لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-10, 05:24 AM   المشاركة رقم: 106
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184314
المشاركات: 194
الجنس أنثى
معدل التقييم: samahss عضو على طريق الابداعsamahss عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 185

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
samahss غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the chandlier المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الروايه جميله جدا لاتتاخرى فى التكمله

 
 

 

عرض البوم صور samahss   رد مع اقتباس
قديم 19-09-10, 03:49 AM   المشاركة رقم: 107
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 19563
المشاركات: 141
الجنس أنثى
معدل التقييم: بياض الثلج عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بياض الثلج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the chandlier المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يسلموووو يا عسل
متى بتكملي الرواية رووووعة
والله يعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور بياض الثلج   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 07:43 PM   المشاركة رقم: 108
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 175403
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: مهندسة الرى عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مهندسة الرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the chandlier المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حبيبتى ان كنت لن تكملى الرواية قولى لنا حتى لا نتعلق بها ونقعد ننتظرها!!!

 
 

 

عرض البوم صور مهندسة الرى   رد مع اقتباس
قديم 24-09-10, 02:32 AM   المشاركة رقم: 109
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 183581
المشاركات: 298
الجنس أنثى
معدل التقييم: ربي اسالك الجنة عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 81

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ربي اسالك الجنة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the chandlier المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حبيبتي الرواية اكثر من روعه واتمنى من كل قلبي انك ماتطولين عليناوالله يعطيكي العافيه على ها المجهود 0

 
 

 

عرض البوم صور ربي اسالك الجنة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 10:51 PM   المشاركة رقم: 110
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159009
المشاركات: 176
الجنس أنثى
معدل التقييم: the chandlier عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
the chandlier غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : the chandlier المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تــــــــــــــــــــاااااااااااااااااابع

وقفت تضع فنجان القهوة بحذر على المنضدة فيما همس لا صوت صوت داخلي صغير داخلي : اهدئي . . ابقي هادئة . . انظري الي الصور ، تفحصيها بدقة ، تفحصتها بدقة ، ولاتقولي شيئاً قبل ان تنتهي .
ببطء متعمد ، فتحت المغلف واخرجت الصور ثم وضعتها على المائدة كل على حدة الي ان وضلت الي الست الأخيرة منها .
وكما توقعت ، كان هناك لقطات ماخوذة للفندق من الخارج ، ومنظر لقسم الإستقبال ، مع صور واضحة لكاميل وهي تأخذ مفتاح غرفتها ، وللردهة رقما على الباب . وميغيل يخرج من الغرفة ذاتها ، والصورتان الأخيرتان تظهران كاميل نفسها في وضعيات مختلفة بين اغطية مجعدة ، وهي تبدو مكتفية حالمة ، وغرية بشكل لا يصدق .
أول رغبة تملكت هانا هي ان تمزق الصور وترميها في سلة المهملات . . وأحست بالدوار وهي تنظر اليها . شعرت انها مريضة فعلاُ لتخيلها ميغيل وهو يسعد امرأة أخرى ، وحتى ولو لم يحدث هذا ، فالفكرة وحدها كافية لقتلها .
- انظري الي التاريخ .
اخترق صوت ميغيل الفراغ الذي لف افكارها ، فهزت رأسها . لكن الصوت الأجش بدا كالحرير المطعم بالفولاذ الحاد وهو يقول :
-بربك . . انظري .
انه تاريخ اليوم .. اليوم ؟ لكن . .
أكمل ميغيل بعناد : ( كنت هنا ليلة أمس . . معك ).
وهذا برهان لا يدحض . . وقالت هانا مبتسمة : ( هكذا أفضل . . وإلا لقتلتك او أسوأ ).
بدا متسلياً بشكل غامض : (إذن ، من حسن حظي ان معي شاهد على مكان وجودي مساء الاثنين).
-ارجو ان يكون موثوقا به .
-انه كذلك ، ولسوف يؤكده لك اليخاندرو .
واصبح صوته قاسيا ، وتعبير وجهه لا يلين حين اضاف : ( سأرسل الي كاميل إنذاراً مؤقتاً . . فإذا تجاهلته سأقاضيها بتهمة الإزعاج المتكرر ).
صمت قليلاً ثم تابع : ( ثم هناك غثبات علمي بالنسبة لتعديل الصور ).
ونظر اليها بحدة : ( لو تصرفت بحكمة ، فستستقل أول طائرة عائدة الي وترحل من هنا ).
وستعود حياتهما الي طبيعتها . . حتى المرة القادمة . . ومع ان نساء كثيرات يرغبن بميغيل إلا ان أي واحدة منهن لم تتصرف بهذا الشكل غير العادي كما فعلت كاميل . . هل هذه المرأة مهووسة ؟ سارقة رجال متمرسة تأخذ كفايتها من التسلية بالناس ولعب لعبة شريرة ؟
وجعل هذا هانا تحب التملك بقوة . . متمكلة في ما يتعلق بميغيل ، وزواجها ، وبيتها . . وأي شيء تقدسه .
لكن بضعة اسئلة حيرتها وارتجفت للفكار الغربية التي تراودها ، وأحست بالقهر لفكرة ان خطة كاميل كادت تنجح .
لا تخوضي في هذا . . حذرت نفسها بصمت . فالشراكة ، والزواج ، يجب ان يبنيا على الثقة ، فلا اساس للزواج .
اخذت فنجان قهوتها مجدداً وارتشفت منه ، ليخفف توترها بالتدريج .
منذ بضعة اسابيع لم تكن تعرف بوجود كاميل دالفور ، ومع ذلك ، وفي الأسبوع المنصرم تمكنت المرأة الفرنسية من زرع الفوضي في حياتها .
يمكن لميغيل ان يتخذ الإجراء الذي يريده ، لكنها تنوي التخطيط لاستراتيجية خاصة بها .
بحركة متهورة ، ابتلعت ما تبيقي من قهوتها ، ثم اعادت الفنجان الي المنضدة ، وقالت : ( أشعر برغبة في السياحة قبل العشاء ).
تركها ميغيل تذهب ، وحين أغلقت الباب خلفها ، أعاد الصور إلي المغلف ووضعها في الخزنة . بعدئذ التقط الهاتف وطلب رقم محاميه . .
خلعت هانا ثيابها وارتدت ثوب السباحة مذهل بون بحري قاتم ، مكون من قطعة واحدة ، ثم رفعت شعرها ، وتناولت منشفة ونزلت السلم بخفة .
بدت البركة مغرية ، والمياه صافية لماعة تحت أشعة شمس السماء الغاربة ، وكانت حرارة النهار قد تلاشت تقريباً . وغطست بنعومة في الجانب العميق من البركة ، وحين برزت الي السطح ضربت الماء بيديها ضربات متكاسلة ، ضربة ثم اخرى ، الي ان عدت الي الخمسين ، ثم انقلبت على ظهرها وبقيت عائمة بسعادة فوق المياه الصافية .
كانت تشعر بالشمس على وجهها وأطرافها ، واغمضت عينيها ، لتضع في التفكير متأمل .
سرعان ما ستضطر للخروج من الماء ، والصعود الي غرفتها ، لتستحم وتغير ثيابها استعداداً للعشاء . . لكنها الآن ، ستستمتعبالهدوء والعزلة .
بعد خمس دقائق ، انقلبت على بطنها بحركة سريعة ، واتجهت الي حافة البركة .
الاستراتيجية التى فكرت فيها ، تجسدت لديها وهي تستحم ، جففت شعرها وارتدت تنورة مقلمة وقميصاً . . ووضعت أقل قدر ممكن من الزينة ، ولمسة أحمر شفاة ، وأصبحت جاهزة .
كان موعد العشاء في الساعة السادسة والنصف ، فألقت نظرة سريعة على ساعتها لتكتشف ان لديها خمس دقائق فقط لتضع خطتها قيد التنفيذ .
وبدلاً من استخدام خط المنزل الهاتفي ، اخرجت هاتفها الخلوي ، وضغطت ارقاماً عدة .
-غرازيلا ؟
وتبادلت معها التحيات ، ثم دخلت في صلب الموضوع : ( هل استطيع ان اكلم كاميل ، إذا كانت موجودة ؟)
وإندهشت كاميل لهوية المتكلم ، إلا انها لم تظهر دهشتها : ( هانا . . كم هذا فانت عزيزتي ).
وكانت لهجتها مزيفة تماماً .
-دعينا نتناول الغداء معا يوم غد .
وسمت مطعماً في المدينة يقع على مسافة قريبة من المحل ، ثم أضافت : ( في الساعة الواحدة كوني هناك ).
وقطعت المكالمة ، قبل ان تتاح الفرصة لكاميل ان تقول أي كلمة اخرى .
كان العشاء مكوناً من وجبة بسيطة من الدجاج المقدم مع الأرز والسلطة اللذيذة وفاكهة طازجة ، وشربت هانا الليمونادة ، وأعجبتها شهية ميغيل بينما راحت هي تتلاعب بالطعام في صحنها ز
-الستِ جائعة ؟
التقت نظرة ميغيل الثابتة وهزت كتفيها قبل ان تجيب : ( احضرت لي زبونة طبقاً كبيراً من العنب الطازج والبسكويت والجبن . . وأكلنا ، أنا وإليان طوالا بعد الظهر ).
-هل نسيت ان لدينا تذكرتين لحفل افتتاح مسرحية ( دايفد ويليلمسون ) الجديدة الليلة القادمة ؟
بقد كانت مشغولة التفكير بكاميل . . ولم تراجع مفكرتها الإجتماعية منذ أيام .
- لا . . بالطبع لم أنس .
قال ميغيل بينما دفعت هانا طبقها جانباً : ( لدي بعض العمل في المكتب لمدة ساعة تقريباً ).
-وأنا أيضاً .
فواتير آخر الشهر ، إيصالات بضاعة ، كما تحتاج الي تفحيص كتيبات الموضة من عدة بيوتات أزياء ، واكملت : ( يجب أن أبدأ بها ).
قال وهو يقف : ( ضعي الصحون في غسالة الصحون . . وسأحضر القهوة ).
أراد جزء منها الإحساس بلمسته ، ودفء ذراعيه وهما يلتفان حولها . . هل لطمأنتها ؟ لن يفيدها ات تشعر بمثل هذه الحاجة . مع ذلك ، فهما متزوجان ، ويربطهما عهد . . وماهو الشيء الطبيعي أكثر من التقدم اليه ، ولف ذراعيها حول عنقه وجذب رأسه الي رأسها ؟
لن تستطيع هذا . ليس هنا ، وليس الآن . كاميل تقف بينهما مثل الشبح ، وجود حي يتنفس ، يبدو وكأنه يستنفد دفئها الطبيعي ومرحها العفوي .
حين انتهت من تحضير القهوة ، صبتها في فنجانين وحملت فنجانها الي الغرفة المريحة المحاذية لمكتب ميغيل . لم تكن الغرفة كبيرة مثل غرفتهخ ، ولكنها أثثت بمنضدة أثرية ، ورفوف كتب ، وخزانة ملفات ، ومنضدة كتابة .
ولساعتين متتاليتين عملت بجهد ، وبعد ان انهت عملها ، أرسلت بضع رسائل الكترونية لأصدقائها .
-ألم تنتهي بعد ؟
رفعت هانا راسها لتري جسم ميغيل الطويل المستند الي إطار الباب . كان قد فتح ازرار كمي قميصه ، ورفعهما الي أعيمرفقيه . والأزرار القليلة في أعلى القميص كانت مفتوحة ، وبدا وكانه مرر أصابعه على شعره أكثر من مرة .
-خمس دقائق .
-هل ترغبين في مشاهدة فيلم تلفزيوني ؟
-ولم لا ؟
-هزلي ؟ أم حركة ؟ أم دراما ؟
حركت انفها وابتسمت له : (فاجئني ).
حين دخلت غرفة التسلية ، وجدته ممدداً على أريكة جلدية . وكان أمامه رزمة بسكويت هش غير مفتوحة ، فيما الأنوار معتمة ،وشاشة التلفزيون تعرض بعض الخبار السريعة قبل الفيلم .
افسح لها مكاناً الي جانبه ، ومد لها يده يدعوها اليه . كانت عيناه قاتمتين ، وفمه يلتوي بابتسامة شهية : ( تعالي هنا ).
تمتمت وهي تقطع الغرفة : ( يبدو لي هذه دعوة ).
-وهل أنت بحاجة لدعوة .
أشارت الي سطل الثلج والعصير : ( هل نحتفل بشيء ؟)
امسك يدها وجذبها اليه ، قائلاً :
-السلام .
أخذت رشف من العصير ، وراقبها لوهي تفعل مثله . . ثم أخذ الكأس من يدها وأعطاها كأسه .
كانت هذه ايماءة مثيرة متعمدة . . وبقيت تحدق فيه لبضع ثوان ، وهي تعي جيداً التجاذب الكيميائي بينهما .
انطلقت النار المستعرة في شرايينها . . لتوقظ أعصابها كلها .
بجهد كبير ابعدت نظرها عنه ، ونظرت من دون ان ترى التلفزيون ، محاولة ان تركز على الصور الملونة مع بدء عرض الفيلم .
شربت ما في كاسها ببطء وهي تشعر بتغيير في جسم ميغيل بعد ان وضع ذراعه على ظهر الأريكة ، على مقربة من كتفها ز
كان الفيلم يدور حول علاقة غرامية ، والتمثيل رائعاً ، وقد نال جائزة أوسكار لدوريهما إن لم تخنها ذاكرتها .
بالتريج ارتفعت حرارة هانا وهو يقترب منها ، ثم يعانقها بخفة . وسألته بصوت اجش : ( هل ؤريد حقا مشاتهدة الفيلم ؟ ).
وسمعت ضحكته المنخفضة قبل أن يجيب :
-شاهديه أنت كوريدا. . لدي شيء آخر أفكر به ز
-هنا ؟
امتدت يده إلي خصرها ثم ارتفعت ببطء .
-سنصل الي غرفة النوم في النهاية . . أما الآن فاسترخي .
لم تعد تشعر بالخجل ، بل , , بحاجتها اليه . . وشهقت وهو يقف ليحملها متجهاً بها نحو السلم .
فيما بعد ، وبعد وقت طويل ، غلبها النوم بين ذراعيه .




الفصل التاسع : غضب ودموع

بدأ اليوم بالمطر ، ثم ضعف ليتحول الي رذاذاً خفيفاً ، ومع منتصف النهار كانت المدينة قد استحمت بحرارة بخارية ورطوبة مرتفعة .
ارتدت هانا ملابس فاتنة ، بذلة سوداء ، مفصلة يدوياً ، صارخة الأناقة . وكانت ياقة السترة المزررة تظهر شيئاص من بشرتها . واختارت حذاء مرتفعاً مستدق الكعبين أ في على جسمها الصغير طولاً ، وجوارب سوداء شفافة غلفت ساقيها النحيلتين .. وسرحت شعرها في شينيون لماع ، وارتدت أقل ما يمكن من الجواهر .
مظهرها العام مظهر امرأة واثقة من نفسها تحترم ذاتها . . وبالكاد اهتمت بشعورها من الداخل وهي تدخل المطعم المعين ، متأخرة عمداً بضع دقائق .
وبدا ان كاميل تنوي لعب اللعبة ذاتها ، فهي لم تكن موجودة ، وسمحت هانا لكبير السقاة أن يرافقها الي الطاولة المحجدوزة ، حيث طلبت مرطباً ، وأخذت ترتشفه ببطء مع مرور الدقائق .
زاد الانتظارمن توتر اعصابها . وبعد عشر دقائق ، استدعت الساقي وسجلت طلبها . . فإذا قررت كاميل ألا تظهر . .
-هانا . . اعتذر لك .
كان الصوت مزيفاً مثل ابتسامة كلميل وهي تندس في المقعد المقابل .
–لقد تأخرت وأنا أرد على مكالمة هاتفية .
ورفعت يدها في إيماءة مغرية ، قبل ان تضيف :
-وتعرفين مشكلة ركن السيارة .
همست هانا لنفسها : ( ابدأي كما كنت تنوين ).
-لقد طلبت الطعام . . فليس لدي سوى ساعة فراغ .
جاء الساقي وطلبت كاميل عصيراً .
-فكرت بان نحتفل حبيبتي .
-وماهي المناسبة ؟
-الحياة .
ولم تصل ابتسامة كاميل الي عينيها وهي تكمل : ( أوليس هذا سبباً كافياً) .
واجهتها بحزم : ( لا . . لاسيما وأنت مصممة على التدخل في حياتي ).
قدم الساقي لائحة الطعام ، فنظرت كاميل اليها بسرعة ، وطلبت سلطة ، ثم نظرت الي هانا نظرت قاسية محسوبة .
-الم تتعلمي بعد انني خصم مخيف ؟
-وخصم غبي جداً .
تاملتها نظرة كاميل قبل أ نتسالها : ( ما رايك بالصور حبيبتي ).
-اي منها ؟ المعدلة على الكمبيوتر ؟ ام تلك التي تظهرك مدة بين أغطية الرير في ثوب مبتذل ؟
الاحتراس الظاهر ازداد ليتحول الي ما يقارب الخطر .
-كيف يمكن ان اكون في حال غير هذا وميغيل ترك فراشي لتوه ؟
صححت هانا لها بهدوء مخادع : ( انت مخطئة كاميل . . ميغيل لم يكن في فراشك أبداً)
لم يتغير تعبير وجه كاميل : ( وهل فشلت في مواجهة الحقيقة ، يا حبيبتي ؟).
تناولت هانا قطعة هليون بشوكتها ، وغمست طرفها في المرق ، ومضغتها بهدوء وتلذذ . . ثم قالت بعد ثوان : ( أنت من يحتاج الي فحص الحقائق ).
-الصور واضحة ز
نظرت هانا الي الفرنسية وكادت تشعر بالسف عليها : ( انه خيال كاميل ).
اشتد ضغط كاميل على شفتيها : ( لإنه دليل لا يقبل الجدال . . التاريخ المسجل لا يكذب ).
وافقت هانا : ( لا . . لكنك ارتكبت غلطة صغيرة ).
-وماهي ؟
تاخرت هانا في الرد : ( لقد عاد ميغيل الي البيت مساء الثلاثاء ).
-مستحيل ، كان جناحه لا يزال مشغولاُ .
أكدت لها : ( كان يشغله اليخاندرو . . لقد كنت ذكية جداً في تشغيل جهاز التاريخ في الكاميرا . . وهذا ما يجعل من وجود ميغيل في فراشك مستحيلاً ، في وقت كان فيه معي )
سألت كاميل بكرهية : ( وماذا عن ليلة الاثنين هانا ؟).
قاومت هانا الرغبة في صفع وجه المرأة .
-كاميل . . استسلمي . لقد لعبت ما ظننت انه ورقتك الرابحة ، وثبت ان هذه الورقة ليست اكثر من جوكر .
التقت اصابع يد مطلية الأظافر بالأحمر حول منديل المائدة : ( هل دعوتني الي الغداء لتقوي لي هذا ؟ ).
-لا . . بل اردت فرصة لأحذرك شخصياً من أنني لن أتحمل محاولاتك في التدخل في حياتي ، أو في زواجي .
ضغطت كاميل يدها فوق قلبها ، بسخرية : ( كم أنا خائفة).
كانت درجة السخرية الدرامية مضحكة تقريباً ، لو تمكنت هانا من رؤية شيء من المرح في الموقف .
واكملت تحذيرها من دون ليونة : ( خافي . . يمكنني اتهامك بالإزعاج والتحرش ).
وكانت نظرتهامباشرة ، ولهجتها مثلجة ، وانتظرت لحظة ، ثم أضافت : ( أشك في ان خالتكط قد تتاثر . ولا اتصور هذا لغرازيلا وانريكو دلسلنتوس ).
لمعت عينا كاميل بحقد أسود : ( لم انته منك بعد . . ميغيل . .
قاطعتها هانا بنعومة : ( يجدك مزعجة بقدر ما اجدك انا . . اذهبي وعيشي كاميل . . اخرجي من حياتي ).
انطلق فيض الكلمات حاقد من فم كاميل المخطط بدقة ، في سبابي عنيف ولغة مبتذلة مثيرة للشفقة ، جعلت من يفهم الفرنسية ، يسمع سيلاً من التهجم على أصل هانا وسليلتها ومركزها وشخصيتها .
حدث شيئان متزامنان ، وكانا اخطر انذار موجه لهانا .
امتدت يد كاميل خلسة وصفعت وجه هانا صفعة لاذعة ، وانسكب العصير على مفرش الطاولة . ظهر رودني سيبرس من مكان مجهول وامسك بذراع المراة الفرنسية في قبضة رادعة .
ما حصل لاحقاً كان مضحكاً . . فقد أسرع الساقي الي الطاولة ولحق به كبير السقاة . بدا بعض الرواد مذهولين تماماً فيما أخذ الفضول البعض الاخر ، وفي هذه الأثناء تابعت كاميل لعن كل شخص من اقارب هانا . . الحياء منهم والأموات .
واحتوى المشهد على مقتطفات غير مترابطة ، مثل مشهد من فيلم سينمائي .
سال كبير السقاة يإهتمام : ( هل ترغبين في استدعاء الشرطة سيدتي ؟).
كان يعرف تماماً هوية هانا وعلاقتها بعائلتين من أكبر اثرياء المدينة .
تجاهلت هانا إيماءة رودني سيبرس بالموافقة وردت : ( لا ).
كرر بلهفة : ( هل انت واثقة سيدتي ؟ ألم تصابي بأذي ).
الجانب الأيسر من وجهها كان يلدغها . . راحت ترتجف ببعض الانفعال . لكن ،هذا كل شيء .
-انا بخير .
لن نأخذ ثمن وجبة الطعام طبعاً . . هل ىتيك بشراب ؟ أكد رودني بلهجة لا تتحمل الجدال : ( سأعتني بالسيدة سانتاناس . . حالما أرافق هذه المرأة الي الخارج ).
نظر الي هانا نظرة مباشرة ، وسألها :
-هل انت واثقة تماماً من اانك لا تريدين سجنها؟
استدارت نحو كاميل ، التي بدت كقطة متوحشة تنتظر فرصة اخري للإنقضاض .
وقالت محذرة بوقار هاديء : ( اقتربي مني مسافة عشرة امتار مرة اخري ، وسوف اصفعك بكل تهمة ترد في القانون ).
وكان هدؤها صعباً ، وهي تشعر من الداخل انها محطمة الأعصاب .
ارج ردني المرأة الفرنسية بالقوة من المطعم ، ونظرت هانا الي المائدة ، والعصير المسكوب والطعام المبعثر ، وقالت ببساطة : ( أعتذر ),
اخذت حقيبة يدها وسحبت بطاقة الإعتماد .
لوح كبير السقاة برفض البطاقة : ( لا .. لا سيدتني . . لا داعي لأن تغادري ، دعيني احضر لك وجبة طعام اخري ).
-شكراً لك . . يجب ان اعود الي العمل .
يجب ان تخرج من هنا لتتنشق هواءً نظيفاً : ( يجب ان تنتظري عودة التحري ).
الحارس الشخصي ! اللعنة ! هذا يعني ان رودني سيقدم تقريرا لميغيل ، ثم ، . . . وكشرت ، سيكون عليها دفع ثمن تصرفها .
لم يطل الأمر . . عشر دقائق فقط ، عدتها هانا وهي تتفحص ساعتها مع رنين هاتفها الخلوي .
سأل ميغيل لحظة ردت على المكالمة : ( ما الذي فعلته بحق الجحيم ؟).
ردت من دون تردد : ( احمي منطقتي ).
وسمعت شتائمه المنخفضة .
-لا تحتولي ان تكوني ظريفة .
لكن (( الخيالة )) وصلت في الوقت المناسب .
قال بصوت أجش : ( هانا . . أنا لست مستعداً للضحك ).
-وانا لم اكن اضحك ز
-اقفلي المحل واذهبي الي البيت .
-لماذا انا بخير .
-هانا . .
-لإذا كان لابد من اجاء تفحص لما بعد الحادثة ، يمكنك الانتظار حتى الليل .
الصمت المطلق كان بليغاً . . واستطاعت ان تسمعه وهو يستجمع سيطرته على نفسه ، ويو بقسوة : ( الليلة . . وفي هذا الوقت سيبقي رودني قريبا منك . . افهمت ؟).
كانت التعليمات الموجهة الي رودني دقيقة . . فقد فهم ان حراستها تعني الانتباه الي ما يجري داخل المحل ومراقبة اية زبونة تدخل المحل وتقلب البضاعة .
ذهلت اليانور بما جرى واقلقتها اللطخة الحمراء على خدهانا ، فوضعت عليها كيساً من ثلج ، واصرت على البقاء معها حتى وقت الإقفال .
لم يكن هناك أي أثر أو خبر عن كاميل ، وعانت هانا من مرافقة رودني لها حتى موقف سيارتها ، ثم لحاقه بها عن قرب الي درجة ان سيارته كادت تلامس سيارتها .
هناك كدمة بسيطة بدات بالظهور على وجنتها ، وعندما تفحصها ميغيل جعل من الصعب عليها ألا تجفل ألماً ز
قال ميغيل آمراً : ( كلميني . . هل تتالمين عند تحريك فمك ؟ ).
هزت كتفيها وردت : ( ليس كثيراً ).
ورأت نظرته تضيق .
امسك ذراعها ، وقادها الي المكتب ، واقفل الباب ، ثم استدار قليواجهها : ( والان . . هل ستقولين لي كيف حدث وتناولت الغداء مع كاميل ؟).
اوه . . ياللسماء . . الاستجواب . والحقيقة البسيطة هي الطريق الوحيد .
-لقد اتصلت بها ودعتها .
تحولت قسمات وجهه الي تفحص مكتئب . ومن دون اي كلمة ، تقدم الي المنضدة واسند وركه على حافتها .
منتدى ليلاس
-ماذ1ا دهاك بحق السماء لتفعلي هذا ؟
كان السؤال ناعماً كالحرير ، وخطيراً ، فنظرت اليه تدير كل الحركة . لذا قررت ان الوقت قد حان لأن اقول لها كفى .
نظر اليها نظرة مباشرة محللة : ( حتى مع معرفتك انني رفعت قضية ضدها ، والمسالة اصبحت تحت السيطرة ؟).
تابع بدرجة كبيرة من السحرية : ( ادركت ان المرأة لا يمكن التنبؤ بما يمكن ان تفعل ، لذا فهي خطرة ).
قالت هانا مدافعة : ( لم اكن بمفردي معها . . والشكر لك ، كان رودني الثمين في مكان قريب ).
هل خطر ببالك ما كان يمكن ان يحدث لو لم يكن موجوداً؟ ).
وقفت منتصبة ، وحدقت فيه : ( اذا انتهيت من استجوابك ، فسأذهب واغير ملابسي ).
وقف ميغيل ، ووصل اليها قبل ان تخطو أكثر من خطوة . . واطبقت يداه على كتفيها ، ثم امسك ذقنها ورفع راسها : ( اعطني وعداً بألا يكون هناك المزيد من من المحاولات البطولية المشتقلة ).
كان قريباً قريباً جدا. . فخفق نبض اسفل عنقها ، ووقفت مسمرة ، تنظر اليه وهو يتفحص قسمات وجهها بنظرة مرعبة ز
بدا لها ان انفاسها علقت في حلقها .وتعلقت عيناها بعينيه ، مشتعلتان غاضبتان ، مع ذلك ضعيفتان جداً .
-سأفكر بالامر .
شكل سبابه الأجش الحافز لها .؟ ( هل انتهيت ).
وحاولت انتزاع نفسها من يده ، وفشلت : ( دعني اذهب . . اللعنة عليك !).
اكتست عيناه مظهر البرود الذي لا يرحم : ( سيكون العشاء جاهزاً بعد نصف ساعة ).
ومرر ابهامه على شفتهجف ، فاراد ان يهزها ز
-يجب ان نكون في المسرح في الساعة السابعة والنصف .
أوه . . ياإلهي . . وكادت تتاوه بصوت مرتفع ، المسرحية . المنتج صديق شخصي . . وعدم الحضور سيكون قمة في قلة التهذيب .
-لست جائعة .
كان التوتر العاطفي والعصبي جحيماً ولعنة مميتة . . والسماء تعرف انها عانت من العذاب في الأسبوع ما يكفيها العمر كله .
-اذا لم تكوني في غرفة الطعام بعد نصف ساعة ، فسأصعد لآخذك .
اتسعت عيناها ، ومال لونهما الي الأزرق القاتم ، وقالت محذرة : ( لا تلعب دور الزوج المتسلط ).
ورأت عيناه تقتمان .
-هانا ز
كان في صوته تحذير مبطن قررت ألا تهتم به ، وردت بغضب : ( لا تقل شيئاً . . لا تقل شيئاً).
تركها ميغيل تخرج من الغرفة من دون ان يتفوه بكلمة اخرى ز
اخذت حماماًث متكاسلاً جعلها تستعيد الكثير من توازنها .وارتدت بنطلون جينز انيقاً وبلوزة . وجففت شعرها ، ثم نزلت الي الطاق الأرضي .
كانت صوفيا قد حضرت يخنة لحم بقر طري مع خبز محمص ، وسلطة . الرائحة الزكية ، فتحت شهية هانا ، فاكلت باستمتاع وتلذذ . فكرت بعدة مواضيع للحديث ، ثم تخلت عنها .
قال : ( اليس لديك ما تقولينه ؟).
نظرت اليه ، فالتقت نظراتهما . ثم اخذت بعضاً من الرز في شوكتها : ( ماذا تقترح ؟ مواجهتي مع كامبل حكم عليها بالموت ).
-لقد اتصلت رينيه ، واكدت لي ان لا شيء مهم . واشارت الي انها ستتحدث معك الليلة .
نظرت السيه بحدة : ( وهل اخبرتها بما حدث اليوم ؟).
-لا . . ولماذا اقلقها بلا فائدة ؟
سوف تصاب امها بالذعر لو اكتشفت الي أي مدى ذهبت كاميل في حملتها . . والمضاعفات التي سببتها .
كانت ليلة الإفتتاح في المسرح تعني ان ترتدي ثيلباً انيقة . واختارت هانا بدلة مؤلفة من تنورة مرتفعة الخصر باللون الزهري وبلوزة من دون اكمام بلون زهري داكن . . واكملت هندامها بشال حريري ناعم . وكعادتها اختارت اقل ما يمكن من الحلي ، ثم عقصت شعرها في عقدة جميلة في اعلى راسها .
كان افراد من نخبة مجتمع المدينة حاضرين . . ولم يفاجئها رؤية غرايزلا وارنيكو ديلسانتوس بين المدعوين في المسرح ، وبرفقتهما اصدائهما آيمي دلفور ، وكاميل ، ولوك ز
بطريقة ما ن تعبير( القصة بين الحمائم ) لم يكن كافياًَ لتصوير لتصوير الموقف . لكن الدعوى التي تقدم بها ميغيل لمنع الإزعاج المتواصل لن تصبح سارية المفعول قبل اليوم التالي . . بما ان كاميل لم تكن غبية ، فان ظهورها الليلة هنا ليس سوى تعجرف وقح .
كانت المرأة الفرنسية ترتدي ثيلباً ضيقاً بقصد الفتنة . وبدت جميلة بشكل آثم في ثوب مبتكر من دون اربطة او ظهر ، يلتصق بجسمها وكأنه بشرة ثانية .
هل هذه محاولة بائسة أخيرة لتظهر لميغيل ماذا يخسر ؟
طبعاً ، من المستحيل ان يتسللا عبر الردهة من دون ان يلاحظهما أحد ، ولا يمكن لهما ان يتجاهلا وجود ديلسانتوس .
تصرفي . . حثت هانا نفسها بصمت بينما كان ميغيل يضم يدها بيه . حيتهماغرازيلا بحماسة : ( هانا ، ميغيل . . كم من الرائع رؤيتكما . هل تذكران آيمي ، بالطبع كاميل ولوك ).
وكيف لهما ان ينسيا ؟ تبادلا تحيات مجاملة لا معنى لها ، وتعمدت هانا تجاهل تقييم كاميل المغري لميغيل . والمثير للعجب أنه لم يحترق لرؤية تكور شفتيها الشهيتين ، والعد الخبيث الواضح في عمق عينيها الفاويتين .
سوف تصرخ . . لكنها ارتاحت على الفور لرؤية والديها يتجهان نحوهم .لتبادل التحيات معهم وهما تتقدمان الي منصة البيع .
-رينيه . . كارلو . . ارجو ان تنضما الينا .
اغمضت هانا عينيها ،ثم فتحتهما مرة اخري حين أشار انريكو ديلسانتوس الي اربعة مقاعد فارغة حول الطاولة التي اختاروها . . هذه ليست امسية هانا ! كم سيدوم وقت الاستراحة ؟ عشر دقائق أم خمس عشرة دقيقة ؟ أيمكنها ان تعيش هذاه الفترة برفقة كتميل ولوك ؟ . . بالتأكيد .
تعمد ميغيل اجلاس هانا الي جانب رينيه فيما جلس هو في المقعد المجاور . . كان فاتناً مع غرازيلا ، وتبادل الحديث مع كارلو وانريكو ، وتصرف بتهذيب في كل مرة حولت فيها كاميل لفت انتباهه .
لاحظت هانا ان هذا يحدث باستمرارمع وجود كاميل . فاق هذا كله احتمالها ، وفي محاولتها للتخلص من هذا الوضع اعتذرت وتوجهت الي غرفة الزينة .
لكنها ادركت بعد دقائق انها ارتكبت غلطة كبيرة ، فقد انضمت اليها كاميل بسرعة ، وكان عليها الانتظار نظراً لعدد الغرف الصغيرة . . وقفت هانا متصلبة تنتظر من كاميل أنتندأ بالضرب ولم يخب املها .
-لا تتصوري نفسك قادرة على الإختباء وراء حارس شخصي . . أعتقد أنك تظنين نفسك ذكية .
استدارت هانا قليلاً لتنظر الي المرأة الفرنسية ، وردت بجفاء : ( أبدتً . . الحارس الشخصي موجود بناء لطلب ميغيل ).
تحول وجه كاميل الي ثقناع ثلجي ، قبل ان تقول : ( -ليحمي مصالحة واستثماراته ز
-طبعأً .
كانت هذه هي الحقيقة ، فلماذا الإنكار ؟
تابعت هانا بهدوء : ( لكن هناك مكافأة لهذا . . على ان اشاركه فراشه ، وحياته ، واحمل اولاده ).
وأطلقت نفساً عميقاً قبل ان تضيف ( اعترفي أنك فشلت كاميل , واذهبي للتفتيش عن رجل ثري آخر , لا ينفر من تلاعبك ).
صمتت قليلاً ثم قالت : ( وخذي لوك معك ).
فردت الفرنسية بلؤم متعمد : ( انه عاشق متمرس ).
قطبت هانا ساخرة : (وهل تعتقدين هذا ؟ يالفبائك ! ) .
لوحت كاميل بيدها بشكل وحشي , لكن هانا هذه المرة كانت جاهزة , فتراجعت الي الوراء لئلا تصيبها الصفعة .
أطلقت هانا بضع شهقات تعجب , قبل أن تحضر رينيه التي تحولت قسمات وجهها الرائعة الي الشراسة من شدة الغضب .
- لقد قلت ما يكفي كاميل ! والآن أخرجي من هنا حالاً . . هناك أمكنة أخري فيها تسهيلات إذا كنت مضطرة الي استخدامها .
واستدارت الي ابنتها : ( حبيبتي . . هل انت بخير ؟ ).
- أجل . . شكراً .
- ولم تستطع سوي التساؤل عما إذا كان ميغيل هو من أرسل رينيه لإنقاذها .
- تعالي . . دعينا نعود الي . . الطاولة .
وهزت رأسها : ( أنا بحاجة حقاً لأن أنعش نفسي . . قولي لميغيل إنني سأذهب مباشرة الي مقاعدنا ) .
قالت رينيه بحزم : ( سأبقي معك ) .
- إذن , سيرسل رجلانا معاً فرقة تفتيش . حقاً أنا بخير .
قالت أمها بأرتياب : ( حسن جداً . . هل انت متأكدة ؟ ) .
فرغت أحدي غرف الزينة الصغيرة , فدخلتها هانا . . بعد دقائق كانت تقف أمام المرآة لتعيد إصلاح أحمر الشفاة , ثم خرجت الي البهو .
ولم تكد تخطو خطوتين حتي وجدت ميغيل الي جانبها . نظرت اليه بثبات وهو يمسك ذراعها وسألته :
- أولاً رينيه والآن انت ؟
- دقيقة أخري وكنت سأدخل بنفسي لأحضرك .
- وهل ستدخل مكاناً مخصصاً للنساء ؟ كم انت شجاع .
حذرها بغضب : ( لا تدفعيني كثيراً كويريدا ) .
ولم يكونا في طريقهما الي المسرح .
-نحن نسير في الاتجاة الخاطئ .
- سأخذك الي البيت .
- لن تأخذني بحق الجحيم !
ورفضت بعناد أن تتحرك . . ولقد لمعت عيناها بنار زرقاء وهي تواجهه : ( لن أفوت بقية المسرحية ) .
وضمت قبضتيها ولامست صدره : ( الطريقة الوحيدة لإخراجي من هنا هي ان ترميني علي كتفك وتحملني الي الخارج ! ) .
علق بين الضحك والغضب , وقال بصوت أجش : ( لا تغريني ) .
انتزعت ذراعها من قبضته , وسارت بمقدار ما سمحت به كعبا حذائها الرقيق المرتفع من السرعة , نحو المسرح
وصلت الي الباب المزدوج , وكان الي جانبها فدخلا معا الي القاعة المعتمة , ووجدا مقعديهما واندسا فيهما .
وعلي الفور تقريباً . . ارتفعت الستارة , وبدأ المشهد الثاني .
ركزت هانا علي الممثلين وأدوارهم بجهد وعناد في محاولة منها لنسيان أمر كاميل ولوك وزوجها الفريد من نوعه . . ونجحت تقريباً , ثم وقفت مع المشاهدين تصفق لكاتب المسرحية , والممثلين , وللمخرج .
خروج المشاهدين تتطلب وقتاً , وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة حين انطلق ميغيل بسيارة الجاغوار عبر شوارع المدينة . . كان رذاذ المطر قد بلل الأسفلت وأخذت هانا تراقب حركة مساحات الزجاج الأمامي مع استدارة السيارة الي " تورماك رود " .
الصداع الذي انتابها في الساعة الأخيرة , بدا وكأنه يزداد سواءاً . وما إن أوقف السيارة داخل المرآب , حتي تركت مقعدها وسبقته الي داخل المنزل .
وصلا البهو , وزادت حدة نظرته وهو يلاحظ شحوب قسماتها .
- خذي دواءً للصداع , واذهبي الي النوم .
- لا تقل لي ماذا افعل .
- كويريدا . . هل تريدين الشجار ؟
- أجل . . اللعنة عليك !
- هناك كيس ملاكمة في غرفة الرياضة . . لما لا تجربينه ؟
إنه يتسلي . . اللعنة عليه . . ونظرت اليه نظرة سوداء : ( قد أفعل هذا ! ).
قال بتكاسل : ( أمر واحد فقط . . اذهبي وغيري ملابسك اولاً ) .
لم تقف لتفكر , بل رفعت ركبتها وخلعت فردة حذاء وضربته بها .
التقطها ميغيل بدقة , ووضعها بحذر علي طاولة جانبية , واستدار اليها سائلاً : ( هل تريدين التجربة مرة أخري ) .
هذه المرة جربت حقيبة يدها التي طارت في الهواء , وصاحت بغضب وهو يرفعها بين ذراعيه ويحملها الي الطابق الأعلي .
ضربت هانا كتفيه , ذراعيه , وأي مكان استطاعت أن تصل اليه , وتأوهت بسخط غاضب حين لم تؤثر فيه ابداً .
وصل غرفة النوم ودخلها , ثم رفس الباب وراءه ليقفله , قبل أن ينزلها الي الارض .
قال بصوت اجش : ( حسن جداً . . هذا يكفي ) .
فسألت بضغينة : ( أتعرف كيف اشعر ؟ ) .
- أستطيع القول ان الشعور متبادل .
وامسك كتفيها ليثبتها : ( كفي ) .
-في هذه اللحظة بالذات . . أعتقد انني أكرهك .
- لأنني كنت هدفاً لمخططات جهنمية وضعتها امرأة أخري .
- أريد أن انام . . لوحدي .
صاح بها صوت صغير : حمقاء . . أنت توجهين غضبك نحو الشخص الخاطئ . . إلا أنها لم تكن تعي ذلك .
وتركها ميغيل : ( اذهبي الي النوم).
واستدارت لتخرج من الغرفة ، واغلق الباب وراءه بهدوء .
نظرت الي الباب ، وتمنت لو انه صفقه ، لكان هذا منطقياً اكثر .
تقدمت ببطء الي النافذة ، ونظرت الي الخارج عبر الحديقة المعتمة كان القمر مرتفعاً ، كوكب كبير مستدير أبيض ، يرسل الي الأرض ضوء ابيض حالماً ، زفي مكان بعيد ، نبح كلب ، فتردد صوته وسط صمت الليل المطبق .
اغلقت هانا الستائر ، ثم خلعت ملابسها ببطء / وأزالت تبرجها ارتدت قميص النوم الحريري واندست بين الأغطية ، وأطفأت المصباح قرب السرير ، لتستلقي محدقة في الظلام . . ملأت التخيلات رأسها بجلبة مقتحمة . . وغرقت عيناها بالدموع التي زحفت ببطء الي أذنيها حتي وصلت الي الوسادة .
مسحت الدموع ، مرتين ، ثم أغمضت عينيها بتصميم في محاولة للاستغراق في النوم .
إلا أنها كانت لا تزال صاحية حين دخل ميغيل الغرفة بعد وقت طويل ، وسمعته يخلع ملابسه ، وأحست بحركة الفراش الخفية وهو يتسلل اليها ز
توسلت اليه بصمت : ضمني . . لكن الكلمات لم تجد الي لسانها سبيلاً . وبقيت جامدة ، تصغي الي تنفسه الثابت البطيء الذي تحول بعدها الي تنفس رتيب دلالة على النوم الهاديؤ . كان من السهل عليها ان تلمسه كان كل ما عليها فعله هو ان تدس يدها لتتلمس دفء جسده .
إلا انها لا تستطيع فعل هذا . كوني صادقة . . وبخت نفسها بصمت . . أنت خائفة . . خائفة من ان يتجاهل الإشارة والأسوأ ، ان يرفضها ز
كيف ستشعر حينها ؟
لا شك أنها ستدمر .
**********************

نهاية الفصل التــــــــــــــــــــاسع


الفصل العــاشر : الحب السيد الوحيد

استيقظت هانا على صوت المياه في الحمام التابع للغرفة ، وانقلبت لترى الساعة . . إنها السابعة . نزلت من السرير واختارت ثياباً داخلية نظيفة ، وعباءه ثم ذهبت الي الغرفة الأخرى حيث استحمت وارتدت ملابسها .
كان من السهل عليها ان تتصالح مع ميغيل . . مجرد ان تفتح الباب وتخطو الي جانبه كما تغعل كل صباح . ماعدا انها اليوم لا تستطيع . . ليبس بعد ليلة امس ز
غلطة من هذه ؟ سألها صوت ساخر موبخ ز
اخذت نفساص عميقاً ، ثم عادت الي غرفتهما لترى ميغيل يرتدي ملابسه ,
نظر اليها مطولاً نظرة فاحصة ، فردت عليها بمثلها . . ثم رمت ثياب النوم على السرير واتجهت الي غرفة ملابسها الصغيرة لتختار ما ترتديه .
-هل ستبقين على هذا الحال مدة طويلة ؟
كان صوته متشدقاً ، فتجاهلته وهي ترتدي جوارب سوداء شفافة وتختار احى البذلات السوداء التي ترتديها دائماً للذهاب الي العمل .
حين برزت ، كان يقف في طريقها ، ونظرت اليه .
حذرها بنعومة : ( هانا).
-لست حردانة .
ولم تكن تحرد أبداً . فهذا ليس من طبيعتها .
ولا اكرهك . . اضافت بصمت ، غير قادرة على قول الكلمات بصةت عال . . ياللسماء . . ما الذي دهاها لتقول مثل هذا القول ؟ ردة فعل ، توتر غاضب ؟ لكنها كلمات قيلت ، ومن الصعب إرجاعها . كما انها كلما تركت الغضب يغلي أكثر ، كلما صعب عليها أن تشرح السبب .
اسودت عيناها وتحولتا الي عاصفتين : ( ماذا تريدني ان أقول ؟ أنا آسفة لتصرفي ليلة أمس ؟ حسن جدا. . ً أعتذر ).
-اعتذار مقبول ز
نظرت اليه بحدة : ( لا تتسلط على ).
حذرها : ( اوقفي هذا للتو )ز
-لست طفلة . . اللعنة !
ماذا تفعل بحق السماء ؟ انها تتصرف كقطار لا يمكن ايقافه .
-اذن لا تتصرفي كطفلة .
قالت بعناد : ( ستعذرني إذا لم انضم اليك لتناول الفطور . . فسأتوقف عند أي مقهي لآخذ القهوة والكرواسان ).
تجاوزته لتدخل الحمام ، والتقطت فرشاة الشعر وراحت تسرح شعرها الي ان آلمتها جلدة رأسها ، ثم وضعت أقل ما لايمكن من الزينة .
اتسعت عيناها وهي تلمح ميغيل في المرآة وهو يدخل ليقف ورائها ، وارتجفت اصابعها واشتدت حول قلم احمر الشفاة .
أحست وكأنها وترد مشدود على وشك أن ينقطع وهو يديرها لتواجهه . . واصبحت بلا قوة حين احنى رأسه نحوها ,
قققال ميغيل قربها : ( هذا . . هو المهم . . ولا شيء غيره ).
وعانقها بقوة الي أن ماد راسها ، ثم تركها ليخرج من الغرفة .
امسكت هانا الرف الرخامي في محاولة منها لالتقاط انفاسها . . ياللسماء . . مابالها ؟
لم يكن لديها فكرة كم من الوقت وقفت هناك ، لكن بدا لها ان دهراً قد انقضى قبل أن تأخذ حقيبتها ، وتدس قدميها في حذاء عالي الكعبي ، وتنزل البي المرآب .
وبعد عشر دقيائق ، اوقفت البورش ثم قطعت الشارع ، واشترت صحيفة يومية ، ودخلت المقهي لتنضم الي العديد ممن يمتعون بالطعام .
في التاسعة ، فتحت المحل وامضت نصف ساعة على الهاتف تلاحق شحنة من المفترض أن تصل بعد ظهر اليوم الفائت ، ولم تصل ز
وطوال فترة الصباح ، حاولت ان تثبت ابتسامة على وجهها المر الذي اتعبها . . كيف تستطيع ان تتظاهر بالسعادة وهي فيس الداخل تتحطم الي الف قطعة .
سألتها إيليان بقلق عند منتصف النهار : ( هل انت مريضة ؟)
-لا .
لوت ابتسامة متسائلة فمها الجذاب : ( حامل ؟).
-لا .
مازحتها إيليان : ( تبدين مترددة . . فهل هذا محتمل ، لكن الوقت مبكر ا تعرفي ).
هزت هانا راسها نفياً ببساطة وقالت : ( اذهبي لتناول الغداء . . هل يمكن ان تجلبي لي معك سندوتش دجاج وسلطة ، وزجاجة ماء ).
اخذت حقيبتها واخرجت منها ورقة نقدية . اليوم ستأكل في الغرفة الخلفية الصغيرة بدلاً من قضاء نصف الساعة المعتادة في المقهي القريب .
انهت ليليان عملها في الرابعة ، مر بعد الظهر ببطء حيث راجعت هانا لائحة البضاعة ثم قامت ببعض الاتصالات الهاتفية . . وجاءت رسالة بالفاكس تعلمها أن طلباً خاصاً سيصل في شحنة ليلية . . وسجلت ملاحظة للأتصال بزبونة .
كانت صورة ميغيل القاسية تلاحقها , كما فعلت طوال فترة الصباح . . إلا أن الأمر ازداد سواءاً الآن . فلا أحد تكلمه , ولا زبونة دخلت لتسترعي انتباهها , والهاتف لم يرن .
التفكير بالليلة الماضية جعل معدتها تنقبض بشكل مؤلم . . بطريقة ما , شعرت أن غضب ميغيل المسيطر عليه أسوأ من إطلاق سلسلة من الشتائم , أو رمي شيء , أو الصراخ بها . فقد حول غضبها الي مجرد تصرف طفولي . . وهذا أمر ضايقها وأغضبها أكثر مما تريد أن تعترف .
ارتفع صوت الجرس , يحذرها أن شخصاً دخل المحل . . فابتسمت ابتسامة دافئة وهي تتحرك من خلف منضدتها .
- هانا حبيبتي .
- أمي .
كانت رينيه تتصل دائماً قبل زيارتها لكنها لم تفعل هذه المرة , مما جعل جبهة هانا تتجعد في عبوس خفيف .
- أعرف . . كان يجب أن اتصل أولاً , ولكنني كنت قريبة . .
- وصمتت . . قبل ان تستطرد : ( اتناول الغداء مع صديقة قديمة حبيبتي . . وفكرت ان ازورك لألقي عليك التحية ) .
عكس صوتها نبرة حماسية : ( يسرني أن أراك ) .
وقطعت المسافة التي تفصلهما لتطبع القبلة المعتادة على كل خد .
- وصلت المناديل هذا الصباح . . وضعت بعضاً منها جانباً , طننت أنها قد تعجبك . هل تريدين رؤيتها ؟
العمل . . لو استطاعت إبقاء الأحاديث علي المستوي العملي , فقد لا تلاحظ رينيه ما يعتمل في صدر ابنتها .
- أوه . . أرجوك حبيبتي .
- أحضرت هانا العلبة وأخرجت ثلاثة مناديل فتحتها فوق رف البيع كانت من الحرير الخالص , بنقوش رائعة وألوان جذابة .
- اختارت رينيه منديلين , ثم تقدمت الي رف القمصان , واختارا واحداً , ثم عادت الي المنضدة : ( سآخذ هذه حبيبتي ) .
وشهقت بصوت منخفض , وألحقتها بشتيمة أنثوية : ( لا أصدق هذا لقد تركت محفظتي في السيارة ) .
قالت هانا فوراً , والقلق يبدو علي وجهها : ( مقفلة كما أرجو ) .
- طبعاً مقفلة حبيبتي . والمفاتيح معي . . وأذكر أنني شغلت جهاز الانذار .
- اين أوقفتها ؟
- في هذا الجانب من الشارع , علي بعد بضع سيارات .
ومدت يدها بالمفاتيح قائلة : ( هلا أحضرتها لي ؟ لن يستغرق الأمر سوي دقيقة ) .
لعل الهواء النقي يعدل مزاجها قلبلاً , أخذت هانا المفاتيح واتجهت الي الباب .
كان الطقس شديد الحرارة في الخارج . . ووهج الشمس لاهباً بعد برودة الداخل المكيف . بضع سيارات يعني أن عليها مواجهة الحرارة الأسوأ وهي تسير بإتجاة سيارة امها , فرفعت يدها لتظظل عينيها . لكنها وقفت جامدو لرؤية جسم طويل مألوف يقف قرب سيارة رينيه " الليكسوس " .
ميغيل . . يبدو مسترخياً تماماً , ومرتاحاً , يخفي تعابير وجهه خلف نظارة شمس سوداء . . إنها وقفة مخادعة , إذ لا شك أن هذه الواجهة الهادئة تخفي قوة مفترسة مشدودة .
جزء منها أراد ان يستدير وتعود الي المحل . . حيث سيضطران لوجود امها للحفاظ على المظهر المتمدن . ونع ذلك ، رفضت ان تسلك الطريق السهل . . فأي يكن ما يريدان قوله ، يجب ان يقال .
لاحظها ميغيل لحظة سوت كتفيها ، وشهد الإرؤتفاع الطفيف لذقنها قرأ بشكل صحيح التعبير في عينيها الزرقاوين الصافيتين .
كان من طبيعتها ان تواجد / وتقرر ، وتتحرك الي الأمام . . وكان يتعمد على ان تفعل هذا بالضبط .
قال : ( انها الرابعة والنصف ).
سارت الخطوات اللازمة لتصل الي سيارة امها ، وسألته :
-ماذا تفعل هنا ؟
رفع كم قميصه ، وتفحص ساعته ، ثم التفت اليها : ( لقد تجاوز الوقت هذا ببضع دقائق . . إذا كنت تريدين الدقة المطلقة ).
لم يتحرك ميغيل من ماكنه . واضطرت لأن تقترب أكثر وهي تعطل جهاز الإنذار ، وتفتح الباب وتاخذ حقيبة امها ، ثم تعيد إقفال السيارة .
قال بنعومة : ( هل لنا ؤأن نعيد حقيبة رينيه ؟)
نظرت اليه نظرة مدروسة : (نحن ؟)
امسك مرفقها ، وشد قبضته وهي تحاول انتزاع نفسها منه ، ورد بثبات  نحن ).
-ميغيل . . .
-هناك طريقة سهلة لنسير الي المحل . . وإلا سارفعك على كتفي واحملك . . فماذا تفضلين ؟)
اشتعلت عيناها بنار الغضب : ( وهل تركت لي الخيار ؟)
مرر ابهامه على فمها : ( لا ).
وتشوق كفاها لصفعه .
قال بصوت محذر ناعم التف على اعصابها : ( لا تفعلي ).
ومن دون أي كلمة استدارت عائدة الي المحل ، وهي تشعر بقوة كهربائية متفجرة تحيط بهما .
أحست هانا بقوة وجوده ن وقربه منها ، ورائحة عطر مابعد الحلاقة ، الرائحة النظيفة لثيابه . . ولسوف تشتد قبضته على مرفقها لو حاولت التخلص ز
سارا أمتاراً قليلة ، ومرا بواجهات اربعة محلات قبل أن يصلا . ولم تسأله إذا كان ينوي الدخول فقد بدا واضحاً انه سيفعل ذلك .
توقفت ، وقسمات وجهها مشدودة ، وعيناها قاتمتان جداً : ( هل هناك هدف من هذه الزيارة ؟).
-أجل ز
مدت هانا يدها لتفتح الباب ، ولكنه انفتح من الداخل ، وقالت رينيه وقسمات وجهها هادئه : ( ىه . . ها انت ، وردت مكالمة هاتفية فسويت الأمر ).
نقلت هانا نظرها من أحداهما الي الآخر , ثم أستقرت علي ميغيل , بإرتياب ظاهر .
- لقد دبرت كل هذا .
واستدارت الي أمها : ( ألم تفعلي ؟ ) .
قالت الأم : ( مذنبة ) .
سألتها هانا بغضب : ( لماذا ؟ ) .
قال ميغيل : ( أحضري حقيبتك . . سنغادر ) .
قالت رينيه , قبل ان تحتج ابنتها : ( سأبقي لأقفل المحل ) .
- لا .
ورمت هانا ميغيل بنظرة حاقدة : ( وإذا حاولت إستخدام القوة , سأتصل بالشرطة ) .
- اتصلي .
- لزمه ثانيتين ليدس ذراعاً تحت ركبتيها ويرفعها الي صدره .
- تقدمت رينيه بسرعة الي النضدة , وفتحت درجاً , واخذت منه حقية يد هانا , وأعطتها لميغيل .
- أطبقت هانا قبضتيها ولكمته بقوة علي كتفه , وقالت بحقد : ( لن أسامحك علي هذا ) .
- استدار وخرج من الباب وسار علي الرصيف الي حيث اوقف سيارته ، فتحها ، ووضع هانا في المقعد الخلفي .
في لحظة دارحولها الي المقعد السائق وجلس خلف المقود ز
دار المحرك ، في دمدمة هادئة وخرج ميغيل بالسيارة ، ثم اته نحو السير المتدفق في ( توراك ورد ).
لم تكن هانا تثق بقدرتها على الكلام ، فهي غاضبة بما يكفي اثنيها عن الكلام الذي لا معني له .
بدلاً من ذلك ، نظرت الي الخارج وراحت تراقب السيارات ن والناس ، والأولاد ، وامهات يضحكن ، أو يوبخن ز الحركة ، الحياة . . في الخارج كان العالم مستمراً في انطلاقته .
في داخلها ، لم يبد كل هذا حقيقياً . وشعرت و كانها تنظر الي المشهد في التلفزيون .
شوارع مألوفة ، ومواقع مألوفة . . إنها تمر من هنا خمسة أيام في الاسبوع .
لكنها ادركت فجأة انها لا تصل الي هذه المسافة : ( لقد تجاوزت مفرق الطريق )ز
-لن نذهب الي البيت .
كان صوته متشدقاً ن ونظرت اليه بحذر لترى القوة ، والتصميم ، باديين على وجهه ز
-ربما بإمكانك ان تفيدني ، الي أين نحن ذاهبان بالضبط ؟
نظر اليها بسرعة : ( انتظري لتري ).
ردت بغضب : ( اوه . . بحق السماء ).
وامتنعت عن قول كلمة اخرى .
زادت كثافة السيارة وهما يقتربان من المدينة وكتمت دهشتها حين أدار ميغيل السيارة الي مدخل أفخم فندق في المدينة .
فتح لهما الحارس الباب ، مما لم يترك لها خياراً ، سوى ان تنزل من المقعد الأمامي .
ماذا يفعلان هنا بحق السماء ؟ في فندق ، بينما يماكتن منزلاً فخماً جميلاً لا يبعد خمس عشرة دقيقة من هنا ؟ هذا جنون . والكثر للعجب كان ميغيل رافقها الي شقة معينة واسعة وانيقة .
تقدمت الي النافذة الزجاجية العريضة ، وازاحت الستارة الشفافة لتتطلع الي المنظر ، ثم استدارت ببط لتواجهه .

كان قد خلع سترته ببطء وعلى وشك ان يفك ربطة عنقه .
قال : ( انت مدين لي بتفسير ).
تخلص ميغيل من الربطة ، وفتح ازرار قميصه ، ثم تقدم الي البراد الصغير .
-ماذا تريدين ان تشربي ؟
كانت غاضبة ومتوترة فردت : ( توقف عن لعب دور السيد المهذب ).
توقف ، وشعرت بالقوة المكبوتة التي لا وصف لها . ولسبب ما ، جعلها هذا تشعر بالقلق .
كان في عينيه تعبير لم تشأ ان تحدده : ( وأي دور تريدني أن العب . . آ مانتي ؟)
تذكرت الفولاذ المغلف بالحرير ، وكتفت ذراعيها على معدتها في حركة حماية لا واعية ، واكمل : ( دور المتوحش ؟ زوج يندفع الي غضب كبير ، بحيث لا يكاد يمنع نفسه من خنق زوجته الجميلة ؟).
أخرج زجاجة ماء ، وفتح الغطاء ، وملأ كأساً أعطاه لها . ثم أخرج علبة مرطبات ، فتح الغطاء وشرب بعضاً من محتوياته .
- أم ربما على ات اضربك .
- رفع علبة المرطبات وشرب منها طويلاً : ( صدقيني . . انا متشوق لأن أفعل الأمرين معاص ).
- ردت تمتصلبة : ( حاول ).
نطر اليها نظرة سوداءطويلة ، أرسلت رجفة على عمودها الفقري .
-لا تدفعيني ز
ومن دون تفكير رمت محتويات كأسها في وجهه ، ورأت بذهول لا يصدق ، الماء البارد يصل الي قسمات وجهه الي قميصه ، ليترك بقعة مبللة ، من الصعب تجاهلها .
لم تتحرك، بالرغم من الإحساس الرهيب بالذعر الذي كان يحثها على ان تهرب بعيداً باقصي سرعة .
بدلاً من ذلك ، وقفت تحملق فيه بتحد صامت ز
لم تترك عيناه عينيها وهو يضع علبة المرطباتن جانباص ، ثم ، بحركة بطيئة ، خلع قميصه ، وانتزعه من تحت البنطلوت ، وتخلص منه برميه فوق مقعد قريب قبل أن يستدير ليواجهها .
بحركات بطيئة متعمدة ، اخذ منشفة وأزال البلل من على وجهه ، ثم رمى المنشفة على السرير .
كان منظره مثيراً . بشرة سمراء تمتد فوق عضلات قاسية ، والشعر الأسود يغطي صدره ، ومعدته المشدودة ، وخصر رائع .
قالت : ( هل انتهيت ؟).
-هذا يتوقف . .
وتقدم منها خطوة . . ووقفت ثابتة .
سخر بها ميغيل بنعومة : ( كم انت شجاعة ).
ستكون ملعونة لو توسلت ، وخرجت منها كلمة تحذير وهو يقترب مها : ( لا تفعل ).
لم يلمسها .
-لا أفعل ماذا . . حددي ؟
فردت بشراسة : ( سأقاومك ).
ولم تعي أ نقبضتيها اشتدتا ، او ان وقفتها تغيرت قليلاً استعداداً للهجوم .
-لن تكسبي .
-يمكن أن احاول ز
وستفعل . الدفاع عن النفس فن تعلمته الي درجة ما ، وعامل المفاجأة الي جانبها .
رأى الإرتفاع البسيط في ذقنها ، وتحرك عضلة أطراف فكها ، ورأي النار التي بدأت تقترب من السطح .
-هل تريدين القتال الي هذا الحد ؟
-أجل ز
ورأته يدس يديه فيجيبي بنطلونه .
-اذن . . افلي ما شئت ز
هل تضربه ؟ لكل الوقات التي ارادت فيها هذا ، للمناسبات التي فعلت فيها هذا . . لكنه الان يضع نفسه تحت رحمتها ، ووجدت نفسها عاجزة عن ان تفعل .
التقط ميغيل كل تعبير مر بسرعة على وجهها الرائع القسمات . . وحدد بدقة لكل واحد منهما .
قالت ببطء : ( أعتقد أننا بحاجة لأن نتكلم ) .
-لقد فعلنا هذا . . ولم يحل الكلام شيئاً .
شحب وجهها وهي تتذكر الشجار الذي شهداه صباح هذا اليوم .
-ميغيل . .
ومهما يكن ما اراد قوله فقد بقي محجوزاً في حلقها بعد ان عانقها عناقاً زعزع ثقتها وأسسها العاطفية .
لم يكن في عناقه شيء من العقاب . . بل حرارة مكثفة مثيرة ، بدت أنها تسلب أعماق كيانها ، وتجتذب شيئاً كرهت ان تعطيه .
لم تكن ترغب في الإستجابة ، ياللسماء . . كيف يمكنها ان تستجيب وهي مجروجة ومتالمة .
كان وكأنه يحاول ان يصل الي قلبها الهش الضعيف . . أن يضخ فيه شيئاً ثميناً غير محدو د ، يعني الكثير . . أكثر بكثير مما تستطيع الكلمات أن تصفه .
كان هناك عناقه . . وذلك السحر المسكر لحرارته ومشاعره .
ازعجتها المسافة التي تفصلهما . . ولزمها إرادة هائلة لئلا تلتصق به . فهذا ، على اي حال ، المستوى الوحيد من التواصل الذي يتفقان فيه .
الرغبة الجسدية . . رغبة جسدية عظيمة حقاً . كانت تظن انها تكفي ، حتى انها تمكنت من اقناع نفسها بأن الحب لا يهم . . لكنه مهم ، وجزء صغير منها يموت ببطء مع مرور كل يوم .
وتعاظمت المشاعر ، تنتشر في جسمها ، تملأه بسحر عذب . وحده ميغيل يمتلك القدرة على معالجته .
ارتفعت شهقة خفيفة فيحلقها ثم ماتت . حركة صغيرة مكرهة احس بها أكثر مما سمعها . . واحس بطريقة ارتفاع يديها ، ثم وقوعهما مجدداً وهي تسعى للسيطرة على نفسها ، وبدأت ترتجف تحت الثقل العاطفي بسبب مقاومتها اليه .
احست باللحظة التي تجاهلت فيه عقلها وتبعت قلبها . . وأحس بأول لمسة مترددة وهما تتسللان الي كتفيه معاُ حول عنقه .
شيء ما في داخله اهتز بعنف ، وسيصطرت رجفة عميقة على جسده القوي وهو يشدها اليه .
زاد عمق العناق ، وتملكه شوق لا حياء فيه وهو يقودها في الدرب نحو الإحتراق الكامل .
فقدت هانا الاتصال مع الزمن والاحساس بالمكان ، في توقها لأن تكون جزءاً منه . . لكنه مد يده ياخذ يدها ، ويبعدها على بعد ذراع منه .
اتسعت عيناها ، وبدتا ضخمتين جداً في وجهها . مترددة ، مررت طرف لسانها على شفتيها . . وكانت إيماءة لم يطلبها . . ورأت عينيه تشتعلان ، ثم اصبحتا سوداوين بشكل غير معقول .
وضع اصبعه على شفتيها . . واحست بالارتجاف الخفيف ، وامسك ذقنها .
قال بلطف : ( انت حياتي اماندا . . الهواء ابذي اتنشقه ، كل شيء ).
لاحق اصبعه وتراً نابضاً يصل الي اسفل عنقها ، واستقر فوق النبض المتسارع .
-لقد سرقت قلبي . . وكل كياني .
لم تعد هانا قادرة على النطق بكلمة واحدة . واضاف : ( منذ البداية ، نظرت اليك نظرة واحدة ، ولم يعد هناك غيرك . . أنت فقط ).
وجدت صوتها بصعوبة : ( ولكننا . . ).
-تزوجنا لنرضي أهلنا ، ولنؤمن بقاء الأعمال في العائلة ؟)
مرر ابهامه عبى شفتها السفلي : ( هل تصدقين هذا حقاً ؟)
ارتجف فمها : ( بقد قلت . . ).
-طلبت منك الزواج بي .
-لقد ظننت . .
وبخها بلطف : ( أنت تفكرين كثيراً . . انا احبك . . انت . . وكل شيء هو انت ).
بدأ المل يظهر في عينيها ، وسألت : ( وهل احببتني ؟ منذ البداية ؟)
-هل تصدقين حقاً انني رجل من النوع الذي يربط نفسه قانونياً بامرأة ؟ وينوي جعلها أماً لأولاده ز
وصمت قليلاً ليهز رأسه : ( كوريدا . . ألم تعرفيني بعد بشكل أفضل من هذا ؟)
بلى . . تعرفه . او على ألأقل ، كانت تظن أنها تعرفه قبل أن تبدأ كاميل لعبتها ز
قالت : ( كاميل . . ).
-بالكاد منعت نفسي من ان اخنقها . . أما لوك . .
وتصلبت عضلة فكه ، ولمعت عيناه ببريق خطير : ( إغراء ان أكسر فكه لم يكن بعيداً عن تفكيري ).
وتذكرت هانا أنها رات هذا واضحاً احياناً . ,. ولو انها فكرت لبحظتها أن ميغيل يلعب الدور المتوقع منه .
وكاميل ؟
قال ميغيل وكأنه يقرأ افكارها : ( صدر امر قضائي باعتقالها يوم أمس . . فأختارت طلب اسقاط الدعوى على لن تختفي من الولاية والبلاد نهائياً ، خلال اربع وعشرين ساعة ).
كلنت كلماته قاسية مقتصضبة . ولم تشك هانا في انه وجه الإنذار بطريقة لا يمكن ان تفشل كاميل في فهمها ز
قالت ببطء : ( فهمت ).
ارتفع حاجبه بمرح : ( ماذا فهمت أمانتي؟ ).
رفعت يدها ، ثم تركتها تهبط الي جانبها : ( الي اين سنذهب من هذه النقطة ).
-الآت ؟
اعاد ها بلطف الي ما بين ذراعيسه ، وعانقها ببطء : ( سأبقي مع زوجتي ).
هز الارتجاف جسمها النحيل ، وانطلقت نار حارة في شرايينها . . فارتفعت حرارة جسمها حتى درجة الحمى ز
واكمل : (وأتأكد من ألا يكون لديها عذر بعد الآن في أن تشك فيحبي لها ).
قال : ( كنت أنوي ان آخذك للعشاء ).
-ربما فيما بعد . . بما في الغرفة .
وحملها الي الفراش .
***********************************

نهاية الفصل العاشر



الفصل الحادي عشر والأخير والحمد لله هههههههه

وتناولا الطعام . . . لكن عند منتصف الليل .
كانا قد تمتعا براحة لذيذة فاقت كل شيء تشاركاه من قبل .
تبع هذا حمام ساخن متكاسل ، وارتديا كل عباءهته واحتسيا العصير اللذيذ وهما ينتظران خادمة الغرف لتحضر لهما العشاء .
بعد ان انهيا الطعام ، تراجعت هانا في مقعدها . هناك اسئلة كثيرة تريد ان تطرحها . . كلمات تحتاج ان تقولها . . وحثها صوت صغير : (الآن . . قوليها الآن.
كان هناك خطوط خفيفة جداً عند زوايا عينيه . . واظهرت قسماته لحية سوداء .
نظرت اليه بحذر ، تري القوة ، وهالة السلطة التي تنضخ منه . وعرفت ان هذا سيبقي موجوداً دائماً . ولها .
فكاشفته بصدق هاديء : ( أنا أحبك ).
ورات اساريره تلين .
كانت عيناه قاتمتين ، قلتمتين جداً . . تعبيرهما صريح مما جعلها تكتم انفاسها لكثرة المشاعر الظاهرة فيهما ، وقال بلطف : ( شكراً حبيبتي ).
-ولكالما احببتك . . ولو لم احبك . . ما كنت وافقت على الزواج منك.
وابتاعت غصة صغيرة ارتفعت فجأة الي حلقها : ( انت كل شيء احتاج اليه ).
اصبحت عيناها لامعتين بالدموع المتلألة : ( انت حياتي ).
هل من الممكن ان يتوقف القلب من الخفقان ؟ وان تكون المشاعر قوية الي درجة تقطع القدرة على الكلام ؟
وقف ميغيل وشدها الي ذراعيه ، وضاعت هانا . . غرقت في بحر من المشاعر ، وتمسكت بكتفيه وهي تستجيب له ز
كم من الوقت وقفا هكذا ، متعانقين احدهما ، بين ذراعي الآخر ؟ فهي لم تعد تتذكر الزمن .
ببطء ابعدها قليلاً ، وطبع قبلة على خدها . وتنهدت احتجاجاً ، وتأوهت قليلاً حين تركها وسار عبر الغرفة ز
راقبته وهو يخرج شيئاً من جيب سترته ، ويعود ليدس علبة مجوهرات رقيقة في يدها .
-لدي شيء لك .
-ميغيل . .
-افتحيها .
وفتحتها متأنية . . وكبتت ليعة دموع مفاجئة . . ففي غلاف من المخمل عقد متقن الصنع ، وقرط مماثل . . انه أنيق بجمال ، يجمع الألماس الوهري واللماس الأبيض ، مع الماسة زهري على شكل أجاصة ، في اسقل العقد .
همست هانا : ( انها جميلة ).
واحست بالدموع تترقرق في عينيها لتجري في كل خد جدول بطيء ، وتتوقف لبرهة على طرفي فكها .
-شكراً لك .
-دموع. . هانا .
سؤاله الممازح ، جعلها تمسح الدموع عن عينيها وتمرر اصابعها المرتجفة على كل خد .
-يبدو انني لا استطيع وقفها .
اخرج ميغيل العقد ووضعه في مكانه المناسب وثبت المشيك بأمان ، ثم مال اليها ليطبع قبلة على جبينها .
واستقرت النجمة تحت تجويف العنق مباشرة ، بخطها الوحيد من الألماسالوهري والأبيض .
لقد تذكر وهذا امر هام ، وبما ان الوصف لهذه الحلية وصفها ، ولم تشر الي أي شيء آخر رأته ، فهذا يعني انه كلف احدهم بصنع هذا التصميم خصيصاً .
-الا تريدين رؤية كيف يبدو ؟
هزت هانا راسها وقالت بنعومة : ( انه اجمل شيء امتلكته في حياتي . . مميز ).
وادركت انه عرف كم عنت الهدية لها .
مدت يدها الي المشيبك ، لكنه اوقف يديها : ( ابقيه حيث هو ).
و من دون ان تتفوه بكلمة ارى ، ادنت رأسه الي راسها وعانقته عناقاً مثيراً وليس له سوي نهاية واحدة .
فيما بعد ، ولوقت طويل ، ضمها ميغيل اليه وطبع قبلة على جبينها : ( نامي امانتي . . فغداً يوم ىخر ).
استيقظت هانا على رنين جرس الباب ، وادخل ميغيل الساقي الذي اوصل الفطور الي الغرفة ز
كم الساعة الآن ؟ نظرت بسرعة الي الساعة قرب السرير ، وتأوهت .
الثامنة والربع ! ياللسماء . . من المفترض ان تفتح المحل في التاسعة ، وتحتاج الي حمام وارتداء ملابسها ، والذهاب الي البيت لتغيير ثيابها بأخري نظيفة . . بحركة مسرعة ، رمت الأغطية جانباً ووقفت ثم توجهت الي الحمام . .
قال ميغيل بصوت اجش يؤنبها : ( امادا . . على مهلك).
نظرت اليه بانزعاج .
-المحل . . كان يجب ان توقظني . .
وبدا متسلياً : ( تعالي وتناولي الفطور . . لست ذاهبة الي أي مكان ). –ماذا صتعني انني لست ذاهبة الي اي مكان ؟ لقد تأخر الوقت . .
كان في تعبيره الأسمر المتسلي اعجاب دافيء ، وبسرعة اخذت عباءة ، ودست كميه وضمت الأطراف الحريرية معاً .
مد يده ، وامسك يديها ، وشدها الي جانبه .
احتجت ساخطة : ( ميغيل . . لا وقت لدينا . . )
-بلى . . . معنا وقت .
-لا . . ليس معنا وقت .
ومررت اصابعها في شعرها المشعث ، وقامت بجهد لتحرر يدها ز
إلا انه لم يترك لها فرصة . . فعناقه لها كاد يحطم إرادتها . لكنها انسحبت بعيداً عنه ، بعد ان سمح لها بهذا .
كان يعرف ان باستطاعته نزع الحري عن كتفيها واعادتها الي الفراش . .
وقال : ( ستفتح رينيه المحل هذا الصباح ).
وجمدت ، تنظر اليه متفحصة : ( لماذا ؟)
قادها الي الطاولة حيث وضضع الساقي فطورهما : ( اجلسي لنأكل ).
-لن أفعل شيئاً الي ان تقول لي ماذا يجري .
قال بسهولة : ( حسن جداً . . من المقرر ان نستقل الطائرة بعد بضع ساعات ).
وجمدت اكثر ن واتسعت عيناها وهي تنظر اليه : ( ماذا قلت ؟)
مد ذراعه ودفعها الي الأمام بلطف ، لتجلس على كرسي ثم جلس في المقعد المقلبل .
-سمعت ما قلت .
-كيف ؟
نظر اليها متسلياً : ( بالطريقة العادية اتصور ).
-اعني ، كيف لنا ان نسافر بسرعة هكذا ؟
-فوضي احداً عنك .
- لا استطيع .
-بلي . . تستطيعين .
وشرب نصف كأس عصيره دفعه واحدة .
-ستعود سندي الي العمل يوم الاثنين ، وستدير المحل بمساعدة إيليان ، وستأتي رينيه في الرابعة من كل يوم لإقفال المحل .
- لكن . .
-الدنيا كما نعرفها لن تنتهي . . لكن هذه مفاجأ ة . . غير متوقعة .
أخذت هانا رشفة عصير برتقال ، ثم اخرى : ( الي اين سنذهب ؟).
-الي هاواي ز
أوه . . ياالهي . . هل تملك قدرة على قراءة الأفكار ؟ وتخيلت الرمالرالبيضاء ، والبحر الأزرق ، والأمواج المتلألئة ، أشعة الشمس ، السكون . . أيام كسلي ، ليال طويلة متكاسلة . . انها الجنة .
وبالكاد سألت : ( الي متى ؟)
-اسبوع في هو نو لولو ، واسبوع في مادي .
سألت :( هونولولو ؟)
ولدت ابتسامة بطيءة حلوة على شفتيها . . مادي . . انها أجمل الماكن وأكثرها سحراً .
ولمعت عيناها بالسؤال : ( حقاً ؟ اليوم ؟)
تحرك فمه بتسلية ساخرة : ( لا تنظري الي هكذا . . وإلا لن نخرج من هذا الجناح كما لن نلحق برحلة محددة الموعد).
ضحكت هانا ن ضحكة خفيفة من القلب ، والتفت حول قلبه واعتصرته قليلاُ : ( اتعتقد هذا )
مد يده ووضع اصبعه على شفتيهت : ( الفطور كوريدا ).
-حسن جداً .
رفعت يدها تعد علىاصابعها : ( همممممممم . . رحلة في الطائرة تستغرق تسع ساعات )ز
ولمعت عيناها ببريق شيطاني : ( هذا يعطيني الوقت الكافي لأخطط بالضبط كيف انوي مكافئتك ).
وتولاه إغراء ان يتخلى عن الفطور : ( وقحة ).
-امر مؤسف اننا سنضطر الي الذهاب الي البيت اتجهيز حقائبنا .
-لا . . لسنا مضطرين . . فحقائبنا في صندوق السيارة .
لم تستطع كبت ابتسامة شك : ( وهل وضبت ليثيابي ؟)
قال بوقار مرح : ( جئت بمقدار قليل ما انت بحاجة اليه . وأي شيء آخر يمكنك شراءه هناك ).
واكمل بتكاسل : ( اضافة لهذا ، لن ادعك ترتدين الكثير من الثياب معظم الوقت ).
مالت هانا عبر الطاولة ووضعت اصبعاً على شفتيه : ( حسن جداًُ . . لدي اخبار لك امانتي . . اريد ان اسبح ، واستلقي في الشمس ، واذهب فيس نزهات طويلة ، واقرأ . كما ان عشاء لذيذ بين زملاء من الموجودين هو مطلب اساسي ).
ولمعت عيناها لتكتسبا بريق التوباز الأزرق : ( لو وضعت ملابس داخلية في الحقيبة ، فسنواجه متاعب جدية ).

-حاولي . . بذلة سهرة ، فستان او اثنين ، بنطلونات قصيرة ، بضع قمصان ، بكيني ، احذية . .
وصمت . . ثم فتح فمه وعض على اصبعها باطراف اسنانه مدعباً قبل ان يتركه ز
سخرت بلطف : ( الطعام ).
منتدى ليلاس
وبدأت بالتهام الفاكهة ، تبعها التوست والقهوة .
ولحقا بالطائرة , ولم يكن أمامهما سوي دقائق . وزعتهانا اهتمامها بين صفحات قصة بوليسية غامضة رائعة ، والفلام المعروضة .
كان الوقت متأخراص حين حطت بهما الطائرة في هونولولو ، ومع حلول منتصف الليل وصلا الي الفندق .
كان الجناح الفخم في الطابق مرتفع ، يطل على كنظر رائع لشاطيء " وايكيكي " . وتقدمت هانا الي الواجهة الزجاجية , وفتحت الأبواب المؤدية الي الشرفة .
دخل نسيم لطيف من المحيط , وملأت الجو رائحة البحر المنعشة . . كانت الأنوار المتلالئة تحدد الأرض التي تمتد كالقوس نحو رأس " ديموند هيد " .
تقدم ميغيل منها ، وشبك ذراعيه حول خصرها ، لتستريح ذقنه على قمة راسها وهي تميل نحوه الي الخلف .
تمتمت بصوت منخفض : ( المنظر ساحر ).
وبدت لها ميلبورن ن منزلها ، وكاميل ، بعيدين جداً . . وكأنه حلم مزعج استفاقت منه لتوها ، واكملت : ( شكراً لك ).
-على ماذا باللضبط ؟
ردت ببساطة : ( لإحضاري الي هنا ).
واضافت صامتة ، لقيامك بعمل إيجابي ، لإيمانك بي . . وبنا .
ضغطت يدا ميغيل عليها قليلاً ، وخفض رأسه ، ليعانقها .
-من دواعي سعادتي .
قالت ببطء ، وهي تشعر بالحرارة تنتشر في جسمها : ( لقد توصلت الي قرار . . . إذا وافقت ).
قال ممازحا ً : ( هل تطلبين مني ، ام تقولين لي ؟ )
وأحس بتسارع ضربات قلبها ، والطريقة التي يتراوح بها جسدها بين ما تريد ، والإستسلام .
-فكرت . .
وصمتت ، ثم سحبت نفساً سريعاً بعد ان تحركت يداه تداعبانها .
سأل : ( هممم ؟ بماذا فكرت كوريدا ؟).
-لعل فترة ما بعد الميلاد ، وقت مناسب لترقية سندي .
-قلاار حكيم .
-وأعتقد أنني سأتبقي إيليان على أساس نصف دوام ، لمجرد المساعددة .
قال بتكاسل : ( أعتقد ان هذا يقود الي مكان ما ؟)
ردت بابتسامة ناعمة : ( الأطفال . . مارأيك بعائلو خاصة بنا ؟)
احس وكأن شخصاً لكمه على معدته . . ولد ؟ وسرح تفكيره الي البعيد ، الي ملاك أشقر يعكس صورة امه ، اوربما صبي اسمر يدفع امه الي الجنون بمزاحه الطفولي . . يالهي . . هانا ثقيلة الوون لحملها طفلاً ؟ ثم الولادة . . وشحب وجهه لفكرة مواجهتها للألم .
-هل أنت واثقة من هذا ؟
التفتت بين ذراعيه لتواجهه : ( وانت . . . ألست واثقاً ؟)
وبحثت في اسارير ه في الضوء الخفيف ، ولمحت شيئاص ظاهراً لم تستطع وصفه ز
قال بحماس : ( لا استطيع التفكير بأي شيء مميز اكثر منك ، يمكن ان تهديني اياه ).
احست هانا بالرجفة الخفيفة التي سرت في جسده الضخم ، ولفت ذراعيها على خصره تشده اليها اكثر ، قالت مداعبة : ( ربما يجب ان ندخل ، ونتدرب قليلاً . . . )
وافلتت ضحكة دافئة منخفضة من حنجرتها : ( إضافة لهذا ، لدي مكافئة خاضة اقمها لك ).
ودخلا معا ثم اقفلا باب الشرفة وانزلا الستائر .
هذا هو عالمهما الخاص . . فكرت هانا بهذا وهي تدخل الي الحمام .
خلال الايام القليلة التالية ، استمتعا في لعب دور السواح ، فركبا الباص المخصص للسواح ، واستأجرا سيارة ليموزين ليوم واحد طافا فيها الجيرة كلها .
وفي منتصف الاسبوع ، طارا الي (مادي ) وامضيا فيها ست ايام رائعة من الاسترخاء ، في فندق يقع على الشاطيء ويطل على المحيط . وقضيا اياماً حلوة يسيران على الشاطيء ، يتكاسلان تحت أشحجار النخيل يقرآن ويصغيان الي الموسيقي من الراديو الصغير ، وسبحا في المحيط وفي بركة السباحة في الفندق . لعبا التنس ، وتعشيا في مطاعم عد ، قبل ان يعودا الي جناحهما.
كان ميغيل يستيقظ في الصباح الباكر ليستخدم المنضدة الصغيرة مدة ساعة ، ويتفحص هاتفه الخلوي كل مساء قبل الخروج الي العشاء ، كوسيلة اتصال بعالم الأعمال في الخارج .
ولم تمانع هانا ، كان يكفيها انهما معا في جزء مثالي من العالم . لدى عودتهما الي هونولولو ، اشتيا من محلات فخمة . . وقالت : ( هانا ممازحة وهي تضيف كيساً آخر ملوناً ، للأكياس التي يحملها ميغيل بتساهل :
-هذا هو علاج البيع بالفرق .
اختارت هدايا لكارلو ورينيه واستيان ، إضافة الي شيء من اجل سندي و إيليان .
سأل ميغيل وهي تخرج من محل ىخر : ( هل انتهيم؟)
-ليس تماماً .
كانت تبحث عن شيء محدد : ( لا اعتقد انك ستقبل بحمل هذه الاكياس الي الفندق ، ومنحي ساعة اضافية للتسوق لوحي ؟
-مامن فرصة .
حسن جدا . . . لكن هناك شروط .؟
لمعت عيناه ن وتحرك فمه ليشكل ابتسامه متساهلة : ( وماهي هذه الشروط ، كوريدت ؟)
رمقته بنظرة مشعة وهي ترفع يدهت وتبدأ باعد على كل اصبع بدوره : ( لن تسألني عن اي متجر ادخله . وستبقي في الخارج ، ولن تنظر عبر زجاج الواجهة . . . لن تدخل المحل تحت اي ظرف كان)ز
رفع راسه قليلا ، ونظر اليها مفكرا : ( ماعدا اذا جرت عملية سطو . . او كان هناك رجل يحاول محادثتك ).
ابتسمت له ابتسامه مرحة : ( همممممممممم . . . يبدو هذا منصفاً).
بدت في السادسة عشر من عمرها ، بشعرها المقصوص عند مؤخرة عنقها ، والنظارة الشمسة على قمة راسها . وكان تبرجها أقل ما يمكن ، وبشرتها تلمع بلون ذهبي عسلي خفيف . وقد راتدت بنطلونا قصيراً من القطن ، وقميصاً . فلم تبدو انها زوجته ز
لكنها نور حياته ، سبب عيشه ، انها مخلوق يشكر الله بامتنان عليه كل يوم زولم يكن يعتقد انه من الممكن ان يتخلى عن حياته من اجل انسان ىخر . . لكنه تخلىعن حياته لها ، وفي جزء من الثانية ز
وقفت هانا خارج محل فخم ، واستدارت اليه قائلة بتعبير جاد : ( تذكر . . . لقد وعدتني ؟ ).
-اذهبي آمانتي ز
ذهبت . . . واهتم بها بائعان شابان ، شرحت لهما ما تريد ، واشارت الي سلسة الأسعار فانقلب اهتمامهما فوراً الاحترام .
صرفت وقتاً في الإختيار . . . ولزمها وقتاً أطول لإقناعهما بأن يجعلا احد الحرفييين ان يحفر نقشاً كتابياً ، وساعدها في هذا رشوة كبيرة .
طلبت ان يوضع ما اشترته في غلبه مخملية جميلة ، وان تلف بورق هدايا واخرجت بطاقتها المالية الخاصة ، ثم خرجت عبر الباب الزجاجي المزدوج بابتسامة رضى .
كان هذا ىخر مساء لهما في هذه الجنة الجميلة . فتناولا العشاء في مطعم فاخر في ( بينك بالاس ) أوالقصر الزهري في هونولولو . كان الطعام لذيذاً والعصير رائعاً ، والمنظر من الخارج المطل على المحيط المغتم وفر خلفية هادئة .
وأطالا المقام معاً . . كل منهما يكره ان ينهي المسية . فقريباً يجب ان يعودا الي جناحيهما ، ويستدعيا الحمال لينزل حقائبهما الي قسم الاستقبال . . . ومن هناك ستوصلهما سيارة اجرة الي المطار كي يلحقا بطائرة منتصف الليل التي يتعود بهما الي الوطن .
قدم لهما الساقي القهوة ، بينما كان ميغيل يوقع على الايصال ، اخرجت هانا علبة الهدية ووضعتها على الطاولة .
قالت بلطف مع ابتعاد الساقي : ( هذه لك ).
ونظر اليها ميغيل مليساً ثوان قبل ان يمد يده ليأخذ اللفافة ز
فتد الشريط المذهب ، وازال الختم . ونزع الورقه . ثم قتح العلبة .
في الداخل ، وفي فرش من مخمل وجد ساعة جيب ذهبية مع سلسلتها .
-هانا ز
- هناك نقش على ظهرها . . ز اقرأه ز
راقبته يأخذ السشاعة ويقلبها ليقرأ ما نقش على ظهرها : ( ميغيل . . . قلبي وروحي . . هانا ).
تنفس : ( ياالهي )
وفقد القدرة على الكلا بصوت منخفض : ( في الداخل مكان لصورة ).
صورة ستتغير من سنة الي اخرى ، واضافة الي جديدة الي عائلتهما .
-غراتسياس امادا .
ووقف على قدميه واستدار ليعانقها ز
ومعاً ، غادرا المطعم الي جناحهما . امامهما رحلة طويلة ، ولا وقت لديهما ليهدراه .
قال ميغيل بلطف وهو يضمها : ( حياة واحدة لا تكفي ).
همست : ( لا تكاد تكفي ).
وشدت رأسه اليها ز
رنين الهاتف المستمر ، تسبب في ابتعادهما عن بعضهما البعض على مضض . . والتقط ميغيل السماعة واصغى ، ثم قال بضع كلمات مختصرة .
قال بما يقارب الندم : ( الحمال في طريقه الي هنا ، والسيارة تنتظر والتوى فمها بابتسامة دافئة .
-سنكون في بيتنا غداً
-هذا لن يساعدني الان ابداً
انطلقت ضحكة خفيفة من شفتيها : ( الصبر . . كوريدو . . انه جيد للروح ).
احنى رأسه وعانقها بلطف مثير : ( سأذكرك بهذا لاحقاً ).
كان امامهما بقية حياتهما . . ومعاً سوف يجعلان كل يوم وزنه . . والي الأبد .




الخـــــــــاتمة



ولدت اليكسيتا كاثلين سانتاناس بعد احد عشر شهراً وثلاثة اسابيع ورابعة ايام . . وكانت فرحة لأمها ، ورعاها والدها بمحبة عمياء ز
وحضرت العائلة ، والأصدقاء المقربون حفل العمادة ثم عادو الي منزل ميغيل زهانا في توراك ليقدموا التهاني وليشربوا نخب صحة الملاك الأشقر الشعر ، وسعادتهما المستقبيلة ز
اشرقت الشمس مشعة ذلك اليوم ، وارتسمت السعادة في كل زاوية بينما الجميع يحتفل بالمناسبة .
غادر الضيوف باكرأ ذلك المساء ، وكانت الساعة تقارب التاسعة حين دخلت هانا غرفة الطفال لتطعم ابنتها .
كان يوماً ساحراً . . فكرت هانا بهذا وهي تغير ثياب اليكسيتا وتتحضر لتضعها على صدرها لارضاعها . . لنهل طفلة هادئة . . عدا تلك اللحظات حين تطلب الغداء او تحتاج تبديل حفاظها . انها جائعة الآن ، واخذت قبضاتها الصغيرة تضرب برقصة مهتاجة قبل ان تصمت لترضع بقوة ز
نظرت هانا الي قسمات الصغيرة المكتملة ، البشرة الرقيقة ، واحست بقلبها ينبض بفخر المومة . انها حقاً اجمل شيء صغير ، هدية ثمينة .
وقررت حالمة :أي فرق يمكن لسنة ان تفلع . لقد سافرت مع ميغيل الي رومت ، وطافت إيطاليل ، وامضت وقتاً في الندلس . . سندي الآن تتولى إدارة المحل ، بمساعدة إيليان ز
وقررت ان الحياة حلوة جداً .
-كيف حالها ؟
كانت هانا مستغرقة في افكارها بحيث لم نتبه لدخول ميغيل الهاديء الي الغرفة . رفعت رأسها لتبتسم له ابتسامة تمسكت بقلبه وجعلته يخفق بسرعة اكبر .
هل تعرف كم يحبها ؟ لا يمكن ألا تعرف . وتقدم الي جانبها ن ووقف يراقبها وهي تنهي رضاعة ابنتهما ، وتعطيها له لتتجشأ .
بعد دقائق وضع اليكسيتا بحذر في مهدها ، وغطاها ، ثم ضم هانا الي جانبه وهما يقفان ليراقبا نوم ابنتهما الهاديء .
قال ميغيل بنعومة : ( انها جميلة . . مثل امها ).
استدار حين اسندت هانا رأسها الي صدره ومرر شفتيه على جبينها : ( حان دورنا الان . . كوريدا).
ردت بخبث : ( همم . . يبدو هذا مثيراً للاهتمام ).
ورفعت راسها تنظر اليه : ( ماذا يدوب بخلدك ؟ ) .
شغل جهاز مراقبة الطفلة , ثم قادها الي غرفة نومهما .
- أنوي أسعادك .
- أوليس هذا , من جانب واحد قليلاً .
- وعانقها بشغف , فردت عليه بالمثل , وقد جرفها مد الشوق وهو يدفعها بلطف الي الفراش .






*** تمــــــــــــــــــت ***

 
 

 

عرض البوم صور the chandlier   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, helen bianchin, دار الفراشة, روايات مترجمة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, صرخة قلب, santanas men, the marriage arrangement, هيلين بيانشين
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية