لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 09:11 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت تتمنى من كل قلبها أن يقع أندرو في غرامها , أنها فتاة ذكية ناضجة , وتتمنى أن يغيب حبيبها البعيد عن مسرح حياتها .
" أذا صدق حدسي فربما هو أكثر وسامة بالندبة منه بدونها .... أنني طبعا لا أعرف شكله عن السابق".
" أنت فتاة حادة الذهن".
كانت جيرالدين تمدحها:
" هو أكثر وسامة ولكنني لا أعتقد أنه يعرف هذه الحقيقة ونحن لا نجرؤ على ذكر هذه الحقيقة له لأنه سيقول بأننا نتظاهر بهذا الأمر ".

ثم حاولت جيرالدين أن تبحث أمورا أخرى , سألت ترينا عن تعليمها الجامعي وأختصاصها شعرت ترينا بأن حديثها عن نفسها مع جيرالدين كان أسهل منه مع أندرو , بقيت تثرثر براحة وسهولة وأعتذرت أخيرا عن كثرة كلامها:
" آسفة , ربما أكون قد أضجرتك".
" لا أبدا , دراستك الجامعية ليست عادية يا عزيزتي , لو تخبرينني ببعض ألعابك وحيلك التي قمت بها مع الأساتذة".

ضحكت جيرالدين , أخبرتها ترينا بعضا منها على سبيل التسلية .
" ربما تخبرين أندرو هذه القصص الطريفة يوما ما ".
أقترحت جيرالدين وهي تنظر اليها نظرتها الى صديقة حميمة :
" هل تعرفين أنه ملم بالعلوم؟".
قالت ترينا:
" لا , لم أعرف بل لاحظت شيئا من هذا حين تعرّف الى نظرية أينشتاين في النسبية يوم كتبت معادلتها على اللوح , ما نوع عمله؟".

" أنه لا يقوم بالأبحاث ولكن معلوماته في العلوم ترتكز على أسس جيدة".
سألتها ترينا مرة ثانية بدون أن تخفي فضولها:
" ماذا يعمل؟".
" أنه يملك مصنعا ينتج أدوات ألكترونية".
"أوه! "
أنها لم تربطه بشيء من هذا القبيل, كانت تظن أنه من رجال المال في المدينة.
" حاليا يفكر في بناء مصنع جديد في ميونا".

أضافت جيرالدين :
" هناك طلب متزايد على الأدوات الألكترونية في هذه الآونة".
" حتما".
ضحكت ترينا وهي تتذكر رود وهوايته :
" ضقت ذرعا بالأقمار الصناعية والصواريخ , لقد أكتشف رود مؤخرا أن أنوارا جديدة تلمع في السماء غير النجوم وقرر أن يعرف ما هي".
لحسن حظه أن يجد من يساعده في أكتشاف هذه المعلومات , كانت جيرالدين تفكر , بأن ترينا ليست شخصا تافها كي ترغمها على تناسي الموضوع برمته , كأن حقيقة ترينا قد صعقتها فجأة .
منتديات ليلاس
تساءلت : كم تصلح هذه الفتاة لأندرو ! تستطيع أن تحادثه بذكاء وتبحث معه شؤون عمله وترفه عن موظفيه الأختصاصيين والفنيين , ولن تبقى خارج نطاق محادثاتهم , ذكاؤها يفوق ذكاء الرجل العادي وهي أفضل من معظم الفتيات , جدها بروفسور فيزياء ترعرعت في منزل يحيط بها الأساتذة والدكاترة من كل الأختصاصات , ومن المؤسف أن أندرو قد دفن نفسه في قوقعة وأنكفأ بداخلها... لا يراها , ثم هناك المعجب الآخر في حياتها...

سألتها جيرالدين :
"لم أسألك ! كيف تجدين الحياة في أستراليا؟".
" أحبها كثيرا , لم أرغب في الحضور في البداية , كنت أتعلّم الباليه على يد أستاذ ماهر وخفت أن أضيّع فرصة تكميل دروسي في رقص الباليه هنا , ولكنني غيّرت رأيي حين وصلت الى سيدني , قبل أن نحضر الى أستراليا كنا نعرف عن ماضيها أكثر بكثير مما نعرفه عن حاضرها".
توقفت ترينا وقدلانت قسمات وجهها ثم أكملت:
" ساعة دخلت الباخرة مرفأ سيدني دهشت لجماله , لم أر في حياتي منظرا أجمل منه , كان فصل الصيف وجميع الألوان مشرقة .... السماء زرقاء والبحر أزرق والجسر يمتد أمامنا كأنه شريط محرّم , ومن مسافة بعيدة بدت أشرعة اليخوت البيضاء كأنها نوارس ضخمة.....".

توقفت ترينا فجأة عن الكلام ونظرت الى جيرالدين بأستحياء:
" يبدو أنني أصبحت شاعرة..... لقد أضجرتك".
" لا , أبدا , حين نستمع لمثل هذه التعابير نشعر بالفخر والأعتزاز في بلدنا".
" لديكم أسباب لفخركم , أن البلاد بديعة , حين دخلنا مرفأ فريمنتال كانت تنتظرنا أول مفاجأة ".
" دخلتم مرفأ بيرث؟".
" كانت ستفوتنا الباخرة , نزلنا البر لتمضية بضع ساعات وكنا نجهل كم تستغرق طريق العودة من بيرث الى مرفأ فريمنتال ".

" هل ركضتم المسافة الطويلة فوق الجسر الهزيل؟".
هزت ترينا رأسها موافقة وهي تتذكر الجسر الطويل الذي يلف المرفأ , كان طويلا كأن لا نهاية له وخاصة عندما يتأخر المرء عن موعد الباخرة .
" جدي لا يستطيع الركض , كنا نمشي بسرعة ولم يبق على موعد قيام الباخرة سوى خمس دقائق , وصلنا أخيرا وأذا بزوجين شابين يركضان فوق الجسر وقد أنقطع نفسهما".

" شعور غريب ومريع".
وافقتها جيرالدين :
" لقد فاتتني الباخرة مرة حين كنت في أميركا كان علي أن أستقل الطائرة الى المرفأ التالي لألحق بالباخرة".
لم تذكر ترينا ماذا يعني للزوجين الشابين أن تفوتهما الباخرة.... وهما لا يملكان من المال ألا القليل.
قالت جيرالدين :
" في كل حال , أنتهت المفاجأة نهاية سارة هل ظننت أنك ستشاهدين حيوان الكنغارو يقفز في الشوارع وسكان أستراليا السود يطلون برؤوسهم من خلف كل بناية؟".

" بالطبع لا ".
أنكرت ترينا وهي تضحك بمرح :
" ولكنني لم أنتظرها هكذا.... مدينة حديثة".
" وتضم فرق أوبرا وفرق باليه........".

كانت جيرالدين تضايقها بلطف وتمزح معها , ثم تكلمت بجدية :
" أين ستعملين بعد عودتك الى سيدني؟".
" لدي عمل جديد".
شرحت لها بعد أن شعرت بضربة قوية في قلبها:
" هناك فرقة باليه جديدة , أنها فرقة دولية".
سألتها جيرالدين:
" حقا! فرقة دولية؟".
منتديات ليلاس
" نعم , تضم أشخاصا من كل الجنسيات".
سألتها جيرالدين بتعجب:
" وكيف ستتعاملين معهم؟".
" جيد جدا .... مع أنني لم أقابل أكثرهم بعد".
" أنا مسرورة لأنك لست متعصبة مثل العديد من الناس لبلد أو لجنس".
قالت جيرالدين , ثم صمتت قليلا قبل أن تكمل:
" هل تعرفين أن والدة أندرو أيطالية الأصل؟".
أجابت:
" لا".

ولكنها لم تفاجأ , أن عامل الوراثة هو المسؤول عن تكوين أندرو الغريب , لون شعره الأشقر البلاتيني يعود لأصوله النورماندية بينما سواد بشرته وعينيه يعود لأصوله اللاتينية.
" الزيجات المختلطة هي السبب , لقد حضرت الى أستراليا جنسيات مختلفة".
هزت جيرالدين رأسها موافقة:
" أن أستراليا مثل أميركا بهذا الشأن".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:12 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نظرت الى ترينا نظرة غامضة وقالت:
" هل يشبه أندرو الأيطاليين , كان يشبه والدته قليلا".
ثم صمتت قليلا وسألتها:
" وماذا عن حبيبك الشاب؟ أعتقد أنه راقص باليه في الفرقة معك".
أعتقدت ترينا أن جيرالدين أتت على ذكر دنيس فقط لتنذرها من جديد كي تبتعد عن طريق أندرو.
" لا , أنه لا يعمل في الباليه".

" أعتقد أنك ستتخلين عن مهنتك بعد الزواج أم أنه سيسمح لك بالعمل؟".
"لم نبحث هذا الموضوع بعد".
أجابتها ترينا بهدوء:
" أنه متزوج وزوجته لا تمنحه الحرية وترفض أعطاء الطلاق".

من المستغرب أنها تتكلم عن هذا الموضوع بدون أي شعور بالألم أو الأنزعاج , كأن الأمر لا يعنيها , بعدها عن دنيس سادها في رؤية الأمور على حقيقتها وأسترجعت قواها الكاملة , يبدو أن علاقتها به سحابة جنون بل أفتنان.
" آسفة , أتمنى أن لا تفكري بتحدي التقاليد والقيم لتعيشي معه , أن ذلك خطأ كبير".

هزت ترينا رأسها موافقة:
" لا أستطيع أن أفعل ذلك مهما كنت أحبه.... الخداع سيقتل الحب حتما , وسأخسر أحترام نفسي".
" أنت محقة يا عزيزتي , أشك في أن تنجح علاقة الحب هذه , سيخسر الأنسان شيئا ما مهما كانت قوة الحب".
مدت جيرالدين يدها ولامست ذراع ترينا بحنان وهي تشفق لحالها :
" أتمنى أن تنتهي مشكلتك نهاية جيدة".

حولت جيرالدين الموضوع بسرعة كي لا تشغل فكر ترينا بغرامها التعيس.
" هل قررت أية رقصة ستؤدين في الحفلة الموسيقية؟".
" لا , ليس بعد , لقد سمعت بالحفلة هذا الصباح ".
ابتسمت بمكر :
" أعتقد أنني لا أستطع أن أرقص رقصة سالومي والبراقع السبعة".
" ولماذا لا؟ رقصتك ستكون موضوع حديث دلثروب لعدة أشهر".

أبتسمت ترينا وتمنت لو تخبر جيرالدين كم كان حديثها ملذا , تعجبت هل كان أندرو قبل الحادث مثل عمته؟
بدأت تفكر في نفسها : كيف سيتلقى أندرو نبأ رقصها في الحفلة الموسيقية ؟ كأن الأمر لا يعنيه أبدا ما دامت لا تهمل وظيفتها التعليمية للأولاد , نظرت نظرة شيطانية مرة أخرى وهي تعجب : كيف ستكون تعابير وجهه لو رقصت فعلا رقصة سالومي والبراقع السبعة؟
هل سيصدم؟ أم أنه لن يهتم أبدا كأن الأمر لا يعنيه.

أصرت جيرالدين أن توصل ترينا الى براكيه بسيارتها , مرتا بطريقهما الى منزل السيدة ماري باركنسون منظمة برنامج الحفلة وهي أمرأة متوسطة العمر وتملك حيوية ونشاطا وأهدافا كبيرة
كانت مسرعة في أعمالها ولا وقت لديها تضيعه لذا كانت الزيارة قصيرة , رتبت السيدة ماري موعدا لزيارة ترينا في براكيه خلال الأسبوع المقبل
ستجلب معها برنامج الحفلة , بعد أن تتمكن من التغيرات الضرورية في تعديل البرنامج.
منتديات ليلاس
وصلت جيرالدين الى براكيه وسلمت على الأولاد ثم عادت أدراجها , كانت مشغولة ولا تستطيع البقاء , لم يعد أندرو بعد من عمله , يظهر أنه ذهب الى أبعد من دلثروب , ربما ذهب الى ميونا من أجل المصنع الجديد الذي سيشاد هناك , لن يحضر قبل المساء.

لم تره ترينا وقت الغداء , تناولت طعامها وحدها ثم صعدت الى غرفتها , وحين وصلت الى الشرفة سمعت سيارته تقف ثم شاهدته يدخل القاعة ويتكلم مع السيدة جاميسون التي حضرت لملاقاته
أجابها أندرو:
" شكرا يا سيدة جاميسون لقد تناولت غدائي".
ثم أكمل طريقه الى مكتبه وأغلق بابه بقوة وتصميم وأخرج الجميع من حياته , تنهدت ترينا وأكملت طريقها الى غرفتها , لماذا تنهدت؟ حتما ليس من أجل دنيس.....
حضرت جولي في المساء الى غرفة ترينا تريد أن تشاركها في موضوع ما:
" أريدك أن تنزلي معي الى الحديقة , أريد أن أريك شيئا غريبا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:13 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تبعتها ترينا الى الحديقة , كان يجلس فوق غصن شجرة طويلة حيوان رمادي اللون شعره طويل وذيله كثيف , قالت ترينا على الفور:
" أنه الأبوسوم!".
قالت جولي:
"تعيش عائلة منها داخل فجوة في جذع الشجرة".

ثم مدت يدها الى جيبها وأخرجت بعض الخبز والمربى , كانت الصغيرتان لينت وغايل تراقبانها بأهتمام , قسّمت الخبز الى فتات وقدّمته الى الأبوسوم , أمسك الحيوان الصغير بمخالبه وبدأ يمضغها
طعام الأبوسوم الأصلي هو أوراق الشجر ألا أنه كان يتناول طعامه الجديد بسرور , حضر الأبوسوم الأب الكبير وأغتصب لنفسه بعض الفتات ثم دخل فجوة الشجرة من جديد , هزّت ترينا رأسها وهي تضحك لمشاهدة الحيوانات تتنازع طعامها بقوة
قالت ترينا:
" أنها حيوانات صغيرة وماكرة".
منتديات ليلاس
لقد رأيت العديد منها في سيدني حيث عاشت مع جدها في شمال البلاد في الضواحي , وهي حيوانات لها جراب أو كيس في بطنها وتنتمي الى فصيلة الكنغارو , تعيش في النهار داخل الأشجار وتخرج منها في الليل وأحيانا تتسلق سطوح المنازل , وتتأقلم بسرعة لتعيش مع الأنسان
كثيرة الشجار مع بعضها ويعتبرها الأنسان من الحيوانات الضارة والمؤذية , بعض الناس يدجنون صغارها لشكلهم اللطيف والجذاب ويتسامحون من أزعاجهم.

دخلوا جميعا البيت , بدأت جولي تفتش عن شقيقها التوأم , ودخلت ترينا غرفتها وحاولت المطالعة في كتابها , لكنها شعرت بقلق غريب ولم تستطع أن تركز أفكارها في الكتاب
تركت الكتاب من يدها وخرجت , زارت الأولاد في فراشهم قبل موعد نومهم وتمنت لهم نوما هادئا.

وقفت ترينا وحدها في أعلى السلالم , نظرت عبر النافذة الى الحديقة ثم عادت بسرعة الى غرفتها وتناولت سترة واقية من البرد ولبستها فوق ثوبها الصيفي ونزلت السلالم الخلفية
هناك غرف للمؤنة قرب السلالم الخلفية بنيت حديثا وأتبعت بالمنزل , يوجد سلم خشبي يصل الى سطح غرف المؤونة , صعدت ترينا السلم الخشبي برشاقة وخفة ومشت الى السطح تريد أن تلقي نظرة من فوقه علّها ترى البحر
كانت السيدة جاميسون قد ذكرت أمامها بأن البحر يرى من فوق السطح في ضوء القمر في يوم صاف , تعجبت ترينا وهي تلمح شيئا يشبه البحر عن بعد في ضوء القمر في يوم صاف.

يحيط بالسطح سور من الحديد المطلي بالدهان ويرتفع حوالي المتر ,كان منظر الحديقة من فوق وكأنها أرض الأحلام , تنفست بأرتياح وهي تتبين البحر عن بعد في ضوء القمر , ثم شعرت فجأة بأنها ليست وحدها.
سألها الرجل الواقف بعيدا عنها ببطء:
" الآنسة مريتون؟".
أجابته :
" نعم".
أحتارت ماذا تفعل , هل تركض من وجهه على الفور وتختفي....
ولكن تصرفها سيبدو غريبا أن فعلت , كل ما تتمناه أن لا يظن أنها لحقت به الى السطح كما أعتقد هذا الصباح أنها تعمّدت أن تضع نفسها بطريقة ليحملها معه
قالت ترينا وهي مرتبكة وشعرت بأن كلامها غير لائق:
" ليس محظرا علي دخول هذا المكان!".
منتديات ليلاس
أجابها بهدوء:
" ولماذا يحظر عليك دخول السطح؟".
" أنا..... أنا لم أعرف أن المكان ..........".
لم تكمل جملتها , حاولت أن تغير الموضوع , كان أندرو قد أنتصب واقفا وأتجه لناحيتها.
" أن المكان جميل , المنظر....".
توقفت ترينا عن الكلام فجأة لأنها وجدته يغازلها ثم ما لبث أن أمسك بها وسألها بخشونة فائقة:
" هذا ما كنت ترغبين فيه أليس كذلك؟".
كان الصمت يلفهما , تساءلت بهدوء:
" أنت تعتقد أنني تبعتك الى هنا!".

" أليس كذلك؟".
" لا".
كان أندرو يبتسم بأزدراء يمتزج بالسرور , هزت ترينا رأسها غضبا :
" وكذلك لم أتعمد أن توصلني بسيارتك الى دلثروب هذا الصباح , لم أكن أعرف أنك ستذهب الى هناك".
" من الواضح أن عليّ أن أعتذر".
" لا , لا أريد أعتذرا ليس صادقا لقد أهنتني .... ومع ذلك .... أعتقد أن عليك أن تسمعني بصراحة".
قال بأقتضاب:
" تفضلي".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:15 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي ضوء القمر رأته يرفع يده الى خده الأيمن ويمر بأصابعه فوق الندبة دون وعي , رفعت يدها بسرعة وأمسكت بيده من الرسغ وجرتها الى جانبه بعيدا عن وجهه وقالت:
" لا تفعل ذلك!".
هناك مشكلة ضمن المفاجأة , أبعد رسغه من قبضتها كأن لمستها قد أحرقته:
" عفوك!".

" هذه الندبة اللعينة هي المشكلة . رجل في مثل ذكائك.... ألا تعتقد أنك تتصرف بجنون ؟ أنها ندبة بسيطة وهي لا تشوهك كما تظن".
هزت رأسها وهي ترى أمامها شابا طائشا لا يصدق ما يسمع , كان وجهه الأسمر مشدودا مقابل وجهها , ثم أكملت:
" أنا لا أتظاهر ولا أكذب .... أن الندبة لا تشوهك أبدا ربما أنت رجل من مليون تزيده الندبة وسامة , وأعتقد أنك كنت أقل وسامة قبل الحادث , أنت اليوم تشفق على نفسك وتحتقرها......".

" أنا أشفق على نفسي؟".
" أليس كذلك؟ هل من المعقول أن تسمح لهذه الندبة أن تجعلك مسخا كريها يرتعد كل أنسان ينظر اليك ويبتعد عنك".
أعتقدت لأول وهلة أنها تخطت حدود اللياقة , نظرت اليه في ضوء القمر ,كأنه تلقى ضربة على رأسه , أبيض وجهه وشحب ثم أمتدت يداه النحيلتان القويتان وأمسكتا بذراعيها من جديد , لكنه لم يهزها هزا عنيفا كما توقعت, لم يفعل أي شيء , أمسك بها بدون وعي ووقف ينظر اليها مستغربا.

أفلتت يدا واحدة ومرّت بأصابعها بلطف فوق الندبة وقالت بلطف:
" أنها ليست بشعة ".
أكدت له مرة ثانية , ثم أفلتت من قبضته المتوترة وركضت مسرعة تنزل السلالم الخشبية وهي تقول لنفسها( لقد أنتهت مدة بقائك في براكيه حتما .... عندما يستفيق من صدمته سيطردك).
منتديات ليلاس
قامت ترينا بأسوأ ما يمكنها , لكنها ليست آسفة لما قالت , حان الوقت كي يعرف الحقيقة التي لا يجرؤ أحد على مفاتحته بها.... كان ينتظر ردة فعلها أو على الأقل شيئا من التقريظ الشفهي أو ما شابه , ربما كلامها معه كان على خلاف ما أنتظر.

حين وصلت غرفتها كان شعورها بالذنب يتضاعف , من غير المعقول أن تنسى ما حدث أو أن تركن الى مطالعة كتابها كالليلة الماضية , أطفأت النور وجلست قرب النافذة تفكر بأضطراب تحت ضوء القمر.
هل ما زال أندرو واقفا مكانه على السطح.... ربما كان يمطرها بوابل من شتائمه , راقصة حقيرة لها الجرأة لتتكلم معه على هذا النحو
ربما يكون الآن في مكتبه يوقع لها شيكا بأتعابها لتغادر براكيه ويضمنه رسالة قاسية يأمرها بالرحيل في أول قطار , عندما تركته لم يظهر عليه الغضب بل الجمود , لقد صدم , ربما ستتبع الصدمة موجة الغضب والثورة.

وفي الصباح الباكر ,ومع فنجان الشاي الصباحي وصلتها رسالة مغلفة مع الخادمة , أنتظرت قليلا حتى أنفردت بنفسها وفتحت الرسالة بأصابع ترتجف , كانت ورقة بيضاء مكتوب عليها الكلمات التالية بخط واضح:
" أرجو أن تعذريني , أنني صادق فيما أقول".

صعقت ترينا هذه المرة من دهشتها , قرأت الرسالة مرتين لتتأكد من مضمونها , قرصت نفسها لتتحقق بأنها ليست في حلم أو أنها تتخيل هذه الكلمات , أرتاحت فوق وسائدها وأبتسمت لنفسها أبتسامة رضى وقد داهمها شعور غريب وأحاسيس متضاربة.

( كم هو أنساني) , قرأت رسالته من جديد وقد غمرها أحساس لذيذ بأنها ستبقى في براكيه .... لن يطردها بالرغم من كل ما قامت أو تفوهت به.
أنهت فنجان الشاي بسرعة وقفزت من سريرها بدون أن تتلهى , كانت تحس ببعض الخجل لأنها ستقابله , لقد أعتادت أن تتناول فطورها مع الأولاد
نظرت حولها ولكنها لم تره , خاب أملها , ذهبت برفقة الأولاد الى الكنيسة , هذا يوم الأحد , وحين عادوا لم تره أيضا ولم تشعر بوجوده مع أنه كان فوق السطح حيث ألتقته البارحة ليلا
كان يراقب خروجهم جميعا من السيارة التي عادت بهم من دلثروب , كان الأولاد يتصايحون ويتراكضون الى غرفهم ليبدلوا ثياب الأحد الرسمية بلباس اللعب في الحديقة , ستختفي أناقتهم المصطنعة بعد خمس دقائق.

الطقس دافىء وجيد , صعدت ترينا الى غرفتها وبدلت ثيابها , لبست بنطلونا أبيض قصيرا وفوقه بلوزة قطنية خفيفة وخرجت بصحبة الأولاد الى الحديقة ,جولي ورود يتسلقان شجرة بينما الصغيرتان لينت وغايل تجلسان على جذع شجرة فوق الأرض تراقبانهما بأهتمام
كانت غايل تمسك بالجرو بقوة وحزم حتى لا يفلت منها , دعت جولي ترينا لتسلق الشجرة ولكنها رفضت وأعتذرت , أصبحت أكثر أنتباها لنفسها وتفضل أن تتجنب الأخطار قدر الأمكان وهي تخاف أن تسقط من فوق الشجرة فتكسر رجلها أو تلوي كاحلها
أنها ليست مسؤولة عن مراقبتهم خارج ساعات التدريس ومع ذلك كانت تحب أن ترافقهم , وبعد أن تأكدت من سلامتهم تركتهم ومشت في الحديقة الى مكانها المفضل , كانت تحب الجلوس على حائط البركة تراقب أنسياب الماء من النافورة الصغيرة في وسطها , يحيط بالبركة جدارا من الحجارة
جلست ترينا توازن نفسها فوق طرفها الضيق وتحمل بيدها بعض الحصى الصغيرة تتسلى برميها في بركة الماء , هنا جلستها المفضلة في أوقات فراغها , تجلس وتحلم....
وهناك شجرة مرتفعة تتمايل بفعل النسيم وتساقط أزهارها الزرقاء فوق شعرها وعلى سطح الماء في البركة.
رسالة أعتذار أندرو لها سحرتها , كانت تعتقد أنه رجل قاس لا تسمح له عزة نفسه بالأعتذار , ومع ذلك كان صادقا في أعتذاره , لقد أثرت فيه محاضرتها الأخلاقية على عكس ما توقعت.
رمت حصوة أخرى في البركة وعلى الفور أنهمرت الحصى من خلفها
نظرت بسرعة لتجد أندرو واقفا خلفها
قال بسرعة:
" قال لي الأولاد أنك هنا".

نظرت اليه ترينا ولم تدر ما تقول..... فبقت صامتة كأن لسانها قد عقد :
" حضرت لأعتذر لك بنفسي ".
أكمل وكأنه يجد صعوبة في الكلام .
" عملي لا مبرر له أبدا".
" لا بأس".
كان صوتها متهدجا :
" أعرف لماذا تفعل ذلك".
منتديات ليلاس
راقبته وهو يرفع يده مرة ثانية الى خده بدون وعي:
" أرجوك لا تفعل".
نظر أندرو الى يده المرتفعة وتعجب , كيف وصلت الى وجهه بدون أرادته
هزت ترينا رأسها:
" أنت تفعل ذلك بدون وعي أليس كذلك؟".
" أعتقد ذلك".

أعترف لها , ألتقت عيناه السوداوان فجأة بعينيها , كانت نظرة أسف تطل منهما , ركز بصره بعد ذلك على كتلة صمغ فوق جذع الشجرة
ثم بدأ يدهس برجله نبتة صغيرة من العشب الأخضر كانت تنبت قرب جدار البركة.
" هل كنت تعنين ما قلت ليلة البارحة .... أنها ليست.... بشعة ولا تشوه وجهي؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 09:16 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" طبعا لو أنك لم تقرر بحزم أنها تشوهك لكنت رأيت الحقيقة بنفسك".
نظرت اليه وجها لوجه ولكنه فضل أن يراقب النبتة التي دهسها وهشمها.
" أنسان آخر .... ساعدني على هذا الأعتقاد".
كان صوته لينا ومتردا كأنه لا يرغب في التحدث عما حصل معه ولكنه لا يستطيع كتمان الحقيقة مدة أطول.
سألته:
" تقصد خطيبتك؟".

نظر اليها نظرة حادة غير متوقعة , هزت ترينا كتفيها تعتذر :
" لا يمكنني أن أتظاهر أنني لا أعرف عنها أي شيء , أنت تعرف أهل القرية وثرثرتهم , أنهم مستعدون لتقديم كل المعلومات في أول فرصة".
" أعتقد ذلك , هل أخبروك القصة الكاملة؟".
" عمتك هي التي أخبرتني ما حصل بعد أن حاولت السيدة بنترول أن تمدني ببعض التفاصيل , قررت السيدة دلوين أنك ربما تفضل أن أسمع القصة على حقيقتها منها حتى لا تصلني الأخبار مشوهة من الآخرين".

أنفعل أندرو من جديد وعاود رفس النبتة الخضراء برجله حتى خلعها من جذذورها.
" أعتقد أنك كنت ستسمعين القصة حتما , القرية مليئة بالثرثرة والأقاويل".
لا تحتاج ترينا أن تجيبه عن كلامه , ألتزمت الصمت وأنتظرت قوله.
" هل تعتقدين أنني مجنون لأنني تأثرت كثيرا بالحادث؟".
منتديات ليلاس
" نعم أعتقد ذلك".
أستدار اليها فجأة , أحس بلدغة قوية من كلامها , بدت عيناه السوداوان مليئتين بالحزن والغضب.
" أنت صريحة ولا تتصنعين الكلام؟".
" لقد أعطيتني الحق بالكلام الصريح الليلة الماضية".

ذكرته بلطف ثم تمنت لو أنها لا تتكلم معه بخصوصياته , شعرت بحرارة تتصاعد الى وجنتيها تكاد تحرقهما , ركعت على ركبتيها لتتحاشى نظراته وشرعت تثبت النبتة التي أنتزعها من جذورها في التربة.
أضافت بلطف:
" أنظر ماذا فعلت للنبتة المسكينة".

كان كالأسطورة بشعره البلاتيني وسواد عينيه وسمرة بشرته هذا المزيج من المتناقضات , يلفت نظرها مرة بعد مرة , شكله الآن يشبه شكل القرصان.....يحتاج فقط للأبتسامة , ستكتمل صورة القرصان لو أنه يبتسم أبتسامة شيطانية ماكرة , أبتسامة تخلو من المرارة والسخرية
حين تمالكت نفسها جيدا عادت الى جلوسها السابق فوق الحائط حول البركة ونظرت اليه وسألت:
" منذ متى حصل الحادث؟".

" منذ تسع سنوات ".
وقف فجأة , سرها أنه أبتعد عن النبتة الصغيرة .
" ماذا تقترحين عليّ أن أفعل؟".
" لماذا لا تبدأ بالتعرف الى الأولاد ؟ أنت المسؤول عنهم وهم يحتاجون لأكثر من الطعام الكثير والمنزل المريح , أنهم يعتقدون بأنهم غير مرغوب فيهم , هذا الأعتقاد يسيء الى الأولاد.... فهم يحتاجون للأمان والأستقرار والحب أكثر من حاجتهم الى متطلبات الجسم من المأكل والملس".

تمتم حزينا:
" لكنني لست معتادا على الأولاد".
" عندما يخلق الأولاد لا يكون أحد معتادا على وجودهم في البداية ".
ضحكت وهي تتذكر كيف غمرها الأولاد بحبهم وكيف أكتسبت محبتهم وثقتهم :
" أنهم يستحقون أن تتعب نفسك قليلا من أجلهم , فهم لا يخادعون , يصدقونك الشعور بالمحبة أو الكراهية".

" لقد أظهروا لي ذلك بوضوح".
" أنت طلبت منهم الأبتعاد عن طريقك , ولكنهم لا يزالون يتشوقون ليكونوا أصدقاءك".
" حتى الآن".
هزت ترينا رأسها موافقة وقالت:
" حتى الآن".
" الأطفال أكثر تسامحا من الراشدين".
" طبعا وهناك بعض الراشدين يتسامحون أيضا وبكرم".
" أنهم يخادعون".

" هل تعني أنك لن تسامح أحدا على غلطته؟ حتى لو كان ذلك التسامح من أجل سعادة غيرك؟".
ضاقت عيناه ثم نظر اليها نظرة حادة وماكرة سألها متعمدا:
" هل تقصدين خطوبتي الى جنيفر؟".
" نعم ,كان عليك أن تسامحها حين أكتشفت أن خطوبتها لك كانت غلطة أقترفتها".

" لا , لن أسامح".
كلمته القاسية المرعبة كانت كافية لأن تجعلها تنظر اليه بذعر.
" حتى ولو كانت آسفة فعلا".
" لا".
" أذن أنت لا تنتظر أن يسامحك أحد على غلطة ترتكبها".
أجابها بقساوة:
" أنا مستعد دائما أن أكون مسؤولا عن كل هفوة أرتكبها , لن أنتظر أن يسامحني أحد".

" أتمنى أن لا تجد نفسك في مثل هذا الموقف , تطلب السماح والشخص الآخر يرفض مسامحتك ".
قالت بهدوء وتفكير عميقين :
" أن تسامح أو تطلب السماح هو من طبيعة الأنسان".
" وأنت لا تعتقدين أنني أنسان".
" أنت أنسان ولكنك تتظاهر بأنك لست أنسانا".

كان ينظر اليها بغضب باهت وهو يفكر بما قالت , لقد وضع نفسه تحت مراقبتها وتفسيراتها وهو لا يحب ذلك , لقد تشعب الموضوع
تمتم بلطف:
" لا أعرف كيف أسمح لك أن تحدثيني بهذه الطريقة؟".
" ولا أنا".
قالت بصراحة:
" أعتقد أن الوقت قد حان ليصارحك أحد ما بالحقيقة التي تجهلها وهي أن الجميع هنا يخافونك كثيرا".

"وأنت لا تخافينني؟".
" لقد أثات فضوله أكثر مما أغضبته
ثم أكمل:
" لا , لقد قلت لي ذلك بوضوح منذ ألتقينا".
عاد العبوس لوجهه ورفس النبتة من جديد برجله.
" هل تكرهينني كثيرا؟".
" أنا لا أكرهك أبدا .... ليس الآن , كرهتك يوم حضرت الى هنا".

أبتسم أندرو لها وشعرت بنبضات قلبها تسرع , كانت تشعر بتأثيرها عليه ولكنها لم تتخيل أنها تؤثر عليه بهذا القدر , لقد شع وجهه ولانت قسماته ,ثم أكملت قولها:
" عليك أن تبتسم أكثر".
قال مبتسما:
" أنت صغيرة وجريئة ".
منتديات ليلاس
ران صمت بينهما , كانت ترينا تنظر الى النبتة المسكينة.
" حان وقت الغداء ".
وقف أندرو فجأة ونظر الى ساعته وهز رأسه :
" علينا أن نعود الى المنزل".
وقفت ترينا أيضا:
"علي أن أطلب من الأولاد تنظيف أنفسهم قبل موعد الطعام".

كانت ترينا تعرف أن وقت الطعام لم يحن بعد ,شعرت أنه يريد عذرا ليتركها ,أحست معه برعشة خفيفة ومرت بتجربة لذيذة وأحساس رقيق , أنه حساس ومنطو على نفسه
نظر اليها بعينيه السوداوين نظرة تفاهم عميق ثم تمتم بشيء لم تفهمه وأستدار ومشى بين الأشجار بأتجاه المنزل
تركها واقفة قرب البركة وعلى شفتيها أبتسامة وقد غمرها شعور بالأنتصار والفرح , ودت لو تعانق نفسها من شدة فرحها.

نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
خطوات نحو اللهب, nerina hilliard, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the scars shall fade, عبير, نيرينا هيليارد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t148673.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 26-11-15 11:15 PM


الساعة الآن 10:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية