لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-09, 07:02 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحكم عسل يالعسل والشهد المصفى



أنا أكون سعيدة جدا لما تثير القصة أفكاركم وحماستكم
وفيه تساؤلات ذكية حول خطبة المطلقة وهل تجوز؟؟ على خلفية حكاية موضي

الطلاق طلاقين رجعي وبائن
والخطبة خطبتين: تصريح وتلميح (المسمى شرعا التعريض)
المطلقة طلاق رجعي لا يجوز خطبتها لا تصريح ولا تلميح
لأنها في حكم المتزوجة وزوجها ممكن يرجعها في أي لحظة

أما المطلقة طلاق بائن فيمكن خطبتها تعريضا
يعني خطبات موضي كلها مافيه شيء منها خطبة حقيقية
بالمعنى الحقيقي للخطبة الذي لابد أن يليه الزواج
ولكن هو تعريض.. يعني بعد عدتها لازم إن اللي يبيها يتقدم للخطبة رسميا


الشيء الثاني والمهم جدا
أنا يا بنات لا أقصد أن أثير الخلافات بين ثنائيات القصة
لكن القصة لها عنوان هو "أسى الهجران"
ولابد أن ترتبط القصة بعنوانها
فلايكون العنوان في وادٍ والقصة في وادٍ آخر
لأن هذا ماتفرضه مضامين الرواية ومنطقيتها
ومسيرتها التي قررتها لها منذ البداية
وأتمنى بالفعل أن يعجبكم ما سيلي
فما بقي هو أعمق وأكثر

بكرة بأحاول أنزل بارتين لو قدرت إن شاء الله

إليكم

الجزء الثاني والأربعين
جزء مختلف بأحداث جديدة وشخصيات جديدة
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.




أسى الهجران/ الجزء الثاني والأربعون


غرفة هيا
الساعة 1 بعد منتصف الليل

اتصال من مشعل يقتحم سكون الجو
ويقتحم قبلها وجع روحها وتفكيرها المثقل وشوقها له
الشوق الذي تحاول انكاره حتى على نفسها

ردت بخفوت مرتعش: هلا مشعل..

مشعل بهدوء: صحيتش؟؟

كان بودها أن تقول (إيه صحيتني) حتى لا يعلم أنها عاجزة عن النوم
ولكنها ردت بعفوية: مابعد نمت..

مشعل بهدوء مدروس تماما: وليش ما نمتي؟؟

هيا ابتلعت ريقها: ماجاني نوم..

مشعل بثقة: تفكرين؟؟ صح..

هيا بهدوء رغم دقات قلبها الصارخة:
مشعل وش تبي؟؟ ما أعتقد أنك تتصل هالوقت عشان تعرف إذا أنا نايمة أو لا

مشعل بذات الثقة: هيا اسمعيني زين
احنا راجعين للدوحة بعد حوالي أسبوعين
مابي نبين قدام أهلنا بيننا مشاكل واحنا تونا متزوجين
أهلي مبسوطين فيش كثير.. وأكثرهم جدتي وأنتي عارفة
استحمليني شوي... صعب ذا الشيء عليش؟؟

هيا بحزن: يمكن صعب عليك أنت تحملني؟؟

مشعل بهدوء: ليه أنا اشتكيت لش؟!!!

هيا بتوتر غاضب: مهوب لازم تشتكي.. مبين

مشعل بذات الهدوء: طيب وش اللي يرضيش؟؟
وضعنا كذا وكل واحد في مكان مهوب منطقي..

هيا خذت نفس عميق: تقدر ترجع.. بس بشرط

مشعل بنبرة غضب مكتوم: وبتشرطين بعد؟؟

هيا بعتب: ليه مالي حق؟!!

مشعل أخذ نفسا عميقا: يحق لش.. تدللي..

هيا لم تكن تريد أن تظهر أمام مشعل بمظهر الغيورة
ولكنها عاجزة عن الاحتمال.. وأعصابها احترقت تماما
لذا قالت له بحرج حاولت تغليفه بالثقة:
باتريشيا ذي تحذف اسمها من تلفونك
وماترد على اتصالاتها ولا لك شغل فيها

ابتسامة شاسعة ارتسمت على وجه مشعل
لكنه كتم ضحكته وهو يرد بهدوء: حاضر.. شيء ثاني؟؟

هيا استغربت أنه لم يعتبر هذا تجاوزا لرجولته الغالية
توقعت أنه سيعاند ولكنه فاجأها بالموافقة السريعة
ردت بحرج: لا ما أبي شيء ثاني

مشعل بثقة: يعني أرجع بكرة؟؟

هيا بحرج أكبر: براحتك

مشعل بهدوء: زين تصبحين على خير..

هيا أغلقت وهي تبتسم ابتسامة شاسعة
ليفاجأها صوت باكينام وعيناها مغلقتان:
بتعملوا ئلئ بدون سبب.. وتعالي يا باكي.. ونامي عندي يا باكي
وأنا عاوزه أتطلئ يا باكي
ويخرب بيت باكي اللي عايزة تنام..
وجوز الغفر، ئصدي الكناري نازلين غزل فوء دماغها



*************************



الساعة 2 الظهر
مريم تعطلت سيارتها على طريق الوجبة مقابل المدينة التعليمية
وهي عائدة من عملها في معهد النور للبيت

مريم بعادتها سريعة ومنطقية في قراراتها
لم تكن تريد أن تتعب أحد من أشقائها في هذا الوقت
لذا اتصلت بسائق البيت ليأتي لأخذها هي وسائقتها
والعصر ستعطي المفتاح لناصر ليرى مشكلة السيارة

كانت اتصلت للتو بالسائق وتنتظر
مر عليها عدد من أهل السيارات وتوقفوا وعرضوا المساعدة
ولكنها كانت تقول لسائقتها أن تصرفهم
وبدأت السائقة تصرفهم بدون الرجوع لمريم

ولكنها هذه المرة سمعتها تطيل في الجدال مع أحدهم
رنت هاتف سائقتها ونادتها

سونيا كانت تقف بجانب شباك مريم
ومريم تسألها: سونيا.. وش فيه؟؟

سونيا: هذا مستر سعد بابا محمد كازن كول احنا يروه مئاه
أو هو يكلي سوا سوا ينتزر درايفر

كانت مريم مازالت تتحادث مع سائقتها حين اقتحم حوارهما
صوت رجولي عميق: مساش الله بالخير يا بنت محمد

مريم انزلت يديها اللتين كانتا على طرف نافذة السيارة في حضنها
وهي تضفي عباءتها عليها
مريم ترتدي غطاء ثقيل على وجهها
لأنها لا تحتاج للبس نقاب عوضها الله الجنة

وردت باحترام وخفوت: مساك أخير يا أبو فيصل

سعد باحترام: أشلون الوالدة والأهل كلهم؟؟

مريم بذات الاحترام: طيبين طاب حالك.. أشلون فيصل وفهد؟؟

سعد بهدوء: طيبين جعل شيبانش الجنة

مريم بذوق: تسهل يا بو فيصل كثر الله خيرك.. سايق البيت جاي الحين

سعد بشهامة: لا طال عمرش في الطاعة..
أما تروحون معي أنتي وسواقتش
أنا باقعد في سيارتي أنتظر لين يجي سواقكم

مريم محرجة جدا.. السائق قد يحتاج نصف ساعة ليصل
وهي لا تريد أن تذهب مع سعد
ولا أن يبقى ينتظر معهما

ردت بهدوء عذب: تسهل الله يرضى عليك.. والله إن السواق على وصول

علم سعد أنها لا تريد الركوب معه.. ومحرجة منه.. رد بثقة:
خلاص أنا في سيارتي لين تروحون

لم يمهلها فرصة الرفض أو الرد وهو يتوجه لسيارته
وتفكيره مشغول بشيئين غصبا عنه

حين اقترب من سيارتها والقى التحية
وقعت عيناه على يديها الساكنتين على حافة النافذة
هي سحبت يديها وهو غض بصره وأشاح
ولكن النظرة سبقت
و شكل يديها سكن خياله بتمكن وبشكل غريب

(نعنبو وش ذا الايدين اللي عندها
تحس إيديها بتذوب من نعومتها وصفائها)

الشيء الآخر
كان صوتها العميق الهادئ والواثق
صوت يتسلل للروح ويهدهدها
ينبئها أن العالم مازال بخير
وأن العالم مسكون بالعذوبة والحنان
حاول طرد أفكاره وهو يرى سائقهم يصل
وتركبان معه
وهو يحرك سيارته ويمشي خلفهم
فبيته قريب منهم



***************************



بيت لطيفة
بعد المغرب

شقيقاتها موضي ومشاعل عندها

مشعل حينما توجه لصلاة المغرب
أخبرها أنه لن يعود حتى يصلي العشاء
وسيبقى في المجلس بين الصلاتين

لطيفة لم تكن مرتاحة مطلقا
فجروحه طرية وتنزف
ولن يحتمل البقاء لوقت طويل بثوبه وبجلسة مستقيمة كجلسة مجالس الرجال
ولكنها ردت عليه بهدوء: براحتك يابو محمد
رغم أنها تتمزق قلقا عليها

وحتى تتلهى عن قلقها اتصلت بشقيقاتها
ليحضرن عندها
ويتسلين معا

هاتف لطيفة يرن

لطيفة تنظر للهاتف وتبتسم ثم تنظر لموضي
وتقول بابتسامة خبيثة: شيخة

موضي تبتسم: ياختي رفيقتش ذي ما تفهم قولي لها ما أبي أخيها ولا أبي غيره.
خليها تستحي على وجهها مابعد خلصت عدتي..

لطيفة ردت: هلا والله بشيخة الحريم

شيخة تضحك: خشي في عبي يا بت يا لتيفة
ما أبي تمدحيني.. سبيني.. بس خلي موضي توافق على راشد إذا خلصت عدتها على خير

لطيفة تضحك: شوفي شيوخ.. أنا بحط التلفون على السبيكر
وهذي موضي تسمع

موضي تشير لا.. لكن لطيفة وضعته على السبيكر
وصوت شيخة الرفيع المرح يتصاعد: هيه مويضي وصمخ قطاوة
أنتي مافي قلبش رحمة.. حني علي..
ثم أكملت ببكاء مصطنع: أنا يتيمة وأخويا يتيم.. وعيالي يتامى

موضي تضحك: يكون حد قال لش إني جمعية خيرية

شيخة تضحك: ياأختي نبي لنا حد قلبه حنين مثلش وشرواش
تدرين ماعندنا إلا ذا الأخو تاخذه وحدة ملعونة خير مثل طليقته الله لا يردها
توطس فيني أنا وعيالي
تخيلي تخيلي ياللهول شيوخ تهمز أرجيل مرت أخيها
ولا عيالي واحد يكنس والثاني يطبخ... نهون عليش.. نهون على قلبش الطيب

موضي لا تستطيع السيطرة على نفسها من الضحك: على قولت سليطين الشهيرة غني يا ليل ما أطولك..
اذلفي.. اذلفي.. طري على باب مسجد أنتي وعيالش.. شكلش متدربة جاهزة

شيخة ببكاءها المصطنع: ياحرام عليش مافي قلبش رحمة
دحنا يتامى..

موضي تبتسم:شيوخ اشرايش تخلين منش ذا الهذرة.. وتسيرين علينا بكرة

شيخة كأنها تفكر: أمممممممم على شرط..
تسوي ميشو نفس الحلى اللي كلته عند لطيفة المرة اللي فاتت

لطيفة تتكلم: هذي ميشو تسمع وتقول حاضرة...
بس أنتي ماعندش اختراع اسمه ريجيم يالدبة

شيخة تتأفف: جاونا المزايين المعقدين..
مشكلتكم مشكلة أنتم يالمزايين ما ترضون باوساط الحلول..
مزيونة لازم تصير رشيقة بعد
لله درنا نحن معشر التنافيخ ماخذينها تيكت إيزي..
المهم أنتو يالثلاثي الكوكباني.. الله لا يعوق بشر
بكرة بأجيكم
لطيفة لا تتزين عشان ما تجرح مشاعري الرقيقة إذا شفت زينها وانا جيكرة
وميشو تزين لي الحلويات الزينة اللي هي تعرف
وموضي تقول إنها عندها استعداد تفكر بأخي رويشد لما تخلص عدتها..
أي شرط ناقص من الشروط الثلاثة باقلبها على رووسكم..


***********************


بيت جابر بن حمد
بعد صلاة العشاء


البنات في الصالة
وأم حمد مازالت عند والدتها في بيت عبدالله

معالي تمدد ساقيها على الطاولة وبيدها صحن فيه فوشار وتشاهد التلفاز
تصرخ على عالية في المطبخ الداخلي: عاليوه ترى الفوشار خلص سوو لي معكم

علياء تطل عليها : يازينش وأنتي تأمرين بس

معالي بصوت عالي: أظني أكلم عالية.. وش دخلش أنتي يالملقوفة؟؟

علياء تضحك: زين أنا عالية

معالي تضحك بطريقة مصطنعة: ههههههه يا بطني.. يابطني
بأموت من الضحك.. ارحميني على خفت الدم اللي عندش
زينش متلايطة بس..

هذه المرة عالية تطل: زين ياختي احنا كوبي وبيست
وش بيضر أي وحدة ترد على حضرت جنابش

معالي بتأفف: أي وحدة منكم تخلصنا وتجيب الفوشار قبل يبدأ الفيلم
مافيه احترام إني أختكم الكبيرة
أكبر منكم بربع ساعة كاملة..

وهم في حوارهم يرن هاتف البيت، تلتقطه معالي دون أن تنظر للكاشف


رغم تباعده عنهم وأنه لم يشعرهم يوما بأخوته
ولكن سماعها لصوته بعد مرور كل هذا الوقت
كان هازا لمشاعرها بعنف وهي تسمعه يقول بهدوء: السلام عليكم

معالي اختنقت بعبراتها: هلا حمد هلا والله

حمد بذات الهدوء: أشلونش معالي؟؟

معالي بانفعال: طيبين.. ومشتاقين لك.. متى بترجع؟؟ ما خلصت دورتك؟؟

حمد بذات الهدوء: حبه حبة يا بنت الحلال
دورتي مطولة شوي يمكن أبي لي 5 شهور بعد

معالي بصدمة: يعني 6 شهور مانشوفك.. حرام عليك!!

حمد بغموض: الله يكتب اللي فيه الخير.. وين أمي؟؟

معالي بضيق من الخبر: أمي عند جدتي
ثم أكملت: تكفى حمد كلمها على جوالها.. أمي مشتاقة لك

حمد ذهب تفكيره لاتجاه آخر.. أمه عند جدته حيث مكان موضي
الأمر أكثر من احتماله، لذا رد على معالي:
لا خلاص بأكلمها بعد ساعتين تكون موجودة

ثم استطرد: عالية وعلياء عندش؟؟

معالي مستغربة اهتمامه السؤال عنهما: إيه عندي

حمد بذات الهدوء الساكن: خليني أكلمهم



***********************



الصباح في واشنطن
شقة عبدالله بن مشعل


باكينام خرجت للجامعة
وأخبرت هيا أنها ستعود من الجامعة لسكنها
حاولت هيا أن تثنيها.. كانت تريدها أن تكون معها حين يعود مشعل
لكن باكينام رفضت
لأن هذا موقف لا يصح أن تتدخل فيه


وهاهي هيا تشعر بالتوتر الشديد
كانت في المطبخ تغسل بعض الصحون النظيفة لتفريغ توترها
وتتسلى بجر قصيدة قديمة..
لذا لم تسمع صوت باب الشقة حين فُتح


مشعل فتح باب الشقة ودخل
فاجأه بعنف صوت هيا القادم من داخل المطبخ
لم يكن صوتها المفاجأة
ولكن المفاجأة كانت في القصيدة التي تجرها



**********************


ذات الوقت بتوقيت آخر
ليل الدوحة


مشعل تأخر قليلا
ولطيفة كانت تتنقل بين غرف أبنائها حتى ناموا

حين عادت لغرفتها وجدت مشعل يحاول خلع ملابسه بصعوبة
اقتربت منه وساعدته بصمت
كلاهما يتعذب بهذا القرب اللاسع الموجع
حتى الحركة العفوية بينهما سابقا
أصبحت أبعد ما تكون عن العفوية الآن
وهي تُشحن بعشرات المشاعر الكثيفة العصية على التأويل
من ذلك مثلا أن يدها الساكنة الآن على عضده الصلب تحرق خلايا جسده بعنف
وتذيب شرايين قلبها بوحشية
رفعت يدها عنه وهي ترتعش دون أن يظهر عليها شيئا من مشاعرها
وهو معتصم بهدوئه الأسطوري

لطيفة بعد أن أنهت مهمتها
قررت التوجه لمكتبها لتتلهى بالدراسة
لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 26-05-09, 06:45 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح الاعترافات المتأخرة
المتأخرة جدا
التي فات أوانها

اقرأوا جزئي اليوم لتفهموا سبب هذه التحية المؤلمة
ولا تكرهوني أرجوكم
فللحديث بقية
.
.
.



أسى الهجران/ الجزء الثالث والأربعون


الصباح في واشنطن
شقة مشعل بن عبدالله

دخل مشعل إلى شقته وهو ينزل حقيبة صغيرة فيها أغراضه
صُدم وهو يسمع صوت هيا القادم من المطبخ
وصدمته كانت في القصيدة التي تجرها بلحن شديد العذوبة
مشعل لم يتحرك حتى أنهت جر القصيدة الطويلة
وبدأت تجرها من جديد

هذه القصيدة لها ذكرى خاصة وقلة هم من يعرفونها
يشك إن كانت واحدة من شقيقاته أو بنات عمه تحفظها

هذه القصيدة قالها جده مشعل في جدته هيا
إثر خلاف حصل بينهما وارتحلت على إثره إلى أهلها

القصيدة الرائعة والطويلة التي كان فيها مشعل يناجي هيا
لم يقلها مشعل لأحد لأن كبريائه لا يسمح له أن يستجدي عودتها
رغم الشوق الذي أضناه
ولكنه في ذات مرة كان يجرها على رأس (حزم)
وسمعه أحدهم وبقي مختبئا تحت الحزم حتى سمع القصيدة عدة مرات
وكأنه اكتسب كنزا بسماعه لها
ثم توجه مباشرة وألقاها في مجلس والد هيا وعلى مسمع من هيا
التي حين سمعت القصيدة
عادت بنفسها
وفوجئ مشعل بوجودها في البيت حين عاد
وهي تقول له: وصلني مرسولك.. وهذا جوابه


وهاهو مشعل الحفيد اليوم يسمعها من هيا الحفيدة
بعذوبة وألق غير مسبوقين
لم يتخيل مطلقا أنها تحفظ هذه القصيدة القديمة الصعبة المتمكنة من قلبه
لابد أنها حفظتها من والدها
هزه هذا الامر بعنف
وسماعها بصوتها الرخيم وطريقتها المميزة هزه أكثر
وهز مشاعره بعمق موجع حاد
وكأنهما يتلبسان علاقة جديهما المختلفة العميقة..
مشاعر مشعل كانت على شفير انهيار الاعتراف
وهاهي على وشك الانفجار وكل ماحوله يحفز هذا الانفجار العاطفي!!


دخل مشعل للمطبخ
وهاهو يقف خلف هيا التي كانت مشغولة بأفكارها
وغسل صحونها النظيفة وجر قصيدة الشوق المضني

همس خلفها بخفوت وعمق: هيا
هيا ارتعشت وصوته يخترقها كسهم ناري أشعل كل مشاعرها
والصحن يسقط من يدها في المغسلة
وهي تقف كتمثال جامد ويديها تحت الماء الجاري
مشعل اقترب أكثر
ليلتصق صدره الصلب بكتفيها
ويمد يده من فوقها ليقفل صنبور المياه
ثم يحتضن يديها المبللتين بين يديه بحنان وقوة

ارتعشت أكثر
مازال مشعل يمسك يديها
التي أعادها لصدرها ليحتضنها من الخلف
وينحني ليهمس في عمق أذنها من قرب بصوته العميق بخفوت موجع:
أنا آسف حبيبتي

هيا عاجزة عن الرد بأي شيء
الإنفعال يهزها كورقة شجر يابسة تنسفها ريح عاتية
وكل الكلمات تموت على شفتيها
كما أن مشعل لم يمهلها أي فرصة
وهو ينتقل من الكلام للفعل
وينقل شفتيه من أذنها لعنقها ليطبع عليه قبلة عميقة دافئة

حينها انتفضت هيا بعنف
وهي تخلص نفسها من بين يديه بحدة
وتركض لغرفتها وتغلق بابها عليها بالمفتاح بصوت مسموع
وتترك مشعل خلفها
مصعوقا
مجروحا
مطعونا في عمق مشاعره وكبرياءه
فهيا وجهت له إهانة قاسية
وهي ترفضه وترفض مشاعره بهذه الطريقة الجارحة



الجبهة الأخرى
غرفة هيا

هيا تقف وظهرها مسند للباب
قلبها يكاد يخرج من مكانه من تسارع دقاته

وهي تضع كفها على عنقها مكان قبلته
تشعر أن عنقها يشتعل بل جسدها يشتعل
وعروقها تشتعل
تشعر أنه اكتسحها بركان مدمر

لم تتوقع مطلقا أن يكون هذا تصرفه
باغتها تماما
كانت تتوقع أنه حين يعود سيمثل الغضب قليلا مع بعضا من كبريائه المعتاد
وبروده هذا سيتيح لها أن تقف أمامه دون توتر

ولكن كل هذا الكم من المشاعر الملتهبة كان أكثر بكثير من احتمالها
لا تستطيع الآن الخروج أو مواجهته
وهي تشعر بخجل قاتل يكتسحها


كلاهما اعتصم بجبهته
هو مجروح حتى النخاع
وفسر تصرفها أنه رفض له ولمشاعره

وهي مصدومة وخجلة من جرأته
ولم تعلم مطلقا تبعات تصرفها العفوي عليه



***********************



ذات الوقت ولكن بتوقيت آخر
ليل الدوحة

غرفة مشعل بن محمد

لطيفة أنهت مهامها وكانت تريد التوجه للدراسة

لولا أنه قاطع قرارها صوته العميق الهادئ وهو يقول:
لطيفة تعالي أبي أقول لش شيء

لطيفة عادت له
كان يجلس على السرير
جلست بالقرب منه وهي تقول بهدوء: خير إن شاء الله

مشعل بهدوء: خير.. أنا بسافر خلال ذا اليومين

لطيفة شعرت أن قلبها انتزع بوحشية.. (تعبان لهالدرجة عشان يسافر؟!)

ولكن ماصدمها أنه أكمل: عندي صفقة كبيرة في بون
ولازم أروح بنفسي، أبي أشتري معدات ثقيلة

لطيفة مصدومة مفجوعة كأنها تكلم نفسها: تروح في شغل وأنت على ذا الحال؟؟

مشعل بهدوءه البارد: أي حال؟؟

لطيفة شعرت بصداع مؤلم حقيقي يمزق خلايا دماغها
كانت تود أن تثور وتنفجر فيه
ولكنها تمالكت أعصابها وتناست صداعها وهي ترد بنفس بروده:
مشعل جروحك مالها يومين وبعدها تنزف
أشلون بتستحمل سفرة لألمانيا مدتها ساعات ولا وصلب الشغل بعد

مشعل بهدوء: مافيني إلا العافية

لطيفة كانت تريد أن تبكي فعلا.. تريد أن تصرخ وتصرخ وتصرخ
كم هي متعبة منه
ومن كبريائه
ومن عناده
ومن استمتاعه بألمها!!
هل يريد الهرب منها؟!!
هل يريد أن يجرحها أكثر؟!!

لكنها نحت كل مشاعرها جانبا وردت عليه وهي تعود لمكتبها
وداخلها ينزف بغزارة وهي تقول له بهدوء:
براحتك يابو محمد.. براحتك


الرد اللي كان مؤلما لمشعل مؤلما لأبعد حد
فمشعل اتخذ السفر حجة
كان يتمنى أن ترفض سفره.. تصرخ به.. تقول له أبقَ
كان يريد إشارة منها.. مجرد إشارة
لكنها أبعدته
فهو مطلقا لم يعد يحتمل هذا القرب البعيد/ البعد القريب منها
قربها ينحره
ينحر رغباته
ينحر مشاعره
ينحر رجولته

لذا قرر السفر رغم أن أحد موظفيه كان هو من سيسافر سابقا
لكنه ماعاد يحتمل مطلقا
فأما أن يسافر وأما أن ينهار
وأما أن ينهي مهزلة الخلاف بينهما

وبما أن الخلاف قائم
وكلاهما يرفض التنازل
هاهو يجد نفسه مضطرا للسفر مع وضعه الصحي المزري



*************************



المقهى بالقرب من جورج تاون
الساعة 11 صباحا

باكينام تصل وهي متوترة
تشعر بذنب عميق
مكالمتها ليوسف كانت جارحة وخالية من التهذيب
تشعر أنها آلمته لذا تشعر هي بألم عميق
كانت تشعر كأنها آلمت روحها وجرحتها

الاعتذار صعب جدا عليها
ولكنها أخطئت وهي ما اعتادت على الهروب من المواجهة
وهاهي الآن تصل وقد تسلحت بكل القوة الممكنة

جلست
جاءتها النادلة وهي تبتسم: أهلا آنستي

باكينام بتوتر: أين جو؟؟

النادلة كأنها تتذكر: أوه لا تقلقي لقد ترك دفتر محاضراتك في صندوق الأمانات
سأحضره لك حالا

باكينام أمسكت بيد النادلة : لا أسأل عن دفتر محاضراتي
أسأل عن جو شخصيا..

النادلة بحزن: جو عاد لمصر اليوم طائرته أقلعت قبل ساعتين ربما

شعرت باكينام أن الخبر وقع على رأسها مثل صاعقة اخترقت جمجتها وقسمتها نصفين..
شعرت بصداع حقيقي وهي تسأل النادلة:
هل من الممكن أن تعطيني رقم هاتفه بمصر أو عنوانه؟؟

النادلة هزت كتفيها: لا لم يترك شيئا
على العموم هو سيعود لواشنطن بعد حوالي شهرين
بعد أن يقضي فترة الأعياد ورأس السنة في بلده
ولكن لن يعود للمقهى لأنه قدم استقالته

باكينام وقفت وخرجت وهي تترنح
قدماها لا تحملانها وروحها مثقلة بالأسى

كانت النادلة تناديها لتعطيها دفترها
ولكنها لم تكن تسمع وهي تخرج من المقهى
وكأنها تهرب من جريمتها التي ارتكبتها

(لماذا؟؟
لمــــــــــاذا
هل تعاقبني يارب على جريمتي في حقه؟؟؟
أقسم أني أردت الاعتذار منه
لماذا رحل؟؟
لماذا رحل؟؟

كم هو معتم وجه واشنطن هذا الصباح!!
لِـمَ السماء مكفهرة؟!!
كم هي صغيرة واشنطن وخانقة دون رحابة وجهه!!
وكم هي مصر سعيدة باحتضانه هذه الليلة!!
لابد أنها تمطر في مصر أهازيجا وفرحا باستقباله!!
كما تمطر هنا حزنا وسوادا وألما لفراقه!!
ما بال الدنيا تعتم.. وتعتم
وتـــعــتــــم؟؟؟)



***************************



الدوحة
الساعة 11 مساء
فارس يدخل غرفته

يخلع ملابسه ليستحم
رن هاتفه.. التقطه
رد باحترامه وثقته المعتادة: هلا لطيفة

لطيفة بتوتر: تكفى فارس طالبتك

فارس انتفض من الحمية وهو يقول برجولة: اطلبي عزش
الغالي يرخص لش.. لو على قطع رقبتي

لطيفة بحنان: جعل عمرك طويل... مشعل يبي يسافر وأبيك تسافر معه

فارس ضحك غصبا عنه: غيرة ذي؟؟

لطيفة بغضب: صدق إنك متفرغ.. أقول لك بيسافر.. تقول غيرانه
تخيل يبغي يسافر خلال ذا اليومين

فارس برعب: أشلون يسافر بوضعه وجروحه تنزف..

لطيفة عبراتها وقفت بحلقها: شفت.. بس هو رأسه يابس..
عشان كذا أبيك تسافر معه

فارس ابتسم: حاضرين.. ولو إن عرسي قريب..
بس منتي اللي يرد لش طلب يا أم محمد

لطيفة برقة: جعلني ما أذوق حزنك..
ثم أكملت بتحذير: بس تراك أنت اللي بتقول لمشعل إنك بتسافر معه
أنا ماقلت لك شيء

فارس باستغراب: ليش يعني؟؟

لطيفة تكذب: تدري بيزعل علي لو درى إني تعبتك
(لم تكن تريد أن يعلم مشعل أنها قلقة عليها بل تتمزق قلقا وخوفا)



*************************



شقة مشعل بن عبدالله
حوالي الساعة 11 ونصف صباحا

هيا مازالت تغلق على نفسها باب غرفتها
مشعل يجلس في الصالة
مخنوق.. مجروح.. ومشبع بالألم

فوجئ بهيا تخرج عليه وهي ترتدي عباءتها
وتقول برعب: مشعل تكفى باكينام في المستشفى
لقوها طايحة في الشارع ودقوا علي لأني أخر رقم هي دقت عليه


مشعل وقف بشهامة وهو يخرج بها لسيارته بسرعة
ولكن دون أن ينظر لها مطلقا
مـــطـــلـــقـــا
ويبدو أنها عادة أبناء مشعل العريقة!!









أسى الهجران/الجزء الرابع والأربعون


مستشفى جورج تاون
المستشفى الأقرب للمقهى

هيا تخرج لمشعل الذي ينتظرها خارج غرفة باكينام
هيا تهمس له وهي عاجزة عن رفع عينيها به:
معها انهيار عصبي
غريبة.. باكينام طول عمرها قوية
إذا سمحت لي مشعل أنا بقعد معها

مشعل ببرود ثلجي: براحتش.. إذا بغيتو أي شيء دقي على على طول

هيا شعرت بألم عميق من طريقته في الرد
ردت بخفوت: إن شاء الله

عادت لبكينام التي كانت منطوية على نفسها كوضع الجنين
وتبكي بطريقة تمزق الروح بألمها وهي تشهق بألم موجع
هيا جذبت الكرسي عند رأسها
وهي تمسح على شعرها المنثور على المخدة وتسألها بألم:
باكينام وش فيج؟؟ شاللي صار؟؟

باكينام تشهق: يوسف سافر.. سافر.. أنا كنت عاوزة أعتزر له
والله كنت عاوزة اعتزر عشان كنت لئيمة معاه
بس هو سافر سافر

هيا ارتعبت.. لم تتوقع أن مشاعر باكينام ناحية يوسف
وصلت لهذه الدرجة من القوة والعمق لدرجة أن تنهار بهذه الطريقة الموجعة
بينما هي استمرت تنكر هذه المشاعر
بكبريائها وعنادها وقلة بصيرتها حتى خسرته

هيا فكرت برعب (ياترى ممكن يصير معاي نفس الشيء)

باكينام كانت منهارة تماما
باكينام حين تعرفت بجو كانت تشعر أن مشاعرها تتحرك بعنف ناحيته
لكن مامنعها من تحرير مشاعرها معرفته أنه من عرق آخر
ولكن حين علمت أنه مصري
ورغم رفضها لعرقه الذي هو عرقها..
لكن مشاعرها المكتومة انسكبت غصبا عنها لتصب في شخصه ومن أجله
شعرت أن يوسف احتل كل خلاياها غصبا عنها
كل مشاعرها المكتومة طيلة سنوات أصبحت له
وتنبض من أجله
حين اكتشفت ذلك.. قررت أن تتنازل من أجل قلبها
توجهت إليه
ولكنها كانت تأخرت..
تأخرت كثيرا..
كثيرا..



**********************




بعد مضي أسبوعين

مشعل وهيا على وشك العودة للدوحة

هيا بقيت عند باكينام لمدة يومين
حتى تحسنت باكينام
حينها قررت باكينام أن تتوجه لأهلها في بريطانيا
وأن تقضي معهم فترة الكريسمس
فنفسيتها كانت متعبة جدا
وكانت بحاجة لوجود أهلها لجوارها

بعدها عادت هيا لشقتها
لكن صدمها برود مشعل معها
يتعامل معها كأنها غير موجودة
هيا عرفت سبب تغيره.. لا تستطيع لومه
ولكنها كانت تتمنى أن يتفهم خجلها
تشتاق كثيرا لحنان مشعل واهتمامه بها
لا تريده عاشقا
ستكتفي أن يكون مثلما كان في بداية زواجهما
ولكن حتى مشعل ذاك اختفى تحت أطنان تجاهله الدائم لها
هيا تتمزق فعلا ولكنها عاجزة أن تشتكي
مشعل مجروح منها لأقصى أعماق مشاعره ورجولته
رفضها له كان جارحا ومؤلما ومهينا
جاءها يمد يديه ويفتح صدره وقلبه
فرفضت كل شي
يستحيل أن يبادر بأي شيء ناحيتها..
يستحيل أن يسمح لها باهانته مرة أخرى

كلاهما معتصمان بالصمت في الوقت الحالي
وهاهما على وشك العودة للدوحة
وهما مثقلان بالشجن والألم


مشعل الآخر سافر لألمانيا
وسافر معه فارس
كانت رحلة مريعة
فهو لم ينزل من الطائرة إلا وملابسه غارقة بالدم
وبقي في المستشفى لعدة أيام

أنهى صفقته
وهاهما عائدان
فارس ممتن للطيفة التي عرضت عليه مرافقة مشعل
فالرحلة قصرت عليه وقت الانتظار لموعد زواجه


لطيفة متألمة لسفر مشعل وقلقة
ومنذ سفره وهي تعاني صداعا أليما لا تعرف له سببا
أجرت عدة فحوصات وهاهي تنتظر النتائج


موضي تعافت تماما من جروحها الجسدية
ولكنها مازالت تعاني مع جروحها الروحية
قررت أن تعود للعمل وتنخرط فيه
لتتناسى آلامها في العمل



**********************




منزل سعد بن فيصل
بعد وجبة الغداء

سعد يغسل يديه ويتوجه إلى الصالة حيث تجلس شقيقته وضحى (أم فارس)
يجلس وأم فارس تصب له (بيالة) شاي..
يبتسم: جعل فارس سالم ليته يطول في سفرته
كسبناش ذا الأسبوعين.. والله بيتنا من غيرش بيفقد حلاه..

أم فارس تشرب بعضا من شايها وتنزله وهي تبتسم:
جيب لك حلا يا ابن الحلال.. حلا دايم على حسابك

ابتسم سعد وهو يفهم قصدها: عقب ماشاب ودوه الكتّاب..
أي حلا طال عمرش
واجد علي شاهي بدون سكر..

أم فارس تضحك: خلك من البربرة.. ألف بنية تمناك..
ثم أكملت بجدية: حرام عليك سعد دافن عمرك وشبابك من يوم توفت مرتك..
اول عيالك صغار تقول ما أبي أجيب وحدة تعذبهم
بس الحين ماشاء الله صاروا كبار.. والواحد منهم لسانه وش طوله
يعني لو قالت لهم مرتك شيء.. لا تخاف بيقولون لها عشر..

صوت ضحكات يقاطعهم وصوت شاب صغير يتدخل في الحديث:
كاني سامع ريحة تحريض علينا من عمتنا المبجلة..

وضحى تشير للمكان الخالي جنبها.. ويجلس كل واحد من ابناء سعد في ناحية
تحتضن فهد الصغير وترد على فيصل: وش تحريضه الله يخلف علي
هو حد يقدر عليكم أنتوا وأبيكم..

فيصل ذو الخمسة عشر عاما يلتفت على والده ويقول بجدية:
ترا يبه مثل ما تقول عمتي لو بغيت تزوج ترا الموضوع من حقك
وأنت ماقصرت معنا.. غيرك ما يسويها
صبرت ذا السنين كلها بدون مرة..

فهد (12سنة) من ناحيته يقفز ويعلق: بس يبه بتزوج جيب لنا وحدة مزيونة
ما نبي قردة تلوع كبودنا..

أم فارس تضحك وهي تحتضن فهد أكثر: صدق رفيق سليطين.. نفس الأفكار
جيل ما يعلم به إلا الله

سعد يبتسم: العمة وعيال أخيها سوو حزب على سعد الضعيّف
إذا بغيت أتزوج يوم أنتو اول من بيدري.. لا تصدعون راسي
الواحد يبي يقيل.. وانتوا فتحتو له ذا السيرة

فيصل وفهد استأذنوا وتوجهوا لغرفهم
والحقيقة أنهما متراهنان على دور بلايستيشن يريدان إكماله

وسعد التفت لأم فارس وسألها بهدوء: عرس فارس قرب..
فارس محتاج شيء.. قاصره شيء؟؟
تعرفين ولدش لو بيموت ما يطلب من حد شيء

أم فارس بحنين وشوق: لا فديتك.. الخير واجد..
والشباب عيال ولد عمك محمد مايقصرون هم اللي رتبوا كل شيء

سعد نبرة خاصة: على طاري ولد عمي محمد.. بنت محمد اللي ما تشوف وش أخبارها؟؟

أم فارس أخذت السؤال على ظاهره: مريم الله يعوضها الجنة..
والله ذا البنت مافيه مثلها حد.. وأخبارها زينة.. شايلة العرب كلهم على رأسها

سعد بدأ يدخل في المحضور في أسئلته: أنا أتذكر إنها كانت زينة وهي صغيرة

أم فارس مازالت تجاوب على سجيتها دون انتباه لنبرة الخصوصية في أسئلته:
ولحد الحين زينة ..حتى عيونها.. ماكنها بعيون عمياء..
الله يعوضها عن عيونها بالجنة..

سعد باستفسار: إلا هي وش سبة عماها؟؟

أم فارس تجاوبه: حمى جاتها وهي عمرها 3 أو4 سنين..
ماخلتها لين خذت نظرها.. الله يحمي جميع المسلمين ويعوضها عن صبرها

سعد يقف ليذهب لغرفته وهو يقول بنبرة خاصة:
ما تدرين يمكن الله يعوضها
أو تكون هي تعويض لغيرها..



************************



لندن/ منطقة مايفير أحد أرقى مناطق لندن
الظهر
منزل طه الرشيدي والد باكينام


سوزان والدة باكينام تقترب من باكينام التي تجلس في الشرفة تلتفع بدثار ثقيل
وتحتضن كوبا كبيرا من القهوة لم تشرب منه شيئا

سوزان تضع يدها على كتف باكينام وتهمس لها بحنان
بعربية مكسرة تحب أن تتحدث بها: باكي حبيبي.. جو كتير برد

باكينام تفكيرها ليس معها: It's OK mom

سوزان بقلق: صغيرتي مابكِ؟؟ منذ عودتكِ من واشنطن وأنتِ مكتئبة

باكينام بهدوء: لا شيء ماما.. اشتقت لكم فقط
ثم أكملت بألم: ماما أريد الذهاب لزيارة أنّا صفيه في القاهرة
اشتقت لها كثيرا.. أريد رؤيتها قبل عودتي لواشنطن

سوزان مسحت على شعرها وهي تقول لها بحنان: كلنا ذاهبون للقاهرة
أنا أساسا كنت أريد إخبارك.. فوالدك جاءه اليوم استدعاء من القاهرة
وهو يقول أنها فرصة لرؤية والدته وأشقائه

أكملت باكينام بألم ماعادت تعرف له سببا، ألم يمزق روحها:
ولكن لابد أن أرى جدتي فيكتوريا قبل سفرنا
سأذهب لها في ايرلندا إن كانت لن تعود قريبا

سوزان بذات الحنان: أمي ستعود من ايرلندا غدا
وسنذهب كلنا لمانشستر لزيارتها وتستطيعين البقاء عندها حتى موعد ذهابنا للقاهرة لو أردتي..


**********************



العصر
الدوحة
المستشفى الأهلي


لطيفة متوترة جدا
مشعل سيعود الليلة وهي أساسا متوترة بسبب عودته
وزاد التوتر عليها
أن الطبيب اتصل وطلب منها أن تحضر فورا
وأن تحضر معه أحد تثق به من عائلتها
الأمر الذي أثار قلقها لأقصى حد

واتصلت بمريم وطلبت منها مرافقتها
وهاهما الاثنتان تجلسان أمام الطبيب الذي بدا متوترا نوعا ما

لطيفة بهدوء وهي تحاول التسلح بالثقة: دكتور وش فيه؟؟
أنا عارفة إنه فيه شيء مهوب زين ومبين في وجهك
دكتور أنا إنسانة مؤمنة بالله عز وجل.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

مريم برعب: الله يهداش لطيفة بتفاولين على روحش

الطبيب تنحنح: الحمدلله أخت لطيفة أنك متقبلة الوضع ومستعدة نفسيا

لطيفة تنهدت بعمق: الوضع اللي هو؟؟

تنهد الطبيب وكأنه يريد إلقاء قنبلته والتخلص منها: ورم خبيث بالمخ

لطيفة شعرت أن روحها نُسفت نسفا
وأربعة وجوه صغيرة تحتل كل تفكيرها

مريم صُعقت.. عاجزة عن مجرد التخيل

لطيفة ابتلعت عبراتها وهي تحاول التماسك لتسأل بهدوء: وأشلون وضع الورم؟؟

الطبيب بحرج: متأخر جدا جدا..
أنا مستغرب كيف تو تحسين بالألم من أيام
مفترض ورم بهذا الحجم والوضع المتدهور له سنين يعذبك..

لطيفة وقفت وهي تشعر أنها على وشك الانهيار: يعني مافيه أي إمكانية للعلاج؟

الدكتور بحزن عميق: الله قادر على كل شيء
لكن الفحوص تقول ولا وحتى واحد في الألف

الطبيب شرح لها وضعها بعبارات موجزة لكنها كانت قاتلة تماما
وهو يلمح إلى أنها من الأفضل أن تستعجل بكتابة وصية إن كانت تريد ذلك

الوجوه الأربعة الصغيرة تتكاثر في ذهن لطيفة
وجوه صغيرة أثيرة ألتهمت تفكيرها وألمها وحزنها
هم من يهمها
هم من ينحرها
هم من تنزف روحها خوفا عليهم من الحياة بعدها

(مازالوا صغارا.. صغارا
أربعتهم يحتاجونني
لم أعودهم حتى الاعتماد على أنفسهم
حتى ملابسهم لا يعرفون تناولها بأنفسهم من الدولاب
إذا لم أخرج لهم ملابسهم بنفسي لن يعرفوا ماذا يرتدون
إذا لم أدرسهم لن يدرسوا
إذا لم أطعمهم سيلتهون في اللعب عن الطعام
إذا لم أحضنهم لا ينامون
من كبيرهم محمد
حتى صغيرتهم جود
من سيحتضنهم بعدي
من يمسح دمعتهم
من يتحسس أجسادهم الصغيرة ليرى إن كان أي شيء يؤلمهم
من سيعالج جروح محمد وعبدالله اليومية من لعب الكرة؟؟
من يمشط شعر مريم الطويل؟؟!!
من سيعلم جود الصلاة ويحفظها القرآن؟!!

هل سيحسنون تربيتهم
تعبت كثيرا في تربيتهم.. فمن يكمل بعدي؟؟ من؟؟)


مريم عاجزة عن النطق وهي تشعر بروحها تُنسف شظايا
وحزن مر يلتهم روحها كالتهام النار للهشيم
(إنا لله وإنا إليه راجعون
من وين جات ذا المصيبة)


لطيفة تناولت يد مريم لتقودها وتتوجه بها للسيارة
دون أن تنطق أي منهما بحرف
ما أن وصلتا السيارة
حتى انهارت لطيفة تماما
تماما
تـــمــــامــا
ورمت بنفسها على صدر مريم وهي تنخرط في بكاء حاد مؤلم موجع
تبكي نفسها.. وما أقسى بكاء الإنسان على نفسه!!
أن يعلم أن الحياة ستسحب من جسده الممتلئ بالحياة
وأنه سيترك أحبائه خلفه
ليصبح عاريا من كل مافي الحياة.. فقط هو ذنوبه أمام الله عز وجل

(يقولون لا تبعد وهم يدفونني**وأين مكان البعد إلاَّ مكانيا)


كانت لطيفة تهتف بجملة واحدة فقط وتكررها بوجع لا نهائي يمزق الروح
لم تكن تقولها فقط .. ولكنها كانت تنزفها دما وألما وخوفا
جملة تمثل أقسى مخاوفها وأبشع آلامها:

عيالي يا مريم.. عيالي أمانتكم



في ذات الوقت
طائرة مشعل تقترب من الأجواء القطرية
مثقل تفكيره
وبداخله تختلط الأفكار
ففترة سفره أتاحت له التفكير الطويل
رأى أنه أضاع حياته في محض عبث
كان أعمى طوال عمره
أعماه غروره وكبرياءه ووجود النعمة أمامه
ولكن الغشاوة انزاحت عن عينيه
فلطيفة تستحق من يحتويها ليخبرها أنها المرأة الأروع التي لا مثيل لها
بل هي شيء يتجاوز الروعة والإنسانية والحنان والجمال
هي أميرته.. ونبض فؤاده
ونصفه الآخر

(اشتقت يا لطيفة
والله اشتقت
أنا من غيرش ولا شيء ولا شي
سامحيني يالغالية
سامحيني
لا أبوه لا أبو الكبرياء اللي بيوقف بيني وبينش
أنا راجع يا لطيفة
راجع
بكل معنى الكلمة راجع)


اعترف يا مشعل
اعترف!!!

ولكن ألا ترى أن الوقت فاتك
وأنك تأخرت
تأخرت كثيرا
كـــــثـــــــــــــيـــــرا

اعترفت بعد أن أخذك إعصار كبريائك بعيدا بعيدا!!
أخذك إلى حيث نقطة اللا رجوع




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 27-05-09, 06:27 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح للحديث بقية
هكذا قلت لكم بالأمس
وهأنا أكمل الحديث اليوم

نبضات قلبي ونسمات روحي

أقسم أني لم أقصد استجلاب دموعكم أو عصركم بالأحزان
وكم آلمني بعمق تفاعلكم الذي عبّر عن سمو أرواحكم
الحزن شعور سامٍ يدفع بالروح إلى مصافات السماء
وأحيانا يكون الحزن والألم ضرورة لتفجير وضع ما عاد يحتمل

قلت أن للحديث بقية
وهاهي البقية
.
.



أسى الهجران/ الجزء الرابع والأربعون


الدوحة
بعد صلاة العشاء
منزل محمد بن مشعل

مشعل وصل للتو من المطار
قادم للسلام على والديه أولا
يشعر بسعير نار محرقة
ولهفة كاسحة عميقة لرؤية لطيفة بالذات
مثقل بمشاعره التي يريد سكبها بين جنبيها
متعب من الكبت ومستنزف من الشوق

بعد أن سلم على والدته والعنود سأل عن مريم

أم مشعل بهدوء: في غرفتها.. العصر راحت مع لطيفة
ومن يوم رجعت وهي مسكرة على نفسها الباب

مشعل صعد لغرفة مريم
طرق الباب سمع صوت مريم الخافت: ادخل يابو محمد

مشعل حين دخل فُجع بمنظر مريم
كان واضحا تماما أن لها ساعات وهي تبكي

مشعل شعر أن قلبه انتزع من مكانه، فمريم لا يبكيها إلا أمر جلل
سألها برعب: مريم وش فيش؟؟

مريم وقفت وألقت بنفسها على صدره وهي تبكي بمرارة:
لطيفة يا مشعل لطيفة

مشعل شعر كما لو أوردة قلبه وشرايينه قطعت جميعها.. وريدا وريدا وشريانا شريانا
وهو يهتف برعب صرف: وش فيها لطيفة؟؟

لطيفة كانت طلبت من مريم ألا تخبر أحدا
ولكن مريم رأت أن مشعل بالذات لابد أن يعرف
فلطيفة تحتاج إلى من يقف إلى جوارها

مريم أخبرت مشعل بكل شيء وهي تشهق بمرارة بين عباراتها

كل كلمة كانت مريم تقولها كانت سكينا مسنونة
تنغرز في جسد مشعل بوحشية لتمزق أشلائه وتنثر دمائه أمام عينيه
شعر بألم متوحش يخترق صدره ليمزق كل خلية نابضة في جسده
ويحيلها رمادا

(لا لا ياربي لا..
كله ولا لطيفة.. كله ولا لطيفة
اخذني أنا..
خذ عمري كله وعطه لطيفة
ليه أعيش في الدنيا ولطيفة مهيب فيها
لا تخليني يا لطيفة
لا تخليني..
إذا أنا أهون عليش
عيالش يهونون عليش؟!!
لمن تخلينهم؟؟
عيالش صغار.. محتاجينش
لا يا لطيفة.. لا
لااااااااااااااااااا)



**************************




بعد ذلك بقليل

غرفة لطيفة

لطيفة تجلس على السرير
تحتضن هاتفها بيدها بعد أن أنهت مكالمة هامة
عاجزة عن احتمال انفعالها
الانفعال يهزها كالزلزال
وعيناها ممتلئتان بالدموع


وهي على هذه الحال
دخل مشعل

لم تنتبه لدخوله حتى شعرت بكفيه قويتان حانيتان على عضديها
وهو يقف أمامها ويرفعها بخفة
ليحتضنها بعنف كأنه يريد أن يخفيها بين ضلوعه
يريد أن يحمل عنها الألم والوجع
ويخفيها عن المرض عله ينساها ويتركها له
الألم يلتهم روحه.. والندم يأكله على كل لحظة أضاعها عليه وعليها
كان يشدد احتضانها أكثر وأكثر وأكثر..
وهو يستنشق عبير شعرها بعمق
كأنه يستنشق عبير روحها التي ستفارقه
يحتضنها بعمق.. ويستنشق رائحتها بعمق
كأنه يريد أن يطبع تفاصيل جسدها على جسده
ويخزن عبق رائحتها في ذاكرته


لطيفة كانت متفاجئة تماما من تصرف مشعل
بل شعورها تجاوز المفاجأة إلى الصدمة العصية على التصديق

شعرت أن روحها المعذبة تسكن ورأسها مدفون في صدر مشعل العريض
كانت تتنفس بعمق رائحته التي عذبها اشتياقها لها
كانت تشعر كالغريب الذي آب إلى أحضان وطنه أخيرا
فلكم اشتاقت إليه واستنزفها وجع الشوق إلى كل شيء فيه!!
رائحته
صلابة ذراعيه
عضلات صدره
دقات قلبه..


لطيفة شعرت بعد لحظات أنها عاجزة عن التنفس من شدة احتضانه لها
وأن عظام صدرها بدأت تؤلمها
هتفت بصوت خافت: مشعل خنقتني

مشعل لم يكن يريد إفلاتها
يريدها أن تسكن أضلاعه للأبد
أن يخفيها في قلبه وبين حناياه
لا يريدها أن تبتعد
يريدها أن تستوطن خلاياه لآخر لحظة في عمريهما

ولكنه أفلتها بخفة ليحتضن وجهها بحنان بين كفيه
وينظر لعينيها بوله ويهتف بعمق:
أنا أحبش يا لطيفة أحبش..
مهوب بس أحبش
أنا أعشقش..وأعشق الأرض اللي تمشين عليها
أنا كنت غبي
وطول عمري غبي
سامحيني حبيبتي سامحيني


لطيفة كانت مصعوقة
لم تتخيل أنها قد تسمع هذه الكلمات من مشعل
ولا حتى في أجمل أحلامها
شعرت ببركان يتفجر في روحها
وحرارتها ترتفع
ودقات قلبها تتزايد وتتزايد وتتزايد
وهي على وشك الارتماء في حضنه مرة أخرى
وغمر وجهه بقبلاتها المشتاقة
(وأخيرا يا مشعل.. وأخيرا)

لكنها خطر لها خاطر مرعب جارح مميت
سألته بحذر موجع خائف مرتجف
وهي تشعر برعب من الإجابة التي تمنت أن تخالف ظنونها
ودعت الله بعمق أن تخالف ظنونها
وضرعت لله ألف مرة أن تخالف ظنونها:

أنت شفت مريم؟؟

مشعل بألم صرف: توني جاي من عندها..

حينها لطيفة شعرت أن قلبها مات تماما
ومشاعرها تنطفئ كأنما انسكب عليها طوفان من الجليد
وهي تخلص نفسها من بين يدي مشعل وتقول ببرود.. برود مختلف
برود حقيقي .. ليس مصطنعا مثل كل مرة:
إيه قول كذا يا ابن الحلال!!
يا حرام..
تدري كلفت على روحك بذا الكلمتين
أكيد تعبت وأنت تقولهم
بس قلت ياحرام.. المرة بتموت
خلني أكذب عليها وأفرحها الأيام اللي باقية لها في الدنيا
خل شفقتك لنفسك
والفيلم الهندي البايخ اللي سويته وفره على حالك
لأنه أنا مافيني شيء
الدكتور توه كلمني الحين..يعتذر عن الخطأ الغير مقصود على قولته
يقول الفحص مهوب فحصي..
الفحص حق وحدة ثانية توفت الليلة الله يرحمها برحمته..ويعيضها الجنة
والله إني حزنت عليها
وأنا اللي معي مجرد ارتفاع في الضغط جاب لي صداع..
إذا تبي تتأكد هاك خذ كلمه..

وفعلا رنت لطيفة على الدكتور وأعطته لمشعل الذي تحادث معه قليلا
والدكتور يكيل الاعتذارات بحرج بالغ

لطيفة مجروحة بعمق..
ممزقة تماما
روحها مدمرة..
شعورها كان كمن يحلق فوق السحاب
ليجد نفسه بعدها يرتطم في الأرض بعنف
لتتحطم كل ضلوعه
وتنسحق سحقا

(أخرتها شفقة يا مشعل
أخرتها كذا
عمرك ماحبيتني ولا بتحبني
خلصت من ذا الفيلم كله خلصت
فقدت كل رغبة في حبك
أنا قرفانة من حبك أصلا)

مشعل أغلق الهاتف
وتوجه إلى حيث جلست على الأريكة
جلس جوارها وهو يحتضن يدها
لطيفة انتزعت يدها بقسوة
ومشعل يتنهد ويقول بعمق موجع صادق:
اللهم لك الحمد والشكر
ألف شكر وحمد
ما تتخيلين أشلون كنت حاسس
كنت بأموت من مجرد تخيلي الحياة من دونش
حسيت إن حياتي كلها مالها معنى
لطيفة أنت نور حياتي
أنا من غيرش ولا شيء.. والله العظيم لا شيء
لا تقسين علي حبيبتي
كفاية اللي راح علينا
والله العظيم أحبش أنتي وبس
وحتى فكرة الزواج كانت فكرة غبية أنا ألغيتها من زمان من تفكيري
حد ممكن يبعد عن روحه وأنفاسه
أنتي روحي وأنفاسي

لطيفة وقفت وابتعدت عنه وهي تقول ببرود:
والله وصرت تعرف تمثل وتصفصف حكي
وفر على نفسك حكي أنت ماتقصده
ولا راح يأثر فيني
لأن قلبي أنت نحرته
والميت خلاص مات مافيه شيء يرجعه للحياة


لطيفة أنهت جملتها
وتركت مشعل جالسا مصدوما مشبعا بالألم غارقا في وجع سرمدي
وهي خرجت لتفرغ انفعالاتها بعيدا عنه
ولتتصل بمريم وتطمنها



*************************



فارس عاد لبيته أولا وسلم على والدته
وهاهو يتوجه لبيت جدته بعد أن صلى العشاء

دخل بعد الاستئذان
وجد موضي ومشاعل في الصالة السفلية
وجدته مازالت لم تخرج من غرفتها

مشاعل سلمت عليه وركضت لغرفتها خجلا
فزواجها بعد أقل من أسبوعين وبدأت تخجل من مقابلة أكثر الناس
حتى والدها بدأت تتحاشى رؤيته من شدة خجلها

فارس يبتسم وهو يراها تتمتم بأعذار واهية وعيناها في الأرض
ثم تركض للأعلى
يغمز لموضي: مستحية الأخت؟؟

موضي تضحك: أكيييييييد.. هذي علامة الجودة حقت ميشو

فارس باهتمام: أنتي ما تحسين إنها خجولة بزيادة؟؟

موضي بقلق: بصراحة زيادة عن الزيادة
ثم أكملت بخبث: بس لا تخاف ترى العنود مهيب مثلها

فارس ينهرها: موضي عيب عليش ياقليلة الحيا

موضي (بعيارة) : عشتو.. علي يا فويرس..

فارس تنهد: تدرين مالي خلق أعصب عليش.. أنا في مشاعل
واجد شاغلتني.. أشلون بتتعامل مع ناصر إذا أنا إخيها تستحي مني كذا

موضي بقلق: والله يافارس أنا ولطيفة ومعنا مريم نحاول فيها، بس حالتها مستعصية
ياليت يافارس تقول لناصر يصبر عليها.. ومايزعل من سحاها الزايد

فارس بثقة: أنا بأقول له.. بس هو أشلون بيستحمل.. ناصر واحد مزوحي
ومايحب الصكة والنكد.. وأختش على وضعها هذا أم النكد وأبوه

وهما يتحاوران خرجت جدتهما تتهادى على عصاها
الاثنان قفزا وهما يتلقيانها باحترام
فارس يقبل رأسها ويقول بحب عميق ممزوج بالاحترام: هلا بالغالية

جدته بحنان: هلا والله.. والله إني صادقة

فارس أسند جدته حتى أجلسها
ثم جلس إلى جوارها وهو يحتضن كفها
بعد انهاء السلامات المعتادة، جدته سألت بانفعال غاضب: الخريش وينه؟؟

فارس باستغراب: أي خريش؟؟

جدته بغضب على مشعل: اللي سافر ودميانه تقوطر

فارس ضحك: كان يقول إنه بيجيش على طول عقب أمه

جدته بانفعال: ما أبيه يجيني خله يروح يرتاح..
هو حد يسوي سواته الخبل
لو أنه مات وخلا بزارينه يتمان كان سره ذا الشغل وإلا نفعه..

موضي تهمس في أذن فارس:
جدتي مفولة على مشعل من يوم درت إنه راح وهو تعبان
الله يعينه عليها إذا جاء يسلم



**********************



واشنطن دي سي
ذات اليوم بالليل

غدا موعد سفرهم
سيتوقفون في فرنسا ومنها إلى الدوحة
كان من المفترض أن تكون نقطة التوقف المعتادة هي لندن
ولكن مشعل دائما يتلافى التوقف في لندن تلافيا لأي تعقيدات تخصه
وسيكونون في الدوحة مساء بعد الغد إن شاء الله

هيا أنهت ترتيب جميع أغراضها
وكانت تتمنى أن تساعد مشعل في ترتيب أغراضه
أو تقوم هي بترتيبها
لكنه كعادته طيلة الأيام الماضية يتجاهلها تماما
وكأنها غير موجودة
لا يطلب منها أي شيء
ويوجه لها الخطاب بصيغة عامة ودون أن ينظر إليه
كم هو مؤلم إحساسها بتجاهله لها
لا تنكر أنه لم يقلل من احترامها مطلقا
ولكنه يحترمها احترام رسمي موجع
عاجزة عن التفسير والالم

هي الآن متوترة جدا من مقابلة أهلها
كانت تتمنى أن يخفف مشعل عنها
كما كان يفعل قبل غضبه الأخير منها
كان كلما شعر أنها متوترة من قرب لقاءها بأهلها
كان يحكي لها عشرات الحكايات عن كل واحد منهم
ليسحب كل مشاعرها السلبية بطريقة سحرية
ولكنه الآن صامت دائما
ويتركها للهواجس والتوتر والقلق

تطل عليه وهو في غرفته يرتب حقيبته غير منتبه لها
أو ربما غير مهتم!!

(اشتقت لك مشعل..اشتقت لك
ألا تريد أن تسامحني
ألا تكفيك الأيام الماضية
احتاجك مشعل أحتاجك
لا تتركني هكذا معلقة بين الألم والهواجس
أنا لا أعرف هناك أحدا سواك
لك وحدك انتمي
أشعر بعيدا عن دفء مشاعرك كأني غريبة تفتقد دفء وطنها
أنت وطني
فكيف يعيش الإنسان دون وطن؟!!)

تهمس وهي واقفة عند الباب: مشعل تبي مساعدة؟؟

مشعل بهدوء دون أن ينظر إليها: لا شكرا..

(هل تستمتع بإيلامي وإشعاري بالذنب حبيبي؟!)

(هل تستمتعين بتعذيبي بقربك بينما أنتِ أبعد مايكون حبيبتي؟!!)

(أنا آسفة جدا.. ألا تستطيع تفهم خجلي؟!!
ألا تسامحني وتحتضني لتشعرني بالأمان في أحضانك؟!)

(لا تشعري بالشفقة علي
فأنا من آل مشعل
مخلوقٌ غير قابل للتحلل أو الاهتزاز
وأبعد ما أريده منك هو شعور بالشفقة أو حتى الامتنان)

حوار صامت يدور بينهما
هي تنظر له
وهو ينظر لكل شيء عداها



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 28-05-09, 06:48 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباح القلوب الطاهرة
القلوب التي اطمئنت على لطيفة
وآن لها أن تقلق على البقية

جزء اليوم كتبته باستمتاع ورواق بال
أتمنى أن يعجبكم
.
وعلى فكرة تراه أطول من المعتاد
<= على الأقل أنا حسيته كذا
ظنكم إحساسي يكذب علي؟!!
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله



أسى الهجران/ الجزء السادس والأربعون


طائرة مشعل في الجو أقلعت من مطارل شارل ديغول في باريس
وتبقى ساعات قليلة على وصولها للدوحة


اليومين الماضيين مرا قاسيين جدا على البعض
وأكثر هذا البعض كان مشعل بن محمد
آلمه خانق لروحه
قاسٍ على مشاعره المتدفقة الملتهبة
وموجع لكبرياءه الثمين

فلطيفة أصبحت تتجاهله تماما
سابقا كان يعرف حتى وإن كانت تتجاهله إلا أن تحت جلدها لهيبا
وفي عيناها ألق مختلف كلما رأته
ولكن هذا اللهيب انطفى
والألق اختفى
أصبح يشعر أنها ليست أكثر من قالب ثلج

تبادلا الأدوار بجدارة
المتجمد والملتهبة
أصبحا الملتهب والمتجمدة

(أ هكذا كانت تشعر وهي معي
أنا لم أحتمل هذين اليومين
فكيف تحملتني هي ل13 عاما
كيف؟؟
كيف؟؟
أي مخلوق جبار أنتِ؟؟)

هاهو ينظر لها وهي تنام جواره وتعطيه ظهرها
يعلم أنها لم تنم ولكنها تتجاهله كعادتها مؤخرا

يعلم أن الذنب كله ذنبه
وهو من لابد أن يبادر للاصلاح
ولكن هل مازال هناك فرصة للاصلاح؟؟

اقترب منها
ألصق جسده بظهرها
وهو يهمس في أذنها بعمق حنون: لطيفة حبيبتي

لم ترد مطلقا عليه
ولم تتحرك مطلقا

انحنى أكثر على أذنها ويده تسكن على عضدها بحنان
ليهمس بخفوت مُعذِب:
حبيبتي ردي علي
لمتى بتعذبيني يعني؟؟
والله العظيم أحبش
أنتي وبس

كان الرد عليه صمت مطبق بلا حراك

شعر أن هذا كثير عليه.. كثير جدا
لا يستطيع أن يتقدم أكثر من هذا ولا أن يقول أكثر من هذا
فتلك الكرامة اللعينة لا تسمح له بأكثر من هذا في الوقت الحالي

تراجع لمكانه
وهو يعطيها ظهره
وأفكاره المنثالة تقتحمها هواجسه
ومشاعره المصلوبة على مشانق الرغبة والألم والاحتياج

(وش هالحياة اللي عايشينها؟؟
باقي نجيب ثلاجة ونعيش فيها!!
لكن مهوب أنا اللي أخسر!!
مهوب أنا!!)




*********************



مدينة مانشستر شمال غرب لندن
قصر اللورد وليام تشارلستون جد باكينام

كان قصر جد باكينام الانجليزي عبارة عن قلعة عريقة في ضواحي مانشستر
يرجع تاريخها للقرن السابع عشر الميلادي
أجري عليها العديد من التجديدات ولكنها مازالت تحتفظ بطرازها المعماري القديم
ولا يسكن فيها حاليا سوى جدتها فيكتوريا
التي أصرت أن تبقى مع ذكرياتها التي تحمل رائحة وليام..

وتكون الصدفة المريرة والمفارقة المرعبة
أن تعيش فيكتوريا الإيرلندية في مانشستر بالذات
المدينة الانجليزية التي تعرضت لأشهر وأعنف هجمات الجيش الإيرلندي الجمهوري
(مسمى الثوار الايرلنديين الذين كان منهم والد فيكتوريا)
ومن هذه الهجمات مذبحة شهداء مانشستر الشهيرة في القرن التاسع عشر
ومن آخرها الهجوم الشهير جدا سنة 1996
الانفجار الذي هز وسط مانشستر وخلف مئات القتلى

وهاهي فيكتوريا تقيم في مانشستر التي تلعن الايرلنديين صبح مساء


كانت باكينام ترتدي حجابا ثقيلا من الصوف
وجاكيتا واسعا طويلا من الكشمير الثقيل
فالجو كان يثلج بغزارة في الخارج

فيكتوريا ترتدي طقما ثقيلا من التويد الرمادي يمثل الطراز الانجليزي الارستقراطي في اللبس
حتى وإن كانت تكره الانجليز ولكنها أصبحت تمثلهم في تصرفاتها ولبسها
شعرها أصبح أبيض تماما وهي ترفعه في شنيون كلاسيكي هادئ
يناسب هدوء ملامحها الدقيقة المشبعة بالتجاعيد

اقتربت من باكينام التي تجلس على أريكة بالقرب من المدفأة
و جلست جوارها وهي تفك حجاب باكينام بحنان
باكينام أمسكت حجابها وهي تقول بهدوء:
أخشى أن يدخل أحد خدمك وأنا بدون حجاب

فيكتوريا بحنان: لقد نبهت عليهم ألا يدخل علينا أحدا منهم
أريد أن أرى شعرك

باكينام فكت حجابها بنفسها ثم وضعت رأسها على فخذ جدتها
جدتها تمسح على شعرها و تهمس لها بحنان:
لِـمَ لم تغادري مع والديكِ؟؟

باكينام رفعت عيناها الغائمتان لها وابتسمت ابتسامة باهتة:
ألا تريدينني؟؟

فيكتوريا بذكاء: تعرفين أن هذا ليس قصدي
لا تتغابي أو تتذاكي علي
مابكِ؟؟

لطالما كانت علاقة باكينام بجدتيها استثنائية، وارتباطها كبير جدا بهما
ولطالما كان الحوار مفتوحا وذكيا بينها وبين العجوزين الذكيتين

باكينام بذكاء كذكاء جدتها:
لا شيء سوى أن واشنطن كانت قاسية علي
وكادت أن تكسرني أو ربما فعلت

انتفضت فكتوريا: لن تكوني حفيدتي إن تركتي أي شيء يكسرك

باكينام تناولت يد جدتها من فوق رأسها واحتضنتها بالقرب من صدرها:
متعبة كثيرا ماما.. متعبة..

جدتها همست بحنان وذكاء وهي تحتضن يدي باكينام:
أتمنى ألا يكون انجليزيا باردا متوحشا

باكينام جلست وهي تهتف باستغراب: من هو؟؟

فيكتوريا برقة: سبب تعبكِ

ابتسمت باكينام: ولِـمَ تفترضين إن هناك رجلا ما؟؟؟

فيكتوريا بحكمة: لا تستخفي بي ياطفلتي
قد أكون عجوزا ولكني أعرف الحب جيدا
أنا عرفته ثم عرفته في أمك
ويبدو أننا أجيال حُكم عليها بالغرام
أتمنى فقط ألا يكون انجليزيا..
الانجليز كان فيهم رجل رائع واحد كان من نصيبي
أما البقية فهم حثالة شعوب الأرض وأكثرهم وحشية

باكينام ضحكت لأول مرة منذ إصابتها بالانهيار في واشنطن:
عديني ألا تخبري أحدا

فيكتوريا تقرص أذنها: أ لي يُقال هذا الكلام؟؟ هيا أخبريني

باكينام تبتسم: مصري

تضحك الجدة : أنا أحببت المصريين بعد والدك..
والدك رجل رائع ويحب أمك كثيرا
وأخيرا قرر الجيل الثالث العودة لقواعده وعروقه سالما

باكينام بألم: لم يعد ماما لم يعد.. فحكايتي معه انتهت قبل أن تبدأ
وأرجوكِ لا تسأليني عن التفاصيل
فالتذكر مؤلم.. مؤلم كثيرا

جدتها تحتضنها: لا بأس صغيرتي لا بأس.. الحياة تجارب
وربما كان هذا الشاب مجرد محطة قبل الوصول لمحطتك الرئيسية

باكينام تحاول كبت دموعها حتى لا تثير قلق جدتها عليها:
هو كل المحطات ماما كل المحطات

وقبل أن ترد عليها جدتها هتفت باكينام لتغيير الموضوع:
سنذهب لمصر بعد أيام ما رأيكِ أن ترافقينا؟؟

فيكتوريا باستغراب: وماذا أفعل في مصر؟؟

باكينام بحماس: وماذا تفعلين هنا في هذا الثلج والصقيع
الجو الآن في مصر رائع
وأنتي لم تزوري مصر منذ زمن بعيد

فيكتوريا بحنين: زرتها مع وليام قبل وفاته بسنوات

ضحكت باكينام: وبالتأكيد أقمتم في المينا هاوس قرب الاهرامات

جدتها باستغراب: هل أخبرتكِ سابقا؟؟

باكينام تبتسم: لا.. ولكن كل اللوردات الانجليز لابد أن ينزلوا هناك
ويصوروا أيضا وتوضع صورهم في بهو الفندق أو دفتر الزوار.

فيكتوريا تتذكر: مكان رائع بالفعل..

مينا هاوس كان قصرا من قصور الخديوي اسماعيل يطل على الاهرامات مباشرة
أُعد ليكون استراحة له ولأسرته ولضيوفه زائري الأهرامات
وأشهر الزوار كانت أوجيني ملكة فرنسا التي يقال أن الخديوي كان معجبا بها جدا.
اشتراه في أواخر القرن التاسع سير انجليزي يدعى (فريدريك هيد) لأنه أعجب زوجته
ثم اشترته عائلة (لوكيه كينغ) الانجليزية العريقة المعروفة بولعها بالآثار
وكانت هذه العائلة هي من حولته لفندق شديد الفخامة
وفي سبعينيات القرن الماضي اشترته سلسلة فنادق أوبروي العالمية
والفندق تحفة معمارية مذهلة ولكنه معروف للأجانب أكثر من العرب
والزائر له سيرى في انحائه صور عدد كبير من المشاهير الذين أقاموا فيه.


باكينام بحماس وهي تحاول أن تتناسى حزنها: جربي الحياة المصرية الحقيقية
بعيدا عن الفنادق.. سأكون لك دليلا سياحيا بالمجان
بيتنا هناك رائع جدا ويطل على النيل مباشرة
كما أن لنا بيتا آخر في قرية والدي وسط مزارع شاسعة
صدقيني ستستمعين معنا

فيكتوريا بتفكير: لا بأس سأفكر.. ولكن لن أذهب معكم
سألحق بكم بعد أسبوع
فلابد أن أرتب أوضاع القصر والخدم قبل ذهابي..


*************************


منزل عبدالله بن مشعل
بعد صلاة العصر

أم مشعل لها عدة أيام وهي تستعد لاستقبال ابنها مشعل وزوجته
عبدالله منذ علم بزواج مشعل بدأ باستخراج ترخيص بناء قسم خاص له
في طرف أرض البيت الشاسعة.. حتى يعود مشعل ويستقر ويني بيته الخاص على أرضه الخاصة
وبدأ البناء فعلا ولكنه سيستغرق أشهرا

لذا مبدئيا أعاد صبغ وديكور وترتيب غرفة مشعل القديمة
ليقيما فيها فترة إقامتهما القصيرة في الدوحة التي لن تتجاوز شهرا
الترتيب قام بأكثره لطيفة وموضي
فغرفة شاب عازب تختلف بالتأكيد عن غرفة متزوجين
اشتروا الغرفة واختاروا الصبغ والستائر
حتى الحمام غيروه.. وهم يريدان إشعار الزوجان الجديدان أنهما عريسان فعلا

وهاهما الاثنتان في الغرفة

موضي ترمي بنفسها على السرير وهي تهتف بتعب:
يووووه تعبت.. انقطع قلبي من الترتيب

لطيفة بغضب: قومي من السرير لا تكرمشين المفرش

موضي مازالت تتمدد: يعني أنا اللي بأكرمشه
وأخيش الزرافة لا

لطيفة تقرصها: قومي رتبي العطور على التسريحة.. خلي لش فايدة

موضي تدعك مكان القرصة: مشكلة إذا صار فيه حد أكبر منك
تنقرص وتنضرب وأنت متلايط غصبا عنك

لطيفة بتعب: ياكثر هذرتش بس..
اتصلتي على الكل وعزمتيهم على الحفلة بكرة؟؟؟

موضي تبتسم: صار.. ماخليت حد..
بس حرام عليكم البنية توها جاية ماتعرفكم
تسوون حفلة كبيرة وتجمعون أمة لا إلة إلا الله على رأسها

لطيفة ترتب بعض الأغراض في الدواليب وتقول بجدية:
أشلون يعني تبين بنت عمش وعروس أخيش تجي ماحد درى فيها
وخصوصا إنه عرس مشاعل والعنود بعد 10 أيام
يعني لازم نحتفل فيها قبلهم..
إيه اتصلي في العنود وشوفي إذا هي أكدت حجز الكوافيرة لهيا بكرة.

موضي بتأفف مازح: يمه منش.. أنتي ما تهجدين ماشاء الله
تشتغلين على كم جبهة أنتي؟؟!!



**********************



الدوحة
العصر

ناصر وفارس يجلسان في مقهى لونوتر في فيلاجيو

فارس بتأفف: ممكن أعرف ليش داق علي وجايبني

ناصر يرتشف قهوته ويبتسم: زهقان.. وبعدين مرتك اللي جايبتني هنا
لازم تعاني معي.. مايصير أعاني بروحي

قلب فارس انتفض بعنف وهو يعرف أنها معه في نفس المكان
حتى ولو كان مكانا شاسعا فيه المئات غيرهم

ثم هتف بغضب: أنت مخليها في المجمع بروحها؟؟

ناصر ينظر له بنصف نظرة كسولة: غيران الأخ؟؟

فارس بغضب: أنت من جدك وإلا تمزح..
قوم روح لأختك لا بارك الله فيك من رجّال..

ناصر يبتسم وهو ينظر لأظافره بطريقة مصطنعة ليغيظ فارس:
والله مرتك.. غيران عليها روح دورها بروحك

فارس قفز بغضب: مادريت إنك رخمة.. اتصل فيها خلها تطلع الحين

ناصر يمسك يده ويشده وهو يضحك:
اقعد لا ينقطع عرقك بس
أمي معها.. مهيب بنت محمد بن مشعل اللي تهيت طال عمرك

فارس شعر بالحرج وأن ناصر حشره في الزاوية

وناصر يكمل وهو يضحك:
والله مهيب هينة العنود النتفة..جابت رأس الشيخ فارس

فارس ببرود يحاول به تغطية حرجه:
والله الرجّال اللي مايغار على محارمه مهوب رجّال

ناصر مازال يضحك: كثر من ذا الهياط طال عمرك

فارس يقرر أن يرد له الصفعة وهو يقول له بخبث:
دواك اللي بتسويه فيك مشاعل

هذه المرة كان ناصر هو من شعر بالرعشة وهو يهتف بمرح:
آه فديت الطاري
الله يخلص ذا الأيام العشرة على خير
قل لي وش هي ناوية تسوي فيني.. أنا كلي حلالها

فارس بهدوء: أنت ماتعرف شيء اسمه سحا.. عيب عليك

ناصر يضحك: وش عيبه؟؟ مرتي ذي.. خلينا العقد لك

فارس بجدية: ناصر ترا مشاعل خجولة بزيادة

ناصر يبتسم: حلالها خلها تخجل وتتدلع

فارس بنفس الجدية: يعني مستعد تصبر عليها؟؟

ناصر بجدية هذه المرة: يعني أنت ما تعرفني فارس
مشاعل قبل ماتصير مرتي بنت عمي.. لها القدر والحشيمة.. لا تحاتيها

الحوار مستمر بين ناصر وفارس
ولم ينتبها للعيون التي كانت تلتهمهما

بعد دقيقة اقتربتا صاحبتا العيون..
وقبل اقترابهما وصلت رائحة عطريهما القوية
اقتربتا حتى وقفتا عند طاولة ناصر وفارس
وهمست إحداهما: ناصر بن مشعل

ناصر رفع عينيه وهو يرد بعفوية: نعم

ولكنه سرعان ما أشاح بنظره وهو يصدم بمنظرهما
كأنهما ذاهبتان إلى حفل زواج
الوجوه المكشوفة المصبوغة والعباءات الضيقة والشعر البادي

أكملت بميوعة: ممكن توقع لي الشيخ
أنا والله العظيم أجمع كل صورك في كل سباق.. ياي تينن

ثم هتفت الثانية بميوعة أكثر: وخل المزيون اللي معاك يوقع لي أنا

فارس لم يرفع عينيه أصلا وهو على وشك الانفجار

ناصر بثقة وقوة: توكلوا.. الله يستر عليكم

مازالت مصرة: بس توقيع.. اشفيك ناشف جذيه مع معجبينك

فارس بقسوة: أقول توكلي توكلي

همست بغضب بارد: ياي يخرع

ثم انسحبتا ولكن الأخرى قبل أن تنسحب مالت على فارس
لتهمس له من قريب: شلعت قلبي.. وش هالرجولة والجمال اليوسفي..

وناصر انفجر ضاحكا وهو يرى احمرار وجه فارس من الغضب
فارس بغضب: أنت أشلون تستحمل ذا الاشكال
تدري.. أخر مرة أقعد معك وإلا مع راكان في مكان عام
تجيبون للواحد شبهة بذا الاشكال اللي تحذف عليكم..
هذولا وين أهلهم عنهم؟؟؟


الجزء الأخير من الموقف حدث أمام عينين دامعتين كانتا تشاهدان من بعيد



**********************



بعد ذلك بساعتين
طائرة مشعل وهيا تقترب

مشعل يهمس لهيا ببرود: أنا ما أدري وش كنتي تلبسين في الدوحة قبل
لكن الحين اسمش مرتي وأنا لولا خوفي إنه حد يضايقش في أمريكا
أو كان قلت لش تغطين وجهش هناك
لكن في الدوحة أعتقد أنه مافيه داعي انبهش

هيا لم ترد عليه لأنها كانت تغلي من الغضب عليه
(هذا وش مفكرني؟؟)

وبعد أن تمالكت نفسها ردت عليه ببرود مشابه لبروده:
والله يا ولد عمي أعرف السنع قدام تأخذني
ولمعلوماتك أنا كنت أغطي وجهي حتى في لندن عدا الجامعة بس
بس في أمريكا حذروني أغطي وجهي
ومنت باللي تجي الحين تعلمني أشلون أتستر

مشعل بتأفف عميق: أنتي كل شيء عندش معركة لازم تربحين فيها

كان هذا أول حوار حقيقي بينهما منذ أيام
وإذا به يتحول إلى مأساة وحرب باردة مستعرة

هيا أخرجت نقابها وارتدته
وهي تحاول نسيان غضبها من مشعل
فما فيها يكفيها
ألم
توتر
توجس
رعب
حزن
وقلبها ترتفع دقاته
ووجيب هذه الدقات يكاد يمزق أضلاعها
خرجت من الدوحة مع أمها
وعادت لها مع مشعل
وشتان بين الذهاب والعودة

تشعر برعب كاسح من الحياة التي تنتظرها
كيف سيكون استقبال أهلها لها
هل سيحبونها؟؟
هل ستحبهم؟؟
كيف هي أشكالهم؟؟
هل فيهم شبه من والدها مثل مشعل؟؟
كيف سيتعامل معها مشعل هناك أمام أهله؟؟

عشرات التساؤلات التهمت تفكير هيا بمرارة
وقائد الطائرة يعلن عن قرب نزول الطائرة في مطار الدوحة الدولي


#أنفاس_قطر#
.
الغوالي نبضات القلب
كما رأيتم البارت يمثل نهاية مرحلة
وبداية مرحلة جديدة
واستعدادا للمرحلة الجديدة
وحتى أرتاح وترتاحون من ثرثرتي
أنا أطالب بإجازة لمدة يومين فقط
أحتاج لأن أتفرغ للدراسة قليلا

موعدنا سيكون صباح الأحد في وقتنا المعتاد
إن شاء الله

نهاية أسبوع ممتعة وموفقة لكل أميراتي
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 31-05-09, 06:45 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

صباحات الاشتياق بقدر اشتياقي لكم أميراتي
اشتقت لكم كثييييير أتمنى أنكم اشتقتم لي ولو نتفة صغنونة

وبما أني مشتاقة لكم فلازم أثرثر شوي
أولا أرحب بكل المنظمات الجدد والمشتركات من أجل الرواية
طوقتم عنقي بشرف تشريفكم للرواية وكاتبتها
وأشكر صديقاتي الدائمات على مرورهم الدائم اللي يشعرني بتواصل أرواحهم مع روحي

هناك تساؤل حول عدد الأجزاء ومتى ستنتهي الرواية
من تابع معي بعد الغياب
يعرف أني أفضل أن تتفاجأوا بالنهاية ماثلة أمامكم
وعلى العموم مازال المشوار طويلا ..فهناك شخصيات لم نتناولها بعد
وأنا أخبرتكم سابقا أن هدفي أن تغوصوا داخل كل شخصية
وليس الأحداث لمجرد الأحداث

ولمن يخشى أن ألد قبل نهاية القصة ..أقول أنا الآن في الشهر السادس
إن شاء الله أكمل لكم الرواية قبل ولادتي إن كتب الله وأراد ذلك
دعواتكم لي أرجوكم أن يوفقني الله ويهون علي ويحميني من كل شر
أشعر هذه الأيام بصداع يتكرر كثيرا
دعواتكم لي أرجوكم


أممممم قضية أخرى أنا أراها ممتعة وفيها حديث طريف
بعض متابعاتي الغاليات
عتبوا علي أني استخدمت مصطلح شهداء حين تكلمت عن "شهداء مانشستر"
وفي ظنهم أني أنا من منحتهم هذا اللقب بينما هم غير مسلمين
وأود أن أقول أن هذه تسمية تاريخية لهذه الحادثة الشهيرة جدا في التاريخين البريطاني والايرلندي
وليست من عندي (The Manchester Martyrs)
و Martyr تعني شهيد وليس لها ترجمة أخرى
وهل تعلمون عزيزاتي أين غرابة هذه الحكاية؟؟
أن الشهداء المقصودين لم يكونوا بريطانيين بل هم إيرلنديين
وفي دبلن عاصمة إيرلندا يوجد قبر رمزي على شاهده أسماء الثلاثة الذين أعدموا على خلفية ماحدث
هذا القبر اسمه The Manchester Martyrs
وفي مانشستر نصب قبر آخر يخص ذات الحادثة ولكن من زاوية أخرى
وماحدث باختصار كان حكاية مثيرة تصلح فيلما وربما تكون حولت فيلما
وخصوصا أن أحد الأطراف كان أمريكيا

كان اثنين من زعماء الجيش الجمهوري ينقلان للمحاكمة في مانشستر
فأعد 30 شخصا من هذا الجيش كمينا لإنقاذ قادتهم
وحاوطوا العربة التي كانت تنقلهم
الرقيب الانجليزي الذي كان بداخل العربة رفض فتحها
لذا أطلقوا الرصاص على القفل
ومن حظه العاثر أن يكون في ذات اللحظة يضع عينه على القفل ليرى الخارج
فتخترق الرصاصة عينه وجمجته..رغم أنهم لم يكونوا يقصدون قتل أحد
فحوكم ثلاثة منهم بالإعدام أحدهم كان أمريكيا
وفي المحاكمة أطلق أحدهم صرخة (لتحيا إيرلندا) التي أصبحت نشيدا رسميا لإيرلندا
وقيل أن المحاكمة لم تكن محاكمة لكنها مجزرة ظالمة
لذا ظلت مانشستر مصدر كراهية من الايرلنديين
حتى أنهم عادوا بعدأكثر من مئة وثلاثين عاما ليفجروا تفجيرا كبيرا فيها سنة 1996

صدعتكم صح؟؟؟
يالله بارتين اليوم
أنا حبيتهم كثير
يارب يعجبونكم
ويعوضونكم عن يومين الغياب
استلموا
47
و
48
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/ الجزء السابع والأربعون


بيت محمد بن مشعل
غرفة العنود


حينما طلبت لطيفة من موضي أن تتصل بالعنود لتتأكد من حجز خبيرة التجميل
ارتعبت موضي وهي تشم في صوت العنود رائحة بكاء تحاول إخفاءه
لذا قررت أن تتوجه لبيت عمها
رغم انشغالها وأن عندهم عشاء رجال ضخم بمناسبة عودة مشعل ووالاحتفال بزواجه في آن

وهاهي الآن في غرفة العنود التي ما أن رأتها حتى انخرطت في البكاء
وكأنها تحتاج إلى من ينبش قشرتها الرقيقة المتهاوية

موضي بلطف: حبيبتي العنود.. ممكن تقولين لي ليش تبكين؟؟

العنود تشهق: فارس.. فارس..

موضي برعب: وش فيه فارس؟؟

العنود تشهق أكثر: يغازل

ثم ألقت بنفسها على السرير وهي تبكي بشكل أحد..

موضي لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك وهي تربت على ظهر العنود:
قومي قومي يالخبلة
تدرين؟؟.. قولي لي.. إبي عبدالله بن مشعل يغازل أقول لش يمكن
بس فارس مستحيل.. لا تصيرين هبلة

العنود مازالت تبكي: أنا شايفته بعيني يكلمها وباقي تقعد في حضنه..

وحكت العنود الحكاية كاملة كما شاهدتها

موضي تشد العنود وتجلسها وتقول لها بحنان: أكيد أنتي غلطانة
فارس مستحيل يسويها..
ثم غمزت موضي وهي تقول بمرح: وبعدين ليش تصيرين صكة كذا؟؟
خليه يودع العزوبية..

العنود تشهق: حرام عليش موضي.. أحر ماعندي أبرد ماعندش

موضي بعذوبة: عشان ترتاحين الحين بأدق على فارس وأنتي تسمعين

العنود برعب: لا لا لا

لكن موضي لم تستجب لرفضها وهي ترن على فارس

وقتها فارس كان في سيارة مشعل متوجها للمطار لاستقبال مشعل
حتى يعود مشعل مع زوجته في سيارته
ويعود فارس مع ناصر..

فارس التقط هاتفه وهو يبتسم: هلا والله بالشيخة موضي
لا تخافين رايح أودي سيارة أخيش
خلاص راحت علينا جا حبيب القلب

العنود قلبها يرتعش بعنف
ويكاد عرقها يتصبب حرا في برودة ديسمبر
وهي تسمع صوته الخشن العميق عبر (السبيكر) المفتوح

موضي تبتسم: خلك من البربرة.. يقولون صادينك تغازل

فارس بغضب: اقطعي واخسي.. ماعاد إلا فارس بن سعود يخربط

موضي تنظر للعنود وتبتسم وتكمل حوارها مع فارس:
اليوم في لونوتر شايفين البنت باقي تقعد في حضنك

فارس بغضب: تدرين موضي.. مهوب شغلش..
ومهوب أنتي اللي تجين تحاسبيني
وأنتي حسابش معي ياقليلة الحيا

موضي توترت وشعرت أنها ربما تكون أخطأت بالاتصال والعنود تسمع
لذا حاولت أن تسحب التوتر: ولا حتى المدام لها حق تحاسبك وهي شايفتك بنفسها؟؟

فارس بغضب كاسح: العنود اللي قالت لش..

العنود توقف قلبها وهي تسمع كيف تغير صوته من الغضب
وكم بدا لها مرعبا ومخيفا تردد نبرة صوته الغاضبة في الجو
وكأن الهوا سكن حولها خوفا
والجو يصبح خانقا وثقيلا

وموضي شعرت أنها تورطت لذا أجابت بصراحة:
أنا عندها.. وتراها تسمعك.. خل عندك شوي ذوق

فارس بغضب ناري: يعني هي تسمعني..زين العنود اسمعيني
حسابش عندي.. عشان ثاني مرة تدخلين حد بيننا
يعني مافيش صبر كم يوم وتسأليني بنفسش
أو من أولها ماعندش ثقة فيني.. أصلا رصيدش عندي كبير
ما يضر ذا الموضوع زيادة

العنود غضبت من تهديده الوقح لها فصرخت بصوت عالٍ حتى يسمع:
وأنا ماني بعبدة عندك تهددني وأنا عادني في بيت إبي..
على شنو شايف حالك؟؟

موضي أغلقت السبيكر بسرعة وهي تهتف لفارس:
فارس الله يهداك مافيه شيء يستاهل

فارس بغضب: دواش أنتي وياها عندي..
ثم أغلق الهاتف..

وموضي ترجع للعنود الباكية وتحاول تهدئتها وإقناعها
أن فارس يغضب بسرعة ويرضى بسرعة
بينما العنود كانت تشعر أنها مجروحة بعمق منه ومن قسوته
وقبلها من المشهد المهين الذي رأته
مشاعرها الرقيقة كانت مستباحة ومستهاضة حزنا وألما
وغيرة مرة جارحة



*************************



مطار الدوحة الدولي

مشعل وهيا يصلان
هيا متوترة جدا
قلقة
مرتاعة
مشاعرها تنزف توترا وخوفا غير مفهوم

راكان كان قد أخذ أذن لدخول المستقبلين لصالة الاستقبال الرئيسية
صالة الحقائب
ولكنه لم يحضر.. بقي في المجلس لاستقبال الرجال مع والده وعمه
ولأن استقباله لصديق عمره لابد أن يكون استقبالا خاصا

ومن جاء للاستقبال فارس وناصر
ومشعل ليحضر لطيفة.. لأنه لابد أن يكون هناك أحد لاستقبال هيا

وهاهما يصلان
وهيا توترها يتصاعد
وهي تود لو تخفي وجهها في ظهر مشعل توجسا وقلقا

ثلاثة أجساد ضخمة تتوسط البهو
عرفت هيا فورا أن اثنين منهما مشعليان أصيلان
الثالث لا يشابههما إلا في الطول والعرض فقط
تأخرت عن مشعل قليلا وهي تراه يتوجه ناحيتهم وابتسامته تتسع وتشع
شعرت أنها غريبة تماما وهي تتأخر أكثر وتتقزم
وهي ترى استقبالهم الحار له
شعرت بدموعها تقفز إلى محاجرها
وذكرى والدها ووالدتها تقتحمها بعنف
شعرت أنها وحيدة وهي ترى مشعل بعيدا عنها
في أحضان أهله
لم ترَ من قبل أسرايره بهذا الانفتاح
وابتسامته بهذا الصفاء
وكأنه يحلق ويتحرر من سجنها له أخيرا

وهي في أفكارها المرة
شعرت بيد رقيقة تسحبها لتحتضنها
وصاحبة اليدين تهمس بصوت عذب حنون:
الحمدلله على سلامتش.. نورتي الدوحة وبيت هلش
أنا لطيفة بنت عمش وأخت مشعل الكبيرة

غصبا عنها وجدت هيا نفسها تنخرط في بكاء مكتوم
وهي تحتضن لطيفة
شعرت بانفعال عميق وهي ترى أن هناك من تذكرها
وغمرها بمشاعره
في الوقت الذي كانت مشاعرها مستثارة ومتحفزة وعلى شفا الانهيار

وقتها كان مشعل يلتفت لها
شعر بألم عميق لأنه علم أنها تبكي
(أما لهذا البكاء والوجع من نهاية؟!)

الشباب ناصر وفارس أخذا أرقام الحقائب من مشعل
ليحضراها هما
وأعطى فارس مشعلا مفتاح سيارته

خرج مشعل مع مشعل
ولطيفة وهيا

حتى وصلا المواقف للسيارتين المتجاورتين

حينها لطيفة ألقت بنفسها في حضن شقيقها
مشعل احتضنها بقوة وحنان
وهو يقبل رأسها: اشتقت لش لطوف والله العظيم

لطيفة بحنان: وأنا أكثر ياقلب أختك

حوار عذب وعميق وشفاف مليء بالاهتمام كان يدور بينهما

الحوار والأحضان أثارت غيرة شخصين محرومين منها إلى حد الوجع
مشعل بن محمد وهيا
فكلاهما محتاج لحضن نصفه الآخر ويفتقده بوجع
وهو يرى كيف أن نصفه الأخر متدفق مع غيره ومليء بالحب والحنان
الذي هو في أمس الحاجة إليه..

مشعل لشقيقته بحنان: لطيفة تعالي معنا..

لطيفة بذوق: لا حبيبي.. أنت روح أنت ومرتك..
وأنا بأروح مع خويي اللي جيت معه
أنا ما أبور في أبو محمد..

مشعل بهدوء: الله يخلي لش أبو محمد.. ما يستاهل من يبور فيه..

جمل عفوية لكنها في القلوب المثقلة تؤول بعشرات المعاني

مشعل الكبير بهدوء: يالله يأم محمد..

هيا شعرت أن إحساس الغربة يعاودها بعنف..
وهي تركب إلى جوار مشعل
تحاول أن تفتح حوارا ما: سيارة من هذي؟؟

مشعل بهدوء: سيارتي..

هيا بذات الهدوء: حلوة ماشاء الله.. متى اشتريتها؟؟

مشعل بسكون: من كم شهر.. في الصيف هذا اللي فات..

حوار غبي باهت.. ولكنه حوار قد يؤدي لشيء ما
وهاهو يؤدي وهيا تتجاوز حبسها لمشاعرها وتقول بخفوت متوتر:
مشعل أنا خايفة..

مشعل شعر أن قلبه يقفز وهي يسمعها تعبر عن خوفها
كان بوده أن يحتضنها.. يطمئنها.. يبعد عنها وساوس الخوف والقلق
رد عليها بطمأنة: لا تخافين من شيء (كان سيقول وأنتي معي، لكنه أكمل):
صدقيني بتنبسطين وترتاحين... هلي ناس طيبين
وكفاية إنش بتشوفين سميتش.. هي بروحها تكفي عن كل الناس

توترت هيا أكثر لذكر جدتها التي يمزقها شوقها لرؤيتها
سترى والدة سلطان أخيرا
الحلم الذي مات وهو يحلم به!!
(سأراها يا سلطان.. سأراها
أمك.. عبق رائحتك
حلمك السرمدي
وجع غربتك التي عشتها في وطنك
سأراها
وكم يمزقني شوقي لها
وخوفي من رؤيتها!!)



السيارة الآخرى
مشعل ولطيفة

مضت لحظات صمت قبل أن يقطعها مشعل بهدوء وعيناه مثبتتان على الطريق:
وصدق ما تبورين في أبو محمد؟؟؟
واللي تسوينه فيه شتسمينه؟؟

لطيفة بذات هدوءه ويداها مثبتتان في حضنها:
أبو محمد أول من بار..والرد من جنس العطا

مشعل بعمق: لطيفة احنا عشرة عمر
وأظني إنش تعرفين أني ما أقول شيء ما أعنيه
أنا أعتذرت لش.. لمتى وأنتي تصديني كذا؟

لطيفة بألم حاولت تغليفه بالبرود لكنها فشلت:
13 سنة وأنت تعاملني كني طوفة
لحد ما خلاص كانت القشة اللي قصمت ظهر البعير
مشاعر شفقة وكسر خاطر
وعقبه لقيت نفسك تورطت
أنت قلتها وخلاص.. ومايصير تراجع ولازم تثبت أنه هذا قرارك من البداية
أو يمكن عجبتك اللعبة وقلت خلني أكملها
مشاعري مهيب لعبة لك يا مشعل
تبيني أصدق أني قدامك 13 سنة وما مليت عينك
وفجأة صرت تموت علي
لا ومشاعرك ماطلعت الا في نفس الوقت اللي كنت تظن إني مريضة



***********************



منزل عبدالله بن مشعل

الصالة السفلية

مشاعل تمسك بيد جدتها وتحاول أن تجلسها وهي تقول لها بحنان:
يمه فديتش اقعدي
هذا هم على وصول
يمه مايصير توقفين على أرجيلش ذا الوقت كله

الجدة بخليط من التوتر والشوق والحنين:
مافيني صبر يأمش.. مافيني صبر
ليتني رحت مع لطيفة

مشاعل مازالت تقف جوارها كما تفعل منذ أكثر من ساعة
فهي لا يهون عليها أن تجلس أو ترتاح وهي ترى قلق جدتها وتوترها
مشاعل بالذات شديدة الاهتمام بجدتها وهي المسؤولة عن كل شيء يخصها
طعامها وملابسها وأدويتها

ترد عليها بحنان: وين تروحين مع لطيفة
تعب عليش فديتش

ثم أكملت بحماس وهي تسمع صوت سيارة تتوقف في الخارج:
شكلهم جاو يمه..

واقتربت من الشباك لترفع طرف الستارة
وترى بالفعل سيارة شقيقها مشعل تتوقف






أسى الهجران/ الجزء الثامن والأربعون



بيت عبدالله بن مشعل

مشاعل وجدتها تقفان في منتصف صالة البيت الرئيسية

مشعل يدخل
وخلفه خيال متشح بالسواد

الجدة قلبها يصطرع شوقا مضنيا لهذا الخيال
بالتأكيد هي مشتاقة لمشعل

ولكن مشعل رأته منذ أشهر قليلة
لكن هذا الشبح الأسود هو وجع 27 سنة مضت
27 سنة مرت وهي تطوي أحشائها على ألم يمزقها
ألم حزَّ عميقا في أعمق أعماقها
حتى بات غائرا كالوشم
وجع شوقها لابن حُرمت منه
ثم انتزعت منه الحياة في عز شبابه
وماترك خلفه غير هذه الصبية
هي كل مابقي منه
كل مابقي من رائحته
هي ما تبقى من أمل عاشت سنين شيخوختها ترتجيه
أمل دعت ربها طويلا أن يسكن روحها برؤيته
قبل أن يأخذ أمانته إليه


مشعل اقترب أولا
احتضن جدته وقبل رأسها وهو يسلم عليها
ولكنها كانت عاجزة عن الرد
لأول مرة في حياته جدته لا ترحب به عشرات المرات
كان يعلم السبب ولا يلومها
لذا تأخر قليلا ليرجع إلى هيا
هيا التي كان يلفها إعصار مشاعر كاسح
كانت ترتعش بعنف وهي على وشك الانهيار

مشعل أمسك بيد هيا بحنان وهو يشدها
ويقول لها بلطف: تعالي سلمي على سميتش

هيا أزالت نقابها بأصابع مرتعشة
كانت تريد أن ترى جدتها وجهها
رغم أن جدتها كانت تحتفظ ببرقعها على وجهها

اقتربت هيا بخطوات مترددة
وعيناها مثبتتان على عيني جدتها الممتلئتان بدموع تعلقت بأهدابها

شعرت هيا أن روح والدها تحوم حولها
لم تشعر بقوة حضوره يوما كما تشعر اليوم
(هل عدت معي ياوالدي؟؟
هل تراها الآن كما أراها؟؟
هل ترى من حرموك من أحضانها؟!
هل ترى من استنزفك شوقك لأحضانها؟!!
هل ترى وجع أحلامك ويأس سنينك؟!!
هل ترى مابقي من ذكراك في رائحتها؟!!
كم تبدو جدتي عظيمة وشامخة يا أبي
كنخلة باسقة تضرب بجذورها في عمق الأرض؟؟
هل ستتقبلني وتحبني كما كنت أنت تحبني؟!!
هل سأشعر في أحضانها بدفئك وبعضا من عبقك الذي استنزفني شوقي إليه؟!!)


بقيت الاثنتان لبرهة متقابلتان
كل منهما تنظر للأخرى
الجدة لكل تفصيل في وجه هيا
وهيا لعيني جدتها اللتين أحاطت بهما تجاعيد غائرة
تحكي سيرة سلسلة طويلة من الألام

حينها الجدة شدت هيا واحتضنتها بعنف حانٍ
ثم انهارت هيا في أحضان جدتها
وهي تبكي بصوت مسموع
والجدة تسيل دموعها بصمت
وهيا تهتف بجملة واحدة
" مات وهو مايبي شي في الدنيا إلا شوفتش
مات وهو مايبي شيء في الدنيا إلا شوفتش"

الجملة التي أثارت أقصى أوجاع الجدة
ليبدأ صوت نشيج مؤلم يتعالى من روحها المثقلة

حينها صُعق كل من مشعل ومشاعل اللذين كانا أنهيا للتو
سلامهما الحار على بعضهما
فهما مطلقا لم يسمعا بكاء جدتهما قبلا

مشعل اقترب من هيا التي مازالت في أحضان جدتها
وهمس في أذنها بعتب: مافيه داعي تقلبين مواجعها بالكلام
جدتي عمرها مابكت قبل اليوم

هيا رفعت رأسها وابتعدت قليلا وهي تمسك بكف جدتها التي مازالت تنشج
وهي تهمس لها بحنان باكٍ: يمه فديتش.. خلاص لا تخربين علي فرحتي بشوفتش

الجدة بعمق متألم: إذا هو مات وهو يبي يشوفني
أنا أموت في اليوم ألف مرة لأني ماقدرت أشوفه

حينها مشاعل الرقيقة التي كانت تحاول التماسك انهارت في بكاءها الخاص

مشعل بحيرة بين الباكيات الثلاث:
خلاص الله يهداكم أنتو بتسوون مناحة
أذكروا الله
قولوا لا إله إلا الله

ثم توجه لجدته وشدها وأجلسها على الأريكة
وجلس هو إلى جوارها وهيا بجوارها من الناحية الأخرى
حتى تأكد أن الاثنتين سكنتا
حينها توجه لمشاعل التي كانت تجلس على كرسي لوحدها
وتبكي بصمت
جلس على طرف الكرسي واحتضنها بحنان: وأنتي يالدلوعة على طريف

حينها انتبهت هيا إلى حنانه المتدفق مع شقيقته
يبدو كما لو كان سيذوب من أجلها
هاهو يحتضنها مرة تلو الأخرى وهو يحايلها ويمازحها
حتى رأى ابتسامتها.. حينها أشرق وجهه بإبتسامة صافية
(ياترى ممكن يكون معي في يوم كذا؟!!)

حينها مشاعل قفزت وهي تقترب من هيا
وتسلم عليها بحماس وانفعال مغلفان بخجلها وعذوبتها
وهي تعتذر بتهذيب حقيقي.. وتسأل هيا عن أحوالها.. وترحب بها برقة

شعرت هيا أنها تبدو ذكرا فعلا أمام أنثى مثل هذه
كيف تتكلم بخفوت.. وتنتقي عباراتها برقة
ويدل كل مافيها على أنوثة مصفاة
من طريقة تحريكها ليديها.. لتعبيرها بملامحها.. لتحكمها بدرجة صوتها

وهيا مازالت مبهوتة في عذوبة مشاعل ورقة انثيال عباراتها
سمعت صوتا طفوليا رفيعا يأتي من الأعلى:
الزرافة جا ماحد قال لي..

مشعل حين رآها اتسعت ابتسامته
وهو يتلقاها وهي تنزل كالسهم من الأعلى
ليحملها عاليا وهو يحتضنها وضحكاتها تتعالى وهي تقول: وش جبت لي؟؟
ومع جملتها تغمر وجهه بالكثير من القبلات التي تعبر عن اشتياقها الطفولي الشفاف

مشعل يضحك: ماجبت لش شيء.. زعلان عليش..

يقوله وهو ينزلها وهي تحتضن خصره :
أفا.. أبو عبدالله زعلان
نزل رأسك خلني أحبه.. وجيب لي هديتي
لأنه مستحيل تنساها

مشعل مازال يضحك: أبوك يالثقة.. الشناط مع ناصر وفارس
إذا جات
الشنطة الصغيرة كلها لش أنتي ومريوم

ريم تضحك: مالي شغل في مريوم.. كلها حقتي..

وهو في حواره معها
الحوار الذي كان مدار تركيز شخص افتقد بعنف لهذه الأجواء العائلية

دخلت أم مشعل من ناحية المطبخ

وهيا مازالت تراقب

لقاء مشعل بأمه استثنائي تماما
حنان مصفى ولهفة كاسحة وتبجيل غريب

كان مشعل يغمر رأسها ويديها بقبلاته
وهي تتحسسه كأنه تريد أن تتأكد من وجوده أمامها

مشعل يبتسم: والله إني طيب لا نقص مني يد ولا رجل

أم مشعل بحنان مصفى وعيناها تلمعان ببريق الدموع:
أدري أنك طيب

ثم ألتفتت على هيا التي كانت واقفة للسلام عليها:
وخصوصا عقب ما تطمنت إن بنت سلطان معك وتراعيك

شعرت هيا بخجل مؤلم
(أي مراعاة؟ أنا لم أكن أكثر من حمل ثقيل هو من كان يراعيه)

أم مشعل رحبت كثيرا بهيا وهي تسألها عن أحوالها بحنان واهتمام
الأمر الذي أشعرها بالكثير من الخجل والتأثر

حينها دخل اعصار آخر من أعاصير آل مشعل العذبة
قادم من باب الصالة الرئيسي
كانت تصرخ بحماس: خيانة .. خيانة
ميشو يالعلة .. أشلون مشعل وصل وما تبلغيني

حينها مشعل وقف وهو يبتسم ابتسامة شاسعة:
والله المفروض أنتي قاعدة تنتظرين أخيش الكبير
مهوب تلوبين وتبينهم يبلغونش

موضي تقترب وهي تبتسم بسعادة: كنت عند بيت عمي محمد
واحسب إني بارجع قبل توصل.. السموحة فديتك

تستمر اللقاءات الاستثنائية
أمام عيني هيا
كل لقاء له مع أهله رأت أن له خصوصيته واستثنائيته
بدءا من أبناء عمه فلطيفة مرورا بجدته ثم مشاعل فريم ثم والدته والآن موضي

وموضي بالذات كان للقاءه بها عبق خاص
فهناك اختلاف حدث
فموضي طُلقت وهو في الخارج وعادت لبيت أهله
وموضي كانت سعيدة أنه لم يكن موجودا حينها ولم يعلم بما حصل لها
فهي تعلم معزتها عنده.. وأنه لا يرضى عليها حتى أن تخدش

طال احتضانه لها
وهي انفعال عميق يهزها
وإحساسها بوجوده يسكن بعضا من روحها الممزقة التي تخفيها عن الجميع

ثم ألتفتت موضي لهيا وهي تسلم عليها وتحتضنها بحماس
وتغدق عليها الكثير من الترحيب والانفعال والتعليقات المرحة

مشعل جلس معهم لخمس دقائق كان يدور بينهم فيها حوار صاخب
بينما هيا جالسة جوار جدتها صامتة
ومشاعر غريبة مليئة بالانفعال تلفها

بعدها وقف مشعل وهو يقول:
أنا باروح للمجلس مابعد سلمت على أبي وعمي
وماني برايح لهم ببنطلون

ثم ألتفت لمشاعل وهو يسأل:أبي أبدل.. ثيابي جاهزة؟؟

مشاعل قفزت باحترام وهي تقول:
بتلاقي ثوب وغترة مكوية ومبخرة معلقة في غرفة الملابس حقتك
وعلى العموم كل ثيابك البيض والشتوية والغتر مكوية ومبخرة في الدولاب
لو ماعجبك اللي طلعته طلع اللي تبي..

ثم أكملت موضي بذات الاهتمام: وترا كل نعالك وجزمك تكرم
وديناها ولمعناها وتوه السواق جابهم اليوم

مشعل يبتسم وهو يصعد ويقول بحنان لشقيقتيه: الله لا يخليني منكم

هيا شعرت بضيق يكتم على نفسها حين رأت كيف اهتمام شقيقاته به
بينما هي لم تشعره يوما بأدنى اهتمام رغم حرصه الدائم عليها
شعرت حينها بعمق صبره معها
وقلة تهذيبها معه
فشخص مثله تعود على كل هذا الاهتمام والتدليل
كان سيفترض أن زوجته لابد أن تقدم له بعضا من هذا الاهتمام
لكنه لم يطلب منها يوما شيئا
وهي لم تقدم شيئا
سوى الأمور الاعتيادية التي كانت ستفعلها لنفسها من الطبخ والتنظيف والغسيل

بعد صعود مشعل استمر الحوار بين البنات وأمهم والجدة وهيا
التي كانوا يسألونها عن أحوالها باهتمام حقيقي رقيق

موضي بحماس: أشلون مشعل معش؟؟ إذا مقصر عليش بشيء قولي لي أقطع أذانيه

هيا تبتسم: لا والله مايقصر ولا قصر بشيء..

أم مشعل بحنان: هيا يأمش ترا بكرة مسوين لش عشا وبيجون ناس كثير
إذا قاصرش شيء.. موضي وإلا لطيفة يودونش بكرة السوق

هيا ارتبكت: عشا شنو يمه؟؟

أم مشعل بهدوء: يأمش أنتي عارفة إنه عرس عيالنا وبناتنا عقب حوالي 10 أيام
ولازم نحتفل فيش قبلهم.. الناس يبون يتعرفون عليش

شعرت هيا بتوتر كاسح.. كيف ستقابل كل هؤلاء الناس
وهي مازالت لم تتعرف على عائلتها بعد

وحينها رأت ما أثار توترها وانفعالها أكثر وأكثر
وجعل قلبها يصطرع بجنون
ودقاته ترتفع
وترتفع
وترتفع



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 04:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية