منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ملف المستقبل (https://www.liilas.com/vb3/f155/)
-   -   الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) عدد خاص جدا (https://www.liilas.com/vb3/t74007.html)

sosososoose 27-05-08 01:23 PM

قصه رووووووووووووووووووووووووووووووعه

jaser-1 28-05-08 02:04 PM

أشهد انك رقيق الذوق حساس
واشهد انك أرق الناس واطيبها


تسلم ع المجهود وربي يخليك لينا

علي الصريمي 29-05-08 08:36 AM

قصة في غاية الروعة والابداع

نتمنى ان نقرا بقية القصة

في اقرب وقت

givara diab 29-05-08 03:42 PM

Thanks alot

مين هناك 29-05-08 08:55 PM

الجزء الجديد من العدد الخاص الجيل الثالث
 
17- نقطة التحوّل..


تألَّقت عينا العالم الكهل في ظفر، وهو يقيِّد "أكرم" في إحكام على تلك المنضدة الطبية الصغيرة في معمله، قائلاً:
- الآن حانت لحظة إنتاج جيل جديد من آلهة المستقبل

انعقد حاجبا الشاب النسر في توتر، وهو يقول:
- وماذا يمكنك أن تضيف إلى جيل جديد؟!

أطلق العالم ضحكة قصيرة ظافرة، وهو يقول:
- الكثير.

سأله في توتر أكثر:
- مثل ماذا؟!

التفت إليه بعينيه المتألقتين قائلاً:
- سترى.

تراجع الشاب، وقد تضاعف توتره كثيراً، ولاذ بالصمت التام، وهو يتابع العالم الذي انتهى من إحكام قيود "أكرم"، في حين قال هذا الأخير، وقد بدأ يستعيد وعيه، وإن ظلَّت الرؤية مشوَّشة في عينيه:
- ماذا يحدث؟!.. من أنت؟!

ربَّت العالم على كتفه، قائلاً:
- اهدأ يا سيِّد "أكرم".. إنك على أعتاب عهد جديد.

هزَّ "أكرم" رأسه، وهو يقول:
- ما هذا الصوت؟!.. أين أنا؟!

أجابه العالم، وهو يدير جهاز الطرد المركزي الإليكتروني:
- أنت في مصنع المستقبل.

تساءل "أكرم"، وهو يحاول السيطرة على تفكيره:
- مصنع ماذا؟!

أجابه:
- المستقبل يا سيِّد "أكرم".. مستقبل البشرية كلها.. جيل جديد تماماً من البشر.. الجيل الثالث، الذي عرفته هذه الأرض.

بدأ "أكرم" يستعيد وعيه وإدراكه تدريجياً، وهو يقول:
- الجيل الثالث؟!.. أي جيل ثالث؟!

أطلق العالم الكهل ضحكة قصيرة، وهو يوقف جهاز الطرد المركزي، ويلتقط منه أنبوباً شفافاً، يحوي سائلاً
عكراً أحمر اللون، وهو يقول:
- لقد بدأ هذا الكوكب بالديناصورات التي انقرضت إثر سقوط مذنَّب هائل، غيَّر وجه الأرض لمئات أو ربما آلاف السنين، وبعدها ظهر الجيل الأوَّل للبشر.

مطَّ "أكرم" شفتيه، وحاول التخلُّص من القيود التي أدرك وجودها لأوَّل مرة، وهو يقول في توتر:
- حديث علمي ممل.. أنا أبغض هذه الأحاديث.

تابع العالم وكأنه لم يسمعه، وهو يسحب ذلك السائل الأحمر العكر، في محقن كبير، يحوي سائلاً أزرق شفافاً:
- كان الجيل الأوَّل بدائياً.. صياداً.. يعتمد على عضلاته بأكثر مما يعتمد على عقله، ولقد سيطر على العالم أيامها؛ لأن القوة كانت السبيل الوحيد للسيطرة خلال الجيل الأوَّل حتى جاء الجيل الثاني.. الجيل المفكِّر(*).

غمغم "أكرم" في حدة، ومحاولاته التخلُّص من قيوده تزداد عنفاً:
- أما زلت مصراً على مواصلة هذا الحديث الممل.

ضحك العالم وهو يقترب منه، قائلاً:
- تماماً كما وصفوك لي يا سيِّد "أكرم".. قوي.. عنيف.. وبدائي.. همجي من الطراز الأوَّل.. تناسب الجيل الأوَّل من البشر، بأكثر مما تناسب الجيل الثاني، الذي يفترض أن تنتمي إليه.

أدرك "أكرم" عبث محاولة التخلُّص من قيوده، فتوَّقف عن المحاولة في سخط محنق، وهو يقول في عصبية:
- أنت على حق.. ففي هذه اللحظة، أفكِّر في دق عنقك أكثر مما أفكِّر في محاورتك.

أومأ العالم برأسه قائلاً:
- أمر طبيعي بالنسبة لهجمي مثلك.

صاح فيه "أكرم" في غضب:
- ماذا تريد مني بالضبط؟!

كانت الرؤية قد بدأت تتضح أمامه، فرأى المعمل المحيط به بكل أجهزته وأدواته ومعدَّاته، وذلك الشاب الواقف في الركن، يتطلَّع إليه في عصبية، والعالم الكهل، الذي يقف إلى جواره، ممسكاً محقناً كبيراً، به سائل بنفسجي مائل إلى الحمرة، والذي كشف صدره، وهو يقول مبتسماً في ثقة:
- بل قل ماذا أريد بك.

قال "أكرم" في حدة:
- هل سننتقل إلى محاورات لفظية؟!

أجابه العالم، وهو يتحسَّس عظمة القص لديه بأصابعه:
- بل إلى تجربة عملية يا سيِّد "أكرم"... إنك عينتي الأولى، في المرحلة الثانية، من الجيل الثالث للبشر، الذي سيسود العالم كله، بعد سنوات قليلة.. الجيل القادر على الزعامة والسيطرة.. الجيل الذي يجمع بين رجاحة العقل، والقوة.

قال "أكرم" في غضب:
- تقصد أنصاف البشر، الذين يسيرون في الأرض، ويهاجمون الضحايا بلا تمييز، مثل الحيوانات المفترسة؟!

بدا الغضب على العالم، وهو يقول:
- بل أقصد الآلهة.. آلهة المستقبل.

قال "أكرم" في غضب:
- أية آلهة أيها المأفون؟!.. ليس هناك سوى إله واحد للكون كله.. الله -سبحانه وتعالى- وحده إلهنا جميعاً.. فكرة الآلهة هذه مجرَّد حماقة، تورَّط فيها الأوَّلون؛ لضعف عقولهم، واعتمادهم على القوة وحدها، كما أشرت في محاضرتك السخيفة.

قال العالم في حدة:
- عجباً!.. ها أنت ذا قد بدأت تتحدَّث كالفلاسفة، قبل حتى أن تبدأ التجربة يا سيِّد "أكرم".. إنني لم أكن أقصد الآلهة بالمعنى الحرفي السخيف الذي تصوَّرته.. بل كنت أقصد تلك الصورة التي وصفها بها الأقدمون.. الآلهة التي تحمل هيئة البشر، مع سمات حيوان أو طير قوي.. انظر إلى هذا الشاب القوي في الركن.

بدا الضيق والتوتر على الشاب، والكهل يتابع دون أن يلتفت إليه:
- إنه يجمع بين جينات البشر، والنسر، وثعبان "أناكوندا" الضخم، وبعض سمات العنكبوت الأفريقي.. إنه يطير بجناحين هائلين، ويقتل أعداءه بسم زعاف، ويتسلَّق الجدران، مع صفات عديدة، تجعله أقرب إلى الأساطير، أو أبطال الروايات المصوَّرة القديمة، وكل هذا بالعلم.

قال "أكرم" في حدة:
- العلم الضار.

هزَّ العالم رأسه، وهو يجهِّز محقنه قائلاً:
- خطأ يا سيِّد "أكرم".. خطأ.. لا يوجد قط ما يسمى بعلم ضار.. كل العلم نافع، وإن لم يدرك أصحاب العقول الهمجية الحمقاء هذا.. العلم نافع لمن يمكنه الانتفاع به، وضار لمن يجهل كيف.. وستدرك هذا بنفسك، بعد أن أحقنك بهذا.

سأله "أكرم" في عصبية، وهو يحاول عبثاً تفادي إبرة المحقن، التي تقترب من صدره:
- وما هذا؟!

أجابه العالم:
- خلاصة جينية لا مثيل لها.. خلاصة ربع قرن من تجارب مدهشة، بدأت في عصر لم يتخيَّل أحد فيه أن الإنسان يمكنه أن يتحكَّم في الجينات إلى هذا الحد المدهش..

دهن عظمة قص "أكرم" بسائل ما، وهو يتابع:
- فقديماً، وعندما بدأت لعبة الجينات كانت تواجههم مشكلة ضخمة في دمجها وزرعها؛ فلم يكن من الممكن زرع جينات فصيلة ما في فصيلة أخرى.. كل التجارب التي أجريت في هذا الشأن باءت بفشل ذريع.. كلها بلا استثناء.. ثم اكتشفت أنا ذلك العقار.. عقار مدهش، يمكنه إقناع الجينات المختلفة بالتعايش فيما بينها، والاندماج دون رفض أو لفظ، أو مشكلات دائمة.. ومنذ ما يزيد على ربع قرن أنتجت الجيل الأوَّل من البشر، الذين يحملون جينات حيوانات قوية.. ثم تطوَّر الأمر بعدها، وأمكنني أن أكسبهم سمات أخرى.. وأخرى.. سمات منحت هذا الشاب وآخرين قوة لا مثيل لها.

قال "أكرم" في حدة:
- وجعلتهم أنصاف حيوانات.

انعقد حاجبا الشاب النسر في حنق واضح في حين هتف العالم في غضب شديد، وهو يضرب صدر "أكرم" بقبضته:
- بل أنصاف آلهة.

تأوَّه "أكرم" في ألم، وصاح:
- المهم أنهم مجرَّد أنصاف.. أنصاف أي شيء، ولكن أنصاف.. هل تسمع جيداً.. أنصاف.. أنصاف لن تكتمل أبداً.

ندت من الشاب حركة عصبية تشفّ عن توتره الشديد، لاحظها "أكرم" جيداً، ولم ينتبه إليها العالم، وهو يستعد بمحقنه قائلاً:
- وأنا أصحح هذا، وأحقنك بخلاصة جينية، من جينات كل المخلوقات الرئيسية في الدنيا.. جينات حيوانات، وطيور، وزواحف.. وحتى حشرات.. وعندما أحقنك بها، مع عقاري الخاص ستتبدَّل جيناتك إلى الأبد، وستصبح أوَّل بشري من الجيل الثالث كما تخيَّلته منذ أكثر من نصف قرن.

صاح "أكرم" في غضب، وهو يقاوم قيوده في عنف:
- أيها الحقير.

ابتسم العالم، قائلاً:
- من العار أن تسبَّ أباك الروحي.. سأؤدبك على هذا عندما تستعيد وعيك لكائن جديد.

صرخ "أكرم":
- إنني أفضِّل الموت.

أجابه في صرامة:
- سنرى.

ثم غرس إبرة محقنه.

* * *

(*) نظرية علمية، يرى علماء الأجناس أنها تفسر ما يجدونه من بقايا وحفريات، وإن اختلفت معهم النصوص الدينية لكل الأديان والمعتقدات تقريباً، وما زال الجدل يدور حول الأمرين بمنتهى العنف، حتى يومنا هذا، وربما يستمر لعشرات السنين القادمة أيضاً.



الساعة الآن 07:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية