لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (7) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-09, 06:16 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

(( سأموت إذا عشت في بلد بارد . أحب التردد على بيوت الأزياء ولكنني أفضل العيش على هذه الجزيرة ))




وأردفت تقول بالفعل عندما تمطت باسترخاء بينما قالت فنّي مبتسمه :


(( جزيرة الفراشات ))




(( أحب هذا الوصف . أتركك في تأملات العروس . وأنا سعيدة بخروج هراكليون سليما ومعافى من الحادث. ليلة سعيدة ))




خرجت ادلينا وهي تدندن لحنا يونانيا . قانعه تماما بحياتها على جزيرة بتالدوس . وبقيت فنّي إلى ان تسرب البرد إلى الغرفه فذهبت إلى غرفة هراكليون ودخلتها بهدوء لتتأكد من انه على مايرام .


كان ضوء المصباح باهتا ، وفوجئت كثيرا عندما انحنت فوقه ورأته مفتوح العينين ينظر إليها.




(( هراكليون.... أوه !))




(( أهلا . اشعر بان الوقت يتباطأ. منذ كم وأنا نائم؟ ))




(( منذ ساعات . كيف حالك؟ ))



كان قلبها يخفق بسرعة عندما نظرت إليها تلك العينان المخمليتان .




(( لا اشعر باني إنا نفسي . كل ما اتذكرهو ميض قوي وضربة على راسي . ماذا حدث؟ ))




(( انفجار قنبله وضعها إرهابي حيث كنت. كنت محظوظا ...))




(( أي ان غيري قتل؟ وزونار؟ ))




(( كان يتناول طعام الغداء مع احدهم في مكان ما ))




(( صحيح . تذكرت انه قال سيزور صديقا حميما جامعيا قديما. وأظن ان هذا الصديق فتاة ))

بانت اسنانه في ابتسامه بسيطه ثم عبس وقال:

(( انه من سخرية القدر ان يموت الناس وهم يحاولون ان يجلبوا السلام إلى قبرص . إذن أرجعوني جوا واناموني في الفراش كالطفل . شيء من هذا لم يحصل لي من قبل !))




(( هل تشعر بشهية للأكل؟ لم تتناول شيئا منذ ساعات ولن يضيرك ان تطلب ما تشتهي ))




((حقا انت زوجه قلقه ومهتمة بي . هل تفجرت عواطفك وتبدلت طباعك يا عزيزتي؟ ))




(( لا تكن فظا !))




(( آه . كم تتألم هاتان العينان ))




دس أصابعه في القفطان العريض وضغط على جلدها وقال :


(( لك ابتسامه لطيفه وحلوة كالملائكة . الست ملاكا ؟ والان ، انا متأكد ان املك قد خاب عندما أخبرك زونار بانك لم تترملي . يا للخسارة ! سيبهر جمالك الناس وأنت في ثوب اسود يزيد من فتنة جلدك الأبيض وبهاء شعرك الذهبي ))




(( انت بهيم يا هراكليون ، ولا أريد ان افقد أعصابي بسببك . هل تريد شيئا من الطعام ؟ ))




(( فنجان قهوة تركية يا ملاكي الحارس . خبز اسمر مقمر مع طبق ساخن من الحلزون بالزبدة مطبوخ بالحشائش والخل ))




انتظرت حتى تختفي ابتسامته الماكرة ، وقالت :


(( ستحصل على ذلك.... أوه هراكليون ، انت لا تتلف ، والكل سعيد بنجاتك))

(( وهل انت سعيدة أيضا؟ ))
يذهلني طلبك . حلزون وقهوة تركية في هذه الساعه المتاخره ّ!))




(( طلبت ما اشتهيت ))




(( يا ممالق ! سأذهب واطبخها بنفسي ))




(( انت؟ ))




(( لست خرقه باليه او عظمه عتيقه . أخذت دروسا في الطهو وأصول السلوك وادارة المنزل بدون حيوانات . فعمي كان لا يطيق وجود حيوانات في البيت .. شعرها يتناثر على المفروشات وغير ذلك ...))




(( وعليه جعلت كلبا يلتمسك بإلحاح ))




(( واستوليت على أسد ))




جلس في سريرة ورتبت الوسائد وراء ظهره . وقارنت بين بياض اللفائف ودكنة جلده وسألته :


(( هل تؤلمك ذراعك ؟ لن يطول بي الوقت في المطبخ ))




(( الألم في ذراعي يهون . لا تزعجي نفسك بطبخ الحلزون ياسيده. قطعه ساندويش تكفيني ))




(( ستحصل على ما أشتهيت يا سيد))




(( متى أصبحت عاطفيه تتأثرين بخدوش في ذراعي وبألم في راسي؟ لا تنسي القهوة ))




(( لا ياسيدي ))




تناول سيكاراً بعد ان تركته متوجهة إلى المطبخ الكبير حيث رئيس الطباخين يحكم كملك في النهار. اما الآن فكل شيء هادئ هناك والأضواء مطفأة . أشعلت فنّي النوروذهبت إلى البراد فأخرجت الحلزون المجمد الذي لا يخلو منه لان سيد البيت يحبه كثيراً. بدأت تطبخه وتركته في المقلى ليغلي بينما أخذت في تحضير القهوة . قطعت شرائح من الخبز وأحضرت صحنا من الزبدة وضعته على الصينية .




كانت منهمكة في عملها ولم تنتبه إلى شخص طويل القامه يقف عند الباب الا عندما قال:


(( هل معدتك خاوية ؟))




التفتت إلى الصوت وابتسمت لزونار:


(( استفاق هراكليون وبطنه خاويه . اشتهى حلزونا وأنا مستعده لتحضير وجبة بأربعة أطباق لو أراد ذلك . يسرني ان يعود هراكليون كما كان ))




(( هل بدأ أهانته لك؟ ))




(( أهانني حوالي ثلاث مرات ))




(( يعني انه استعاد نشاطه ))




(( تقريبا. المتألم لا يتكلم هكذا ))




أفرغت مقلى الحلزون في صحن وصبت عليه الصلصة. وتبلته بقليل من الثوم والملح والفلفل.




(( افهم من كلامك انه يفضل الحلزون على اراحة رأسه في حضنك . انا اعرف ما أفضله شخصيا بين هذين الشيئين ))




(( يشعر هراكليون بالجوع ويجب تغذية جسمه ليقوى ))


وضعت شوكه خاصة للحلزون على الصينية مع فوطه والخبز المقمر. كانت تبتسم وهي تجهز ذلك ، سعيدة لأنها تطبخ إلى هراكليون ، وتمنت لو تسنح له الفرصة من إطعامه بيدها، ولكنهم لن يسمحوا لها بتغير نظام القصر .
إذ سيزعج ذلك الطباخ اليوناني . وسيشكو هراكليون من انه لا يدفع معاشاً إلى طباخ محترف كي يقوم طباخ مبتدئ بذلك.




(( احمل إبريق القهوة يا زونار وتعال معي لترى أخاك وتسمعه كلمة أخويه لطيفه ))




(( يا امرأة أخي العزيزة ، سيقفز من فراشه كالمجنون إذا تجاسرت وقلت له اننا سعداء بسلامته وبقدرته على ان يجعلنا نركض لتنفيذ اوامرة ))




تبعها زونار، وهو يضحك لأنه يحمل الإبريق وقال :


(( اشبه خادم مطعم يوناني يحمل القهوة للزبون ))




(( لا يضرك شيء إذا كنت نافعا . وأرجوك لا تزعج أخاك ))




(( يا فتاتي العزيزه . هراكليون ملك الغابه وما انا الا احد الأشبال التي يروضها ))




دخلا الغرفه و زونار يضحك مما قاله لتوه . وصرخ في وجه أخيه :


((ها نحن أتينا إليك يا هراكليون لنخدمك بألذ طبق تتذوقه في حياتك))




(( الحلزون أم امرآتي؟ رائحته تفتح القابلية ))




دقق هراكليون النظر في اخية قبل ان ينظر إلى فنّي وهي تضع طاولة صغيرة بأربع أرجل على ركبتيه .




(( أرجو ان تجدها كذلك . هل انت مرتاح؟ ))




(( جدا ))




رفع الغطاء عن صحن الحلزون فتفتحت خياشيمه . وتناول الشوكة فبدأ يأكل بحركة الخبير المعتاد . رفع حاجبيه إعجابا وقال وهو يمضغ الطعام :


(( كمية الثوم التي وضعتها هي المطلوبه ، لا أكثر من ذلك ولا اقل.. مدهش))

(( فنّي تملك شيئا اخر غير الوجه الحسن))




جلس زونار متراخيا في كرسي كبير، ولم يعلق هراكليون على قوله أي شيء لانهماكه في الأكل بشهية ظاهرة. وأضاف زونار:



(( كنت على قيد أنمله من الموت يا أخي . مات الكثير من أعضاء اللجنة ))




انسحبت فنّي من الغرفه لتترك الأخوين وحدهما. وحمدت الله على سلامة زوجها الذي يرقد الان حيا في سريرة الضخم بدل ان يكون جثة هامدة مع الآخرين منرفاقه . تعرف فنّي ان هراكليون سيتألم لهم ، وفرحت لأنه وجد طبخها تماما حسب ما يشتهي ، وذهبت إلى فراشها لتنام على صوت حديثهما في الشقة المجاورة .




عندما فتحت عينيها صباح اليوم التالي كانت غرفتها غارقه في ضياء الشمس ، مما دل على انها تأخرت في النوم . هراكليون! فكرت به في الحال فهرولت مسرعه إلى غرفته. وارتدت عباءتها وهي في طريقها إليه.


وجدت فراشه خاليا والاغطيه ملقاة جانبا . ماهذا؟ كيف ينهض من فراشه وهو ما زال في حاجة الى الراحه ؟




(( أسعدت صباحا يا سيدتي ))




التفتت الى مصدر الصوت . كان هراكليون واقفاً في باب الشرفة ينظر إليها مبتسماً


(( تعالي الى هنا لأريك شيئاً ))




(( لماذا لا تبقى يوما اخر في الفراش يا هراكليون؟ نصحك الطبيب بان تترك الأمور تأخذ مجراها ))




(( وهذا ما سأفعله . تعالي ))




مد يده داعياً إياها لتذهب إليه . وخرج كلاهما الى الشرفة فلفت نظرها الى البحر . رأت سفينة شراعية تمخر عباب الماء الأزرق كأنها زورق قراصنة على أهبة غزو الجزيرة . وتذكرت غزوات القراصنة عندما يهجمون على الجزيرة ليسلبوا أهلها ويسطوا على بناتها اللواتي كانوا يخفونهن في كهوف الجبال .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:21 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان البحر يضاهي السماء صفاءً وزرقة . وبعد ان اعطى هراكليون فنّي مهلة كافيه للتأمل قال :


(( هذه هي كرينيا . خرجت لتوها من المشغل البحري لتوها عروساً جميله لتقوم برحلتها الأولى . هل تحبينها؟ ))




(( هل السفينه لك ؟ لم ارا أبدا سفينه بهذا الجمال . تذكرني بصور لسفن القراصنة . سفينةً كهذه لا تخص غيرك ))




(( هل تشتهين ان تكوني على ظهرها في جولة على بحر ايجه؟ ))




لم تصدق ما سمعت من حلو الكلام . هل صحيح ان هراكليون يدعوها لترافقه الى مكان ما... أي مكان . الى السماء؟




(( هل أنت بحارة ماهرة ؟ ))




(( لا اعلم . لم يختبرني احد بعد ))





لا تصدق حقيقة انها سترافقه في رحلة بحريه على ظهر سفينته التي يزين مقدمتها رأس كرينيا العاشقة الاسطوريه ، وأشرعتها تشبه أجنحة الطيور. اجل. انها تتوق الى هذه الجوله . فهناك العديد من الجزر تحلم باستكشافها.


ولكن مهلا... فقد حدث مرة في السابق ان أرادت الحصول على شيء. وعندما كادت تناله نظر هراكليون إليها باحتقار وزمجر بصوته الخشن قائلا بان عليها ان تعطيه ولدا أولا...




كلا . لا تستطيع مرافقته ... لا تستطيع التمتع بهذه الرحله وهي تنتظر مصيرها المجهول . ولكن بدا ان الأمور تسير حسب أمانيها عندما قال :


(( سأختبرك انا . سنبحر على ظهرالسفينة هذا الصباح ))




التفت إليها ولما رآها غارقة في حال تفكير عميق سألها :


((ما الأمر؟ الا تتلهفين لتكوني وحدك معي على متن السفينه ؟ وهل عنايتك بي وأنا على الفراش الليلة الماضية تتوقف ونحن في البحر؟ إذا كنت لا تحبذين فكرة الرحله لن أجبرك على مرافقتي . لن افعل ما كان يفعله القراصنة عندما يأخذون فتيات الجزيرة ويحملونهن على سفنهم . استعملي حريتك لن اضغط عليك . هل اتفقنا؟ ))




(( نعم . يمكنك اخذ زونار ))




كان ممسكاً يديها فضغط عليها بشدة الى ان آلمها وقال :


(( آخذ أخي ؟ هل تعتقدين انك المرأة الوحيدة في حياتي ؟ إذا كانت الرحله لا تروق لكي فساجد من هي أكثر لهفة لتحل محلك في السرير. ربما ندمت على خدمتك لي البارحة.... والان تبتعدين عني بينما انا على وشك تحريرك تماماً وتحويلك إلى امرأة ثرية ))




جفلت فنّي كما لو انه صفعها على وجهها .


((سأفعل ما تريد يا هراكليون. سأرافقك في رحلتك كما تقول....))




(( إليك عني !!))




دفعها عنه فجأه فارتطم صدرها بسياج الشرفة وصرخت من الم شعرت به في أضلاعها . تشبثت بكلتا يديها كيلا تسقط ولكنه لم يتحرك من مكانه.




وقالت له وهي لا تستطيع حتى التنفس :


(( انت أقسى من الفولاذ يا هراكليون . انت...انت لا تريد ان تفهم وضعي ولذا فانك تتعامى بقسوة وتفسر كل دوافعي حسب أهوائك . لا شيء يغير من طباعك .. لاشيء حتى الاقتراب من الموت !))




زاد تجهم وجهه وقال بجفاء :


(( اجل! لماذا تريدينني ان أتغير ولماذا أغير طباعي فيك ؟ نحن مازلنا حيث كنا يوم اقتحمت باب حياتي . لم يتبدل شيء منذ ذلك الحين . والآن اعذريني . اغربي عن وجهي.... لا يكفيني ما انت عليه ، فانك تذوبين قلقاعلى أخي كما لاحظت الليلة الماضية ! تمثلين دور الزوجة المتواضعة وتخفين غمك وراء ابتسامات حلوه زائفة تخزنينها لتظهريها على شفتيك عند الحاجة . واشكر الله إني سأغيب عنك مدة عشرة أيام لن أرى فيها سحنتك . وسيفصل البحر بيننا بأميال وأرجو أن يكون هذا الانفصال نهائياً))
(( لا تفكر بأنني لا أتمنى الشيء نفسه ))




تركته وهي تمشي بساقين مرتجفتين ويدها على موضع الألم في جنبها.


جلست على حافة السرير في غرفتها وهلعت لما تبين لها من عظم الهوة التي بينها وبين هراكليون . كيف حصل ذلك ؟ في اقل من لحظه حصل هذا الزلزال بينهما . فهدم فرصة كادت تكون فيها معه على سفينته الجميلة ، وكل هذا بسبب تردد ثانيه واحدة بين ان تقبل عرضه او ترفضه . لامت نفسها وأخذت تندب حظها وهي تتمايل بجسمها يمنة ويسرة وتتأوه بصوت مسموع دون ان تدري . تأملت كما لو انه حملها وقذف بها من على الشرفة.




يجب أن ترحل . هذا ما عزمت علية فجأة ويجب ان تنفذه . قال بأنه سيغيب مدة عشرة أيام وهذا يكفيها لترتيب أمر رحيلها من جزيرة بتالدوس .


ستبحر الى أثينا ومن هناك تطير الى انجلترا حيث لها في احد مصارفها ما يكفيها لحين ولادة الطفل .




وعند إذ ستبحث عن عمل لتعيل مولودها وستواجه الموقف بكل شجاعة. هكذا سيكون في حوزتها شيء أثمن بكثير من اسواره ذهبيه.


ضغطت فنّي بيدها على جنبها فخرجت آنه من فمها. وشكرت الله على ان أحدا لم يعلم بعد انها تحمل لهراكليون طفلاً الأ كاساندرا. وقد لا تبوح بهذا الى أي كان لأنها ليست من العائلة . وليس أكيد إن كاساندرا موقنة من حبلها.




ولأن فنّي أجنبيه لن يفطن احد الى غيابها او يستفقدها .

يجب ان تذهب الى الكنيسة على التل . ولدى عودتها يكون هراكليون قد ركب السفينه وأبحر وهو موقن بأن زوجته مرتزقه تافهه . ولكنما العمل إذا كانت الظروف تعاكسها .؟ الشيء الوحيد الذي تمنته وكانت تبحث عنه هو حبه .

ولكنها وجدته في صدر مغلق كصندوق من الفولاذ.




اما خدعتها الكبرى فستكون رحيلها من القصر حاملة الطفل معها الذي لن يراه أبدا. هذه هي النهاية المحتومة.




لأنها لم تعد تتحمل حياة تتأرجح بين العاطفة والعذاب محرومة من أي حنو.. من أية بادرة قد تخفف من حدة الاهانات التي يكيلها لها رجل قوي وعاصف .




للمرة الأولى منذ زواجها يعتدي عليها زوجها . وعندما دخلت لتستحم رأت رضه في جنبها . وخطر لها انه لم يقدر قوة عنفه الحقيقيه عندما دفعها بيده في لحظة غضب . ومن المؤكد انه يكرهها كثيرا . ولتكفر عن ذنبها في اقتحامها حياته عليها ان تتوارى وتخرج من عالمه الى الأبد .




بعد أن تناولت إفطارها ارتدت ثوبا ابيضا بسيطا مع اسوارتها الذهبية ، ثم نزلت الدرج حاملة في جزدانها علبة المجوهرات التي تحتوي على عقد اللؤلؤ . كان ذهابها الى الكنيسه بقصد تقديم النذر عذرا قويا لتغطية خروجها من القصر بضع ساعات. وعندما تعود يكون هراكليون قد رحل. وبدل العناق سيكون وداعه لها ضربة قويه من يده..




لم تصادف أحدا في طريقها الى المرآب . أخذت السيارة الحمراء ذات المقعدين ثم أخذت الطريق الصاعدة إلى الكنيسة . وشعرت فنّي بحرارة الشمس القوية فأسفت لأنها لم تفكر في وضع قبعة على رأسها . ولكن هذا الأمر لم يشغل بالها بقدر ما أشغله الكابوس بينها وبين زوجها على الشرفة عندما ضربها وأحست كأنها طعنة سكين تخترق شعورها وليس جسمها وحسب .


لم تكن فنّي تملك سيارة في انجلترا. ولكن شركة العقارات حيث كانت تعمل كانت تطلب من موظفيها إجادة السياقه ليرافقوا الزبائن في جولاتهم بقصد الاطلاع على الابنيه والعقارات . هكذا تمرست فنّي على القيادة . لذلك لم تشعر بأي خوف وهي تسوق وهي في طرقات القرية المتعرجه ذات المنعطفات المخيفة . وكثيرا ما تأتي على منعطفات يظهر لها منه البحر. وفي احد المنعطفات بانت كرينيا سفينته بكل أبهتها تتمايل على الماء بدلال وتتألق في أشعة الشمس كأنها لوحة رسام ماهر.

توقفت عند المنعطف وكان يخيل للرائي من بعيد ان السيارة معلقه على حافة المنحدر على وشك السقوط .




أرادت أن تتمتع بهذا المشهد الرائع إلى أن زاغ نظرها ووخزها الألم في جنبها من جديد والأسى يغرقها في الداخل . كل ذلك لم يكن ليحصل لوانها تمالكت أعصابها في تلك اللحظة الحاسمة التي قطعت الخيط الواهي الذي كان يربطب ينهما . أم هل هو القدر الذي قرر ان يحدث ذلك... لتتوارى ابتسامه من عينيه وتتحول حجرا او جمرة قذفها بركان أعماه الدخان؟




ضغطت على مقود السيارة وأغمضت عينيها وقالت :


(( اذهب بحراسة الله يا أسدي . لن تستطيع حتى ان تتصور مقدار حبي لك ))




تابعت مسيرتها مارة ببساتين التين ومزارع الزيتون وبرعاة يسوقون ماعزهم وغنمهم فوق صخور تنحدر حتى البحر. وسيارتها المكشوفة لم تقها من سرعة الهواء الا انها انتعشت به . ورأت الفراشات تتطاير بكثرة وسط أصوات الصرصر . وشيئا فشيئا اندمجت في طبيعة لم تعرفها من قبل .




أصبحت الآن في مدخل القريه . وتمهلت في القيادة إذ كان يسد الطريق قطيع من الماعز يرافقه راع شاب ، كان يساعده في لم شمل الماعز كلب نس يقطيعه ليجري بجانب السيارة وينبح مزمجراً.




وصلت الكنيسة . كانت صغيرة الحجم بيضاء تعلو جميع البيوت الموجوده في القرية التي تنحدر مع انحدار التل فيظلل البيت الأعلى سقف البيت الأدنى سقف . ورأت العديد من النساء يغزلن الصوف أمام أبواب بيوتهن بوجوه داكنة غامضة النظرات و شرقية الملامح . وأعجبت بالابنيه ذات الأقواس البيضاوية المبنية من الحجر الأبيض .




وباللبلاب الذي يغطي فتحات كبيرة في واجهات الابنيه المشبكة بالحديد.


أوقفت السيارة أمام الكنيسة ودارت بنظرها حولها . كان لها برج واحد للأجراس وبناؤها يبدو متقاعسا بلا حياة وسط أشجار السرو التي تتخللها نباتات مزهرة شائكة يسمونها ’فلفل الراهب’ يعتقدون انها تهدئ الانفعالات.




تخطت عتبة الكنيسة وقرأت عند المدخل كتابه بالفسيفساء على الأرض تقول ’أهلا بالصديق والغريب سواء بسواء’ تابعت سيرها وأحست بانتعاش جسمي في برودة البناء حيث بعض النسوة المتشحات بالسواد يتأملن ويصلين قبل البدء بأعمالهن اليومية . كان نور الشمس يمر مخترقا النوافذ ذات الزجاج الملون . وذهبت فنّي الى طاولة الشموع لتشعل شمعة وتضع عقد اللؤلؤ الذي يذكرها بأنها عروس هراكليون زائفة ، لا الفتاة التي اختارها زوجة له .




أغمضت عينيها وتضرعت الى الله ليمدها بالاراده والقوة حتى تتغلب على ضعفها وتترك الرجل الذي أحبته ومع ذلك لا تقوى البقاء معه .


وعندما خرجت من الكنيسة مشت بين الأشجار والعيون تتطلع الى المرأة الوحيدة المتشحة بالبياض . رأت النسوة فيها امرأة غريبة ولربما كانت بينهن عرفن من هي . وقارنت فنّي بين نساء وبنات انجلترا العصريات وهاته النسوة العميقات الجذور في تقاليد ماضيهن كانت تأمل ذات يوم ان تصبح واحدة منهن تعيش كأهل الجزيرة وتغرز مثلهن جذور عائلة تؤسسها برئاسة هراكليون.




لن يحدث هذا..... لان زواجهما قام على أساس من الطين . ولذا يترتب عليها ان تترك جمال هذه الأرض الأسطورية ، وما مشيتها الان الا وداع كل هذا، وداع شوارعها الضيقه ، ومخابزها وخبزها الشهي ، وحوانيت البقالة ، وعين الماء التركية لان الماء يصل الان إلى كل بيت في القرية.... بفضل هراكليون الذي قام بمد الأنابيب ودفع تكاليفها. هذه زيارتها الأولى والأخيرة لهذه القرية .




تابعت سيرها على قدميها بمحاذاة جدران مبنية من الحصى البحرية. وكانت تتمتع برؤية زوارق الصيد المزينة بأشكال ورموز بهيجه . وعند زاوية في الشارع رأت نفسها أمام حانوت حلويات فجلست الى احدى الطاولات الموضوعه على الرصيف ، وعلى الفور تقدم منها رجل ليلبي طلبها . تكلم معها باللغه الانكليزية الممزوجه بالفرنسية و الايطالية وغيرها . تبين انه كان يعمل في مطعم يوناني في لندن قريبا من برج الزجاج المعروف ببرج شركة الهاتف .
قال الخادم وهو يضع أمامها شراب البرتقال المثلج :


(( كنت أتشوق لأهلي . وعلاوة على ذلك لندن مدينة ازدحام وتعب . وبعد ان اقتصدت مبلغا من المال رجعت الى بلدي وأسست عملا هنا . هل تحب سيدتي ان تذوق كعك بالبيض او كعك بالقشدة ؟ آمراتي هي التي تصنعه وهي ماهرة .. واليونانيون مولعون بالكعك اللذيذ ))




سرت فنّي كثيرا بالحديث مع شخص لطيف المعشر فوافقت على تناول الكعك بالبيض . وهو من الحلويات الانكليزية المعروفه. واستمرت في الحديث معه حوالي ساعه. وعندها نهضت لتذهب ، رجاها ان تبلغ السيد مفراكيس تمنياته الطيبة وان تؤكد له فرحة الجميع بسلامته.




طبعا لم تكشف له عن انها لن ترى زوجها ثانيه ، ولكنها ابتسمت وقالت انها ستفعل شكرها صاحب المحل وقال :


(( انه حلو على قلوبنا ان تكون زوجة السيد امرأة جميله . أتمنى إن ترافقك السعادة أينما كنت وأينما حللت ))




(( افخاريستو ’شكرا " ))




وما أن التفتت إلى الطريق حتى تولاها الحزن دمعت عينيها. وصعدت الى حيث سيارتها وبعد عشر دقائق كانت خارج القرية . ومرت بطاحون هواء فلفت نظرها بمراوحه التي تدور بكسل... في ساعة غفلة فوجئت بكلب يقفز من بين شجيرات على جانب الطريق . واخذ يعوي بكل قواه أمام السيارة . تمسكت فنّي بالمقود وضغطت برجلها بكل ما أوتيت من قوة على الفرامل لتتفادى الحيوان.... حادت السيارة عن طريقها واتجهت نحو مرتفع وهناك ارتطمت بالحاجز الحجري . وعادت إلى الطريق ثانيه وهي تترجرج .




وأحست فنّي باحتكاك معدني تحت رجلها. كانت الان على رأس طريق منحدرة تستمر في انحدارها حتى المنعطف الذي يصلها بالطريق العام .


لم تجد فنّي أية وسيله لإيقاف السيارة اوأبطائها. لم تعرف ماتفعل . فالفرامل لم تعد تستجيب معها وكل ما بوسعها عمله هو التمسك بالمقود وتحويل السيارة لتخرج من المنعطف . ولكن زاوية التحويل كانت قويه وسريعة بحيث أن السيارة انطلقت باتجاه الصخور فاصطدمت بها صدمة قويه دفعت بفنّي الى الأمام بشكل عنيف ومفاجئ .




وكان من جراء هذا ان ضرب دولاب المقود جسمها ضربة قويه كأنها ضربة مطرقة. زاغ بصرها وصارت ترى الشيء شيئين . وأحست برأسها يدور وبألم صاعق في داخلها . بقيت واعية لنصف دقيقه وبعدها فقدت الوع يواحتواها ظلام دامس .




تناثرت شظايا هنا وهناك . واخذ البنزين يتسرب من السيارة وزمّورها يملأ التلال المجاورة بزعيقه . اقترب الكلب من البنزين واخذ يستنشقه. وكان صبيا ينزل من الطريق الجبلية مهرولا وفي عينيه حذر وخوف .




ألقى الصبي نظرة داخل السيارة فوجد فنّي مسمرة الى المقود . وشم رائحة البنزين . حاول ان يفتح الباب عدة مرات وأخيرا كانت محاولته من القوة بحيث فتح الباب فجأة وارتمى الصبي على الأرض . لم تكن قوته كافيه لإخراج فنّي من السيارة ، ولكنه بعد عناء كبير جرها بعيدا عن السيارة التي كانت ساخنة كالنار. ولم تلبث ان انفجرت بعد دقائق، والتهمت نارها البنزين المندلق في كل مكان .




ظلت فنّي ممدودة بثوبها الأبيض الممزق المتسخ لا تعي شيئا. بينما كانت السيارة تشتعل والصبي يتطلع حوله آملا أن تنبه نار السيارة الناس فيأتو للنجدة....

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:25 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7-الصفقة









فتحت فني عينيها فرأت الأشياء مغبشة . ولم تتأكد من الوجه المنحني فوقها إلا أنها رأت عرقا يتحرك في رقبته وشيئا لامعا يتدلى منها . عبست لأنها لم تستطيع تمييز الأشياء . ولكنها ثبتت نظرها أخيرا واتضح لها الآن أن الوجه المنحني فوقها نحيل نوعا ما . وبدأ الضباب ينقشع من عينيها ولكن الألم الداخلي ظل يذكرها بشيء لم تكن تميزه بعد.




ابتسم زونار وأخذ كلتا يديها ورفعهما إلى شفتيه قائلا:


(( تحياتي ! هل تعرفينني ؟هل تميزين الأشياء الآن ؟.))




أومأت برأسها وظنت لأول وهلة أن المتكلم شخص آخر . وأنها تلفظت باسم ذلك الشخص. وتكلم زونار بصوت حنون وهو مازال يحمل يديها :


(( يسعدنا أن نراك بين ظهرانينا . هل أنت مسرورة بعودتك يا فنيلا ؟))




(( اشعر... كأني آتية من بعيد....بعيد ))




دارت بعينيها في الغرفة فعادت إليها صور الأشياء المألوفة ، مثل القنديل المدلى أمام أيقونة في الكوة . وسألت :



(( ماذا جرى يا زونار؟ ))




ميزت وجهه وملامحه الجميلة رغم بعض التجاعيد الخفيفة .


(( كان المنحدر قويا عند المنعطف عندما برز كلب أمام سيارتك فجأة وأنت تقودينها ، وقد أنقذك صبي من السيارة قبل انفجارها . انه بطل صغير هذا الصبي .))




(( أنا شاكرة له صنيعه .))




تذكرت تلك اللحظة عندما فقدت السيطرة على السيارة واصطدمت بالصخور. ارتعش جسمها فأحس بذلك زونار فضغط على يديها.


(( لاتفكري في ذلك . كل شيء انتهى وأنت الآن بيننا معافاة وفي تحسن مستمر .))




لم تبعد نظرها عن عينيه لتتبين ماعناه بعبارة (تحسن). قالت :


(( التحسن ممّ؟ منذ متى أنا في...أنا...مريضة؟ .))




(( منذ عدة أيام . كنت نائمة معظم الوقت وأخذت تعودين إلى رشدك تدريجيا. وكانت الممرضة تغذيك بحساء الدجاج فقط .))




(( منذ عدة أيام...! لا أتذكرها مطلقا. ربما فقدت ذاكرتي .هل أصيب راسي بضربة؟ ))




(( اجل ، عند الاصطدام . هناك جرح في راسك ولكنه لن يترك ندبة .))




(( ندوب. انظر، هذه ندوب .))




(( كلا ))



قال وهو ينحني فوقها ثم تابع :



(( لم يصب وجهك شيء يا عزيزتي .))




يقول (عزيزتي ). أعادت إليها هذه العبارة ذكريات وذكريات ، منها الحلوة ومنها المرة ، ومنها مرأى يدين أقوى واخشن.




(( إني غير مهتمة بوجهي.))




برزت الحقيقة الآن بكل بشاعتها وهولها. أرادت أن تصرخ ولكنها قالت وهي تضبط أعصابها بصعوبة كبيرة :


(( فقدت طفلي ، أليس كذلك؟ .))




انتفض الشريان في رقبته وقال وهو يبلع ريقه :


(( آسف يافنيلا . هذه هي الحقيقة . يجب قولها لك . وانتدبني الطبيب لأنوب عن هراكليون في اطلاعك عليها .))


(( فهمت. هل هو غاضب علي ولا يتصل بي؟ .))

كان فقدان الطفل عليها أصعب من فقدان حياتها. لم تبك لان مآقيها جفت وحياتها جفت وفرغت من معناها.




(( لا يا حبيبتي . لا نستطيع تعيين مكان وجوده . رحل على ظهركرينيا ونحاول منذ أيام الاتصال به . ذهبنا إلى كل المحلات التي يرتادها ..))




((هل حاولتم الاتصال بصديقاته القديمات؟ هل فكرتم بالاتصال بنيويورك حيث ابنة عمي ؟.))




صعق زونار لهذه الصراحة وقال بعينين لا تصدقان :


(( أنت تعتقدين انه...كلا هراكليون لن يفعل ذلك .))




((هراكليون يحبها ، وتشاجرت معه يوم رحل وكان الفراق مؤلما . ووضعي الآن يضيف مادة أخرى إلى شكواه مني . أنا زوجة لم يرغب فيها مطلقا وها قد قتلت طفله . هذا يكفي ليكرهني ...))




(( آه يا فنيلا . ماذا يمكنني أن افعل كي أعزيك؟ .))




شد زونار على يديها تعبيرا عن مشاركته حزنها . وبالفعل رأت في وجهه نظرة الرجل القوي الذي هزمه الألم وجعله عاجزا عن التفكير. وتابع يقول:


(( كاساندرا وحدها كانت تعرف انك كنت حاملاً . وهي التي اهتمت بأمرك ريثما يأتي الطبيب. لكننا سمعناها تتمتم كلاما بمعنى أن هناك فرصة واحدة لا غير...هل عنت أن هذه الفرصة قد تنقذ زواجك؟))




تذكرت فنّي ما تنبأت به كاساندرا وهو أنها ستنجب طفلا واحدا فقط . وخسرت الطفل....




(( هل يعلم هراكليون بالطفل أم أنك لم تخبريه؟.))




نفت ذلك بان هزت رأسها . كان شعرها كله جديلة واحدة للتخفيف من الحرارة ، والاسوداد تحت عظام وجنتيها تكاتف وبانت ذراعاها هزيلتين . أما وجهها فحافظ على نضارته ولكن الألم ترك لآثاره في نظرتها.


لم يبق لها شيء تتمسك به منذ الآن تهيم على وجهها...تحطمت حياتها الزوجية وأصبح كل شيء مستحيلا .




فقط لو...لو أن هذا التشبث بلهفتها إلى هراكليون تلاشى مع الطفل . هذا الشوق ينخر في عظامها ويصرخ إلى هراكليون...وهو الذي ستأخذه معها من بتالدوس .




(( لو أطلعته على أمرك لما رحل على ما أظن ولتولاه فرح عظيم .))




((حقا ؟! انه يبقيني عنده ريثما اهديه طفلا . هذه هي الصفقة التي ابرمها معي . أبقى زوجة له لحين أصبح أما لابنه ثم يتركني . ولذا لم أرد أن يعرف باني قد ألد طفلا حسب تركيبته الحسابية الدقيقة التي كانت تسير عواطفه . أردت أن يكون لي سر ثمين لا يشاركني فيه احد ، ونويت أن أهرب به ! هل يثير هذا اشمئزازك يا سلفي؟ وكان توقيت فراري مع رحيل هراكليون على متن سفينته . في انكلترا كنت سأعيش منزوية بحيث يستحيل عليه العثور علي وأنا في إحدى القرى النائية غربيّ البلاد . لسوء حظي تدخل القدر مرة أخرى في مخططي . وهاجمني في شكل كلب يحرس الماعز للرعاة...إنها شخصية (بان) ، رمزالراعي الذي نصفه إنسان ونصفه ماعز . لم اعتقد ابد في الأساطير والخرافات ، ولكن هنا يرى المرء نفسه مدفوعا إلى الاعتقاد بها . هل تؤمن بها يا زونار، أم انك رجل دنيويات لا تهمه أمور كهذه؟ .))




(( أنا يوناني قبل كل شيء ، وأؤمن بان الإله يأتمننا على مواهب ومزايا يتوجب علينا دفع ثمنها .))




(( أنا سرقت ميزة فعوقبت عليها عقابا صارما...أصبحت الآن خالية خاوية ، وأتألم كثيرا إذا بكيت .))




رفع يديها ووضعهماعلى وجنتيه بحنان وقال :


(( البلداء لا يبدعون قصة او تمثيلية ، لكنهم يحبون ويتألمون بفتور. ولكنك فتاة عاطفية ، معطاء ، رقيقة وجميلة ، ولذا فأنت تضعين روحك وقلبك في كل ما يحدث لك . أدخلت هراكليون إلى قلبك...ويمكنك طرده الآن .!))
شعرت في أطراف أصابعها بشرايينه الخافقة في وجنته ورأت في عينيه لهفه عليها . انه لمن السهل عليها أن تتحول من برودة واستبداد ذاك إلى عطف وحب هذا . انزل زونار يديها من وجنته ووضعهما على عنقه فأحست بدفئه وبنبضات قلبه .




(( سنرحل معا . ما عليك إلا أن تقولي كلمة واحدة فقط .))




(( لا.))


خرجت هذه الكلمة من قلبها برنة قوية .




(( لا...لا أريد أن اسرق شقيقا وأضيف سرقة على سرقة فأزيد من جرائمي يا زونار. ارفض أن أكون سببا لحقد وكراهية بين اخوين . هراكليون ربّاك...أنت وديمتري . اعتنى بكما . حرم نفسه من الغذاء من أجلكما. عمل في المحاجر وعلى السفن لتأمين الملبس والمأكل لكليكما، أرجوك ، اترك يدي ، وكف عن التفكير في هذه الأشياء ...))




(( تقوّي الآن يا فنيلا ، وسنتكلم عن ذلك بعد أن تخف أحزانك وتعودي إلى نفسك . لنا حياة يجب أن نعيشها. وأنا أريدك لشخصك . أنت! يا حلوة، يا ناعمة .!))




فتح يديها وقبل راحة اليد التي رأت كاساندرا فيها المستقبل . تنهدت فنّي يأسا لعجزها عن إقناع زونار، وتنفست الصعداء عندما دخلت الممرضة بلباسها الرسمي وعاملت زونار بصرامة مهنّية قائلة :


(( السيدة ما زالت تعبة جدا ، ستتحسن كثيرا غدا صباحا .))




(( إذاً استودعك الله .))




ابتسم في وجه فنّي وعند الباب انحنى للممرضة ونظر إليها هازئا. وبعد خروجه رتبت الممرضة وسائد السرير وناولت المريضة قدحا من عصير الليمون.




(( انه سلف لطيف . لقد قلق عليك ، ودمعت عيناه عندما قيل له انك أجهضت . اليونانيون يتأثرون بأشياء كهذه .))

بدا وجه فنّي عبوسا تحت وطأة التفكير. وسالت الممرضة :

(( هل هناك أمل في أن احمل ثانية؟.))




(( اسألي طبيبك يا سيدتي .))




والتفتت إلى الناحية الأخرى لتتهرب من الإجابة الصريحة. وأخذت ترتب الأشياء على السرير.




(( هلاّ قلت لي؟ أنت قابلة وتعرفين ، واعدك أني لن ابكي .))




(( لماذا الست من نساء اليوم العصريات اللواتي لا يهتممن بتأسيس عائلة؟.))




((على العكس ، لكني لا أحب أن أبقى على جهل بأمور مهمة كهذه .))




مدت يدها وأمسكت بكم الممرضة المنشّى وقالت مستعطفة :


(( أنت تعرفين ، أليس كذلك؟ .))




(( من الصعب التأكد من هذه الأشياء في بضع سنوات...))




(( في بضع سنوات؟ أخشى أن لا أتمكن من الانتظار كل هذا الوقت .))




(( بالطبع لأنك مازلت شابة . دعيني اقل لك هذا. لو أكملت مدة الحمل لكنت مررت بفترة كلها تعقيدات ولكانت الولادة كلفتك الكثير .))




(( حياتي ...! أهذا ماعنيته؟ .))




لطمتها هذه الحقيقة في الصميم . معنى هذا أنها لو هربت بجنينها ووضعت لماتت... وانتهى الطفل في دار الأيتام .




(( لا أحب أن أقول هذا ، ولكننا نعرف الأمور رغم أن الأطباء يأنفون من الاعتقاد بأننا نملك المعرفة. نعم . لكنت قد مت .))
(( هل استطعتم معرفة جنس المولود ذكرا أم أنثي ؟. ))




(( كان ذكرا يا سيدتي .))




أغمضت فنّي عينيها.. يكون هراكليون قد حصل على ولد على صورته ومثال هوفيه الشيء القليل من أمه . هذا الولد الذي لن يكون قد عرفه أبوه لو انه ولد . والوالد الذي لن يقع نظره عليه لأنه قد أُجهض . سيطلع على آخر ما جرى حين عودته. عندما تنتهي رحلته البحرية التي ابتدأها دون أن يترك كلمة واحدة لشقيقيه ليتصلا به في حالة الطوارئ .




حتى أعماله التي يضعها فوق كل شيء لم تستأثر باهتمامه فترك الجزيرة فجأة ليهرب من الجميع . ولكن لماذا الجميع؟ طلبت فنّي من زونار ولو ساخرة أن يتصل بالمسرح في نيويورك حيث تعمل بينلا ، وليس مستغربا أن يكون هراكليون هناك . إذا كان يريد بينلا بكل جوارحه فلن يسمح لزوجة لا يريدها بان تقف في طريقه خاصة أن ابنة عمها تفضل معاشرة الرجل المتزوج على الأعزب .




(( لا يجب أن يستولي عليك الحزن وإلا فلن تتحسني.))




وضعت الممرضة يدها على جبين فنّي وقالت :


(( عندما يعود زوجك يجب أن يراك معافاة لا صفراء هزيلة . علينا أن نواجه النوائب بشجاعة . كفاه انك تنتظرينه .))




ضحكت فنّي ضحكة جوفاء كقلبها وقالت :


(( انا انتظره؟ لن يغفر لي ماحدث ، وسيلومني على كل شيء .))




(( من الطبيعي أن يخيب أمله يا سيدتي . ولكنه سيفهم انك لم تقصدي الحادث . لا نلام على ما كتب أن يحدث لنا . ولكل ملذة سعرها ولكل الم علاجه .))




(( ليتني استطيع أن أؤمن بما تقولين . هناك فراغ في قلبي ، وألمي اكبر من أن يشفيه علاج ...أكاد الحق بطفلي .))



(( حاولي إبعاد الكآبة عنك يا سيدتي . لو كتبلك أن تقضي مع الطفل لقضيت .))




(( أنت تؤمنين بالقدر. قسا القدر علي وانتزع مني الطفل الأوحد الذي كان يجب أن ألد ه . وبخلاف ذلك ربما قرر أن يخطف حياتي ليبقي على الصبي . كان هذا الطفل ثمرة حب...حب للرجل الذي أعطانيه ))




أدارت فنّي رأسها ودفنته في الوسادة . كان حلقها يؤلمها وتجمدت دموعها في مآقيها فلم تبك على الحب الذي فقدته عندما فقدت طفلها.




(( نامي الآن وستريك الأمور وجها أكثر بهجة غدا. وبعد أن تستعيدي قوتك ونشاطك ستتساءلين لماذا رغبت في الموت . تصبحين على خير ياسيدتي .))




(( طابت ليلتك... اشكر لك لطفك .))




أطفأت الممرضة المصباح الموجود قرب السرير. وخرجت تاركة مصباح الجدار بنوره الخافت يضيء وحد ه. وبقيت فنّي وحيدة مع تكتكة الساعة ومرارة الذكرى التي أصبحت في خبر كان...عندما كانت لينة طيعة بين ذراعي هراكليون . وذكرى الفرحة وهي في فستان عرس غيرها ظنا منها أنها فرحة دائمة. وجاء القدر لينتزعها منها في حادث سيارة. وكان هذا عقابها . تنازعها النوم واليقظة في هذا السكون المخيم على القصر.




وكان على صخور أساسه المتين راسخا في سيطرته على الجزيرة وحتى على سكانها الضعفاء الذين رغم قوتهم الظاهرة ليسوا إلا لبنات في جسمه. هذا القصر لا يرحب بالحب . فقد بغض زوجة زونار الشابة والآن ابن هراكليون الأوحد الذي جاء كالطعنة وكان ذكرى قصيرة وعابرة...أما هي فيرفضها.




(( آه ياهراكليون.!))




أخذت الوسادة وأخذت تعصرها بين ذراعيها . إنها وحيدة في هذا القصر تنظر إلى المستقبل بعيون ملؤها الخوف . ورن في أذنها صوت زونار وهو يقول :



(( تعالي معي . سأعتني بك .!))
وانتظر الجميع حتى تحسنت صحة فني وأصبحت قادرة على الجلوس في الغرفة الخارجية ليخبروها بأنهم وضعوا بلاطة تذكارية باسم طفلها في كنيسة القرية. وأبدت لهم رغبتها في زيارة الضريح :


(( أحب أن أرى البلاطة .))




وذات يوم عندما رأى الطبيب أنها تستطيع الخروج صعدت إلى الكنيسة برفقة زونار وأدلينا في السيارة . ومشت معهما بين أشجار السرو حتى وصلت إلى حيث اللوحة النحاسية . كانت فيها بضع كلمات والاسم هراكليون مفراكيس الأصغر منحوتة باليونانية .




ولكنها ما زالت بلا دموع لا تستطيع البكاء . وضعت بعض الأزهار على القبر الصغير وانحنت حتى لمست اللوح بأصابعها وسألت عن معنى الكلمات . فسرها لها زونار:[ قطف زهرة الحياة]. وانحنى ليرفعها على قدميها.




(( ولكن كيف قطف زهرة الحياة ولم تسنح له أي فرصة في الحياة ؟ كان جنينا وضربه مقود السيارة وهو جنين . كم أود أن اصرخ من اجله واشد شعري وأنزل اللعنة على جزيرتكم .))




قالت ادلينا :


(( انظري يا عزيزتي إلى الجانب الآخر من الأمور. كدت تقضين معه. مدّي يدك والمسي جسمك . أنت بعد على قيد الحياة تتمتعين بالشمس وحرارتها. تأملي في نفسك...جميلة وجذابة في هذا الطقم الرمادي . من حسن حظنا أن أتى بمقاسك. أليست فاتنة يا زونار؟.))




ورمقت زونار بنظرة خاصة بينما كان يتأمل شعر فنّي كان يفضل بان يجيب بما يروق لعاطفته ولكنه كبت هذه الرغبة وأجاب :


(( نعم . افهم شعورك يا فنيلا ، ولكن صدقيني إن الألم والغضب يتلاشيان مع الزمن ويبتلعهما النسيان. وعندما تصبح الحياة أثمن شيء لدى الإنسان.))




تأبطت ادلينا ذراع فنّي وقالت معلقة على كلام زونار:


(( هذا صحيح . تعلمي طرق التسلية والاستمتاع بتوافه الأمور. سيأخذنا زونار بعد يوم او يومين إلى أثينا وسنحاول أن ننسيك أحزانك . يا مدللتي ...لا ترفضي . بما أن هراكليون يقوم بلعبة السيد المتغيب فلا يلزم استئذانه. كان يتوجب عليه أن يعلمنا بتحركاته وبدلا من ذلك توارى كالأسد الذي انغرزت شوكة في جنبه. آه من الرجال . إنهم السبب في جميع آلامنا .))




(( يا امرأة أخي العزيزة ، متى تعذبت؟ زوجك ديمتري كله صبر وهو من غير طينة هراكليون وطينتي . عددي نعمك لا تذمراتك .))




(( أردت يا زونار أن أتزوج من رجل لين العريكة وبسيط القلب . كان رأي والدي أن أتزوج من هراكليون ، ومع عقلية أخيك الحازمة وخفة روحه ونشاطه أعلمت والدي أني أفضل دخول عرين الأسد على دخول البيت الزوجي مع هراكليون مفراكيس . ثمة أمر لا ينكر . تعلمت فينلا المسكينة درسا قاسيا ))




ابتسمت فنّي ابتسامة عدم اكتراث لأنها تعلمت كيف تخفي ألامها بحيث يكسبها مناعة . ابتعدوا عن ضريح الطفل وشعرت فنّي كأنها تركت جزءا من قلبها في التربة . اخذ زونار ذراع فنّي وضغط عليها بأصابعه على يدها. انه يفهمها لأنه تزوج عن حب مثلها.




وساروا بين أشجار الكنيسة مارّين بالقبور. رأوا كتابات وصورا منحوتة في شواهد القبور الحجرية. وشعرت فنّي أنها تذرف دموعا منحجر. وفي طريق عودتهم رأوا طيور السمّاني ترفرف بأجنحتها بين شجيرات التل . واستنشقوا رائحة الزعتر والصنوبر التي حملها الهواء إليهم . وتوقفوا حيث جرى الاصطدام فشاهدو آثار الحريق .




(( آمل أن تكونوا كافأتم الصبي الشجاع الذي أنقذني.))



أجابت ادلينا :


(( كلبه هو الذي تسبب بالحادث . الصبي نفسه اقر بذلك أمام الرجال الذين أتوا بك إلى البيت في عربة احد المزارعين . على فكرة زونار، ما تزال جزيرتنا بدائية ، ليس فيها مستشفى واحد على الأقل .))

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:27 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فكر هراكليون في هذا الأمر واعتقد انه سينفذ هذا المشروع حالما يعلم بحادث فنيلا .))




(( ماذا عملتم بشان الصبي؟ أنا مدينة له ، ولم يكن اقل تعرضا مني للخطر.))




التفت زونار إليها وقال:


(( تحادثت مع والده وأعلمته أن هراكليون لابد أن يكافئه إما بمبلغ من المال او بقطيع من الماعز. الماعز عندهم أثمن بكثير من مال مودع في المصرف. وهراكليون يأنف من تغيير مجرى حياتهم ولا يريد إفسادها بإدخال تغييرات على نمط حياة الجزيرة . لا يريد لها أن تكون عصرية كما حدث لجزر أخرى ، حيث تتوافد عليها أفواج من السياح وتشيد فنادق غرفها كعلب السردين تنتشر على الشواطئ . إنها تفسد جمال الجزيرة وتقلب حياة الناس وتقاليدهم رأسا على عقب . أما المستشفى فهو ضرورة ملحّة . وقد تكلم عنه هراكليون الذي يهتم برفاهية أهل الجزيرة ، أصدقت يا ادلينا أم لم تصدقي؟ .))




(( ما أصدقه هو انه يهتم بصورته هو فقط . وأستميحك يا زونار إذا قلت لك أن أخوك هو ملك الغاب هنا ، وانه قاسي القلب .))




(( لم يعش حياة لينة ليكون حنون القلب ، السنين الأولى من حياتنا تسعفنا بطابعها عادة . واثر الحرمان والكفاح من اجل اللقمة يقسّي العضلات والإحساس . واقر انه يجب أن نفهمه .))




(( التفهم تعبير ضعيف. إني اكره أن يتركني زوجي ويذهب بسفينته دون كلمة . مع أن هذا ليس من عاداته . ولايفكر في معظم الأحيان إلا في أعماله . فماذا جرى له هذه المرة؟ .))




تدخلت فنّي وقالت بهدوء :


(( أظن انه أراد ان يهرب مني . وقع خلاف بيننا قبل رحيله ، ولكني لا أتلهف لرجوعه .))




اغتنمت ادلينا الفرصة لتؤكد رغبتها في الذهاب إلى أثينا فقالت :


(( إذاً سنقوم برحلة إلى أثينا ونتغيب بضعة أيام . هل ستأخذنا يا زونار؟ .))




(( بكل سرور. وستفيد هذه الرحلة صحة فنيلا التي ستجد أثينا مثيرة بمناظرها وحوانيتها وموسيقاها . فاتركا لي الترتيبات وسأؤمن لكما كل متعة .))




(( لي شيء أقوله لك يا زونار.))




ربتت ادلينا بطرف أصابعها على وجنة زونار وتابعت تقول:


(( أنت لست جميل الطلعة فحسب بل وإنسان كبير أيضا . كان يجب أن تتزوجك فنيلا .))




(( كنت أتوقع أن تكون هي وصيفة الشرف في عقد قران أخي . ورتبت خططي على هذا الأساس .))




توقفت السيارة في باحة القصر والتفت زونار إلى فنيلا فقال :


(( لي مخططات أخرى ، أم انك ستفاجئينني؟ .))




(( لا...لا أريد أن أتورط مرة أخرى في تعقيدات الحب . لا يقوى قلبي على احتواء ذلك وأريد أن أتعلم كيف أكون أكثر جدية مع الحياة . وأريد أن تعلّمانني كيف اكف عن الأحلام وان أتصرف أنا بقلبي بدل أن يتصرف هو بي ، ولذا أرجوكما أن تباشرا بالدرس ابتداء من هذا اليوم . وآمل أن لا نتكلم إلا ما يجلب لنا الترفيه .))




ضحكت ادلينا موافقة وقالت:


(( ها قد أصبحت تلميذة تتبعين طرقي ، وستنجحين في دروسك بدرجة امتياز. الحياة حلوة إذا أخذناها على علاتها .))




لم تجهل فنّي أن زونار كان يدرسها عن كثب ولكنها لم تبادله النظر. يجب أن تتعلم المناعة ضد عذاب الحب . وهي غير مستعدة الآن لأن تسمح لهذا الساحر الرشيق أن يرمرم حياتها المحطمة . وحالما دخلوا طلبت ادلينا أن يحضروا الشاي على السطيحة المطلة على بساتين الليمون...حيث كان بعض العمال يعملون وهم ينشدون الأناشيد اليونانية ذات الأنغام الرتيبة الحزينة التي يلفها الغموض .

أسندت فنّي ظهرها إلى ظهر كرسي واستسلمت إلى تلك اللحظة بشمسها الساطعة وبوجود زونار الذي كان يبرهن لهاعن شيء لم يفعله هراكليون مطلقا...عن إيمان راسخ بأنها معطاء متفانية.




ولكنها من الآن لن تكون متفانية او غنيمة للعذاب . ستبحث عن المتعة الحسية في الأشياء الحسنة... وستبدأ بالأخذ بدلا من العطاء تماما مثل بينلا وأدلينا.




وجدوا الشاي لذيذا بعطره السائغ وتلذذوا بأكل رقائق الحلوى بالعسل وشرائح الخبز بالمربى . تحدثوا وثرثروا دون أن يتبعوا موضوعا معينا. وبقوا هكذا أكثر من ساعة حتى أخذت الشمس في الغروب بأبهة عظيمة. وشبهوا لونها بلون كرة عظيمة من الجمر الوهاج تتبعها ظلال الأشياء والأشجار والتلال وأصوات طيور البحر قبل أن تأوي إلى أعشاشها فتسكن مع سكون الليل .




نهضت ادلينا لتذهب إلى زوجها واخذ زونار سيكارا وأشعله . واخذ ينفخ دخانه في الهواء قبل أن يقول:


(( حقا انه غروب مجيد . رأيت عينيك تتوهجان وأنت تتأملين فيه .))




(( لا أكلّ من إعجابي بالعظمة الإغريقية. أرى في كل شيء اثر الإغريق القدماء .))




(( الأفراح والأتراح . الضحك والدموع . هل ستبقين في اليونان؟ .))




دل سؤاله المفاجئ على انه حزر نيتها في الرحيل من اليونان بعد زيارة أثينا، وعرف أن كل شيء انتهى بينها وبين أخيه ولا أمل في أي نوع من المصالحة.



(( يجب أن ارحل . انك تعي ذلك وتقدره .))




(( صحيح ، زواج بلا حب يعني العدم . وبالرغم من الطريقة التي تتكلم بها ادلينا، هناك شيء راسخ بينها وبين زوجها ، يلائم واحدهما الآخر .))




(( هذا أساس الحياة . الملائمة المتبادلة .))




ارتفع نسيم البحر وهبطت الحرارة وظهر في السماء هلال القمر كأنه شبح يجول بين النجو م .


لم تتضايق فنّي من رائحة السيكار ازونار لان نوعه اخف من النوع الذي يدخنه هراكليون .




قال زونار بين نفثتين :


(( أرى انك أحببت اليونان وهناك جزر غير هذه . تخافين هراكليون ، او العيش معه ، او حتى الهربمنه ؟ إلى أي بعد ستهربين؟ إلى ابعد حدود قلبك؟ .))




(( لا استطيع البقاء مع رجل لايريدني . لا نتطابق . الصراع دائم بيننا بدون ذرة من القناعة . وأنا احسد ادلينا لأنها وزوجها متطابقان كما قلت.))




(( ديمتري وأدلينا يسميان ذلك حاجة . كل واحد منا يحتاج إلى الآخر بنسبة كبيرة او صغيرة . أود أن يكون لك الوقت الكافي لتشعري بحاجتك إلي . لم تخلقي لتعيشي في وحدة ، خصوصا في المستقبل بعد أن عشت مع رجل وحملت ولده .))




(( سُدت الطريق أمامي . لا استطيع أن احمل بعد الآن . تحولت إلى امرأة ناقصة .))




ابتسمت ابتسامة فيها دلائل المرارة والعذاب . وقال زونار:


(( بل امرأة كاملة . وأنت ما أنت . لست مجرد جسم وجلد ليلد ولدا. أنا لي ولد . دعيني اتخذك أمّاً لابني أليكو ..))




توقف عن الكلام إذ سمعا وقع أقدام تقترب. حيّتهما المربية وقالت:


(( أرجو أن تعذرني يا سيدي إذا ذكرتك بان هذا وقتك لكي تلاعب أليكو قبل أن أحممه وأطعمه .))

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:29 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت المربية مهذبة في كلامها . لكن فنّي تأكدت من أنها سمعت ما قاله زونار عن ابنه . أحست كان أحشائها التوت في بطنها لأنها مازالت زوجة هراكليون ولا تريد أن ترحل وتترك وراءها من يعتقد بان زونار حطم زواج أخيه.




نهض متكاسلا وقال لفنّي :


(( تعالي معي سيسر الصبي أن يلعب معنا بعض الوقت ، وأريد أن يتعرف عليك عن قرب)).




كادت تتبعه لو لم تسمع حفيف ثوب المربية المنشّى وتلاحظ النظرة التي ألقتها عليها فقالت :


(( اشعر بقليل من التعب . أفضل البقاء هنا بعض الوقت والتمتع بوحدتي.))




انحنى فوقها ولمس وجنتها بإصبعه محاولا أن يجعل المربية ترى ذلك ثم قال :


(( كما تشائين . احلمي الآن بأثينا وبالوقت الممتع الذي سنمضيه هناك.))




بقيت وحدها وأخذت تفكر واجسة في أنها و زونار ينحدران على طريق التقارب الخطر . فكلاهما مستوحش.. وكل منهما فقد عزيزا كبيرا . رفعت نظرها إلى القمر وتأملت أشعته الفضية التي ملأت السطيحة . وسمعت في البستان حفيف أوراق العنب وأزيز الصرصر. وقارنت بين هدوء الليل وبين العاصفة التي تجيش في صدرها. جلب لها هذا التناقض كآبة واستسلاما للواقع . أحبت جمال الليل ولكنها لم تبتهج بسحره. وتحولت بعينيها إلى البحر حيث كانت مصابيح الزوارق تتراقص وتخيلت كيف يتجمع السمك حول نورها كما يقولون فيقع في الشباك الممدودة.. كما تتجمع الفراشات الصغيرة حول المصباح .




في كل هذا جمال ستحرم منه كما فيه قسوة أيضا، وأقسمت فنّي على عدم الانزلاق ثانية في لهب قلبها الذي جلب لها النشوة والمذلة معا . نهضت وتوجهت إلى مقصورتها في البرج . ولما دخلت الممر الكبيرالتقت بكاساندرا قابعة فيها . حيتها المرأة بلطف ثم تبعتها إلى غرفة الجلوس.




قالت كاساندرا :


(( تحسنت حال سيدتي ، ولكني حزينة من أجلك ، وسمعتك تنادين زوجك ولم يأت .))




(( لن أناديه بعد الآن يا كاساندرا ، ونيتي ألا أبقى هنا .))




تلهّت فنّي بقطعة زينة على الحائط والتقت عيناها بعيني كاساندرا في مرآة على الجدار...وأردفت تقول :


(( ليس أمامي غير ذلك كما تعرفين جيدا، وقد رأيت ذلك في راحة يدي في ليلتي الأولى هنا . حينذاك كنت غريبة ولم أؤمن بأشياء كهذه ، ولكني سوف لا ارتاب بعد الآن . تبين لي كم من الخطر أن نجابه القدر وجها لوجه.))




(( هل تريدين أن أقرأ طالعك مرة أخرى؟ .))




وضعت فنّي يدها خلف ظهرها كأنها تريد أن تحميها وقالت :


(( اعرف مستقبلي ولا احتمل أن تدققي فيه . لندع الأشياء كما هي . أريد أن أتعلم كيف أنسى .))




(( كما ترغب سيدتي .))




ركزت كاساندرا عينيها على فنّي بنظرة غريبة وقالت :


(( الخطر، الحب، الإخلاص ، هذه نار في الروح . هي تصنعنا وهي تدمرنا ، ويجب أن نملك الشجاعة لمواجهتها .))




(( أظن أن الشجاعة تنقصني ، ولا استطيع أن أتحمل أكثر من ذلك.))




(( وسترحلين يا سيدتي؟.))




(( نعم وقريبا جدا .))

(( مع شقيق السيد هراكليون؟.))




((نعم .))




(( إذا، ليكن الله في عونك.!))




استدارت كاساندرا وتركت الغرفة . ولكنها أغلقت الباب بشيء من العنف مما أزعج فنّي . هل يعتقد هؤلاء الناس أنها من حجر فتستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك؟ هي ليست يونانية ولم تنشأ مثلهم بحيث تعرف كيف تتحمل المشاقّ . تعرف أن في الزواج دفئا وحماية وسواعد قوية تحتمي بها . لكنها لم تر أي من هذه في زواجها وبدونها لن تكون في وضع يخوّلها لأن تدخل باب المستقبل.




ارتمت على السجادة وألقت برأسها على طرف الديوان . وأخذت تغرزأصابعها في الوسائد حتى شعرت بالألم ينتشر في عظامها . كيف ستواجه زوجها ؟ تود الرحيل قبل عودته إن أمكن . كلفها زواجها منه بدلا من ابنة عمها ثمنا باهظاً . ووجد فيها مادة لأعذب وأمرّ انتقام قطّع قلبها ومزّقه.




انتهت الترتيبات لرحلة أثينا. وحجز زونار غرفا في فندق أكليس في قلب المدينة حيث يستطيعون أن يشاهدوا الأكروبول من نوافذ غرفهم . ولكن فجأة طرأ تبدل في مخطط الرحلة عندما تسلمت ادلينا خبر بان والدها مريض ويريد أن يراها . وأدلينا ابنة وحيدة له فاغتمت كثيرا . وما كان منها إلا أن أخذت حقيبتها وأخذت الزورق الذي أرسل لها خصيصا.




وابتعدت عن اليابسة وهي تلوح لزوجها الواقف على الشاطئ تبدو عليه الحيرة والضياع . قال ديمتري :


(( مسكينة ادلينا . تحب والدها حبا عميقا...وخسرت فرصة التمتع برحلة في العاصمة حيث كانت تخطط بفرح جولات واسعة في مخازن الأزياء هناك))




والتفت إلى أخيه زونار وقال :


(( يجب تأجيل الرحلة ، ألا توافقني ؟ أصبحت فنيلا بلا رفيقة ولذا عليك انتظار عودة ادلينا .))

لفظ اسم فنّي بلهجة جافة يستدل منها أنها ليست مرغوبة بعد في نظره. وربما لان زونار أخوه رحب بها ترحيبا وديا حارا رأى فيه محاولاته للتقرب منها. قال زونار:


(( كلا . لا حاجة لي بتأجيلها وتستطيع ادلينا أن تلحق بنا فيما بعد .))




والتفت إلى فنّي قائلا :


(( تتلهفين لرؤية أثينا أليس كذلك؟ .))




(( أتلهف لها كثيرا ، إلا إذا ارتأيت انه يجب انتظار عودة ادلينا .))




(( لا أرى موجبا للانتظار. تحتاجين إلى رحلة للاستجمام لتستعيدي كامل صحتك بعد الحادث. إني ارثي لأدلينا ، ولكن والدها أهم من كل هذا.))




علق أخوه بصوت حاد قائلا :


(( اعتقد انه يتوجب تأجيلها. تعقل يا زونار. فنيلا ليست زوجتك ! إنها تخص هراكليون .!))




احتجت فنّي على ذلك ولكن بينها وبين نفسها:(( كلا . لا اخصه . لم أكن له بمعنى الكلمة الصحيح . وكان ديمتري على حق عندما قال باني دخيلة)).




التفتت إلى ديمتري وقالت:


(( زونار على حق . أنا بحاجة للابتعاد عن الجزيرة وعن كل ما يذكرني بها. رغبتي في رؤية أثينا اكبر من كل شيء ، وسأذهب بمفردي إذا رأيت أن ذهابي مع زونار ليس لائقا .))




رفع ديمتري حاجبيه وتكلم بلهجة الرجل الذي لا يتغاضى عن التقاليد:


(( لهراكليون اسم محترم وليس من الأصول أن تتجول زوجته مع رجل آخر. ألا يكفيك خلق المحن والمصاعب له؟.))




(( صحيح أني تسببت في محن لهراكليون يا ديمتري ، ولكني لن أتحمل حياة أكون فيها مرذولة ومخذولة قلبا وعقلا . سأذهب إلى أثينا في أي حال حتى لو كنت لوحدي .))
(( لن ادعك تذهبين وحدك يا فنيلا . نحن راشدان وتبا للياقة . سنذهب غدا كما صممنا .))




وحذرهما ديمتري قائلا :


(( لن يحبذ هراكليون ذلك ، وأنت تعرف مزاجه يا زونار ودرجة غليانه عندما يثور. مكان الزوجة هنا ويتعين عليها انتظاره لتخبره عن تفاصيل الحادث .))




اسود وجه زونار من الغيظ وقال :


(( هل أنت جاد يا شقيقي؟ هل كان هراكليون هنا عندما واجهت فنّي وطفلها الموت؟ هل كان بجانبها ليواسيها ويخفف من آلامها؟ أنا قمت بكل ذلك وأنا الذي سيرافقها إلى النور والموسيقى ، كما سأعيد لها نور الحياة ، ولا يهمني ما تقوله أنت او ما يفكر به الغير . أتقبل أن يثور هراكليون في وجهي لا أن يستأسد مع هذه الفتاة التي أحبته . انظر إلى حالها والى ضعفها يا ديمتري . هزالها بهزال ادلينا وكل ماتطلبه هو الحماية...لا أن تلسعها ألسنتنا بكلام حاد كالسكين لأنها حافظت على سمعة زوجها الطيبة))




اخذ زونار نفسا طويلا بعد هذه المحاضرة ثم أردف يقول :


(( ليذهب هراكليون وسمعته إلى الجحيم ! واعتقد انه موجود الآن في أحضان تلك الشقراء المغرورة والمتصنعة التي يفضلها على امرأة حقيقية.!))




اقتربت فنّي من زونار وأمسكت بذراعه التي شعرت بأنها كانت ترتجف وقالت :


(( أرجوك لا تتشاجر مع ديمتري بسببي . انه قلق على ادلينا . انه لا يهتم بي . اهدأ . أنت رجل طيب . لا تتلفظ بأشياء ستندم عليها فيما بعد . الكثير مما تقوله لا يمكن محوه ، لذا لا تتكلم عن الجحيم وغيره بهذه السهولة. والجحيم مكان مرهوب ومكروه ... فقد خبرته .!))




أدار زونارعينيه السوداوين نحوها . وتراخت عضلات وجهه ابتسم ابتسامة خفيفة وقال :


(( لماذا يجب علينا التفكير في الغير يا فنيلا؟ .))




(( ذلك لأننا لسنا أنانيين .))




(( ولكننا سنذهب إلى أثينا... معا؟ .))




(( نعم . وما تنزله السماء ستتلقاه الأرض ، وسأذهب علناً يا زونار، لا متخفية .))




قال ديمتري محذرا :


(( ستتسببان في متاعب جسيمة لكما وللغير. ألا تفهمان؟ .))




(( لا أفكر إلا في غدي .))




كان زونار واقفا يتطلع إلى البحر حيث الطحالب تغطي الصخور وتلونها باخضرارها. وأضاف موجها كلامه إلى ديمتري :


(( لن تفهم ذلك يا شقيقي لان العاطفة لا تسكن قلبك . وأنت تملك ما يلائم حياتك . أما أنا وفنيلا فسنذهب بحثا عن نجمنا . قد نجده متلألأً في كبد السماء او نجده قد سقط في البحر وانطفأ . إننا نجهل كل ذلك الآن ولذلك سنفتش عن المعرفة .))




اخذوا يسيرون إلى القصر . وتطلعت فنّي إلى المبنى والى مختلف مستوياته من القرميد الأحمر.. .والى البرج حيث كانت أسيرة حب هراكليون وسجينة صفقة انتهى مفعولها الآن. وإذا كتب لأحدهما أن يتأذى فلا مناص من الخضوع لذلك . تبدل لون السماء وهم يدخلون القصر . وأصبح بلون الذهب كلون رمال الشاطئ .




أخذا الهليكوبتر إلى أثينا حيث نزلا في فندق أكليس واحتل كل منهما غرفة منفصلة عن الآخر وهما يبتسمان ابتسامة المتآمرين الذين هم على عتبة الاكتشاف . إنهما الآن في عالم المجهول ، لايعرفان ما قد يحصل . إلا أنهما كانا كلهما تلهفا واهتياجا مثل طفلين افلتا من يد حارس شديد البأس .




امضيا الأيام القليلة الأولى في التجوال في أنحاء أثينا . وأخذها زونار إلى الأماكن التي لا يعرفها غير اليوناني القح . ومن الأمكنة التي يرتادها السياح أخذها زونار إلى مقاه شعبية قديمة والى حوانيت صغيرة نحتت في الصخر تعلوها شرفات مزينة بالأزهار . وذهبا إلى الحي التركي القديم حيث السوق ، تماما كما في الأيام السالفة تعج بالنحاسين وصانعي السجاد والأحذية وناسجي الحرير . وهنا اختارا قطعة حرير وساوما بائعها...وهو تركي عجوز ذو شارب طويل لا يمل من عد حبات سبحته.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دمية وراء القضبان, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the child of judas, عبير القديمة, violet winspear, فيوليت وينسيبر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t110362.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
طµظˆطھ ظ‚ط·ط© ظ…طھظˆط­ط´ط© This thread Refback 02-03-16 05:23 PM
112 - ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ط، ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† - ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ط± - … - ظپظˆظ„ط§ط° ط­ظ‚ظٹظ‚ظٹ This thread Refback 02-03-16 09:09 AM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 07-08-14 06:12 AM
ط¯ظ…ظٹط© ظˆط±ط§ ط§ظ„ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† ظپظٹظˆظ„ظٹطھ ظˆظٹظ†ط³ظٹط¨ظٹط± ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ظ‚ط¯ظٹظ…ط© ط§ظ„ظ…ظ†طھط¯ظ‰ This thread Refback 06-08-14 11:48 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 06-08-14 09:54 PM
ظ…ظˆط³ط§ظƒط§ ظٹظˆظ†ط§ظ†ظٹط© This thread Refback 02-08-14 05:29 PM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 27-12-09 12:55 AM


الساعة الآن 01:38 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية