لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


من حكايات زورك نيميسيس .. حكاية السد

ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-10, 11:46 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157769
المشاركات: 61
الجنس ذكر
معدل التقييم: Zork Nemesis عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Zork Nemesis غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي من حكايات زورك نيميسيس .. حكاية السد

 

ليس مهما أن أرحب بكم .. وليس ضروريا أن تستقبلوني بترحاب .. دعونا نتفق على ما سيحدث .. أنا هنا لأكتب .. وأنتم هنا للقراءة .. ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول .. وليس علي أن أصدع رأسي بتحملكم .. لذا لنبتعد عن المجاملات .. أنا شيخ مسن من النوع الذي لا يروق لأحد .. وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي .. هكذا نكون قد ابتعدنا عن الرسميات البغيضة التي يصر البشر على استخدامها فيما بينهم .. اسمي ليس مهما .. يمكنكم مناداتي باسم زورك .. ولا أود سماع كلمة واحدة عن معنى هذا الاسم .

أعرف أن الكثير أتى يستمع إلي للبحث عن متعة الرعب .. أنا هنا لأخبرهم أن القبور تكتظ بأمثالهم من الذين ظنوا أن الرعب متعة جميلة .. ثم ماتوا وفي أعينهم نظرة ملتاعة عندما عرفوا الحقيقة ..

لا رعب في حكاية خيالية ألفها شخص ما أثناء فترة تأمل ... الرعب هو ما تسمعه على لسان صديق ملتاع يحكي لك بعيون متسعة ما حدث معه يوما .

سأتيح لكم الفرصة لمعرفة أكثر .. ليس مني لأنني مصاب بداء الملل السريع .. ستسمعون كل شيء منهم .. بألسنتهم .. هم يعرفون كل شيء .. لأنهم رأوه رأي العين .. لا تسألوني من أنا .. تذكروا أنكم هنا لتسمعوا .. لا لتسألوا ... وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجروا رؤوسكم .. لن يحدث فارقا عندي .. تماما كما أنه لو انتزعت روحي مني في أحد نوبات الصرع الذي ابتليت به فلن يحدث فارقا لديكم ... هكذا اتفقنا ..

لازال القلم معك أحمد .. صدقني لولا أن لديك حكايات كثيرة لم أكن لأجعلك تتحدث .. أنت ثرثار جدا عزيزي أحمد .. ثرثار و ممل أحيانا.. لنر ماذا لديك هذه المرة ..



حكاية السد


" إن السد يعني أن هناك واديا .. و الوادي يعني أن هناك عائلات من الجن يتكاثرون .. فلا تذهب لأنك لن تعود "

إن الذين لا يسمعون الكلام تأتيهم الواوه لتخيفهم ليلا .. إن الذين لا يسمعون الكلام لا يكبرون .. إن الذين لا يسمعون الكلام لا تعطيهم طنط نجوى الحلوى .. إن الذين لا يسمعون الكلام لا يكونون أقوياء .. إن الذين لا يسمعون الكلام لا يتزوجون حسناوات .. إن الذين لا يسمعون الكلام يموتون .. إن الذين لا يسمعون الكلام سأقتلهم بنفسي واحدا واحدا ثم أعلق رؤوسهم على أرجلهم ليكونوا عبرة للعالم .. المشكلة أنني لم أسمع الكلام في أي مرحلة من مراحل الحياة .. ربما لأجل هذا كانت تنطبق علي كل تلك التحذيرات ... وآخر مرة لم أسمع فيها الكلام كانت عند ذلك السد .. سد بطحان .

بفتح الباء و كسر الطاء .. وادي بطحان .. من البطح تعني الواسع المستوي .. بنوا عليه هذا السد الجميل ليحمي المدينة المنورة من السيول .. بل إنه لو حدثت سيول يكون المنظر عنده رائعا فيتجمع أهل المدينة ليروه .. هؤلاء لا يملكون بحيرة في مدينتهم .. فتراهم يهرعون إلى البحيرة فور تكونها عند السد أثناء السيول .

كنا ستة أسماء لن تعني لك شيئا لو ذكرتها .. يمكن اختصارها في ( شرف – عمرو – ربيع – علاء - أنا - أخي مصطفى ) ... شرف مصري حذق .. تعرف المصري الحذق لما تراه .. ربيع مصري طيب تلك الطيبة التي لا تصدق وجودها مالم ترها .. علاء فتى نحيل من طراز طلاب الثانوية العامة المصريين النحيلين ... عمرو سعودي يختصر في كلمة واحدة .. جنتل مان ...وأنت تعرف أخي مصطفى .. كان معي أثناء محاولتنا لرؤية فاطمة تلك الفتاة التركية و هي تقطع رأسها .

إجازة أظنها في منتصف العام إن لم تكن في آخره .. فراغ شبابي تام .. لاحظ أننا في السعودية .. الحياة نفسها ترتدي عباءة سوداء وتجلس في منزلها .. ليتك في جدة مثلا .. أنت في المدينة حيث لا شيء على الإطلاق .. أقصى أمر مثير تفعله هو الجلوس على المقهى في شارعكم و الثرثرة التي غالبا ما تكون شكوى .

وأنا شخص أبحث عن الإثارة بشراهة .. لو تركتني وحدي في كهف مظلم وتتوقع أن يصيبني الملل ستفتح علي الباب لتجدني أحفر بحثا عن ديدان الأرض أو العقارب أو الثعابين .. أو بدأت في تحضير الشياطين بطريقتي الخاصة .. استفزازهم و ربما شتمهم .. هذه أسرع طريقة لو سألتني رأيي ... ولما كانت الإثارة لا تجدك في السعودية فمن الأفضل أن تجدها بنفسك ... وهكذا اتخذت سلسلة من القرارات .. قرارات مخيفة .

قررت الخروج في رحلة لمكان مرعب .. هناك الكثير من الـ Hot Spots في المدينة لو أردت رأيي .. قلعة قباء .. قلعة بناها الرماة الأتراك وهي مهجورة منذ مئات السنين ...ومليئة بالأفاعي و الجان حسب كلام المتكلمين .. مستشفى المجانين القديمة وهو مبنى مهجور منذ سنوات طوال ... ستكون عفاريت رائعة تلك التي تهيم هناك ... وادي الجن في منتزه البيضاء البري حيث تجد كل المتنزهين البريين يتحاشونه لأن الجن يتنزهون فيه... هناك أماكن عظيمه تنتظر منك قص الشريط فقط .

تحدثت مع الأسماء التي ذكرتها لك و كانت محاولة إقناعهم رحلة شاقة بغض النظر عن الرحلة التي ننوي القيام بها .. لكنهم في النهاية اقتنعوا .. وجهتنا كانت سد بطحان .. سد طويل يقطع واديا ضخما مظلما ... بوابة السد ليست مغلقة ... يمكنك فتحها و المشي فوق السد ما يقرب من الكيلو متر وسط السواد فوق الوادي المظلم .. كان مكانا رائعا جدا .. وها نحن قد ركبنا سيارتنا و توجهنا ناحيته .

مصطفى كان يريد قتلنا ليريح ضميره .. كان يعتبر أننا مجموعة من الحمقى ذاهبون في رحلة مدرسية للمشي فوق جسر .. ظانين أنهم في فيلم رعب .. ولو أن هناك فيلم رعب قصته هكذا ستمنعه الرقابة حفاظا على شاشة السينما من رميات المتفرجين ... كان يحاول إقناعنا طوال الطريق أن نغير وجهتنا إلى مطعم أو نادي بلياردو أو بولينج أو أي شيء مفيد .. لكنهم كانوا قد تحمسوا للفكرة و لتنفيذها أكثر من تحمسي أنا نفسي ... نظرت إليهم نظرات عابرة على طراز ( رائع – حمقى – لدرجة أنهم استجابوا لكلامي ) .. أتتني لحظة سعادة أنني تمكنت في التأثير في كل هذه العقول لا تلبث أن تحولت للحظة قلق ... لو حدث لهم شيء .. سيبدو أنني الشيطان الأعظم ... ربما أنا كذلك من يدري .

وصلت السيارة إلى السد ... كانت هناك بوابة مغلقة .. هذه البوابة موضوعة بين عمودين قصيرين .. يعني أنها ليست موضوعة في سور يمنعك من الدخول للسد .. يمكنك ببساطة المرور بجانب أحد العمودين و المشي فوق السد ... ظللت أفكر في معنى هذه البوابة لحظات ثم قررت أن أتقدم المجموعة لأشعرهم أنني القائد الأعلى لهذه المهمة الشيطانية .. هذا شعور رائع أن تكون شريرا .. ليتني أستطيع أن أضحك ضحكة أبو الغضب .. لابد أنه كان يشعر بروعة شيطانية لا شك فيها .

رفض مصطفى النزول من السيارة .. ووضع سماعات الجوال في أذنه و أخذ يهز رأسه بمعنى ( حمقى – اذهبوا و موتوا ولا تعودوا ) .. حاولت إقناعه لكنه استمر في هز رأسه بنفس الطريقة .. في النهاية استسلمت و تحركت و تحرك أربعة أشخاص ورائي .

كانوا يعتبرون الموضوع نزهة ظريفة .. كل واحد يتحدث مع صاحبه في أمور طريفة و يمشون و أنا أتقدمهم ... كنت أقول في نفسي أقوال مثل ( بلهاء - إن أفلام الرعب دائما تبدأ بمجموعة ضاحكة مثل هذه تزور مكانا مخيفا ) .. بصراحة كان السد جميلا ... و مبنيا بأسلوب جميل و يبدو أن الحكومة تعتني به جيدا .. كنت أتطلع إلى الوادي المظلم بالأسفل و إلى النجوم بالأعلى .. منظر رائع حقا ينقصه أشباح تهيم هنا وهناك و غربان لتكتمل روعته ... لكن يبدو أن هذا كان الهدوء الذي يسبق العاصفة .

جاءتنا العاصفة على هيئة كلب .. بدا من بعيد على جبل متصل بالسد .. كان ينبح بغضب ... ذلك النباح الذي تستخدمه الكلاب فتشعر أنها تشتمك بكراهية .. توقفنا كلنا مرة واحدة .. كان الكلب نحيلا أسودا ذو ذيل مقطوع .. كان يتحرك يمينا و شملا و ينبح في غضب .. ماذا يريد هذا الأحمق بالضبط ... تحول هذا الكلب إلى اثنين .. و الاثنين إلى خمسة .. و الخمسة إلى عشرة ... و العشرة إلى ثلاثين .. ينبحون لتشعر أنهم اعتبروها حربا بيولوجية ضد بني الإنسان و إما النصر و إما الشهادة .

استدرنا جميعا و مشينا بخطوات سريعة جدا أقرب إلى الركض ناحية السيارة .... وبدأت مجموعة في الكلاب في التحرك ناحيتنا بخطوات متوسطة السرعة .... قابلنا مصطفى في السيارة يضحك بكل جزء في فمه حتى لسانه ... ركبت السيارة بسرعة و أدرتها و ركب الكل قفزا فوق بعضهم و تحركنا حتى قبل أن نغلق كل الأبواب .

في الطريق إلى المنزل كان الكل غاضبا ... ليس كما ظننت أنهم غاضبون من فكرتي الغبية التي كادت أن تودي بحياتهم جميعا بين أسنان مجموعة من الكلاب ... بل كانوا غاضبين من الكلاب .. و مصرين على أن يعودوا ثانية إلى السد .. لكن هذه المرة يكونون مجهزين بالحجارة ... لم أعلق .. استدرت بالسيارة في هدوء إلى السد مرة أخرى ... يا إلهي .. لم أعرف أن تأثري مخيف هكذا .. لقد اعتبروها حربا بيولوجية بدورهم ... يبدو أنها ستكون ليلة دامية .

طبعا رفض مصطفى النزول .. الكل كان يقنعه بالدخول في تلك الحرب .. لم أعلق و أخذت أنظر للكل نظرة غريبة ... هؤلاء البشر غريبي الأطوار .. لماذا يمشون بهذه الحماسة نحو فكرة بهذه الحماقة ... عموما تقدمت الجمع كالعادة و أخذنا نجمع أحجارا من الأرض و نعبيء جيوبنا .. نظرت للكل نظرة مشفقة .. هؤلاء الأغبياء يمكن أن يموتوا اليوم في هذه المعركة ببساطة .. .إن عدد الكلاب الغاضبة رهيب .. لكني قتلت هذه الصحوة في نفسي و استمريت في جمع الأحجار .. إحساس أن تكون شريرا يفوق روعة اي أحاسيس بشرية أخرى ... ولن تصدقوني مالم تشعروا به يوما .

بدأنا نتقدم بحذر فوق السد شاخصين ببصرنا إلى الأمام مرهفين أسماعنا ... ظللنا نتحرك حتى اقتربنا من ذلك المرتفع الذي ظهرت فوقه الكلاب في المرة السابقة ... بدأت خطواتنا تكون أكثر بطئا .. شيئا فشيئا بدأنا نصل إلى المرتفع ... أتوقع أن يظهر ألف كلب الآن و أن تكون المعركة دامية لدرجة أن يقع بعضنا من فوق السد ليتحطم عنقه في الوادي .

صعدنا فوق ذلك المرتفع ... من هنا يتخذ السد مسارا آخر ... كان المرتفع هاديء تماما ... ليست عليه حياة من أي نوع .. حقا كان الأمر غريبا .. يبدو أن الكلاب قررت تركنا نتقدم في السد قليلا حتى منتصفه ثم يهجمون ... بحيث نكون بعيدا عن أي شوارع .. ونموت و لا يشعر بنا أحد ... عرفت أن الكلاب وفية لكن هل هي ذكية ؟ لست خبيرا في عالم الحيوان .

تحركنا بخطوات أسرع على السد ... لم يبد أنه كانت هناك أي كلاب .. عبثا حاولت العثور على تفسير لما رأيناه ... ربما هم جن مثلا ... لكن لو انهم جن يحرسون هذا الوادي و طردونا في المرة الأولى ... لماذا انسحبوا الآن ؟ ربما هو فقط (شغل عفاريت) كما يقول المصريين .

وصلنا إلى نهاية السد ... لاشيء إطلاقا .. هدوء تام ... وهنا استدرنا و مشينا عائدين .. وفجأة ارتفع صوت جرس جوالي ... إنه مصطفى يتصل ... فتحت الخط بدون أن أقول أي شيء .. فقط أستمع إلى ما يمكن أن يكون يتصل بشأنه .. قال لي ... بسرعة تعالوا أرجوكم ... الكلاب تحيط بالسيارة .

هنا أصبحت خطواتنا سريعة جدا ... تلك الكلاب الجائعة فضلت الحصول على وجبة طازجة بدلا من تصديع رؤوسها بالحرب البيولوجية ... تحولت خطواتنا السريعة إلى ركض .. ثم إلى ركض سريع ... حتى بدت لنا السيارة من بعيد و الكلاب تحيط بها في بشاعة .. لم تكن تنبح ... كانت فقط تدور حول السيارة و تلتصق بها و ترتفع على قائمين للنظر بداخلها ... يبدو أن مصطفى المسكين بلل الكرسي الآن .

أصابتني حالة من الغضب دفعني للركض بقوة ناحيتهم ... و أخذت أرمي حجارة كالمجنون ناحية السيارة .. قال لي شرف في عصبية :
- أيها الغبي ستكسر زجاج السيارة و سيصلون إليه

تنبهت إلى غبائي ... وانتبهت لنا الكلاب ... استدار بعضها لنا و أخذوا ينبحون بغضب .. ثم تحركت بعضها ناحيتنا بسرعة ... كانوا يركضون .. تعرف الكلاب عندما تركض نحوك بشراهة .. أخذنا نرمي بالحجارة بكل قوتنا ناحيتهم بحيث لا تصل الحجارة للسيارة ... لكن يبدو أن الكلاب كلها قد استدارات و تحركت ناحيتنا الآن .. بل ركضت ناحيتنا بغضب رهيب ... أنهيت كل الحجارة التي كانت معي و كذلك معظمنا .. ولا توجد حجارة فوق السد النظيف الذي تعتني به الحكومة جيدا ... نظرنا إلى الوادي بالأسفل ... هل يمكننا النزول للوادي ؟ كانت هناك جهة من جهات السد فيها جدران السد المائلة ..و هذه مستحيل أن ننزل عليها لأن ميلانها حاد جدا .. والجهة الأخرى فيها جدران أيضا لكن فيها جزء جبلي يمكننا النزول عليه .

وبدون مزيد من التفكير قفزنا على ذلك الجزء الجبلي ... وبدأنا ننزل بحذر في البداية ... لكنني كالأحمق كانت لدي بعض المهارة في نزول الجبال فاستغللتها بأن أخذت أنزل على الجبل و كأنني أتزحلق على الجليد ... المشكلة أن علاء طالب الثانوية العامة إياه بدأ يقلدني ... لكن الأحمق لما نزل بهذه الطريقة لم يستطع السيطرة على نفسه .. لا أقصد أنه وقع ... لكن قصدت أنه لم يستطع التحكم في سرعته ... سرعته أصبحت كبيرة جدا في النزول حتى أن قدميه كفتا عن التزحلق و بدأتا في الجري ... الجري بسرعة شديدة جدا فوق ذلك الجزء الجبلي المائل ... وطبعا فقد توازنه في النهاية .

شاهدته يطير ثم يسقط على أم رأسه ثم يتشقلب و يطير و يسقط فوق رأسه مرة أخرى ثم يهمد في مكانه تماما ... لقد قلت أنها ستكون ليلة دامية ... ويبدو أن علاء هو أول الموتى ... شعرت بغصة كبيرة في حلقي ... أخذت الغصة تتفرع و تتفرع من الفروع فروع داخل حلقي .... نزلت إلى علاء شاعرا بالغصة قد خرجت من حلقي وأخذت تتفرع فروعا للخارج .

لكن علاء قام من الأرض و أخذ يتحسس رأسه في غباء .. كان كشخص ضرب على رأسه وهو الآن يفيق من غيبوبة متسائلا ببراءة عما حل به ... كان واضحا أنه بخير بغض النظر عن النظرة الزائغة التي ينظر بها لي ... تحسست رأسه ... لا توجد حتى دماء ... إن الله قد لطف به حقا هذا المجنون .... لا أعرف كيف لكن كان الكل بخير .. وقد أصبحنا الآن أسفل الوادي المظلم ... نظرنا إلى أعلى السد ... الكلاب تنبح و تركض يمينا و شمالا في جنون ثم تنبح .

أخرجت جوالي سريعا .. اتصلت بمصطفى ... سمعت تلك النغمة المريضة التي تعلن أن جوالي شارف على الموت .. تمنيت فقط أن يظل الجوال حيا حتى أتصل بمصطفى ... رد مصطفى بعصبية :
- أين أنتم ؟ هل أنتم بخير ؟ أحمد ... تعالوا هيا لا يوجد كلاب هنا .
أعرف هذا الطراز من البشر الذي يسألك أسئلة و يجيب على نفسه و يمضي في الكلام على أساس هذه الإجابات ... قلت له :
- نحن هربنا من الكلاب ونزلنا للوادي الآن .. كلنا بخير .. سنبحث عن طريقة للصعود لك .. ابق حيث أنت ... لا تخرج من السيارة و إلا قتلتك قبل أن تقتلك الكلاب .

كان ربيع في حال بائسة جدا ... ولا يكف يلعن أفكارنا الحمقاء التي أتت به إلى هنا وهو الذي كان يحلم بليلة مريحة في سريره أمام الأنمي الرائع الذي يحبه مع كوب من الشاي و المكسرات .. عمرو كان متحمسا لكنه فقط متضايق لأن ثوبه أصابه بعض الغبار .. شرف كان يحاول البحث عن شيء ما يمكننا الصعود عليه إلى السيارة بدون أن تشعر بنا الكلاب المحمومة بالأعلى ... بينما كنت أنا مع علاء أطمئنه و أطمئن عليه .. لكن العاصفة عادت و هبت علينا مرة أخرى .. وكانت هذه المرة أشد قسوة .

شق الوادي صوت نباح غليظ جدا .. ثم أصبح نباحين فثلاثة فأكثر ... الظلام دامس لا يمكنك أن ترى شيئا .. إن أصل الرعب هو الخوف من المجهول ... شيء لا تراه لكنك تعلم أنه قادم لقص رأسك ... شيء بشع ... وها أنت تسمع نباحه ... والحق يقال أن نباح الكلاب التي هاجمتنا أعلى السد يعتبر موسيقى بالنسبة لهذا وهنا أصابتنا جميعا حالة من الذعر ... إنه الموت يا رفاق ... الموت بين أسنان كلاب مسعورة .. في واد مظلم .

وفجأة ظهرت الكلاب ... كانوا أربعة كلاب ضخمة بشعة الخلقة غاضبة جدا .. وقفوا قريبا منا و أخذوا ينبحون بذلك الصوت المرعب .. ثم يتحول النباح لصوت مكتوم يعبر عن الغيظ الشديد .. لا أعرف لماذا تكون الكلاب دائما غاضبة هكذا ... ولا أدري أصلا كيف يحب شخص ما الكلاب و يربيها .. دعك من نجاستها و أنيابها و صوتها الذي يأبى إلا أن يكون دائما غاضب ... وشكلها الغاضب الأقرب للشياطين ... كيف يحب الناس هذه الكائنات .... أحببتها أو لم أحبها .. يبدو أن نهايتي ستكون بين أنيابها في النهاية .... لست أنا فقط ... بل أنا و أعز أصدقائي كذلك .

إن عضة الكلب قذرة جدا ... مررت بتجربة مريرة معها في السابق .. لا أدر ما أمري مع الكلاب المسعورة السوداء .. لماذا يعلنون علي الحرب البيولوجية من آن لآخر .. كنت أعرف أن من يحب التدخين تكون نهايته بأمراض تتعلق بالصدر أو القلب ... من يحب السرعة تكون نهايته في حادث سيارة و من يحب المغامرات الغبية تكون نهايته في مغامرة غبية .. لم نتحمل أكثر ... استدرنا جميعا و أطلقنا سيقاننا للريح .. ولم تكذب الكلاب الضخمة خبرا فانطلقت وراءنا على الفور .

لما يجري الكلب وراءك يمكنك أن تسمع ثلاث أصوات مرعبة في آن واحد ... صوت أقدامه الي تركض بسرعة على الأرض ... صوت لهاثه أثناء ركضه ... و صوت نباحه ... لكنني سمعت فجأة صوتا آخر لا دخل له بكل هذا ... صوت طلقة نارية أضاف لها الوادي صدى رهيبا ... ثم طلقة أخرى .. لم ندر أين ننظر لكن الكلاب توقفت و بدأت تجري في اتجاهات مختلفة .. طلقة ثالثة ... أنين كلب ... طلقة رابعة .... صوت كلاب تركض مبتعدة بأقصى سرعة .... طلقة خامسة .. وسادسة .

- يا محمد ... محمد ... يا محمد ...

صوت رجل من أهل باكستان .. نظرنا لمصدر الصوت لنجد رجلا مشعث يرتدي فانيلة بيضاء و ينزل على سلالم مصنوعة لتنزل بها إلى الوادي و تصغد بكل سهولة ... أين كانت هذه السلالم اللعينة لما احتجناها ... ثم رأينا وراءه مصطقى يلوح .. كان هذا أمين السد أو المسؤول عن السد أو رجل السد ... هناك شخص ما له هذه الصفة دائما في السدود .. أنت تفهم قصدي بالطبع .

كان الرجل غاضبا جدا .. قال أشياء كثيرة عن حماقتنا و عن الكلاب التي استعمرت هذا المكان منذ زمن و عن حماقنا ... وعن أنها المرة الأولى التي يرى فيها أشخاصا بجنوننا . كل زوار السد يفرشون بجانب البوابة و يجلسون ... وعن حماقتنا .. وعن المطر الذي لم ينزل منذ سبعة أشهر حتى جف الوادي تماما ... وعن حماقتنا ... هذا الرجل ثرثار جدا ... من أشد الأشياء على نفسي أهل باكستنان لما يكونوا ثرثارين ... وأنت مضطر لسماع كل كلمة يقولها بابتسامة واسعة لأنه أنقذ حياتك .

لم تكن هذه آخر زياراتنا لهذا السد .. فأنا و ربيع و شرف مثلا ربما نذهب لزيارته من آن لآخر .. الغريب أننا نمشي فوقه حتى نهايته و نعود بدون أن نرى أي كلب أو نسمع أي نباح ... حتى أنه أصبح متنزها لنا نقصده كلما شعرنا بالملل .. ودائما لما نمشي فوقه نتذكر ذلك اليوم الكارثة .. لكن لا نجد أثرا لأي كلب أو لأي مخلوق آخر وكأنهم كلهم كانوا وهما قاسيا ... ربما كانوا شياطين .. فهم حقيقة لم يمسونا بأذى حسي .. إنما جعلونا نهرب منهم حتى كدنا نموت رعبا ..أو ربما جاءت الحكومة التي تعتني بالسد جيدا و قتلتهم كلهم بعد أن بلغهم ذلك الحارس الباكستاني الثرثارعن حادثتنا .. لن تدري أين الحقيقة أبدا .


 
 

 

عرض البوم صور Zork Nemesis   رد مع اقتباس

قديم 28-09-10, 04:51 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50998
المشاركات: 150
الجنس أنثى
معدل التقييم: kirara عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
kirara غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

عودا حميدا اخي الفاضل القصه اكثر من رائعه لوهله شعرت اني زرت الوادي وشعرت بلهاث الكلب المسعور .. سرد ووصف احترافي يشعر القاريء وكانه يعيش الحدث ..

بانتظار جديد قلمك ..

 
 

 

عرض البوم صور kirara   رد مع اقتباس
قديم 28-09-10, 11:33 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 157769
المشاركات: 61
الجنس ذكر
معدل التقييم: Zork Nemesis عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Zork Nemesis غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Zork Nemesis المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

شكرا كيرارا على متابعتك ...

 
 

 

عرض البوم صور Zork Nemesis   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حكايات زورك نيميسيس, حكاية السد, قصة قصيرة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية