ذلك المساء اخذت جينا تتمشى وحدها على شاطئ البحر تحت ضو القمر وقلبها يتمنى أن تر رايدر في كل خطوة، فهو لم يبدي عدم رغبته بالسباحة تحت ضوء القمر، وتمنت لو يأتي لعلمه أنها ستكون هنا بانتظاره، لكنه لم يحضر وظلت هي وحيدة على رمال الشاطئ.
منتديات ليلاس
في اليوم التالي تغير الطقس واخذت السماء تمطر باستمرار وقد منع هذا الطقس جدها من الخروج للعمل فبقي في البيت وبقيت جينا محجوزة فيه ايضاً وهي تفكر بحجة تمكنها من الخروج.
ارادت أن تر رايدر لكنها لم ترد ان يعرف جدها هذا، ولأول مرة منذ ستة عشر عاماً ارادت ان تخفي شيئاً عنه بشعورها بالذنب مما ستفعل، وتر اعصابها أكثر فأكثر.
وسيطر الظلام باكراً نظراً لهذا الطقس الماطر واستلقى جدها على الكنبة وغرق بالنوم وعرفت جينا انه لن يستيقظ إلا حوالي منتصف الليل ليعود الى سريره.
كانت احداث النهار السابقة تتسارع في رأسها، فأخذت قرارها سريعاً وخوفاً من أن تخونها شجاعتها وجدت نفسها تفتح الباب بسرعة وتخرج من البيت، وركضت دون توقف نحو المرفأ وتوقفت للحظة حين رأت الضوء بداخل ساحرة البحر كان مشتعلاً إذن فهو بالداخل.
منتديات ليلاس
اسرعت إلى القارب ودقت على الباب ففتح لها رايدر بسرعة كونه قد سمع صوت خطوات على ظهر قاربه تفاجأ لدى رؤيتها ولم يستطع أن ينطق بالبداية إلا انه سحبها بسرعة الى الداخل من يدها المبتلة بالماء واقفل الباب وهو يقول:
-ماذا..ماذا بحق الله اتى بك إلى هنا في هذا الطقس الممطر.
- اردت أن اراك.
قالت ولهجتها تعكس مدة اهمية ما تريده.
حدق بها للحظة اخرى وهو ينظر إلى قميصها الصوفي الملتصق بجسمها وبنطالها الذي تنساب منه المياه وشعرها المبتل كلياً وقال:
- انت مبتلة حتى العمق، كان يجب ان ترتدي معطفاً.
كلماته اشعرتها وكأنها قطة برية تحت المطر فقالت :
- نعم كان يجب ان ارتدي معطفي.
منتديات ليلاس
وارتجفت ليس من البرد بل من برودة استقباله لها وتابعت:
- لقد نسيت تماماً امر المطر حين صممت ان اتي إلى عندك.ليلاس
تصلبت شفتاه للحظة وقال:
- انتظري هنا، سأحضر منشفة أو شيئاً ما لأجففك اولاً.
وحين اختفى في الداخل أخذت جينا تخلع ملابسها بكل هدوء ووضعتهم على الأرض بجانبها، كان الضوء خفيفياً والسقف منخفضاً فكان على رايدر أن يحني رأسه وهو يمر عبر الباب ولم تستطع جينا ان تقرأ ملامح وجهه حين رآها بحالتها هذه شبه العارية تماماً، وبدأت اسنانها تصطك بشدة، ليس من البرد بل من خوفها من عملها المخزي هذا ورأي رايدر فيها.

وجهه كان متصلباً وعينيه كانتا صافيتين وتعكسان خيال فتاة رقيقة واسرعت الكلمات بالتدافع من فمها اتبعد هذا الخيال وقالت :
- اريدك أن تطارحني الغرام رايدر، ولهذا اتيت ، لم يجعلني احد أشعر بالطريقة التي أشعرتني بها أنت حين قبلتني، واتذكر ماقلته ذلك اليوم عن كونك رجل لا تلعب الالعاب البريئةكالتقبيل ومسك الأيدي فقط، هذا صحيح عنك انا اعلم.. اعني كونك رجلاً وتريد من المرأة اكثر من مجرد القبلة انا اريد اكثر من هذا ايضاً..انا..
- جينا. هتف بها مقاطعاً.
- كلا.ليلاس
اجابته وتابعت:
- دعني اكمل كلامي انا اعلم انك ترحل قريباً وانني قد لا اراك بعد اليوم أبداً ,لكن...ولكن انا احبك رايدر واريد ان اكون لك حتى ولو فترة قصيرة واقسم انني لن اطالبك بشيء اكثر من هذا، اريد منك فقط ان تحبني.
منتديات ليلاس
وتوقفت عن الكلام حين أخذ يقترب منها وحاولت أن تعلم من ملامح وجهه جوابه لكن الضوء كان خافتاً وحين وصل إليها كان فمه يبتسم بحنان لكنها لم تعرف شيئاً عن جوابه.
ولم تترك عينيه عينيها حتى بينما كان يلف الشرشف على جسدها العاري وارتجفت جينا عندما لامس جسدها الشرشف الدافئ القطني، شد الشرشف عليها بعناية وناولها اطرافه وقال:
- اوه ..جينا.
نطق اسمها بما يشبه تنهيدة حزينة، ارتجف ذقنها وقالت:
- رايدر ارجوك لا ترسلني بعيداً.
وترجته:
- لا استطيع تحمل هذا.
- يوماً ما.
قال وهو يزيح بحنان خصلة شعر عن جبينها واكمل:
- سيأتي شاب لطيف وستتزوجيه في كنيسة كبيرة وسترتدي ثوباً ابيض ناصع وتمشي بجانب جدك بفرح، وقد يكون عندك بيتاً مملؤاً بالأطفال ذي العيون الخضراء والشعر الداكن، عندها لن تشعري بالألم وستتذكري هذه اللحظة وتفرحين لأنني تصرفت معك بهذه الطريقة وطلبت منك ان تعودي للبيت.
- كلا. احتجت جينا بشبه صرخة.Rehana
- عودي إلى البيت وانتظري حتى تكبري تماماً وتنضجين، وفري كل هذا الحب للرجل المناسب بالوقت المناسب في حياتك، لكنني لست الشخص المناسب أبداً.
الألم الذي كان يعتصرها كان اكبر من احتمالها فقالت:
- انت ليس إلا منافق.
منتديات ليلاس
ونظرت اليه من خلال دموعها وصرخت:
- كيف تجروء على إعطائي المواعظ انا اكرهك! اتسمع انا اكرهك.
ولكن كلماتها هذه لم تؤثر به كما كانت ترجو فابتعدت عنه بسرعة واسرعت بالهروب والخروج من الغرفة ، كانت دموعها تنساب على وجهها مثل المطر الهاطل مرداداً من السماء وأحست به يجري وراءها فصارت تعدو وتعدو غير مهتمة بأقدامها العارية وبالخدوش التي انتشرت بهما وظلت تركض حتى بعد ان تأكدت انه لم يعد وراءها وحين رأت ضوء البيت استجمعت كل قواها الباقية.

دفعت الباب ودخلت وهي تشتم وتتنهد بالبكاء استيقظ جدها مذعوراً وذعر اكثر حين رآها على هذه الحالة، احست جينا بالإزدراء لنفسها وبالهوان والذل فماذا سيفكر جدها فيها الآن وماهي الإساءة فيها إليه بتصرفها الأرعن هذا.
- جينا.ليلاس
هتف جدها:
- ماالذي حصل لك ياطفلتي الحبيبة..اين كنت؟
سألها بلهجة جيليدية أثارت خوفها واكمل :
- مع من كنت؟.
فتحت فمها لكنها لم تستطع ان تنطق بل أخذت تشهق اكثر فاكثر بدموعها فكرت ببؤس بكومة ثيابها الموضوعة على الأرض الخشبية في ذلك القارب.
- كنت مع هذا الشاب رايدر اليس كذلك؟.سألها جدها بصوت منقذ
لم تستطع سوى ان تهز برأسها علامة الإيجاب ، فمشى نحوها وحاول أن يحيطها بذراعيه لتهدأ لكنها لم تستطع تقبل هذه الحركة المحبة منه لشدة عذاب ضميرها بل اسرعت بالركض ودخلت الى غر فتها وارتمت على سريرها وهي تكاد تغيب عن الوعي من شدة إرهاقها وعذابها ودموعها ولكنها سمعت صوت خطوات بقرب باب البيت ثم فتح جدها الباب وسمعت صوت رايدر يسأل : منتديات ليلاس
- هل عادت جينا إلى هنا؟.Rehana
وسمعت جدها يقول:
- نعم وانت هو الرجل الذي اريد ان اتكلم معه.
- لقد احضرت ثياب وحذار حفيدتك، اعلم كيف يبدو الأمر لك، لكن استطيع ان اشرح لك كل شيء
كانت لهجة رايدر محترمة ولكنه لم يبدو مرتبكاً في هذا الوضع ولا جدها ايضاً.

رواية روعة بارك الله فيكي

اين بقية الرواية ياعسل