منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   *&* قصـــــص ما ورااااااء الطبيعــــــــــــــــة *&* (https://www.liilas.com/vb3/t4679.html)

^RAYAHEEN^ 19-10-05 08:48 PM


‏-5-‏
عند منتصف الليل بدأت ( فاتن ) تشعر بالقلق ..‏
لم يعد ( زكي ) من القرية بعد ، وهو سائق حذر ولا يحب ابدا ان يعود ‏في الظلام . باختصار هو لا يرى جيدا في الظلام .. وهي تذكر يوم رأته ‏يقود السيارة بثقة نحو ترعة على جانب الطريق .. الظلام دامس ‏واللون الاسود يغلف كل شيء .. وهو يدير المقود الى اليمين حاسبا ‏هذه الظلمة امتدادا للطريق .. استغرقت ثانيتين حتى فهمت انه سيفعلها ‏فصرخت بأعلى صوتها :‏
‏-‏ ‏" هذا .. ليس .. احترس .. إنها ترعة ! "‏
لحسن الحظ أحدث كلماته ارد فعل فأعاد المقود الى اليسار في اللحظة ‏الأخيرة ، ولو لم يفعل لغابت السيارة بهما وبالاولاد النائمين في الماء ‏‏..‏
من لحظتها عرف وعرفت انه لا يرى جيدا في الظلام .. نوع من ( ‏العشى الليلي ) ربما .. لكنه تذكر الدرس جيدا وصار من الد اعداء ‏القيادة الليلية ..‏
لماذا تأخر حتى هذا الوقت ؟ لماذا لم يتصل بها ؟ ‏
لقد نسيت كل الاسئلة التي كانت ستوجهها له .. كل الاتهامات ذابت .. ‏لم يعد هنالك الا قلق عميق اصيل .. وحش القلق الجالس في صدرها ‏فوق الحجاب الحاجز بقلبها ويمضغه في تلذذ ..‏
ظلت تجوب الشقة في قلق .. تفتح التلفزيون ثم تغلقه .. تتسلى ببذور ‏اللب قبل ان تلقيها في القمامة .. تفتح المذياع ثم تغلقه .. دخلت غرفة ‏نوم الاطفال لتتامل الصغيرين النائمين .. لا تراهما ملاكين إلا عندما ‏ينامان . . فما عدا هذا هما شيطانان رجيمان ، وقد خطر لها وهي ‏تتأمل وجهيهما انه من المستحيل ان يحدث شيء لـ ( زكي ) .. ما كانا ‏لينامان بهذا السلام .. ولكن .. فجأة بدأت تشعر بالقلق يمزقها .. بل ‏هي متأكدة من ان مكروها دهاه ..‏
اتجهت الى المرآة وراحت تتأمل وجهها المرهق في حقد .. وغمغمت : ‏
‏-‏ ‏" هل فهمت ياحمقاء ؟ إن الله يعاقبك عل إساءة الظن بالرجل .. ‏سوف تحرمين منه ما دام لا يروق لك !"‏
وشعرت برغبة في البكاء .. وفي ذاتها يقين تام بان هذا حدث وهي لا ‏تعرف ما هذا الذي حدث بسبب دخولها غرفته والتفتيش في أوراقه ..‏
لو استطاعت ان تطير .. ان تعبر الأجواء حتى تصل للقرية لتطمئن ‏عليه .. ثم استبد بها الغل .. قالت لنفسها : لو كان سليما بعد هذا كله ، ‏وسبب بقائه هو ان الوقت طال به ، فلم يعد راغبا في القيادة ليلا . . لو ‏اتضح هذا فلسوف تنسفه نسفا .. سيتمنى لو كان قد مات ..‏
تفتح التلفزيون فترى ممثلة مسنة تمسك بمنديل وتتكل عن ( المرحوم ‏زوجها ) باكية .. فيجن جنونها وتغلق التلفزيون .. من اين ياتون بهذه ‏البرامج المقززة ؟ إن التلفزيون يزداد تفاهة هذه الأيام ..‏
خرجت الى الشرفة في الليل البارد وراحت تراقب السابلة والظلام ‏واضواء الشارع .. سوف ترى السيارة في أية لحظة تتوقف أمام البيت ‏ويخرج منها ( زكي ) .. ثم يفتح الحقيبة الخلفية ليخرج السلة التي ‏تحوي البط والارز المعمر والفطير الساخن .. هذه هي التقاليد .. لا بد ‏ان تحمله زوجة أخيه كل هذه الأشياء ..‏
لكن السيارة لم تظهر .. وبدأ القلق يغمرها أكثر فأكثر .. كي فيكون ‏حالها عندما يؤذن الفجر ؟؟ سوف تسمعه هي تضع الكسرولة على ‏رأسها حتما .. لأنها ستكون قد جنت .. ‏
في النهاية اتجهت الى الهاتف .. طلبت أخا زوجها العقيم بالقاهرة .. ( ‏شوكت ) ..‏
جاء صوته المنزعج من الطرف الآخر .. ثم يصرخ في طفل أن يخفض ‏صوت التلفزيون ..‏
‏-" ( زكي ) لم يعد من القرية حتى الآن يا ( شوكت ) .. " ‏
قال في بساطة :‏
‏-" حجة الغائب معه .. لا تقلقي .. لعله أراد المبيت عند عمي ( ‏عبدالواحد ) .. " ‏
‏- " لم يفعلها قط .. ولو فكر ان يفعلها لاتصل بي .. " ‏
المشكلة هي ان هناك جهاز هاتف واحدا فقط في القرية كلها .. لهذا ‏فالاتصال بها ( عملية ) .. فعلا عملية كبرى .. لا تنس اننا نتكلم عن اوائل ‏السبعينات ..‏
بعد نصف ساعة اتصل اخوه فردت في لهفة : ‏
‏-‏ ‏" هيه ؟ هل وجدته ؟ " ‏
‏-‏ وفي اللحظة ذاته كان هو يسال : ‏
‏-‏ ‏- " هيه ؟ ألم يعد بعد ؟ " ‏
هكذا خاب املها من جديد وتوترت اكثر .. قال لها وهو يحاول ان يبدو ‏هادئا : ‏
‏- " الحقيقة انني حائر .. عمي (عبدالواحد ) يقول إنه فارقه في ‏الرابعة عصرا .. هذا يعني انه في الطريق .. " ‏
‏-‏ ‏"طريق ؟ القرية على بعد ساعة إلا الربع لو كانت سيارتك حطاما ‏‏.." ‏
‏-" إن الرجال يعرجون على اصدقائهم او يجلسون في المقهى .. هذه ‏اشياء تحدث .."‏
‏- " إلا زوجي .. انت تعرف انه يفارق البيت كأنه يفارق روحه ، ‏ويعود اليه في اسرع وقت ممكن .. ليس هذا لجاذبيتي الشديدة ولكن ‏بسبب ارتباطه الشديد بغرفة مكتبه واوراقه .. إن اية دقيقة يمضيها ‏بعيدا عن مكتبه هي دقيقه ضاعت من عمره .."‏
فكر قليلا وسب احد الأطفال الذين يأبون النوم .. ثم قال لها :‏
‏-" في الحقيقة اريد ان اريحك لكني قلق مثلك .. لا يوجد ما نفعله ‏الليلة ..مستحيل ان اذهب للقرية للبحث عنه.. الصباح رباح والنهار له ‏عينان .. " ‏
قالت بصوت متهدج : ‏
‏-" لكني سأجن لو انتظرت حتى الصباح .."‏
‏- " لا اعرف ما اقول لك ..لربما طرق الباب الآن .." ‏
شعرت بالامل ينتعش في صدرها كأنما كلماته سحرية ستجعل زوجها ‏يطرق الباب فعلا .. ووضعت السماعة في رضا ..‏
لم تعرف انها نامت .. لم تعرف انها غابت عن الوعي وهي جالسة في ‏الصالة ..‏
وفي المنام رات انها في غرفة النوم .. كان الفراش محتلا لكن ليس ‏بجسد زوجها .. كان هناك كائن مخيف عملاق .. كائن اسود اللون يبدو ‏اقرب الى تمساح كبير يرقد وقد تغطى بالأغطية.. وكان طويلا الى حد ‏ان ذيله كان يتدلى على اأرض .. تذكر انها وقفت الى جواره ومن ‏الغريب انها لم تكن خائفة .. فقط كانت تشعر بالحرج لانها تريد ان تنام ‏ولا تعرف كيف تخبره بكياسة بان ينهض ليوسع لها مكانا ..‏
دنت منه اكثر فوجت لرعبها ان عينيه غير مغلقتين .. عينا التمساح ‏الكبيرتان الزجاجيتان تنظران لها .. هنا فقط قررت ان الوقت غير ‏مناسب لهذا الطلب وقررت ان تفر من الغرفة .. في هذه اللحظة دوى ‏صوت جرس الباب فشعرت بالتوتر والقلق .. لا تعرف معنى ذلك لكنها ‏كانت تريد الفرار بسرعة من صوت الجرس ومن الكيان المخيف الراقد ‏‏..‏
هنا فتحت عينيها فأدركت ان الفجر قد تسلل للمكان .. اين زوجها ؟ لم ‏يعد بعد ..‏
وادركت كذلك ان جرس الباب يدق بلا انقطاع .. إنها احلام المنبه التي ‏تدخل فيها المؤثرات الخارجية عالم الحلم .. بل يتم تلفيق الحلم بالكامل ‏ليناسب هذه المؤثرات ..‏
نهضت فترنحت لفترة لان ضغط دمها انخفض بسبب الوقفة المفاجئة ‏ثم ثابت الى رشدها ..‏
ركضت الى الباب تفتحه وقد أنساها النعاس واجب الحذر ، فلم تسال ‏من .. ورات ان الردهة مظلمة تماما فامتدت يدها في عصبية الى ‏مفتاح النور ..‏
وفي الضوء الخافت استطاعت ان ترى ان القادمين ضابطا شرطة ..‏
وكان يبدو عليهما الارتباك . .

^RAYAHEEN^ 20-10-05 03:24 AM


‏-6-‏
أنا ايضا جربت صوت جرس الباب بعد منتصف الليل ...‏
خبرتي وخبرة أي انسان مع هذه الأجراس سوداء غالبا .. لهذا يجب ‏ان اقول إنني جريت الى الباب وقلبي يتواثب في ضلوعي .. لم اكن ‏نائما لحسن الحظ .. مستحيل ان اكون نائما في الثانية صباحا .. هذا ‏شيء لا افهمه مع الناس .. إنهم ينامون ليلا ويستيقظون صباحا .. انا ‏اسهر ليلا واعمل نهارا وانام عصرا ..‏
أضأت النور على المدخل ، وقدرت انني سافتح الباب لأحد ثلاثة من ‏رجال الأمن ينظرون لي نظرة بوليسية خالصة ، ثم يقول لي احدهم انه ‏العقيد ( ايمن حمدي ) وان معهم إذنا بالتفتيش .. ثم يدخل احدهم الى ‏غرفة مكتبي ليخرج الميكروفيلم او المنشورات التي لا اعرف انها ‏عندي ، ثم ينظر لي في حزم ويقول : نريدك عندنا يا دكتور بعض ‏الوقت ..‏
فتحت الباب وانا ارتجف لهذا الخاطر .. فوجدت ثلاثة من رجال الأمن ‏ينظرون لي نظرة بوليسية خالصة ، ثم قال لي احدهم انه العقيد ( ايمن ‏حمدي ) وأضاف :‏
‏ -" نريدك عندنا يا دكتور بعض الوقت !!"‏
جف حلقي وتراجعت خطوة .. إنها النهاية إذن .. سأدفع ثمن كل ‏جرائمي .. لكن ما الذي فعلته بالضبط ؟
قال احدهم باسما :‏
‏-" لا داعي للقلق .. إنها استشارة لا أكثر .."‏
استشارة في هذه الساعة ؟
قال آخر وهو يخرج لفافة تبغ من علبتها :‏
‏-" الامر جد مهم .. وقد اتصل العميد ( عادل ) من الإسكندرية واصر ‏على ان تكون معنا .. "‏
هكذا فهمت .. إن ( عادل ) مصر على توريطي .. لكن في أي شيء ‏بالضبط ؟ لا بد ان الامر يتعلق بهذه القضية .. قصة الحروف التي ‏تكتب جوار جثث الموتى ، والتي أرجح ان القاتل هو كاتبها ..‏
هكذا تأهبت للذهاب معهم ثم تذكرت انني عاري القدمين وما زلت ‏بمنامتي .. هكذا طلبت منهم ان يتفضلوا الى ان ابدل ثيابي ..‏
وارتديت ثيابي كما اتفق وانا افكر في مبرر هذه الاستشارة الليلية .. ‏كل شيء يمكن ان يتم في الصباح ..‏
دعك من ان تكون هذه وسيلة لاعتقالي فعلا .. وهذا يعيدني الى حالة ‏البارانويا البوليسية السابقة .. سوف يقبضون علي لأنني طفل شقي ‏أضع إصبعي في انفي واجذب ذيل القط ..‏
خرجت معهم الى هواء الليل البارد .. الحي النائم الغافل فلا شيء ‏يجذب الانتباه الا تلك السيارة المدنية السوداء الواقفة امام باب البناية ‏‏.. فتح لي احدهم الباب الخلفي فجلست .. وسرعان ما انطلقت السيارة ‏‏.. ذلك الطريق الذي عرفته مرارا من قبل .. إنهم متجهون الى مديرية ‏الأمن ..‏
‏*** ‏
كان دخان التبغ يعمي الأبصار في غرفة اللواء ( طلعت ).. وهناك عدة ‏أقداح من القهوة وجو عام من الانفلات يوحي بان جلسة طويلة تمت ‏في هذا المكان ..‏
قال لي اللواء وهو يتثاءب :‏
‏-" إذن ليس لديك ما تضيفه يا دكتور "‏
قلت في خجل :‏
‏-" إذا كان العميد ( عادل ) يعتقد ان لدي ما أضيفه فهذا شانه .. لكني ‏لم ازعم ذات يوم انني خبير جريمة .. وفيما ارى فإن هذه الجرائم ‏مجرد جرائم .. أي انها لا تندرج تحت اية خانة هوارقية .. لكن لو ‏اردت رايي فهذا قتل طقسي ‏Ritual ‎‏ يوحي بالانتماء لجماعة دينية ما ‏‏.. إن انتزاع القلب بالتأكيد نوع من الطقوس .. "‏
قال وهو يطفئ لفافة تبغه ويسعل :‏
‏-" دخنت كثيرا جدا .. كح كح .. ! جماعة دينية ما ؟ ليست مصر ‏خليطا من الأديان يا دكتور .. ليس لدينا الا المسلمون والمسيحيون ‏وجماعات نادرة مسالمة كالبهائيين .. لم يعد هناك يهود .. ليس لدينا ‏يزيديون او قراءون او عبدة شمس او عبدة ( آمون ) .. "‏
‏-" لا أتكلم عن جماعة دينية معينة .. أتكلم عن جماعة تعتقد انها تخدم ‏الدين بذلك .. باختصار اتحدث عن مخابيل "‏
فكر قليلا ثم نهض الى مجموعة الصور المعلقة على الجدار .. صور ‏التقطها خبراء الطب الشرعي وتظهر تلك المجموعة من الجثث .. ‏وكنت قد حفظتها من فرط ما عرضوها علي ..‏
قال كأنما هو يكلم نفسه بصوت عال :‏
‏-" مخابيل .. نعم .. لا احد ينتزع قلب ضحيته إلا إذا كان مخبولا .. ‏وفي كل مرة يكتب كلمة جوارها .. انت تؤمن ان القاتل هو من كتب ‏هذا .. "‏
قلت في ضيق :‏
‏-" هذا واضح .. لا يمكن ان يتصادف ان كل ضحية تقرر كتابة اسم ‏قاتلها في كل مرة .. ثم ان وضوح الحروف واتجاه الكتابة يوحي بيد ‏مختلفة صافية المزاج .. دعك من ان انامل الضحايا كلها غير ملوثة ‏بالدم .."‏
كان هذا ما قاله لي ( عادل ) وقد تبنيته بشدة الى درجة انه صار رأيي ‏الخاص . . وسوف أحطم انف من يجادل فيه ..‏
عاد يكرر ما قلت شارد الذهن :‏
‏-‏ ‏" هم م .. غير ملوثة بالدم .. "‏
‏-‏ قلت : ‏
‏-‏ ‏- " أي أن أيا من القتلى لم يكتب .."‏
تثاءب وقال في شرود : ‏
‏-" هم م .. لم يكتب .."‏
قلت لنفسي ان النعاس قد غلبه على الأرجح ما دام يكرر كل حرف قلته ‏‏.. على كل حال لا أتوقع من البشر ان يكونوا مثلي في ذروة نشاطهم ‏العقلي في الرابعة صباحا .. لكن الامر خطير .. جد خطير .. عندما ‏يقرر لواء ان يسهر ليلته في مديرية الأمن فلا بد ان الامر خطير ..‏
قال وهو يخط اشياء على ورقة :‏
‏-" حسن .. دعنا نرتب الامور .. لدينا سلسلة من حوادث القتل يجمع ‏بينها انها تتم بانتزاع القلب من الصدر .. وان هناك كلمة بالدم جوار ‏القتيل ..‏
اول الضحايا وجدناه في زقاق .. إن اسمه ( مصطفى ابو زينة ) .. ‏باحث في التاريخ في جامعة ( .. ) .. الاسم الذي وجدناه جواره هو ( ‏عباس ) .. ثمة جثة اخرى وجدناها بقربه .. جثة يقال عجوز يدعى ( ‏جلال ) .. يقول التشريح إن البقال توفي بنوبة قلبية .. يبدو انه لم ‏يتحمل الصدمة .. وهذا يجعلنا قادرين على استبعاده من القصة مؤقتا ‏‏.. "‏
تذكرت وجه عم ( جلال ) الطيب .. هذا الرجل بالذات كان يستحق ميتة ‏أخرى .. لم اخبر احدا بأنني كنت اعرفه لكن موته سبب لي غصة لا ‏بأس بها ..‏
واللواء يواصل السرد : ‏
‏-‏ ‏" ثاني الضحايا وجدناه في الإسكندرية .. اسمه ( يوسف ) .. أبو ‏الحسن ) .. مدرس شاب في كلية الآداب .. الاسم الذي وجدوه ‏بجواره هو ( زكي ) ..‏
‏-‏ ‏" ثالث الضحايا وجدوه في قرية قرب القاهرة .. ثمة شونة حبوب ‏هناك ، وقد رآه الخفير يركض ليتوارى في المخزن فلما لحق به ‏وجده ميتا برغم انه ينفي بشدة ان يكون قد راى من يلحق به .. ‏القتيل يدعى ( زكي عبدالرازق ) أستاذ بكلية الآداب قسم تاريخ .. ‏الاسم الذي وجدناه بجواره هو ( يوسف ) .. "‏
‏" ما الذي نستنتجه من هذا ؟"‏
‏-‏ ‏" إنها دائرة .. كل قتيل تجد بجواره اسم القتيل القادم .. هذا هو ‏أسلوب ( الكونت دي مونت كريستو ) .. وعلى الأرجح يتعلق الأمر ‏بالانتقام .."‏
قال في ضيق :‏
‏ -" كما قلت لك قد درسنا هذا الاقتراح مرارا .. لقد قتل ( زكي ) بعد ( ‏يوسف .. وبرغم هذا وجدنا الاسم بجواره .. ثم اننا لم نلق أي قتيل ‏اسمه ( عباس ) .. لاحظ ان اول اسم قرأناه كان ( عباس ) .. "‏
قلت : ‏
‏-‏ ‏" لهذا قلت ( دائرة ) .. لا يجب ان تقرا اسم قتيل ( قادم ) .. يكفي ‏ان تقرأ اسم قتيل ( آخر ) .. سوف تنغلق الدائرة بشكل ما .."‏
ثم عقدت أناملي وقلت مفكرا :‏
‏-" ثم هناك ذلك الطابع الأكاديمي المميز للضحايا .. كلهم يدرس او ‏يبحث .. اثنان لهما علاقة بكلية الآداب والثالث باحث .. هناك كذلك ذلك ‏التخصص في التاريخ .. لو كنت مكانكم لبحثت بعناية عن شخص ‏يدرس التاريخ في الجامعة واسمه ( عباس ) .. اعتقد انه الضحية ‏القادمة بلا تردد .. "‏
نظر إلى احد معاونيه فبادله ابتسامة من طراز ( هؤلاء الهواة ‏يضحكونني ) وقال :‏
‏-" هل تحسبنا لم نفعل ؟ هناك اثنان نتابعهما بعناية .. وفي رأينا أنهما ‏في خطر داهم .. أحدتهما على الأقل .."‏
قلت وان أتساءل في سري عن مدى ما بلغته استنتاجاته :‏
‏-" هكذا يمكن القول ان هناك قاتلا متسلسلا .. وهذا القاتل يحمل كل ‏الأسباب التي تجعله يرغب في قتل مدرسي التاريخ .."
قال ضاحكا :‏
‏-" لا الومه كثيرا على كل حال .. "‏
‏-" وهذا القاتل ككل القتلة المتسلسلين في الواقع يحب ان يترك شيئا ‏يدل على خططه او يدل عليه .. نحن لم نعتد هذا الطراز من القتلة في ‏مصر ، لكنهم في الخارج يعرفون هذه الأساليب جيدا .. لديهم مثلا ( ‏زودياك ) ‏Zodiac ‎‏ الذي كان يرسل بطاقات لرجال الشرطة وما الى ‏ذلك .. يقولون إنها تتجاوز رغبة التفاخر الطفولي .. إنها رغبة ‏ماسوشية في عقاب الذات ، ورغبة في ان يضبط .. أي انه يقدم بنفسه ‏للشرطة الخيط الذي يقود إليه ، لاحظ أننا نتكلم عن نصف مجنون .."‏
‏-" ومن هذا القاتل ؟ هل هو تلميذ يمقت التاريخ ؟ ام هو مدرس ‏جغرافيا ؟ " ‏
‏- " اعتقد ان المراقبة اللصيقة لهذين ( العباسين ) سوف تقود الى ‏القاتل .. " فكر قليلا ثم نظر الى ساعته وهتف :‏
‏-" ياه ! لقد اطلنا عليك يا دكتور .. آسف على إزعاجك لكني قلق فعلا ‏‏.. لم نعتد مقابلة هذا الطراز من الجرائم في مصر ، وبأي ثمن لا اربد ‏ان اسمع عن الجريمة الرابعة .. "‏
ثم نظر الى مساعده وقال :‏
‏-" أعمل على ان يوصلوا الدكتور الى بيته " ‏
وكانت لهجته تقول بوضوح ( شكرا على لا شيء ) .. ولم استطع ان ‏ألومه .. لكن من قال لهم إن علمي ينفع هنا ؟ إن خبراتي مع الموميات ‏والمسوخ لا تسمح لي ابدا بالتعامل مع قاتل حقيقي .. كأن ابنك ‏مريض فتأتي له بأفضل مهندس الكترونيات في العالم .. وتندهش ‏بعدها لان هذا المهندس عبقري لا يستطيع علاج طفل ..‏
وفي السيارة التي شقت شوارع القاهرة في ضوء الفجر الوردي ‏الشاحب ، خطر لي ان الأمر مقلق بحق .. إن ارتفاع أسعار الكهرباء ‏سوف .. ماذا اقول ؟ ما علاقة هذا بالموضوع ؟ آه ! إنني أخرف لا ‏أكثر .. فقدت قدرتي على التفكير السليم لان موعد نومي قد جاء ..‏
وعلى باب البناية شكرت السائق وصعدت إلى شقتي .. ‏
سأنام .. سأنام .. سأنام .‏
ثم أنام ...

Ala_Daboubi 20-10-05 10:00 AM

wa lal baqiyeh takmelah

^RAYAHEEN^ 20-10-05 10:06 AM

امليح عمبتابعها
يعني تعبي ما عمبيروح هدر خخخخخخخ
تقبل مني فائق التحية ،،،

Ala_Daboubi 20-10-05 10:24 AM

la bel3aks wo 3a fikra bel nesbeh eli a7la eshi bel montada 7aliyan hehehehe, esma3i khalas eb3ateeli el qesas DHL wo ekhlasi


الساعة الآن 03:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية