- ولا اعتقد انك قد اغويتها بطريقة ما ودعوتها لمطارحة الغرام؟ سأل الجد.
تردد رايدر هذه المرة قليلاً وقال:
- أظن انني قد المحت بهذا ..نعم.
- هل تريد أن تقنعني أن فتاة مثلها تركض إليك وتطلب منك هذا لأنك قبلتها مجرد قبلة، ألن تقوم بشيء اكثر من هذا؟.
صمت رايدر ثم قال بعد فترة :
- اعتقد انني قد تخطيت حدودي مرة أو مرتين..انا آسف..لكن بعض اللوم يقع عليّ انا ايضاً.ليلاس
يبدو ان جدها ارتاح قليلاً لدى اعتراف رايدر بأنه مسؤولاً عن تصرفها هذا، وعادت نوبة البكاء تسيطر عليها فأخذت تنتحب ونهر دموعها ينساب ولم تعد تسمع ما يتحدث الرجلان عنها وتمنت لو تنام ولا تستيقظ ابداً. منتديات ليلاس
سمعت فجأة صوت رايدر يصرخ:
- لكن هذا مستحيل! لا تستطيع ان تطلب مني شيئاً كهذا.Rehana
وعادت اصواتهم اتخفت وكانت جينا قد وصلت إلى الذروة من التعب والإرهاق و التعاسة، فلم تشعر إلا بنفسها نائمة ولم تعد تشعر بشيء.
ايقظها صوت دقة على الباب ففتحت عينيها وحين ادركت أنها تنام عارية عاد كابوس البارحة ليجثو أمامها فشدت الأغطية جيداً عليها وقرع الباب مرة اخرى ورأت وجه جدها يبتسم بحنان ويقول:
- صباح الخير جينا، لقد احضرت لك الفطور إلى السرير.
- شكراً لكني لا اريد أن اكل شيئاً.
منتديات ليلاس
وضع جدها الصينية جانباً واقترب ليجلس قربها وهو ينظر إلى عينيها المنتخفة من كثرة البكاء وقال:
- لابأس يا حبيبتي سيكون كل شيء على مايرام.ليلاس
- هذا غير صحيح جدي، لقد.. احرجتك وأذللت نفسي وتصرفت بغباء ورعونة اتمنى لو اموت وأريحك مني حقاً.
ربت جدها على رأسها وقال:
- لابأس جينا، انا افهم لقد ذهبت إلى عنده لأنك تحبينه اليس كذلك؟.
هزت جينا رأسها علامة الإيجاب بالرغم من أنها تشعر الآن أنها تكرهه وتكره نفسها.
فتابع جدها :
- أن الإنسان يتصرف بطريقة غريبة حين يحب والأشياء التي يقوم بها بسبب الحب هي ليست أشياء مهينة ومشينة هذا لا يعني أنني موافق على تصرفك لكن اريدك ان تعرفي انني موافق على تصرفك لكن اريدك ان تعرفي انني افهم مافعلت.
- أنت لاتفهم .ريحانة
قالت بصوت مجروح:
- انا لا استطيع ان اواجه اي احد الآن.
- بل تستطعين!..ستغيرين رأيك بهذا بعد أن تتزوجي انت ورايدر...
- نتزوج....
صرخت جينا برعب:
- لكني لن اتزوج رايدر.
- بلى ، ستفعلين.
قال جدها بلهجة محذرة:
- لقد تدبرنا امر كل شيء ليلة البارحة، ولكن اخشى ان الوقت قصير وأنه لن نتمكن من القيام بالاحتفالات المناسبة.

- لكن... لكن رايدر لا يريدني.
- بلى لقد وافق على الزواج منك.قال جدها بحزم.
- حسناً! لكني لن اتزوجه.ليلاس
- جينا يجب ان تتزوجيه. قال بلهجة خطرة.
- ولكن لماذا؟ لماذا يجب ان اتزوجه. سألته باستفسار.
- ألا تظن ان احداً قد رأك البارحة وانت تخرجين من عنده شبه عارية وتركضين تحت الشتاء؟.منتديات ليلاس
- بعض الاصحاب الذي تبرعوا بنقل الخبر لي هذا الصباح في حال لم اكن اعرف وانت تعلمين كيف هي حياتنا هنا، لن يتركوك بحالك ايتها الصغيرة. منتديات ليلاس
- ولكن.. لم يحصل شيء بيننا.
قالت بصوت منخفض:
- انا اعلم لكن الأخرين لا يحبون ان يقولوا هذا بل سيجدون الأمر مسلياً اكثر إذا كان العكس وسيكون موضوعاً جيداً لثرثراتهم وتهكمهم.ليلاس
أحنت جينا رأسها بيأس وإحباط فأهل البلدة معروفون وحادثة كهذه لن تمر بسلام بمجتمعهم الضيق هذا، هذا ليس عدلاً فكرت أن يتحدث الجميع عنها السوء ام لا يهمها ولكن ان يتكلموا عن جدها بالسوء ايضاً هذا مالا تستطيع ان تتحمله، لابد أن هناك طريقة للخروج من هذا المأزق غير زواجها من رايدر، فهي تكرهه بعد الطريقة التي أذلها بها لن تستطيع أن تتزوجه لابد من وجود طريقة أخرى.
- ماذا لو ننتقل من هنا؟ سألت جدها.
- ننتقل؟
يبدو ان جدها قد ذهل من مجرد طرحها للفكرة فعادت وقالت:
- اعتقد اننا لا نستطيع.ليلاس
وشعرت أنه من غير الممكن ان يترك جدها بيته الذي قضى فيه ايامه من زوجته وأولاده وأن يترك اصدقائه وعمله وحياته كلها.
- لن اتزوجه. قالت بعناد.
- لقد تم ترتيب كل شيء، واذا كان الجميع سينظرحين يروك قد اصبحت بدينة فأنت ستتزوجين قبل ان يحصل هذا.
- لكنني لست حامل.
رفع جدها حاجبيه ليفهمها ان احداً لن يصدق هذا فأخفت وجهها وهي تدرك أن مايقوله صحيح.ريحانة
لم تر جينا رايدر إلا وقت الاحتفال، كان يقف بجانبها وقد تحاشى النظر اليها كان يؤدى قسمه بهدوء وبدون أي عاطفة وحين أعلنهما الكاهن زوج وزوجة قبلها ببرود على شفتيها.
ظل واقفاً جانبها وهم يتقبلون التهاني ثم غادروا الكنيسة والكل يرش عليهم الأرز والورود.
منتديات ليلاس
كانا قد ابتعدا في السيارة عن الكنيسة وأخذ رايدر ينفض حبات الارز عن كتفه وجينا تزيل آخر حبة من شعرها وتلعب بها بين اصابعها، كان الصمت مطبقاً بينهم وتساءلت جينا فقد أخبرها جدها أن رايدر أبدى رغبته بالزواج منها لكنه لم يظهر أي من هذه الرغبة حتى الآن.

قالت: هذا شيء مستحيل.ليلاس
حدجها بنظرة للحظة وظلت تعابيره دون معنى وقال:
- ماهو؟!!.
فمها كان متصلباً واعصابها متوترة وقالت:
- كل هذا ..لماذا نحن ذاهبان إلى فندق على كل حال؟.
- انها ليلة زفافنا، هل نسيت؟.
خلف جفاف لهجته كان هناك شيء مخبأ.
- كيف لي أن أنس؟.
تنفست بصعوبة وأكملت:
- تستطيع أن تذهب إلى قاربك بدلاً من الذهاب إلى الفندق.
- يريد جدك أن يكون لك شهر عسل مناسب. وابتسم قليلاً باستهزاء.
- انا لا اهتم لهذا.ليلاس
- ولا انا ايضاً. اجابها.
- إذن فلماذا نستمر بهذه اللعبة؟
سألته بنظرة باردة ، كان وجهه يبدو كالنحاس بتقاطعيه الدقيقة والواثقة، هذا الشخص المثالي كان زوجها واصابتها القشعريرة عندما وصلت إلى هذه النقطة.
- لجدك طريقته بالوصول إلى مايريد.
قال وقد تصلب فكه مع ان لهجته كانت عادية.
- يبدو وكأنك تخاف منه. قالت جينا.
حدجها بنظرة جامدة وباردة قبل ان يعادو النظر إلى الطريق امامه وقال: منتديات ليلاس
- انه رجل ذو سلطة.
حركت جينا برأسها وقد استشفت نوعاً من الإهانة في قوله هذا وقالت:
- لماذا تقول هذا؟.ليلاس
- لقد تدبر امر الزواج اليس كذلك؟.سألها بتهكم.
- نعم.
قالت جينا ثم تابعت :
- كان يريد أن ينقذ سمعتي، فهذا يعني الكثير له، اكثر مما يعني لي، ولهذا السبب فقط انا تزوجتك.
- وانا تزوجتك لنفس السبب.
قال رايدر بتهكم جارح:
- لأنقذ سمعتي.
- هذه نكتة.
قال جينا ضاحكة:
-فالرجل بإمكانه القيام بأي شيء دون أن يخاف على سمعته، يستطيع القيام بأي شيء دون أن يخاف على سمعته، يستطيع القيام بأي شيء، اما الفتاة فهي سرعان ماتحمل وهكذا تدفع نفسها بالخطئية، هذا ليس عادلاً. منتديات ليلاس
- لا شيء في الحياة عادلاً.
قال بجفاف:
- هذا شيء ستعرفينه حين تكبرين.
- هلا توقفت عن معاملتي وكأني رخيصة.
صرخت جينا واكملت:
- فأنا الآن زوجتك.
- انا لم انس هذا.
ونظر اليها بقسوة وبرود وقال:
- السيدة اونز.ليلاس
وفجأة شعرت جينا بالخوف فهي لا تعرف شيئاً عن الرجل الجالس بقربها، فهي لا تعلم إن كان عنده عائلة، هل هي وظيفة لا تعرف شيئاً، جلست في كرسيها ترتجف ونظرت امامها وقالت:
- هل.. هل والديك يعرفون عني؟.
- ليس بعد. اجاب باختصار.

ورأت أمامها إشارة الفندق واستدار رايدر بالسيارة قبل ان يوقفها امام الباب ، نزل وفتح الباب وامسك بيدها لتخرج، كانت يده ليست حنونة و لامحبة، بل ضاغطة ولاسعة على رسغها وتمنعها من التحرك بحرية، شعرت بالاضطراب حين مضى الحجز بإسم السيد والسيدة اونز وسأله الموظف:
- جناح شهر العسل؟.
نظر رايدر إلى وجه جينا التي اعتلته الحمرة الشديدة وقال بإبتسامة خبيثة:
- وغير هذا؟.
تناول احد الحمالين حقيبتهم الخفيفة وفرح حين ناوله رايدر بقشيشاً سخياً.
تجاهلت جينا النظر إلى السرير الفاخر الموجود في منتصف الغرفة وتوجهت نحو الشباك، نظرت بعيداً كان الصعب عليها تحمل نظرات من تعرفهم وكأنهم يتهمونها بشيء ماكان وجهها شاحباً وكان رايدر يحدق بها وسألها :
- هل تناولت شيئاً منذ الصباح؟.ليلاس
بدا صوته كأنه والد يخاطب ابنته فصكت جينا على اسنانها وقالت:
-القليل، أعصاب العروس كما تعلم.قالت بتهكم واضح.
- هل تحبين أن نذهب إلى المطعم ام نطلب طعاماً هنا إلى الغرفة؟.
تجنبت جينا رؤية أحد من رواد الفندق وقالت :
- نحضر الطعام إلى هنا لو سمحت. منتديات ليلاس
ثم تابعت:
- ولنحضر الكثير من المشروب من فضلك فأنا أشعر بحاجة للشراب اليوم.
- لا تحاولي أن تكوني عصرية جينا، فأنت لن تتحملي الشراب.
التوتر قرص أحشاءها واستدارت لتتحاشى نظرات عينيه الزرقاوين الحادتين ورفعت ذقنها بكبرياء وقالت له:
- هل تخجل بي يارايدر؟.ليلاس
نظر اليها باستغراب قال:
- ماالذي اوحى لك بهذه الفكرة؟.
لم تتوقع أن يجيبها بهذا السؤال بل توقعت أن يغضب أو يثور لكنها قالت:
- لأنك لم تخبر أهلك عني بعد.
- سأخبرهم لاحقاً بطريقتي الخاصة، فمايهم الآن اننا قد تزوجنا، اليس هذا مااردته؟.
- ليس هذا مااردته؟.قالت.
- انت على حق فما اردته هو ممارسة الحب كتجربة من المؤسف انك لم تفكري بعواقب هروبك من القارب بتلك الطريقة وإلا لما كنت الآن تتحملين ماحصل ولما كان اي وواحد منا في هذه الفوضى.
تجمعت الدموع في عينيها فهي لا تحتاج له ليخبرها ان تصرفها الأرعن هو الذي أوقعها بما هم الآن عادت لتنظر خارجاً لكي لا تدعه يرى دموعها، رمى نحوها قائمة الطعام وقال دون اكتراث :
- ماذا تختاري للعشاء؟.
أجابته: منتديات ليلاس
- اطلب اي شيء فأنا لا اهتم.
- حسناً سأطلب انا عنك وانت اغتسلي لتشعري بالنشاط.
التمعت عيناها الخضراوين وهي تنظر نحوه بغضب وقالت:
-ولم لا تطلب مني ان اغسل يدي قبل الطعام كأي فتاة صغيرة جيدة؟.

- هذا يكفي جينا. وجاء صوته كلسعة السوط.Rehana
- ماالامر؟.
قالت بجنون دون أن تعي ماسيحصل:
- هل تخشى ان اتصرف بشكل هستيري؟.
- لن اكون مندهشاً.ليلاس
قال بجمود وتابع:
- فقد استعملت كل حيلة ممكنة إلا هذه.
-إن هذا يدعو للضحك . صرخت بإزدراء.
تنهد بصوت مسموع وقال:
- انا لن اجادلك جينا.
- حسناً اليس هذا رائعاً؟ليلاس
قالت بتهكم واستهزاء :
- لي الحق بأن اكون غاضبة فبالنهاية انت من ورطنا بهذا الأمر.
- انت وهروبك الأسطوري من القارب وسط الشوراع تحت المطر لا دخل له بالموضوع اليس كذلك؟.
منتديات ليلاس
كان الشرر يتطاير من عينيه وقسمات وجهه متصلبة وحجرية.
- انت الذي أصر ببطولة على الزواج مني.
قالت بتحدي ورأت ضوءاً غريباً يلمع في عينيه وتابعت:
- لقد اخبرني جدي انك اردت الزواج مني.
ظهرت العجرقة على كل قسماته وقالت:
- هوفعل هكذا؟
بلعت جينا بريقها وكبريائها ابقى رأسها عالياً وهي تسأله:
- هل اردت انت هذا؟.
سألته بصوت منخفض وهي تخشى جوابه.
- كلا.ليلاس
لم يكن هناك اي عاطفة في صوته وأكمل:
- لكن هذا غير مهم الآن، فقد تزوجنا وانتهى الأمر.
صمت وتركها غارقة في اللاشيء.
- سأطلب لك الغداء الآن.
دخلت الحمام وأخذت تفرك جسدها بقوة وهي تتناوبها مشاعر مختلفة متناقضة فما الذي سيحصل الآن؟
عندما رجعت وجدت أن رايدر قد خلع جاكيته وربطة عنقه ورفع اكمامه وكان قميصه مفتوحاً عند الصدر، لم يطلب رايدر لنفسه الطعام بل طلب لها فقط فأكلت طعامها دون لذة وراقبته وهو يشرب مشروبه بصمته.Rehana
- انتهيت؟ سألها اخيراً.
- نعم. قالت له وقد نظرت إليه بنظرة متحدية.
تصلب فكه وهو يقول:
- انا لن اطلب منك ان تغسلي الأطباق.
- هذا جيد. منتديات ليلاس
قالت له بحدة:
- لأني لن اقوم بهذا.
- كنت اتمنى ان يحسن الطعام من موقفك.
ووقف بعدم صبر واتجه نحو البار الصغير ليملأ كأسه بالشراب؟.
وقبضت عينيه الزرقاوين على عينيها الزمردية ثم أفلتها وشرب من كأسه :
- لربما انت على حق.ليلاس
قال رايدر وهو يرفع كأسه بحركة مسرحية وتابع:
- لربما يجب في هذه الليلة أن اكون سكراناً.
وتسارع نبضها حين رأته يقترب منها ، بدون الجاكيت وربطة العنق وبمقيصه المفتوح عن الصدر بدا الرجل الذي أحبته، وخدر الألم مفاصلها ونظرت محوه وقالت:
- سأنضم لك قرب البار.