هيام ويهها ودارته صوبه وهي تناظرها بتعاطف: لمتى فاتن
فاتن وهي تمد يدها في ويه هيام: بس هيـام.. ما ابي اتكلم عن الموضوع.. بس برد البيـت..


ومن غير انتظار لردة فعل هيـام حملت روحها فاتن وهي تحمل الجنطة من على الكرسي وتتحرك بعيد عن البارك.. تمت تمشي وهي شادة الجنطة عند حظنها.. وهي تهز راسها عن الدمع الخائن بعيونها.. ولكن ما اجبن هالعين اللي ذرفت دمع حـار مسحته بيدها لمن وصلت الى البيـت.. ماتدري جم اخذ من الوقت هالمشي السريع.. اللي ما كانت تدرك بنفسها..


وبوقت متأخر بهذاك اليوم اجتمع بها كل من زيـاد وهيـام وكلموها بهالموضوع..


زيـاد: فاتن.. اذا انتي كنتي متعذبة بهالسبب انهي عذابج وارجعي من محل ما ييتي..


فاتن اللي ما كانت مهتمة لاي كلمة يقولونها واقفة بنص المطبخ تنتظر الابريق يحتر عشان الكوفي اللي تسويها..


زياد يناظر هيـام ومن بعدها يناظر فاتن: شقـلتي
رفعت عيونها فاتن بهدوء وبملل: .. بشنو؟
زياد وهو يفتر بزفرة وهيـام اللي تكلمت: فاتن تعالي هني شوي..
هزت راسها فاتن وهي متظايقة.. وراحت بطواعية ويلست على الكرسي اللي يم كرسي هيـام.. وهي تحط التكية بحظنها وتعصر قلب متألم..: خيـر؟
هيـام وهي ماسكة يد زياد :.. فاتن.. احنا ما نبي لج الا الخيـر.. واحنا مو راضيـين بالحالة اللي انتي واصلـة لها.. انتي تشوفين نفسج؟
فاتن بسخرية: كل يوم بالمنظرة.. ليش؟؟
زيـاد: فاتن احنا مو قاعدين نتغشمر
فاتن بسرعة: ولا انا قاعدة اتغشمـر.. زياد هيـام.. أرجوكم.. اذا انا مشكلة عبء عليكم فقولولي عشان اطلع من المكان اللي انتو فيـه.. والا انا مو فاضيـة لمثل هالحوارات اللي مالها اي بداية او نهاية.. خلاص.. انا تاكدت من اللي ابيه ومن اللي ما ابيه ومسـاعد.. (انقطع نفسـها يوم ذكرت اسم مسـاعد وبصوت هادئ كملت) مساعـد شي انا ما ابيـه
هيـام: بس فاتن انتي حالتج قاعدة تثبت العكس.. شتقولين عن هالموضوع؟؟
فاتن وهي تبلع ريج مـر تمنت لو انه كان سـم وتنتهي حيـاتها به..:... ما اقول شي... ولا ابي اقول شي.. تكفـون.. (برجاء بليغ) انا ما ييت هني الا عشان افتك من اللي يصير لي هنـاك.. لا تحسسوني ان مالي مكان معاكم.. ترى انا ما بقعد ولا لحظة في هالبيت لو ما تبووني.. ارض الله واسعة واذا عندي السيولة بقدر اضم نفسي محل اللي ابيـه
زيـاد يناظر هيام باسف ويرد لفاتن بابتسامة: فاتن.. احنا ما نبي الا راحتج.. وصدقيني.. من هالنقطة احنا ما راح نناقشج بشي يختص فيج الا اذا انتي كنتي المتكلمة...
فاتن وهي تبتسم ببرود: وصدقني ما راح اتكلم بشي يخصـني .. لان ماكو شي يخصـني يهمني.. كل شي تركته وانتهيت منه..
هيـام بنظرة مشككة: متـاكدة...


سكتت فاتن لانها اكبر جذابة.. تدري انها ما انتهت..بالعكس.. ابتدت بهالامور اللي تركتها .. ابتدت فيها حيـاة يديدة وشخصيـة يديدة.. ولكن طابع الجرح ما زال قديـم.. ما حبت انها تتكلم في هالموضوع اكثر ليش؟؟ لانها كل ما تتكلم فيه تزيد حماسيتها انها ترد لوطنها وتلم شتات عواطفها اللي رمتها على عتبة بيتهم.. وبثلاث صفحات هشمت فيها اللي ما يتهشم.. بالاونة الاخيـرة من الشهور اللي طافت تمت تفكر بجدية.. بعلاقة مسـاعد مع عالية وتحاول انها تلتقط خيـوط من هالعلاقة يوم كانت اهي حاظرة بيناتهم.. كانت سرية عمتها عالية غير معقولة.. ولا بغت فاتن تعرف شي عنها.. تخبرها اياها بالغاز غريبة وعجيبة.. ساعات فاتن اهي نفسـها تمل وما تحط بالها وتبتعد عشان تلعب ويا مريم.. بس تذكر عمتها عالية مرة وحدة.. كانت طالعة بالليل.. الساعة ثنتين تقريبا.. وردت بنفس الوقت بروحها وعلى راسها شال اسود طويل يلف قدها كله.. ويوم وقفت لها فاتن بنص الدرب لغرفتها قالت لها انها راحت تدور على الناس وتتمنى لهم ليلـة طيبـة.. فاتن كانت صغيـرة بهالمناسبة.. لكن انحفرت في قلبها مثل الخشب..


يعقـل؟؟ ان هالزيارة كانت لمسـاعد؟؟ وحتى لو كانت بهذاك الوقت.. تحس فاتن انها محاطة بهالة من الحب والطهارة وفوق كل هذا.. نقاوة الاخلاص الابدي..


ناظرت نفسها في المنظرة.. وهي تراقب خطوط ويهها.. وملامحها.. الحين بدت تتوضح عندها كل نظرات ابوها من بداية نضجها لحتى مماته.. شلون كان يغيب في ملامحها ويتذكر عاليـة.. ما صدقت بحياتها شلون انها تقدر تكون نسخة اشبه بالمطابة لويه عاليـة.. شلون محد لاحظ.. يمكن لهالسبب صورها كانت مغبية عن الكل.. وما كنا نشوفها الا من خلال الصور اللي تحتفظ بها فاتن لنفسها.. ولانها كانت تظن انها مختلفة تمام الاختلاف عن عمتها ظنت انها حتى بالشكل.. لكن هذا الشكل كان الحافز لمسـاعد انه يتقرب منها.. يمكن حباها لنفسـها.. لكن راح تظل الذكرى بينه وبين وحدة ميـتة...


ما تحملت فاتن اكثر.. وحملت المزهرية ورمتها على المنظرة.. وتهشمت الى قطع صغيـرة وكبيـرة.. مثل ما تهشمت المرآة اللي في قلب فاتن وتحطمت الى قطع على الأرض..


وظلت طول هالثمانية اشهر ترهق نفسها بالدراسة وتبعد نفسها عن المشاغل في الديرة.. والكتب صارت هواية جديدة تحب فاتن انها تغمس نفسها بها.. وصار مظهرها معتاد.. الجينز والتريننغ الرياضي.. او ساعت تكشخ وتلبس شي من الملابس الانيقةا للي عندها.. واللي ترفضها في بعض الاحيـان لانها تنسى نفسها وتحس انها عادت للوقت من ورى..


انتبهت الى جرس الساعة اللي رن بقوة وهز الصمت بالمكان.. تلفتت براسها يمين ويسـار.. وعرفت ان النهار تحول الى ليـل.. وصار لازم مثل كل يوم ثلاثاء بهالموعد.. انها تتصل في بيـتهم.. وتستعلم عن احوالهم القليل وتخبرهم عن احوالهم القليل.. جراح زعلان منها وما يكلمها من فترة.. او يتحاشى اتصالاتها .. وامها اللي قلبها منصب عليهاو تعرف اي تمر باي نوع من الزعل النفسي على فاتن لكنها ما تقدر تتراجع خطوة وحدة.. قبل ما احد يتجدم لها بخطوة. او انهم يخبرونها انها خلاص صارت من طي ما مضى.. وهذا يمكن اللي تبيه اكثـر شي..


توها بتمد يدها عشـان تشيل السماعة وتتصل بأهلها الا جرس الملحق اللي هي فيـه يرن.. وابتسمت.. هذي اكيد ام هيـام اللي حاملة وياها الاكل وكان فاتن محتاجة لاكثر من الاكل اللي ما يغرد ببطنها.. وتحاملت على نفسـها وفتحت الباب الا بالفراشتين يطلووون من الباب قبل امهم ويطيرون داخل الصالة وفاتن تناظرهم بفرحة..


ام هيـام: good evening faten
فاتن بابتسامة: اهليــن خالتي.. كل يوم يعني خالة؟
ام هيام باستغراب: كل يوم شنو؟؟؟
فاتن وهي تحمل الصينية بالاطباق المغطية: كل يوم هالحالة وياج... ما قلت لج لا اتيبين لي شي. انا عندي خيـر الله هني
ام هيـام: وتعافين اكلي؟؟؟ تدرين اني اكبر طباخة بحرينية في ولاية بوسطن ماساتشوتس..؟؟؟
فاتن وهي تضحك بخفة: ولج الراية البيضا بعد بس ما ابي اعبل عليج
ام هيـام: انا زين مني لقيت لي صديقة في هالبيت الكبير .. هيـام من انخطبت من زياد ما شوفها.. اللي يسمعني يقول اني كنت اشوفها قبل.. يا فاتن انتي البنت اللي كل ام تتمناها.. وانا اتمناااج بنت لي..
فاتن وقلبها يخفق بذكرى امها الغالية:.. وانتي بعد خالتي.. الام اللي كل بنت تتمناها..
ام هيـام: عيل ليش ما تخليني اوكلج مثل ما ابي.... يالله.. لا تعاندين.. وخلج بنت طيبة وحليوة... وكلي وردي لونج الحلووو..


وحدة من التوائم تسحب ريل فاتن: معليه اكل معاااج..
ام هيـام: شوف الفشيلة..
فاتن وهي تبتسم لها بحنية: بشررررررط..
الصغيـرة:سنو؟؟؟
فاتن : تقوليلي.. شعطوووكم اليوم في الباليـه..
يات التوأم الثاني اللي فيها جرآة اكبر من اللي في الاولى:.. انا اقوووولج اللي اتووونا اياااه...


وسحبوو الثنتين يدين فاتن الى الكراسي والصينية حملتها ام هيـام وهي تضحك على بنتييينها الصغيرتين الي يكونون سبب الفرحة الحقيقية بعيون فاتن اللامعة.. تمتلك الكثيـر من الآلام في قلبـها.. قالت ام هيام في قلبها.. هالبنت الامها واضحة للعيان مثل ما يوضح هلال العيـد بعيون المعيـدين.. سيمائهم علىوجوههم.. وهالبنت ما تحاول تخفي اي شي على الرغم من سكوتها.. لكن مثل ما يقول محمد عبده.. الحب علمها السكوت.. وعلمه الكلااام.. بس محد يدري.. شفاة من المغلقة .. وعين من الدامعة.. وفاتن قصة حبـها يمكن تكون اعمق من ما يتصورها احد..


وقبل لا تروح ام هيـام عن فاتن بعد قعدة ساعة والبنتين في نص سوالفهم طاحوو بحكم سلطان النوم. في حظن فاتن.. وقفت لها وابتسمت في ويهها..


ام هيـام:.. يا فاتن.. العقل.. يقدر يسوي اي شي.. ويقدر يفكر باي شي.. ولكن.. (حطت يدها على قلب فاتن) هذا راعي الافعال.. يصبر الى الحد اللي يقدر عليه.. ولكن لا بغى ينفجر. يحدث اكبر بركاااان واكبر فوضى..
فاتن وهي تبعد عيون دامعة من كلام ام هيـام..: خالتي... ماابي اتكلم..
ام هيام وهي تمسح على ويه فاتن: وانا ما بغيتج تتكلمين.. ريحي بالج يا فاتن.. وخلي قلبج يفكر.. صدقيني.. في الحب.. والحرب.. ما يفكر الا شي واحد.. القلب.. لا تخليهم يقصون عليج.. اللي يفكر بعقله انسان ما يحب طعم الحب ولا بيعرف طعم الحب. الحب ما كان المفروض عليه انه يكون سعيد وجميل ولذيذ.. والا ما كان في حب.. الحب انرسم من اثنين.. الدم.. والدمع.. امتزجوا وكونو احلى خليـط.. تبلعينه بمرارة.. لكن تخلي العنف في صدرج وانتي تتضرجين بدمه؟؟؟ احساس جميل..


سكتت وهي تراقب الدمع الخائن من عيـون فاتن وما حبت انها تواصل بالكلام اكثـر.. وطلعت من الملحق.. تاركة وراها فاتن بقلب ملتهب.. ولسانها اللي واقف على طرفه اسمه.. وما تقدر تلفظه ولا تقوله.. تخاف انها تؤذي نفسـها او ترد نفسـها الى عالـم اهي بغنى عنه.. ولكن هالعالم بعد يمتلك اسمى واغلى ممتلكاتها.. اهلها.. واصحابها.. وفوق كل شي.. ذكرياتها معاهم.. ما تقدر تتخلى عن هذا وعن هذاك بسبب شخص واحد.. اصح.. الحب ما كان المفروض عليه انه يكون حلو.. الحب عذاب.. لا ننسى الألف.. عشان المعنى لا يختلف... اااااه عليج يا مريم.. ليتني القاج الحين وارمي عليج بهمومي..


فاتن بتفكير مسموع : لكن مادري انتي شتفكرين عني الحين يا مريم .. مادري.؟


----------------------------------------------
----------------------------------------------

في فجــر اليوم التـالي.. وقفت سيـارة عن بعـد شـــارع من بيـت النهيــدي.. في جو متلايم على بعضـه وين ما الرطوبة تتحكم بالاجـواء وويــن ما الهـدوء يعـم الاطراف الا من حنحنه المكيــفات الهوائية.. الملطفة للاجواء.. تحركت القلـوب بصمـــت ثقيــل وبنفـــس حزيــنة ولكن الروح صــابرة..

نزل مشــعل من التاكسي وهو يحمل جنطته الصغيــرة.. تم يمشـي على طول الشـارع بهدوء وهو يناظر البيــوت.. مرت فتــرة.. ســته شهور من طلع من البحـرين الى السـعوديـة للدراســة او يمكـن الهروب.. عرف باللي صار لمسـاعد لكنه ما قدر يعـرف التفاصيـل لانه قطع كل العلاقات او الامكانيات انه يوصـل لهم.. وفضل الهروب على القعدة مكـانه.. وحتى وجوده اليوم ما كان بطواعيته.. كانت هناك اغلاط تركها وراحت.. خلفتها العيوب الشخصيـة في هالحي وبين هالناس الطيبـة.. والغلط يصير لكن لازم مايستـمر.. اهو لازم يعوض عن اللي خسـره بكل هالناس.. واولهم فاتـن.. واهل فاتـن.. ويمكن فاتن ما تكون مهمة بقـدر ... منـاير..

منايــر.. في ظرف هالثمانية شهور قدرت انها تغيـر فيه كل شي.. مو بمعنى عاطفي او رومانسي بمعنى انسـاني اكثـر.. كيف ان بنت صغيـرة تقدر تكون انسـانة فاهمة وعاقلة.. واهو اللي كان يظـن انه كبيـر ما كان يعـرف شي..

العمـر ماله فرق.. والانتقام يمكن ما كان موجـود.. ولكن استرداد الذات اهو اللي حدد مصيـره في ذيج الفتـرة.. ولكن قضاء الله وقدره دايما يكون على غيـر اعتقاد الانسـان.. الواحد يظن انه خلاص.. ما راح يتنازل او يتقاعص لحظـة لكن.. في خضم اللحظات يلقى ضميـره يرسل رسالة ضعف او توسل لجسـد لانسان يحثه على لتوقف..

منــاير.. مع انج كنتي منـاير الا ان نور واحد منج كــفى.. ماهو حب ولا هو جنون.. الا ان العفـة اللي فيج قدرت انها تبعدني بشيطانيتي عن اختج..

في نفـس الوقت كانت مناير ويا سمـاهر قاعدين عند البـاب الرئيسي للبيت يناقشـون اخر المستـجدات مثل كل مرة بهالوقت من الليل.. ويخترعون اشياء من الخيـال ويتمنونها لو انها تصيـر.. على الاقل قصة معاناة حقيقية راح تكون متواجدة بحياتهم..

مناير وهي مسندة راسها والحجاب ملتف عليها باحكام: تهقين سمور.. فاتن بترد بيوم..
سمـاهر وهي تاكل من الصبار اللي بيدها: والله مادري.. اهي ادرى بمصلحتها.. بس تدرين.. صباركم وايد حلو
مناير تبتسم: هذي امي كل يوم تقطف شوي.. تصدقين.. ابوي كان خاطره اننا نزرع صبار هندي.. لكن حط لنا نخله بدالها..
سماهر بنظرة حلوة: الرطب حلو احبه.. ههههههههههههههه
مناير وهي تكابد ابتسامة وتتنهد بعمق: خاطري بس ... لو ابوي يرد الدنيا... دقيقة وحدة.. جان كل شي يتعدل..
سماهر وهي تتقرب من مناير بابتسامة وتمسك جتفها: منور.. خليني اقول لج قصـة..
مناير باندهاش..: شفيــج على القصص.. عدووج اهل القصص..
سمـاهر وهي تتأفاف: اوووووووف خليني عاد اقول لج القصة.. وبعدين.. انا انسانة محد يأثر علي.. كل شي ايي بنفسـه..
مناير وهي تصمها بالخمس على ويهـها: مالت عاد.. قولي قصتج خليني اسمعها..
سماهر وهي متحمسه تضم رجلينها الى صدرها وتبدى: بقول لج.. هذا واحد.. انزين
مناير تستبق الاحداث: اووووووووف عرفت القصة..
سماهر باندهاش: شدراج بالقصة؟؟ اصلا انتي سمعتيها
مناير: ما يحتاج اسمعها عشان اعرفها.. خلاص لا تعيدين ولا تزيدين
سماهر تضرب مناير على جتفها: عنبووو هالويه اللي عليج.. ما تخليني حتى ابث لج شوية من مشـاعري
مناير وهي منصدمة:.. تبثين؟؟ شفيج انتي.. وايد تطالعين برامج ثقافية..
سماهر الي زعلت ووقفت: لكن مو منج.. مني انا.. يالله تصبحين على خيـر

وراحت سمـاهر عن منـاير وهي معصبة والثانية تلحقها بابتسامة

مناير: لا تخليني الحقج ياالكريهه ماحب اركض.
تلتفت لها سماهر بسرعة: تخافين تختفي منج هالكرشة ولا تلاحقيني يالله ذلفي عني

تطلع سماهر من الباب وتتصنم وهي واقفة من الشخص اللي جدامها ومناير وراها تضحك بخفة روح ولا على بالها ادنى فكرة من اللي جدامها ..

مناير: وقفي سمـور والله احبـج انا.....

التفتت مناير للشخص الي كان واقف بنصـ الشارع وهي مسـتغربة .. مصعوقة بالاحرى.. ثمانية شهور.. ثمانية شهور.. واسبوعين.. وثلاثة ايام طافو من اخر مرة شافته فيهـا.. من سفر فاتن للحيـن.. وين راح بطول هالايـام.. وشهالليل الرطب الي يابه.. مثل المرهم على الجروح..

بروح الجيـرة اللي فيـه حب انه يسـلم عليـهم مع انهم بنـات.. بس كانو اشبـه بالاقرباء على الغربـاء..

مشـعل بارتباك وعيونه بالارض:.. السلام عليكم
مناير ما قدرت تصف كلمتين على بعض وسماهر اللي ردت: وعليكم السلام..
مشعل وعيونه بعدها على الارض: الشيخة بس لو تنادين جراح..

سمـاهر اضطربت وناظرت مناير عشان تعطيها جواب.. اللي تعرفه سماهر ان جراح راقد.. وما يقدرون يوعونه لانه عليه قعدة من الصبــح..

منـاير بصوت مقارب للهمس: جراح راقد.. وما يحب احد يوقظه ... لانه يقعد من الصبـح.
مشـعل وهو يلتفت بسـرعة ويعطيهم ظهره: مع السـلامة..
وهم يناظرونه يختفي بسرعة مثل الضباب.. ردو التحية.. وحدة بصدمة.. والثانية بشعور اشبه بالفقد من جديد: مع الف سلامة..

اختفى مشعل من زمان وتسكرت الابواب من وراه.. وبعدها مناير واقفة ويا سماهر والصدمة ماليتهم.. ما تنكر مناير انها حست بالامتلاء من يديد.. لكن في شي غريب خلاها تحس بالندم والاكراه لوجود مشـعل من يديد في حياتها... يمكن.. بسبب معرفتها بحبه الكبيـر لاختها.. ؟؟؟

سماهر وهي تودع مناير: يالله انا بروح.. الوقت تاخر واخاف بدر يدور علي الحين .. وتعرفين مو مثل قبل..
مناير وهي عاقدة حواجبها وتناظر بالفراغ ويدها معقودة عند بطنها والثانية عند حلجها: سمور.. شكانت قصتج؟؟
سماهر باستغراب: ليش؟
مناير : قوليلي اياها...
سمـاهر وهي تبتسـم:.. كان في واحد... (تستند على جتف مناير) طيب وحليو.. لكن المشاكل راكبه راسه.. في يوم من الايام.. التقى ببمصدر نور بحياته.. كانت بنت.. ولا كل البنات.. فيها الزين والشين.. وفوق كل هذا اللسان.. (تبتسم مناير بحزن عميـق) بس تدرين شلون؟؟
مناير وهي تناظر سماهر:.. شلون
سماهر وهي تتقرب منها: ما عليج من كل اللي يصير.. مناير.. الحب ماهو من ثوبنا.:. ولا احنا قده.. كفاية اللي نشوفهم كل يوم متعذبين على شان الحب.. خلينا .. نلاقي مصيـرنا من غير الحب.. جوفي من اي داعوس او اي زرنوق بيينا.. لا نلاحقه.. لانه يكسر شوكتنا.. خليه اهو اللي يلاحقنا... شرايج؟
مناير وهي تتنهد: رايي... رايي انج محتاجة نوووووووووو
سماهر وهي تتصنع التثاوب: اوووه صج اني تعبانة يالله قوو نايت..
مناير: هههههههه قود نايت..
سماهر: اللي هو...

كل وحدة ودعت الثانية وهي عارفة ان الحب.. ملاحق لا يلاحق.. اهم محتاجين لوجوده بحياتهم .. ماهو حاجة ضرورية.. بس لسبب معيـن.. بدى في بال مناير ان سبب تعاستها اهو غياب مشـعل.. ولكن.. سبب امتناعها عن التفكير بهالتعاسة اهو المدى اللي وصل له مشعل وفاتن ومساعد وجراح ومريم.. وحتى سمـاهر اللي تكابد في اخفاء مشاعرها الطفولية لجراح.. كل هذا شي مكتـوب في القدر.. وكل هذا مطلوب في الحياة.. حياة بعض الناس يمكن.. لكن سبب حصوله كله يرجع الى الله.. ومثل ما هو شبكنا.. بقدرته الواسعة.. راح يخلصنا..

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
قديم 16-08-06, 03:04 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
نور الامل
عضو مجموعة الطوارئ


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4832
المشاركات: 12,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: نونو عضو له عدد لاباس به من النقاطنونو عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 125

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نونو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نونو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء الثاني والثلاثين-----------------------------
الفصـل الاول..

=============


بعد مرور 8 أشهــر

وصلت مريم المسـتشفى وهي حاملة الاغراض اللي ناقصة مسـاعد.. كانت مغطية عيونها بالشيلة من شدة وحرارة الشمس اللي مجابلتها.. وقبل لا تدخل المستشفى مدت بعيونها الى الافق البعيد.. تمر الفصول والمواسم واحنا بعدنا بهالظروف.. الله يعين الجميـع..


ابتسمت الى موظفة الاستـقبال اللي كونت معاها – لطول الفـترة اللي قظوها في هالمستـشفى – علاقة مودة ومحبة تطوف بالابتسامة والسلام اللي نابع من القلب.. او يمكن نابع من الشعور بالفراغ او الخوف.. وتمت تمشي وهي تحاول انها تداري اللي فيـها مثل ما سوت قبل فترة طويـلة.. ثمانية شهور طافت.. وهالثمانية شهور ما حست فيها الا وكانها ثمانية ايام.. وكان يوم الحادث ينعاد بعيونها كل مرة.. وشلون ان الفرح انقلب الى عزا.. والكل ظن ان نورة منحوسة اللي بيوم عرسها اخوها يمـوت..


ركبت المصـعد وهي مثل كل مرة تدخل المستشـفى تطري على بـالها فاتن اللي اختـفت عن الكـل.. وما احد يعـرف عنها شي واللي غيـرت حتى سكـنها.. ضاعت فـاتن للاسف بغربة متواصـلة.. محد يعلم بهـا الى رب العالميـن.. اللي عرفوه عنها انها بخيـر.. وبصحة وسلامة.. ودراستها ماشيـة.. لكن كل هذا كان عبارة عن تلفيقات مريم ادرى بها.. لان فاتن وصلت الى مدرك .. انها حبت مسـاعد ولكن جرحها اللي تغنت به.. ما راح يتركها على هداااي الا اذا مسـاعد ياها.. ومسـاعد اللي شكله بيطـول عليها.. نظرا للحالة اللي وصـل لها..


طلعت من المصعد وهي تزفر بمرارة وحاجبينها معقدوين للثقل اللي شايلته.. واحد في صدرها والثاني في يدهـا.. ما تدري اي واحد اللي مثقل عليها اكثر من الثاني؟؟ مثل كل يوم.. لازم تستجلب الأنة في قلبـها.. لانها على وشـك انها تدخل على أخـوها.. اللي ما عنده اي أحسـاس او اتصـال بهالعـالم.. مسـكر عيـونه اللي لا اراديا تجمع السـواد حولها.. والتعب والارهـاق انحل جسـمه.. والهـالة العظيـمة اللي تجـول عليه ويفرضها حضوره.. غابت على شراشف بيـضا واضواء اصطناعيـة..


وصلت الى الجنـاح اللي اهي تقصده يوميـا كدوام رسمـي من بعد الجامـعة.. تغيـرت الأوضاع.. ما عادت مريم الفوضوية او مريـم الصغيـرة اللي يحملها الكل مسئولية امتاع العائلة.. صارت مريم اللي تتحمل مسـئولية كبيـرة في البيت.. مسئولية يمكن مساويه لمسئولية مساعد القبلية.. انها تبقي البيت في نظام.. لان امها من طيحة مسـاعد اهي الثانية طاحت في مرضة خطيـرة كانت على وشك انها تؤدي بحياتها.. وغابت عن البيت كثير .. لكن الحمد لله حالتها استقرت ولكنها ما عادت بنفس الروح اللي كانت عليها قبل.. وكان على مريم انها تحتل هذي الروح.. واهي متناسية نفسها تماما.. الا بدراستها اللي شدت على روحها لمن وصلت الى المبلغ اللي تمنته لنفسها.. مع الرغم انها تناست او دفنت احلام كثيـرة راودتها من وعيها على هالدنيـا.. واهم هالأحلام كان جراح.. لكن الظاهر ان مسـالة تواجد جراح بحياتـها صعبـة.. وهو الثانـي اختفى الا من حيـاة اخوها لؤي .. ويمكن اهي بعد ما عادت تهتـم.. او تتظاهر بعدم الاهتـمام لان اهتمـامها متركز على اخوها اللي تشتاق كل يوم تتركه فيه لشوفته من جديد..


دخلت الغـرفة من بعد ما وقفت ويا الممرضة تسألها السؤال التقليدي.. اي تطـور. .وتبتسم لها اهي وتقول بشوفتج ان شاء الله.. وتبتسم مريم لها ولكن خيبة الامل تتمثل في لمعة الدمع بعيونها.. والخير المرجو دايما يتأخر.. على قوله ابوها.. مركب الخيـر بعده في عرض البحـر.. بيي يوم ويوصل للبر.. لكن وينها الخيـر؟؟ الخيـر ضايعة في غربـة نفسـها.. الله يردها بالسلامة ويهديـها..


لاحظت هدوء الغـرفة وبرودتـها الساكنـة.. وطلت براسـها الى الغرفـة الثانيـة.. كانت امها تسجد بالصـلاة.. ابتسمت لها ووجهت عيونها الى الويه اللي اشتـاقت له... كان نـايم.. ويا حلـو وطول نومه.. بس اليوم شي مختلف بشكل مسـاعد.. طالعت امها وهي تهز راسها.. اكيد سوت فيه شي.. شعره اللي طال اكثر عن قبـل.. ولحيـته اللي نمـت على ويـهه.. نعمت من شكله اكثر.. لكن شعره فيه شي.. يمكن امها قصت من جدام شوي.. ولا مشطته.. امممم .. بتستجوبها بعد ما تخلص صلاة..


حطت الاغراض عند الكبت الي يمه.. وهي تسولف وياه


مريم بصوت واطي وهي تبتسم: مسـاء الخيـر.. شهالحلا.. اليوم مختلف؟؟ شسوت فيك امي؟؟ قول لي ترى ما بتناوش وياها..


ابتسمت ويـاه.. وهي تطلع الزيت اللي دايما تمسح فيه جسمه .. يدينه ورجلينه.. ونزلت الشيلة على جتفها.. وتمت تصب الزيت في يدها وسحبت يد مسـاعد من بعد ما نزلت السيـاج الجانبـي.. واخذت يده وبدت تمسحها وتمسدها بالزيـت.. وهي تمسـدها تمر عليـها الذكريـات الحلوة.. والمـرة في نفس الوقت.. ما تدري ليش تحس ان نجاة اخوها اهي في فاتن.. ونجاتها اهي نفسها.. شكثر وحشتها فاتن.. وشكثر كتبت لها .. وشكثر حاولت انها تتواصل وياها لكن بلااااا اي هدف.. حتى ام جراح نفسـها اللي حالتها الصحية اللي بدت تتدهور من زود الخوف والحزن على فاتن.. ورجعت ذاكرتها الى بعد اسبوع من الحادث..


اولا كل شي انقلب الى فوضى بذيج الليلة يوم اتصـل فيـهم لؤي يخبـرهم ان مسـاعد مسوي حادث.. وهاجت كل النـاس من شـدة الصدمة .. واولهم نـورة اللي تمت تدعي على نفسـها على هالزواج اللي جلب لعايلتها مثل هالشي.. وفيـصل اللي وقف العرس وكنسل شهـر العسـل وظلت نورة على اثر هالشي في البيت لمدة شهر تقريبا من بعدها انتقلت الى بيت زوجها.. وتمت مريم اهي اللي تهتم في كل شي بالشراكة ويا لؤي اللي بعد ظل مشغول بشراكته اليديدة ويا جراح..


أم مسـاعد يوم عرفت بان فاتن سافرت بذيج الليلة وربطت في بالها موقع الحادث بهالشي اقامت الحرب على كل الياسية.. وقالتها في ويه ام جراح ان اول ما يصحى ولدها او ان صاده شي ما يبون اي علاقة معاهم.. وحتى جراح رفضـته ورفضت القرب اللي طلبه منهم.. وخبـت مريم كل هذا في قلبـها الا من ام جراح يوم خبـرتها وحاولت انها تبرر لامها وام جراح ابدا مااا انتظرت اي ردة فعل اقل..


جراح ابتـعد عن حيـاتها .. واهي ما اعتـرضت على هالشـي.. ويات الفوضى الثانية يوم تقررت حالة مسـاعد انها غيبـوبة مسـتمرة.. وفوق كل هذا.. ابتروو رجلينه لانهم اكثر شي تضرر بالحادث القوي.. لان السيارة تخفست على رجلينه من تحت.. وحدة انبترت من الركبة.. والثانية بس القدم.. وهالشي اكيد راح يحطمه لو يوتعي. يمكن في قلب مريم ما تمنت ان اخوها يصحى ويواجه هالواقع.. بس ترجع وتتذكره وتتذكر ايمانه القوي بمثل هالأمور.. ويمكن يتحمل هالشي.. لكن الوقت صعب ان الواحد يقرر.. الشي يختلف اذا كان واقع في شخص اخر.. ولا في الشخص نفسه..


حاولت بعد اربعة اشهر انها تكتب لفاتن رسالة.. وبالفعل كتبتها وارسلتها بالبريد لكن ما ياها اي رد على الرسـالة.. وبدت تكتب مرة ثانية .. وثالثة.. ورابعه.. لمن عصبت بسبب قلة الردود.. واستعجبت وكرهت فاتن لوهلة لانها صعبة المزاج.. بعدين عرفت من منـاير ان فاتن ما عادت تسكن في الشقة نفسـها.. لان جراح سافر لها وما لقاها.. ورد وهو خايب..


تغيـرت الاشيـاء فجـاة.. والدنيا اللي كانت في يوم مكتملة بدت غريبة ومخلبطة في عيـون مريم.. تفتقد فاتن ورأيها الحكيم والصائب وتفتقد اخوها وحنيته وقلبه الكبيـر.. وحيدة بهالدنيا. اهي صج عندها ام وابو واخت واخو لكن.. حياتها كانت تدور في فلكين.. فاتن الصديقة العطوفة واللي تشترك وياها بقلب واحد.. ومسـاعد في فكره الصحيح والسديد. أللي اهي في طول فترة غيابه حاولت انها تمشي عليـه..


وهي تمسـح يد مسـاعد تقربت منها امها ورفعت لها راسها بابتسامة


مريم: تقبل الله يمـة
ام مساعد بويهه العابس اللي حتى ما بادلت مريم الابتسامة: منا ومنكم.. اوووووف وانتي كل يوم ويا هالزيت اللي تمسدينه فيه؟؟
مريم بسذاجة: ليش شفيـه؟
ام مسـاعد بقرف: ريحته تلوع الجبد... قطيه ولا تمسحينه به..
مريم وهي تحقر امها اللي صارت معاملتها هذي متعودة ليش انها تحملها اهي بعد المسئولية بس لانها ارفيجة فاتن.. : يمة الزيت مافيه شي ويديد وما بقطه.. بالعكس (تبتسم وهي تناظر ويه مسـاعد المرتاح) جسمه صار لين بسبب هالشي.. مو قبل كان جاف وحالته حالة..
ام مسـاعد وهي تحوس بثمها وتسحب القرآن عشان تقراه على راس ولدها: والله ماعندج سالفة خانقتنه به بس..


ما ردت عليها مريم وتمت من طرف عيونها اللي ترفعها كل شوي لاخوها تبتسم في ويهه.. وهي تمسح اصابعه ويـده.. وعلى جذي... يكـون هاليوم يوم اخر من روتين الايام اللي طافت من الحادث للحيـن..


------------------------------------


ما بقى على الدوام الا نـص ساعة وقضاها جراح وهو يراجع بعض الارصدة وينظم المواعيد في الدفتر.. شكثر توصيـلات عليهم وشكثر مسئولية ولكن بعد حلى الشغل اكثر يوم صارت الايادي اللي تشتغل من الأهل ومحتـرفة. خصوصا خالد ولؤي اللي بصراحة بدو يبدعون في هالمجال والتصاميم الخشبية من احترافهم .. اهو كان المسئول اكثر شي عن القياسات والمالية بالشركة الصغيـرة اللي أسسوها ولكنها دارت عليهم بربح خصوصا ويا شراكتهم مع غزلان وغصـون الكنـدي..


تم يناظر السـاعة وهو يحك عيـونه.. ما قدر ينام الليلة اللي فاتت .. مثل كل ليلة من ثمانية شهوور.. من حادث مساعد وهو يعاني من ارق بالنوم وزيادة في التفكير وفوق كل هذا تعب وارهاق بلا سبب.. يخاف انه يمرض بسبب هالشي ولكن اهوو معذور وما يقدر يغير هالشي اللي فيـه لانه اقوى منه.. المسئولية اللي طاحت على عاتقه والذنب اللي يغرقه لحتى راسه ما يعطيه فرصة انه يتحمل اكثر.. ولكن بمسـاعدة الجميع وعادة الافضاء اللي تعلمها لخالد خلته يحس ان الحمل اقل..


ولكن اهو يعرف ان ماكو شي محطمه اكثر من فكرة ان مريم مستحيل تكون له دام ان امها على قيد الحيـاة.. فهي حلفت على بنتها وحلفت عليه وعلى كل من انه يمنع هالزواج باي صورة ممكنة.. وكانه او اخته لهم الذنب باللي صار لمسـاعد.. بس بعد مسـاعد ما يستاهل اللي صابه.. كثرت الاسرار اللي على قلب جراح واللي يخفيها واللي ما يدري لمتى بيخفيها.. فاتن مثلا معتادة بيوم واحد من الاسبوع تتصل فيه ومن بعدها تتصل في امها وتخلي المكالمة قصيـرة ومريحة قدر الامكان.. اي انها تجذب عليهم قد ما تقدر وتوهمهم انها بصحة وسلامة واهو عارف انها لا بصحة ولا بسلامة وان حالتها الصحية او النفسية اكيد متدهورة.. ولا صار بينهم اي فرصة انه يخبرها بزوجها اللي طايح على السرير.. او يمكن اهي ما سمحت لهالفرصة انها تصيـر.. لان كل مرة كان يحاول فيها انه يخبـرها تسـكر السمـاعة في ويهه..


حيـرة عظيـمة.. اسأله موجودة في ناس مالها جواب.. ولكن في نفس الوقت.. تلقى الجواب حاضر قبل السؤال.. ما عدا مسـاعد اللي الله العالم شراح يصيـر فيه بهالفتـرة.. ثمانية شهور وهو في غيبوبة برجلين مقطوعتين.. الله يعينه لا صحى لانه بينصدم اكبر صدمة بحيـاته.. كل اللي يقدر يتمناه له اهو سعة الصدر وراحة البـال لان مثل هالامور لو اهو مثلا صارت له.. ما راح يتحملها ولا دقيقة.. وبيآثر الموت على هالحيـاة..

قام من عند المكـتب وهو يمتطط.. فرك ويهه مرتين ومن بعدها وقف عند الدريشة في الورشة اللي تحولت الى مكاتب والورشة انفتحت في مكان جريب منهم ولكن اكبر.. كان مستودع خذوه وركبو المعدات اللي يحتاجونها واللي زودوها في المكان.. بس جراح ما دخل فيه من فتـرة لانه يحس بالخنقة من الخشب وبقاياه.. الله يعين خالد اللي يشرف على التصـاميم ذراع بذراع مع غزلان..

وبذكرها بس طلت من الباب وهي حاملة رزمة الاوراق.. ابتسامة تعلو ويهها ويا فستانها الجينز الطويل وشعرها المرفوع بدلال..

غزلان: مشـغول؟
جراح وهو يبتسم لها: بالسرحان بس.. ها شفيج؟
غزلان وهي تحط الاوراق على الطاولة: لا بس هذي توصيات يديدة ولازم تضبط مواعيدها لانه لازم نرد عليهم خبـر بعد جم يوم.. مستعيلين الناس.. ومطالبهم وايد..
جراح وهو يتجتف وعيونه على الاوراق: ان شاء الله باجر اليوم انا خلاص مخلصة بطاريتي..
غزلان وهي تبتسم له بحيـا وتتوجه للباب:الله يعينك.. انا رايحة مع السلامة
جراح : في امان الله..

طلعت غزلان عنه وهو بعده حاطها في باله ويفكر بها.. غزلـــان.. بنت ثانية عن اللي كانت عليه .. سبحان الله مغير الاحوال من حالٍِ الى حال.. يعني سرعة بديهتها ولا ابداعها ولا تحكمها اللي يتخالط بعاطفتها كان يمكن من العوامل اللي تفقدها هالمؤسسة.. ومع ان لؤي يحبها وميت عليها اكثر من قبل الا انها متحملته ومتحملة دلاعته عليها ولكن بادب واخلاق.. يعني وقت الشغل شغل ومن تحسه زاد عن الحد اهي اللي تتخذ خطوة التراجع اللي تحرق اعصابه.. ولكن بعد كل هالحرقان وكل هالحقران وهو ميت عليها.. والله يعينهم الاثنين

يات موافقتها على الشراكة بعد اسبوع من الحادث.. وغصون اختها تبعتها في الامور الادارية وكجزء من رأس المال.. صح انها واجهت مشاكل مع زوجها وللاسف الشديد ما حلتها معاه وتواجه الطلاق المرير الا انها شخص ثاني في المكان وتناسب العمل وافكارها طموحة وتتمنى الرفعة والافضل للمكان وهذا عائد ممتاز عليهم.. وحتى هشام الكندي بنفسه صار يشاركهم او يمول او يدير العملية الحسابية عندهم بطريقة محترفة غير عن اللي كان يتعامل وياه جراح قبـل..

كل هذا يبين ان الواحد يرتاح لكن وين ويا جراح وهو بكل نبضة قلب يهديها لثلاثة اشخاص.. الأولى مريم.. الثانية لفاتن.. والثالثة لمسـاعد عشان تعينه وترده من القوقعة اللي اهو فيها.. امه ظلت الأم اللي تتمنى الخيـر لاولادها .. وما زالت الصديق الاول والاخير له ولكن اللي شاركها في هالصداقة اهو خالد..

توه يحمل الاغراض اللي توقف عن الشغل عنها هني عشان يكملها في البيت الا كل من جراح ولؤي يدخلون عليه..

خالد وهو فاج عيونه: رايح البيت؟
جراح وهو يحك رقبته بتعب: اي بروح.. تعبان وهلكت عيني هالاوراق.. والاتصالات عورت راسي.. صاير لكم سكرتيرة..
لؤي وهو يبتسم ولكن بجديـة اكثر عن قبـل: من قال.. انت مثل مايقولون.. العقل المدبر و المنسق العام.. شتبي اكثر.. لقبين في واحد..
خالد وهو يبتسم للؤي بمزح: شامبو..
لؤي: هههههههه شتبي اكثر
جراح وهو يضحك بخفة: والله مابي اكون شامبو.. بس ابي شغل صجي.. يعني احك واضرب واكسر.. الظاهر اني بفتح فرع ثاني.. تهديم وتفجيـر..
خالد: اللاااه.. خوش فكرة..انت صمم وانا البس
جراح : ها نيات ارهابية؟
خالد: وييييييييييييين اصلا ماكو مجال.. نهدم عمارات ولا بيوت.. ولا كلش كلش.. شوارع.. ههههه شرايك؟
جراح: الحين هذي فكرتي وتقول لي شرايك... يالله انا بخليكم الحين وبرد البيت.. تحملو بروحكم وانت لا تتأخر.. (الجملة لخالد)
خالد: يمـكن اتـاخر.. فاضل يبيني وبروح له اشوفه ..
جراح: اوكي تحمل بروحك...

وقبل لا يطـلع طل براسـه للؤي: بتروح لمسـاعد الليلة؟؟
لؤي وهو يخبي عيـونه الحزيـنة بالساعة وهو يناظر الوقت: والله مادري.. الظاهر اني رأسا بروح البيت او يمكن اروح بنهاية الوقت.. بس ماظن..
جراح وهو يفـكر بمريم.. وكانه نسى انها صارت تسوق وعندها سيـارة لؤي..: اها... عيل سلم على الأهل..
لؤي عرف لمن السـلام وهز راسه: الله يسلمك من الشر..


طلع جراح من الورشة وهو يتنفس بعمـق.. حرارة الجو ما كانت معينة ابدا.. والتعب والارهاق يدور مثل الهالة على راسه لكن هذا شي طبيـعي.. ويا كل هالمِشـاغل والمتاعب اللي يواجهها.. الله يرزقه بس الصبر وراحة البـال اللي ما يظن انه بيلقاها الا بعد فتـرة طويلة..


شغل السيارة وهو يحرك المنظرة اللي جدامه.. تم يناظر ويهه وحواجبه اللي تشربكت من زمان بعقدة ما انحلت الى هذي اللحظة.. وهو يمسح على عيونه اسـتأذنت الجفون اللي انطبقت انها ترسم صورتها وويها بعينه.. وظل جراح على هذي الصـورة وهو مغمض عيـونه.. مستمتع بهالويه بس من غير ابتسـام.. لانها كانت بعيـدة وان كانت اقرب من الجفن لعيـونه.. فتح عيـونه وهو يحس بحرقان فيـها.. لبس النـظارة وهو يطلع السيـارة من الباركات..


رد البيـت وهو تعبـان نفسيـا من الأزمات اللي تراكمت فيـه.. ولكن حاول انه يخفي هالملامح من ويـهه.. دخل البيت وهو ينادي على امه..


جراح: يمـة.. يمــة..


ماكو اي رد ولا جواب.. تلفت يمين ويسـار لقى ستار الصالة مفروش.. اكيد احد ويا امه في البيت.. لذا ما حب انه يناديها اكثـر.. وراح مباشرة المطبـخ.. حمل له قطعة فواكه وقعد ياكلها بسبب الجوع الشديد اللي انتابه.. وتم يقضم فيها وهو طالع من المطبخ.. ولكنه تجمد مكانه يوم كان توه بنص الدرب الى الدري.. وكله بسبب الشخص اللي كان في البيت..


كانت مريم نازلة من على العتبات من بعد ما استأذنت للروحة من سمعت حس جراح .. وما تمنت انهم يتلاقون جذي لكن للاسف.. تلاقوا.. ومن بعد فراق الثمانية اشهر.. يتلاقون في عقر بيته..


خانت التصرفات اللائقة جراح اللي ظل واقف وهو يناظر مريم اللي ما حطت لهاللحظة عيونها بعيونه.. تم يراقب كل شي فيـها.. عبايتها وشيلتها المتدلية.. ويهها الحزيـن والكبير بالعمر.. وكان اللي مر ثمان سنوات مو ثمانية اشهر. بس هذا اللي يسويه الفراق في الناس.. يخلق التعب في الويه..


حاولت انها تتجاهله .. ولا تناظر ويهه.. اللي يمكن لو شافته بهاللحظة اللي كانت للتوو تالية لتعبير عن ألم عظيم واختناق عاطفي فيها وشوق كبيـر لكل اهل هالبيت.. ولكن.. كان من المفروض عليها انها تناظره وتحط عيونها بعيـونه..


مريم والابتسامة المخنوقة على ويهها الشاحب.. برود يكتسح مظهرها ولكن الاف التأججات تشتعل في قلبها لجراح..


مريم : .. شخبارك جراح؟؟
جراح وعيـونه خايـنته وهو يناظرها من غيـر اي تصرف مهـذب او مفروض بهاللحظة:.. نحمد الله.. الدنيا تييب لنا احزان الايام الياية ونظل نتحمل.. وانتي.. شخبـارج؟
مريم وهي تبتسم: الحمد لله ابخير.. (و هي تعصر يدها على قلبها) يالله انا بروح الحين..
لكن ما خلاها جراح:.. شخبـار.. شخبـاره مسـاعد؟
ابتسمت مريم بخفة لانها تعرف ان جراح يقدر يحصل اخبار مسـاعد من لؤي ولكن..: الحمد لله.. ماكو اي تطـور بحالته لكن الحمـد لله..
جراح: ان شاء الله تتطور حالته الصحيـة..
مريم: ان شاء الله.. مع السـلامة (وهي حاطة عيونها بعيونه.. عشان يخليها تروح..)
جراح وهو يفكـر انه يعـاند عيونها.. لكن.. حرام يعذبها جذي اكـثر:.. الله يسـلمج..


ام جراح وهي تراقب الاثنين بلوعة.. ما عمرها حسـت انها ما تتحمل ظلم احد كثر ظلم هالاثنيـن.. بدل الواحد.. صارت لازم تعاني لثلاثة.. اول شي لمسـاعد.. والثاني لجراح.. والثالث لخالد اللي يحمـل اكبـر ألم بين هالكل..


مريم وهي تركب السيارة وياها ام جراح:.. على اتفاقنا خالتي!!
ام جراح: اي يمة بس مادري اخاف امج تدري وتزفج ولا تلعب فيج وانا مابي هالشي يصير
مريم تبتسم: خالتي انا وجراح بنتفق على هالشي وما راح يصيـر شي صدقيني.. اذا اتفقنا على شي صدقيني محد راح يأثر..
ام جراح وهي تبتسم بأسف وتناظر مريم:.. جراح وانتي؟
مريم اللي بعدها ما استوعبت الصدمة: اي .. انا وجراح.. (انتبهت على كلمتها.. وارتفع جسمها بشهقة حيـا.. ولكن عيـون ام جراح الضاحكة انقذتها.. ) السـموحة خالتـي.. بس... شوي فكـري مشـغول.


الا ومنـاير وسمــاهر يايـين عند البيت..اللي قدرو خلال هالثمانيـة شـهور انهم يعبـرون عن كبـرهم بوضوح الحسـن والجمـال.. وخصـوصا منـاير اللي اكتسـبت قامة طويــلة مثل اخـوها.. وسمـاهر اللي بدت بنت في عمـر العشـرين على الرغـم انها كانت بس في ال17 .. سنة ثانية ثانوية..
ويـه مناير كانت مجمل بالحزن العميق اللي يأبى الظهور.. وقلب مسكين احب الشخص الخطأ.. كانت على وشك الموت يوم بدت تتعرف على مشـاعر قلبها الجامحة لمشـعل انها الحب.. واللي فهمها هالمشاعر كانت سماهر محد غيـرها. وهي بعد نفسها اللي خلتها توعدها انها ما تتجاوز حدودها معاه.. ولكن هذا الوعد كان ماله اي داعي لان من بعد سفر فاتن اختفى مشـعل الثاني.. وما عادو يعرفون عنه اي شي.. وحاولت مناير انها تخبي الالم العظيم في قلبها عن الكل كسبا لحيـاتها.. وانها تعوض نفسها بالراحة اللي لقتها بانه بعيد وما راح يأذي احد من بيتهم..


مناير يوم شافت مريم ما صدقت عيونها.. اهي صج ماقطعتهم الا فترة بسيطة وردت تزورهم بصورة بسيطة..
مناير وهي تلم مريم: يا حلااااااااااااا هالويه.. مالت عليج توج الحين ياييتنا..
مريم وهي تخبي ويهها بالشييلة: شسوي بعد؟؟ ااخاف احد يجكني عند بيتكم.. فقلت ما ايي الا بالخشة..وانتي شخبارج المحقق كونان؟؟
مناير وهي تناظر امها بغيـض : يمة ليش تتطنزين علي وياها
مريم وهي منفجرة بالضحك: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه كونان مرة وحدة؟ جان قلتي جورجي؟؟؟ واله احلى هالمسلسل..
مناير وهي تتخصر والكبرياء يعلوو وجهها الجميـل:.. والله كيـفي.. انا كونان.. ولو فيني بعد مو بس اصير اهو.. حتى ساندي بل..
مريم: اوب اوب. .ههههههههههههههههههه خالتي الله بالستر البنت بتفظحج..
مناير: لا والله هالشي يفضحج؟؟ من امتى؟؟
ام جراح: ما يفضح ما يفضح بس خلاص فكيـنا..
مناير وهي تمزح: اخر مرة اتيين بيتنا سامعة؟
مريم وهي تمثل بالصدمة:.. شنو؟؟ انا مناير؟؟ ليش .. انا شسويت فيج.. تدري اني موت احبك؟
مناير وهي تتظاهر بالغرور: بس خلاص مابيج ماحبج ولا يهمني جان تحبيني ولا لاء..
مريم وهي تسكر الباب وتشغل السيـارة : والله تدرين عاد.. عندج بدل الطوف الف .. ودقي راسج باللي تبين.. يالله خالتي انا بروح قبل لا تشك فيني امي..
ام جراح بابتسامة: في امان الله يمة وحفظه.. ولا تخبطين بالشارع هالايام خطر هالسواقة..
مريم ويه تصحح: خالتي سياقة.. مب سواقة.. وولا يهمج.. انا الحمد لله مراعية..
مناير وهي تحط راسها عند باب رنج مسـاعد: حطي عينج بعيني..
مريم وهي تغمـز: بس عالهاي واي ماجوف
مناير: ههههههههههههههههههههه هذي هي تربيـتي..


وتحركت مريم عنهم وهي تحتفظ بالابتسامة من بعد الضحكة.. صج انها ضحكت.. لكن عشان تهدي قلبـها اللي كان يدق مثل الطبل من شافت جراح لحتى هاللحظة.. محتفظة بصورته بعيونها.. ما احلااه.. بعدها عيونه سودا.. وبعدها رموشه كثيفه.. وبعده ويهه محتفظ بجمال الطفولة مثل قبـل.. كان يختلف جراح عنها في الشكل اشد الاختلاف.. اهو بشرته فاتحة وشوي بيضة لكن اهي سمـرا بحمرة الخدود.. عيونه سودا ولكن كبيـرة .. وهي مايلة للاخضرار واهدابها خفيفة..


طول عمرها حست بالتناقض بينها وبين جراح.. ويمكن هذا الشي اللي خلاها تتقرب منه اكثـر شي.. تذكر اول ايام مراهقتها.. يوم كانت تمضي اللحظات وهي تدقق في ملامحه وقت ما كانو يلعبون في ساحة بيتهم.. اهو ولؤي.. او اوقات ما كانو يغسلون السيارات .. او يتلعبون ويا بعض.. او حتى لمن تتلاقى وياه في بيـتهم..


الذكريات كانت حلوة وجميلـة وتمر على القلب مثـل الهمس البارد على الاذن.. ولكن بنفس الوقت توقظ وحوش الحزن في النفس والمستحيـل اللي انصف بيناتهم..


وياها الاتصـال اللي كانت مو حاسبـة له حسـاب..


مريم وهي ترفع السماعة بهدوء: قوة نورة؟؟
نورة بصوت متلهف .. متخالط بالفـرح وبعد بالارتباك والتوتر: مريم.. مريم لحقيييي
مريم مسكت قلبها: شفيج نورة؟ عسى ما شر
نورة: خير خير يا مريم خير.. ربج سمع دعااانا وكاهو مسـاعد ....


توقف قلب مريـم من شدة الخوف اللي ياها من انطرى اسم مسـاعد..


مريم: علامه مسـاعد؟
نورة : مادري بس يقولون.. ان اليوم.. تحرك.. حرك يدينه.. وعيونه غيـر..
مريم اللي كانت تبلع ريجها بغيـر سهولة: نورة بسكره عنج الحين وبييج المستشفى انا بالدرب وماقدر اتكلم وياج اخاف اتوتر وانقلب مكاني.. خليها لمن اييكم.
نورة: بس لا تتاخرين.. امي حالتها حاله من الحفوووز وما هي قادرة تشد على عمرها
مريم وهي تكابد الدمع.. : ما عليج نورة دقايق وانا معاج..


سكرت عن نورة وهي فرحانه بالحيـل.. مسـاعد وعى للدنيا.. مساعد تحرك اليوم؟؟ وين كانت اهي عشان انه تحرك..شلي حركك بعد ثمانية شهور يا مسـاعد.. وفاتن وينها .. وينها فاتن اللي بتدري عنك وتفرح لك.. وينها فاتن؟؟ وانا اللي كنت متوقعة انها اهي اللي راح توقظك..


وبصوت مسموع ودمعتها تجري: وينج يا فاتن.. وينج؟؟


-------------------------------------


توها فاتن داخلة الملحق اللي بدت تسكن فيـه من اول ما وصلت اميـركا باحزانها واهاتها ودمعتها اللي ما خفت بلحظة.. وكانت من الاثر انها سحقت كل جمال منها.. لكنها ظلت فاتن.. بويهها الصافي المريح.. . وهالملحق كان تابع لبيت هيـام.. استأجرته ببلاش من عندهم لانهم مارضوا انها تكون ضيفة ولكن وحدة من الأهل والاحباب.. واهي قبلت هالمحبة وهالعائلة من بعد ما فقدت عائلتين.. ولكن كل هذا كان برضاها..


رمت باغراضها وهي تحس بالتعب الكبيـر.. ظلت في الجامعة اكثر من الوقت المطلوب يمكن باربع ساعات ولكن ما تمللت.. كانت مالية وقتها بالكتب والمكتبة الثرية اللي تعرفت عليها بالجامعة تقرى في مختلف الكتب.. الاجتماعية النفسية العلمية والمعلوماتيـة..


راحت عند المطبخ وهي تطلع لها شي تاكله.. من زود ما تنسى انها يوعانه فقدت الوزن اللي كان يعطيـها التورد بويهها.. صارت في حالة اشبه بالذبلان وهي في ربيع العمر.. ما تدري اهي نفسها ان جان اللي تسويه نابع من قلبها ولا شي لا ارادي.. لانها تبي تنهي هالمظهر اللي يحمل في قلبها وطيات عمرها الكثير من الجراح.. واعظم هالجراحات اهي.. مسـاعد..


شلون قضت فاتن حياتها هالقصيـرة في ثمانية شهور؟؟ ما تدري شلون.. مضت اول اسبوع من وجودها بحالة مرضية شديدة ولكن جذبت على روحها يوم قالت عنها بسبب الجوو المتغيـر.. كانت حالتها النفسية والرعشة التوترية اللي رافقتها بطول السـفرة.. واللي ما طلعت منها الا بالمرضة القوية.. ولكن من بعدها .. وبعد كلام طويل ويا هيـام وزياد اللي ما خلوها دقيقة وحدة بروحها.. قدرت فاتن انها تفضي اللي فيها بدموع من اسيد ذوبت اللي فيها قبل اي شي ثاني.. مثل معاناة مسـاعد بالمستشفى واهو فاقد الوعي لمدة ثمانية شهور.. قضتها فاتن بمعاناة مضاعفة.. فقد الاهل والاحباب والاصحاب واصواتهم والاجازات اللي طافت عليها من غير ما تنزل لهم البحرين وتلاقيهم تركت فيه الاثر العظيم.. يمكن كلهم كانو في جهة ومساعد اللي ما تحرك صوبها ثمانية اشهر في جهة ثانية.. حست ان هذي هي نهاية حبهم.. وان مسـاعد ما تحمل عصيانها لاوامره وهزت يمكن عنفوان رجولته بسفرها المباغت عنه.. وعاقبها بهالطريقة..


حللتها على اكثر من شي.. يمكن لقى له الحب الحقيقي الي يدوره.. او يمكن فضل عالية عليها وهي الميتة. طبعا محد بيترك ذكرى حب مثل هذاك اللي ما كان يخليه يطالع بنت ثانية بمجرد النظر.. بيترك هالحب ويحبها اهي؟؟؟ البنت اللي يابت له مختلف الانواع من الصداع والالم والقهر.. وفوق كل هذا التعب وضياع الوقت..


او يمكن وعى انها بنت ما تستاهل التعب.. لانها اتخذت قرار من غير مشورته.. وهو رجولته مطبقة فوق كل شي.. وتملكه فوق اي شي ثاني.. واهي العنيدة اللي ما تقبل منه هالتملك.. وهو الاستفزازي اللي يناهض عقليتها الصغيـرة..


في طلعة بينها وبين هيـام دار بينهم كلام.. منه حاولت هيام انها تلاقي حل لمشكلة فاتن.. ومنه فاتن اعترفت انها خلاص ما تبي مسـاعد وكان هذا بعد ستة اشهر من تواجدها ببوسطن..


هيـام وهي تحمل الايسكريم لها بالبارك واختينها الصغيرتين وياها...


تناول فاتن الايسكريم: هاااج يوديه ساح على يدي..
فاتن بابتسامة باهتة: عبلتي على روحج والله
هيـام بنظرة: والله عبلت على روحي؟؟ انا ما قلت لج تعالي وانتي قلتي لا ما ابي؟
فاتن: ههههههههه تعب بعيد محل الايسكريم..
هيام: ماقدر عليج.. الحين عندج درب مبناج والمكتبة هين ولكن من هني لمحل الايسكريم طويل؟؟ انتي مخلوقة من شنو فاتن؟
فاتن وهي تاكل من الايسكريم: ولا شي.. انا مجرد ضباب.. اتواجد بالفجر واتبخر باشعة الشمس..
هيام: ها ها ها .. لمن تنكتين فانتي تهلكين الجميـع..


سكتت فاتن وهي ترسم ابتسامة على ويهها.. وخاتم خطوبة هيـام يلمع بصبعها اليمين مثل الاشارة لعيون الناس.. كان مرصع بماستين على جنب وفوق وتحت فصيـن من السافير الازرق.. ذوق زياد كان غريب لكنه اعجب هيـام لمجرد كون زياد اللي مختاره.. وما حاولت فاتن انها تبدي رايها عليـها..


هيـام من العدم ظهر صوتها: خلاص؟
انتبهت لها فاتن بحاجب معقود: شالخلاص؟
هيـام: السرحان خلص؟
فاتن باستغراب: اي سرحان؟؟
هيـام تناظر يد فاتن بفكاهه: لان الايسكريم وصل لركبتج..


انتبهت فاتن للايسكريم ودليل على الصدمة رمته من يدها وهي تنفض الايـسكريم من يدهـا..


اشرت بعيونها لهيـام: ابي اغسـل
هيـام اللي متلذذة بايسكريمها: هناك في لولب..


راحت فاتن وهي تحمل تنورتها الوسيعة الحليبية وتمشـي عند اللولب اللي اشارت عليـه هيـام.. وبدربها لهناك لقت ريـال يمشي وظهره العريض يتمايل وراه.. وفوق كل هذا يده تروح لجدام وورى.. مثل مشيـة مسـاعد.. وقفت وهي حاطة يدها المتلوثة على صدرها من الفرحـة المتخبية بالويه المنهلع.. وتمت واقفة مكانها واهي تنتظر هالريـال يستدير.. وتمنت عليه انه يستـدير.. ويوم استدار كان لاف راسـه الى بنت صغيـرة تسحب بانطلونه.. وكان شكله اهو خيبة الامـل الكبيـرةاللي صفعت فاتن بحرارة.. لدرجة انها تراجعت خطوة للخلف. .


ياتها هيام اللي كانت تراقبها عن بعد ولقتها بحالة لا تحسد عليها.. وبخوف كبيـر هزتها بخفة..


هيـام : فاتن؟؟ علامج حبيبتي؟
انتبهت لها فاتن وكان صابين عليها ماي بارد..: ... شنو؟؟
هيـام وهي تمسك يد فاتن: شفيج وقفتي مكانج جذي؟؟ شياج؟
فاتن والدمعة تلمع بعيونه وتتكلم عنها بافصح اللغات: ما فيـني شي... ما فيني شي (قالتها وهي تشيح بويهها..)
مسكت هيام ويهها ودارته صوبه وهي تناظرها بتعاطف: لمتى فاتن
فاتن وهي تمد يدها في ويه هيام: بس هيـام.. ما ابي اتكلم عن الموضوع.. بس برد البيـت..


ومن غير انتظار لردة فعل هيـام حملت روحها فاتن وهي تحمل الجنطة من على الكرسي وتتحرك بعيد عن البارك.. تمت تمشي وهي شادة الجنطة عند حظنها.. وهي تهز راسها عن الدمع الخائن بعيونها.. ولكن ما اجبن هالعين اللي ذرفت دمع حـار مسحته بيدها لمن وصلت الى البيـت.. ماتدري جم اخذ من الوقت هالمشي السريع.. اللي ما كانت تدرك بنفسها..


وبوقت متأخر بهذاك اليوم اجتمع بها كل من زيـاد وهيـام وكلموها بهالموضوع..


زيـاد: فاتن.. اذا انتي كنتي متعذبة بهالسبب انهي عذابج وارجعي من محل ما ييتي..


فاتن اللي ما كانت مهتمة لاي كلمة يقولونها واقفة بنص المطبخ تنتظر الابريق يحتر عشان الكوفي اللي تسويها..


زياد يناظر هيـام ومن بعدها يناظر فاتن: شقـلتي
رفعت عيونها فاتن بهدوء وبملل: .. بشنو؟
زياد وهو يفتر بزفرة وهيـام اللي تكلمت: فاتن تعالي هني شوي..
هزت راسها فاتن وهي متظايقة.. وراحت بطواعية ويلست على الكرسي اللي يم كرسي هيـام.. وهي تحط التكية بحظنها وتعصر قلب متألم..: خيـر؟
هيـام وهي ماسكة يد زياد :.. فاتن.. احنا ما نبي لج الا الخيـر.. واحنا مو راضيـين بالحالة اللي انتي واصلـة لها.. انتي تشوفين نفسج؟
فاتن بسخرية: كل يوم بالمنظرة.. ليش؟؟
زيـاد: فاتن احنا مو قاعدين نتغشمر
فاتن بسرعة: ولا انا قاعدة اتغشمـر.. زياد هيـام.. أرجوكم.. اذا انا مشكلة عبء عليكم فقولولي عشان اطلع من المكان اللي انتو فيـه.. والا انا مو فاضيـة لمثل هالحوارات اللي مالها اي بداية او نهاية.. خلاص.. انا تاكدت من اللي ابيه ومن اللي ما ابيه ومسـاعد.. (انقطع نفسـها يوم ذكرت اسم مسـاعد وبصوت هادئ كملت) مساعـد شي انا ما ابيـه
هيـام: بس فاتن انتي حالتج قاعدة تثبت العكس.. شتقولين عن هالموضوع؟؟
فاتن وهي تبلع ريج مـر تمنت لو انه كان سـم وتنتهي حيـاتها به..:... ما اقول شي... ولا ابي اقول شي.. تكفـون.. (برجاء بليغ) انا ما ييت هني الا عشان افتك من اللي يصير لي هنـاك.. لا تحسسوني ان مالي مكان معاكم.. ترى انا ما بقعد ولا لحظة في هالبيت لو ما تبووني.. ارض الله واسعة واذا عندي السيولة بقدر اضم نفسي محل اللي ابيـه
زيـاد يناظر هيام باسف ويرد لفاتن بابتسامة: فاتن.. احنا ما نبي الا راحتج.. وصدقيني.. من هالنقطة احنا ما راح نناقشج بشي يختص فيج الا اذا انتي كنتي المتكلمة...
فاتن وهي تبتسم ببرود: وصدقني ما راح اتكلم بشي يخصـني .. لان ماكو شي يخصـني يهمني.. كل شي تركته وانتهيت منه..
هيـام بنظرة مشككة: متـاكدة...


سكتت فاتن لانها اكبر جذابة.. تدري انها ما انتهت..بالعكس.. ابتدت بهالامور اللي تركتها .. ابتدت فيها حيـاة يديدة وشخصيـة يديدة.. ولكن طابع الجرح ما زال قديـم.. ما حبت انها تتكلم في هالموضوع اكثر ليش؟؟ لانها كل ما تتكلم فيه تزيد حماسيتها انها ترد لوطنها وتلم شتات عواطفها اللي رمتها على عتبة بيتهم.. وبثلاث صفحات هشمت فيها اللي ما يتهشم.. بالاونة الاخيـرة من الشهور اللي طافت تمت تفكر بجدية.. بعلاقة مسـاعد مع عالية وتحاول انها تلتقط خيـوط من هالعلاقة يوم كانت اهي حاظرة بيناتهم.. كانت سرية عمتها عالية غير معقولة.. ولا بغت فاتن تعرف شي عنها.. تخبرها اياها بالغاز غريبة وعجيبة.. ساعات فاتن اهي نفسـها تمل وما تحط بالها وتبتعد عشان تلعب ويا مريم.. بس تذكر عمتها عالية مرة وحدة.. كانت طالعة بالليل.. الساعة ثنتين تقريبا.. وردت بنفس الوقت بروحها وعلى راسها شال اسود طويل يلف قدها كله.. ويوم وقفت لها فاتن بنص الدرب لغرفتها قالت لها انها راحت تدور على الناس وتتمنى لهم ليلـة طيبـة.. فاتن كانت صغيـرة بهالمناسبة.. لكن انحفرت في قلبها مثل الخشب..


يعقـل؟؟ ان هالزيارة كانت لمسـاعد؟؟ وحتى لو كانت بهذاك الوقت.. تحس فاتن انها محاطة بهالة من الحب والطهارة وفوق كل هذا.. نقاوة الاخلاص الابدي..


ناظرت نفسها في المنظرة.. وهي تراقب خطوط ويهها.. وملامحها.. الحين بدت تتوضح عندها كل نظرات ابوها من بداية نضجها لحتى مماته.. شلون كان يغيب في ملامحها ويتذكر عاليـة.. ما صدقت بحياتها شلون انها تقدر تكون نسخة اشبه بالمطابة لويه عاليـة.. شلون محد لاحظ.. يمكن لهالسبب صورها كانت مغبية عن الكل.. وما كنا نشوفها الا من خلال الصور اللي تحتفظ بها فاتن لنفسها.. ولانها كانت تظن انها مختلفة تمام الاختلاف عن عمتها ظنت انها حتى بالشكل.. لكن هذا الشكل كان الحافز لمسـاعد انه يتقرب منها.. يمكن حباها لنفسـها.. لكن راح تظل الذكرى بينه وبين وحدة ميـتة...


ما تحملت فاتن اكثر.. وحملت المزهرية ورمتها على المنظرة.. وتهشمت الى قطع صغيـرة وكبيـرة.. مثل ما تهشمت المرآة اللي في قلب فاتن وتحطمت الى قطع على الأرض..


وظلت طول هالثمانية اشهر ترهق نفسها بالدراسة وتبعد نفسها عن المشاغل في الديرة.. والكتب صارت هواية جديدة تحب فاتن انها تغمس نفسها بها.. وصار مظهرها معتاد.. الجينز والتريننغ الرياضي.. او ساعت تكشخ وتلبس شي من الملابس الانيقةا للي عندها.. واللي ترفضها في بعض الاحيـان لانها تنسى نفسها وتحس انها عادت للوقت من ورى..


انتبهت الى جرس الساعة اللي رن بقوة وهز الصمت بالمكان.. تلفتت براسها يمين ويسـار.. وعرفت ان النهار تحول الى ليـل.. وصار لازم مثل كل يوم ثلاثاء بهالموعد.. انها تتصل في بيـتهم.. وتستعلم عن احوالهم القليل وتخبرهم عن احوالهم القليل.. جراح زعلان منها وما يكلمها من فترة.. او يتحاشى اتصالاتها .. وامها اللي قلبها منصب عليهاو تعرف اي تمر باي نوع من الزعل النفسي على فاتن لكنها ما تقدر تتراجع خطوة وحدة.. قبل ما احد يتجدم لها بخطوة. او انهم يخبرونها انها خلاص صارت من طي ما مضى.. وهذا يمكن اللي تبيه اكثـر شي..


توها بتمد يدها عشـان تشيل السماعة وتتصل بأهلها الا جرس الملحق اللي هي فيـه يرن.. وابتسمت.. هذي اكيد ام هيـام اللي حاملة وياها الاكل وكان فاتن محتاجة لاكثر من الاكل اللي ما يغرد ببطنها.. وتحاملت على نفسـها وفتحت الباب الا بالفراشتين يطلووون من الباب قبل امهم ويطيرون داخل الصالة وفاتن تناظرهم بفرحة..


ام هيـام: good evening faten
فاتن بابتسامة: اهليــن خالتي.. كل يوم يعني خالة؟
ام هيام باستغراب: كل يوم شنو؟؟؟
فاتن وهي تحمل الصينية بالاطباق المغطية: كل يوم هالحالة وياج... ما قلت لج لا اتيبين لي شي. انا عندي خيـر الله هني
ام هيـام: وتعافين اكلي؟؟؟ تدرين اني اكبر طباخة بحرينية في ولاية بوسطن ماساتشوتس..؟؟؟
فاتن وهي تضحك بخفة: ولج الراية البيضا بعد بس ما ابي اعبل عليج
ام هيـام: انا زين مني لقيت لي صديقة في هالبيت الكبير .. هيـام من انخطبت من زياد ما شوفها.. اللي يسمعني يقول اني كنت اشوفها قبل.. يا فاتن انتي البنت اللي كل ام تتمناها.. وانا اتمناااج بنت لي..
فاتن وقلبها يخفق بذكرى امها الغالية:.. وانتي بعد خالتي.. الام اللي كل بنت تتمناها..
ام هيـام: عيل ليش ما تخليني اوكلج مثل ما ابي.... يالله.. لا تعاندين.. وخلج بنت طيبة وحليوة... وكلي وردي لونج الحلووو..


وحدة من التوائم تسحب ريل فاتن: معليه اكل معاااج..
ام هيـام: شوف الفشيلة..
فاتن وهي تبتسم لها بحنية: بشررررررط..
الصغيـرة:سنو؟؟؟
فاتن : تقوليلي.. شعطوووكم اليوم في الباليـه..
يات التوأم الثاني اللي فيها جرآة اكبر من اللي في الاولى:.. انا اقوووولج اللي اتووونا اياااه...


وسحبوو الثنتين يدين فاتن الى الكراسي والصينية حملتها ام هيـام وهي تضحك على بنتييينها الصغيرتين الي يكونون سبب الفرحة الحقيقية بعيون فاتن اللامعة.. تمتلك الكثيـر من الآلام في قلبـها.. قالت ام هيام في قلبها.. هالبنت الامها واضحة للعيان مثل ما يوضح هلال العيـد بعيون المعيـدين.. سيمائهم علىوجوههم.. وهالبنت ما تحاول تخفي اي شي على الرغم من سكوتها.. لكن مثل ما يقول محمد عبده.. الحب علمها السكوت.. وعلمه الكلااام.. بس محد يدري.. شفاة من المغلقة .. وعين من الدامعة.. وفاتن قصة حبـها يمكن تكون اعمق من ما يتصورها احد..


وقبل لا تروح ام هيـام عن فاتن بعد قعدة ساعة والبنتين في نص سوالفهم طاحوو بحكم سلطان النوم. في حظن فاتن.. وقفت لها وابتسمت في ويهها..


ام هيـام:.. يا فاتن.. العقل.. يقدر يسوي اي شي.. ويقدر يفكر باي شي.. ولكن.. (حطت يدها على قلب فاتن) هذا راعي الافعال.. يصبر الى الحد اللي يقدر عليه.. ولكن لا بغى ينفجر. يحدث اكبر بركاااان واكبر فوضى..
فاتن وهي تبعد عيون دامعة من كلام ام هيـام..: خالتي... ماابي اتكلم..
ام هيام وهي تمسح على ويه فاتن: وانا ما بغيتج تتكلمين.. ريحي بالج يا فاتن.. وخلي قلبج يفكر.. صدقيني.. في الحب.. والحرب.. ما يفكر الا شي واحد.. القلب.. لا تخليهم يقصون عليج.. اللي يفكر بعقله انسان ما يحب طعم الحب ولا بيعرف طعم الحب. الحب ما كان المفروض عليه انه يكون سعيد وجميل ولذيذ.. والا ما كان في حب.. الحب انرسم من اثنين.. الدم.. والدمع.. امتزجوا وكونو احلى خليـط.. تبلعينه بمرارة.. لكن تخلي العنف في صدرج وانتي تتضرجين بدمه؟؟؟ احساس جميل..


سكتت وهي تراقب الدمع الخائن من عيـون فاتن وما حبت انها تواصل بالكلام اكثـر.. وطلعت من الملحق.. تاركة وراها فاتن بقلب ملتهب.. ولسانها اللي واقف على طرفه اسمه.. وما تقدر تلفظه ولا تقوله.. تخاف انها تؤذي نفسـها او ترد نفسـها الى عالـم اهي بغنى عنه.. ولكن هالعالم بعد يمتلك اسمى واغلى ممتلكاتها.. اهلها.. واصحابها.. وفوق كل شي.. ذكرياتها معاهم.. ما تقدر تتخلى عن هذا وعن هذاك بسبب شخص واحد.. اصح.. الحب ما كان المفروض عليه انه يكون حلو.. الحب عذاب.. لا ننسى الألف.. عشان المعنى لا يختلف... اااااه عليج يا مريم.. ليتني القاج الحين وارمي عليج بهمومي..


فاتن بتفكير مسموع : لكن مادري انتي شتفكرين عني الحين يا مريم .. مادري.؟


----------------------------------------------
----------------------------------------------

في فجــر اليوم التـالي.. وقفت سيـارة عن بعـد شـــارع من بيـت النهيــدي.. في جو متلايم على بعضـه وين ما الرطوبة تتحكم بالاجـواء وويــن ما الهـدوء يعـم الاطراف الا من حنحنه المكيــفات الهوائية.. الملطفة للاجواء.. تحركت القلـوب بصمـــت ثقيــل وبنفـــس حزيــنة ولكن الروح صــابرة..

نزل مشــعل من التاكسي وهو يحمل جنطته الصغيــرة.. تم يمشـي على طول الشـارع بهدوء وهو يناظر البيــوت.. مرت فتــرة.. ســته شهور من طلع من البحـرين الى السـعوديـة للدراســة او يمكـن الهروب.. عرف باللي صار لمسـاعد لكنه ما قدر يعـرف التفاصيـل لانه قطع كل العلاقات او الامكانيات انه يوصـل لهم.. وفضل الهروب على القعدة مكـانه.. وحتى وجوده اليوم ما كان بطواعيته.. كانت هناك اغلاط تركها وراحت.. خلفتها العيوب الشخصيـة في هالحي وبين هالناس الطيبـة.. والغلط يصير لكن لازم مايستـمر.. اهو لازم يعوض عن اللي خسـره بكل هالناس.. واولهم فاتـن.. واهل فاتـن.. ويمكن فاتن ما تكون مهمة بقـدر ... منـاير..

منايــر.. في ظرف هالثمانية شهور قدرت انها تغيـر فيه كل شي.. مو بمعنى عاطفي او رومانسي بمعنى انسـاني اكثـر.. كيف ان بنت صغيـرة تقدر تكون انسـانة فاهمة وعاقلة.. واهو اللي كان يظـن انه كبيـر ما كان يعـرف شي..

العمـر ماله فرق.. والانتقام يمكن ما كان موجـود.. ولكن استرداد الذات اهو اللي حدد مصيـره في ذيج الفتـرة.. ولكن قضاء الله وقدره دايما يكون على غيـر اعتقاد الانسـان.. الواحد يظن انه خلاص.. ما راح يتنازل او يتقاعص لحظـة لكن.. في خضم اللحظات يلقى ضميـره يرسل رسالة ضعف او توسل لجسـد لانسان يحثه على لتوقف..

منــاير.. مع انج كنتي منـاير الا ان نور واحد منج كــفى.. ماهو حب ولا هو جنون.. الا ان العفـة اللي فيج قدرت انها تبعدني بشيطانيتي عن اختج..

في نفـس الوقت كانت مناير ويا سمـاهر قاعدين عند البـاب الرئيسي للبيت يناقشـون اخر المستـجدات مثل كل مرة بهالوقت من الليل.. ويخترعون اشياء من الخيـال ويتمنونها لو انها تصيـر.. على الاقل قصة معاناة حقيقية راح تكون متواجدة بحياتهم..

مناير وهي مسندة راسها والحجاب ملتف عليها باحكام: تهقين سمور.. فاتن بترد بيوم..
سمـاهر وهي تاكل من الصبار اللي بيدها: والله مادري.. اهي ادرى بمصلحتها.. بس تدرين.. صباركم وايد حلو
مناير تبتسم: هذي امي كل يوم تقطف شوي.. تصدقين.. ابوي كان خاطره اننا نزرع صبار هندي.. لكن حط لنا نخله بدالها..
سماهر بنظرة حلوة: الرطب حلو احبه.. ههههههههههههههه
مناير وهي تكابد ابتسامة وتتنهد بعمق: خاطري بس ... لو ابوي يرد الدنيا... دقيقة وحدة.. جان كل شي يتعدل..
سماهر وهي تتقرب من مناير بابتسامة وتمسك جتفها: منور.. خليني اقول لج قصـة..
مناير باندهاش..: شفيــج على القصص.. عدووج اهل القصص..
سمـاهر وهي تتأفاف: اوووووووف خليني عاد اقول لج القصة.. وبعدين.. انا انسانة محد يأثر علي.. كل شي ايي بنفسـه..
مناير وهي تصمها بالخمس على ويهـها: مالت عاد.. قولي قصتج خليني اسمعها..
سماهر وهي متحمسه تضم رجلينها الى صدرها وتبدى: بقول لج.. هذا واحد.. انزين
مناير تستبق الاحداث: اووووووووف عرفت القصة..
سماهر باندهاش: شدراج بالقصة؟؟ اصلا انتي سمعتيها
مناير: ما يحتاج اسمعها عشان اعرفها.. خلاص لا تعيدين ولا تزيدين
سماهر تضرب مناير على جتفها: عنبووو هالويه اللي عليج.. ما تخليني حتى ابث لج شوية من مشـاعري
مناير وهي منصدمة:.. تبثين؟؟ شفيج انتي.. وايد تطالعين برامج ثقافية..
سماهر الي زعلت ووقفت: لكن مو منج.. مني انا.. يالله تصبحين على خيـر

وراحت سمـاهر عن منـاير وهي معصبة والثانية تلحقها بابتسامة

مناير: لا تخليني الحقج ياالكريهه ماحب اركض.
تلتفت لها سماهر بسرعة: تخافين تختفي منج هالكرشة ولا تلاحقيني يالله ذلفي عني

تطلع سماهر من الباب وتتصنم وهي واقفة من الشخص اللي جدامها ومناير وراها تضحك بخفة روح ولا على بالها ادنى فكرة من اللي جدامها ..

مناير: وقفي سمـور والله احبـج انا.....

التفتت مناير للشخص الي كان واقف بنصـ الشارع وهي مسـتغربة .. مصعوقة بالاحرى.. ثمانية شهور.. ثمانية شهور.. واسبوعين.. وثلاثة ايام طافو من اخر مرة شافته فيهـا.. من سفر فاتن للحيـن.. وين راح بطول هالايـام.. وشهالليل الرطب الي يابه.. مثل المرهم على الجروح..

بروح الجيـرة اللي فيـه حب انه يسـلم عليـهم مع انهم بنـات.. بس كانو اشبـه بالاقرباء على الغربـاء..

مشـعل بارتباك وعيونه بالارض:.. السلام عليكم
مناير ما قدرت تصف كلمتين على بعض وسماهر اللي ردت: وعليكم السلام..
مشعل وعيونه بعدها على الارض: الشيخة بس لو تنادين جراح..

سمـاهر اضطربت وناظرت مناير عشان تعطيها جواب.. اللي تعرفه سماهر ان جراح راقد.. وما يقدرون يوعونه لانه عليه قعدة من الصبــح..

منـاير بصوت مقارب للهمس: جراح راقد.. وما يحب احد يوقظه ... لانه يقعد من الصبـح.
مشـعل وهو يلتفت بسـرعة ويعطيهم ظهره: مع السـلامة..
وهم يناظرونه يختفي بسرعة مثل الضباب.. ردو التحية.. وحدة بصدمة.. والثانية بشعور اشبه بالفقد من جديد: مع الف سلامة..

اختفى مشعل من زمان وتسكرت الابواب من وراه.. وبعدها مناير واقفة ويا سماهر والصدمة ماليتهم.. ما تنكر مناير انها حست بالامتلاء من يديد.. لكن في شي غريب خلاها تحس بالندم والاكراه لوجود مشـعل من يديد في حياتها... يمكن.. بسبب معرفتها بحبه الكبيـر لاختها.. ؟؟؟

سماهر وهي تودع مناير: يالله انا بروح.. الوقت تاخر واخاف بدر يدور علي الحين .. وتعرفين مو مثل قبل..
مناير وهي عاقدة حواجبها وتناظر بالفراغ ويدها معقودة عند بطنها والثانية عند حلجها: سمور.. شكانت قصتج؟؟
سماهر باستغراب: ليش؟
مناير : قوليلي اياها...
سمـاهر وهي تبتسـم:.. كان في واحد... (تستند على جتف مناير) طيب وحليو.. لكن المشاكل راكبه راسه.. في يوم من الايام.. التقى ببمصدر نور بحياته.. كانت بنت.. ولا كل البنات.. فيها الزين والشين.. وفوق كل هذا اللسان.. (تبتسم مناير بحزن عميـق) بس تدرين شلون؟؟
مناير وهي تناظر سماهر:.. شلون
سماهر وهي تتقرب منها: ما عليج من كل اللي يصير.. مناير.. الحب ماهو من ثوبنا.:. ولا احنا قده.. كفاية اللي نشوفهم كل يوم متعذبين على شان الحب.. خلينا .. نلاقي مصيـرنا من غير الحب.. جوفي من اي داعوس او اي زرنوق بيينا.. لا نلاحقه.. لانه يكسر شوكتنا.. خليه اهو اللي يلاحقنا... شرايج؟
مناير وهي تتنهد: رايي... رايي انج محتاجة نوووووووووو
سماهر وهي تتصنع التثاوب: اوووه صج اني تعبانة يالله قوو نايت..
مناير: هههههههه قود نايت..
سماهر: اللي هو...

كل وحدة ودعت الثانية وهي عارفة ان الحب.. ملاحق لا يلاحق.. اهم محتاجين لوجوده بحياتهم .. ماهو حاجة ضرورية.. بس لسبب معيـن.. بدى في بال مناير ان سبب تعاستها اهو غياب مشـعل.. ولكن.. سبب امتناعها عن التفكير بهالتعاسة اهو المدى اللي وصل له مشعل وفاتن ومساعد وجراح ومريم.. وحتى سمـاهر اللي تكابد في اخفاء مشاعرها الطفولية لجراح.. كل هذا شي مكتـوب في القدر.. وكل هذا مطلوب في الحياة.. حياة بعض الناس يمكن.. لكن سبب حصوله كله يرجع الى الله.. ومثل ما هو شبكنا.. بقدرته الواسعة.. راح يخلصنا..

 
 

 

عرض البوم صور نونو  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية