لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-10, 09:18 AM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ الـ 13
الموجة الثامنة




حزني يكاد يقتلني
يذبحني
ارغب فيمن احادثه
اكلمه
ادرت رقمه
(( اهلا حمد ...كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا ناصر...لم لاترد على مكالمتي؟؟؟ كيف حال الطفلين؟؟؟))
(( اعذرني حمد...امور كثيرة حدثت..انا اعيش في صدمة...))
_(( ناصر تكلم ماذا حدث؟؟؟ ))
(( الطفلان.... الطفلان يحملان عيب خلقي في القلب ...))
_(( لاحول ولا قوة الا بالله))
(( نعم يا حمد...ان الامر يتكرر..))
_(( اذكر الله يا ناصر...))
(( الحمدلله على كل حال...))
_(( وماذا قال الطبيب ؟؟؟))
(( اخبرني قد يكون هذا مرض وراثي ...ليتكرر معي...))
_(( ناصر... عزيزي..لا تقلق توكل على الله ... لكن لابد ان تتابع مع اخصائي امراض قلب...))
(( هذا ما حدث... حولنا الطبيب لأخصائي معروف ))
_(( وماذا قال لك الاخصائي؟؟؟))
(( كما كانت حالة طفلي الاول...عيب خلقي مركب في القلب))
_(( وما هو العيب بالضبط؟؟))

(( ثقب كبير بين البطينين مع عدم اكتمال الشريان الأورطي بحيث أن الدم المؤكسد لا يصل إلي المخ بصورة صحيحة..هذا كل ما فهمته منه.. ))

_(( اخبرني...كم وزنهما؟؟؟))
(( الولد...بدر..وزنه اقل من كيلو بجرامات قليله..بعكس اخته ..أمل تزيد عن الكيلو كذلك بجرامات قليلة...))
_(( هل اخبرك الطبيب ان لابد من عملية؟؟؟))

((نعم... اخبرني ان الان علاجهم بالادوية ومن ثم لابد من اجراء العمليه...لكن هل يصمدون لوقت اجراء العملية...))
_(( ناصر اعتقد ان الطبيب وضح لك... ان من هم في مثل حالتهما يعتمدون على الوصلة الشريانية))
(( حمد هذا ما لم استوعبه ....))
_(( ناصر ركز معي.... الوصلة الشريانية عبارة عن شريان يربط الشريان الأورطي بالشريان الرئوي داخل الرحم حيث أن الجنين لا يحتاج لرئتيه داخل الرحم وفور ولادته وتنفسه الأكسجين تغلق هذه الوصلة تلقائيا حيث لا فائدة لها بعد الولادة عند الأطفال الطبيعيين , أما الأطفال الذين يعانون من نفس هذه الحالة فتكون حياتهم متوقفة على بقاء هذه الوصلة الشريانية مفتوحة.))
(( والى متى يمكن الاعتماد على هذه الوصلة الشريانية؟؟؟))
_(( من اسبوعين الى 4اسابيع مع الادوية طبعا))

(( هل يعني لابد من العملية وهم في عمرهما الصغير؟؟؟؟))
_(( يحتاجان لعمل جراحة سريعة كونهما لا يستطيعان الحياة علي الأدوية مدة تزيد علي اسبوعين الى 4 أسابيع كحد أقصي , ولو تأخرت الجراحة فأن قلب الطفل سيعاني هبوطا لفترة طويلة مما يجعل نجاح الجراحة اصعب))
(( شرحك لحالتهما مثل ما حاول الطبيب يفهمني... لكني لم استوعبها الا الان..لا ادري ياحمد اشعر ان امور كثيرة تدور في عقلي يصعب علي استيعابها ...عقلي غير قادر على التفكير...))

_(( ناصر سأكون عندك في اقرب وقت...))
(( لا حمد... لا تزعج نفسك...))
_(( عن اي ازعاج تتحدث؟؟))
رغم كون حمد طبيب عام الا انه استطاع ان يوضح لناصر حالتهما ويخفف من قلقه ...بوقت لم يستطع الطبيب الاخصائي المعروف ذلك...
كم يحتاج الان لرفيق يكون معه في محنت هذه...

و واضح ان حمد مصر على الحضور
لا يرغب ان يتركه وحده في هذا الموقف الصعب
ولان يعلم كونه طبيب ان حالتهم تزيد صعوبة بسبب وزنهم المنخفض عن الطبيعي لكونهم لم يكملوا تسعة اشهر...

ولكون ناصر بعيد بصلته عن اهله
الى الان لم يخبرهم بأمر الطفلين
فقط هي زينة ابنة اخيه
على اتصال معه
الا انه اخفى عنها مرض الطفلين


الشاطئ الـ14
الموجة الاولى



الاجتماع الاسبوعي لمجلس ادارة الشركة
الجميع مندمج في الحديث
مع رئيس مجلس الادارة
حتى انتبه الجميع لاضاءة الجوال
هناك مكالمة تنتظره بينما هو يتحدث
حتى ادرك هو ذلك
لطالما نبه الجميع من ابقاء اجهزتهم تعمل
حتى لو كانت على الصامت
كما يفعل هو
لا يتركه مفتوح حتى لو كان على الصامت
الا اذا كان ينتظر مكالمة مهمة
وهل هناك اهم من مكالمة ابو عبدالله
كان اسمه الذي يظهر لى الشاشه
قطع حديثه ورفع جهازه
وهو يغادر مكانه متجه نحو الواجهة الزجاجية الكبيرة
التي تطل من الطابق السابع على الخارج
بدى هادئا
ويتكلم بصوت منخفض
لكنه انهى المكالمة وهو يكاد يطير من الفرح
لم يستوعب ما قاله ابو عبدالله
فريدة موافقه
كم هو سعيد
سعيد بهذا الخبر

انتبه لمن ينتظره
التفت لهم وهو يرسم ابتسامة على وجهه
اجتماع اليوم انتهى...
انهى الاجتماع وهو في بدايته
فلديه الاهم
عليه ان يخبر اخته بدور...
ويهيأ بناته للفرد الجديد في العائلة
كما عليه ان يخبر عمه واخوته
كي يكونوا معه يوم خطبته
الارتباك..والرهبه التي يعيشها
الان لم يشعر بها عندما قرر خطبة زوجته ام مروة
لكنها مشاعر تتجدد في كل مرة يأخذ قرار بالزواج من فريدة
انها المرة الثالثة
ولابد ان تكون الاخيرة
وبعدها تكون فريدة زوجته
تعيش معه تحت سقف واحد
هل لهذا الحلم ان يتحقق؟؟؟؟


الشاطئ الــ 14
الموجة الثانية...



خرجت من بوابة الجامعه
نحو مواقف السيارات
سريعة بخطواتها
رغم شمس الشتاء الدافئة
ولباسها...
البنطال الجينز الازرق الذي يضغط على ساقيها الطويلة
مع الجاكيت الاسود فوق الـ تي شيرت الاحمر
وقبعه بناتية من الجلد الاسود تلم قصاصات شعرها الكستانئي المبعثرة
الا انها ترجف من البرد
تحمل اوراق وملفات وكتب
حتى وصلت لسيارتها
الرياضية...
وكعادتها تبحث عن مفتاح السيارة
في حقيبة يدها الجلد الكبيرة المليئة بالاغراض
لكنها لا تجده الا بعد ان تنثركل ما تحويه الحقيبه
رنين الجوال اوقفها عن البحث
لتسحب الجوال من جيب البنطال
(( عمي... كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا زينة... انا بخير... كيف حالك؟؟))
(( بخير عمي... كيف حال الطفلين..بدر وأمل...اعتقد ان امل تشبهني ما رأيك...؟؟؟))
_(( أمل مازالت صغيرة ملامحها غير واضحه... ان شالله ترينها وتحكمين بنفسك....))
((ماذا عن بدر ... لابد انه كالبدر... ستقول يشبهك...؟؟؟))
_(......................)
(( عمي مابك...؟؟))
_(( لا شئ زينة... قد اتأخر في العودة لدي بعض الامور العالقه ..وقد اخذت اذن من ادارة الجامعه وهم مقدرين الظروف.... ساتركك الان..))
(( اي ظروف؟؟؟ انت تخبئ علي امرا ما؟؟ ؟))
_(......................)
(( عمي..ارجوك تكلم انت بخير؟؟؟ ماذا حل بالطفلين؟؟))
(( انا بخير ..بخير يا زينة... ولكن الطفلين بوضع حرج قليلا....))
واكمل..(( الطفلان مريضان..بمثل مرض ابني احمد... مرض في القلب...))
صمتا...
لم يقويا كلاهما على الحديث اكثر
ناصر غرق في بكاء كتمه منذ لحظة وصوله لمدينة الضباب
اما زينة...
فقدت توازنها
القت كل ما بيدها على الارض
وبقيت حقيبتها معلقه في ساعدها
وهي مستندة على سيارتها
حتى خرت على الارض
تريد ان تستوعب كلام عمها
لكنها لم تقوى الا على البكاء
تبكي طفلين يقاومان من اجل الحياة
لا يلمسان
منها غير الحاضنة
كما تبكي اكثر وحدة عمها
قلقها عليه
انه وحيد هناك في الغربة
تعلم ان اباها لم يفكر ان يسأل عنه
علاقته به ضعيفه جدا
ليس لخلاف معين
ولكن انشغاله بعمله يأخذ كل وقته
ليس لديه الوقت ليسأل عن اخيه
(( انت بخير؟؟؟))
رفعت رأسها بصعوبة
كان شابان واقفان بقربها
نزل احدهما لمستواها
(( هل حدث لك مكروه؟؟))
كانت تنظر اليه
لم تجبه
لا تدري ما عليها ان تقول
انتبهت اخيرا لما هي عليه
وقفت بحركة سريعة
وكل الكتب والاوراق والملفات مبعثرة عند قدميها
مسحت دموعها
(( انا بخير))
اخذت تبحث في حقيبتها
عن مفتاح السيارة
علها تجده الان
في حين كان الشاب
يلملم ما هو مبعثر على الارض
فتحت السيارة
بعد ان وجدت مفتاحها
ترى الشاب يقترب منها
ويضع كتبها واوراقها على السيارة
((ممكن ان اضعهم لك داخل السيارة))
صامتة لم تعلق على كلامه
بينما هو محتار في صمتها
ودموعها
لا يدري لم هي منهارة
هذا كان طبع
(( نبيل)) دائما
لا يغفل عن موقف امامه
فكيف ان كان مع بنت مميزة
مثل زينة
ابتعد نبيل مع صاحبه عن موقف السيارة
وكانا يرمقونها من بعيد
وهي تخرج السيارة من الموقف بسرعه
وابتعدت عنهم باقصى سرعتها
صوت احتكاك الاطارات يعم المكان
مع الرائحة الناتجه عنه
حتى انتبه لصاحبه...
((دائما هي مجنونة ...زينة...كيف تتفوق لا ادري؟؟؟))
التفت له نبيل
(( اسمها زينة؟؟))





 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 09:20 AM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 





الشاطئ الــ14
الموجة الثالثة...



بعد ايام من المعاناة
في جو المستشفى الخانق
وبقرب ملاكين لا يعلمان ما يدور حولهما


كان احساس بالكابة يعتريني
حاولت النوم لكني الارق غلبني
ارتميت على الكنبة التي تتوسط شقتي
كم كنا نتشارك عليها
انا وسمر
وغالبا ما يغلبها النوم عليها
ونحن نتابع قناة الافلام
لم تكن تحب ذلك
بعكسي انا
لكنها تبقى معي حتى يغلبها النوم
اخذت نفسا عميقا
ونظري للنافذة
للسماء الملبدة بالغيوم
الساعة السادسة صباحا
وضوء الصباح ليس له اثر
كم اكره هذا الجو
الذي يبعث لي الاكتئاب
وكأني ينقصني هذا الاحساس
وخاصة في هذا الوقت
تذكرت حمد صديقي
اتصل بي ليعتذر
لا يمكنه ان يحضر
ظروف عمله لم تساعده
كان خجلا مني
وفي الوقت نفسه كنت اكثر خجلا
لا اريد ان ازعج احدا
وان كان اقربهم الي
وان حمد لم يستطع القدوم
اعلم ان زينة ستفعلها
خاصة عندما اخبرتها اخيرا بوضع التوأم
بكائها جعلني اذرف دموع
دموع كانت محبوسه منذ ان رأيت الطفلان
قلبها لا يتحمل مثل هذا الخبر
ولابد انها قلقه علي
الوحدة تكاد تخنقني
قطع كل هذه الاحاسيس الكئيبة رنين الجوال
من يكون؟؟؟
كاد قلبي يخرج من بين ضلوعي
ما ان لمحت اسمه
الدكتور جاسم
كنت اكلمه..
ونظراتي تتوزع في كل مكان
ابحث عن من يسندني
لكني انا هنا لوحدي
ارتميت على الكنبة
بعد ان انهيت المكالمة

اريد ان استوعب كلامه
انه في المستشفى
اتصل به الطبيب يستعجله في الحضور
لم يتصل بي مباشرة
لا ادري لماذا
علي ان اذهب بسرعه
لا اعلم كيف ابدلت ملابسي
ولا كيف خرجت من المبنى
ما اعرفه اني امام المستشفى
ورغم برودة الجو
الا اني لا اشعر بشئ
الا بنبضات قلبي
الذي يكاد يخرج من بين ضلوعي
وبسرعة
وصلت الى الجناح الخاص بالاطفال
وجدت الدكتور جاسم يحادث احدى الطبيبات
وقفت على بعد امتار منهما
وانا انظر لملامح الدكتور جاسم
ابحث عن شئ يطمئنني
لكني لم اجد
لم اجد الا حزن واضح على ملامحه
(( عمي..ماذا حدث.. الطفلان بخير؟؟))
وهو يضع كفه على كتفي...
(( اذكر الله... الطفل توفي من ساعة تقريبا..))
انظر اليه بحده
ابحث عن تكذيب لكلامه
حتى لمحت الممرضه قادمة نحونا
وبيدها القبعة القطنية الزرقاء
حتى اقتربت مني
لا اعلم ماكانت تقول
لكنها سلمتني القبعة وانصرفت بعدها
(( اهدأ بني... سأقوم بكل الاجراءات... لا ترهق نفسك..))
كنت صامت لا اتكلم..
بصعوبة اقتربت من الكرسي على جانب الممر
بضعف واضح جلست عليه
وانا اغطي وجهي بكفي
اغالب دموعي
وانا اكلم نفسي..
(( بدر..هل رحلت حقا؟؟؟ ))
اخذت نفسا عميقا
وانا ارفع رأسي اليه
(( عمي...ماذا عن امل.. ابنتي امل..))
بهدؤ اجابني
(( بخير بني.. لا تقلق... مقاومتها اكبر من اخيها..
فالطفل لم يساعده وزنه كما قال الطبيب...))

اخطو خارج المستشفى
بخطوات عجوز اثقلته السنين
وهل هناك اصعب من فقد الاب لابنه
فقدت بدر
بدر حياتي
كان قبل ساعات امام ناظري
اتامله
انتظر منه ان يفتح عينه
لأرى لونها
كم هي رائعة عيناك
كنت تجول بها
في عالمك الصغير
خلف زجاج الحاضنة السميك
هل كنت تعلم
ان والدك هنا
امامك
ينتظر منك ان تستفيق
جسمك الضئيل كسر كل الصمود الذي بداخلي
وذاك الانبوب اللعين
الذي يلتف عليك كالثعبان عندما يفترس عصفورا
ألامس راحة يدك المجعدة
بأصابع يدي
اود ان تأخذ من عمري
ان تستمد شبابي لك
ولكن قلبك الضعيف هزمني
وقهرني
لم اخشى الموت الا عليك
رايتك بدرا
كما كان يرى يعقوب يوسف

لم يعميني قميصك

بل ذبحتني قبعتك الزرقاء

اخرج ناصر القبعه من جيب المعطف الجلدي الاسود
قربها لوجهه
واغمض عينيه
ليخر على كرسي على زاوية الرصيف
الجو بارد
بل شديد البرودة

وكل ما حوله ابيض
وكأن العالم قد كسوه بالقطن
كم تمنى ان يبدل لونه للاسود
حدادا على عزيز فقده

ابتلع ريقه بصعوبة
وشد ظهره على الكرسي
وابقى نظره لشجرة على الجهة الاخرى للشارع
رغم قساوة الجو
صامدة مكانها
تحركها الريح يمينا وشمالا
لكنها تبقى غارسه جذورها
صامدة بشموخ

ليعيد نظره
الى كفه الذي يرجف
وهو يضغط على القبعة الزرقاء
كم هو ضعيف
مهزوم امام قدر ابنه
قدر بدر
كما كان قدر احمد من قبله
يا ترى ماذا سيحل بــ أمل
هل ستكون نهايتها كأخويها؟؟؟
قرب القبعة الى وجهه
واخذ في البكاء
دموع تنهمر على خديه
يشعر بها كشرارة تحرقه
بقدر حرارة فقدان ابنه في قلبه

لا يعلم كم مضى من الوقت
بدأ الشارع ينبض بالحياة
وشكله مهزوما على الكرسي بات ملفتا

انتبه لوضعه اخيرا
لملم بقاياه
وهو يضم القبعة الزرقاء

وغادر مكانه
اليها
الى ام بدر…

الى سمر…زوجته…



الشاطئ الـ 14
الموجة الرابعة



رذاذ الثلج قد غطى معطفه
\وهو يتقدم نحو منزل الدكتور جاسم؟؟؟\

فتحت له الخادمة الباب بعد ان طرق الباب ببرود
كان الدكتور جاسم في استقباله
الضيق والحزن واضح على محياه
الا انه تحرك من مكانه
وتقدم اليه
وامسكه من ذراعيه
(( بني ناصر... الحمدلله على كل شئ..لا تحزن بني..مازلتم في شبابكم...وان شالله الطفله تكون بحال افضل...))
اومأ له ناصر برضاه عن قضاء الله وقدره

دون ان يتكلم
يشعر انه لو نطق بكلمة واحده ستنهمر دموعه
وانه هنا ليقابل سمر
وليعرف اكثر عن حالتها
وليطمئن عليها
اقترب كلاهما من الاريكة

ومان جلسا عليها
حتى سمع ناصر صوت بكاء
انه بكاء سمر
لطالما كان سلاحها امامه
دموعها وبكائها

ولكن شهقاتها هذه المرة تختلف
صار يمعن في سمعه اكثر


هذا ما شعر به
حتى سمع صوت اغلاق الباب

التفت نحو غرفتها
كانت زوجة الدكتور جاسم تتقدم نحوهم
وبلغتها العربية المكسرة
(( اسفه ناصر لما جرى...))
بنبرات واضح عليها الحزن
(( شكرا... سمر كيف حالها؟؟؟))

ببرود اجابته
(( تبكي كثيرا..جيدا انها لم ترى الطفل... ولا تريد رؤية الطفلة كذلك....تريد ان تتطلق ناصر))

التفت الى الدكتور جاسم بحركة سريعة
في حين ننظراته الى زوجته ووواضح الضيق عليه

(( عمي..سمر تريد الطلاق؟؟؟))
اخذ نفسا عميقا وهو ينظر اليه
(( نعم بني... نفسيتها دمار.... وكل ما تريده الانفصال...سمر لن تتحمل كل هذا...))

وهل ناصر يتحمل وفاة ابنه وطلب الطلاق من زوجته في نفس الوقت

نهض بسرعه...(( هل لي ان اقابلها؟؟))
(( بني سمر ترفض الحديث مع اي احد,..))
بجديه اجابه ناصر
(( عمي... انا لست اي احد... انا زوجها..وان كانت تريد الطلاق... لها ذلك ولكن اكلمها اولا...))
اطال الصمت بينهما

حتى سمعا صوت خطوات تقترب
كانت سمر
وهي ترتدي لباس النوم القصير....
وشعر ها الذي اختلطت فيه الالوان
منسدل باهمال على كتفها

وواضح الارهاق عليها

(( ناصر كما قال لك والدي...... طلقني))
واننخرطت في البكاء
اقترب منها ناصر خطوة وبينما تقدم والدها خطوات وضمها لصدره
(( ابنتي لا تبكي..))
ناصر بألم..(( سمر..أمل ابنتنا مازالت تقاوم من اجل الحياة..))
نظرت اليه سمر باهتمام...

ما ان سمعت اسمها...((أمل...))
بنبرات متقطعه(( أمل......؟؟؟؟ وما ادراك اننا لن نفقدها هي الاخرى؟؟؟))
انصدم ناصر من كلامها

(( سمر... لك ان تبقي بجانبي نواجه مشكلتنا... وان لم ترغبي احقق طلبك في الطلاق...))
ابتعدت سمر عن والدها
(( نعم ناصر ..طلقني... اريد ان انسى كل هذا..انها تجربة صعبة لا اتحملها...))

لحظات وخرج ناصر من منزل الدكتور جاسم

والضيق يعتصر قلبه
هل له ان يتحمل كل هذا

كيف له ان يرتبط بفتاة مثل سمر..
ما هي الا طفلة مدللـه
مستعدة ان تترك طفليها لمجرد انها لا تقوى على الحزن ولا تحمل المسؤلية....

وحيد ليس هناك احد بقربه ابدا

تجمدت ملامحه في هذا البرد القارس
وهو يدخل شقته

الا انه لمح احدهم...
مستند على باب الشقة...
وحقيبة السفر على الارض

كانت زينة...

لم تنتبه الى عمها... كانت مغمضة العينين

تفاجأ بها ناصر كثيرا

(( زينة حبيبتي منذ متى وانت هنا؟؟؟؟))
.................................................. ............

الشاطئ الـ 14
الموجة الخامسة



كان جالسا بجانبها على السرير
بينما هي تلتف بالبطانية لشدة البرد

تنظر في عيني عمها
ترى حزن دفين بين جفونه

كان سارحا كيف لها ان تقرر القدوم بهذه السرعة
كم هي حنونه
وكل شئ يؤثر فيها


ووالدها للان لم يكلف نفسه الاتصال به


(( اسبوعان عمي تغيب عنا ...ولا ترد على اتصالاتي...))

(( زينة... لم ارغب في اشغالك عن امتحاناتك..))
(( لا تقلق عمي... بالامس انهيت اخر امتحان...ومن الجامعة الى المطار...))
كان يفكر كيف يتزامن قدومها مع وفاة بدر
دون ان تعلم هي عن وفاته
شعر بشئ من الراحة معها
اخيرا هناك من يبقى قربه
وهو يمسح على شعرها...
(( كيف حال والدك..؟؟؟))
(( مسافر.... واخي مراد لن يزورنا الا في الصيف...مللت من الوحدة))

نظر اليها
كان يرغب بان يهمس لها
يخبرها انه اضحى وحيدا هو الاخر


لكنه تراجع
ليس هذا وقته

ولايريد ان يشغلها اكثر
زينة...(( عمي.. كيف عن دوامك في الجامعة؟؟؟))
ناصر...(( لا تقلقي.. اتصلت بادارة الجامعه كما اخبرتك ...واخذت الاذن بتمديد الاجازة حتى اجازة ما بين الفصلين؟؟؟))
زينة...((هل يعني انك ستعود قبل بداية الفصل الثاني؟؟؟))
ناصر..(( لا ادري زينة...هذا يعتد على ظروفي هنا...))
زينه..(( لا تقلق عمي سيكون الطفلان بخير...وتعود بهما ...))

ناصر يحاول ان يتهرب من اسئلتها
فهناك ما لا تعرفه للان
(( زيونة حبيبتي.... نامي انت الان ....وسأدخل لارتاح...))
زينة...(( حاضر ناصر...))
وهو يشد انفها الذي زاد احمرار من شدة البرد بطرف اصبعيه...(( قولي عمي))

زينة(( حسنا عمي ناصر...))
حاول ان يتصنع ابتسامة
ليخفي عنها المه
الا انه ذلف من امامها قبل ان ان ينهار

وما ان دخل غرفته...
رمى جسده المنهك على السرير

وغط في النوم من شدة الارهاق


 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 09:21 AM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ الــ14
الموجة السادسة


استيقظت زينة على صوت عمها ناصر
خرجت اليه بسرعه
لتراه جاهز للخروج
_(( عمي الى اين؟؟؟))
(( الى المستشفى..))
_((سأتي معك...))
((لا زينة ابقي هنا...))
_(( عمي اريد ان ارى الطفلين ارجوك...))
بقى مكانه ينظر اليها لايدري ما يقول
لا يستطيع ان يخفي خبر وفاة الطفل اكثر
اقترب منها
وهو يمسح على شعرها
((زيونه بسرعه...))
وقبل ان تتحرك امسكها من عضدها
((زيونه لابد ان تعرفي...ان بدر توفي..))
قالها بصوت مخنوق
خرج منه غصبا
بقيت مكانها
جامده
لا تتحرك
ضمها بقوة اليه
اخذت تجهش بالبكاء
وهو يحاول ان يهدئها...
(( زيونه...ارجوك لا تبكي..يكفي الالم الذي اعيشه...))
_(( اسفه عمي...))
نظر لعينيها...
(( انت اكبر من اي حزن ...اريد ان اعتمد عليك الان..))
وبهدؤ اتجهت للغرفة تستعد للخروج معه

اخذت زينة ترافق عمها عند زيارته لطفلته
تحاول ان تبعث له الامل
حاولت كثيرا ان تخفف عنه وحدته
خاصة عندما عرفت بالظروف النفسية السيئة
التي تعاني منها سمر...
في حين كان ناصر يشعر بها
وكأنها رجل بجواره
يتحمل معه كل هذه الالام
وليست فتاة برقة زينة وشقاوتها



الشاطئ الــ14
الموجة السادسة



بعد يومين من وفاة بدر...
ابو عبدلله في مكتبه
وكان معه احد موظفي السفارة
كان من ضمن عمله
متابعة المواطنين الذي يتعالجون في بريطانيا
على حساب الدولة

كان حديثهم عن بعض الحالات المهمة
وما يحتاجون من رعاية
من السفارة نفسها
فتح الموظف ملفا في يده
واخرج منه بعض الاوراق...
الموظف(( هذه التقارير الطبية التي تسلمتها عن كل الحالات التي انتهى علاجها خلال الشهرين الماضيين...))
ابو عبدالله وهو ممسك بالاوراق..(( جيد...ماذا عن الطفل محمد عبدالعزيز الــ))
الموظف..(( تعني الطفل الذي يعالج عن فتحة في القلب؟؟؟))
ابو عبدلله ..(( هو نفسه...))
الموظف...(( الحمدلله حالته مستقرة حتى الان...ولكن يحتاج لبعض الوقت...))
كانت هذه عادة ابو عبدلله
لكونه موظف في سفارة بلاده
يتابع امور المواطنين من احتاجوا للمساعدة من السفارة

وقبل ان يخرج الموظف
التفت الى ابو عبدلله
(( استاذ فهد.... تذكرت امر ما...))
واقترب من المكتب مرة اخرى
(( عندما كنت في زيارة للطفل محمد... عرفت من والده ان احد المواطنين ابنه توفي من فترة من يومين... طفل رضيع كان يعاني كذلك مشكله في القلب...))

ابو عبد الله باهتمام...
(( متأكد؟؟؟؟))
الموظف...(( نعم ..لاني تابعت الموضوع في المستشفى....عرفت ان هذه الحالة لم تمر على السفارة..ربما عائلته تعيش هنا.... او علاجهم على حسابهم الخاص...))

ابو عبدلله..(( لابد ان نكون على دراية بالامر...))
الموظف..(( نعم استاذ فهد... اخذت البيانات من المستشفى....))

فتح الموظف الملف الذي بين يديه..واعطى ابو عبدلله الاوراق المتعلقة بهذه الحاله....

كانت هذه الاوراق تحمل التقرير الطبي للحاله
ونسخة من شهادة الوفاة
وكل البيانات التي تعني بها

ليكتشف ان هذا الطفل هو
بدر ناصر الـ.....
ابن الدكتور ناصر
الذي التقى به في المطار
وبسرعه اتصل على الرقم المدون في الورقة
وكان رقم الدكتور جاسم
هو المدون في بيانات الطفل المتوفي
بما انه كان يتابع حالة ابنته وولادتها
من قبل حضور زوجها ناصر

تأكد منه ابو عبدلله ان الطفل هو ابن الدكتور ناصر
سأله ان يحتاجون مساعدة لا يترددوا ابدا
كما اخذ منه رقم جوال ناصر

شعور بالضيق الم به
تذكر لقائه به في المطار
وكيف اخبرهم انه مسافر لزوجته التي وضعت طفلين توأم
(( ياترى كيف حال الطفلة الاخرى؟؟؟))
وبسرعه اتصل على رقم الدكتور ناصر...

ابو عبدالله..(( السلام عليكم....))
ناصر((وعليكم السلام...))
ابو عبدالله...(( ناصر الـ...))
ناصر(( نعم...من معي...))
ابو عبدالله (( معك فهد ال... والد طلال الا تتذكرني؟؟؟))
ناصر (( اهلا استاذ فهد.... تشرفنا باتصالك...))
ابو عبدالله ((كيف حالك ناصر؟؟؟ يؤسفني ما حدث لطفلك.لم نكن نعلم عن حالته,,))
ناصر(( لقد حدث كل شئ بسرعة..لم اعلم بمرضهما الا بعد حضوري))
ابو عبدالله (( وكيف حال الطفلة..لاني اتذكر انك قلت توأم ولد وبنت...))
ناصر بضيق واضح عليه (( نعم... الطفلة لديها نفس المشكلة...وننتظر موعد عمليتها...))
ابو عبدالله (( دكتور ناصر ان كنت تحتاج لاي مساعدة لابد ان تخبرنا....نحن هنا لمساعدتكم.))
ناصر...(( نتشرف بذلك استاذ فهد..اشكر اهتمامك...انا الان في المستشفى منذ الصباح...والطبيب اخبرني ان الطفله تحتاج لوقت حتى اقرار العملية....))
ابو عبدالله (( هل هناك مشكلة..... اخبرني ان تحتاج لشئ...))
ناصر(( لا ..المشكلة طبية فقط..الطفلة وزنها اصغر من ان تتحمل عملية..... ما نحتاجه هو دعائكم فقط...))

ابو عبدالله ....(( ان شالله ينعم عليها بالصحة والعافية وتعوضك عن فقدان اخيها...واكرر ان احتجت اي شئ لا تتردد في الاتصال.... او الحضور للمكتب...))

انهى ابو عبدلله مكالمته وهو في غاية الضيق
ولابد ان يخبر ابنه طلال بما انه على معرفة بالدكتور ناصر
...
لحظات واتصل في ابنه طلال
الذي تفاجأ بالموضوع

كان هذا طبع ابو عبدلله دائما
تشغله هموم ومشاكل من حوله
حتى وان لم يطلبوا مساعدته
لذا هو محبوب محترم من الجميع



ما ان انهى ابو عبدلله مكالمته مع ابنه طلال
حتى حدثه السكرتير
احدهم يرغب في زيارته
رغم انشغاله الا انه لا يرد اي مواطن يطلب رؤيته
لكنه ابدا لم يتوقع هذه الزيارة
حتى انه بقى واقفا امامه
وعينيه في اقصى اتساع لها


الشاطئ الــ14
الموجة السابعة



كان ناصر في ذلك الوقت في المستشفى
وبرفقته زينه

(( عمي من المتصل؟؟؟))
(( احد معارفي يعمل في السفارة هنا.))

تغيرت ملامح زينه فجاة وبدى عليها الضيق اكثر مما قبل...
(( مابك زينة؟؟؟))
دون ان تلتفت اليه..\((كنت اظنه والدي...))
لم يعلق ناصر على حديثها
يعلم ان زينه متضايقه كثيرا من اهمال والدها بالاتصال به رغم علمه بالوضع من زينه
كذلك اخيه عبدالرحمن.. الذي لا يعلم بالامر اساسا
ولطالما كانا بعيدا عنه
فهو لا يلتقيه الا في الاعياد
ان ذهب ناصر بنفسه للمعايده...
باعتباره هو الاصغر....
اما والد زينه فابنته هي وسيلة الاتصال بينهما....

كان ناصر وقتها يتصنع القوة والاحتمال
من اجل زينة
التي لم تتحمل رؤية امل
فما ان راتها حتى انهارت في البكاء

وضع ناصر كفه على كتف زينه
((مارايك نذهب لنشرب لنا قهوة ساخنه...))
هزت راسها اشارة لموافقتها
وهي تعلم انه يرغب فقط في ان يغير الجو الذي يحيط هما
خرجا من المستشفى
نحو مقهى قريب منه
كان ناصر يرتدي معطفه الجلد
وما يشعر به اقسى من برودة شتاء لندن
وزينه
بلباسها المعتاد في الشتاء
البنطال والجاكيت الجينز
مع قبعة بناتية باللون البرتقالي
وتي شيرت باللون البرتقالي ايضا...
لطالما احبت الالوان المميزة

دخلا المقهى
اخذا مكانا على احدى الطاولات

كانت زينة تمسح عيناها كل حين
وناصر يتأملها
(( زيون حبيبتي..انت هنا لتقفي بجانبي..لا تقلقيني عليك..))
وهي تنظر للخارج من الواجهة الزجاجية(( اسفه عمي...))
ابتسم لها ناصر..اريني ابتسامتك الان

بصعوبة ارتسمت ابتسامة على وجه زينه...
كان كل منهما يحاول ان يطمئن الاخر
كانت هذه طبيعة علاقتهما
ليست علاقة عم وابنة اخ
فهي اقرب للاخوة

كان ناصر يرى زينة اخته الصغرى
التي تصغر باكثر من عشر سنوات
ولكن تحمل عقل واهتمامات اكبر من سنها

كان يخشى عليها من اهمال والدها بعد وفاة والدتها
ومع انشغال اخوها مراد بالسفر بحجة الدراسة

لذا قربها منه كثيرا
حتى انها اعتادت على السكن معه
عندما تبقى وحدها في المنزل مع الخادمات

التفتت اليه فجاة
((عمي...سمر كيف حالها..لم التقيها؟؟؟))
ناصر وهو ياخذ نفسا عميقا..
(( سمر في منزل والدها.... ترغب في الانفصال))

لم تعلق على كلامها
كانت صدمتها اكبر من اي كلام

اكمل ناصر حينها
(( سمر لم تحتمل مرض الطفلين..ولا وفاة بدر...))


بحدة وواضح على زينه الضيق,,
(( سمر لم تعتاد الا على الدلال ..ولا تقوى على تحمل المسؤلية.... اعذرني عمي..... كما قلت لك مسبقا سمر لم تناسبك ابدا))

لم يعلق على كلامها
بقى ساكتا
تذكر كيف كانت زينه تغار من زوجته سمر
والعكس كذلك
ودائما كانتا على خلاف
وهو بينهم وكأن اب لطفلتين تغاران من بعضعهما

كانت سمر مجرد طفله امام زينة التي تصغرها باعوام

سمر وحيدة والدها ترتبت على الدلال وعدم الاكتراث لاي شئ
في حين زينه تربت وحيدة هي اخرى وفي المقابل تحملت مسؤلية تربيتها لنفسها

وضعت خطة لحياتها
قد تظهر بعض الاستهتار
في بعض تصرفاتها لانها لا تجد من يرشدها
لكنها تعرف جيدا ماتريد

ينظر لابنة اخيه ويفكر
في ان ما تحتاجه لفت الانتباه لامور اخرى
لباسها واستهتارها في القيادة

في حين هي مواصلة تفوق في دراستها...

(( عمي...نحن هنا....بماذا تفكر...))
لم ينتبه لما تقوله ابنة اخيه
ولكن نبهه رنين الجوال
(( الو....))
(( السلام عليكم...))
(( وعليكم السلام...))
(( كيف حالك دكتور ناصر؟؟؟))
(( الحمدلله... عفوا من معي؟؟؟))
(( انا طلال..طلال فهد...))
(( نعم..نعم تذكرتك..كيف حالك طلال؟؟؟))
(( الحمدلله... لتو علمت من والدي لما حدث معك..كيف حالك الان؟؟ .))
(( انا بخير...يشرفني اهتمامكم طلال... ))
(( نحن اخوة في الغربة دكتور ناصر... ))
(( شكرا طلال... ))
((دكتور ناصر ان كنت في المستشفى لوحدك يمكنني ان اتي اليك...انا قريب من المستشفى ))
(( خرجت لتو..انا في المقهى القريب للمستشفى...))
(( هل لي ان اقابلك الان؟؟؟))
(( بالطبع طلال....))

انهى ناصر المكالمة
وقد ارتسمت ابتسامة حقيقية على وجهه
(( عمي من المتصل؟؟؟))
(( احد معارفي هنا....سوف ياتي للقائي..))
(( ولم كل هذه الابتسامة لم ارها منذ وصولي...))
وهو يغمز لها..(( تغارين من معارفي....))


لحظات وكان طلال امامهم
يشاركهم جلستهم
اخذوا يتبادلون الحديث
ناصر وطلال
بكل ما يخص دراسة طلال
وطبعا كانت زينة تشاركهما الحديث بعفوية

اخذهم الوقت في الحديث
كان وقتها ناصر يشعر بشئ من الارتياح
ان يكون هناك من فكر ان يسأل عنه ويكون بجانبه
حتى وان كانت علاقته به بسيطه

هكذا كانت

علاقة بسيطه
لكنها تعمقت الان بينه وبين طلال
كان ينظر لعيني طلال
يرى فيها بريق يعرفه
لمحه مسبقا

انه يشبه نورس
ابنة عمه
هل هذه حقيقه انهما يتشابهان؟؟
ام يرى في عينيه ما يرغب فقط؟؟

ولم يشعر بالراحة معه الان؟؟
وبالحديث المشترك بينهم؟؟

 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 09:23 AM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ الـ14
الموجة الثامنة




(( سلماااااااااااان))
وهو يقترب منه ويحيه
(( نعم سلمان...تاخرت في الاتصال جئت لك الى هنا))

ابو عبدالله بابتهاج...(( لا اصدق ذلك ....))
سلمان (( لابد ان تصدق..كيف حالك؟؟؟))
ابوعبدالله...(( بخير .. الحمدلله...كيف حالكم وكيف هو الوطن؟؟))
سلمان(( يسأل عن عودتكم...))
ابو عبدالله...(( كلام سر تحفظه...اشعر ان يكفيني غربة ولابد من العودة..))

سلمان..(( انا معك في ذلك...))

ابو عبدالله ...(( اترك الكلام عني..لم انت هنا؟؟؟ لا تقل لتحدد موعد الزواج..))

سلمان...(( لدي بعض الاعمال هنا لانجزها...وقبلها طبعا موضوع الزواج))
ابو عبدالله ..(( واضح من حماسك))
سلمان..(( ماذا قلت يا اخي؟؟؟ متى نحدد العقد والزواج؟؟؟ ظروفي صعبه ...))
ابو عبدالله (( اعلم يا سلمان... لكن فريدة لديها كذلك بعض الامور..))

ابو عبدالله (( ماذا تعني ببعض الامور؟؟؟))
سلمان....(( هي لم تكلمني بوضوح... لكن اعتقد انها تنتظر نورس ان تنهي امتحاناتها...وترتب امورها معها..))
صمت سلمان وهو يشبك اصابع كفيه ببعضها
كان واضح عليه القلق او ربما الضيق

ابو عبدالله ...((سلمان.. ماذا يقلقك؟؟؟))
سلمان...(( فهد ساكون واضح معك... تعلم ان بناتي معي في البيت والمربية والخادمات يتابعن امورهن...وذلك كله بوجود اختي... فلا يصح تواجدهن بدونها في المنزل.... ولكن اختي على وشك الزواج..وان اجلت زواجها من اجلي.... واخبرتك سابقا.... لا اريد اما بديله لبناتي الا اختك....لابد ان نستعجل في الموضوع..))

ابو عبدالله (( معك حق سلمان... ظروف عملي هنا لم تساعدني ان اتابع الموضوع معها..لكني اخبرتك.... انها وافقت وعلينا فقط الاجتماع بها ليكون كل شئ رسمي...))

سلمان..(( وبأسرع وقت ...))
ابو عبدالله ..(( متى تعود؟؟؟))
سلمان..(( بعد ثلاثة ايام...لماذا؟؟))
ابو عبدالله ...(( مارايك اكون معك ونحدد وقتها كل شئ؟؟؟))
سلمان(( ترجع البلاد معي؟؟؟ مارايك مباشرة يكون العقد والزواج؟؟؟))
ابو عبدالله ..((من عيني.. لو الامر بيدي..لكن لابد من موافقة فريدة..))
سلمان...(( اسئلها..اتصل واسئلها...))
ابو عبدالله ((الان؟؟؟))
سلمان...(( نعم الان....))
كان واضح الاستعجال على سلمان
لم يرغب ان يرفض طلبه

مباشرة اتصل فهد باخته فريدة...
كان نظر سلمان لنافذة التي تعكس صورته
يتامله ملامحه القلقه
يسمع حديث فهد مع اخته وقلبه يكاد يخرج من ضلوعه
ياترى ما هو قرارها...
ومع كل رد من فهد او تعليق يتصور سؤالها او ردها عليه...
كا ن فهد يخبرها بزيارته لها خلال ثلاثة ايام....
ويطلب رايها في ان يكون العقد والزواج
خلال اسبوع لظروف سلمان..

انهى فهد مكالمته...
وهو يتصنع البرود...
(( اخ سلمان...))

سلمان(( فهد لا تلعب باعصابي...ماذا قالت؟؟؟))

وهو يكتم ضحكته
(( اخبرتني ان نورس ستنهي اخر امتحاناتها غدا...
يعني ممكن كل شئ يتم مثل ما خططنا...))

ابتسامة كبيرة مع نفسه المتسارع من الفرح
(( حقا...هي اخبرتك))

ابو عبدالله (( سلمان فريدة متعلقه كثيرا بنورس....وهناك امور لابد ان تتفاهم معك عليها \...))

سلمان بسعادة واضحة(( تأكد اننا لن نختلف..))
ابو عبدالله (( ان شالله... انا سأرتب ان اكون في البلاد مع العائله خلال ثلاثة ايام... ونمكث هناك اسبوع على الاقل بحسب ظرف عملي ودراسة الاولاد...وسيكون العقد والزواج خلال هذه الفترة..))

نهض سلمان سعيدا من مكانه
(( حسنا فهد..انا سانهي اعمالي بسرعة...لارتب اموري هناك...))

كانت ردة فعل سلمان سريعة
لا يدري ما عليه فعلا ان يفعل بهذا الوقت

كل ما فعله ودع فهد بسرعه وهم بالخروج
ليعود بعد لحظات
وهو بالكاد يظهر جسده من خلف الباب
(( اخ فهد..هل من مانع ان اكلمها ..اعتقد ان زواجنا خلال اسبوع ويحتاج ترتيب...))
كان ينتظر رده باحراج واضح
تعمد فهد البرود في رده

( سلمان..........سلمان..... مـــــن حقك تطلب تكلمها...)
ابتسم له سلمان لا يعرف ماذا يجيبه

واكمل فهد...
(( تعرف رقم هاتف المنزل؟؟؟))
(( ان كان هو نفسه القديم مازلت احتفظ به...))
وهو يبتسم له ....
(( هو نفسه...))

الشاطئ الــ15
الموجة الاولى


انهت العمة فريدة المكالمة مع اخيها فهد
وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
لم تتوقع كل هذا يحصل وبهذه السرعة

لكنها سعيدة
سعيدة جدا
ولم تستطع ان تخفي سعادتها
فالابتسامة واضحه على محياها
وهي تدخل غرفتها
حتى انها لم تنتبه الى نورس
واقفة عند باب المطبخ
وتنظر اليها باستغراب

اتصال اخيها فهد كان يحمل اخبار رائعه

سيكون هنا بعد ثلاث ايام
وحينها سيكون موضوع سلمان
بشكل رسمي

اي انها ستعيد ما حدث من سنوات

وكم تتمنى ان ينتهي كل هذا كما تتمنى

اخذت نفسا عميقا

وهي تغطي وجهها بكفيها
نورس؟ هل لها ان تتركها

ليس لها ان تبتعد عنها
لكن كلام نورس معها شجعها كثيرا
على اتخاذ هذا القرار
كانت العمة فريدة تفكر
ان هذا التغيير يجبر نورس على الزواج

والحياة مع عمها ستجعلها تفكر بمستقبلها اكثر

<<<مسائل صعبة تمر علينا في حياتنا
نتردد في اتخاذ القرار فيها
ولا نعلم ان القرار السليم
يكون غالبا قرار صعبا
ولكن في الاول والاخير لصالح الجميع>>>

والقرار السليم في مسألة خطبة العمة فريدة
هو الموافقة

وهذا القرار في صالح العمة فريدة وسلمان
فكلاهما محتاج للاخر

ولصالح نورس
لانها ستواجه الحياة دون ان تكون عمتها عائق لها
سوى دراسه او عمل او زواج

وبذلك يطمئن العم فهد على اخته
وتبقى ابنة اخيه قريبه منه اكثر




الشاطئ الــ15
الموجة الثانية

دخلت نورس غرفتها
وعينيها باتجاه غرفة عمتها
وبابها الموصد باحكام على غير عادتها
لا تعلم لم هي كذلك
كانت ابتسامة واضحه على محياها
لفت اصابعها على كوب القهوة الساخنه
شرابها المفضل في هذا الجو البارد

ومازالت تفكر بعمتها
كم كانت سعيدة
لدرجة انها لم
تراها واقفه امامها

هل هذه السعادة بسبب مكالمة
قد تكون من العم فهد

او ربما من سلمان
ربما اصبح يحادثها
فهو خطيبها الان وهناك امور لابد ان يتفاهمان عليها



لا تدري لم القلق والضيق لم يمران بها هذه اللحظة
رغم ان تفكيرها مشغول بخطبة عمتها
ربما لانها وجدت مشاعر جديدة على ملامح عمتها
لم ترها من قبل

شعور بالرضا يحيط بها...

وبعد ان استمدت الدفء من كوب القهوة الساخنة
وضعته على المكتب وفتحت ملف مقرر الاقتصاد
غدا الامتحان النهائي
والدروس الاخيرة منه لم تستوعبها من شرح الاستاذ البديل عن الدكتور ناصر

كان ما يشغلها
طول غيابه
لم تتوقع ان ينتهي الفصل
وهو غائب

اخذت نفسا عميقا
وهي تنظر بلا مبالاة الى الاوراق
وتفكيرها معه
لابد انه مع زوجته وطفلاهما
لم يقدر على فراقهما
لابد انه سعيد لكونه اصبح ابا

الشاطئ الـ15
الموجة الثالثة


زاوية اخرى
من هذا العالم
كان هناك عاشق
اتعبه السهر
وحرارة شوقه الى حبيبته
تدفيه في هذا الجو البارد

سلمان كعادته
كلما زار مدينة الضباب
وهي ترتدي الثوب الابيض
يجلس في احد المقاهي
القريب من شقته
يشرب الشاي الساخن
وعينية ناحية الواجهة الزجاجية
منظر الثلج بالنسبة له شئ ممتع
فمستحيل رؤيته في بلاده
لكن هذه المرة
ما يلمح امامه
هي عروسته
بالفستان الابيض
هل سيتحقق حلمه اخيرا
ويرتبط بها
فريدة
ذات العيون العسلية

وهل له اخيرا ان يخالجه شعور العريس
الذي لا يعلم كيف ستبدو زوجته

انه
يتذكرها قبل سنوات
قبل اكثر من 8 سنوات

هل تغيرت كثيرا؟؟؟

وان كان........
ستبقى عيناها عسلية

لحظتها
وضع اطراف اصابعه على شعره الخفيف
مازال بالطول نفسه
لكنه لم يبقى ملفتا كما السابق
ابتسم مع نفسه
وهو يرشف من الشاي

قرب جواله يتأمل شاشته
وبطرف اصبعه
ضغط على رقمها
رقم فريده
لم ينساه ابدا ابدا
رقم هاتف المنزل
الذي يدير رقمه قبل سنوات مضت
كلما اشتاق لصوتها
ليطلب اخاها فهد
يصمت ما ان يسمع نبرات صوتها
ولكنه ينطق في الاخير
((فهد موجود؟؟؟))
لا ينتظر ردا منها
انما ينتظر تغير نبرة صوتها
بعد ان تعرف انه هو
لكنها ابدا لم تسأله من يكون
سوى كان فهد موجود
او غير موجود

كان رقم الهاتف مميز بالنسبة له رغم السنوات التي مرت
كان ينتهي الرقم بــ 355
فاصبح اي رقم ينتهي بــ 355ملفتا له
حتى وان كان رقم لوحة لسيارة
فكيف ان مر عليه اتصال
يحمل في نهايته هذا الرقم؟؟؟\
..كان يتجمد مكانه يتامله
لكنه يتذكر انه ليس رقمها
ولم ستتصل اصلا
واحيانا يضغط على الرقم ويبقى يتأمله\
يتصور لو ظهر الرقم على الشاشة
كيف هي ردة فعله

لكنه الان
له ان يتصل
فقد استأذن من اخاها
قد يكون نسى فارق التوقيت
لكن ما يمنعه
انه غير قادر على تماسك اعصابه
لا يمكنه ان يكلمها وكل هذا التوتر يحتويه


ابعد اطراف اصابعه عن جواله
واخذ يطرق باصابعه الواحد تلو الاخر على طرف الطاولة
عادته كلما زاد توتره
اخذ نفسا عميقا
وارتشف الشاي
هل لأمراة تقلب موازينه بهذه الصورة
انها
الوحيدة التي فعلت به كل هذا

فريدة بعينيها العسليه
هي فقط من تهز ما بداخله
لا يفهم سببه
هل هو الحب؟؟
احبها...نعم
واحب زوجته كذلك...
لكن لا يأتيه هذا الشعور ابدا مع زوجته
ربما حبه لها مختلف عن حب فريدة

طبيعة عمله
جعلته يلتقي بكثير من سيدات الاعمال وبكل الجنسيات
يتذكر كيف لهذه ان تلمح باهتمامها به
وتلك تكرر دعوتها له للغداء دائما
واخرى تتعمد ان تشركه باي عمل معها
ولكن ابدا لم تكن هناك من تجعله يشغل عقله بالتفكير بها
وفاءا واحتراما لزوجته ام مروة
ولان فريدة هي فقط من سحرته برقتها وبنظرات عينيها


 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
قديم 11-11-10, 09:25 AM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 171345
المشاركات: 328
الجنس أنثى
معدل التقييم: yassmin عضو له عدد لاباس به من النقاطyassmin عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 100

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
yassmin غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : yassmin المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 




الشاطئ الـ15
الموجة الرابعة



دخلت نورس المنزل
وكان واضح عليها الارهاق
فهو نتيجة سهر ليال من المذاكرة
واليوم اخر امتحان تقدمه

بالها مشغور بأمور كثيرة
ولكن ما ترغب به فقط
ان تدخل غرفتها
وتغط في نوم عميق
لا تريد ما يزعجها

كانت العمة فريدة في الصالة
والغريب في الامر انها لا تشاهد مسلسلا
او تقرا القران كعادتها
كان التلفاز يعمل على القناة الاخبارية
امر غريب
شعرت نورس ان هناك امر يشغل عمتها
لابد انه اتصال البارحة
جلست نورس مقابل لعمتها
تنتظر منها الحديث دون ان تعلق على شئ
كانت تشعر ان عمتها ترغب في فتح الموضوع بدون مقدمات

(( نورس عمك اتصل البارحة..))
(( كيف حاله؟؟؟))
(( بخير... لكنه ... اخبرني انه سيأتي لزيارتنا))
(( حقا؟؟؟ ))
(( نورس.. فهد قرر ان يكون العقد والزواج في يوم واحد... يقول ان ظروف تجبر سلمان على ذلك...))
كانت نورس تنظر اليهاغير مستوعبه ما تقوله
لم تتوقع ان الامر سيكون بهذه السرعه
بارتباك....(( اعتقد ان الموضوع يحتاج الى وقت,,,))
اجابتها فريدة(( لا ادري نورس.... علينا ان ننتظر عمك ونفهم منه كل شئ...))
كانت تشعر نورس ان عمتها مضربه
او قلقه من ردة فعلها
وكان عليها ان تقول ما تفكر به
لتريح نفسها قبل عمتها
(( عمتي سواء الزواج تم بسرعه او تأجل النتيجة واحده لكلانا...عمتي ارى ان ناخذ بكلام عمي.... ))

كان واضح على ملامح عمتها تغير مفاجئ
ربما ارتاحت اخيرا
وزال قلقها بشان ردة فعل نورس

(( عمتي متى سيأتي عمي؟؟؟وهل طلال معه؟؟))
(( خلال 3 ايام...سيمكث اسبوعا حتى يتم الزواج...وقد يكون ابنائه معه...))
كانت نورس تهم بالانصراف
ما ان اكملت العمة كلامها
حتى التفتت لها نورس...

(( اسبوع؟؟؟؟ عمتي ليس لديك وقت..لديك الكثير لتقومي به...))
باستغراب اجابتها عمتها
(( ماذا تعنين نورس))

عاودت الجلوس
((عمتي... ستتزوجين..يعني لديك الكثير لتفعليه..تجهيزات العروس... الا تعلمين؟؟؟؟))

بهدؤ اجابتها
(( نورس لن نستعجل ..ثم ماذا تتوقعي ان افعل..انا لست صغيرة.))

ابتسمت لها نورس
((عمتي... تعلمين ان رجاء تجهز لزواجها من قبل 8شهور؟؟؟))
((انت قلت رجاء..))
(( وهل انت اقل ممن تزوجن..))

((لم اقل هذا...لكن ماذا نجهز...انا حفل كبير لا اريد,,عقد قران ويكفي...))
(( حسنا... حفل العقد يكون بسيط هنا او في منزل عمي فهد.... لكن تحتاجين لفستان.... ولابد ان تذهبي لصالون الحلاقة ....وهناك الكثير من الاشياء التي تحتاجينها وانت عروس...))

(( وانت كيف تعرفين كل هذه الامور؟؟؟))
(( لا تتحججي بي عمتي...هل نسيتي اني كنت مع رجاء وقت تجهيزها لحفل زواجها...))
واكملت...(( عمتي... الفستان يحتاج وقت ولابد نجهز له من الان....))
(( لن البس فستان...........))
(( ماذا؟؟؟؟))
تداركت العمة حديثها
(( اقصد لن البس فستان عروس..قلت لك حفل بسيط...))

(( حسناا..ما رايك بعد صلاة المغرب نذهب انا وانت للمشغل الذي اخذت منه رجاء فستانها.... ستجدين ما يعجبك....))
(( لا مانع..لكن لن البس فستان مبالغ فيه...))
نورس وهي تضحك...
(( اختاري ما يعجبك...))

انصرفت نورس عنها بداخلها صراع غريب
فهي لا تريد ان تفارق عمتها
او ان تنشغل عنها
وفي نفس الوقت ترغب ان تخلق لها السعادة
وان تكون معها في ليلة عمرها
وتشاركها كل شئ


الشاطئ الـ15
الموجة الخامسة


كانت فريدة تفكر فيما قالته نورس
واضح انها متحمسه لزوجها
ولم يبدي عليها الضيق
هل الامر عادي بالنسبة لها
لم يكن كذلك في البداية
لكن لابد ان نورس
فكرت بمنطقيه
كان ما يضايق فريدة
انها لم تفكر يوما ان تتزوج هي قبل نورس وتتركها


تتذكر حديث نورس معها بشان التجهيز للحفل

فستان وصالون وتجهيزات العروس

هل ستحتاج لكل هذا؟؟؟
الموضوع شغل عقلها كثيرا

حتى قطع تفكيرها رنين هاتف المنزل

ببرود رفعت جسدها من الكنبة

فتحت باب الغرفه
كانت نورس تهم في الخروج لرد على الهاتف

(( ربما عمي فهد يحدد لنا موعد قدومه...))

وقفت فريدة تنتظر من نورس ان تخبرها

كانت تسمع تمتمات نورس
دون ان تفهم بالضبط
شئ ما اقلقها من نظرات نورس

اقتربت خطوات اكثر

تركت نورس سماعة الهاتف

وهي تغمز لها...
(( هناك من يطلبك.... ))

كانت فريدة تقترب ببرود
اشارت لها نورس بيدها...
(( بسرعة عمتي... سلمااان))

زاد ارتباك فريدة

فيما انصرفت نورس لغرفتها

(( السلام عليكم..))
قالتها بهدؤ..وبالكاد خرجت من بين شفتيها

(( وعليكم السلام..))
كان صوته
صوت سلمان نفسه
لم يتغير
اغمضت عينها
وبلعت ريقها بصعوبة
((فريدة كيف حالك؟؟؟))

بهدؤ..(( الحمدلله..))
صمت كلاهما

ليس هناك كلام يكفي غياب كل هذه السنين
فلابد من الصمت
فوقتها يكون ابلغ من الكلام

(( فريدة..طلبت من ابو عبدلله ان اكلمك..ولم يمانع..الم يخبرك؟؟))
(( لا..لم يخبرني..))

بسرعه رد عليها..
(( لم يخبرك انه سيكون هنا خلال 3 ايام؟؟؟))

بارتباك اجابته
(( بلى... اخبرني ... لكنه لم يقل انك ستتصل...))

بهدؤ رد عليها..
(( هل يعني انك لا ترغبين في الحديث...))

بصعوبة نطقتها
(( تفاجأت فقط))

(( انت مشغولة الان؟؟؟))
(( لا...))

(( ان كنت مشغولة اكلمك في وقت لاحق...))
(( افضل ان اكلمك من جوالي...))

(( ليس لدي رقمك... اتصلت على الرقم القديم المحفوظ في ذاكرتي.))
كان الحديث يحمل عبق الماضي مع كل نبرة صوت من كلاهما

ارهقمها الحديث الذي لم يطيل اكثر من 7 دقائق
استنفذ كل طاقتهما

انهى سلمان المكالمة بعد ان اخذ رقم جوال فريدة
ليعاود الاتصال عليه مباشرة

كان في شقته في لندن

وقلبه وعقله وكل حواسه في بلاده

حيث تكون فتاته
ذات العيون العسلية


انه صوتها يتردد في اذنه
صوت فريده

لم يتغير...الهدؤ نفسه
والارتباك نفسه كلما ميزت صوته

وهذا رقم جوالها
رقم جديد يدخل ذاكرته
ليصبح شئ مميز

بينما هي دخلت غرفتها
واغلقت الباب
وبسرعة امسكت بجوالها

استندت على الكنبة
وهي ممسكة به

تنتظر ان تسمع رنينه

حتى كانت النغمة مع ظهور رقمه المميز جدا
ارتبكت كثيرا
ضغطت باصبعها لتجيبه
ودون ان تقصد
قطعت المكالمة.........



الشاطئ الـ15
الموجة السادسة


ابقت عينها مفتوحه
تتامل
العبارة
((ارسلت اشارة مشغول للمتصل))
فيما جمد مكانه
وهو ياخذ نفسا عميقا

((لماذا قطعت المكالمة...))
تردد في الاتصال بها
وهو في غاية التردد


عاود الاتصال
وكان رقمه في جوالها من جديد....

ارتبكت اكثر
وبهدؤ ضغطت على الزر الاخضر

(( مرحبا فريدة...))
بهدؤ..(( اهلا....))

باستغراب سألها (( لم قطعت الاتصال))
اجابته ((لم اقصد ذلك...))

سمعت ضحكته
(( لم تضحك؟؟؟))

بنبرة صوته المميزة
(( لم تتغيري فريدة ...ترتبكين دائما))
(( ماذا تقصد؟؟؟))
(( تتذكرين اول لقاء بيننا ؟؟؟))
واكمل..(( بارتباكك كدت تصدمينني....))
((انت فاجأتني في مساري...))


((وتتذكرين عندما حدثتك اول مرة لنحدد موعد العقد))
صمتت لم ترد على سؤاله

سمعته يهمس لها...
(( كنت دائما تخجلين مني وتقطعي المكالمة لارتباككي))
((وقتها كنت صغيرة..ولكن الان حدث دون قصد,,))


(( هل كبرت فريدة؟؟؟))
(( كما كبرت انت...))

(( انا لم اكبر؟؟؟))
(( حقا؟؟؟ هل يعني الــ10 سنوات الاخيرة لم تحسب من عمرك؟؟؟))

(( لا ...وانت؟؟))
((مثلك...))

ضحك على ردها ...
(( اخبرك فهد انه سيكون هنا بعد 3 ايام))
(( نعم... اخبرني امس..))

(( مارأيك ان يكون العقد والزواج في نفس اليوم؟؟؟))
((و لماذا الاستعجال؟؟؟))
(( وضعي صعب فرودة....))

ارتبكت كثيرا ما ان سمعت اسم فرودة
لها سنوات لم تسمعه منه هو بالذات

في حين هو اكمل
"(( تعلمين بناتي يحتجن لرعاية ومتابعه..ووجود المربية والخادمات لابد منه..ويصعب ذلك دون وجود سيدة في المنزل.))


صمت قليلا واكمل...
(( فهمت ما اعني...؟؟))

باهتمام اجابته..
(( معك حق..ولكن من معهن الان ...))
(( اختي بدور....))

باهتمام سالته..(( بدور... كيف حالها..لم التقيها منذ اخر زيارة لكم هنا...))
بنبرة هادئة ..(( بدور تحضر الماجيستير الان...ومن المفترض ان تتزوج هذا الشهر....))

(( اذا انت شغلتها برعاية البنات...))
(( سأكون صريح معك فريدة.... فقدان والدتهن صعب عليهن وهن في هذا السن.... واشعر بصعوبة في رعايتهن.... احتاج لمن هي مثلك بحناك وطيبتك تحتويهم ....))

كانت تستمع لما يقول...وكانه يفضفض عن هموم بداخله
ازداد شعورها بقربه
اكثر من السابق

واكمل...(( ليس البنات فقط من هن بحاجة لك....انا كذلك...))
شعرت وكان ماء بارد انسكب عليها....
(( فرودة..كم كنت اتمنى ان يتحقق حلمي باجتماعنا تحت سقف واحد..... ))
ازدادت فريدة ارتباكا
وبقيت على صمتها

(( مابك صامته؟؟؟اليس لديك ما تقولين؟؟؟))

(( اسمعك ....))
((وانا اريد ان اسمعك فرودة... ))

(( ماذا اقول..؟؟؟))

(( اخبريني ماهي الامور التي لابد ان نتفق عليها ...فهد لم يوضح لي..))

حينها شعرت فريدة ان لديها الكثير لتقوله...
(( نورس ابنة اخي... سوف تبقى مع اخي فهد... ولكن ان احتاجت لي لابد ان اكون معها اين ما كانت وباي وقت...ليس لها غيري....))

(( لن نختلف في ذلك..ولكن لم لا تأتي لسكن معنا بدل ان تسافر...؟؟؟))
(( لا اعتقد بأنها ستوافق او اخي فهد سيوافق...))

(( لمحتها عندما جئت لزيارتكم..لقد كبرت..اتذكرها وهي طفلة.. والان تشبهك كثيرا...))
(( مازلت اراها صغيرة وتحتاج لرعايتي...اعتدنا على الحياة معا...))

(( هذا ما احبه فيك..اهتمامك بمن حولك...))
(( نورس امانة عندي... صعب ابتعد عنها...ولكن ...))

بكل حماس رد عليها وبنبرة عالية...
(( فرودة... لا تقولي انك مترددة.... اتي الان لأخذك انت ونورس عندي في المنزل لن احتمل فقدانك للمرة الثالثة....))

غرقت في صمتها
لاتجد ما تقوله
اما اصراره وتمسكه بها
كان صوته المميز
يخترق قلبها
يجبرها على الصمت اكثر

لم يتغير صوته
ولكن تغير اسلوبه

اصبح يحدثها وكأنها الفرصة الاخيرة بينهما

يترجى منها القرب اكثر
يريدها زوجة له
واما لبناته

وهذه المرة واضح عليه الاصرار
والتمسك بها اكثر
مهما كانت الظروف التي تمنعهما

اخذ يحدثها عن بناته
مروة..التي تشعر بانها كبرت بعد وفاة والدتها وعليها ان تتحمل مسئولية والدها واخواتها

مريم ومرام...اللاتان لا يدركان الى الان معنى وفاة والدتهما

وكل وقتهما مع الالعاب والدمى

اخبرها عن منزله الكبير والواسع
صممه كما اخبرها قبل سنوات

كما كان يخطط ان يجمعهما

ولم يتناسى ذكر زوجته ام مروة
((ام مروة رحمها الله))كما اعتاد على ذكرها
اخبرها كيف كانت زوجة وفيه ومخلصة

وكيف استطاعت ان تلبي كل متطلبات اسرته

لكنها ابدا لم تنسيه حبه الاول
لم تنسيه فريدة

(( فريدة... لنتمسك بهذه الفرصة لنكون مع بعض...
بعد ايام اتفق مع فهد على كل شئ...
وخلال اسبوع يكون العقد والزواج...
جهزي كل ما تحتاجينه...
ولا تخجلي من طلب اي شئ...))

كان هذا اخر ما قاله لها
بعدها رمت جوالها على الكنبة
واسندت راسها عليها
واخذت تستعيد كل كلمة قالها

كما اعتادت في السابق
فلا تنسى اي كلمة مما يقوله لها

هل للحلم ان يتحقق؟؟

هذا ما تفكر به فريدة

فريدة في بداية الاربعينات من عمرها
وقد تبدو اصغر بكثير
من يراها لا يعطيها عمر اكثر من 36 عام

بشرتها البيضاء الصافيه
طولها الملحوظ
عيناها العسلية الواسعه

نعومة واضحه في ملامحها واطرافها

لطالما اهتمت بنفسها
وصحتها...

لكنها عزلت نفسها عن العالم بانشغالها بابنة اخيها
وما اعتادت على فعله هو المداومة على مركز القران

وزيارات قليله متبادلة للجيران
ليس اكثر....

وهذه الصفه التي اخذتها منها نورس
فقدت اعتادتا على العزلة

والان جاء الوقت
الذي تنصرف فيه عن نورس
لتنشغل باخرين

حلم صباها سلمان

وبناته الاتي يعيشون مأساة نورس سابقا
ولكن بعمر اصغر بكثير

تحمست لهذه التجربة وهي تتذكر حديث سلمان معها

((سلمان عدت من جديد..؟؟ لا اصدق....))


 
 

 

عرض البوم صور yassmin   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية