الفصل الخامس

فتحت خزانتها واحتارت ماذا تلبس فالإجتماع غير رسمي تماماً وبعد وقت استقر رأيها على تنورة بيضاء ضيقة وقصيرة وقميصاً مورداً بالأبيض والزهر وارتدت فوقهم بلوزة مناسبة ندمت على هذه الثياب حين فتحت الباب لسائق التاكسي الذي طلبته ليوصلها والذي أطلق صفيراً طويلاً من إعجابه بشكلها، لكن الوقت كان قد مضى على تغيير ثيابها فأغلقت شقتها بالقفل وصعدت إلى السيارة.ريحانة
منتديات ليلاس
ظل السائق يثرثر طوال الطريق حتى شقة رايدر ولم تنجح أجوبة جينا القصيرة بإفهامه انها غير متفرغة لثرثرته فما تريده كان فترة من الهدوء والصمت لتفكر في كيفية معالجتها لقضية العقارات المقبلة هذه، عادة كانت تستطيع أن تسكت الأصوات التي لا ترغب بسماعها لكن هذه المرة لم يكن باستطاعتها التركيز.ليلاس

لم يتسغرق الوصول إلى شقة رايدر الوقت الذي تخيلته جينا ، ففي الساعة السابعة والعشرين دقيقة كانت جينا تدق على جرس الباب، وعندما فتح الباب قفزت مشاعرها لرؤيتها الرجل الذي وقف أمامها.
اللون الأخضر لقميصه الحريري جعل عينيه تبدوان اكثر زرقة وبنطاله الزيتي الغامق كان ينساب بأناقة على خصره الرياضي وسيقانه الطويلة.
- لم يصل الباقين بعد اليس كذلك؟
نبرة العصبية كانت ظاهرة في صوتها رغم محاولتها الظهور بمظهر المحامية العملية.
- كلا، ليس بعد.ليلاس
قال وهو يفتح الباب اكثر:
- تفضلي.ريحانة
قال وتنحى جانباً حتى تمر وتابع :
- تصرفي براحة كأنه بيتك.
وارشدها بنظرة إلى غرفة الجلوس، هذا مستحيل قالت جينا بنفسها وهي ترد على ترحيبه بابتسامة باهتة، كانت الغرفة مزينة بأثاث من اللون البيج والبني مع بعض الإضافات بلون الأورانج ليزيد من جمال وأناقة المنظر غير مناسبة لإجتماع عمل لكنها فاخرة، فكرت جينا بنفسها وهي تنظر حولها ثم تساءلت عن المنظر عبر النافذة لكن الستائر كانت مغلقة. منتديات ليلاس
- انني اتناول كأساً، هل تشاركين؟ سألها بأدب.
- كأس نبيذ ابيض لو سمحت.
جلست على الاريكة بعد ان وضعت حقيبتها على الطاولة أمامها، يديها المهتزتين كانت تعكس إضطرابها قليلاً وتمنت أن يصل بيتر وجاستين بسرعة فحيطان الغرفة كانتا تشعرانها اكثر فأكثر بأنها هنا مع رايدر وحدهما ولو كانا في مكتب لكان الوضع مختلفاً فهذه الاجواء اللطيفة الدافئة تجعل العمل قريباً من الصداقة.
تصلبت عندما اقترب رايدر، لم يناولها كأس النبيذ بل وضعه على الطاولة أمامها وعرفت جينا أنه بعمله هذا قد تحاشى لمسه لها.
عندما جلس على الاريكة المقابلة لها ادركت أنه غير قادر حتى على الحديث معها ونظرت إلى كأسه الذي يحمله في يده وتذكرت ليلة زواجهما، تحولت فوراً إلى حقيبتها وفتحتها وهي تقول:
- تستطيع أن تبدأ على كل حال...
- وفري هذا لبعد قليل.ليلاس
منتديات ليلاس
جملته الصغيرة وصوته المنخفض قطعا كلامها بسيطرة، ترددت جينا في متابعة عملها إلا أنها عادت وأغلقت الحقيبة، تناولت كأسها واسترخت على الكنبة وشربت جرعة من الكأس وحاولت أن تكون هادئة قدر المستطاع، لكن أعصابها كانت ترتعش تحت نظرات رايدر المراقبة لها.
- لقد سمعت بعض التقارير الهامة من اصدقائك في العمل حول نجاحك وكفائتك، لقد وصلت إلى درجة جيدة جداً بالرغم من انك نلت شهادتك منذ فترة قصيرة.
- شكراً، لقد كنت محظوظة.
قالت مقاطعة فهي لا تريد منه أن يمدحها إذا كان هذا مايقصده .
- حقيقة كونك جميلة قد ساعدت ولاشك في تفوقك على زملائك من الرجال كما وساعدت في جذب الموكلين اليك بالاضافة لكونك ذكية ايضاً بالطبع.

كان هناك شبه ابتسامة ساخرة على فمه وقبل أن تقرر جينا إذا كان يتهكم ام لا أكمل هو كلامه وقال:
- نظراً لعمل والدك في القانون البحري فقد ظننت انك ستمشي على خطاه وتختصي بالقانون البحري ايضاً.
- لقد كان لي ميلاً إلى هذا الفرع من القانون أي إلى العقارات والأراضي ولهذا اخترته.
كان هذا شرحها الأوحد، احتسى رايدر جرعة من كأسه ثم قال:
- لقد اخبرتني بالحفلة أن جدك قد توفي، هل كان هذا منذ فترة طويلة؟.
منتديات ليلاس
أسئلته كانت تبدو كأنه اهتمام مؤدب بها وشعر ت جينا أنها ستكون بدون لياقة إذا لم تجب عليها، وأمامها إما ان تجاريه وتجيب باختصار على اسئلته وإلا أن تبدأ المجادلة التي ستقضي عليها.
قالت:
- منذ ثماني سنوات.
ولتتفادي هذه الذكريات المؤلمة وقفت واتجهت نحو النافذة، لكن رايدر تابع يسألها دون أن يتعاطف مع ذكرياتها المحزنة هذه وقال:
- بعت البيت وذهبت الى الجامعة.
واحتست الجرعة الخيرة من كأسها وظلت ممسكة به لتداري اتباكها ونظرت إلى ساعتها وتمنت ان يدق جاستين وبيتر على الباب الآن ويخلصانها مماهي فيه، فقد بدأ الجو بثقل بما قد يأتي.Rehnan
- المزيد من الشراب؟.
سألها رايدر وهو ينهض عن اريكته وهو يتجه نحو البار
- كلا، شكراً.
- منذ متى وأنت تعرفين جاستين؟.
شيئاً ماداخل عينيه الزرقاوين جعلاها تشعر بالتوتر، السؤال لم يكن مجرد سؤال مهذب كالأسئلة السابقة، ترددت قبل ان تقول:
- لقد التقيته بعد فترة قصيرة من حضوري إلى بورتلاند لاستلم العمل في مكتبي الحالي... لقد مثلت جاستين في اكثر من مشروع سابقة.
تقلصت عضلات فمه باستهزاء وهو يرفع كأسه إلى فمه وسألها من خلف كأسه :
- هل تعنين أن العلاقة بينكما هي علاقة عمل فقط؟.ليلاس
تحرك لسانها لتخبره أن هذا ليس من شأته لكنها أمسكت أعصابها وأصرت على الحفاظ على هدوءها وعقلانيتها حتى النهاية وحتى لا يأتي جاستين وبيتر ينقطع هذا الحديث الشخصي بينهما.
أجابت:
- أنا أراه في بعض المناسبات الاجتماعية.منتديات ليلاس
- غالباً؟. سأل وتحرك بهدوء نحوها.
رفعت ذقنها بعزة وجعلته يعرف إن ليس من حقه أن يسألها هذه الاسئلة الا انها أجابته ببرودة:
- اعتقد أن مقابلتي له لعدة مرات بالاسبوع ممكن أن تطلق عليها اسم غالباً.
التقت نظرتهما وقال:
- هل تنامين معه؟.

انفجر البركان داخلها ورفعت يدها بقوة هائلة ولم تشعر إلا بصوت الصفعة التي القت بها على وجهه، تراجعت خطوة إلى الوراء فور إدراكها لما حصل.
رايدر لم يتحرك، كان كالتمثال المنحوت من الصخر، عينه لم تكن ترمش لكنها كانت تحدق بجينا وتملأ قلبها بالرعب.
- هل هذا يعني نعم ام لا ؟.سأل بسرعة بنبرة عادية.
- هذا يعني أن هذا ليس من شأنك. ردت وهي تتنفس بسرعة.
فقال:
- انه من شأني.
ووضع كأس شرابه على الطاولة وتابع:
- لا تنسي ابداً جينا انني اعرفك واعرف اساليبك.
احست جينا اكثر من أي وقت سابق أنها لا تثق به وقالت:
- وماذا تعني هذا لي؟.
- يعني أنني اتساءل إلى أي مدى ستذهبين لتجبريني على القبول شروط جاستين.
- أجبرك!...منتديات ليلاس
تساءلت جينا بكل استغراب وتابعت :
- نحن سنتفاوض بالشروط.ليلاس
- هل سيكون الابتزاز جزءاً من التفاوض.الهجة الهازلة نخرت عظامها.
- الابتزاز.... رددت الكلمة دون وعي.
فقال:
- لا تدّعي انك لم تسمعي بهذه الكلمة من قبل!.
تهكم بوحشية وتابع:
- لقد استعملتها سابقاً، لكني احذرك إذ أنها قد تكون خطيرة ، وأنا اعتقد انك لن تجازفي بالقيام بها إلا إذا كنت متورطة جداً مع جاستين.
- الإبتزاز!.
كررت جينا الكلمة ولكن بغضب هذه المرة وسألته:
- وكيف بحق الله سأبتزك؟.
- هذا التظاهر بالبراءة لن يفيدك جينا، كنت تأملين ألا اعرف ولكن لسوء الحظ فقد عرفت.
- عرفت ماذا؟ انت تتكلم بالألغاز!.
صرخت به جينا وهي تشعر أنها هي التي وقعت في المتاهة.ريحانة
- انت محامية وهكذا فستعرفين مثلما اعرف أن انفصالنا لم يكن طلاقاً صحيحاً.
صدمتها كلماته كالرصاص وقالت:
- ماذا؟.
- كان مجرد قسم أقسمت به بالابتعاد عنك ولكن من الناحية القانونية فهو لا يحل محل الطلاق كما يعني انك مازلت زوجتي.
- كلا. منتديات ليلاس
احتجت جينا بقوة:
- هذا ليس صحيحاً! كلا! كيف ؟ ولماذا؟.
حدقت بها عينيه بنظرة مالحديد وقال:
- لأوضح لك الأمور ان اقسم أن زواجنا لا يزال سارياً حتى الآن.
ابتعدت جينا عنه وشعرت بأعصابها تكاد تتنقطع وقالت:
- لماذا؟ ماذا فعلت؟.
- كانت هذه هي الطريقة الأفضل والاسرع للإفتراق، كانت أفضل من إجراء معاملات الطلاق التي تأخذ وقتاً طويلاً لتنتهي فأنا لم ارد أن أطيل الامر وان اعطيك فرصة لتغيري رأيك وتقرري عدم الطلاق، ولم اعلم إلا لاحقاً كم كانت مراسيم الفراق باطلة.

اغلقت عينيها وهي تقول أن هذا مجرد كابوس مرعب وستستيقظ منه بعد قليل، أحست بيده القاسية تمسك بها وتديرها لتواجهه وقال بصوت كالرعد:
- هل تحاولي أن تقنعيني انك لم تكوني على علم بهذا؟.
أجابته:
- أنا لم اعلم.
وهي تشعر بأنها ممزقة بين الحيرة والغضب ولخوف واكملت:
- لم افكر.
ثم تذكرت كلماته فقالت:
- لقد ظننت انني سأبتزك بحقيقة معرفتي أن طلاقنا كان باطلاً واجعلك توافق على شروط جاستين اليس كذلك؟.
- لقد ظننت هذا نعم.ريحانة
اعترف بدون أي لمحة اعتذار في لهجته وتابع:
- انت لم تكوني فوق الشبهات فقد استعملت أسلوب الابتزاز مرة فلم لا تستعمليه ثانية؟.
- لأن. منتديات ليلاس
قالت وشعرت أن عاصفة عواطفها قد هدرت لإتهامه المذنب له:
- لأن كل مااردته هو أن الغيك من حياتي، لقد أخذت المال لأنه الشيء الوحيد الذي له قيمة عند الرجال مثلك واما اردتك أن تدفع ثمن مافعلته بي وبجدي! اردتك ان تبتعد عني إلى الابد.
وأخذت تصارع لتفلت من قبضته الممسكة بها، كادت عظامها أن تتحطم تحت وطأة أصابعه القوية وأخذت جينا تقاوم وتقاوم لتفلت من قبضة يده وكأنها حيوان بري يفضل الموت على السر.
ظل ممسكاً بها بسهولة وشد اكثر واكثر على معصمها ممازاد من احساسها بالضعف والوهن وأخذ يقربها منه وكانت شفتيه يظهران بوضوح ماكان يريد أن يفعله، سيطر الخوف على جينا وأخذت تحاول التخلص من قبضته.
قال:
- إذن انت اردتي ان تمحي كل أثر لي في حياتك؟.
هزء بها بينما كانت يده الاخرى تطوق عنقها وقال:
- إمحي إذن هذا الأثر إذا استطعت.
قوة يده ضغطت على رقبتها وأجبرتها على رفع وجهها إليه لتستقبل شفتيها غضب وفوران لهيب فمه.ليلاس
أخذ يشد كتفه الصلب بعيداً عنها لكن فمها كان محجوزاً داخل وحشية وعنف قبلته، ابتعدت اتهرب من عقابه وتأنبيه الذي ينوي أن يقوم به، ولدرجة صغيرة نجحت بالإفلات منه قليلاً وقالت:
- انا احتقرك لماتفعله الآن.
وأغضبه قدرتها حتى الآن على مقاومته فتركت أصابعه حنجرتها والتفت الى مؤخرة رقبته ويدها التي كانت تبعده عنها تراخت تحت وطأة ذراعيه القويتين اللتين شداها إليه بكل عنف وقوة، التلامس المفاجئ لجسدها بجدار صدره الصلب منع رئتيها من التنفس، وأطبق بفمه عليها مانعاً إياها من التكلم، وبدأ الدوار يسيطر عليها ويمنعها من الاستمرار بالمقاومة.
منتديات ليلاس
كان يحيط بها بذراعيه وكتفيه ويعصران جسدها الرقيق بعناقه المتوحش وشيئاً فشيئاً أخذت قبضته تخف فإحساسه بمدى رهافة وطراوة جسدها خفف من حدة لهبه وأخذت قبلته تتحول من القوة والعقاب إلى السيطرة والتمكن.منتديات ليلاس