لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


و أشرقت الشمس .. من تأليفي .. قصة كاملة

و أشرقت الشمس قصة رومانسية و اجتماعية تأليف : أميرة السلام ــــــــ أرجو من المشرفين تثبيت القصة و لهم جزيل الشكر و العرفان ــــــــــــــــــــــ أغرم بها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-09, 07:11 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 112655
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة السلام عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة السلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي و أشرقت الشمس .. من تأليفي .. قصة كاملة

 


و أشرقت الشمس
قصة رومانسية و اجتماعية
تأليف : أميرة السلام
ــــــــ
منتدى ليلاس الثقافي

أرجو من المشرفين تثبيت القصة و لهم جزيل الشكر و العرفان
ــــــــــــــــــــــ

أغرم بها و قرر خطبتها ، كانت في السنة الأخيرة من الثانوية و كانت تصغره بعشر سنوات و لكنه أغرم بجمالها و أخلاقها ، كانت شقيقة صديق عمره و صهره ، و كان هو دكتور في المستشفى و أستاذا بالجامعة ، و في أحد الأيام ذهب مع أبيه و أخاه الأكبر لزيارة أخته و لكنها لم تكن زيارة كالزيارات السابقة بل كانت لخطبة شقيقة صديقه و لكنه لم يخبر أخته بالأمر و ذلك ليفاجئها و يفاجأ صديقه.
سارة : أهلا بكم تفضلوا.
و عندما دخلوا وجلسوا.
سارة : ما بكم ؟ أشعر أن هذه الزيارة مختلفة عن سابقاتها هل هناك شيء؟
بدر : ليس هناك إلاكل خير يا ابنتي ما بك قلقة ؟
سارة : أبدا يا أبي و لكن ما الأمر أخبروني؟
و فجأة.
خالد : السلام عليكم.
الجميع : و عليكم السلام.
بدر : جئنا اليوم لخطبة أمل لأحمد.
غمرت الفرحة قلب خالد و قلب سارة.
خالد : و هذا يشرفني يا عمي و لكن يجب أن توافق أمل أيضا.
سارة : أنا متأكدة بأنها ستوافق فأخي تتمناه كل فتاة.
و بعد يومين تمت الموافقة و الخطبة أيضا و تقرر الزواج بعد أن تنهي أمل الثانوية فلم يبقى إلا شهر واحد فقط ، و في أحد الأيام و قبل موعد الزواج بأسبوع.
بدر : هذا الزواج لن يتم أبدا.
صدم الجميع و خاصة أحمد.
أحمد : لماذا يا أبي؟
بدر : أريدك أن تتزوج ابنة صديقي و شريكي الجديد "لولوة" .
صدم أحمد و صدمت سارة.
سارة : و لكن يا أبي لولوة تكون صديقة أمل.
بدر : و ماذا في هذا ؟
أحمد : لا أعتقد بأنها ستوافق على تدمير حياة صديقتها.
بدر : بل وافقت و انتهى الأمر.
صدم الجميع و عرف أحمد لولوة و أخلاقها من هذا الأمر و أنه لن يكون سعيدا ومرتاحا معها أبدا.
سارة : و لكن يا أبي كيف تريد أن تزوج أحمد مِن إنسانة تهون عليها صديقة عمرها.
بدر : يكفي هذا الزواج سيتم يعني سيتم لا اعتراض على أمري .. آه
و وضع يده على صدره.
سعد : أبي.
سارة : أبي.
بدر : أنا بخير ألم خفيف فقط.
ثم نظر إلى أحمد.
بدر : زواجك من لولوة سيكون غدا فتجهز لذلك و ستكون تلك الشقة لكما.
الشقة التي ذهبت أمل مع سارة و أحمد لاختيار أثاثها و فرشها و كل قطعة فيها كانت من اختيارها.
سارة : و لكنها يا أبي.
بدر : أعرف أنها من اختيارها و لكن هذا لا يهم طالما أنها جميلة و منسقة.
نهض أحمد من مكانه ورفع صوته على أباه و كان غاضبا جدا.
أحمد : لماذا هذه القسوة عليها لماذا؟
نهض بدر و صفع أحمد بقوة.
بدر : اخرس و لا ترفع صوتك على أباك.
سعد : أبي أرجوك لا تنفعل هكذا من أجل صحتك.
أحمد : لن أتزوج إلا من أمل.
بدر : ستتزوج لولوة رغما عن أنفك هل فهمت و .....آه.
وسقط أرضا.
سعد : أبي.
سارة : أبي.
أحمد : أبي.
سعد : اطلب الاسعاف يا أحمد بسرعة.
و في المستشفى.
سعد : كيف أبي يا خليل؟
خليل : مرت على خير.
صدم الجميع.
سعد : أزمة قلبية!!
خليل : و لكنها خفيفة و الحمد لله و لكن تكرارها ربما يؤدي إلى الموت أو إلي الشلل الكامل.
نظر سعد إلى أحمد.
خليل : عن إذنكم.
و عندما ذهب.
سعد : هل سمعت يا أحمد؟
أحمد : هل تقصد أن.
سعد : ليس أمامك خيار آخر.
أحمد : هل جننت يا سعد؟
سعد : و هل تريد لأبي أن يموت من أجلها.
أحمد : لو أني تزوجتها قبلا لكان.
سعد : لا يا أحمد واشكر الله لأنك لم تتزوجها قبلا لكنت الآن إما أنك ستطلقها أو ستتزوج عليها فأبي لايهمه هذا أبدا .
أحمد : لماذا يدمر حياتي لأجل شراكته مع أبيها لماذا؟
سعد : الزواج قسمة و نصيب و أمل ليست من نصيبك.
أحمد : هل تعرف ماذا سيكون مصيرها؟
سعد : فسخ الخطبة أرحم بكثير من الطلاق و الضرة أم أنا مخطأ؟
أحمد : لماذا لم يفكر بسارة؟ ماذا سيكون مصيرها مع خالد؟ و كيف ستعيش مع أمل؟
سعد : سارة لا ذنب لها بالأمر و خالد سيقدر هذا لأنه يحبها و لا تنسى بأنها حامل بعد سنتين من العذاب.
أحمد : هذا ظلم والله لا يرضى به أبدا.
سعد : متى ستخبرها؟
أحمد : و هل تريدني أن أخبرها بالأمر؟
سعد : أن تخبرها أنت أفضل من أن يخبرها غيرك.
أحمد : لا يا سعد لا.
سعد : هل تريد لأبي أن يخبرها مثلا؟
أحمد : مادام يريد هذا فليخبرها هو؟
سعد : هل تعرف بأن إخبار أبي لها سيكون قاسيا جدًا.
أحمد : أخبرها أنت إذن.
سعد : هذا الأمر لا يعنيني كي أخبرها به.
أحمد : أخبر خالد وهو بدوره سيخبرها.
سعد : لا تدخلني بهذا الأمر يا أحمد .
أحمد : فليخبرها أبي إذن فأنا لن أتفوه بكلمة أبدا.
و في اليوم التالي:
سعد : حمدا لله على سلامتك يا أبي.
و قبله على رأسه.
سارة : حمدا لله على سلامتك أبي.
و قبلته.
بدر : كيف حال حفيدي؟
سارة : بخير.
أحمد : حمد لله على سلامتك أبي.
و أراد أن يقبل رأسه و لكنه صده.
سعد : سامحه يا أبي أرجوك.
بدر : فليخرج من الغرفة لا أريد أن أرى وجهه أخرجوه.
اقترب أحمد من أبيه و قبل رأسه و أخذ يقبل يديه.
أحمد : سامحني يا أبي سامحني أرجوك.
بدر : ابعد يدك عني أنت لست ولدي اخرج من الغرفة لا أريد رؤية وجهك.
سارة : سامحه يا أبي أرجوك إن أحمد اعترف بخطئه و ندم عليه.
أحمد : أجل يا أبي أرجوك.
بدر : أسامحه بشرط واحد فقط و هو أن يأتي الآن بالشيخ و يعقد قرآنه على لولوة هنا.
صدم الجميع.
سارة : عندما تخرج من المستشفى لنحتفل بهذه المناسبتين معا يا أبي أرجوك.
بدر : بل الآن.
نظرت سارة إلى أحمد.
أحمد : أرجوك يا أبي لا تزيد بقسوتك على أمل أرجوك دعني أولا أختار الوقت المناسب لإخبارها بالأمر وبعدها ...
و قبل أن يكمل طرق الباب.
سعد : تفضل.
دخل راشد و معه ابنته لولوة .
راشد : السلام عليكم.
الجميع : و عليكم السلام.
اقترب راشد من بدر وتحمد له بالسلامة.
لولوة : حمدا لله على سلامتك يا عمي.
بدر : شكرا يا ابنتي لا أراك الله مكروها بعزيز.
و عندما جلسوا.
بدر : ما رأيك أن نعقد قرانهما الآن يا راشد و هنا فأنا لا أعرف إن كنت سأخرج من هنا إلى بيتي أم إلى المقبرة.
سعد : لا تقل هذا يا أبي أطال الله لنا بعمرك و جعلك ذخرا لنا .
راشد : أطال الله بعمرك يا أبا سعد و الذي تراه مناسبا لا نعترض عليه أبدا بعد موافقة ابنتي طبعا.
بدر : ما قولك يا ابنتي؟
نظرت لولوة إلى أحمد .
لولوة : موافقة .
نظر بدر إلى أحمد فخرج من الغرفة و اتصل بالشيخ فأتى إلى المستشفى و بينما هو يعقد قران أحمد و لولوة طرق الباب و دخل خالد و أمل .
الشيخ : الآن أعلنكما زوج و زوجة على سنة الله و نبيه ص .
صعق خالد و صعقت أمل و كانت الطامة الكبرى أن لولوة صديقتها و المقربة إليها أيضا و كانت تعلم بأنها ستتزوج من أحمد بعد أسبوع .
خالد : ما الذي يحدث هنا ؟
صدم أحمد و أخذ ينظر إلى أمل و الدموع تملأ عينيها .
خالد : ما هذا ؟
بكت أمل و خرجت من المستشفى ، أخذ خالد ينظر إلى أحمد .
سالم : لا تنظر إليه هكذا ، هذا أمري أنا و أمري لا اعتراض عليه .
خالد : لماذا ؟ ماذا فعلت لك كي تحطم قلبها ؟
سالم : لا شيء و لكني وجدت من هي الأفضل لولدي من شقيقتك .
خالد : هكذا و بكل بساطة . هل تعتقد بأن أختي مثل الدمية بين يديك ؟
سارة : خالد أرجوك .
نظر خالد إلى سارة ثم خرج من المستشفى ليجد أخته أمام السيارة و الدموع تنهال من عينيها فركبا السيارة و ذهب خالد .
خالد : أمل .
أمل : أرجوك يا خالد إن الأمر انتهى و لا أريد التحدث به .
خالد : كما تشائين .
و عندما وصل إلى البيت نزلت أمل و دخلت البيت و صعدت إلى غرفتها و أقفلت الباب و ارتمت على سريرها و أخذت تبكي و بعد ربع ساعة دخلت سارة البيت .
سارة : خالد .
خالد : ما هذا الذي فعله أباك بأختي أخبريني ما هذا ؟
سارة : لأنها ابنة صديقه و شريكه الجديد ليس إلا يا خالد صدقني .
خالد : لأجل شراكته يدمر حياة أختي و يحطمها قلبها .
سارة : لم يكن أحد راض بذلك و لكنك تعرف بأن أبي مريض بالقلب و نخشى عليه
خالد : هذا ظلم يا سارة ظلم و الله لا يرضى به أبدا .
سارة : لقد أُجبر أحمد عليها و لا أعرف كيف سيعيش مع امرأة مثلها .
خالد : ما بها ؟
سارة : ألا تعرف بأنها صديقة أمل و كانت تعرف بأمر زواجها من أحمد و مع ذلك دمرت حياتها .
خالد : مجرمة .
سارة : أين أمل ؟
خالد : في غرفتها .
صعدت سارة إلى أمل و طرقت الباب .
أمل : أرجوكم دعوني لوحدي لا أريد أن أرى أحدا .
سارة : افتحي الباب يا أمل أرجوك أريد التحدث معك .
أمل : أرجوك يا سارة أنا متعبة جدا و أريد أن أنام و أمري مع أحمد انتهى و لا أريد التحدث به أبدا .
سارة : حسنا و لكن اسمعي هذا فقط أحمد أجبر على لولوة لقد أجبره أبي لأجل شراكته مع أبيها إن أحمد يحبك أنت و أنت فقط .
مرت الأيام و دخلت أمل الجامعة و كلية الطب التي كانت حلم حياتها ، و أصبح أحمد و لولوة تحت سقف واحد و لكن كان قلبه و روحه و مشاعره مع أمل حتى أنه كان يهذي بها في منامه و يراها كثيرا في أحلامه و ظهرت لولوة عن حقيقتها من أول أسبوع لزواجهما فهي كثيرة الخروج و السفر مع صديقاتها و كانت لا تعطي لزوجها و لبيتها وقتا كالذي تعطيه لصديقاتها و كان ذلك يغضب أحمد و يسعده في نفس الوقت ( لأنه كان لا يريد أن يتعلق بها و ينسى حلم عمره ) كانت المشاكل تزداد يوما بعد يوم بينه و بين لولوة و كان ينام أغلب الأوقات في المستشفى بسبب مناوباته و كونه يعرف بأن لولوة لا تعود إلا في ساعة متأخرة ، و في أحد الأيام و بكل وقاحة و جرأة حضرت لولوة مع أبيها و أخيها سالم الذي كان متزوجا و لديه طفلان إلى منزل خالد و ذلك لخطبة أمل لأخيها فرفضت أمل بشدة و كذلك فعل أخاها فأخذت لولوة تلقي عليها سيلا من الاتهامات الباطلة على أنها مازالت متعلقة بأحمد و أنها لن تفكر في الزواج من غيره أبدا و ذهبوا بعد أن قررت أن لا تسمح لأمل بأن تفكر و لو بمجرد التفكير في أحمد و أنها ستكون له في يوم من الأيام ( صحيح بأن أمل لازال تحب أحمد و لم تفق من صدمتها بعد و لكن أخلاقها النبيلة لا تسمح لها بتدمير حياة الآخرين لأجل سعادتها فكيف بمن كانت في يوم من الأيام صديقتها) قررت لولوة أن تكون طوع أمر أحمد لفترة وجيزة فقط حتى تبعد أمل عن تفكيره و عن قلبه و عن جوارحه فأصبحت لا تترك منزلها إلا لساعتين فقط في اليوم و تغيرت كليا و لكن هذا لم يدم طويلا فبعد شهر عادت كما كانت و ازدادت مشاكلها مع أحمد ، و بعد فترة وجيزة توفى بدر و قرر أحمد أن يطلق لولوة و لكنه كان ينتظر مرور فترة عن حداد والده ، و في أحد الأيام و في منتصف الليل داهم سارة المخاض و كان خالد خارج البلاد .
سارة : آه .
و خرجت من غرفتها و ذهبت إلى غرفة أمل . كانت أمل مستيقظة تدرس لاختبار الغد
سارة : أمل .
سمعت أمل صوت سارة ففتحت الباب .
أمل : سارة !! ما بك ؟
سارة : المخاض . أرجوك ساعديني أشعر بأني سأموت .
أمل : حسنا سأتصل بالإسعاف .
سارة : لا . إتصلي بسعد فالإسعاف قد يتأخر و أنا سأموت .
أمل : و لكني لا أعرف رقمه .
سارة : تجدينه في هاتفي الخليوي . آه . أرجوك أسرعي سأموت .
اتصلت أمل بسعد و لكنه لم يجب .
أمل : لا يجيب يا سارة .
سارة : اتصلي بأحمد .
أمل : ماذا !!
سارة : أرجوك يا أمل سأموت .
أمل : و لكن .
سارة : دعي عواطفك الآن جانبا . آه أسرعي .
اتصلت أمل بهاتف أحمد الخليوي من هاتف سارة .
أحمد : خيرا يا سارة ما بك ؟
سمعت أمل صوت أحمد فشعرت بالشوق إليه و لكنها لم تتفوه بكلمة .
أحمد : سارة . سارة ما الأمر ؟
سارة : آه .
سمع أحمد صراخ سارة من بعيد .
أحمد : سارة .
أمل : لقد داهم سارة المخاض و .....
أحمد : أمل !!
صدمت لولوة .
أمل : أرجوك أسرع فسارة لن تتحمل أكثر من ذلك أرجوك .
أحمد : أنا قادم حالا .
و عندما أغلق الهاتف .
لولوة : ماذا تريد منك ؟
أحمد : لقد داهم سارة المخاض و اتصلت لتخبرني .
لولوة : و لماذا لم تتصل بك سارة ؟
أحمد : أختي ستموت و أنت تقولين لماذا لم تتصل بي .
و نظر إليها و خرج و ذهب إلى منزل خالد ففتحت له الباب أمل فأخذ ينظر إليها بشوق و لهفة و فجأة سمع صراخ أخته .
أمل : أسرع أرجوك .
و صعد إلى سارة و رآها في حالة يرثى لها .
أحمد : هيا يا سارة هيا انهضي .
سارة : لا أستطيع يا أحمد لا استطيع الألم شديد لا أستطيع .
حمل أحمد سارة و ذهب مع أمل إلى المستشفى و بينما هما تنتظران خارج غرفة العمليات أتت لولوة و رأت أمل و أحمد لوحدهما فاقتربت من أحمد
لولوة : كيف سارة ؟
أحمد : ما الذي أتى بك ؟
لولوة : أتيت لأطمئن عليها فقط .
أحمد : ألم أنبه عليك بأن لا تخرجي من البيت في ساعة متأخرة ؟
لولوة : و هل تريدني أن أترككما وحدكما يا دكتور ؟
أحمد : أختي في العمليات منذ ساعتان و أنتي تتفوهين بهذه الحماقات . هيا اذهبي إلى البيت .
لولوة : لن أذهب .
نظر أحمد إلى لولوة و ذهب إلى مكتبه . اقتربت لولوة من أمل .
لولوة : ابتعدي عنه .
أمل : لم اقترب منه كي أبتعد .
لولوة : و ما الذي جاء بك معه إذن ؟
أمل : لم آتي معه بل أتيت مع سارة .
نظرت لولوة إلى أمل بشزر ثم ذهبت إلى أحمد .
أحمد : ماذا تريدين ؟
لولوة : لا تظن بأني سأتركك لها .
أحمد : لولا أبي و قلبه المريض ما كنت لأتزوجك أبدا . خاصة بعد غدرك بصديقتك
لولوة : ها و قد مات أباك الآن ماذا تنتظر هيا طلقني و تزوجها .
أحمد : و هذا يشرفني و لكني أعرف جيدا بأنها لن توافق على خيانة من (كانت) في يوم من الأيام صديقتها و طلاقك آت لا تستعجلي .
و فجأة دخل سعد .
سعد : مبروك يا أحمد لقد أنجبت سارة طفلا جميلا جدا ، بل آية في الجمال .
غمرت الفرحة قلب أحمد .
أحمد : و كيف هي ؟
سعد : بخير .
أحمد : و الطفل ؟
سعد : بخير و صحته جيدة .
أحمد : الحمد لله .
سعد : نحن في انتظارك .
و خرج ، أراد أحمد أن يخرج أيضا .
لولوة : هل ستذهب إلى سارة أم إليها ؟
نظر أحمد إلى لولوة و ذهب إلى أخته .
أحمد : السلام عليكم .
الجميع : و عليكم السلام .
اقترب أحمد من سارة .
أحمد : حمدا لله على سلامتك .
و قبلها على رأسها .
أحمد : مبروك .
سارة : هيا نريد طفلا جميلا يشبه أباه .
نظر أحمد إلى أمل .
أحمد : لم يحن الوقت بعد .
فهم الجميع بأن أحمد يقصد أمل بكلامه ، رأت سارة الإرتباك باديا على وجه أمل فأرادت أن تغير الموضوع .
سارة : أنا آسفة يا أمل لم أدعك تدرسين للإختبار سامحيني .
أمل : لا عليك يا سارة ما يهم الآن هو أنت و الطفل فقط .
سارة : هل تسدي لي معروفا يا سعد ؟
سعد : طبعا .
سارة : خذ سارة إلى بيتك لتنام فغدا لديها اختبار و يجب أن ترتاح قليلا .
أمل : لا تقلقي علي يا سارة .
سارة : كيف لا أقلق عليك و أنت أمانة لدي . اذهبي الآن مع سعد و سيحضر أحمد سيارتك إليك .
أحمد : ما الذي تقولينه يا سارة هل يعقل أن تقود و هي لم تنم إلا ساعتين فقط هذا خطر جدا .
سارة : هذا صحيح ، هل لك أن توصلها إلى الجامعة غدا يا سعد ؟
أحمد : و لماذا سعد ؟ أنا سأوصلها .
نظر الجميع إلى أحمد فارتبك .
أحمد : أقصد لأن سعد لديه مناوبة إلى الثامنة .
و نظر إلى سعد .
أحمد : أليس كذلك يا سعد ؟
عرف سعد بأن أحمد يريد أن يختلي بأمل ليخبرها بأمر ما .
سعد : أجل .
أمل : لا داعي إلى ذلك سأذهب بسيارة أجرة .
سارة : ما الذي تقولينه يا أمل ؟
أمل : لا أريد أن أثقل عليكم يا سارة .
سارة : لن أطمئن عليك مع رجل غريب .
و فجأة دخلت الممرضة لتخبر سعد بأن هناك حالة طارئة فخرج مسرعا .
سارة : هل لك أن توصلها يا أحمد ؟
أحمد : طبعا و بكل سرور .
و نظر إلى أمل .
أحمد : هيا تفضلي .
و خرجا ، ركبت أمل السيارة و جلست في المقعد الخلفي ، و في الطريق غفت عيناها فأخذ أحمد ينظر إليها بواسطة المرآة و يكتم حسرته و ألمه ، و عندما وصل إلى منزل سعد نزل من السيارة و فتح الباب لأمل ، كانت نائمة كالملاك ، كان يتمنى لو يحملها بين ذراعية حتى لا يقلق نومها الهادئ و لكنه كان يعرف بأن هذا بعيد المنال حتى تصبح زوجته و أبعد هذه الامنية عن خياله .
أحمد : أمل .
و لكنها كانت نائمة بعمق لشدة إرهاقها فأخذ يهز كتفها بهدوء فاستيقظت .
أحمد : آسف ، و لكن وصلنا ، هيا تفضلي .
نزلت أمل من السيارة و ذهبت مع أحمد إلى منزل سعد فرحبت بها زوجته رغم أن الوقت كان متأخرا جدا كانت الرابعة صباحا و أخذتها إلى غرفة الضيوف لتنام و طلب منها أحمد بأن ينام اليوم في بيتهم لأنه سيوصل أمل إلى الجامعة بعد ساعتين فقط . و في الصباح استيقظت أمل و غيرت ملابسها و نزلت إلى الأسفل لتجد أحمد و زوجة سعد و ابنته يتناولون الفطور .
أمل : صباح الخير .
منال : صباح الخير يا أمل ، هيا تفضلي و تناولي معنا الفطور .
أمل : شكرا لا رغبة لي سأخرج إلى الحديقة قليلا .
و قبل أن تخرج .
أحمد : السيارة مفتوحة إذا أردت أن تركبي .
أمل : شكرا .
و خرجت و عين أحمد تترصدها .
جنان : ما بك عمي ؟
كان أحمد شارد بأمل .
جنان : عمي أحمد .
انتبه أحمد .
أحمد : ماذا يا جنان ؟
جنان : تحبها أليس كذلك ؟
منال : هذا عيب يا جنان .
أحمد : الحمد لله ، سلمت يداك يا أم جنان .
منال : صحة و عافية .
خرج أحمد بعد أن أخذ معه كوبا من الحليب .
جنان : مسكين عمي قلبه مجروح .
منال : سامح الله جدك و غفر له هو السبب .
جنان : و لماذا لا يتزوجها الآن يا أمي ؟
منال : لن توافق أبدا .
جنان : و لماذا ؟ فهي تحبه أيضا .
منال : ليس من شيمها تدمير حياة الآخرين حتى لو كان في ذلك سعادتها .
جنان : أنا لم أحب لولوة هذه مطلقا . إنها متكبرة و متغطرسة و دائما تنظر إلى عمي على أنه أقل منها شأنا .
أحمد : صباح الخير .
أمل : صباح النور .
أحمد : أين مكان الاختبار ؟
أمل : في المبنى الرئيسي .
التفت أحمد إلى أمل و أخذ ينظر إليها ثم قدم لها كوب الحليب .
أحمد : تفضلي .
أمل : لا شكرا .
أحمد : يجب أن تشربيه حتى تستطيعي التركيز في الاختبار .
أخذت أمل الكوب فذهب أحمد . و في الطريق .
أحمد : هل تتزوجينني يا أمل ؟
تسمرت أمل و امتلأت عيناها بالدموع .
أحمد : أنا مازلت أحبك و أريدك و لولوة ....
و أصدر آهة حطمت قلب أمل و أسقطت الدموع من عينيها .
أحمد : من تهون عليها صديقتها لا تستحق أن تكون زوجة و لا أم .
و لكن أمل ظلت معتصمة بالصمت .
أحمد : مشاكلنا لا تعد و لا تحصى .
و أخذ يحكي لها عن حياته مع لولوة و الدموع تنهال من عيني أمل ، و عندما انتهى من حديثه شعر بأن هما ثقيلا انزاح عن صدره أحس بطعم الراحة و كم أن طعمها حلو المذاق . و كرر السؤال عليها و لكنها ظلت معتصمة بالصمت كان يرى دموعها تنهمر و كان يتمنى لو يمسح دموعها بيده و أن يضمها إلى صدره كي تشعر بالدفء و الأمان و الاطمئنان و لكنه كان يعرف بأنها أمنيات فقط و أمنيات لن تتحقق إلا إذا أصبحت زوجته و هذا من المستحيل أن يحدث .
أحمد : أرجوك يا أمل فأنا لم و لن أحب غيرك أبدا و لن أكون سعيدا في حياتي إلا بقربك .
مسحت أمل دموعها و قالت :
أمل : ليس من شيمي ذلك .
أحمد : و لكني اتخذت قرارا بأن أطلق لولوة .
أمل : و إن . فأنا لن أقابل الغدر بالغدر .
و عندما وصل أحمد إلى الجامعة و قبل أن تنزل أمل .
أحمد : متى تنتهي محاضراتك ؟
أمل : سأذهب بسيارة أجرة لا تشغل نفسك بي .
أحمد : بل سأشغلها بك ، و ستكونين زوجتي في نهاية المطاف .
دخلت أمل الجامعة دون أن تخبر أحمد بساعة انتهاء محاضراتها و لكنه عرف بطريقته الخاصة . قدمت أمل الاختبار و كان كل تفكيرها بأحمد . و بعد الاختبار رأت أنها متعبة و أنها لا تقوى حتى على السير فذهبت إلى البيت بسيارة أجرة و ما إن دخلت البيت حتى القت بجسدها المتعب على الكنبة و أخذت دموعها تنهال من عينيها . و فجأة دق جرس المنزل فمسحت و ذهبت و فتحت الباب .
أمل : خالد . حمدا لله على سلامتك يا أخي .
و دخلا البيت .
أمل : هل رأيته إنه آية من الجمال .
خالد : و يشبهني كثيرا .
أمل : بلا شك . كيف هي سارة ؟
خالد : بخير . بالمناسبة لماذا أنت هنا ؟ لقد أخبرتني سارة بأن محاضراتك تنتهي في الثالثة .
أمل : شعرت ببعض التعب فرجعت إلى البيت .
خالد : خيرا ما بك ؟
أمل : ارهاق فقط ليس إلا . سأذهب إلى غرفتي و أرتاح قليلا .
و قبل أن تصعد .
خالد : أمل .
أمل : نعم .
خالد : لقد أخبرني أحمد بكل شيء .
أمل : أرجوك يا خالد أنا متعبة و أريد أن أرتاح .
خالد : و هل يهون عليك ؟
نظرت أمل إلى خالد و الدموع في عينيها ثم صعدت إلى غرفتها .و بعد أيام قليلة طلق أحمد لولوة و قرر أن يتزوج أمل مهما كان فأخبر خالد و توسل إليه بأن يقنعها بالموافقة فهو لا يحتمل الحياة من دونها فهي الماء الذي يشربه و الهواء الذي يتنفسه ، كانت أمل رافضة زواجها منه البتة و كان أخاها يحدثها كل يوم أكثر من مرة و كانت سارة أيضا و هي تبكي و تتوسل إليها بأن توافق لأن بيدها سعادة و شقاء أحمد .
إلى أن جاء ذلك اليوم الذي وافقت به على زواجها من أحمد و غمرت الفرحة قلوب الجميع و خاصة أحمد الذي لم يصدق بأنها وافقت أخيرا على الزواج منه إلا عندما جمعهما سقف واحد ، و وصل خبر زواجهما إلى لولوة فاشتعلت نيران الغضب في صدرها و قررت أن تدمر حياتهما و أن لا تدعهما سعيدين أبدا . و في اليوم التالي من زواجهما :
أمل : لولوة !!
لولوة : أيتها الخائنة الغادرة .
و فجأة .
أحمد : أنت !!
لولوة : هل خلت الدنيا من غيرها حتى تتزوجها يا دكتور ؟
أحمد : في عيني أجل . خلت .
لولوة : لماذا تزوجتني إذا .
أحمد : أنتي تعرفين لماذا ؟
لولوة : كان بإمكانك أن ترفض حتى لو كان هذا الرفض سيقتل أباك .
أحمد : و أنت ، لو لم توافقي على الزواج مني لانتهى الأمر .
لولوة : كل هذا لا معنا له الآن و لم آتي كي أناقشك بهذا الأمر بل لأمر مهم
و فتحت حقيبتها و أخرجت الورقة و أعطتها لأحمد . فتح أحمد الورقة و صعق و شعر و كأن صاعقة من السماء أنزلت على رأسه .
أحمد : لا أصدقك .
لولوة : أعط الورقة لحبيبتك فربما تصدق و ترغمك على ذلك .
أمل : ما الأمر يا أحمد ؟
مزق أحمد الورقة و رماها بوجه لولوة .
أحمد : هيا اذهبي من هنا و إياك حتى أن تفكيري لمجرد التفكير في القدوم إلى هنا هل فهمتي .
و دخل و أمل و أغلق الباب بوجه لولوة .
أمل : ما الأمر يا أحمد أخبرني أرجوك ؟
أحمد : لا تشغلي نفسك بتفاهاتها يا حبيبتي .
أمل : ماذا كان في الورقة ؟
أحمد : لا شيء .
أمل : أحمد أرجوك .
أحمد : تتدعي بأنها .....
و سكت . فهمت أمل الأمر فصدمت بشدة .
أمل : حامل . أليس كذلك ؟
أحمد : و من سيصدق امرأة غادرة و كاذبة و تافهة مثلها من ؟
أمل : لا أصدق هذا أبدا .
أحمد : لست انت فقط بل لا أحد .
أمل : لم أقصد حملها .
أحمد : ماذا إذن ؟
أمل : لا أصدق بأني أبني سعادتي على شقاء غيري و من .. طفل بريء لا ذنب له ؟ أرجوك طلقني يا أحمد أرجوك .
صدم أحمد .
أحمد : ما هذا الهراء الذي تتفوهين به ؟
أمل : إنها حقيقة و واقع و لا شيء غير ذلك .
أحمد : ورقة تافهة من أمرأة لا تساوي شيئا تفعل بك هذا .
أمل : أرجوك يا أحمد لا تعذبني أرجوك .
أحمد : أنا يا أمل .. أنا أعذبك .. أنا !!
أمل : و طفلك ماذا سيكون مصيره عندما يرى النور ؟
أحمد : و هل صدقت حقا بأنها حامل ؟
أمل : و لم لا فهي كانت زوجتك في أحد الأيام و حدوث الحمل ليس بالأمر الغريب .
أحمد : فلنفترض بأنها حامل ؟ ماذا في هذا ؟
أمل : أن الطفل سيضيع .. سيضيع يا أحمد .. هل تعرف ماذا يعني سيضيع
أحمد : هذا إذا كانت حقا حامل . و سيضيع إن تركه بين يدها لأنها امرأة غير مبالية أبدا و لا يهمها شيء غير حياتها المترفة التي لا معنا لها أبدا .
صدمت أمل .
أمل : و هل ستؤخذه منها ؟
أحمد : هذا مؤكد .
أمل : و لكنها أمه و هي الأحق به منك .
أحمد : سأثبت لك بأن امرأة كاذبة و تافهة .
أمل : و كيف ستثبت هذا ؟
أحمد : سأفحص بنفسي عينة دمها و سأثبت لك كذبها .
و اتصل بها و طلب منها أم تحضر إلى المستشفى التي يعمل بها . و في المستشفى و بعد أن فحص احمد العينة بنفسه و صدم بشدة بأنها حامل فعلا و لكن هذا الأمر لم يهمه أبدا لأن الأمر الوحيد الذي كان يهمه هو أمل و لا أحد غيرها .
لولوة : هل تأكدت بنفسك يا دكتور ؟
أحمد : إذا كنت تظنين بأن حملك هذا سيرغمني على الزواج منك ثانية فأنت مخطئة .
و نظر إليها بشزر و ذهبت إلى البيت .
أمل : حامل أليس كذلك ؟
أحمد : و لكن هذا لن يغير شيئا .
صدمت أمل و امتلأت عيناها بالدموع لأنها ستكون السبب في شقاء طفل و من طفل حبيبها و زوجها .
أمل : طلقني يا أحمد أرجوك طلقني و أرحني .
أحمد : هل فقدت عقلك يا أمل ؟
أمل : و هل تريدني أن أكون السبب في شقاء طفلك ؟
أحمد : كيف ستكونين السبب في شقائه و أنت ستكونين أمه .. أنت فقط .
أمل : لن أسمح لك بحرمانه من أمه يا أحمد لن أسمح لك بذلك .
أحمد : يكفي هذا الآن لا أريد أن أسمع المزيد في هذا الأمر .
و بعد شهر :
ليلى : مبروك يا أمل أنتي حامل .
غمرت الفرحة قلب أمل و خرجت و ذهبت إلى شقتها و أعدت مائدة رومانسية جميلة و أشعلت الشموع و تطيبت و لبست أجمل ما لديها و أخذت تنتظر أحمد لتخبره جلست و أخذت تحلم بهذا الطفل و كيف أنه سيربط علاقتهما أكثر بمجيئه و شردت بخيالها و فجأة قطع حلمها و خيالها الجميل صوت طرقات على الباب لم تعرف لِم دخل الخوف إلى قلبها من هذه الطرقات الخفيفة أحست بأن حلمها سيدمر سيضيع و لم تعرف لهذا سببا .
أمل : لولوة !!
لولوة : أجل لولوة .. صديقتك التي دمرت حياتها .
أمل : أنت تعرفين جيدا من التي دمرت حياة الأخرى .
لولوة : هل سأقف هكذا عند الباب ؟
أمل : ماذا تريدين ؟
لولوة : هل سأتحدث هنا ؟منتدى ليلاس الثقافي

أمل : أدخلي .
دخلت لولوة و رأت المائدة الرومانسية الجميلة .
لولوة : أولا قبل كل شيء .. مبروك .
أمل : على ماذا ؟
لولوة : لا تستهزئي بي .. ألا تعرفين بأن أخي دكتور و مدير أكبر مستشفى في الدولة .
أمل : و لكني ...
لولوة : أعرف لا داعي لأن تتعبي نفسك فأنت حامل . ستقولين بأنك لم تجري التحليل في أكبر مستشفيات الدولة أليس كذلك ؟ و لكن اسمحي لي بأن أقول لك شيئا مهما و هو لو عملت هذا التحليل بأمريكا سيصل إلى أخي أمل : ما الذي تريدين أن تصلي إليه من هذا كله ؟
لولوة : شيء واحد فقط لا غير و هو لمصلحتك صدقيني ، فأنا لا أستطيع أن أنسى صداقتنا أبدا .
أمل : و ما هو ؟
و أخرجت الورقة من حقيبتها .
لولوة : هذه الورقة .
أمل : و ما هذه الورقة ؟
لولوة : تفضلي افتحيها و اقرئي .. أظنك تعرفين القراءة أليس كذلك ؟
أخذت أمل الورقة من لولوة و يدها ترتجف و فتحتها و قرأتها و لكنها لم تمعن النظر جيدا .
أمل : و ماذا في هذا إنها ورقة طلاقك .
لولوة : انظري إلى تاريخ الطلاق .
نظرت أمل إلى تاريخ الطلاق لقد كان بعد زواجها من أحمد بأسبوع فصدمت و امتلأت عيناها بالدموع .
أمل : مستحيل .. هذه الورقة ليست صحيحة ليست صحيحة .
لولوة : بل صحيحة .. فعندما ذهب لخطبتك كان زوجي لقد كذب عليكم جميعا و بعد أن قال لي بأنه تزوجك طلبت منه الطلاق .. لقد تزوجك بكذبة كبيرة و فضيعة .. صدقيني لم أفعل هذا إلا لأني خشيت عليك و على جنينك فقط .
انهالت الدموع من عيني أمل .
لولوة : عن إذنك .
و قبل أن تخرج .
لولوة : بالمناسبة . احتفظي بهذه الورقة فقد تحتاجين إليها .
و خرجت . بكت أمل و ذهبت إلى المستشفى لأحمد .
أحمد : أهلا حبيبتي .
و اقترب منها يريد أن يقبلها و لكنها صدت عنه فصدم .
أحمد : ما بك ؟
أمل : لماذا كذبت علينا ؟
أحمد : ماذا ؟
أخرجت أمل الورقة من حقيبتها و أعطتها له .
أحمد : لن أسامحها أبدا .
و أرد أن يخرج ليذهب إليها .
أمل : ماذا . هل ستذهب إليها لتلقنها درسا لأنها فضحتك .
أحمد : بل لأنها كاذبة و مخادعة صدقيني .
أمل : كيف استطعت أن تخدع صديقك و تكذب عليه كيف استطعت فعل هذا و أنتما أكثر من إخوة كيف .. كيف تتزوج بالغش و الكذب و الخداع يا دكتور أخبرني كيف ؟ هل ذنبنا هو أننا لم نطلب منك ورقة الطلاق لنتأكد ؟
أحمد : هل أصبحت الآن هكذا بنظرك ؟
أمل : لا أستطيع العيش مع رجل تزوجني بالكذب و الغش لا أستطيع .
و انهالت الدموع من عينيها و ذهبت إلى بيت أخاها .
سارة : أمل .
ركضت أمل و صعدت إلى غرفتها و ارتمت على سريرها و أخذت تبكي صعدت زوجة أخاها إليها و أرادت أن تعرف سبب بكائها و لكن لا حياة لمن تنادي .
سارة : أمل . أمل أرجوك افتحي الباب أرجوك ...
ذهب أحمد إلى لولوة و ما إن فتحت الباب حتى أمسكها من شعرها .
لولوة : آه .
أحمد : لا أعرف كيف فعلت هذا و لكني أعرف بأنك امرأة حقودة و الحقد يملأ قلبك الأسود و تريدين أن تفسدي علاقتنا و لكن هذا محال فعلاقتنا أقوى من أن تدمرها امرأة حقودة مثلك أتفهمين أقوى .
لولوة : اتركني .
و أبعدت يده عنها .
لولوة : لن أترككما يا أحمد أقسم بأني لن أترككما سعيدين معا أقسم على هذا .
نظر أحمد إليها بشزر و ذهب إلى أمل .
أحمد : هل أمل هنا يا خالد ؟
خالد : أجل تفضل .
و عندما دخل .
خالد : هل حدث شيء بينكما ؟
أحمد : هل لي أن أراها أولا ؟
خالد : إنها في غرفتها لم تكف عن البكاء منذ ساعتان .
صعد أحمد مع خالد إلى أمل ، كانت أمل تبكي بحرقة في حضن سارة .
أحمد : لا تصدقيها يا أمل أرجوك . إنها حقودة تريد أن تفرق بيننا بأية وسيلة أرجوك لا تصدقيها .
ازدادت أمل بكاءا .
خالد : ما الأمر ؟
أخبر أحمد خالد و سارة كل شيء فصدما و خاصة سارة و انهالت الدموع من عينيها
سارة : لماذا يا أحمد لماذا فعلت هذا لماذا تضعني في مثل هذه المواقف لماذا ما الذي فعلته لك حتى تفعل بي كل هذا أخبرني ما الذي فعلته لك .
أحمد : هل جننت يا سارة؟ كيف تظني بي و لو مجرد ظن في أني أفعل هذا كيف ؟
خالد : و ما الدليل على صدقك ؟
صدم أحمد .
أحمد : أبعد هذه العشرة تريد دليلا على صدقي .
خالد : بهذه الورقة تكون قد خدعنا و خيبت آمالنا جميعا بك .
أحمد : هل هذه الورقة أكثر صدقا مني عندكم ؟!
خالد : هذه الورقة ستجعلك تطلق أمل .
صدم أحمد .
أحمد : هل من أجل ورقة تافهة كهذه تخسر صديقك .
خالد : من يكذب و يخدع الآخرين ليس صديقا أبدا و لا يستحق أن يكون كذلك .
أحمد : هذه الصفات ليس من شيمي و أنت تعرف هذا جيدا .
خالد : و هل تريدني أن أكذب عيني ؟
أحمد : أن تكذب عينيك أرحم من أن تكذب قلبك و عشرة 22 سنة .
خالد : هذه الورقة صحيحة و مصدقة من قبل المحكمة .
أحمد : بل غير صحيحة . لأن لولوة من فعلت هذا فابن عمها محامي .
خالد : لا يستطيع المحامي أن يفعل هذا فأنا محامي أيضا و أعرف هذا جيدا أحمد : كما تشاء و لكني لن أطلق أمل أبدا أتفهم أبدا .
و خرج . و في اليوم التالي ذهبت أمل مع خالد إلى المحكمة و رفعت قضية طلاق على أحمد و قد وصله الإشعار في بيته . و بعد يومين ذهبت أمل إلى شقتها لتأخذ أغراضها و فجأة سمعت صوت فتح الباب و ضحكات أحمد و لولوة فخرجت من الغرفة و صدمت .
أمل : ما هذا ؟
أحمد : كما ترين لقد تزوجنا توا .
أمل : ماذا ؟
لولوة : ما بك عزيزتي ألا تعرفين المثل القائل "كما تدين تدان" ثم ألم تطلبي منه الطلاق ؟
أمل : لماذا فعلت هذا ؟
أحمد : كي أغيظك فقط .
صدمت أمل .
أمل : و ماذا فعلت لك كي تغيظني ؟
أحمد : ألم تتهمينني أنت و أخيك بالكذب و الغش و الخداع ؟ ألم تجرحا كرامتي ؟
أمل : لا أصدق بأن قلبك أسود هكذا .
و انهالت الدموع من عينيها .
أمل : طلقني .
لولوة : لا داعي إلى ذلك حبيبتي ، خذي هذه ورقة طلاقك و بالثلاث .
صدمت أمل و نظرت إلى أحمد .
لولوة : اسمحي لي بأن أقول لك بأنك غبية جدا ، فالغبي هو الذي يصدق أي شيء يقال له حتى لو من ألد أعدائه ؟
أمل : هل تقصدين بأن الورقة كانت ...
لولوة : أجل . و الغبي أيضا هو الذي يدمر حياته بيده .
نظرت أمل إلى أحمد ثم خرجت من البيت .
أحمد : أمل انتظري .
لولوة : ما الذي تريده منها اتركها .
أحمد : اخرسي .
لولوة : ما بك .
أحمد : خذي ورقة طلاقك و اخرجي من بيتي .
صدمت لولوة .
لولوة : طلاقي .
أحمد : كانت هذه خدعة لأن تعترفي فقط حتى تصدقني أمل . أما أنت فلا تستحقي بأن تبقي زوجتي و لا حتى لدقيقة واحد فقط .
لولوة : هل تقصد بأن هذه الورقة هي ورقة طلاقي أنا ؟
أحمد : و هل كنت تظنين بأني سأطلقها و أرجع إليك أيتها الحقودة ؟
لولوة : حسنا سترى سأنتقم منكما يوما و سيكون انتقامي رهيبا أعدكما بهذا .
و خرجت . خرج أحمد ليلحق بأمل .
خالد : أين كنت يا أمل ؟
خرت أمل بركبتيها على الأرض و هي تبكي .
سارة : أمل .
خالد : ما الأمر ؟
أمل : لقد طلقني و تزوجها .
صدم خالد و صدمت سارة .
خالد : تزوج من ؟
أمل : لولوة !!
خالد : مستحيل . لا يمكن .
أمل : قال لي بأنه تزوجها فقط ليغيظني لأني لم أصدقه فيما قاله .
خالد : أنت تمزحين أليس كذلك ؟ قولي بأنك تمزحين ؟
سارة : و هل حالتها تدعو إلى المزح يا خالد ؟
أمل : لقد خدعتني لولوة خدعتني ، فأحمد بريء من خطتها بريء بريء بريء .
و أخذت تبكي و تلطم على وجهها .
أمل : لقد دمرت حياتي بيدي . بيدي . بيدي .
خالد : اهدئي يا أمل أرجوك سأذهب إليه و لكن أريد منك أن ترتاحي أولا في غرفتك .
صعدت أمل إلى غرفتها و صعد خالد إلى غرفته ليبدل ملابسه .. و بعدها أخذ معه المسدس .
سارة : هل جننت يا خالد ؟ تريد أن تقتل صديقك ؟
خالد : لا دخل لك في هذا .
سارة : بل لي دخل في هذا لا تنسى بأنه أخي .
خالد : أخاك خدعنا جميعها يا سارة جميعنا و خاصة أنت التي كنت تثقين به ثقة عمياء و لكنه لم يكن أهلا للثقة .
و خرج ، و في أثناء ذهابه إلى المستشفى اتصلت سارة بسعد و أخبرته خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه و لكنها صدمت بشدة . وصل خالد إلى المستشفى و ذهب إلى غرفة أحمد و دخل كالمجنون .
خالد : لماذا طلقتها ؟
و لما التفتت بكرسيه صدم خالد .
خالد : سعد !!
سعد : هل تظن فعلا بأن أحمد يستطيع فعل هذا ؟
خالد : أين هو ؟ فليخرج و يجابهني وجها لوجه ؟
سعد : ليته يستطيع أن يسمعك حتى يخرج و يجابهك .
خالد : أين هو ؟
سعد : في العناية المركزة و بينه و بين الموت ثغرة .
صدم خالد و لكنه لم يظهر صدمته على وجهه .
خالد : هذه حوبة أختي ، فليمت فهذا أفضل لها .
صدم سعد .
سعد : ما الذي تقوله يا خالد ؟ إذا مات أحمد ستصبح أمل أرملة .
صدم خالد.
خالد : أرملة !!
سعد : أجل أرملة .
خالد : و لكنه طلقها .
سعد : لا . و الدليل معي .
و أخرج ورقة طلاق لولوة التي أعطاها له أحمد قبل ذهابه إلى أمل خوفا من القدر، فتح خالد الورقة و صدم فخر على ركبتيه و أخذت دموعه تنهال أرضا .
خالد : أنا السبب .
سعد : بل هي لولوة.
خالد : بل أنا فلو لم أقنعها بالزواج منه لما حدث كل هذا له و لها . أنا السبب أجل أنا السبب و لا أحد غيري ، لقد كذبت قلبي و عشرة 22 سنة و صدقت عيني .
سعد : فات وقت الندم .
خالد : أريد أن أراه .
سعد : و ماذا ستفيد رؤيتك له .
خالد : أريد أن أقبله و أعتذر منه قبل أن يرحل فربما يسمعني و يسامحني .
سعد : لا تقل هذا بل إدعو له بالرحمة فلا يرد القضاء إلا الدعاء .
خالد : ماذا سأقول لأمل ؟ إنها تنتظر على أحر من الجمر .
سعد : أخبرها بأنك لم تجده .
خالد : و لكن إلى متى ؟
سعد : إلى أن تتحسن حالته بإذن الله .
خرج خالد من المستشفى و رجع إلى البيت كانت عينيه منتفختان من البكاء . و لما دخل البيت صدمت أمل بمنظره .
أمل : خالد !!
أراد خالد أن يخفي تعابير وجهه .
أمل : ماذا حدث ؟
خالد : لا شيء يا أمل .
أمل : هل أخبرته بأني حامل .
خالد : تفضلي .
أمل : ما هذه ؟
و فتحت الورقة فغمرتها الفرحة .
أمل : كانت ورقة طلاق لولوة .
خالد : أجل . لقد تزوجها و طلقها بعد دقيقة واحدة فقط و هي لا تعلم و كل هذا حتى يثبت برائته لك .
انهالت دموع الفرح من عيني أمل و هي لا تعلم ماذا حدث .
أمل : و أين هو الآن ؟
خالد : لقد دخل غرفة العمليات للتو و لديه عملية تستغرق 5 ساعات و أخبرني أنه سيأتي إلى هنا ليأخذك بعدها .
أمل : سأذهب إلى بيتي إذن لأستقبله بورود و عطور .
صدم خالد و صدمت سارة .
خالد : و لكنه قال لي بأنه سيأتي إلى هنا .
أمل : لا ضير في ذلك إذا أتى أخبره بأني في بيتي .
نظر خالد إلى سارة .
سارة : 5 ساعات مدة طويلة يا أمل أبقى هنا الآن و قبل أن تنتهي الخمس ساعات بقليل اذهبي .
أمل : لا يا سارة أريد أن أذهب إلى بيتي مملكتي ، جنتي ، رائحة زوجي .
امتلأت عينا سارة بالدموع .
سارة : عن إذنكم .
و صعدت إلى غرفتها و أخذت تبكي ، لم يستطع خالد أن يثني أمل عن ما تريد القيام به فذهبت إلى بيتها .
خالد : يكفي يا سارة أرجوك .
سارة : إنه أخي يا خالد أخي .
خالد : ادعي له فقط فالدعاء يرد القضاء .
سارة : أين أمل ؟
خالد : لم أستطع ثنيها .
سارة : هل ستتركها تنتظر هكذا دون فائدة ؟
خالد : هذا أرحم من أن أخبرها بأن بينه و بين الموت .....
سارة : لا تقلها يا خالد أرجوك لا تقلها .
ضم خالد سارة و اخذ يواسيها بمصابها بأخيها .
انتظرت أمل في بيتها الخمس ساعات و الفرحة تغمرها و لكن أحمد لم يعد فقررت أن تذهب إليه في المستشفى ، و في المستشفى دخلت غرفة أحمد و لكنها لم تجده فسألت الممرضة عنه و ما إن أخبرتها بأنه في العناية المركزة حتى خرت أرضا فاقدة للوعي و تم إسعافها و أخبر سعد خالد و سارة بما حصل فحضرا إلى المستشفى و جلست سارة قرب أمل و أخذت تبكي بحرقة .
سعد : أرجوك يا سارة هذا يكفي .
سارة : لماذا يحدث هذا لنا يا سعد لماذا ؟
سعد : لا يا سارة لا هذا لا يجوز لا تتفوهي بهذا الكلام مرة أخرى ، هذا أمر الله و لا اعتراض عليه .
ازدادت سارة بكاء . و فجأة أخذت أمل تفتح عينيها .
أمل : سارة .
مسحت سارة دموعها و مسكت يد أمل و قبلتها .
سارة : كيف تشعرين الآن ؟
امتلأت عينا أمل بالدموع .
أمل : أنا السبب أنا السبب .
سارة : اهدئي حبيبتي اهدئي لأجلك طفلك فهو لن يتحمل هذا أرجوك اهدئي لأجل أحمد .
أمل : أحمد . أنا التي جنيت عليه و أكاد أكون السبب في .....
سارة : لا يا أمل لا . أحمد سيكون بخير بإذن الله و بدعائك له صدقيني سيكون بخير .
أمل : لقد جنيت عليه حين صدقت لولوة لقد جنيت عليه لقد جنيت عليه لقد جنيت عليه .
و أخذت تبكي .
سعد : أمل أرجوك أحمد سيحزن كثيرا إن حدث لك و لطفله شيء أرجوك من أجله فقط .
و بعد يومين خرجت أمل من المستشفى و كانت كل يوم تذهب إلى المستشفى لتطمئن على حالة أحمد و كانت لا جديد فهو لا يزال في غيبوبة و بعد ثلاثة أيام :
أحمد : أمل .
ناجي : أحمد !! حمدا لله على سلامتك .
أحمد : أين أنا ؟
ناجي : أنت بخير لا تقلق .
و أخبر الدكتور ناجي خالد بأن أحمد عاد إلى وعيه و أفاق من الغيبوبة فغمرت الفرحة قلبه و قلب أمل و سارة و حضروا بأقصى سرعة ممكنة .
خالد : حمدا لله على سلامتك يا دكتور .
و عانقه بحرارة .
أحمد : هل تأكدتم من براءتي يا خالد ؟
خالد : أجل .
سارة : سامحني يا أخي فلقد أخطأت بحقك سامحني .
و قبلته على رأسه .
أحمد : أنت أختي و حبيبتي يا سارة .
أخذ أحمد ينظر في كل أرجاء الغرفة و كأنه يبحث عن شيء افتقده .
أحمد : أين أمل ؟
و فجأة دخلت أمل .
أحمد : أمل ؟
ركضت أمل إلى أحمد و ارتمت على قدميه و أخذت تبكي .
خالد : يكفي يا أمل أرجوك إن هذا سيضر الجنين .
أحمد : جنين !!
ازدادت أمل بكاء .
خالد : أجل يا أحمد .
ناجي : يكفي أرجوك .
و لكن أمل ظلت تبكي فأخذ أحمد يمسح على رأسها .
خالد : هيا يا سارة يجب أن نذهب فـ بدر لوحدة مع الجيران .
و ذهبوا و بقيت أمل مع أحمد لوحدهما .
أحمد : سامحيني حبيبتي لم أكن أقصد ما قلته لك و لكنها كانت خدعة فقط لأجل أن أثبت براءتي لك .
أمل : أنا السبب .
أحمد : لا تلومني نفسك حبيبتي هذا قضاء و قدر .
أمل : لو لم تقد بتلك السرعة الجنونية لما حدث ما حدث .
أحمد : لقد كانت فرامل السيارة مكسورة .
صدمت أمل .
أمل : أنا أعرف بأنها لن تدعني أبدا و لكني لن أسمح لها بأن تؤذيك .
أحمد : هل تحبينني إلى هذه الدرجة ؟
أمل : بل أعشقك .
أحمد : لماذا لم تخبريني بأنك حامل ؟
أمل : كنت سأفعل و لكنها السبب .
و فجأة دخل الدكتور سالم مدير المستشفى و شقيق لولوة دون أن يطرق الباب .
أحمد : سالم !!
أخذ سالم ينظر إلى أمل .
سالم : إذا كنت تعتقدين بأن زوجك سيسير ثانية فأنت واهمة .
صدم أحمد و صدمت أمل و امتلأت عيناها بالدموع و لكنها نهضت و اقتربت من سالم .
أمل : و إذا كنت تعتقد بأنك طبيب يخفف من آلام الناس و ينقذ حياتهم فإنك تعيش في وهم كبير .
أحمد : أمل أرجوك .
أمل : هذه المرة و بفضل الله و رحمته نجا من الموت و لكني لن أسمح لكم في المرة القادمة هل تفهم لن أسمح لكم بذلك .
نظر سالم إلى أمل بشزر ثم خرج اقتربت أمل من أحمد
أمل : لا تقلق يا حبيبي ستسير ثانية بإذن الله .
أحمد : لا أعتقد هذا يا أمل فأنت تعرفين من يكون سالم جيدا .
أمل : أعرف بأنه مدير المستشفى و رئيس الجراحين و لكن هناك من هو أكبر و أرحم منه .
أحمد : و بالنعم بالله و لكن .
أمل : هيا ابتسم أريد أن أرى الابتسامة على وجهك .
أحمد : لك الخيار .
صدمت أمل .
أمل : ما الذي تقوله ؟ كيف تريدني أن أتخلي عن زوجي في أصعب الظروف .
أحمد : مصيري مجهول يا حبيبتي و أنت مازلت صغيرة .
أمل : لن أتخلى عنك أبدا و مهما حدث .
و في اليوم التالي :
ناجي : صباح الخير .
أحمد : صباح النور .
اقترب ناجي من أحمد .
ناجي : كيف حالك اليوم ؟
أحمد : أشعر بأن رأسي سينفجر .
ناجي : سأرى ضغط دمك ... إنه مرتفع .
أحمد : هل سأسير ثانية ؟
ناجي : لهذا السبب أليس كذلك ؟
أحمد : أجبني يا ناجي أرجوك .
ناجي : هل رأيت الدكتور سالم يوم أمس ؟
أحمد : أجل .
ناجي : لقد طلب مني رؤية أشعتك المقطعية و بعدها .
أحمد : يعني لن أسير ثانية أليس كذلك ؟
لم يتفوه ناجي بكلمة .
أحمد : أجبني ؟
ناجي : إن الله لطيف بعباده يا أحمد .
أحمد : و لكني لا أستطيع أن أورط أمل معي في هذا .
ناجي : أمل تحبك و أنا متأكد من أنها ستتفهم ذلك .
أحمد : هل لك أن تعطيني الهاتف يا ناجي ؟
ناجي : ما الذي ستفعله ؟
أحمد : ستعرف .
أعطى ناجي الهاتف لأحمد فاتصل بصديقه المحامي و طلب منه أن يأتي إليه بالمستشفى حالا
ناجي : هل تعني بأنك سـ ......
أحمد : أجل . فهي لا تستحق أن تعيش مع زوج مقعد .
ناجي : لا يا أحمد لا أرجوك فأمل لا تستحق منك هذا .
أحمد : هذا أفضل لها يا ناجي صدقني .
ناجي : ستجني عليها و على ولدك القادم .
أحمد : على العكس فأنا أحميها بهذا الشيء .
ناجي : و متى أصبح الطلاق حماية يا أحمد .
أحمد : ستشيب قبل أبان المشيب و أنا لا أريد لها هذا .
ناجي : عملك هذا سيقتلها .
أحمد : أنا بهذا العمل أعطيها حياة جديدة و سعيدة .
ناجي : الطلاق ليس حياة يا أحمد بل إنه موت .
قال هذا و خرج و أسرع و اتصل بـ أمل و أخبرها بالأمر فحضرت رغم أنها كانت بالجامعة .
عامر : هل أنت واثق من هذا يا أحمد ؟
أحمد : أجل يا عامر أرجوك .
عامر : كما تشاء .
و قبل أن يوثق المحامي ورقة الطلاق.
أمل : توقف .
أحمد أمل !!
انهارت أمل أمام الجميع .
أحمد : أمل .
أدخلت أمل الطوارئ و أجريت لها الإسعافات اللازمة .
أحمد : كيف هي الآن ؟
ليلى : إنها بخير و كذلك الجنين و لكن لا أعتقد بأنه سيعيش في المرة القادمة .
و بعد أسبوع خرجت أمل من المستشفى و بقيت حبيسة غرفتها لا تخرج منها و لا تكلم أحدا و كأنها جمادا لا يتحرك و كانت الدكتورة ليلى تأتي إليها كل يوم لتضع لها المغذي .
ليلى : إذا بقيت على هذه الحال سيموت الطفل يا سارة .
منى : و ماذا بوسعنا أن نفعل يا دكتورة ؟
ليلى : و لكن الطفل لا ذنب له .
و فجأة طرق الباب فذهبت سارة و فتحته .
أحمد : كيف حالك سارة ؟
سارة : أهلا أحمد . تفضل
دخل أحمد بمقعده المتحرك و اقترب من أمل .
ليلى : كيف حالك اليوم ؟
أحمد : لست أفضل من سابقه .
ليلى : سيموت الطفل بهذه الطريقة يا أحمد .
أحمد : أعرف هذا يا ليلى و لكن .
ليلى : هذا الطفل أمانة لديكما .
و بعد ساعتين استيقظت أمل .
أحمد : كيف حالك حبيبتي ؟
أمل : أحمد .
أحمد : لماذا تريدين أن تقتلي نفسك و الطفل هذا لا يجوز يا حبيبتي لا يجوز و لا يرضي الله
أمل : لا أصدق بأنك كدت أن تطلقني .
أحمد : من اليوم سنعيش نحن الثلاثة معا . أنا و أنت و الطفل .
غمرت الفرحة قلب أمل .
أحمد : و الآن يجب أن تأكلي حتى تستعدي صحتك و قوتك .
مرت الأيام و أستطاع أحمد السير مرة أخرى بفضل الله و بفضل أمل التي لم تتخلى عنه أبدا و أصبحا يذهبان معا إلى الدكتورة ليلى للاطمئنان على الجنين ، و في أحد الأيام و عندما أصبحت أمل في شهرها الأخير حدث ما لم يكن بالحسبان أبدا .
أحمد : ماذا !! ولادة قيصرية !!
ليلى : أجل . فالجنين في وضع يستدعي ذلك .
و في اليوم الموعود :
أمل : أنا خائفة جدا يا أحمد خائفة .
أحمد : لا تخافي حبيبتي إن الله معك و الدكتورة ليلى ماهرة و لا داعي للخوف أبدا
أدخلت أمل غرفة العمليات و استغرقت العملية ساعتان و لكن .
أحمد : كيف أمل يا ليلى ؟
ليلى : إنها بخير و لكن .
أحمد : ماذا حدث تكلمي ؟
ليلى : ماتت الطفلة .
صدم الجميع و امتلأت عينا سارة بالدموع .
أحمد : كيف حدث هذا ، لقد كان الجنين بخير و بصحة جيدة .
ليلى : بل كان مريضا و ضعيفا منذ الشهر الثالث و لكني لم أشأ أن .....
صدم أحمد بشدة و أخذ يصرخ في وجه ليلى .
أحمد : يا لك من مجرمة . ماذا كنت ستفعلين لو ماتت أمل أيضا ها أخبريني ؟ تكلمي .
كانت الدموع تنهال من عيني ليلى ، ازداد غضب و صراخ أحمد حتى تجمع الناس و الأطباء و الممرضات .
خالد : يكفي يا أحمد يكفي أرجوك .
أحمد : مجرمة . قاتلة .
خالد : ليس هكذا يا أحمد .
أحمد : لقد حطمت قلبها و فجعتها بفرحتها الأولى لو أنك أخبرتها منذ البداية لكان هذا سيكون أهون عليها .
سعد : يكفي يا أحمد ليس أمام الناس .
أحمد : اتركني يا سعد أريد أن أطفئ النار التي في صدري .
و بعد جهد جهيد من سعد و خالد أخذوا أحمد إلى مكتبه ، مرت الأيام و خرجت أمل من المستشفى و كانت حالتها النفسية سيئة جدا و كان أحمد إلى جوارها دائما و قد أخذ إجازة من المستشفى ليبقى معها حتى تفيق من صدمتها بوفاة ابنتها البكر و قد أدخلت ليلى السجن ثم تم إبعادها عن البلاد كونها من جنسية عربية ، و بعد شهر تقريبا و في أحد الأيام و من دون سابق إنذار .
لولوة : كيف حالك دكتور ؟
أحمد : أنتي !!
لولوة : أنت لم تنسني أليس كذلك ؟
أحمد : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
و في الرابعة عصرا خرج أحمد من المستشفى و ذهب إلى منزل سالم ليرى ابنته فأتت الخادمة بالطفلة الجميلة و أعطتها له و ذهبت ، قبل أحمد ابنته و أخذ ينظر إليها و يشفق على حالها كون لولوة أمها ، و فجأة نزلت لولوة :
لولوة : جميلة أليس كذلك ؟
أفاق أحمد من شروده .
أحمد : ماذا تردين كي تتنازلي عن حضانتها ؟
قالت لولوة دون تردد و كأنها كانت تنتظر هذا السؤال من أحمد
لولوة : شيء واحد فقط و لكن لا تستطيع فعله .
أحمد : أفعل أي شيء و لا أترك هذه الطفلة البريئة بين يديك .
لولوة : تطلق أمل و بالثلاث .
اشتعلت نيران الغضب في صدر أحمد .
لولوة : ألم أقل لك ؟
أحمد : لا تقتربي منها .
لولوة : هل هي أحب من ابنتك فلذة كبدك إليك ؟
أحمد : أمل لا يعوضها شيء أما الطفل فبدلا منه عشرة .
لولوة : الآن تأكدت بأنها قد سحرتك .
أحمد : صدقتي .
لولوة : و الساحر كافر .
أحمد : الأخلاق و الطيبة و المعاملة الحسنة سحر إيماني .
و فجأة أخذت الطفلة تبكي فأخذتها لولوة من بين يدي أحمد و نادت الخادمة ثم أعطتها لها لتهدؤها .
أحمد : تعطينها للخادمة و أنت معها ؟ أي قلب تملكينه ؟
لولوة : إذا كنت أملك قلبا من حجر فأنت لا تملك قلبا أبدا .
نظر أحمد إلى لولوة بشزر ثم خرج و ذهب إلى بيته حيث كان خالد و سارة و أمل .
أحمد : السلام عليكم .
الجميع : و عليكم السلام .
أمل : هل رأيتها ؟
أحمد : إنها جميلة جدا كأمها تماما .
صدم الجميع بشدة و وقعت جملة أحمد كالصاعقة على رأس أمل و امتلأت عيناها بالدموع ثم صعدت إلى غرفتها .
سارة : ما هذا الذي قلته يا أحمد ؟
أحمد : نعم أنها حميلة جدا كأمها . هل أخطأت في شيء ؟
سارة : و تكررها .
أحمد : الحق يقال .
سارة : و هل ما قلته حق ؟
أحمد : و هل تشكين في هذا ؟
و رأى الوجوم على وجهها و وجه خالد فأخذ يضحك ، و لم يفق من ضحكه إلا على صفعة قوية من سارة .
خالد : سارة !!
نظرت سارة إلى أحمد بشزر و الدموع في عينيها ثم صعدت إلى أمل . رأى أحمد نظرات الغضب في عيني خالد فأراد أن يدافع عن نفسه .
أحمد : خالد أنا .....
خالد : أنت .....
و فجأة سمعا صوت صراخ سارة فأسرعا إلى أمل .
و صدما حين رأياها على الأرض .
أحمد : أمل .
خالد : أمل .
و ركضا إليها .
أحمد : يجب أن ننقلها إلى المستشفى حالا .
و أراد أن يحملها و لكن خالد حملها قبله و ذهب مع سارة إلى المستشفى فلحقهما أحمد و لما وصل وجدهما أمام غرفة الطوارئ .
أحمد : كيف أمل يا خالد ؟
لم يجب خالد عليه .
أحمد : سارة ؟
نظرت سارة إلى أحمد بشزر ثم أشاحت بوجهها عنه ، و فجأة خرج الدكتور .
أحمد : عادل ؟
عادل : لا تقلق هي بخير الآن .
سارة : هل نستطيع رؤيتها يا دكتور ؟
عادل : إنها تحت الملاحظة الآن تستطيعين ذلك غدا .
سارة : أرجوك دكتور .
عادل : هذا أفضل لها صدقيني .
خالد : هيا يا سارة .
و ذهبا . دخل أحمد إلى أمل و هو يقول في نفسه " لم أقصد ذلك " ، و في اليوم التالي و بينما كانت الممرضة تأخذ عينة دم من أمل دخل أحمد فنقزت فآلمتها الإبرة قليلا .
أمل : آه .
الممرضة : لا تتحركي أرجوك .
و عندما انتهت خرجت من الغرفة ، اقترب أحمد من أمل .
أحمد : حمدا لله على سلامتك .
و أراد أن يقبلها و لكنها أشاحت بوجهها عنه .
أحمد : أمل أرجوك أنا .....
أمل : اخرج من هنا لا أريد أن أراك أبدا .
أحمد : أرجوك اسمعيني فقط .
و فجأة دخل خالد مع سارة دون أن ينتبه أحمد لذلك .
أمل : هيا اذهب إلى جميلتك و أم ابنتك لماذا أنت هنا هيا اذهب إليها .
أحمد : أنا معها الآن .
صدم الجميع و فهموا بأن أحمد كان يقصد أمل .
أمل : و لكني لست ...
أحمد : ستصبحين أمها .
و فجأة .
سارة : سامحني يا أخي .
التفت أحمد فرأى خالد و سارة .
أحمد : أنا لم أغضب منك حتى أسامحك يا سارة ثم هل تعرفين بأني سررت بتلك الصفعة رغم أنها كانت قوية قليلا .
سارة : ماذا ؟
أحمد : لأن صفعتك لي تدل على حبك و خوفك على أمل و هذا يسعدني .
و بعد يومين خرجت أمل من المستشفى ، و في أحد الأيام طلب أحمد من أمل أن تأتي معه لرؤية ابنته في الحضانة .
أمل : و لكن يا أحمد .
أحمد : ألا تريدين أن تريها إنها كالملاك تماما .
أمل : لا أريد أن أسبب لك المشاكل فأنت تعرف .
أحمد : لا تهتمي لذلك فهي بعملها الآن .
أمل : حسنا .
و ذهبا إلى الحضانة و رأت أمل الطفلة الجميلة .
أمل : حرارتها مرتفعة جدا يا أحمد تعال و ألمسها .
لمس أحمد جبهة ابنته و صدم ثم ذهب إلى المشرفة و أخذ يصرخ بوجهها و يتهمها باهمال ابنته فأخبرته بأنها اتصلت بأمها أكثر من ثلاث مرات و لكنها لا تجيب و هي لا تملك سوى رقمها فاشتد غضبه و أخذ ابنته و ذهب بها إلى المستشفى مع أمل .
كريم : إنها مصابة بالجفاف أيضا . ألا ترضعينها من صدرك ؟
نظرت أمل إلى أحمد .
أمل : أنا لست أمها يا دكتور .
كريم : يجب أن ترضع هذه الطفلة من صدر أمها حتى تتحسن صحتها و إلا ستبقى مريضة و ستسوء حالتها .
خرج أحمد و أمل من المستشفى بعد أن وصف الدكتور دواء يساعد في تخفيض حرارة الطفلة ، كان أحمد غاضبا جدا و كانت أمل تهدؤه ، و ما إن وصلا البيت حتى أعطت أمل الدواء للطفلة .
أحمد : لن أسامحها أبدا .
أمل : أعذرها يا أحمد فهي تعمل بدوامين .
أحمد : هذا ليس عذرا يا أمل كان عليها أن تأخذ إجازة الأمومة و تبقى معها .
أمل : لا تغضب هكذا أنا التي سأبقى معها .
أحمد : هذا مؤكد ستبقين معها و إلى الأبد .
أمل : ماذا تقصد ؟
أحمد : سآخذ حضانتها منها بالمحكمة .
صدمت أمل .
أمل : هل جننت ؟
أحمد : الجنون إن بقيت هذه الطفلة البريئة معها .
أمل : إنها أمها و هي الأحق بحضانتها منك .
أحمد : هذا إن كانت فعلا تستحق أن تكون أما .
أمل : لا يا أحمد لا لن أسمح لك بهذا أبدا .
أحمد : و هل تريدينها أن يموت ؟
أمل : لن يموت سنعتني بها في فترة غياب أمها .
و فجأة أخذت الطفلة تبكي و تتشبث بصدر أمل .
أحمد : أرأيت ؟
أمل : لا أستطيع أن أرى طفلا و هو يحرم من حنان أمه ، فكيف إن كان طفلك .
أحمد : و هل تعتقدين بأن لديها ذرة حنان كي تمنحها لها ؟
أمل : أرجوك يا أحمد لا أحب أن أراك قاسيا متحجر القلب فأنا لم أعهد منك إلا الحب و الحنان ، و هذه ابنتك من صلبك أقرب الناس إليك .
لم ينبس أحمد ببنت شفه و أخذ ينظر إلى ابنته و يشفق على حالها كون لولوة أمها .
أحمد : لا أستطيع تقبل أن لولوة هي أمها .
أمل : يجب أن أعمل لها رضاعتها ، هل لك أن تحملها قليلا يا أحمد ؟
حمل أحمد ابنته و أخذ يهدؤها و لكنها كانت تبكي بشدة .
و عندما انتهت أمل من عمل الرضاعة أخذ الطفلة من أحمد و أخذت ترضعها .
أحمد : يعز علي رؤيتها ترضع الحليب الصناعي .
تألمت أمل بداخلها كثيرا ، و بعد دقائق غفت الطفلة بين يدي أمل .
أمل : سأحضر فوطة و أخفض حرارتها بالماء البارد .
و أعطت الطفلة لأحمد و ذهبت ، أخذ أحمد تنظر إلى ابنته و يتحسر بداخله و يدعو الله بأن تكون ابنته من حقه هو فقط حتى تكون أمل أمها و تربيها أفضل تربية لأنه كانت يعلم بأنها إن بقيت عند لولوة ستصبح مثلها و هو لا يريد لها هذا .
أمل : أحمد .
كان أحمد شاردا و لم ينتبه لأمل .
أمل : هيي !! نحن هنا ؟
أحمد : ماذا .
أمل : نحن هنا .
أحمد : آسف حبيبتي كنت شاردا .
أمل : لا تقلق حبيبي ستنخفض حرارتها و ستكون بخير بإذن الله .
أحمد : طبعا حبيبتي بلا شك لأنك بلسم شافي .
أخذت أمل تخفض حرارة الطفلة و هي بحضن أبيها .
أمل : ألم تسميها أمها بعد ؟
أحمد : لقد أسمتها " عبير " تيمنا باسم شقيقتها التي توفيت و هي صغيرة عبير هي شقيقة أمل الصغرى التي توفيت بحادث سير و هي في الثالثة من عمرها .
أمل : لا يا أحمد أرجوك لا .
أحمد : الأمر انتهى و شهادة ميلادها ستنتهي غدا .
أمل : و لكن .
أحمد : لن تستطيع فعل شيء .
و فجأة أخذ جرس المنزل يدق بصورة مستمرة لا تدل على خير أبدا و ما إن فتح أحمد الباب حتى صرخت لولوة بوجهه .
لولوة : كيف تجرأ على فعل هذا أخبرني كيف تجرأ ؟
و أرادت أن تدخل و لكن أحمد منعها .
أحمد : ما الذي تريدينه ؟
ضحكت لولوة باستهزاء :
لولوة : أريد حسنة منك .
و غضبت .
لولوة : أين ابنتي ؟
أحمد : حقا تعتبرينها ابنتك ؟
لولوة : ابنتي رغما عن أنفك و أنف زوجتك أتفهم هذا ؟
أحمد : أنت بلا ضمير و بلا مسؤولية و لا تستحقين أن تكوني أما .
لولوة : قلت لك أين ابنتي ؟
أمل : إنها بخير لا تقلقي .
أخذ لولوة تنظر إلى أمل بشزر ثم دخلت و أخذت ابنتها .
لولوة : إياك أن تفعلها ثانية هل تفهم ؟
أحمد : كادت أن تموت بسبب إهمالك .
نظرت لولوة إلى أحمد بشزر ثم أشاحت بوجهها عنه و ما إن أرادت أن تذهب .
أحمد : لقد اسميتها " عبير " لعلمك فقط .
صمت لولوة و خرجت ، مرت الأيام و كبرت عبير و بلغت السنة الأولى من عمرها و لم تشعر أبدا بحنان أمها لانشغالها عنها كانت تشعر بحنان و حب أبيها و زوجته و كانت تحبها كثيرا . كان عدم حدوث الحمل يقلق أمل كثيرا و يحزنها كونها لا تستطيع أن تنجب طفل يربطها بأحمد و لكنه كان يحبها و يريدها هي لشخصها لا لطفل يربط بينهما فذهبت إلى الكثير من الأطباء و صعقت عندما ظهرت النتيجة بإنها أصبحت عاقر لا تستطيع الانجاب لم يكن هذا الأمر يهمها بكثر ما كان أحمد يهمها كانت تريد أن تخبره بنفسها رغم أن هذا كان صعب عليها و لكنها قررت في النهاية الذهاب إلى سعد بعد أن كانت قد قررت عدم الذهاب إليه كونه شقيق أحمد فذهبت إلى المستشفى و أخذ موعدا لديه ، و بعد يومين و في المستشفى صدم سعد عندما قرأ اسم المريضة التالية ( كانت أمل ) ، كان يعرف سبب قدومها ، و لما نادت الممرضة اسمها دخلت و ألقت السلام و جلست .
سعد : خيرا يا أمل ؟
أمل : أنت تعرف جيدا بأنه ليس خيرا أبدا يا سعد .
و أعطته أوراق التحاليل و الفحوصات و بعد أن اطلع عليها جيدا لم يحرك ساكنا فعرفت من ملامح وجهه بأن ليس هناك أمل أبدا بالإنجاب .
سعد : خيرا يا أمل ؟
أمل : أنت تعرف جيدا بأنه ليس خيرا أبدا يا سعد .
و أعطته أوراق التحاليل و الفحوصات و بعد أن اطلع عليها جيدا لم يحرك ساكنا فعرفت من ملامح وجهه بأن ليس هناك أمل أبدا بالإنجاب .
أمل : كنت أعرف هذا منذ البداية .
أمل : هل كنت تعرفين بأن هناك أمل ؟
صعقت أمل و امتلأت عيناها بدموع الفرح .
أمل : حقا ما تقول ؟ و لكن كيف ؟ و كم نسبة هذا الأمل ؟
سعد : 100%
انهالت الدموع من عيني أمل .
أمل : ما هو ؟
سعد : إيمانك و ثقتك بالله سبحانه .
أمل : و بالنعم بالله .
سعد : هذه الأوراق التي بين يدي تثبت بأنك عاقر منذ أن أجريت أول تحليل و لكن هذه مجرد أوراق تافهة يجب أن لا تحبط إيمانك و ثقتك بالله .
أمل : و لكن يا سعد أخشى أن أحمد .
سعد : أحمد دكتور و يتفهم هذه الأمور جيدا و هو مؤمن بالله و يثق به .
أمل : و لكني لا أريد أن أخسره .
فهم سعد ما تعنيه أمل .
سعد : سأرسل أوراقك إلى الخارج و سأخبرك إن تلقيت ردا .
أمل : و كم يستغرق ذلك من الوقت ؟
سعد : أسبوعا على الأكثر .
خرجت أمل من عند سعد و هي بين الخوف و الإطمئنان بين اليأس و الأمل ( كان هذا الأسبوع هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لها ) رجعت إلى بيتها و توضأت و أخذت تصلي و تدعو الله و ترجوه و تتوسل إليه و الدموع تنهال من عينيها ، كانت لا تريد أن تخسر زوجها و أن ترى امرأة أخرى في حياته رغم اطمئنانها بأن أحمد يحبها و لا يمكن أن يتركها و أن يتزوج عليها لأجل الأطفال و لكنها كانت تحبه و كانت لا تريد أن تظلمه معها و أن تحرمه من فرحة أن يكون أبا . مرت 3 أيام و أمل لا تنفك على الصلاة و الدعاء و التوسل بالله سبحانه ، و في أحد الأيام و في الثالثة فجرا دخل أحمد و أمل تصلي و تدعو الله و الدموع تنهال من عينيها بغزارة و لم تشعر به ( كون باب الغرفة خلفها ) و سمعها و هي تدعو الله بصوت عال بأن تتحقق أمنيتها هذه ( دون أن تذكر ما هي ) لتسعد زوجها و لتحافظ على بيتها و حياتها و بعد أن انتهت بدأت بقراءة القرآن الكريم و كان صوتها جميل جدا و حزين و يبكي المرء من شدة التأثر به فانهالت الدموع من عيني أحمد و شعر بأن زوجته و حبيبته تحمل هما ثقيلا يجثم على قلبها الرقيق و عندما انتهت من قراءة القرآن سجدت سجدة الشكر لله و لما انتهت و ما إن التفتت حتى صدمت بأحمد فمسحت دموعها .
أمل : أحمد !!
اقتربت أحمد من أمل بعد أن مسح دموعه .
أحمد : ما هذا الهم الجاثم على قلبك الرقيق أخبريني أرجوك ؟
ارتمت أمل على صدر أحمد و أخذت تبكي .
أمل : همي الوحيد هو إسعادك و أنا .....
فهم أحمد قصد أمل .
أحمد : كل هذا من أجل هذا الشيء . ثم من قال لك بأني أريد أطفالا ؟
رفعت أمل رأسها و التقت عيناها بعيني أحمد .
أمل : لماذا تكذب علي فأنا لم أعتد منك الكذب أبدا ؟
أحمد : لم أكذب و لم أعتد الكذب في حياتي و انت تعرفين هذا جيدا . أنا أريدك كما أنت كما خلقك ربي بكل محاسنك و عيوبك .
جلست أمل على السرير .
أمل : لا . لن أسمح لنفسي بأن .....
قاطعها أحمد .
أحمد : هل سنبدأ من جديد ؟
أمل : لن أكون أنانية معك و أحرمك من فرحة أن تكون أبا و يشرفني أن أخطب لك بنفسي .
صدم أحمد و غضب و لأول مرة في حياته يصرخ بوجه امل .
أحمد : هل جننت ؟ بل جننت حقا . ما هذا الكلام كيف تجرأت على قول هذا لي كيف أخبريني كيف ؟
أمل : لأني أحبك صدقني .
ازداد غضب و صراخ أحمد حدة .
أحمد : تحبينني ؟ تحبينني و تقولين لي مثل هذا الكلام الغبي و التافه .
و نظر إليها و خرج من الغرفة غاضبا ، لحقته أمل .
أمل : انتظر يا أحمد أرجوك .
و لكن أحمد لم يهتم لها و ما إن خرج من البيت حتى سمع صراخها .
أحمد : أمل .
و دخل ليراها على الأرض و بلا حراك ( لقد سقطت من الدرج ) ، فركض إليها و سندها على يده و صدم عندما امتلأت يده بالدم .
أحمد : أمل . أمل حبيبتي أجيبيني أرجوك .
و أسرع بإحضار شاشا يلف به رأسها حتى لا تفقد الكثير ثم حملها و ذهب بها إلى المستشفى و أدخلت الطوارئ و بعد 5 دقائق أخرجت لتدخل غرفة العمليات و ذلك لإخاطة جرحها العميق و لم يسمح لأحمد بالدخول ، جلس أحمد على الكرسي و وضع رأسه بين كفيه و بعد ساعة تقريبا كان سعد يهم بالخروج من المستشفى حين رأى أحمد أمام غرفة العمليات .
سعد : أحمد !!
أحمد : أنجدني يا سعد أرجوك
سعد : ما الأمر ؟
أحمد : أمل في الداخل منذ ساعة و لا أعلم ماذا حل بها لم يسمحوا لي بالدخول ، أتوسل إليك أن تدخل و تطمئنني عليها أرجوك فأنت جراح و تستطيع الدخول في أي وقت أرجوك .
سعد : ماذا حدث ؟
أخبر أحمد سعد بما جرى .
سعد : و هل كان الوقت مناسبا لذلك يا أحمد ؟
و فجأة خرج الدكتور خليل .
أحمد : خليل ؟
خليل : إنها بخير و تمت إخاطة جرحها و لكن .
دخل الخوف إلى قلب أحمد .
أحمد : ماذا ؟
خليل : أصيبت بكسر في ساقها اليمنى و لن تتمكن من السير عليها إلا بعد شهرين .
صدم أحمد و صدم سعد .
أحمد : هل أستطيع أن أراها ؟
خليل : سننقلها بعد قليل إلى الغرفة و تستطيع رؤيتها . عن إذنكم .
و عندما ذهب .
أحمد : أنا السبب .
و ذهب إلى مكتبه ، و في صباح اليوم التالي .
خالد : حمدا لله على سلامتك يا دكتورة ؟
و قبلها على رأسها .
سارة : حمدا لله على سلامتك .
امتلأت عينا أمل بالدموع و اخذت تتذكر كيف صرخ أحمد بوجهها و كيف تركها و ذهب و لم يهتم لرجائها .
سارة : أمل !!
و فجأة دخل أحمد فانهالت الدموع من عيني أمل و أراد أن يقترب منها و لكن خالد منعه بحجة أنها تريد أن ترتاح فخرج من الغرفة و أخذت أمل تبكي . أخذت سارة تهدؤها و خرج خالد ليلحق بأحمد .
خالد : أحمد .
توقف أحمد .
خالد : لماذا فعلت هذا بها ؟
صدم أحمد .
أحمد : هل تقصد بأني أنا الذي .
خالد : من إذن ؟
أحمد : وقعت لوحدها .
خالد : و كيف ؟
أخبر أحمد خالد كل شيء فصدم خالد .
خالد : كيف استطعت أن تصرخ بوجهها و هي التي تحملت من أجلك الكثير كيف ؟ و هل كنت ستتركها وحيدة و تهرب .
أحمد : بل كنت أريد أن أعاقبها فقط و لم أكن أعلم بأن كل هذا سيحدث .
نظر خالد إلى أحمد و ذهب ، و بعد أسبوع خرجت أمل من المستشفى و أصر أخيها بأن تبقى في بيته و لكنها فضلت البقاء في بيتها و لكنها كانت لا تتصادم مع أحمد أبدا و مع ذلك كانت تعد له الطعام و تجهز ملابسه و تغسلها مع أنها كانت لا تستطيع السير جيدا و كان أحمد ينام في صالة المعيشة التي تجاور غرفة نومهما . مرت الأيام و شفيت أمل و استطاعت السير من جديد و عادت حياتها كما كانت مع أحمد .
لم تنسى أمل أمر الإنجاب فذهبت إلى المستشفى لسعد .
سعد : أولا قبل كل شيء كل ما سأقوله لك من عند البشر و ليس من عند الله و البشر ليسوا معصومين من الخطأ و لا أريدك أن تفقدي ثقتك به سبحانه .
أمل : تأكد يا سعد بأن ثقتي بالله كبيرة و لن أفقدها أبدا .
سعد : و هذا ما أريده منك .
أمل : أخبرني ماذا لديك ؟
سعد : هذا التقرير الذي معي وصل من بريطانيا و من أكبر مستشفى في لندن و من كبار الأطباء و يقولون أن هناك علاج نسبة النجاح فيه 20 % لمن في مثل حالتك .
غمرت الفرحة قلب أمل و حمدت الله و شكرت فضله و منه عليها .
سعد : و لكنه مجازفة بأمومتك .
أمل : مجازفة!!
سعد : سأخبرك كيف ؟ فالعلاج ينقسم إلى قسمين مرتبطان ببعضهما ، القسم الأول من العلاج هو عبارة عن عملية جراحية دقيقة جدا في الرحم و يعتمد العلاج على نجاحها و نجاحها هو 40% و لكن إن لم تنجح العملية لن تستطيعي الإنجاب أبدا .
كانت أمل متفائلة جدا و كانت ثقتها بالله كبيرة .
أمل : و إن نجحت ؟
سعد : ستبدأين بالقسم الثاني بالعلاج الذي و كما أخبرتك سابقا نسبة نجاحه 20% و مدته تتراوح بين السنة إلى الثلاث سنوات و لكن إن لم يحدث حمل بعد السنة الثالثة لن يحدث أبدا
صعقت أمل و امتلأ قلبها بالخوف .
سعد : تذكري ما أخبرتك به هذا من عند البشر و ليس من عند الله .
قالت أمل و من دون تردد :
أمل : سأجازف بأمومتي و كل هذا من أجل أحمد فقط .
سعد : هل أنت واثقة من هذا القرار يا أمل ؟
أمل : لا أملك خيارا غيره يا سعد .
سعد : و من قال هذا ؟ الطب يتقدم في كل لحظة .
أمل : و كم سنة تريدني أن أنتظر ؟
سعد : انتظار عشرون سنة أفضل من لا شيء .
أمل : المجازفة بأمومتي أفضل عندي بكثير من المجازفة بأحمد و أنت تعرف ماذا أعني يا سعد .
سعد : كما أخبرتك أحمد مؤمن بقضاء الله و قدره .
أمل : أعلم هذا و لكني أريد أن أدخل الفرحة على قلبه .
سعد : هل ستخبرينه ؟
أمل : بالطبع لا . لا أريد أن أراه و هو ينتظر 3 سنوات على أمل الإنجاب و بعدها تتحطم آماله ، و لكني سأخبره بعدها بالأمر و سأكون مستعدة لأي شيء يتخذه بحقي حتى لو كان الموت .
سعد : و من سيذهب معك إذن ؟
أمل : سأذهب لوحدي .
صدم سعد .
سعد : و لكنك تحتاجين إلى عناية ما بعد المستشفى أيضا .
أمل : لا يهم سأدبر أموري بنفسي .
سعد : على الأقل أخبري سارة كي تذهب معك ؟
أمل : لا يا سعد ، فماذا سيكون موقف أحمد إن علم بأني أخبرت سارة و لم أخبره .
سعد : سيقدر لك هذا .
أمل : أنا لا أقبل هذا له و أرجوك أن لا تخبر أحدا بالأمر .
سعد : و ماذا ستخبرينه ؟
أمل : هناك دورة تدريبية إلى لندن سآخذها حجة لسفري رغم أني رفضتها في بداية الأمر .
سعد : هل أنت واثقة بأنك ستكونين بخير ؟
أمل : يكفيني إن الله معي .
سعد : أعانك الله على العلاج .
تقرر موعد سفر أمل بعد أسبوع .
أحمد : ألم ترفضي تلك الدورة ؟
أمل : عرفت للتو بأنها مهمة جدا لطلبة الكلية لذا سأذهب .
أحمد : و لكن .
أمل : أرجوك يا أحمد أتوسل إليك .
أحمد : سأشتاق إليك .
أمل : و أنا أيضا .
أحمد : سأحدثك كل يوم إلى نهاية الدورة .
امتلأت عينا أمل بالدموع ، أحس أحمد بأن هناك شيئا ما تخفيه عنه أمل .
أحمد : هل تخفين عني شيئا يا حبيبتي ؟
أمل : أبدا حبيبي لا شيء .
أحمد : هل أنت واثقة ؟
أمل : ألا تصدقني ؟
أحمد : ليس هذا ما عنيته و لكني أشعر بأنك تحملين هما ثقيلا لوحدك .
أمل : أنت تعرف جيدا ما هو همي الوحيد ؟
أحمد : هل سنبدأ من جديد ؟
أمل : أتمنى من الله أن يساعدني على إرضاك و إسعادك يا حبيبي .
أحمد : أنا راضي عنك و سعيد معك حبيبتي صدقيني .
و بعد أسبوع سافرت أمل و أجرت العملية و قد تكللت بالنجاح و لكن ما هذه إلا مقدمة فقط و لكنها شكرت الله كثيرا و تفاءلت بالخير و بعد أسبوعان رجعت إلى البلاد ، مرت الأيام و الشهور و أمل تدعو الله و تتضرع إليه كي يستجيب دعاؤها و بعد سنتان تقريبا من العلاج .
سعد : النتيجة غير واضحة و لكن هناك أمل 50 % أن تكوني حاملا و لكنه يتضح بعد شهرين .
أمل : هل سأنتظر شهرين حتى أعرف بأني حامل ؟
سعد : أنت تعرفين بأنك تستطيعي أن تعرفي أنك حامل أم لا قبل هذا و لكن حالتك هذه أقصد بعد العملية قد يحدث حمل كاذب .
أمل : هل تعتقد بأنه كاذب يا سعد ؟
سعد : أنا لم أقل لك ذلك لكي تتشائمي لا و لكني أريد التأكد فقط و لكي لا تصابي بصدمة .
أمل : هل تقصد بأن لا أخبر أحمد ؟
سعد : صدقيني ستكون فرحتك أكبر عندما تخبرينه و أنت حامل فعلا .
رجعت أمل إلى البيت و هي بين الأمل و اليأس و كان الأمل كان لديها أكبر لأنها تثق بالله و تحب أحمد . و بعد شهر و في أحد الأيام و بينما كان أحمد و أمل يشاهدان التلفاز شعرت أمل بالغثيان فأسرعت إلى الحمام و تقيأت بصورة كبيرة حتى أن أحمد قلق عليها فدخل إليها
أحمد : ما بك حبيبتي ؟
أمل : أبدا حبيبي لا شيء .
و كادت أن تقع لولا أن سندها أحمد .
أحمد : هل أنتي ....
تمنت أمل لو تخبر أحمد بالبصيص الصغير من الأمل في أن تكون حاملا و لكنها لم تنسى كلام سعد .
أمل : لا . ربما لأني مصابة بالبرد فقط .
أحمد : سآخذك إلى المستشفى .
أمل : لا يا حبيبي سأكون بخير .
ساعد أحمد أمل على الاستلقاء .
أحمد : يجب أن ترتاحي حبيبتي .
أمل : شكرا حبيبي .
قبل أحمد أمل على رأسها .
أحمد : يجب أن أذهب إلى المستشفى الآن . إلى اللقاء .
و قبل أن يذهب مسكت أمل يده و الدموع في عينيها .
أمل : أنا .....
و انهالت الدموع من عينيها ، جلس أحمد بقربها و أخذ يمسح دموعها بيده.
أحمد : لماذا هذه الدموع حبيبتي ما بك ؟
أمل : لأني أحبك .
أحمد : هل تريدين أن أبقى معك اليوم ؟
أمل : لا يا حبيبي اذهب فلن أشغلك عن عملك .
أحمد : و لكنك .
أمل : سأكون بخير لا تقلق .
أحمد : هل أنت واثقة ؟
أمل : أجل .
أحمد : إذا حدث أي شيء اتصلي بي فورا و سآتي .
و ذهب إلى المستشفى . و بعد ساعتان شعرت أمل بألم شديد في بطنها يمزق أحشاءها فأسرعت و اتصلت بأحمد و لكن هاتفه كان مغلقا فاتصلت بالمستشفى فقيل لها بأنه بغرفة العمليات و لن يخرج إلا بعد ساعة أو أكثر فاتصلت بسارة .
سارة : أهلا أمل .
أمل : آه .
سارة : ما بك ؟
أمل : آه .
و انهارت .
سارة : أمل . أمل ما بك ؟ أمل .
خالد : ما الأمر يا سارة ما بها أمل ؟
سارة : لا أدري .
و ذهبا إلى شقة أحمد لكن الباب كان مغلقا فكسره خالد من القفل و صدما حين رأيا أمل على الأرض و بلا حراك .
خالد : أمل .
و ركضا إليها .
سارة : أمل . أمل أجيبيني أمل .
طلب خالد الإسعاف و نقلت أمل إلى المستشفى .
خالد : كيف أمل يا سعد ؟
سعد : إنها بخير و لكنها أصيبت بنزيف داخلي فقط و تمت السيطرة عليه .
صدمت سارة لأنها كانت تعلم بأن أمل ربما تكون حاملا لقد أخبرها سعد بكل شيء و طلب منها بأن لا تخبر أحدا و لا حتى أمل .
سارة : هل .....
أشار سعد لسارة بصورة غير مباشرة بأن تسكت .
خالد : ما الأمر ؟
سعد : لا شيء .
خالد : أريد أن أراها .
سعد : إنها تحت الملاحظة الآن و لا يمكنك رؤيتها .
خالد : هل أنت متأكد من أنها ستكون بخير يا سعد ؟
سعد : أجل يا خالد لا تقلق .
و ذهبا إلى البيت .
أحمد : كيف أمل يا سعد ؟
سعد : لقد أصيبت بنزيف داخلي و هي الآن تحت الملاحظة .
أحمد : نزيف !!
سعد : لقد أوقفنا النزيف و هي بخير الآن .
أحمد : هل من المتوقع أن تكون .....
سعد : لا . فالنتيجة سالبة .
لقد أخبره بذلك لأنه كان لا يريد أن يعطيه حتى هذا البصيص الصغير من الأمل كان يريد من أمل أن تخبره بعد شهر بأنها حامل أن كانت كذلك .
أحمد : أريد أن أراها .
سعد : لقد قلت لك إنها تحت الملاحظة الآن و غدا تستطيع رؤيتها .
و في اليوم التالي :
أحمد : حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
أمل : لماذا أنا هنا ماذا حدث لي ؟
أحمد : لقد أصبت بنزيف داخلي يوم أمس و أغمي عليك و لكنك بخير الآن .
صدمت أمل لأنها كانت تعلم بأن النزيف أثناء الحمل ربما يسبب موت الجنين و فجأة دخل سعد .
سعد : صباح الخير .
أحمد : أهلا سعد صباح النور .
اقتربت سعد من أمل .
سعد : حمدا لله على سلامتك .
امتلأت عينا أمل بالدموع و نظرت إلى سعد ، تمنى سعد لو يطمئنها بأن النتيجة مازالت كما هي و لكنه لم يستطع و ذلك لوجود أحمد .
سعد : ستكونين بخير لا تقلقي .
و بعد قليل حضر أخاها و زوجته و اطمئنا عليها و لما انتهى موعد الزيارة و لما بقيت أمل لوحدها رنت الجرس فحضرت الممرضة .
أمل : هل لك أن تطلبي الدكتور سعد ؟
الممرضة : و لكن الدكتور ليس في المستشفى لقد انتهت مناوبته لهذا اليوم .
أمل : متى سيأتي ؟
الممرضة : غدا في الثامنة صباحا .
لم تستطع أمل النوم تلك الليلة و عندما أتى الصباح انتظرت قدوم سعد على أحر من الجمر . و في الثامنة و النصف :
سعد : صباح الخير .
أمل : صباح النور.
اقترب سعد من أمل .
سعد : كيف حالك اليوم و هل نمت جيدا ؟
أمل : أنا لم أنم الليلة الماضية أبدا يا سعد .
سعد : لماذا ؟
أمل : لأني أريد أن أطمئن على ذلك البصيص الصغير . هل انطفئ ؟
سعد : اطمئني فهو مازال ينور طريقك .
غمرت الفرحة قلب أمل .
أمل : هل سيعيش إذا كنت حاملا .
سعد : إذا اعتنيت بنفسك جيدا .
و بعد يومين خرجت أمل من المستشفى و أصبحت تنتظر أن ينتهي هذا الشهر بأحر من الجمر ، و جاء اليوم الموعود و ذهبت أمل إلى المستشفى و أجرت تحليلا و كانت نتيجته إيجابية فغمرتها الفرحة و انهالت دموع الفرح من عينيها .
لولوة : ماذا !! حامل !! و لكن كيف و قد كانت عاقر ؟
سالم : كان هذا مؤقتا و أظنك لم تنسي بأنها أنجبت قبل سنوات و لكن أتعرفين ماذا يعني بأن تنجب له طفلا ؟
لولوة : و هل تعتقد بأني سأتركها ؟ مستحيل .
سالم : و ماذا ستفعلين ؟
أخرجت لولوة ورقة تخص أمل من حقيبتها و أعطتها لسالم .
لولوة : برأيك ماذا سيحدث إن رأى أحمد هذه الورقة قبل أن يذهب للبيت .
فهم سالم ما تعنيه لولوة .
سالم : لن يكتفي بطلاقها فقط .
لولوة : و هكذا سيسقط الجنين .
سالم : و بعدها ستكون لي وحدي .
لولوة : ماذا تقصد ؟
سالم : الزواج طبعا .
لولوة : هل جننت يا دكتور ؟
سالم : و لم لا ؟
لولوة : كيف تتزوج عدوة أختك يا سالم كيف ؟
سالم : أنت تعرفين جيدا بأنها بريئة من خططك الشيطانية كبراءة الذئب من دم يوسف أليس كذلك ؟ و أنها لم تكن عدوة لك يوما .
لولوة : و إن !! فأنا لن أسامحها أبدا . لقد تزوجته و كأن هذه الدنيا قد خلت من رجال غيره
سالم : و تعرفين أيضا بأنهما كانا على وشك الزواج لولا أبي و أبيه و مع ذلك أخذته منها رغم أنه كان بإمكانك رفضه و ينتهي كل شيء .
لولوة : كل هذا لا يهمني بشيء ، كل ما يهمني الآن هو أن أدمرها و أحرق قلبها فقط .
و اتصلت بأحمد و أخبرته بأن لديها شيء مهم جدا و أنه لا يتحمل التأخير أبدا .
أحمد : ما الذي تريدينه ؟
لولوة : أريد إخبارك بشيء يخص حبيبتك .
أحمد : هل أخرجتني من المستشفى لهذا الشيء التافه طبعا كل ما ستقولينه عنها كذب لأنك تكرهينها و تريدين الانتقام .
لولوة : بل الحقيقة و لدي الدليل على ما أقوله .
ضحك أحمد باستهزاء :
أحمد : بالتأكيد تستطيعين أن تفعلي هذا فأنتي لك منافذ كبيرة أليس كذلك ؟
لولوة : هذه المرة براءة لها من خططي .
أحمد : ليس لدي وقت لأستمع إلى امرأة كاذبة و تافهة مثلك .
و قبل أن يذهب .
لولوة : زوجتك خائنة .
وقعت كلمتا لولوة مثل الصاعقة على رأس أحمد فالتفت إليها بغضب شديد .
أحمد : كل شيء تقاضيت عنه مع أنه كان بامكاني أن أقتلك و أخلصها من شرك و لكن هذه الكلمة لا أسمح لك أبدا هل فهمتي أبدا .
أخذت لولوة تنظر إلى أحمد و هي تبتسم ابتسامة خبيثة و ماكرة .
لولوة : اهدأ . هذا ليس شيء أبدا إنها كلمتان فقط فكيف بالفعل و الدليل .
و فتحت حقيبتها و أخرجت الورقة .
لولوة : تفضل . هذه الورقة التي تثبت خيانتها و يالها من خيانة !!
أخذ أحمد الورقة و فتحها و صعق و أحس أن الإنسانة الوحيدة التي أحبها بصدق و بكل جوارحه بل و عشقها طعنته في ظهره و أصابته في الصميم ، لقد كان صادقا عندما قال لها بأنه يريدها كما هي و لكنه لم يتوقع يوما بأنها ستخدعه ، و لكنه لم يظهر شيئا على وجهه رغم أن براكين الغضب تكاد تنفجر في صدره .
أحمد : و هل العقم خيانة ؟
لولوة : طبعا لا فأنا لست غبية حتى أعني العقم .
أحمد : هل تقصدين لأنها لم تخبرني منذ 3 سنوات ، هذا لا يعني لي شيء فأنا أفضل بأن أعيش معها على أمل كاذب أفضل من أن أعيش معها بدون أمل .
لولوة : هل جننت أم ماذا ؟ 3 سنوات و أنت على تنتظر على أحر من الجمر أن تنجب لك طفلا و عندما تكتشف بأنها عاقر لا تهتم ؟
أحمد : إذا كان هذا يعتبر جنونا فأنا لي الفخر بأن أكون مجنونا .
لولوة : الجنون يكون في ساعة الغضب فقط هذا هو الجنون الحقيقي .
رمى أحمد الورقة في وجه لولوة و قال مستهزءا :
أحمد : لا تحاولي فلن تنجحي أبدا .
لولوة : و لكنك لم تعلم ما هي خيانتها بعد ؟
أحمد : إنها أشرف منك و لا يمكن للخيانة أن تخرج منها أبدا .
لولوة : خذ الورقة و اقرأ اسم الدكتور الذي أثبت بأنها عاقر للمرة الثالثة .
و ما إن وقعت عيناه على اسم الدكتور حتى صعق و لكنه حاول أن يسيطر على نفسه .
أحمد : و ماذا في هذا أيضا ؟ سعد دكتور مشهور و لا غريب في أن تقصده فلربما أوجد لها علاجا .
لولوة : لم أقصد هذا . فالشيء الذي لا تعرفه أنها رجته بأن لا يخبرك بالأمر أبدا و ائتمنت أسرارها عنده بدلا أن تأتمن مثل هذه الأسرار عند زوجها .
و هنا انفجرت براكين الغضب في صدر أحمد و أيقن بأن أمل خانته و خيانتها عظيمة لا تغتفر أبدا ، وذهب إلى المستشفى كالمجنون و اقتحم مكتب أخاه و هو يشتعل نارا و اقترب منه و أخذ ينظر إليه بحقد و شزر .
سعد : ما بك ؟
أخرج أحمد الورقة و وضعها على سطح المكتب و ضرب عليها بقوة .
أحمد : ما هذه الخيانة يا دكتور ؟
صدم سعد .
سعد : خيانة !!
و أخذ الورقة و فتحها وتسمر في مكانه .
أحمد : ما قولك الآن يا أخي الأكبر ؟
سعد : هذه أسرار المرضى و لا يحق لأحد الاطلاع عليها إلا المريض و الدكتور المعالج .
أحمد : لا يهمني إن كانت أسرار أم لا ما يهمني هو هل شيء واحد فقط و هو هل صحيح بأنها أخبرتك بعدم إخباري بالأمر .
سعد : حتى لو لم تطلب مني ذلك ما كنت سأخبرك بهذا لأنها أسرار المرضى و لكنها أخبرتني فقط لأنها التي ستخبرك بعد .
و سكت .
أحمد : بعد ماذا ؟ بعد خيانتها لي معك يا دكتور يا أخي الأكبر ، لقد خنتني مع زوجتي يا دكتور مع زوجتي و أنا لن أسامحك و لن أسامحها أبدا .
سعد : إهدأ يا أحمد سأشرح لك الأمر اسمعني فقط .
أحمد : أسمعك !! أسمع خيانتك مع زوجتي يا خائن .
و نظر إليه بشزر ثم خرج كالمجنون ، اتصل سعد بخالد و أخبره بأن أحمد ذهب كالمجنون إلى أمل و طلب منه أن يسرع إليها قبله فلربما يحدث مالا يحمد عقباه و في هذه الأثناء كانت أمل قد عادت للتو من المستشفى و كانت الفرحة تغمرها و كانت ستعد مائدة رومانسية لتحتفل مع زوجها بهذه المناسبة السعيدة لم تكن تعلم ما ينتظرها كانت تريد أن تدخل الفرحة إلى قلبه و أن تراها على وجهه فأخذت تحلم بهذه اللحظة و فجأة أفاقت من حلمها الجميل على صوت رن جرس الباب بشكل مستمر و لا يدل على خير أبدا فذهبت إليه و ما إن فتحته حتى تلقت صفعة قوية على وجهها من أغلى إنسان على قلبها . أخذت تنظر إليه و هي غير مصدقة ما حدث و ما شعرت إلا بشدٍ لشعرها بقوة . أمسكها من شعرها و دخل إلى الشقة و أخذ يضربها دون وعي .
أمل : يكفي يا أحمد يكفي أرجوك آه آه .
أحمد : يا خائنة .
صعقت أمل و لكنه و استمر في ضربها و بقوة أكثر .
أمل : ما الذي تقوله أنا لا أفهم شيئا . آه .
أخرج أحمد الورقة من جيبه .
أحمد : كيف استطعت أن تخونيني مع أخي كيف يا خائنة كيف ؟
رأت أمل الورقة و لم تنبس ببنت شفه .
أحمد : ليس لديك رد على خيانتك أليس كذلك ؟
أمل : أنا لست خائنة .
أحمد : بل خائنة و تستحقين الموت أيضا و ليس الطلاق فقط . كيف تجرأت و أخفيت عني مثل هذا الأمر الفضيع كيف ؟ و الأدهى من ذلك أن تذهبي إلى أخي لهذا الأمر و تطلبي منه عدم إخباري ؟ يعني ائتمنت سرك عنده عند رجل غريب عوضا بأن تاتمني مثل هذه الأسرار عند زوجك لأنه غطاك و سترك يا خائنة .
أمل : لا يا أحمد لا إن الأمر ليس هكذا اسمعني فقط سأشرح لك .
صفع أحمد أمل بقوة .
أحمد : تريدين أن تشرحي لي خيانتك مع أخي يا خائنة ؟
أمل : لا لا .
أحمد : أنت طالق .
أمل : لا .
و رماها أرضا و قبل أن يخرج من الشقة ركضت أمل إليه و أمسكت يده .
أمل : دعني أشرح لك الأمر فقط أرجوك .
أحمد : ابتعدي عني .
و دفعها بقوة فارتطم رأسها بالطاولة و أخذ ينزف و لكنها رغم هذا استجمعت قوتها و كابرت على ألمها و نهضت .
أمل : اسمعني يا أحمد اسمعني أرجوك لا تدع للشيطان مكانا بيننا أرجوك اسمعني و بعدها أنا مستعدة لأي شيء حتى لو كان الموت و لكن اسمعني فقط .
ازداد غضب أحمد و أطبق على رقبة أمل يريد خنقها .
أمل : آه .
أحمد : مع أخي يا خائنة مع أخي .
أمل : سأموت يا أحمد سأموت اتركني .
أحمد : سأقتلك . سأقتلك و سأغسل عاري سأقتلك .
و فجأة دخل خالد و رأى أحمد يكاد يقتل أخته .
خالد : أيها الحقير .
و أبعده عن أمل و طرحه أرضا و أخرج مسدسه و صوبه على رأسه .
خالد : بل أنا الذي سأقتلك و سأخلصها منك .
أمل : لا يا خالد لا .
و انهارت و سقطت أرضا .
خالد : أمل .
و ركض إليها و ما إن سندها على يده حتى امتلأت يداه بالدم .
خالد : أمل . أمل أجيبيني .
و فجأة دخل سعد و هاله منظر أمل فركض إليها و أسفعها ثم أخذها مع أخيها إلى المستشفى و بعد ساعتان .
خالد : كيف هي يا سعد ؟
خشي سعد أن يقول لخالد بأن أمل أسقطت فيحدث مالا يحمد عقباه .
خالد : سعد ؟
سعد : ستكون بخير بإذن الله .
خالد : هل لي أن أراها ؟
سعد : إنها تحت الملاحظة الآن غدا صباحا تستطيع رؤيتها .
خالد : أرجوك يا سعد للحظة فقط .
سعد : عبر الزجاج فقط .
خالد : حسنا .
سعد : تفضل .
دخل خالد و رأى أمل و لكن عبر الزجاج فقط فامتلأت عيناه بالدموع .
خالد : أنا السبب .
و انهالت الدموع من عينيه .
سعد : هذا نصيبها و قدرها و أنت ليس لك دخل في هذا .
أخذ خالد يتذكر كيف كان يلح على أمل بأن توافق على زواجها من أحمد ثم أفاق من شروده و ضرب على الزجاج بقوة .
سعد : اهدأ يا خالد أرجوك .
خالد : ما الذي حدث كي يفعل هذا بها ؟
سعد : لا أدري .
خالد : إن حدث لها شيء سأقتله بيدي .
سعد : ستكون بخير لا تقلق .
خرج خالد من المستشفى و ذهب إلى بيته فصدمت به سارة .
سارة : خالد !!
صعد خالد إلى غرفته و هو في أقصى حالات الغضب ، و فتح الدرج و أخرج مسدسه .
سارة : ما الذي تفعله يا خالد ؟
خالد : سأقتله .
صدمت سارة .
سارة : تقتل من ؟
خالد : أخاك المجرم .
تسمرت سارة و ربط لسانها من شدة الصدمة و أخذت تنظر إلى خالد .
خالد : أجل أخاك المجرم . و هذا الدم هو دم أختي الوحيدة .
سارة : لا . لا أصدق ما تقوله ؟
أخبر خالد سارة كل شيء .
سارة : و كيف هي الآن ؟
خالد : يقول سعد بأنها ستكون بخير .
سارة : لا أصدق بأن أحمد يفعل هذا ؟
خالد : سأقتله بيدي إن حدث لها مكروه .
سارة : هل جننت يا خالد ؟
خالد : بل أخاك الذي جن لقد كادت تموت بين يديه لولا إخبار سعد لي لكنت الآن أهل التراب على قبرها .
سارة : و ماذا أخبرك ؟
خالد : أخبرني بأن أحمد ذهب كالمجنون إلى أمل فقط و لم يخبرني لماذا ؟ سأذهب إليه لأعرف منه السبب .
سارة : انتظر يا خالد أرجوك إن سعد ليس بالمستشفى الآن .
خالد : لا يهم سأذهب إلى بيته .
سارة : ربما كان نائما الآن . أو لا تعرف كم الساعة الآن إنها الحادية عشرة و سعد لديه مناوبة في الرابعة فجرا .
خالد : لماذا لا تريدني أن أذهب إليه ؟
ارتبكت سارة .
خالد : أنت تعرفين ما حصل أليس كذلك ؟
لم تتفوه سارة بكلمة ، اشتعلت نار الغضب في صدر خالد و أمسك سارة من شعرها .
سارة : آه .
خالد : تعرفين كل شيء و لم تخبريني ، لو أن أختي ماتت بين يديه ماذا كنت سأفعل بك ؟
سارة : اتركني يا خالد أرجوك اتركني .
خالد : الآن ستخبريني بكل شيء هل فهمتي كل شيء و إلا سـ .....
و فجأة دق جرس المنزل رمى خالد سارة على الكنبة و ذهب ليفتح الباب .
خالد : أنتي !!
لولوة : كيف حالك إيها المحامي الكبير .
خالد : ماذا تريدين ؟ و ما الذي أتي بك إلى بيتي ؟ ألا يكفيك ما فعلته بأختي ؟
لولوة : جئت فقط لأخبرك بما فعله صديقك بها و بحلمها الجميل ؟
خالد : و أنا لن أصدق امرأة كاذبة مثلك أبدا و هيا اذهبي من هنا فبيتي أطهر من أن تدنسه امرأة مثلك .
لولوة : اسمعني فقط و تستطيع أن تتأكد من الدكتور سعد و ربما من زوجتك أيضا .
شعر خالد بأن لولوة تقول الصدق هذه المرة فسمح لها بدخول بيته .
خالد : إن أخبرتني كذبا سأقتلك بيدي هل فهمت ؟
نظرت لولوة إلى سارة .
لولوة : لا تقلق لن تقتلني أنا بل ستقتل صديقك المجرم .
سارة : هذا يكفي يا لولوة .
لولوة : و أتمنى تبقى سارة معنا كي تتأكد منها من صحة كلامي .
صدمت سارة بشدة و اقتربت من لولوة و أخذتها جانبا و همست لها :
سارة : هل ستخبرينه بما جرى ؟
لولوة : و لماذا أنا هنا إذن .
سارة : سـ .....
خالد : ما بكما ؟
لولوة : زوجتك تعرف كل شيء و لا تريدني أن أخبرك بالأمر
خالد : لا تثيري غضبي يا سارة و اجلسي بهدوء .
سارة : و لكن يا خالد .
خالد : قلت لك اجلسي .
نظرت سارة إلى لولوة بشزر ثم جلست .
خالد : هيا أخبريني .
لولوة : أولا قبل كل شيء تفضل .
و وضعت الملف على الطاولة .
خالد : ما هذا ؟
لولوة : افتحه و اعرف ما بداخله ؟
فتح خالد الملف و أخرج الأوراق و أخذ ينظر إليها و هو مصدوم مما يرى و يقرأ ، كان الملف يضم كل الأوراق التي تثبت عقم أمل و أمر سفرها إلى الخارج و العملية و كل شيء ، و لكن الطامة الكبرى أنه لم يعرف بعد بأمر حملها و إسقاطها .
لولوة : لقد أخذت أمر الدورة التدريبية حجة لسفرها . لقد أرادت أن تسعده و أن تدخل الفرحة إلى قلبه و أنظر ماذا فعل بها لقد حطم قلبها و قتل حلمها الجميل .
و هنا كانت الطامة الكبرى .
خالد : ماذا !!
لولوة : ألم تخبرك الدكتور سعد بأنها حامل و أن الجنين قد .....
سارة : هذا يكفي . اصمتي .
صدم خالد و نظر إلى سارة و ثم خرج من البيت و ذهب مسرعا إلى منزل سعد و أخذ يدق الجرس كالمجنون حتى أيقظ الجميع .
سعد : خالد !!
خالد : لماذا لم تخبرني بما فعله ذلك المجرم لماذا ؟
صدم سعد .
سعد : إهدأ يا خالد أرجوك .
خالد : أهدأ و أختي قد فقدت جنينها الذي انتظرته 3 سنوات بسببه .
سعد : أرجوك لا نريد فضائح أمام الجيران تفضل ادخل و سأشرح لك كل شيء .
خالد : لا داعي لذلك فلقد عرفت كل شيء .
و أراد أن يذهب .
سعد : أين ستذهب ؟
خالد : سأذهب و أقتله .
و ركب سيارته و انطلق كالمجنون إلى المستشفى لحق به سعد و في السيارة رن هاتفه الخليوي .
سعد : نعم .
سارة : خالد ذهب كي .....
سعد : ألم أقل لك بأن لا تخبريه يا سارة أنظري ماذا فعلت الآن لقد ذهب كالمجنون إلى أحمد .
سارة : لست أنا يا سعد إنها لولوة الحقيرة .
صدم سعد .
سعد : ماذا قلت ؟
سارة : أجل لولوة حضرت إليه و أخبرته بكل شيء .
سعد : أنا الآن في طريقي إلى المستشفى كي أمنع كارثة ستحدث و لكن أخشى أن لا أتمكن من اللحاق به .
و في المستشفى اقتحم خالد غرفة أحمد و هو تشتعل نارا و ركض إليه و طرحه أرضا و أخذ يضربه بقوة .
خالد : ماذا فعلت لك كي تقتل حلمها و تحطم قلبها أي جرم اقترفته بحقك أي جرم أخبرني أي جرم ؟
و فجأة دخل سعد و أبعد خالد عن أحمد .
خالد : اتركني يا سعد اتركني أريد أن اقتله اتركني .
سعد : اهدأ يا خالد أرجوك إن لولوة هي من وراء كل هذا .
خالد : لولوة أخبرتني بالحقيقة فقط .
أحمد : أختك خانتني يا خالد خانتني مع أخي .
غضب خالد و صفع أحمد على وجهه بقوة .
خالد : اخرس و لا تقل عن أختي هذا فأختي أشرف من الشرف نفسه أيها المجرم .
سعد : هل تسمي تحملها للصعاب و كبتها لألمها من أجلك خيانة .
أحمد : عاقر و لم تخبرني بهذا بل ائتمنته عند رجل غريب قلت لا بأس و لكن تخبرك بأن لا تخبرني بالأمر و تصر عليه . أي ألم هذا ؟
أخبر سعد أحمد بكل شيء فصدم بشدة .
أحمد : الحقيرة .
و أراد أن يخرج .
خالد : حتى لو قتلتها فلن ينفع هذا أمل بشيء أبدا .
خرج أحمد و ذهب إلى لولوة .
لولوة : هل ماتت حبيبتك ؟
صفع أحمد لولوة بقوة ثم أمسكها من شعرها و دخل البيت و رماها على الكنبة و أطبق على رقبتها يريد خنقها و تخليص أمل من شرها .
أحمد : هذه المرة لن أدعك سأقتلك و أخلصها من شرك سأقتلك .
و فجأة دخل سالم فركض إلى أحمد و أبعده عن لولوة .
أحمد : سأقتلك ذات يوم أعدك بهذا .
و خرج و ذهب إلى المستشفى .
أحمد : كيف أمل الآن يا سعد ؟
سعد : بخير ولكن لا أدري ماذا ستفعل إذا علمت بأنها قد فقدت جنينها .
أحمد : و كم نسبة حدوث حمل مرة أخرى؟
سعد : انخفت كثيرا عما كانت عليه إضافة إلى نسبة الإجهاض لديها أصبحت واردة جدا .
أحمد : أريد أن أراها .
سعد : و لكنها تحت الملاحظة الآن و تحت تأثير المخدر و لن تفيق إلا صباح غد .
أحمد : أرجوك يا سعد .
سعد : لدقائق فقط .
أحمد : حسنا .
و دخلا إليها ، اقترب أحمد من أمل و الندم يأكله عما فعله بها و أمسك يدها .
أمل : اسمعني يا أحمد اسمعني أرجوك لا تدع للشيطان مكانا بيننا أرجوك اسمعني و بعدها أنا مستعدة لأي شيء حتى لو كان الموت و لكن اسمعني فقط ...
أمل : أتمنى من الله أن يساعدني على إرضاك و إسعادك يا حبيبي ...
أفاق أحمد من شروده على صوت سعد :
سعد : لقد أخبرتني بأنها ستتحمل كل شيء من أجلك فقط و ستكون مستعدة لأي شيء أن لم تنجح العملية أو لم يحدث حمل حتى لو كان الموت .
أحمد : و لماذا لم تخبروني ؟
سعد : خشيت عليك من الصدمة ، فالعلاج لم يكن مضمونا .
أحمد : كنت أعرف بأن الخيانة لا يمكن أن تخرج منها و لكني كنت .
سعد : كنت غبيا و غبيا جدا .
و في اليوم التالي نقلت أمل إلى الغرفة و عندما استيقظت رأت الممرضة إلى جانبها .
أمل : أين أنا ؟
سمر : حمدا لله على سلامتك .
أمل : أين أنا ؟
سمر : في المستشفى .
أمل : مستشفى !!
و فجأة دخل ناجي .
ناجي : صباح الخير .
سمر : صباح النور دكتور .
اقترب ناجي من أمل .
ناجي : كيف تشعرين الآن ؟
أمل : لماذا أنا هنا ؟
ناجي : لا تخافي أنت الآن بخير .
أمل : كيف جنيني ؟
نظر ناجي إلى سمر .
ناجي : سيأتي الدكتور سعد و سيطمئك عليه . دعيني أرى جرحك .
فتحت الممرضة الضماد فرأى ناجي الجرح .
ناجي : هل يؤلمك ؟
أمل : أجل .
و تذكرت ماذا فعل بها أحمد فأخذت تبكي .
ناجي : أرجوك اهدئي هكذا لن يبرأ جرحك بسرعة . غيري لها الضماد يا سمر و أعطيها مسكنا للألم .
أمل : لا . لا أريد مسكنا فأنا حامل و قد يؤثر على هذا جنيني .
ناجي : هذا المسكن لا يؤثر على الجنين .
و فجأة دخل أحمد فالتصقت أمل بالممرضة فصدم فهم ناجي الأمر فاقترب من أحمد .
ناجي : ليس الآن يا أحمد أرجوك .
أحمد : و لكن يا ناجي .
ناجي : أرجوك .
نظر أحمد إلى أمل ثم خرج مع ناجي من الغرفة ، أخذت أمل تبكي فضمنتها الممرضة و أخذت تمسح على رأسها . و بعد ساعتان دخل أحمد و كانت أمل لوحدها اقترب منها و أراد أن يقبلها و لكنها أدارت وجهها .
أحمد : حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
و فجأة دخل خالد و معه سارة فخرج أحمد .
سارة : حمدا لله على سلامتك يا أمل .
أخذت أمل تبكي .
سارة : لا يا أمل لا أرجوك إن هذا مضر بصحتك .
و ضمتها إلى صدرها .
خالد : يكفي يا أمل أرجوك .
و فجأة و دون سابق إنذار دخل شخص لم يتوقع أحد منه الحضور أبدا !!
لولوة : ما بكم متجهمون هكذا ، لقد .....
و فجأة دخل أحمد .
أحمد : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ هيا اخرجي .
لولوة : لقد أتيت فقط لأقدم العزاء لصديقتي العزيزة بسقوط جنينها التي كانت تنتظره 3 سنوات و الذي سافرت لوحدها إلى الخارج من أجله .
أحمد : اخرسي .
و أمسكها من شعرها و طردها خارجا ، نظر الجميع إلى أمل التي كانت الدموع تملأ عينيها .
خالد : أمل .
أخذت أمل تصرخ و تصرخ و أحمد يهدؤها حتى غابت عن الوعي و فجأة دخل الدكتور سعد .
حمد : ماذا حدث ؟
و رأى نيران الغضب تشتعل في صدر أحمد .
أحمد : الحقيرة .
و خرج .
سارة : اذهب خلفه يا خالد أخشى أن يقتلها .
خالد : فليقتلها فهي تستحق القتل .
سارة : و أختك ؟
خالد : و ما دخل أمل به ؟
سارة: أوليس زوجها !!
خالد : لن يبقى زوجها أبدا .
سعد : لا تقل هذا يا خالد فأحمد ضحية مؤامرة دنيئة منها .
سارة : أرجوك يا خالد اذهب .
سعد : لا تنسى أنه صديقك منذ سنوات يا خالد و الصديق الحقيقي يظهر وقت الشدة .
سارة : اذهب يا سارة اذهب أرجوك من أجل أمل فلن تتحمل خبر مثل هذا أبدا .
نظر خالد إلى أمل و ذهب و عندما وصل و قبل أن يدخل رأى أحمد مسجى على بركة من الدماء فصدم و ركض إليه و سنده على يده .
خالد : أحمد . أحمد أجبني أرجوك أجبني .
فتح أحمد عينيه بصعوبة بالغة و رأى خالد يسنده فابتسم .
أحمد : حقا إنك صديق حقيقي يا خالد .. آه .
خالد : من فعل بك هذا ؟
أحمد : لا يهم ، و لكن أرجو أن تطلب من أمل أن تسامحني فلقد ظلمتها كثيرا و .............
و فقد الوعي .
خالد : أحمد . أحمد . لا تمت أرجوك أحمد . أمل بحاجة إليك أرجوك . أحمد .
و طلب الإسعاف ، و في المستشفى و بعد 3 ساعات :
خالد : كيف هو دكتور؟
ناجي : بحاجة إلى دم .
خالد : أنا يا دكتور خذوا مني ففصيلة دمي مطابقة لفصيلة دمه .
و بعد فحص خالد نقل دم منه إلى أحمد .
خالد : هل سيكون بخير يا دكتور ؟
ناجي : إذا استقرت حالته خلال الـ 24 الساعة القادمة. عن إذنك .
و فجأة رن هاتف خالد الخليوي ، كانت سارة و كان لا يعرف كيف يقول لها الأمر فلم يجب .
سارة : إنه لا يجب يا سعد .
و فجأة طرق الباب .
سعد : تفضل .
دخلت الممرضة .
سمر : عفوا دكتور هناك حالة طارئة .
سعد : سآتي على الفور ، انتبهي لها يا سارة .
و خرج و ذهب إلى غرفة الطوارئ ليجد خالد و الدماء تملأ يده و ملابسه و الدموع على وجهه فصدم .
سعد : هل قتلها يا خالد أجبني ؟
خالد : بل هي من قتلته يا سعد هي من قتلته .
صدم سعد .
حمد : لا . لا يمكن هذا لا يمكن ، كيف يمكن لها أن تقتله و هو رجل .
خالد : ربما بمساعدة أخيها و لكنه في حالة حرجة للغاية .
سعد : و أين هو ؟
خالد : في العناية المركزة .
ذهب حمد إلى العناية المركزة و رأى أخاه كان بين الحياة و الموت فانهالت الدموع من عينيه و في صباح اليوم التالي :
سارة : ماذا حدث يوم أمس يا خالد ؟
خالد : عكس ما كنا نتوقع يا سارة .
منى : ماذا تقصد ؟
امتلأت عينا خالد بالدموع .
خالد : أحمد بالمستشفى بين الحياة و الموت .
صدمت سارة و امتلأت عيناها بالدموع .
سارة : هذه حوبة أمل وحوبة جنينها الذي سقط .
صدم خالد و أخذ ينظر إلى سارة و هو مذهول جدا .
خالد : إنه أخاك .
بكت سارة و صعدت إلى غرفتها ، خرج خالد و ذهب إلى المستشفى .
خالد : كيف أحمد الآن يا دكتور ؟
ناجي : الحمد لله استقرت حالته و لكنه ما يزال في غيبوبة . كانت طعنتان قويتان في البطن لقد نجا بأعجوبة .
خالد : هل أستطيع أن أراه .
ناجي : رغم أن هذا ممنوع و لكن سأسمح لك لدقائق فقط . تفضل .
ودخل الغرفة و اقترب من أحمد و قبله على رأسه و تذكر كيف طرد لولوة عندما أتيت و أخبرت أمل بسقوط جنينها .
خالد : أرجوك يا أحمد قاوم فأمل بحاجة إليك أرجوك .
و فجأة ارتفع ضغط دم أحمد بعدما كان منخفضا .
ناجي : أظنه يشعر بك .
خالد : هذا لأننا أكثر من أخوين يا دكتور .
و في غرفة أمل :
سارة : كيف حالك الآن يا أمل ؟
أمل : لماذا أخرج من مصيبة و أدخل في أخرى يا سارة لماذا ؟
سارة : هذا قضاء الله .
و فجأة سمعت أمل أخيها و الدكتور حمد يتحدثان أمام الغرفة و قد كان الباب مفتوحا :
سعد : كيف أحمد الآن ؟
خالد : يقول الدكتور بأنه قد نجا بأعجوبة لقد كانتا طعنتان قويتان في البطن .
و فجأة .
أمل : أحمد .
سارة : اهدئي يا أمل إن أحمد بخير لا تقلقي بخير .
دخل سعد و معه خالد :
سعد : اهدئي يا أمل إن أحمد بخير و سترينه قريبا أرجوك اهدئي .
أمل : لولوة أليس كذلك ؟
نظر خالد إلى سعد .
أمل : أجبني ؟
و فجأة دخلت الممرضة :
سمر : عفوا إن الدكتور ناجي يطلبك لقد أفاق الدكتور أحمد .
خالد : سآتي .
أمل : سأذهب أنا أيضا .
نظر خالد إلى سعد .
سعد : و لكن دون بكاء و انفعال يا أمل هل تعدينني ؟
أمل : أجل و لكن أراه فقط أرجوك .
سعد : حسنا .
ساعدت الممرضة أمل الجلوس على الكرسي و ذهبوا جميعا إلى أحمد .
أحمد : أمل !!
كانت الدموع تنهال من عيني أمل .
أحمد : سامحيني .
نهضت أمل من الكرسي و ركضت إليه و أخذت تبكي على قدميه .
أحمد : سامحيني حبيبتي لقد ظلمتك و نلت جزائي ، لقد كانت هذه حوبتك و حوبة جنينك الذي سقط سامحيني .
أمل : أهي من فعلت بك هذا ؟
أحمد : لا يهم .
و فجأة دخلت الممرضة و معها عبير ابنة أحمد ذات الثلاث سنوات .
عبير : أبي .
و ركضت إليه و ارتمت عليه .
سمر : لقد تم القبض على أمها و خالها .
عبير : لماذا لم تأتي إلى بيتنا يا أبي ، لقد قالت لي أمي بأنك ستأتي بسرعة .
أحمد : أجل حبيبتي . من فضلك يا سعد .
حمل سعد عبير و أجلسها في حجر أبيها .
عبير : هل أنت مجروح يا أبي ؟
أحمد : لا تخافي حبيبتي سأكون بخير .
عبير : و من الذي فعل بك هذا ؟
نظر أحمد إلى سعد .
سعد : لا تخافي على أباك يا صغيرتي سيكون بخير لقد وقع فقط .
و بعد ربع ساعة أتت الممرضة لتأخذ عبير .
أحمد : إلى أين تأخذينها ؟
سمر : إلى حضانة للأطفال .
صدم احمد .
احمد : لماذا ؟
سمر : بما أن أمها ستعرض على المحكمة غدا و أنت في المستشفى ستبقى ابنتك في حضانة للأطفال .
إنكسر قلب أمل .
أحمد : و لكن فليعتنوا بها جيدا .
سمر : هيا يا صغيرتي .
تشبثت عبير بأبيها آبية الذهاب مع الممرضة .
أحمد : دعيها قليلا .
سمر : آسفة و لكن الحضانة ستغلق أبوابها بعد 10 دقائق .
أحمد : هيا يا حبيبتي اذهبي معها و سآتي لأخذك غدا .
عبير : لا أريدها بل أريدك أنت يا أبي أنت .
تألمت أمل كثيرا .
أحمد : كوني بنتا مؤدبة حتى يحبك أباك .
سمر : هيا يا صغيرتي ألا ترين أباك متعبا .
عبير : لا أريدك ابتعدي عني .
و لكن الممرضة أخذت عبير رغما عنها و هي متشبثة بصدر أبيها فأخذت تبكي امتلأت عينا أمل بالدموع ، و ما إن فتحت الباب لتخرج .
أمل : انتظري .
و ذهبت إليها و أخذت عبير منها .
سمر : أرجوك ستغلق الحضانة أبوابها .
أمل : فلتغلق أبوابها هذا لا يهم لأن عبير ستبقى معي .
صدم الجميع و خاصة أحمد .
خالد : أمل !!
أمل : أرجوك يا خالد .
أحمد : أتركيها يا أمل أرجوك اتركيها قبل أن تغلق الحضانة أبوابها أرجوك .
أمل : لا يا أحمد لا لن أتركها إنها طفلة لا ذنب لها .
قالت هذا و خرجت و هي تحمل عبير وخرجت من المستشفى دون إذن خروج فلحقها خالد و سارة .
خالد : ماهذا يا امل أنت مازلت تعبة و تحتاجين عناية المستشفى .
أمل : أرجوك يا خالد أرجوك خذني إلى البيت فأنا .....
و سقطت أرضا فاقدة الوعي .
خالد : أمل . أمل .
نقلت أمل إلى غرفتها و تم عمل الاسعافات الأولية لها .
خالد : كيف هي الان يا سعد ؟
سعد : بخير لا تقلقوا و لكنها بحاجة إلى عناية المستشفى إثر إسقاطها .
و بعد يومين خرجت امل من المستشفى و أخذت عبير للعيش معها في منزل أخيها إلى أن يخرج أحمد من المستشفى كانت تحبها كثيرا و تعتبرها أمها لقد وجدت الحب و الحنان الذي افتقده من أمها لانشغالها عنها ، و كان أحمد سعيد جدا بهذه العلاقة التي بين ابنته و زوجته ، و قد حكم على لولوة و أخيها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار و التعمد ، مرت الأيام و حب عبير لأمل يزداد يوما بعد يوم و أصبحت تناديها بأمي و كانت أمل تحبها كثيرا و تشعر نحو باحساس الأمومة الذي افتقده ، و كان أحمد سعيد بهذه العلاقة و لكنه لم ينسى أنه سيأتي يوم و ستخرج فيه هدى من السجن و ستحدث مصيبة عظيمة و ربما فراق و ألم خاصة و أن أمل قد اعتادت على عبير و إنها لا تستطيع العيش من دونها و لا حتى للحظة واحدة . و في أحد الأيام و بعد مرور بضعة أشهر على دخول لولوة و أخيها السجن .
أحمد : هل جننت يا أمل ؟ كيف تطلبين طلبا مثل هذا ؟
أمل : أرجوك يا أحمد زيارة واحدة لأطمئنها على عبير فقط ، إنها أم و أنت تعرف قلب الأم ؟
أحمد : و لكنها لا تملكه صدقيني و لا تستحق أن تكون أما أبدا .
أمل : لأجلي .
أحمد : أنتي حرة و لكن أريدك أن تخبريها شيئا واحدا فقط و هو أنني سأخبر عبير بأنها ماتت .
انكسر قلب أمل .
أمل : لا يا أحمد أرجوك .
أحمد : حسنا لن أجبرك و لكن ثقي بأن عبير .....
أمل : لا تكمل . عبير ابنتي أنا . أنا فقط و هي لن تتركني أبدا .
أحمد : إذن لا تكوني حمقاء و أخبريها ما أخبرتك به .
ذهبت أمل إلى لولوة في السجن و طلبت رؤيتها .
لولوة : أنتي !!
أمل : كيف حالك لولوة ؟
لولوة : ما الذي تريدينه ؟ ألا يكفي بأنك أخذت زوجي وابنتي و حياتي ماذا تريدين بعد ؟
أمل : أتيت لأطمئنك على عبير فقط .
لولوة : سيأتي يوم و سأخرج فيه و سآخذ ابنتي و سأجعلك تتمنين لو أنك وضعتها في دار لرعاية الأيتام .
أمل : لقد طلب مني أحمد بأن أخبرك بأنه سوف يخبرها بأنك قد مت .
صدمت لولوة .
لولوة : هذه أفكارك أنت و ليس أحمد .
أمل : لا تغضبي منه فالحق معه ، فماذا تريدين منا أن نخبر عبير عندما تكبر و تسأل عنك هل نقول لها بأنك تركتها و هي طفلة تحتاج إليك .. ستكرهك صدقيني . أم تريد منا أن نخبرها بأنك حاولت قتل أبيها مع سبق الإصرار و الترصد و أدخلت السجن .. أظنك تعرفين ماذا سيكون موقفها منك يومها . و لكن لا تقلقي عليها سنعتني بها .
لولوة : عندما أخرج سأنتقم منكم جميعا و اعلمي بأن انتقامي سيكون رهيبا .
نظرت أمل إلى لولوة و خرجت و ذهبت إلى البيت و هي ترتجف .
أحمد : ماذا حدث ؟
أمل : قالت بأنها إذا خرجت ستنتقم منا و سيكون انتقامها رهيبا ، أنا خائفة يا أحمد خائفة جدا .
أحمد : لن تستطيع فعل شيء أعدك بهذا .
أمل : لن أتحمل ذلك اليوم الذي تبتعد فيه ابنتي عني يا أحمد لن أتحمله أبدا .
أحمد : هل جننت ؟ عبير ابنتك أنت و ليست تلك المجرمة و لا يمكنها الابتعاد عنك أبدا .
أمل : أنت تعرفها و تعرف مكرها و خبثها أكثر مني .
أحمد : تفائلي بالخير ، لماذا هذا التشاؤم ؟
أمل : ليس تشاؤم لكنه خوف شديد من غدا .
مرت الأيام و أمل تعيش كابوس رهيبا بسبب ما قالته لولوة لها فهي تعرف لولوة جيدا إنها لا تمزح أبدا . و في أحد الأيام و في منتصف الليل فزت أمل من نومها .
أمل : عبير .
أحمد : ما بك ؟
نظرت أمل إلى سرير عبير فوجدتها نائمة كالملاك فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم .
أحمد : أبعديها عنك تفكيرك .
أمل : لا أستطيع فما قالته كان رعبا بالنسبة إلي .
أحمد : أعدك بأنها لن تصل إليك و إلى ابنتنا أبدا .
ارتمت أمل على صدر أحمد و أخذت تبكي فأخذ أحمد يمسح على رأسها و يطمئنها و يهدئ من روعها ، و في أحد الأيام و بينما أمل تعد الفطور شعرت بدوار فسقط الصحن من يدها و كسر فدخل أحمد إليها .
أحمد : ما بك حبيبتي ؟
أمل : لا أدري فجأة شعرت بدوار .
أحمد : هيا سآخذك إلى المستشفى .
أمل : لا يا حبيبي سأكون بخير لا تقلق إنه مجرد دوار خفيف .
أحمد : حسنا اذهبي إلى اصعدي إلى الغرفة و سآتي بالفطور إليك .
أمل : لا يا حبيبي لا تتعب نفسك أنا سأعده .
أحمد : إذا لم تذهبي و ترتاحي لن أتناول الفطور أبدا .
أمل : أرجوك حبيبي .
أحمد : أنا الذي أرجوك لا أريدك أن تتعبي أكثر من هذا .
أمل : كما تريد .
و خرجت و صعدت إلى غرفتها . مرت الأيام و الدوار يعاود أمل كل يوم و أحمد يصر بأن يؤخذها إلى المستشفى و لكنها كانت تأبى ذلك إلى أن جاء اليوم الذي أخذها إلى المستشفى رغما عنها . و بعد إجراء الفحوصات و التحاليل .
حمد : مبروك يا أحمد زوجتك حامل .
غمرت الفرحة قلب أحمد و قلب أمل .
أحمد : و لكن ما سبب الدوار ؟
حمد : جميع التحاليل و الفحوصات سليمة ، و لهذا لن نستطيع أن نعرف سببه إلا عن طريق الأشعة المقطعية و كما تعلم فهي خطرة على الجنين و لكن مادام الحمل في أوله أي أنه لم يمضي عليه إلا أسبوعان فقط فنسبة عدم تعرضة للأشعة 80 %
أمل : لا . لن أوافق على هذا أبدا .
نظر حمد إلى أحمد .
أحمد : أرجوك حبيبتي .
أمل : لن أجازف بولدي يا أحمد .
مرت الأيام و الدوار يزداد يوما بعد يوم إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سقطت به أمل فاقدة للوعي فأخذها أحمد إلى المستشفى و أجريت لها أشعة مقطعية ، و بعد أن أفاقت .
أمل : أين أنا ؟
و رأت نفسها في غرفة العمليات و جمع من الأطباء و الممرضات حولها .
أمل : أحمد .
أحمد : أنا بجانبك حبيبتي لا تخافي .
أمل : لماذا أنا هنا ؟
أطرق أحمد برأسه أرضا و لم يجب .
أمل : أجبني ؟
حمد : عملية صغيرة و ستكونين بخير لا تقلقي .
صدمت أمل .
أمل : هذا يعني بأنكم سيقتلون طفلي .
حمد : لإنقاذ حياتك .
أمل : لا . لن اسمح لكم بذلك .
و حاولت النهوض و لكن الممرضات كن ممسكات بها .
أمل : اتركوني .. أحمد . أحمد أرجوك لا تسمح لهم بذلك .
أحمد : لا أستطيع أن أضحي بك .
أمل : و تقتل طفلنا ؟
أحمد : هو بدل منه عشرة أما أنت فلا يبدلك شيء أفهميني أرجوك .
و فجأة دخل دكتور التخدير و اقترب من أمل .
أمل : لا تفعل أرجوك لا تدعهم يقتلون طفلي .
انفطر قلب الدكتور لدموع أمل و توسلاتها و رجائها و لكنه كانت يعرف بأن عليهم التضحية بالجنين لإنقاذ حياتها و إخراج الورم الذي في رأسها .
عادل : سامحيني .
و غابت أمل عن الوعي و دموعها تنهال من عينيها .
وفاء : يعز علي ذلك يا أحمد . سامحني .
خرج أحمد من غرفة العمليات و الدموع تنهال من عينيه .
سارة : أحمد !!
جلس أحمد على الكرسي و وضع رأسه بين كفيه و أخذت دموعه تتساقط على الأرض . اقتربت سارة من أخيها و رتبت على كتفه .
سارة : إن شاء الله ستكون بخير .
أحمد : إن شاء الله سارة إن شاء الله .
و في اليوم التالي .
أمل : لماذا يا أحمد لماذا قتلت ولدي لماذا لماذا ؟
أحمد : و هل كنت تريدينني أن أضحي بك ؟ هل تعرفين ماذا يعني هذا أم تريدين أن أخبرك ؟
أخذت أمل تبكي .
أحمد : يكفي يا أمل يكفي أرجوك لا تزيدي همي أكثر من هذا .
و بعد يومين خرجت أمل من المستشفى ، مرت الأيام و السنوات و لم تزرق أمل بطفل و لكنها كانت سعيدة جدا بعبير اعتبرتها ابنتها بكل ما تعني الكلمة حتى أنها لم تقوى على معارضتها أو منعها من أي شيء تريده حتى لو كانت تراه لا يناسبها ، لقد حاولت أن تتصنع الحزم معها و لكنها لم تستطع ، حاول أحمد التدخل في هذا الأمر و لكنه لم يفلح بشيء لأن أمل كانت تمنعه من ذلك و كانت دائما تقول له هذه ابنتنا الوحيدة و ليس لنا في هذه الدنيا غيرها و كان أحمد يضعف أمام هذه الكلمات ، كان والداها يثقان بها ثقة عمياء حتى أن أمل كانت لا تسألها أين ذهبت و من أين أتيت ، و عندما دخلت الجامعة أصبح لها صديقات كثيرا من بينهم ابنة خالها و عمتها (نور) ، كانت نور تكبر عبير بسنة واحدة فقط و لكنها كانت أكثر اتزان منها كانت هادئة و خجولة و كانت كثيرا ما تنصح عبير بأن تغير تصرفاتها التي لا تناسبها و لكن عبير كانت تضرب بنصائحها عرض الحائط و لا تهتم لها أبدا و لكنها كانت تحبها و تعتبرها أختها . كان فواز شقيق نور معجب بعبير و بجمالها ، و كان يكبرها بسبعة سنوات ، لقد عين للتو أستاذا بالجامعة بعد أن أخذ الماجستير و هو عن قريب سيسافر للحصول على الدكتوراه ، و لكنه لم يكن يعرف بأن عبير تعتبره مثل أخاها ، كانت عبير تعرف بأن يحبها من خلال نظراته لها بالجامعة و لكنها لم تهتم لذلك بل و تجاهلته ، و ذات يوم طلب فواز من نور أن تتحدث إلى عبير فيما إذا كانت تبادله نفس المشاعر فأخبرته بأن عبير لا تناسبه فهي مدللة كثيرا من والديها و ذوقها في الاختيار صعب جدا وفوق كل هذا لا تختار إلا الأشياء الباهضة الثمن لأنها لم تعش الحياة البسيطة و بها عادة سيئة أنها كانت متكبرة و قد حاول والداها تخليصها من هذه العادة السيئة إلا أنها لم يستطيعا .
نور : أرجوك يا فواز افهمني . عبير لن تقبل بك أبدا .
فواز : لماذا ؟ فأنا أستطيع أن أوفر لها كل ما تريده و لا تنسى بأني عن قريب جدا سأحصل على الدكتوراه .
نور : حتى لو فرضنا ذلك فلن توافق لأنها لا تحبك .
فواز : أنت تعرفين بأن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج ، و الحب ما قبل الزواج و تلك العلاقات التافهة ليست إلا استغلالا للفتاة .
نور : هذا ما تقوله لي أنا أما عبير فلا .
فواز : و ما أدراك ؟
نور : أنسيت بأني أقرب صديقة إليها .
فواز : هل أخبرتك بأنها لا تحبني و لا تريد الزواج بي ؟
نور : طبعا لا و لكنها أخبرتني بأنها لن تتزوج إلى بشخص تحبه و يحبها ، و هي لا تتحدث عنك أبدا و لا حتى تسأل عن دراستك .
فواز : اسأليها فقط .
نور : رغم أني متأكدة من ظنوني إلا أني سألها حتى أبرهن لك صدقي .
و في اليوم التالي و في الجامعة .
نور : عبير .
عبير : أهلا نور كيف حالك ؟
نور : بخير ، ما بك أراك مستعجلة ؟
عبير : أجل .
نور : و لكني أردت أن أحدثك بأمر هام .
عبير : آسفة يا نور يجب أن أذهب إلى الدكتور خليل ليشرح لي ما فاتني فغدا الاختبار كما تعلمين .
نور : و حديثنا ؟
عبير : فيما بعد .
و ذهبت . كانت عبير على علاقة بالدكتور خليل منذ أن دخلت الجامعة أي منذ حوالي ( 5 أشهر ) لقد أغراها بكلامه المعسول فسقطت فريسة سهلة له و لكنها كانت لقاءات في الجامعة كونه أستاذها و الحديث في الهاتف و المسجات فقط لم تتعدى أكثر من ذلك ، لقد حاول مرات عديدة أن تقنعها بالخروج معه و لكنها كانت ترفض و بشدة ، صحيح بأنها خانت ثقة والداها بها و لكنها لن تعرض سمعة العائلة للخطر . و في أحد الأيام قررت إدارة المستشفى ذهاب أطباء الأطفال إلى مؤتمر سيعقد في لندن بشأن أمراض الأطفال و كان لزوما على أمل الذهاب كونها طبيبة أطفال و طبعا سيذهب أحمد معها .
عبير : سأذهب معكما إذن .
أمل : و الجامعة يا حبيبتي و الامتحانات ؟
عبير : و هل تريدان تركي لوحدي ؟
أمل : ستقيمين في منزل خالك ؟
عبير : و لكني لم أعتاد على هذا .
أمل : أرجوك حبيبتي لأجلي إنه مؤتمر مهم جدا .
عبير : و كم ستغيبان ؟
أمل : أسبوعا واحد لا أكثر .
عبير : سأفتقدكما .
أمل : و نحن أيضا حبيبتي .
و عانقتها ، و في اليوم التالي سافر أحمد و أمل و انقلت عبير للإقامة في منزل خالها و غمرت الفرحة قلب نور لأنها لن تبقى وحيدة كعادتها ، أما فواز فلم يكد يصدق حتى رأى عبير أمامه في منزلهم . مر يومان و عبير منزوية في غرفتها و حتى أنها في بعض الأحيان لا تتناول الوجبات معهم ، لم تكن معتادة على هذا الوضع فلقد اعتادت تناول الطعام مع والداها .
خالد : أين عبير يا نور ؟
نور : خرجت منذ ساعتان مع صديقتها لتناول الغداء .
خالد : أصبحت تخرج كثيرا منذ أن سافر والداها .
سارة : عبير هكذا منذ أن دخلت الجامعة .
و فجأة دخلت عبير .
عبير : السلام عليكم .
الجميع : و عليكم السلام .
و قبل أن تصعد إلى غرفتها .
خالد : عبير .
عبير : نعم خالي .
خالد : من اليوم و صاعدا لن تخرجي إلا مرة واحدة فقط في اليوم و للجامعة فقط أما خروجك للغداء و العشاء مع صديقاتك فلن أسمح بذلك و خاصة للعشاء أفهمتني ؟
صدمت عبير .
عبير : و لكن يا خالي أبي .....
خالد : لا دخل لي بأباك فأنا الآن المسؤول عنك و يجب عليك إطاعة أوامري .
نظرت عبير إلى عمتها ثم صعدت إلى غرفتها و أخذت تبكي .
سارة : لقد قسوت عليها .
خالد : اسكتي يا سارة .
و بعد الغداء صعدت نور إلى عبير فوجدتها تبكي .
نور : أرجوك يا عبير لا تغضبي من أبي فهو لم يقل لك ذلك إلا لأنه يخشى عليك فأنت أمانة لدينا .
عبير : ليس له الحق في منعي يا نور ليس له الحق أبدا .
نور : هذا طبع أبي ، أرجوك تحميله إلى أن يعود والداك .
و بعد يومين و في الجامعة :
عبير : أنت تعرف بأني من المستحيل أن أخرج معك .
خليل : و لم لا يا حبيبتي فأنا أريد أن أشعر بأنك لي وحدي أريد أن أشبع عيني بالنظر إلى جمالك الفاتن فلقد تعبت من لقاءاتنا المختلسة في الجامعة و حديثنا في الهاتف .
عبير : لا يا حبيبي أرجوك لا تضعني في هذه المواقف المحرجة ماذا لو رآنا أحد ؟
خليل : كيف سيرانا أحد و نحن سنذهب إلى شقتي .
صعقت عبير .
عبير : ماذا !! شقتك ؟ لا ليس إلى هذه الدرجة يا خليل أرجوك .
خليل : ألا تثقين بي ؟ ألا تثقين بحبي لك ؟ صدقيني أنا أخاف عليك و على سمعتك فأنت ستصبحين زوجتي .
و أخذ يطربها بكلامه المعسول و عن الزواج و عن حياتهما الجميلة و الحالمة التي سيعيشانها معا .
عبير : و لكن خالي لن يسمح لي بذلك .
خليل : أخبريه بأنك ذاهبة إلى حفلة عيد ميلاد صديقتك أو أي شيء من هذا القبيل .
عبير : حسنا و لكن أمهلني يومان حتى أترتب هذا الأمر .
و في اليوم التالي أخبرت خالها بأنها مدعوة إلى حفلة عيد ميلاد إحدى صديقاتها و لكنه رفض في بداية الأمر أن تخرج و لكنها ألحت عليه إلى أن وافق ، فرحت عبير كثيرا و اتصلت بخليل تخبره بموافقة خالها . و بعد يومين و في المساء وقفت عبير أمام المرآة تسرح شعرها بعد أن ارتدت أجمل ثوب لديها و نور واقفة خلفها ( كانت نور تشك في أن تكون عبير على علاقة بالدكتور خليل فأرادت أن تقطع هذا الشك باليقين ) .
نور : هل تعرفين من رأيك اليوم في السوق ؟
عبير : من ؟
نور : الدكتور خليل مع زوجته .
صعقت عبير و أخذت تتذكر كلام خليل المعسول و وعوده بالزواج منها كل هذا كان خداع استهزاء ، لا مستحيل لا يمكن . لماذا ؟ و سقطت أرضا فاقدة للوعي .
نور : عبير .
نقلت عبير إلى المستشفى و أجريت لها الفحوصات و التحاليل اللازمة و عندما أفاقت .
أمل : حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
عبير : أمي .
و ارتمت في حضنها و أخذت تبكي .
أمل : يكفي حبيبتي أنا معك .
عبير : لا تتركيني مرة أخرى .
أمل : أبدا حبيبتي .
و بعد يومان خرجت عبير من المستشفى و أخبرت نور بكل شيء و كيف أن خليل خدعها بكلامه المعسول و وعوده المزيفة بالزواج و حمدت الله كثيرا على أنها كشفت لها حقيقته قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه , و اتصلت بخليل و أخبرته بكل شيء أخبرها خليل أنه مستعد أن يأتي الآن و يخطبها و يتزوجا مع علمه بأن أباها من المستحيل أن يوافق عليه ( كان يريد أن يتسلى بها فقط ) و لكنها أخبرته أنها من المستحيل أن تتزوج بشخص خدعها و استهزأ بها و قطعت علاقتها به حتى رقم هاتفها الخليوي قد أبدلته برقم آخر حتى لا يصل إليها ، أقسم خليل أن ينتقم من عبير و لكنه كان ينتظر الفرصة المناسبة حتى يحطمها كليا ، و بعد شهر خطب فواز عبير من والدها و قد وافقت عبير لأنها كانت تعرف بأنها لن تجد أفضل منه زوجا يخاف عليها و يحبها و لكنه لم يكن يعرف بعلاقتها السابقة مع خليل . و بعد ستة أشهر على زواجهما .
سارة : أين عبير يا فواز ؟
فواز : لم تعد من الجامعة بعد يا أمي ؟
سارة : نور أتت قبل ساعتين .
كانت جميع محاضرات نور مع عبير .
و فجأة دخلت عبير و ألقت السلام و قبل أن تصعد إلى غرفتها .
فواز : أين كنت ؟
عبير : في المستشفى .
فواز : لماذا ؟
عبير : أنا حامل .
غمرت الفرحة قلوب الجميع . و في المساء دخلت عبير غرفة نور و الدموع في عينيها .
نور : عبير !!
انهالت الدموع من عيني عبير و ارتمت على حضن نور و أخذت تبكي .
نور : ما الأمر ؟
عبير : خليل .
صعقت نور .
نور : ماذا قلت ؟
عبير : لقد رأيته في المستشفى و أخبرني بأنه سيحطمني و يدمر حياتي في أية لحظة .
نور : الحقير . سأخبر فواز .
صدمت عبير .
عبير : لا يا نور لا أرجوك .
نور : أنت لم تخطئي معه في شيء حتى تخافي .
عبير : لست خائفة على نفسي بل على فواز فإن علم بالأمر قد يتواجه مع خليل و يحدث مالا يحمد عقباه .
نور : حسنا دعينا نخبر عمتي فهي ستتفهم الأمر و ستساعدك .
عبير : لا يا نور إلا أمي أرجوك .
نور : كما تشائين و لكن ثقي بأنك ستعيشين في رعب دائم .
مرت الأيام و خليل يزعج عبير دائما و يتوعدها بالفضائح أصبحت تعيش في رعب إلى أن جاء ذلك اليوم ، كانت قد دخلت عبير شهرها الأخير و كان متوقعا أن يأتيها المخاض في أية لحظة .
عبير : آه .
سارة : ما بك حبيبتي ؟
عبير : ألم عادي عمتي ، فكما تعلمين إنه الشهر الأخير .
سارة : هون الله عليك يا ابنتي .
و فجأة دخل فواز .
فواز : السلام عليكم .
الجميع : و عليكم السلام .
نظر فواز إلى عبير و قال بكل هدوء .
فواز : عبير . أريدك قليلا .
و صعد إلى غرفته . شعرت عبير بانقباض في صدرها .
نور : لم أره بهذا الهدوء من قبل .
فهمست لها عبير قائلة :
عبير : أخشى بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة .
نور : هل تقصدين بأنه .
عبير : أتمنى أن لا يصدق حدسي .
سارة : ما بكما ؟
عبير : لا يا عمتي لا شيء . عن إذنكم .
و صعدت إليه فرأته ينظر من النافذة و بيده سيجارة و بكل هدوء قال لها :
فواز : احزمي حقائبك بكل هدوء .
صعقت عبير و امتلأت عيناها بالدموع و أخذت تنظر إلى فواز .
فواز : لا تنظري إلي هكذا . لا أريد لك الفضيحة فأنت ستكونين أم طفلي . و كما دخلنا بالمعروف سنخرج بالمعروف ، و لا تخافي لن أحرمك طفلك سأتركك ترضعينه حولين كاملين كما قال الله فأنا أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم . و الطلاق سيكون بعد خروجك من النفاس .
عبير : و لكني .
فواز : لا أريد سماع أي شيء منك . و مهما كان الذي ستقولينه فإنه لا يبرر لك ما فعلته .
انهالت الدموع من عيني عبير و حزمت حقيبتها .
فواز : سأوصلك إلى منزل خالي و سآتي بحقيبتك لاحقا لا أريد لأحد أن يشعر بشيء . هيا امسحي دموع التماسيح هذه .
مسحت عبير دموعها و نزلا .
سارة : أين ستذهبان حبيبي ؟
فواز : سنخرج قليلا يا أمي لن نتأخر . إلى اللقاء .
سارة : بحفظ الرحمن يا حبيبي .
و خرجا ، ذهب فواز إلى منزل خاله و ما إن نزلت عبير من السيارة حتى ذهب فواز ، دقت عبير جرس البيت و ما إن فتح أحمد الباب حتى سقطت عليه فاقدة للوعي .
أحمد : عبير . عبير حبيبتي .
و حملها و أسرع بها إلى المستشفى . كانت أمل في طريقها للبيت بعد انتهاء مناوبتها حين اتصل بها أحمد و أخبرها بالأمر .
أمل : أين ابنتي يا أحمد ؟
أحمد : في غرفة العمليات .
أمل : عمليات !!
أحمد : ستخرج الطبيبة الطفل بعملية قيصرية نظرا للنزيف الشديد الذي أصابها .
صدمت أمل .
أمل : نزيف !! و لكن لماذا ؟ لقد كان كل شيء على ما يرام .
أحمد : لا تخافي ستكون بخير .
أمل : هل أخبرت فواز ؟
أحمد : هاتفه مغلق ، أخبرت خالد و سارة و هما في الطريق إلى هنا .
و بعد ربع ساعة وصل خالد و سارة .
سارة : ماذا حدث يا أحمد ؟
أخبر أحمد خالد و سارة بما حدث . و في منزل خالد :
نور : فواز .
كان فواز قد دخل للتو .
فواز : نور أرجوك أن متعب جدا و أريد أن أرتاح .
نور : أين عبير ؟
فواز : أوصلتها إلى منزل خالي لتنام عندهم .
نور : لماذا ؟
فواز : لأنها التي طلبت مني ذلك .
نور : تكذب . عبير في المستشفى و في غرفة العمليات و أنت السبب .
صعق فواز و لكنه لم يلتفت إلى نور .
نور : ماذا فعلت بها أخبرني ؟ ماذا أخبرك ذلك الحقير عنها ؟
و هنا التفت فواز إلى نور .
فواز : كنت تعلمين بالأمر ؟
نور : أجل أعلم .
فواز : و تقولينها بوجهي بكل وقاحة .
نور : عبير لم تخطئ معه في شيء يا فواز صدقني .
فواز : لماذا لم تخبريني عن علاقتها السابقة به لماذا ؟
نور : لأنها لم تكن شيء يذكر يا فواز صدقني .
فواز : و الرسائل الغرامية .
نور : كانت مجرد نزوة .
فواز : و ما أدراني بأنها لن ترجع له .
نور : ألا تثق بزوجتك ؟
فواز : لا تقولي زوجتك فلقد قررت أن أطلقها بعد النفاس مباشرة .
صعقت نور .
نور : لا يا فواز أرجوك لا تفعل سيضيع ولدك .
فواز : لن أتراجع عن هذا القرار أبدا .
و فجأة رن هاتف نور الخليوي .
نور : أبشري يا أمي .
سارة : الحمد لله لقد أنجبت طفلا جميلا جدا إنه كالملاك .
نور : و كيف هي عبير ؟
سارة : بخير و بعد قليل ستفيق من البنج .
نور : هل تقصدين بأنها ولدت بعملية قيصرية ؟
سارة : لم يكن أمام الطبيبة إلا هذا بسبب النزيف الشديد الذي أصابها .
نظرت نور إلى فواز .
نور : نزيف !!
سارة : هي بخير الآن لا تخافي و لكن أين أخاك ؟
نور : إنه هنا يا أمي إلى جانبي .
سارة : دعيني أكلمه لأبارك له .
نور : تفضل . تحدث مع أمي .
أخذ فواز الهاتف من نور .
فواز : مرحبا أمي .
سارة : مبارك لك يا حبيبي إنه جميل جدا يشبهك تماما . ألن تأتي لتراه ؟
فواز : سآتي غدا فأنا الآن متعب جدا .
و أعطى الهاتف لنور و صعد إلى غرفته .
نور : أمي .
سارة : ما به أخاك ؟
نور : متعب قليلا ، سآتي معه غدا صباحا .
و في صباح غد ذهب فواز مع نور إلى المستشفى :
نور : إلى أين ؟
فواز : سأرى ولدي .
نور : و عبير ؟
نظرت فواز إلى نور و ذهب ليرى ولده . ذهبت نور إلى عبير فوجدتها لوحدها و كانت نائمة فاقتربت منها و قبلتها على رأسها و فجأة فتحت عبير عينيها .
نور : حمدا لله على سلامتك .
امتلأت عينا عبير بالدموع .
عبير : سيطلقني يا نور .
نور : اهدئي حبيبتي هكذا لن يبرئ جرحك .
عبير : ألم تسمعي هل أصبت بالصمم ؟ أقول لك بأنه سيطلقني .
نور : لن يفعلها صدقيني فهو يحبك .
عبير : لم يسمح لي حتى بالدفاع عن نفسي . أنا أعرف بأنه ليس هناك شيء يشفع لي عنده و لكني أحبه يا نور أقسم بأني أحبه و لا أستطيع العيش من دونه أبدا .
و أخذت تبكي و نور تهدئ من روعها ، و فجأة طرق الباب فمست عبير دموعها فورا .
نور : تفضل .
دخل أحمد و معه أمل .
أحمد : السلام عليكم .
نور : أهلا خالي و عليكم السلام .
اقترب أحمد من عبير و قبلها على رأسها .
أحمد : حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
أمل : حمد لله على سلامتك حبيبتي .
و عانقتها .
أمل : إنه جميل جدا و يشبه أباه كثيرا .
امتلأت عينا عبير بالدموع .
أمل : ما بك حبيبتي ؟
عبير : لا شيء يا أمي .
شعرت أمل بأن هناك شيء ما تخفيه عنها عبير .
أحمد : بالمناسبة يا نور أين أخاك لم نره .
ارتبكت نور و نظرت إلى عبير .
نور : لقد كان هنا منذ الصباح و خرج قبل أن تحضروا بقليل .
و بعد نصف ساعة .
أحمد : سنذهب الآن يا حبيبتي و سنأتي في المساء .
و عندما ذهبوا .
نور : أنا آسفة يا عبير .
عبير : لا أدري ماذا سيحدث إن علم أبي و أمي بالأمر .
و فجأة أتت لعبير رسالة في هاتفها الخليوي فقرأتها و صدمت .
عبير : مستحيل .
نور : ما بك ؟
عبير : إنه خليل .
نور : ماذا يريد منك بعد ؟
عبير : سيخبر أمي بالأمر .
نور : ألم تبدلي رقمك برقم آخر ؟
عبير : بلى و لا أعرف كيف حصل عليه .
نور : أخبريها بالأمر قبل أن يخبرها هو ؟
صدمت عبير .
عبير : ما الذي تقولينه يا نور هل جننت ؟
نور : و لكن يا عبير إذا أخبرها خليل بالأمر سـ .....
عبير : أعرف . ستكون صدمتها بي كبيرة جدا و ستكرهني .
نور : أنا لم أقصد هذا و لكن .
عبير : لا أريد أن أخسر المرأة التي ربتني و كأني ابنتها لا ابنة زوجها فأنا لم أعرف أم سواها و إن خسرتها فكأني خسرت كل شيء و لن تعد لحياتي طعم بعدها .
نور : هل تريدين مني إخبارها بالأمر ؟
عبير : لا يا نور أرجوك إن أخبرتها ستلقين نفس مصيري لأنك سترت علي و لم تخبريها و أنت لا ذنب لك بالأمر إنه ذنبي أنا . أنا فقط و علي تحمله وحدي .
و بعد 4 أيام خرجت عبير من المستشفى ، و كان فواز يأتي كل يوم ليرى ابنه و لكنه لم يكن يجلس مع عبير لوحدهما ، مرت الأيام و لم يبقى على خروج عبير من النفاس إلا أسبوعا واحدا . و في أحد الأيام أتى فواز إلى منزل خاله ليرى ابنه "وليد" و لكنه كان نائما بعد أن بكى طوال الليل . فأخبرته أمل أن يصعد إلى غرفة عبير ليراه و هي ستأتي خلفه مباشرة صعد فواز إلى غرفة عبير و دخل فرآى عبير نائمة كانت كالملاك لم يرها بهذا المنظر من قبل أحس بالحنين و الشوق إليها و لكن سرعان ما مر طيف خليل أمامه فهدم كل ذلك الشوق و الحنين ، و عاد أدراجه إلى الوراء يريد النزول .
أمل : هل رأيته يا حبيبي ؟
فلبس قناع البراءة و قال :
فواز : عبير نائمة و لا أريد أن أقلق نومها ، سآتي في يوم آخر .
أمل : هل هناك شيء بينك و بين عبير ؟
ارتبك فواز ثم قال :
فواز : أبدا عمتي .
أمل : لا أدري لماذا أشعر بأنك تتجاهلها ؟
و فجأة .
أحمد : السلام عليكم .
فواز : و عليكم السلام . أهلا خالي كيف حالك ؟
أحمد : بخير . هل وليد نائم ؟
أمل : أجل فلقد أتعب أمه الليلة الماضية كثيرا .
فواز : عن إذنكم .
أمل : أبلغ سلامي إلى أباك و أمك .
فواز : سيصل عمتي . إلى اللقاء .
أمل : إلى اللقاء .
و ذهب ، و في منتصف الليل و عندما أرادت أمل أن تخلد ذهبت إلى غرفة عبير لتطمئن عليها و على وليد و قبل أن تفتح الباب سمعت صوت بكاء عبير فدخلت على الفور كانت عبير تمسح دموعها .
أمل : ما بك حبيبتي ؟
عبير : لا شيء يا أمي .
اقتربت أمل من عبير .
أمل : أخبريني حبيبتي فأنا أمك و صدقيني سأحفظ سرك .
عبير : قلت لك لا شيء يا أمي صدقيني .
أمل : كيف لا شيء و أنت تبكين في كل ليلة .
امتلأت عينا عبير بالدموع .
أمل : أخبريني .
عبير : سأخبرك و لكن هل تعديني بأن تسامحيني و تساعديني ؟
أمل : لا حاجة بأن أعدك بذلك فأنا أمك ألا تعرفين قلب الأم .
أخبرت عبير تخبر أمل بعلاقتها السابقة بخليل ثم ارتمت في حضنها و أخذت تبكي بحرقة .
عبير : أنا أعرف بأني خنت ثقتك و ثقة أبي و لكني لم أفعل شيئا يجلب العار إلى عائلتنا و لم أخطئ معه في شيء أبدا .
كانت الدموع تنهال من عيني أمل . رفعت عبير رأسها و رأت دموع أمل لأول مرة في حياتها فأخذت تمسح دموعها بيدها .
عبير : يكفي يا أمي أرجوك لا تحمليني فوق طاقتي أرجوك .
و فجأة و بدون سابق إنذار اقتحم أحمد غرفة ابنته فنهضت أمل و نهضت عبير ، اقترب أحمد من ابنته و صفعها بقوة .
أمل : أحمد .
انهارت عبير فاقدة للوعي .
أمل : ابنتي .
أحمد : اتركيها ، فالبنت سر أمها .
صعقت أمل و امتلأت عينيها بالدموع .
أمل : أنا أمها و هي ابنتي . أجل ابنتي يا أحمد ابنتي .
نقلت عبير إلى المستشفى ، و صدمت أمل عندما أخبرها الدكتور بأن عبير مصابة بأنيميا حادة نتيجة لسوء في التغذية . و في الجامعة :
فواز : أهلا نور .
نور : عبير في المستشفى .
نظر فواز إلى ساعته .
فواز : عن إذنك سأذهب إلى المحكمة قبل أن تغلق أبوابها .
صدمت نور و قبل أن يخرج أمسكته من ذراعه .
نور : هل جننت ؟
فواز : كيف تريدينني أن أعيش معها بعد أن اكتشفت علاقتها السابقة بغيري كيف ؟
نور : لأنها تحبك أقسم بأنها تحبك و أخبرتني بأنها لا تستطيع العيش من دونك أرجوك لا تكن قاسيا فأنت تحبها لا تكابر على هذا .
فواز : أنا لست غبيا يا نور لست غبيا لقد تزوجتني حتى تنساه فقط .
نور : لا .
فواز : حتى إن لم يكن ذلك . فأنا لا أستطيع العيش معها بعد الآن لقد جفاها قلبي .
نور : لا أصدقك .
فواز : تعالي معي إلى المحكمة لتصدقي .
نور : لقد تأكدت بأنك جننت حقا .
فواز : حتى أثبت لك صدقي فقط .
نور : حسنا كما تشاء ولكن أريد منك أن تمهلني ساعة واحدة فقط قبل أن تطلقها .
فواز : آسف .
نور : أرجوك .
فواز : بشرط واحد .
نور : ما هو ؟
فواز : أن تخبريني لماذا ؟
نور : أريد أن أكشف خليل على حقيقته .
فواز : حقيقة ماذا ؟
نور : ستعرف كل شيء بنفسك و لكن أريد منك أن تقف خلف باب مكتبه فقط .
فواز : تذكري . ساعة واحدة فقط .
نور : و أنت تذكر بأنك تحبها .
و ذهبا إلى مكتب خليل طرقت نور الباب .
خليل : تفضل .
دخلت نور وبقي فواز في الخارج .
خليل : أهلا نور . كيف حال عبير ؟
نور : لماذا تفعل بها هذا ما الذي فعلته لك ؟
خليل : ذنبها الوحيد بأنها ابنة أحمد الوحيدة لو كان لديه ابن لما اقتربت منها و لكنها كان لابد و أن تدفع الثمن .
نور : خالي !!
خليل : خالك كان السبب في وفاة أبي .
نور : كيف ؟
خليل : خالك تسبب في دخول أبي و لكني لا أعرف لماذا و بعد دخول أبي السجن طلبت أمي منه الطلاق و تزوجت بآخر و بعد خروجه توفى بعد ثلاثة أيام و لذلك لأنه أصيب بمرض السرطان في السجن و لكن قبل موته أوصاني بالانتقام من أحمد بأية وسيلة كانت و أنا نادم أشد الندم لأني لم أدنس شرفها لقد حاولت مرارا بعد أن تزوجت و لكني كنت أعرف بأنها لن توافق أبدا لأني مخلصة لفواز و تحبه و لا يمكنها أن تخونه أبدا و ما كان يتعلق بعلاقتنا السابقة فهي لم تتجاوز الرسائل و لم تكن تكتب إلا كلمة أحبك أما ما أرسلته إلى أخاك فكان خدعة مني للتفريق بينهما فقط و ......
و فجأة دخل فواز و كان غاضبا جدا .
فواز : أيها الحقير .
و انقض عليه و بدأت بينهما المعركة .
نور : فواز أرجوك فواز يكفي لأجل ولدك . فواز .
و استطاعت بعد أن استنجدت ببعض من الطلبة أن تأخذ فواز خارجا .
فواز : اتركيني .
نور : اهدأ يا فواز أرجوك .
فواز : لن أسامحه أبدا .
نور : الآن صدقت ما أخبرتك به ؟
فواز : مسكينة عبير لقد ظلمتها كثيرا .
نور : هيا تعال معي لنذهب إليها .
فواز : لم تخبريني ما بها ؟
نور : أصيبت بأنيميا حادة بسبب سوء التغذية فلم تكن تأكل جيدا و في بعض الأحيان لا تأكل شيئا ليومين . و يوم أمس و بينما كانت تخبر عمتي بالأمر دخل خالي و صفعها بقوة فانهارت و سقطت أرضا .
و في المستشفى دخل فواز إلى حيث عبير ، كان الجميع معها ما عدا أبيها و كانت أمل إلى جانبها الدموع تنهال من عينيها و وليد بحضنها . اقترب فواز من عبير و قبلها على رأسها ثم جلس إلى جانبها .
فواز : كيف هي الآن يا أمي ؟
سارة : لا تقلق يا حبيبي ستكون بخير .
و اقتربت من أمل .
سارة : إن شاء الله ستكون بخير يا أمل .
فواز : عبير . عبير حبيبتي أجيبيني . أنا فواز . عبير أرجوك إذا كنت تسمعينني فافتحي عينيك أرجوك .
لم تكن عبير في كامل وعيها و كانت تحت تأثير الأوكسجين الذي يبقيها غائبة عن الوعي و لكنها سمعت صوت زوجها و حبيبها فأخذت تفتح عينيها و رأت فواز فامتلأت عيناها بدموع الفرح و ابتسمت و قالت :
عبير : هل غفرت لي ؟
قالتها بصعوبة بالغة كونها لم تكن في كامل وعيها ثم غابت عن الوعي كليا .
فواز : عبير .
و فجأة دخل أحمد لقد أخبرته نور بكل شيء و اقترب من ابنته و مسك يدها و الدموع على وجهه .
أحمد : عبير حبيبتي . عبير أنا أباك يا حبيبتي كلميني . اغفري لي يا ابنتي .
اقتربت سارة من أحمد و رتبت على كتفه .
سارة : اهدأ يا أخي إن شاء الله ستكون بخير .
و بعد أسبوع تحسنت صحة عبير و غادرت المستشفى مع زوجها الذي لم يتركها للحظة واحدة و عادت إلى بيتها . أما خليل فلقد تم فصله من الجامعة بعد الذي فعله ، أما عن ما قاله عن أبيه فلقد عرف الجميع من هو خليل و من هو أباه و لكنهم لم يخبروا عبير بالأمر ، و في أحد الأيام و عندما بلغ وليد السنة الثانية :
خليل : مرحبا عبير .
صعقت عبير .
عبير : خليل !!
خليل : أجل خليل .
عبير : ما الذي تريده ؟
خليل : أريد فقط أن أكشف لك أباك و زوجته .. آسف أعني أمك على حقيقتهما التي يشيب لها شعر الرأس .
عبير : اخرس و لا تتحدث عن أبي و أمي هكذا أفهمت ؟
خليل : صدقيني أنا لا أكذب فأنا أريد مصلحتك و إذا لم تصدقيني فبإمكانك أن تسألي أيا كان لأنك الوحيدة الغبية المخدوعة و لكن اسمعيني فقط .
نظرت عبير إلى خليل بشزر ثم ذهبت . و عندما رجعت إلى البيت رأت رسالة واردة فقرأتها و صعقت و امتلأت عيناها بالدموع .
عبير : لا . لا يمكن مستحيل . لا أصدق لا لا لا .
و أخذت تبكي . و فجأة دخل فواز و رآها تبكي .
فواز : ما بك حبيبتي ماذا حدث ؟
عبير : خذ . اقرأ بنفسك و أصدقني القول .
أخذ فواز الهاتف من عبير و قرأ الرسالة فصعق .
عبير : يعني خدعتموني جميعكم و خاصة .....
فواز : لا يا عبير لا كيف لك أن تقولي هذا . سأشرح لك الأمر اسمعيني فقط .
خرجت عبير من الغرفة و خرجت من البيت و ركبت سيارتها و ذهبت إلى حيث أمها .
لولوة : عبير !!
عبير : أمي .
و تعانقتا بحرارة .
عبير : لماذا يا أمي لماذا تركتني ؟
لولوة : لم أتركك حبيبتي و لكن أباك و زوجته أدخلاني السجن ظلما .
و أنسجت قصة من خيالها لعبير فيها من أبشع التهم على أمل المسكينة كانت الدموع تنهال من عبير و هي تسمعها كانت تشعر بخناجر تطعنها في كل مكان في جسدها إلى أن سقطت فاقدة للوعي .
لولوة : عبير . عبير حبيبتي .
و في منزل أحمد .
أحمد : ماذا قلت !! لولوة !!
أمل : ابنتي .
أحمد : و أين هو المكان ؟
و ذهبوا إلى حيث لولوة .
أمل : أين ابنتي يا لولوة ؟
لولوة : ألم أقل لك بأني سوف أخرج و سآخذ ابنتي و سأجعلك تتمنين لو أنك وضعتها في دار رعاية الأيتام .
أمل : ماذا فعلت بها ؟
لولوة : مسكينة . لقد انهارت عندما علمت بحقيقتك .
دخل أحمد الشقة .
أحمد : عبير . عبير أين أنت ؟
لولوة : لا حاجة إلى كل هذا الصراخ إنها هنا .
دخل الجميع إلى الغرفة و رؤوا عبير على السرير و الدموع تنهال من عينيها .
أحمد : عبير . عبير حبيبتي .
أمل : عبير حبيبتي .
و فجأة أصابت عبير حالة هستيرية و أخذت تصرخ و تقول أخرجوا لا أريد أن أرى أحدا إلى أن سقطت فاقدة للوعي فحملها أحمد و أخذها إلى البيت رغما عن لولوة و لكنها كانت مطمئنة بأنها فرقت بينهم و بين عبير و كانت متأكدة بأن عبير سترجع إليها . و عندما أفاقت عبير رأت الجميع حولها و كانت أمل تبكي بحرقة .
عبير : لماذا فعلتم هذا بي لماذا خدعتموني لماذا ؟
أمل : لا يا حبيبتي لا .
عبير : لا أريد سماع أي شيء منك ، يكفي ما فعلته بأمي ألفقت لها تهما كثيرة أنت و أبي و أدخلتماها السجن و كل هذا حتى تأخذيني منها لأنك لم ترزقي بأطفال ما ذنبي أنا إن كنت لم ترزقي بأطفال ما ذنبي حتى تحرميني من أمي أجيبيني .
صعق الجميع .
أحمد : هذا ما أخبرتك به ؟
عبير : ليس هذا فقط بل الكثير و الكثير . أخبرتني بأنها أغرتك حتى تزوجتها بعد أن كنت أنت و أمي مثل قيس و ليلى لقد أخذتك من أمي بالسحر و الشعوذة و .....
أحمد : اخرسي .
و صفعها بقوة . و هنا سقطت أمل فاقدة للوعي .
نور : عمتي .
سارة : أمل .
أحمد : و هل تصدقين هذا عن أمك ؟
عبير : ليست أمي .
أحمد : بل أمك رغما عن أنفك ، انظري .
و كشف لها الجرح .
أحمد : هذا الجرح الذي دخلت أمك و خالك بسببه السجن .
و أخبرها كل شيء .
أحمد : هل تريدين دليلا أكبر من هذا ؟
عبير : لن أصدق هذا أبدا ، فأنت كذبت علي و أخبرتني بأن أمي قد ماتت و ليس غريبا بأن تتهمها بهذا .
سارة : أسرع يا أحمد .
ركض أحمد إلى أمل و حملها و ذهب مع خالد و سارة إلى المستشفى .
فواز : هل جننت يا عبير ؟ ما هذا الذي فعلته بأمك ؟
عبير : ليست أمي .
نور : ستموت عمتي إن تركتها يا عبير أرجوك .
عبير : فلتمت فلم تعد تهمني .
و ما إن قالت هذا حتى صفعها فواز بقوة ، نظرت عبير إلى فواز بشزر و أخذت وليد و ذهبت إلى أمها و هي تبكي .
لولوة : حبيبتي .
ارتمت عبير على أمها و أخذت تبكي .
لولوة : يكفي حبيبتي . أعرف بأنك مجروحة و جرحك لن يبرئ أبدا و لكن هذه هي الحقيقة و كان لابد أن تظهر حتى لو كانت كالعلقم .
و فجأة دخل خليل .
لولوة : أهلا خليل .
خليل : كيف حالك يا .... يا ابنة عمتي ؟
نظرت عبير إلى خليل بشزر و صعدت إلى غرفتها .
خليل : أمل في المستشفى لقد أصابتها أزمة قلبية .
غمرت الفرحة قلب لولوة .
لولوة : هذا ما كنت أريد الوصول إليه .
خليل : لم يروا شيئا بعد .
دخلت لولوة إلى عبير فوجدتها تبكي فاقتربت منها .
لولوة : يكفي حبيبتي لقد قطعت قلبي .
عبير : لا أصدق بأنها خدعتني و أنها فعلت كل هذا بك لا أصدق .
لولوة : إنها بشر و ليست ملاك .
عبير : كانت كالملاك في عيني و لكني الآن أراها كالشيطان الرجيم .
غمرت الفرحة قلب لولوة .
عبير : كم أتمنى أن تموت حتى لا أراها أبدا .
لولوة : هل هي في المستشفى ؟
عبير : أرجوك يا أمي لا أريد أن تذكريها أمامي .
و في المستشفى :
نور : كيف عمتي يا أمي ؟
كانت الدموع تنهال من عيني سارة .
فواز : أمي .
نور : أين عمتي يا أبي ؟
خالد : في العناية المركزة .
صعق فواز و صعقت نور .
نور : ماذا أصابها ؟
خالد : أزمة قلبية .
انهالت الدموع من عيني نور .
نور : لن أسامحها أبدا .
أرادت أن تذهب و لكن فواز منعها من ذلك .
فواز : انتظري .
نور : سأذهب إليها .
فواز : سأذهب إليها أنا بعد أن أطمئن على عمتي .
خالد : طلقها يا فواز .
صعق الجميع .
فواز : ما الذي تقوله يا أبي ؟
سارة : خالد !!
خالد : ألا تعرفين لولوة يا سارة ؟
فواز : و لكني أحبها يا أبي أحبها و هل نسيت وليد ؟
خالد : لولوة لن تترككما أبدا يا بني .
نور : أنسيت ماذا فعلت بها قبل قليل يا فواز ؟
فواز : أنت تعرفين بأني أحبها و إنها تحبني أيضا .
نور : لقد تغير كل شيء الآن .
فواز : سأذهب إليها .
و ذهب مع نور إلى عبير .
لولوة : ماذا تريدون بعد ألا يكفيكم ما فعلتم ؟
فواز : أين زوجتي ؟
لولوة : لا تريد أن تراك .
و فجأة .
عبير : انتظري يا أمي .
نور : عمتي في المستشفى و أنت السبب .
عبير : ما الذي تريدونه ؟
فواز : انت زوجتي و ستأتين معي .
عبير : أبدا و لن تستطيع أي قوة في هذا العالم أن ترغمني على ذلك .
فواز : ألم تفكري بوليد ؟
عبير : وليد من حقي و لا تستطيع أن تأخذه مني أبدا .
فواز : أنت واهمة .
عبير : إذا كنت تستطيع أخذه فافعل .
فواز : هل تتحديني ؟
عبير : أجل .
نور : هيا بنا يا فواز .
فواز : لن أذهب من دون ولدي .
عبير : إذا كنت تريده فطلقني .
صعق فواز .
فواز : هل جننت ؟
عبير : بل الآن فقط أشعر بأني في كامل قوتي العقلية .
فواز : ستأتين معي رغما عنك .
و سحبها من يدها .
عبير : اتركني .
فواز : لن أتركك و لن يستطيع أحد أن يمنعني من ذلك . أفهمت .
نور : اتركها يا فواز أرجوك .
أفلتت عبير يدها من فواز و أغلقت الباب بوجهه . و بعد أسبوع خرجت أمل من المستشفى و كانت حالتها النفسية سيئة جدا كانت لا تأكل جيدا و لا تخرج من غرفتها و كانت دائمة البكاء كانت سارة تأتيها كل يوم و تحاول أن تخرجها مما هي فيه و لكنها لم تفلح في ذلك . أما عبير فلم تكن بأفضل حالا من أمل فهي لم تعرف أم سواها و كانت لا تجد مفرا من همومها إلا صدر أمل كانت تحتضنها و تمسح على رأسها و تخفف عنها آلامها ، أما الآن فلقد أصبحت أسيرة لدموعها و همومها ، كانت إلى الآن لا تستطيع أن تصدق أن هذه المرأة خدعتها و حرمتها من أمها أصبحت تشعر أن حياتها أصبحت مظلمة لا نهار فيها فالشمس التي كانت تشرق في نهارها أصابها الكسوف الكلي ، كانت تتمنى لو أن هذا كابوس و أنها سوف تستيقظ منه و ترى أمل إلى جانبها تمسح على رأسها و تقبلها و تحتضنها ، و بعد مرور شهر :
لولوة : يكفي يا حبيبتي إنها لا تستحق منك كل هذا .
عبير : لا أصدق يا أمي بأنها فعلت كل هذا بي أنا لا أصدق .
لولوة : هل تقصدين بأني كذبت عليك ؟
عبير : لم أقصد هذا و لكني مصدومة بها فقط .
و فجأة .
خليل : مرحبا عمتي .
لولوة : أهلا حبيبي .
خليل : فواز ينتظر خارجا .
لولوة : ما الذي يريده ؟
خليل : لقد قبل بالطلاق بشرط أن تكون حضانة ولده له .
صعقت عبير .
عبير : مستحيل لن أقبل بذلك .
لولوة : أنت ما زلت صغيرة يا حبيبتي و عليك أن تعيشي حياتك مع رجل يحبك و تحبينه .
عبير : هل تقصدين أن أتنازل عن حضانة وليد له ؟
لولوة : لا تخافي حبيبتي سترينه كل يوم .
عبير : لا أصدق بأن فواز قبل بالطلاق .
لولوة : فواز لم يحبك يوما لو أنه أحبك بصدق لما قبل بالطلاق في مقابل حضانة ولده .
أخذت عبير تبكي فضمنتها لولوة إلى صدرها .
لولوة : أعرف بأن صدمتك بهم كبيرة جدا و لكن هذه هي الحقيقة يا حبيبتي . دعه يدخل يا خليل .
أدخل خليل فواز فرأى عبير تبكي على صدر أمها .
فواز : عبير أنا .....
صعدت عبير إلى غرفتها .
لولوة : هيا طلقها و خذ ولدك .
فواز : لا أصدق بأنك أمها أبدا . فهل هناك أم في هذا العالم تسعى في طلاق ابنتها الوحيدة .
لولوة : هي لا تريدك لا تريد شيئا يذكرها بكم .
فواز : لن أطلقها حتى أسمعها بنفسي تطلب الطلاق و تقول بأنها قد تنازلت عن حضانة وليد
و فجأة .
عبير : طلقني . و خذ وليد فأنا لا أريده لا أريد شيئا يذكرني بكم لا أريد لا أريد لا أريد .
و صعدت إلى غرفتها و أخذت تبكي .
لولوة : أظن بأنك سمعتها بنفسك .
حمل فواز وليد الذي كان نائما على الكنبة و قال :
فواز : ستصلها ورقة الطلاق غدا .
و خرج من البيت .
لولوة : لن يهنأ لي بال حتى أحطمك يا أمل بل أنتِ و أحمد أيضا .
و في منزل خالد :
سارة : وليد . حبيبي .
و أخذته من فواز و قبلته . كان وليد تبكي بحرقة و يقول ماما .
نور : ما الذي حدث ؟
فواز : طلبت مني الطلاق و قالت بأنها لا تريد وليد لا تريد شيئا يذكرها بنا .
نور : لن تطلقها أليس كذلك ؟
لم ينبس فواز ببنت شفه , امتلأت عينا سارة بالدموع .
سارة : لن تفعلها يا حبيبي أليس كذلك ؟
صعد فواز إلى غرفته و أغلق الباب و أول شيء لفت نظره صورته مع عبير في حفل زفافهما فاقتربت منها و أخذ ينظر إليها و يتذكر كل الأيام الجميلة التي عاشاها معا فأخذت الدموع تنهال من عينيه و فجأة دخلت نور فمسح دموعه فورا .
نور : عمتي أمل ستموت إن طلقتها .
فواز : ليس أمامي خيار آخر يا نور .
نور : سأذهب إليها .
فواز : لا تريد أن ترى أي أحد منا .
نور : و لكن يا فواز عمتي أمل ...
فواز : مسكينة عمتي .
نور : لا أستطيع أن أرى عمتي تموت كل يوم و أقف مكتوفة اليدين لا أستطيع .
و ذهبت إلى منزل لولوة و رأت عبير و حاولت أن ترجع عبير إلى رشها و لكنها لم تستطع .
نور : عمتي تحبك يا عبير تحبك أنت ابنتها .
كانت عبير تبكي بحرقة .
عبير : لو كانت تحبني لما حرمتني من أمي .
نور : و هل كنت تريدينها أن تخبرك بأن أمك بالسجن ؟
عبير : و عندما خرجت أمي من السجن لماذا لم تذهب بي إليها لماذا خدعتني لماذا لماذا ؟
نور : لم تكن تملك هذا القرار لأنه كان بيد أباك فقط صدقيني .
عبير : هذا لن يشفع لها أبدا ، و أنت أيضا أخفيت عني هذا الأمر الفضيع و لم تخبريني . جميعكم خدعتموني . أنا أكرهكم أكرهكم و لا أريد منكم شيئا .
نور : عبير أرجوك اسمعيني .
عبير : اخرجي من هنا لا أريد أن أراك اخرجي اخرجي .
خرجت نور و هي تبكي و رجعت إلى البيت .
فواز : ماذا حدث ؟
نور : لم أستطع فعل شيء .
خالد : يكفي ما فعلتم ، عبير لن تصدق أي شيء فهي الآن تحت رحمة لولوة ، و لولوة ستنتقم من أمل عن طريقها .
و في اليوم التالي ذهب فواز إلى المحكمة و طلق عبير ، و بعد أن خرجت عبير من عدتها خطبها خليل فوافقت فورا حتى تنسى صدمتها فقط و لكنها اشترطت عليه أن يطلق زوجته فطلقها . كانت حياتها مع خليل في البداية تسير على ما يرام و لكن بعد مرور شهرين فقط ذاقت معه كل أنواع العذاب ، كان يضربها و لأتفه الأسباب و كان كل يوم يأتي إلى البيت بعد منتصف الليل و هو سكران و رائحة الخمر تفوح منه و عندما كانت تشكي لأمها منه كانت لا تهتم لها و كانت تقول لها بأنه هكذا دائما حتى عندما يضربها أمامها لا تهتم و تلقي باللوم عليها . مرت الأيام و حياة عبير من سيء إلى أسوء و لم تعد تطيق خليل و لا حتى أمها و لكن لم تكن تستطيع فعل شيء فلم يبقى لها أحد تشكي إليه فالصدر الذي كانت ترتمي عليه و تسكب دموعها فوقه حطمته بيدها ، يا ليتها صدقت قلبها و لم تصدق عقلها و لكن الآن لا ينفع الندم ياه كم هي مشتاقة إلى تلك المرأة الحنونة كم هي مشتاقة أن ترتمي في حضنها و تبكي إلى أن تجف دموعها . كم هي مشتاقة إلى ولدها الذي لم تره منذ أن تنازلت عن حضانته لأبيه . كم هي مشتاقة إلى ذلك الرجل الذي أحبها بصدق و بكل جوارحه ، كما هي مشتاقة إلى حنان الأب الذي افتقدته . و بينما هي غارقة في أحلامها دخل خليل فتلاشت أحلامها .
خليل : غارقة في أحلامك السخيفة كعادتك أليس كذلك ؟
نظرت عبير إلى خليل ثم خرجت و نزلت إلى الأسفل و رأت أمها تشاهد التلفاز فنظرت إليها و خرجت من البيت باحثة عن الأمان الذي افتقدته . لم تعرف كيف قادتها سيارتها إلى ذلك البيت . ذلك البيت الذي تربت فيه و عاشت طفولتها فيه ذلك البيت الذي أعطاها الأمان و الاطمئنان الذي أعطاها الحب و الحنان رأته فانهالت الدموع من عينيها و تمنت لو أنها تدخله و ترى ما يسر عينيها تمنت لو أنها ترى المرأة التي ربتها و أن ترتمي بين ذراعيها تمنت لو أنها ترى أباها و أن تعانقه تمنت أشياء كثيرة و لكنها كانت تعرف بأنها أمنيات فقط . و فجأة أتى طيف ولدها الوحيد أمامها ناظريها فانهالت الدموع من عينيها و ذهبت إلى الجامعة لتقابل فواز و تطلب منه أن يسمح لها برؤية ولدها . و ما إن ذهبت إلى مكتبه حتى تراجعت و عادت أدراجها فهي لا تعرف كيف ستقابله بعد كل هذه الفترة . تذكرت نور و لم تعرف كيف أن أصابعها ضغطت رقم هاتفها .
لكنها أغفلت الهاتف فورا ، كم غمرتها الفرحة عندما سمعت صوتها و لكنها سرعان ما تلاشت عندما تذكرت ما آل إليه وضعها و ما وصلت إلى حياتها . و بعد سنة .
أمل : لقد اشتقت إليها يا أحمد اشتقت إليها كثيرا .
أحمد : و أنا أيضا يا أمل و لكن ليس بيدي شيئا أفعله .
أمل : اذهب إليها فأنت أباها و هي تحبك .
أحمد : لم تعد كذلك .
أمل : اذهب إليها أرجوك ، على الأقل أطمئن عليها .
أحمد : سأذهب .
و ذهب إلى منزل لولوة .
لولوة : أهلا بوالد ابنتي .
أحمد : أين عبير ؟
لولوة : ابتعدوا عنها دعوها تنسى صدمتها ماذا تريدون منها .
أحمد : انها ابنتي و من حقي أن أراها .
لولوة : و لكنها لا تريد رؤيتك لا تريد .
كانت عبير تنظر إلى أبيها و الدموع تنهال من عينيها و كانت تتمنى لو تركض إليه و أن ترتمي بين ذراعيه و لكنها لم تستطع .
أحمد : سيأتي يوم و سترجع فيه إلى أمها إلى أمها الحقيقية و ستندمين .
لولوة : هذا في أحلامك فقط .
نظر أحمد إلى لولوة بشزر ثم ذهب .
عبير : لماذا فعلت هذا ؟
لولوة : و هل كنت تريدين أن تريه بعد كل ما فعله بي و بك ؟
نظرت عبير إلى أمها و قبل أن تخرج .
لولوة : إلى أين ؟
عبير : سأذهب لأرى وليد .
لولوة : هل نسيت بأنك قبلت بأن لا ترينه أبدا مقابل الطلاق .
نظرت عبير إلى أمها و خرجت .
نور : مستحيل .
فواز : ما الأمر ؟
نور : إنها عبير .
فواز : ماذا تريد ؟
نور : تريد رؤية وليد .
فواز : الآن تذكرته .
نور : إنها أمه .
فواز : لقد وافقت على أن لا تراه أبدا مقابل الطلاق .
نور : لم تطلب رؤية إلا لأنها شعرت بالحنين إليه .
فواز : لن تراه أبدا .
نور : لا تكن قاسيا .
نظر فواز إلى نور ثم خرج . و فجأة تلقت نور رسالة أخرى من عبير بشأن رؤية وليد لم تعرف ماذا تخبرها و لكنها في النهاية شجعت و أخبرتها بأن فواز لن يسمح لها برؤيته أبدا فصعقت عبير و لكنها لم تلقي باللوم على فواز بل ألقت باللوم على نفسها لأن هذا كان قرارها هي وحدها لم يجبرها أحد عليه ، قررت أن تذهب إلى فواز و تتوسل إليه كي يسمح لها برؤية ولدها . و بعد يومين ذهبت إلى منزل خالد .
نور : عبير !!
عبير : أين وليد يا نور ؟
و فجأة :
فواز : الآن تذكرت أن لك ابن أين أنت عنه طوال تلك الفترة .
عبير : و هل تعتقد بأني نسيته لحظة واحدة ؟
فواز : وليد ليس هنا و حتى لو كان هنا ما كنت لأسمح لك برؤيته .
انحنت عبير لفواز و أخذت تقبل يديه حتى يسمح لها برؤية وليد .
فواز : اتركي يدي ، فأنت لست أم و لا تستحقين هذا اللقب أبدا و هيا اذهبي من هنا و إياك أن تقربي هذا البيت مرة أخرى أفهمتي .
عبير : نور . أرجوك تكلمي قولي شيئا .
و فجأة .
سارة : عبير !!
التفتت عبير إلى عمتها و أخذت تتوسل إليها حتى ترى ولدها و لكن سارة لم تنبس ببنت شفه
و أغلق فواز الباب بوجه عبير .
سارة : حرام عليك يا بني إنها أمه .
فواز : أرجوك أمي لا تتدخلي بهذا الأمر .
و في أحد الأيام و بعد مرور 4 سنوات على زواج عبير من خليل و في أحد الأيام و في الجامعة ، و بعد انتهاء المحاضرة .
طارق : عبير .
عبير : نعم دكتور .
طارق : هل لي بالتحدث معك قليلا ؟
عبير : بكل سرور .
و ذهبا إلى الكافيتيريا .
طارق : لم يأتي بعد .
عبير : هل تنتظر أحدا ؟
طارق : ها هو قادم .
التفتت عبير فرأت فواز فنهضت .
طارق : أرجوك يا عبير إنه موضوع مهم جدا . اجلسي أرجوك .
فواز : السلام عليكم .
طارق : و عليكم السلام . تفضل .
و عندما جلس .
فواز : ما الأمر يا دكتور ؟
طارق : الأمر يخص عبير و .....
و سكت .
فواز : و من ؟
طارق : و أمها .
قالها و رأسه مطرق إلى الأرض .
فواز : ما الأمر تكلم ؟
أخبر طارق فواز و عبير بكل شيء فصعقا و امتلأت عينا عبير بالدموع .
عبير : لا يمكن . مستحيل . مستحيل .
و خرجت من الكافتيريا و هي تبكي .
فواز : أيها الحقير .
و طرحه أرضا و أخذ يضربه .
فواز : أي جريمة نكراء هذه . أنتم مجرمون أنذال .
و لم يتركه إلا عندما تدخل بعض الطلبة .
طارق : صدقني لم أكن أعلم ، و ما إن علمت بهذا حتى أتيت مسرعا .
نظر فواز إلى طارق ثم خرج من الكافيتيريا و ركب سيارته و في الطريق تذكر أمر عبير فاتصلت على هاتفها الخليوي و لكنه كان مغلقا ، فاتصل بأحمد و أخبره بكل شيء ثم ذهب إلى منزل لولوة و صعق .
لولوة : توقفي . أرجوك لا تفعلي هذا .
كانت عبير قد سكبت الوقود على لولوة و على كل مكان في البيت .
فواز : عبير .
كانت عبير تبكي بحرقة .
عبير : اخرج من هنا يا فواز اخرج أرجوك و إلا ستموت حرقا .
فواز : لن أخرج إلا و أنت معي .
عبير : لن أخرج إلا بعد أن أقضي على هذه المجرمة الحقيرة .
فواز : ستدخلين السجن .
عبير : لا فرق عندي بين السجن و بين الحرية فكلاهما مظلم لا شمس فيه ، فشمسي قد أصابها الكسوف الكلي و كل هذا سبب هذه المجرمة .
و فجأة .
أمل : بل الآن أشرقت و زال عنها الكسوف .
التفتت عبير فرأت أمها . أجل أمها . أمها التي حملتها في بطنها 9 أشهر أجل أمها الحقيقية .
كان طارق ابن الدكتورة ليلى التي كانت تتابع حمل أمل الأول ، كان كل شيء على ما يرام إلى أن أتى اليوم الذي أسقطت فيه لولوة فذهبت إلى الدكتورة ليلى التي كانت من جنسية عربية و التي أتت إلى الكويت للعمل و كسب لقمة العيش و التي تغرب زوجها 10 سنوات لتوفير المال لهم للعيش ، ذهبت إليها و قامت بتهديدها إن لم تفعل ما تريده ستقضي على زوجها و ستدخله السجن بتلفيق تهمة له ، أخبرتها أن تخبر أحمد و أمل إن الولادة ستكون قيصرية رغم أن كل شيء على ما يرام و عندما تخرج الطفل تبدله بآخر ميت ، لم يكن أمام الدكتورة ليلى إلا أن تذعن لأوامر لولوة لأنها كانت تعرفها و تعرف نفوذها ، ففعلت ما أمرتها به و سجنت لذلك و تم إبعادها عن البلاد بعدها ، و لكن قبل موتها بلحظات اعترفت لولدها الدكتور طارق بكل شيء و طلبت إليه إخبار الجميع بألأمر . و عندما أخبر عبير صعقت و ذهبت فورا إلى البيت و قامت بسكب الوقود على لولوة لإحراقها و هي حية مثلما حرقت قلبها و قلب أمها أمل .
أمل : أرجوك حبيبتي لا تضيعي مستقبلك لأجلها إنها لا شيء أرجوك .
أحمد : عبير . عبير يا ابنتي لا تفعليها لا حرقي قلب أمك عليك .
نور : عبير . أرجوك من أجل عمتي من أجل أمك .
فواز : من أجل ولدنا يا عبير لا تجني عليه لا تحرميه منك .
وليد : ماما .
فواز : أنظري إليه ما ذنبه حتى تحرميه منك ما ذنبه .
رأت عبير ولدها و أرادت أن تركض إليه و تضمه إلى صدرها .
أمل : لا تحرميني منك يا حبيبتي لا تكوني قاسية علي فلن أتحمل بعدك ثانية .
و فجأة سقطت عبير فاقدة للوعي فركض الجميع إليها و أولهم أمها حمل أحمد ابنته و ذهبوا بها جميعا إلى المستشفى و أتصل فواز على الشرطة فأتوا و أخذوا لولوة . و في المستشفى :
أحمد : كريم ؟
أمل : كيف ابنتي يا دكتور ؟
كريم : ستكون بخير لا تقلقوا .
أحمد : هل نستطيع أن نراها ؟
كريم : تفضلوا و لكن بهدوء .
دخل الجميع إلى عبير و اقتربت أمها منها و جلست بجوارها و قبلتها و أخذت الدموع تنهال من عينيها .
أحمد : يكفي يا أمل أرجوك ، ها قد عادت إلينا ابنتنا سالمة .
و بعد 3 أيام خرجت عبير من المستشفى خرجت و الشمس قد أشرقت بحياتها من جديد .

 
 

 

عرض البوم صور أميرة السلام   رد مع اقتباس

قديم 14-09-09, 09:38 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149707
المشاركات: 654
الجنس ذكر
معدل التقييم: جيرمون111 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جيرمون111 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أميرة السلام المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

بصراحة يا أميرة السلام , أنا لا أجاملك أبداً في هذا الرد .
لكني في الحقيقة كنت مستمتع جداً وأنا أقرأ في هذه القصة .
لا تتوقفي عن كتابة وتنزيل القصص , لأن لديك موهبة رائعة حقاً .

 
 

 

عرض البوم صور جيرمون111   رد مع اقتباس
قديم 16-09-09, 03:36 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 112655
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة السلام عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة السلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أميرة السلام المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي

 

جيرمون 111

شكرا على هذالإطراء الرائع

دمت بخير

 
 

 

عرض البوم صور أميرة السلام   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
و أشرقت الشمس .. من تأليفي .. قصة كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:34 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية