كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-بأب لايستطيع ان يكون موجودا لأجله ,اب يضع عمله قبله كما فعل والداي اعرف كيف الاحساس بأن يكبر الولد وهو
يدرك انه ليس محبوبا من والديه ..هذا هو الحمل الذس كنت اشير اليه ..وليس ..
وصمت ..وبدا الشحوب على وجهه ثم هز راسه محتجا "آني ..كيف يمكن ان تظني ..ان تؤمني ؟لقد احببتك ولا اعتقد اننا كنا مؤهلين
لهذه المسؤوليه .. وربما بالغت بردة فعلي ..لكنني لو فكرت للحظه واحده انك ظننت نفسك حاملا ..وانك تريدين الطفل خوفا
من ان تبقي لوحدك ..انا لم ..."
الحقيقه صدمته وارهبته ..وادرك انه جرح كذلك ..لكنه اجبر نفسه ان يضع هذا الشعور جانبا وان يتذكر آني كما كانت
يومها ان يفهم ويتذكر كيف شعرت حول والديها المجهولين ..واخذ نفسا عميقا ..بطريقه ما عليه ان يجد وسيله ليطمئنها ليقنعها ..
ليظهر لها بالضبط كم كانت مخطئه
-لايهمني من هما والداك ..المهم انك انت ..شخص رائع مميز يحمل منطيقا شيئا من كليهما في جنياته
مد يديه يحيط بوجهها قبل ان تتحرك بعيدا ..عيناه زادتا سوادا بشدة مشاعره وهو يقول لها "انت لاتعرفينهما آني ..
لكنني اعرف انني سأكون فخورا بهما كجدين لابني كما انت اما له وبما تحملينه من صدق حنان منه شجاعه وذكاء ..واكثر
من شيء اخر ..بحبك"
صمت قليلا ثم اكمل "اتمنى لو استطيع قول الشيء ذاته عن ارثي الجيني ..كان والداي دون تفكير ,انانيان,عنيدان,مشغولان جدا
بمصالحهما ..وكنت لهما عائقا لايريدانه حقا ومصدر ازعاج ووضعاني تحت رعاية جدي وجدتي ..الذان اعتنيا بي كواجب
عليهما ..هذا هو الارث الذي لااريده لطفلي "
وهي تتفحص وجهه عرفت آني انه يبوح بالحقيقه واغرورقت عيناها بالدموع
مال دومنيـ ك الى الامام يريد تقبيلها لكنها ذعرت وانسحبت بعيدا انها تحتاج الى وقت لتستوعب ماقاله لها لتتقبله وتتقبل
انها اساءت الحكم عليه وانها تركته ..وحطمت زواجهما وحبهما دون سبب ..فهل هناك طريقه تجعلها تتقبل فظاعة مافعلت؟
تركها تبتعد بصمت وكان هذا بسبب كل ماحدث خطأ بينهما وحتى الان لايستطعان المشاركه بمشاعرهما ..فهناك حواجز بينهما
قد يكبر الحب بسرعه لكن الثقه مسأله اخرى ..فالثقه نبته بطيئة النمو وتحتاج الى رعاية ..غلطته كانت انه لم ير ولم يستجب
لحاجه آني بتلك الرعاية الحذره وردة فعلها كانت نتيجة الخوف من افكاره
لم تكن آني تدري مالذي يؤلمها اكثر ..معرفتها ان حبهما قد انهار الى الابد ام اكتشافها لعدم ثقتها بنفسها ام خوفها من المجهول
ومن ماضيها الذي قادها الى الدمار ..لكن الاسوأ من هذا هو الالم الذي ستتسب به لطفلها الذي سيكبر بدون التوافق بين والديه
انها تحب دومنيـ ك ..بالكامل وتماما ودون تراجع ودون امكانيه استعادته وتعرف هذا الان وتعرف كذلك انه لايزال يجدها مرغوبه
لكن الرغبه ليست حباً ..وقال هذا بصراحه
ذلك الصباح نزل السلم دون مساعدة..اذن حان وقت ذهابها بينما هي قادره على الذهاب بوقار وكرامه
رتبت ثيابها بهدوء ثم نزلت تفتش عنه لتجده في المطبخ
قالت له بهدوء"علي الذهاب ..وكلانا يعرف الرد على سؤالك الان ..ويجب ان يتم الطلاق بسهوله كافيه و .."
قال دومنيـ ك "الطلاق ؟اي طلاق؟انت تحملين طفلي آني ..وليس هناك طريقه تجعلني ...لانستطيع الطلاق الان"
شحب وجه آني ..في اعماقها كانت تخشى ان تكون ردة فعله هكذا لكنها اقنعت نفسها انها قويه لتقاوم اغراءه
قال بلطف اكبر"اسمعي ..امامنا بناء جسر لحياتنا ..واعرف انك تحتاجين الى وقت لان الثقه ليست شيئا ينمو بين ليلة وضحاها
ولكننا سننجح"
احست آني بأنها ترتجف في اعماقها لتأثير محاولتها التمسك بالواقع محاولة تذكير نفسها بما هي الحقيقه وواقع انه لم يعد يحبها بينما هي ..
من مكان ما تمكنت من استحضار قوة الارادة اللازمه
-ادرك انك تتكلم من احساس مضلل بالمسؤوليه و ...والواجب دومنيـ ك .. لكن ..
-لم تكن المسؤوليه هي التي جعلتني اريدك في فراشي تلك الليله ..وسامحيني اذا كنت فظاً لانني لااعتقد ان الواجب هو الذي ابقاك معي
شهقت سخاطه "هذا غير منصف ..ماحدث بيننا كان .."
شجعها ان تكمل "كان ماذا ؟ام علي ان اخبرك ماكان ؟"
ثم تابع بهمس مثير "ماحدث هو ما صممته الطبيعه لنا ليحدث ..ماحدث كان .."
وتوترت بينما انخفض صوته اكثر "انا لم اتوقف يوما عن حبك ..ولااظن انك توقفت عن حبي ..ربما نسيتي في وعيك دفعتني
الى مخرة دماغك ..لكن في اعماقك لم تستطيعي نسياني ..في اعماقنا حبنا لم ينطفئ نحن مدينان لهذا الطفل وعلينا
ان نعطي انفسنا فرصه اخرى آني "
هزت رأسها نفيا على الفور "لا"
وصمت دومنيـ ك للحظه ثم وهي تظن انه سيتقبل انكارها له ويستدير عنها امسك وجهها بين يديه وقال بلطف جعل قلبها
ينقلب راسا على عقب "اتعرفين مااظنه ؟اظن انك خائفه من ان .."
انكرت بسرعه "لست خائفه من شيء ..استطيع تدبير امري بنفسي وانا لااحتاج ..."
قاطعها بهدوء "...لي ..ربما لاتحاتجين لي ..لكن هذا .."
ولامس بطنها بلطف "ابننا او ابنتنا يحتاجان آني ..كلانا يعرف كيف يمكن ان يكبر الطفل لوحده معزولاً فهو يشعر
بأنه مختلف او غير محبوب .."
ردت بإصرار "طفلي سيكون محبوباً ..فأنا سأحبه ..ولا يمكنك اجباري على البقاء هنا دومنيـ ك "
وهو يتفحص وجهها استدارت بعيدا عنه فقد كان على حق حين اتهمها بالخوف استدرات ..فكيف يمكن ان تخاطر وتصدقه؟
قال متثاقلا وهو يتركها "لا ..لااستطيع اجبارك على البقاء .."
وماذا كانت تتوقع ؟ماذا ارادت ؟ان يتمسك بها جسديا؟
دون ان تنظر اليه استدرات حول باب المطبخ وركضت الى الردهه حيث تركت اغراضها
لقد قال لها "انا لم اتوقف عن حبك"لكن كيف يمكن ان تصدقه ؟وقد يكون لحماية الطفل ؟
كان باب مكتبه مفتوحاً ..وبتهور سارت على اطراف اصابع قدميها الى الداخل ..كانت الغرفه فارغه والستائر تتطاير في
الهواء وطارت ورقه على الارض ..فانحنت لتلتقطها ثم جمدت وهي تعيدها الى المنضده فهي صوره عمرها خمس سنوات
كانت لها ولدومنيـ ك يوم عرسهما وملأت الدموع عينيها وارتجفت اصابعها وهي تضغطها على الزجاج البارد
كانت سعيده جدا ذلك اليوم مفعمه بالفرح والحب فقد كان دومنيـ ك حبيبها المتكامل وبطل احلامها ..لكنه اكبر سناً الان بخمس سنوات
وشخص مختلف كلاهما اصبحا مختلفين ..ربما من الخارج لكن من الداخل ..مشاعرهما ..وحبهما ..
احست بب الألم يتلوى داخلها ..لكنه لو استسلمت لدومنيـ ك الان ..كيف يمكن ان تعرف اذا كان يريدها حقاً؟
بسرعه اعادت الصوره الى مكانها ثم اغلقت النافذه قبل ان تعود الى الردهه وتلتقط حقائبها
كانت مفاتيحها في يد والحقائب في اليد الاخرى حين فتحت الباب الامامي ونظرت الى سيارتها
دومنيـ ك ! ماذا بحق السماء ...؟ابتلعت بشدة ثم رفرفت عينيها كان دومنيـ ك يقف الى جانب سيارتها وحقيبه ثقيله عند قدميه
-اذا كنت لاتريدين العيش معي ..فسأضطر الى ان اعيش معك ..سأذهب حيث تذهبين لن نفترق عن بعضنا ولن تختفي مره اخرى
احتجت آني "لاتستطيع فعل هذا ..انت لاتريدني ..السبب فقط هو الطفل .."
سألها بأدب "حقا ؟هل هذا ماتعتقدين ؟"
كان سؤاله مهذبا وهادئاً مما اجفلها ترك حقيبته وتقدم نحوها وهو يقول بصوت منخفض ناعم "حسن ..انا مضطر لأبرهن
لك كم انت مخطئه ..اليس كذلك؟"
احست ان الوقت تأخر لتستدير وتهرب
-دومنيـ ك ..لا ..لايجب ان تفعل هذا ..ساقك ..
لكن رفضها ضاع على قميصه الناعم وهو يرفعها بين ذراعيه ويعود الى المنزل ويصعد السلم بها
همس بنعومه وهو يلقيها على السرير "في هذه الغرفه وفي هذا الفراش كنا معا كما يكون العشاق ..في هذا الفراش أريتك كم
احبك آني وهنا كذلك اظهرت لي حبك ..وقلت لي عنه "
احتجت بحده "كان هذا منذ خمس سنوات و .."
-لا ..انا لا اعني يومها ..لقد حملت بطفلنا في هذا الفراش ..ليلة قلت لي انني حبيب احلامك ..ليلة قلت لي كم ..
احتجت بضعف "لا ..!"
وغطت اذنيها بينما اشتعل وجهها خجلا
استغل دومنيـ ك انشغال يديها لتحيط يداه بوجهها وينظر الى عينيها وهو يقول بإصرار "اجل ..لكل منا ذكريات
تعيسه ..مخاوف وشكوك لكن ماتشعر به يتغلب على كل شيء ..اعطني نفسك الان ..ثم اخبريني
اذا كنت تجرؤين انك لاتحبيني او انك لاتشعرين بحبي لك وان لامستقبل لنا معا "
توسلت آني اليه متألمه"ارجوك لاتفعل هذا ..لا اريد ..."
-لاتريدين ماذا؟
وتأوهت من بين انفاسها وبدات مقاومتها تذوب ..احست بحرارة مشاعرها تمر عبر شرايينها
تابع دومنيـ ك "انت لاتريديني؟ام هذا..؟"
كان يعانقها ويداه تتلمسان بشرتها ..وادركت آني ان هذا هو قدرها
قالت له ساخطه "انت ساحر ..مشعوذ"
وكان صوتها ضبابيا مثل عينيها مفعما بالاحاسيس واسترخى جسمها بتكاسل من جراء حبها وشوقها
قال بحرارة "بل انا رجلك ..وانت امرأتي ..آني ..حبي وحبي الوحيد .."
احست به يرتجف ثم يكمل "احبك كثيرا ..وارجوك ارجوك احبيني في المقابل ..انت حياتي حبي ماضيي وحاضري ومستقبلي من دونك .."
ولم تستطيع مقاومة اغواء ان تتحرك اليه وان تلف ذراعيها حوله لتأسره ..واحست بموجات سعادة تحتاجها وعرفت
انه يتعمد الملاطفه بسبب الطفل ..طفلهما
حين بدات تبكي لعق دموعها يواسيها بقوله انها ببكائها تتخلص من ألمها ..فجأه عرفت ان هذا صحيح ..فهي تكاد تشعر بمد
مشاعرها ينحسر وبعودة السعادة والحب ليغمرا جسمها عشاق الاحلام رائعون على طريقتهم ..لكن هذا حقيقي ..والحقيقه كانت ..كانت ..
شجعها دومنيـ ك وقد ادرك انها تحاول قول شيء "همم ...؟"
تنهدت "احبك"
لكن بالنسبه لدومنيـ ك كانت الكلمه البسيطه اقوى بكثير من كلمات الحب التي كتبت يوماً
|