رفعت رأسها وقالت بلهجة صارمة:
- انت مخطئ سيد أونز، اذا لا افضل أن يستخدم جاستين محامياً آخر، فأنا مؤهلة اكثر من الآخرين للتعامل معك نظراً لأني اعرفك واعرف طرقك واساليبك، وسأكون قادرة على حماية مصالح موكلي.
باستثناء التقلص البسيط لبؤبؤ عينيه لم يظهر عليه أي ردة فعل على قرارها الرافض لماقال، لكن جينا كانت واثقة أنها قد سجلت إصابة ضده.ليلاس
فوضعت حقيبتها الجلدية بهدوء على الطاولة امامهم وفتحتها وناولت كل منهم نسخة من الورق وقالت:
- سيكون من الافضل في البداية ان تحدد الأشياء التي توافق عليها سوياً.
بما أنه على علم بكل ماهو موجود في العرض الذي قدمته جينا على الورقة وإن جاستين تناول الورقة منها ثم وضعها أمامه.
أما رايدر فقد أخذ يقلب صفحات نسخته دون أن يمعن القراءة وحتى دون أن ينظر إلى الصفحة الاخيرة وقال:
- انا لا اوافق على معظم ماورد في هذا العرض .
عدت جينا للعشرة لتبقى هادئة قبل ان تقول:
- افضل أن تسمع رأي بيتر.منتديات ليلاس
بلهجة عملية فهي لا تريد أن تظهر له أي اضطراب داخلي تشعر به.
أحنى رأسه ببطء موافقاً وساد الصمت بينهم لحين انتهاء بيتر من قراءة العرض، نظرته الفاحصة كانت ترمقها بينما كانت تنتظر رد بيتر، تظاهرت جينا بأن لا وجود لرايدر ولنظرته المحدقة بها لكن عينيه كانتا تضغطان على اعصابها بشدة.
منتديات ليلاس
قال بيتر بعد قليل:
- طريقة ممتازة بالكتابة والعرض، لكن لسوء الحظ الشروط محازة جداً لمصلحة موكلك اكثر منها لمصلحتنا، بالنسبة للنقاط التي نوافق نحن وانتم عليها احب أن اغير قليلاً فقط في صياغتها.وأخذ يرمق جينا بإعجاب.
- هذا طبيعي.ريحانة
قالت جينا وأخرجت نسخة رابعة من حقيبتها ووزعت أوراق بيضاء صغيرة وأمسكت بقلمها وقالت:
- اين بالضبط تريد أن تجري التعديلات؟.
وبينما كان بيتر قد بدأ بفتح صفحات نسخته وقف رايدر فجأة دون سابق انذار وقال:
- سنبحث بيتر وأنا بهذا العرض، ونضع بعض الملاحظات، ثم سنتصل بكم لنحدد موعداً آخر.
منتديات ليلاس
كان في طريقه نحو الباب للمغادرة فنهض بيتر على عجل وأعلمهم بأن اجتماع اليوم قد انتهى ثم نظر بثقة إلى جينا فعرف من وجهها أن غضبها يكاد ينفجر ، فستأذن منهما وغادر لاحقاً برايدر.
ساد الصمت الغرفة بعد إغلاقهم للباب، حدقت جينا به وهي تفكر كم كانت غبية بعد انسحابها فهذا ماكانت تريده وماكان رايدر يريده لماذا سمحت لنفسها بالانجراف بتيار الخطر؟ حركة بسيطة خلفها ذكرتها بوجود جاستين في الغرفة وبالايضاحات التي سيطلبها منها وهي بهذه اللحظة بالذات غير مستعدة لأي شروحات.

استدارت ووضعت الأوراق داخل حقيبتها ونظرت إلى جاستسن وابتسمت قليلاً وقالت:
- لم ينتهي الاجتماع بمسودة الإتفاق، لكن رايدر يريد هذا العقار ولم يقطع كل هذا المسافة إلا ليشتريه.ليلاس
طريقتها العملية بالكلام ستفهمه أنها لا تريد أن تشرح الأمور الشخصية فأكملت: منتديات ليلاس
- اتصل بي حين يعاودون الاتصال بك.
استدارت لتغادر لكن اوقفها صوته المنخفض المتسائل :
- جينا!.
- نعم جاستين. اجابته.
- لماذا لم تخبريني انك كنت متزوجة منه؟.ريحانة
- بدا الأمر غير مهماً.
- غير مهماً.
صاح ثم تابع:
- كم من الصحة كان في كلامك البارحة عنه؟.
- كل الصحة. اجابته بصدق.
- هل هذا يعني انك كنت متزوجة منه قبل تسع سنوات؟ عندما كنت في السادسة عشر؟.
سألها ونظرات الشك تدور في عينيه.
- نعم وكلامك نفسه هو دليل كافي.ليلاس
- لكنك أنكرت انه كان حبيبك.
- أنه شخص لا يعني لي شيئاً الآن.
فالبرغم من وجودهما معاً كان يهدد بالإنفجار لكن هذا بسبب العداوة وليس بسبب الحب.
- اللعنة جينا!.
وضرب يده بشدة على خشب الطاولة وتابع:
- كان بإمكانك تحذيري وأخباري عنكما بدلاً من أن تتركيني هكذا وانا أظن أنه مجرد شاب عبثت معه أثناء الصيف منذ زمن بعيد.
- لو كنت اعلم أنه كان رئيس شركة كوفيلد كنت اخبرتك بهذا!.
صرخت جينا وقد كادت تنفجر :
- ولكنك لم تخبرني عن هذا الامر.
- لقد ظننت إنك كنت تعرفين، انا طبعاً لم اكن أنوي أن ابق الأمر سراً عنك، لا تستطعي أن تقولي نفس الشيء عن عدم اخباري عنكما.
- انا لا اقدر ظنونك واستنتاجتك.
قالت وقد شعرت أن بركان الغضب الذي كانت تخمده قد اندلع واكملت :
- ولا احب أن يمتنحني احد وكأنني في محاكمة ومتهمة بجريمة ما.ليلاس
- انت لا تلومينني لأنني شعرت بأنني كنت مخدوعاً؟.سألها.
تنفست جينا بعمق واستعادت قليلاً من هدوءها وقالت:
- اذا كنت تفضل أن تستخدم محامياً آخر فانا لا امانع جاستين.
وخرجت من الباب ولم يحاول ايقافها.
الشركة القانونية التي كانت جينا تعمل لحسابها كانت تبعد مسافة قصيرة عن مكتب جاستين، وقد نفعها المشي في الهواء الطلق وساعدها على استعادة هدوءها واسترخائها.
منتديات ليلاس
كان مكتبها في الطابق الثالث وكانت قد بدأت تكون إسماً لها في مجال العقارات وامورها القانونية وحين وصلت أخبروها أن جاستين طلب مكالمتها، فاتصلت به وهي تتوقع أنه سيخبرها باستخدام محامياً جديداً لكنها تفاجأت حين أخبرها أنه هي من ستبقى محاميته، كان هذا إنتصاراً لها ولكفأتها، فشكرته جينا واقفلت الخط.

بعد يومين استلمت جينا مغلفاً من السيد آنسن ورايدر أونز، كانت على وشك الانتهاء من قراءته حين اتصل جاستين بها وأخبرها أن بيتر ورايدر سيجتمعان بهما مساء اليوم التالي.Rehana
وأخبرته جينا عن المغلف الذي وصلها محتوياً على عرض رايدر وقالت:
- إذا كان رايدر يعتقد أن عرضنا غير مقبول فإن عرضه هو سخيفاً وغير معقول.
أجابها: منتديات ليلاس
- لا شك عندي أنه سيكون بيننا صراع قبل أن نصل إلى مبتغانا من هذه المناقصة.
فقال له:
- ولن يصل رايدر ايضاً إلى مبتغاه فلا تخف.
كان عرضه المقابل هو موضوع المناقشة في الاجتماع في اليوم التالي، وقد تجاهلته جينا تماماً وهي تتناقش مع بيتر حول بعض نقاط الخلاف البسيطة بينهما والتي ممكن ان تحل بسهولة وتدخل رايدر وأخذوا يتناقشون بشدة حول النقاط المهمة والاساسية .
زمت جينا بقلمها على الأوراق أمامها وقالت:
- هذه الضمانات التي تطلبون من جاستين أن يؤمنها ، هي مستحيلة ومبالغ بها، وكنتما تعرفان بالشروط القاسية التي يفرضها علينا ممولون الجنوب، ولا تستطيعوا أن تطلبوا منه أن يؤمن على هذا الأمر .
- انا اقدر وسأفعل. كان صوته قاسياً وصارماً.
وبدأ فتيل طويل بالاشتعال قالت جينا:
- هل تستطيع أن تضمن أنه بعد هذه المفاوضات انا وانت لن نلتقي ثانية ابداً؟.
ونظرت اليه متحدية وتابعت:
- لأنه إذا استطعت سأجعل جاستين يوافق على شروطك.
وتصلب وجهه البرونزي وقال:
- لم اظن انك ستبقي الامور الشخصية بعيدة عن هذه المناقشات آنسة غانيس.
قال بلهجة متوحشة مكبوتة.ليلاس
تصلبت جينا وشعرت باصفرار أمام تلمحياته الخبيثة وكاد الفتيل المشتعل أن يحرق تمالكها لأعصابها إلا أنها وبهدوء لملمت أوراقها وضعتهم في حقيبتها واغلقتها وقالت :
- انا أضيع وقتي هنا، فمن غير المجدي أن اجلس هنا واتجادل معكم بينما عندي عمل في المكتب.
ووقفت عن كرسيها وتابعت موجهة الحديث إلى بيتر:
- عندما يصبح موكلك منطقياً ويقلل من شروطاته المستحيلة قد نتمكن من متابعة محادثاتنا.
ونظرت باتجاه جاستين الذي كان مبهوراً وغير واثق :
- سأتصل بك لاحقاً.ريحانة
لم توجه ولا كلمة لرايدر وخرجت من الغرفة دون أن تنظر إليه توقفت قليلاً لتخبر سكرتيرة جاستين أن تتصل بمكتبها وتخبرهم أنها لن تعود بعد الظهر ثم غادرت لمبنى.
منتديات ليلاس
كانت سيارتها متوقفة في المرآب تحت مكتب جاستين ولم تتذكر هذا ألا بعد أن كانت قد قطعت مسافة باتجاه شقتها فقررت أن تتركها هناك حتى الصباح وإلا تعود أدراجها فالمسافة قد اصبحت قريبة جداً من شقتها.

وصلت الشقة وأحست بالإرهاق والتعب لحظة ان اغلقت الباب على نفسها، قررت أن تأخذ حماماً دافئاً وأن تتناول العشاء لتعوض عن الجهد الذي بذلته اليوم.
بدأت تخلع ثيابها وتستعد للحمام حيث سمعت صوت جرس الهاتف، ظنت أنه جاستين أو أحد صديقاتها فلم ترد أن تحدث أي كان، فدخلت الحمام وصوت الهاتف يلاحقها، استحمت ثم خرجت وأعدت لنفسها كوباً من الحليب وعاد صوت جرس الهاتف يرن فلم ترفعه إلا بعد فترة طويلة بعد أن تأكدت أن المتحدث مصراً على التحدث معها.
منتديات ليلاس
- انا رايدر. ليلاس
جاءها صوته من الطرف الآخر، ارادت أن تغلق السماعة فوراً بوجهه لكنها لم تفعل وسألته ببرود:
- نعم ماذا تريد؟.
- إذا قد عدت إلى طبيعتك وهدأت أعصابك فأنا اريد أن ارتب موعداً لنا الليلة. قال بجفاف.
- انا محامية وليست طبيبة، انا أعمل طوال الوقت وفي ساعات المساء إذا اردت أن تقوم بإجتماع فأتصل بجاستين وحدداه ليوم غد.
- هناك عقار آخر استطيع أن اشتريه، ليس مثالياً كعقار جاستين لكنه أرخص ومناسب لي اكثر، وانت إما أن توافقي على موعد الليلة أو الغي الصفقة كلها.
- لا تهددني رايدر. قالت بغضب.
أجابها:
- لكنني اهددك، وبما انك انت التي تركت الجلسة البارحة فلن تستطيعي ان تتغيبي عن جلسة اليوم ايضاً وإلا فانك ستواجهين صعوبة مع جاستين الذي سيعتقد انك تخلطين العمل بالأمور الشخصية.ليلاس
توقف قليلاً ثم تابع :
- سيستفيد جاستين كثيراً من صفقة اليوم ولن يكون مسروراً إذا خسرها أو إذا ادرك انك انت السبب بإفساد هذه الصفقة.
- وطبعاً ستجعله يعرف انك كنت مستعداً لتنازل لو اننا باشرنا هذه الصفقة ولو اننا تلاقينا في منتصف الطريق.
وظهرت السخرية بصوتها وهي تكمل:
- ستخبره حتى لو كان كل ماتقوله كذباً في كذب.
- لكن كلاهما لن يعرفان إذا كنت اكذب فعلاً. أجابها رايدر.
- في أي وقت. سألته معلنة موافقتها بتردد.ليلاس
- السابعة والنصف.
نظرت إلى معصمها لتعرف كم الساعة الآن لكن ساعتها لم تكن هناك، فسألته: منتديات ليلاس
- كم الساعة الآن؟.
- إنها السادسة إلا ربعاً، وبما أن الوقت هو خارج أوقات العمل فسنجر الإجتماع في شقتي.
توقف قليلاً ثم تابع:
- إلا اذا عندك مانع.
جزءاً منها كان يمانع بشدة، ولكن اذا اعترفت بهذا فستكون كأنها تعترف بأن عواطفها الشخصية تتدخل في شؤون عملها ولم ترد أن تعطيه هذا الاكتفاء.
فقالت:
- ولماذا أمانع؟ ماهو العنوان؟.
أخذت العنوان وسجلته عندها ثم اغلقت سماعة الهاتف صوتاً ما بداخلها كان يخبرها أنها تخطو في الطريق الخطر لكن الأوان قد فات الآن للإنسحاب ولهذا فقد جهزت لنفسها عشاءاً سريعاً وتناولته قبل أن تفقد شهيتها.