كاتب الموضوع :
dalia cool
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
( حقاً ؟ ) ورماها بنظرة غريبة ثم نظر إلى كوبه : ( لماذا أتيت ؟)
لماذا أتت ؟ لاحت إبتسامة واهية على وجهها ، ما\فعها للمجيء إلى هنا الليلة تبخر
وماعاد له أية قيمة بعد الذي رآتة وشهدته . )
حان الوقت للإختباء مجدداً ، ولتحاول على الأقل مغادرة المكان ببعض من كرامتها ،
استجمعت كل قوتها للسيطرة على رفضها الداخلي لما كانت ستقوله ورفعت رأسها إليه بتعال
قائلة بهدوء : ( جئت أخبرك أن كل شيء انتهى بيننا ) .
ضرب كلامها وتراً ما لديه فقد تشنج للحظات ثم تمتم بسخرية :
( كان علبّ توقع ذلك لكن وبغرابة لم أفعل ) .
( قررت العودة للجامعة ) .
أخبرته وهي ترغب بإيذائه بنفس الطريقة التي آذاها بها ،
لكنها ادركت هباء محاولتها ،
فقد كانت صادقة حين اخبرت والدته سابقاً أن لا قلب له .
( آه ، كل تلك الدراسات الموسسيقية الغالية . )
قال محتسياً المزيد من كوبه :
( وجيسون الغالي أيضاً كما أظن ) . أضاف بمرارة .
لم تستطع ترك هذه الملاحظة تمر دون تعليق فقالت :
( أعرف كل شيء عن جيسون واعرف كل شيء عن والدتي . )
استدار فجأة ليواجهها وسأل بحدة : ( كيف ؟ )
( يبدو ان جيسون لم يعتقد المبلغ الذي دفعته له كافياً لشراء صمته ) .
سخرت ببرود ثم رمته بنظرة متهمة متابعة :
( امتص دم والدي بشدة لدرجة انه التجأ حتى إلى اصدقائه كي يبقى محافظاً
على ما لديه أليس كذلك ؟ ) .
لم يجب لكن قسماته اخبرتها انها نطقت بالحقيقة .
( وكل هذا ليحافظ على سمعة والدتي النظيفة امامي ) .
تنهدت وسحبت نفساً عميقاً قبل أن تتابع :
( لم يكن الأمر يستحق كل هذا ، كل يجدر به أن يعرف انني كنت أفضل
ان آراه آمناً وسعيداً حتى لو كان ذلك ليحطم ذكرى والدتي امامه ،
على ان نصل إلى ما وصلنا إليه الآن ) .
( وما الذي وصلت إليه الآن ؟ )
( ليس بالشيء الكثير ) .
قالت مسيحة بنظرها عنه :
( زواج فارغ يرتكز على محاولات يائسة لرجل يحتضر لإنقاذ شيئاًُ
من حياته التي كان قد اغرقها في فوضى عارمة ) .
ثم رفعت عينيها إليه وتابعت بمرارة :
( لهذا قررت العودة إلى الجامعة ارفض ان استغل من الآخرين ،
جعلتني أريدك يا طوني . . . و لا أريد أن أشعر بذلك ثانية )
( أتظنين انني أريد ذلك ؟ ) سألها وهو يضع الكوب جانباً .
( اظنني المسؤولة عن هذا أيضاُ ) .
قالت متنهدة :
( بمجيئي إلى هنا تلك الليلة متوسلة مساعدتك بغباء ) .
( لا . اخطأت بقولك هذا ، فالأمر بدأ قبل تلك الليلة التي لجأت بها إليّ ) .
شعرت بهجوم صاعق وشيك ، فقالت : ( عمّ تتكلم ؟ )
هز كتفيه بتكاسل قائلاً : ( عرفت كل شيء عن ابتزاز هانتر لوالدك ،
عن محاولاته لإدخالك في مخططاته وعن رغبته بالإستيلاء على شركة لوفل .
عرفت كل ما يجري قبل مجيئك إليّ تلك الليلة بإستثناء موضوع خاتم الخطوبة ) .
|