لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-10-09, 08:09 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


قبل أن تذهب الى فراشها صممت على الرحيل , ولكن تصميمها ما لبث ان تلاشى فى الصباح بعد ليلة نامت فيها جيدا الى حد أدهشها , فما زال لديها لورا التى عليها ان تضعها فى عين الحسبان وقد يسبب لها رحيلها المفاجئ تأثيرا سيئا عليها .

ولورا نفسها بدت بالغة الحيوية والنشاط فى هذا الصباح ولكنها كانت شاردة الذهن بسبب تريفور فروبيشر .

بدت عليها الكآبة فجأة وهي تقول : " لم أنس . وساكتب الى جون عن لقاء الجمعة "

ارتسمت على شفتى كارولين ابتسامة خفيفة : " لم تنسيه إذن ؟"

اتسعت عينا لورا ساخطة : " أنساه بسبب تريفور ؟ لا , بالتأكيد . اعلم ان هذا ما تريده أمى , ولكنها مخطئة . فأنا وتريفور .. حسنا , إننا كأخت واخيها "

هزت كاورلين رأسها : " أحقأ ؟ لا تدعيننا ننخرط فى نقاش عاطفى , فمزاجئ سئ
ولكن لورا أصرت على القول : " هل سررت بنزهتك الليلة الماضية ؟ سعيك الى صداقته شئ حسن . فهو الابن الوحيد وامه شغوف به , وهم يعيشون فى ذاك البيت الرائع .. "

أسكتتها كارولين بقولها : " اعلم ذلك . ودعك من هذا يا لورا . والان هلا تحدثنا عن الدروس ! "

مضى الاسبوع الذى تلا تلك الحفلة هادئا بشكل يدعو للدهشة , وشعرت كارولين بالراحة عندما لم تر جايمس أو زوجته . انضمت اليهما ديبوراه ذات صباح لتناول القهوة أثناء استراحتهما ولكنها حينذاك لم تنزع نحو الثرثرة فحمدت كارولين الله على ذلك .

صباح الخميس , اتصل كليف بكارولين وجعلها عتابه البالغ لانها لم تتصل به تحاول رؤية ديبوراه طلبا للإذن منها للخروج مساء السبت لتناول العشاء معه ومع أمه , وكما توقعت , لم تعترض ديبوراه على ذلك ولكنها خنقت أى نوع من وخز الضمير قد تشعر به نحو جايمس ., فهى لا تدين له بأى وفاء . وكما قال كليف , جايمس لن يطلق ديبوراه قط , وكان عليها ان تعلم ذلك اكثر من اى شخص اخر .

بعد ظهر يوم الجمعة , عندما كانت كارولين تستعد لتجفيف شعرها فى غرفتها , جاءت جينى تخبرها بان هناك من يتصل بها .

- يتصل بي ؟ هل انت واثقة ؟

وعندما نزلت الدرج خطر لها ان من المحتمل ان يكون جون موني المتصل , ولكنها نبذت هذه الفكرة , فقد طمأنتها لورا منذ يومين الى ان الرسالة التى تلغي موعدهما هي فى طريقها إليه . ولهذا لم تكن مستعدة للهجة الإرلندية التى سمعتها فى التليفون .

سألها بسرور ظاهر : "أهذه أنت يا كارولين ؟ "

نظرت كارولين الى ما حولها بضيق , وعندما رأت انها وحدها سألته غاضبة : " ما الذى تعنيه باتصالك الهاتفى الى هنا مرة أخرى ؟"

- آه , اهذه طريقة لمعاملة صديق ؟

- لست صديقى يا سيد موني

- أهكذا ؟ مع اننى اعتبر نفسى صديقا
- لماذا تتصل بي يا سيد موني ؟

أجاب محتجا : " انت لا تتركين لي مجالا للشرح "

تابعت كارولين تقول : "وعدتني لورا بأن تراسلك "

- ولماذا تراسلني لورا ؟

- لتخبرك بانها لا تستطيع رؤيتك الليلة . هل تعنى انها لم تكتب ؟
- آه , لم اقل هذا بالضبط

تمالكت كارولين اعصابها : " سيد موني . ان لم يكن لديك سبب وجيه جدا للاتصال بي الى هنا فأقفل الخط رجاء "


قال بضيق : " لماذا انت عديمة الصبر ؟ انا افكر فى ذلك الحديث الشيق الذى دار بيننا "


فتنهدت كارولين : " آه , ارجوك ... ما الذى تريده ؟ هل كتبت لورا اليك رسالة ام لا ؟ لا يمكنها رؤيتك الليلة كما انها لن تتناول عشاءها فى المنزل "

فقال متمهلا :

- هذا مؤكد . لقد وصلتنى رسالة الفتاة بالامس . وانما انت من اريد مكالمتها يا آنسة دوغلاس . لا ادرى ان كنت تقبلين بقضاء هذا المساء معي .

قالت : " لا تكن سخيفا "

- ولماذا أكون سخيفا ؟ انا هنا فى " فينبورن " فهذا يوم عطلتى , فلماذا لا اطلب منك ان تشفقى على وتشاركيني وحدتي فى عشائي ؟

- لا تهمنى وحدتك يا سيد موني , وليس لديك الحق فى القدوم الى هنا .

- ولم لا ؟ فهذه بلاد حرة , أليس كذلك ؟ وانا احب التنزه .

تحركت كارولين بضيق : " حسنا , حسنا , اشكرك على دعوتك هذه , ولكننى مع الاسف مرتبطة "

- هل أنت خارجة مع شخص اخر ؟

رفعت عينيها الى أعلى بيأس : "لدى .. أشياء اخرى اقوم بها "

ران صمت فترة طويلة كادت تظن معها انه اقفل الخط فى وجهها , ولكنه عاد يقول : " هل لورا موجودة ؟ "

لورا عند بركة السباحة وتريفور معها فى المنزل , وفيما بعد ستذهب الاسرة باكملها لتناول العشاء فى منزل أهله آل فروبيشر , فكيف بإمكانها ان تناديها الى المنزل لتأتى وتكلم جون موني ؟ لم تحتمل التفكير فى هذا الامر لانه سيدمر سهرة لورا وسيثور غضب والديها اذا عرفا بما يجري .

قالت محتجة : " لايمكنك التحدث اليها الان "

قال : " لا بأس , سأتصل بها فيما بعد .. "

فقالت مذعورة : "لا , لا . لا يمكنك هذا .. لن تكون لورا هنا , سبق ان اخبرتك انها ستخرج مع ابويها .. "

- سأجرب حظي

ضغطت على السماعة بأصابعها حتى شعرت بالألم .

- حسنا , متى تريد منى أن القأك ؟

لزم الصمت لحظة اخرى ثم قال برقة : " هل انت غاضبة مني ؟"

تنهدت : " وماذا تظن ؟ "

بدت السخرية فى صوته : " آسف , انما ليس هناك طريقة اخرى , أليس كذلك ؟ هل تاتين الى القرية ام اتى لاصطحابك ؟ "

قالت بحزم : " لا , سأسير على قدمي , اخبرنى فقط عن الوقت "

- حسنا , فلنقل .. الساعة السابعة ..

احنت كارولين كتفيها : " ولكن ليس فى فينبورن "

- اختارى المكان الذي تريدين , سأكون فى انتظارك الساعة السابعة .

- اتفقنا .

وضعت كارولين السماعة بقلب مثقل , فهى غير مقتنعة انها تتصرف بصواب . ولكن ماذا بإمكانها ان تصنع ؟ لو ذهبت الى ديبوراه واخبرتها بالقصة كلها , لازاحت عنها هذا العبء , ولكنها وعدت لورا بمساعدتها . والواقع انها رجت الله ان تموت هذه العلاقة اخيرا بشكل طبيعى , ولعل ما شجعها على ذلك موقف جون موني . اما ما لم تكن تتوقعه , فهو تحويل انتباهه إليها وما سيتبع ذلك من تعقيد .
ابتعدت عن التليفون وسارت نحو السلم و الكآبة تغمر وجهها .. ادركت ان هناك من يراقبها من باب المكتبة . منتديات روايتى .شعرت بمرارة وهي ترى جايمس وتحول شعورها بالذنب الى غضب وهي تسأله :

كان جايمس متكئا على جانب الباب , فاستقام فى وقفته ولكن وجهه لم يكشف عما يدور فى نفسه , ثم قال بأدب : " اسف ولكن عندما سمعت ذكر والدي لورا , غلبني الفضول "

تلاشى غضبها بنفس السرعة التى ثار فيها :

- إذن استنتجت انه جون موني ؟

مرت على وجهه سحابة ما لبثت ان تبددت بسرعة : " اذا كان هذا قولك "

سكتت كارولين وهي تنظر الى ما ورائه , واعية الى الصورة التى تبدو فيها امامه .. بنطلون جينز وقميص بلا اكمام . وشعرها مبلل ينسدل على كتفيها , اما جايمس فكان يرتدى البذلة التى كان يرتديها فى المدينة .

اخيرا سألته : " لماذا برأيك يتصل بي ؟ "

هز كتفيه : " استنجت انه كان يتفق على موعد معك لهذا المساء "

كان هادئا رابط الجأش , وشعرت كارولين بانقباض فى نفسها فرفعت رأسها قائلة :

- هذا صحيح , هذا ما كان يفعله , هل لديك أى اعتراض ؟

سحب جايمس نفسا عميقا فظنت للحظة انه سيعنفها , ولكنه عوض ذلك حل ربطة عنقه واشاح بوجهه عنها واجاب بهدوء : "لا , ابدا . والان , ارجو المعذرة فلدي عمل اريد القيام به "

عندما دخل الى المكتبة واغلق بابها خلفه , قاومت كارولين رغبة فى السعي وراءه لاخباره بما حدث . انه الوحيد المستعد لمساعدتها . ولكنها لم تجرؤ على اخباره لئلا يعتقد انها مازالت تهتم برأيه فيها .

لم تجد كارولين صعوبة فى الوصول الى القرية فى الوقت المحدد للقاء جون . لانها عندما نزلت الى الطابق السفلى الساعة السابعة إلا ربعا , كان غروم واقفا فى الردهة .
منتديات ليلاس
سألها بأدب : " هل انت خارجة يا آنسة ؟ "

اومأت برأسها : " نعم , لماذا ؟"

فقال : " هل أقلك إذن ؟ ان كنت تقصدين القرية فأنا ذاهب إليها "

هتفت بفضول وهي تنظر حولها : " هل كنت تنتظرني ؟"

وضع غروم قبعته على رأسه وقال منكرا :

- لا , يا آنسة .

ولكنها لم تقتنع فقالت :


- هل نذهب إذن ؟

انزلها غروم أمام مقهى " كوش إند هورس " ما أن ترجلت من السيارة الليموزين الفارهة حتى رات الرجل الإرلندي بانتظارها فى الشارع .. زمت شفتيها معا بشدة واغلقت باب السيارة , لم تشك فى ان جايمس طلب من غروم ان يقلها الى القرية .

تقدم جون موني عابرا الطريق نحوها بخطوات واسعة , وبدت على شفتيه ابتسامة الظفر.

- حسنا , ألست فتاة غير عادية ؟ فقد بكرت فى المجئ ؟

نظرت اليه بضيق : " لقد اقلنى السائق كما ترى "

- آه , لقد رأيتها , انها سيارة رائعة الجمال ؟

لم يستسغ مزاج كارولين هذا المزاح , فقالت : " كف عن مثل هذا الكلام . أين سنأكل ؟ "

نظر جون الى مظهرها معجبا , كانت ترتدى طقم جينز وقد فرقت شعرها بعصابات مطاطية فبدت فى الثامنة عشرة .
قال لها : " حجزت مائدة فى مطعم " فينيكس " فى ريدنغ , هل أنت جائعة ؟ " وكانا أثناء ذلك يسيران الى حيث دراجته البخارية .

ردت عليه بحدة وهي تتناول منه الخوذة فتضعها على رأسها : " لا , انما اريد فقط ان انتهى من هذا الامر بسرعة , انا مستعدة "

افتتح مطعم " فينيكس " حديثا قرب مركز المدينة , حين أصبحا فى الداخل وجلسا الى احدى الموائد طلب كوبين من عصير البرتقال .

قال لها : " ماذا حدث الان ؟ "

حملقت كارولين فيه : " تعرف ماذا حدث , ابتزازك لي لكي تلقاني ! لم اعلم ان هذا سيحدث عندما اخبرتنى انك رجل واقعي "

هز كتفيه قائلا بكسل : " لم أقل قط اننى رجل رضى الخلق .. ماذا كنت تفضلين القيام به ؟ تناول العشاء مع والد لورا الجذاب ذاك ؟ هه؟"

كانت كارولين ترتشف عصيرها , ولكن كلمات جون التى قالها ببساطة جعلتها تشهق ثم تسعل حتى دمعت عيناها ولفتت انتباه الحاضرين .

سألها برقة : " هل وجدت عظمة فى العصير ؟ هذا ما اعتادت أمى على قوله لى .. وكم كان يضحكني ذلك "

اما كارولين فجاهدت فى سبيل التنفس :

- لماذا سألت ... وما الذى سألته ؟

تأمل لون عصير البرتقال لحظة , ثم بدأ يرتشفه : " حسنا , والان . فلأفكر .. ما الذى قلته ؟ "

هتفت بصوت غاضب منخفض : " تعلم ما قلته . لماذا قلت تلك الجملة ؟ هل قالت لورا شيئا فى رسالتها ؟ "

تأمل جون قائمة الطعام أمامه : " ما الذى سنطلبه ؟ لم يسبق لي ان اكلت هنا ... ولهذا لا استطيع تزكية أى طعام . اتشعرين برغبة فى الحيوانات البحرية ؟"

توسلته غير مهتمة باختيار الطعام :

- جون اريد ان اعلم من اين استقيت تلك المعلومات ؟

تأمل وجهها المتلهف بسخرية : " اذا كان الامر غير صحيح , فلماذا كل هذا ؟ "
حدقت كارولين إليه : " لابد ان بإمكانك التكهن بشعوري يا جون , فلا يمكنك ان تقول كلاما كهذا دون ان تشرح الامر "

قال عابسا : " بل يمكننى ذلك . ها , ما رأيك بالبفتيك ؟"

قبضت كارولين يديها : " جون . ان لم تخبرنى بكل شئ فسأخرج الان من هنا ولن ينفع عندئذ اى نوع من الاغراء لاعادتى "

عند ذلك تنهد ووضع قائمة الطعام جانبا ثم قال بهدوء : "لن يعجبك ذلك "

فتصلب جسم كارولين واخذت افكارها تتسارع :

- هل ... تكلمت مع جايمس ؟

اندفعت بهذا السؤال بشكل طائش وسرعان ما أدركت خطأها . ولكن لم يكن ثمة طريقة لسحب كلماتها تلك .

سألها وقد ضاقت عيناه : " جايمس ؟ خرج الاسم من بين شفتيك بشكل طبيعى .. انه اسم والد لورا , أليس كذلك ؟"
- نعم , اه , نعم . انت تعلم هذا .

- وهل تنادية بهذا الاسم ؟

- لا , وانما ... احيانا

- ما هى تلك الاحيان ؟

صرخت به : " لا ادرى ما علاقة أى من هذا بك .. او بى , او بلورا"

سألها على نحو مزعج : " هل اعتدت إنشاء علاقات مع الرجال المتزوجين ؟ "

شعرت بان أنفاسها توقفت ., وحاولت ان تنهض لتهرب بصرف النظر عن كل شئ اخر , ولكن قبضته على ذراعها كانت رقيقة بشكل غير متوقع . اجلسها فى مقعدها وقرب وجهه من وجهها : " من تظنينه اخبرنى ؟ ليس سوى زوجته "

تمتم بذلك رغما عنه تقريبا .

فتهالكت كارولين فى مقعدها وهى تحدق اليه بعدم تصديق : " ماذا ؟ ولكن ... ولكننى ظننت ... انك لا تعرف السيدة بوث ؟"

اجاب بحدة وقد تهدل جانبا فمه : " انا لا اعرفها , ولكننى تكلمت معها تليفونيا "

- تليفونيا ؟ اتقصد انها هى التى اتصلت بك فى البداية ؟

- لا ادرى شيئا عن هذا الامر , اعلم فقط ما اخبرتنى به منذ يومين .

وضعت كارولين يدها على عنقها , فقد كان عليها استيعاب امور كثيرة . كان امرا لا يصدق ان تكون ديبوراه مستعدة لاحضار امرأة الى بيتها تشك فى ان لها علاقة بزوجها .

التفتت الى جون وهى تقول بهدوء : "ما الذى اخبرتك به بالضبط ؟ "

حدق الى قائمة الطعام التى أمامه على المائدة : " ولماذا على ان اخبرك ؟ ما كان لي ان اقول اى شئ , الا يمكنك ان تنسى ما قلته ؟"

انتصبت كارولين فى جلستها : " ولكنه غير صحيح يا جون , اه , اعترف اننا , انا وجايمس , تعارفنا ذات يوم ولكن ذلك حدث منذ زمن بعيد "

- تعارفتما ذات يوم ؟ اتعنين ذلك بالمعني العملي ؟

فقالت وهى تشعر بالغثيان : " لا . فهو متزوج كما أشرت أنت , والواقع اننى لا اقيم علاقات مع رجال متزوجين . وكذلك مع رجال غير متزوجين "

- هذا ما تقولينه انت

وضعت يدها على ذراعه قائلة : " وهي الحقيقة , جون , خلتك تشعر نحوي بمودة "

رمقها بنظرة جانبية : " كنت كذلك ولكنني لم اعد واثقا "

- أليس لدى فرصة لأدافع فيها عن نفسى ؟

- واية فرصة منحتها لزوجته ؟

احنت كارولين رأسها : " لا أتباهى بما فعلت , ولكن عذري اننى ظننت ... ظننت ان جايمس ينوى الحصول على الطلاق "

- ألم يفعل ؟

- لا ... كل ما كان يريده مجرد علاقة ...

- حسنا , انت تستحقين افضل من هذا كارولين , فالرجل المستعد للتضحية بسعادتك لكي يرضي شهواته لا يستحق ان تفكري فيه.

واخذ يدها بيده : " هل نحن صديقان ؟ "

- أخبرنى لماذا اتصلت بك ديبوراه ؟

نظر اليها بعد لحظة : " وهل قلت انها اتصلت بي ؟"

عقدت كارولين حاجبيها : " ولكن .. اما قلت .. "

صحح لها كلامها برقة : " قلت اننى تحدثت اليها منذ يومين "
ليتها لا تشعر بهذه الشكوك التى غرزها فى نفسها .

تابعت وهى تسيطر على اعصابها : " لا بأس , بصرف النظر عمن اتصل بالثاني , فما الذى قيل ؟"

- وما الفائدة من ذكر كل ذلك ؟ يكفى ان اقول ان الفتاة كانت حزينة بسبب علاقتك بزوجها

- ليست ديبوراه بوث فتاة . ثم ما الذى تعنيه بقولك ( حزينة ) ؟ ولماذا تخبرك هي بذلك ؟

هز جون كتفيه بعدم اكتراث : " ربما رجت أن أخذك فاخلصها منك "

- ماذا ؟

- لقد سمعتنى , تظن انه لن يبقى لديك وقت للاهتمام بزوجها إن امضينا الوقت معا .

- ولكن ما الذى تعرفه عني وعن جايمس ؟

قلب شفتيه : " وما يدريني ؟ "

فارتجفت كارولين . انه يعرف اكثر مما يقول , وتمنت لو انها لم ترتكب غلطة إفشائها سر علاقتها بجايمس . قالت وهى تضغط راحتيها على حافة المائدة الباردة : " برأيك الى اى مدى تعرف ديبوراه ؟ ما الذى جعلك تظن انها لا تستغلك فقط ؟ "

- ولأى سبب ؟

شعرت بالعجز : " لا ادرى , فهى امرأة غريبة الطباع "

رفع حاجبيه : " احقأ ؟ من أية ناحية ؟ "

- ولماذا أخبرك ؟ آه , على ان اترك منزلهم , لا يمكننى الاستمرار بهذا الشكل .

- وماذا بالنسبة الى لورا ؟

احنت كارولين كتفيها : " نعم ... لورا , مسكينة لورا , ماذا سأفعل بها ؟ "

رفع جون بصره الى النادل الذى كان ينظر اليهما وقال لها : " تعالى , فمائدتنا جاهزة وانا جائع "

رافقته كارولين الى غرفة الطعام المضاءة بالشمعدان وقلبها مثقل ,ما هى اللعبة التى تقوم بها ديبوراه ؟ لماذا تخبر رجلا غريبا بأن زوجها كان على علاقة يوما ما مع مربية ابنتها ؟

لم يدهشها ان يستغل جون كل فرصة اثناء الطعام للخوض فى امور اخرى . ولكن ما الذى استخلصه من ذلك ؟ هذا هو السؤال الذى لم تستطع ان تلقيه .

عبثت بطعامها بالشوكة وهي تتساءل عما إذا ادرك جايمس أن زوجته تعلم بالامر . وان لم يكن هذا , فهل عليها ان تخبره ؟ الله يعلم ما الذى تخططه ديبوراه اذا كانت تخبر رجالا مثل جون موني بمشاكلها . ولكن لماذا عليها ان تنذر جايمس ؟وما الذى فعله لها غير تعقيد حياتها بشكل لا يصدق ؟

بعد انتهاء العشاء , تناولا القهوة ولكن جون عاد الى الموضوع الذى كان يحتل ذهنيهما اكثر من غيره .

سألها برقة : " لن تغادرى منزل ميتلاندس , أليس كذلك ؟ لن تهجري لورا بهذه السهولة "

قالت بمرارة : " وما شأنك أنت ؟ "

- اريد ان اراك مرة اخرى .

- لست جادا

- ولماذا لا ؟ ان وقوعك فى مشاكل مع مخدوميك ليس ذنبي .

خفض بصره الى فنجانه : " عندما اكون معك فانا على الاقل لا ازعج لورا , أليس كذلك "

- هل هذا تهديد ؟

- وهل يبدو لك كذلك ؟

- آه , لا ادرى . ليس الذنب ذنبك كما تقول , و لكن ذهنى مشوش ليس اكثر .

بدا عليه القلق : "لا داعى الى هذا .. اسمعى , ربما السيدة بوث بحاجة الى من تشكو له همها ...وربما وجدت كتفى فى معرض الشكوي . ما زلت تعملين عندها وما زال كل شئ كما هو بالنسبة إليك "

هزت كارولين رأسها : " احقأ ؟ ليتنى استطيع تصديقك "

اصر جون على اعادتها الى المنزل بنفسه بعد العاشرة مباشرة . عندما ترجلت كارولين عن الدراجة البخارية لم تر اثرا لسيارة جايمس , فقالت له وهي تعيد الخوذة :


- شكرا .


- مرحبا بك الاسبوع القادم , نفس الوقت ونفس المكان .

هتفت وقد أذهلتها وقاحته : " قد لا اكون هنا الاسبوع القادم "

- بل ستكونين .

استغربت امره , فما الذى يعلمه ولا تعلمه هي ؟

* * *

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 24-10-09, 08:43 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل السابع

 

تبكي بين ذراعيه




كان رقاد كارولين سيئا فقد استيقظت عدة مرات والعرق البارد ينضح منها , وكانت احلامها عبارة عن كوابيس رأت فيها ديبوراه تلاحقها بقسوة . ومع بزوغ الفجر غفت قليلا ولم تستيقظ الا على صوت جينى التى احضرت لها الفطور .

جرت كارولين نفسها من السرير وسكبت لنفسها كوب قهوة , فى هذه اللحظة شعرت بانها لن تستطيع البقاء ليلة اخرى فى هذا المنزل . كانت شاحبة منهكة منتفخة العينين , وشعرت بالراحة عندما تذكرت ان اليوم هو السبت يوم عطلتها .

كانت فى ثياب البيت ترتشف كوب القهوة الثاني , عندما طرق شخص ما بابها . تمنت لو تستطيع تجاهل الصوت ولكن عندما نادتها لورا : "هل أنت هنا يا آنسة دوغلاس؟ " لم تستطع تجاهلها .

فتحت الباب فدخلت لورا الى الغرفة مشرقة الوجه , وما لبث وجهها ان اظلم قليلا وهى ترى وجه كارولين الشاحب . فهتفت قائلة : " هل انت بخير ؟"

وعند ذلك ادركت كارولين ان الامور بالنسبة الى لورا حتى الان هي نفسها . فقالت بلهجة حازمة : " انا باحسن حال , انت مبكرة "

اومأت لورا تقول : " جئت فقط لاخبرك ان امى تريد رؤيتك فلديها ما تريد ان تسألك عنه , هل ستتأخرين ؟ "

تهالكت كارولين على سريرها بضعف : " حسنا , لم أرتد ثيابى كما ترين "

ولكنها لاتشعر بالقدرة على مواجهة ديبوراه , فبعد الليلة المزعجة التى امضتها شعرت بأنها مستنزفة القوى .

- متى ... تريد أن ترانى ؟

قالت لورا بلهفة : " الان , وفى اسرع وقت ممكن . هل اخبرها ... بعد ربع ساعة ؟ "

دهشت كارولين لهذه السرعة , فهي الى هذه اللحظة لم تر من لورا اى اهتمام بأوامر امها .

اخيرا قالت : " فلتكن نصف ساعة ! هلا ذهبت , فانا اريد الاستحمام"

فأومأت لورا مبتسمة : " لا بأس , سأراك فيما بعد إذن .. " خرجت من الغرفة .

اغتسلت كارولين ثم ارتدت تنورة وصدارا بلون الورد , مع قميص كستنائى اللون .

كانت ديبوراه بانتظارها فى غرفة الجلوس , فلما رأتها مدبرة المنزل تنزل الدرج ارشدتها الى مكانها . دخلت كارولين الى القاعة الانيقة بثقة لا تشعر بها فى الحقيقة , لأن رؤية ديبوراه بعد تلك الكوابيس أثارت اعصابها نوعا ما . ولكنها دفعت عنها تلك التصورات الصبيانية ثم قالت بأدب :

- هل طلبت رؤيتى يا سيدة بوث ؟

رفعت ديبوراه بصرها عن الصحيفة التى كانت تقرأها :

- آه , الآنسة دوغلاس , هل أبلغتك لورا رسالتي ؟ بالتأكيد والا ما أتيت الى هنا .

- يا سيدة بوث ...

قاطعتها المرأة : " اريد ان اطلب منك القيام بخدمة لي يا آنسة دوغلاس . لورا بحاجة الى بعض الملابس الجديدة ومن الطبيعى ان ترغب بإختيارها بنفسها , ولاننى لا احب ان يرانى الناس فى متاجر لندن على هذه الحال أطلب منك إقناعها بالذهاب "

تمتمت كارولين بفتور : " الى ... إلى لندن ؟ "

- نعم , سيقلكما غروم بالسيارة . تتفقان معه على موعد يوافيكما فيه فيما بعد . تعرفين لندن يا آنسة دوغلاس , اكثر مما اعرفها انا . انت تعلمين نوع الاشياء التى تحتاجها لورا .

شعرت كارولين بحاجة ماسة الى الجلوس , فقد كانت ساقاها تشعران بعدم الثبات , كما ان موجات من الدوار جعلتها تشعر بالضعف . ما الذى كان يجري ؟وكيف تخبر ديبوراه اي شخص بأن لزوجها علاقة مع المربية ثم تطلب من نفس المربية ان تختار ملابس لابنتها ؟ هل لفق جون موني القصة كلها ؟ لم يكن لديها سبيل للمعرفة , فأخذت تحدق في ديبوراه بعجز متمنية لو تعلم ما يدور خلف مظهرها الناعم.

أمالت ديبوراه رأسها وسألتها بفضول :


- هل هنالك ما يسوءك يا آنسة دوغلاس ؟ هل ستتناولين العشاء مع آل لستر هذا المساء ام لديك موعد اخر ؟

قالت كارولين وهي تنطق الكلمات بصعوبة :

- لا , ليس لدي موعد أخر يا سيدة بوث .

- هل تقرر كل شئ ؟

وكان هذا صوت لورا التى اختارت هذه اللحظة لتدخل الى الغرفة .

قالت لها امها باستنكار : " هذا ما اظنه يا لورا فأنا ملهوفة الى رؤيتك ترتدين شيئا اخر غير هذا البنطلون الشائن "

نظرت لورا الى كارولين فرأت الشحوب ما يزال باديا عليها .

هتفت تقول : " هل انت واثقة من انك بخير يا آنسة دوغلاس ؟ ان كنت تشعرين بتوعك فبإمكاننا ان نؤجل ذهابنا الى وقت اخر "
قطبت ديبوراه حاجبيها : " ماهذا ؟ لم تخبرينى بتوعكك آنسة دوغلاس ؟"

هزت كارولين رأسها وقالت : " انا بأحسن حال , هل يمكنني التحدث اليك لحظة على انفراد يا سيدة بوث ؟ "

طوت ديبوراه صحيفتها : " آسفة , ليس الان يا آنسة دوغلاس . لدي اشياء كثيرة على الاهتمام بها , اذهبى الان مع لورا وثقي اننى سأدفع الاجر المناسب لما تبذلينه من وقتك لنا "

اطالت كارولين من وقوفها لحظة ولكن العناد لم يبارح ملامح ديبوراه , اما لورا فكانت واقفة بجانب الباب ملهوفة للخروج , ولان كارولين تدرك ان ليس بإمكانها ان تقول شيئا اثناء وجود الفتاة تخلت عن الامر . فكان ان ابتعدت وهي تهز كتفيها عاجزة , ثم فجأة طالعهما جايمس الذى كان واقفا على عتبة الباب وقد بدا رشيق الجسم مليئا بالرجولة فى بذلته المخططة العاجية اللون وقميصه الكحلي . وكان الإنهاك الذى يلازمه هذه الايام يزيد من جاذبيته .

بدا السرور على لورا : " بابا , ظننتك خرجت , آه , هل ستقلني بسيارتك ؟ سيارتك " الجنسن " الرائعة "

جاء صوت ديبوراه :


- سيقلك غروم يا لورا .

ولكن جايمس لم يرهبه هذا فقال بهدوء : "وعدت لورا ان اقلها الى المدينة . اما العودة فلتكن على يد غروم بعد الظهر "

قالت ديبوراه بحدة :" انت ذاهب الى المكتب يا جايمس وليس بإمكانك التجوال مع لورا"

- إن اصطحابها معي الى المدينة لا يعني التجوال معها .

نقلت كارولين نظراتها متوجسة بين ديبوراه ولورا . ما الذى يعنى هذا ؟ اهذا يعنى انها لن تذهب ؟ وكم رجت الله ان يحدث ذلك في لا تستطيع احتمال عذاب قضاء ساعة مع جايمس فى سيارته .

قالت ديبوراه بإصرار : " افضل ان تذهب لورا مع غروم , كما ان الانسة دوغلاس ستصحب لورا , وسيارتك لا تتسع لثلاثة "

رد عليها بجفاء : " لن يشكرك صانعو السيارة على هذا القول .وانا اعلم ان الانسة دوغلاس قادمة هي ايضا , هل انت جاهزة يا آنسة دوغلاس ؟ "

ونظر الى كارولين ببرودة .

ارادت كارولين الاحتجاج , ولكن ماذا بإمكانها ان تقول ؟ فما هي سوي مربية . التفتت بعجز الى ديبوراه وإذا بها تلمح كراهية مفاجئة فى عيني المرأة الاخرى , كان ذلك للحظة سريعة فقط ولم تعرف لمن كانت تلك النظرة موجهة , ولكنها كافية لتقتنع بان بإمكان ديبوراه القيام بأى شئ .

وعادت تلتفت الى جايمس وقد احمر وجهها , فرفع حاجبيه يسألها بثبات : " سألتك ان كنت جاهزة , آنسة دوغلاس , صحيح اننى لست مشغولا كما تقول زوجتي , إلا اننى لا املك النهار بطوله "

ارتجفت شفتا كارولين فضغطتهما معا بشدة ثم قالت وهي ترتجف : " سوف .. سأحضر حقيبة يدي "

عندئذ تنحي جايمس جانبا ليسمح لها بالخروج .

عندما عادت كارولين الى الطابق السفلى وجدت لورا فقط فى انتظارها فى الردهة فهتفت بصبر فارغ : " هيا بنا ! أبى بانتظارنا "

كانت السيارة الجنسن واقفة ومحركها دائر . نزلت لورا الدرجات ركضا , ثم فتحت الباب الواسع وصعدت الى المقعد الخلفى , وعندما وصلت كارولين الى السيارة , كان جايمس قد نزل منها ووقف ينتظر لكي يغلق بابها .

مالت لورا الى الامام متكئة بمرفقيها على ظهري مقعديهما وهي تهتف : " أليست رائعة , آنسة دوغلاس ؟ لا اظنك ركبت من قبل فى سيارة " جنسن " ,أليس كذلك ؟ "

رد عليها ابوها باختصار: " ان الانسة دوغلاس اكبر منك سنا بكثير , ولعلها ركبت سيارة جنسن عشرات المرات "

فعبست لورا بوقاحة : " لا بأس , لا بأس , ولكنها ليست اكبر مني بكثير , كنت اجري فقط حديثا "

لم تكن كارولين تصغي اليها لانها كانت تنظر الى يدي جايمس القويتين على عجلة القيادة .

- ما رأيك يا آنسة دوغلاس ؟

اجفلت كارولين وقالت معتذرة : " أسفة , ماذا قلت ؟ "

فرمقها جايمس بنظرة جانبية وفي عينيه تصميم اخترق الحواجز التي وضعها بينهما , ثم اخبرها بهدوء : "سألتك لورا من اين عليها ان نبدأ : من شارع أكسفورد أو شارع كارنابي ؟ "

حولت كارولين عينيها عن يديه ثم نظرت من فوق كتفها الى وجه لورا المنتظر : " انا .. حسنا , اظن ان علينا ان نبدأ من شارع أكسفورد . فانت بحاجة الى بعض الملابس الرسمية وكذلك الملابس العادية "

سألته لورا برجاء : " ألا يمكنك القدوم منا يا ابى ؟ ليتك تأتى .."
________________________________________
- لورا , لدي اجتماع بعد ثلاث واربعين دقيقة بالضبط .)

قالت كارولين لكيلا يتصور جايمس انها قد تكون طرفا فى هذا الاقتراح : " بإمكاننا القيام بذلك بمفردنا يا لورا "

فاحنت لورا كتفيها : " لا بأس , لا بأس , فكرت فى انك تحب ان تظهر بعض الاهتمام بابنتك ولو مرة واحدة "

رأت كارولين يدي جايمس تتوتران ثم سألها بحدة : " ماذا تقصدين بذلك ؟ "

بدا الاستياء على لورا : " حسنا , لم تعد تمضى معي وقتا فانت دوما مشغول بالاجتماعات .. او الذهاب في رحلات بحرية .. انت تقوم باى شئ يجعلك تبتعد عن البيت .. "

- لورا !

فقالت ثائرة : " نعم , هذه هى الحقيقة , فأنت كأمى لا تهتم بي . خلتك تهتم بي , ألم تعودني علي .. "

- لورا , انت تحرجين الأنسة دوغلاس .

فقالت لورا بصوت باك : " لماذا على دوما ان اتوسل اليك لكي تهتم بي ؟ هل لأن امى تشعر بالغيرة عندما تصحبنى الى أي مكان ..؟"

تهدج صوتها , اما كارولين فراحت تحدق من النافذة وهي تتمنى لو كانت فى اى مكان غير هذه السيارة وغير هذه اللحظة .

اوقف جايمس السيارة فجأة ثم ارتد فى مقعده ينظر الى ابنته التى ما أن رأى وجهها حتى اطلق شتيمة ثم فتح بابه وترجل ليصعد الى المقعد الخلفى بجانبها .

دون أية كلمة , دفعت كارولين بابها ثم ترجلت وسارت مبتعدة عن السيارة . كانت السيارات تتجاوزها بسرعة ولكنها لم تهتم بها . ان علاقة جايمس بابنته شئ خاص بهما فلا دور لها فى ذلك . فجأة اصبح الالم غير محتمل , كان استمرار إنكار ذلك من باب العبث فلم تتوقف قط عن حبه .

وجدت جسرا ضيقا فوق قناة للري , وبوابة استطاعت ان تريح عليها ذراعيها . وكانت حرارة الشمس تشتد على ظهرها .. اليوم تركت شعرها مسترسلا وهي هي النسائمة التي تثيرها مرور السيارات تحرك خصلات شعرها فتدخل فمها . عندما جاء جايمس ليقف بجانبها , نظرت الى وجهه المنهك ثم الى السيارة الواقفة على بعد عدة ياردات . ثم همت بالتوجه اليها لولا ان يده التى وضعها على ذراعها منعتها من ذلك . كان موليا ظهره الى السيارة وبهذا لم يكن بإمكان لورا ان ترى ما يفعل .
قال بعنف : " لا تذهبى الان , ارجوك يا كارولين "

فارتجفت وسألته : " وماذا بالنسبة الى الاجتماع ؟ "

- فليذهب الاجتماع الى جهنم .

- انت لا تعنى ذلك . عليك ان تذهب .

فتنهد ثم اومأ يقول : " وعدت لورا ان اصحبكما الى الغداء , وفى تلك الاثناء يكون الاجتماع قد انفض , وبعد ذلك .. "

سارعت تعترض : " ليس عليك ان تأخذنى , سأذهب الى التسوق مع لورا ثم أوافيها فيما بعد .. "

فتمتم بصوت اجش : " لاتكونى حمقاء .. لأنك ستتناولين الغداء معنا"

تمتمت تقول : "مسكينة لورا "

فنظر اليها وقد بدا فى عينيه جوع ساخر ثم قال من بين أسنانه : " مسكينة لورا حقا , فالام لم تكن تريدها على الاطلاق وهي لا تهتم بها مثقال ذرة .. والاب عاشق لامرأة اخرى"

همت كارولين بالهرب بعيدا عنه , ولكنه لم يدعها تذهب بل قال بعنف : "هذا صحيح . على ان اخبرك , وما فائدة الانكار ؟ ولكن ما الذى يمكننى فعله بالنبسة لهذا الامر .؟ اخذ لورا واطلقها ؟ لقد فكرت فى هذا ولكن اتظنينها ستدعني افعل هذا ؟ ابدا , ولن اجد محكمة تمنحنى حق حضانة ابنتى . خصوصا اذا كان هناك شك فى وجود امرأة اخرى . حسنا , لورا فى السادسة عشرة من عمرها الان , وبعد سنتين سيكون بإمكانها ان تقرر مصيرها بنفسها , ولكن هل بإمكانى انتظار كل هذا الوقت ؟ وهل يمكننى ان اجرب حظي واعدا نفسى بان المرأة التى احبها لن تتزوج فى هذ الفترة من رجل اخر ؟"

اغمض عينيه لحظة ثم اردف يقول : " وهكذا اخبر نفسى ان على ان ارحل , وبعد سنتين ستكون لورا حرة فى القدوم إلى . ولكننى لا استطيع القيام بهذا ايضا .. هل تتصورين السم الذى ستبثه ديبوراه فى ذهنها ؟ هل يمكنك تصورها وهي تخبر لورا ان اباها قد عشق مربيتها ؟ كارولين , لقد ابعدتك عن ذهني, وكنت واثقا من انك تزوجت قبل ست سنوات . لم يكن لدي الحق بأن اطلب منك انتظاري "

- آه يا جايمس .

- بحق الله يا كارولين . لاتنظري الى بهذا الشكل . انت لا تعرفين العذاب الذى سببته لي فى الاسابيع الماضية , ولا ادرى كم يمكننى ان احتمل اكثر من ذلك . ولكنك لا تشعرين بالرضا وانت تستعرضين امامى غزواتك .

- جايمس , انت لا تفهم ..

رد عليها بحدة : " افهم انك تؤذينني مهما كان سبب ذلك "

انتبهت كارولين الى حركة مفاجئة من السيارة فارتدت اليه تقول بعجز : " لورا قادمة نحونا يا جايمس ولا يمكننا التحدث الان "

- وماذا هناك اكثر من ذلك ليقال ؟

قال ذلك ببرودة , ثم اشاح بوجهه عنها .

شعرت كارولين من الطريقة التى تعلقت فيها لورا بذراعه وهما عائدان الى السيارة , بانه عقد معها سلاما . وتملكها السرور , فلورا هى الشخص البرئ الوحيد فى هذا .

كانت لندن مزدحمة , مليئة بالسياح وكذلك بمتسوقي نهاية الاسبوع المعتادين , انزلهما جايمس على مشارف منطقة التسوق الرئيسية بعدما وعدهما بملاقاتهما فى الساعة الواحدة فى مطعم فرنسي صغير . كانت لورا مبتهجة للغاية لانها نالت ما تريد هذه المرة فجرفت بحمساتها كارولين معها .

لدى معظم المتاجر حسابات باسم بوث , وهكذا طافت كل متاجر الازياء مشترية كل الاشياء التى اعجبتها , تاركة كل شئ لكي يرسل الى المنزل " ميتلاندس " . وصمتت كارولين على تنحية المشاكل جانبا لكي تشارك لورا حماستها الصبيانية .

لم يكن من الصعب ان تجدا كل ما تريدانه .

هتفت لورا وهي تستعرض امام كارولين والعاملة ثوبا يصل لكاحليها , لونه بين القرمزي والليلكي :

- آه , لست سيئة المظهر , أليس كذلك؟ لم اكن اعلم اننى سأبدو بهذا الشكل .

ابتسمت كارولين : " لاتكونى مغرورة جدا . فعليك ان تدفعى ثمنه . وقد يرفض ابوك ان يضع توقيعه على قائمة الحساب "

اخذت لورا تضحك وقالت بثقة : " لن يفعل ذلك .. قال ان بمقدوري الانفاق كما اشاء "

تنهدت بسعادة : " نعم , سأخذ هذا الثوب ., آه , هل لديك ثوب ازرق غامق ؟ نعم , ازرق غامق , طويل ملتصق بالجسم "

حدقت كارولين الى الفتاة : "لورا , لن يلائمك هذا الثوب على الاطلاق"/)

- اعلم , لكنه سيلائمك انت . فقد قال ابى ان على ان اشترى لك شيئا بدل قدومك معي .

فهزت كارولين رأسها وهي تمنع العاملة من الذهاب لاحضار الثوب : " آه , لا .. شكرا على كل حال , ولكن لا ....يمكننى ان اشترى ثيابي "

بدا الكدر على لورا :" ربما ما كان لي ان اخبرك , كان على ان اشترى لك شيئا دون ان اخبرك "

هزت كارولين رأسها : " وكيف كان يمكنك ان تفعلى ذلك ؟ فانت لست بقياسي , هذا إلى اننى لست بحاجة الى شئ صدقينى.."

فبدت لورا اقل قلقا : " هل انت واثقة ؟ "

- كل الثقة ... والان اذهبى وارتدى ثيابك فالساعة تكاد تبلغ الواحدة الاربعا .

شهقت لورا : " احقأ ؟ مضى الوقت .. اظننى سأرتدى للغداء ذلك الطقم العاجي الذى اشتريته للتو , نعم , يمكننى ان ارتديه واذهب به الى البيت , اما قميصى وبنطلونى الجينز فليرسلوها مع الاشياء التى اشتريتها , الأ يمكنهم هذا ؟ "
اومأت كارولين موافقة : " لا ارى ما يمنع هذا "

اخذت كارولين تجول فى انحاء المكان . كان لطفا من جايمس ان يقترح شراء شئ لها هي ايضا . وهذا نوع من الشهامة اعتادها كما فعل حين طلب من غروم ان يقلها الى حيث تقابل جون فى القرية ليلة أمس .

وعبست عندما عادت اليها مشاكلها تهاجمها . ما الذى عليها ان تفعله بالنسبة الى جايمس ؟ ان حديثه عن انتظار بلوغ لورا الثامنة عشرة امر يناسبه ,ولكن هل سيتمكن من الانتظار كل هذا الوقت ؟ وان استخدم الضغط عليها , فهل ستقدر على مقاومته ؟ هذا اذا عرف شعورها الحقيقى نحوه ..

عليها ان تصمم امرها قبل نهاية الشهر , ولكن الافتراق عنه مرة اخرى سيكون مؤلما للغاية .


" لاسوتيريل " مطعم صغير فخم ...وصلا اليه ولورا مرتدية ذاك الطقم العاجي الذى بدا رائعا عليها , وصلتا بعد الواحدة بقليل فوجدتا ان جايمس لم يصل .

هفتت لورا بفروغ صبر والنادل يسير بهما الى المائدة التى كان حجزها ابوها : هذا لا ينبغى ان يحدث , فالفتاة هى التى تجعل مرافقها ينتظر وليس العكس "

واثناء كلامها , انفتح باب المطعم ودخل منه عدة أشخاص , لمحت كارولين فى الخلف رجلا اسمر طويل القامة . فقالت وهى تحاول ان توقف سرعة خفقان قلبها المفاجئ : اظن قلقك قد انتهى فقد جاء ابوك كما اظن "

رفعت لورا بصرها بسرور : " احقأ ؟ آه , هذا صحيح , وانظري من جاء معه "

كان تريفور فروبيشر يتبع جايمس . استقرت عينا جايمس على كارولين ثم رفع حاجبيه وهو يرى ابنته : " حسنا , حسنا , ماذا حدث للطفلة ؟ "
عبست لورا فى وجهه ثم عادت فابتسمت لتريفور : "مرحبا ما الذى تفعله هنا ؟ "

قال ابوها لاويا شفتيها وهو يتهالك على كرسي بجانب كارولين : "صدقى او لا تصدقى , جاء تريفور الى المكتب "

دهشت لورا : " الى المكتب ؟ ولكن لماذا ؟ "

فقال تريفور بلهفة : " علمت امك اننى ات الى المدينة هذا النهار , فاتصلت هذا الصباح بي مقترحة ما دام ابوك ايضا , ان نتناول الغداء , ولم اكن اعلم انه سيلتقى بك "

رأت كارولين عينى جايمس تنصبان عليها , فغضت بصرها باضطراب , انها رسالة بسيطة الفهم , فهذه طريقة ديبوراه فى التجسس عليه ومعرفة المكان الذى سيتناول فيه الغداء ومع من .

كان تريفور يحدث لورا عن سيارة ذهب لرؤيتها هذا الصباح . فى هذه الاثناء حاولت كارولين ان تركز افكارها على ما يقول , ولكن هذا كان صعبا وذراع جايمس ممتدة على مسند مقعدها .

وكان يسالها برقة : " هل كان صباحكما ناجحا ؟ "

اومأت بقوة : " كان ناجحا جدا , فقد اشترت لورا ثيابا جميلة جدا , أليس كذلك يا لورا؟


قالت لورا : " آه , ماذا ؟ آه , نعم "

ثم عادت بانتباهها الى تريفور , ولاحت على شفتى جايمس شبه ابتسامة وهو يقول لكارولين وانفاسه الدافئة تلفح وجنتها : " دعيهما وحدهما وتحدثي الى . انا احمق , اعرف هذا , ولكننى اريد ان اعلم ماهية شعورك نحوي حتي ولو كنت تكرهيني "

تملك كارولين الذعر لانها خشيت ان يسمعها الاخرون ولكن من الواضح انهما لم يسمعا شيئا .

تحركت كارولين فى معقدها وازداد جايمس اقترابا منها , واخيرا قالت بصوت خافت : " انا ... انا لا اكرهك . ولكننى لا استطيع الاستمرار فى العيش فى منزلك . فى نهاية الشهر .. "

- هل تريد ان تشرب شيئا يا سيدي ؟

كان النادل يقف بجانب جايمس , فالتفت جايمس الى الرجل مستاء. وبعد حديث قصير ابتعد الرجل .

قال جايمس : " ما الذى ستفعلينه فى اخر الشهر ؟ "

- يجب ان تعلم ان على ان ارحل .

- بسببى ؟

رفعت كارولين بصرها اليه , وعندما لم تستطع مواجهة النظرة التى بدت فى عينيه عادت فغضته بسرعة وهي تقول : " جزئيا "

قال وقد بدا عليه التوتر : "لماذا ؟ وما الذى فعلته لترحلي ؟ ابتعدت عن طريقك قدر المستطاع , انك جيدة جدا مع لورا , وماذا ستفعلين اذا رحلت ؟ "

اطلقت كارولين نفسا مرتجفا : " لا ادرى , اظننى سأبحث عن عمل اخر "

- فى انكلترا ؟

- لا ادرى .

- هل لك ان تسمحي لي برؤيتك احيانا ؟

- لا .

جذب رفض كارولين انتباه لورا , فقطبت جبينها :

- ما الذى تتجادلان فيه يا أبى ؟ ما الذى قلته لها ؟

هز جايمس كتفيه ثم قال : " انا والانسة دوغلاس مختلفان فى وجهات النظر فى بعض الامور . حسنا , هل نطلب الطعام ؟ "

كان من المستحيل الدخول فى حديث خاص اثناء تناول الطعام , ولكن الوجبة انتهت اخيرا , وعند تناول القهوة اقترح جايمس توصيل تريفور الى بيته اذا كان يريد ذلك .

هتفت لورا : " حسنا , انتهينا من التسوق يا أبى , هل يمكننا ان نذهب جميعنا الى البيت معا ؟"

قالت كارولين : " لورا , قالت امك انها سترسل غروم الينا بعد الظهر .. "

ولكن جايمس قاطعها قائلا ببرودة : "لا اظنها قامت الان باى ترتيبات , ومرحبا بك عائدا معنا اذا شئت "

فقال تريفور شاكرا: " اشكرك جدا يا سيدى "

قالت لورا بسعادة : " حسنا , ها قد اتفقنا اذن "

فقال جايمس وهو يوقع قائمة الطعام التى احضرها له النادل : " حسنا , على الذهاب الى المكتب لاحضار بعض الاوراق , فهل تريدون انتظار ام تفضلون العودة معي ؟ "

سألته لورا عاقدة جبينها : " الا يمكننا ان نتمشى قليلا ؟ ايناسبك هذا يا تريفور ؟ "

فأومأ تريفور موافقا ولكن كان ينظر بشئ من الارتباك الى كارولين , فاحست انه لا يحب فكرة ان تكون مع لورا حارسة ترافقها , وعندما شعر جايمس بتردد الفتى , نظر فى اتجاه كارولين :

- هل تريدين القدوم معي لرؤية مكاتب " صناعات بوث " ؟ ام تفضلين البقاء مع الطفلين ؟

سارعت لورا تقول : " آه , نعم . اذهبي معه يا آنسة دوغلاس "

وضعها قول لورا فى موقف لايمكن تجنبه , فقالت : " حسنا جدا "

وكانت تعلم ان صوتها كان باردا منزعجا , فقالت لورا وهي تقف : "اتفقنا اذن , سنراكما فيما بعد , يا أبي . فى اى وقت ؟ هل نقول .. بعد ثلاثة أرباع الساعة ؟ "

نهض جايمس الذى اخذ يقفل سترته ثم قال : " انه وقت كاف , سنراكما قرب محطة " كوينزواى " فترقبا السيارة "

اومأت لورا برأسها , وبعدما ابتسمت لكارولين معتذرة , خرجت مع تريفور . وخارج المطعم , استدعى جايمس سيارة تاكسي , وعندما اصبحت فى المقعد الخلفى جلست بعيدة عنه قدر المستطاع .

قالت : " لم يكن هذا ضروريا على الاطلاق , لم اكن بحاجة الى الذهاب معهما , كان بإمكانى ان اركب القطار الى البيت فهذا يوم عطلتى "
لم ينطق جايمس بجواب وهو يجلس بجانبها متراخيا ويداه على فخذيه.

قالت له بتردد : " جايمس .. "

فالتفت ينظر اليها مكتئبا :

- لا بأس , يا كارولين , لا تخافي مني , لم احضرك الى مكتبى لكى اغويك . فلدي حقا بعض الاوراق التى على احضارها . يمكنك اذا شئت ان تنتظرى فى الطابق السفلي .

نظرت كارولين من النافذة شاردة الذهن . عليها ان تخبره بامر ديبوراه لا التصرف كعذراء انتهكت حرمتها . ولكنها وجدت صعوبة لا تصدق فى العثور على طريقة تقترب فيها من الموضوع بدل ان تجعل الوضع أسوأ .

كانت ناطحة السحاب فى " إمبانكمنت " مبني قبيحا منيا من الزجاج والاسمنت . ولكن ما إن يصبح الشخص داخل الابواب الزجاجية , حتى تمحو الديكورات الانيقة تلك الصورة .

ما إن دخلا الى المبنى , حتى خرج حارس يرتدى زيا رسميا من مكتبه وعيناه على كارولين بفضول , ثم نظرالى جايمس : هل ستمكث مدة طويلة يا سيدي ؟ ام احضر لك السيارة الان ؟ "

قال جايمس : "سأحضرها بنفسى , شكرا يا تشارلس "

نظر الى كارولين : " الانسة دوغلاس ستنتظر هنا بينما ... "

- لا , اعنى , لا بأس يا جا .. يا سيد بوث , سأرافقك .

لم يكد جايمس يسمع هذا وهو يسير بخطوات واسعة الى المصعد وهذا ما جعل كارولين تركض لكي تتمكن من مجاراته فى السير , وطوال الوقت الذى استغرقه صعودهما الى الطابق الاعلى لم يتحدث اليها , وعندما انفتح الباب خرج مسرعا الى الممر .

انتظر وصولها قبل ان يدخل ما بدا انه مكتب سكرتيرته , ثم فتح الباب الداخلي الذى يؤدي الى مكتبه الخاص , لم تكد تجد وقتا لترى مبلغ جمال المكتب لأن جايمس اغلق الباب ثم سمرها وراح يعانقها وهو يهمس قائلا : "اردت القيام بهذا طوال فترة الغداء "

قالت محتجة : " ولكنك قلت ان هذا لن يحدث ؟ "

قال بجفاء : " ما كان لهذا ان يحدث لو امتنعت عن مرافقتى الى هنا . ولكنك تريدينه بمقدر ما أريده انا , أليس كذلك ؟ "

هزت كارولين رأسها ولكنه عاد يعانقها وهويقول :

- أوه يا كارولين , اننى افعل شيئا كان على ان اقوم به منذ سنوات .. شيئا اذا عرفت به ديبوراه سيعنى اننا انتهينا , ولتفعل ما تشاء فلن اهتم بشئ بعد الان "

- جايمس .. انك لا تعنى ذلك .

- كاورلين , انا احبك واحب لورا ايضا , ولكن اننى بحاجة اليك ربما اكثر مما تحتاجنى هي .

تنفست كارولين بعنف , ثم جذبت نفسا بعيدا عنه رغم ما وجدته من عذاب فى ذلك . سارت الى منتصف الغرفة تصلح من ملابسها وهي توليه ظهرها وتقول : "جايمس , انا احبك ولم اتوقف عن حبك قط , لقد ادركت ذلك منذ فترة ولكن .. "

- أواه يا كارولين , انك تعلمين ما تفعلينه بي , أليس كذلك ؟ اننى اريدك يا كارولين , اهربي معي يا كارولين وساحصل على طلاق , على اى شئ تريدينه , فقط لا تبعدينى عنك .

كانت كلماته تسكرها حتى لم تكد تستطيع مقاومتها . ان قضاء بقية حياتها مع جايمس هو كل مناها , ولكن هل بإمكانها ان تسمح له بالقيام بما يقوله ؟ وعل حساب زوجته وابنته ؟ كانت تعلم انها لا تستطيع ذلك .

وقالت وهى غير قادرة على مقابلة نظراته :

- لا يمكنك ان تفعل هذا يا جايمس , فأنا .. انا لن اسمح لك .

- ولماذا لا ؟

جعلتها كلماته المختنقة تستدير إليه , وقالت ببطء : " جايمس , لقد اخبرتنى هذه الصباح كيف ستتصرف ديبوراه اذا انت تركتها , وكيف انها قد تسمم عقل لورا ضدك . وسواء صدقت ام لا , فانت ستندم على منحها تلك الفرصة عاجلا ام اجلا , اما الان .. الان .. "
فتمتم يقول بعنف : "اما الان فانا اريدك , لا تقولى لى انك لا تشعرين بنفس الشئ "
فتنهدت : " جايمس , اننى طبعا اريدك ولكنك الان لا تفكر الا فى الحاضر وليس المستقبل . لابأس , فلنفرض انك تركت ديبوراه وانها وافقت على الطلاق , فما الذى ستظنه لورا بك ؟ انتظرنا طويلا يا جايمس , أفلا نستطيع الانتظار اكثر قليلا فقط ؟ "

- وهل يمكنك ذلك ؟

اشاحت بوجهها عنه : " سيتوجب علي ذلك , أليس كذلك ؟ "

ران الصمت عدة لحظات قال بعدها بصوت فظ : " وإذا رفضت ؟ "

سكت لحظة ثم عاد يقول : " ألا تهربين معي ؟ "

شعرت كارولين بالدموع توشك ان تتدفق من عينيها , فالتفتت تحدق اليه وقد تملكها التوتر وارتجفت شفتاها :

- آه .. آه , نعم , نعم , نعم , ساهرب معك , اذا كان هذا ما تريده حقا , ولكن هذا لا ينبغى لنا .. لا يبنغى لنا ..

عند ذلك تقدم جايمس نحوها ووضع يديه على كتفيها يجذبها إليه :

- آه يا كارولين . شكرا , شكرا لقولك هذا , ظننت اننى جننت .

فقالت : " وماذا ستفعل ؟ "

تنهد طويلا وادركت انه عاد فتمالك نفسه مرة اخرى : " اعلم انك على صواب بالنسبة الى لورا , ولكن ان تطلبى منى ان انتظر سنتين اخريين ... الى اين ستذهبين اذا تركت بيتى ؟ وكيف أراك ؟ "

- لا أظن ان علينا ذلك .

اظلمت عيناه : " ماذا ؟ انت مجنونة , يا الهى يا كارولين , ديبوراه لن تعلم ابدا "

- قلت هذا ولكنها عرفت بالامر بشكل ما .

قال عابسا : " ماذا ؟"

- ديبوراه تعمل .. بما جري بيننا منذ ست سنوات .

فقال وهو يميل رأسه : " ومن أخبرك بذلك ؟ "

قالت مترددة : " كان هذا شيئا قاله جون موني , هذا كل شئ "

اخذ يحدق اليها : " موني ؟ اتعنين الليلة الماضية ؟ "

اومأت تقول : "نعم "

- يا إلهى , وكيف علم بذلك ولماذا خرجت معه الليلة الماضية ؟

لم تعرف كارولين كيف تبدأ , واخيرا قالت :

- حسنا , هل تتذكر ذلك النهار الذى جاء فيه الى المنزل .. عندما ذهبت معه على دراجته البخارية ؟

- وهل انسى ذلك ؟

وانحنى يضمها ., فهتفت وقلبها يخفق : "آه , يا جايمس , ارجوك . دعنى اخبرك اولا "

- كارولين , ما دامت ديبوراه على علم بامرنا فليس علينا ان ننتظر , ألا تفهمين هذا ؟

قالت : " ولكن الامر ليس بهذا الشكل . جون .. "

- جون ؟

- نعم , جون . تلقى اتصالا تليفونيا او هذا ما قاله , يقول انه مني واننى اريده فى منزلكم

- ولكن الم تتصلى به ؟

- وهل افعل شيئا كهذا ؟

بدا الجد على وجه جايمس لحظة : " لقد أشارت ديبوراه امامي انك كنت تعرفين موني قبل حضورك للعمل عندنا "

شهقت كارولين : " ماذا ؟ ولكن هذا غير صحيح "

- استمرى .

لاحظت انه لم يقل ما اذا كان يصدقها ام لا , ولكن كان عليها ان تستمر:

- حسنا , لم نعرف قط من قام بذلك الاتصال . ولكننى اردت ان اتحدث اليه عن لورا , لا ادرى لما كانت لدى فكرة جنونية بانه قد يتحدث إلى . وقد فعل , لقد طمأننى الى انه لا يتخيل انك قد تسمح له يوما بالزواج بلورا . ويبدو انها وبعض الفتيات الاخريات هن اللاتي قمن بالتقرب اليه , قد اعتبرت هي الامرجادا اكثر مما كان هو ينوي.

عندما وصلت بحديثها الى هذه النقطة , اخذ جايمس ينظر الى الفضاء بذهن شارد , ما جعلها تنظر اليه بشئ من القلق : " انت تصدقنى ., أليس كذلك ؟ جايمس , اقسم لك اننى لم اعرف جون موني قبل ذلك النهار الذى جاء فيه الى المنزل "

نظر جايمس اليها بغموض اولا , ثم عندما رأى اهتمامها , تلاشت نظرة الحذر من عينيه وقال بثبات : " اصدقك , هل من مزيد ؟"

اومأت تقول : " لقد اتصل الى المنزل بعد ذلك طالبا التحدث الى . لا ادرى كم من المرات اتصل او ما اذا تحدث الى اى شخص اخر واظنه فعل . ولكنك دخلت عندما كنت اتحدث اليه "

- ولكن لماذا وافقت على الخروج معك ؟ لا تخبرينى انك كنت تريدين ان تتحدثي معه عن لورا .

- لا , لم يكن هذا هو السبب يا جايمس , لم اعلم ما على ان افعل . كانت لورا مع تريفور .. اه , يا الهى .. انهما ينتظراننا الان .

اجابها : " فلينتظرا , واستمرى فى كلامك "

تنهدت كارولين : " حسنا , هددني بانه سيعاود الاتصال ويطلب لورا ان لم اخرج معه . اعلم ان لورا ستتكدر اذا عرفت بالامر .. كنت خائفة مما قد يقوله لها عني "

- ماذا قال لك ؟

- سالنى عما اذا كنت افضل ان اكون معك .

رفع جايمس حاجبيه : " احقأ ؟ وماذا كان جوابك ؟ "

- انكرت ذلك ... وماذا كان بإمكانى ان اقول ؟ اننى افضل لو كنت خارجة مع والد تلميذنى ؟

فهز رأسه : " لا بأس , وماذا بعد ؟"

- سألته عن سبب إلقائه هذا السؤال . عند ذلك قال ان ديبوراه اخبرته بذلك .

بدت الحيرة على جايمس : " يا له من قول شيطانى ! "

- لا ادرى . ولا اظنه صدق هذا فى البداية , ولكن عند ذلك . استعملت اسمك الاول فساوره الشك .

خلل شعرها باصابعه وهو يقول : " لا تقلقى يا حبيبتى , فسينكشف الامر عاجلا ام اجلا "

- اعلم ذلك ولكن ما دامت ديبوراه على علم فلماذا لم تقل شيئا ؟ اعنى انها طلبت منى هذا الصباح ان اذهب للتسوق مع لورا , هذا شئ غير مفهوم .

قال جايمس بجفاء : " لا شئ تفعله ديبوراه هذه الايام يبدو مفهوما "

أراح رأسه على مسند المقعد .

- يا له من لغز غامض , أليس كذلك ؟ ليس من عادة ديبوراه ان تعرف شيئا كهذا ثم تسكت , الا اذا تغيرت . اعلم انها لم تكن على ما يرام صحبا مؤخرا . فقد استشارت الطبيب عدة مرات , ولكن عندما سألتها انكرت اى شعور بالمرض , فما الذى يمكننى عمله ؟

قالت : " ربما تريد ان تعرض عليك الطلاق "

ولكنه هز رأسه : " لا اظن ذلك , قالت لى هذا الصباح انها تقوم بترتيبات رحلة بحرية فى شهر آب لنا جميعا .. مع آل فروبيشر "

- وهل سيذهب معكم تريفور ؟

- ربما , ولكننى لن اكون معهم .

- ربما يتوجب عليك ذلك يا جايمس , لاجل لورا .

فسألها : " وماذا ستفعلين أنت ؟ "

- ابقى فى لندن ؟

- مع " فرانكلاند " ؟

- اه , يا جايمس , اظننى اخبرتك عنه , نحن صديقان .. زميلا داراسة اذا شئت , وهو معلم ايضا , ستحبه لو عرفته فهو ظريف الشخصية .

اظلم وجه جايمس , وانحنى يعانقها عناقا عنيفا اوهن قواها وزاد من شوقها اليه . ثم ابعدها عنه وهو يشتم ونهض واقفا .

نظرت اليه بقلق : " جايمس , هل حدث امر سئ ؟ "

قال والكآبة فى عينيه : "كل شئ سئ , أليس كذلك "

مد يده يتناول سترته وهو يضيف عابسا : " ولكنك ملكي .. لاتظنينني سهلا , يا كارولين , فلن ادعك ترحلين مرة اخرى "

قالت كارولين : " تعلم ان المفروض بي ان اتناول العشاء مع كليف لستر وأمه الليلة "

كان اثناء كلامها يخلل شعره باصابعه , فرأت كيف جمده يده على رقبته : " لم اعرف هذا "
تنهدت : " لقد طلب مني ذلك يا جايمس , و .. وفى ذلك الوقت بدت لي الفكرة جيدة "

- لماذا ؟

- حتى .. لئلا تظن اننى اهتم بك . جايمس , لقد القت ديبواه بنا على بعضنا البعض , فعدا عن عدم رغبتى فى إظهار سوء الادب والتهذيب لم تكن هناك طريقة .. لا يهمنى كليف لستر يا جايمس . لا يهمنى احد سواك .

واحنت رأسها . ران الصمت عدة لحظات , ثم بدا انه يقترب منها فرفعت رأسها تشهق باكية وتلقي بنفسها بين ذراعيه , شاعره به يرتجف وهو يدفن وجهه في شعرها .

سمعت كارولين الاصوات فى الممر قبل أن يسمعها هو بثوان , فابتعدت عنه وهي تقول بذعر :

- أظنها لورا ... وتريفور .

تجهم وجه جايمس : " آه , يا الهى . ما الذى يريدانه ؟ "

قالت وهى تحاول تسوية شعرها : " ماذا سيظنانه ؟ "

بدا وجهها خالية من أي زينة . نظر جايمس اليها وقد ضاقت عيناه ثم قال بهدوء :

- سيسيئان الظن بنا فالشعور بالذنب مرتسم على وجهك , فاهدئى . الامر لا يهمنى .

فصرخت : " ولكنه يهمنى انا , أليس هناك مخرج اخر من هنا يا جايمس ؟ "

قال وهو يشير الى باب اخر لم تسبق لها رؤيته :

- استعملى الحمام وكفى قلقا , فانا احبك .

لم تكد كارولين تغلق باب الحمام حتى سمعت صوت لورا وتريفور يدخلان الى مكتب جايمس .

قالت لورا متذمرة : " ما الذى تفعله يا أبى ؟ انتظرنا عند المحظة ثم قررنا التمشى لملاقاتك . اين الانسة دوغلاس ؟"

رد جايمس بجفاء : " فى الحمام . كنا علي وشك الخروج . اسف لهذا التأخر ولكننى أريت الانسة دوغلاس انحاء المكان "

قال تريفور شيئا عن المنظر الذى تطل عليه نوافذ مكتب جايمس , فى هذه الاثناء كانت كارولين تعيد زينة وجهها بسرعة وتمشط شعرها , وعندما خرجت من الحمام , كانت اقل اضطرابا .

هتفت لورا وهي تتاملها بفضول : "ها انت ذى .. وجهك متورد يا آنسة دوغلاس , هل حاول أبى مضايقتك ؟ "

تبادلت كارولين نظرة مع جايمس الذى سار نحو الباب متكاسلا وهو يقول لها بينما كانت تمر به فى طريقها الى الباب : " اهتمى بشؤونك الخاصة يا لورا وسأهتم انا بامر الانسة دوغلاس"



* * *

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 07:51 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 98342
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: awaw عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
awaw غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

واوو مرره تحمس شكرا مرره

 
 

 

عرض البوم صور awaw   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 06:15 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

العفو يا awaw دا من ذوقك

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 06:21 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي الفصل الثامن

 

يد الشيطان



لم تستطع كاورلين الاستمتاع بالسهرة فى منزل لستر مع أن السيدة لستر كانت لطيفة للغاية , فقد انشغلت افكارها فى ما يدور فى المنزل , و لم تكد تساهم بالحديث الذى كان يدور خلال العشاء .

جلس الجميع بعد ذلك فى غرفة الجلوس الجميلة التى كانت مترفة الاثاث الا انها مريحة لايبدو عليها التكلف الموجود فى منزل ديبوراه.

قالت لها السيدة لستر وهي تناولها كوب القهوة :

- اخبرني كليف انك عملت فى سريلانكا يا آنسة دوغلاس . اظنك وجدت فرقا كبير بين ذلك وبين العمل عند آل بوث ؟

فقالت كارولين وهي تحرك القهوة : " فرقا كبيرا جدا "

تابعت المراة تقول وهى تضيف الى فنجانها مزيدا من السكر والقشدة : " ولكنك نجحت مع لورا الصعبة المراس "

قالت كارولين بصدق : " احب لورا وطباعها ليست بتلك الصعوبة "

استندت السيدة لستر الى الخلف وكوب القهوة بيدها : " ماذا بالنسبة إلى مخدوميك ؟ هل انت منسجمة معهما ؟ "

تمنت كارولين لو بإمكانها تجنب هذا النوع من التحقيق , قالت : " انا ... لا اراهما كثيرا "

وكان هذا صحيحا .

فقطبت والدة كليف جبينها : " إممم ... ربما هذا هو المنتظر , فديبوراه ليست امرأة سعيدة , أليس كذلك يا كليف ؟"

- وهي ليست امراة سليمة الجسم يا أماه .

- أعلم هذا , فقد اخبرتنى آيرين فروبيشر بأنها تشعر بألم هائل فى عمودها الفقرى , انها محطمة كما تعلمين , ولكن على كل حال اللوم فى الحادث الذى وقع لها يقع عليها وحدها .

- أمى

- حسنا , انها الحقيقة فلماذا نخفى الامر عن الانسة دوغلاس ؟

- آه , فى الواقع أنا ..

لم يسمع احد احتجاج كارولين والسيدة لستر تتابع قائلة : " وهي تلوم ذلك الرجل المسكين لسقوطها , كانت حاملا حينذاك وما كان لها ان تركب الخيل على الاطلاق . ولكنها كانت مجنونة بركوب الخيل , وكانت غاضبة كثيرا لأنها كانت ستلد

شعرت كارولين بالذعر , فحتى الان لم يخبرها احد بتفاصيل الحادث الذى وقع لديبوراه , فجايمس لم يتحدث عن ذلك قط وكانت دوما تفترض ان ذلك نتيجة خطأ فادح .

- كادت تخسر الطفلة , فقد ولدت قبل اوانها وبقيت اسابيع فى وضع دقيق خطر , ولكنها لم تهتم بذلك بل لم تشأ ان ترى الطفلة ... او زوجها .

- أمى , كفى .

قالت السيدة لستر بعزم : " دمرت حياتهما , أى نوع من الحياة بقيت لأى منهما ؟ انها امرأة حقود محبة للانتقام يا كليف , واذا استطاعت ان تضر بجايمس فستفعل . لماذا لم تطلقه منذ سنوات ؟ إنها لاتحبه ولا اظنها احبته قط , فهى انانية تحب التملك . تريد ان تبقيه مرتبطا بها قدر إمكانها ولو كنت مكانه لتركتها "
منتديات ليلاس
اندفعت كارولين تقول : "ولكن كانت هناك لورا "

تورد وجهها عندما التفت كليف وامه ينظران اليها .

راحت السيدة لستر تتأمل ملامح ضيفتها الشابة لحظة , ثم اومأت تقول : "طبعا , لماذا لم أفكر في ذلك ؟ "

اوصل كليف كاورلين الى بيتها بعد العاشرة مباشرة . وتجنبت هي عناق التحية المعتاد بنزولها من السيارة قبل ان تقف . تغيرت ملامح كليف وهو ينظر اليها من خلال زجاج السيارة خلف عجلة القيادة , ثم قال

- اوضحت وجهة نظرك ولكننى لم أكن سألمسك .

تنهدت كارولين : "اسفة يا كليف , انا معجبة بك انما لا جدوي من التظاهر بأى شئ اكثر من هذا "

ضغط كليف على عجلة القيادة وهويقول :

- بسبب جايمس , أليس كذلك ؟ تكهنت بذلك الاسبوع الماضى , ولكننى كنت ارجو ان اكون مخطئا , ثم الليلة . عندما كانت امى تتحدث ...

عاد ينظر اليها مرة اخرى : " انت المراة التى عرفها منذ خمس او ست سنوات . علمت انه كانت لديه صديقة , ولكننى لم اعرف اسمك قط "


شهقت كارولين ويداها تتمسكان بالنافذة المفتوحة :

- ولكن كيف عرفت ؟ لم يعرف احد بامرنا ؟

- لاتكونى حمقاء يا كارولين . والد جايمس كان يعلم وكذلك آل فروبيشر كان جايمس يصطحبك للنزهة فى زورقه , أليس كذلك ؟ فكان لابد لدايفد فروبيشر من ان يعلم , فهو سكرتير نادي اليخوت .

رفعت كارولين يدها الى فمها : " آه , لا , ما اشد ما كان احمقين عندما ظننا ان بإمكاننا ان نحتفظ بسرنا عن الاخرين "

قال كليف بفتور : " وما اهمية ذلك ؟ فلا احد يلوم جايمس , وكما سبق ان قلت لك ديبوراه فى منتهى السوء "

قالت كارولين بمرارة : " انها زوجته " ثم تحولت مبتعدة .

* * *

بعد ظهر يوم الاحد , ارسلت ديبوراه تستدعى كارولين .

امضت معظم الصباح فى السرير خائفة من النهوض , خائفة من مواجهة حقيقة ان ايامها فى هذا البيت على وشك الانتهاء .

كان التفكير فى الرحيل , التفكير فى انكار حقها فى رؤيته مدة سنتين اخريين , كان فى هذا عذاب بالغ . ولكن عليها , بشكل ما . ان تجد القوة للقيام بذلك . ومع ذلك عندما ارسلت ديبوراه تستدعيها , فارقتها رباطة الجأش .
كانت مخدومتها بانتظارها فى شرفة المنزل الخلفية , تحيط بها الازهار بينما تعرش الياسمين على شبكة من الحديد , وخلف الفناء وحديقة الورود . كانت كارولين تسمع اصوات الضحك ورشاش المياه من حوض السباحة .

تسمرت مكانها عندما قالت لها ديبوراه : " الجو رائع بالنسبة للسباحة , الا تظنين ذلك يا آنسة دوغلاس ؟ لورا تعبث مع ابيها فهما معا كالاطفال . كما ان جايمس يعشق الماء سباحا وتجديفا .. هل تحسنين السباحة يا آنسة دوغلاس ؟ "

كانت يدا كارولين تلتويان معا خلف ظهرها , فاجابت بادب : "نعم , يا سيدة بوث ., انا احسن السباحة "

- نعم توقعت ان يناسبك هذا .

- لم اكن احب قط السباحة وكنت افضل ركوب الخيل . هل تحسنين الفروسية يا آنسة دوغلاس ؟

اجابت كارولين وقد انغرزت اظافرها فى راحتيها : " لا , مع الاسف . هل اردت رؤيتى يا سيدة بوث ؟ "

التفتت ديبوراه تنظر الى الفتاة مرة اخرى , ثم قالت بتلك الابتسامة المخادعة كالعادة :

- أريد منك ان تتعشى معنا هذه الليلة مرة اخرى . تريد لورا فرصة تتباهي فيها بثيابها التى اشترتها أمس , وبما انك كنت معها فمن الطبيعي ان ترغب ان تريها انت ايضا .

- آه , فى الحقيقة , يا سيدة بوث , انا ..

هتفت السيدة بوث بصبر فارغ : " ليس لديك عمل هذا المساء , أليس كذلك ؟ "

- ليس بالضبط , لا , لكن ..

- هذا حسن جدا , إذن .

- أظن يا سيدة بوث ان علينا ان نتحدث بشأن نهاية ....

قاطعتها ديبوراه : " اعرف ذلك , تعنين فترة شهر الاختبار معنا . ادرك انه لم يبق سوى ايام قليلة وانت لا تريدين البقاء معنا , أليس كذلك ؟ "

فقالت بارتباك : " انا .. لا . .."

- لا بأس بذلك . يمكنك ان تذهبى الان يا آنسة دوغلاس . اعدك بان نتحدث فيما بعد .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, أرجوك لا تعتذر, آن ميثر, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121603.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 04-05-16 05:31 PM
Untitled document This thread Refback 04-05-16 02:57 PM


الساعة الآن 09:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية