لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


السوسن

السلام عليكم .. اول شي كل عام وانتوا بخير وبصحه وسلام وربي يحقق كل امانيكم وكل دعواتكم في شهره الكريم .. انا كنت وعدت متابعين روايه ملاك الحب

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-10, 05:47 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي السوسن

 

السلام عليكم ..

اول شي كل عام وانتوا بخير وبصحه وسلام وربي يحقق كل امانيكم وكل دعواتكم في شهره الكريم ..

انا كنت وعدت متابعين روايه ملاك الحب باني بنزل روايه باسم السوسن في العيد .. وهذا هو اول بارت .. وعلى فكره السوسن كانت اول تجربه لي في كتابه الروايات .. وفيها احداث كثيييييييييييره حقيقيه .. بتمنى تنال اعجابكم وما تحرموني من ردودكم ..

------------------------

السوسن



بقلم : إيمان عبد العزيز مصعبين




(1)
بداية الطريق ..


في صباح يوم من أيام أغسطس 2007 في مدينة غزة استيقظت آية على صوت زوجة خالها منى من الغرفة المجاورة توقظ ولداها رأفت ويوسف .. ظلت آية مستلقية على سريرها لبرهة ثم نهضت بكل حيوية ونشاط لتستقبل يومها الجديد الذي تتوقع أن يكون حافلا بالأحداث .
ألقت تحيه الصباح بمرحها المعتاد على جدتها التي تشاركها حجرتها :
- صباح الخير يا جدتي .
ردت عليها الجدة فاطمة وهي تحتضنها بعينيها :
- صباح الخير يا عيون جدتك .
تبتسم آية لمداعبة جدتها لها فتقبل رأسها وتخرج من غرفتهما التي تحوي سريران ومكتب صغير عليه كتب آية الدراسية وصورة لوالديها المتوفيان ومجموعة من الروايات التي تحبها ودولاب صغير للملابس عليه مرآة .. وقفت آية على باب غرفة الأولاد تنظر إلى ولدي خالها وهي تبتسم .. ثم قالت مشاكسة :
- متى سيكبران ولداكِ يا خالتي ؟!.. إن الحارة كلها استيقظت وهذان الكسولان مازالا نائمين .
أجابتها الخالة منى بضجر :
- آه يا آية بالله عليك لا تزيدي همي .. إني لن أيقظ أحد بعد اليوم وليعتمد كل واحد على نفسه .
أخرج رأفت رأسه من تحت اللحاف وقال مبتسما :
- ما هذه العائلة النكد .. الناس تفيق على كلام جميل ووجوه باسمة ونحن نفيق على صوت أمي الصاخب ومزاج آية الرائق .
ردت عليه آية :
- صدقني .. انتهز فرصة أنني بينكم سيأتي يوم ستفتقدون هذا المزاج .
ضحك يوسف وهو مستلقي فوق سريره:
- لماذا .. ستستشهدين ؟!.
شهقت الجدة من الصالة عندما سمعت كلمة الاستشهاد ونهرته بخوف :
- الله يحرسها ويحرسكم جميعا .. ويبعد عن أولادنا كل سوء .
حدثها رأفت وهو متجه إليها ليقبل رأسها :
- وهل في الاستشهاد سوء يا جدتي .. إنه غاية نرجوها وشرف نسعى إليه لنطهر أرضنا ممن دنسوها .. فادعي لنا نكن من الشهداء لتفخري بنا أحياء وأموات .
- بارك الله بكم يا ولدي وقدر لكم كل الخير .
ابتسمت آية وهي تسمع دعاء جدتها ورددت بحب :
- آمين .
انتهز يوسف الجو الهادئ الذي أثارته الجدة بدعائها فخطف المنشفة من يد آية وركض إلى الحمام ليستحم قبلها .
تفاجأت آية من حركة يوسف وركضت ورائه وهي تصرخ مهدده :
- الأيام بيننا يا يوسف .. وابحث عمن يساعدك في دروس الرياضيات .
قال يوسف بصوت مرتفع من داخل الحمام :
- تعيش وتأخذ غيرها يا أرسطو .
خرج خال آية من غرفته على صراخ الأولاد :
- صباح الخير .. ما هذا الصراخ ؟.. مؤكد سببه يوسف .
وقبل أن يجيبه أحد .. نادت الخالة من المطبخ :
- أسرعوا يا أولاد كي لا تتأخروا على مدارسكم .. وجامعاتكم .
اتجهت آية إلى المطبخ لتساعد خالتها بفكر شارد .. كانت الخالة منى تتأملها بهدوء ثم تساءلت برفق :
- هل تشعرين بالقلق ؟.
أجابت آية والتوتر بادٍ على ملامحها :
- نعم .. فهذا يومي الأول في دراستي الجامعية .. وكليه الطب ليست بالكلية السهلة .
طمأنتها الخالة منى :
- لا تقلقي كثيرا يا حبيبتي .. مؤكد سيوفقك الله فلقد اخترت مجالا سيفيد من حولك .
وقبل أن ترد آية انطلق صوت يوسف صارخا من داخل غرفته :
- يا أمي .
أجابت الأم بنفس الصوت المرتفع وهي تخرج من المطبخ لتضع الطعام على الطاولة :
- نعم يا يوسف .
استفسر يوسف ببساطة :
- أين حقيبتي المدرسية ؟.
هز الأب رأسه ضاحكا على استهتار ابنه ولكن الأم رفعت حاجباها بدهشة .. ثم اتجهت إلى غرفة ابنها قائلة بغضب :
- ألم أقل لك منذ الأمس أن ترتب أغراضك ؟.
أجابها يوسف مبررا :
- لقد نسيت .
ابتسم كلا من رأفت وآية .. ثم تحدث رأفت مازحا :
- يجب أن تستلم أمي شهادة الثانوية بدلا منك .
تساءل يوسف متحديا وهو يضع يده على خصره :
- ولم ؟.
تدخلت آية لتكمل مشاكسة رأفت :
- لأنها تقوم بعمل كل شيء بدلا عنك .
حاول يوسف تغير الموضوع بعفوية :
- كفانا تضيعا للوقت ولتساعدوني على البحث عنها .
قال رأفت متجها إلى باب الخروج بعد أن أختطف بعض اللقيمات على عجله :
- هذه ليست مشكلتي .
أردفت آية وهي تنسحب من الغرفة :
- وأنا أيضا .. يجب أن أسرع بالخروج .
نظر يوسف إلى أمه متوسلا .. ولكنها تجاهلته قائلة :
- أنا لدي حصة ثالثه في المدرسة وفي مقدوري التأخر .. ولكنني لن أساعدك كي تتعلم النظام .
خرجت آية من حجرتها .. وذهبت لتقبل يد جدتها :
- ادعي لي يا جدتي بالتوفيق .
ربتت الجدة على رأس آية :
- ربنا يحرسك يا بنتي .. ويسخر لك قلوب الناس .
فتحت آية باب البيت وقبل أن تخرج مر بجانبها يوسف مسرعا قائلا وهو يلوح لها بحقيبته :
- لقد وجدتها .. وسأسبقك في الخروج .
ضحكت آية على يوسف .. وتبعته بعينين محبتين لشقاوته .. ثم وقع نظرها على شجرة السوسن التي في الحديقة .. فابتسمت وكأنها تبتسم لشيء عزيز وقريب إلى قلبها .. وعندما مرت بجانب الشجرة أخذت نفس عميق لتستعين بذلك العبير الناعم على تهدئه أعصابها المشدودة .. فهي تخاف من كل جديد وتريد أن تنجح في كل خطوة تخطوها على طريقها الواعد لتفخر بها روح والديها ومن حولها .
بعد بضع خطوات سمعت وقع خطوات سريعة خلفها وصوت يعاكسها :
- أنت يا حلو .. سلم علينا إن السلام لله .
التفتت آية لترى صديقة طفولتها شذى .
سلمت عليها والفرحة تلمع في عينيها :
- حبيبتي شذى كيف حالك .. لما غيرتي رأيك ألم تقولي بأنك لن تحضري من أول يوم .
قالت شذى متباهية :
- نعم قلت ذلك ولكنني غيرت رأيي من أجلك خفت عليك أن تضيعي وأنا لست معك .


وصلت الصديقتان إلى الجامعة .. عالم جديد على آية لم تعرفه من قبل .. افترقتا كل واحدة إلى كليتها .. آية إلى الطب وشذى إلى الهندسة واتفقتا على موعد ومكان اللقاء بعد انتهاء اليوم الدراسي .

مر اليوم بسلام مابين المحاضرات والتعرف على زميلات جدد وعند المساء وقبل أن يأتي الخال من ورشة النجارة خاصته .. أخذت آية مفكرتها الصغيرة ووضعت حجابها فوق رأسها وخرجت إلى الحديقة لتجلس بجانب شجرة السوسن .
فتحت آية المفكرة التي كانت تكتب بها خواطرها وأفكارها وما مر بها خلال يومها وكانت بذلك تحدث والداها وتحس بأنهما ينصتان إليها بشغف من بين السطور .. فهي شديدة التعلق بهما و حريصة على إشراكهما بكل مراحل حياتها وكأنهما يعيشان بين صفحات مفكرتها ..
إحساس غريب هذا الذي تشعر به آية وهي تخط بقلمها لتحادث والديها قد لا يستوعبه البعض ولكن آية الرقيقة لا تجد صعوبة في تجسيد روحهما بداخلها .. فهي فتاة محبه للهدوء .. تحمل روح مرحة ومعطاءة .. ولا تقوى على رؤية إنسان يتألم .. وهذا ما دفعها للالتحاق بكلية الطب .. لتخفف عن شعبها الجريح .. فأمنيتها أن يأتي اليوم الذي يندمل فيه الجرح الذي استنزف دماء شعب فلسطين .
دخل الخال من باب الحديقة ليجد آية في خلوتها بوالديها بجانب شجرة السوسن التي زرعتها هي وأمها قبل وفاة أمها بأيام .
ناداها الخال عز الدين بصوته الحنون :
- أنت هنا يا آية .. مؤكد تكتبين لأبويك عن يومك الأول في الكلية .. صحيح ؟
وقفت آية بجانب خالها الذي تحبه جدا فقد كان هو وزوجته نعم الأب والأم لها وأحست منذ طفولتها أنها أخت لولديهما بل كانت هي الابنة المدللة والقريبة إلى قلب كل من حولها .
أخبرته بصوتها الناعم :
- نعم يا خالي .. أنا أحب أن أكتب لأبي وأمي وخاصة بجانب هذه الشجرة لأن أمي قالت لي ونحن نزرعها :(( إن فلسطين مثل هذه الشجرة الناعمة ستبقى صامدة إلى الأبد .. وكلما اعتنيت بها ستتعمق جذورها وتتفرع جذوعها ومهما خسرت من أوراقها ستظل باقية .. لتزهر وتعلن للعالم بعبيرها عن صمودها وجمالها )) .
ابتسم الخال ودخل البيت محتضنا آية بذراعه :
- بالرغم من أن أمك استشهدت وأنت في الرابعة من العمر إلا أنك تتذكرين كل كلامها والكثير الكثير من تصرفاتها .
قالت الخالة منى مؤكدة على كلام زوجها :
- بل وأصبحت نسخة من أمها نفس الجمال والمشاعر المرهفة .. وأخذت منها أيضا صبرها وقوة تحملها لذلك أنت في نظري ( فراشة الألمنيوم ) لأنك فراشة برقتك وصلبة كالألمنيوم بتحملك .
حضنت آية خالتها بحب :
- ربنا لا يحرمني منكم أبدا فأنتم جميعا أسرتي التي عوضني الله بها .
دخل يوسف في هذا الوقت بثيابه المتسخة وشعره أشعث مختلسا النظر بعينيه الشقيتان من وراء الباب ليرى الوضع داخل البيت ولكنه صدم باستقبال أمه له صارخة في وجهه :
- ما هذا الذي حل بك وكأنك عدت من معركة .
قال يوسف بحماسته المعهودة :
- إنها أشد المعارك يا أمي لقد لعبنا كرة قدم نحن وأولاد الحارة المجاورة وكانت مباراة ساخنة جدا ولكننا غلبناهم فيها .
ردت آية على كلامه :
- وماذا استفدنا نحن من سخونة المباراة وفوزكم .. غير أكوام من الرمال ننظفها بعدك ؟.
أجابها يوسف مازحا :
- كوني محضر خير يا آية .. في الأساس تستحقون ذلك .. إذا لم تمنعوني من الانضمام إلى حركه حماس لكنتم الآن تتشوقون لرؤيتي والتنظيف ورائي .
رد الخال محتدا :
- ادخل إلى الحمام .. متى ستقلع عن الفلسفة الكثيرة ؟.
- عندما تشتري لي الكاميرا التي حدثتك عنها .
تدخلت الخالة مسرعة لتقطع كلام يوسف :
- ليس وقته الآن يا يوسف .. ادخل واستحم .
اتجه يوسف إلى الحمام وآية تسير بجانبه .. وتمسك طرف قميصه بأصابعها ويدها الأخرى على انفها .. قائلة بتأفف مصطنع :
- رائحتك لا تطاق .. أنت واثق أنك كنت تلعب كرة .
- استهزئي كيفما شئتي .. يوم ما ستطلبين توقيعي .
ضحكت آية ودخلت لتساعد خالتها في إعداد العشاء ولتحكي لها تفاصيل يومها كما تعودت أن تفعل دائما .. بعد انتهاء الأسرة من العشاء دخل رأفت مسرعا إلى غرفته لينهي المشروع الذي بدأه على الحاسوب .. وساعد يوسف آية في تنظيف الطاولة .
أخبرته آية وكأنها تذكرت شيئا مهما :
- لقد جاءت براءة تبحث عنك اليوم .. وظلت تنتظرك إلى أن غلبها النعاس .. وجاء والدها وأخذها إلى البيت .
- هل تصدقي أنني اشتقت إليها كثيرا .. هذه الملاك الصغير تأسر النفس بشقاوتها اللذيذة .
- هي أيضا تحبك جدا تصور اليوم سمعتني انتقد فوضويتك .. غضبت مني ولم ترضى عني إلا بعد أن رشوتها ببسكويته .
ابتسم يوسف وأردف قائلا :
- لقد قابلت والدها اليوم وسيضطر أيضا للغياب عن البيت لأنه مشغول مع الجيش لذلك وعدته بأن أهتم ببراءة وأوصلها إلى الروضة كل يوم .
- إذن يجب عليك الاستيقاظ باكرا حتى لا تتأخر أنت أيضا عن دروسك .
- لا تقلقي عليّ .. فأنا صاحب المهمات الصعبة .
ردت عليه مازحه وقد انتهت من تنظيف صحون العشاء :
- تصبح على خير يا سوبرمان .
- وأنت من أهل الخير .
قبلت آية خالها وخالتها وقبل أن تدخل غرفتها مرت بغرفة الأولاد ووقفت ترمق رأفت وهو منكب على الحاسوب ووجهه متجهم .. فتساءلت :
- هل تواجه صعوبة في مشروعك الجديد ؟.
- لا .. ولكنه أيضا يحتاج إلى الكثير من الدقة .. أنا أود أن أقدم شيء يجعل قسم الكمبيوتر للسنة الثالثة ينبهر ولا يجد كلام لوصف مشروعي .
- أنت ولد عبقري .. وأنا أثق بقدراتك فلا تقلق كثيرا اجتهد وتوكل على الله .
تنهد رأفت وشرد بنظره قليلا .. ثم رد عليها :
- ما فائدة عبقريتي في بلد يقتل شبابها كل يوم دونما اهتمام بأفكارهم وحياتهم وما قد يخلفه موتهم من ألم في قلوب ذويهم ..
أجابته آية وهي تحتضنه بعينيها الواسعتين :
- لما تتحدث بهذه الطريقة يا رأفت ؟.
رد رأفت بحرقة وقد تعقد حاجباه :
- لأنني أحس بالنقص يا آية .. فكثيرا ما احلم مثل أي شاب في عمري بأن أكون فخرا لأهلي .. وارتبط بمن تكمل معي حياتي .. ولكننا محرومين من كل شيء .. حتى الحب .. فأحلامنا تنتهي عند حقيقة واحدة وهي أننا العاب ورقية في أيدي الطفل اليهودي يلهو بها كيفما شاء ويمزقها حينما يريد ..

وقفت آية منبهرة بكلام ابن خالها .. وفي نفس الوقت أحست كأنه ينطق بتلك
الأفكار التي تصطخب بداخلها ..
حدثته بصوتها الحزين :
- من منا لا يحلم بغد أفضل .. وبأرض حرة يمارس أهلها الحياة الكريمة .. يعيش أطفالها دون خوف .. ويبدع شبابها .. وينعم كبارها بالسكينة .. ونحب فيها كل من حولنا .. لكننا لو فكرنا بهذا المنطق اليائس لن تستمر الحياة .
أردف رأفت قائلا وكأنه لم يسمع كلام آية :
- كم أود أن اصرخ بوجه العالم ليحس بنا .. لا كصور على التلفاز تستدر عطفه ولكن كشعب عربي يحتاج إلى موقف رجولي منه .. كم أود أن أبيد كل إسرائيلي دنس أرضنا الطاهرة واغتصبها .. وأطلق علينا صفة الإرهاب .
راحت آية تحدثه بثقة :
- ستفعل .. لأننا أثبتنا للعالم أننا أقوياء بأيماننا وصبرنا .. أقوياء بأطفالنا الذين لا يخافون الموت .. لذلك سيأتي يوم وننتصر فيه إنشاء الله .
افتر ثغر رأفت عن ابتسامة ساخرة :
- أي نصر يا آية .. إننا شعب سلبت منه كل حقوقه .. حتى حق المقاومة .
ظلت آية صامتة .. في حين دخول يوسف إلى الحجرة .. فأردف رأفت بعصبية :
- إن ما أستغربه كيف لا يرى العالم ما نعانيه .. لقد سمعت اليوم في نشرة الأخبار الرئيس الأمريكي يقول : ( إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ) .. ممن ؟؟ من طفل بريء يرمي بحجرة نحو دبابة مدججة بالسلاح ؟!..
تدخل يوسف قائلا بتحدي :
- لابد سيأتي اليوم الذي تتحول فيه الحجارة إلى قنابل .
أجابه رأفت :
- وأين سنكون نحن من هذا اليوم ؟.. إنني أعرف أنها ستظل معركة غير متكافئة ولكني بالمقابل مستعد أن أهدر دمي لأحدث تغير .. ابسط تغير .
أردف يوسف مؤيدا لكلام أخيه :
- مؤكد سنحدث تغيرا .. فالحجارة التي يرميها طفلنا تزلزل قلوبهم الجبانة .
نظرت إليهما آية وعلى شفتاها ابتسامة حب ثم مررت أناملها بين خصلات شعر رأفت بحنان :
- أسمعت ما قاله أخوك الصغير ؟ لتتأكد يا رأفت أن لنا رب عادل سيثبتنا على الحق .
صمت الأخوان .. فهمت آية بالخروج :
- تصبحان على خير .. ولا تطيلا السهر .
- وأنت من أهل الخير .

اتجهت آية إلى غرفتها وقبلت جدتها بفكر شارد .. يزدحم بنقاش ولدي خالها ..
لقد تحرك بداخلها ما تحاول دائما تجاهله .. وهو الإحساس بالحقد ..
الحقد على من حرمها أباها قبل أن تولد ..
وحرمها حنان أمها قبل أن تعي الحياة ..
إنها تتألم كل يوم عندما ترى مزيدا من المجازر على أرضها ..
وتتألم أكثر عندما يزيد الحقد بداخلها فهي أرق من تلك الأحاسيس البغيضة ..
ولكن الصهاينة قتلوا كل إحساس جميل بداخلها ..
فهي تشاهد كل من حولها وهم يعيشون حياة مرهونة بطلقة من فوهة بندقية هوجاء ..
ترى الأم تودع أولادها كل يوم وهي لا تعلم من سيعود ومن سيودعها للأبد !!!
وهي تفكر دائما بولدي خالها .. كم تحبهما وتفزع لتخيلها اليوم الذي تفرقهما فيه لأي سبب كان ......


استقبلت آية صباح يوم جديد .. على صوت خالتها توقظ الأولاد مثل كل يوم ..ابتسمت وهي تتذكر وعيد خالتها بالأمس بألا توقظ أحد ..
خرجت من المنزل بعد تناول إفطارها ومرت على شذى فوجدت أباها خارجا من الباب ليذهب إلى المشفى ..
ألقت آية تحيه الصباح وابتسامتها اللطيفة ترتسم على شفتيها :
- صباح الخير يا خال كمال .
هز الخال رأسه فرحا عندما رأى آية تحتضن الأوفر كوت الأبيض بيدها :
- صباح الخير يا طبيبة المستقبل .. خلاص يا آية من اليوم أعينك مساعدة لي إلى أن تتخرجي وتصبحي أفضل مني .
- أشكرك يا خال كمال .. وإنشاء الله أكون عند حسن ظنكم .
- أنت كذلك .. ونصيحة مني كلما وجدتي وقت فراغ تعالي إليّ في المستشفى فتعاملك مع المرضى سيفيدك أكثر في دراستك .
- إنشاء الله .
خرجت شذى مهرولة من المنزل .. ودّعت والدها وسحبت آية من يدها :
- كفاك ثرثرة لدينا محاضرات سنتأخر عنها .
وفي طريقهما وجدتا رأفت وشقيق شذى هيثم فسارتا معهما .. نظر رأفت إلى شذى وعيناه ملئهما الحب .. وبدأ يسألها عن دراستها :
- كيف حال المهندسة شذى .. هل مازلت تحلمين بأن تبني أكبر برج في العالم ؟.
- نعم مازلت .. أليس من حقنا أن نحلم ؟.
قاطعها هيثم مازحا :
- وهل تستطيعين غير ذلك ؟.
ردت عليه آية موبخة :
- لا تحطمها يا هيثم .
تدخل رأفت ونبره الإعجاب ترن في صوته :
- إن ما يعجبني بشذى أحلامها الكبيرة .. فكلما كبرت الأحلام كلما تمسكنا بها أكثر .
ابتسمت شذى لذلك الإطراء اللطيف ..وتساءلت آية :
- كيف حال الصحافة يا هيثم ؟.
- إنها أهم سنة في حياتي فهي الأخيرة .
- وماذا تنوي أن تفعل بعد التخرج ؟.
- أنوي الكثير .. ولكن تظل الأمنية الأولى أن نصبح بلد حر يعترف بحق الإنسان قبل حق الكلمة .
تدخل رأفت متحمسا لحديث صديقة :
- صحيح يا هيثم .. هل فكرت في مشروع التخرج ؟.
- أنا محتار بعض الشيء .. ولكني أعتقد أنني سأقدم موضوع ( اليهود النازيين )
تساءلت شذى باستغراب :
- اليهود النازيين ؟..
أجاب هيثم بحماسة :
- إنه يناقش التعذيب النازي لليهود والذي استدروا به عطف العالم لسنين .. ويكشف على لسان مؤرخيهم أنهم استغلوا ذلك ليصبح عذرا يسمح لهم باحتلال فلسطين .. كما أنهم أصبحوا يمارسون معنا نفس الظلم .
ردت آية بإعجاب :
- إنه موضوع رائع .. وسيثير الكثير من الجدل .
أضاف رأفت مؤيدا :
- وستضمن به الامتياز .. إنشاء الله .
أضافت شذى بفخر :
- وسينظم إلى أمي في صفوف المحاربين بالأقلام ...
ابتسم رأفت .. وبدأ الحديث يجمعه بشذى .. ثم تشترك فيه آية وهيثم .. ليعود ويجمعه بشذى .. إلى أن وصل الأربعة إلى الجامعة ليفترق كل واحد منهم إلى كليته .. ولكن ظلت عينا أية ترمق ابن خالها بحنان ..
كانت كلمات رأفت بالأمس ما تزال تصرخ بداخلها .. فهو محق في كل كلمة قالها ..
وكل كلمه لم يبح بها ..
والتي تدركها آية بإحساس الأخت المحبة ..
إنها تدرك تلك الأحاسيس التي يكنها لصديقة عمرها شذى .. والتي يروضها بداخله ..
لأنه مثلما قال كشاب فلسطيني محروم حتى من الحب ..
إن رأفت بالرغم من مرحه الدائم إلا أنه يحمل أفكار اكبر من سنه ..
وآية تحس به يتجاهل مشاعره لأنه لا يجد لها منفذ طبيعي مثل أي شاب ..
فأطفال فلسطين قبل شبابها وهبوا أعمارهم رخيصة من أجل القضية ..
فكيف يعد فتاة بالحب .. وبأن يعيشا العمر سويا وهو لا يملك عمره ..
إنها تتفهم تفكيره هذا لأنها تفكر بمثل طريقته ..
وتحس بأنهم عاجزين عن كل شيء .. ماعدا أن يحيوا من اجل الوطن ..
دخلت آية الفصل وهي تحس ببعض الألفة عن يوم أمس وبدأت تفكر بعرض الدكتور كمال لها .. إنها تستطيع أن تعمل في المستشفى وتدرس وبذلك ستكتسب خبرة وتقدم العون للمرضى والمصابين ..
فتكون قد وضعت قدمها على أول الطريق ..
طريق البداية ..
بداية نضالها .. مع شعبها الجريح ..

 
 

 

عرض البوم صور my faith  

قديم 12-09-10, 12:41 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

هل من مجيب ؟!



خرج يوسف من غرفته متسللا إلى المطبخ .. فوجد أمه تعد شاي ما بعد الغذاء لوالده .. وقف يوسف خلف أمه ثم احتضنها وقبلها .. ثم راح يحدثها :
- كيف حالك يا أجمل وأحن أم في الدنيا .
وقفت آية ضاحكة تنظر إلى يوسف وهو يداعب أمه ..
ردت الأم وهي تحاول أن تخفي ابتسامتها عنه :
- ادخل بالموضوع يا يوسف .
قال يوسف مدعيا البراءة :
- أي موضوع يا أمي .. ألا يحق لي أن أمازحك متى ما أردت ؟!.
نظرت إليه الأم بأعين فاحصة :
- يحق لك .. ولكن كل مزحة ألقاها منك تنتهي بتلبية طلب جديد لك .
رد عليها يوسف وهو يحاول أن يستدر عطف أمه بملامحه الطفوليه :
- أنت تعلمين يا أمي أنني لا أريد سوى شيء واحد فقط .
تساءلت الأم مستفسرة :
- وما هو هذا الشيء ؟.
أجاب يوسف ببساطة :
- الكاميرا .
ردت عليه الأم زاجره :
- ألا تمل ؟ .. شهور وأنت ترجونا أن نشتريها لك .
توسل يوسف بإلحاح :
- والله يا أمي إذا اشتريتموها لي لن اطلب منكم شيء إلى الأبد .
تدخلت آية وهي تكتم ضحكها :
- وكأنها ستصدقك .
ردت عليها الخالة منى :
- حتى وإن صدقته ليس بيدي شيء أقدمه له .
ثم وجهت كلامها ليوسف :
- إن أباك في الصالة اذهب وتحدث معه .
أجاب يوسف :
- سأتحدث معه .. ولكنني أريدك أن تأتي لتهدئي الموقف .
ثم نظر إلى آية :
- وأنت أيضا يا آية .. إن لك تأثيرك الخاص على أبي .
تبادل الثلاثة النظرات .. ثم هزت الخالة رأسها موافقة باستسلام :
- حسنا .. لنرى آخر جنونك يا يوسف .
كشفت ابتسامة يوسف الواسعة عن أسنانه البيضاء .. وعن الفرحة المتراقصة بداخله .. فخطف صينية الشاي من يدي آية واتجه إلى الصالة وهما خلفه .. قدم يوسف الشاي لوالده ثم جلس بالقرب منه .
تناول الخال كوب الشاي وبدأ يرشف منه أول رشفة .. وهو ينظر بريبة إلى أسرته الملتفة حوله .. ثم لمح الفرحة تلمع في عيني يوسف .. فقال :
- قل ما عندك يا يوسف .
انكمشت ابتسامة يوسف وضرب فخده بقبضة يده :
- لم تسيئون الظن بي دائما ؟.
أجابته آية وهي لا تتمالك نفسها من الضحك :
- الحقيقة أنهم يفهمونك جيدا .. أيها المخادع المكشوف .
قال يوسف وهو يشير لآية بعينيه محذرا :
- ماذا اتفقنا يا آية ؟
وضعت آية يديها فوق فمها مجيبه :
- لن انطق بكلمة بعد الآن .
اعتدل يوسف في جلسته .. ثم وجه حديثه لوالده بكثير من الرهبة :
- أريد أن اطلب منك طلب يا أبي ولكن بالله عليك لا ترفضه .
تساءل الأب ببرود :
- خير .
راح يوسف يتحدث متحمسا :
- أريدك أن تشتري لي تلك الكاميرا .
رد الأب محتدا وعلى وجهه التعجب :
- ما قصة هذه الكاميرا التي أضاعت عقلك .
أجاب يوسف مبررا :
- افهمني يا أبي إنني أريدها لعمل مهم يطول شرحه الآن .
- يوسف .. أغلق الموضوع وانتبه لدروسك فهي الأهم .
- لكن يا أبي ...
قاطعه والده وهو يضع كوب الشاي على الطاولة بحده :
- وهذا الشاي .. لا أريده ..
ثم وقف ليصرخ بعصبية :
- أنا لا أريد نقاش في هذا الموضوع .. إن الناس لا يجدون أساسيات الحياة وأنت تبحث عن الرفاهية .. ألا تحس بما يحدث حولك .. إننا نعيش على هذه الأرض أمواتا دون مقابر ..
استمر الوالد في ثورته وهو متجه إلى باب الدار .. ثم خرج وصفعه ورائه بقوة .
خيم الصمت لبرهة .. ثم قطعته الخالة وهي تؤنب يوسف :
- هل ارتحت الآن يا أستاذ يوسف ؟.. لقد عكرت مزاج والدك .
ردت عليها الجدة مهدئة :
- اتركيه يا منى يا ابنتي .. إنه لا يزال طفلا .. غدا سيكبر وسيجعلكما تفخران به .
قام يوسف بعصبية وملامحه توحي بالاستياء واتجه إلى غرفته .. ثم تبعته آية فوجدته يجلس على سريره ويفتح كتابا دراسيا ثبت عينيه على صفحاته .
جلست آية بجانبه وراحت تحدثه مواسية :
- لا تغضب يا يوسف .. أنت تعرف مزاج خالي المتقلب .. وتدرك أنه يعاني في عمله ليوفر لنا حياة كريمة .
أجابها يوسف وعيناه مليئة بدموعه الحبيسة :
- أنا لم أخطئ يا آية .. كان باستطاعته أن يرفض دون أن يصرخ في وجهي .
ربتت آية على كتفه وهي تبتسم له بحنان :
- مؤكد لم يقصد .. ولكنه ككثير من أبناء جيله يشعر بالعجز إزاء أوضاعنا التي تسوء يوما بعد يوم .

دخل رأفت إلى البيت واتجه إلى غرفته ليجد آية تجلس بجانب يوسف متجهم الوجه .. والصمت مخيم على الغرفة ..
تساءل رأفت مستغربا :
- ماذا بكم يا شباب ؟.. كأنكم شيعتم شهيدا .
أردت آية مفسرة :
- لقد فتح يوسف مع خالي موضوع الكاميرا فاحتد عليه بعض الشيء .
وجه رأفت كلامه ليوسف وقد ظهرت على ملامحه علامات الاندهاش :
- ما حكاية تعلقك بهذه الكاميرا ؟!.
أجابه يوسف بضيق :
- بالله عليك اتركني في حالي يا رأفت .
تقدم رأفت من أخيه وجلس بجانبه ثم حضنه بذراعه :
- ماذا بك يا يوسف إن لك أياما وأنت متغير .. وأنا أعرفك عندما يسيطر شيء على تفكيرك .
رد يوسف وفي وجهه ملامح الرجولة :
- أنا أريد اقتناء الكاميرا لأن برأسي أفكار أريد تحقيقها .. يصعب علي شرحها .. وانتم دوما تعاملونني كأنني طفل أسعى وراء لعبة .
أجابته آية بحنان :
- لا تقل مثل هذا الكلام .. لأنك رجل في نظرنا جميعا .
زفر يوسف بسخرية :
- بدليل صراخ والدي علي .
حدثته آية مبررة :
- إن خالي أحن إنسان وأنت تدرك أنه سيأتي في المساء و يصالحك .
أردف رأفت مازحا :
- يا أخي يكفيك أن تكون كبيرا في نظر براءة .
افتر ثغر يوسف عن ابتسامه خجولة .. فوكزه رأفت زاجرا :
- ابتسم .. ابتسم ودع الموضوع لي .. أنا سأقنع أبي .
قالت آية مؤمنة على كلام رأفت :
- نعم ابتسم .. وإلا جعلناك تبتسم بالقوة .
ظل يوسف عابسا .. فأشارت آية إلى رأفت بعينيها .. وتعاون الاثنان على دغدغه يوسف في خصره .. فانفجر ضاحكا وهو يحاول التخلص منهما .. في تلك الأثناء طرق باب المنزل وكانت جارتهم مها وابنتها براءة ..
دخلت مها محيية الخالة والجدة :
- كنا في الكنيسة أنا وبراءة فأصرت أن تزوركم .
رحبت الجدة بالجارة اللطيفة :
- أهلا وسهلا يا بنتي .
أردفت الخالة منى وهي تقبل براءة :
- لقد أصبحنا لا نحتمل يوم يمر دون رؤية ملاكنا الصغير .
اتجهت براءة مسرعة إلى غرفة الأولاد باحثة عن يوسف ومتتبعه لصوت الضحك المنبعث من الغرفة .. وعندما رأت آية ورأفت منكبان على يوسف يدغدغانه .. ضحكت وألقت بجسدها الصغير فوقهما صارخة بمرح :
- دعاه .. إنه واحد وأنتما اثنان .
أجابها رأفت :
- الآن أصبحنا اثنان ضد اثنان .
وأمسك ببراءة ليدغدغها .. وبدأت معركة الوسائد بين الأربعة .. ثم أتت الخالة منى تتبعها مها على اثر الصراخ والضحك المنبعث من الحجرة .. حدثتهم الخالة مبتسمة :
- وكأنني أرى أطفالا في عمر براءة .
توقف الشباب عن لهوهم وتوجهت أية إلى مها لتسلم عليها .. ثم رحب بها الولدان .. وسألها رأفت :
- هل مازال الخال نضال غائبا عن المنزل ؟.
أجابت مها وعلى وجهها ملامح الاشتياق لزوجها الغائب :
- نعم يا رأفت .. فعمله دائما ما يحتاج إليه في تدريب الملتحقين الجدد بالجيش .
ربتت الخالة على كتف مها بحنان :
- إنشاء الله سيعود إليك سالما .
وأردف يوسف بصدق :
- إننا في خدمتك في أي وقت .. وبراءة مثل اختنا الصغيرة .
هزت مها رأسها وابتسامه صادقه تعلو شفتيها .. ثم خرجت من الحجرة بصحبه الخالة منى .
اجلس يوسف براءة على قدميه .. وراحت هي تحدثه بحماسة الأطفال :
- أرأيت كيف حميتك منهما ؟.
ضحكت أية قائلة :
- لقد فزنا عليكما أنتما الاثنان .
اعترضت براءة وقد عقدت حاجباها :
- لا أحد يستطيع الفوز على يوسف .. إنه أقوي ولد في العالم .
ابتسم رأفت .. وحدث أخاه مشاكسا :
- ألم أقل لك أنك كبير في نظر براءة ؟.
تساءل يوسف بحنان :
- كيف كان يومك في الروضة ؟.
- كان رائعا .. لقد لعبنا وتعلمنا ثم لعبنا .
- ماذا تعلمتم اليوم ؟.
- تعلمنا إشارات المرور متى يجب أن نسير ومتى يجب أن نقف .
- وهل حفظتِ الإشارات .
أجابت براءة وهي تقف في وسط الغرفة بحماس :
- نعم .. يجب عليك عندما تقطع الطريق أن تنظر يمينا وشمالا .
أجابت آية :
- وماذا أيضا .
ردت براءة بثقة :
- وإذا وجدت الإشارة خضراء يمكنك أن تسير وإذا وجدتها حمراء يجب عليك أن تقف .
صفق رأفت لبراءة مشجعا :
- أحسنت يا براءة .. غدا ستكبرين لتصبحي طبيبة أو مهندسة .
نظرت براءة إلى يوسف متسائلة :
- ماذا تريد أن تصبح يا يوسف ؟.
أجابها يوسف مبتسما :
- أريد أن أصبح محاميا .
رددت براءة بنفس لهجة يوسف الواثقة :
- وأنا أيضا سأصبح محامية .
لم تتحمل أية مدى خفة روح تلك الطفلة البريئة .. فاقتربت منها لتقبلها :
- ستكونين أجمل محامية .

بعد فترة أتت مها تستعجل براءة لتعودا إلى البيت .. ولكن براءة أصرت أن تبقى مع الأولاد .. فتدخل يوسف :
- اتركيها تلعب بجانبنا وإذا ما ملت سأعيدها إلى البيت .
- إنها لن تمل .. وأنا أخاف أن تزعجكم وانتم تدرسون .
تدخلت الخالة منى :
- ليس هنالك إزعاج فهي تجلس بجانب الأولاد وتلعب بهدوء .
أردفت آية بلطف :
- دعيها فهي تحب الجو الأخوي الذي تجده هنا .
قال يوسف متباهيا أمام آية :
- بل تحبني أنا .
نطت براءة صارخة بفرح :
- نعم .. أنا أحب يوسف .
ضحك الجميع واستسلمت مها وعادت وحيدة إلى البيت .. أخرجت آية صندوق ألعاب براءة الذي ساهم الجميع في شراء محتوياته .. وجلست براءة تلعب بألعابها وتذهب إلى يوسف بين الحين والآخر لتريه لعبتها أو لتروي له ما حدث لها خلال يومها .
بعد تناول براءة لطعام العشاء غلبها النعاس فحملها يوسف عائدا بها إلى بيتها .. طرق الباب .. وفي تلك الأثناء سمع خطوات تأتي خلفه .. التفت ليجد والد براءة نضال في الوقت الذي فتحت به مها بابها .. فتفاجأت برؤية زوجها العائد فاحتضنته وهي تغالب دموعها :
- لقد وحشتني كثيرا .
ربت نضال كتف زوجته ثم قبلها فوق رأسها .. وكان يوسف مازال يحمل براءة على كتفه وبين شفتيه ابتسامة خجولة .. سلم نضال على يوسف وحمل ابنته واخذ يقبلها في كل أنحاء وجهها وهي مستغرقة في نوم عميق كالملاك ..
عاد يوسف إلى المنزل وهو يفكر بالحب الذي يجمع هذه الأسرة الصغيرة ..
ومدى الألفة التي تجمع أسرته بهم .. على الرغم من اختلاف الأديان إلا أنه لم يسبب أي وجه خلاف بين الأسرتين .. حتى أن مها كانت دائما ما تدخل بيتهم لتجد براءة مرتدية الحجاب ومنتصبة بجانب يوسف لتقلد حركاته وهو يصلي .. ولم تكن تزجرها أو تبدي استياءها ..
وهذا ما جعل يوسف يدرك أن صراعهم مع اليهود ليس صراع أديان ولكنه صراع أفكار فهم أناس يسيطر عليهم الإحساس بأنهم أبناء الله .. وان دونهم من البشر مجرد بهائم خلقوا لخدمتهم ..
دخل يوسف إلى البيت وكان الخال عز الدين قد وصل .. وقبل أن يتجه نحو غرفته استوقفته تلك الابتسامات التي تنطلق من شفاه الجميع وهم يرمقون يوسف .
تساءل يوسف بريبه :
- لماذا تبتسمون ؟.
تكلم الوالد أولا :
- اجلس يا يوسف بجانبي .
جلس يوسف بجانب والده متعجبا .. فتحدث الوالد :
- أمازلت غاضبا مني ؟.
رد يوسف محاولا تبرير موقفه :
- أنا لا استطيع أن اغضب منك .. ولكني استأت من صراخك علي .. فأنا لم اعد طفلا يا أبي .
قال الوالد وهو يبحث عن شيء بداخل كيس :
- ولأنك لم تعد طفلا .. أحضرت لك هذه .
اخرج الوالد علبة من الكيس وقدمها لابنه .. أمسك يوسف العلبة بين يديه وعلى وجهه علامات استفهام .. ثم فتحها ليجد بداخلها كاميرا رفع يوسف حاجبيه إلى أعلى .. واخذ يقفز في جميع أرجاء المنزل وفرحة صادقة بادية في ملامحه .. ثم تقدم من أباه واحتضنه بقوة :
- أشكرك جدا يا أبي .
ابتسم الأب لفرحة ابنه .. بعدما هدأ يوسف .. وتساءل مستفسرا أباه :
- كيف حصلت عليها ؟.
أجاب الوالد :
- لقد جاء صديق لي يطلب مني أن أجد له من يشتريها منه .. لأنه محتاج لنقودها .. ففكرت أنها مؤكد من نصيبك .
ابتسم يوسف وعادت الفرحة تزغرد في عينيه وهو ينظر إلى الكاميرا وكأنها كنز ثمين بين يديه ..
تحدثت الأم والهدوء يرتسم عليها :
- لقد أرحتنا من إزعاجه .

في صباح اليوم التالي أفاق يوسف نشيطا على غير المعتاد .. وقبل أن توقظه أمه .. وضع الكاميرا في حقيبته المدرسية .. واخبر الجميع على الإفطار أنه سيتأخر بعد الدوام الدراسي .. فهو ذاهب في مشوار مهم مع صديقه محمد ..
عاد الجميع إلى المنزل لتناول طعام الغذاء .. وجاء العصر .. يليه المغرب .. يتبعه العشاء ويوسف لم يعد للبيت .. وبداء القلق يتسلل إلى القلوب .
تساءلت الجدة بقلق :
- هل اتصل أخاك يا آية ؟.
ردت آية والحيرة تلفها :
- لا يا جدتي ..
راحت الأم تحدث نفسها وهي تحوم في أرجاء الحجرة كمن فقد عقله :
- مؤكد أنه سيدفعني للجنون .. ليس هنالك أي مبرر لغيبته هذه .
دخل رأفت إلى البيت ليرى الوجوه القلقة فتساءل مندهشا :
- ألم يعد يوسف حتى الآن ؟.
هزت آية رأسها بالنفي .. وقبل أن يهم رأفت بالبحث عن أخاه .. سمعوا باب الدار يفتح .. تعلقت العيون على الباب .. ولكنهم وجدوا الخال عز الدين .. استغرب الخال من طريقه تجمعهم وعدم وجود يوسف بينهم :
- أين يوسف ؟.
ازداد خوف الأم وبدأت الدموع تنهمر من مقلتيها .. وتكفل رأفت بالإجابة :
- لم يعد منذ الصباح .
عقد الأب حاجبيه متسائلا :
- ألم يحضر منذ الصباح ؟.
وقبل أن يجيبه أحد سمعت العائلة وقع أقدام تقترب من باب المنزل .. فأسرع رأفت فاتحا الباب .. ليجد يوسف أمامه .. صرخ رأفت في وجهه :
- أين كنت حتى الآن ؟.
لم ينطق يوسف ببنت شفه .. لأن أمه ركضت نحوه .. لتحتضنه بحنان وهي توبخه من خلال عبراتها الساخنة :
- كيف استطعت أن تخيفني عليك ؟.. كنت سأموت قلقا .
تساءل الأب بحزم :
- ما الذي أخرك يا يوسف ؟.
دخل يوسف إلى البيت وأغلق الباب خلفه بهدوء وقال معتذرا :
- أنا أسف لأنني سببت لكم كل هذا الإزعاج .. ولكني كلمتكم في الصباح إنني ذاهب بمشوار مهم .
تساءل الوالد محتدا :
- أي مشوار هذا ؟.
أجابه يوسف بصوت متئد وكأنه كبر مئة عام في يوم واحد :
- لا تستعجل في الحكم يا أبي .. وتعالوا معي لأريكم أين كنت .
توجه يوسف إلى غرفته وفتح الكمبيوتر وشبكه بالكاميرا التي حصل عليها بالأمس .. دخل الأب والأم ورأفت .. تتبعهما الجدة تسندها آية .. ليجدون يوسف يستعرض لهم مجموعة من الصور التي التقطها
صور لخيمة مهترئة تصل بين جدارين وبجانب الخيمة مكب للنفايات ..
وأخرى لما بداخل الخيمة .. ركن يحوي أدوات مطبخ .. وببقيتها كرسي وسرير متهالكين ..
وهنالك صور لسكان الخيمة رجل يشير إلى تلفاز بداخل الخيمة ..
وامرأتان ومجموعه فتيات يرتدين الحجاب أحداهن تجلس على موقد من الحطب ..
وأطفال تغطيهم الأمراض الجلدية ..
وطفل أخر يركض نحو الخيمة وثيابه مبتلة ..
وشاب يذاكر على ضوء الشموع ..
والكثير من الصور التي تهيج المشاعر وتثير الأحاسيس .. أكمل يوسف استعراض الصور ودار بجسده مواجها عائلته المصعوقة .. وهو ما زال جالسا على الكرسي .. خيم صمت طويل على كل أفراد الأسرة .. كل يفكر في هول ما رآه ..
وكيفية حصول يوسف على مثل هذه الصور .. قطع يوسف الصمت موضحا :
- لقد ذهبت اليوم إلى مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة بصحبة صديقي محمد .. والتقطت هذه الصور .
تساءل الأب وعيناه شاردتان :
- هل كنت تعلم أنك ستجد ما أريتنا إياه ؟.
- نعم .. لقد حدثني زميلي في المدرسة عن هذه الأسرة وغيرها الكثير من الأسر .
تساءلت آية بصوت منخفض :
- ألهذا كنت تريد الحصول على الكاميرا ؟.
أجابها يوسف :
- اجل .. لكي اظهر للعالم أننا نعاني كل يوم والمعاناة لا تقتصر على الاحتلال والرصاص ولكنها أيضا معاناة مع الفقر والحياة الوضيعة .
تساءلت الجدة بشفقة :
- ومن هؤلاء الذين صورتهم يا يوسف ؟.
رد يوسف بأسى :
- إنهم عائلة فلسطينية يا جدتي .. تعيش في خيمة نصبها رب الأسرة ما بين جدار مستشفى وملعب .. وكثيرا ما سقطت الحجارة التي تثبت الخيمة وكادت أن تجرح أحد أطفاله .. وبجانبهم مكب نفايات يشاركهم سكنهم بالإضافة إلى الفئران والزواحف والحشرات التي تشعرك بأنها جزء من تلك الأسرة .
قالت الأم والألم يعتصرها :
- لهذا أصيب الأطفال بتلك الأمراض الجلدية ؟ .
- نعم يا أمي .. إنهم معدمون .. وأمانيهم تتمحور بأن يعيشوا حياة كريمة تحفظ أدميتهم .. فهم لا يملكون شيء حتى الحمام .. يحفرون حفرا في الأرض ويدفنوها بعد قضاء حاجتهم .. وتظل النساء محجبات دائما من عيون المارة التي تختلس النظر .. أما الأطفال فإذا أرادوا الاستحمام يلجئون إلى حمامات المدرسة المجاورة .. ولكنهم يلقون أصناف الإهانة من طلابها ..
تساءل رأفت :
- وما حكاية ذلك التلفاز ؟.
- إنهم يشبكونه بسلك كهربائي ممتد من الملعب المجاور ليكونوا على علم بما يدور حولهم .. مع أنهم أسوء حالا .. إن هذه الأسرة مكونه من خمسة عشر شخصا .. الأب وزوجتان وعشرة أطفال .. إضافة إلى ابنا أخ الأب اليتيمان واللذان يعولهما منذ زمن .
أردف الأب باستياء :
- لقد أصبح الفقر كالسرطان ينتشر في جسد الأسر الفلسطينية .. ولكن من يحس بألمنا .
سأل رأفت أخاه والأفكار تحتشد في رأسه :
- وماذا تنوي أن تفعل ؟.
أجاب يوسف ورأسه منحني يهتز يمينا وشمالا بحيرة :
- لا اعرف .. ولكني أريد أن أوصل هذه الصور لأكبر عدد من الناس .
أجابه رأفت ببساطة :
- انشرها بالنت .
رفع يوسف رأسه متفاجئا وكأنه أخيرا وجد حلا مناسبا .. وراح يتساءل بفضول :
- كيف ؟.
- سأصمم لك موقع تستطيع أن تنشر من خلاله هذه الصور والمزيد منها ويمكنك أيضا أن تكتب تعليقات عنها .. أو اذهب إلى هيثم ليساعدك في صياغة أحداث كل صورة .. بالإضافة إلى عمل مساحة حوار يتناقش فيها زوار موقعك ..
أضاف الوالد وهو ينظر لولداه بفخر :
- إنها فكره ممتازة .
وقبل أن يهم بالخروج .. وقف ليتأمل يوسف وهو لا يصدق أنه يرى ولده الصغير قد أضحى رجلا يحمل ألآم وطنه .. قبله فوق رأسه قائلا بتأثر :
- بارك الله فيك يا بني .. وليجعل الله عزة هذه البلد في شباب مثلكم .
أمّن الجميع على دعاء الأب .. وبعد خروجه من الغرفة لحقت به الأم والجدة .. ولكن آية بقيت تتفحص ابن خالها يوسف بعينين مرهفتين .. فهي تحس بأنه يكابد نيرانا تشتعل بداخله .. سحبت آية كرسيا وجلست بجانبه :
- ما بك يا يوسف ؟.
شردت عينا يوسف وكأنه يركض وراء خيط رفيع من الأمل يوشك أن يفقده :
- كثير علي ما رايته اليوم يا آية .. لقد تأثرتم بصور ولكني عشت الواقع .
وقف رأفت ينظر في صمت إليهما .. بينما أجابت آية :
- أنا أدرك مدى ألمك .. ولكن ليس بيدنا شيء نقدمه لهم .. أكثر مما ستفعل أنت .
بدأت الدموع تترقرق في ضعف من عينا يوسف وهو يجيب :
- لقد كان بينهم شاب في مثل عمري يحاول أن يذاكر على ضوء الشموع بعد ما خيم الظلام .. أليس من حقه أن يعيش حياة مثلي .. أليس من حقي أنا أن أحيا كأي شاب دون خوف بعيدا عن الألم .
لم تستطع آية الرد فقد خنقتها العبرات .. لتصاحب دموعها دموع يوسف المنكسرة .. تقدم رأفت من أخاه وأوقفه أمامه ممسكا رأس يوسف بكفيه :
- لا تبكي يا يوسف .. إنك رجل .. ولقد بدأت اليوم مشوار الأحرار .. فأنت تسير في طريق مستقيم .. ففخر بنفسك يا أخي .
احتضن يوسف أخاه وافرغ على كتفه دموع معاناته .. وجففت آية دموعها بيديها ثم وقفت وقبلت يوسف على خده .. وتركتهما متجهه إلى غرفتها ..
لقد كشف لها يوسف من خلال تجربته هذه عن شخصيه جديدة لديه ..
كشف عن جرأته ورقة مشاعره ..
واظهر الجرح القديم الذي ينزف في فلسطين دون علم الكثيرين ..
صوّر المعاناة التي تعتصر أهلها ..
وزرع حقد جديد في صدر آية على الصهاينة ..
ولكن أكثر ما تخشاه الآن ..
أن صوَره قد لا تجد صدى لصرخاتها ..
فكم هي تلك الأذان المدعية الصمم ..
لذلك يحوم السؤال في خيال آية ..
يا ترى هل من مجيب ؟!!.

 
 

 

عرض البوم صور my faith  
قديم 12-09-10, 01:29 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
dew
اللقب:
قطر الندى



البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32556
المشاركات: 8,341
الجنس أنثى
معدل التقييم: dew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسيdew عضو ماسي
نقاط التقييم: 5602

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dew غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

يا هلا والله بإيمان ...نورتينا يالغالية ....وكل عام وأنت بألف خير وصحة ووعافية ....حبيت أبارك لك بالرواية الثانية ...لسه ما قرأتها لكن أنا متأكدة أنها رائعة لأنك كتبتيها .....

لي عودة بعد القراءة .....

 
 

 

عرض البوم صور dew  
قديم 12-09-10, 05:03 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 168421
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: روائية طموحة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روائية طموحة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتِ بخير

موفقه حبيبتي وأن شاء الله تلاقي الإقبال إلي يحبه قلبك
وترى ذي أول مره أقرأ لك ياعسل
الله يحفظك

ودولاب صغير للملابس عليه مرآة
خمس عرايس على جنب ودميتين محشوة قطن على الرف

وهذان الكسولان مازالا نائمين .
كانوا سهرانين على النت امس بالليل

أمي الصاخب ومزاج آية الرائق .

العم يبي وافل وبان كيك وموفن

عمن يساعدك في دروس الرياضيات .
ياشين المن هههه

طمأنتها الخالة منى :
غاليتي ستشقين بطون البشر وتقومين بإنعاش المرضى وستقابلين موتى في الأروقه

من منا لا يحلم بغد أفضل
انا احلم بثعابين وقرود

اشتريتموها لي لن اطلب منكم شيء إلى الأبد .
ماراح تطلب فلوس للبقالة وعشى من المطعم ونجاحه

زوجته ثم قبلها فوق رأسها
حشى جدته مو زوجته





لكِ مودتي
روائية طموحة

 
 

 

عرض البوم صور روائية طموحة  
قديم 13-09-10, 10:26 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
  
يا هلا والله بإيمان ...نورتينا يالغالية ....وكل عام وأنت بألف خير وصحة ووعافية ....حبيت أبارك لك بالرواية الثانية ...لسه ما قرأتها لكن أنا متأكدة أنها رائعة لأنك كتبتيها .....

لي عودة بعد القراءة .....

حياتي انت يا ندى عن جد فرحت انك اول وحده رديتي وان شاء الله الروايه تنال اعجابك مع انها مش الروايه التانيه لي انما هي اول روايه كتبها وملاك الحب كانت التانيه ..

وانا جد متشوقه اعرف رايك فيها
------------

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روائية طموحة مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتِ بخير

موفقه حبيبتي وأن شاء الله تلاقي الإقبال إلي يحبه قلبك
وترى ذي أول مره أقرأ لك ياعسل
الله يحفظك

ودولاب صغير للملابس عليه مرآة
خمس عرايس على جنب ودميتين محشوة قطن على الرف

وهذان الكسولان مازالا نائمين .
كانوا سهرانين على النت امس بالليل

أمي الصاخب ومزاج آية الرائق .

العم يبي وافل وبان كيك وموفن

عمن يساعدك في دروس الرياضيات .
ياشين المن هههه

طمأنتها الخالة منى :
غاليتي ستشقين بطون البشر وتقومين بإنعاش المرضى وستقابلين موتى في الأروقه

من منا لا يحلم بغد أفضل
انا احلم بثعابين وقرود

اشتريتموها لي لن اطلب منكم شيء إلى الأبد .
ماراح تطلب فلوس للبقالة وعشى من المطعم ونجاحه

زوجته ثم قبلها فوق رأسها
حشى جدته مو زوجته





لكِ مودتي
روائية طموحة

اختي الحبيبه روائيه طموحه والله انا سعيده ان البارتين نالوا اعجابك وان شاء الله الاحداث كلها ترضيك .. وما تحرميني من ردودك اللي فعلا بتبين انك خفيفه الظل ههههههههه

 
 

 

عرض البوم صور my faith  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية