منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ملف المستقبل (https://www.liilas.com/vb3/f155/)
-   -   الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) عدد خاص جدا (https://www.liilas.com/vb3/t74007.html)

amedo_dolaviga 21-03-08 06:54 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) عدد خاص جدا
 
في مكان ما من أرض مصر، وفي حقبة ما من حقب المستقبل، توجد القيادة العليا للمخابرات العلمية المصرية.. يدور العمل فيها بهدوء تام وسرية مطلقة.. من أجل حماية التقدم العلمي في مصر.. ومن أجل الحفاظ على الأسرار العلمية التي هي مقياس تقدم الأمم..
ومن أجل هذه الأهداف يعمل فريق نادر تم اختياره بدقة بالغة:
- نور الدين: واحد من أكفأ ضباط المخابرات العلمية يقود الفريق.
- سلوى: مهندسة شابة، وخبيرة في الاتصالات والتتبع.
- رمزي: طبيب بارع متخصِّص في الطب النفسي.
- محمود: عالم شاب وإخصائي في علم الأشعة.

فريق نادر يتحدَّى الغموض العلمي والألغاز المستقبلية.. إنهم نظرة أمل للمستقبل.. ولمحة من عالم الغد.
د. نبيل فاروق


نوفمبر 1990م..
سطع البرق في السماء، على نحو أضاء منطقة "حلوان"، قبل أن ينطلق هزيم الرعد؛ ليرج المنطقة، ويهزّ آلات ذلك المعمل الصغير، في أطراف "حلوان" البعيدة، حيث وقف شابان، في أواخر العشرينيات من عمرهما، يعدان شيئاً ما، في صمت وحماس كبيرين، في حين رقد شاب ثالث، يصغرهما بسنوات قليلة، على مائدة فحص، عارياً إلا من قطعة ملابس واحدة، تستر عورته، ويبدو أكثر توتراً منهما، وهو ينقل بصره بينهما، وبين قط كبير الحجم، راح يتحرَّك في عصبية شديدة، داخل قفص معدني كبير، ويطلق مواءً قصيراً، كل فينة وأخرى، وكأنه يعترض على وجوده، في ذلك المحبس الإجباري..



وبينما يتواصل البرق والرعد، وتنهمر الأمطار في شدة، اتجه أحد الشابين، إلى ذلك الراقد، وقال، محاولاً الابتسام:
- لا تقلق.. سننتهي خلال دقائق قليلة.
قال الراقد في عصبية:
- أتعشَّم هذا.. فلو طال الأمر أكثر، سأتراجع عما أعتزمه.
تمتم الأوَّل:
- لا تقلق.
قالها، واتجه نحو زميله، وهمس في أذنه بشيء ما، فأومأ زميله برأسه إيجاباً، ثم اتجه نحو قفص القط، الذي تضاعفت عصبيته لرؤيته، وراح يموء بصوت مرتفع، ضاعف من توتر الراقد، الذي هتف:
- أسرعا.
عاد إليه الشاب الأوَّل، وسحب محقناً كبيراً، وهو يقول:
- تمالك نفسك.. تلك التجربة ستجعلك أقوى وأفضل مما أنت عليه، ثلاث مرات على الأقل.
حاول الراقد أن يبتسم، وهو يقول:
- هل ستمنحني سبعة أعمار أيضاً؟!
في اللحظة التي قال فيها هذا، كان الشاب الثاني يرش رذاذاً خاصاً، في وجه القط، وهو يخفي وجهه بذراعه، فماء القط بصوت قوي، امتزج بهزيم الرعد، ليصنعا معاً صورة مخيفة، أشبه بأفلام الرعب النمطية..
وبينما يدور القط حول نفسه في عصبية، وجسمه يتخاذل في سرعة، عقد الأوَّل حاجبيه، وقال في شيء من الصرامة:
- قصة الأرواح السبعة هذه خرافة قديمة، تعود إلى قدرة القط على السقوط، من ارتفاعات عالية، والهبوط على قدميه، دون أن يصاب بأذى.. هذا المشهد دفع القدامى إلى تصور أن القط يموت مع السقوط، ثم يحيا مرة أخرى، ويستهلك فقط روحاً من أرواحه، التي وصوفها بأنها سبعة؛ نظراً لقداسة الرقم، في كل الأديان والحضارات..
استمع إليه الراقد في عصبية، وعيناه تتطلعان إلى الثاني، الذي انتظر حتى سقط القط في سبات عميق، ثم فتح القفص، وأخرجه، وأحضر محقناً، غرسه في جسده في دقة، وعلى نحو مدروس، بحيث اخترقت إبرته القفص الصدري للقط، وغاصت حتى منتصفه، قبل أن يبدأ في سحب نخاع العظام منه، ليملأ مليمترا واحدا من المحقن، قبل أن يسحبه من القط، ويغطي إبرته، ويحفظه في حرص شديد، داخل وعاء خاص معقَّم، مغمغماً:
- تمت الخطوة الأولى بنجاح.
أجابه الأوَّل في صرامة، دون أن يلتفت إليه:
- وماذا تنتظر؟!
بدا الارتباك على الثاني، واتجه في سرعة نحو جهاز طرد مركزي، والتقط منه أنبوب صغير، ودفع النخاع من المحقن داخله، ثم أغلقه في إحكام، ووضعه في جهاز الطرد المركزي في حرص، وضغط زره..
وأثناء دوران الجهاز، قال الراقد، وعصبيته تتضاعف:
- هل بقي الكثير؟!
أجابه الأوَّل في صرامة واقتضاب:
- تماسك.
عضَّ الراقد شفته السفلى في توتر، وظلَّت عيناه تتابعان الثاني، الذي أوقف جهاز الطرد المركزي، وأخرج منه الأنبوب، الذي انقسم النخاع داخله إلى قسمين، أحدهما سميك أحمر داكن في القاع، والثاني سائل كثيف أصفر في القمة..
وبعملية شديدة التعقيد، تمت أمام عيني الراقد، الذي لا يفقه شيئاً عن العلم وتعقيداته، فصل الثاني السائل عن المادة السميكة، في أنبوبين منفصلين، ثم راح يضيف إلى كل منهما بعض المواد الكيماوية والحيوية، ويعالجهما معالجات خاصة سريعة، قبل أن يعود إلى مزجهما في أنبوب واحد، ثم يسحبهما داخل محقن كبير نسبياً، ويمسكه بيده ذات القفاز، وكأنه يمسك سلاحاً خطيراً، وقال في توتر واقتضاب:
- مستعد.
التفت إليه الأوَّل في هدوء، ومدَّ يده، فاتجه نحوه الثاني، ووضع المحقن في راحته، والراقد يتابعهما في عصبية، مغمغماً:
- الآن؟!
أجابه الأوَّل، وهو يمرِّر سبَّابته على عظمة في قصّ صدره:
- الآن.
كان الراقد شديد العصبية، وهو يتابع ما يفعله الأوَّل، الذي مسح صدره كله بمادة معقمة، وهو صامت تماماً، فقال بكل عصبيته:
- أأنت واثق من النتائج؟!.. وفقاً لحديثك، لم يُجر أحد مثلها من قبل.. ولم يتم اختبارها قط.
أجابه الأوَّل في صرامة:
- لم يجرها أحد، ولم تخطر حتى ببال أحد؛ لأن عقولهم أضعف من أن تستوعب هذا العلم العبقري.
غمغم الراقد، في عصبية شديدة، وإبرة المحقن تتجه نحو قصّ صدره:
- أي علم هذا؟!
ابتسم الأوَّل ابتسامة ثقة، والتمعت عيناه، وهو يجيب:
- يمكنك أن تطلق عليه اسم "علم الجينات".
قالها، ثم غرس إبرة المحقن في عظمة القصّ في قوة، انتفض معها الثاني، وأذناه تستقبلان صوتها المخيف، وهي تخترق العظام، في حين أطلق الراقد صرخة قوية، ضاعت مع هزيم الرعد الرهيب، قبل أن يفقد الوعي، والأوَّل يدفع كل محتويات المحقن، لتمتزج بنخاع عظام الراقد..
وعلى الرغم منه، شعر الثاني بقشعريرة باردة، تسرى في جسده، في حين سطع البرق مرة أخرى..
وأخرى..
وأخرى..
* * *
مارس 1995م..
انعقد حاجبا ضابط مباحث منطقة الهرم، في توتر شديد، وهو يتطلَّع إلى تلك الجثة، التي تم العثور عليها مدفونة، في رمال هضبة قصيرة، على بعد ثلاثمائة متر، من الهرم الأكبر..
لم تكن أوَّل مرة، يرى فيها جثة مدفونة، ولكنها حتماً المرة الأولى، التي يرى فيها جثة ممزَّقة على هذا النحو..

لم تكن ممزَّقة على نحو منتظم، كما يفعل أي قاتل، يحاول إخفاء جريمته، بتقطيع الجثة إلى أجزاء، ودفنها في أماكن مختلفة...
فهذه الجثة لم تكن مقطَّعة..
كانت قطعة واحدة..
ولكنها ممزَّقة..
شيء ما مزَّق لحمها، حتى بلغ عظامها، وقضم منها عدة قطع، كما لو أنه حيوان مفترس ضخم..
ولكن الحيوانات المفترسة لا تدفن ضحاياها..
وهذا لغز..
لغز كبير جداً..
وفي توتر، تساءل أحد الضباط:
- ما الذي فعل بها هذا؟!
لم يكن ضابط المباحث يملك جواباً للسؤال، لذا فقد غمغم في صرامة، أراد أن يخفي بها توتره:
- متى يصل الطبيب الشرعي؟!
أجابه الضابط، وهو يحاول تفادى النظر إلى الجثة الممزَّقة:
- إنه في الطريق.
مع إجابته، ظهرت سيارة الطب الشرعي من بعيد، وهي تقترب في سرعة من مسرح الجريمة..
وبكل توتر الدنيا، تابعها ضابط المباحث ببصره، حتى توقَّفت قريباً منه، وهبط منها طبيب شرعي شاب، اتجه نحوه مباشرة، ومدَّ يده يصافحه، قائلاً:
- الدكتور "محمد حجازي"، من مصلحة الطب الشرعي.
لم يكن ضابط المباحث يميل إطلاقاً إلى مصافحة رجال الطب الشرعي، إلا أنه في هذه المرة شدَّ على يد الدكتور "حجازي"، وهو يقول:
- أمامنا لغز كبير يا دكتور.
أخرج الدكتور "حجازي" من جيبه زوجاً من القفازات المطاطية، ارتداه في هدوء، وهو يقول:
- كل ما نواجهه يبدأ كلغز، ثم ينتهي كحقائق علمية واضحة.
واتجه نحو الجثة، مردفاً في ثقة:
- هذا ما اعتدناه.
مع آخر حروف كلماته، وقع بصره على الجثة، الممزَّقة في بشاعة، فاتسعت عيناه عن آخرهما، وهو يهتف:
- رباه!
كتم ضابط المباحث توتره، وهو يغمغم:
- ألم تر شيئاً كهذا من قبل؟!
أجابه الدكتور "حجازي"، في صوت حمل كل انفعاله:
- بلى.. ولكن ليس في عالم الواقع.
التفت إليه الضابط، في دهشة متسائلة، فأضاف في توتر:
- رأيت صورة مشابهة، لرجل مزَّقه حيوان مفترس، أثناء رحلة صيد إفريقية.
انعقد حاجبا الضابط، وهو يقول:
- أتعني أن هذا من فعل حيوان مفترس؟!
تردَّد الدكتور "حجازي" لحظة، ثم قال، وهو ينحني ليفحص الجثة:
- من البكِّر أن نجزم بهذا؟!
سأله الضابط في توتر، وهو يتابع فحصه للجثة:
- وهل تدفن الحيوانات المفترسة ضحاياها؟!
أجابه الدكتور "حجازي"، وهو منهمك في الفحص:
- بعضها يفعل، و...
بتر عبارته فجأة، وهو ينحني في شدة، والدهشة تتفجَّر في وجهه..
فما رآه، كان يقلب الموازين كلها، رأساً على عقب..
بمنتهى العنف.

amedo_dolaviga 21-03-08 06:55 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 2-اللغز
شعر ضابط مباحث الهرم بمنتهى التوتر، عندما شاهد تلك الدهشة العارمة، التي ارتسمت على وجه الدكتور "حجازي"، وهتف به في عصبية:
- ما الذي أدهشك إلى هذا الحد؟!
لم يجبه الدكتور "حجازي" على الفور، وإنما أخرج من جيبه ملقطاً صغيراً، التقط به شيئاً ما، انغرس في جزء متمزِّق، من ذراع الجثة، ورفعه إلى قرب عينيه، قبل أن يقول في دهشة حائرة:
- إنه ظفر.
غمغم الضابط، وهو يميل لرؤية ما يحمله الدكتور "حجازي":
- أتقصد مخلباً؟!
التفت إليه الدكتور "حجازي"، مجيباً:
- بل ظفر.. ظفر بشري.. وهو لذكر على الأرجح.
اعتدل الضابط بحركة حادة، وهو يردِّد، في دهشة بالغة:
- ظفر بشري؟!
أخرج الدكتور "حجازي" من جيبه الآخر كيساً ورقياً صغيراً، وضع داخله الظفر، وهو يقول:
- موقعه ومكانه يوحيان بأنه يخص القاتل، وأنه قد انكسر، أثناء تمزيقه لجثة القتيل.
شعر الضابط بغصة في حلقه، منعته من الحديث بضع لحظات، ثم لم يلبث أن غمغم في توتر، بصوت شديد الاختناق:
- هل مزَّقه بشري؟!
تردَّد الدكتور "حجازي" طويلاً، وهو يضع الكيس في جيبه في حرص:
- ما زال الوقت مبكراً على الجزم بهذا؟!
وصمت لحظة، وهو يكمل فحص الجثة، ثم تنهَّد، قائلاً، وكأنه يحدِّث نفسه:
- لو أن علوم الجينات، التي نقرأ عنها، قد تطوَّرت بما يكفي؛ لأمكننا أن نعرف كل ما نريد عن القاتل، من هذا الظفر المكسور.
لم يفهم الضابط ما يعنيه، فغمغم:
- ربما.
ثم تساءل، وقد استعاد توتره:
- هل من دلائل أخرى؟!
أجابه الدكتور "حجازي" بصوت شارد، وكأنه يحدِّث نفسه:
- الوفاة حديثة منذ يوم واحد، وربما لم تنكشف الجثة، إلا مع تلك العاصفة الرملية المحدودة، التي هبَّت مساء أمس، وهي أيضاً التي أخفت وأزالت كل الآثار الأخرى، التي يمكن أن ترشد إلى ما حدث.
صمت لحظات مفكراً، وصمت معه الضابط، في انتظار أن يقول شيئاً ما، ولكن الدكتور "حجازي" التفت إليه، وقال في حزم:
- أريد نقل الجثة إلى المشرحة، لاستكمال باقي الفحص.
أشار الضابط إلى رجاله؛ ليشتركوا مع الفنيين في نقل الجثة، ثم التفت إلى الدكتور "حجازي"، قائلاً:
- هل تتصوَّر أن المعمل الجنائي، يمكنه أن..
وقبل أن يتم سؤاله، انطلق رنين هاتفه المحمول، فالتقطه من جيبه في سرعة، وقال:
- ماذا هناك؟!
راقبه الدكتور "حجازي" في اهتمام، عندما اتسعت عيناه عن آخرهما، قبل أن يغمغم في عصبية:
- فليكن.. نحن في الطريق.
ثم أنهى المحادثة، والتفت إلى الدكتور "حجازي" قائلاً بكل توتره:
- عثروا على جثة أخرى... ممزَّقة.
وانعقد حاجبا الدكتور "حجازي" في دهشة وتوتر وحيرة..
فمن الواضح أنهم أمام لغز..
لغز غامض وكبير..
للغاية..
* * *
تثاءبت "سلوى" في تكاسل، وهي تلقي جسدها على الأريكة، إلى جوار "نور"، الذي ابتسم، وربّت عليها في حنان، قائلاً:
- هل أرهقك العمل إلى هذا الحد؟!
أشارت بيدها إشارة تعبر عن الإيجاب، وحاولت أن تبتسم وهي تجيب:
- ومتى لم يرهقني؟!
أراحت رأسها على صدره، وتركت جسدها يسترخي، وأسبلت جفنيها، وهي تضيف:
- عزائي الوحيد أنني سأعود إلى البيت في النهاية.
وابتسمت في حنان، مردفة:
- وسأجدك فيه.
طبع قبلة حانية على جبينها، وهمس في أذنها:
- هذا ما يجذبني إلى البيت أيضاً.
بدأ النعاس يداعب جفنيها، وهي تتمتم:
- إنه واحتنا.
شملهما الصمت بضع لحظات، وأحاطها "نور" بذراعه في حنان؛ ليمنحها نوماً هادئاً دافئاً، و...
فجأة، انطلق أزيز ساعته الخاصة، فارتجف جسده ارتجافة،
جعلت "سلوى" تفتح عينيها، وتعتدل، قائلة في توتر:
- لا.. ليس الآن.
ربَّت عليها مرة أخرى، وكأنه يعتذر عن استدعاء العمل المفاجئ، وهو يضغط زر ساعته بيده الأخرى، ثم قرأ الكلمات القليلة، التي تراصت عليها بحروف رقمية، وغمغم:
- معذرة يا عزيزتي.. القائد الأعلى يستدعيني، على نحو عاجل.
لم يَرُق لها هذا أبداً..
ولم يَرُق له أيضاً..
ولكنه، وفي كل الأحوال، كان يقف أمام القائد الأعلى شخصياً، الذي بادره قائلاً في توتر ملحوظ:
- نحن أمام لغز كبير أيها المقدم.. كبير وخطير، إلى أقصى حد.
شدَّ "نور" قامته بحركة غريزية، وهو يسأل:
- وما طبيعته يا سيِّدي؟!
أجابه القائد الأعلى في سرعة وصرامة:
- قتلة.
بدا الجواب مقتضباً للغاية، فتطلَّع إليه "نور" متسائلا، ليكمل، في مزيج من التوتر والصرامة:
- لقد تم العثور على ثلاث جثث، لرجلين وامرأة، في أماكن مختلفة، من مدينة (الإسكندرية)، وكلها ممزَّقة على نحو بشع، و..
صمت لحظة، وكأنه يحاول هضم الأمر، ثم استطرد:
- ولقد تم التهام أجزاء منها.
استعاد "نور" ذكرى قديمة مفزعة، وهو يغمغم:
- أهو حيوان مفترس ما؟!
أجابه القائد الأعلى:
- هذا ما تصوره رجال البحث الجنائي للوهلة الأولى، ولقد أصدروا بالفعل نشرة إلكترونية، عبر كل الشبكات، تحذر من وجود حيوان مفترس طليق، ومن ضرورة الإبلاغ عنه، أو عن أي أمر يثير الشك، في هذا الشأن، ولكن التقرير الأوَّلي للطب الشرعي، جاء ليقلب الأمر كله رأساً على عقب، ويضعنا أمام اللغز.
أراد "نور" أن يسأل عما حواه تقرير الطب الشرعي، ولكنه آثر الصمت، حتى أضاف القائد الأعلى، في توتر شديد:
- لقد ذكر التقرير أن فحص الأسنان، التي التهمت أجزاء من الضحايا، أثبت أنها..
صمت لحظة، ثم أضاف في عصبية:
- آدمية.
انتفض جسد "نور"، على الرغم منه، واتسعت عيناه، وهو يحدِّق في وجه القائد الأعلى، محاولاً استيعاب الأمر، الذي استوعبه في سرعة، ولكنه علَّق عليه في بطء حذر:
- أيعني هذا أننا أمام آكل لحوم بشر، في قلب المدينة؟!
أجابه القائد الأعلى، بنفس التوتر والصرامة:
- أكلة لحوم بشر يا "نور"..
مرة أخرى، أطل التساؤل من عيني "نور"، فاستطرد القائد الأعلى:
- تقرير الطب الشرعي يؤكِّد، أن الأسنان، التي التهمت كل ضحية، تختلف عن الأخرى.. باختصار.. نحن أمام ثلاث ضحايا، وثلاثة قتلة.. من آكلي لحوم البشر.
ردَّد "نور"، في شيء من الارتياع:
- ثلاثة؟!
أشار القائد الأعلى بذراعه، قائلاً:
- وربما هناك المزيد.
بدا لحظة، وكأنه سيكتفي بهذا التعليق، ولكنه لم يلبث أن تابع:
- الجثث الثلاث، تم العثور عليها مدفونة، في ثلاثة أماكن مختلفة، وربما هناك جثث أخرى، لم يتم العثور عليها بعد، وهذا يمكن أن يشير إلى أننا لا نواجه مجرَّد قاتل، أو عدد محدود من القتلة، بل من المحتمل أننا نواجه سلالة كاملة، من أكلة لحوم البشر، سلالة ربما تهاجم الجنس البشري الطبيعي، أو تحاول حتى إبادته، لتحل محله، على وجه الأرض.
بدا الاحتمال مفزعاً، إلى درجة تفوق الاحتمال، فغمغم "نور"، محاولاً أن يطمئن نفسه، في المقام الأوَّل:
- كلها ما زالت مجرَّد احتمالات.
أشار إليه القائد الأعلى، قائلاً:
- وهذه مهمة فريقك يا "نور".. أن تتحوَّل الاحتمالات إلى وقائع، وحقائق ملموسة.
شدَّ "نور" قامته مرة أخرى، وقال في حزم:
- سنبذل قصارى جهدنا يا سيدي.
وصمت لحظة، ثم أضاف:
- ولكن، هناك شخص واحد يمكنه أن يرشدنا إلى طرف الخيط، في أمر كهذا.
وهنا، انتقل التساؤل إلى عيني القائد الأعلى، فأضاف "نور" في حزم:
- الدكتور "حجازي".
وكانت البداية..
بداية مهمة جديدة..
ومثيرة..
وقاتلة.

amedo_dolaviga 21-03-08 06:58 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 3- اظافر
------------------------------------------------------------


بدا الدكتور "حجازي" شديد الانهماك، في مطالعة أحد مراجع الطب الشرعي القديمة، عندما دلف "نور" إلى مكتبه، وهو يقول في صوت خافت، خشية أن يزعجه:
- مساء الخير.
على الرغم من هدوء صوته وخفوته، انتفض الدكتور "حجازي" في شدة، ووثب من مقعده بحركة عنيفة، وحدَّق في "نور"، بعينين حملتا كل الرعب والارتياع، قبل أن يهتف، في صوت، حمل انفعالاً جارفاً:
- "نور"؟!
قال "نور" في دهشة:
- لم أتصوَّر أن يفزعك قدومي، إلى هذا الحد.
ظلَّ الدكتور "حجازي" يحدِّق فيه لحظة، بنفس الارتياع، قبل أن تلين ملامحه فجأة، ويحمر وجهه خجلاً، وهو يغمغم:
- معذرة يا "نور".. كنت منهمكاً في مراجعة معلومة دقيقة فحسب؛ فلم أشعر بقدومك.
غمغم "نور"، محاولاً تخفيف الموقف:
- لقد دلفت إلى هنا، في خفة أكثر مما يليق.
أغلق الدكتور "حجازي" مرجعه، وأزاحه جانباً، وهو يبتسم، قائلاً:
- لا عليك.
ثم اعتدل، وتنحنح، محاولاً استعادة رصانته التقليدية، وهو يكمل:
- ولكن لابد وأنه أمر جلل، ذلك الذي يدفعك إلى القدوم، دون موعد سابق يا "نور".
جلس "نور" على مقعد مواجه، وأجاب:
- الواقع أنه كذلك.
تراجع الدكتور "حجازي" في مقعده، وأشار إليه بيده ليبدأ حديثه، فتنحنح "نور" بدوره، قبل أن يقول:
- الواقع أنني أحتاج إلى معاونتك يا سيدي.
التقى حاجبا الدكتور "حجازي"، وقال في اهتمام يفوق العادة:
- بشأن الجثث الثلاث؟!
ارتفع حاجبا "نور" في دهشة، وهو يقول:
- هل تعلم بأمرها؟!
تراجع الدكتور "حجازي" في مقعده مرة أخرى، وأشار بيده، قائلاً:
- عالم الطب الشرعي أصغر من أن يخفي سراً.
غمغم "نور":
- حتى ولو حاولنا إخفاءه رسمياً.
هزَّ الدكتور "حجازي" كتفيه، وقلب كفه، مع ابتسامة محرجة، دون أن يجيب بحرف واحد، فأومأ "نور" برأسه متفهماً، وقال:
- هذا سيوفِّر بعض الوقت على الأقل.
ثم اعتدل في مقعده، وشدَّ قامته على نحو رسمي، دون حتى أن ينتبه إلى هذا، وهو يضيف:
- أريدك -رسمياً- أن تعيد تشريح تلك الجثث، وأن تتولى فحص كل ما يخصها، من أدلة جنائية، حتى يمكننا الحصول على تقرير وافٍ، يقودنا إلى بداية الخيط.
تردَّد الدكتور "حجازي" لحظة، وبدا متململاً على مقعده، وهو يقول:
- على الرحب والسعة يا "نور"، ولكن...
بتر عبارته، في تردُّد أكثر، فمال "نور" نحوه، يسأله في قلق واهتمام:
- ولكن ماذا؟!
تردَّد بضع لحظات أخرى، قبل أن يحسم أمره، قائلاً:
- ولكنني أعتقد أن البداية ليست في تلك الجثث الثلاث.
جذبت العبارة انتباه "نور" في شدة، فتساءل في قلق:
- فيم كانت إذن؟!
تطلَّع إليه الدكتور "حجازي" بضع لحظات في صمت، قبل أن يجيب في بطء، حمل كل توتره وانفعاله:
- في منتصف تسعينيات القرن العشرين.
انعقد حاجبا "نور" في شدة، وقد بدا له الجواب أشبه بالصدمة، فحدَّق في وجه الدكتور "حجازي" بضع لحظات، قبل أن يقول، في خفوت عصبي:
- منتصف التسعينيات؟!.. ماذا تعني؟!
لوَّح الدكتور "حجازي" بيده، قائلاً:
- أعنى أنني قد واجهت أمراً مشابهاً، في تلك الفترة، ولقد قمت بتسجيله كحدث غامض آنذاك، ولكنني لم أتوصل إلى حله أبداً، ثم توقَّفت حالات القتل، واندثر الأمر مع الزمن، وقيَّدت الشرطة الحادث ضد مجهول، وألقيت أنا الأمر كله خلف ظهري.
وصمت لحظة، ثم استدرك بصوت عصبي:
- أو أنني قد حاولت هذا.
حدَّق فيه "نور" بضع لحظات أخرى، محاولاً هضم ما سمعه على التو، خاصة وأنه قد يقلب الموقف كله رأساً على عقب، ثم تنحنح، في محاولة لطرح توتره، قبل أن يسأل الدكتور "حجازي":
- ماذا حدث بالضبط، في منتصف التسعينيات؟!..
امتعض وجه الدكتور "حجازي"، وكأن السؤال قد أجبره على استعادة ذكرى بغيضة، إلا أنه لم يلبث أن قال:
- فليكن.. سأروي لك ما حدث حينذاك.
وعلى الرغم من توتره الشديد، بدأ يروي..
وبكل التفاصيل..
* * *
كان الظلام حالكاً، في تلك البقعة الهادئة، من حي "المنتزه" في "الإسكندرية"، إلا أن "حامد"، صاحب أسطول مراكب الصيد الشهير، لم يبال بالظلام والصمت والهدوء، وهو يسير في الشارع الذي اعتاد قطعه كل ليلة، أثناء عودته من عمله، فعلى الرغم من ثرائه الشديد، وعدد السيارات الكبير الذي يملكه، فقد اعتاد العودة إلى منزله سيراً على الأقدام، في كل ليلة، لتنشيط دورته الدموية، والحفاظ على لياقته البدنية، في عصر سيطرت عليه التكنولوجيا، وأصبحت الحياة فيه رقمية، من القمة إلى القاع..

وفي هدوء شديد، وعلى الرغم من الظلام الدامس، دسَّ كفيه في جيبي سرواله، وراح يطلق من بين شفتيه صفيراً منغما، للحن قديم، من منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وهو يهز رأسه مع اللحن، وكأنما يستمتع به، أو يستعيد معه ذكريات ذلك الزمن الجميل، الذي عاش فيه كل صباه وشبابه..

وبينما يسير في هدوء، تناهى إلى مسامعه فجأة ذلك الصوت..
صوت أشبه بصوت أقدام، تتسلَّل من خلفه..
أقدام سريعة..
خفيفة..
مرنة..
صوت أثار ريبته وقلقه، وخاصة وسط الظلام الدامس..

فتوقَّف..
توقَّف دفعة واحدة؛ ليرهف سمعه..
ومع توقفه، توقَّفت الأصوات أيضاً..
ولِما يقرب من دقيقة، ظلّ الرجل صامتاً ساكناً، يرهف سمعه بشدة..
ولكنه لم يسمع شيئاً..
أي شيء..

ومع الصمت المحيط به، بدأ، لأوَّل مرة في حياته، يشعر بالقلق والخوف، فعاود السير في سرعة، وقد اتسعت خطواته، وكأنما يحاول بلوغ نهاية الطريق، في أسرع وقت ممكن..

ولكن الأصوات عادت مرة أخرى، على نحو مختلف..
عادت أشبه بشيء ما، يتسلَّق الجدار، في خفة وسرعة..
وزاد "حامد" من سرعته أكثر..
وأكثر..
وأكثر..

وتضاعف قلقه وخوفه ألف مرة، حتى دفعاه في النهاية إلى العدو بأقصى سرعته، وكأنما تطارده الشياطين..
وبكل ذعره، سمع من يعدو خلفه، ولكن من أعلى..
شيء ما، كان يطارده فوق الأسطح، ويستهدفه على نحو ما..
وفجأة، سمع "حامد" صوتاً أشبه بمواء قط هائل، فصاح بكل الرعب:
- ماذا تريد مني؟!
ومع آخر حروف كلماته، انقض جسم ضخم عليه، فصرخ..

وفي ذلك الشارع المظلم، انبعثت أصوات مختلطة، لصرخات رعب وألم، وصوت شجار عنيف، ومواء شرس..
ثم خفَّت الأصوات، حتى صمتت تماماً، قبل أن يرتفع مواء قط ضخم، ثم يسود الصمت..
التام..
* * *
مدَّ الدكتور "حجازي" يده، يلتقط في توتر علبة صغيرة، من دولاب زجاجي، اعتاد "نور" رؤيته دوماً في مكتبه، وتصوَّر أنه يحوي ذكريات من قضايا مختلفة، واجهها كبير الأطباء في شبابه، ولكن الدكتور "حجازي" فتح العلبة، ووضعها أمام عيني "نور"، وهو يقول:
- هذا هو الدليل الوحيد، الذي عثرنا عليه آنذاك.
تطلَّع "نور" إلى الظفر داخل العلبة، وغمغم:
- ظفر بشري؟!
أومأ الدكتور "حجازي" برأسه إيجاباً، وقال:
- عظيم أنك قد عرفته، مع النظرة الأولى.. أنا أيضاً فعلت في حينها، ولكنني لم أنجح في الاستفادة منه قط.. كل ما تيقنت منه، هو أن الذي فعل هذا بالضحايا الثلاث آنذاك، كان بشريا واحدًا.. أنا أحتفظ ببصمة أسنانه، التي استخرجتها من أثر التهام لأجزاء من ضحاياه، وذلك الظفر، الذي انكسر، وهو يمزِّق قطعة من لحم ضحاياه، التصقت بعظامها، ولقد قضيت ما يقرب من العام، أتطلَّع إليه، وأنا عاجز عن معرفة أي شيء منه.
سأله "نور" في خفوت:
- ولماذا؟!..
أجابه في أسف:
- لم يكن علم الجينات بهذا التطوّر آنذاك، ولم تكن هناك وسائل لفحص الحمض النووي، أو..
قاطعه "نور" في حزم:
- ولكنها متوافرة الآن.
رفع الدكتور "حجازي" عينيه إليه في تساؤل، فأضاف بمنتهى الجزم:
- ويمكننا استخلاص العديد من النتائج، من هذا الظفر، في زمننا هذا.
سأله الدكتور "حجازي" في لهفة:
- وهل تتوقَّع؟!
قاطعه "نور" مرة أخرى:
- نعم.. هذا هو طرف الخيط لدينا.. طرف الخيط الوحيد.
نطقها بكل الحزم..
وكل الأمل.
* * *

amedo_dolaviga 21-03-08 07:01 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 4- المزيج
______________________________________________


على الرغم من عمله لسنوات، في فريق "نور"، فإن "أكرم" لم يستطع استيعاب ذلك الأمر، الذي يرويه هذا الأخير، فرفع يده، متسائلاً:
- "نور".. أتعني أننا نواجه أكلة لحوم بشر بالفعل.
أومأ "نور" برأسه إيجاباً في صمت، فاتسعت عينا "سلوى" في ارتياع، وعقد "رمزي" حاجبيه في توتر، وأشارت "نشوى" بيدها، قائلة:
- كنت أتصوَّر أن هذه الأساليب البدائية الوحشية، لم يعد لها وجود، في هذا العصر.
وأضاف "أكرم" في عصبية:
- لم أتصوَّر أنها كانت موجودة، إلا في أفلام الرعب القديمة.
قال "نور"، وهو يبذل أقصى جهده، ليبدو هادئاً أمامهم:
- الصورة التي نقلتها الأفلام القديمة، عن أكلة لحوم البشر، كانت درامية بنسبة مائة في المائة، فالواقع أنه لم يكن هناك وجود قط، لأكلة لحوم البشر المتوحشين، الذين يجوبون الطرقات، لالتهام من يجدونه في طريقهم، فالواقع أنه كانت هناك قبائل محدودة، في وسط "إفريقيا" و"أمريكا" الجنوبية، تلتهم لحوم أعدائها، عندما يقعون في الأسر، ولم يفعلوا هذا كنوع من الغذاء، ولكن لاعتقادهم بأن هذا يجعل الروح معذَّبة في الحياة الأخرى، وأن التهام لحوم البشر كان نوعاً من الانتقام، بأكثر منه وسيلة للبحث عن الغذاء.
قاطعته "سلوى" في عصبية:
- كفى.
ثم سألته بنفس العصبية:
- وكيف سنتوصل إلى هؤلاء، لو أنهم المسئولون عما يحدث؟!.. هل سنسير في الطرقات، في انتظار أن ينقض أحدهم على شخص ما، أمام أعيننا، أم ماذا؟!
غمغم "نور":
- الواقع أنها أكبر مشكلة تواجهنا بالفعل.
وصمت لحظة، ثم استدرك في حزم:
- ولكننا نعمل على حلها حالياً.
سأله "رمزي" في اهتمام:
- كيف؟!
أشار "نور" بيده، قائلاً:
- عندما يقبض شخص ما بأسنانه، على جسد شخص آخر، فهو يترك شيئاً ولو قليلا من لعابه، الذي يحوي حمضه النووي، ولقد تطوَّرت طرق فحص الأحماض النووية والبصمة الجينية تطوراً عظيماً، منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين، ومركز الأبحاث العلمية يقوم، في هذه اللحظة، بفحص ما تخلَّف من آثار حمضية نووية، على مواضع الالتهام، في أجساد الضحايا، والمفترض أن نحصل على إجابات منهم، ومن الدكتور "حجازي"، في أية لحظة الآن.
تساءل "أكرم"، في حيرة قلقة:
- وما شأن الدكتور "حجازي" بالأمر.
انفرجت شفتا "نور" ليجيب، ولكن هاتفه انطلق في اللحظة نفسها، فالتقطه في سرعة، وهو يقول، في لهجة حملت شيئاً من اللهفة:
- ها هو ذا.
ثم استطرد في اهتمام، وهو يتحدَّث إلى الدكتور "حجازي" هاتفياً:
- ما الجديد يا دكتور "حجازي"؟!
أجابه الدكتور "حجازي"، في توتر ملحوظ:
- لديّ جديدان يا "نور"، ولكن كليهما ليس جيداً للأسف.
سأله "نور"، في توتر مماثل:
- أخبرني أسوأهما.
صمت الدكتور "حجازي" لحظة، قبل أن يجيب:
- ذلك الظفر.
سأله، وقد امتزج توتره بقلقه:
- ماذا عنه؟!
أجابه الدكتور "حجازي":
- يحوي أغرب مزيج من الجينات، رأيته في حياتي؛ فهو بشري بالمقام الأول، ولكنه ممتزج بجينات سنورية، وهذا يعني جينات تتشابه مع جينات فصيلة حيوانية كاملة، تبدأ بالقط، وتنتهي بأشرس أنواع النمور، وجينات ثعبانية أيضاً، وكلها في ضفيرة جينية واحدة، وكأننا بالفعل أمام سلالة جديدة، لم نسمع حتى عنها من قبل.
كان الأمر مفاجئاً لـ"نور" بشدة، لدرجة أنه قد صمت بضع لحظات، محاولاً استيعاب الأمر، قبل أن يسأل في بطء:
- وما الجديد الآخر؟!
أجابه بسرعة:
- لقد عثروا على ضحية جديدة في "الإسكندرية".
غمغم "نور":
- لقد كان هذا متوقعاً.
وصمت لحظة، تطلَّع خلالها إلى رفاقه، الذين يتطلَّعون إليه بدورهم في قلق، ثم أضاف:
- أشكرك يا دكتور "حجازي"، وسأنتظر أية تطورات أخرى.
أنهى المحادثة، وعاد يتطلَّع إلى رفاقه في صمت، فهتف به "أكرم" في عصبية:
- أخبرنا بما لديك يا "نور".
شرح لهم كل ما سمعه من الدكتور "حجازي"، فهبط عليهم صمت واجم، استغرق ما يقرب من دقيقة كاملة، قبل أن يقول "رمزي" في حذر، لم يكن له ما يبرِّره:
- أهي سلالة جديدة بالفعل يا "نور"؟!
هزَّ "نور" رأسه نفياً، وهو يقول:
- لا يمكننا الجزم بعد، ولكن الأمر الوحيد الذي ندركه، هو أن من يرتكبون هذا مازالوا نشطين، ويواصلون حصر ضحاياهم لسبب ما.
وصمت لحظة، ثم أضاف في صرامة:
- وأننا لابد أن نوقفهم، أياً كان الثمن.
انعقد حاجبا "أكرم"، وسحب مسدسه يلوِّح به، وهو يقول:
- أعلم جيداً كيف.
التفت إليه الجميع في صمت، وقالت "نشوى":
- المهم أن تعثر عليهم أوَّلاً.
أشار "نور" بسبَّابته، مضيفاً:
- وأن تعلم كيف ثانية.. فمن نواجههم هم مزيج من البشر، والسنوريات، والثعابين.
قال "أكرم" في صرامة:
- كلها يقتلها الرصاص.
غمغمت "سلوى":
- من يدري؟!
التفت إليها "أكرم" في غضب، ولكن هاتف "نور" عاد يرن مرة ثانية، ليجذب انتباههم جميعاً، وهو يجيب رئيس مركز الأبحاث:
- أظنكم توصلتم إلى النتيجة نفسها.
سأله رئيس مركز الأبحاث في دهشة:
- أية نتيجة؟!
أجابه "نور"، وقد دفعته دهشة الرجل، إلى شيء من الحذر:
- نتيجة فحص الحامض النووي، التي تحوي مزيجاً من الجينات البشرية والسنورية والثعبانية.
تضاعفت دهشة رئيس مركز الأبحاث، وهو يقول:
- لن أسألك كيف حصلت على هذه المعلومات، التي وصلتني منذ دقائق قليلة، ولكنها معلومات ناقصة يا "نور".
قال "نور" في توتر:
- ناقصة؟!
أجاب الرجل:
- نعم.. تنقصها مجموعة جينية، لم تذكرها يا "نور".
غمغم "نور"، وقد تضاعف توتره:
- مجموعة جينية؟!
أجابه في صوت متوتر:
- نعم.. إنها تحوي جينات طائر يا "نور"، وهذا مدهش للغاية، فوفقاً للعلوم الحديثة، من العسير جداً خلط جينات حيوانية بجينات طيور، و...
قاطعه "نور" في توتر شديد:
- أي نوع من الطيور؟!
صمت الرجل لحظة، قبل أن يجيب:
- نسر يا "نور".. نسر إفريقي.
وكانت مفاجأة عنيفة..
بل شديدة العنف..
إلى أقصى حد ممكن..
أو ربما ما يفوق هذا...
بكثير..
وفي توتر، بلغ حده الأقصى، التفت "نور" إلى رفاقه، قائلاً في بطء:
- الأمور تتطوَّر، على نحو بالغ الخطورة.
تطلَّعوا إليه في صمت متساءل، فأضاف:
- هناك جينات نسر إفريقي، في فحص الحمض النووي، المتخلف عن المهاجمين الجدد.
اتسعت عينا "سلوى"، وهي تغمغم في ارتياع:
- نسر إفريقي.. يا إلهي.
وتمتمت "نشوى" في دهشة:
- أهذا الخلط ممكن؟!
أما "أكرم"، فتساءل:
- وما الذي يمكن أن يعنيه هذا يا "نور"؟!
التفت إليه "نور"، وهو يجيب في توتر صارم:
- أن تلك السلالة تتطوَّر... وبسرعة مدهشة.
وكانت مفاجأة أشد عنفاً..
ألف مرة.
* * *

amedo_dolaviga 21-03-08 07:03 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 5- نفوذ
---------------------------------------------------------


كانت الشمس تبدأ رحلة الشروق بالكاد، على شواطئ مدينة "الإسكندرية"، عندما وصل "نور" ورفاقه إلى مبنى المخابرات العلمية هناك، ووقفت "سلوى" أمام النافذة، تلتقط نفساً عميقاً من نسيم البحر، في محاولة لتهدئة أعصابها، قبل أن تلتفت إلى الباقين، قائلة:
- في ظروف أخرى، تبدو "الإسكندرية" بالنسبة لي، كأجمل مدينة ساحلية في الدنيا.
غمغم "أكرم"، وهو يتأكَّد من حشو مسدسه بالرصاصات:
- نعم.. في ظروف أخرى.
وتساءلت "نشوى"، وهي تفتح جهاز الكمبيوتر المحمول، الخاص بها:
- لقد حضرنا إلى مسرح الجريمة يا أبي، ولكنني مازلت أجهل، أي طرف خيط سنتبعه، باستثناء وقوع الجرائم هنا!
أجابها "نور"، وهو يضغط زراً في الجدار، فتظهر خريطة إلكترونية كبيرة، على شاشة خاصة، تبدو كأنها جزء من الجدار:
- سنحاول إيجاد علاقة ما، بين المواقع، التي ارتكبت فيها كل هذه الجرائم؛ فربما يقودنا هذا إلى معرفة المكان، الذي يعود إليه كل أفراد تلك السلالة المتوحشة المختلطة.
قالت في حماس، وهي تضغط أزرار الكمبيوتر:
- أخبرني المواقع، وسأجعل الكمبيوتر يعاوننا في هذا.
راقبها "أكرم" في توتر، وهي تتصل بتلك الشاشة الكبيرة، عبر تكنولوجيا التوصيل اللاسلكي، وتنقل الخريطة والمواقع، إلى شاشة جهازها، واتجه نحو "رمزي"، يسأله في اهتمام:
- تُرى هل يمكنك دراسة نفسية تلك الوحوش، التي نطاردها هنا؟!
صمت "رمزي" لحظة، ثم هزَّ رأسه وكتفيه، مجيباً في حذر:
- لن يكون هذا سهلاً.
غمغم "أكرم":
- هذا ما توقعته.
استدرك "رمزي" على الفور:
- ولكنه ليس مستحيلاً.
نظر إليه "أكرم"، في تساؤل حائر، فتابع:
- جيناتهم الأساسية بشرية، تمتزج بغرائز ثلاث فصائل مختلفة، ولو درست طبائع تلك الفصائل، ومزجت هذا بالطبيعة البشرية، فمن الممكن أن..
قاطعه "نور" في صرامة:
- ولماذا تضيع الوقت؟!.. ابدأ الآن.
قال "رمزي" متوتراً:
- نعم.. هذا أفضل.
بدأ باستدعاء بعض البرامج المرجعية، على شاشة الكمبيوتر الخاص به، في حين تساءلت "سلوى":
- وماذا عني؟!.. هل ينتظرني دور ما؟!
التفت إليها "نور"، مجيباً،:
- بكل تأكيد.
ثم اتجه إلى النافذة المفتوحة، وأشار فيها إلى "الإسكندرية"، مكملاً:
- يمكنك رصد وتسجيل أية ذبذبات غير شرعية، في المنطقة كلها..
وصمت لحظة، ثم أضاف في حزم:
- كبداية.
أومأت برأسها، قائلة:
- سأبذل قصارى جهدي.
تركها وعاد إلى "نشوى"، وهو يقول في اهتمام:
- دعينا نواصل عملنا.
وانهمك كل منهم في عمله..
وفي الخارج، كانت التجربة تستمر..
بمنتهى السرعة..
ومنتهى الوحشية...
* * *
صعد عامل الشبكات، إلى سطح ذلك المبنى الشاهق في "الإسكندرية"، استجابة لشكوى سكان المنطقة، من ضعف الاتصال اللاسلكي العام للإنترنت، منذ أكثر من يومين، وتسلَّق برج البث الرئيسي، وهو يغمغم في ضجر:
- يالشبكة الإنترنت تلك، التي تشغل عقول الجميع!!
كانت نظم الإنترنت قد تطوَّرت كثيراً، فمنذ سنوات خمس مضت، تم فصل الإنترنت عن شبكة الاتصالات الهاتفية، وتم تركيب عدد من محطات البث اللاسلكية، فوق أسطح المباني الشاهقة، في "مصر" كلها، بحيث صارت الإنترنت أشبه بشبكات التليفزيون الأرضية، يمكن أن يستقبلها أي إنسان، في أي مكان، بسرعة كبيرة، ودون أية مصروفات، أو أجهزة خاصة..

ولقد أسهم هذا في انطلاق ثورة المعلومات، إلى حدَّها الأقصى، وفي ثورة علمية كبيرة، قفزت بالدولة كلها عدة خطوات، في طريق الحضارة والتقدُّم..

ولكن المشكلة كانت تنشأ دوماً، من أعطال أبراج البث..
صحيح أنها لم تكن عديدة أو طويلة، إلا أنها كانت مؤثرة ومقلقة..
للغاية..
لذا فقد كان العامل يدرك جيداً حساسية مهمته، وضرورة أن ينجزها على أكمل وجه.. ولقد بدأ في فحص أجهزة البث القوية بالفعل، قبل أن يتوقَّف في دهشة، ويلتقط جهاز اتصال خاص بالشركة، ليقول:
- هناك أمر عجيب هنا.. الجهاز مفتوح، على نحو غير قانوني، ولقد عبث به أحدهم؛ لتعطيل البث.
سأله مسئول الشركة في دهشة:
- ومن يمكن أن يفعل هذا؟!
أجابه في حيرة:
- لست أدري.. ربما..

قبل أن يتم عبارته، اخترق أذنيه صوت مواء وحشي، بدا كأنه ينطلق، على بعد متر واحد منه، فالتفت بحركة حادة، واتسعت عيناه إلى أقصاها، وهو يهتف، بكل رعب الدنيا:
- رباه!.. مستحيل!
وفي اللحظة التالية، اخترقت أظافر حادة عنقه، وانطلق ذلك المواء الوحشي في وجهه مباشرة، وامتزج بصرخات الألم والرعب، التي انطلقت من حنجرته، والتي نقلها جهاز الاتصال اللاسلكي إلى مسئول الشركة، الذي صاح:
- ماذا يحدث عندك؟!.. ماذا يحدث عندك بالله عليك؟!

لم يجِبه سوى ذلك المواء الوحشي..
وصرخات الرجل..
ثم صوت ارتطام عنيف..
ومواء ظافر..
ثم صمت تام..
صمت رهيب..
مخيف..
ومرعب..
إلى أقصى حد ممكن..
* * *
"هل توصَّلت إلى شيء ما؟!.."

ألقى "نور" السؤال على ابنته "نشوى" في اهتمام، فهزَّت رأسها نفياً في أسف، مجيبة:
- الأمر ليس سهلاً كما تصوَّرنا.. الجرائم الثلاثة الأولى تم ارتكابها، في مناطق "الأنفوشي"، و"المنتزة"، و"كامب شيزار"، أما الجريمة الرابعة، فقد ارتكبت في "المنشية"، وهذا يعني أن الجرائم تم ارتكابها بطول الساحل السكندري تقريباً، ومن المستحيل، في هذه الحالة، تحديد نقطة انطلاق بعينها.
بدت علامات التفكير العميق على وجه "نور"، وهو يغمغم:
- يبدو أننا نواجه خصماً، أذكى بكثير مما نتصوَّر.
استغرق في تفكيره بضع لحظات، ثم التفت إلى "رمزي"، متسائلاً:
- هل تجد تفسيراً لهذا؟!
توقَّف "رمزي" عن مطالعة مراجعه، وأجاب:
- المفترض في أي حيوان، أن يحدِّد نطاق سلطته، وأن يعمل في حدود معروفة، يعتبر الصيد فيها من حقه وحده، ولكننا نتحدَّث عن مزيج معقَّد، من الحيوان والطير والبشر، ومن الممكن أن يقودنا هذا إلى تحليل شديد التعقيد.
أجابه "نور" في بطء:
- أو شديد البساطة.
عبارته جذبت انتباه الكل، فالتفتوا إليه بحركة واحدة، جعلته يواصل:
- لو طبقنا الجزء الأوَّل من حديثك، على الحالة التي لدينا هنا، لقلنا إن تلك السلالة الوحشية، تحاول مد نطاق سلطتها، إلى مساحة واسعة للغاية.
وصمت لحظة، قبل أن يضيف في حزم:
- "الإسكندرية" كلها.
استقبلوا العبارة في صمت متوتر، وهم يتبادلون النظرات، مع بعضهم البعض، قبل أن يلوِّح "أكرم" بمسدسه كالمعتاد، قائلاً:
- وهل سنسمح لهم بهذا؟!
أشار "نور" بيده، قائلاً:
- ما زال الجواب كما هو.. المهم أن تعثر عليهم أوَّلاً.
انعقد حاجبا "رمزي" في شدة، وعاد يراجع مراجعه في اهتمام، و"سلوى" تقول في خفوت:
- فحص الموجات الصوتية لم يسفر عن شيء.
هزَّت "نشوى" رأسها إيجاباً، وقالت:
- وكذلك مقارنة مواقع الجريمة.. لقد أسفرت عن نتيجة سلبية.
قال "أكرم" في عصبية:
- في هذه الحالة...
قبل أن يتم عبارته، اندفع "رمزي"، قائلاً في انفعال:
- لقد وجدت التفسير.
وكانت مفاجأة جديدة، في قضية اكتظت بالمفاجآت..
الرهيبة.
* * *

amedo_dolaviga 21-03-08 07:05 PM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 6- وتستمر التجربة
=======================================


انهمكت ربة منزل بسيطة، في إعداد طعام الغداء لأسرتها، وبدت محنقة؛ لأنها، وعلى الرغم من كل أجهزة الطهي الحديثة، التي حرصت على أن يضمها مطبخها، مازالت تعمل حتى منتصف النهار؛ حتى تعد الطعام..

كانت واحدة من الندرة القليلة من النساء، اللاتي فضلن البقاء في المنزل، بدلاً من العمل في وظيفة ما، وإن كانت، بحكم مواهبها الفنية، ترسم عشرات اللوحات الجميلة، التي تبيعها عبر محال التحف الفنية، وتحصل منها على عائد كبير، يفوق ما يحصل عليه زوجها، من عمله في أحد البنوك الإلكترونية الكبيرة..

كانت تعمل في سرعة، وتضغط أزرار الأجهزة طوال الوقت، وذهنها منشغل بموضوع لوحتها الجديدة، و...

وفجأة، انتفض جسدها كله في عنف، مع دوي صرخة الرعب الهائلة، التي انطلقت من الشقة التي تعلوها، والتي امتزجت بصوت، هو مزيج من مواء قط، وزمجرة فهد، وفحيح أفعى، وخفقان أجنحة قوية..

وعلى الرغم من رعبها الشديد، الذي سرى في كيانها كله، جعلها الفضول تندفع نحو نافذة مطبخها؛ لتلقي نظرة على فراغ المنور، الذي انبعثت عنده تلك الصرخة، بكل ما امتزج بها..

وعندما أطلَّت من النافذة إلى أعلى، انتفض جسدها كله، في عنف أكبر ألف ألف مرة..
لقد كان ما رأته، وما اتسعت له عيناها عن آخرهما، وتجمَّدت كل قطرة دم في جسدها، مشهدا رهيبا..
رهيبا، إلى أقصى حد ممكن..
* * *
أشار "رمزي" إلى نقطة بعيدة، على خريطة "الإسكندرية"، وهو يقول، في لهجة تفيض بالاهتمام والرصانة معاً:
- لو أن خصومنا لا يتحرَّكون، وفقاً للغريزة الحيوانية، أو للمنطق البشري، فما أعتقده هو أنهم يتعمدون هذا، ويختارون ضحاياهم من أماكن مختلفة؛ بغرض تشتيت انتباهنا، وإبعاد نظرنا تماماً، عن موقع وكرهم الفعلي.
غمغم "أكرم"، وهو يقلب شفتيه:
- وكرهم؟!
تابع "رمزي"، وكأنه لم يسمعه:
- ووفقاً لهذا، فهم في أحد طرفي "الإسكندرية"، أو في عمقها، ولكن حتماً في منطقة يتوافر فيها مورد غذاء دائم.
تمتمت "نشوى":
- العالم كله مورد غذاء دائم لهم.
هزَّ رأسه نفياً، وهو يقول:
- إنهم لا يقتلون للحصول على الغذاء فحسب.. هناك حتماً سبب آخر.
سأله "نور" في اهتمام:
- مثل ماذا؟!
أجابه في سرعة:
- إثبات القوة مثلاً... إعلان وجودهم.. ترك بصمة ما... أو ربما تحديد مناطق نفوذ، على نحو يخالف ما نعرفه.
تمتم "نور":
- كلها أسباب منطقية ومحتملة.
مع آخر حروف عبارته، ارتفع رنين هاتفه الخاص، فالتقطه بسرعة كبيرة، وقال في توتر ملحوظ:
- أهناك ضحايا جدد؟!
صمت بضع لحظات، ثم أضاف:
- نحن في طريقنا.
أنهى الاتصال، ورفع عينيه إلى رفاقه، قائلاً:
- هناك ضحيتان جديدتان.. عامل شبكات، وربة منزل.
غمغمت "سلوى" في دهشة:
- أما زال هناك ربات منزل؟!
وسأله "رمزي":
- أين يا "نور"؟!.. أين؟!
أجابه في حزم:
- في منطقتي "الماكس" و"المعمورة".. ولكن ليس هذا هو المهم.. المهم أن ضحية المعمورة، لم تلقََ مصرعها..
تفجَّرت دهشة مبتهجة، في وجوههم جميعاً، وهتفت "سلوى":
- كيف؟!
أجابها "نور"، في حزم أكثر:
- ليس هذا أيضاً هو المهم.. المهم أنها رسَّامة.. أتعرفون ما يعنيه هذا؟!
وحملت وجوههم كلها الجواب..
والدهشة..
واللهفة..
بلا حدود..
* * *
هناك.. في تلك المنطقة البعيدة المنعزلة، من مدينة "الإسكندرية"، وقف عالم كهل، وسط معمل كبير، يكتظ بعدد ضخم من الأجهزة الرقمية الحديثة، وأجهزة فحص الجينات، وحجرة معزولة معقمة، تحوي سريراً طبياً واحداً، وعددا غير محدود من أجهزة توصيل السوائل الحيوية والكيماوية..

كانت التجاعيد، التي حفرت خطوطاً عميقة على وجهه، تمنحه مظهراً يفوق سنوات عمره بكثير..
وكان منهمكاً في عمل ما..

كان يخرج عينات، من جهاز زجاجي صغير، ويذيبها في مادة خاصة، ذات لون أصفر، يميل إلى الحمرة، ويقِّلبها بعصا زجاجية صغيرة في حرص، حتى يتعكَّر السائل، ويكتسب لوناً وردياً، فيسحبه بوساطة جهاز آخر، ويحقنه في زجاجات صغيرة، ثم يرصَّها في وعاء خاص، وينقلها إلى مبرِّد طبي كبير..

ظل يواصل عمله هذا، لأكثر من ساعة كاملة، دون أن يتوقَّف لحظة واحدة، حتى بدا عليه الإجهاد، فألقى جسده على مقعد معدني كبير، في ركن المعمل، وراح يلهث، وكأنه قد قطع مسافة طويلة، جرياً على الأقدام..
وبينما يُسبل جفنيه في إرهاق، التقطت أذناه صوتاً خافتاً، أشبه بخربشة أظافر، على باب معمله، ففتح جفنيه، وتطلَّع إلى الباب في تساؤل، دون أن يقوم من مكانه، ولكن الأصوات تصاعدت..
وتصاعدت..
وتصاعدت..

وامتزجت بوقع أقدام، تقترب من باب المعمل، وصوت زحف خارج نافذته..

وعلى الرغم من ذلك المزيج المخيف، لم يحرِّك العالم ساكناً، وإنما ظل جالساً، وعيناه تحملان نظرة ترقُّب، تخلو تماماً من الخوف والرعب..

وفجأة، انفتحت النافذة في عنف..
وفي اللحظة التالية، انفتح الباب بالعنف نفسه..

وفي هدوء، نقل العالم الكهل بصره، بين النافذة والباب، ورأى تلك المخلوقات الثلاثة تدلف إلى المعمل، وتتجه نحوه، فابتسم في حنان مدهش، حتى ركع الثلاثة أمامه، وأمال أحدهم رأسه تجاهه، فربت على رأسه في حنان، فمال أكثر يتمسَّح في ساقه، لتتسع ابتسامة العالم في حنان أكثر..
وأكثر..
وأكثر..
* * *
على الرغم من مرور ما يقرب من ساعة على ما أصابها، ظلَّ جسد ربة المنزل يرتجف، ولسانها عاجزا عن الكلام، وهي تقف أمام "نور" ورفاقه، وتحدِّق فيهم في رعب هائل، جعل "نور" يلتفت إلى "رمزي"، ويشير إليها، فاقترب منها "رمزي" في رفق، وجلس إلى جوارها قائلاً في هدوء:
- كل شيء انتهى يا سيِّدتي.. يمكنك الشعور بالأمان الآن.
حدَّقت فيه في رعب، وبدا أنها تبذل جهداً رهيباً؛ للسيطرة على أعصابها، قبل أن تندفع قائلة، في صوت مختنق:
- خطأ.
بدا للجميع أنهم لم يسمعوها جيداً، فمالوا نحوها، على نحو غريزي، لتهتف هي في عصبية شديدة:
- لن أشعر بالأمان أبداً.
هتافها المفاجئ، جعلهم يتراجعون بحركة حادة، فأشار إليهم "رمزي" بالهدوء والتماسك، وهو يسألها:
- ولماذا؟!
أكملت عبارتها، وكأنها لم تسمعه:
- ما دام ذلك الشيء على قيد الحياة.
وهنا سألها "نور":
- أي شيء؟!
رفعت عينيها إليه بحركة حادة، وقالت:
- الشيء البشع.
ثم راحت تلوِّح بيديها في عصبية، مستطردة:
- إنه يبدو كالبشر، في الضوء الخافت.. ولكنه ليس كذلك.. هناك تلك الـ.. الـ..
قال "نور"، محاولاً إكمال عبارتها:
- المخالب والأنياب.
هزَّت رأسها نفياً في قوة وعصبية، قبل أن تجيب:
- الأجنحة.
جاء الجواب ليصيبهم جميعاً بصدمة، فتبادلوا نظرة شديدة العصبية، قبل أن تسألها "سلوى":
- أنت فنانة كما أخبرونا.. ألم..
قاطعتها في انفعال:
- رسمته؟!.. بالتأكيد.
هبَّت من مقعدها، واندفعت نحو مكتبها، وقطعت، في عصبية شديدة، ورقة من دفتر الرسوم التحضيرية، وعادت بها إليهم، قائلة:
- ها هو ذا.
ألقى الجميع نظرة متلهِّفة على الرسم..
واتسعت العيون كلها في ذهول..
فما رسمته كان مذهلاً..
بكل معنى الكلمة..
* * *

amedo_dolaviga 21-03-08 07:07 PM

القصه للدكتور نبيل فاروق و صدرت على اجزاء في احدى المجلات
تكملة القصه قريبا باذن الله
ويارب تكون عجبتكم

حسن الذروي 21-03-08 09:15 PM

حلوة جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

tiger man 21-03-08 10:11 PM

شكرا على مجهودك العظيم

brandnew 21-03-08 11:05 PM

تسلم ايدك يا زميلنا العزيز

Eman 21-03-08 11:16 PM

شكرا الك أخي على المجهود والتعب المبذول..
يعطيك ألف عافية...

amedo_dolaviga 22-03-08 03:21 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الذروي (المشاركة 1294538)
حلوة جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا

والله انت اللي ردك جميل جدا يا حسن
والحمدلله ان القصة عجبتك

:friends:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tiger man (المشاركة 1294669)
شكرا على مجهودك العظيم

عفوا يا tiger man
شكرا على مرورك الجميل وردك على الموضوع


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brandnew (المشاركة 1294825)
تسلم ايدك يا زميلنا العزيز

ربنا يخليك وشكرا على الرد الجميل والمرور


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eman (المشاركة 1294856)
شكرا الك أخي على المجهود والتعب المبذول..
يعطيك ألف عافية...


شكرا يا إيمان على مرورك وردك الجميل اوي والحمدلله ان القصه عجبتكم
ونورتي الموضوع بجد
وربنا يوفقك

tonyrobinho 22-03-08 04:13 PM

شكرا الك على المجهود والتعب المبذول
يعطيك ألف عافية

نور الهدى4 22-03-08 04:22 PM

1 مرفق
شكرا لك أخي على هذه الراواية الرائعة


و لقد قمت بوضع هذ ه الرواية على ضيغة الورد

حتى يسهل على القراء قرائتها

ABDOLA 22-03-08 06:43 PM

شكرا لك يا صديقي على هذه القصة . لم أقرأها بعد و لكن من تصفح سريع شعرت انها قصة رائعة .

شكرا كذلك لنور الهدى على وضع القصة على صيغة الوورد ..



تحياتي


نور الهدى4 22-03-08 08:17 PM

العفووو لك أخي

و يعطيك ألف عافية

amedo_dolaviga 22-03-08 09:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tonyrobinho (المشاركة 1295811)
شكرا الك على المجهود والتعب المبذول
يعطيك ألف عافية

عفوا يا اخي
شكرا على مرورك الجميل وردك الأكثر من رائع

amedo_dolaviga 22-03-08 09:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الهدى (المشاركة 1295828)
شكرا لك أخي على هذه الراواية الرائعة


و لقد قمت بوضع هذ ه الرواية على ضيغة الورد

حتى يسهل على القراء قرائتها


الف شكر يا اختي على التعاون الجميل ومجهودك الرائع جدا
ومنوره الموضوع طبعا واسعدني ردك جدا

وشكرا على مرورك يا نور الهدى وربنا يوفقك

amedo_dolaviga 22-03-08 09:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ABDOLA (المشاركة 1296122)
شكرا لك يا صديقي على هذه القصة . لم أقرأها بعد و لكن من تصفح سريع شعرت انها قصة رائعة .

شكرا كذلك لنور الهدى على وضع القصة على صيغة الوورد ..



تحياتي



العفو يا اخي
وان شاء الله تعجبك القصه ونورت الموضوع

الصخرة1978 22-03-08 11:25 PM

تسلم ايدك يا زميلنا العزيز

الصخرة1978 22-03-08 11:28 PM

أخي الكريم:liilas:

هل صدر الباقي من الرواية أم لا ؟

هل يمكن معرفة اسم هذه المجلة ؟

متى ستكملها ؟


شوقتنا....:dancingmonkeyff8:


:55:تقبل تحياتي الحارة هلى جدهدك الرائع:55:

الصخرة1978 22-03-08 11:31 PM

شكرا على مجهودك العظيم

سمير نوفل 23-03-08 03:12 AM

شكرات لك يا صديقي واتمنى لك الاستمرار

tweety555 23-03-08 08:36 AM

شكرا على مجهودك
القصه وايد حلوه بانتظار التكمله

MIDO_M55 23-03-08 02:24 PM

تلسم ايدك يانجم ماتنساش الباقى احنا مستنينك على نار:liilas:

amedo_dolaviga 23-03-08 05:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصخرة1978 (المشاركة 1296773)
أخي الكريم:liilas:

هل صدر الباقي من الرواية أم لا ؟

هل يمكن معرفة اسم هذه المجلة ؟

متى ستكملها ؟


شوقتنا....:dancingmonkeyff8:


:55:تقبل تحياتي الحارة هلى جدهدك الرائع:55:

شكرا جزيلا اخي الصخرة على ردودك الرائعة

بالنسبة لاسئلتك

هل صدر الباقي من الرواية أم لا ؟

لا لم يصدر الباقي بعد الرواية تنزل على هيئة فصول كل فصل في عدد من اعداد المجلة ونزل 6 فصول في 6 اعداد اللي موجودين في الموضوع هنا

هل يمكن معرفة اسم هذه المجلة ؟

بصراحة مش عارف اسم المجله
بس هحاول اعرفه قريبا


متى ستكملها ؟

لما ينزل الفصل السابع ان شاء الله هيكون موجود في الموضوع هنا باذن الله

amedo_dolaviga 23-03-08 06:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير نوفل (المشاركة 1297073)
شكرات لك يا صديقي واتمنى لك الاستمرار

العفو يا أخي
وان شاء الله البقية قريبا

amedo_dolaviga 23-03-08 06:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tweety555 (المشاركة 1297173)
شكرا على مجهودك
القصه وايد حلوه بانتظار التكمله

شكرا على مرورك الجميل يا tweety555

ونورتي الموضوع بجد

amedo_dolaviga 23-03-08 06:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MIDO_M55 (المشاركة 1297325)
تلسم ايدك يانجم ماتنساش الباقى احنا مستنينك على نار:liilas:

aشكرا يا ميدو على ردك الجميل
وباذن الله اول لما تصدر الاجزاء القادمة ستكون هنا في المنتدى

khalood624 24-03-08 02:03 PM

تلسم ايدك ماتنساش الباقى احنا مستنينك على نار ومتتاخرش علينا

asyam24 25-03-08 12:52 AM

شكرا بس المهم الباقي

siedelnas 27-03-08 08:27 PM

الف شكر على الرواية الجميلة

amedo_dolaviga 29-03-08 05:09 AM

ِشكرا الف شكر لكل اللي ردوا

وادي بقية الاجزاء
واسف على التأخير

amedo_dolaviga 29-03-08 05:10 AM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 7- المخلوق



هدوء عجيب، ذلك الذي شمل العالم الكهل، وهو يقيِّد أحد مساعديه في إحكام، إلى السرير الطبي، داخل الحجرة المعقمة، ويقول للآخر:
- ابدأ الاستعدادات.
سأله المقيَّد:
- أأنت واثق من أن هذا التطوَّر سيؤتي ثماره؟!
أومأ برأسه، وابتسم، دون أن يتفوه بكلمة واحدة، ثم التفت إلى مساعدته، قائلاً في حنان:
- سيأتي دورك بعده.
أومأت برأسها، في خضوع شديد، وسألت في رقة وخفوت:
- ماذا ستضيف هذه المرة يا أبي؟!
ملأ صدره بالهواء، قبل أن يجيب في نشوة:
- أنبل وأقوى حيوان في الدنيا.
أطل تساؤل وشغف، من عيون الثلاثة، فأضاف في اعتزاز:
- الجواد.
التمعت عيون ثلاثتهم، حتى ذلك الراقد على سرير الفحص، والذي قال في نشوة أكبر:
- الجواد حيوان قوي، وسريع.
قالت الفتاة في حزم:
- الفهد أكثر سرعة.
قال الثالث:
- ولكن الجواد جميل.
أشار العالم إلى ثلاثتهم بالصمت، وقال:
- سنرى النتائج، خلال يومين فحسب.
تساءلت الفتاة:
- وبعدها.
ابتسم دون أن يجيب، واتجه نحو المبِّرد، والتقط منه واحدة من الزجاجات الصغيرة، التي تحوي السائل الوردي العكر، وعاد بها إلى الراقد، قائلاً في حنان خافت:
- مستعد؟!
أومأ المساعد برأسه، وبدا القلق على وجهي المساعدين الآخرين، والعالم يملأ محقناً كبيراً بذلك السائل الوردي، ثم يتحسَّس عظمة القص لدى مساعده، وهو يقول في إشفاق:
- أغلق عينيك في قوة، فهذا سيؤلمك قليلاً.
سأله المساعد الثاني في قلق:
- ألا يمكن تخديره أوَّلاً؟!
أجابه في صرامة:
- كلا.
ثم غرس إبرة المحقن، في عظمة القص في قوة...
وأطلق المساعد الراقد صرخة..
صرخة ألم عنيفة، دفعت المساعدين الآخرين إلى إغلاق عيونهما، والفتاة تهتف:
- ياللمسكين!
ثم فقد المساعد وعيه، من شدة الألم..
وفي هدوء وحزم، ودون أن يتأثَّر بما حوله، وكأنه انفصل تماماً عن عالمه، راح العالم يدفع ذلك السائل الوردي العكر، في عظمة القص في بطء، وعيناه تتألَّقان في شدة..
لقد تجاوز علوم عصره بكثير..
كثير جداً..
* * *
لم يكد الدكتور "حجازي" يصل إلى "الإسكندرية"، حتى انتقل مباشرة إلى مقر الفريق، حيث استقبله "نور"، قائلاً:
- نريد رأياً علمياً يا دكتور "حجازي".
سأله الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- بشأن ماذا؟!
قاده "نور" إلى لوحة معلقة على الجدار، يتطلَّع إليها الجميع، وأجاب:
- هذا.
اتسعت عينا الدكتور "حجازي" عن آخرهما، وهو يحدِّق في ذلك الرسم، الذي بدا له خرافياً، وربما أكثر مما ينبغي..

كان الرسم لمخلوق، له تكوين جسدي بشري..
ووجه غير بشري..
على الإطلاق..

وجه، أشبه بوجوه القطط..
أو النمور..
العينان..
الأنياب الرفيعة الحادة..
الأنف الأسود..
وحتى تلك الشوارب الرفيعة الطويلة..
أما الأيدي فكانت تحوي أظافر طويلة..
قوية..
حادة..

ولكن كل هذا، على الرغم من غرابته، لم يكن السبب الرئيسي لدهشته..

ربما لأنه توقَّع أو تخيَّل هذه الهيئة، عندما فحص الحمض النووي للظفر..

ما أثار دهشته، وربما ذهوله أيضاً، هما الجناحان..
جناحان ضخمان كبيران، ينبتان من ظهر المخلوق، ويجعلانه يحلِّق في فراغ كبير..
جناحا نسر..
إفريقي..
وبكل دهشته العارمة، غمغم الدكتور "حجازي":
- أهذه هيئتهم؟!
أومأ "نور" برأسه إيجاباً، وقال:
- كما رسمتها شاهدتنا الوحيدة.
سأله بنفس الدهشة:
- وكيف بقيت على قيد الحياة؟!
أجابه "نور":
- لم تكن الضحية المقصودة.. لقد ظفرت تلك الكائنات المخيفة بضحيتين اليوم، والثانية كانت تقيم، في الشقة التي تعلوها مباشرة.
غمغم الدكتور "حجازي":
- ياللمساكين!
وافقه "نور"، بإيماءة أخرى من رأسه، وتساءل:
- كيف يمكن أن نحصل على شيء كهذا؟!
أشار الدكتور "حجازي" بيده، قائلاً:
- من الناحيتين، العملية والعلمية، هذا مستحيل تماماً، فحتى أحدث أبحاث الهندسة الجينية، وزرع وتركيب الجينات، مازالت تواجه مشكلة كبيرة، في إقناع جينات الفصائل المختلفة، في الاندماج ببعضها البعض.. العلوم الحديثة، أمكنها مزج جينات أنواع مختلفة من الحيوانات ببعضها البعض، في ظروف شديدة التعقيد، وباستخدام آخر تطورات التكنولوجيا، وكذلك الأنواع المختلفة من الطيور، أو الزواحف، أو حتى الحشرات، ولكن كل نوع منها، مازالت جيناته ترفض الامتزاج بجينات الأنواع الأخرى، أو على الأقل إكمال نموها، في ظل هذا الامتزاج، وما تراه أمامك هو مزيج مدهش، من الحيوان والطير، وتحليلاتنا تضيف الزواحف أيضاً، وفي رأيي الشخصي، لا يمكن أن يحدث هذا، تحت ظروف طبيعية.
سألته "سلوى" في قلق:
- من أين أتت تلك السلالة إذن؟!
صمت لحظات، وهو يتطلَّع إلى الرسم، قبل أن يجيب:
- إما أنه قد تم إنتاجها، عبر تكنولوجيا تفوق كل ما نعرفه، أو..
عاد إلى صمته، فقال "أكرم" يستحثه:
- أو ماذا؟!
التقط نفساً عجيباً، قبل أن يجيب في توتر:
- أو أنها قد أتت من خارج كوكب الأرض..
وانتقل توتره إلى الجميع..
بمنتهي العنف..
* * *
فجأة، استعاد المساعد الشاب وعيه، وانطلقت من حلقه شهقة قوية، قبل أن يلهث في عنف، ويدير عينيه فيما حوله، في توتر شديد، فربت العالم الكهل على كتفه مهدئاً، وهو يقول في حنان:
- لا بأس.. لقد انتهى الأمر.
غمغم المساعد في توتر:
- حقاً؟!
ربت على كتفه مرة أخرى، في حين ابتسمت له المساعدة، قائلة:
- لقد حللنا قيودك.
انتبه إلى هذا، في اللحظة نفسها التي نطقت فيها عبارتها، فهبط عن سرير الفحص، وتساءل في قلق:
- هل نجحنا؟!
أجابه العالم في هدوء:
- سنعرف، قبل مرور يومين من الآن.
بدا عليه قلق أكثر، في حين قالت الفتاة:
- هل أبدأ أنا؟!
ابتسم لها العالم، وهو يقول:
- ولكن جيناتك ستختلف.
سألته في شغف:
- علام سأحصل.
أمسك يدها، قائلاً:
- سأريك.
قادها في هدوء إلى قبو كبير أسفل معمله، يكتظ بأقفاص، تحوي أنواعاً مختلفة، من الطيور والحيوانات والزواحف، وتوقف معها أمام قفص زجاجي كبير، وسألها:
- ما رأيك؟!
وتألَّقت عيناها بشدة..
فما رأته كان مدهشاً، وقادراً على منحها قدرات مختلفة..
ومدهشة..
إلى حد كبير.
* * *

amedo_dolaviga 29-03-08 05:13 AM

الجيل الثالث ( ملف المستقبل ) 8- الوحوش



أشار الدكتور "حجازي" إلى خريطة كبيرة لمدينة (الإسكندرية)، وهو يقول في اهتمام:
- لا يوجد مكان واحد، يمكن أن نجزم بأنه مناسب لتعايُش تلك المخلوقات شبه الآدمية، ولكن هناك حتمًا علامات أخرى، يمكن أن نهتدي بها؛ لترجيح أماكن تواجدهم.
قال "نور" ، وهو يفحص الخريطة بعينيه:
- لا بد وأن يكون مكانًا بعيدًا عن الأنظار.
أضافت "سلوى":
- ومنعزل.
وأشارت "نشوى" بيدها، قائلة:
- ولكنه يتصل بشبكات الكهرباء والإنترنت.
التقط "رمزي" نفسًا عميقًا، وقال:
- إنهم يحتاجون على الأرجح لمكان فسيح، يتسع لكل ما يحتاجون إليه.
استمع إليهم "نور" في اهتمام، ثم عاد يفحص الخريطة، قائلاً:
- بناءً على هذا، سنجد أمامنا منطقتين مناسبتين تمامًا.
قال الدكتور "حجازي":
- بالضبط... تلك المنطقة، بين (المعمورة) و(أبي قير).
أكمل "نور":
- والمنطقة الواقعة بين (رأس التين) و(العجمي).
قالت "نشوى" في حماس:
- ماذا لو رسمنا خطًّا، يصل بين أماكن الجرائم المختلفة؛ لنرى إلى أين يقودنا امتداده.
غمغمت "سلوى":
- فكرة جيِّدة.
أسرعت أصابع "نشوى" تعمل على أزرار الكمبيوتر؛ لترسم ذلك الخط، على الخريطة الرقمية الكبيرة، ثم تطلق امتداده من الطرفين..
وأمام عيون الجميع، راح الخط يمتد عبر الخريطة..
ويمتد..
ويمتد..
ثم وصل طرفه الشرقي إلى تلك المنطقة، الواقعة بين (المعمورة) و(أبي قير).. وفي حماس وانفعال شديدين، هتف "أكرم":
- ها هي ذي.
ثم سحب مسدسه، ولوَّح به، مكملاً في حماس:
- هل نتجه إليهم على الفور؟!
أجابه "نور" في حزم:
- كلا.
صاح "اكرم" في حنق:
- وماذا سننتظر؟!.. أن يقتنصوا ضحية جديدة.
أجابه "نور" في صرامة:
- بل أن نحاصرهم أولاً.
ثم التقط جهاز اتصاله الخاص، وقال:
- وهذا يحتاج إلى مساعدة رجال الأمن الداخلي وتعاونهم.
مطَّ "اكرم" شفتيه، وأشاح بوجهه، وكأنما لا يروق له هذا، في حين راح "نور" يجري اتصالاته مع رجال الأمن الداخلي، ورفاقه صامتون تمامًا، يتطلعون إلى خريطة (الإسكندرية)، ويتساءلون: ترى كيف يمكن أن تكون المواجهة، مع مخلوقات رهيبة كهذه؟!..
وماذا يمكن أن تسفر عنه؟!..
ماذا؟!..
* * *
على الرغم من إدراكها لما يمكن أن تواجهه من آلام، شعرت تلك الحسناء بنشوة عجيبة، وهى ترقد على منضدة الفحص، والعالم الكهل يعدُّ ذلك السائل الوردي العكر، ويمزجه بسائل أحمر آخر، استخلصه من نخاع دولفين شاب، ثم وضع كل هذا في جهاز طرد مركزي خاص، يحوي زوجًا من أشعتين مختلفتين، وأداره وهو يسأل الفتاة:
- خائفة؟!
أجابته، وهو تحاول الابتسام في توتر:
- نوعًا ما.
أومأ برأسه، وهو يفحص عظمة الفص لديها، قائلاً:
- سيكون الألم شديدًا في البداية، ولكنني أعدك أن تكون النتائج مدهشة.
غمغمت، في توتر أكثر:
- هذا ما أتعشمه.
توقَّف الجهاز آليًّا، فالتقط منه ذلك السائل الوردي، الذي مال إلى الحمرة، وسحبه في محقن خاص، ذي إبرة شديدة الصلابة، وقال، وهو يتحسَّس موضع الحقن:
- لسنا نتعشَّم هنا.
ثم غرس الإبرة في عظمة الفص، مستطردًا في حزم:
- بل نثق.
أطلقت صرخة ألم هائلة، وانتفض جسدها كله في عنف، واتسعت عيناها عن آخرهما، قبل أن تفقد وعيها تمامًا..
وفي قلق، غمغم أحد الشابين الآخرين:
- هل ستكون بخير؟!
أجابه في صرامة:
- لا تقلق.
ثم التفت إليه، يسأله:
- وماذا عنك؟!
التقط الشاب نفسًا عميقًا، وقال:
- أشعر بالقوة بالفعل.
أجابه، وهو يعيد بقايا السائل الوردي العكر إلى برَّاد خاص:
- ولكنك لم تختبرها بعد.
تمتم الشاب في حذر:
- عندما يحين الوقت المناسب.
أشار العالم الكهل بيده، قائلاً:
- لا يوجد أبدًا وقت مناسب.. الاختبار هو ما يحفز الجينات الجديدة، ويطلقها في أعماقك.
سأله الشاب:
- هل أذهب إذن؟!
لم يجبه العالم الكهل، وإنما التفت إلى الشاب الثاني، قائلاً:
- وأنت لم تختبر قدراتك الجديدة.
ابتسم الشاب الثاني، وكشَّر عن أنياب حادة مخيفة، أطلق من بينها لسانًا مشقوقًا، يقطر بسمِّ الثعابين، وهو يجيب:
- لقد فعلت.
سأله في اهتمام:
- والنتائج؟!
أجابه في ثقة:
- قاتلة.
أغلق الكهل عينيه في ارتياح، وقال:
- عظيم.. عظيم.
ثم فتحهما، وقال للشاب الأوَّل في صرامة:
- انطلق.
وانطلق الشاب على الفور؛ لاختبار قوته..
وقدرته على المواجهة..
والقتل..
* * *
ألقى قائد فرقة الحصار الأمني نظرة طويلة عبر منظاره الرقمي المقرِّب على تلك الفيلا الكبيرة المقامة وحدها، في تلك المنطقة المقفرة، البعيدة عن العمران، بين (المعمورة) و(أبي قير)، والمحاطة بسور مكهرب، يغطي مساحة الفراغ الهائلة حولها، ثم خفض منظاره، والتفت إلى "نور" ، قائلاً في توتر:
- تلك اللافتة هناك، تشير إلى أننا أمام أملاك خاصة، والقانون لا يبيح لنا المساس بها، دون إذن قضائي.
قال "نور" في حزم:
- ومن قال إننا سنمسها؟!
سأله الرجل في حدة:
- لماذا نحاصرها إذن؟!
أجابه "اكرم" في صرامة، وهو يتأكَّد من حشو مسدسه:
- حتى لا يفرُّوا.
قال قائد الحصار في عصبية:
- أخشى أن هذا أيضًا غير قانوني.
تجاهله "نور" تمامًا هذه المرة، وهو يلتفت إلى رفاقه، قائلاً:
- ستبقون هنا؛ لترصدوا كل شئ، داخل وخارج المكان، وسنتسلَّل هناك، "اكرم" وأنا، ونغرس أدوات الرصد، ثم..
قاطعه قائد الحصار:
- هذا أيضًا غير قانوني.
التفت إليه "اكرم" في صرامة شرسة:
- اصمت.
انعقد حاجبا الرجل في غضب، في حين قالت "سلوى" في قلق:
- لا تنسيا تشغيل أجهزة الرصد الحراري يا "نور" ؛ حتى يمكننا معرفة موقعكما، في كل لحظة.
غمغم:
- سنفعل بإذن الله.
أشار إليه "رمزي" ، وهو يقول متوترًا:
- إذا ما التقيتما بهم، فتذكَّرا أنهم ليسوا بشرًا مثلنا.. إنهم مزيج من البشر والوحوش.
تمتم "نور" ، وهو يحاول كتمان توتره:
- سنبذل قصارى جهدنا.
التفت "اكرم" إليه، ولوَّح بمسدسه، قائلاً:
- هيَّا.
وعلى الرغم من اعتراض قائد فرقة الحصار، اتجه كلاهما نحو الفيلا المنعزلة..
وبدأت المواجهة..
القاتلة..
* * *

مين هناك 29-03-08 01:42 PM

الف شكر على الرواية ومستنين نهاية الرواية في القريب العاجل

الصخرة1978 29-03-08 11:24 PM

تسلم ايدك يا زميلنا العزيز

tiger man 29-03-08 11:41 PM

think
 
very tkink to all
aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

أم الزهراء 30-03-08 09:35 AM

ألف شكر أخي العزيز ومنتظرين الباقي بفارغ الصبر

MIDO_M55 30-03-08 04:07 PM

الف شكر ياamedoبسماتتاخر بالباقى:liilas:

amedo_dolaviga 30-03-08 05:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مين هناك (المشاركة 1309123)
الف شكر على الرواية ومستنين نهاية الرواية في القريب العاجل

شكرا على مرورك اخي الكريم
وباذن الله اول لما تنزل التكلمه هتكون موجوده

amedo_dolaviga 30-03-08 05:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصخرة1978 (المشاركة 1310626)
تسلم ايدك يا زميلنا العزيز

شكرا على المرور يا اخي نورت الموضوع

amedo_dolaviga 30-03-08 05:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزهراء (المشاركة 1311232)
ألف شكر أخي العزيز ومنتظرين الباقي بفارغ الصبر

شكرا على مرورك يا أم الزهراء نورتي الموضوع وباذن الله قريبا

amedo_dolaviga 30-03-08 05:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MIDO_M55 (المشاركة 1311577)
الف شكر ياamedoبسماتتاخر بالباقى:liilas:

شكرا على ردك يا ميدو ونورتني بمرورك الجميل

khalood624 01-04-08 01:36 AM

شكرا يا جميل

SanSiro20 03-04-08 11:10 AM

في انتظار باقي الرواية ,شكرا على مجهودك

amedo_dolaviga 03-04-08 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khalood624 (المشاركة 1314924)
شكرا يا جميل


عفوا يا اخي وشكرا لمرورك الجميل


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SanSiro20 (المشاركة 1319266)
في انتظار باقي الرواية ,شكرا على مجهودك

ان شاء الله قريبا
شكرا على المرور الجميل ونورت الموضوع

amedo_dolaviga 05-04-08 06:13 AM

9- اقتحام..

سارت دورية الشرطة بسيارتها الإلكترونية، المزوَّدة بأجهزة الفحص والاستكشاف الحديثة، في منطقة (سموحة)، وتجاوزتها إلى الطريق الصحراوية، التي تصل (القاهرة) بـ(الإسكندرية)، وراحت تقطع طريقها في بطء، متفقِّدة ما حولها، والشمس توشك على الغروب.. وفجأة أطلق أحد أجهزتها أزيزًا متصلاً، جعل أحد أفراد طاقمها يعتدل، وهو يقول في اهتمام قلق:
- هناك جسم يقترب في سرعة.

سأله قائد السيارة في آلية:
- ما نوعه؟!

أجابه في بطء، وهو يراجع بيانات الجهاز:
- سرعته تقارب سرعة سيارة صغيرة، ولكن حجمه...

لم يتم عبارته، فقال قائده في صرامة:
- لماذا الحيرة؟!.. استخدم جهاز الرصد بالموجات الصوتية.

ضغط الرجل زرًّا آخر، فارتسمت على شاشة الجهاز صورة موجية، جعلت حاجباه يرتفعان في دهشة، وهو يهتف:
- مستحيل!

سأله الثالث:
- وما المستحيل؟!

أجابه في عصبية:
- إنه بشري.

ضغط قائده فرامل السيارة في دهشة، والتفت إليه، هاتفًا:
- بهذه السرعة؟!

وهتف الثالث، وهو يحدِّق في الشاشة:
- مستحيل!

لم يكد ينطقها، حتى صك مسامع ثلاثتهم صهيل جواد قوي، ثم وثب جسم ما على سطح السيارة، وراح يضربه بقوائمه في عنف، جعل الثالث يصرخ:
- انطلق يا رجل.. انطلق.

ضغط القائد دوَّاسة وقود السيارة في قوة، ولكن سقف السيارة تحطَّم في عنف، في هذه اللحظة، وامتدت يد ذات مخالب حادة، وأمسكت الشرطي الثالث من عنقه، وانتزعته من مكانه في عنف، والمخالب الحادة تنغرس في عنقه، وتطلق شلالاً من الدم، من وريده الودجي، فصرخ الثاني في رعب:
- انطلق يا رجل.. انطلق.

كان قائد السيارة ينطلق بها في سرعة بالفعل، ولكن تلك القبضة الرهيبة ظلت تعتصر عنق زميله..
وتعتصره..
وتعتصره..

وجحظت عينا الرجل في ألم ورعب، وسالت دماؤه في غزارة، تغرق السيارة، وتناثرت على زميليه، فصرخ قائد السيارة بالآخر، وهو يواصل الانطلاق بأقصى سرعته:
- أطلق النار يا رجل.. أطلق النار.

انتزع الثاني مسدسه الليزري، وأطلق منه رصاصة، اخترقت سقف السيارة، فانطلق صهيل آخر أكثر قوة، ويحمل رنة ألم، قبل أن تضرب القوائم العنيفة السقف مرة..
ثانية..
وثالثة..

ثم أفلتت اليد ذات المخالب الثلاثة، واختفت، وأطلق الثاني طلقة ثانية..
وثالثة..

وقبل أن يطلق الرابعة، انطلق صهيل غاضب، ثم اخترقت تلك اليد الرهيبة السقف مرة ثانية، وانغرست مخالبها في عيني الثاني هذه المرة..

وأطلق الثاني صرخة ألم رهيبة، ومقلتا عينيه تتفجران، والدماء تنزف منهما في غزارة، وراحت سبَّابته تطلق أشعة الليزر عشوائيًّا، في أي وكل اتجاه..

واخترقت أشعته ظهر قائد المركبة، فانحرف بها بحركة حادة، لتخرج عن نهر الطريق، وتنقلب في عنف، وأخذت تتدحرج..
وتتدحرج..
وتتدحرج..

وأثناء انقلابها، وثب ذلك الشيء عن سقفها، وتوقَّف يضرب الأرض بحافريه الخلفيين لحظة، وشاهد النار تشتعل في السيارة، ثم أطلق صهيلاً قويًّا، وانطلق يعدو مبتعدًا كجواد قوي..
ونصف بشري..
أو لا بشري..
على الإطلاق..

* * *

غمغم "أكرم" في توتر، وهو يقف مع "نور"، إلى جوار ذلك السور المكهرب:
- لو أن هناك تيارا بقوة خمسمائة فولت، يعبر هذا السور، فكيف يمكننا تجاوزه؟!

أجابه "نور" في هدوء:
- لا تقلق نفسك.

ورفع ساعة الاتصال إلى شفتيه، قال:
- الآن يا "نشوى".

مضت لحظات من الصمت، قبل أن تجيبه "نشوى" في اقتضاب حازم:
- تم.

تساءل "أكرم" مبهورًا:
- هل فعلتها؟!

أجابه "نور"، وهو يبدأ في تسلُّق السور:
- "نشوى" دخلت برنامج الكهرباء الرئيسي، ومنه إلى كمبيوتر التحكُّم داخل الفيلا، وأوقفت التيار مؤقتًا.

تسلَّق "أكرم" السور بدوره، وهو يغمغم:
- رائعة هي ابنتك يا "نور".

غمغم "نور":
- هذا حقيقي.

وثب كلاهما الجانب الآخر، واستل "أكرم" مسدسه، وهو يقول بشيء من العصبية:
- ألا يمكنها تحديد مكانهم أيضًا؟!

غمغم "نور":
- بعد أن نغرس أنظمة الفحص، داخل الفيلا.

مطَّ "أكرم" شفتيه، دون أن يعلِّق بحرف واحد، وراح كلاهما يتسلَّل في حذر، عبر المساحة الواسعة، المحيطة بالفيلا، في محاولة لبلوغ أي من مداخلها، دون أن يشعر بهما أحد..
ولكن أحد مميزات القرن الحادي والعشرين هي التكنولوجيا، التي تطورَّت بشدة، وأصبحت متاحة للجميع..
حتى الأشرار..

وفي معمل ذلك العالم الكهل، أضيء مصباح أحمر صغير، في جهاز دقيق، في ركن المعمل، وانبعث منه أزيز متصل، جعل الشاب يلتفت إليه في توتر، قبل أن يزمجر على نحو وحشي، ويكشِّر عن أنياب حادة، وهو يقول:
- دخلاء.

اتجه الكهل نحو الجهاز في هدوء، قائلاً:
- كنت أعلم أن هذا سيحدث، إن عاجلاً أو آجلاً.

أشار الشاب إلى الفتاة، قائلاً:
- ولكنها لم تستعد وعيها بعد.

بدا الكهل شديد الهدوء، وكأنما الأمر لا يعنيه، وقال:
- ستفعل، خلال دقائق عشر، على الأكثر.

زمجر الشاب مرة أخرى، وتحرَّك لسانه السام المشقوق خارج فمه في عصبية، قبل أن يسأل:
- وماذا عنهم؟!

هزَّ الكهل كتفيه، وجلس في هدوء شديد، على مقعد مجاور لمنضدة الفحص، التي ترقد عليها الفتاة، وأجاب:
- لقد اقتحموا أملاكًا خاصة.

والتقط نفسًا عميقًا، قبل أن يكمل:
- وسيكون عليهم أن يواجهوا نظم أمننا.

في نفس اللحظة، التي نطق فيها عبارته، كان "نور" و"أكرم" يقتربان من المدخل الخلفي للفيلا، وقائد فرقة الحصار يتابعهما بمنظاره المقرِّب، مغمغمًا:
- أعتقد أنهما سيجدان طريقهما.

قالت "نشوى"، وأصابعها تتحرَّك في سرعة، على أزرار الكمبيوتر:
- سأحاول معاونتهما بقدر الإمكان.. أنا على وشك دخول شبكة الإنذار بالفيلا، وسأحاول إيقاف كل نظمها.

مطَّ قائد الحصار شفتيه، وغمغم في عصبية:
- كل شيء هنا غير قانوني.

قال "رمزي" في حزم: - ألا يمكنك تجاوز هذه النقطة؟!

أجابه الرجل في حزم:
- ليس وأنا أحمل هذه الرتبة.

كان "رمزي" يرغب في مجادلته حول هذا، لولا أن قالت "سلوى" فجأة في توتر:
- أرصد ذبذبات تحت أرضية.

سألها قائد فرقة الحصار:
- وماذا يعني هذا؟!

أجابته، وتوترها يتصاعد:
- يعني أن هناك جسم ضخم، يقترب من "نور" و"أكرم".

ثم رفعت إليهم وجهًا شاحبًا، مستطردة:
- تحت الأرض.

تفجَّرت دهشة عارمة على وجوههم، وهمت "نشوى" بالاستفسار عن الأمر، لولا أن برز ذلك الشيء من تحت الأرض بغتة، أمام "نور" و"أكرم" مباشرة.. واتسعت عينا "نور" في دهشة، في حين تراجع "أكرم" هاتفًا:
- رباه!.. ما هذا.

فذلك الشيء، الذي برز أمامهما كان مذهلاً ورهيبًا..
بكل معنى الكلمة.


* * *

zhraa 06-04-08 08:33 AM

شكرا على المجهود الرائع

الله يوفقك

أم الزهراء 06-04-08 04:16 PM

شكرا ترى احنا متابعين

amedo_dolaviga 06-04-08 05:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zhraa (المشاركة 1324105)
شكرا على المجهود الرائع

الله يوفقك

شكرا يا zhraa على مرورك الجميل نورتي الموضوع والله

اسعدني مرورك وردك جدا جدا

amedo_dolaviga 06-04-08 05:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزهراء (المشاركة 1324743)
شكرا ترى احنا متابعين

شكرا على الرد يا أم الزهراء

وان شاء الله الباقي اول لما ينزل هيكون موجود

amer_6630 07-04-08 12:10 AM

شكرا على الرواية الحلوة بس بصراحة انا لسا ما قرئتها و يا ريت اذا ممكن تجمعها كلها في ملف word عشان تكون اسهل للقراءة و شكرا مرة ثانية .

amedo_dolaviga 07-04-08 11:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amer_6630 (المشاركة 1325455)
شكرا على الرواية الحلوة بس بصراحة انا لسا ما قرئتها و يا ريت اذا ممكن تجمعها كلها في ملف word عشان تكون اسهل للقراءة و شكرا مرة ثانية .

شكرا على مرورك الجميل يا عامر وان شاء الله لما تكمل القصه هخليها في ملف وورد واحد

asyam24 08-04-08 06:36 AM

يارب تكملها بقى

vueleve 08-04-08 11:50 AM

أهلا ياamedo_dolaviga

علشان مجهودك

أنا هأديك 10 نقاط

و كمان 5 نجوم على الموضوع

إيه رأيك بقى ؟؟؟؟؟

بجد رووووووووووووووعة اللي بتعمله

تابع وربنا يوفقك

amedo_dolaviga 08-04-08 04:38 PM

اقتباس:

يارب تكملها بقى

ماتقلقش ان شاء الله اول لما تنزل هتكون موجوده هنا

amedo_dolaviga 08-04-08 04:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة vueleve (المشاركة 1327437)
أهلا ياamedo_dolaviga

علشان مجهودك

أنا هأديك 10 نقاط

و كمان 5 نجوم على الموضوع

إيه رأيك بقى ؟؟؟؟؟

بجد رووووووووووووووعة اللي بتعمله

تابع وربنا يوفقك


بجد متتصوريش مدى سعادتي لما شوفت انك رديتي بس من قبل لما اشوف الرد نفسه
بس بجد مش عارف اشكرك ازاي على كلامك الجميل ده بجد منتدى فيه اجمل ناس وكان يكفيني ردك فقط والله وده شيء يشرفني جدا مرورك وتشجعيك ليا وان شاء الله هحاول اعمل افضل ما عندي في الفترة القادمة باذن الله تقديرك على رأسي والله واسعدني بشدة
نورتي الموضوع وبتمنى ان ربنا يوفقك دايما

hamada200577 08-04-08 09:53 PM

http://img413.imageshack.us/img413/9...9354231pb0.gif

tiger man 09-04-08 12:26 AM

شكرا
 
شكرا على مجهودك ونرجو ان تكمل القصة فى اقرب وقت

الصخرة1978 09-04-08 12:28 AM

شكرا ترى احنا متابعين

dr_e 09-04-08 12:40 PM

شكرا لك على المجهود
وفي انتظار التكملة
ربنا يوفقك

amedo_dolaviga 09-04-08 07:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamada200577 (المشاركة 1328515)

شكرا على الرد الجميل
نورتني

amedo_dolaviga 09-04-08 07:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tiger man (المشاركة 1328872)
شكرا على مجهودك ونرجو ان تكمل القصة فى اقرب وقت

العفو يا أخي وان شاء الله لما تنزل هتكون موجوده
شكرا على مرورك

amedo_dolaviga 09-04-08 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصخرة1978 (المشاركة 1328879)
شكرا ترى احنا متابعين

شكرا على مرورك يا أخي

amedo_dolaviga 09-04-08 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr_e (المشاركة 1329453)
شكرا لك على المجهود
وفي انتظار التكملة
ربنا يوفقك

شكرا على مرورك الجميل يا دكتوره وان شاء الله الباقي قريبا
نورتي الموضوع
بالتوفيق

Bassma Hossam 10-04-08 05:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله عليك
تسلم ايدك
بس بالله عليك تكملها بسرعه
انا متشوقه اعرف بقيتها
د. نبيل مالوش حل ربنا يحميه

amedo_dolaviga 10-04-08 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Bassma Hossam (المشاركة 1332280)
بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله عليك
تسلم ايدك
بس بالله عليك تكملها بسرعه
انا متشوقه اعرف بقيتها
د. نبيل مالوش حل ربنا يحميه

شكرا على ردك الجميل يا بسمة
نورتينيي ونورتي الموضوع بجد
شكرا على مرورك الجميل
بالنسبة للقصه
والله الدكتور نبيل بينزلها على حلقات
وانا بجيب كل حلقة اول لما تنزل ان شاء الله الباقي قريب جدا

amedo_dolaviga 10-04-08 10:30 PM

10 ـ تجارب..


فجأة.. أطلقت تلك الحسناء صرخة..
صرخة قوية، فتحت عينيها بعدها في ارتياع، وحدَّقت في الكهل، الذي ابتسم قائلاً في هدوء:
- حمدًا لله على سلامتك.

سألته، وهي تشعر بألم شديد في ظهرها وجانبيها:
- هل.. هل نجح الأمر؟!

أجابها بنفس الابتسامة:
- بالتأكيد.

ثم حلَّ وثاقها، وهو يردف:
- أنت الآن الدليل الحي على نجاحي وعبقريتي في مجال الجينات وهندسة الوراثة.. لقد سبقْتُ علوم هذا العصر بكثير.. وعبقريتي جعلت ما يرونه مستحيلاً ممكنًا، وأنتم خير برهان.. ربما يرفضون استخدام تقنياتي، ويصفونها بأنها غير آدمية، وغير مفيدة للبشرية.. وقد يصفها البعض بالوحشية، ولكنهم حتمًا سيعترفون بعبقريتي التي أنكروها كثيرًا وطويلاً.. والجيوش ستستفيد منها حتمًا.. ستسعى لابتكار جيش رهيب، لا يشقّ له غبار.. جيش من أمثالكم.

ونهض وعيناه تلتمعان في جنون، ولوَّح بيديه في الهواء، وكأنه يؤدي دورًا في مسرحية قديمة، مستطردًا في حماس مسرحي:
- احتمالات لا محدودة يمكن أن يصنعوا منها جيوشًا خرافية.. حاولي أن تتخيلي جنودًا بدروع سلاحف، ومقاتلين بقوة الأسود، ورجال مظلات بأجنحة نسور، ومستطلعين بعيون صقور.. خيال لا نهائي يمكن أن يتحوَّل إلى حقائق، في ساعات محدودة.

غمغمت، وهي تنهض في بطء:
- أبي.. أنت عبقري.

هتف:
- دون أدنى شك.

ابتسمت، وربتت عليه في حنان، فأدار يده، وأمسك يدها، وفرد أصابعها، وهو يقول:
- لقد بدأ التحوّر.

تطلَّعت بين أصابعها حيث ينظر، والتمعت عيناها في انبهار عندما شاهدت ذلك الغشاء الجلدي، الذي يمتد بينها..

لقد بدأ التحوّر بالفعل..
وسيمنحها قوة هائلة..
قوة في البرّ..
وفي البحر..

* * *

ذهول عارم، ذلك الذي سيطر على الجميع هناك، عند تلك الفيلا المنعزلة.. فدون مقدمات، برزت من تحت الأرض سحلية عملاقة..
سحلية في حجم إنسان ناضج..
لها لسان ثعبان..
وذيل ثعلب..
وأنياب ذئب..
وجناحي خفاش..
ولقد خرجت؛ لتنقضّ على "نور" و"أكرم"..
مباشرة..

كانت تنقضّ بأنيابها الحادة على "أكرم"، عندما تراجع هذا الأخير بحركة حادة، أنقذته من تلك الأنياب المخيفة، ثم أخرج مسدسه؛ ليطلق رصاصاته عليها، وهو يصرخ في انفعال:
ـ لستُ فريسة سهلة إلى هذا الحد.

ولكن السحلية العملاقة أطلقت لسانها نحوه، ولفته على مسدسه، وانتزعته من يده في قوة، وضربت بجناحيها في الهواء، وهي تلقي المسدس بعيدًا، وتلتفت إليه مرة أخرى، وهي تطلق فحيحًا، يشبه فحيح جيش من الأفاعي..

وفي اللحظة نفسها أطلق "نور" مسدسه الليزري نحو رأسها مرة..
وثانية..
وثالثة..

وفي المرات الثلاث، ارتطمت الأشعة بالرأس الحرشفي، ثم انحرفت عنه في عنف، دون أن تخترقه..

وفي غضب، استدارت السحلية العملاقة المتحوِّرة نحو "نور"، وأطلقت فحيحها الوحشي، فصرخت "سلوى" بقائد الحصار في ارتياع:
- افعل شيئًا يا رجل.. افعل شيئًا.

أجابه الرجل في عصبية:
- لا يمكنني إصابتها، دون أن أجازف بإصابة أحدهما.

صاح "رمزي":
- سيبقى الآخر على الأقل.

تردَّد الرجل لحظة، فهتفت به "نشوى":
- ماذا تنتظر؟!

في نفس اللحظة، التي أطلقت فيها هتافها، كان "نور" يتفادى انقضاضة السحلية المتحوِّرة العملاقة، ويعدو بكل قوته، نحو السور المحيط بالفيلا..وبأقصى سرعته، ومع انفعاله الشديد، اندفع "أكرم"، محاولاً استعادة مسدسه، وتلك السحلية تطارد "نور".

وعندما استعاد مسدسه، كان "نور" يحاول بلوغ السور، والمسافة بينه وبين السحلية العملاقة تقل..
وتقل..
وتقل..

وتمتم قائد فريق الحصار، وهو يشير إلى أحد قناصيه:
- إنه يحاول الفرار منها.

أجابته "نشوى" في انفعال، وأصابعها تعمل في سرعة على أزرار الكمبيوتر:
- بل يقودها نحو السور.

كان "نور" يقترب من السور بالفعل، وهو يتمنى أن يبلغه، قبل أن تبلغه تلك السحلية العملاقة، التي أدركت سرعة عدوه، ففردت جناحيها، وارتفعت عن الأرض في طريقها إليه..

ومع جناحيها الخفاشيين القويين، كان من المستحيل أن يربح "نور" هذا السباق، فقد انقضت عليه من أعلى، وهي تبرز مخالبها الحادة، فصرخت "سلوى" بكل ارتياع الدنيا:
ـ يا إلهي.. "نور".

وفي اللحظة نفسها، أطلق القنَّاص رصاصته..
ولكن السحلية انخفضت بسرعة مخيفة..
وأنشبت مخالبها في سترة "نور"..
وتجاوزتها رصاصة القنَّاص..

وبالنسبة للجميع بدا واضحًا أن "نور" قد خسر السباق..
وخسر حياته..
حتمًا..

* * *

مخيفة حقًا تلك المخلوقات الرهيبة، التي تحرس تلك الفيلا المنعزلة..
مخيفة وعجيبة..
للغاية..

ذلك العالم الكهل عبث بالجينات، على نحو يخالف كل القواعد والأعراف..
وحتى الأخلاقيات الإنسانية..

نجاحه في ابتكار وسيلة شيطانية؛ لدمج جينات الفصائل المختلفة ببعضها البعض، أثار شهوته لابتكار كائنات جديدة..
كائنات تحمل صفاتٍ متداخلة..
متعارضة..
ومذهلة..

ولقد جمع في تلك السحلية الطائرة التي تركها لحماية فيلته الخاصة كل الصفات الجينية الوحشية، الكفيلة بابتكار كائن رهيب..

منحها جين الحجم من البشر..
وجين السم من الثعابين..
والأجنحة من الخفافيش..
وأنياب الذئاب..
وجينات من حيوانات وزواحف أخرى مختلفة..

ولقد منحها هذا قوة كبيرة..
ورهيبة..
قوة جعلتها تنقضّ على "نور"، وتحمله إلى أعلى، وأنيابها الثعبانية تندفع نحو عنقه؛ لتبث فيه سمها، و..

وفجأة، انطلقت ثلاث رصاصات..
رصاصات تقليدية، كان لها دوي عجيب، في تلك المنطقة المقفرة، وهي تخترق رأس السحلية العملاقة، وصدرها وعنقها..

وأطلقت السحلية الرهيبة فحيحًا أخيرًا رهيبًا..
وضربت الهواء بجناحيها مرة أخيرة..

ثم هوت..
هوت بحملها "نور"، الذي انتزع نفسه من سترته، ووثب بعيدًا؛ ليتدحرج مبتعدًا عن موضع سقوطها، قبل أن ترتطم بالأرض في عنف..

وفي لهفة شديدة القلق، خفض "أكرم" فوهة مسدسه، التي ما زال الدخان يتصاعد منها، بعد أن عبرتها رصاصاته الثلاث، وانطلق يعدو نحو "نور"، صائحًا:
- "نور".. أأنت بخير؟!

أشار إليه "نور"، وهو ينهض، قائلاً:
- اطمئن يا صديقي.. أنا بخير.

زفر "أكرم" مغمغمًا في ارتياح:
- حمدًا لله.. حمدًا لله.

شاركه الجميع ارتياحه هناك، عند دائرة الحصار، فيما عدا قائد الفرقة، الذي قال في عصبية:
- أيّ مكان هذا الذي نحاصره بالضبط؟

أجابه "رمزي" في توتر:
- ربما هو الجحيم نفسه، أو..

قبل أن يكمل عبارته، شهقت "نشوى"، هاتفة في رعب:
- رباه!

التفت الجميع إلى الفيلا حيث تنظر هي، واتسعت عيونهم في رعب مماثل..

فهناك، كان على "نور" و"أكرم" أن يواجها تجربة جديدة، من تجارب ذلك العالم الكهل..

تجربة رهيبة.
إلى أقصى حد يمكن تخيله.

* * *

MIDO_M55 11-04-08 01:45 PM

تسلم ايدك على:f63::f63: المجهود:liilas: بس ما تتاخر بالباقى

البرنس الاحمر 12-04-08 06:15 PM

الله ينور عليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىك

أم الزهراء 12-04-08 10:41 PM

يعطيك العافية على مجهودك ومتشوقين للنهاية

Monmon90 17-04-08 08:05 PM

شكرا جدا على مجهودك الرائع :f63: ومنتظرين النهايه

amedo_dolaviga 19-04-08 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MIDO_M55 (المشاركة 1333741)
تسلم ايدك على:f63::f63: المجهود:liilas: بس ما تتاخر بالباقى

شكرا على المرور يا ميدو
نورتني بمرورك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنس الاحمر (المشاركة 1335768)
الله ينور عليىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىك

ربنا يخليك يا برنس وشكرا على ردك الجميل جدا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزهراء (المشاركة 1336233)
يعطيك العافية على مجهودك ومتشوقين للنهاية

ان شاء الله قريبا
شكرا على الرد ونورتي الموضوع

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Monmon90 (المشاركة 1345218)
شكرا جدا على مجهودك الرائع :f63: ومنتظرين النهايه

شكرا يا مونمون على المرور الجميل منوره الموضوع

amedo_dolaviga 19-04-08 03:59 AM

11- أنفاس نارية..

التقطت الحسناء نفساً عميقاً، وهي تبرز من حوض الماء الضخم، وهزَّت رأسها في انتعاش، وهي تبتسم للعالم الكهل، الذي سألها في اهتمام:
- إيجابي؟!

أومأت برأسها مجيبة:
- بالتأكيد.. لقد قضيت تحت الماء ما يقرب من ربع الساعة.

مطَّ شفتيه، مغمغماً:
- هذا لا يكفي.

غادرت الحوض، قائلة:
- ربما مع التدريب المستمر...
هزَّ رأسه نفياً، وهو يقول في صرامة:
- كلا.. أنت تعرفين القاعدة.

أومأت برأسها متفهمة، وقالت:
- الاختبار.

أشار بيده، قائلاً:
- بالفعل.. الاختبار هو الذي يصنع التوازن الجيني، ويفجِّر الطاقات الكامنة.

جفَّفت جسدها، متسائلة:
- وأين تقترح ذلك الاختبار؟!

اتجه نحو خريطة ورقية قديمة لمدينة "الإسكندرية" معلقة بإهمال على أحد جدران معمله، وتأمَّلها لحظات قبل أن يقول:
- الاختبار ليس لتفجير قدراتك فحسب، ولكن لإثبات قوة هذه السلالة الجديدة أيضاً.

غمغمت:
- هذا ما لقنتنا إياه.

أشار بيده إلى المنطقة الساحلية بالقرب من "رأس التين"، وقال:
- هذه المنطقة تخصّ القوات البحرية الحديثة، وهي تقوم بعمل دوريات منتظمة طوال الوقت، وزوارقهم مزوَّدة بأحدث نظم الرادار وسبر الأغوار، ووفقاً لتقاريرهم المعلنة على شبكة الإنترنت لم تفشل دورياتهم ولو مرة واحدة، منذ عشر سنوات على الأقل.

استوعبت ما يرمي إليه، فغمغمت:
- وعلينا أن نعطيهم فشلهم الأوَّل.

عقد كفيه خلف ظهره، وهو يقول:
- وعلى نحو مهين.

تألَّقت عيناها في نشوة، وهي تقول:
- ومتى؟!

أجاب في حزم:
- الليلة.

تألَّقت عيناها أكثر، وارتسمت على شفتيها ابتسامة جزلة، وسألته:
- وماذا عن الدخلاء؟!

ابتسم في ثقة، مجيباً:
- سيلاقون ما يذهلهم.

وكان على حق..
فما واجهه "نور" و"أكرم" هناك في ساحة تلك الفيلا كان مذهلاً..
إلى حد مخيف..

* * *

"مستحيل!"..

هتف "أكرم" بالعبارة في ذهول، وهو يحدِّق في ذلك الكائن، الذي خرج من الباب الخلفي للفيلا، ووقف أمامهم متحدياً..

كان عبارة عن أسد هائل الحجم، تحيط لبدته الشقراء بوجه شبه بشري، له أنياب بارزة، وعلى ظهره قوقعة هائلة، أشبه بدروع سلحفاة عملاقة، أما ذيله فقد كان ذيل ثعبان ضخم..

وبينما هو يدير ذيله الثعباني في الهواء، زأر ذلك الأسد بصوت رهيب مخيف، وضرب الأرض بقائمه الأمامي، وهو يتحرَّك نحو "نور" و"أكرم" في تحفُّز..

وفي ذهول مذعور، هتفت "سلوى":
- رباه!.. ما تلك الأشياء؟!

غمغم "رمزي" مرتجفاً:
- ألم أقل لكم؟!.. إننا في الجحيم نفسه.

انعقد جاجبا قائد فرقة الحصار، وشعر بانفعال جارف يسري في أعماقه، دون أن ينطق بكلمة واحدة، فهتفت "نشوى" تنتزعه من ذهوله:
- القناصة.

انتفض الرجل، وهو ينتزع نفسه من ذهوله، وأشار إلى القناصة هاتفاً:
- أطلقوا النار.

استخدم القنَّاصة مناظير الرؤية الليلية، بعد أن هبط الظلام على المكان، وصوَّبوا بنادقهم الليزرية نحو ذلك الكائن، وهتف بهم قائدهم:
- أطلقوا النار.

أطلق ثلاثة منهم أشعة الليزر، في حين أطلق الثلاثة الآخرون رصاصات تقليدية مضادة للدروع.

ولكن ذلك الكائن تحرَّك بسرعة مذهلة، كما لو أنه قد قرأ أفكارهم مسبقاً، وأحاط جسده بذلك الدرع، الذي يحمله خلف ظهره، والذي تمدَّد على نحو عجيب، كما لو أنه ينجذب إلى الرصاصات وأشعة الليزر، وصدَّها كلها في براعة مذهلة، قبل أن يزمجر مرة أخرى..
وفي هذه المرة، كانت زمجرته رهيبة بحق..

لقد انطلق معها من أعماق حلقه لسان من نار، امتدّ لمسافة هائلة؛ ليشعل ثياب القناصة الستة دفعة واحدة..

وصرخ الرجال، وهم يتقلبون أرضاً، ويعدُون محاولين التخلُّص من النيران، في حين تراجع الباقون، و"نشوى" تقول في هلع:
- يا إلهي!.. أبي.

كان "نور" و"أكرم" مذهولَين مما يحدث، ولكن هذا لم يفقدهما السيطرة على عقليهما، فرفع "أكرم" مسدسه، وأطلق رصاصتين سريعتين، نحو ذلك الكائن..
وبسرعة مذهلة، امتدّ الدرع؛ ليصد الرصاصتين..
ثم التفت الكائن إلى "أكرم"..
ونفث نيرانه..

وبأقصى سرعة، وثب "نور" يحتضن "أكرم"، ويبعده عن مسار لسان النار القاتل، فسقط الاثنان أرضاً، و"أكرم" يهتف:
- إنه لا ينهزم يا "نور".

غمغم "نور"، وهو ينهض في سرعة:
- لا يوجد كائن لا ينهزم.

كان الكائن يضرب بذيله في الهواء، ويديره على نحو مخيف، وهو يقترب منهما في حذر متحفز، فقال "أكرم" في عصبية:
- لا بد وأن أعيد حشو مسدسي.. لم تتبقّ لي سوى رصاصة واحدة.

قال "نور" في حزم:
- أطلقها.

غمغم "أكرم"، وهو لا يرفع عينيه عن ذلك الكائن، الذي يواصل اقترابه، في تحفُّز حيوان مفترس:
- ولكن ذلك الدرع.

أجابه "نور" في حسم:
- أطلقها على قائمه الأمامي.

زمجر الكائن مرة أخرى، دون أن ينفث ناراً هذه المرة، وواصل اقترابه، فقال "أكرم" في خفوت عصبي:
- فليكن.

وفي حركة سريعة، رفع فوهة مسدسه..
وأطلق النار..

وعلى عكس ما توقَّع هو، أو توقَّع الآخرون، أصابت رصاصته قائم الكائن مباشرة..
وبصوت مزعج، تحطَّم قائمه..
ومال جسده كله..
وارتطم رأسه بالأرض..

وهتفت "سلوى" في انتعاش:
- لقد فعلها.. "أكرم" فعلها.

غمغم "رمزي":
- مدهش..

أما "نشوى"، فتمتمت في قلق عارم:
- وماذا عن رد الفعل؟!

وكانت على حق في قلقها هذا..
لقد نجح "أكرم"، وباغت ذلك الكائن الرهيب..
وأصابه..

ولكنه لم يقتله..
لم يقتل كائناً رهيباً، ينفث النار من بين أنيابه القاتلة..
ومن الطبيعي أن يسعى الكائن الغاضب للانتقام..

ولقد حدث ما توقَّعته بالضبط..
ففي بطء، وبغضب واضح رهيب، نهض ذلك الكائن، وزمجر زمجرة أخرى، خالية من النيران..

ومعتمداً على قوائم ثلاث فحسب، واجه "نور" و"أكرم".
وبينما يحاول "أكرم" إعادة حشو مسدسه، بأقصى سرعة ممكنة، أطلق "نور" أشعة مسدسه الليزرية نحو القائم الأمامي الآخر للكائن..
أطلقها مرة..
وثانية..
وثالثة..
ورابعة..

ولكن ذلك الدرع العجيب صدّ كل دفعات الأشعة في سرعة مذهلة، ثم اعتدل ذلك الكائن بعدها، وواجههما في غضب، ثم أطلق زمجرته..

تلك الزمجرة النارية القاتلة، والتي انطلقت نحو "نور" و"أكرم"..
مباشرة.

* * *

hosamhassan 19-04-08 07:57 PM

هذا مجهود راااااااااااااائع وننتظر الباقي

amedo_dolaviga 25-04-08 10:35 PM

شكرا على مرورك يا حسام ونورتني والباقي قريبا باذن الله

amedo_dolaviga 25-04-08 10:37 PM

12- هجوم بحري..

مع دفء الطقس وهدوء البحر انطلقت دورية البحرية الحديثة على مسافة قريبة نسبياً من شاطئ الإسكندرية، على نحو روتيني تماماً، وبدا أفرادها هادئين وهم يتابعون أجهزتهم، ويراقبون سطح البحر الممتد شمالاً إلى ما لا نهاية، وغمغم قائدهم وهو يسترخي في مقعد معدني صغير عند مقدمة زورق الدورية:
- ليلة اعتيادية أخرى..

ابتسم ضابطه الأوَّل، وهو يقول:
- وما الذي تتوقعه أيها القائد؟.. إنه ليس زمن الحروب، ونظم الأقمار الصناعية الراصدة تفسد كل عمليات التهريب، والتسلُّل إلى المياه الإقليمية تماماً.

ابتسم القائد في تراخٍ، وهو يقول:
- لهذا تأتي تقاريرنا دوماً إيجابية.

ضحك الضابط الأوَّل قائلاً:
- لا يمكن أن تفشل فيما لا تفعله.

أشار القائد بيده قائلاً:
- بالضبط.

لم يكد ينطقها، حتى بلغ مسامعه أزيز جهاز رصد الأعماق، فاعتدل، وهتف بالمراقب الفني:
- ماذا هناك؟!

أجابه المراقب في قلق ملحوظ:
- جسم يقترب في سرعة.

هبَّ القائد من مقعده، والتفت الضابط الأوَّل متسائلاً:
- جسم معدني؟!

تردَّد المراقب لحظات، فهتف به القائد في غضب صارم:
- لم تجب السؤال.

اعتدل المراقب قائلاً في سرعة:
- إنه ليس جسماً معدنيّاً.

اتجه الضابط الأوَّل نحوه، وهو يسأله:
- ما هو إذن؟!

تردَّد المراقب لحظة أخرى، قبل أن يجيب في شيء من الحذر:
- إنه كائن...

قال القائد في غضب:
- أي كائن.. دولفين أم قرش، أم ماذا؟!

تردَّد المراقب مرة أخرى، فأزاحه الضابط الأوَّل في خشونة قائلاً:
- ماذا قال عنه الكمبيوتر؟!

ابتعد المراقب، وهو يغمغم:
- الكمبيوتر عجز عن تحديده.

غمغم القائد في توتر، وهو يتجه إليه بدوره:
- لماذا؟!.. أكائن جديد هو؟!

تطلَّع الضابط الأوَّل إلى شاشة الكمبيوتر متمتماً في دهشة:
- يبدو أنه كذلك بالفعل.

دار القائد؛ لينظر إلى الشاشة بدوره، وارتفع حاجباه في دهشة وهو يقول:
- عجباً.. إنها صورة أشبه بعروس البحر الأسطورية.

هتف الضابط الأوَّل:
- بالضبط.. وهي الآن..

اتسعت عيناه عن آخرهما، قبل أن يكمل:
- تحتنا تماماً.

وبحركة غريزية نظر الثلاثة تحت أقدامهم في آن واحد..
وفي اللحظة نفسها، ارتطم ذلك الجسم بأسفل زورق الدورية ومع الارتطام المباغت فَقَدَ الثلاثة توازنهم، وهتف قائد الزورق من أعلى:
- ماذا يحدث؟!

عقب كلمته، حدث الارتطام الثاني..
ثم الثالث..

وبكل توتر الدنيا، سحب القائد مسدسه، وصاح بقائد الزورق:
- انطلق بأقصى سرعة.. ابتعد عن هذا المكان.. فوراً.

ولكن فجأة، وقبل أن يطيع قائد الزورق أوامره وثب ذلك الكائن من البحر إلى الزورق مباشرة، على نحو عجيب..
واستدار الكل يواجهونه في دهشة..
وذعر..
وتحفز..

ثم تجمَّدوا في ذهول..
فأمامهم مباشرة، كانت تقف حسناء فاتنة..
فتاة في أواخر العشرينات من عمرها، شقراء الشعر، واسعة العينين..

ومن ظهرها تبرز زعنفة..
زعنفة كبيرة حادّة، مثلّثة الشكل، أشبه بتلك الموجودة على ظهر سمك القرش..

وعندما رفعت الحسناء يدها أمامها، وهي تبتسم ابتسامة غير مريحة، كانت هناك أغشية خفيفة بين أصابعها..

أغشية بحرية، أشبه بتلك التي في يد الضفادع الكبيرة..
كانت كائناً عجيباً..
نصف بشري..
ونصف سمكة..

وبكل ذهوله، غمغم القائد:
- ما هذا بالضبط؟!

ومع نهاية سؤاله، كشَّرت الحسناء عن أنيابها..
أنياب حادة طويلة مثلثة، أشبه بأنياب أسماك القرش..

وبوثبة واحدة، انقضّت على الرجال الثلاثة..
وفي أعلى انتفض جسد سائق الزورق بمنتهى العنف..
واتسعت عيناه برعب..
بمنتهى الرعب..

* * *

الحرق كان مصير "نور" و"أكرم" حتماً..
ذلك الكائن كان يواجههما مباشرة، ويستعد لنفث نيرانه في جسديهما، بكل غضبه وقوته..
ولم يكن لديهما مهرب..
أي مهرب.

ولكن فجأة، انطلق في المكان أزيز قوي..
أزيز كاد يخترق أذني "نور" و"أكرم"..
وذلك الكائن أيضاً..

وكان من الواضح أنه يؤذيه بأكثر مما يؤذيهما..
لقد ارتفع منتصباً على نحو عجيب، وهو يطلق صرخته المخيفة..

وفي اللحظة نفسها، انطلقت كل الأسلحة..
كل القنَّاصة أطلقوا أسلحتهم..
الأسلحة الليزرية..
والعادية..
والمضادة للدروع..

حتى "أكرم"، راح يطلق رصاصاته في غزارة بعد أن أعاد حشو مسدسه..

وفي هذه المرة، اخترقت كل الطلقات بطن الكائن، التي أصبحت مواجهة للكل، بعد أن أجبره ذلك الأزيز العنيف على الانتصاب، دون درع يحميه..

وأمام العيون كلها، اندفع الكائن إلى الخلف، وارتطم بجدار الفيلا بمنتهى العنف، و..
ودوى الانفجار..

انفجار شديد العنف، أطاح بالفيلا كلها، وكاد يطيح بـ "نور" و"أكرم" أيضاً، لولا أن اندفع ذلك الكائن نحوهما بفعله، فتلقى درعه الخلفي كل الصدمة والشظايا..

وفي حركة سريعة، وثب "أكرم" يحتضن "نور"، ويبعده عن جسد الكائن، الذي سقط أرضاً في عنف، وبدويّ شديد، يكاد يقارب دوي الانفجار نفسه..

ولثوانٍ، بدت أشبه بدهر كامل، راحت الشظايا تتساقط في كل مكان، و"أكرم" ما زال يحتضن "نور" في شدة..

وهناك على القبة المواجهة للفيلا راحت "نشوى" تهتف، وهي تلهث بشدة من فرط الانفعال:
- خطتك نجحت يا أمي.. نجحت..

كانت "سلوى" تلهث بدورها، مع خوفها الشديد على "نور" و"أكرم"، وسقوط الشظايا يتواصل..
ويتواصل..
ويتواصل..

أما قائد قوات الحصار، فقد غمغم في عصبية:
- هذا فخ.. فخ..

تمتم "رمزي" في توتر شديد:
- بالضبط.. لقد جذبونا إلى فخ مؤمَّن بكائنات عجيبة؛ حتى يبدو حقيقيّاً.

وصمت لحظة، ثم أضاف:
- يا لهم من خبثاء!..

كانت الأمور تهدأ تدريجيّاً، فهتفت "سلوى":
- "نور" و"أكرم".. أنقذوا "نور" و"أكرم".

اندفع الجميع نحو الفيلا، التي تحطَّمت تماماً، وصارت أنقاضاً متناثرة، ممتزجة بدماء الكائنات وأشلائها، والحطام في كل مكان..

ومن بين هذا الحطام نهض "نور" في بطء جعل "سلوى" تهتف:
- حمداً لله.. حمداً لله.

وتعلَّقت "نشوى" بعنق زوجها "رمزي"، وهي تقول:
- لقد نجا أبي يا "رمزي".. نجا.

احتضنها "رمزي" في رفق، وهو يغمغم في قلق:
- وماذا عن "أكرم"؟!

واتسعت عيون "سلوى" و"نشوى" في ارتياع..
نعم.. ماذا عن "أكرم"؟!..

في نفس اللحظة، التي دار فيها التساؤل في أذهانهم، كان "نور" يلتفت إلى أكرم، الذي ما زال يتشبث به، وهو يقول:
- "أكرم".. لقد نجونا..

انعقد حاجباه في شدة، مع مرأى بقعة الدم الكبيرة، في ظهر "أكرم"، فراح يهزه في شدة، هاتفاً:
- "أكرم".. ماذا أصابك؟!

ولكن "أكرم" لم يجب..
لم يجب مطلقاً.

Bassma Hossam 30-04-08 12:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

قصه كل شويه بتحلا اكتر

يارب د. نبيل يخلصها بسرعه علشان تعرف تجيبهالنا
تسلم ايدك والله

ابو رنا 01-05-08 11:54 PM

تسلم ايدك اخي والله مجهود كبير وننتظر المزيد بأذن الله

مين هناك 03-05-08 11:46 AM

بعد إذن العضو (amedo_dolaviga) اضع الجزء الجديد
 
13- مخالب وأنياب.
اندفع رجال الإسعاف داخل ممر مستشفى "الإسكندرية" العام، وهم يدفعون أمامهم محفَّة متحركة يرقد عليها "أكرم" فاقد الوعي، منبطحاً على وجهه، وأحدهم يحاول منع النزيف، من جرح كبير في ظهره.. وخلفهم راح أفراد الفريق يلحقون بهم، والقلق يكاد يعصف بنفوسهم، و"نور" يقول:
- أسرعوا بالله عليكم.. إنه رجل أمن، يحتاج إلى إسعاف عاجل.

ظهر الدكتور "حجازي" أمامهم في قسم الجراحة، وهو يلوِّح بيده قائلاً:
- اطمئن يا "نور".. كل شيء معدٌّ لإسعاف "أكرم" بأقصى سرعة.

ثم أشار إلى المسعفين هاتفاً:
- إلى حجرة العمليات مباشرة.

أسرع المسعفون بـ"أكرم" إلى حجرة العمليات، في حين أمسك "نور" كتف الدكتور "حجازي" قائلاً في انفعال:
- كيف وصلت قبلنا؟!

أجابه الدكتور "حجازي":
- كنت هنا أساساً يا "نور"... هناك مصاب من هجوم جديد.

بُهِتَ "نور"، وهو يغمغم:
- هجوم جديد؟!

وضع الدكتور "حجازي" يده على كتفه قائلاً:
- نعم يا "نور".. هذه المرة كان الهجوم في البحر.. ثلاثة قتلى من رجال البحرية الحديثة، ومصاب واحد.. إنه مصاب بصدمة نفسية، بأكثر مما هو مصاب جسدياً.

قال "نور" في عصبية:
- هذا عجيب للغاية.

أومأ الدكتور "حجازي" برأسه موافقاً، وقال:
- بالتأكيد.. إنه أوَّل هجوم بحري.

أشار "نور" بسبَّابته، قائلاً:
- ليس هذا فحسب، ولكنهم تركوا مصاباً أيضاً.

انعقد حاجبا الدكتور "حجازي"، وكأنما فوجئ بهذا، وغمغم:
- هذا صحيح.

أدار "نور" عينيه نحو حجرة العمليات في قلق، فغمغم الدكتور "حجازي":
- هناك طاقم من أمهر الأطباء، يهتم بأمر "أكرم" الآن.. اطمئن.

بدا القلق على وجه "نور" لحظات أخرى، ثم التفت إلى الدكتور "حجازي" قائلاً:
- أريد رؤية ذلك المصاب، بأسرع وقت ممكن.

تردَّد الدكتور "حجازي"، قبل أن يقول:
- ولكنه مصاب بصدمة نفسية عنيفة.

استدار "نور" إلى "رمزي"، قائلاً:
- "رمزي".. نحتاج إليك.

سأله "رمزي" في توتر:
- فيم؟!

لم تمضِ دقائق على سؤاله هذا حتى كان يقف مع "نور" والدكتور "حجازي" أمام سائق زورق البحرية، الذي بدا ذاهلاً مذعوراً على الرغم من وجوده داخل المستشفى، حتى أنه لم يشعر بوجودهم، والدكتور "حجازي" يشير إليه، قائلاً:
- قائده، والضابط الأوَّل، والمراقب الفني تم تمزيقهم أرباً أمام عينيه، وهو نفسه كاد يلقى مصرعه.

غمغم "نور":
- كيف نجا إذن؟!

هزَّ الدكتور "حجازي" رأسه، وقال:
- لا أحد يدري.. لقد عثرت عليه دورية البحث، التي خرجت خلف الزورق بعد أن توقَّف عن البث، ولم يستجب للاتصالات، وكان ذاهلاً مصدوماً، ولم ينطق بكلمة واحدة حتى أحضروه إلى هنا.

انعقد حاجبا "رمزي" وهو يتطلَّع إلى الرجل، ثم اتجه نحوه في هدوء، ولمس ذراعه في رفق، فجفل الرجل، والتفت إليه مذعوراً، فابتسم "رمزي" قائلاً:
- لم يعد هناك خطر يا رجل.. أنت هنا بيننا.. لقد انتهى الأمر.

انفجرت شفتا الرجل، وتمتم في صعوبة:
- نعم.. كل شيء انتهى.

ربَّت "رمزي" على كفه قائلاً في هدوء عميق:
- أنت الآن في أمان.

غمغم الرجل في مرارة:
- وماذا عنهم؟!

سأله "رمزي" بالصوت نفسه:
- من؟!

غامت عيناه بالدموع، واختلط حزنه بخوفه، وهو يقول:
- هم.. القائد.. والضابط الأوَّل.. والمراقب.. ماذا عنهم؟!

وصمت لحظة، ثم تساءل بصوت مرتجف:
- هل.. هل نجوا؟!

تجاهل "رمزي" سؤاله تماماً، ومال نحوه يسأله:
- من هاجمهم؟!

شرد ببصره، وكأنه يسترجع ذكرى مرعبة، وأجاب:
- كانت تبدو كسمكة قرش.. ولكن الواقع أنها.. أنها..

لم يكمل عبارته، فسأله "نور" في توتر:
- أنها ماذا؟!

أدار عينيه إليه وكأنه يراه لأوَّل مرة، وتمتم:
- عروس بحر.

قال "رمزي" في دهشة:
- ماذا؟!

ارتفع صوت الرجل في عصبية، وهو يقول:
- عروس بحر.

ثم صرخ في انفعال:
- عروس بحر قاتلة.

أمسك "رمزي" ذراعه، ولكنه دفعه بعيداً في عنف، وهو يصرخ:
- لقد هاجمتهم بلا رحمة.. ومزقتهم.. مزقتهم في وحشية شديدة.

قال "رمزي" في اهتمام شديد، على الرغم من محافظته على هدوء صوته:
- ولكنها تركتك.

كان "نور" شديد التوتر واللهفة، لسماع جواب الرجل، فأمسك بيد الدكتور "حجازي"، وضغطها بشدة، دون أن يشعر، فقال الدكتور "حجازي" في ألم:
- مهلاً يا "نور".

لم يسمعه " نور" حتى، وهو يركِّز اهتمامه كله على الرجل الذي بدا شديد الشرود، وهو يغمغم في حيرة عجيبة:
- تركتني؟!

قال "رمزي" محاولاً استعادة سيطرته على الموقف:
- نعم.. تركتك.. أنت حي الآن.. أليس كذلك؟!

ارتسم الذعر على وجه الرجل، وهو يحدِّق في وجه "رمزي"، قائلاً:
- تركتني؟!.. نعم.. ولكن لماذا؟!

غمغم "نور"، في اهتمام وتوتر شديدين:
- نعم.. لماذا؟!

التفت إليه "رمزي" بنظرة صارمة؛ خشية أن يفسد هذا عمله، ولكن الرجل بدا شديد الشرود والذعر، حتى أنه لم يشعر حتى بوجود من حوله وهو يقول:
- لقد التفتت إليَّ، بعد أن مزَّقتهم تمزيقاً، وتصوَّرت أنها ستنقض عليَّ، وستمزقني بأسنانها الشبيهة بأسنان القرش.

تبادل "نور" و"رمزي" والدكتور "حجازي" نظرة صامتة متوترة، ثم قال "نور" وهو يشد قامته في حزم شديد:
- صف لي عروس البحر تلك.

التفت إليه الرجل، بتلك النظرة الملتاعة، فأكمل بنفس الحزم:
- حتى ننتقم لرفاقك.

بدت عليه لهفة لحظية، قبل أن تعود المرارة إلى ملامحه، وهو يغمغم:
- كيف؟!

أجابه الدكتور "حجازي":
- لدينا وسائلنا.

صمت الرجل لحظات، ثم أشار بيده قائلاً:
- لا ريب في أنها هناك.

سأله "نور" في اهتمام:
- أين؟!

أشار بيده قائلاً في شرود:
- في كمبيوتر المراقبة.

التمعت عينا "نور" عندما سمع العبارة..
نعم.. كمبيوتر المراقبة في الزورق..
كيف فاته هذا؟!
كيف؟!..

"لا بد وأن نحصل على سجلات كمبيوتر الزورق.."..

قالها في حزم وهو يمسك ذراع "رمزي" في قسوة، فقال "رمزي" وهو يخلِّص ذراعه منه:
- كل ما يحتاج إليه الأمر، مجرَّد خطاب رسمي للقوات البحرية.

قال "نور" في حزم:
- سأجري اتصالاتي؛ لنحصل عليه فوراً.

كان يضغط زر ساعة الاتصال بالفعل، عندما اندفعت "نشوى" داخل الحجرة، هاتفة:
- أبي.. أين أبي؟!

التفت إليها الكل في سرعة، وسألها "نور" في انفعال:
- ماذا هناك؟!

أمسكت بذراعيه، وهي تهتف في ارتياع:
- "أكرم" يا أبي.. "أكرم".

واتسعت عيون الكل في ذعر..
فعبارتها كانت تشير إلى أمر خطير..
خطير للغاية.

* * *

أم الزهراء 03-05-08 05:00 PM

تسلم يدك ومعاك على طوووووووول

مين هناك 11-05-08 07:03 PM

موعدنا اليوم مع الجزء الجديد من الجيل الثالث
 
14- ولكن لماذا؟!..

"عظيم.."..

نطق العالم الكهل الكلمة في ارتياح شديد، وعيناه تلتمعان ببريق مدهش، بعد أن استمع إلى ما أخبره به الشاب، الذي هاجم دورية الشرطة، وأبلغته به الحسناء القرش، وتراجع في مقعده، وشبَّك أصابع كفيه أمام وجهه، وهو يقول:
- إذن فقد تركت سائق الزورق حياً، حتى تصل الرسالة.

ابتسمت الحسناء، ورفعت أحد حاجبيها وخفضته، وهي تقول:
- هذا ما أمرتني به.

التقط نفساً عميقاً، ليسترخي في مقعده، وهو يقول:
- هكذا سيعرفون أننا هنا.. وأننا الأقوى.

قال الشاب الثاني في حزم:
- وأننا نستطيع السيطرة عليهم.

اعتدل العالم بحركة حادة، ورفع سبَّابته، قائلاً في صرامة:
- وفقاً لخطة مدروسة.

تبادل الشبان الثلاثة نظرة قلقة صامتة، وقالت الحسناء في حذر:
- بالتأكيد.

هبَّ من مقعده، وقال في لهجة، تفوح برائحة الغضب:
- قوتكم كلها من صنعي أنا.. أنا منحتكم كل ما تمتلكونه.. منحتكم القوة، والتفرد، والمنهج المستقبلي، و...

قاطعه أحد الشابين في ضيق:
- والعزلة.

انعقد حاجبا العالم في شدة، وهو يلتفت إليه بنظرة حادة غاضبة، ولكن الشاب أكمل، وكأنه لا يبالي بغضبه:
- صحيح أننا أصبحنا أقوى ممن حولنا، ولكننا حتى لم نعد مثلهم.. لقد أصبحنا كائنات عجيبة.. كائنات من سلالة مختلفة.

هتف العالم في غضب:
- سلالة تسود.

تدخَّلت الحسناء، قائلة:
- لا أحد يمكنه الجزم.

صاح في ثورة:
- إنها سنة الحياة، منذ بدء الخليقة.. البقاء دوماً للأقوى.. تاريخ الأرض يثبت هذا، وكذلك نظرية النشوء والارتقاء(*).. أنتم ستبقون، بعد أن يفنى العالم كله.

قال الشاب الجواد في مرارة:
- لو أن هذه قاعدة أساسية، لبقيت الديناصورات وفنى البشر، ولكن هذا لم يحدث؛ لأن البقاء ليس دوماً للأقوى، بل كثيراً ما يكون للأذكى والأبرع.

نقل العالم بصره بين ثلاثتهم في سخط، وقال في حدة:
- لقد انتقيتكم من بين أذكى العقول، والبراعة أمر مكتسب، وأنا أدفعكم إلى تجارب مختلفة، تكسبكم الخبرة والبراعة، وبالإضافة إلى هذا، أمنحكم كل يوم قوة إضافية.

قال الشاب النسر في ضيق:
- وسمة غير آدمية.. أنا أصبحت نسراً، وهي نصف دولفين ونصف قرش، وهو جواد.. كيف يمكن أن يصبح هذا ممتعاً؟!

لوَّح العالم بقبضته، هاتفاً:
- بالإحساس بالقوة.. بالتميِّز.

غمغمت الحسناء:
- تقصد بالاختلاف.

انعقد حاجباه في شدة، وهو يدير بصره مرة أخرى بين وجوههم، قبل أن يعود إلى مقعده، ويقول في صرامة غاضبة:
- اشم رائحة تمرُّد.

تبادل الثلاثة نظرة صامتة، دون أن يجيب أحدهم، مما ضاعف من غضبه، وهو يقول:
- تذكَّروا أنكم تمتلكون القوة، ولكن دون المناعة.

تساءل الجواد في قلق:
- ما الذي يعنيه هذا؟!

قال العالم في صرامة:
- يعني أن تتذكَّروا ما حدث هناك.. عند تلك الفيلا (الفخ)، التي جذبناهم إليها، وواجهناهم فيها بتلك الوحوش، التي أجريت عليها تجارب الاندماج الأولي.. كلكم كنتم ترون أن هذه الكائنات منيعة، ولكنهم هزموها.. ودمروها، وانفجار الفيلا (الفخ) هو الدليل على هذا... الجهاز الذي زرعناه في جسد "الأرماديللو"(*)، نسف الفيلا فور مصرعه.

غمغم النسر في عصبية:
- ولماذا تخبرنا هذا؟!

هبَّ من مقعده مرة أخرى، وهو يقول في غضب:
- حتى تنتبهوا إلى أن هذا يمكن أن يحدث معكم أيضاً.. لقد استعديتم الجميع، وأسقطتم عدة ضحايا، ولم يعد بإمكانكم التراجع.

غمغمت الحسناء:
- أنت فعلت بنا هذا.

أشار إليها، هاتفاً:
- مهما كان ما حدث.. لم يعد بإمكانكم التراجع.

ثم أشار إلى صدره، مستطرداً:
- ولم يعد بإمكانكم التخلِّي عني أيضاً.

صهل الجواد، قائلاً في صرامة:
- المفترض أننا الأقوى.

أشار العالم بذراعيه، هاتفاً:
- بالنسبة لكل البشر.

ثم ضرب صدره بقبضته، مضيفاً:
- إلا أنا.

تبادلوا نظرة حائرة متسائلة هذه المرة، فأكمل هو:
- لقد زرعت في جسدي جهازاً، يماثل ذلك الذي زرعته في جسد "الأرماديللو"، وإذا ما توقَّف قلبي عن النبض لحظة، سيسقط ثلاثتكم صرعى، في لحظة واحدة.

صدمهم قوله، وهتفت به الحسناء في مرارة:
- ولكننا كنا نعدك بمثابة والدنا.

قال في صرامة:
- والوالد عليه أن يحمي أبناءه.

وضاقت عيناه، وهو يضيف:
- ويؤدبهم.

وأشار بيده، قائلاً:
- إذا ما حاولوا الخروج من سيطرته.

صمت الشبان الثلاثة لحظات، ثم غمغمت الحسناء:
- لا يمكننا حتى أن نفكر في هذا.

وأضاف الجواد:
- كانت مجرَّد مناقشة، بين أب وأبنائه.

وأكمل النسر:
- وما زلنا ننتظر أوامرك يا... يا أبي.

أدار عينين ظافرتين في وجوههم، ثم عاد إلى مقعده، وعاد يشبِّك أصابعه أمام وجهه، وقال:
- علينا أن نستعد الآن، لخوض الجولة التالية.

سألته الحسناء في حذر:
- وما هي؟!

أشار بيده، قائلاً:
- في الجوله الأولى، أصبناهم بالحيرة، وفي الثانية أربكناهم، وفي الثالثة أبرزنا أنيابنا ومخالبنا، وجعلناهم يدركون مدى جرأتنا، وقوتنا.. والآن، حانت الجولة الرابعة.

سأله الجواد في حذر:
- وما هي؟!

التمعت عيناه، وهو يجيب:
- الحرب.

تفجَّرت الدهشة في وجوههم، وغمغم النسر في قلق:
- الحرب على من؟!

هتف العالم في شهوة عجيبة:
- على العالم كله.

تضاعفت دهشتهم بشدة، ولم ينبس أحدهم ببنت شفة، فتابع وعيناه تتألقان على نحو عجيب:
- سنبدأ عملية تصفية السلالات.. سنحقق مبدأ البقاء للأقوى، وسنضرب ضربتنا؛ لتحقيق الانتخاب الطبيعي.

غمغم الجواد:
- نحن مجرَّد ثلاثة.

هتف:
- وستصبحون ألفاً أو أكثر.

سألته الحسناء بمنتهى الحذر:
- وكيف؟!

تألَّقت عيناه أكثر، وهو يقول:
- سنضيف إلينا مجموعة منتقاة للغاية.

سأله النسر في اهتمام:
- من؟!

أجاب بامتعاض عجيب:
- الفريق.. فريق "نور".

وكان هذا تطوراً جديداً..
ومخيفاً.

* * *

الصخرة1978 12-05-08 10:45 PM

شكرا لك

الف شكر

البرنس الاحمر 13-05-08 12:36 PM

الله ينور عليك يابرنس وانا فى انتظار المزيد منك

asyam24 15-05-08 01:07 PM

الله ينور عليك يا باشا

dr_e 15-05-08 02:07 PM

في انتظار البقية
شكرا على المجهود

مين هناك 15-05-08 08:45 PM

الجزء الجديد من العدد الخاص ملف المستقبل ((الجيل الثالث))
 
15- فريق الوحوش..

"لقد توقَّف قلبه عن النبض.."

نطقها كبير جراحي مستشفى "الإسكندرية" في أسف، فغمغم "نور" في أسى:
- وكيف حدث هذا؟!

هزَّ كبير الجرّاحين كتفيه، وقال:
- لقد نزف الكثير من الدم، والإصابة كانت في موضع شديد الحساسية، و...

قاطعته "سلوى" في لهفة:
- ولكنكم أسعفتموه.

ابتسم، قائلاً:
- من حسن الحظ، وتوفيق الله سبحانه وتعالى.. كنا قد أيقنّا من وفاته، عندما أشار الكمبيوتر إلى وجود نبضات بالغة الضعف، فانكبّ أحد الأطباء الصغار على محاولة إنعاش قلبه بكل الوسائل الممكنة، وعندما كاد ييأس استخدمنا طريقة حديثة كانت حتى اليوم موضع تجريب فحسب، فغرسنا إليكتروناً رفيعاً في قلبه مباشرة، وأوصلناه بتيار كهربي مدروس، مسببين صدمة محدودة أنعشت القلب مباشرة.

انسابت دموع " نشوى"، وهي تقول:
- إذن فقد نجا.

أومأ كبير الجراحين برأسه، مجيباً:
- حمداً لله.

تفجَّرت الدموع من عينيها في غزارة، وأجهشت بالبكاء، فاحتواها زوجها "رمزي" بين ذراعيه، وربَّت عليها في رفق، وهو يسأل:
- ومتى يمكننا أن نراه؟!

أشار كبير الجراحين بيده، قائلاً:
- إنه تحت تأثير عقار منوِّم ومسكِّن، وسيفيق بعد ساعة تقريباً، وعندئذ يمكنكم رؤيته.

تنهَّد "نور"، مغمغماً:
- عظيم.. لقد كادت قلوبنا تتوقَّف عندما أخبرونا أن قلبه قد فعلها.

ابتسم كبير الجراحين، قائلاً:
- الآن يمكنكم الاسترخاء.. لقد نجا والحمد لله.

ابتسم "نور" في ارتياح، والتفت إلى رفاقه قائلاً:
- أظن أن أفضل ما نفعله لزميلنا الآن هو أن نواصل عملنا.

تمتمت "نشوى":
- وأن ننتقم له.

قال "رمزي" في حزم:
- بالضبط.

في نفس اللحظة التي نطقها فيها، كانت أجنحة قوية ترفرف فوق سطح المستشفى..

ثم هبط الشاب النسر فوقها، وتلفَّت حوله في توتر، وهو يطوي جناحيه الضخمين خلف ظهره، ويطلق من حلقه فحيحاً أشبه بفحيح الثعابين، وهو يخرج لسانه المشقوق، ويضرب به الهواء البارد في سرعة، ثم يعيده إلى حلقه..

ولثوانٍ ظل ساكناً صامتاً على السطح، حتى اطمأن إلى أن أحداً لم يشعر بهبوطه، ثم زحف نحو حافة السطح، كما لو كان ثعباناً ضخماً، وأمسك الحافة، ثم مال ينزلق عليها من الخارج إلى أسفل..

وفي الوقت نفسه دخل الشاب الجواد مع الحسناء إلى المستشفى من باب الطوارئ، واتجهت هي إلى الطبيب مباشرة قائلة:
شقيقي مصاب بتوتر عصبي شديد، ويحتاج إلى عقار مهدئ.

نقل الطبيب بصره بينها وبين الشاب، وقال في هدوء:
- لا يمكن صرف المهدئات دون حاجة ملحة، وكشف طبي دقيق.

قالت في برود:
- لدينا حاجة ملحة.

قال الطبيب في حزم:
- فليخضع شقيقك للكشف الطبي إذن.

ابتعدت قليلاً، وهي تقول، في لهجة أقرب إلى السخرية:
- حاول.

لم يفهم الطبيب ما تعنيه، والتفت إلى الشاب بنظرة متسائلة، ثم اتسعت عيناه بكل دهشة الدنيا، وهو يتراجع في رعب..

وفجأة، تحوَّر النصف السفلي من الشاب على نحو عجيب..

فجأة، بدأ يبدو أشبه بقائمي جواد..
ثم إلى قوائم أربع..
وجسم..
وذيل كبير..

وعندما أطلق الشاب ذلك الصهيل القوي، داخل حجرة طوارئ المستشفى، كان نصفه السفلي كله قد تحوَّل إلى جسد جواد أبيض قوي..

وقبل حتى أن يطلق الطبيب صرخة رعب، كان الشاب قد استدار، ورفسه في صدره بقائمتيه الخلفيتين بكل قوته..

وطار جسد الطبيب المسكين في الهواء، ليرتطم بالجدار في عنف شديد، ثم يسقط على وجهه فاقد الوعي، محطَّم الصدر، والدماء تسيل من بين شفتيه غزيرة..

وفي جذل عجيب، هتفت الحسناء:
- هيا بنا.

اندفع اثنان من رجال الأمن داخل المكان، في هذه اللحظة، واتسعت عيونهما في دهشة ذاهلة عندما وقع بصرهما على ذلك الكائن، وتسمرا في مكانيهما لحظة..
وكانت تلك اللحظة أكثر من كافية..

ففيها انقضّت الحسناء..
انقضت بأنياب قرش، انغرست في أعناق الرجلين، وأسقطتهما..

وفي شراهة قرش أبيض مفترس، راحت تلتهم..
وتلتهم..
وتلتهم..

حتى انطلقت تلك الصرخة الهائلة..
ممرضة قسم الطوارئ، شاهدت ذلك المشهد البشع، وأطلقت صرخة رعب..

شاهدت شاباً نصف جواد..
وحسناء تلتهم رجلي أمن، والدماء تغرق وجهها..

وبحركة سريعة، اندفع الجواد نحوها..
وانقضت عليها الحسناء..

ولكن الممرضة وثبت بكل رعبها نحو زر الطوارئ، وضغطته قبل لحظة واحدة، من انغراس أنياب الحسناء في عنقها..

وفي المستشفى كله، انطلق الإنذار..

وبلغ مسامع "نور" وفريقه، فهتف هذا الأخير، بكل توتر الدنيا:
- تُرى هل...

ثم سحب مسدسه، قبل أن يكمل عبارته، وصاح في رفاقه وأطباء الجراحة:
- انتظروا هنا.

اندفع "رمزي" معه، هاتفاً:
- لن تذهب وحدك.

صاح به "نور"، في صرامة آمرة:
- انتظر لتحمي الآخرين.

تسمَّر "رمزي" في مكانه، في حين اندفع "نور"؛ لمعرفة ماذا يحدث بالضبط..

وكم افتقد "أكرم"، في هذه اللحظة..
كم..

منذ التحق بالفريق، وهو توأم روحه، ورفيق قتاله..
لم يعد يشعر حتى بالأمان، إلا في وجوده..
هو الوحيد الذي يثق في قدرته على حماية ظهره..
وحده دون سواه من البشر، بعد حماية الخالق (عزَّ وجلَّ)..

في نفس اللحظة التي دارت فيها أفكاره حول "أكرم"، كان هذا الأخير يرقد على فراشه، وقد بدأ تأثير العقار ينجاب عن رأسه، وخُيِّل إليه أنه يسمع حركة ما عند نافذة حجرته..

حركة أشبه بجسم ضخم، ينزلق داخلاً في نعومة..

وعلى الرغم من ضعفه، والدوار الذي يكتنف رأسه، غمغم:
- " نور".. أهو أنت؟!

شعر بذلك الجسم يزحف نحوه، دون أن يسمع جواباً، فهتف:
- "نور".. أين أنت يا "نور"؟!

التقطت أذنا "سلوى" هتافه الضعيف هذا، فقالت في لهفة:
- لقد استعاد وعيه.

انتقلت لهفتها إلى الكل، فاندفعوا نحو حجرة "أكرم"، وصاح بهم الطبيب المعالج، في قلق شديد:
- مهلاً.. ليس جميعكم في آن واحد.

دفعت "سلوى" باب الحجرة، قائلة:
- سأدخل وحدي أوَّلاً، و..

بترت عبارتها دفعة واحدة، وانتفضت كل ذرة في كيانها، عندما وقع بصرها على ذلك المشهد الرهيب في حجرة "أكرم"..

لم يكن "أكرم" قد استعاد وعيه بعد..
ولم يكن حتى في فراشه..
كان بين ذراعي كائن شبه آدمي..
أو نصف آدمي..

عيناه المشقوقتان طولياً، ولسانه الشبيه بلسان ثعبان، كانوا يؤكِّدون أنه ليس آدمياً..
وكذلك الجناحان، المنطويان خلف ظهره..

وعندما ارتطمت عيناه بعيني "سلوى"، أطلق فحيحاً عصبياً متوتراً، ثم اندفع بحمله نحو النافذة..

وبكل رعب الدنيا، صرخ الطبيب المعالج:
- الأمن.. أبلغوا الأمن.

وتحرَّك "رمزي"، محاولاً أن يفعل شيئاً..
أي شيء..
وشهقت "نشوى" مذعورة..

ولكن ذلك الكائن فرد جناحيه، ليملأ فراغ الحجرة كلها، وأطلق فحيحاً آخر، ثم عاد يطوي جناحيه، ويندفع مع "أكرم" عبر النافذة، حيث فرد جناحيه ثانية، وانطلق يحلِّق بحمله بعيداً..
بعيداً..
وسط الظلام..
الدامس.

* * *

مين هناك 22-05-08 07:10 PM

الجزء الجديد من العدد الخاص ملف المستقبل ((الجيل الثالث))
 
16- اختطاف


في نفس اللحظة التي اقتحم فيها "نور" حجرة "أكرم" في مستشفى "الإسكندرية" كان الشاب النسر يندفع عبر النافذة، وينطلق مبتعداً حاملاً "أكرم"، الذي لم يستعِد كامل وعيه بعد، فصاحت "سلوى" في هلع:
- "نور".. أطلق أشعة مسدسك يا "نور".. أوقفه.

ان "نور" يصوِّب مسدسه الليزري إلى الشاب النسر بالفعل..
ولكنه لم يطلق النار..
وفي انفعال جارف كرَّرت "سلوى":
- أوقفه يا "نور".

قال "نور" في توتر:
- وماذا عن "أكرم"؟!

صرخت:
- إنه يختطفه.

هتف بها:
- ولو أسقطناه سيسقط معه.

انتبهت فجأة إلى الموقف الذي غاب عن ذهنها من فرط انفعالها، فاتسعت عيناها عن آخرهما في ارتياع، وهي تحدِّق في النسر البشري الذي بدأ يختفي في الظلام بحمله، وتفجَّرت الدموع من عينيها، وهي تقول في مرارة:
- وهل سنتركه له؟!

لم ينطق جواباً، وهو يقبض على مقبض مسدسه في قوة انفعالية قبل أن يضغط زراً في ساعة اتصالاته، قائلاً:
- أريد اتصالاً مباشراً بالقمر الصناعي، فوراً.

فوجئ بصوت أنثوي من خلفه، يقول في مزيج من السخرية والشراسة:
- لست أظنك تجد الوقت لتتبعه.

استدار الكل في سرعة إلى مصدر الصوت، وشهقت "سلوى" في دهشة مذعورة، في حين انعقد حاجبا "نشوى" في شدة، وهتف " نور":
- عروس البحر؟!!

كانت الحسناء نصف القرش تقف عند باب الحجرة، وقد برزت زعنفتها الخلفية الحادة، وأطلَّت أنيابها الحادة، الشبيهة بأنياب القرش، من فكيها اللذين اتخذا هيئة عجيبة مخيفة، تجمع ما بين البشر والدولفين..

وفي سرعة صوَّب "نور" مسدسه الليزري إليها..
ولكنها انقضت في سرعة..
انقضَّت ليس على "نور"، ولكن على "نشوى"..

في حركة سريعة غير متوقَّعة، تجاوزت "سلوى"، وأمسكت "نشوى" من كتفيها، ووضعت أسنانها الحادة على عنقها، فصرخ "نور" و"سلوى" في آن واحد:
- لا..

تألَّقت عينا الحسناء، وهي تقول:
- تريدونها حية.. أليس كذلك؟!

انعقد حاجبا "نور" في شدة، في حين هتفت "سلوى":
- أرجوكِ.

أصدرت الحسناء صوتاً حادّاً، أشبه بأصوات الدلافين، وهي تقول:
- لو تحرَّك أحدكما خطوة واحدة، سأقضم عنقها بلا رحمة.

حاولت "نشوى" التملُّص منها، ولكنها أمسكت ذراعيها بقوة مخيفة أجبرتها على الثبات، فهتفت بأبويها:
- أوقفوها.. أوقفوها، حتى لو كانت حياتي هي الثمن.

أطلقت الحسناء صوتاً ساخراً، وقالت:
- ما تطلبينه مستحيل يا فتاتي، حتى لو أردتيه مخلصة؛ لأنهما أبوان، ولن يضحيا بحياتك مهما حدث.

تمالك "نور" أعصابه، أو أنه حاول هذا، وهو يقول:
- سنعقد صفقة معاً.

قالت الحسناء في سخرية:
- صفقة؟!

أجابها في توتر:
- اتركي "نشوى"، وسنتركك تنصرفين من هنا.

أطلقت ضحكة ساخرة امتزج فيها صوتها البشري بأصوات سمكية مختلفة (*)، وهي تقول:
- صفقة مرفوضة أيها الذكي.. سأخرج من هنا تحت سمعكم وبصركم، دون أن يجرؤ مخلوق واحد منكم على أن يمسني بسوء.

بدت "سلوى" مذعورة، وهي تلتصق بـ"نور"، الذي قال في عصبية:
- وماذا لو أطلقت النار على رأسك الآن؟!

قالت ساخرة:
- حاول أن تسبق أسناني، التي ستنهش عنق ابنتك أمام عينيك لو تراقصت سبَّابتك على زناد مسدسك..

بدا عليه التوتر الشديد، وتعلَّقت به "سلوى" في ارتياع شديد، فتابعت الحسناء، وهي تتراجع مع "نشوى" نحو باب الحجرة..

- ولاحظ أنني أتمتَّع ببصر قرش أبيض اعتاد السباحة في أعماق سحيقة، ومهاجمة فرائسه في ظلام شبه دامس.

كان الموقف عسيراً بالفعل..
"أكرم" تم اختطافه أمام عيونهم، وها هي ذي "نشوى" قد تواجه المصير نفسه دون أن يملكوا ما يفعلونه..

وعروس البحر الوحشية تلك لديها خطة ما حتماً..
خطة تعرفها..
ويجهلونها..

ولكنه لن يسمح باختطاف ابنته أمام عينيه وعيني زوجته دون أن يحرِّك ساكناً..
سيقاوم..
وسينقذ ابنته..
ولكن كيف؟!..
كيف؟!..

تلك المتوحِّشة تملك بصراً حاداً، وأسناناً أكثر حدة، وسرعة تفوق سرعته حتماً، مما يجعل سرعتها في إيذاء "نشوى" تفوق سرعته في إنقاذها..

ولكن هناك حتماً وسيلة ما..
كل ما يبدو محكماً ينطوي حتماً على ثغرة ما..
ثغرة تحتاج إلى تفكير..
وتركيز..
ودراسة..

"لا تحاول.."..
نطقتها الحسناء القرش، وهي تقترب بـ "نشوى" من الباب، قبل أن تستطرد في سخرية شرسة:
- لو أنك تفكِّر في القيام بمغامرة مدروسة، فأنصحك أن تعدل عن تفكيرك هذا.. لن تفلح لعبتك قط.

رفع "نور" فوهة مسدسه الليزري نحوها، وهو يقول في صرامة لم تخْلُ من توتره:
- ولو أنك تفكرين في اختطاف ابنتي أمام عيوننا، فأنت واهمة.. لن أسمح بهذا مهما كان الثمن.

قالت في سخرية:
- اختطاف ابنتك؟!

ثم أطلقت ضحكة ساخرة رفيعة، جعلته يعقد حاجبيه في شدة، قبل أن تقول في لهجة شديدة السخرية:
- ماذا وجدت في حجرة الطوارئ؟!

استعاد ذهن "نور" الموقف السابق كله في لحظات..
لقد سمع ما حدث في حجرة الطوارئ، واندفع إلى هناك، ولكنه وجد القتلى ولم يجد القاتل..

وعندما عاد مسرعاً، إثر سماعه صرخة "سلوى" حدث ما حدث..

وجاء موقفه الحالي..
ولكن ماذا تعنيه الحسناء الوحشية بسؤالها؟!..

ماذا؟!..
تألَّقت عينا الحسناء، وكأنها قد قرأت أفكاره، وقالت في سخرية:
- عثرت على الضحايا، ولم تعثر على القاتل.. أليس كذلك؟!

اتسعت عينا "سلوى" في ارتياع، وهي تقول:
- ضحايا؟!.. ما الذي يعنيه هذا يا "نور"؟!.. ما الذي يعنيه؟!

أطلقت الحسناء ضحكة ساخرة أخرى، وكأنما يسعدها أن يحار في تفسير الأمر، وعادت "سلوى" تهتف:
- ما الذي يعنيه يا "نور"؟!

انطلق في تلك اللحظة صهيل جواد في الممر الخارجي، فاتسعت عينا "نور"، وهتف في انفعال:
- يا إلهي!.. "رمزي"؟!

أطلقت الحسناء ضحكة مستفزة، وهتفت:
- تريدان ابنتكما؟!

ثم دفعت "نشوى" نحوهما مستطردة:
- ها هي ذي.

وبينما يلتقط "نور" و"سلوى" ابنتهما في لهفة دارت الحسناء على عقبيها، واندفعت خارج الحجرة، فأطلق "نور" أشعة مسدسه خلفها، ولكن خيوط الأشعة ارتطمت بالباب، قبل أن يعدو هو خلفها هاتفاً:
- لا يمكننا أن نسمح لها بالفرار معه.

صاحت "سلوى":
- مع من؟!

أجابها، وهو يندفع خارج الحجرة:
- "رمزي".. لقد خدعتنا؛ ليختطف زميلها "رمزي".

واتسعت عيون "سلوى" و"نشوى" في ارتياع..
فقد كانت الصدمة قوية..
للغاية.

* * *

(*) تثبت الدراسات أن الأسماك تصدر أصواتاً فيما بينها، وأن بعض أنواعها تتخاطب بتلك الأصوات، التي يمكن سماع بعضها بالأذن المجرَّدة، وأشهر أنواع الأسماك المتحدِّثة الدولفين، الذي يملك جهازاً صوتياً متطوراً.



بوسبوس 22-05-08 10:50 PM

شكراااااااااا

mansour2 23-05-08 06:44 PM

اشكر كل من ساهم نقل القصة
وننتظر التكملة

الموج الذهبي 24-05-08 10:50 AM

بصراااااااااااااحة من اروع القصص للدكتور العبقري

عربي2 25-05-08 02:21 PM

لك تقديري و بانتظار البقية

basimbma 25-05-08 10:08 PM

gooooooooooooooooooooood

newo222 26-05-08 05:52 PM

لك كل تقديري واحترامي:55::55:

عل المجمهود المبذل

حقيقي قصة روعة من د نبيل

وفي انتظار التكملة وياريت تمون بسرعة


مشكوررررررررر

sosososoose 27-05-08 01:23 PM

قصه رووووووووووووووووووووووووووووووعه

jaser-1 28-05-08 02:04 PM

أشهد انك رقيق الذوق حساس
واشهد انك أرق الناس واطيبها


تسلم ع المجهود وربي يخليك لينا

علي الصريمي 29-05-08 08:36 AM

قصة في غاية الروعة والابداع

نتمنى ان نقرا بقية القصة

في اقرب وقت

givara diab 29-05-08 03:42 PM

Thanks alot

مين هناك 29-05-08 08:55 PM

الجزء الجديد من العدد الخاص الجيل الثالث
 
17- نقطة التحوّل..


تألَّقت عينا العالم الكهل في ظفر، وهو يقيِّد "أكرم" في إحكام على تلك المنضدة الطبية الصغيرة في معمله، قائلاً:
- الآن حانت لحظة إنتاج جيل جديد من آلهة المستقبل

انعقد حاجبا الشاب النسر في توتر، وهو يقول:
- وماذا يمكنك أن تضيف إلى جيل جديد؟!

أطلق العالم ضحكة قصيرة ظافرة، وهو يقول:
- الكثير.

سأله في توتر أكثر:
- مثل ماذا؟!

التفت إليه بعينيه المتألقتين قائلاً:
- سترى.

تراجع الشاب، وقد تضاعف توتره كثيراً، ولاذ بالصمت التام، وهو يتابع العالم الذي انتهى من إحكام قيود "أكرم"، في حين قال هذا الأخير، وقد بدأ يستعيد وعيه، وإن ظلَّت الرؤية مشوَّشة في عينيه:
- ماذا يحدث؟!.. من أنت؟!

ربَّت العالم على كتفه، قائلاً:
- اهدأ يا سيِّد "أكرم".. إنك على أعتاب عهد جديد.

هزَّ "أكرم" رأسه، وهو يقول:
- ما هذا الصوت؟!.. أين أنا؟!

أجابه العالم، وهو يدير جهاز الطرد المركزي الإليكتروني:
- أنت في مصنع المستقبل.

تساءل "أكرم"، وهو يحاول السيطرة على تفكيره:
- مصنع ماذا؟!

أجابه:
- المستقبل يا سيِّد "أكرم".. مستقبل البشرية كلها.. جيل جديد تماماً من البشر.. الجيل الثالث، الذي عرفته هذه الأرض.

بدأ "أكرم" يستعيد وعيه وإدراكه تدريجياً، وهو يقول:
- الجيل الثالث؟!.. أي جيل ثالث؟!

أطلق العالم الكهل ضحكة قصيرة، وهو يوقف جهاز الطرد المركزي، ويلتقط منه أنبوباً شفافاً، يحوي سائلاً
عكراً أحمر اللون، وهو يقول:
- لقد بدأ هذا الكوكب بالديناصورات التي انقرضت إثر سقوط مذنَّب هائل، غيَّر وجه الأرض لمئات أو ربما آلاف السنين، وبعدها ظهر الجيل الأوَّل للبشر.

مطَّ "أكرم" شفتيه، وحاول التخلُّص من القيود التي أدرك وجودها لأوَّل مرة، وهو يقول في توتر:
- حديث علمي ممل.. أنا أبغض هذه الأحاديث.

تابع العالم وكأنه لم يسمعه، وهو يسحب ذلك السائل الأحمر العكر، في محقن كبير، يحوي سائلاً أزرق شفافاً:
- كان الجيل الأوَّل بدائياً.. صياداً.. يعتمد على عضلاته بأكثر مما يعتمد على عقله، ولقد سيطر على العالم أيامها؛ لأن القوة كانت السبيل الوحيد للسيطرة خلال الجيل الأوَّل حتى جاء الجيل الثاني.. الجيل المفكِّر(*).

غمغم "أكرم" في حدة، ومحاولاته التخلُّص من قيوده تزداد عنفاً:
- أما زلت مصراً على مواصلة هذا الحديث الممل.

ضحك العالم وهو يقترب منه، قائلاً:
- تماماً كما وصفوك لي يا سيِّد "أكرم".. قوي.. عنيف.. وبدائي.. همجي من الطراز الأوَّل.. تناسب الجيل الأوَّل من البشر، بأكثر مما تناسب الجيل الثاني، الذي يفترض أن تنتمي إليه.

أدرك "أكرم" عبث محاولة التخلُّص من قيوده، فتوَّقف عن المحاولة في سخط محنق، وهو يقول في عصبية:
- أنت على حق.. ففي هذه اللحظة، أفكِّر في دق عنقك أكثر مما أفكِّر في محاورتك.

أومأ العالم برأسه قائلاً:
- أمر طبيعي بالنسبة لهجمي مثلك.

صاح فيه "أكرم" في غضب:
- ماذا تريد مني بالضبط؟!

كانت الرؤية قد بدأت تتضح أمامه، فرأى المعمل المحيط به بكل أجهزته وأدواته ومعدَّاته، وذلك الشاب الواقف في الركن، يتطلَّع إليه في عصبية، والعالم الكهل، الذي يقف إلى جواره، ممسكاً محقناً كبيراً، به سائل بنفسجي مائل إلى الحمرة، والذي كشف صدره، وهو يقول مبتسماً في ثقة:
- بل قل ماذا أريد بك.

قال "أكرم" في حدة:
- هل سننتقل إلى محاورات لفظية؟!

أجابه العالم، وهو يتحسَّس عظمة القص لديه بأصابعه:
- بل إلى تجربة عملية يا سيِّد "أكرم"... إنك عينتي الأولى، في المرحلة الثانية، من الجيل الثالث للبشر، الذي سيسود العالم كله، بعد سنوات قليلة.. الجيل القادر على الزعامة والسيطرة.. الجيل الذي يجمع بين رجاحة العقل، والقوة.

قال "أكرم" في غضب:
- تقصد أنصاف البشر، الذين يسيرون في الأرض، ويهاجمون الضحايا بلا تمييز، مثل الحيوانات المفترسة؟!

بدا الغضب على العالم، وهو يقول:
- بل أقصد الآلهة.. آلهة المستقبل.

قال "أكرم" في غضب:
- أية آلهة أيها المأفون؟!.. ليس هناك سوى إله واحد للكون كله.. الله -سبحانه وتعالى- وحده إلهنا جميعاً.. فكرة الآلهة هذه مجرَّد حماقة، تورَّط فيها الأوَّلون؛ لضعف عقولهم، واعتمادهم على القوة وحدها، كما أشرت في محاضرتك السخيفة.

قال العالم في حدة:
- عجباً!.. ها أنت ذا قد بدأت تتحدَّث كالفلاسفة، قبل حتى أن تبدأ التجربة يا سيِّد "أكرم".. إنني لم أكن أقصد الآلهة بالمعنى الحرفي السخيف الذي تصوَّرته.. بل كنت أقصد تلك الصورة التي وصفها بها الأقدمون.. الآلهة التي تحمل هيئة البشر، مع سمات حيوان أو طير قوي.. انظر إلى هذا الشاب القوي في الركن.

بدا الضيق والتوتر على الشاب، والكهل يتابع دون أن يلتفت إليه:
- إنه يجمع بين جينات البشر، والنسر، وثعبان "أناكوندا" الضخم، وبعض سمات العنكبوت الأفريقي.. إنه يطير بجناحين هائلين، ويقتل أعداءه بسم زعاف، ويتسلَّق الجدران، مع صفات عديدة، تجعله أقرب إلى الأساطير، أو أبطال الروايات المصوَّرة القديمة، وكل هذا بالعلم.

قال "أكرم" في حدة:
- العلم الضار.

هزَّ العالم رأسه، وهو يجهِّز محقنه قائلاً:
- خطأ يا سيِّد "أكرم".. خطأ.. لا يوجد قط ما يسمى بعلم ضار.. كل العلم نافع، وإن لم يدرك أصحاب العقول الهمجية الحمقاء هذا.. العلم نافع لمن يمكنه الانتفاع به، وضار لمن يجهل كيف.. وستدرك هذا بنفسك، بعد أن أحقنك بهذا.

سأله "أكرم" في عصبية، وهو يحاول عبثاً تفادي إبرة المحقن، التي تقترب من صدره:
- وما هذا؟!

أجابه العالم:
- خلاصة جينية لا مثيل لها.. خلاصة ربع قرن من تجارب مدهشة، بدأت في عصر لم يتخيَّل أحد فيه أن الإنسان يمكنه أن يتحكَّم في الجينات إلى هذا الحد المدهش..

دهن عظمة قص "أكرم" بسائل ما، وهو يتابع:
- فقديماً، وعندما بدأت لعبة الجينات كانت تواجههم مشكلة ضخمة في دمجها وزرعها؛ فلم يكن من الممكن زرع جينات فصيلة ما في فصيلة أخرى.. كل التجارب التي أجريت في هذا الشأن باءت بفشل ذريع.. كلها بلا استثناء.. ثم اكتشفت أنا ذلك العقار.. عقار مدهش، يمكنه إقناع الجينات المختلفة بالتعايش فيما بينها، والاندماج دون رفض أو لفظ، أو مشكلات دائمة.. ومنذ ما يزيد على ربع قرن أنتجت الجيل الأوَّل من البشر، الذين يحملون جينات حيوانات قوية.. ثم تطوَّر الأمر بعدها، وأمكنني أن أكسبهم سمات أخرى.. وأخرى.. سمات منحت هذا الشاب وآخرين قوة لا مثيل لها.

قال "أكرم" في حدة:
- وجعلتهم أنصاف حيوانات.

انعقد حاجبا الشاب النسر في حنق واضح في حين هتف العالم في غضب شديد، وهو يضرب صدر "أكرم" بقبضته:
- بل أنصاف آلهة.

تأوَّه "أكرم" في ألم، وصاح:
- المهم أنهم مجرَّد أنصاف.. أنصاف أي شيء، ولكن أنصاف.. هل تسمع جيداً.. أنصاف.. أنصاف لن تكتمل أبداً.

ندت من الشاب حركة عصبية تشفّ عن توتره الشديد، لاحظها "أكرم" جيداً، ولم ينتبه إليها العالم، وهو يستعد بمحقنه قائلاً:
- وأنا أصحح هذا، وأحقنك بخلاصة جينية، من جينات كل المخلوقات الرئيسية في الدنيا.. جينات حيوانات، وطيور، وزواحف.. وحتى حشرات.. وعندما أحقنك بها، مع عقاري الخاص ستتبدَّل جيناتك إلى الأبد، وستصبح أوَّل بشري من الجيل الثالث كما تخيَّلته منذ أكثر من نصف قرن.

صاح "أكرم" في غضب، وهو يقاوم قيوده في عنف:
- أيها الحقير.

ابتسم العالم، قائلاً:
- من العار أن تسبَّ أباك الروحي.. سأؤدبك على هذا عندما تستعيد وعيك لكائن جديد.

صرخ "أكرم":
- إنني أفضِّل الموت.

أجابه في صرامة:
- سنرى.

ثم غرس إبرة محقنه.

* * *

(*) نظرية علمية، يرى علماء الأجناس أنها تفسر ما يجدونه من بقايا وحفريات، وإن اختلفت معهم النصوص الدينية لكل الأديان والمعتقدات تقريباً، وما زال الجدل يدور حول الأمرين بمنتهى العنف، حتى يومنا هذا، وربما يستمر لعشرات السنين القادمة أيضاً.


علي الصريمي 30-05-08 12:18 PM

بصراحة روعة نتظر الباقي على احر من الجمر

الموج الذهبي 30-05-08 10:12 PM

ممممششششكور ين علي التعب اكمله ولك جزيل الشكر

علي الصريمي 31-05-08 07:38 AM

ها لم ينزل بعد

نتظر شوي مع بالغ الشوق


لتكملت القصة

Alaa51 03-06-08 09:51 AM

the cover seems not related with the story itself.. this story is the internet version.. I think it might be different from the special issue 17..

Alaa51 03-06-08 09:52 AM

sorry for my comment .. it was not ment to be posted here..

علي الصريمي 03-06-08 11:52 AM

الى اليوم لم ينزل

متى متى

مين هناك 03-06-08 06:33 PM

الاخوان الافاضل مازلننا نكرر ان سبب التاخير في نزول الرؤاية ليس بايدينا لانه راجع لموقع اخر يقوم بانزال الرواية على عدة اجزاء كل جزء في اسبوع و فور نزول الجزء نقوم بجلبه إلى المنتد ى فنرجو من الاخوة الافاضل التحلي بالصبر لحين انتهاء المدة الزمية المقررة لنزول الجزء الجديد من القصة الرائعة الجيل الثالث

علي الصريمي 04-06-08 10:09 AM

حاضر حاضر مستر مين هناك

ولك الشكر على ما تبذل من جهد

سلمت يمنك

amedo_dolaviga 05-06-08 08:51 PM

شكرا للعضو مين هناك على تكملته القصه في غيابي
واسف كان لظروف الدراسه
وان شاء الله هجيبلكم كل الاجزاء القادمة بنفسي

amedo_dolaviga 05-06-08 08:54 PM

18- جيل الوحوش






أطلق الشاب الجواد صهيله وهو يحمل "رمزي" الفاقد الوعي على ظهره، ويضرب أرض ممر المستشفى بحوافره، فاندفعت الحسناء من حجرة "أكرم" نحوه، ووثبت على متنه هاتفة في شيء من المرح، كما لو أنها في لعبة مثيرة:
- انطلق.

قبل حتى أن يكتمل هتافها، وبمجرَّد استقرارها على متنه، انطلق الشاب الجواد بكل سرعته عبر ممر المستشفى، و"نور" يندفع من حجرة "أكرم"، مصوِّباً مسدسه الليزري إليهما هاتفاً:
- توقَّفا.

أطلقت الحسناء ضحكة ساخرة، وحملت جسد "رمزي" الفاقد الوعي، وصنعت منه درعاً يحمي ظهرها، فهتف "نور" في غضب:
- اللعنة!

وانطلق يعدو على قدميه خلفهما..
كان الشاب ينطلق بسرعة جواد نشط، على نحو يستحيل معه أن يبلغه بشر، مهما بلغت قوته وسرعته، لذا فقد توقَّف "نور"، وتلفَّت حوله، محاولاً تذكُّر خريطة المستشفى قبل أن يعدو في ممر فرعي، ووقع حوافر الشاب الجواد يملأ أذنيه، ويبدو أشبه بتحدٍّ ساخر في مسامعه..

وفي نفس اللحظة التي خرج فيها الجواد البشري من المستشفى بحمليه كان "نور" قد بلغ نافذة مطلة على المدخل، وهو يهتف:
- أوقفوه.. أوقفوهما.

اندفع بعض رجال الأمن للتدخُّل، ولكن رؤيتهم نصف جواد بشري يحمل على ظهره رجلاً فاقد الوعي، وفتاة بزعنفة وأسنان قرش أصابتهم بصدمة مذعورة، وجعلتهم يتراجعون في هلع، ويفسحون لهما الطريق..
وهنا وثب "نور"..

وثب من نافذة الطابق الثاني نحو الجواد البشري، ولكن الحسناء لمحته، وهتفت بالشاب:
- هجوم علوي.

توقَّف الجواد البشري لحظة، ورفع قائمتيه الخلفيتين، ليركل "نور" في صدره في قوة قبل أن يبلغ الأرض، وهو يطلق صهيلاً قوياً متحدياً..

وشعر "نور" بالضربة القوية..
شعر بها تضرب صدره في عنف، وتدفعه إلى الخلف بمنتهى القوة؛ ليرتطم جسده بباب المستشفى الزجاجي، ويحطمه، ليسقط في المدخل، ويرتطم برخامه البارد، ويتدحرج فوقه لحظات..

وبكل بأسه ويأسه وثب واقفاً على قدميه وسط المذعورين من عمال وأطباء ورواد المستشفى، وانطلق يعدو مرة أخرى نحو سيارته، ليثب داخلها، ويدير محرِّكها، وينطلق بها خلفهم..

خلف الجواد البشري..
والحسناء القرش..
و"رمزي"..

ولكن في مدينة مزدحمة، ذات تفرعات عديدة، كان الجواد أكثر تفوقاً من السيارة..

وخاصة مع حالة الرعب والذهول التي أثارتها عروس البحر الأبيض المتوسط، والتي جعلت الكل يتحاشاه، ويفسح له الطريق، مسببين ارتباكاً مرورياً رهيباً، ضاعف من العقبات التي تواجه "نور" الذي حاول جاهداً تفادي السيارات التي اختلت مساراتها، وراحت تدور حول نفسها، وتتجاوز خطوط السير، و..

وحدث الاصطدام..
اصطدمت سيارته بسيارتين، تقاطعتا أمامه في محاولتهما الفرار من ذلك الوحش نصف البشري الذي يشق الطرقات في مشهد أشبه بأفلام الخيال العلمي القديمة..

ودون التوقُّف لحظة واحدة وثب "نور" من سيارته، وواصل عَدْوَه اليائس، ورأى الجواد البشري يعدو أمامه بحمليه..
ويبتعد..
ويبتعد..
ويبتعد..
حتى اختفى تماماً في الأفق..

وكان هذا يعني أنهم قد خسروا اثنين من الرفاق في ساعة واحدة.
"أكرم" و"رمزي"..
والله سبحانه وحده يعلم ماذا سيكون مصيرهما الآن؟!..
ماذا؟!..

* * *

"لحظة يا أبي.."
هتف الشاب النسر بالعبارة، في عصبية شديدة عندما انغرست إبرة المحقن في صدر "أكرم"، فزمجر العالم الكهل، وهو يقول في حدة:
- ليس الآن.

اندفع الشاب نحوه، وجذب يده قائلاً في حدة:
- بل الآن.

جذْبته سحبت إبرة المحقن من صدر "أكرم"، قبل أن يدفع العالم ذلك السائل البنفسجي المائل إلى الحرقة في نخاع عظامه، فالتفت العالم إلى الشاب في غضب، وصرخ فيه:
- ماذا فعلت أيها الأحمق؟!

أجابه الشاب في حدة، وهو يمسك معصمه في قوة:
- أحاول منع كارثة.

صاح به العالم في غضب:
- أية كارثة؟!.. إنني أصنع تاريخاً.

هتف به الشاب:
- تاريخ من؟.. مملكة الحيوانات، أم عالم البشر؟

احتقن وجه العالم في غضب، وهو يدفعه صائحاً:
- كيف تجرؤ؟

تشبَّث الشاب بمعصمه في قوة أكبر، وهو يقول:
- لا بديل عن هذا.. إنك تحاول تدميرنا، ولا بد وأن نحمي أنفسنا.
- "من ماذا؟!.."

لم يُلقِ العالِم السؤال، وإنما ألقاه الشاب الجواد، الذي وصل مع الحسناء القرش، و"رمزي" الفاقد الوعي في هذه اللحظة، فالتفت إليهما العالم في حدة صائحاً:
- لا شأن لكما بهذا.

قالت الحسناء في توتر:
- إنه يتحدَّث عن تدميرنا، وضرورة حماية أنفسنا، وهذا حتماً شأننا.

وأضاف الشاب الجواد:
- ولا بد أن نعرف.

قالت هي في حزم:
- ونفهم.
نقل العالم بصره بينهم في غضب في حين ضاقت عينا "أكرم"، وهو يحاول فهم ما يحدث، وأصابه هلع شديد، عندما أدرك أنهم قد ظفروا بصديقه "رمزي" أيضاً، ولكنه لم يحاول التدخُّل فيما يحدث، وهو يعاود محاولة التخلُّص من قيوده، والعالِم يقول في غضب:
- مهمتكم ليست أن تفهموا، بل أن تعملوا.. أن تنفّذوا ما آمركم به فحسب.. أنا وحدي أفكِّر، وأقرِّر.

هتف الشاب النسر:
- ولكنك تريد أن تصنع من هذا الرجل جيلاً يفوقنا قوة وقدرة.

صاح العالم:
- هذا هو الهدف منذ البداية.

قالت الحسناء في قلق عصبي:
- أن تجعله أقوى منا؟!

صرخ العالم:
- أنتم مجرَّد مرحلة.. مرحلة من حلم قديم طويل، استغرق الوصول إليه جهداً رهيباً، وتجارب لا حصر لها.. تجارب نجحت، وأخرى أخفقت.. تجارب كلفتني عمراً، ونفقات لا حصر لها، و..

صمت لحظة، ثم استطرد في حدة:
- وضحايا بلا حدود.

قال الشاب الجواد في غضب:
- نحن حصدنا الضحايا.

هتف به العالِم:
- في هذه المرحلة فحسب.

بُهِت الشباب الثلاثة، وهم يحدِّقون فيه، قبل أن تقول الحسناء القرش:
- وهل كان هناك ضحايا آخرون؟!

هتف في انفعال:
- بالطبع.

ثم مال نحوهم، مضيفاً:
- قبل حتى أن تولدوا، كنت مضطراً للتضحية بالعديدين من أجل صالح البشرية.

قال "أكرم" في حدة:
- يا له من منطق سخيف مختلّ!.. تقضي على البشر في سبيل البشرية؟!.. ياللحقارة!

التفت إليه العالم صارخاً:
- اخرس.

ثم عاد يستدير إلى الشبان الثلاثة صارخاً:
- عندما يتكلَّل مشروعي بالنجاح لن يعود لأمثاله وجود في العالم الجديد.. سيسود الجيل الثالث من البشر الدنيا.. الانتخاب الطبيعي سيحسم المعركة لصالحي.. سيفنى البشر الضعفاء، ويبقى البشر الأقوياء، الذين يحملون السمات الجديدة، وسيتحقَّق القانون الأزلي...

والتمعت عيناه، وهو يضيف:
- البقاء للأقوى.

انعقد حاجبا الحسناء، وتبادلت نظرة عصبية متوترة مع زميليها، في حين تابع العالم في صرامة شرسة:
- أنتم الرعيل الأوَّل من الجيل الثالث، وسيسجِّل لكم التاريخ هذا عندما يسود جنسكم الأرض.

غمغم الشاب الجواد في مرارة:
- التاريخ.

التفت مرة أخرى إلى "أكرم"، وهو يقول:
- أما نسله، فسيسود.

وفي هذه المرة لم يكن هناك ما يمكن أن يمنعه من إتمام تجربته المخيفة..
أبداً.

الموج الذهبي 06-06-08 05:32 AM

القصة في منتهى الروعة وشكرا علي الجهد المبذول

علي الصريمي 06-06-08 11:57 AM

جميل منك ان اكملت القصة

وننتظر الباقي على احر من الجمر

شكراً لك

bila 06-06-08 06:07 PM

:55::f63:شكرا جزيلا وننتظر الباقي

مين هناك 07-06-08 10:51 AM

لا شكر على واجب يا amedo_dolaviga المهم حمد الله على السلامة و يلرب تنجح في الامتحان وعوزين نشوفك منور المنتدى

رانى كات 09-06-08 11:09 PM

مشكورين اخوتى على المجهود
وتسلم ايديكم يارب وبالتوفيق ان شاء الله
وشكرا مره اخرى على امتاعكم لينا

علي الصريمي 12-06-08 07:58 AM

مين هناك كم عدد ايام الاسبوع

انا منتظر لي 95 يوم واواكثر

والاسبوع هذا ما رضي

يخلص

كيف العمل

bila 12-06-08 07:49 PM

فين الباقي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظظظ
انا مستنية بقالي كتيررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر
ياريت بسررعة وشكرااااااااااااااااااااااااااا

amedo_dolaviga 13-06-08 03:26 AM

شكرا لكل اللي ردوا واسف على التأخير

19- خطة.....


"لقد اختفوا هنا.."..

نطق مسئول الأمن العام في "الإسكندرية" العبارة، وهو يشير إلى خريطة المدينة، قبل أن يستطرد:
- تمَّت مشاهدتهم في هذه النقطة، ثم اختفوا تماماً بعدها، ولم يشاهدهم أحد قط.

غمغمت "سلوى" في عصبية:
- لا يمكن أن تختفي مخلوقات كهذه وسط مدينة كبيرة دون أن يلاحظها أحد.

قالت "نشوى" في توتر، وأصابعها تضرب أزرار الكمبيوتر في سرعة:
- إلاّ لو استقلوا سيارة تنتظرهم في مكان ما.

قال "نور" في اهتمام:
- تحليل منطقي.

قالت "نشوى":
- إنني أتصل الآن بكل كاميرات المراقبة في المدينة؛ لسحب تسجيلاتها الرقمية خلال الساعات الأخيرة، فربما سجَّلت إحداها شيئاً.

قال الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- أعتقد هذا، ومن جهتي سأعمل على فحص أية آثار تركوها خلفهم؛ لنعرف المزيد من المعلومات عنهم.

بدا "نور" متوتراً، وهو يقول:
- المهم أن نعثر عليهم في الوقت المناسب، ونستعيد "أكرم" و"رمزي" سالمين، قبل أن يفعلوا بهما شيئاً.

سألته "نشوى" في رعب:
- هل تعتقد أنهم سيقتلونهما؟!

تردَّد لحظة قبل أن يقول في حسم:
- كلا.

تنفَّست الصعداء، ولكنه أضاف في عصبية:
- ولكن قد يفعلون ما هو أسوأ.

أطلّ الذعر من عيني "سلوى" و"نشوى"، في حين تساءل الدكتور "حجازي" في قلق:
- مثل ماذا؟!

صمت لحظة، ثم قال في خفوت:
- يحوِّلونهما.

هتفت "نشوى" في ارتياع:
- إلى ماذا؟!

أجاب في توتر شديد:
- إلى شيء مثلهم.

شهقت "نشوى" في رعب، وردَّدت "سلوى" في ذعر:
- يا إلهي!.. مستحيل!

قالتها، وعقلها يرسم صوراً عجيبة لـ"رمزي" و"أكرم"..
صوراً بأجنحة طيور..
أو زعانف دلافين..
أو ذيول ثعابين..

وفي ارتياع، هزَّت رأسها؛ لتنفض الصور عن ذهنها، وهي تهتف:
- لا بد وأن نستعيدهما يا "نور".. لا بد.

قال "نور"، في حزم متوتر:
- سنبذل قصارى جهدنا.

قال الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- هذا يعيدنا إلى نقطة البحث الأولى يا "نور".. أين وكرهم الرئيسي بالضبط؟!

أجابته "نشوى" في انفعال:
- أظنني وجدت وسيلة لمعرفته.

استدار الجميع إليها، وسألها مسئول الأمن العام في لهفة:
- كيف؟!

أشارت إلى شاشة الكمبيوتر الخاص بها، مجيبة:
- تابعوا هذا.

كانت الشاشة تنقل مشهد الجواد البشري، وهو ينحرف بحمله في شارع جانبي ضيق، ويختفي فيه لدقيقة، ثم يخرج من الشارع شاب عادي وتلك الحسناء، وهما يجُرَّان جسد "رمزي" الفاقد الوعي، إلى سيارة كبيرة، انطلقا بها مبتعدين، فقال الدكتور "حجازي" في دهشة مبهوتة:
- رباه!.. إنهم يملكون القدرة على تشكيل أجسادهم في الهيئة التي توافق تركيبهم الجيني المعقَّد.. هذا يعني أنه من الممكن أن يكونوا بيننا طوال الوقت، ولا نشعر بوجودهم لحظة واحدة.

غمغمت "سلوى" في توتر شديد:
- مجرَّد شبان عاديين يسيرون وسط الناس.

فرفع "نور" سبَّابته وإبهامه، وهو يضيف:
- ثم فجأة، يتحولون إلى كائنات وحشية.

تمتمت "نشوى":
- وقاتلة.

قال مسئول الأمن العام في توتر بالغ:
- هناك حتماً وسيلة لتمييزهم.

عادت "نشوى" تشير إلى الشاشة، قائلة:
- أو العثور عليهم.

فهم "نور" ما ترمي إليه، وقال في شيء من الحماس:
- عبر أقمار المراقبة المرورية.. لقد حدَّدنا موقع سيارتهم وطرازها، ويمكننا تعقُّبها، ومتابعة مسارها، حتى مستقرها، الذي سيكون وكرهم حتماً.

غمغم مسئول الأمن العام في شك:
- هل تعتقد هذا؟!

التفت إليه "نور"، قائلاً:
- وهل تعتقد العكس؟!

أشار الرجل بيده، قائلاً:
- هذا يتوقَّف على عقلياتهم؛ فحتى لصوص السيارات العاديين، يعرفون بأمر أقمار المراقبة المرورية، وكيفية خداعها، باختيار الأنفاق المرورية المتشابكة، التي تعجز الأقمار المرورية عن متابعتها، فما بالكم بمثلهم.

بدا قوله كالصدمة، حتى أن الكل تطلَّعوا إلى بعضهم البعض في توتر، قبل أن تقول "نشوى"، في توتر بلا حدود:
- سنجد وسيلة أخرى... لا بد وأن نجد وسيلة أخرى.

ربَّت "نور" على كتفها مهدِّئاً، وهو يقول:
- اطمئني.. سأبحث عنها، أما الآن، فسنتابع البحث النمطي.

سأله مسئول الأمن العام مستنكراً:
- هل ستضيع الوقت في مراجعة أشرطة الأقمار المرورية؟!

أجابه "نور" في صرامة:
- نعم.

وصمت لحظة، ثم أضاف في حزم:
- فلديَّ خطة.

تطلَّع إليه الجميع في صمت قلق، وقد تفجَّر في رءوسهم سؤال واحد مخيف..

ترى هل لديه بالفعل خطة مناسبة؛ لإنقاذ رفيقيهما، قبل أن يحوِّلوهما إلى وحشين؟!..
هل؟!..

* * *
شعر "أكرم" بتوتر لا مثيل له، عندما اقتربت إبرة المحقن الكبيرة من قفصه الصدري، وحاول مرة أخيرة التملُّص من قيوده القوية، ولكنه فشل هذه المرة كالمرات السابقة، فهتف في محاولة يائسة أخيرة:
- سأصبح أقوى منهم.

ابتسم العالم مجيباً، وهو يستعد لحقنه:
- بالتأكيد.

هتف به:
- وما أدراك أنني لن أسعى للسيطرة عليهم.

انعقد حاجبا العالم الكهل في غضب، وقد فهم ما يرمي إليه "أكرم"، والتفت إلى الشبان الثلاثة، قائلاً في حدة:
- إنه يحاول التأثير عليكم.

قالت الحسناء في توتر:
- ولكن حديثه منطقيّ.

هتف وجسده يرتجف غضباً:
- بل تحايليّ.. إنه يحاول إثارة قلقكم؛ حتى يدفعكم إلى التمرُّد.

قال الشاب الجواد:
- هذا لا ينفي منطقية ما افترضه.

وأكمل النسر في عصبية:
- فما الذي يمنعه من السيطرة علينا، ما دام سيصبح أكثر منا قوة؟!

صرخ العالم:
- لقد خدعكم.

ثم التفت إلى "أكرم"، مستطرداً في ثورة:
- لقد خدعتهم أيها الحقير.. ولكنك ستدفع الثمن.

قال "أكرم" في عصبية:
- ربما تدفعه أنت؟!

صرخ العالم:
- هل تتصوَّر هذا؟!.. اعلم إذن أنهم ومهما بلغت قوّتهم لا يمكنهم مهاجمتي؛ لأن حياتهم مرتبطة بحياتي، ففور توقُّف قلبي عن النبض، ستنتهي حياة ثلاثتهم دفعة واحدة.

قالت الحسناء في صرامة:
- نظرياً.

التفت إليها العالم بحركة حادة، فأكملت بنفس اللهجة:
- لقد درسنا الأمر جيداً، ووجدنا حلاً لهذا.

هتف بها في غضب:
- حل لماذا؟!

أجابته في حزم:
- لبقائنا.

لم تكد تنطقها، حتى انقضّ الشابان عليه، وكبلا حركته في قوة، فصرخ:
- ماذا ستفعلون أيها الأغبياء؟!.. لو مت...

قاطعته الفتاة، وهي تلتقط من جيبها محقناً صغيراً:
- هذا لو مت.

اتسعت عينا العالم في رعب شديد، في حين غرست هي المحقن في عنقه، مضيفة:
- ولكن لدينا خطة.

وصرخ العالِم..
وأغلق "أكرم" عينيه..
ثم ساد صمت تام..
مخيف.

* * *

علي الصريمي 13-06-08 06:48 AM

ياروعة الابداعة في القصة

بس لي سؤال بيسط

هل الكاتب هو .....؟!

الدكتور نبيل قاروق ؟

amedo_dolaviga 14-06-08 12:04 AM

اه طبعا
الدكتور نبيل هو كاتب القصه
وده شيء اكيد بنسبة مليون الميه وبينزلها على هيئة سلسلة كل اسبوع على النت

عاشق الروح 14-06-08 09:23 AM

قصة رائعة شكرا amedo على هذة القصة وننتظر الباقى

lamada305 14-06-08 10:48 AM

شكرا يا جماعه
وفى انتظار باقى الاجزاء

alidayoub 14-06-08 07:53 PM

شكرا على مجهودك العظيم

هلا بالغلا 15-06-08 11:35 PM

:55::55::55:

برافوا ومشكووووووووووووووووووووووووووور انت رائع واشكر حرصك على ايصال القصة اول باول والامانة في النقل ......القصة رائعة ونبيل فاروق مافي منو اتنين الله يطول في عمرو ويدي العافية على روائع القصص اللي تبتدعها مخيلته الرائعة .. ماشالله عليه

واكرر شكري لك الله يديك العافية



:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:

emy_2008 17-06-08 07:14 PM

حلوة جدا بس أنا عندي سؤال الجزء الثاني متي سيتم نشره

شكرا

amedo_dolaviga 18-06-08 01:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الروح (المشاركة 1475955)
قصة رائعة شكرا amedo على هذة القصة وننتظر الباقى


شكرا عزيزي عاشق الروح وقريبا باذن الله الجزء القادم

amedo_dolaviga 18-06-08 01:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alidayoub (المشاركة 1476796)
شكرا على مجهودك العظيم


العفو يا أخي نورت الموضوع

amedo_dolaviga 18-06-08 01:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هلا بالغلا (المشاركة 1480324)
:55::55::55:

برافوا ومشكووووووووووووووووووووووووووور انت رائع واشكر حرصك على ايصال القصة اول باول والامانة في النقل ......القصة رائعة ونبيل فاروق مافي منو اتنين الله يطول في عمرو ويدي العافية على روائع القصص اللي تبتدعها مخيلته الرائعة .. ماشالله عليه

واكرر شكري لك الله يديك العافية



:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55:


اختي هلا بالغلا بجد اسعدني مرورك وردك جدا جدا ومش عارف الاقي اي كلام اوصف بيه كلامك الجميل
وربنا يخليكي ونورتي الموضوع بجد

amedo_dolaviga 18-06-08 02:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة emy_2008 (المشاركة 1484285)
حلوة جدا بس أنا عندي سؤال الجزء الثاني متي سيتم نشره

شكرا

شكرا لمرورك الجميل يا ايمي

بالنسبة للجزء القادم هو كل جزء بينزل مساء يوم الخميس باذن الله انتظري القصه في هذا الموعد ولو حصل تأخير بيكون في ظرف يوم وبالكتير يومين لظروف تنزيل الدكتور نبيل فاروق القصه على النت

memo2020 18-06-08 09:16 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لانك نقلتها لنا انها رائعة و ارجو ان تنقل بقيتها في اقرب وقت ممكن

amedo_dolaviga 19-06-08 08:22 PM

شكرا على الرد الجميل يا ميمو

amedo_dolaviga 19-06-08 08:26 PM

20- خطة..

(لست أفهم هذا)...!

نطق قائد فرق أمن "الإسكندرية" العبارة في توتر وهو يواجه "نور" الذي أشار إلى خريطة المدينة، وهو يقول، باذلاً أقصى جهده؛ للحفاظ على هدوء أعصابه:
- دعنا نشرح الأمر مرة أخرى.. أنصاف الوحوش الذين نطاردهم لديهم حتماً خطة عمل كاميرات المراقبة، وأقمار التتبع الصناعية؛ بدليل أننا لم ننجح في تعقّب سيارتهم عبر الوسيلتين، مع كل ما بذلناه من جهد، لذا ينبغي أن نلجأ إلى أسلوب غير تقليدي؛ لمعرفة أين ذهبوا بالضبط.

قال الرجل في عصبية:
- بأن نتتبَّع كل سيارة في المدينة.. أليس كذلك؟!

قال "نور" بشيء من الصرامة:
- لا.. ليس كذلك.

ثم التفت إلى ابنته "نشوى" التي أكملت:
- خطة أبي تعتمد على أن أية سيارة تقطع المدينة في هذا التوقيت لديها حتماً خط سير محدَّد، وهذا يعني أنها لن تتوقَّف في منتصف طريق ما، دون سبب واضح، كما أنه ليس من المنطقي أن تتوقَّف سيارة ما في مكان غير تقليدي لفترة طويلة، ثم تنطلق فجأة دون سبب واضح، لذا فسنراجع كل شرائط المراقبة خلال الساعة ونصف الساعة الماضية؛ لنرصد السيارات التي توقفت في منتصف المسافة، أو اختفت بعيداً عن نظم المراقبة على نحو منتظم، وتلك التي بدأت تحرُّكها من نقاط ميِّتة، أو نقاط مختفية عن الأعين.

قال القائد في عصبية:
- أتعلمين يا سيِّدتي كم يستغرق هذا من وقت وجهد؟!

قالت "سلوى" في حزم:
- ليس كثيراً.

قال في حدة:
- من أية ناحية؟!

أجابته "نشوى":
- أمي تقصد أننا لن نراجع هذا بأسلوب بصري نمطي.. لقد ابتكرت برنامج كمبيوتر خاص؛ للقيام بالمهمة في دقائق قليلة، وكل ما نحتاج إليه هو شرائط المراقبة، وتسجيلات الأقمار الصناعية فحسب.

نقل الرجل بصره بينهم في عصبية، وقال:
- أمك.. أبوك.. ما هذا بالضبط؟!.. فريق أمني عائلي؟!

أجابه "نور" بمنتهى الصرامة:
- هذا ليس من شأنك.. إننا نطلب الشرائط والتسجيلات بصفة رسمية، هل ستمنحنا إياها أم تتحمل مسئولية حجبها عن فريق مخابرات علمية في مهمة رسمية؟!

انعقد حاجبا الرجل، وهو يقول في غضب:
- أهذا تهديد؟!

صاح "نور" في وجهه غاضباً:
- نعم.. هو كذلك!

احتقن وجه الرجل، وبدا وكأنه سينفجر في وجهه، حتى أن "سلوى" و"نشوى" شعرتا بقلق شديد، إلا أن الرجل لم يلبث أن أشاح بوجهه، وقال في عصبية شديدة:
- أريد توقيعاً معتمداً.

أجابه "نور" في صرامة:
- فوراً.

مطَّ الرجل شفتيه في حنق، وجذب إليه جهاز التوقيع الإلكتروني في عصبية، فأضاف "نور" في توتر:
- المهم أن تنهي هذه السخافات الروتينية في أسرع وقت ممكن؛ فكل دقيقة لها ثمنها، ولو تأخّرنا ربما نفقد رفيقينا إلى الأبد.

وسرت ارتجافة قوية في جسدي "سلوى" و"نشوى".
فـ"نور" على حق..

لو تأخَّروا، فربما يفقدون "أكرم" و"رمزي" بالفعل..
إلى الأبد..

* * *
لم يصدق "أكرم" عينيه أبداً، وهو يشاهد ما يحدث أمامه..
لقد كان يشاهد ثورة..
ثورة حقيقية..

ثورة يقوم بها ضحايا الرعيل الأوَّل للجيل الثالث، من حُلم عالِم مجنون، على العالِم نفسه..
لقد صنعهم بتجاربه الرهيبة..
وأفقدهم آدميتهم..
وإنسانيتهم..
وتاريخهم..
ومستقبلهم..

ولم يكتفِ بهذا، وإنما سعى للسيطرة عليهم وتحجيمهم أيضاً، كما لو أنهم مجرَّد قطع جامدة على لوحة شطرنج، يدير لعبتها كيفما يشاء..

وكما لو أنه صاحب الحق في معاقبتهم وتدميرهم وقتما يشاء..
يا للجنون!..

لقد تصوَّر نفسه إلهاً..
شخص فوق مصافِّ البشر..
تصوَّر نفسه منافساً للخالق -عزَّ وجلَّ- في صنع مخلوقات خاصة به..

ولكن هيهات!..
هيهات أن يقترب أعظم عباقرة الأرض ذرة واحدة من ذات الله عزَّ وجلَّ..

المسافة بين عقل أعظم علماء وعباقرة الكون وعقل أصغر نملة وليدة هي مسافة ضئيلة للغاية لو قورنت بالمسافة بين بشر وإلهه..

بل هي ذرة من مليارات مليارات مليارات الذرات، من لحظة واحدة من إرادة الخالق عزَّ وجلَّ..
وربما أصغر من هذا..
مليار مليار مرة..

ولكنه الجنون..
جنون العظمة..
والغطرسة..
والثقة المختلَّة..

لقد صنع ذلك الجيل من المتحورين؛ ليبدل بوساطته البشر كلهم، ويسيِّطر على الأرض بجيل جديد..
ولكنه انهزم..
وبيد من صنعهم..

فأمام عينيه شاهد "أكرم" ثلاثتهم يُفقدون العالم الكهل وعيه، ثم يُرقدونه أرضاً فوق محفة صغيرة، راحوا يوصلون بها أجهزة صغيرة، ذات سمة لم يفهمها، فقال في شيء من العصبية:
- ماذا تفعلون به؟!

أجابته الحسناء القرش وهي تبتسم في ظفر وتشفٍّ:
- نبقيه حيّاً.

قال وقد عاود محاولة التخلُّص من قيوده:
- تبقونه ماذا؟!

أجابه الشاب الجواد في عصبية:
- حيّاً.. لقد زرع في أجسادنا -كما سمعتَه يقول- جهازاً خاصاً سينفجر فور توقُّف قلبه عن النبض.. لقد فعل هذا ليسيِّطر علينا، ويضمن طاعتنا المستمرة له.

أضاف الشاب النسر في مقت:
- ولكنه لم يحسب حساب توقف قلبه بصورة طبيعية.. ماذا لو أنه أصيب بسكتة قلبية في هذا العمر؟!.. أيعني هذا نهايتنا جميعاً؟!

مطَّت الحسناء شفتيها، وراحت توصّل مجموعة من الأسلاك والأنابيب الدقيقة بجسد العالم الكهل الفاقد الوعي، وهي تقول:
- فور علمنا بهذا رحنا نتدارس الموقف، وجدنا أنه تصرَّف معنا طوال الوقت بأنانية مفرطة.. لقد حرمنا من بشريتنا العادية؛ ليجعل منّا مجرَّد نماذج فريدة لما يطمح في الوصول إليه، ولكنه لم يبالِ بنا أو بمصيرنا لحظة واحدة.. كنا مجرَّد آلات، تنفذ إرادته ومشيئته، ويقضي عليها عندما تنتهي مهمتها.

اعتدل الشاب الجواد، وقال في حزم:
- لذا، فقد قرَّرنا أن نتعامل معه من المنطق نفسه، ونحافظ على حياتنا وبقائنا، حتى لو كان هو الثمن.

وأشار الشاب النسر بيده، قائلاً:
- ووضعنا خطتنا، واستغللنا المعرفة العلمية التي اكتسبناها من قضاء الوقت إلى جواره، وصنعنا وسائل الإعاشة الدائمة، التي تراها هنا أمامك.

تساءل "أكرم"، وقد أحنقه بشدة عجزه عن التخلُّص من قيوده:
- ستبقونه إذن فاقد الوعي.

بدت الحسناء شامتة متشفية، وهي تقول في سخرية وحشية:
- بل سيستعيد وعيه، وسيدرك ما فعلناه.

غمغم "أكرم" مندهشاً:
- وهذا يسعدك.

هزَّت كتفيها، وابتسمت دون أن تجيب، فأضاف في عصبية:
- وماذا عنِّي؟!

تجاهله الشابان تماماً، وهما يتعاونان على نقل المحفّة إلى منضدة في نهاية المعمل، في حين سألته الحسناء:
- وماذا عنك؟!

قال في حدة:
- ماذا ستفعلون بي؟!

أجابته في هدوء عجيب:
- سنقتلك بالطبع..

وكانت صدمة عنيفة..
للغاية.

علي الصريمي 20-06-08 11:06 AM

ابدع من ليلاس وكل اعطاء ليلاس
:liilas::liilas::liilas:
:55::55::55::55::55:

dr_e 20-06-08 08:40 PM

مجهود رائع
شكرا لك

amedo_dolaviga 20-06-08 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الصريمي (المشاركة 1490393)
ابدع من ليلاس وكل اعطاء ليلاس
:liilas::liilas::liilas:
:55::55::55::55::55:

شكرا على المرور يا علي منورني دايما

amedo_dolaviga 20-06-08 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr_e (المشاركة 1491114)
مجهود رائع
شكرا لك

العفو يا دكتوره اسراء

اسعدني مرورك الجميل

الموج الذهبي 22-06-08 01:49 PM

مششششششششششكور علي التعب والجهد المبذول والف تحية للدكتور نبيل

johnma 22-06-08 09:46 PM

thanks a lot for your work, the series is available on this website


يمنع وضع روابط لمواقع أو منتديات أخرى..
eman

علي الصريمي 25-06-08 02:48 PM

خلاص خلص الاسبوع وبكرة خميس نشوف القصة
بعد اربعة وعشرين ساعة

amedo_dolaviga 26-06-08 01:17 AM

شكرا على المرور للموج الذهبي وعلى ردك الجميل جدا

شكرا لمروك جون وشكرا لإيمان للتعديل

باذن الله يا علي غدا مساءً ستجد الجزء الجديد قد صدر وشكرا على ردك

amedo_dolaviga 27-06-08 12:03 AM

21- المضاد..

هزَّ الدكتور "محمد حجازي" رأسه في اهتمام، وهو يراجع ما قدّمه له فريق العلماء الذين طلب استدعاءهم من "القاهرة"، وقال:
- إذن فقد درستُم ذلك التداخل الجيني جيداً.

أومأ أحدهم برأسه، وقال:
- لأيام قليلة مضت كنا نتصوَّر أن هذا مستحيل علمياً تماماً، ولكن يبدو أن العلم لن يتوقَّف عن إدهاشنا حتى نهاية العالم.

غمغم الدكتور "حجازي":
- هذا أمر طبيعي، فمهما تصوَّرنا فإننا لا نملك من العلم إلا قليلاً.

قال آخر:
- هذا صحيح.. العيِّنة التي اختبرناها تجمع بين جينات عدة فصائل مختلفة، مندمجة ومتناغمة على نحو كان العلم يعده مستحيلاً، وهذا منحنا سمات عديدة ومختلفة، حتى عن سمات الأنواع والفصائل، التي أخذت منها.

أسرع ثالث يضيف:
أهمها القدرة على التشكل في هيئات مختلفة.. إنها مرونة خلوية ليس لها مثيل.

قال الدكتور "حجازي" في اهتمام:
- ربما اقتنصها من جينات بعض الكائنات القادرة على تغيير هيئتها؛ لتتناسب مع الطبيعة المحيطة بها.

قال الأوَّل:
- ربما.. ولكننا درسنا هذا التداخل الخلوي إلى حد ما، وأمكننا أن نضع اللمسات الأخيرة لما طلبته منا.

تساءل في لهفة:
- المضاد؟!

أجابه الثاني:
- لقد وضعنا تركيبته، ولكنها لم تدخل مرحلة التصنيع بعد.

سأله الدكتور "حجازي":
- وكم تحتاجون لتصنيعها بالفعل؟

قال الثالث في اهتمام شديد:
- أسبوع في الظروف العادية، وثلاثة أيام لو أن الأمر عاجل.

انعقد حاجبا الدكتور "حجازي" في توتر، وغمغم في عصبية:
- هذا لا يكفي.
تبادل الثلاثة نظرة متوترة، ثم سأله أحدهم في حذر:
- متى تريد المضاد إذن؟!

أجاب بمنتهى الحزم:
- الآن.

واتسعت عيون الثلاثة في شدة..
وفي صدمة..

* * *

تبدو مصدوماً..

ألقت الحسناء عبارتها وهي تكاد تنفجر ضحكاً، فقال "أكرم" في غضب:
- ولماذا يصدمني هذا؟!.. أنا مقيد في إحكام، وسط ثلاثة من القتلة أنصاف الوحوش، فأي مصير أنتظر سوى القتل.

تحسَّست صدره القوي، وهي تقول:
- لا تتصوَّر أن هذا لسبب شخصي.

قال في حنق:
- ولماذا أتصوَّر هذا من حقيرة مثلك؟!

أطلقت ضحكة عالية كما لو أنه أطلق دعابة لطيفة، وواصلت تحسُّس صدره وهي تقول:
- إننا نحمي وجودنا فحسب.

قال في حدة:
- بالقتل؟!

هزَّت كتفيها قائلة:
- وهل من سبيل سواه؟!

قال في حنق:
- هل حاولتم؟!

صمتت لحظات، ارتسم خلالها الحنق على ملامحها، قبل أن تخدش صدره بأظافرها الطويلة، قائلة في وحشية:
- اصمت.

شعر بالدماء الحارة تسيل على صدره، فصاح في حنق:
- وماذا لو لم أفعل؟!

فوجئ بملامحها تتحوَّل على نحو عجيب، وبأنيابها الحادة تبرز، وتشوه ملامحها كلها، وهي تزمجر في وحشية، جعلت عيناه تتسعان، وهو يردِّد بأنفاس مبهورة:
- يا إلهي!.. يا إلهي!


قال الشاب الجواد في صرامة بعد أن انتهى مع الشاب النسر من تثبيت المحفة على المنضدة:
- هذا يكفي.

التفتت إليه في حركة حادة وحشية، فأطلق الشاب النسر فحيحاً ثعبانياً قوياً في وجهها، وصاح بصوت عجيب، ولسانه الطويل المشقوق يتراقص في الهواء:
- هل سنبدأ الاقتتال؟!

لانت ملامحها في سرعة، وقالت:
- لن نفعل أبداً.

ثم التفتت إلى "أكرم" صائحة في غضب:
- انظر ماذا فعلت؟!

هتف مستنكراً:
- أنا؟!

كان الكل يتطلَّع إليه، عندما تعلَّقت عيناه بنقطة ما خلفهم، وهتف فجأة:
- افعلها يا رجل.

التفت الثلاثة إلى حيث ينظر، وأدركوا الخطأ الذي ارتكبوه في غمرة اهتمامهم بتصفية حساباتهم..
"رمزي"..

لقد نسوا أمره تماماً..
وعندما التفتوا إليه، كان قد استعاد وعيه، ويقوم بآخر شيء يمكن تصوّره أو توقعه..

لقد كان يلقي أحد المشارط الجراحية الكبيرة التي يحتفظ بها العالم الكهل في معمله..
ونحو "أكرم"..
مباشرة..


لقد أبدلوا خمس سيارات خلال رحلتهم..

نطقت "نشوى" العبارة في اهتمام بالغ، وهي تتابع برنامجها الكمبيوتري على الشاشة، قبل أن تضيف:
- من الواضح أنهم شديدو الذكاء والحذر.

غمغم "نور" في حزم:
- ما من نظام مكتمل.

أجابته في حماس:
- بالطبع.. لقد أمكنني تعقُّبهم على الرغم من كل ما فعلوه.

ثم فقد صوتها حماسه فجأة، وهي تضيف:
- ولكنني فقدت أثرهم هنا.

مال "نور"؛ ليتطلَّع إلى الخريطة المرتسمة على شاشة كمبيوتر "نشوى"، ورأى سبَّابتها تشير إلى نقطة ما في منطقة "الماكس" القديمة في طرف "الإسكندرية"، وتساءل في توتر:
- وكيف فقدت أثرهم؟!

أجابته في ضيق:
- المنطقة بها عدد كبير من الأنفاق المتشابكة، تم إنشاؤها في أعقاب حرب التحرير، ولقد دخلت آخر سياراتهم شبكة الأنفاق، التي تعطلَّت آلات المراقبة داخلها لسبب ما، ثم لم تخرج أية سيارة جديدة من هناك.

غمغم "نور" في تفكير عميق:
- لا يمكنك إيقاف سيارة وسط شبكة أنفاق.

قالت "سلوى" التي تتابع حديثها:
- ولا يمكنك أيضاً تحديد اتجاه مسوخ مثلهم داخل شبكة أنفاق.

قال "نور"، وتفكيره يزداد عمقاً:
- بالضبط.

لاذ بالصمت بضع لحظات توحي باستغراقه في تفكير عميق، ثم التفت إلى "نشوى" قائلاً:
- أين تقع مخارج الأنفاق بالضبط؟!

أشارت بسبابتها عدة مرات قائلة:
- هنا.. وهنا.. وهنا... وهنا أيضاً.

قالت "سلوى" في انفعال:
- أربعة مخارج فحسب، يمكن تعقُّبها، و..

قاطعها "نور" في حزم:
- كلا.

رفعت عينيها إليه في دهشة، فاستطرد في شرود عجيب:
- هناك شبكة أخرى، علينا تعقُّبها.. شبكة ساعدتهم كثيراً.. كثيراً جداً.

وكان من الواضح أنه قد توصَّل إلى طرف خيط..
طرف خيط دقيق..
إلى أقصى حد...

lamada305 27-06-08 06:15 PM

شكرا على الجزء الجديد
وفى انتظار الباقى

tweety555 28-06-08 03:18 PM

شكرا على هاي القصة وبانتظار التكملة بس ياريت ما تتأخر علينا بتكملتها وننتظرها بفارغ الصببببر

bila 02-07-08 01:00 AM

الف شكررررررررر يا اخي انا مش لقية كلمات تعبر عن شعوري ولكن ساكتفي بكلمة واحدة ..او كلمتين

بارك الله فيييييييييييييييك bila

الصخرة1978 02-07-08 09:59 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصخرة1978 02-07-08 10:01 AM

الف شكر و ننتظر البقية يا عزيزي

هاشم جاد 03-07-08 12:17 PM

يا مولانا حا ننتظر كتير ولا الحاصل ايش

eng_saleh 03-07-08 02:36 PM

مشكوووووووووووور جدا اخي الكريم

amedo_dolaviga 03-07-08 06:55 PM

ِشكرا لكل اللي ردوا على الموضوع

amedo_dolaviga 04-07-08 01:49 AM

22- انقلاب...

للوهلة الأولى بدا وكأن "رمزي" قد قرَّر إعفاء "أكرم" من عذابه، ومصيره المحتمل، وقتله فوراً..
وبسرعة..

فعندما ألقى ذلك المشرط الحاد بدا مساره وكأنه يتجه نحو صدر "أكرم" مباشرة..
أو هكذا رآه المسوخ الثلاثة داخل المعمل القديم..

ولكن المشرط انغرس بالفعل..
ليس في صدر "أكرم"..
أو في أي جزء من جسده..
لقد انغرس في تلك السيور الجلدية، التي تقيده إلى منضدة البحث في إحكام..

وفي نفس اللحظة، كانت الحسناء القرش تكشر عن أنيابها؛ لتغرسها في عنق "رمزي"، والشاب النسر يصدر فحيحاً غاضباً، وينقض عليه بلسانه الثعباني المشقوق..

ورأى "أكرم" هذا المشهد، فصرخ:
- "رمزي".
كان يعلم أن ما فعله "رمزي" قد أضعف قوة السيور الجلدية، التي تحكم رباط يده اليسرى، لذا فقد استنفر كل قواه، وأطلق صرخة غضب قوية، وعضلات ذراعيه تنتفخ..
وتنتفخ..
وتنتفخ..

أضف إلى هذا كمية الأدرينالين الكبيرة التي أفرزتها غدّته فوق الكلوية، وأطلقتها في تيار دمه، لتضاعف من قوَّته، كما يحدث لكل مخلوقات الدنيا في حالة الخطر..
ومن موقعه رأى الشاب الجواد هذا، فأطلق صهيلاً غاضباً وحشياً، وهو يندفع نحو "أكرم"..

وصرخ "أكرم" مرة ثانية..
وثالثة..
ورابعة..

كان يشاهد الحسناء القرش، والشاب النسر، وهما يحاصران "رمزي"، الذي لن يصمد أمام هجومهما حتماً..
وكان يشعر بحتمية أن يهب لنجدته..
بأية وسيلة..
وأي ثمن..

ومع انقضاضة الشاب الجواد عليه أطلق "أكرم" صرخة أخيرة أطلقت كل قوته الكامنة..
وتمزَّقت قيود يده اليمنى..
تمزَّقت عندما كان الشاب الجواد على وشك غرس أسنانه في عنقه..

وبلكمة أودعها كل قوته وغضبه، هوى على فك الشاب الجواد..
وكانت لكمة هائلة بحق..
لكمة ربما لم يحظ "أكرم" نفسه بمثلها قط..
لكمة أطاحت بالشاب الجواد في عنف، عبر المعمل كله، فارتطم بالحسناء القرش، ودفعها معه نحو مائدة اكتظت بالأجهزة المعملية، فسقطت وهما معها، وتناثرت أجزاؤها أرضاً، وامتزجت مكوناتها الكيماوية، وتصاعدت بعض الأبخرة في المكان..

وزمجرت الحسناء القرش في غضب، وهي تنهض بعد الهجوم، ورأت "أكرم" يدير يده اليمنى في سرعة؛ ليحل وثاق يده اليسرى، فأبرزت مخالبها الحادة الطويلة، وانقضت عليه، مطلقة صرخة أشبه بصرخة دولفين ثائر..
ولكن "أكرم" لم يكن في حالته العادية في تلك اللحظات..

كان جسده كله يموج بالأدرينالين..
والغضب..
والثورة..

فعلى الرغم من سرعة وعنف انقضاضة الحسناء القرش استقبلها "أكرم" الذي ما زال مقيد القدمين بصرخة قوية غاضبة، ثم أمسك عنقها بيسراه، ودفع يمناه في بطنها، ورفعها بقوة مدهشة فوقه، ليلقي بها بمنتهى العنف نحو يسار المعمل..

ومرة أخرى ارتطمت الحسناء بمائدة عليها أجهزة، وسقطت معها أرضاً في حين استدار الشاب النسر في غضب نحو "أكرم"، وتراجع بحركة حادة، وهو ينقل بصره بينه وبين "رمزي"؛ خشية أن ينشغل بأحدهما، فيهاجمه الآخر..

كان "أكرم" قد انحنى لحظتها؛ ليحل وثاق قدمه اليسرى، في حين راح "رمزي" يبحث عن أي شيء يمكنه أن يقاتل به..
أو يدافع عن نفسه على الأقل..

وبينما تنهض الحسناء القرش غاضبة ثائرة، استدار الشاب النسر نحو "أكرم"، وأطلق فحيحاً ثائراً، وتساقطت قطرات السم من طرف أنيابه الثعبانية الحادة..

وبكل غضبها صرخت الحسناء القرش بصيحتها السمكية المخيفة:
- لو تصوَّرت أنك ستربح هذه المعركة أيها البشري، فأنت واهم.

صاح بها "أكرم" في صرامة:
- أنتِ قُلتِها.. "أيها البشري".

كانت تنقضّ عليه بكل غضبها عندما استقبلها بركلة شديدة القوة في أسنانها مباشرة، بقدمه اليسرى وهو يكمل:
- هذا يعني أنك تعلمين.

سقطت مطلقة صرخة وحشية غاضبة، وارتطمت هذه المرة بجهاز كبير، فسقط وتحطَّم في عنف، فاستدار "أكرم" ليحل وثاق ساقه اليمنى..
وكانت في انتظاره مفاجأة..
الأنياب الثعبانية للشاب النسر، كانت قيد سنتيمترات..
من عنقه مباشرة..


* * *

ها هي ذي..

نطقتها "نشوى"، وهي تشير إلى خريطة هندسية ظهرت على شاشة الكمبيوتر الخاص بها، فسألها "نور" في انفعال:
- أهي أحدث خريطة لممرات التهوية ومنافد الهروب؟!

أجابته في اهتمام:
- بالطبع.. إنها تشير إلى كل مساراتها، حتى المتداخلة منها.

سألته "سلوى":
- هل تعتقد أنهم قد فروا عبرها؟!

قال في حسم:
- بل أنا واثق من أنهم قد فعلوا هذا.

ثم أشار إلى الخريطة مستطرداً:
- هذه الشبكات الداخلية تقود إلى عدة نقاط، منها ما هو وسط مناطق سكنية مزدحمة، وما هو بعيد تماماً عن العمران، وسنستبعد بالطبع تلك التي تنتهي بمناطق سكنية، فمع تجارب كهذه لا أحد سيخاطر بالتواجد وسط آلاف الفضوليين، لذا فوكر تلك الوحوش يكمن حتماً في منطقة مقفرة، أو شديدة الهدوء، وبعيدة عن الزحام.

أشارت "نشوى" إلى بقعتين، قائلة:
- هذا يترك لنا مكانين فحسب.. هنا.. وهنا.

قالت "سلوى" في اهتمام:
- هذه منطقة منتجعات فاخرة، تحوي عدداً من الفيلات، تفصل بينها حدائق كبيرة.. أما تلك فبها المرصد القديم فقط.

انعقد حاجبا "نور" في شدة، وهو ينقل بصره بين المنطقتين على خريطة "الإسكندرية"، و"نشوى" تقول:
- أظنني أرشح المرصد القديم، فمنطقة الفيلات، مهما بلغ هدوءها ستحوي من يثير الأمر فضوله.

قال "نور" في اهتمام:
- الدخول أو الخروج من مرصد مهجور يثير فضولاً وتساؤلات أكثر.

تساءلت "سلوى":
- هل يعني هذا أنك ترشح منطقة الفيلات؟!

ولم يجب "نور"..
كان عقله يكاد يشتعل؛ للتوصُّل إلى الوكر..

إنه لن يملك سوى فرصة واحدة..
إما أن يهاجم الوكر في اللحظة المناسبة..
أو يخسر اللعبة كلها..

والأخطر أن يفقد رفيقيه..
"أكرم".. و"رمزي"..
وهو لن يحتمل فقدان أحدهما..
لن يحتمل أبداً..

وهذا يعني أنه ليست أمامه سوى فرصة واحدة..
وبسرعة..

أين ذهبت السيارة؟!..
.
ألقى التساؤل في اهتمام، فالتفتت إليه "نشوى" و"سلوى"، وغمغمت الأولى:
- أخبرتك أنني فقدت أثرها داخل شبكة الأنفاق.

قال في اهتمام:
- ولقد اتفقنا على أنه من المستحيل ترك سيارة فارغة داخل شبكة الأنفاق، وهذا يعني أنها قد خرجت منها على نحو أو آخر.
قالت "سلوى" في دهشة:
- كيف؟!.. أشرطة المراقبة لم ترصد خروجها.

أشار بسبَّابته، قائلاً:
- هنا يكمن حل اللغز كله.. أين ذهبت السيارة؟!..

وكيف اختفت داخل شبكة الأنفاق؟!
كيف؟!..
كيف؟!.

علي الصريمي 04-07-08 12:59 PM

ليلاس احلى ناس
منتظرين الباقي على احر من الجمر

bila 04-07-08 08:53 PM

مشككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككككور اخي علي المجهود الرائع المجهود العظييييم ونرجو التكملة بسررررررررعة
bila!!!!!!!!!!!!!!!!

amedo_dolaviga 05-07-08 12:44 AM

شكرا يا علي ...على كلامك الجميل أوي ...
----------------------------------------------------------
bila
شكرا على ردك الجميل جدا ودايما منوره الموضوع

بس القصه بتنزل مساء الخميس من كل اسبوع
وان شاء الله مساء الخميس القادم تكون موجودة

mezagiah 05-07-08 06:51 AM

مشكووووووووور

eslammohamed 05-07-08 01:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

amedo_dolaviga 05-07-08 04:33 PM

mezagiah

شكرا على مرورك وردك الجميل

________________________-

eslammohamed
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رحمة 09-07-08 10:57 AM

مجهود رائع جدا اخى ارجو التكملة

amedo_dolaviga 09-07-08 02:44 PM

شكرا يا رحمة على مرورك الجميل
نورتيني
وان شاء الله التكملة قريبا

meaning94 09-07-08 05:16 PM

شكرا جزيلا...

amedo_dolaviga 10-07-08 05:21 PM

شكرا لمرورك يا meaning نورتي الموضوع

amedo_dolaviga 10-07-08 05:23 PM

23- اختفاء!


بأي منطق كان، لم يكن هناك أمل..
أدنى أمل..

"أكرم" و"رمزي" كانا وحدهما داخل وكر المسوخ من وحوش الجيل الثالث لتلك التجربة الرهيبة..
والثلاثة يهاجمونهما..
الشاب النسر..
والحسناء القرش..
والشاب الجواد..

وفي تلك اللحظة بالذات، كانت الحسناء القرش تنهض في غضب وثورة، لتنشب أنيابها في جسد "أكرم"، والشاب الجواد يطلق صهيلاً قتالياً، تمهيداً للانقضاض، في حين يستعد الشاب النسر لغرس أنيابه الثعبانية، وبث سمومها في عنق "أكرم" الذي لم يتخلَّص من قيود ساقه اليمنى بعد..

ولقد أطلق الشاب النسر فحيحه في أذنه مباشرة..
وكان فحيحاً يحمل صوت الموت..
لو أن له صوتاً..
وبدا لـ"أكرم" أنها النهاية..
بلا ريب..

ولكن فجأة، طار جهاز الطرد المركزي عبر الحجرة، وارتطم بوجه الشاب النسر في عنف؛ ليلقي به أرضاً، ويرتطم بعدد من الأجهزة الأخرى التي ازدحم بها المكان..
والتفت "أكرم" بحركة حادة نحو "رمزي" الذي كان يلهث في عنف من فرط الجهد والانفعال..

وكم شعر "أكرم" لحظتها بالامتنان تجاهه..
ولكن الموقف لم يكن يسمح بالتوقف ثانية واحدة..
ولو للشعور بالامتنان..
فالشاب الجواد كان ينقض..
والحسناء القرش تهاجم..
و..

"معملي.."..

انطلقت صرخة العالم الكهل فجأة، لترتطم بالجميع في عنف..

وعلى الرغم من عنف الموقف وسخونته وحدّته، لم تكد صرخته تنطلق حتى تجمَّد المشهد كله، والتفتت العيون جميعها إليه بحركة واحدة..

وفي لوعة ومرارة استطرد العالم الكهل دون أن يحاول حتى التخلُّص من قيوده القوية:
- ماذا فعلتم أيها التعساء؟!.. لقد حطمتم كل شيء.. حطمتم كفاح عمر بأكمله.

بدا وكأن الحسناء القرش قد نسيت أمر "أكرم" تماماً لحظتها، وهي تلتفت إلى العالم الكهل مزمجرة:
- إنها مجرَّد أجهزة، يمكن تعويضها.

صرخ:
- تعويض ماذا؟!.. إنكم تجهلون ما فعلتموه.. هذه الأجهزة تحوي تجارب عمري كله، وبعض المواد التي أرقتموها نتاج عمر كامل من الإعداد والتكوين.. هناك مواد تحتاج إلى أعوام حتى تصل إلى حالتها النشطة هذه.. لقد أضعتم عمري.. عمري كله.

تحرَّك "أكرم" في حذر؛ ليحل وثاق ساقه اليمنى، والشاب الجواد يقول في غضب:
- تلك المواد هي التي صنعت بنا هذا.. هي التي حوَّلتنا إلى تلك المسوخ التي أصبحنا عليها.

هزَّ العالم الكهل رأسه في مرارة، وهو يقول:
- الذي أصبحتم عليه هو حلم البشرية منذ الأزل.. القوة.. عقول البشر بكل ذكائها وحنكتها وألمعيتها مع قوة الحيوان والطير.. الصورة التي تخيَّل البشر عليها الآلهة منذ قديم الأزل.

قال "رمزي" في توتر:
- وأنت أردت أن تصنع منهم آلهة.

مطَّ "أكرم" شفتيه، قائلاً:
- يا للسخافة!

كان الموقف غريباً وعجيباً بحق..

الأعداء الذين كانوا يتقاتلون منذ أقل من دقيقة واحدة، أصبحوا كلهم يقفون جنباً إلى جنب، يتحدَّثون مع عالم كهل مقيد إلى منضدة تجارب..
هتف العالم بكل مرارته:
- أية آلهة؟!.. لقد أردت أن أصنع جيلاً جديداً.. أردت أن أدفع عجلة التطور إلى الأمام.

صاح فيه "رمزي":
- ومن أعطاك الحق في أن تفعل؟!

هتف العالم:
- العلم.. العلم يمنحك الحق في أن تفعل كل ما يتيحه لك.

صاح "رمزي":
- خطأ.. مبدأ مريض من رجل مختل.

التفتت إليه الحسناء القرش، وأطلقت زمجرة وحشية غاضبة:
- اخرس.

وأضاف الشاب الجواد في حدة:
- لا تسبَّ والدنا.

هتف "أكرم"، وقد تحرَّر جسده تماماً، وهبط على قدميه:
- أي موقف مختلٍّ هذا؟!.. لقد أفقدتموه وعيه، وتريدون وضعه في حالة أقرب إلى الموت، ثم تغضبون ممن يسبه.. هل بلغ بكم التناقض هذا الحد؟!

نهض الشاب النسر، وهو يمسك جانب وجهه الذي يسيل منه الدم، وقال في عصبية:
- ليس هذا من شأنكما.. لن يمكنكما فهم موقفنا هذا مهما حاولتما.

وزمجرت الحسناء القرش مرة أخرى، هاتفة:
- أنتما عدوّان.

قال "أكرم" في سخرية عصبية:
- صدقت في هذا.

التفتت إليه، وقد برزت مخالبها، وكشرت عن أنيابها، واستعد هو لمواجهتها، والتصق "رمزي" بالجدار، والشاب الجواد يقترب منه، مطلقاً صهيلاً قتالياً خافتاً، وبدا وكأن القتال سيتواصل مرة أخرى، ولكن العالم الكهل هتف بكل مرارة الدنيا:
- لقد أرقتم إكسير حياتكم أيضاً.

التفتت إليه الحسناء القرش بحركة وحشية، وتساءل الشاب النسر، وهو يحاول إيقاف النزيف:
- ماذا تعني يا أبي؟!

راح العالم يهز رأسه، شأن من فقد حلم عمره، وهو يقول:
- تلك المادة التي كنت أحقنكم بها أسبوعياً لم تكن مجرَّد مقويات كما أخبرتكم.. إنها المادة المسئولة عن الحفاظ على توازن ذلك المزيج الخلوي الذي أصبحتم عليه.

امتقع وجه الحسناء القرش، وهي تقول:
- هل تعني أن.. أن..

أجابها في مرارة فائقة:
- نعم.. بدونها سينهار توازنكم الخلوي والجيني تماماً.

قال الشاب الجواد في شحوب:
- هل سنفقد قدراتنا؟!

صاح العالم في انهيار:
- بل ستفقدون ما هو أخطر.. حياتكم.

انعقد حاجبا "أكرم" بشدة، وتبادل نظرة متوترة مع "رمزي"، في حين امتقعت وجوه الشبان الثلاثة، وغمغمت الحسناء القرش:
- يا للحقارة!

ثم اندفعت نحو العالم الكهل صارخة:
- ولماذا أخفيت عنا هذا؟!.. لماذا.. لقد خدعتنا دوماً.. خدعتنا طوال الوقت.

برزت مخالبها الحادة الطويلة مع ثورتها، وبدا وكأنها ستغرسها في صدر العالم الكهل، ولكن الشاب النسر أمسك يدها، صائحاً:
- رويدك.. لو لقي مصرعه سنلقي حتفنا جميعاً.

صرخت:
- ألم تسمع ما قاله؟! النهاية واحدة في كل الأحوال!

صاح بها:
- وما زال أمامنا أسبوع كامل، قبل أن نبلغها.

قال الشاب الجواد في مرارة:
- وماذا يمكننا أن نفعل في أسبوع واحد؟!

أجابه الشاب النسر في سرعة:
- نحقق الحلم.

وتألَّقت عيناه على نحو عجيب، وهو يضيف:
- نسيطر على العالم.

هتف "أكرم" في غضب:
- ومن سيسمح لكم بهذا؟!

التفت الثلاثة إليه وإلى "رمزي"، وقالت الحسناء القرش في مقت واضح:
- لن يكون هناك من يمكنه منعنا.


ثم عادت تبرز أنيابها ومخالبها، وهي تضيف:
- عندما ننتهي منكما.

وعقب عبارتها، انقض الثلاثة انقضاضة رجل واحد على "أكرم" و"رمزي"..
وفي هذه المرة لم يكن هناك أمل..
بحق.

عزي إيماني 11-07-08 03:14 AM

يعطيك العافية ..
القصة من أفضل ما قرأت ..
شكراً على جهودك ..

ahmed nor 11-07-08 04:46 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ر

maddi dief 11-07-08 11:14 AM

هذه القصة من اروع ماكتب نبيل فاروق
مشكور جدا علي المجهووووووووووووود العظيم

علي الصريمي 11-07-08 11:34 AM

كل اسبوع الاثارة تبلق القمة ونتظر الاسبوع القادم
فكم جزيل الشكر

عربي2 11-07-08 09:27 PM

مجهود طيب

بانتظار البقية

تقديري

الموج الذهبي 12-07-08 04:42 AM

مجهود مشكور علية

ابو العميد 12-07-08 09:48 PM

لايمكن ان تكون هذه القصة للدكتور نبيل فاروق

amedo_dolaviga 13-07-08 05:56 PM

عزي ايماني شكرا لمرورك الجميل ونورتي الموضوع
وبالفعل القصة من أجمل ما كتب دكتور نبيل فاروق
----------------------------------------------------
احمد نور
شكرا لمرورك الجميل ونورت الموضوع
----------------------------------------------------
maddi dief

شكرا لمرورك والرد والحمدلله انها عجبتك
----------------------------------------------------
علي الصريمي
شكرا يا علي على ردك كل مره وبجد منورني دايما بوجودك الجميل
----------------------------------------------------
شكرا يا عربي2 على المرور والرد وبالتوفيق
----------------------------------------------------
الموج الذهبي شكرا على ردك ونورتني

--------------------------------------------
ابو العميد شكرا لمرورك لكن عفوا
لا تتهمني بالكذب فأنا اراعي الله فيما اكتب وانقل بصدق
ومازلت أؤكد ان القصة للدكتور نبيل فاورق وستصدر قريبا في كتاب من سلسلة الاعداد الخاصة لملف المستقبل
واذا لم تعجبك القصة فهو رأيك فاحتفظ به لنفسك ولكن لا تكذبني دون وجود دليل

رحمة 13-07-08 06:41 PM

تشكر اخى ولكن ارجو عدم تكذيب بعضنا لانك فى الاول والاخر يجب شكرك على مجهوك سواء هى قصة للدكتور او لا فانت لك جزيل الشكر على محاولة اسعادنا ولله الحمد فقد نجحت والقصة رائعة وشكرا

kholoud 90 14-07-08 08:02 PM

دي أول مشاركة ليا هنا .
و أنا من عشاق نبيل فاروق
و القصة أكتر من رووووووووووووووووووووووووووووووعة .
بجد تسلم ايدك على المجهود الجبار ده
و انا منتظرة التكملة بفارغ الصبر
و شكرا ليك مرة تانية

احلام الحب 15-07-08 08:41 PM

اشكرك بقوة على ه\ة القصة الرائعة

احلام الحب 15-07-08 08:47 PM

متى تكمل الرواية

علي الصريمي 18-07-08 12:45 PM

منتظرين الباقي ولكم الف لا مليون لا مليار شكر
وسلمت على ما تبذل من مجهود

amedo_dolaviga 18-07-08 03:26 PM

شكرا لكل أخ وأخت دخل ورد في الموضوع ونورتوني كلكم
واسف على التأخير لأني لم احضر القصة مساء أمس

amedo_dolaviga 18-07-08 03:29 PM

24-اقتتال..





لهث مسئول الأمن في مدينة "الإسكندرية" على نحو ملحوظ، وهو يلوّح بيده هاتفاً:
- كنت على حق أيها المقدم.

التفت إليه "نور"، متسائلاً في لهفة:
- هل عثرت عليها؟!

أومأ الرجل برأسه في انفعال، وهو يجيب:
لجأنا إلى الوسائل التقليدية القديمة كما نصحت، وأرسلنا رجالنا يتفقدون شبكة الممرات والأنفاق، وأنت تعلم أنه توجد دوماً في كل شبكات الأنفاق مناطق مخصصة للسيارات التي تصاب بعطل ما؛ حتى لا تعيق حركة السير، و...

قاطعته "سلوى" في توتر:
- عثرتم على سيارتهم إذن؟

أومأ الرجل برأسه مرة أخرى، مجيباً:
- نعم.. هنا.

قالها وهو يشير إلى بقعة على خريطة الأنفاق، فالتفت "نور" إلى ابنته "نشوى"، وسألها في اهتمام بالغ:
- هل رصدت كاميرات المراقبة خروج سيارات جديدة من الشبكة، لم ترصد دخولها في الوقت المناسب، أو سيارة استغرق عبورها الأنفاق وقتاً أطول مما يتطلبه هذا.

راجعت بيانات جهاز الكمبيوتر الخاص بها في سرعة، قبل أن تقول:
- كلا..

أومأ برأسه، مغمغماً:
- هذا يؤيِّد نظريتي.

سأله مسئول الأمن، ولم يتوقَّف عن لهاثه العجيب بعد:
- أية نظرية؟!

لم يحاول "نور" حتى إجابة سؤاله، وهو يقول لابنته:
- حاولي دمج شبكة أنفاق التهوية بشبكة الممرات.

ضغطت أزرار الكمبيوتر في سرعة، قبل أن تعتدل قائلة في توتر شديد من فرط قلقها على زوجها:
- ها هي ذي، ولكنه أمر شديد التعقيد.

غمغم مسئول الأمن:
- مراجعة كل هذه الأنفاق الهوائية يحتاج إلى أسبوع على الأقل.

امتقع وجه "نشوى"، وغمغمت "سلوى" في عصبية:
- لسنا نملك حتى ساعة واحدة.

أشار "نور" بسبَّابته، قائلاً:
- ولكننا نملك سلاحاً شديد الخطورة.

سألته في لهفة:
- وما هو؟!

أجاب بسرعة:
- بل قولي: من هو؟

ثم أشار إليها، مضيفاً في حزم:
- إنه أنت.

واتسعت عيون الجميع بدهشة..
بكل الدهشة..

* * *

كل قواعد المنطق كانت تؤكِّد أنها النهاية..
"أكرم" و"رمزي" مسجونان داخل معمل نصف محطَّم، لا يدريان حتى أين يقع بالضبط، وثلاثة من المسوخ ذات القوى الهائلة والسمات الوحشية يهمون بالانقضاض عليهم..
ولا يوجد مهرب واحد..
أي مهرب..

"لا تظنون أننا سنستسلم لمصيرنا بهذه البساطة.."

نطقها "أكرم" في عصبية شديدة، وتحفز تام، في حين تراجع "رمزي" في توتر شديد، حتى التصق بالجدار، ويداه تبحثان عن أية وسيلة للقتال..
أية وسيلة..
على الإطلاق..

وعلى الرغم من إدراك "أكرم" الشديد لفارق القوة بينهما وبين المسوخ الثلاثة، فقد اتخذ وقفة قتالية متحفزة، وهو يهتف:
- لو مس أحدكم شعرة منا، فسوف..

قاطعته الحسناء في شراسة:
- فسوف تفعل ماذا أيها البشري؟!.. ألم تدرك طبيعة الأمر بعد.. بغضّ النظر عما ارتكبه والدنا في حقنا، فقد عمل منا كائنات أرقى منكم.. كائنات جبارة.

قال "رمزي" في توتر:
- بل كائنات ممسوخة مسكينة، تستحق الشفقة والرثاء.. كائنات لا هي برقي البشر، ولا بقوة الحيوان والطير.. كائنات لن يمكنها حتى أن تتعايش مع ما حولها ومن حولها، وكل ما تفعله هو أن تختبئ في جحر كالجرذان.

صرخت في عصبية:
- اصمت.

ثم وثبت تنقضّ عليه في نفس اللحظة التي انقضّ فيها الشابان على "أكرم"..
وبكل قوته، ودون حتى تحديد هدفه، راح "أكرم" يركل..
ويلكم..
ويضرب..
و...

"ضربة أخرى، وقل لرفيقك وداعاً.."


هتفت به الحسناء في قسوة، فالتفت إليها في حدة، وانعقد حاجباه بشدة مع ذلك الانفعال الجارف الذي ماج به جسده كله..
فهناك في ركن المعمل كانت الحسناء القرش تكبّل حركة "رمزي"، وتضع أسنانها الحادة على عنقه..

وعلى الرغم من دقة موقفه وصعوبته، هتف "رمزي":
- لا تستسلم يا "أكرم".. قاتل حتى النهاية.

كان هتافه هذا يتفق مع ما يموج به عقل "أكرم" بالفعل، إلا أن هذا الأخير لم يكد يرى رفيقه في هذا الموقف حتى خفض قبضتيه، وترك الشابين ينقضّان عليه من الخلف، ويكبلان حركته في إحكام..

وفي مرارة قال "رمزي":
- كان ينبغي أن تقاتل.

غمغم "أكرم":
- النهاية واحدة في الحالتين يا صديقي، ولكنني لم أحتمل رؤية تلك المتوحشة تقتلك أمام عيني.

زمجرت الحسناء القرش، هاتفة:
- ومن أدراك أنني لن أفعلها الآن؟!

نعم.. من أدراه..
لقد استسلم دون أن يفكر حتى في هذا الاحتمال..
استسلم؛ لأن عواطفه التي طالما قاومها قد انتصرت على عقله، ودفعته إلى تغيير مساره المعتاد..

ذلك المسار الهمجي كما يصفونه، والذي يتعامل مع الأمور بمنطق المقاتل المحترف، وليس بمنطق رجل المخابرات الرصين في جهاز علمي يتطلَّب المعرفة وحسن التدبير.. ولكن كل شيء من حوله يوحي بأنهم سيقتلونهما في النهاية..

وما دام الموت آتٍ لا ريب، فليمت في سبيل من يؤمن به..
ومن يحب..
ويصادق..

كان الشاب النسر يمسك به من الخلف، ولسانه الطويل المشقوق يتراقص أمامه، وهو يهمس في أذنه بصوت كالفحيح:
- أعترف أنك تثير إعجابي يا سيد "أكرم"، ولكنني مضطر لـ...

قاطعه فجأة صوت العالم:
- لا..

التفت الكل إليه في تساؤل، وهتفت الحسناء القرش في حدة:
- لا تستمع إليه أيها النسر.. اغرس أنيابك السامة.. هيا.

تردَّد الشاب النسر لحظة كانت كافية ليهتف العالِم، وهو مستسلم تماماً لقيوده وموقفه:
- لا.. لو قتلتموهما ستخسرون الكثير.

صهل الشاب الجواد هاتفاً في سخط:
- نخسر ماذا؟!.. لقد خسرنا مستقبلنا بالفعل، فماذا ينتظرنا أسوأ من هذا؟!

أجابه العالِم، وهو يغمض عينيه في مرارة:
- ستخسرون أسبوعاً إضافياً، لا أحد يدري كيف يمكن أن تتطوَّر فيه الأمور، في زمن تسارع فيه الإيقاع إلى حده الأقصى كهذا الزمن.

قال الشاب النسر في عصبية:
- مهما حدث، ومهما فعلنا، سنموت في النهاية.

تردَّد العالم لحظات، ثم قال في صوت أقرب إلى الهمس:
- ربما لا.

تألَّقت عيون الجميع في لهفة، وغمغم "أكرم" في عصبية:
- ما هذا بالضبط؟!.. مسلسل بوليسي هولوفيزيوني؟!

صرخت فيه الحسناء القرش:
- اصمت.

ثم التفتت إلى العالِم مكملة في حدة:
- ماذا تخفي أيها العجوز؟!

صمت العالم لحظات، قبل أن يجيب في بطء:
- زجاجة.. زجاجة من إكسير حياتكم.

وكانت مفاجأة قوية..
للغاية.

الموج الذهبي 18-07-08 04:05 PM

با الفعل القصة في منتها الروعه وشكرا علي الجهد المبذول

abonasab 20-07-08 03:39 PM

ارجو ان تنزل على شكل ملفات PDF

بومحمد العبيدلي 20-07-08 11:45 PM

ننتظر بقية الرواية وأشكر كاتب الموضوع على نقله الرائع للقصة الجميلة

وللعلم أنا انتظر القصة تأتي من عند اخونا amedo ولن أذهب للموقع المذكور حتى لو فيه القصة كاملة

علي الصريمي 21-07-08 06:45 AM

تشكر وتسلم ومشكور ومسلوم من كل حاسد
نشكر على الجهد الذي تبذله
والذي مش عاجبه المجهود حق اللصق بعد النسخ
يخرج من الموضوع ويقراء من اي مكان يعجبه
اما كاتب الموضوع فلك الشكر الجزيل
واستمر وما عليك من الحاسدين

hotjoke 23-07-08 09:32 PM

:55: :55: :55:
القصة في منتهى الروعة
ولمن يقول ان القصة ليست من اعمال الدكتور نبيل فاروق احب ان اخبره ان اسم القصة ورد في اسماء الروايات التي سوف تصدر هذا الصيف في سلسلة الاعداد الخاصة
الف شكر للرائع Amedo
:liilas: :liilas: :liilas:

tweety555 24-07-08 08:49 AM

لا تنسى تكملت القصه مستنيتها على فارغ الصبر وشكرا على مجهودك وتعبك

علي الصريمي 25-07-08 05:53 AM

ها شباب اليوم جمعة واين القصة
نتعبكم لكن انا في الصين صدق
في الصين ومااشوف القصة
لان من عند ليلاس احلى ناس
الرجاء بسرعة
انا انتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر
شكراً لكل من يبذل جهد هنا
مشكورين

:liilas::liilas::liilas:

amedo_dolaviga 25-07-08 06:03 AM

25- أصوات..

(مستحيل!..)

نطق كبير طاقم العلماء المعاونين الكلمة، وهو يهز رأسه نفياً أمام الدكتور "حجازي"، الذي بدا آسفاً يائساً، وهو يقول:
- حتى ولو حصلتم على كل المساعدات الممكنة؟

هزَّ الرجل رأسه نفياً مرة أخرى، وقال:
- المشكلة لا تكمن في الإمكانيات والمساعدات، بل في التفاعل الحيوي المنشود لإنتاج المضاد، فهو يحتاج إلى يومين كاملين على أقل تقدير، ولقد حاولنا تحفيزه باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، أو حتى بالاستحثاث الليزري، إلا أنه لم يستجب لأيهما.

غمغم الدكتور "حجازي":
- ربما ليس في الظروف المعملية الطبيعية.

أجابه الرجل في حزم:
- ولا حتى في الظروف المستحدثة.. لقد حاولنا استخدام الوسط الدافئ، والمعامل المفرغة من الهواء، وحتى التي يتم تنشيطها بالأشعة الأيونية، ولم يمكنّا الحصول على شيء.. أي شيء.. التفاعل الحيوي يحتاج إلى زمنه الفعلي، مهما كانت المؤثرات الخارجية.

زفر الدكتور "حجازي" في توتر، وقال في أسف وأسى:
- إذن فلا توجد وسيلة عاجلة لمواجهة تلك المسوخ.

تردَّد كبير طاقم العلماء لحظة، قبل أن يقول في حذر:
- ليس جميعهم.

رفع الدكتور "حجازي" عينيه إليه بحركة حادة، يسأله:
- ماذا تعني؟!

أجابه في حذر أكثر:
- التجارب الأوَّلية أنتجت جرعة واحدة من ذلك المضاد، لن تكفي لمواجهتهم جميعاً، ولكن ربما..

تردَّد باتراً عبارته مرة أخرى، فقال الدكتور "حجازي" يستحثه:
- ربما ماذا؟!..

تنهَّد الرجل في توتر، مجيباً:
- ربما تكفي للقضاء على واحد منهم فحسب.

انعقد حاجبا الدكتور "حجازي"، وهو ينظر إليه في صمت، فغمغم مستطرداً:
- يعتمد هذا المضاد على كسر التوازن الجيني الذي يجمع كل تلك الصفات الوراثية في جسد واحد، فعملياً، يستحيل أن تندمج جينات الأنواع المختلفة في ضفيرة وراثية واحدة؛ إذ ينشأ حتماً تنافر قوي بين الجينات غير المتماثلة، ولكي يحدث هذا الاندماج على النحو الذي رأيناه لا بد من وجود مادة وسيطة تشبه تلك التي استخدمت قديماً في عمليات زرع الأعضاء؛ لمساعدة الضفيرة الوراثية على قبول جينات من أنواع مختلفة، ولقد حصلنا على عينة من تلك المادة، من الأجزاء التي وصلتنا، وأمكننا صنع مضاد لها، يعمل على فصل الجينات، أو يعيدها إلى حالة التنافر، فتنهار الضفيرة الوراثية، وينهار معها التوازن الخلوي كله بالتالي.

بدا الدكتور "حجازي" شارداً، وهو يغمغم في انفعال:
- إذن فلدينا جرعة لمواجهة مسخ واحد.

غمغم الرجل:
- بالضبط.

هبَّ الدكتور "حجازي" واقفاً بحركة حادة، وقال:
- وأين هي؟!

حدَّق الرجل فيه بدهشة قائلاً:
- نحتفظ بها هنا، ولكنها مجرد جرعة تجريبية، لست أظن أن...

قاطعه الدكتور "حجازي"، في صرامة حادة:
- أين هي؟!

مدَّ الرجل يده يتناول الجرعة، وهو يغمغم متوتراً:
- هل تعتقد أن...

قاطعه الدكتور "حجازي" مرة أخرى في انفعال:
- من يدري يا رجل؟!.. من يدري..
نعم.. من يدري؟!..
من؟!..

* * *

على الرغم منها، شعرت "سلوى" بانقباض شديد في صدرها، وهي تزحف مع "نور"، عبر أنفاق التهوية الرئيسية، وغمغمت في عصبية واضحة:
- أكان هذا ضرورياً؟!

أجابها "نور"، محاولاً التشبث بأقصى قدر ممكن من الهدوء:
- شبكة أنفاق التهوية تمتد لنصف "الإسكندرية" تقريباً، وبالذات لكل المنشآت الحديثة نسبياً، والموجودة خارج حدود المدينة القديمة، ولا بد لنا من التواجد داخلها؛ حتى يمكننا التقاط الأصوات المطلوبة.

شعرت بضيق أكثر في هذا المكان الضيق، وهي تحاول إعداد جهازها للعمل، مغمغمة:
- أأنت واثق من أنها الوسيلة الوحيدة المتاحة؟!

قال في حسم:
- بالتأكيد.

تصوَّرت أنه سيكتفي بهذا التأكيد المقتضب، إلا أنه صمت لحظة، ثم تابع في اهتمام:
- المفترض أن تقود كل أنفاق التهوية إلى منشآت سكنية، أو منطقة صناعية جديدة، ولقد طلب الأمن من كل المصانع في المنطقة إيقاف آلاتها، لمدة خمس عشرة دقيقة فحسب، وخلال هذه الفترة، سيقوم جهازك برصد كل الأصوات، التي تنقلها شبكة التهوية، وتحديد مصادرها.

غمغمت، وهي تستعد لتشغيل جهازها:
- ثم؟!

أكمل في اهتمام:
- المفترض ألاّ يلتقط جهازك سوى أحاديث منزلية، أما لو التقط شيئاً آخر فربما يقودنا هذا إليهم.

تمتمت في عصبية:
- شيء مثل ماذا؟!

جاب في سرعة:
- صهيل جواد، أو خفقان أجنحة كبيرة، أو صراخ دولفين.

ضغطت زر تشغيل جهازها، وهي تقول:
- فهمت.

اشتعل مصباح أحمر صغير في قمة الجهاز، وراحت عشرات الموجات الصوتية ترتسم على شاشته في سرعة كبيرة، و"سلوى" تغمغم في توتر:
- برنامج الكمبيوتر الذي ابتكرته "نشوى" يمكنه مسح ورصد وتسجيل وتصنيف عشرات الأصوات في لحظة واحدة.

سألها في اهتمام:
- وماذا لديك حتى الآن؟!

صمتت لحظة، تابعت خلالها المنحنيات التي تتراصّ على الشاشة في سرعة، ثم غمغمت في ضيق وتوتر:
- لا شيء.

انعقد حاجباه في شدة، وهو يتساءل:
- على الإطلاق؟!

تمتمت في أسى:
- على الإطلاق.

ازداد انعقاد حاجبيه في توتر شديد، وهو يعيد دراسة الأمر كله في ذهنه..
إنهم هنا حتماً..
في مكان ما هنا..
كل الأدلة تؤكِّد هذا..
ولكن أين هم؟!..
أين يجدهم؟!..
وكيف؟!..

صمتت "سلوى" تماماً؛ لتمنحه مهلة للتفكير كما اعتادت، واستغرق هو دقيقتين كاملتين تقريباً، قبل أن يرفع يده بساعة الاتصال، ويضغط زراً في جانبها، وهو يقول في حزم:
- "نشوى".. هل تسمعينني؟!

أجابته "نشوى" في انفعال واضح:
- نعم يا أبي.. هل عثرتما عليهما؟!

تجاهل إجابة سؤالها، وهو يقول:
- هل يمكنك إضافة صوتي "رمزي" و"أكرم" إلى برنامج التعقب الصوتي؟!

صمتت "نشوى" لحظات، دون أن تحاول تكرار سؤالها، ثم قالت:
- سأحاول.

مضت لحظات من الصمت، استثارت مشاعر "سلوى"، فغمغمت في عصبية:
- من أين ستأتي بنموذج لصوتَيْ "أكرم" و"رمزي"؟!

أجابه حازماً:
- لديها شبكة المعلومات المفتوحة، والشبكة الخاصة بالجهاز..

وصمت لحظة، ثم أضاف:
- وستجد وسيلة.

مرت لحظة أخرى من الصمت، ثم أتى صوت "نشوى"، وهي تقول:
- أبي.. أوصل ساعة الاتصال بجهاز أمي.

جذب "نور" حلية دقيقة في طرف ساعته، وألصقها بجانب جهاز "سلوى" لحظات، تم خلالها تبادل المعلومات بتقنية متطوِّرة، قبل أن تقول "نشوى":
- صوتاهما في البرنامج بالفعل.

غمغم "نور"، وهو ينهي الاتصال:
- أحسنت.

ثم التفت إلى "سلوى" يسألها:
- هل يمكنك تشغيله مرة أخرى؟!

ضغطت "سلوى" زر الجهاز مرة أخرى، وراحت المنحنيات تتراص ثانية في عنف، و...
"وجدتهما.."..
وانتفض قلب "نور"..
بعنف.


amedo_dolaviga 25-07-08 06:06 AM

shokran lekol wa7ed rad fi el mawdoo3 dah
wana asef gedan 3ala elta5eer
sorry el keyboard mesh byekteb 3araby
kaman wallahy 3andy zorof we papa ta3ban
ed3o en rabena yeshfeeh
yaaaaaaarab

رانى كات 25-07-08 01:15 PM

الف الف سلامه على والدك اميدو
شفاه الله وعافاه
وجزاك الله خيرا على مجهودك معانا احنا دايما تاعبينك
الف شكر على تعبك وربنا يقويك ان شاء الله

smart27 25-07-08 08:23 PM

الف سلامة لوالدك

علي الصريمي 28-07-08 01:37 PM

اميدو الف سلامة لوالدك وان شاء الله ما يشوف شر

amedo_dolaviga 29-07-08 05:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رانى كات (المشاركة 1561225)
الف الف سلامه على والدك اميدو
شفاه الله وعافاه
وجزاك الله خيرا على مجهودك معانا احنا دايما تاعبينك
الف شكر على تعبك وربنا يقويك ان شاء الله


شكرا على المرور الجميل أوي والموضوع نور

ومش تاعبيني ولا حاجه والله

والحمدلله هو بقى كويس

amedo_dolaviga 29-07-08 05:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الصريمي (المشاركة 1566935)
اميدو الف سلامة لوالدك وان شاء الله ما يشوف شر

الله يسلمك يا علي وهو الحمدلله بقى احسن كتير

ودايما منورني يا باشا

mdamedo 30-07-08 09:10 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بك وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

younes3az 31-07-08 06:42 PM

many yhanks brother for this beautiful story

younes3az 31-07-08 06:44 PM

كتير حلوة الله يعفيك

علي الصريمي 01-08-08 09:40 AM

اخي العزيز كيف اخبار الوالد
ان شاء الله يكون في صحة
وعافية

amedo_dolaviga 01-08-08 10:39 PM

هو الحمدلله بقى كويس جدا

واسف للتأخير بس والله ما كان فيه نت عندي لما جيت اجيب الجزء الجديد

amedo_dolaviga 01-08-08 10:42 PM

26- إكسير..

لم تَبدُ الحسناء القرش منذ رآها "أكرم" أوَّل مرة بمثل تلك الشراسة الوحشية، التي رآها عليها في تلك اللحظة، وهي تندفع نحو العالم الكهل، وتجذبه من معطفه المتهالك في قسوة غير مبالية بسنه أو قيوده، مع صرخاتها في وجهه:
- إذن فقد كنت تخفيها؟ كنت تخفي زجاجة تمنحنا الحياة..

لم يبدُ عليه الخوف أو التأثُّر، وهو يقول:
- كنت أحتفظ بها؛ كنتاج لتجارب استغرقت عامين كاملين.. إنها تحوي جرعات جديدة، أكثر قوة وفاعلية.. جرعات تكفي لحياة طويلة.. نسبياً.

صرخت فيه:
- وأين تلك الزجاجة؟!.. أين؟!

مرة أخرى لم يبدُ عليه الخوف، وهو يقول:
- إنها مجرد عينة أوَّلية، لن تكفيكم جميعاً.

سأله الشاب النسر، في توتر خافت:
- ماذا تعني يا أبي؟!

أدار العالم عينيه إليه، مجيباً في هدوء:
- أعني أنها ستكفي واحداً منكم فقط؛ ليحيا خمس سنوات آمنة، إذا ما حصل على جرعة كاملة منها، وهي تكفي لجرعة واحدة فقط، ولكن..

قاطعه الشاب الجواد في عنف:
- ولكن لماذا؟!.. لماذا أخفيت أمرها عنا؟!.. لماذا؟!

قال العالم في أسى:
- لأنها ما زالت في طور التجريب.

عادت الحسناء القرش تجذبه في قسوة، صارخة:
- وأين هي؟!.. أجب.

تطلَّع إلى عينيها مباشرة، وقال:
- وماذا لو لم أفعل؟!.. هل ستقتلينني؟!

احتقن وجهها بشدة، وأطلقت صرخة حادة مخيفة، ثم قالت في قسوة وشراسة لا مثيل لهما:
- ربما أفعل ما هو أسوأ.

ثم استدارت تلتقط وعاءً من أحد الأرفف، لوَّحت به في وجهه، هاتفة بشراسة أكبر:
- هل تعرف هذا؟!.. إنه حامض ضعيف، لا يكفي لتشويهك إذا ما سكبته عليك، ولكنه سيلهب جسدك، ويأكل لحمك في بطء، وعندما يبلغ أطرافك العصبية، ستتلوَّى من فرط الألم والعذاب، وسأحرص كل الحرص على ألا يتوقَّف عذابك لحظة واحدة، وعلى أن تبقى حياً أيضاً؛ لتذوق كل قطرة منه، حتى ينتهي الأسبوع، فأرحل، وأتركك تكمل عذابك حتى الموت.

ولأوَّل مرة، امتقع وجه العالم، وهو يقول بصوت مرتجف:
- لن تجرؤي.

أمالت الوعاء قليلاً، فانسكبت قطرات منه على ذراعه، وهي تقول في وحشية مخيفة:
- جرّبني.

أطلق العالم صرخة عالية من شدة الألم، فهتف "أكرم" وهو يحاول التخلص من الشاب النسر:
- أيتها الحقيرة.

أما "رمزي"، والذي تركته الحسناء القرش للشاب الجواد، فقد تمتم:
- يا للبشاعة!

ولكن الحسناء القرش صرخت مرة أخرى:
- أين الزجاجة؟!

صرخ العالم، وهو يتلوى في ألم:
- لن تكفيكم جميعاً.. إنها ما زالت في طور التجارب.

سكبت قطرات أخرى على صدره، صارخة:
- أين هي؟!

انطلقت صرخة العالم مدوية هذه المرة، واحتقن وجهه، وتفجَّرت الدموع من عينيه، وهو يهتف:
- الرحمة..

قال "أكرم" في مقت:
- الإله لا يطلب الرحمة ممن صنعهم.

تمنَّت الحسناء القرش لو أنها قطعت لسانه في هذه اللحظة، إلا أنها كانت منشغلة تماماً بالحفاظ على حياتها، فصرخت في العالم:
- لو لم أحصل على إجابة سريعة مباشرة، سأصبّ ما تبقى في حلقك، هل تفهمني.

صرخ العالم في ألم شديد:
- كيف تفعلين بي هذا؟!.. أنا والدك..

تفجَّرت نيران الغضب الوحشي في ملامحها وعينيها، وأمسكت فكّه بالقوة، وأجبرته على فتح فمه، فقال الشاب النسر في عصبية:
- لو مات سنلحق به كلنا.

صرخت:
- فلنذهب إلى الجحيم معاً إذن.

وهنا هتف العالم، وقد تملكه رعب حقيقي لأوَّل مرة في حياته:
- إنها هناك.. في خزانتي الخاصة.

تراجع الشاب الجواد، وهو يمسك "رمزي"، عندما انقضّت الحسناء القرش على الخزانة، وراحت تجذب بابها في عنف هستيري، قبل أن تصرخ في العالم:
- ما رقمها؟!

قال مرتجفاً، وهو ما زال يعاني آلاماً شديدة:
- إنها تُفتح ببصمة إبهامي وحدها.

انقضَّت عليه في وحشية شديدة، فهتف بها الشاب النسر في صرامة:
- كفى.. لقد تجاوزتِ حدودك.

قالها وهي تهمّ بقضم معصم العالم في وحشية هستيرية مخيفة، فالتفتت إليه صارخة في وحشية، وأطلق هو فحيحاً رهيباً، ارتجف له جسد "أكرم"، فهتف في سخط:
- يا للسخافة!

ثم دفع جسده إلى الخلف بحركة حادة مفاجئة، أفقدت الشاب النسر توازنه، فسقط على ظهره، وأفلته على الرغم منه، فأطلق الشاب الجواد صهيلاً، وتراجع وهو يمسك "رمزي" في قوة، وصرخت الحسناء القرش:
- أوقفوهما.

وثب الشاب النسر واقفاً على قدميه؛ لينقض مرة ثانية على "أكرم"، فتراجع هذا الأخير، هاتفاً:
- لن تجد أمامك فريسة سهلة هذه المرة.

وصرخ "رمزي" في انفعال:
- قاتل يا "أكرم".. قاتل.


ضغط الشاب الجواد عنق "رمزي"، وهو يطلق صهيلاً تحذيرياً غاضباً، وانقضّ الشاب النسر على "أكرم" بكل قوته، ولكن "أكرم" انقض عليه بدوره، وكلاهما يطلق صرخة قتالية رهيبة، وصرخت الحسناء القرش بدورها، وتحوَّل المكان في لحظة واحدة إلى ساحة جنونية عنيفة..

ساحة ينطلق فيها فحيح ثعبان، وصهيل جواد، وصرخة دولفين، وهتاف بشر، و..

ووثب "أكرم" بكل قوته، ثم ضم إليه ساقيه، وضرب بهما معاً صدر الشاب النسر، بكل ما يملك من قوة..

ومع عنف الضربة ومفاجئتها، تراجع الشاب النسر في عنف، وارتطم بصندوق التوزيع الكهربي، وانطلقت في المكان شرارة كهربية عنيفة..
وانتفض جسد الشاب النسر..
وانتفض..
وانتفض..
وانتفض..
ثم اتسعت عيناه عن آخرهما..
وهوى..
ومع سقوطه، وارتطامه بالأرض في عنف، ساد المكان فجأة صمت رهيب مخيف..

الكل راح يحدِّق في الشاب النسر..
"أكرم"..
و"رمزي"..
والشاب الجواد..
والحسناء القرش..

وحتى ذلك العالم الكهل، والذي كان أوَّل من حطَّم حاجز الصمت الرهيب، وهو يهتف في مرارة ولوعة:
- ولدي.

وهنا زمجرت الحسناء القرش، صارخة في "أكرم":
- أنت.. أنت قتلته.

ارتجف صوت "أكرم" من فرط التوتر والانفعال، وهو يهتف:
- ولي كل الفخر.

كشرت عن أنيابها الحادة الرهيبة، وانقلبت سحنتها على نحو مخيف، وهي تقول:
- وستدفع الثمن.

قالتها، وتركت العالم الكهل، وانقضّت بمنتهى العنف والوحشية على "أكرم"، الذي حاول استقبالها بركلة أخرى، ولكنها دفعته أرضاً، وجثمت فوقه، وهي تصرخ:
- قل وداعاً للعالم الذي تعرف.

وبكل رعب الدنيا، صرخ "رمزي":
- يا إلهي!.. "أكرم".

فقد انقضت أسنان الحسناء القرش بكل غضبها وثورتها وانفعالها على عنق "أكرم".. مباشرة.

eng_saleh 02-08-08 08:57 AM

كملولنا القصة بايييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز

eng_saleh 02-08-08 08:59 AM

لانها كتييييييييير مشوقة

roswell 04-08-08 08:31 AM

الرواية نزلت فعلا فى الاسواق
عدد خاص رقم 19 (الجيل الثالث )

roswell 04-08-08 08:40 AM

كما نزل ايضا فى الاسواق

عدد خاص 17 ( كائـــنــــــات ) ملف المستقبل
عدد خاص 18 ( انياب الاسد ) رجل المستحيل

عدد 157 ( اطلال الماضى ) ملف المستقبل
عدد 158 ( الـخــطـــــــــة ) رجل المستحيل


الساعة الآن 03:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية