لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-11, 04:41 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

و لم يكن من سبب لتستدير لورا لتعرف من المتكلم ، و تقدم هوغو بخطواته الواسعة باتجاههم و قد ارتدى بنطالا قطنيا قديما و قميصا كحليا مفتوحا حتى الخصر مما جعله يبدو جذابا . و استدارت السيدة لدى سماعها صوته و ابتسمت مما مسح كل علامات الحزن عن وجهها و قالت :
‏( لا تغضب لأن لورا متوقفة عن العمل انها غلطتي انا يا عزيزي انها ليست غلطة لورا فيجب ان تلومني )
و أجابها هوغو متهما :
‏( انك تتكلمين و كأنني جلاد لا اسمح للانسة ان ترفع رأسها . انت تظلميني يا اماه )
و اجابته قائلة :
‏( اوه لا يا عزيزي و لكني احاول ان اتأكد من انك لا تشغلها اكثر من اللازم فقد و عدتها ان ابقي عيني عليك )
و بدأ يحدق بها باستغراب و كأنه غير متأكد و برم فمه و قال :
‏( و هل اشتكت الانسة من معاملتي لها ؟ )
و سارعت لورا بالانكار قائلة :
‏(لا يا سيد جيرارد . ليس هناك من سبب للشكوى . و في الحقيقة كنت اقول اني اشعر بالذنب لأني اتقاضى راتبا على عمل احبه )
و ذكرها و هو يحدق فيها و قد جلس على طرف المكتب و اشعل سيكاره قائلا :
‏(و انا اقترحت فيما لو تريدين العمل بدون راتب )
و لاحظت لورا انه لم يقدم سيكاره لأخيه و تساءلت فيما اذا كان السبب لأن الاخير لا يدخن ام انه سبب آخر . و لاحظت انه لم يتكلم مع برونو منذ ان دخل الغرفة و قالت مجيبة :
‏(يسرني ان اعمل بلا مقابل لأحظى بسعادة العمل على مجموعة كتبك الرائعة لو لم يكن ضروريا ان اكسب عيشي )
و سألها برقة قائلا :
‏(انت حقا مسرورة بالعمل هنا ؟ )
و احست لورا و كأنهما وحيدان في الغرفة بسبب لهجته الرقيقة . و قالت بهدوء :
‏( نعم انا مسرورة جدا بالعمل )
و أحست لورا بأن السيدة جيرارد تراقبهما في حين ان برونو بدأ يتململ في وقفته بعصبيه ليلفت انتباههما.
و للحظة بقى هوغي يحدق فيها و من ثم عاد لتحريك قدمه و قال :
‏(أتساءل يا انسة كم من الوقت ستسمرين . فحالما يعود جاك اشك فيما لو كنت ستجدين الكتب شيقة )
و شعرت لورا برغبه لانكار ما كان يقول بالزغم من صحة كلامه و لكن السيدة جيرارد تذكرت عودة حفيدها الحبيب و عقدت بيديها و قالت :
‏( بالطبع لن تكون الكتب شيقة عندما يعود جاك . و كيف تتصور عكس ذلك يا عزيزي هوغو؟ )
و اجابها بسخرية قائلا :
‏(أنا اسف فهذه حماقة مني ان افترض و اطلب من شخص يتقاضى مني راتبا متابعة عمله لدى وصول جاك )
و حتى السيدة جيرارد تطلعت اليه بدهشة .
‏( و لكن هوغو . . . .)
و هزت السيدة جيرارد رأسها و تابعت :
‏(بالتأليد يا عزيزي انت لا تريد تفريق شابين عن بعضهما . لا يمكن لك ان تكون قاسيا الى هذا الحد )
و أجاب والدته و هو يحدق بلورا قائلا :
‏(ماما سأكون قاسيا بالقدر الذي يحق لي ان اكون قاسيا فيه )
و هزت السيدة جيرارد رأسها موبخة و وضعت يدها على ذراع لورا بتعاطف و قالت :
‏( سنتركك لتتابعي عملك يا عزيزتي فان لم نفعل فان هذا القاسي سيجعلك تدفعين ثمن الكلام معنا )
و لم يعترض هوغو على كلامها و انما انحنى و قبل والدته و ودع اخاه ببضع كلمات مختصره و من ثم عاد ليجلس على طرف المكتب عندما اغلق الباب خلفهما و عادت لورا لعملها .
جلس هوغو يهز بساقه و قد ادار ضهره لها يدخن سيكارته في حين تناولت لورا بعض الكتب من احد الرفوف و وضعتها على المكتب خلفه . و كانت يداها ترتجفان و الله وحده يعلم السبب الا اذا كان وجوده في الغرفة هو الذي يسبب لها العصبية و الارتباك و خاصة انها احست انه يراقبها . و سألها فجأة :
‏(هل تخافين ان ابعدك عن جاك يا انسة ؟ )
و جاءها سؤاله مفاجئا لها و حاولت ان تنظر اليه لترى تعبيرات وجهه و لكن دخان سيكارته حجب ذلك و شعرت بعصبيته برغم تظاهره بالهدوء و اخيرا اعترفت قائلة ( لا اعلم ، ربما لا ارى من سبب مبرر يدفعك لفعل ذلك )
‏(بالضبط)
و نظرت اليه للحظة و هزت رأسها و قالت :
‏(اظن ان السيدة جيرارد فكرت بأنك تمانع في خروجي مع جاك )
و هز كتفيه و انكر ذلك قائلا :
‏( لا ابدا. و كل ما اردته هو ان اذكرك و اذكر والدتي انني وظفتك لتعملي عندي لا لتستمتعي في الارياف و الغابات مع جاك عندما يكون هنا )
و أصرت مؤكدة :
‏( بالطبع انا اعرف ذلك )
و لم يعجبها تفكيره في انها ستفقد رغبتها في العمل لمجرد عودة جاك الى البيت و ستترك كل شيء لتخرج معه .‎
حقا انه يلهيها عن عملها و لكنها ستكون حازمة و لن يتمكن من اخذها بعيدا عن عملها بالقوة .
و سألها:
‏(انت لا تتوقعين ان اعفيك من العمل لتذهبي مع جاك؟ )
و هزت رأسها و قالت :
‏( لا بالطبع لا يا سيدي )
و بدت ابتسامه على فمه العريض و قال :
‏(يسعدني سماع ذلك )
و من ثم ضاقت عيناه و تابع قائلا:
‏(لأن الاغراء سيكون موجود يا آنسة انا اعرف جاك )
و أصرت قائلة:
‏(و انا اعرف كيف اقول لا )
و عادت الابتسامة الى فمه و قال بهدوء :
‏(و لكن ليس دائما على ما يبدو فقد اضطر السيد ستودارد الى طردك لعدم مقدرتك على قول لا لجاك )
و احمر وجهها لتعليقه و ظغطت على قبضتي يديها و تذكرت تعليقاته على الموصوع عندما ذكرته له لأول مرة .و ها هو تحول الان ليتصرف تماما كستودارد ام انه قادر على غير ذلك )

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 14-12-11, 09:38 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

و اجابته:
‏(ولكنك ذكرت لي ان جاك لم يفعل الا ما تتوقع منه)
و حدقت في وجهه عبر الدخان و تابعت برقة:
‏(و قد استغربت تصرف السيد ستودارد و يبدو لي من العجيب ان تحاول التصرف بالطريقة نفسها . ام انك ستفعل؟ )
لم تدري ما الذي دفعها لتجدق به وتتحداه بهذه الطريقة . و شعرت بخفقات قلبها القوية و حاولت ان تثبت نظراتها و لكنه لم يجبها للحظات و كان يهز بساقيه بشكل رتيب مما دفعها لتراقب حركة ساقيه عن ان تحدق فيه. واخيرا قال لها بهدوء :
‏(اذا كنت تظنين نأني سأسمح لجاك بأن يدخل الى هنا متى اراد و يضمك متى شاء و خطر بباله فقد اخطأت في تقديرك يا انسة)
و ادركت لورا مدى قسوته و شعرت بالارتباك حتى امه فد اخبرتها ذلك و ها هو يثبت لها . لم تتوقعه ان يمنحها و قتا بلا حساب لتخرج مع جاك و لكن في سرها احست بأنه سيكون متسامحا بعض الشيء و لكن يبدو الان انها احطأت .
و قالت :
‏(لا اتوقع منك ان تتحمل تردده الى هنا طوال الوقت فهذا غير معقول و لكن بعد الذي ذكرته عن المسكين هنري ستودارد . . . )
و هزت كتفيها و نظرت اليه وشعرت بخفقات قلبها الوحشية و تابعت:
‏(و لكن اظن ان الامر مختلف عندما يتعلق بك شخصيا . أليس كذلك يا سيدي؟)
و تبع ذلك صمت ثقيل و هو ينظر ببرود و قد زم فمه مما جعلها ترتجف من غير ارادتها عندما نظر اليها و قال:
‏(انت ستقررين بنفسك يا انسة . انا حذرتك اني لن ادفع لك راتبا لتعملي عندي في حين انك تعتبرين ذلك اجازة لك مع جاك .و عندما يعود جاك اما ان تتابعي عمل كما فعلت خلال الايام الخمسة الماضية او انني سأضطر لتوضيف غيرك و الخيار لك )
‏(لا ارجوك لا)
و استغربت من نفسها ردة الفعل تلك و لكنها شعرت ستخسر الكثير لو تركت عملها الان و هي سعيدة بما تفعل انه العمل الذي حلمت به لوقت طويل و يهمها الا تخسر الان بهذه السرعة . و قالت بصوت متحشرج و هي ثنظر اليه برجاء :
‏(انا لا اريد ترك العمل بل اود البقاء. )
و لم يجبها لبظع لحظات و شعرت بأن الانتضار لا يطاق . و وقفت و هي تحمل مجلدا لقصة تولستوي. وحاولت ان توقف يديها عن الرجفان و ما زالت ترجوه بنظراتها بدون شعور منها و قال برقة :
‏(اذن ستبقين )

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 15-12-11, 09:26 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يسلموووو رووووعة في انتظارك يا قمر

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel   رد مع اقتباس
قديم 16-12-11, 03:27 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

و تنفست الصعداء و لم تصدق نفسها انها مهتمة الى هذا الحد و لا بد انه ادرك ذلك و قالت:
‏(انت لا تمانع فيما اذا رأيت جاك عندما . . . )
و هز كتفيه بلا مبالاة و قاطعها قائلا:
‏(عندما تنتهين من عملك اليومي بامكانك يا انسة ان تقضي الليل بطوله مع جاك فهذا لا يهمني)
و اعترضت لورا على كلامه و احمر وجهها و نظرت اليه بكبرياء و هي ما تزال تضم الكتاب الى صدرها و قالت:
‏(و لكن يهمني . فكرتك عني خاطئة يا سيد جيرازد)
و نظر اليها بثبات و قال بهدوء:
‏(تماما كما ان فكرتك عني خاطئة يا انسة )
و نهض و أطفأ السيكارة بأصابعه القوية بقسوة و نظر اليها عبر الدخان و لن ثم وضع يده في جيب بنطاله و لاحظت الابتسامة على وجهه و قال برقة:
‏(دعينا نتفق اننا أسأنا فهم بعضنا البعض يا صغيرتي)
و خطا خطوات واسعة عبر الغرفة قبل ان تسنح لها الفرصة ان تجد جوابا مناسبا له.
و تساءلت عن سبب قدومه اصلا هل أراد التأكد من أن والدته و شقيقه لن يضيعا الكثير من وقتها ام لسبب اخر لم تنتبه له.
وعندما وصل الى الباب استدار اليها و قال:
‏(لا تصعدي الى الدرجات العلوية من السلم)
و أشار الى السلم خلفها و تابع قائلا:
‏(عندما تحتاجين الى الكتب من الرفوف العليا سأقول لروبرت او احد الخدم ان يساعدك)
و حاولت الاحتجاج بقولها:
‏(و لكني استطيع . . . )
و قاطعها قائلا ببرود:
‏(يجب ان تفعلي ما أقوله لك عندما تصلين الى الدرجات العلوية قولي لي وأنا سأجد من يساعدك)
و كان بإمكانه الاكتفاء بذلك فيخرج و لكن عندما لم ترد استدار مرة ثانية و قال بحدة:
‏(هل تفهمين يا انسة؟ )
و اعترتها مشاعر غريبة لا مبرر لها و نظرت الى الكتاب في يدها و شعرت بيديها ترتجافان و احست بخفقات قلبها الثابتة القوية و حاولت السيطرة على حدتهاو قالت:
‏(نعم يا سيدي)
و لاحظت علامات الاستغراب في عينيه و خرج من الغرفة. و بعد ان غادر بلحظات ادركت انها نسيت ان تذكر له شيئا وجدته في الصباح فبينما كانت تتناول بعض المجلدات الثمينة و القديمة جدا من الرف السفلي وجدت شريطا تسجيليا مخبأ خلفها.
و لم يكن عندها اي فكرة عما كان يحتوي و لكن يبدو انه مكث هناك خلف الكتب فترة طويلة. و مما زاد في الغموض حوله كونه مخبأ وراء تلك المجلدات حتى انها تساءلت فيما لو كان هوغو جيرارد نفسه قام بإخفائه و ستخبره عنه مجرد ان تراه ثانية.
و مر اليوم التالي بدون ان يخطر لها شريط التسجيل على الاطلاق و تذكرته صدفه بعد يومين من زيارة السيدة جيرارد للمكتبه عندما فتحت احد الادراج و وجدته صدفه . كانت العلبه المعدنية التي وضع فيها الشريط قديمة و مغبرة وشعرت بحب الاستطلاع مرة ثانيه عندما امسكتها بيدها. كان يجب ان تخبر هوغو عنها قبل ذلك و لكنها نسيت و وجدت العذر المناسب لنفسها بتبريرها بأنه ليس مهما.
لابد انه تسجيل موسيقي فهناك ملصق على العلبة بعنوان*انشودة الخريف*
و لكن لماذا و ضعت هناك. و قفت و العلبة بين يديها و خطر لها ان هوغو جيرارد يحب الموسيقى سرا و لكن هذا لا يفسر كون الشريط مخبأ بهذه الطريقة و في اية حال لا يمكن ان يهتم هوغو بمن يعرف عنه انه يحب الموسيقى او لا يحب.‎
و كانت هناك الة تسجيل موسيقية حديثة على المنضدة المقابلة قرب النافذة تأملتها للحظات و في نيتها سماع شريط التسجيل . و أخيرا قررت ان تسمعها فإذا كانت مقطوعة موسيقية فلن تسبب لأحد اي ضرر و لعلها تميز القطعة و من عنوانها قدرت ان تكون الموسيقي كلاسيكية و هي تحب الموسيقى الكلاسيكية لكنها لم تجد على الملصق اسم المؤلف.
و كان من الصعب عليها في البداية ان تكتشف كيف تعمل آلة التسجيل لكنها نجحت اخيرا في تشغيلها في البداية لم تسمع الا صوت ضجة و فجأة ظهر صوت رجولي يتكلم بوضوح و كأنه موجود معها في الغرفة و كان صوتا شابا و بدا حديثه باللغة الفرنسية قائلا:
‏(أخي العزيز هوغو:
كان الصوت عميقا و حزينا مما سبب تقلصا في معدتها و بدأ قلبها يدق بسرعة و بما انه تكلم بالفرنسية فلم تميز الا المقدمة و النهاية عندما قال:
‏(هنا فيليب)
و أسرعت لورا بإغلاق الالة و وضعت يدها على فمها و احتبست انفاسها .فيليب جيرارد هو الاخ الذي لم يرغب برونو بذكره . و الابن الذي تكلمت عنه السيدة جيرارد بحزن . الابن الاكبر و الذي ذكر برونو بأنه مات شابا و لكن بدون ان يذكر كيف .و صوته الحزين الواضح جعل لورا تقشعر لسماعه .
و وقفت للحظات ثنقل الشريط بين يديها و قلبها يخفق بشدة ،فكرت _انه من الحماقة ان تكون خائفة من صوت شاب حزين متوف منذ سنوات طويلة بحادث مؤلم. و لكن بعض خوفها كان بسبب ترقبها لقدوم احدهم و قد يراها و هي تسمع الشريف الذي لا يحق لها سماعه.
و مع ذلك فبعد دقيقة او اثنتين ادارت الالة من جديد . بالطبع لم يكن لها الحق بأن تسمع اكثر و لم تفهم الا الاسماء و لكن هناك سر في الصوت يجعله لا يقاوم بالرغم من الحزن المحيط به .كانت بقية الحديث مقتضبة عبارة عن بضع كلمات واضحة قيلت بحرص و بعدها ساد الصمت. و بينما همت باغلاق الاله بدأت الموسيقى فجأة و وضعت يديها على وجهها لدى سماع الموسيقى بلا شعور و بدون سبب واضح شعرت بالتشوش و لكنها لم تقاوم سماعها لذلك الصوت الحزين. فقد كانت الموسيقى متشابهة جدا مع الصوت .
كانت مقطوعة البيانو رقيقة و مؤثرة و شعرت بتقطع في انفاسها . و برغم عدم جودة العزف وجدت انها مؤثرة جدا كانت بعض المقاطع ارق من عيرها و لكن بشكل عام كانت حزينة و مشابهة لصوت الرجل.
و كانت مستغرقة بسماعها بحيث لم تميز صوت الباب عندما فتح خلفا و لم تدرك وجود احد في الغرفة معها الا عندما انتهت الموسيقى . و تكلم هوعو جيرارد قائلا:
‏(من اين اتيت بهذا يا لورا؟)
و استدارت بسرعة و اطلقت شهقة تعجب و عضت على شفتها . فظهوره المفاجئ بعد سماع تلك الموسيقى سبب لها الدوار و قالت اخيرا:
‏(انا . . . انا اسفه)
و اقتربت لتغلق الاله و تناولت العلبة المعدنية و سألها مرة ثانية:
‏(اين وجدت هذه؟)

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
قديم 17-12-11, 05:13 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 200232
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداععطر@المحبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 207

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطر@المحبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عطر@المحبة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

و حاولت ايجاد الكلمات بصعوبة و اجابته بصوت متحشرج:
‏(كانت مخبأة خلف كتاب فولتير في الرف الاول وجدتها منذ يومين)
و بدت عليه القسوة و تجمدت ملامحه و نظر اليها ببرود و كأنه ظن بها الظنون و قال:
‏(ألم يخطر لك ان تخبريني عنه؟)
ارادت لورا ان تشرح له و أن تقول له انه لم يخطر لها ما قد يحتوي الشريط عندما وجدته و لم تدري اهميته بالنسبة اليه و لكن على ما يبدو انه هام جدا اخذة بعين الاعتبار ردة فعله و أخيرا قالت بصوت متقطع:
‏(أنا . . . أنا اردت ان أقول لك. كنت سأخبرك في الصباح نفسه و لكن السيدة جيرارد و شقيقك قدما هنا و . . . )
‏(و لم تخبريهما شيئا عن الشريط؟ )
و هزت رأسها بالنفي و قالت:
‏(لم يكن هناك من وقت لأخبر احدا اي شيء حتى لو خطر لي ذلك. السيدة جيرارد قدمتني لأخيك و من ثم جئت انت )
‏(آه)
و نظرت اليه و قالت:
‏(ارتكبت خطأ بأني ظننت ان السيد شقيقك ذهب الى اكسفورد و اصلحا معلوماتي هو و السيدة)
و نظر اليها ببرود و قال:
‏(هكذا اذن ،انت تتعلمين عنا يا آنسة اليس كذلك؟)
و ادركت انه عندما جاء الى الغرفة و كانت تسمع الى الشريط ناداها باسمها المجرد لورا و ربما الصدمة جعلته يتخلى عن الرسميات بشكل مؤقت و هاهو قد عاد الان الى انسة. و لم تقل شيئا فليس هناك من شيء تقوله .لحظة انحنى ليتناول الشريط من الاله و شعرت بارتباك و بتقطع في انفاسها عندما لمست يده يدها.
منتديات ليلاس
وامسك الشريط يتأمله. و لاحظت تعبيرا على وجهه لم تره من قبل الدفء و النظرة الرقيقة و اللطف و لم تفهم ماذا كان يحدث و سألها فجأة:
‏(هل تعرفين ما هي؟)
و هزت رأسها بالنفي و شعرت بالارتباك.
و قال برقة:
‏(انها'انشودة الخريف ' موسيقى اخي)
و توقفت للحظات تحاول فهم ما يعني و لما ادركت ما عنى نظرت اليه بتساؤل و قالت:
‏(اتعني انه كتبها)
و هز رأسه و تابعت قائلة:
‏(ولكنها جميلة)
و ردد برقة:
‏(انها جميلة. و قد شعرت بذلك عندما سمعتها لاول مرة منذ سنوات عديدة)
و قلب الشريط في يده و كأنه غير مصدق انه موجود و قال:
‏(لم اعرف ابدا انه سجلها)
و قالت لورا:
‏(انه سجلها لك على ما أظن. و حاولت ان تفسر له ردا على نظراته المتسائلة قائلة:
‏(هناك رسالة في البداية قبل الموسيقى)
و نظر اليها و القسوة في عينيه و قال:
‏(و انت استمعت اليها ايضا؟)
و لما لم تكن لتتحمل نظرات القسوة و البرود تلك فأسرعت بهز رأسها و قالت:
‏(أنا . . . أنا لم افهمها عدا الاسماء. اسمك و نعد ذلك فيليب)
و بقى يحدق بها ببرود و قال:
‏(و انت تعرفين عن فيليب ايضا)
و اومأت برأسها و اجابته بصوت متردد يعكس لهجة الاسف و قالت:
‏(اعرف انه كان شقيقك الاكبر يا سيد و انه مات شابا هذا كل شيء)
‏(و هذا كاف يا آنسة)
و نظرت الى وجهه الاسمر و لاحظت المرارة و الاسف على فمه و البرود في عينيه و قالت:
‏(انا . . .أنا لم ارغب التجسس عندما استمعت الى الشريط يا سيد جيرارد)‎
و ‎حاولت ان تسيطر على صوتها كل لا يرتجف و تابعت قائلة:
‏(في الحقيقة لا اعرف لماذا استمعت اليه)
‏(حب الاستطلاع)
و كان يحدق بها و شعرت بتسارع خفقات قلبها. و لاحظت بأن القسوة بدأت تتلاشى من عينيه و لكنه ما زال متوترا فلم يبد عليه الارتياح حتى عندما ابتسم و قال:
‏(هذه صفة سيئة في الانثى يا انسة . و أنا لا يمكنني لومك على شيء لا يمكنك السيطرة عليه)
و كان من الصعب الاجابة على كلامه هذا و لذلك لم تقل أي شيء و اكتفت بالوقوف بجانبه بصمت وشعرت بطول الوقت و خاصة ان قلبها بدأ يطرق كالساعة . و احست بأن تحمل ذلك الصمت فوق طاقتها فاتخذت لنفسها عذرا و قالت:
‏(من الافضل ان اعود الى عملي)
و لكنه استوقفها بأن امسك بذراعها و قال بهدوء:
‏(ارجوك اتركيني بعض الوقت يا انسة فأود الاستماع الى الرسالة.)
‏(نعم بالطبع)
و فهمت لماذا يريد ان يستمع الى الرسالة على انفراد . فهوغو جيرارد لم يعتد انا يفقد السيطرة على مشاعره امام الغرباء . و لابد ان لصوت اخيه المتوفي تأثيرا كبيرا حتى على ارادته الحديدية .
فقد لاحظت شيئا من ذلك عندما عرف الموسيقى . و لابد ان هوغو جيرارد كان مقربا من اخيه حتى انه ترك الشريط له لا لأمه .
و فتحت الباب و همت بالخروج عندما ناداها قائلا :
‏(انسة كولتون)
و استدارت لورا . و تابع قائلا :
‏(ليس هناك من ضرورة لاخبار اي انسان عن هذا الشريط )
و هزت رأسها بدون شعور و قالت :
‏( لا سيد جيرارد بالطبع لا)
‏( شكرا )
و عندما استدارت مرة ثانية لتعلق الباب خلفها كان يعيد لف الشريط على الالة .


‏. . .
‏. .
‏.
نهاية الفصل الرابع

قراءة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور عطر@المحبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
autumn concerto, حارس القلعة, ريبيكا ستراتون, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, rebecca stratton, ورايات عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:59 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية