لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-09, 04:20 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لجينهيم مشاهدة المشاركة
  
في الإنتظاااااااااااااااااااااار حبيبتي بليييييييييييييز لاتتأخري مااحب الأنتظااار

وتسلمي على هالذوق الراقي في اختيار الروايات فديت روحك





ما راح تنتظرى كتير حبيبتى
انتى الى زوقك عالى فى اختيار الى بدك تقرأيه
تسلملى روحك الحلوه يا قمر

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 19-04-09, 04:24 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
A0aa585061

 

اليوم راح اكملها كلها لعيونكم يا قمرات ليلاس
كل سنه وانتوا طيبين
اتمنى كل عيد ربيع يمر عليكم بفرحه










 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 19-04-09, 04:28 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 112442
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: مغرورة وابوي السبب عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مغرورة وابوي السبب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لله يعطيك العافيه الروايه روووعه مشكورين تعبناك معنا

 
 

 

عرض البوم صور مغرورة وابوي السبب   رد مع اقتباس
قديم 19-04-09, 04:32 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Icon Mod 44 الفصل الثامن

 

كاتبه الفصل سيده نفسها




8 - بيت على الشاطئ :


حين وصلت باميلا الى المكتب في الصباح التالي ، وجدته مكتظا بأشخاص لم تعرفهم.
كان حرس المبنى يحاولون إخراجهم .
وعندما سألت ما الأمر أعطاها أحدهم آخر نسخة من مجلة نسائية معروفه .
دخلت باميلا مكتبها لتتكئ بارتياح على الباب سعيدة بالهرب من الفوضى العارمة خارجا .
ثم لم تلبث أن جلست على مكتبها وراحت تنظر الى غلاف المجلة التي رأت فيها صورة بول غراينجر بين عدة صور
يتصدرها العنوان التالي : أشهر عشرة عزاب في العالم .
منتديات ليلاس
فتحت باميلا المجلة الى حيث المقال عن بول ...
ذكر المقال عمر بول وحدده بخمس وثلاثين سنه ، ثم وصفة بأنه مليونير عصامي ،
يهوى سباق السيارات والتنس ...ثم ذكر أسم شركته وعنوانه قبل أن يخوض في تفاصيل ما يجذب النساء إليه .
كانت غارقه في قراءة المقال عندما رن حرس الهاتف ، فالتقطت السماعة وحينها هاجمها صوت بول الغاضب :
- هل شاهدت مقال تلك المجلة اللعينة؟
- أجل ..أنا اقرأة الآن ...لقد أصبحت مشهوراً.....
سمعته يشتم بصوت خفيض :
- دعكِ من هذا إن سمحت باميلا ؟ فلا أحب في هذا الموقف ما يدعو الى المزاح .
شقتي محاصرة بالمراسلين المتطفلين ، الراغبين في معلومات إضافية، وبالنساء المعاديات اللواتي يطالبن بالحصول على مايريد الأعزب.
كيف الحال في المكتب ؟
- كان هناك مشهد مرعب عندما وصلت . لكن الحرس يخرجونهم من المبنى .
وأنا أتصور أن معظمهم بات في الشارع الآن.
- أف لهم...لدي عمل متراكم لا يخولني التعامل مع الصحافيين ، ومع النساء المجنونات .
أصغي إلي باميلا . عودي الى منزلك لتوضبي حقيبتك لأننا سنسافر بضعة أيام.
ترددت باميلا:
- نسافر...؟ لا أفهمك؟
بدا السخط في صوت بول :
- هيا باميلا...لقد عانيت اليوم كثيرا من نساء حائرات ..لذا أرجوك، وفري علي هستيريتك فلا أقترح عليك رحلةة حب بل رحلة، من أجل إنهاء مالدي من عمل .
واضح أننا لن نستطيع العمل في المدينة ومادام الأمر كذلك ، فلماذا لا أستخدم منزلي الريفي الواقع في هاستنغز الذي آمل أن أجد فيه بعض الخلوة.
فقلة من الناس يعرفون بأمرة ، وأحمد الله لأن المجلة لم تأتِ على ذكرة.
-لا أستطيع السفر معك بول . لن يبدو الأمر لائقا . ماذا سيقول الناس؟
- أتعلمين باميلا أنه موقف لا يصدق ، فبينما خناك عدد هائل من النساء المنتظرات خارج بابي المتوسلات الراجيات الأنفراد بي أجد سكرتيرتي التي أحتاج الى خدماتها وكأنها
ستمضي أيامها مع رجل مفترس . أسمعي باميلا ، كان يجب أن تعرفي أنه لو قدر أن يحدث شئ بيننا لحدث في الحديقة العامة أمام الناس.
وأعود فأؤكد لك أنني لن أفرض عليك ما لا تريدين .أريد فقط أن يستمر العمل في مؤسستي حتى تنتهي هذه الموجه المجنونه.
وحتى يكون لي ذلك أحتاج الى خدماتك والى مكان هائ من أجل القيام بعملي .
صدقيني ، ليس جسدك بأمر جديد علي ، أنا واثق أنني قادر على أبعاد يدي عنك...
إلا إذا كان تفكيرك المتأمر يأمل العكس؟
غضبت باميلا ، لكنها رفضت أن تلتقط الطعم، فكلما جهل مشاعرها كلما كان خيرا لها .
فما من علاقة قد يقودها اليها ستكون حسنة العاقبة.
- أنا أسفه بول . لكنني أعجز عن تصوري نفسي معك في عزلة على شاطئ البحر في منزل ريفي صغير .لماذا لا تصطحب معك السيدة تاوتسند؟
- يجب أن تبقى السيدة تاوتسند لتدير المؤسسة ..ثم من قال لك إننا سنكون في عزلة ....
هذا ما اخترعته بنفسك ..ففي المنزل المديرة والساقي ، وهذا يعني أن كل شئ سيكون على ما يرام.
أتعلمين أنك تبدين ضيقة الأفق بالنسبة لأمرأة تدعي التحرر؟
كانت باميلا سعيدة لعدم تمكنه من رؤية وجهها أو حمرة الحرج التي تتسل إليه.
بدت فعلا متزمتة حتى لنفسها ، فكان أن أكرهت نفسها على الموافقه ، وعندما أطلقت مموافقتها تناهت إليها ضحكته العميقة الغنية وهو يقول :
- باميلا ..أنت لا تتوقفين أبدا عن إدهاشي ، اقصدي منزلك لتوضبي حقائبك . سأمر بك بعد ساعة إنما أنتظري خارجا ، فلا أريد تضييع مزيد من الوقت.
بعد ساعة كانت تجلس قرب بول الذي كان يقود السيارة بحذر بين إزدحام سير المدينة الخانق ، ولكن لم يمض وقت حتى حول سيره الى الطريق الدولية المفضية الى هاستنغز .
سألها يكسر الصمت غير المريح الذي خيم على جو السيارة منذ صعودها إليها :
- تبدو أفكارك بعيده الآف الأميال ، فما الذي يحزنك على هذا النحو؟
- كنت أفكر في المزرعة متسألة كيف لإنسان أن يترك جمال الريف ليسكن في مدينة مكتظة؟
فهز كتفه :
- لقد رغبت في مستقبل مهني في عالم المال . ولا مجال لتحقيق رغبتك هذه دون العمل في المدينة .
فهناك الحركة وهناك النجاح .
فهزت رأسها :
- أعتقد أنك على صواب . لكنني أتمنى الحصول على إثارة المدينة ودفء العائلة . ولكنني أطلب الكثير أليس كذلك؟
- لا أدري باميلا ، ألم تفكري قط أنه ربما ليس مقدرا لك أن تصبحي سيدة أعمال ؟
أنا أؤمن بقدرتك على النجاح لو صممت على هذا ، إنما أتساءل عما إذا كنت مستعدة لدفع الثمن .
فقله هم الأزواج الذي يتمتعون بالزواج من نساء ناجحات في أعمالهن. يحب الرجل أن تكون امرأته ناعمة هادئة ، لا ديناميكية ومنافسة.
أجل ، الرجل يريد أن تكون زوجته كسوزي هاليداي .
فالفتيات العاملات عظيمات للمرح بضع ساعات ، ولكن عندما يريد الرجل الزواج فإنه يطلبه من فراشة ناعمه لتخفف عنه ما عاناه من مشقات العمل .
ولتوفر له ولأولاده المنزل اللائق .
سكرتيرة لينه العريكة في المكتب ، ومن ثم الحب بين ذراعي زوجة أنيقة لطيفة ، وعلى المرأة أن تختار بين الحب والعمل .
ولكن . لماذا تهتم ؟ فالرجل الوحيد الذي تريده هو الرجل الوحيد الذي لن تستطيع الحصول عليه .
حولت تفكيرها عن عذابها الداخلي ، لتفكر في مشاكل بول :
- من أين للصحافة هذه المعلومات بول ؟ ترى ألا يمكن مقاضاتهم على أنتهاكهم خصوصياتك ؟
- لا أظن أن لدي مقومات قضية يبدو أنني شخصية عامة شهيرة لذا علي أن أتوقع أن تكون حياتي كتابا مفتوحا .
وعرضة للأنتهاك على يد أي قلم صحفي يبحث عن موضوع شائق يكتب عنه . باختصار ، ليس لي حياة خاصة .
وأعتقد أن علي ألا أتذمر فليس لدي نصف المشاكل التي يعانيها تالبوت أدجلي مثلا...
اسمعي ، يبدو أنه جاد تماما فيما يتعلق بزميلتك ، فهل هي ميتعدة للتعامل مع شخص مثلة ؟
- اوه ..إنها فتاة ناضجة تستطيع العناية بنفسها.
فكر لحظات قبل أن يقول :
- وماذا عنك باميلا ؟ أيمكنك العناية بنفسك؟
ورمقها بنظرة استفهامية ، ولكنها لم تحس بالتوتر ، بل مالت الى نافذة السيارة وردت بهدوء وثقة :
- بالطبع أستطيع العناية بنفسي.....يجب عليك أنت بالأخص معرفة قدراتي . فقد تأثرت حتى السيدة تاوتسند بقدراتي قبل أن يذهلها تفير مظهري .
- لم أقصد مهاراتك العملية باميلا بل مهاراتك النسائية .
أشعر بأنك على الرغم من كلامك الشجاع عن تحررح وانطلاقك فلا زلت فتاة ريفية بسيطة في أعماق قلبك.
فردت باميلا بغضب مكبوت :
- حسنا ..عليك أن تغير فكرتك هذه ..إياك أن تسمح لهذا الأنطباع بأن يستحوذ على تفكيرك . فلا تحسبني بسيطة وغبية غير متحذلقة كسوزي هاليداي .
- نعم لقد تباحثنا أمر أختلافك عنها ، ألم نفعل ؟
ثم صمت ، ربما يبحث في نفسه عن الفوارق بينهما .
أيتمنى لو اصطحب الأخرى ؟ أنبئت نفسها لأنها وافقت على مرافقته .
فقد يكون هذا بالنسبة له عمل رتيب .
ولكنها تعلم أن تورطها العاطفي سيجعلها عاجزة عن إبقاء علاقتها به علاقة عمل على مدار أ{بع وعشرين ساعة.
ابتعد بول عن التفكير في سوزي وراح يتكلم عما يمر بهما من مناظر .
- هل جئت من قبل الى الساحل باميلا ؟
- لا ..فقد أمضيت معظم وقتي في المدينة .
فضحك :
- غريب . لا يصدق أهل الريف منى يصلون الى المدينة .
وأهل المدينة يتوقون لحياة الريف . أظنها القصة القديمة عن كل ممنوع مرغوب . على كل ، أظنك ستستمتعين بالشاطئ . فالمنطقة مختلفة عن الريف والمدينة في آن معا .
وأكثر ما أحبة فيها هو قربها من البحر . فما أروع أن يرى المرء المياة مندفقه الى مالا نهاية .
نظر إليها مبتسما وقد طافت عيناه فوق جسدها بطريقة موحيه جعلتها تتحرك بقلق في مقعدها .
لكن قلقها سلاه فتمتم بكل براءة :
- هناك بكل تأكيد بهجة كبرى في استكشاف الكنوز المخبأة تحت سطح جليدي .
وتابع مزاجه الرائق مصفرا بجذل :
أحست باميلا بالسخط ، لأنها وجدته مصمما على مضايقتها .
كيف ستتمكن من محادثته بشكل متمدن مادام ينظر إليها وكأنها شخص يهوى المزاح معه والتلاعب بأعصابة ؟
أسندت ظهرها ، وجلست في مقعدها متوترة . وأخيرا أغمضت عينيها ، فلا حل خير من النوم ، فلا يمكن لأحد حتى هو نفسة أن يجادل شخصا نائما .
استيقظت باميلا فراحت تنظر ببطء الى الخارج وهناك رأت أن السير قد تلاشى من حولهما وأن الأماكن السكنية المنتشرة على الطريق العام قد أصبحت
أجدد وهي متباعده أكثر من المباني التي كانت تراها في بدء الرحلة .
سألها بول :
- هل استرحتِ جيدا ؟ فقد غرقت في النوم فغاب عنك تأمل أجزاء مثيرة للاهتمام .
كانت المنطقة التي مررنا بها مشجرة باستثناء بضع مزارع ، وها نحن الآن في منطقة تكتظ بالمساكن .
التي دمرت جمال الأرض . هذا الطريق العام يتوسع أكثر فأكثر باتجاه دوفر . الميناء الرئيسي على القنال .
وكلما ازداد اتساعها اندفع الناس لشراء المساكن على الساحل حتى يكاد يتصل البناء بين المدن .
أنا لا أحسد الأزواج الذين يمضون الساعات الطويلة على هذا الطريق للوصول الى زوجاتهم وأطفالهم الذين يتمتعون بحياة الريف .
- أيعني هذا أنك لن تعرض نفسك لمثل هذا الأرتحال اليومي الطويل في سبيل تأمين حياة ممتعه لعائلتك؟
فكر قليلا ثم رد بحذر :
- لا أعرف ما أجيب لأنني في الواقع لم أفكر في بناء عائلة ، فما بالك بالحياة التي تفكرين فيها .
لكنني لا أتصور أن زوجتي ستسعد في منزل صغير بعيد عن إثارة المدينة .
كما لا أستطيع تصور نفسي أجز العشب في مرجه . وأنضم الى ناد تنس محلي ...لا ...
أظن أن على حياتي البقاء على حالها ، وهلى زوجتي أن تواجه متطلبات حياة ذات مستوى رفيع .
هز رأسه فجـأة ، وكأنه لا يصدق :
كيف وصلنا الى بحث هذا الموضوع ؟
لا أرى حقا كيف لحياتي الخاصة أن تهمك ، فعلاقتنا في مطلق الأحوال علاقة عمل . أليس كذلك؟
أحست باميلا بألم نابع من كلامه الساخر ونظرته :
- صحيح ..بالطبع . وأطنني كنت أحاول أن أكون مؤدبة مع الرئيس .
- أفهم هذا . فأنت لا تريدينني أن أعلق أهمية على الحديث الذي كنا نناقشة ، صحيح؟
أعني ، لا يمكن أن تفكري في مشاركتي منزلا ريفيا في ضواحي بعيدة عن المدينة . . أليس كذلك؟
- لا أعتقد هذا كما لا أعتقد أننا نقوم بهذه الرحلة حتى تتخاصم ، فلا مجال لنجاح زواج قد يقوم بيننا .
كان وجه بول مشعا ببسمة تلوي شفتيه :
- ومن أتى على ذكر الزواج ؟ هذه العلاقة الدائمة لم تتطرق إليها في حدثنا . كنت أسألك فقط عن إمكانية مكوثنا في منزل واحد.
ما يدهشني كل الدهشة أن تفكر امرأة متحررة مثلك في علاقة مزعجة كالزواج. ظننت دوما أن الزواج هو للفتيات القديمات الطراز .
الطراز الكلاسيكي الممل . هل تفهمين ما أعني ؟
عم السكوت السيارة وظل بول ينتظر ردا ، ولكن باميلا كانت قد غرقت في عبوس مضطرب .
تفكر في أفكار بائسة ، لن تعترف له ابدا أنها كانت تفكر في شكل الحياة إن تزوجته .
ولكنها على الرغم من حبها له لا تستطيع العيش معه في بيت واحد.
لأنه سيكون ذلها الأخير . ولأنه به سيحقق انتقامه منها لقاء خداعها .
تصورت أنه سيجبرها على حبه ليستطيع بعد ذلك هجرها ليتزوج بسوزي هاليداي .
حسنا ..لن تسمح له بذلك لأنها لن تدعه يعرف أنها على الرغم من استقلاليتها الخارجية .
هي من الداخل مفعمه بالأنوثة كسوزي بل أكثر.
جذبها بول من أفكارها بصوته الساخر الرقيق :
- حسنا باميلا ..لم تجيبي عن سؤالي ..ما رأيك لو نسكن معا ؟
قد نحصل على شقة صغيرة رائعه في مكان قريب من المكتب وعندئذ لن أضطر الى اجتياز تلك المسافة خارج لندن وصولا الى شقتي بل سنتمكن من حمل العمل معنا الى المنزل .
ثم بالطبع ، متى رحل الوفاق عن العلاقة ، يكن كلانا حر في اختيار شريك جديد.
- وماذا عن سوزي ؟ ألن تعترض؟
- ما من مشكلة فهي تعرف أنني لست ملاكا . ولا تتوقع مني الأخلاص ، وستفهم أن علاقتي بك مختلفة عن علاقتي بها .
لذا لن تفتعل أية مشكلة ...أتعلمين ؟ نحن راشدان ، متحرران ، لا يحول بيننا ما يمنعنا من إقامة علاقة..
فأنت فعلا جذابة ، ومختلفة كل الأختلاف عن سوزي.
تدفق غضبها عندما قارنها بسوزي . لكنها أجبرت نفسها على التحدث بطريقة وقحة لم تألفها من قبل :
- قد تتمكن من إبقائي في العمل بتهديداتك . لكن ما من مجال لإجباري على أن اكون أكثر من سكرتيرة عندك.
أعلم أنك مستثمر بارع .
وأنني أتعلم منك أكثر مما سأتعلمه من رب عمل آخر .
ولكنك لا تعجبني ، ولا تعجبني مداعباتك . فلماذا تظن إذن أنني قد أرغب أن أقيم علاقة معك خارج العمل ؟
فضحك :
- أتعلمين باميلا ... أظنك على حق . فمن الغباء التام تدمير علاقتنا الحالية بالتورط العاطفي . أنت تثيرين إعجابي كما لم يحدث مرة.
لذا لا أحب أن أرى الحب يبلد حدة تفكيرك.
- لا تقلق ... لن ترى تفكيري بليدا أبدا .
بدت كلماتها شجاعة، لكنها أملت أن تكون صحيحة . فهي لم تستطع منع نفسها من الوقوع في حبه .
ولكنها ستبذل المستحيل لمنعه من أكتشاف أمرها . فلن تستطيع صبرا على قوته وسخريته .
تغيرت أثناء تبادلهما الحديث المناظر ثانية . فالمنازل الآن أكبر حجما وأشد تباعدا ، فيها الأرض مشجرة . انعطف بول بالسيارة جنوبا ، ثم تنهد مسترخيا:
- أشعر حالما أترك الطريق الرئيسي أنني أفضل حالا....من الآن فصاعدا الطريق الريفية ذات اتجاهين . نعم السير عليها أبطأ ولكنها مريحة.
راحت باميلا تتأمل ما يمران به من بلدات ريفية كانت تبدو فيها المنازل أشبة بقبلات صغيرة مؤلفة من طابق واحد مطلي بعضها باللون الأبيض ولكن العديد منها حولته تقلبات الطقس وهواء البحر الى الرمادي .
انعطف بول عن الشارع الرئيسي الى ممر داخلي مرصوف بالحصى يحمل لوحة كتب عليها ( طريق خاص) .
تعرجت الطريق بين أشجار الصنوبر ثم قرب شاطئ رملي ، كان يقع عنده منزل منخفض واسع مغطى بأشجار الأرز الصنوبري .
تقدم بول بالسيارة الى سقيفه من المبنى ، فترجل ليخرج الحقائب التي حملها ودخل الى المنزل تاركا باميلا تقتفي أثره ، كان أرنست وروميلا الساقي ومدبرة منزلة قد سبقاه الى المنزل ، فقد شمت باميلا
رائحة المقبلات المتصاعدة من المطبخ.
تنسّم بول رائحة الهواء :
- آه ....روميلا تطبخ لنا ( لازانيا ) أنتظري حتى تتذوقيها .
ناول بول الحقائب لأرنست ، ثم اقتاد باميلا الى المكتبة على الرغم من أن أثاث سائر المنزل من الخيزران المريح، كانت المكتبة امتداد لمكتبة في المدينة .
كتب عن عالم الاستثمارات تملأ رفوف الجداران ، وآلة تلكس على أحد جوانب طاولته .
جلس وراء مكتبة حيث راح يخرج الأوراق من حقيبته الخاصة.
بعد ذلك طلب من باميلا الاتصال بالسيدة تاوتسند ، ثم بدأ الاتصال بالسوق المالية على جهاز التلكس.
يسجل الأسعار التي كانت تظهر آمامه . قالت باميلا بضع كلمات مناسبة للسيدة تاوتسند . ثم حولت المخابرة الى بول الذي تحقق من بعض المعلومات معها قبل أن يبلغها عن العنوان الذي عليها الاتصال به.
شريطة أن تبقى هذه المعلومات سراَ عن الجميع .
ثم أصبح صوته عصبيا :
- وماذا أفعل لأبعدهم عني .....؟
حسنا.... إذا كانوا يعتقدون أن سوزي خطيبتي فلا تنكري الخبر ، فعندئذ قد يتركونني وشأني.
أغلق السماعة وأخذ يلعن ساخطا .
خفق قلب باميلا لأن أسوأ مخاوفها تحققت أخيرا .
لقد أعترف بول أنه سيتزوج من سوزي .
عضت على شفتها ، ثم أدارت وجهها لتخفي دمعة انسلت فجأة من عينيها .
كان ما تبقى من اليوم شبيها كل الشبة بأيام المكتب ، حتى نسيت باميلا أين هما ، ولكن إعلان خطبة بول الوشيكة لم تفارق عقلها .
كانت اللازانيا التي أعدتها روبيلا لذيذة ، وكذلك كان طبق الكركند والقريدس والسمك السابح بصلصة البندورة المبهرة .
والسلطة الغنية الخضراء والخبز الفرنسي الذي خبزته بنفسها.
أسندت باميلا ظهرها الى مقعدها بعد القهوة ووضعت يدها على معدتها :
- لا أذكر آخر مرة تمتعت فيها بوجبة كهذه . أشعر أنني متخمة وما علي إلا التمدد على فراشي.
فأبتسم بول وتقدم الى كرسيها :
- لا ..لا .. إن أحد الأشياء التي تجهلينها عن الحياة هنا هو أنه بعد وجبة متخمة ، نقوم عادة بنزهة على الرمال . فاذهبي وارتدي كنزة صوفية ، فهواء البحر بارد وقت المغيب .
عندما عادت بكنزتها كان بول ينتظرها وهو حامل سترة واقية .
أمسك بيدها وقادها الى البحر بعدما طلب منها أن تترك حذاءها في نهاية الممر.
ما زال المغيب في نزاعة الأخير.
والشاطئ يغفو تدريجيا مما أرسل موجات استرخاء في أطراف باميلا المتعبة.
جلس بول فوق الرمال قرب الماء جاذبا باميلا معه.
- هذا هو الوقت المفضل عندي . أحب الجلوس ومراقبة آخر إشعاعات الشمس منعكسة فوق سطح الماء.
التفت ذراعاه حول كتفي باميلا التي جذبها اليه بلطف حتى استقر رأسها بسهولة على صدرة .
كانت الحركة سريعة وطبيعية بحيث لم يتسن لباميلا المقاومة.
فقررت التمتع بصفاء وسكون تلك اللحظات مطمئنة هانئة للمسة بول الحنون تراقب الشمس النارية وهي تختفي في البحر .
حين أظلمت الماء ارتعدت باميلا ، فالتفتت الى بول ، تحس بقلق ، ولكن تصرفها هذا يناقض ما قالته له في وقت سابق من هذا اليوم.
وعليها أن تكون أكثر حذرا .
- أعتقد أن علينا العودة الآن.
اشتدت قبضة ذراعه على كتفيها عندما حاولت الوقوف :
- لا تقلقي ...فما هو قادم أجمل ، بعد دقائق تظهر النجوم فالقمر سيبدو انعكاسه فوق المياة مميزا ، لذا لا أريد أن يفوتك منظرة.
فعادت تستقر على صدره ثانية . ترمي مخاوفها جانبا . وما قال حدث ، فقد تهادت النجوم تدريجيا ، وكأن شخصا ما يضيء سلسلة من الشموع في كل مكان .
وما هي الا دقائق حتى أطل القمر ، مشعا ، مرسلا هالة من الضوء الذهبي على سطح الأرض .
كان منظرة مؤثرا حقا كما وعدها بول ، فالفتت إليه وعيناها تلمعان بالإعجاب.
التفت بول إليها أيضا ، فلما التقت عيونهما أرجعها بلطف الى الوراء حيث استلقت فوق الرمال وعندئذ فتحت فمها لتحتج ،
ولكنه أخرس كل احتجاج قد يصدر منها .
كان لطيفا ، رقيقا ، ناعما يمسد لها شعرها ويفرشة على الرمال الناعمة .
تأوهت ثم راحت تمرغ رأسها في الرمال ، لا تعرف ماذا تريد ،
وحاول إسكات أي شك قد يكون في نفسها هامسا :
- أريدك باميلا .أريدك لي ، لي وحدي .
بلغت كلماته مسمعيها وكأنها آتية من حلم ..ولكنها ليست كلمات حب بل كلمات رغبة.
فهو لم يقل إنه يحبها . وهي لا تشك في إنه يرغب فيها .
شد ذراعيه حولها برهانا على هذا ...
ولكن ما زالت تملك القدر الكافي من احترامها لنفسها لتمنع توقها من القيام بعمل قد تندم عليه الى الأبد.
فرفعت يديها الى صدره ، ودفعته عنها :
- لا ....لا ! لقد وعدتني بألا تجبرني ....فاتركني ..أرجوك لا أطيق ذلك.
جلس بول ناظرا إليها :
- سبق أن قلت إنني لن أجبرك على شئ ومازالت عند كلمتي . ولكن إياك أن تنكري رغبتك في منذ قليل .
فلماذا تقاوميني ؟
هبت باميلا على قدميها وصرخت بهستيريا :
- لست ألعوبة بين يديك تستخدمها ما شئت .أنا إنسانة حرة في أختيار من أشاركة عواطفي .
أنا لا أريد أن تشاركني فيها .
وهرعت الى المنزل ومنه الى غرفتها التي أغلقت بابها خلفها .
وقفت ساخطة خافقة القلب بجنون ، حتى بدأ لها أن صداه سيملأ الغرفة الصامتة.
ثم سمعت الباب الخارجي يفتح ويغلق ، وخطوات بول تتقدم الى غرفتها ، قرع الباب قرعا خفيفا .
- باميلا ..اسمحي لي بالدخول ، أريد محادثتك.
أحست باميلا وكـأن ثقلا يضغط على صدرها ...
- لا ...ليس بيننا ما يقال ....أرجوك أبتعد.
مرت لحظات صمت مترقب ، أغمضت فيها باميلا عينيها وشدت يديها بقبضتين . ثم تناهى صوت بول اللطيف
من وراء الباب :
- حسنا ...باميلا ..سنتحدث في الصباح . أرجو أن تكوني أفضل حالا بعد ليلة هانئة.
ابتعد عن الباب ثم سمعته يدخل الى غرفته .
تلاشى تماسكها وارتجف جسمها توترا . فغطت وجهها بيديها واتجهت الى النافذة .
فيما كانت أصابع الفجر الرمادية تتسلل من النافذة ، حملت حقيبتها الصغيرة وغادرت المنزل .
تسير نحو البلدة لتستقل الباص ، للبدء برحلة طويلة الى لندن .




نهايه الفصل الثامن يارب تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
قديم 19-04-09, 04:39 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 136138
المشاركات: 117
الجنس أنثى
معدل التقييم: Disckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاطDisckoooooo عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 119

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Disckoooooo غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Disckoooooo المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Icon Mod 44 الفصل التاسع والاخير

 

كاتبه الفصل عذوووووووووووووب





9- رحلة العمر

مادت اشجار الصفصاف الباسقة وتلاعبت نسمات ايلول القوية بالاغصان قطعة قطعه ... ان اوائل الخريف ونهاية الصيف موسم جميل جدا في الريف الانكليزي وكأنه مكافاة للطقس قبل ان يهجم برد الشتاء القارص .
قعدت باميلا قرب البحيرة وشعرها المخملي الاشقر تبعده عن وجهها عقدة من الساتان الازرق المتناسق مع لونها ولون عينيها ثم اسندت ظهرها الى جذع شجرة سنديان غليظة راسخة في القدم .
منتديات ليلاس
وراحت تقضم ورقة عشب خضراء بكسل وهي تحدق الى المياه الهادئة ... كان كل ما يحدق بها في هذا الوادي المزروع هادئا ساكنا حتى صعب عليها ان تتصور ما مر بها من عذاب في الاسابيع القليلة الماضية .
لقد وجدت اخيرا ان الضغط المزدوج الذي يمارسه عليها بول برغبته في الانتقام وبرغبته في جسدها هو اكثر من ان تطيقه .
بعدما تركت منزله في منتج هاستنغز عادت الى لندن فوضبت اغراضها واستقلت قطارا متوجها الى موطنها حاولت بيرل ان تحصل على تفسير منها ,
ولكنها لم تقل شيئا بل دفعت لبيرل حصتها من ايجار الشهرين المقبلين ووعدت بالعودة عما قريب .. مع انها سرا كانت تشك في العودة .
راقبتها بيرل تكتب رسالة استقالتها التي ارسلتها بريديا قبل ان تباشر بتوضيب حقائبها . اتصل بول لكنها رفضت التحدث اليه
وقبل ان يجد الوقت الكافي للعودة من هاستنغز كانت في طريقها الى بلدتها الصغيرة حيث يعيش والدها .
هاهي ذي تجلس هنا في الهواء النقي المنعش غير راغبة في العودة الى المدينه . والداها سعيدان بعودتها لأنهما لم يوافقا اصلا على فكرة مكوثها في لندن وهما في الوقت الحالي يترقبان زواجها من رجل يعيش في مجتمعهما .
كانا يتوقان ان تستقر مع زوج ما في مزرعه حافلة بالاحفاد بأصواتهم الدافئة الحبيبة .
وظفت باميلا في المصرف المحلي . وكان الجميع حتى مدير المصرف السيد أولدفيلد , متأثرين بفطرنتها المالية , اما انطوني ابن السيد أولدفيلد فقد كان قطعا يظهر لها اكثر من اهتمام عابر وكانت تعلم ان تشجيعا صغيرا منها قد يقوده الى طلب يدها .
ولكنها لن تتمكن ابدا من الزواج به فهو لم يطلق عقال قلبها ولم يدفعه الى الخفقان كما كان يفعل بول غراينجر علما ان بول لم يكن يفكر فيها الا في الاستيلاء عليها ليرميها بعد ذلك جانبا .
لا جدوى على اية حال من التفكير في العودة الى المدينة ... فما تزال واثقة من تمسك وتصميمي بول على افساد اية فرصة قد تمنحها وظيفة ما .
ربما كان على حق فيما يختص بها ربما قدر لها الا تكون سيدة اعمال .
اشار تهشم اوراق الاشجار اليابسة الى ان في الغابة كائنا ما , رفعت باميلا رأسها متوقعه رؤية ظبي صغير او سنجاب او حيوان من الحيوانات المختلفة القاطنة في تلك الارض الخصبة ,
ولكنها عوضا عن ذلك شاهدت وجها لم تفكر قط في انها ستراه ثانية . كان بول يقف هناك ينظر اليها .
دوى صوتها بغضب مذهول :
- انت ... ماذا تفعل هنا ؟ انها املاك خاصة . اسمع ما عدت موظفة عندك لذا انا غير مضطرة لتحمل رفقتك بعد الآن .
وهمت بالوقوف ولكن يده القوية اعادتها الى الارض وصرخ غاضبا :
- اجلسي ! مازلت صعبة المراس كما كنت دائما . لن اعضك ان ازعجت نفسك بعض الشيء وتصرفت كامراة متمدنه لما انتهى بنا الامر الى الجدال .
انخفض الى الارض وجلس الى جانبها . لكنها لم تتراجع :
- ولم اكون مؤدبة معك انا ارفض ان تكون بيننا علاقة ؟ اشكرك لأنك دفعتني الى مغادرة لندن محطما بذلك احلامي بمستقبل مهني . الا تظن انك عاقبتني بما فيه الكفاية؟ احذرك .. لن تقدر على فعل المزيد لذا من المستحسن ان تعتبر القضية منتهية .
- هذا ما افكر فيه بالضبط باميلا . لقد قررت انا اسامحك على خداعك لي وانا هنا هنتظر اعتذارك .
هبت باميلا على قدميها واقفة وراحت تحملق اليه مدهوشة :
- تريد مني ان اعتذر ؟ يالك من وقح ! لقد اعترفت بأن تنكري كان خطأ جسيما واعتذرت عنه منذ زمن بعيد . ولكنك ضخمت الامر حتى اقنعت نفسك بالانغماس في الانتقام مني . ثم وبعد ان دمرت آمالي بمستقبل عملي تتبعني الى بلدتي متوقعا مني الاعتذار ثانية ؟ ستسمع اعتذاري ان دخل ابليس الجنة !

- امسك بول بيدها وجرها حتى تجلس قربه :
- اوه ... توقفي عن هذا باميلا . اقسم انك مهوسة بالامور المأساوية حتى يكاد يليق بك التمثيل اكثر مما يليق ببيرل .. لم الحق بك الى هنا .. ولولا انغماسك في بؤسك منذ مدة لعرفت ان ثمة سباق سيارات يجري في سهول ميدلاند . وانا كما تعلمين اهوى سباق السيارات وكنت قبل هذا السباق قد امضيت اسبوعين محاضرا في جامعه برمنغهام محاضرات تتعلق بالاقتصاد وسوق القطع . وهكذا تجدين انني في رحلة عمل لا في رحلة انزال العقوبات عليك . علمت بيرل انني قادم الى هذه المنطقة فطلبت مني زيارتك للاطمئنان على صحتك ولما سألت امك عنك اخبرتني انك تتنزهين في الغابة .. والآن .. اتظنين ان بأمكاننا تبادل حديث طبيعي .دار رأس باميلا لقد جاء بول لدافع نبيل بناء على طلب بيرل سرعان ما ادركت ان تصرفاتها معه كانت طفولية ولكن انى له ان يعرف شيئا عن العذاب الذي سببه لها حبها له ؟
- انا آسفة بول . انت في غاية اللطف . ولكننا كما تعرف في خصام دائم حتى بت غير قادرة على تصور وجود علاقة متمدنة بيننا ... كيف حال بيرل ! لم اسمع شيئا عنها منذ مدة .
- اعرف , ولهذا طلبت مني المجيء فعلاقتها بتالبوت علاقة جادة ولن يدهشني ان يتزوجا قريبا على اية حال بيرل ستضطر الى تسليم الشقة الا اذا اردت الاحتفاظ بها لنفسك.
لم يدهشها ما سمعته عن بيرل وتالبوت , فقد لاحظت قبل ان تغادر لندن شدة تقاربهما .
- اعتقد انك كنت مخطئا بشأن تالبوت اذن فهو ليس زير نساء كما صورته لي .
فهز بول رأسه :
- لن اعترف بهذا تمام فلنقل ان بيرل استطاعت ترويضه.
فابتسمت باميلا بحزن :
- انا سعيده لأجلها . اعرف انها تحبه حقا واعرف ايضا انهما سيعيشان في سعاده . اظنهما مهما قلت عنهما من افضل الاشخاص الذين عرفتهم .
فكر بول بحذر قبل ان يقول :
- ربما انت على حق . ولكنهما مؤخرا لم يكونا لطيفين معي . لقد طلبت مني بيرل ان اقول لك انني لن اقف في وجهك اذا عدت الى لندن لقد شرحت الموقف كله , واظنني كنت قاسيا معك لذا اعتذر عما در مني وأوكد لك ان بأمكانك استعادة وظيفتك في مؤسستي ان شئت كما اعد بألا اضايقك بعد الآن .
وقفت باميلا ثم نظرت الى بول ساخرة :
- هكذا اذن ... بكل بساطة ! تدمر حياتي كلها ... تجعلني اهرع الى حضن اهلي .. ثم تأتي الى بلدتي معتذرا عن قسوتك طالبا مني العودة , وما ذلك الا لأن احد زبائنك عاتبك على فعالك ... حسنا ... انس الامر ! قد لا تكون هذه البلدة مثل لندن ولا هذا المجتمع مثل مجتمع المال , لكن الناس هنا يحترمونني .
وقف بول ليمسك ذراعها بقسوة :
- مازلت كما انت . لم تسمعي كلمة مما قلته لك ...؟ انا لم آت معتذرا ! وما من احد في الدنيا يجعلني افعل ما لا اريده . وليس هناك في الدنيا مال يكفي لإجباري على فعل شيء ما ضد ارادتي .. كنت احاول ان اكون مهذبا كيسا معك . وهذا ما لا يفهمه على ما يبدو عقلك الصغير الملتوي . لا ادري كيف انقل رسالتي الى عقلك الاعوج هذا . انت اشد امرأة مراسا قابلتها في حياتي .
نظرت باميلا الى عينيه الرماديتين العاصفتين بتحد :
- ولماذا تتعب نفسك ؟ لم لا تنساني ولم لا تتركني وشأني ؟ .
جذبها بول اليه ساحقا ذراعيها بعنفه كانت ذراعاه الفولاذيتان تأسرانها وعيناه الحادتان تلمعان وكانهما قطعتا الماس لكن فيهما رقة ما مستترة تخشى الظهور وكان صوته اجش متهدجا وهو يقول لها :

- ليتني استطيع ان اتركك وشانك . لكنك تلاحقينني ليل نهار وكانك ساحرة وثنية . احس برغبتي فيك عندما نفترق ولا استطيع منع يدي عن ملامستك عندما ألقاك . لن تهربي الى أي مكان في العالم قد اعجز عن ايجادك فيه .
وضمها اليه بعناق محموم فشعرت بالعذاب بين ذراعيه . كانت اصابعه تداعب بلطف كل ذرة من بشرتها التائقة اليه فأشتد توتر باميلا حتى الانهيار
استرخت ذراعاه عندما احس بتجاوبها ومد يده بدوره ليشد رأسها الى عنقه ... سحب بول انفاسا عميقا فيما شعرت هي بان حبها يكاد يفجر قلبها .
- اريدك باميلا.. من الجنون مقاومة ما نحس به معا .
شاهدت باميلا الرغبة تطل من عينيه فتجمد الشوق الذي اشعله حبها له . الرغبة ... أهذا كا ما يشعر به تجاهها...الرغبة؟ سعى اليها ليحصل على ما يريده ولينهي عذاب شوقه ؟
ومتى اشبع شوقه اليها ورغباته الجسدية يغدُ جريا للزواج بسوزي التي سيمنحها الحب والاحترام اللذين يكنه الرجل
ارسلت هذه الفكرة رعشة بارده الى عروق باميلا فانسلت من بين ذراعيه دافعه صدره عنها بيديها .
فاجأه العنف المباغت في حركتها فوقف ينظر اليها مرتبكا لكن الرغبة المشتعله في عينيه ما تزال ترسل شررها .
كان خوفها من سيطرته عليها وشعورها بالقرف من تجاوبها المستكين اليه يزيدها غضبا الى غضب .
- اكرهك ! انت كالآخرين . لن اكون ألعوبة بين يديك فأنا انسانة لا لعبة الكترونية . عد الآن ! عد الى سيارات السباق والى عملك او اىل العوبة اخرى تستطيع ان تجد عندها التسلية التي تنشدها . دعني وشأني ! انت تقرفني .
ثم هرعت لا تلوي على شيء والدموع تتدفق على وجهها .
وصلت الى المنزل ثم اتجهت فورا الى غرفتها متجاوزة امهاالتي سألتها عما اذا رات الشاب الذي يزورها . فهزت رأسها وتابعت سيرها الى غرفتها لتغلق الباب وراءها . فقد كانت تعبه من الركض ومن قلبها الخافق .
كانت الدموع قد جفت من مآقيها عندما سمعت هدير محرك سيارة فأسرعت الى النافذة وهناك رات بول يبتعد .
كان حنين في قلبها يطالبه بالرجوع ... ولكن عقلها قال لها ان هذا خير لها .
مرت الاسابيع التالية دون احداث تذكر ولكنها خلالها كانت تظهر مهارتها في حقل المال في المصرف وقد بدا لها السيد أولدفيلد سعيدا الى اقصى حد لأن اهتمام ابنه طوني بها قد تزايد .
وقد قام بما في وسعه لتشجيعه على هذه العلاقه . ولكن عواطف باميلا كانت متحجره , فربما لم ينل بول منها ما يريد ولكنه سرق بكل تاكيد قلبها .
كانت مسرحية بيرل قد اخذت تجول في الاقاليم بعد نجاحها الساحق على مسارح لندن . وكان النقاد قد حيوا بيرل لبراعتها وتوقعوا ان تلع في افق الفن ...
اكتملت سعادة باميلا عندما استلمت منها رسالة صغيرة ولكن سعادتها كانت اكبر عندما قرأت دعوة الى حضور حفلة عرسها قبل اسبوعين من انتقالهما لعرض المسرحية في المسرح المكشوف في ريجنت بارك .
تلقت الدعوة بمشاعر مختلطه فهي مسرورة باقدام بيرل وتالبوت على الزواج , ولكن معرفتها ان بول سيكون جاضرا مع سوزي ربما جعلها تعيد التفكير ثانية .
غير انها قررت اخيرا ان علاقتها ببيرل اهم من تفسدها من اجل بول . لقد دمر لها حتى الآن عددا كبيرا من الاحمها لذا لن تسمح له بحرمانها من سعادتها برؤية بيرل عروس .
قادت باميلا سيارتها بنفسها الى لندن نعم لا تنكر انها تكره اجتياز هذه المسافة كلها , ولكنها الطريقة الوحيدة للانتقال ومعها هذه الهدايا كلها لبيرل , هذا عدا ملابسها .
كان بيرل وتالبوت قد استأجرا جناحا لهما في الفندق حيث ستتم مراسم الزفاف لذا كان لباميلا الشقة كلها في كينغستون .
من حسن حظها ان ازدحام السير كان خفيفا فتمكنت بذلك من الوصول قبل الوقت المحدد .
في الشقة اغتسلت ثم راحت تعد ما ترتديه للحفلة . كانت باميلا قد اختارت ثوبا اشترته يوما بتهور عندما خرجت مع بيرل وهو اغلى ثوب اشترته في حياتها .
والواقع انها ماكانت لتشتريه لولا اصرار بيرل يومذاك لذا بدا لها من المناسب ان ترتديه ليوم الزفاف .
الفستان بسيط مصنوع من الحرير الاسود الناعم , ياقته مستديره بسيطه ولكن بضيق عند الخصر قبل ان ينسدل الى الكاحلين بخطوط ناعمه متهدله . لم يكن للفستان ميزة خاصة ولكنه انتعش عندما التصق بحنايا جسد باميلا التي بدت وهي مرتديته خلابه ساحرة وكأنه صنع خصيصا لها .
شكرت بيرل في سرها لإصرارها على شرائه فقد بدت بالفستان انيقة جذابة وكانها احدى الممثلات الشهيرات اللاتي يعملن مع بيرل .
اما الحذاء الاسود اللماع العالي الكعبين فقد اظهر رشاقتها وطولها المديد , ثم بعد ذلك اكملت زينتها بسلسلة ذهبية تدلت من عنقها وبسوار ذهبي جميل .
تدلى شعرها البراق مسترسلا على كتفيها فأضاء وجهها بشعاع طبيعي لا اصطناع فيه رمت على كتفيها الكاب المخملي الاسود وتوجهت الى التاكسي الذي طلبته .
اكتظت غرفة الاستقبال بالضيوف فضغطت باميلا نفسها لتمر بين الجموع بحثا عن بيرل وتالبوت واخيرا شاهدت بيرل واقفة بين مجموعه ضخمة من الناس . حينما شاهدتها بيرل ركضت اليها تعانقها بحرارة .
- اوه يابام ... ما اسعدني ان اراك لقد اشتقت اليك كثيرا .
وصاح صوت رجولي عميق مرتفع :
- اجل ... لقد احست بالوحدة حتى قررت اخيرا التفتيش عن رفيق جديد .
رفعت باميلا رأسها فشاهدت تالبوت يضحك لها وهو يقترب من بيرل واضعا يده بتملك حول خصرها النحيل :
- من هذه المخلوقة الساحره العائدة من البرية ؟ ترى هل خبأتها عني لئلا اعدل عن ان اصبح مواطنا مستقرا ؟
فضربته بيرل بين ضلوعه مداعبة :
- توقف عن هذا تالبوت . انا من دفعتها الى شراء هذا الفستان . ولكنني لم استطع اجبارها على ارتدائه لذا اعتبر ارتدائها اياه اطراء لي الليلة . فلا توترها والا غضبت مني لأنني اجبرتها على شراءه .
- حسن جدا يا عزيزتي. انا لن اتجادل مع عروسي الليلة . في الحقيقة يا بام تبدين ساحرة . لكن للآسف حياتي الرومانسية ما عادت ملكا لي , فأنا مرتبط لذا سأحاول ان ابحث لك عن رفيق يضفي قليلا من النكهة على حياتك .
- لا بأس بي هكذا تالبوت . سأكون على ما يرام وحدي . فأنا كما تعلم اعرف بعض الحاضرين الليلة .
كانت باميلا غارقة في حوار عميق مع والد بيرل عندما نظرت الى الغرفة فطالعها بول غراينجر .
امسكت اصابعه السمراء القوية بكأسه الطويلة فيما اتكأ جسده بعفوية الى المدفأة . بذلته السوداء المحاكة يدويا زادت من سطوته . فتعجبت باميلا من تأثير وجوده فيها ...
لو ابتسم لها لرمت نفسها بين ذاعيه طوعا ,, تتوسل اليه حتى يسامحها ويتقبل حبها . ولكن عينيه كانتا تجولان فيها بدون اهتمام .
دهشت باميلا لعدم وجود سوزي معه .. لماذا لا ترافقه احداهن الليلة ؟ربما سوزي تتحدث الى شخص آخر ؟ ولكن بعد نظرة سرية شاملة للغرفة اكتشفت ان لا اثر لها . فحارت في ما تفكر وتحركت مع الاخرين الى الغرفة التي ستقام فيها مراسم الزواج مشتتة الذهن .
لا حقتها عينا بول طوال مراسم الزواج, وخلال حفل الاستقبال فيما بعد .. كان وجهه جامدا عابسا دائما , وكانت كلما احست بنظرته البارده الرمادية تستقر عليها تقتنع اكثر فأكثر بأنه لم يتوقف لحظة عن كرهها .
ولكنها ادركت الآن ان الحب اهم عندها من أي مستقبل مهني , والحب الوحيد الذي تتوق اليه , هو حب بول . ولكنه يكرهها وهو الى ذلك سيتزوج بسودزي لذا عليها اقناع نفسها بالوظيفة التي تقوم بها في بلدتها الصغيرة .
ودع بيرل وتالبوت ضيوفهما وغادرا المكان لبدء شهر عسلهما المنعزل عن الناس في مزرعه تالبوت البعيده شمالا . كانت باميلا تحاول تجنب تقدم الضيوف وتدافعهم عندما سمعت صوتا مألوفا قربها :
- لا بأس في هذا جيفري .. سأعتني ببام الآن .
لكن الرجل شد بيده على ذراع باميلا :
- انس الامر يابول . فستكون هذه الحسناء رفيقتي ... ابحث عن تسلية اخرى الليلة !
وقبل ان يعرف احد ما حدث كان بول قد هجم على الرجل الذي ارتد الى الوراء راميا الى الارض باميلا التي اصطدم رأسها بمؤخرة كرسي .
عندما انحنى بول عليها حاولت الاحتجاج واهنة ولكنه حملها بين ذراعيه , ورأسها ما يزال يؤلمها .
- لا احتاج رعايتك وعنايتك فما عدت سكرتيرتك . دعني وشأني !
لكنه تجاهل اعتراضاتها :
- انت لست في وضع تعرفين فيه ما تقولين او تفعلين . لا ادري مادهاك بام .. تأتين الى هنا مرتدية فستانا وكانك ملكة من ملكات الجمال , ثم تبدئين بالتحدث مع ذلك المتطفل . الديك فكرة عما كان سيحدث لو تركتك معه ؟
- ما كان ليحدث أي شيء ! انا قادرة على العناية بنفسي . انت تصدق دائما اسوأ الامور عني .. لايمكنك تحمل ان يجدني رجل آخر مرغوبة كما تجد سوزي .
- دعي سوزي وشأنها .
واعطى حارس الباب بطاقة سيارته ليحضرها .. فكان ان اسرع الحارس الذي قاد السيارة الى حيث يقف بول . وضع باميلا في المقعد الامامي وهناك غرقت في النوم من جراء سقطتها تلك .
عندما استيقظت في الصابح التالي , احست وكأن رأسها بالون منفوخ على وشك الانفجار , كما احست بفمها جافا .
دفع نور الشمس الشاحب المتسلل من النافذة الآلم الى رأسها فأشاحت وجهها عنه . ولكن ما هي الا فتره قصيرة حتى استردت وعيها فوجدت انها ليست في رغفتها في الشقة او في منزل اهلها .
كان للغرفة مظهر رجولي ... فالسجاد بني غامق والجدران مكسوة بورق جدران لونه عاجي قاتم . والاثاث بسيط جميل والنافذه مغطاة بالخيزران الاسود .
تذكرت بسرعه الليل الفائت كما تذكرت بول وهو يحملها ويضعها في السيارة ... ولكنها لا تذكر شيئا بعد ذلك ... فماذا تفعل هنا بحق الله ؟
كان فستان السهرة والكاب ملقيين على كرسي مجاور وما كانت ترتدي الا ثيابها الداخلية . فارتجفت حرجا ورفعت رأسها عن الوسادة ...
لكن الما اعمى بصرها واجبرها على اعادة رأسها الى الوسادة . كانت تعلم ان عليها مغادرة هذه الغرفة , ولكنها مريضة بحيث لن تتمكن من الحراك فتأوهت متألمة ثم اغمضت عينيها .
تصاعد صرير خفيف للباب وهو ينفتح ببطء , ثم اعقبته خطوات ناعمه في الغرفة ففتحت باميلا عينيها واذا به يقف بجانب السرير.
جعلت نظرة واحده الى الجسد المألوف عيناها تنفتحان على وسعهما . ابتسم لها بول وعيناه قلقتان :
- ارى انك عدت الى عالم الحياة ... كيف حالك الآن ؟
اغمضت باميلا عينيها من جديد :
- رهيبة !
فهز رأسه :
- لست دهشا , نظراً لحجم الضربة التي تلقاها رأسك . لكن لا تقلقي قال الطبيب ان بضع ساعات من الراحة ستشفيك . احضرته البارحة ليعاينك لكنك كنت غائبة عن الوعي .
- اظنني احتضر.
فضحك بول :
- حسنا , اشكري ربك لوضعك هذا فهو على الرغم من خطورته غير مميت , وعليه ستستردين عافيتك غدا . اما الآن فما عليك الا اغماض عينيك طلبا للراحة . لقد فقدت وعيك في السيارة , لذا حملتك الى شقتي ثم استدعيت الطبيب وكنت قبل وصوله قد وضعتك في الفراش ولأنك دون شك لا ترغبين ان يفسد النوم ثوبك , نزعته عنك .
- اتقصد انك انت من نزع عني ملابسي ليلة امس ؟
فكشر عن وجهه مازحا :
- اخرجي من هذه الالاعيب فأنا اؤكد لك انني لم امسك .هيا عودي الآن الى النوم , فلست في حالة تخولك الدخول في نقاش ... سأتحدث اليك فيما بعد عندما تصبحين افضل حالا .
ترك الغرفة مغلقا الباب بهدوء وراءه اما هي فتاهت في سبات عميق مضطرب . وعندما استيقظت منه كان المغيب في هذا اليوم الخريفي قد خيم على الغرفة ...
ففتحت عينيها ببطء تتأمل ما يحدق بها فكان ان اتجهت نظرتها الحائرة الى الكرسي الذي قبعت عليه ملابسها , ولكنها التقت بعيني بول المتفرستين .
- لقد نمت النهار بكامله ... كيف انت الآن ؟
حركت باميلا رأسها من جانب الى اخر ورفعته عن الوساده ثم رفعت الغطاء الى كتفيها قبل ان تجلس .
- انا بخير .
صمتت ثم اضافت على كره منها :
- اشكر لك عنايتك بي . لا اريد التطفل عليك اكثر لو سمحت احضر لي ثيابي واترك الغرفة , سأرتديها واعود الى منزلي .
هز بول رأسه وهو يتقدم ببطء الى السرير. كانت عيناه تطوفان فيها وكأنهما تمتلكانها . فخفق قلب باميلا وطفق يخفق بجنون حتى كادت لا تسمع كلماته لارتفاع ضرباته .
- ليس الآن . سيحل الظلام قريبا . لذا ليس من الحكمة التجول ليلا. امضي الليلة هنا , وانا اقلك صباحا الى المنزل هذا اذا كنت مصرة على الذهاب .
وابتسم بعجرفه .
احست باميلا بضعفهما الكامل امامه . نظرت اليه :
- ارجوك بول ... دعني اذهب الى البيت .. لا اريد التشاجر معك ابدا .
انحنى بول فوق السرير ليضع يده تحت ذقنها فرفع وجهها واذا عيناه تلتقيان عينينها .
- اذن لا تتشاجري معي ... ذا كل ما كنت اريده من دائما ...وانت تعلمين هذا . فلا اطلب منك الا التوقف عن مشاجرتي والبدء بأن تحبيني .
ضمها الى صدره فابتعدت عنه :
- لا تلمسني ... ارجوك ... لا تلمسني !
- انت اطلبين المستحيل . لا يمكنني ابعاد يدي عنك ولو اردت .
وكأنما ليبرهن عن صدق كلامه راحت عيناه تتأملانها بشغف فيما راحت يداه تداعبان وجنتيها وعنقها . فقالت بصوت متوسل :
- بول !
لم تكن واثقه مما تريد , اتريد منه ان يتوقف او ان يستمر ولكن بول لم يكن حائرا لأنه سرعان ما اطبق عليها منعا لأي احتجاج قد يتصاعد الى تفكيرها , كلاما كان ام فعلا . وضع يده خلف ظهرها فأحست فجأة بصدمة عندئذ ثابت الى رشدها ثانية .
فرفعت راحتي يديها تدفعه بعيدا عنها , فتراجع ,لكن عينيه تركتا وجهها فتشنجت واجهشت بالبكاء مرتجفة ... عندئذ تحول تعبير وجهه الى الحيرة والارتباك :
- ما الخطب الآن ؟ لن افهمك ابدا باميلا .
- لقد سلبتني كل شيء ... مستقبلي , كرامتي , وحبي . ولم تترك لي أي شيء .. حتى جسدي .!
ابتسم بول لكن صوته كان متهدجا :
- انت محقه يا حبيبتي . اريد منك كل شيء ... اريد معرفة كل ذرة من كيانك .
ورفع رأسها بإصبعه ثم التقط وجهها بين يديه :
- اريد عقلك وتفكيرك وجسمك . دون اسرار .. دون تنكر ... ودون ان يكون بيننا شيء .
مدت باميلا يدها لتوقف يده الممتده .
- بول لا تفعل هذا .
وانسلت من بين يديه دافنه رأسها في الوسادة قائلة له بتشيج باك :
- اريد الذهاب الى البيت بول ... لا يمكنني البقاء هنا ... ليس الآن ... احبك حبا جما ... حبا لا اقوى معه على رؤيتك تبتعد عني الى ذراعي سوزي .
امسك بول بكتفيها :
- اهذا ما تظنين ايتها الحمقاء الصغيرة ! اتظنين انني اهدر هذا الوقت كله لو كنت ارغب في علاقة عابرة ؟ الا تعلمين انك اوقعتني تحت سحرك منذ اللحظة الاولى التي نظرت فيها الى عينيك وانت تركضين في الشارع ؟
ابتسم وقد رأى نظرتها المصعوقة :
- هاتان العينان الزرقاوان الدافئتان كان لهما تأثير مدمر في نفسي . حتى ذلك التنكر الرهيب لم يمنعني من الرغبة فيك .ظننت نفسي افقد عقلي لرغبتي في امرأة اشبه برقيب التدريب في الجيش . واشكر الله لانقطاع الكهرباء ذاك اليوم ... عندما عدت وشاهدتك في شقتك علمت انني وجدت امرأة لن استطيع نسيانها . لكنك كنت مستعره غضبا ومصصمة جدا على مقاومتي .. فلم استطع تركك ترحلين ... لهذا السبب هددتك .. كنت مضطرا لإبقائك الى جانبي بأية وسيلة ممكنة .
مسدت يده شعرها , ثم اجرعه بلطف الى كتفيها . واكمل هامسا :
- اريد الزواج بك ... هذا ان لم تعترضي على التخلي عن وصفك كأمراة متحررة .. وهذا امر عادي , فأنا لم احظ بحريتي منذ التقيت بك .
بدا الذهول على باميلا :
- تتزوجني ؟ لكنك قلت للمجلات انك ستتزوج سوزي .
فضحك بول :
- سوزي فتاة مجتمع عابثة تافهة وعلاقتي بها كانت للتسلية فقط . اتعلمين انني لم ارها منذ خرجت معي تلك الليلة؟نعم تلك الليلة التي وجدت انني لا افكر الا فيك . وان كنت تذكرين عدت الى المكتب لأخرج معك . لم اقل يوما لها انني احبها . ولم اطلب منها قط الزواج ... وما قلت للمجلات اننا مخطوبان الا لأن ذلك كان الطريقة الوحيدة لأبعاد اولئك النسوة المجنونات عن دربي ... ولم اقل لك انني احبك لأنني كنت اخاف ان افزعك فتهربين مني , لأنك كنت كلما لمستك او اقتربت منك تقفزين كالمجنونة . لكني لم اعد اخاف .. اتعلمين انك تتكلمين اثناء نومك ؟ لذا .. لدي اسباب قوية للاعتقاد بأن تمثيليتك الصغيرة قد وصلت الى نهايتها . لقد اكتشفت باميلا الحقيقية . باميلا ... باميلا التي ستكون زوجتي وام اطفالي , والتي ستشيخ معي حتى نصبح عجوزين . احبك باميلا .. واريد منك ان تتزوجيني . اتظنين ان بأمكانك ان تكوني سعيده مع زوج له مهنتي ؟
رمت باميلا نفسها بين ذراعيه ودفنت رأسها في صدره :
- اوه .. بلى يا بول ... مليون مرة نعم ! اظنني احببتك .. منذ رأيتك , لكنني كنت اضع ذلك التنكر الكريه . ثم بعد هذا كنت دائما غاضبا . فظننتك لن تسامحيني , وعندما اخبرتني سوزي انكما متحابان ظننت ان لا طائل من وراء أي شيء .
رفع بول رأسها بلطف :
- احبك بجنون , والطريقة الوحيدة لأنجو من جنوني هو بقاؤك الى جانبي لأحظنك بين ذراعي ولأعانقك .. ولكن الآن .. اظن ان من المستحسن التوجه الى منزل والديك .. فلا اثق بنفسي ان بقيت معك على انفراد وانا لا انوي ان افسد نواياي الشريفة تجاهك .
فابتسمت باميلا بسرور :
- حسنا ياحبيبي , انما لا تنس ان امامنا رحلة طويلة .
وفعلا امامهما رحلة طويلة انما هي رحلة العمر السعيدة.






تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمت بحــــــــــــــــــــــــ الله ـــــــــــــــــــــــــــــمد



اتمنى تعجبكم



وتعطونى رأيكم فيها



تحيـــــــــــــــــ Disckoooooo ــــــــــــــــاتى

 
 

 

عرض البوم صور Disckoooooo   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, نصف القمر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t109185.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
54 ظ†طµظپ ط§ظ„ظ‚ظ…ط± This thread Refback 21-06-16 07:23 PM


الساعة الآن 01:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية