لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-10, 06:36 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولكن ديليا لم تتخذ قرارها كما يريد بيتر لأنها بدأت تلاحظ حينئذ وجود تغييرات في جسدها , وكان قد مضى ثلاثة أشهر منذ عودة أدموند من أندونيسيا ثم رحيله من جديد الى وسط أميركا , وهناك أحتمال كبير أن يكون قد حدث حمل , وتأكد لها ذلك بالفعل عندما ذهبت الى الطبيب , فطردت من ذهنها تماما فكرة الطلاق.
وشعرت ديليا بسعادة غامرة وهي تدرك أنها تحمل طفلا من أدموند وحاولت الأتصال به بأية وسيلة أو معرفة مكانه لتبلغه بذلك , ولم تبلغ بيتر بأنها حامل لأنها لم تعد تثق به , وحاولت أن تعرف منه من جديد مكان أدموند ولكنه رفض قائلا أنه لا يعرف مكانه فأمتنعت عن لقائه منذ ذلك الوقت.

ولم تترك ديليا منظمة من منظمات الصحة أو الأغاثة ألا أتجهت اليها لتسأل عن أدموند , وذهبت الى معهد الأبحاث الذي كان أدموند يعمل به, فأعطوها عنوان عمه الذي لم تكن تعرف عنه شيئا , وعندما ذهبت اليه , أبدى دهشته الشديدة لأنه لم يعرف أن أدموند له زوجة , وقال لها أنه لا يعرف عنه شيئا.
وتقلّبت ديليا في فراشها وهي لا تستطيع النوم.

وودّت في هذه اللحظة لو أن معها الحبوب المنومة , وتمنت لو أنها في غرفتها في بوستو أورلاندو مع أدموند لتقول له عن السبب الحقيقي الذي دفعها الى تناول هذه الحبوب , وهو أنها أصيبت بأنهيار عصبي بعد فقدها للطفل الذي ولد قبل موعده وتوفي بعد ذلك , كم تود الآن أن تهمس لأدموند بآلامها ليشاركها التجربة القاسية التي كانت تحطمها.
وأثارت هذه الذكرى الحزينة عواطفها , ولكن رويدا رويدا بدأت أعصابها تهدأ , وأخيرا أستغرقت في نوم عميق.

وجلست ديليا في المركب الى جانب لويز وهي تدون المعلومات التي تعرفها منه عن عمله مع القبائل , وكفاحه لتأهيلهم التأقلم مع المدنية الحديثة , مع الأحتفاظ بتقاليدهم.
وقال لويز يحدثها:
" أنني أزود رجال القبائل بمعدات حديثة مثل الفؤوس المعدنية والسكاكين بدلا من الأدوات الحجرية التي يستعملونا , كما أزودهم بالبنادق وبعض معدات صيد الأسماك , هذا بالأضافة الى الطعام والملابس التي يحتاجون اليها في بعض الأحيان, ولا أحاول أطلاقا أن أفرض عليهم طريقة حياتنا كما يفعل المستعمر الأبيض, بل أترك لهم مطلق الحرية لممارسة حياتهم بكل تقاليدها وطقوسها كما يحلو لهم.
منتديات ليلاس
ولم تستطع ديليا منع نفسها من الأعجاب به , فقد كان مخلصا في كل كلمة نطق بها , وتحدث معها لويز عن والدها , وكيف كان يساعده في عمله
ثم تطرّق بهما الحديث الى أدموند فقال لويز:
" كم أود أن يقرر أدموند البقاء معنا في بوستو أورلاندو , ألم يتحدث معك بشأن هذه المسألة؟".
" لا ... ليس بعد".

" لن يكون قرارا سهلا بالنسبة اليه , أعرف ذلك خاصة بعد أن قابلتك , فعندما يكون الرجل أعزب مثلي فأن أتخاذ مثل هذا القرار لا يكون صعبا , ولكنني آمل أن تتوصلي مع أدموند الى حل وسط كما هو الحال مع ريتا ومانويل , وكما عرفت منهما فأن الزواج الحقيقي يعني أن يتغلب الحب على أية مشكلة تعترض طريق الزوجين ليصلا معا الى حل يرضي كليهما".

ولما كان الجو حار, فأن ديليا فضّلت البقاء في المنطقة التي يوجد بها المحرك , وجلست تدوّن ملاحظاتها , وأنضمت اليها ريتا لبعض الوقت , ولكن أدموند لم يقترب من مكانها , وفضّل البقاء تحت أشعة الشمس.
وفي منتصف النهار سقطت الأمطار بغزارة مما حجب عنهم الرؤية تقريبا , وما أن توقفت الأمطار حتى تمكنت ديليا من رؤية أحد الشواطىء التي كان المركب قد أقترب منها , وبدت لها في وسط الغابة منطقة متسعة خضراء تناثرت فوقها بعض الأكواخ الخشبية , وبدا منظرها رائعا وسط الأشجار الكثيفة التي أحاطت بها من كل جانب , وكانت هذه هي بينوروس.

هبط أدموند ومانويل يساعدان جيكارو في سحب المركب الى الشاطىء , حيث وقفت مجموعة من الهنود يرتدي معظمهم ثابا عادية ,وكانوا يقفون في صمت تام.
وسرعان ما أندفعت سيدة من وسطهم وهي تصيح بصوت عال , وتخبط بيدها على صدرها وقد أنسابت الدموع من عينيها.
وهبط جيكارو من المركب , وتقدّم الى الشاطىء , فتوقفت السيدة فجأة عن الصياح , وأمسكت بذراعه وهي تبتسم بسعادة وأتجهت معه الى منطقة الأكواخ .

وما أن أنتهى هذا المشهد , حتى أندفع الهنود يتصايحون ويضحكون وهم يحييون لويز ويعانقونه.
ولم تفهم ديليا شيئا مما يدور حولها
فأوضحت لها ريتا الأمر قائلة:
" هذه السيدة هي والدة جيكارو , كانت تبكي لأنه تغيّب عن القرية لفترة طويلة , وتقضي التقاليد بأن يلتزم الجميع الصمت حتى تنتهي من الترحيب بولدها العائد , والآن هيا بنا ننزل الى الشاطىء".
وشعرت ديليا بسعادة وهي تنزل من المركب , ولكنها ترنّحت وكادت تسقط لولا أن أمتدت يد لتساعدها.



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:38 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


ونظرت ديليا فرأت أمامها شابا برازيليا وسيما في حوالي الثلاثين من عمره يبتسم لها وهو يحدثها بالبرتغالية ولم تفهم ديليا شيئا من حديثه ولكنها ردّت تحييه بالبرتغالية , فأضاء وجهه وهو يرد عليها بالأنكليزية الركيكة.
ووصل لويز في هذه اللحظة يحيط به الهنود وعندما رأى الشاب هتف قائلا:
" كارلو, لم أكن أتوقع لقاءك هنا".
ثم عانقه وقبّله على الطريقة البرازيلية مشيرا الى ديليا يقدمها له قائلا :
" هذه ديليا تالبوت , صحفية تعمل معنا".

ثم قدّم لويز الشاب اليها قائلا:
" وهذا كارلو سيلفيريا أبن أحد المستكشفين العظام , ويعمل كطيّار تابع لمنظمة حماية الحياة القبلية".
وتساءل كارلو وهو يصافح ديليا:
" تالبوت , هل هذا الأسم له صلة بالدكتور تالبوت؟".
فأجاب لويز وهو يتجه الى الأكواخ:
"نعم , أنها زوجته".
فصاح كارلو متعجبا:
" هل هذا معقول , كم مضى على زواجك من أدموند؟".
فأجابت ديليا وهما يسيران خلف لويز:
" عامان ونصف".
فصاح كارلو من جديد :
" لا أكاد أصدق هذا , لقد أجتمعت بأدموند مرارا خلال العام الماضي , ولم يخبرني أبدا أن له زوجة".

ورأت ديليا أمرأة طويلة القامة , نحيلة , تهبط التل متجهة اليهم , وكانت تبدو في حوالي السادسة والعشرين من عمرها , شعرها أسود طويل , ولون بشرتها برونزي جذاب للغاية, وكانت ترتدي سروالا من القطن الفاتح وقميصا مناسبا .
وتحدثت الى كارلو بالبرتغالية بلهجة سريعة وهي تشير الى ديليا , ورد عليها بنفس اللغة , ورأت ديليا أبتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه وهو يردد اسمها.

وألتفتت المرأة الى ديليا وقد أتسعت عيناها من الدهشة وقالت بالأنكليزية:
" لم أكن أعرف أن أدموند متزوج".
ثم قدمت نفسها قائلة:
" أنا الدكتورة زانيتا ميريللي , وقد أعتنيت بزوجك أثناء أصابته بالملاريا بعد أن ضل طريقه في الغابة".
فمدت ديليا يدها لتصافح المرأة , ولكنها تركتها فجأة نازلة التل مسرعة , ونظرت ديليا وراءها فرأت أدموند يصعد التل وهو يحمل حقيبته.
منتديات ليلاس
ورأت زانيتا تندفع ناحيته , وتوقف أدموند ونظر اليها مبتسما فأندفعت اليه وأحاطته بذراعيها وقبّلته على وجنتيه لأكثر من مرة فضحك أدموند ووضع الحقيبة على الأرض ليبادلها التحية.
وأشاحت ديليا بوجهها سريعا , فرأت كارلو ينظر اليها بأهتمام شديد وكأنه يجد المشهد مسليا , ولكنه لم يعلق بشيء , وسار الى جانبها في الطريق الى الأكواخ.

وقال لويز يحدثها:
" ستتقاسمين أنت وأدموند أحد الأكواخ مع مانويل وريتا , فليس في القرية هنا التسهيلات الموجودة في بوستو أورلاندو , أما نحن فسنبيت فوق الشباك المعلقة في العراء وأذا أردت الأغتسال فيوجد حمام في هذا الكوخ الذي يتوسط المنطقة".
وصحبها لويز الى أحد الأكواخ , وكان متسعا من الداخل وقد ترك نصفه مكشوفا أما النصف الآخر فكان مسقوفا , ووضعت لمبة تضاء بالوقود فوق أحد جذوع الأشجار التي يستند اليها السقف , وعلى ضوئها الضعيف أمكن لديليا أن ترى الهنود وهم يعلقون شباك النوم التي أحضروها معهم في المركب.

وما أن رأى الهنود ديليا تدخل الى الكوخ , حتى نقدموا منها وهم يشيرون الى حقيبتها , وفهمت ديليا ما يريدون ففتحت حقيبتها , وأخرجت بعض الحلوى والسكاكر وأعطتها لهم فغادروا الكوخ مع لويز.
ودخل بعد ذلك مانويل وريتا وأتجها الى الركن الخاص بهما في الكوخ , وجلست ديليا تمشط شعرها بعد أن بدلت ثيابها , وهي تسائل نفسها عن أدموند وأين هو الآن.

بعد ذلك أتجهت ديليا مع مانويل وريتا الى حيث يقدم الطعام , وكان القمر مكتملا , وضوءه يملأ المكان الذي فاحت في أنحائه رائحة زهر الليمون .
ودخلا الى أحد الأكواخ القريبة من النهر حيث وجدا أحد الهنود يقوم بأعداد الطعام
ووقفت ديليا تراقبه للحظة وقالت ريتا:
" يبدو أن الطعام سيكون دسما الليلة , فقد سمعت أن صيادي القبيلة تمكنوا من أصطياد عد من الغزلان البرية".

وفي الغرفة الطويلة التي خصّصت لتناول الطعام, رأت ديليا لويز يجلس وقد أحاط به الهنود يصفون له كيف تمكنوا من أصطياد الغزلان , كما رأت أدموند يجلس الى مائدة مستطيلة مع زانيتا.
وهمست ريتا قائلة لديليا:
" هل تعرّفت بالدكتورة زانيتا ميريللي؟".
فقالت ديليا وهي تجلس الى المائدة:
" نعم, قدمني كارلو اليها , ولكن يبدو أنها صغيرة على كونها طبيبة , هل هي متطوعة؟".

" نعم, أنها في كلية طب سان باولو , وتريد أن تتخصص في الطب الأستوائي , وهي تنحدر من عائلة غنية جدا".
وشعرت ديليا بتعاسة وهي تقول لنفسها : مثل أدموند تماما ولكن ألى أي مدى يتفق أدموند مع هذه الطبيبة الجذّابة المرحة!
وأقتربت ريتا من ديليا وهي تقول بصوت هامس:
" أرجو ألا يضايقك كلامي , ولكنني سأقول لك ما أقول لأنني أشعر بميل اليك وكأنني أعرفك منذ فترة طويلة , أنني أعتقد أن زانيتا تحب أدموند , وقد تعلّقت به أثناء الفترة التي قضتها معنا في بوستو أورلاندو للعناية به".

وقفز سؤال الى ذهن ديليا , ودّت لو نطق به لسانها , وهو: هل هو أيضا يحبها؟ ولكنها لم تحاول أن تحرج ريتا بتوجيه هذا السؤال اليها.
ونظرت خلسة عبر المائدة , وكان أدموند يجلس مستندا بذراعيه الى المائدة , يدخّن سيكارته ويبتسم وهو يستمع بأهتمام شديد الى حديث زانيتا التي كانت تتحدث بأنفعال وهي تلوّح بيدها بين وقت وآخر.

ووجدت ديليا نفسها تتساءا عم يتحدثان , ربما كانت تحدثه بشأن بعض المسائل الطبية , ولكن من يدري ماذا تقول له هذه الطبيبة وما هو رأيه فيها.
وتوقفت زانيتا عن الحديث وهي تنظر اليه فيما يبدو أنتظارا لأجابة منه , فأجابها على الفور بلغة برتغالية سليمة ,وبدا عليهما الأستغراق التام في الحديث لدرجة أن ديليا شعرت أنهما أنفصلا تماما عن أي شيء آخر وأنهما يعيشان في عالم خاص بهما.

وشعرت ديليا بنيران الغيرة تشتعل في صدرها وهي تفكر كيف أن أدموند تجاهل وجودها تماما وهما على المركب , في الوقت الذي يظهر فيه كل الأهتمام بهذه المرأة البرازيلية التي عانقته وكأنه حبيبها.
وأشاحت ديليا بنظرها الى الناحية الأخرى لترى كارلو وقد جلس على يمينها
فأبتسمت له وبادلها الأبتسام.
وقال كارلو:
" ما زلت مندهشا , كيف يحضر أدموند الى بوستو أورلاندو ويقضي طوال هذه المدة بعيدا عنك, لا بد أن يكون , ماذا يقولون مجنون ؟ لا يمكن لرجل عاقل أن يترك زوجة جميلة مثلك وحيدة ليسرقها رجل آخر منه , ولكن لماذا تركته يسافر؟

" لم يكن بأمكاني منعه".
" كيف ذلك؟ ؟ لا أصدق أن أمرأة مثلك لا يمكنها أن تفعل ذلك , لو أنك أردت فعلا بقاءه الى جانبك أو ربما كان زواجكما من النوع الحديث الذي يعيش فيه كل من الزوجين حياته الخاصة ولا يجتمعان ألا أذا سمحت لهما الظروف بذلك".
" تبدو وكأنك لا تؤيد مثل هذا الزواج".
" بالطبع لا , عندما أتزوج , ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك الآن , أريد أن تبقى زوجتي في المنزل للعناية بي وبالمنزل وبالأطفال بعد ذلك".

" ولكن لنفترض أنك لم تستطع البقاء معها, أو دعتك ظروفك الى التغيب عنها معظم الوقت؟".
" في هذه الحالة أتوقّع منها أن تبقى في أنتظاري لترحب بي عند عودتي".
ثم نظر كارلو عبر المائدة الى حيث يجلس أدموند وزانيتا وأقترب من ديليا ووضع يده على فمه وهو يهمس قائلا:
" أنني لا أهتم بهذا الطراز من النساء على شاكلة الدكتورة زانيتا فأنها باردة تحب الحديث عن نفسها وعن مهارتها كطبيبة طوال الوقت , ومع كل هذا الحديث , لن يكون هناك وقت لتبادل القبلات؟".

ضحكت ديليا , وأخذت في تناول الطعام وهي تشعر بالسعادة لأنها تجلس الى جانب كارلو الذي أخذ يحدثها طوال الوقت وجذب أنتباهها بعيدا عن زانيتا وأدموند , وجعلها تنسى متاعبها.
وبعد الأنتهاء من تناول الطعم , توجهوا الى الخارج حيث جلسوا في الهواء الطلق على المقاعد الخشبية يراقبون الهنود وهم يقدمون رقصاتهم الشعبية وقد أرتدوا ثيابا من الريش زاهية الألوان.

وجلس كارلو الى جانب ديليا يشرح لها معنى الرقصة التي كانت تقدم , قائلا أنها تعبر عن الغضب, الغضب على المستعمر الأبيض الذي يريد أن يشق طريقا وسط الغابة.
وبعد الأنتهاء من مشاهدة الرقص , أتجهت ديليا بصحبة كارلو الى الكوخ , وكان النسيمم عليلا وضوء القمر ينتش في المكان ويبدو أن هذا الجو الشاعري أثار عواطف كارلو
ذلك أنه أمسك بيد ديليا وهو يودعها على باب الكوخ ورفعها الى شفتيه يقبّلها وهو يهمس قائلا:
"تصبحين على خير , أنني سعيد بوجودك معنا وسأراك غدا".
ثم تركها وأختفى في الظلام.
منتديات ليلاس
دخلت ديليا الى الكوخ , وتحسست طريقها في ضوء المصباح الخافت الى الركن المخصص لها ولأدموند , وخلعت ثيابها ولبست رداء نومها وتمكنت من التسلق الى الفراش المعلق بدون مساعدة أحد وأغمضت عينيها وهي تستمع الى ريتا ومانويل وهما يتهامسان ولكنها لم تستطع النوم فأستلقت بأنتظار عودة أدموند.
عاد أدموند أخيرا الى الكوخ , وسمعته يتحرك ليخلع ملابسه ويستلقي في فراشه , وتمنت ديليا لو واتتها الشجاعة للتحدث اليه لتعرف منه أين كان حتى الآن وماذا كان يفعل.

وفتحت عينيها , فرأت الكوخ يسبح في الظلام بعد أن أطفأ أدموند المصباح.
وعلى الرغم من أن الليل كان يقرّب بينهما لأنهما كانا يجتمعان في مكان واحد , ألا أن ديليا كانت تشعر في ذلك الوقت أنهما بعيدان تماما عن بعضهما البعض , وبدا لها وكأن الهوة التي تفصل بينهما تزداد كل يوم أتساعا, وأستغرقت في النوم وهي تعتقد أنها توصلت الى السبب الحقيقي وراء رغبة أدموند في البقاء في البرازيا , أنه يريد البقاء الى جانب الدكتورة زانيتا ميريللي!

نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:39 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


5_عناق في الأدغال

قال أدموند محدثا ديليا:
" يوجد رجل مريض للغاية في أحدى القرى المنعزلة وسط الأدغال , وقد تلقينا رسالة من قبيلته تطلب طبيبا على وجه السرعة , وسيأخذنا كارلو الى هناك هذا الصباح , فهل ترغبين في الذهاب معنا؟".
وكانت ديليا وقد نزلت لتوها من فراشها المعلق , تبحث عن منشفتها والصابونة لتذهب الى حيث يمكنها الأغتسال , فوقفت جامدة للحظة وظهرها اليه وهي لا تكاد تصدق أذنيها , هل يطلب منها أدموند حقا الذهاب معه الى أي مكان؟

وألتفتت اليه , فرأت شعره مبتلا كأنه أغتسل بالفعل , وبدا وجهه حليقا جذابا وقد تناثرت خصلات شعره المجعد المبتل حول أذنيه وعلى عنقه , وعلى الرغم من أنه يبدو منتعشا , ألا أنها لاحظت وجود بقع سوداء حول عينيه تشير ألى أنه لم يأخذ قسطا وافيا من النوم.
وترددت ديليا قليلا قبل أن تسأله برجاء:
" هل تريدني أن أذهب معك؟".
منتديات ليلاس
فقال بعصبية واضحة:
"بماذا تريدينني أن أجيبك؟ أنني أوجه اليك سؤالا بسيطا وأنت تجيبين بسؤال آخر , كارلو يقول أن الطائرة يمكنها أن تحمل أربعة أشخاص , ويعتقد لويز أن زيارتك لمثل هذه القرية سيفيدك في عملك , وعلى هذا فأن أمامك فرصة للذهاب , أما أن تقبليها أو ترفضيها , فهو أمر يتعلق بك وحدك".

وبالرغم من أنها شعرت بالألم لهذه اللهجة العنيفة التي يحدثها بها , وبالرغم أيضا من أنها كانت تشعر بصداع وألم في معدتها ورغبة شديدة في النوم , ألا أنها كانت تريد أن تذهب معه لتثبت له أنه يمكنها الذهاب الى أي مكان يذهب اليه
فقالت بسرعة:
" أنني ... أنني أريد أن أذهب معك لو سمحت , ولكن من هو الشخص الرابع الذي سيذهب معنا؟".
فأجاب بأقتضاب:
" الدكتورة ميريللي , ستكون فرصة طيبة لها أيضا".

وأضاف وهو يتجه الى الخارج :
" حسنا, سأذهب لأبلغ كارلو أنك ستذهبين معنا , وأذا كانت لديك أية هدايا , فأحضريها معك لأعطائها لرجال القبيلة وسأراك على مائدة الأفطار بعد حوال ربع ساعة".
وخرج أدموند من الكوخ وكانت ديليا تود لو تسأله عما أذا كان يشعر بالقلق لأنه سيضطر الى ركوب مثل هذه الطائرة الصغيرة لأول مرة بعد تعرضه لحادث سقوط الطائرة من قبل , ولكن حتى لو كان يشعر بالقلق , فهل يعترف لها بذلك, في أية حال لم يتح لها فرصة لتوجيه هذا السؤال اليه.

ووضعت ديليا ثيابها , وأسرعت الى حيث أغتسلت في الكوخ القريب , وشعرت بالأنتعاش قليلا , وأمكنها أن تقبل على طعام الأفطار الذي كان يتكوّن من البيض , والفطائر المصنوع من دقيق الذرة, وبالرغم من أنها كانت لا تزال تشعر بآلام في معدتها , ألا أنها كانت تحس بالسعادة لأنها ذاهبة مع أدموند في هذه الرحلة.
وحياها كارلو وهو يظهر لها سعادته لأنها ستشاركهم الرحلة, ووضع ذراعه في ذراعها وهو يسير الى جانبها في الممر الذي تربض فوقه الطائرة , وكان يرتدي سروالا كاكي اللون وحذاء عاليا , ووضع حول وسطه حزاما جلديا عريضا يتدلى منه جراب مسدس , وأمسك بيده الأخرى بندقية.

وقال كارلو وهو يساعدها للصعود الى الطائرة:
" أنني أحتفظ بمثل هذه الأسلحة معي دائما تحسبا للطوارىء , فربما أضطر الى الهبوط وسط الأدغال , وفي هذه الحالة يجب أن يكون معي سلاح لأحصل على الطعام , والآن أتجهي الى المقعد الأمامي فأنني أريدك أن تجلسي بجانبي لأن هذا سيكون أفضل لك وستكون لديك فرصة أفضل للمشاهدة".
منتديات ليلاس
ووصل أدموند وزانيتا بصحبة لويز الذي حضر لتوديعهم وقد ألتف حوله بعض الهنود.
ونظر أدموند الى ديليا وقطّب جبينه وهو يسألها:
" لماذا تجلسين في المقعد الأمامي؟".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:40 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقال كارلو مبتسما:
" لأنني طلبت منها ذلك يا صديقي , لا تقلق عليها فأنها ستكون في أمان وهي تجلس بجانبي , ويمكنك أن تجلس أنت في المقعد الخلفي حيث تستطيع الحديث مع الدكتورة زانيتا".
وألتفت أدموند الى زانيتا التي جلست في المقعد الخلفي وهو يهز كتفيه قائلا:
" حسنا , كما تريد".
وأقفل باب الطائرة , وبدأت محركاتها في العمل , ثم بدأت تسير فوق الممر حتى وصلت الى سرعتها اللازمة فأرتفعت في السماء , ونظرت ديليا الى أسفل تلوح بيدها للويز وريتا ومانويل بينما كانت الطائرة تدور حول القرية.
منتديات ليلاس
وكان كارلو يتولى قيادة الطائرة بسهولة , وقد تعمّد أن يطير على أرتفاع منخفض فوق النهر حتى تتمكن ديليا من مشاهدة التماسيح وهي تستلقي تحت أشعة الشمس على الشاطىء الرملي , وكان شكلها مخيفا للغاية , كما أمكنهامشاهدة قطيع من الغزلان ترعى في أحدى مناطق السافانا , وكانت الخضرة تمتد أسفل الطائرة كبحر واسع لا نهاية له, تخترق في بعض الأحيان خطوط تبرق تحت أشعة الشمس تمثل الأنهار ومجاري المياه , كما كانت أسراب من الطيور الزاهية الألوان تحلّق في تناقض غريب مع لون الخضرة الداكن الممتد على مرمى النظر.

وصاحت ديليا ليسمعها كارلو وهي تسأله:
" كيف يمكنك أن تعرف طريقك الى القرية؟".
ونظر اليها مبتسما وهو يقترب منها:
" هذه مشكلة من السهل حلها , فأنني حيث أذهب أراقب البوصلة , حتى أرى في النهاية عامودا من الدخان , وحيث يتصاعد لا بد أن تكون هناك حياة ".
ثم أقترب كارلو منها أكثر وقال بصوت منخفض:
" هذه هي أول رحلة يقوم بها أدموند منذ الحادث الذي تعرض له , وأريد أن أعرف شعوره".

فنظرت ديليا بحذر الى المقعد الخلفي حيث يجلس , فرأته جالسا في صمت ينظرأمامه , ولم يكن يلتفت الى زانيتا التي كانت تنظر من النافذة , وعندما ألتقت نظراتهما شعرت بالقلق , فقد كانت عيناه مليئتين بالغضب.
ونظرت ديليا أمامها من جديد ,ولكنها لم تحاول أن تقترب من كارلو لتتحدث اليه , كانت تعرف أن أدموند يراقبها
ولكن كارلو أنحنى نحوها وهو يسألها:
" هه , كيف حاله؟".
" يبدو في حالة طيبة".
" أنني سعيد بذلك ,كنت أخشى أن يؤثر الحادث عليه , والآن أنظري الى أسفل , هل ترين هذا الدخان؟ هذه هي القرية التي نقصدها".

وهبطت الطائرة , ورأت ديليا مكانا منبسطا وسط الأشجار الكثيفة , وبدأ كارلو يدور بالطائرة فوق أسطح الأكواخ التي أمتلأت بالقش , وخرج الأهالي منها وهم يصيحون ويلوحون بأيديهم للطائرة.
وأخيرا أستقرت اطائرة فوق الأرض , أمتدت الأيادي الداكنة اللون لتساعد كارلو على الهبوط منها , ثم ساعد الأهالي ديليا وأدموند وزانيتا على الهبوط بعد ذلك , وأتجه الجميع في خطى سريعة الى وسط القرية , وكان الجو حارا ومشبعا بالرطوبة , وأستمر الأهالي يتصايحون ويلوحون بأيديهم
فتوقف أدموند وهو يتساءل:
" ماذا حدث؟ ولماذا يتصايحون هكذا؟ أنني لن أمضي في طريقي قبل أن أعرف ماذا يريدون؟".

وبدأت ديليا تشعر بدوار , فقد كانت الحرارة شديدة , وبدا لها كل شيء وكأنه يدور حولها , ولكنها تماسكت.
وتقدم أحد الرجال الأشداء من كارلو , وتحدث اليه قليلا , فألتفت هذا الى أدموند يفس له ما يقول:
" الأهالي سعداء لحضورنا, وهذا الرجل هو زعيم القبيلة ويريدك أن تتوجه معه فورا الى كوخ الرجل المريض".
فسأله أدموند:
" وأين هو؟".
" أعتقد أنه في ذلك الكوخ , ما عليك ألا أن تتبعه".

" ولكنني لا أفهم حديثهم وسأحتاج الى من يترجمه لي".
فقال كارلو وهو يبتسم بخبث:
" أنني متأكد أن الدكتورة ميريللي على أستعداد للقيام بهذا الدور , أليس كذلك يا زانيتا؟".
وألتفت اليها , وحدثها بالبرتغالية
فرفعت حاجبيها في حركة عصبية وهي تقول:
" بالطبع يمكنني ذلك".
والتفت أدموند الى ديليا, فحاولت أن تبدو في حالة طبيعية حتى لا يلاحظ أنها تشكو من أي ألم.
وقال أدموند يحدثها برقة:
" هل يمكنك البقاء وحدك؟ ألن يزعجك ذلك".
منتديات ليلاس
وشعرت ديليا بشعاعمن الأمل ينفذ الى نفسها , فقد أعتقدت في هذه اللحظة أنه أذا كان يشعر بالقلق من ناحيتها الى هذه الدرجة ويهتم براحتها , فأنه من الممكن أن تثير أهتمامه من جديد كأمرأة وزوجة.
وردت ديليا قائلة:
" شكرا , سأكوم بخير , ربما أتجول لألتقاط بعض الصور".
وقال كارلو:
" لا تقلق , سأعتني بها , ,سآخذك في جولة داخل القرية".
فنظر اليه أدموند نظرة غريبة , ثم هز رأسه موافقا وهو يقول:
" حسنا... سأسرع في العودة قدر الأمكان".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 16-11-10, 06:41 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم التفت الى زعيم القبيلة , وقال له شيئا بالبرتغالية , فربت هذا على كتفه وأمسك بذراعه وصحبه الى أحد الأكواخ الذي كانت تنبعث منه أصوات عويل .
وألتفت كارلو الى زانيتا التي لم تتحرك من مكانها , وقال لها شيئا بالبرتغالية , فنظرت اليه بغضب شديد وهي تتمتم ببعض الكلمات, ثم تبعت أدموند الى الكوخ حاملة حقيبتها الطبية في يدها.

وبعد أن ذهبت زانيتا قال كارلو وهو يمسك بذراع ديليا مشيرا الى شرة كبيرة:
" سنجلس في ظل هذه الشجرة الكبيرة لبعض الوقت".
وجلسا معا على أحد المقاعد الخشبية , وسرعان ما تجمهر حولهما الهنود ينظرون الى ديليا بفضول , وتذكرت ديليا الهدايا التي أحضرتها معها , ففتحت حقيبتها وأخرجت منها الحلوى والسكائر لتقدمها لهم.

كان أهالي هذه القبيلة يختلفون عن القبائل الأخرى التي قابلتها ديليا , كانت بشرتهم تميل الى السواد , ووضع معظمهم طبقة سميكة من الطلاء فوق جلودهم , وكان الرجال يحيطون أذرعتهم بشرائط من جلود الحيوانات.
تقدم منها الهنود يلمسونها ويمسكون بذراعها وشعرها , ويرفعون يدها ليروا خاتم الزواج الذي تضعه في أصبعها , ويتفحصون القلادة التي وضعتها حول عنقها.

وجلست ديليا بهدوء وصبر لأنها كانت تدرك مدى أهمية هذه الأشياء بالنسبة اليهم, فأبتسمت لهم , وأبتسموا لها بخجل ثم تقدمت أحدى السيدات وبدا أنها أصدرت أمرا , فأندفع شاب يجري أتجاه الأكواخ ثم عاد وهو يحمل ملء يده من المكسرات وقدمها لديليا.
ولم تكن ديليا تشعر برغبة في تناول أي شيء , ولكنها تناولت واحدة حتى لا تؤذي مشاعرهم.
وهمس كارلو قائلا:
" أنهم معجبون بك , وهذا شيء رائع لأن هذه القبيلة لا تألف الغرباء بسرع , كما أنها من أمهر القبائل في الأشغال اليدوية , وسترين هذا بنفسك".

ثم صاح كارلو وهو يقف فجأة:
" يا ألهي, لقد خرجت من الكوخ!".
ونظرت ديليا الى حيث كان كارلو ينظر , فرأت زانيتا تجري مندفعة من الكوخ , فأندفع كارلو يعترض طريقها وتحدث اليها , بلهجة عنيفة , ولكن زانيتا التي بدا وجهها شاحبا ردت عليه بحدة , وأندفعت وقد وضعت يدها على فمها تجري حيث أختفت وراء أحد الأكواخ.
وصاحت ديليا تسأل كارلو:
" ماذا حدث؟".
" أنها لم تستطع تحمل رؤية الرجل المريض , لا أدري ما فائدة كونها طبيبة ما دامت تصاب بالغثيان عنما تشاهد شخصا مريضا؟ لا يمكن أن تصلح للعمل في الأدغال , فهي غير مؤهلة لذلك كما هو الحال مع أدموند".

ثم نظر الى ديليا وهو يضيف:
" هل تعرفين يا ديليا أنني معجب جدا بزوجك , في أول الأمر لم أكن كذلك , فقد بدا لي بشعره المجعد وعينيه الزرقاوين الباردتين وصوته الهادىء الرقيق كما لو كان شابا من الطراز الذي سئم الحياة الرغدة التي يعيشها فحضر الى هذه المناطق لمجرد التغيير , ولكنني كنت مخطئا , لأنني وجدته بعد ذلك رجلا مهذبا يهتم بالآخرين ويعمل على مساعدتهم كنا أن لديه قدرة كبيرة على التحمل , وقد ثبت لي هذا بعد أن تمكن من شق طريقه في الأدغال التي ضل بها لما يقرب من أسبوعين".
منتديات ليلاس
ونظرت ديليا الى باب الكوخ الذي يوجد بداخله الرجل المريض , وقالت:
" أن أدموند يقف بالباب وهو يلوح لنا".
وأتجها معا الى حيث يقف أدموند الذي بدا عليه الشحوب الشديد وكان العرق يتصبب من وجهه وسأل بحدة:
" أين ذهبت الدكتورة ميريللي؟".
فرد كارلو بلهجة ساخرة:
" أنها خلف الكوخ, شعرت بغثيان ,هل أنت بحاجة الى مساعدة؟".
" نعم , فأنني لا أفهم حديثهم , كل ما فهمته أن مرض الرجل له دخل بأحد الطيور".
ثم ألتفت الى ديليا قائلا:
" لا داعي لدخولك يا ديليا".
ولكنها أصرت على الدخول , فقال لها:
" أن المنظر بالداخل لن يعجبك".

فقالت:
" هذا شيء طبيعي , أريد الدخول الى الكوخ , فربما يفيدني ذلك في كتابة مقالاتي".
وكان داخل الكوخ معتما , وسمعت ديليا أصوات نسوة ينتحبن ويولولن , ورأت فراشا معلقا تلتف حوله النسوة فنظرت داخله فرأت شبحا هزيلا للغاية ظنته لأول وهلة طفلا صغيرا ولكنها عندما دققت النظر أكتشفت أنه رجل أشبه بالهيكل العظمي.
وأخذ الزعيم يتحدث الى كارلو وهو يشير بيديه , أشارات كثيرة , وأخيرا تولى كارلو تفسير كلامه , فقال:
" الشاب المريض ذهب يوما ليصطاد وفقد سلاحه , وذهب ليبحث عن الماء فضلّ طريقه في الغابة , ولم يكن معه أي طعام أو شراب , فألتقطه طائر الأناقو ووضعه في عشه , ثم عاد به الى القرية أمس".

فهمس أدموند متسائلا وهو ينظر الى المريض :
" وما هو هذا الطائر؟".
" يعتقد الهنود أنه عندما يضل أحدهم الطريق في الغابة فأن مخلوقا نصفه رجل ونصفه طائر ينقذه ويحتفظ به في عشه لحين , ثم يحمله فوق منقاره ليعود به الى أهله".
" هيه.... مجرد أعتقاد يحاول الهنود أن يفسروا ما يستعصي عليهم فهمه أحيانا".
ثم أضاف أدموند:
" أن هذا الشاب يعاني من الأنيميا الحادة وفقر الدم , ويجب أن ينقل فورا الى بوستو أورلاندو , وستكون أنت يا كارلو طائر الأناقو الذي يحمله بعيدا ليعود به الى أهله بعد ذلك معافى".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
flora kidd, رمال في الاصابع, night of the yellow moon, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, فلوراكيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t151212.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظ…ط§ظ„ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± This thread Refback 22-08-16 05:37 AM
ط§ط³ظ… ط§ظ„ط±ظˆط§ظٹط© ط±ظ…ط§ظ„ ظپظٹ ط§ظ„ط§طµط§ط¨ط¹ liilas This thread Refback 14-08-14 03:46 AM


الساعة الآن 05:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية