لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-09, 02:05 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فقال وقد بدا عليه أنه أكثر اهتماما الآن :


" لقد تجاوزنا أزمات كثيرة بالفعل فى الأعوام الأخيرة . لذلك يجب البدء من المزارع ثم الدولة كلها بعد ذلك ، المزارعون أولا "


" ألا يزعجك أن مستقبلك مرهون أما بحالة الجو او بحالة الأسواق المستهلكة فى دول أخرى ؟ "


تذكرت بعد أن طرحت سؤالها أنه لم يكن من المهددين بتقلبات السوق فقد كان لديه عمله التسويقى الخاص لكنه قال ولم يبد عليه أنه شعر بغباء ملحوظتها :


" الناس سيأكلون دائما وهم بحاجة لذلك . والمزارعون هنا من الأفضل فى العالم كله . لذلك أنا لم أفقد ثقتى أبدا فى العمل الجاد وفى مزارعى نيوزيلندا الأشداء "


فقالت وهى تحاول أن تتجاهل تلك الرغبة التى بدأت تشعر بها بداخلها ، فالحديث عن الزراعة كان أسلم من أى نوع آخر :


" يبدو أنك تزرع الكثير من الأشجار فى أرضك كما هو الحال فى حديقة المنزل "


فأومأ برأسه مبتسما وقال :


" نوعا ما "


أبقت مينرفا عينيها مسلطتين على البوابة الكبيرة وقالت مصرة على عدم تغيير الموضوع :


" ما الداعى لكل هذه الأشجار ؟ "


فابتسم قائلا :


" العالم بحاجة للخشب والورق كحاجته للطعام ، كما أنها تفيد التربة فتساعد على الإقلال من إستخدام الكيماويات كما تساعد طبقة الأوزون على ألا يتسع الثقب الذى بها . ما هو لون عينيك ؟ "


باغتها سؤاله فارتفعتن رموشها فور أن سمعته واتسعت عيناها . نظرت إليه فوجودته يحملق فيها دون ان يكون هناك أى تأثير لسؤاله على وجهه فعاودت النظر من النافذة للحديقة وهى تعلم أنه لا يزال يراقبها وقد انحرفت زاوية فمه بابتسامة ساخرة ثم قال فى هدوء :


" أقدم خدعة فى الكتاب . انا أعرف انهما زرقاوان "


فقالت بعد أن ابتلعت ريقها لتعالج جفاف حلقها :


" لا ، أعنى نعم هما زرقاوان "


" لون منتصف الليل فى الصيف ، عندما تكون السماء صافية "


سيبدأ فى الحديث عن منتصف الليل وعن النجوم ، لا لن تسمح لذلك بأن يحدث لها ثانية أنه يحاول الإيقاع بها فى شراكة أو ربما يبحث عن تسلية .لقدعاودتها ذكرى بول بإلحاح ، الذكرى المهينة المخجلة . لم تثق أبدا بالرجال الذين يسيرون ممتلئين بالثقة من جاذبيتهم وسحرهو . ها هو ذا وحش آخر من الوحوش لكنه ينتمى للطبقة الأرستقراطية . فقال وقد رفع أحد حاجبيه فى لهجة قوية :


" لقد كنت أعتقد أن اللون الأسود هو لون منتصف الليل "


" لا . إنه أزرق داكن للغاية يمكن للمرء أن ينسى نفسه وهو ينظر إليه "


رغم حرصها وحذرها منه إلا أن صوته قد لمس وترا عميقا داخلها تتخيل نفسها فى شرفة القلعة تشاهد معه الليل الأزرق ، لكنها أخذت تقاوم لتستعيد طبيعتها العملية فقالت بلهجة حاولت أن تجعلها جافة :


" إن ذلك يبدو جميلا لكنه فى الحقيقة لا يعنى الكثير "


وما إن انتهت منم جملتها حتى ضحك هو وقهقه عاليا . كانت أول مرة تراه يضحك فيها وتساءلت هل يضحك سخرية منها أم لأنه عرف أنها تفهم جيدا ما يرمى إليه من حديثه عن لون منتصف الليل الأزرق .




لكنه قال :


" ربما لا يعنى ذلك الكثير بالنسبة لك . لكنك على أى حال لك عينان رائعتان وانا متأكد أنك أخبرت بذلك قبل "


فقالت وهى تنظر نحو الباب :


" أحيانا . انت أيضا عينيك جميلتان . كذلك كانت عينا ستيلا . يبدو أنه شئ وراثى .على أن أذهب لأعد العشاء "


قال وقد وضح عليه أنه لم يتأثر بذكر اسم زوجته الراحلة :


" سآتى معك "


تناولا العشاء معا ثانية فى تلك الليلة ، ولحسن حظها فقد عاد لمكتبه بعد العشاء ليكتب بعض الرسائل أو ليفعل ما يحلو له ، كانت مينرفا تريد أن تقرأ قليلا فى حجرتها . لكنها لم تستمر فى القراءة طويلا بل أطفئت نور المصباح الموضوع بجانب فراشها وحاولت النوم . لكن فى هذه الليلة لم تتمكن من النوم حتى تتأكد أنه صعد لغرفته ونام .


كانت حجرته المقابلة لحجرتها فى الردهة الطويلة بالطابق العلوى والتى اشتملت على كل حجرات النوم فى القلعة الضخمة . يا ترى هل كانت تشعر ستيلا بالوحدة فى تلك الحجرة وهى تنتظر عودته كل ليلة ؟ هل كان يخرج كثيرا ويتركها بمفردها ؟ حاولت أن تتخلص من أفكارها لتنام لكن ظله كان يطاردها حتى وهى مغلقة عينيها .


لقد كان فيه نوع آخر من الجاذبية لا علاقة له بشكله وملامحه الوسيمة . شخصيته المسيطرة الآمرة التى وضح أنه يفرضها على كل من فى المكان . لا ليس كبول المراهق وليست هى كما كانت منذ ستة أعوام . انه رجل ناضج يعرف ما يريد من الحياة وهى شابة سافرت كثيرا وقابلت أناسا من مختلف الأنواع وعليها أن تتعرف بشكل ناضج . ربما يود لو يقيم معها علاقة عابرة فمعظم الرجال لا يجدون صعوبة فى ذلك . لقد ماتت زوجته منذ عام فما المانع لديه فى أن يتسلى قليلا ولكن مع أختها ؟ إن ذلك يبدو فظا لها على الأقل . أما الرجال فنظرتهم ، لتلك الأمور مختلفة . إن شعورهم بالولاء يختلف عما تشعر به النساء . حتى لو كان حزن عليها حقا فلن يمضى بقية عمره راهبا فى محراب الحداد .


لقد كانت غبية بأن ترقد فى سرير أختها وتسمح لرغبة مجنونة أن تتحكم فى ذهنها بهذا الشكل ، رغبة مجنونة لكنها قوية . لكنها قررت أن تتجاهل تماما ثرثرة جوليان ، واتخذت قرارا آخر بألا تدع جاذبية نيك تسحرها . ستبقى حتى ينتهى حفل العشاء ثم تغادر المنزل متعلله بأى شئ


كانت هيلين قد اتصلت فى المساء لتطمئن على أن كل شئ على ما يرام بخصوص العشاء . كانت تود أن تبقى أسبوعا آخر مع ابنتها فحالة المولود لم تكن جيدة . وقد طمأنتها مينرفا تماما . عندما عاد نيك أخبرته بحالة هيلين فوافق على بقائها أسبوعا آخر لكنه أكد لها أنها ليست مضطرة للبقاء بعد انتهاء عشاء السبت .


لم تكن لديها رغبة فى البقاء لكن إعلانه بأنه لا يمانع فى ذهابها سبب لها بعض الضيق . وهى راقدة فى فراشها أخذت تستعيد ما حدث بينهما على العشاء . لم يتحدث كثيرا ولكنه بدا عليه أنه يشعر بالحواجز التى تضعها بينها وبينه .


بدا لها وكأنه رآها لا تستحق عناء أن يختبر قدراته معها ، ورغم أن ذلك أراحها إلا أنه أشعرها بنوع من المراهقة وكأنها من فصيلة أدنى من النساء . لقد أخبرته أنها ستبقى ثلاثة أو أربع أيام فلم يكن من الذوق ان تتركه وحده دون طهاة وكان تبريرها لذلك أنهما عائلة . لكنه قال بلهجة مترددة :


" هل تفعلين هذا لأى عضو فى العائلة يا مينرفا ؟ "


" نعم " . أجابته بسرعة وحزم فلم تعجبها اللهجة المؤدبة المتسللة فى صوته . لكن طالما كان الحديث سطحيا ورمزيا هكذا لم يكن هناك حاجة لأى نوع من التروى . فقال وكأنه يقرر حقيقة :


" إن عائلتك مهمة جدا لك "




" جدا "


" ومع ذلك فقد أمضيت سنين طولة بعيدة عنهم "


فقالت بتقطيب :


" وما دخل هذا بأى شئ آخر ؟ "


فقال دون ان يرفع بصره من عليها :


" لا دخل له على ما أعتقد . لقد كان والدك أرملا عندما قابل روث أليس كذلك ؟"


" نعم . لقد كانت أمى قعيدة الفراش لثلاث سنوات قبل أن تموت .وبعد وفاتها بأربعة أعوام قابل والدى روث وتزوجا . كنت انا فى العاشرة وستيلا فى الحادية عشر . وقد خاف والدانا من ان نكره بعضنا البعض ونسبب لهما المشاكل . لكننا فأجأنا الجميع بأن أصبحنا صديقتين حميمتين فى غير زمن طويل وكأننا شقيقتين بالفعل . لقد تضايقت ستيلا من أبى قليلا فى البداية لكنها بعد ذلك أحبته . أما أنا فقد أحببت روث للغاية لأنها كانت تعاملنى كأبنتها تماما "


فقال نيك :


" إن روث لديها قدرة كبيرة على الحب "


تساءلت مينرفا عما كان يشغل تفكيره وهو يقول ذلك فسألته بدورها :


" وماذا عن والديك ؟ "


فقال بشكل عادى "


" لا شئ غير طبيعى . مات أبى وأنا فى الرابعة والعشرين ، وبقيت أمى هنا لعامين حتى تزوجت ثانية وذهبت مع زوجها إلى سنغافورة . وقد أحببت روث للغاية ، فلم يكن لدى شئ آخر أفعله سوى أن أحبها بعد أن عاملتنى بمنتهى الرق والعطف "


فقالت بحب استطلاع :


" هل أردت البقاء فى القلعة بعد وفاة والدك ورحيل أمك ؟ "


تحركت كتفاه العريضتن قليلا وقال :


" لا ، لكن التقاليد أقوى من أن يحاربها إنسان كما أننى – وهذه حقيقة – أحب هذا المكان


" هل تندم على ذلك ؟ "


لم تتيقن أن السؤال شخصى جدا إلا بعد أن خرج من فمها لكنها تعجبت عندما أجاب بصراحة شديدة وأصبح وجهه أكثر تعبيرا عن الضيق وهو يتحدث :


" نعم . لقد شعرت ستيلا بالوحدة والعزلة هنا . كثيرا ما أفكر إذا كانت الأمور ستستقر لو كنا ما زلنا فى أوكلاند مثلا "


فقالت كانما تخفف من حزنه :


" لن يفيد التفكير . لو كانت فقط طلبت مساعدة من أحد . لقد أحزنت الجميع . روث المسكينة يملأها الإحساس بالذنب ولو لم تقنع نفسها بأنها غير مسئولة فستنتهى حتى لانهيار عصبى "


فقال بصوت محايد :


" أعلم ذلك . لقد اعتقدت أن ستيلا ربما كانت تكتب لك "


" لا .... أتمنى لو كانت فعلت " . عضت على شفتيها مترددة ولكنها كان يجب أن تسأله :


" لكن ألم يظهر عليها شئ يا نيك . لقد قالت روث أنه لم يكن هناك شئ لكن من المستحيل أنها فقدت عقلها هكذا فجأة . لابد وأنه كانت هناك بعض الدلائل ..."


فقال بثبات :


" لم يظهر عليها نهائيا أنها من الممكن أن تنتحر "


شعرت أنه لا مجال لمزيد من الأسئلة وقد بدا عليه أنه لا يود مواصلة الحديث فقد أغلق عينيه وأستلقى برأسه على ظهر مقعده .


قال دون أن يفتح عينيه :


" إذا استيقظتى مبكرا غدا سآخذك فى تمشية لغابة أشجار الكيورى "


فسألته :
" هل هذه الأشجار التى يمكن رؤيتها من نافذة الطائرة كما يقولون ؟ "
" نعم . لا يمكن ان تأتى لنورثلاند وتذهبى دون ان تشاهديها . ورغم أن الأشجار هنا ليست فى حجم الأشجار على الساحل الغربى إلا أنها تدل على حجم يمكنها أن تصل "
كانت قد أوشكت على الرفض بأدب لكنها عدلت عن ذلك . فالزيارة للغابة لن تؤدى لتصرف غير مسئول تندم عليه بعد ذلك .
فقالت ببطء :
" وهو كذلك "
فتح عينيه وأدار وجهه حتى رأت جانبه فى ظل الضوء وكأنه مصور فى لوحة زيتية لفنان تشكيلى .
قال وهو ينهض ليتجه لمكتبه :
" غدا صباحا إذن فى السادسة والنصف ، ارتدى ملابس دافئة وحذاء طويلا ، تصبحين على خير "
تذكرت مينرفا وهى راقدة فى فراشها مغمضة العينين وشعرت بدفء فى أوصالها جعلها تبتسم وتحلم بنزهة جميلة فى الغابة السحرية ....

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 02:06 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع


قادهما ممر مرصوف إلى تل صغير بدا لها فى ضوء الصباح الباكر وكأنه صخرة عظيمة ملقاة على الشاطئ . كانت الأعشاب الطويلة ذات لون أخضر داكن بدا وكأنه يلمع فى ضباب المصباح . وعلى مقربة بدت الأشجار الضخمة كأنها سور عال يحيط بالغابة ويحميها من الدخلاء . كانت الأشجار تبدو صلبة للغاية وعالية لا يمكن رؤية آخرها بسبب الضباب ، وقد كادت مينرفا تنزلق أكثر من مرة لكن نيك كان على مقربة منها يمسك بذراعيها ويحميها من السقوط على الأعشاب الندية حتى تستعيد توازنها .منتديات ليلاس
كانت تشعر بحرارة شديدة فى جسدها تزداد كلما يقترب منها او يلمسها . وقد شعرت بطمأنينة داخلية عندما بدأت الطيور تغرد وهى تنطلق من أوكارها فى جماعات كبيرة , أخذت مينرفا تشاهد منظرها الجميل وتستمع لتغريدها لتحاول تقليل التوتر الذى يسببه وجود ذلك الرجل لديها ، وبجانب أصوات الطيور لم تسمع وى صوت تنفسها السريع .
وقف نيك بجانبها وأخذ يجول بنظره فى المكان حولهما وقد بدا عليه أنه ينوى البقاء صامتا فقالت بهدوء بصوت يكاد يرتعش :
" إن هذه الأشجار رائعة فعلا ، لقد رأيت أشجارا أطول منها لكنى لم أر مثلها فى كثافة أوراقها وامتداد غصونها لهذه الدرجة ، إن رؤيتها تجعلنى أتمنى لو كنت أول شخص يضع قدمه على أرض نيوزيلندا وأراها وهى تبدأ فى النمو دون ان تمتد لها يد إنسان "
فقال وقد بدا على صوته أن تأثر بكلامها :
"تودين لو تضعين قدمك فى الأرض المجهولة ؟ "
رغم أنه من المغرى أن يشاركها النظرة والمشاعر إلا أنه كان عليها أن تبقى هادئة ومتحكمة فى عواطفها بل وقاسية أيضا . ليس هناك مستقبل لهذا التجاذب المفاجئ . الكرامة والعقل وعلى كل الظروف المحيطة تحتم عليها أن ترفض أى عاطفة غبية تجاهه . فقد علمتها تجربتها مع بول أهمية احترام الذات . فقليل من المعاناة الآن سيوفر عليها قدرا عظيما من الألم بعد ذلك . لو استسلمت لغريزتها الآن ستنتهى بقلب محطم بدلا من قلبه المشروخ الآن بالفعل . ولكن حتى يغادرا هذا المكان عليها الاستمتاع بسحر اللحظة الراهنة . وبعدوقت غير طويل نظر نيك فى ساعته قائلا :
" علينا أن نذهب "
وفى السيارة وهما فى طريق العودة بقيا صامتين تماما . ورأت مينرفا اللافتة التى قد تدل على الطريق بعد أن تم إصلاحها متساءلة فى نفسها هل كانت ستذهب لو كانت تعلم ما ينتظرها هناك . لا بالطبع لا فلم تكن غبية .
كانت ستعود أدراجها لأوكلاند ولا تتوقف حتى تبدأ فى عملها الجديد فى بريطانيا .فليس هناك من يبحث عن التعاسة .
قال فجأة وكأنه يعد طفلة بشئ ما لو أحسنت التصرف :
" فى يوم سنرى بزوغ الفجر من أعلى القلعة الأسبانية ، إنه منظر يستحق الاستيقاظ فى الظلام لرؤيته "
فقالت بصوت ملئ بالانسحاب كما لو كانت تتراجع عن دخول معركة ما :
" أنا متأكدة من ذلك "
لم تستطع مينرفا تصور نيك غارقا فى حب امرأة لدرجة أنه يتزوجها بعد التعرف عليها بشهر واحد ، وهى ستيلا والتى رغم كل شئ يبدو أنها اقتحمته بشكل من الصعب تصوره . ولأول مرة منذ أن بلغت مينرفا سن النضج تمنت لو كانت أكثر من مقبولة شكلا . تمنت لو كان فى وجهها ملامح أجمل من عينيها الواسعتسن الزرقاوين فحسب .
أما الآن فلا تتصور أن لديها تلك الجاذبية الجنسية التى تجعل الرجال يتتبعون أثرها . حسن كل ما عليها الآن هو أن تتجاوز تأثير أرمل أختها عليها وتتذكر محاولة بول لاغتيال كرامتها واحترامها لذاتها من ستة أعوام .
اليومان التاليان كانا ممتلئين للغاية . أخذت مينرفا تعد لحفل العشاء بكل ما أوتيت من جهد ومهارة ووجدت أن من السخرية وهى الفتاة العاملة التى تخطط لمستقبلها أن تبين عواطفها تجاه الرجل فى أكثر الأساليب تقليدية : تطبخ له .
كان نيك بالخارج فى الليلة التى سبقت العشاء وقد ذهبت مينرفا لفراشها مبكرا سعيدة بخصوصيتها رغم أنها تساءلت فى غيرة عن مكانه ...هل ذهب لجنيفيف تشاتسوود ؟ ربما .
لقد اتصلت به مرتين تلك المرأة التى يبدو عليها أنها لا تيأس بسهولة ، وفى المرتين لم يكن موجودا وردت عليها هى ولاحظت أنها لا تطمئن لوجودها فى المنزل . وفى إحدى المرتين اتصلت وجوليان موجودة معها فى المنزل وقد بدا عليها الامتعاض الشديد عندما ذكر أمامها اسم جنيفيف ووصفها بأنها إحدى الساقطات من الطبقة الراقية . ورغم أن مينرفا لم تؤيدها فى ذلك إلا أنها وافقتها فى سرها .
من حسن الحظ أن جنيفيف لن تأتى للعشاء فلديها موعد عمل مهم عليها ان تسافر من أجله لأوكلاند صباح السبت .
ولكن مينرفا كرهت ذلك . كرهت الشعور بالغيرة تجاه جنيفيف وكرهت ذلك الشعور بالوحدة والوحشية كلما تخيلت أى امراة أخرى بين ذراعى نيك . كرهت عدم قدرتها على الندم حتى تتأكد من عودتها قبل كل شئ كرهت عدم قدرتها على السيطرة على مشاعرها .
لكن ليس هناك ما يمكنها عمله حتى تترك نيك والقلعة الاسبانية وراءها ، عليها أن تعبر وتفعل ما عليها تأمل ألا يحدث ما يجعلها تندم لست سنوات أخرى !!
سمعت سيارته وهى تدخل للجراج حوالى الثانية صباحا فتنفست مينرفا الصعداء ، يمكنها على الأقل أن تنام الآن . أخذت ترهف السمع لتتأكد انه دخل حجرته لكنها سمعت وقع أقدامه يتوقف أمام حجرتها فشعرت للحظة بالخوف لكنها ما لبثت حتى همس باسمها . لابد أنه يهمس هكذا كى لا يقلقها لو كانت نائمة .
نهضت بسرعة لتفتح الباب دون ان تفكر فيما إذا كانت تفعل الصواب أم لا . وقد نظرت فى رعب إلى وجهه الشاحب والمنشفة الغارقة فى الدماء التى كان يضعها حول يده .
فقال بصوت متعب :
" لا أستطيع تضمدها بنفسى . هناك خزانة إسعافات فى حمامى . هل يمكن أن تساعدينى ؟ "
" نعم بالطبع " . قالت ذلك وأسرعت لتلتقط روبها وتحكم ربطه حول وسطها جيدا وهى تتبعه إلى غرفته ومنها إلى حمامه الذى كان شبيها بحمام غرفتها تماما . أو حمام غرفة ستيلا على الأصح.
جلس على الكرسى الكبير فى جانب الحمام وتركها تربد يديه . ازدادت سرعة تنفسها عندما رأت آثار مخالب وأسنان حادة على يده ومعصمه الأيمن .فسألته وهى تغسل إحدى المنشفات بالماء .
" ماذا حدث بحق السماء ؟ "
عاد بظهره للوراء وقال وهويراقبها وهى تتناول منشفة جديدة :
" كان على أن أقتل نمسا "
" بدون سلاح ! ثم ما الذى وضعك فى طريقه ؟ "
وضعت بعض الضماضات والمراهم على يده ، ورغم أنها كانت مؤلمة إلا أنه لم يرمش بل قال بنفس الصوت الثابت :
" كنت عائدا ورأيته على ضوء السيارة ملقيا فظننت ان أحدهم صدمه بسيارته .فأوقفت السيارة لأزيحه بعيدا عن الطريق إلا أنه لم يكون قد مات بعد فتعلق بذراعى ونشب مخالبه فى يدى كما ترين "
كان وجهها قريبا من وجهه وقد تمكنت من أن تشم رائحة البراندى تنبعث منه بينما ثبت هو عينيه على وجهها تماما .
" لقد قتلته بعد أن ضربت رأسه على حجر كبير ثم أجهزت عليه بحجر آخر .إنه حيوان حقير عندما يقاتل "
قالت مينرفا وقد ارتسم الامتعاض على وجهها :
" حسن لقد انتهينا " . ثم وضعت الضماضات والأدوية فى مكانها بخزانة الإسعافات .
قال وهو يغلق عينيه :
" الموت على مراحل شئ حقير وقاس ، ليس هناك أفضل من الميتة المفاجئة السريعة لأى مخلوق "
لم تكن جروحه عميقه لكنها بدت مؤلمة وحارقة فقالت مينرفا :
" ألن تتناول شيئا لهذه الجروح ؟ "


" هناك بعض المضادات الحيوية سآخذها لبضعة أيام ولو أنى أعتقد أنى لست بحاجة لها "
قالت بهدوء وهى تضع يدها على يده المجروحة :
" أعتقد أنه عليك الذهاب للطبيب أول شئ فى الصباح سأقودك إليه "
فقال وهو يشير بيده فى لا مبالاة :
" لا تزعجى نفسك "
فقالت وقد تأكدت أن عليها أن تظهر اهتمامها:
" لست منزعجة . فبعض عضات الحيوانات تكون خطيرة ويمكنها ان تسبب نوعا من المرض . من الإهمال ألا تفعل شيئا حيالها "
كان صوتها رقيقا وكأنها ترجوه وقد ابتسم ابتسامكة واسعة . كانت مينرفا تعلم أنها ترتدى قميصا خفيفا من القطن يبرز تفاصيل جسدها ولكنها لم تفكر طويلا قبل أن ترتدى الروب الشفاف الذى لم يخف الكثير .
فقال بتسليم وقد قام ليغسل وجهه :
" حسن ، ولكن ان يكون ذلك مبكرا . فالغد مشحون بالعمل "
" حسن سأراك فى الصباح "
فقال وقد انتصبت قامته أمامها تماما :
" شئ آخر ، هل يمكن أن تساعدينى فى فتح أزرار الأكمام إنها صعبة قليلا "
للحظة شعرت بتجمد ، لكنها قالت " بالطبع " محاولة أن تجعل صوتها يبدو طبيعيا
لم ترتعش وهى تفك له أزرار الأكمام ، حتى هى تعجبت من ذلك . كانت أنفاسه المشبعة برائحة البراندى تلفح وجهها الذى صعدت له الحرارة من طول قربها منه لما يقرب من عشرين دقيقة فى مكان ضيق وحدهما شعرت وكأن أعصابها تقفز وهى تفك له الأزرار وما إن انتهت حتى ابتعدت قائلة :
" ها هى ذا ، ليلة سعيدة سأراك فى الصباح "
فابتسم لها وقال :
" شكرا مينرفا لاهتمامك بى ولعلاجى "
ودون أن تشعر بحركته كان قد انحنى قليلا بوجهه على وجهها وقبلها قبلة سريعة لكنها شعرت بحرارتها على شفتيها . شعرت مينرفا برغبة عارمة فى احتضانه لكنها تذكرت بسرعة أن عليها ألا تصور لنفسها الأمور بشكل على غير ما هي عليه فليست سوى قبلة امتنان وشكر , لكن المفأجاة هى التى صنعت كل ذلك .
ولكنها شعرت بأن القبلة ستبقى على شفتيها طويلا طالما ما زال ينظر إليها هكذا . وفجأة أشاح بوجه عنها الى المرآة ثم قال :
" اللعنة . لقد حاولت ألا أدع ذلك يحدث منذ أن رأيتك "
شعرت به داخل كل خلية من خلايا عقلها وجسدها معا ولكن كانت لديها الارادة والقدرة على أن تبعده عنها بذراعيها دون أن تهينه , لكنها تذكرت فجأة ألا مستقبل لهما معا كما أنها لم تقابله الا منذ يومين مما يجعل تصرفها معه غير مسئول ومضيع لكرامتها .
ولكنها ما إن أبعدته عنها حتى جذبها ثانية وهو يتمتم " لا " وبدأ يقبلها ثانية .
كان عقلها الباطن يصيح بها بأن ما تفعله هذا غير ممكن , مستحيل , لكن حتى هذه المقاومة الأخيرة لم تستمر طويلا , لقد تساءلت دائما كيف يكون عندما يزيل هذا الستار من على عواطفه , والآن لقد عرفت .
الرغبة والحرارة , انه يعرف تماما ما يريده وكيف يصل إليه وما يريده الآن هو استسلامها الكامل , لقد كان ينضج بالرجولة , قوى ومغرور حتى وهو يطلب شيئا .
ولكنه فجأة وبدون مقدمات دفعها بعيدة عنه حتى انها كانت ستسقط لولا أنها استندت على الحائط ونظرت اليه برعب بينما اشاح عنها بوجهه واعطاها ظهره ولم تفق من الصدمة الا على صوته وهو يصرخ :
" اذهبى بعيدا عنى "
وقفت لبرهة لا تدى ماذا تفعل وقد رأت صورتها فى المرآة منهكة ومتعبة وتذكرت يوم أن تخلى عنها بول .
نعم نفس الشعور بالمهانة والضياع . أسرعت خارج الحمام لغرفتها واغلقت بابها عليها ثم أوصدته بالمفتاح .
ما اتبع ذلك كان أطول ليلة قضتها مينرفا . أخذ الشعور بالاهانة يأكل روحها وهى راقدة على الفراش ليست لديها القدرة على أن تبكى بصوت مرتفع . كان شعورها بالضياع يملأ كيانها لدرجة أنها لم تجد القدرة على إخراج أى صوت بينما انسابت الدموع على خديها .
كيف سمحت له أن يفعل بها ذلك ؟ هل فقدت عقلها ؟ وفى وقت ما قرب الفجر قررت أن تصع حدا لذلك . لن تذهب وتتركه لا . فهى شريكة فيما حدث ولكن لن تسمح له بأن يفعل معها أى شئ حتى ينتهى ذلك العشاء الملعون ثم تذهب إلى الأبد .
لقد كانت تعرف أنه ينجذب اليها , لكنها ليست مسئولة عن عقده النفسية وتغير حالتها لكى يعاملها بهذا الشكل الفظ . ليس هى من يجب عليها أن تشعر بالخجل والاحراج بل هو . فى الغد سترفع رأسها عاليا . كان من السهل أن تصل لهذه النتيجة لتحفظ كرامتها على الأقل امام نفسها . كان من الصعب عليها أن تلقاه على مائدة الإفطار بوجه بدا عليه الارهاق الشديد و الأرق .
قال بصوت هادئ لا أثر للتعجل فيه :
" أنا آسف لأننى كنت فظا للغاية الليلة الماضية "
صمتت مينرفا لأنها لم تثق بقدرتها على البقاء صامدة وقوية أمامه . فقطب هو لكنه واصل ببرود :
" لقد فقدت السيطرة على نفسى . لو لم أضع حدا لما كان سيحدث كان الأمر سينتهى نهاية غير مرغوبة من كلينا "
لابد أنه كان هناك عدة وسائل تخبره بها بانها لا تهتم بأن تعرف أعذاره , لكن ذهنها أصبح خاليا من أية كلمات .
" كما أننى أعتقد أنك تعارضين ذلك مثلى تماما "
أخيرا استطاعت أن تنطق لكن صوتها كان خفيفا وهشا وهى تقول :
" نعم "
كان رجلا , خبيرا كان يعرف أنه طالما تعانق رجل وامرأة وتبادلا القبلات فلا يمكن أن يعودا أصدقاء كما كانا , هناك طريق من يبدأه لايمكن أن يتراجع أبدا . كان كلاهما مدركا لما لايمكن تجاهله أبدا .
فقال نيك ومازلت رنة الاعتذار فى صوته :
" عندما ينتهى العشاء يجب أن تشعرى بحرية تامة إذا أردتى الرحيل "
انتظر قليلا ليرى ماذا ستقول لكنها بقيت صامتة فواصل :
" لقد اتصلت هيلين هذا الصباح وقد أخبرتنى بتحسن حالة ابنتها والمولود , ولكنها ترغب فى البقاء معهما بالطبع حتى تتأكد أنهما سيستطيعان الاعتماد على نفسيهما دونها "
على الأقل هيلين موضوع محايد لكنها وجدت نفسها متساءلة :
" كيف حال يدك الآن ؟ "
لم يحدت لهما منذ التقيا أن تبادلا الحديث بهذه الطريقة الحذرة والرسمية , بحاجة صادقة لأن يخفى كل منهما مشاعره عن الآخر , ولكن على الرغم من العواطف المتضاربة التى كانت تمر بها , تمكنت مينرفا من أن تبقى وجهها وصوتها فى حالة من يمتلك زمام أموره تماما .
" بخير , لقد اتصلت بالطبيب المحلى وسوف يرسل لى بعض الادوية "
" حسن "
تناولت قطعة من الخبز وتظاهرت بانها تفكر فى عمق فى اليوم المقبل فسألها :
" هل لديك كل ما تحتاجينه ؟ "
" نعم "
حاصرها ما حدث الليلة الماضية طوال هذا اليوم وكان هناك حمل ثقيل فى وعيها الباطن . لكن لحسن الحظ لم يكن لديها وقت لتفكر فيما حدث بينهما لانشغالها بالاعداد للعشاء . جوليان أيضا كانت تعمل بأقصى طاقتها . فقد أمضت الصباح كله فى التنظيف والتلميع ثم قامت بكى المفرش الكبير الذى سيوضع على مائدة الطعام بعد أن انتهت من تناول غذائها .
قالت جوليان وهى تقوم بكى الفرش :
" لقد قمت بعمل أفضل من هيلين . إنها مجتهدة ولكن ليس لها لمسة جمال . أنها تكتفى بوضع الأطباق المعروفة . على أى حال سأنصرف وأعود فى السادسة . ولكن لا تتركينى فى المطبخ بمفردى طوال المساء فلن أستطيع التصرف وحدى "
" لا تقلقى ، سأمر عليك من آن لآخر كلما استطعت ، اطمئنى "
قالت جوليان وقد بدا عليها الاطمئنان :
" ومن سيأتى مع البرازيلين ؟ "
" النائب المحلى ووزير وشخص ما من النقابة التجارية "
" أشخاص مهمون . كيف يمكنك أن تكونى هادئة هكذا .كانت هيلين ستصبح فى غاية القلق وتسبب توترا لكل من حولها . أعتقد أنه مجرد عمل عادى بالنسبة لك "
فقالت مينرفا بابتسامة مقتضبة :
" ما زلت أشعر بعصبية أحيانا فى المناسبات المهمة . لكننى أخفى توترى ، هذا ما أجيده "
كانت قد تحدثت إلى الولدين الذين سيقومان بتقديم الطعام فى أثناء العشاء وتأكدت أنهما يعرفان ما عليهما تماما . والآن لم يعد لديها ما تفعله سوى الانتظار جلست فى المطبخ وأعدت لنفسها قدحا من الشاى وهى تحاول ألا تفكر فيما حدث الليلة الماضية . كل ما عليها أن تشرب الشاى ثم تستحم وتستريح قليلا ثم ترتدى ثياب السهرة .
كانت أول مرة تقوم بإعداد الطعام وبدور المضيفة أيضا لذلك فقد كانت تشعر بقدر قليل من العصبية .
عندما انتهى العشاء كانت تشعر بإرهاق شديد , فقد استيقظت مبكرا وعملت طوال اليوم فى إعداد العشاء ثم قامت باستضافة المدعوين طوال المساء . لكنها كانت سعيدة وشاعرة بزهو خاصة عندما أخذت عبارات المجاملة والاستحسان تنهال على مهارتها وقدرتها فى إعداد الطعام أمام نيك الذى رغم ما فعله الليلة الماضية إلا أن مشاعرها نحوه قد أخذت تتحرك قليلا . كان يختلس إليها النظرات طوال العشاء فى أثناء انهماك الضيوف فى الحديث أو تناول الطعام لكنها لم تبد أية استجابة بل كانت تشيح عنه بوجهها كلما التقت عيونهما .
انصرف الضيف الأخير بعد منتصف الليل بقليل وقد وقف نيك بثياب السهرة السوداء أمامها وقد بدا عليه أنه يود لو يقول شيئا لكنها تحركت بسرعة فى اتجاه المطبخ قائلة :
" سأقوم بغسيل .. "
وقبل أن تتم جملتها قاطعها هو فى صوت آمر لكن شعرت فيه بالعطف :
" لا . بل اذهبى مباشرة للفراش . لقد تعبت كثيرا اليوم "

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 02:08 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عضت شفتيها قبل أن تتحدث لكنها أطاعت واتجهت للسلالم اتصل لغرفتها . وهى فى منتصف الدرج ناداها هو بصوت بدا فيه نفاد صبر :
" مينرفا .. "
وقفت قليلا ثم استدارت لتنظر إليه , كانت عيناه لأول مرة تفضحه .
لم تكن هناك النظرة الباردة الخالية من التعبير بل نظرة أخرى مليئة بالرغبة والندم , قالت وهى تشعر بمقاومتها تنهار :
" نعم "
قال وهو يحاول الحفاظ على غروره وكبريائه :
" أشكرك على كل ما فعلتى "
فقالت وهى تحاول الابتسام :
" لا داعى لذلك , فقد سعدت بمساعدتك "
كان قلبها ينبض بشدة وهى واقفة على السلالم تنظر إليه من أعلى , كانت متوترة ومتعبة وفريسة لمشاعر كثيرة متناقضة وفجأة شعرت بدوار وأنها ستسقط من أعلى السلالم فأغلقت عينيها ولم تفتحهما ثانية إلا وهى بين ذراعيه .
لم تدر متى صعد وأمسك بها لكنها وجدت نفسها بين ذراعيه وغير قادرة على الوقوف بمفردها , فتحت عينيها واغلقتهما ثانية فرفعها من على الأرض وحملها تماما بين ذراعيه واتجه بها نحو غرفتها ولم يعبأ بطلبها أن يضعها على قدميها . وضعها على الفراش برقة أكثر مما أرادت ثم بدأ يخلع لها حذاءها فقالت وهى تحاول القيام :
" يمكننى أن أفعل ذلك بنفسى "
" بالطبع يمكنك "
مرت أصابعه على عظام قدميها وصعدت لتدلك ساقيها فشعرت بلذة عارمة وأن عضلاتها تسبح على الفراش فقال :
" إن عضلاتك متعبة للغاية , لابد أنك أجهدت نفسك طويلا اليوم . لا أدرى كيف اعتذر لك "
فقالت وقد حاولت أن تبدو مسيطرة على نفسها :
" سوف يصلح حمام ساخن كل ذلك "
كانت تحاول أن تتجاهل النظرة المليئة بالرغبة فى عينيه , فقالت وهى تحاول النهوض :
" نيك من فضلك اذهب "
فقال وكأنه يتحدث من وراء أنفاسه :
" هل تريدين منى حقا أن أذهب ؟ "
بللت شفتيها الجافتين بلسانها وقالت بصوت متكسر :
" أرجوك يا نيك من فضلك "
فقال ونظراته تشى برغبته :
" لقد تخيلتك مرارا تقدمين لى ذلك "
كانت نظراته تحرق جسدها كله بلهيبها وإغرائها ودعوتها الخفية وهى ممدة على الفراش أمامه كالقربان المستسلم وقد بدأ يفك رباط عنقه ليقبلها قبلة طويلة ثم واصل :
" يمكنك أن تطلبى منى الذهاب مرة بتوسل ومرة بلهجة آمرة ومرة برجاء وفى كل مرة أستجيب أنا لك لكن هذه المرة لن أذهب . إننى أريدك . أريدك أن تكونى لى جسدك وروحك . ولكن الأهم صراحتك وأمانتك أكثر من أى شئ أخر "
لكنها حاولت بكل ما لديها من إرادة ألا تستسلم له . فهى لا تعرف إن كان صادقا أم يعبث بها فقالت وهى تبتسم :
" إننى متعبة للغاية , أرجوك أذهب الآن "
فقبلها قبلة رقيقة ونهض قائلا :
" حسن , سأراك فى الصباح "
فقالت قبل أن يذهب :
" نيك يجب أن نتحدث , ليس الآن "
" سأكون مشغولا طوال اليوم غدا , يجب أن تنتظرى حتى المساء "
شعرت بنبرة التحذير تعود لصوته وكأنه ينتقم من رفضها له هذه الليلة . لكن يغضب قليلا أفضل من أن تندم هى طويلا كما أنها ليست واثقة من صدقه معها . فأومأت برأسها موافقة وقالت بصوت محايد :
" حسن , غدا مساء إذن "
عندما ذهب أخذت هى تخلع ثيابها وهى تفكر فيما حدث . كان بإمكانها أن تستمر حتى النهاية ولو كان ذلك هدفه كانت ستستسلم له آجلا أو عاجلا . لقد غرقت تماما فى جاذبيته ولكنها عادت لوعيها فى الوقت المناسب .
ولكن تراجعه يؤكد أنه شئ أكثر من مجرد علاقة عابرة تستمر لأيام . ولكن أيكون قد احتقرها لاستسلامها السريع ؟
لم تكن مينرفا من المؤمنين بالحب من أول نظرة , هذا ما تعلمته من علاقتها مع بول لو كانت حتى تعلمت شيئا ما . ولكن هل هذا الحب ؟ تلك الرغبة فى الأخذ والعطاء ؟ بالتأكيد إنه حتى لو كان حبا فلا يمكن أن يستمر مع نيك . إنه زوج ستيلا فهل من الولاء أن تقع فى غرامه .
كما انه لم يصرح لها بأى شعور أو عاطفة , من الغباء أن تعتقد أنه يحبها وهو لم يقابلها إلا منذ بضعة أيام . ليس حبا بل مجرد رغبة من كليهما . رغبة محمومة عليها أن تتخلص منها .
وشعرت بمرارة سافرة لأنها وقعت فى الإغراء ثانية بعد تلك السنوات الطويلة من الحذر والتحفز , ولكن ما أوقعها هذه المرة كان ضعفها وليس سذاجتها كما كانت فى المرة الأولى . لقد كانت دائما مصممة على أن تهزم أية رغبة تجتاحها حتى لو كانت رغبة الحب نفسها دون أن يكون لديها دليل على انها لن تفقد كرامتها واحترامها .
هل فشلت فى إقناعه بأنه يمكنها أن يبقيا أصدقاء مع حفاظهما على كرامتها أم أن مجرد مسامحتها له على ما فعله معها الليلة الماضية كانت بمثابة دعوة له لأن يفعل بها ما يشاء وقتما يحلو له ؟!
عندما هبطت مينرفا فى الصباح كان نيك قد ذهب وقد جاءت جوليان مبكرا لكى تقوم بالتنظيف بعد انتهاء العشاء الليلة الماضية .
قالت الفتاة الثرثارة وهما يتناولان الشاي :
" يبدو أنك ونيك على اتفاق "
فأجابت بطريقة عادية :
" ولماذا نختلف ؟ "
فنظرت إليها جوليان وبدا عليها أنها تود لو تقول شيئا لكنها خائفة :
" اعتقدت ان الأمور ستكون على غير ذلك "
" لا داعى لذلك . فلسنا سوى غرباء حقيقة وهى أول مرة أقابله فيها "
فبدا على جوليان أن صبرها نفد فقالت وهى تحاول ان تبدى نوعا من اللوم لمينرفا :
" لو كان نيك زوج أختى أنا لما نسيت ابدا ما فعله بها "
لقد كان ذلك خطأ مينرفا من البداية . لو لم ترد سماع الثرثرة لكان عليها إظهار ذلك من البداية لكن طالما بدأت جوليان فى الحديث عن عيوب الآخرين وأسرارهم فلن تتوقف أبدا . لكن مينرفا قالت بحزم :
" ما حدث بينهما ليس من شأننا "
فقالت جوليان وكأنها تتراجع :
" كل ما أعنيه أن تكونى حذرة . إنه رائع ولكنه ... أعنى لا يمكن الثقة به تماما "
شعرت مينرفا بأن بعضا من الأقل القليل الذى كان بداخلها تخبو جذوته فأدارت وجهها إلى أن جوليان واصلت :
" لقد ترك أختك وحدها هنا بينما أمضى عطلة الأسبوع مع صديقة له . لقد كانت العطلة التى انتحرت فيها "
تدلت شفة مينرفا السفلى وقالت فيما يشبه الصراخ :
" ماذا ؟ من ؟ "
بدا على جوليان الغضب والتقزز وهى تتذكر :
" نعم . لقد أبقى الأمر سرا لكن كل من هنا يعرفون بذلك . لقد كان مع جنيفيف تلك ال***** "
" جنيفيف ؟ " تساءلت وهى تشعر بغصة فى حلقها وألم فى صوتها .
" نعم . لقد كانت بينهما علاقة حارة عندما تزوج نيك أختك , وبالطبع لم تكن تلك الساقطة تتخلى عنه بسهولة فانتظرت حتى ذهب بريق الزواج الأول وبدأت تحوم حوله ثانية "
شعرت مينرفا بتقزز من كل ما حولها , كل ما فى القلعة بأثاثها وسكانها وحديقتها لكنها قالت وهى مازالت لا تثق فى جوليان :
" هل كان معها عندما ماتت ستيلا ؟ "
فقالت الأخرى بلهجة انتصار :
" بالتأكيد . لقد اتصلت به هيلين عندها لتخبره بوفاة ستيلا وقد استمعت انا للمكالمة من السماعة المعلقة فى المطبخ دون أن تشعر بي المرأة العجوز , وكانت جينيفيف هى من ردت عليها فى البداية "
لقد كانت تقول الحقيقة , بدا ذلك واضحا . إذن هذا هو السبب فى انتحار ستيلا . فسألتها وهى تكاد تبكى :
" لماذا لم تخبرى أحدا بذلك فى التحقيق ؟"
فضحكت جوليان ضحكة تنم عن المرارة أكثر من الفرح :
" إننا نعمل لديه هنا ويساعدنا لنبدأ حياتنا الخاصة , لقد ماتت أختك منتحرة وكل ما كنت سأقوله لم يكن ليعيدها للحياة بل سيطردنى أنا وزوجى للطريق "
فسألتها بلهجة هجوم :
" ولماذا تخبرينى أنا الآن ؟ "
فقالت الفتاة وقد بدا الصدق فى نبرتها :
" لقد كنت أحب أختك . كانت تعاملنى برفق وأنت كذلك مثلها . أنا أعرف نيك جيدا ولا أحب ان تتورطى معه فى شئ تندمين عليه بعد ذلك "
فصمتت مينرفا محاولة استيعاب ما سمعت لكن جوليان واصلت :
" على كل حال لم تكن مفأجاة لستيلا . فهى ونيك لم تكن الأمور بنيهما على مايرام فى الفترة التى سبقت وفاتها لدرجة أنهما كانا ينامان فى غرفتين منفصلتين "
ودون أن تنبس بكلمة أخذت مينرفا كوبها ووضعته فى الحوض وفتحت صنبور الماء وهى تنظر للكوب دون أن تغسله وقد شعرت بالماء ينساب على يديها فخفف ذلك من توترها قليلا فقالت جوليان كالمعتذرة :
" كان يجب ألا أخبرك . إن زوجى جون يقول لى دائما أن لسانى هذا سيضعنى يوما فى المشاكل وأعتقد أنه على صواب . لكنك طيبة ولذلك أحببتك "
فقالت مينرفا بصوت لا أثر فيه للحياة :
" لا بأس "
لم تكن تعرف من تحتقر اكثر , نيك لاقامته علاقة قذرة ومحاولة إخفائها , أم نفسها لانها سقطت فى إغرائه وجاذبيته . لكن ما تعرفه هو أن عليها أن ترحل عن القلعة الأسبانية بأسرع ما يمكن

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 04:53 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 126160
المشاركات: 3,393
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداالجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداالجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداالجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداالجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جداالجنية السمراء عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجنية السمراء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

زونار يسلمو الايادي
وفي انتظار التكملة


 
 

 

عرض البوم صور الجنية السمراء   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 12:59 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 37697
المشاركات: 193
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنيتي بنيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنيتي بنيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

زونار وينك انا انتظار الروايه بليز بسرعه اسفه علشان ممكن انت مشغول لكن انا اعجبتني :rdd10ut5:

 
 

 

عرض البوم صور بنيتي بنيه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لون منتصف ليل, مكتبة مدبولي الصغير, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روبين دونالد, robyn donald, the colour of midnight, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية