لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-09, 10:13 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت عيناها توحيان باستغراب في التفكير حين عادت الى قاعة الجلوس لتقابل بنظرة مبتسمة من أمها, وهي تبادرت قائلة:
" أعرف أنك ستوجهين سؤالا لامناص منه, وسأوفر عليك العناء.. أنني أميل اليه.. كثييرا جدا."
فتحولت ليلي الى أبيها تسأله:
" وأنت؟"
قال جون ديرموت وهو يهز رأسه مقطبا نوعا ما:
" رجل بديع لا أتمنى سوى أن أتأكد من أن الامور ستنتهي خير انتهاء بالنسبة لستيلا وبروس."
فسألته وهي تحرص على الا يبدي صوتها الفضول العادي:
" ولم لا؟"
قالت مرغريت:
" أننا لم نصارحك من قبل, ولكنا غير مطمئنين قليلا حينما خطبت الى بروس."
فعادت ليلي تتساءل:
" من حيث؟"
فقال أبوها:
" لقد قلتها مرة من قبل , حين فسخت الخطبة... أنه ضعيف, يريد الاتكال على الناس."
فقالت:
" لم ألاحظ هذا أبدا."
قالت أمها:
" أنه شيء متوار, تحدسينه أكثر مما تعرفينه عن يقين. لهذا دهشنا حين قيل أن ستيلا وقعت في هواه."
فقالت جولي:
" لعله دبر هذا اصطناعا."
فبادرت ليلي باندفاع غير أرادي وهي تتذكر ما رأته حين فتحت باب قاعد الجلوس بهدوء:
" كلا... أعني أن هذا شيء سمعت ستيلا تقوله."
وأذ نظروا اليها في تساؤل لم تشأ أن تذكر لهم السبب الحقيقي فيتأكيدها وقالت:
" لم أشك في البداية ولكن الامر تجلى لي فيما بعد."
علقت ججولي:
" هذا غريب حقا, عندما يفكر المرء فيه... ما تصورت قط أن ستيلا قد تود الزواج من شخص مثل بروس ولكن قد يكون هذا رد فعل لما تلقاه من الرجال الذين تمثل معهم."
وأضطرت ليلي لأصطناع ابتسامة واهنة, وهي لا تدري ما يدعوها لتقبل هذه الملاحظات عن بروس وهي ساكنة النفس. ومالبثت أن قالت:
" أعتقد أنه عادي... والامر كما قلت رد فعل من ناحية ستيلا ولكني أثق بأن كل شيء سيبتهي الى خير نهاية."
وفكرت كيري مكتئبة:
" سينتهي الى خير نهاية لستيلا فهكذا حظها دائما."
يبدو أن فكرة صغيرة, غريبة, خطرت لها في تلك اللحظة.. كان من المؤسف أزاء الاداء الذي مثل به رويز آلدوريت دوره في ذلك اليوم الا ينتهي الزواج الى زواج حقيقي. أذا كان الرجل الذي رأوه في ذلك اليوم هو رويز آلدوريت الحقيقي, وليس مجرد ممثل فقد داخلها شعور بأنه كفيل بأن يفوق بروس بكثير في أسعاد ليلي.
ابتسمت مرغريت فجأة في تخابث وقالت:
"أليس صاحبك رويز فارساً أسبانيا عظيماً حقا؟"
فتضرج وجه ليلي وقالت:
" نعم, أراه كذلك. الواقع أنني ما لاحظت هذا من قبل. لقد أعتاد... أن يكون باردا متباعدا منطويا, حتى أك لتنسين أنه نصف أسباني."
فأبتسمت جولي قائلة:
"أراهن أنه يدعك الآن تنسين هذا."
ماكان من سبيل لتفادي حمرة الخجل وهي تتذكر الدفء الذي كان في عينيه السوداوين, والذي كان أبعد الأمور عن التوقع. وتساءلت كيري وهي ترمقها:
" أصحيح هذا؟"
والتقت نظراتهما فابتسمت ليلي ابتسامة ضئيلة وقالت: "لن أتكلم!"
ولكي توقف تدفق الاسئلة أرتهم اخيرا خاتم الخطبة. وكانت حتى تلك اللحظة تبقي يدها متوارية لسبب لم تدر كنهه وهي خجلى مترددة. وصاخت جولي في أعجاب ردده الأخرون وهم يتأملون الحجر الياقوتي المربع والحجرين الماسيين الدقيقين اللذين أحاطا به.

* * *

عندما أستلقت ليلي في فراشها في ذلك المساءء وجدت فكرها يستعيد كل دقيقة من تلك الأمسية. الفارس العظيم كما وصفته أمها, كيف سيكون في كاراسترانو؟ كان يبدو بالتأكيد انه يتمتع بالشهامة والمجاملة التي فطرت عليها العائلات الاسبانية العريقة, ولكنه لم يؤت الخصلة الاخرى التي أشتهر بها عنصره... ثم تذكرت اللمحة الخاطفة التي مرت بها في البهو, حين خالت انه يوشك أن يقبلها... أكان ذلك مجرد تةهم, أم أنها كانت نزوة لم يشأ أن يستسلم بها؟.
ثم بدأت تتذكر الفكرة التي ساورتها قبيل انصرافه. أكان التفكير في العودة الى كاراسترانو يحطم حاجزا أخفى نفسه وراءه خلال السنوات العشر التي قضاها في انكلترا؟ أذا كان الامر كذلك فكيف كانت حقيقته أكان الرجل البارد المشاعر المتباعد الذي عرفته في العمل؟ أم الغريب الساخر؟ أو كان هناك رويز آلدوريت ثالث لم تحدث وجوده قط قبل اليوم ولا عرفت عنه سوى أنه كان قادرا على أن يبتسم وفي عينيه ذلك الدفء المتكاسل؟
وعندها فطنت الى أنها طيلة الوقت الذي قضاه معها لم تفكر في بروس وكان هذا أغرب الامور جميعا!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:18 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

التوأمان

لم يرد أثناء العمل يوم الاثنين التالي أي ذكر للتمثيل الذي أياد بعد ظهر يوم السبت فيما عدا تساؤل متهكم اذا كان كل شيء في البيت على ما يرام فاستطاعت ليلي أن تجيب في رصانة كاملة بأن كل شيء بخير وعندها انغلق رويز على نفسه, وأستأنف املاء خطاباته. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم أخبرها بأنه كان معتزما السفر الى كاراسترانو في يوم الاربعاء وأنه كان يتوقع أن يغيب حوالي أسبوعين. وتلقت ليلي هذا النبأ على الفور على أنه طريقته لتفادي حفلة تيس, وهذا ما لم تلمه عليه, لأن أي أمرئ لم يألف هذا النوع من الأمور كان خليقا بأن يراه ثقيلا على أعصابه. ولكنه بادر بتبديد هذه الفكرة اذ أردف قائلا أنه عائد في وقت مناسب لحضوره الحفلة!
جاء بروس بعد ظهر ذلك اليوم ببعض تقارير لرويز, كما حدث حين التقت به لأول مرة. وحشدت ليلي صلابتها لتسيطر على نفسها ولكن السحر كان قد غاب للمرة الاولى. وقالت في نفسها لعل هذا طبيعي فأن السحر قد تهشم على أية حال يوم عادت الى البيت فوجدته وستيلا بين ذراعيه! وما خطر لها أن ألم ذكرى تلك الامسية لم يكن بالغ الحدة, أو أنها تذكرت قول جانيس ان الزمن يلئم الجروح اذا ما اتيحت له فرصه مما خفف عليها.
وسألته:
" الم تتلق بعد نبأ من ستيلا؟"
وأستغرب في نفسها أنها أستطاعت أطلاق السؤال دون أتفه تهدج في صوتها! فأجاب في شبه اكتئاب:
" كلا... يبد وأن خطابي لم يصلها بعد."
فقالت تطمئنه:
" لاتقلق فهي ستتلقاه وعندها ستتصل بك على الفور."
وهزت رأسها وأردفت:
" أنني آسفة لأنني لم أفاتحك في ... في اليوم ذاته ما كان ينبغي أن أرجيء ذلك الى أن ظننت أنني أوتيت عذرا معقولا لفسخ الخطبة!"
وكاد بروس يقطب جبينه ولكن لسبب غير الذي خطر لها في البداية وقال:
" أنا لست مرتاحا لما تفعلين. ألا بد لك من الزواج منه حقا؟"
فهزت كتفيها قائلة:
" أحسبنا تحدثنا في هذا من قبل فلسوف يسهل ذلك لستيلا الامور ولن يضيرني."
وأضافت محاولة أن تمزح:
" سأقضي بضعة أشهر للراحة في المكسيك دون مقابل."
قال في شيء من التجهم:
" آمل ألا يضيرك ذلك ألا تدركين.."
فقاطعته بهدوء:
" أنك تعرف رويز آلدوريت ليس لدي أتفه شك في أنه سيلتزم بالاتفاق. ومهما يكن ما يخالجك حين ترانا معا, فثق أنه مجرد تمثيل. وهو لم يتغير في الواقع لا يزال تحت مظهره بارد العواطف كالعهد به دائما."
وساءلت نفسها:
" ترى ألم يتغير حقا؟ كان هذا شيئا لا تستطيع الجزم به."

ووافقها بروس على مضي قائلا:
" ربما ولكني مازلت لا أرتاح لذلك." سواء أرتاح أو لم يرتاح. فلم يعد هناك ما يملك ان يفعله. لقد اختارت المخرج ورفضت ان تعدل عنه. وقالت معقبة:
" على أية حال فانني حين قبلت الاتفاق وعدت بألا أرجع عنه في اللحظة الاخيرة. أنه أوتى فترة معينة لتنفيذ شروط الوصية ولو تخليت عنه فسيكون عليه ان يبدأ من جديد."
سيكون الوقت متسعا ليعثر على سواك."
" ربما , ولكن ما من ضرورة لذلك بجانب هذا, كيف تتقبل ستيلا الامر في رأيك اذا أنا فسخت الخطبة الى رويز؟"
" لابد من أن تفسخ بعد مدة لابد من فصم الزواج على الاقل."
فهزت كتفيها قائلة:
" سيكون هذا بعد شهور على الاقل وكثير من الزيجات تنفصم بعد ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر. ولا تنس أن لدي عذرا مشروعا تماما. فان رويز في وسط لاتيني ومع أه قضى في انكلترا عشر سنوات فسيكون من المفهوم ان تتجدد اذا ما عاد للمكسيك كل الآراء والأفكار القديمة مما يسبب عدم التكافؤ. أن للمكسيك تراثا أسبانيا قويا ولديهم آراء عن تبعية النساء للرجال. وأنا شديدة الاعتداد بالاستقلال. أنني أكره خداع الاسرة طبعا ولكن..." وتوقفت عن الكلام وهزت كتفيها ثانية. فتمتم بروس:
" ما أزال غير مستريح لذلك. وعلى أية حال فلست أفهم كيف أقتنعت أسرتك بهذه السهولة. أنا شخصيا لم أقتنع."
" أنك تبينت الحقيقة عفوا. ما كنت أعتزم ذلك. أما بالنسبة الى الاسرة.. فأرجو الا أجرح غرورك بنفسك اذا قلت أن في المحيط سمكا آخر وهم يظنوني عثرت على واحدة."
وتضرج وجهه في أرتباك بينما أستطردت هي:
" ما كنت أقصد هنا وأنما كنت أمزح... ما قصدت أن تحمل قولي على هذا المحمل."
فتمتم وهو يغالب الارتباك:
" مازلت غير مستريح."
" ولا أنا ... ولكني ماضية في الاتفاق. لو كان في الامر فتاة أخرى لاكتفيت بفسخ الخطبة. ولكن لأنها ستيلا فاني اعتزم ان أبذل كا ما يمكن لأجعل الامور تسير نحو نهاية صحيحة. فلندع الأمور على هذا النحو..."

* * *


أقترب يوم عيد ميلاد تيس ورويز مازال غائبا وأضطرت ليلي الى أن تجعل الجميع يظنونه رحل ليتفقد ممتلكاته خشية أن تكون ثمة ضرورة لبعض التعديلات قبل أن يذهبا معا الى كاراسترانو. وما كان في الواقع قد قال شيئا من هذا القبيل حتى أنه لم يخبرها بسبب ذهابه الى هناك. ولكن هذا الايضاح بدا مناسبا أذا ما صادف ان سألها شخص ما.
وحان يوم الحفلة وما من نبأ من رويز عن عودته. بل أنه لم يرجع الى انكلترا في الليلة السابقة. وكانت ليلي تهز كتفيها في غير مبالاة اذا ما سئلت وتقول:
" أنني أتوقع وصوله في آخر لحظة."
ولم يعلق أحد على أنها لم تتلق منه خطابات لأنها جعلت أهلها يعتقدون أنها تسلمت منه رسائل في المكتب. والواقع أن الرسائل وصلت من للمكتب ولكنها كانت مقتصرة على العمل. ومع ذلك فأنها حرصت على اختيار ثيابها وزينتها كما يفترض في فتاة ترتقب خطيبها, بالرغم من أنها لم تكن متأكدة من قدومه. كان ثوبها في هذه المرة أزرق يضاهي لون حجر الخاتم الذي أهداها اياه, مما ابرز تألق زرقة عينيها.
وعندما نزلت الى البهو ابتسمت جولي ثم ضمت شفتيها في صفير اعجاب وتمتمت:
" لا عجب في أنه قرر أنه لا يستطيع العودة الى المكسيك بدونك."
فأومات ليلي مهددة في مزاح بأنها ستقتلها ما جعل جولي تضحك.
كانت تتوقع وجود بروس الى جوارها, حين بدأت التدابير للحفلة قبل مدة من في حين أن رويز آلدوريت هو الذي سقوم بدور الخطيب الولهان الآن, واد ان الكلمتان الاخيرتان اثارتا تململ وعجبا... اما العجب فلأنها الى وقت قصير ما كانت تتصور أنه أوتى اقل فكرة عن أداء دور كهذا... أما التململ فلأنه كان عليها هي الاخرى ان تقوم بدور الخطيبة الولهانة.
وكان خليقا بتيس وقد أقامت حفلة للاطفال بعد الظهر أن تكون متعبة مهيأ للنوم ولكن أمورا كهذه كانت مستبعدة التوقع من الآنسة تيريزا ديرموت. بل أنها في الواقع كانت أكثر أشراقا مما أسيقظت في الصباح وفي أوج النشاط, وأن لاحت وتوأمها في تلك اللحظة غير طبيعين.. كانا في نظافة تامة وشعر منسق ولكن الى متى كان مرتقبا لهذا الحال ان تدوم. كان الكل يسمونها حفلة تيس ولكنها في الواقع كانت حفلتهما معا ومع أن توم كان يبدي ضجرا الحفلات زاعما أنها تليق بالفتيات وتاكا أخته توجه الدعوات فكان بالطبع يود حضور الحفلة.
عندما دخلت ليلي غرفة الجلوس كان الصغيران يركعان على الاريكةوانفهما ملتصقا بزجاج النفاذة بينما كانت مرغريت ترتب الحجرة. وفجأة أطلق توم صيحة انفعال واعجاب:
" يا لها من سيارة ممتازة!"
فأضافت تيس:
" أنها تقف هنا."
وما كان التوأمان قد رأيا سيارة رويز في زيارته السالفة اذ كانا في الحديقة عند وصوله وعند رحيله. وكانت سيارة جديرة بالآعجاب... فخمة غالية دون ما تبهرج وفخفخة كما كانت ثيابه. كانت تلك الاشياء هي التي تذكر ليلي بين آن وآخر بأنه واسع الثراء.
قالت مرغريت لابنتها:
" يحسن ان تذهبي لاستقباله يا عزيزتي... كانت تتيح لها فرصة لتحية الرجل الذي كان مفترضا أنها تحبه بعيدا عن عيون الباقين وأحمر وجه ليلي أذ ادركت ما تعنيه امها. وزادها ارتباكا اذ لمحت جولي تبتسم وكان من الافضل, أنها لم تنتبه الى النظرة التي قفزت فجأة الي عيني صغرى بنات ديرموت. وأذ خرجت ليلي الى البهو وأغلقت الباب خلفها تسللت تيس من أحد أبواب الحديقة الخلفية فاختفت فجأة.. وعادت تدخل الدار من باب المطبخ وتزحف في حرص خلال الردهة المؤدية الى البهو..
شعرت ليلي اذ فتحت الباب للرجل الطويل الاسمر الذي ترجل من السيارة الفخمة بشيء من الدهشة اذ بدا متغيرا. فان الاسبوعين اللذين قضاهما في كارسترانو زادا من سمرة بشرته وهتفت في أرتباك:
" أذن فقد عدت في الوقت المناسب؟"
فقال:
" لقد قلت أنني سأعود في الوقت المناسب..."
وكأنما كان قوله اذ ذاك فصلا. ثم أردف بابتسامة اضطربت لها:
" أنك تبدين جميلة جدا هذا المساء."
شهقت ليلي وشعرت بالدفء يتصاعد الى جبينها وهي تساءل نفسها عما دعاه لهذا القول... لم تشعر ليلي بأختها تراقبها في حين رويز لمح الوجه الصغير يسترق النظر.
أحاط رويز كتفي ليلي بذراعيه وكأنه يهم بالتوجه الى قاعة الجلوس وأذا بصوت رفيع تثقله خيبة الرجاء:" ألن تقبلها ؟ هكذا كان بروس يفعل دائما!"
ودت ليلي لو تصفع أختها برغم حبها لها ولكن صوتها نبهها على الاقل الى التصرف الذي أذهلها من رويز.. وراقبته وهي مبهورة بسهولة سيطرته على الموقف, قائلا هذا لا يجوز على مشهد منك. ولاح أن تيس رأت هذا الجواب معقولا , فقالت:
" أذن فسأنصرف."
أستدارت ليلي لتتأكد من أبتعاد الصغيرة عن مرمى البصر والسمع, ثم التفتت الى رويز وقالت:
" أرجو ألا تلقى بالا الى تيس. أنها مفطورة على الجهر برأيها في أي وقت وبما أنها تعرف أننا مخطوبان فانها..."
وأمسكت حائرة فأكمل عبارتها والتهكم في عينيه:
" تتوقع أن ترى مظهرا لذلك؟"
هزت ليلي رأسها وهي تعجب من أمر تيس فما كان من عادتها أن تتسلل لتسترق النظر الى الناس ومن ثم فلا بد أن في رأسها شيئا يتخمر وما كانت تحب أن تفكر في كنهه. فكل شيء يحتمل حدوثه من تيس لا سيما في عيد ميلادها أذ تطلق لها الحرية أكثر مما تطلق في أي وقت آخر.
أن دخلا الحجرة حتى توجهت عيون الجميع اليهما كانت تيس قد عادت الى الحجرة حين خاب رجاؤها في مشاهدة موقف غرامي!
أبتسمت مرغريت اذ دخل رويز قائلة:
" أذن فقد قررت أن تخوض المجازفة. أننا نقول دائما أن من يخرج من حفلات تيس سالما يكون قد تدرب على أن يخرج سالما من أي شيء حتى القنابل الذرية."
فضحك رويز قائلا:
" أذن فهذه مقردة ثمينة ينبغي للمرء اكتسابها."
وحيته جولي في رزانة أكثر مما كانت في العادة ولكن روحها المتوثبة ما كانت لتسمح لها بأن تبقى طويلا مرتبكة أو مبهورة بأن أختها خطيبة صاحب ميريديث. فما لبثت بعد فترة أن أصبحت أكثر من أختها نفسها تبسطا معه. وظل توم ملصقا انفه بزجاج النافذة يتأمل بأعجاب صامت السيارة العملاقة اللامعة. مكتفيا بالتفاتة وجيزة الى رويز عند دخوله.
أما تيس فكانت على النقيض ولسبب كان يقلقها وتمنت ليلي صادقة أن تكتمه في نفسها راحت تحملق في أختها ورويز باهتمام ملح وتوقع ورجت ليلي وهي التي تعرفها حق المعرفة ألا يكون أمر مستهجن يدور في رأسها!
وبعد برهة قدم رويز حزمة أجتذبت أنظار التوأمين.. حيث ضمت زوجين من الاحذية الحقيقية للهنود الحمر كان قد أمر بصنعهما لهما أثناء رحلته! فتطلعت اليه ليلي خلسة وفي عينيها دهشة وتساؤل... أنه لم يحرص على العودة في الموعد المناسب فحسب لكي لا يخيب رجاء ولد وبنت صغيرين بل أنه تجشم عناء تدبير صنع الحذائين خصيصا لهما... متذكرا ولا ريب أغارتهما الهندية. هل تذكر كذلك هندية أخرى كانت معهما. تلك التي كانت على فرع من شجرة التفاح وهوت لتتلقها ذراعاه؟
التفت فجأة فرأى نظراتها.. ودلت اساريره على أنه تذكرها. أذ شاعت في وجهه أبتسامة مداعبة لا تشبه في شيء الابتسامة المتهكمة التي رمقها بها في البهو وقال:
" لعله كان جديرا بي أن آمر بصنع شيء لمدام جيرونيمو!"
وهتفت راجية وهي تعجب كيف عرف الاسم الذي ابتكرته لها كيري في ذلك المشهد:
" لا ... أرجوك دعها تمت خزيا وخجلا."
فصاح وهو بعد محتفظ بالابتسامة الخالية من التهكم:
" لماذا ؟ بل أوقن أنها جديرة بالتسجيل للاجيال المقبلة."
" كان الافضل أن تغوص في الشجرة وتغيب عن الابصار اذ ذاك."
قال بصوت خافت لم يسمعه سواها:
" يسرني أنها لم تفعل!"
كان الآخرون منصرفين الى الصغيرين وقد ألاتديا الحذائين وراحا يطوفان بالحجرة واردف قائلا:
" أنني اعجبت بما رأيت اذ ذاك."
قالت بصوت هامس:
" بهذه البشاعة المخضبة بالالوان؟"
قال برقة:
" الفتاة التي تحت الخضاب هي المهمة. أتعرفين ما كنت أظنه قبل ذلك؟"
فهزت رأسها شبه مسحورة بينما أستطرد قائلا:
" كنت أظن سكرتيرتي من الكمال بدرجة لا تجعلها من البشر, كفاءة فوق ما ينبغي خلو من الشوائب والنقائض. ثم قابلته فتاة مختلفة كل الاختلاف فتاة مستعدة لأن تفسخ خطبتها لتسع اختها, وتأبى وأن شقيت أن يشعر أحد أنها تمادت في التضحية لكي لا يشوب شيء هناءة أختها, بل أنها لتمارس العاب الاطفال مع اخيها وأختها الصغيرين."
وقفت ليلي لحظة مسحورة ونظراتها لا تفقه ما كان يدور حولها... ثم دوى رنين جرس الباب , فتحولت الى البهو في ارتياح قائلة وهي تقعد أمها عن الذهاب للباب:
" لابد أن هذه كيري."
ووقفت في البهو ثانية وكأنها تفيق من أغفاءة السحر ثم فتحت الباب فاذا كيري تحييها بابتسامة عريضة وهي تقول:
" أذن فصاحب السيادة هنا؟ كيف تسير الامور؟"
قالت في تردد وهي تتذكر عبارته الغريبة الأخيرة:
" أنني لا أستطيع أن أفهمه تماما."
فعلقت كيري في أقتضاب:
" أهناك تقصير من ناحيته؟ كان يجب أن نتوقع هذا... وأن كان قد أدى تمثيلا جيدا في المرة السابقة."
فهزت ليلي رأسها بابتسامة حائرة وقالت:
" كلا... لا شيء من هذا اطلاقا. الوافع أنه أحسن اداء منه في المرة الماضية!"
" أذن فما المشكلة؟"
" لا أدري... لعل خيالي هو الذي يصور لي هذا."
ما كان بوسعها أن تقر حتى امام كيري بأنها كانت تزداد شعورا به كرجل فاتن.
" هل قالت تيس شيئا منكرا؟"
عندما دخلتا الغرفة وجدت كيري نظراتها تتجه الى الرجل محاولة اكتشاف أي أختلاف طرأ عليه كان جذابا دائما ولكنه بدا في هذه المرة- مفعما بالحيوية , تشعر النساء بجاذبيته المتوارية بدلا من عدم المبالاة والبرود اللذين كانا يسببان الانكماش عنه. كانت حيويته السمراء خطورة جلية, كما وصفتها لنفسها. لعل هذا كان الاختلاف الذي استشعرته ليلي ولم تستطع أن تفهمه. ولعلها كانت بعد لا تزال على حب بروس ولكن رويز آلدوريت أصبح من ذلك الصنف من الرجال الذي يجتذب من المرأة نظرة ثانية, ثم يظل في أفكارها بعد ذلك.

* * *
صح ما حذرت ليلي منه رويز. فان تيس ما لبثت ان قررت أنها تريد لعبة العقوبات. كان عقلها قد شغل بالهدية لفترة ثم ارتد الى فكرة تمتلكها في وقت مبكر وتوقعت واليوم عيد ميلادها ان يباح لها توقيع ما تشاء من عقوبات اذا أوقعت بهم. وحذرتهما أمها قائلة:
" في نطاق المعقول" وبهذا بدأت اللعبة.
قالت تيس لرويز:
" سنبدأ بك فما أحسبك لعبتها من قبل, لهذا فسأخبرك بما يجري. سأوجه اليك بعض الاسئلة فاذا لم تستطع الاجابة عن أحدها أو باغتتك وأنت تغش فسأوقع عليك عقوبة."
هز رأسه وقال ميتسما:
" ولكن لا تكوني شديدة القسوة علي."
فقالت متفضلة:
" سنبدأ بسؤال سهل كم عمرك؟"
أجاب :
" أربعة وثلاثون عاما."
" أين ولدت؟"
" في كارسترانو."
قالت ليلي لنفسها, لا ضير الى الآن... وأذا تيس تقول:
" هل خطبت من قبل؟"
كان كل امرئ يعرف أن ليلي خطبت من قبل, فلم تر تيس ما يدعو لأن يحرج اذا كان هو الآخر قد خطب مرة . وجمد رويز لحظة وتردد ولكنه في النهاية قال متباطئا:
نعم... خطبت مرة من قبل."
رمقته ليلي ولكن أساريره لم تفصح عن شيء جعل ذلك الحاجز الصلب حوله. سألته تيس بغتة:
" كم عمر ليلي؟"
وبدا عليه الجهل فورا. وشرعت ليلي تشير له بأصبعها في تلهف, اذ تعرف عقوبة تيس. ولكن الصغيرة أعترضت وعادت تلتفت الى رويز مؤنبة وقالت:
" أذن فأنت لا تعرف عمر خطيبتك؟ أذن أعلم أنه خمس وعشرون."
وهزت رأسها بما أوحى الى ليلي بما عزز شكوكها. وقالت تيس تدعم رأيها:
" سأدخر العقاب الى ما بعد . الآن دور ليلي."
وأنتبهت ليلي الى اجاباتها بحرص مدركة أنها أذا أستطاعت أن تتجاوز الحد الزمني لأسئلة تيس فستكون في مأمن. كان الخطر الحقيقي في الافتقار لمعلومات تجيب بها, كما حدث لرويز بالنسبة لعمرها, وأخذت تيس تطلق أسئلتها بسرعة لتربك أختها:
" كم قضيت في العمل بالمصنع؟"
وأجابت ليلي:
" ثلاث سنوات."
" أين كنت تعملين قبل ذلك؟"
ولما أجابت ليلي عادت الصغيرة تسألها:
" وقبل ذلك؟"
" كنت في المدرسة."
كانت تيس تعرف كل هذا, ولكنها كانت تستدرج ليلي بمكر الى شعور زائف بالأمان ثم سألتها:
" هل قبلك يوما أي شخص عدا بروس؟"
قالت ليلي بصدق تام:
" كلا." ما كان أحد ليلقي هذا السؤال سوى تيس وما كان ينبغي في الواقع ان ينطق به لسانها الشيطاني.
ولكن جوابها كان أسوأ فقد كان غير صادق في رأي بقية الموجودين أذ لابد أن رويز قد قبلها بوصفة خطيبها... وبادرت تعدل اجابتها:" أقصد.... نعم."
ورمقتها تيس متشفية وهي تدرك أنها الفائزة وقالت:
" ليس المهم ما قصدت أنما الاهمية لما قلت."
وتماسكت ليلي أنتظارا لما يعقب ذلك... وأخيرا قالت تيس بجدية:
" أظنك تعرفين أنني أؤلف كتابا."
وكانت الاسرة قد صادفت دليلا كافيا ممثلا في أوراق متناثرة في كل مكان تحمل خطها العشوائي الذي لم يجعل الامر مفاجأة تذكر وأستأنفت أبنة العشر المذهلةك
" ولكني أعاني صعوبة أزاء مشاهد الحب... وكأنما ران على قلب ليلي ثقل من الرصاص هوى به في شدة. أنها ما كانت بحاجة للذكاء لتعرف ما سيتلو ذلك وأكملت تيس حديثها وهي تنظر لأختها ورويز في أمل:
" خطر لي أنكما قد لا تمانعان في عرض هذه المشاهد."

* * *

جلست ليلي جامدة وعقلها يعمل محاول التفكير في مخرج. كان بوسعها أن ترفض وقد أدركت لماذا تسللت تيس الى البهو عند وصول رويز... أخيرا قالت بحزم:
" لن أفعل شيئا كهذا أختاري أي عقاب آخر"
فأجابت تيس في عناد:
" ولماذا؟ ان للعبة قواعد."
لم تقو ليلي على النظر الى رويز في تلك اللحظة ولو كان في ذلك حياتها وواتاها الرد, فقالت متظاهرة بالمرح:
" لن يعطيك هذا فكرة صحيحة فان وجود جمع.."
فأتمت لها تيس عبارتها وكأنها خبيرة:
" أتعينين أنه يقيد حريتكما؟ صحيح... ما رأيك؟ أي امرئ جدير بأن يظنك لم تقبليه من قبل."
قال رويز:أنها خجلى."

"ورمقته ليلي بجانب عينيها فألفته يبدو مأخوذا في أنبساط.. كان هو الذي اتهمها بأنها التي تجد أن التظاهر صعب الاداء, وها هو ذا يكرر الاتهام في صمت وسرها ان ستيلا وبروس لم يكونا حاضرين لا سيما وأنها قالت أن أحدا غير بروس لم يقبلها. وأرتاحت حيث سمعت أمها تعنف تيس بشدة.
ومع أن الأمسية أستمرت بعد ذلك بشكل مرض فان ليلي كانت تشعر بظل من القلق يكتنف أمها. فأدركت أن أمها كانت تسائل نفسها عما أذا كان ثمة داع لرفض أبنتها تقبيل الرجل الجالس الى جوارها. وتمنت ليلي أذ ذاك لو تركته يقبلها ولكن هذا بدا مستحيلا اذ ذاك... ولقد علق رويز على ذلك فيما بعد كما توقعت وأن يبد أية حركة لمساعدتها في الخروج من المأزق في ذلك الوقت.
كانا يقفان في البهو حيث نركهما الآخرون للحظات الوداع كالعادة. وفجأة رأت ليلي حاجبيه الاسودين يرتفعان في أهتمام ساخر أصبح مألوفا وقال:
أنني أسأل مرة أخرى من منا يجد هذا التظاهر صعبا؟"
أحمر وجه ليلي وقالت محتجة:
" تقبيل أي شخص على مرأى من الناس صعب بطبيعته فما بالك اذا كان شخصا.."
وتوقفت محرجة فتولى اكمال العبارة عنها:
" لم يسبق لك تقبيل؟"
خرجت مرغريت ومعها كيري بعد خمس دقائق فوجدتا ليلي تقف جامدة في البهو. وقالت الام ضاحكة:
" أفيقي يا حبيبتي... أنك تبدين مذهولة!"
وأجفلت ليلي ثم تدافع الدم الى وجهها والتفت الى أمها . وظهرت جولي وكأنما اجتذبها ضحك أمها وقالت ليلي:
" ما سمعت خروجكن!"
فابتسمت مرغريت وقالت مداعبة:
" لا تنزعجي فقد أتينا للتو حين سمعنا سيارته تنطلق."
غمغمت ليلي بشيء غير واضح وأسرعت تغادر المكان.

* * *
ظلت ليلي مستلقية على فراشها معظم الليل تحاول أن تستبين كل ماحدث. طيلة عمرها لم تشعر بكيانها مهتزا بهذه الدرجة وكان اعجب ما في الامر ان رويز آلدوريت هو الذي فعل بها هذا.
ولم يكن قلبها مرتاحا في الواقع الى أن تكون باقية على حب بروس وتنبهر مسحورة برجل آخر ولم يكن لديها أتفه فكرة عما كان يقوله لها عندما افلتها في النهاية من ذراعيه. كانت هناك صورة باهتة له وهو ينظر اليها بنظرات غريبة باحثة, ثم يغمغم بكلمات لم تذكرها ويستدير فينصرف. ول يعد الى ذهنها شيء من التماسك وأدراك الواقع الا حين خرجت الأخريات الى البهو, وأن ظلت أعصابها تشدو وتغرد حتى الآن وبعد انقضاء ساعات.
وعندما تبينت أن عليها أن تواجه رويز وذكرى هذه الامسية بينهما بدا لها الامر مروعا. ولكنها لم تكن بحاجة للقلق, اذ بدا حين رأته كأن شيئا لم يحدث. فقد أستدعاها الى مكتبه وأملى عليها خطابات كما أعتاد أن يفعل طيلة ثلاث سنوات غير أنها لم تدر أنه بعد أنصرافها مسرورة بأنها أستطاعت الحفاظ على رصانتها ورزانتها المعهودين جلس لحظات طويلة يحدق في الباب الذي خرجت منه وقد ارتفع حاجباه الاسودان في تقطيب خفيف.
وكان من الطبيعي أن تلتقي بكيري في وقت لاحق من ذلك اليوم. ومع أن صديقتها تأملتها بنظرة غريبة فأنها أعرضت عن ذكر شيء عن التعبير الذي حمله وجه ليلي في المساء السابق وأن كانت لابد قد أدركت كما أدرك الاخرون معناه. أما بالنسبة الى بروس فقد سرها وأن أستنكرت ذلك في نفسها أن ألم فقدانه أخذ يخبو بسرعة. زكان الاستنكار لأنها ما كانت تعتقد انها تقبل على الحب بهذه البساطة والسرور... كانت تظن في البداية أنها ستعيش على حنين الى شيء لا سبيل لأن تحطى به, كما فعلت جانيس غير أن القدر فيما يبدو قرر غير ذلك, وما كانت تملك سوى أن تحمد له ذلك ولو أنها شعرت بشيء من الاشمئزاز من نفسها لأنها كانت موقنة من قبل بأن الحياة بدون بروس خواء.
وشرعت تسائل نفسها عم جعل الامر يحدث هكذا فجأة بيد أنها ويا للغرابة ! لم توغل في هذا التفكير طويلا أذ تراءى لها أن فيه شيئا من الخطورة وأنها ما كانت راغبة في مواجهة هذا الخطر أيا يكون في الوقت الراهن!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:21 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل السابع
ردة الفعل


لاحاجة الى شرح مدى غضب ستيلا حين وصل اليها خطاب بروس في النهاية. ضاقت العينان الجميلتان وعلت الشفتين الرقيقتين قسوة للحظة.وبدت شرسة ضارية مختلفة كل الاختلاف عن الحسناء الفانتة التي عرفتها الدنيا... وبدت مقاربة لما كان بعض الناس مثل كيري يرونه المخلوق الحقيقي الذي يتوارى تحت كل اللطف والسحر و الحسن البدني المفرط.
تمتمت في حنق:
" اللعنة على الاغبياء!"
كان بروس آخر رجل تود أن ترتبط به. وكان بوسعها أن تتخلص منه بسهولة ولكن هذا كان سيكتشف حقيقتها وهي الحريصة لغرورها على الاحتفظ باللطف الظاهري الذي كان الكل يعرفونه عنها. لم يكن لديها شعور مميز نحو أسرتها تماما كما أستشفت كيري من قبل ولكن أعجابهم الشديد بها كان متعة لها ضرورة ولكن ما الذي دعا ليلي لأن تختار هذه اللحظة المعينة بالذات لتفسخ خطبتها؟ كانت هذه أبعد اللحظات عن أن تناسب أختها. فكان على ستيلا الآن ان تهتدي الى مخرج لا يضر ولا يبده شيئا من الاعجاب الطاغي الذي كان ضرورة ماسة لغرورها.
لم يعد ثمة مجال لرفض الزواج ببروس بحجة أنها لاتستطيع أيذاء مشاعر أختها وهي الحجة التي صدته بها من قبل لأن ليلي لم تكن تحب بروس أو تراها كانت تحبه وساورها ريب ما... أم الخبيثة كيري أخبرتها بشيء؟ ذلك أن ستيلا لم تكن تجهل ان كيري كانت تكرهها؟ وهكذا أخذت كلما امعنت التفكير تزداد اقتناعا بأن هذا كان تفسيرا ما حدث وأن من الغباء ان تضحي بذاتها ولكن اذا كان الامر كذلك فمن أين دخل ذلك الرجل المدعو رويز آلدوريت؟ كان من المفترض ان ليلي عانت من حب لا يلقي أستجابة أو جزاء طيلة عملها لحسابه ولكن الامعان في التفكير كان يبين لستيلا أن الأرجح ان ليلي أكتشفت بطريقة ما أمرها مع بروس وكانت تقوم بتضحية ذاتية لتهون الأمر على أختها وأن الارجح أن آلدوريت هو الذي كان يخفي حبا ميؤوساً منه فلما سمع بفسخ خطبة ليلي أسرع باقتناصها... وبغض النظر عن هذا كان يبدو ان ليلي قد أحسنت الى نفسها أذ كان الشائع ان الرجل كان واسع الثراء.
وأستقر رأى ستيلا على أن الشيء الوحيد الذي ينبغي أن تفعله هو أن تزور أسرتها وأن تحاول أستخلاص ما حدث فعلا وأن تصلح أذا أستطاعت ما بين بروس وأختها وأن تباعد في سياق ذلك بينهما وبين آلدوريت, ولم تنقص ساعات حتى كانت سيارتها الزرقاء تقف أمام البيت العتيق الذي ترعرعت فيه.
كانت مرغريت هي التي فتحت الباب فبدت مشدوهة أذ رأت ابنتها الشهيرة ولكن وجهها أشرق بابتسامة مغتبطة بمجرد المفاجأة وقالت:
" هذه مفاجأة بديعة يا حبيبتي!"
تخلصت ستيلا من عناق أمها ودخلت معها حجرة الجلوس الصغيرة مصطنعة تظاهرا جميلا بالقلق والانزعاج... فسألتها مرغريت:
" هل هناك ما يسوؤك؟"
فالتفتت اليها ستيلا بحركة تمثيلية وقالت:
" موضوع بروس طبعا."
فأبتسمت مارغريت قائلة:
" أهذا ما يزعجك؟"
ثم ضحكت بارتياح قائلة:
" لا تشغلي بالك بهذا البتة. ان ليلي سعيدة كل السعادة مع خطيبها رويز آلدوريت."
" ليتني أستطيع أن أتأكد من هذا! لست أحب لها أن تتزوج من شخص فظيع من أبناء أميركا الجنوبية لا تطيق أن تراه وذلك بسببي..."
عادت مرغريت تضحك وقالت: " ما كنت لتقولين هذا لو رأيته وأني على يقين بأن يجعل قلبك الذي حنكته التجارب يخفق ولو كان مستغرقا في حب بروس!"
وكانت كيري جديرة بأن تطمئنها الى أن الشخص الوحيد الذي كان قلب ستيلا مستغرقا في حبه هو.. ستيلا ديرموت نفسها!
قالت ستيلا في أرتياح ظاهري وهي تتحرق غيظا في داخلها:
" أذن فكل شيء على مايرام؟"
وبدا كأن خطتها الاصلية على وشك الاخفاق... خطة ابلاغ بروس أن ليلي مازالت تحبه وما ارتبطت بذلك الرجل آلدوريت الا لتيسر لهما أمرهما. كان هذا جديرا بأن يجعلها تقوم بتمثيل دور جميل للتضحية بأن ترفض السعادة على حساب أختها فترد بروس الى ليلي.
لكن مرغريت طمأنتها بقولها:
" كل شيء على مايرام طبعا" ثم التفتت اذ سمعت صوتا عند الباب الأمامي وأردفت:
" يحتمل أن ليلي عادت من عملها. لك أن تكلميها بنفسك لتطمئني تماما."
وسمعتا الباب يغلق ثم أنبعثت في البهو خطوات سريعة وأقبلت ليلي الى الحجرة مبتسمة وهي تقول:
" خطر لي أنني عرفت هذه السيارة الرائعة."
فقالت أمها دون مقدمات:
" ستيلا جزعة من جراء موضوع بروس وقلت لها أن تكلمك كي تطمئنيها تماما ونهائيا. أن المسكينة تقلق نفسها عليم بسبب مشكلة لا وجود لها!"
رمقت ليلي أختها وعلى شفتيها ابتسامة واهنة بينما أبتسمت ستيلا أبتسامة خفيفة. وبدت كأنها تعيش فترة ألم ذهني ملتاع وأن معرفة أنها ربما جنت على مستقبل أختها كانت تثقل قلبها بأكثر مما تحتمل. وقالت:
" هذا صحيح أنني صراحة لا أصدق أنك كنت تتظاهرين بحب بروس وأنت طيلة الوقت تهيمين بشخص غيره!"
ضحكت مرغريت وقالت:
" كنت تصدقينها لو أنك رأيتها منذ ليال!"
فهتفت ليلي برفق محتجة... وقالت مرغريت تذكرها:
" ولكنك يا حبيبتي وقفت في البهو خمس دقائق كاملة بعد أنطلاق سيارة السيد آلدوريت... وما رأيت شخصا في مثل غيبوبة السعادة المطلقة التي كنت فيها!"
كانت مرغريت مغتبطة لهذا. فقد أعتادت أن ترى ليلي رصينة الى درجة غير طبيعية تقريبا في سلوكها نحو بروس وسرها أن تتبين أن أبنتها لم تكن دائما رصيينة.
دهشت ليلي لردة فعل نفسها فقد تضرج وجهها بشدة ولكنها لم تنكر . فاذا كان لابد من خلق خيالة كاذبة فعليها ان تمضي في تغذيتها وأذا أمكن لهذه القصة أن تضائل من شعور ستيلا بأنها جانية فان رابطة الأخوة تظل باقية وهي رابطة لا يملك المرء ان يتجاهلها.
صعدت ليلي الى حجرتها وأخذت تتأمل نفسها في المرأة طويلا وهي مستغرقة في التفكير... أكانت حقا في غيبوبة انتشاء واضحة في ذلك المساء بعد أنصراف رويز آلدوريت حتى ن أمها خدعت تماما؟ وهل كان ذلك مجرد خداع؟ أم كان في الأمر ما هو أكثر... وأكثر بكثير؟
وتحولت بشء من العجلة عن مرأتها غير راغبة في أن تشاهد التعبير الذي انعكس في عينيها العميقتي الزرقة بل غير راغبة في أن تصدق ان هذا التعبير موجود في عينيها... فلئن كانت سريعة التحول الى درجة انها استطاعت نسيان بروس في هذه الفترة القصيرة من الزمن فهي ليست ليلي ديرموت التي كانت تعرفها وأنما كانت فتاة مختلفة كل الاختلاف وجديدة ومثيرة لدهشتها اذ كانت كما رأت أمها مدلهة في الحب لأول مرة في حياتها!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:31 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن
شهر العسل


أستيقظت ليلي صباح اليوم المحدد للزواج على صوت الرعد... صحيح أنه لا شاعرية في هذا القران ولكنها كانت تتمنى على الاقل ان تكون الشمس مشرقة في مثل هذه المناسبة ولكن حتى الطقس كان يذكرها بعدم صحة زواجها... وما ان أنقضت ساعة على يقظتها حتى بدأ الطقس يتحسن وخف الرعد وتباعدت الغيوم واشرقت الشمس. وأضطرت ليلي أن تعترف لنفسها بانها لم تكن تشعر بخسارة فادحة لفقدان بروس الآ ان رويز آلدوريت كان يشغل بالها أكثر مما ينبغي في الفترة الاخيرة. ولكنها حاولت الا تقر بشعورها السعيد والا تستنتج معنى هذه السعادة فتفكر باستمرار في زواجها المقبل وهي بعد على أهبة الاستعداد للذهاب الى مكتب التسجيل لتوقيع عقد الزواج.
أندفعت جولي الى الغرفة طالبة من ليلي ان تتناول فطورها في الفراش. وبدأت الامور بعدئذ تتلاحق وتتسارع وكأنما لم تستغرق وقتا يذكر حتى وجدت نفسها تغادر الفراش وتأخذ حماما دافئا معطرا ثم تضع اللمسات الاخيرة لزينتها وتتأهب للذهاب الى مككتب التسجيل.
وقبل موعد الخروج وصلت ستيلا في موجة من العطر وسحابة من الفراء فقبلت أختها بحب متمنية لها الحظ كله. وكان وجهها ينم عن أن لديها أمرا أخر أو أثنين تود أضافتهما أولا أن أباهما كان في البهو ينتظر بفارغ الصبر وعصبية فلم تشأ ليلي أن تطيل أنتظاره... فضلا عن أنها ما كانت لتجازف بترك رويز في الانتظار بمكتب التسجيل.
وقد كان رويز هناك بالفعل عندما وصلوا وليس في مظهره ما ينم عن امتلائه بأية عواطف معينة. ونظر الى عروسه بطريقة مبهمة جعلتها تتساءل عما كان رأيه في ارتدائها الثوب الابيض لمناسبة لم تكن برغم كل شيء سوى صفقة عمل غير أنها لم تشأ أن تصدم أهلها بأن تتزوج وهي مرتدية أي شيء سوى اللون الأبيض التقليدي. وكان رويز في الواقع كالعهد به دائما... طويلا أسمر جذابا بدرجة مذهلة جعلت ليلي تعجب في داخلها لأنها لم تقدر من قبل كيف كان مليحا بهذا الشكل.
أكان من الممكن أن تصدق قبل شهر ولنقل يوم سفهت أي أهتمام شاعري لجولي, بأنها ستقف يوما الى جواره وتنطق بكلمات تربطها به بأوثق رباط بين رجل وامرأة؟ ما كانت لتصدق هذا لأنه كان آخر ما يمكن ان تتوقع حدوثه لها. كانت في ذلك اليوم خطيبة بروس وها هي ذي اليوم تتزوج من رويز آلدوريت!
ورددت في نفسها الاسم الذي لم يبد شديد الغرابة: ليلي آلدوريت ثم سمعت المسجل يقول مبتسما ان للشباب أن يقبل الآن عروسه. وبدون تردد أحاطها رويز بذراعه ورفع رأسها بيده الأخرى وأحنى رأسه ليلصق فما جامدا بفمها في قبلة العري التقليدي. والتقت عيناها بعينيه السوداوين فأحست بالدماء الحارة تندفع لوجنتيها. أتراه أدرك شيئا مما كان يدور بخلدها ويساورها؟ وفي الوقت ذاته كانت ستيلا تسائل نفسها: ليلي... دون كل الناس تتزوج رجلا كهذا! رجلا طويلا رشيق وصلب البنيان وفم بادي القسوة يوحي بالعاطفة المشبوبة, وشعر أسود لامع يشوبه ظل من زرقة جميلة وقد أوتى مغناطيسية كفيلة بأن تجعل أية امرأة تشعر للتوه بوجوده.. ثم العينان السوداوين اللتان أطلتا وفي اعماقها ابتسامة على زوجته.
زوجته! أحقا تزوجت ليلي رجل هذا شكله, أوتي ثروة ومركزا وشباب وجاذبية مغناطيسية. وبقدر الدهشة شعرت ستيلا ب... الحسد! ولكنها أخفت كل ذلك, وأبتسمت لرويز في مرح قائلة:
" أمل أن تعي بأختي يا سنيور آلدوريت."
وتعمدت أن تنادية باللقب الاسباني وشفتاها تختلجان فأطل عليها رويز بنظرة مبهمة قائلا:
" سأحاول ذلك, وسأحاول أن أسعدها كذلك."
قالت ليلي مبتسمة:
" مجرد وجودي معك سيسعدني..."
كانت تبغي التموية على ستيلا ولكن الى أي مدى كانت جادة؟مرة أخرى وسوس لها الشعور الغريزي الخطير أن في هذا القول من الحقيقة الشيء الكثير. وهتفت ستيلا بمرح:
" يا للسماء! انكما ترهفان عواطفي, حتى لأظنني سأبكي بعد لحظة!"
ولكنها كانت أبعد ما تكون في مظهرها عن البكاء وقررت كيري التي كانت تراقبها منذ وصولها انها اذا ذرفت دمعة فلن تذرفها لأجل ليلي وانما على الارجح حسدا لها! فما غفلت عن أن عيني الممثلة الحسناء ضاقتا عند تقديمها الى رويز ولم يفتها أتفه تغيير في أسارير وجهها.
فكرت كيري مكتئبة:
" أهكذا وضعت ستيلا عينيها على هذا الرجل أيضا؟"
الم تقنع بأنها انتزعت من أختها رجلا , فها هي ذي تشهر مخالبها الجشعة استعداداً لغزوة ثانية ؟ رويز؟
ونظرت كيري إليه ولكن تأثره بستيلا كان مستحيلا فقد كان قادرا على أن يبدو غامضا أو مبهما حين يشاء. لعله بهر بها كأي رجل آخر... وأذا كان هذا الزواج عملية تجارية محضة فبأي حق جعل ليلي تبدو مسحورة في تلك الليلة لأنه ضمها في البهو... لعلها كانت بالنسبة له اكثر من مجرد نزوة عابرة.
يا للحب والرجال! عنصران أولهما أذى وثانيهما لا ينبغي الركون اليه. ويحسن بأية فتاة عاقلة الابتعاد عنهما... افكار كانت تدهش اولئك الذين عرفوا كيري كيريغان انها قد تضحك وتمزح بل وتشترك في بعض المغازلات الخفيفة بيد أنها ما أعتزمت يوما ان تشغل نفسها جديا بالرجال. ولابد أن لديها سببا لذلك ولكن ما أقل الذين كانوا يعرفونه ّ الرجال! انهم أكثر أيذاء مما يبدون ! فهم يقلبون حياة أي أنثى بسهولة ولا يحفلون. فها هوذا بروس قد فتن وسحر وبدأ يتطلع الى ستيلا منصاعا, ثم ها هوذا رويز آلدوريت يشعر ليلي بالعاطفة لجمال ستيلا كأى شخص آخر... يا لعمى الرجال! لا يرون ابعد من الشعر الاسود اللامع, والعينين الخضراوين المنحرفتين قليلا... لا يرون ما وراء ذلك من فساد؟!

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
قديم 09-09-09, 10:33 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 107705
المشاركات: 578
الجنس أنثى
معدل التقييم: جين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداعجين استين333 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 436

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جين استين333 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جين استين333 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد عقد القران أقيم حفل استقبال صغير... وحانت لحظة الوداع ومرغريت تبذل قصارى وسعهاا لتكبح دموعها فقالت ليلي مهونة عليها:
" أنني ذاهبة الى المكسيك فحسب وليس الى القمر..."
وما كانت تعتزم الغياب طويلا وان لم تدر أمها انها ترتقب العودة عما قريب. قالت الام بابتسامة دامعة:
" آمل أن تكوني سعيدة يا حبيبتي... أعتقد أن رويز أهل لأن تعتمدي عليه."
أجابت ليلي موافقة:
" هذا يقيني أنا الاخرى..."
ولأول مرة داخلها شعور خفيف عجيب من الاستياء لأن هذا الزواج لم يكن حقيقيا فهو قادر على أن يسعد امراة وهي جديرة بان تعتمد عليه ومهما يكن فمع انقضاء الوقت بدأت تشعر بجزع فلن تلبث ان ترحل بصحبة زوج يكاد يكون غير معروف لها.
كيف يكون الرحيل في شهر العسل حقيقيا معه وللمرة الثانية وجدت نفسها تتمنى لو أن زواجها كان حقيقيا ولكنها ظلت تأبى أن تنظر لما وراء هذه الرغبة التي لا تفسير لها وأن تكتشف الداعي لأمنيتها بأن يكون الزواج حقيقيا فعل... لعلها كانت تعرف في عقلها غير الواعي ولكنها لم تشأ مواجهة السبب.
وخلال الرجلة في القطار الذي أقلهما للباخرة وجدت نفسها تتأمل خلسة.. زوجها!
كلمة كانت ذات وقع غريب وأن اعترفت بينها وبين نفسها بأنه كان وقعا مستحبا يرتبط برجل جذاب جدا. من كان يظن قبل شهر واحد ان الرجل البارد المشاعر المثير للنفور في المكتب كان قادرا على أن يتحول الى شخص قادر على ان يبعث قشعريرة انفعال سار في كيانها... الرجل الذي كان يتذبذب على فمه الصارم في تلك اللحظة شبح ابتسامة ضئيلة وكأنه كان يعرف انها تنظر اليه, دون أن يعتزم شعارها... وغاصت في المعطف الفرائي الثمين الذي كان هدية الزواج شاعرة بانها اكثر سعادة مما كانت الظروف توحى.
وأبتسمت لنفسها... كاد هذا المعطف أن يسبب أول شقاق بينهما. فهو ثمين وقد أعترضت على أن يبتاعه هدية لزواج مؤقت ولكنه أصر في تشدد على أن تقبله قال ان الزواج في ظاهرة زواج عادي ولهذا كان لزاما ان يقدم هدية زواج كما كان يناسبه ان يبدو كأي زواج آخر. وانصاعت للي أزاء أصراره العنيد واستيائه البارد وفوجئت باكتشتف أنه لم يكن يحب الخلاف. ومنذ تلك اللحظة طرأ على علاقتهما تغير آخر. لم تعد ليلي ترى الوميض المتهكم في عينيه السوداوين وأصبحت ضحكة ود وصداقة... لعل امرأة ما جعلته يشعر بأن الهدايا الثمينة منشودة تستقبلها دائما بأصابع جشعة.. لذا فاعراضها عن تقبل هدية ثمينة حطم الحاجز القديم الخفي الذي كان يرسم التهكم والازدراء على فمه الفاتن.

وأذ صعدا الى الباخرة التي كانت تهم بنقلهما الى أميركا تلفتت حولها مشدوهة... كانت " السديم الازرق" سفينة أصحاب الملايين ووقفت ليلي مذهولة لمظاهر الترف البالغ حولها وأقرت لنفسها دون طمع بأن وفرة المال متعة سارة وأنها جديرة بأن تهنأ ببضعة أشهر تقضيها في الرفاهية. وفي تلك اللحظة بالذات خطرت لها فكرة.. لقد قالت لجولي مرة أنها ما كانت لتؤثر أجمل مليونير في الدنيا على بروس ومع ذلك فها هي ذي زوجة لرجل أكثر من مليح وكان واسع الثراء وأن لم يكن مليونيرا. وبالرغم من هذا فان امواله ما كانت ذات قيمة تذكر... كان بوسعها ان تعترف لنفسها أخيرا بأن الرجل نفسه هو الاثير باهتمام منها يفوق اهتمامها بأي شخص آخر.

* * *

وعندما بلغ الجناح المحجوز لهما وقفت مبهوتة ازاء فخامته فما خطر لها ان لمثل هذه الاشياء وجودا الا في الافلام... كان هناك حجرة جلوس خاصة بهما ولها بابان... فلما فتحت احدهما كادت تسمع دقات قلبها فجأة اذ رات سريرين منفصلين... وسرت في كيانها هزة غريبة اذ شعرت بيد رويز على ذراعها تديرها لتواجهه وقال:
" في الجانب الآخر لحجرة الجلوس حجرة أخرى سأستعملها لقد تعمدت أن اطلب جناحا واسعا."
ولم تسعفها قريحتها ولو بكلمات تبعد عن بالة فكرة انها فكرت لحظة في أن يتشاطرا نخدعا واحد.
وقال فجأة:
"كان جديرا بي أن أعتذر لأنني ضممتك على ذلك النحو ليلة كنت في داركم... أهذا هو ما يقلق بالك؟ لا داعي للقلق فلن يحصل شيء من هذا."
وسادت فترة من صمت وجيز. ثم وجدت نفسها تسأله دون تعمد:
" أكانت تلك ردا على ما قلت في مطعم ريكي؟ فأجاب :
" إلى حد ما فما من رجل يتقبل تلك العبارات كاطراء ومجاملة و..."
واومضت في عينيه ابتسامة واهنة وهو يردف:
" أنها كانت بعيدة جدا عن الحقيقة فأنا كأي رجل آخر ثم أنني نصف اسباني."
وساءلت نفسها:
" أكان هذا تحذيرا خفيا؟ بينما مضى يقول:
" ولعلك لم تضيقي بذلك كثيرا؟"
وشعرت بوجهها يتضرج فتمنت لو قاومت هذا الشعور... لكنها تلميذة غريرة, أين ذهبت كل رصانتها وسيطرتها على نفسها؟ إنه لم يجعلها تشعر بشعور كهذا وهما يعملان معا.. ولكن مسافة طويلة كانت تفصل بينهما في العمل. ما تعرضت يوما لموقف كهذا في العمل بل انها ما تصورت أبدا خلال سنوات العمل أنه كان ينطوي في أعماقه على هذا الرجل الغريب الاطوار... كانت لالعبارات التي قالتها في المطعم غير حقيقية كما ذكر منذ لحظات.
وعاد ليسألها:
" هل ضقت بذلك؟"
ورمقته بنظرة مباشرة وسريعة ثم غضت بصرها قائلة :
" كلا..."
لو انها أجابت بغير ذلك لكان جوابها بمثابة صفقة ثم ان سؤاله كشف عن أنها كان يدرك انها كاذبة لو أجابت بالنقيض. وقال بهدوء:
" أشكرك... يسرني انك حاملتني بأن كنت صادقة." فتطلعت اليه متسائلة:
" أكنت تدرك أنني أكذب لو لم أفعل؟"
هز رأسه مؤكدا. وتبينت انها ما كانت تحفل بعدد مرات خرقة تأكيداته.. وتساءلت في نفسها:
" يا للسماء! ما بالي؟ ما الذي دهاني؟"
كان ثمة شعور غريب يسيطر عليها ومع ذلك, فانه لم يكن شيئا يبعث على الخوف ! بل أنها بدأت تستشعر نوعا من خبية الرجاء لأن هذا الزواج لم يكن مقدرا له أن يدوم!

* * *
بينما عنيت المضيفة باخراج ملابس رويز وطرحها على السرير ذهب رويز الى امين خزانة السفينة فقررت ليلي أن تصعد الى السطح وبعد قليل لحق بها رويز.
قال بصوت خافت:
" آن للباخرة أن تبحر" وشردت نظراته بعيدا وكأنما كانت أفكاره تسابق السفينة وكانه نسي الفتاة التي كانت بجانبه. ولكنه في الوقت الذي خطر لها فيه هذا - أقترب قليلا, وابتسم لها وأمتدت ذراعه فأحاطت كتفيها. وبدون ارادة منها مال رأسها الى الخلف مستندا الى كتفه فاشتدت ذراعه حولها بينما أخذا يشاهدان المسافة تتسع بين رصيف الميناء والسفينة, كأنها هوة تفصل بين الحياة القديمة والحياة الجديدة.
وحاولت ليلي ألا تفكر في أن الحياة الجديدة كانت لفترة محدودة انها ستضطر ذات يوم الى أن تعبر الهوة لتعود الى الحياة القديمة.
• * *

تلفتت ليلي باعجاب وهما يدخلان قاعة الطعام الواسعة في ذلك المساء وداخلها استمتاع ساذج بهذا النوع من الرفاهية الذي لم تعرفه من قبل. وشغلا مائدة صغيرة لاثنين حتى اذا فرغا من العشاء ذهبا الى قاعة الرقص. وبالرغم من أن السفينة كانت في أول أيام الرحلة فقد بدا ثمة جو من المرح والاحتفال ولعل ذلك كان لقصر الرحلة نسبيا ورغبة المسافرين بغية الترويح في الاستمتاع بأقصى لهو في عطلتهم.
واشتركا مع الراقصين فتبينا أن خطواتهما كانت متناسقة. وراحا طيلة السهرة يضحكان ويتكلمان دون ما حرج وبالرغم من أنهما لم يتزوجا الا في صباح اليوم ذاته.
وفي وقت لاحق من ذلك المساء استلقت ليلي في غرفتها الفخمة تنظر الى السرير الخالي وهي تفكر... كانت تلك ليلة زفاف غريبة. فمنذ أشهر قلائل. كانت تتصور أنها ستقضيها مع بروس ولكن لو كان بروس هو الزوج لما حظيت بجناح فاخر على السفينة ولما شعرت كذلك بوحدة. اترى كان رويز هو الآخر مستلقيا يتأمل السقف في غرفته. ويشعر بالوحدة أو لعله كان يفكر في الفتاة التي أحبها يوما منم قبل.

وأثار هذا فكرة جديدة لديها: ترى كيف كان شكلها تلك الفتاة التي خطبها من قبل وماذا فعلت لتسبب له هذا الجمود العميق الذي خالته يوما جزءا جوهريا منه؟ لقد أدركت الان أنه لم يكن من طبيعته ولكن الصدمة التي أدت اليه كانت ولا بد حادة أليمة أحدثت في أعماقه جرحا غائرا وخلفت مرارة وعدم طمأنينة الى كل النساء. وداخل ليلي شعور من الارتياح الى عدم الثقة بدأ يتبدد ولكنها تمنت ان تفعل شيئا أكثر من القليل الذي فعلته حتى الآن للتسرية عنه.
ومع خيوط الفجر غشيها النعاس. ولكن من أجمل ما في السفر في باخرة أن المرء لم يكن مضطرا لأن يستيقظ مبكرا لتناول الفطور.
ووجدت رويز في حجرة الجولس وقال مبتسما:
" لقد أمرت باحضار الفطور هنا."
فجلست في مقعد مريح وهي تقول:
" ما أجمل هذا ! لكن أشعر بالكسل!"
فعاد يبتسم قائلا:
" أكنت تفعلين هذا لو أنك في انكلترا؟"
قالت:
" أتعني قبل أن يجري كل هذا؟"
اومأ برأسه فنظرت الى ساعتها وأرسلت ضحكة خفيفة قائلة:
" كنت في مثل هذه الساعة أدق مفاتيح الآلة الكاتبة وأنتظر شاي الصباح أو ارتقب جرسا ملحاحا من سيد صعب عليه العثور على شيء يريده." وارتفع احد حاجبيه الاسودين وتساءل:
" هل كنت ترينني رئيسا متعبا جدا؟"
فابتسمت قائلة في مداعبة:
" في بعض المناسبات."
"وهل كنت في تلك المناسبات تشعرين باغراء لأن تخبريني بما كنت تظنينه في؟"
قالت بصراحة:
" كلا. كنت أكتفي بتجاهل حالات غضبك الصغيرة."
وضحك ازاء ما بدا على وجهه وهو يقول:
" يا لك من جريئة صغيرة!"
ما من أحد وصفها بهذا من قبل.
فلم تتمالك أن ضحكت اذ اعتادت أن ترى نفسها طويلة ليست صغيرة قط ولا من الصنف الخبيث الذي يوصف عادة بهذا الوصف.
نظر اليها في فضول وقال ببطء:
" لا أفهم كيف لم اتبين حقيقة شخصيتك من قبل. انك كنت تبدين..."
فتساءلت كقطعة من أثاث المكتب: " قال شيء من هذا القبيل فيما أحسب."
" أليس هذا ما كنت تبغي؟ كنت انظر لعملي بجدية مصممة على أن أكون فتاة عاملة الى أن ألتقيت ببروس."
لم يخالط صوتها أقل اختلاج بينما واصلت حديثها:
" كنت عازمة على ان اكون ناجحة فانتهجت السلوك الذي رايت أنك تريده . ولو كنت راغبا في قطعة اثاث اخرى بالمكتب لكان بوسعك الظفر بها."
قال بصوت أجش:
" لابد أن هذا أقتضى منك سيطرة على النفس عظيمة. فبعد السكرتيرة العجوز أخذت أغير سكرتيركاتي باستمرار قبل أن احظى بك."
فاومأت برأسها وعيناها تتوثبان بالضحك وقالت:
" كان عملا ممتعا من نواحي الاعتبار... فضاقت عيناه السوداوان وهو يتفرس فيها قائلا:
" لعله كان من الخير انني لم أعرف حقيقتك تحت مظهرك الرخامي."
" لماذا؟ اكان هذا يغير من الامر شيئا؟"
هز رأسه في شيء من الحيرة وقال:
" لا أظن. لولا تلك الوصية ما عرفتك ابدا على حقيقتك!"
وسألته في فضول:
" ما الذي جعل جدك يضع وصية كهذه؟"
والتقت نظراته بنظرة جادة منه وأجاب سؤالها بسؤال:
" أليس الامر واضحا؟"
وتضرج وجه ليلي حيث أدركت ما كان قد خطر لها عن سبب الوصية بينما واصل هو الحديث:
" كان يريد وريثا لكارسترانو..." وكانما نسي وجودها لحظة وراح يتأمل يديه النحيلتين القويتين وقد انعقدتا على ركبتيه ثم قال في لهجة تكاد تكون غاضبة:
" أنني لا أحب أن يملي أحد تصرفاتي علي... وكانت لجدي السلطة التي جعلته يفعل ذلك يوما فلم اشأ ان اسمح بأن يحدث هذا مرة أخرى."
وبدا عابسا كما تعودته في المكتب... وهمت بالكلام ولكنه قطعه عليها دون أن يفطن تقريبا اذ مضى يقول:
" حاولت من البداية أن اموه الشروط التي فرضها... فتزوجت فلا سبيل الآن الى أية عقبة تعترض أن أرث كاراسترانو."

قالت بهدوء:
" اليس هذا... غشا... الى حد ما؟"
فهتف: "غش؟"
هزت رأسها قائلة:
" نعم . فأنت في الواقع سترث تحت ادعاء زائف."
ولم تدر كيف تسنى لها أن تجد الجرأة لتقول هذا. ونظؤ اليها وعادت لعينيه السخرية المتهكمه التي كثيرا ما صادفتها في الايام الاولى لاتفاقهما العجيب وتساءل:
" أتقترحين أن يجري تنفيذ الشر بحذافيره حتى النهاية؟"
شعرت ليل بأن وجهها يحمر ثانية وقالت بلهجة وأن تمنت لو أستطاعت السيطرة على بوادر الحرج الاخرى:
" لست اقترح شيئا... كان من العسير بعد أن بدأت هذا الدرب ان تتحول عنه وأستأنفت قائلة:
" لعلك كنت تقدم على زواج عادي لو لم يستفزك هذا الشرط من جدك."
" ولكن لعلي لم أشأ الرضوخ له تماما."
" أذن فهل تعتزم بعد انفصام زواجنا أن تعيش هناك بقية عمرك ثم تدع كارسترانو بعد موتك لأغراب... أذا لم يكن هناك اعضاء آخرون بالاسرة لهم حق الوراثة؟"
قال متعجلا:
" ليس هناك أحدا سواي."
كان مقطب الجبين وكأن فكرة استيلاء أغراب على كارسترانو لم تكن مستحبة. وقال بعد لحظة:
" أحسب أن ما كان ينبغي أن أفرط في لومه. فالعادة في المكسيك أن يدير الاهل الزيجات... لا بد أنني عشت في انكلترا مدة طويلة انستني ذلك."
وأمضت عيناه بابتسامة ضئيلة جدا وأردف:
" ما الذي تقترحين أذن ان أفعل؟"
تحاشت ليلي نظراته وقالت:
" لست أملك ان أقول لك ما تفعل... فهذا امر لم ان تقرره وحدك ولكني أحسب أن جدك كان يحب كاراسترانو ولابد قدر حبك اياه والا ما وضع هذا الشرط أملا منه في أن يكفل الا يؤول الميراث لأغراب."
كان الحديث أعجب حديث فأسرعت تضيف لكيلا يسئ فهم قولها:
" أحسب أنه سيكون من السهل بعد انفضاض زواجنا أن تدبر على وجه أفضل ذلك النوع من الزواج الذي كان جدك يفكر فيه ولكنه في هذه المرة سيكون زواجا باختيارك الشخصي الحر لن تكون مستهدفا بالزواج ان تكفل ميراثا."
" تعنين بتعبير آخر أن أختار بنفسي وأن يصدر الاختيار عن أرادة حرة وليس عن رضوخ له؟"
" نعم."
ضحك في اسهجان وقال:
" فتاة اسبانية مطيعة تتزوجني بأمر من أسرتها هل هذا ما تقترحين أن أفعل؟"
عادت ترفض بعناد ان تدلي بجواب محدد مؤثرة أن تعلق على الموقف بوجه عام: أنني لا أملك أن أقترح شيئا. لقد كانت لي أسباب شخصية لهذا الزواج...و... فأكمل عنها العبارة:
" ولا رغبة لديك في أن تستمري فيه."
نهض وأخذ يتأملها لحظة وعلى وجهه تعبير غامض ثم خرج متمتا بأن سجائره نفذت وأنه سيذهب لشراء غيرها.
وقفت ليلي هي بعد أنصرافه وقد فطنت أخيرا الى أن يديها كانت تتمسكان بشدة بردجة لآلمتها ولكنها لم تلاحظ ألالم قبل ذلك... ولعل السبب كان ألما من نوع آخر خالجها وهو يتكلم عن زواج ينشأ عن رغبته ورضاه بعد حل زواجهما.
انتهى الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور جين استين333   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الزواج الابيض, dark star, nerina hilliard, رومنسية, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير الرومانسية, عبير القديمة, نيرينا هيليارد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t119070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ط§ظ„ط§ط¨ظٹط¶ - ظ†ظٹط±ظٹظ†ط§ ظ‡ظٹظ„ظٹط§ط±ط¯ (14) review at Kaboodle This thread Refback 28-03-10 11:25 PM


الساعة الآن 08:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية