منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   المعلقات السبعة (https://www.liilas.com/vb3/t22295.html)

chassey 01-11-06 04:13 PM

المعلقات السبعة
 
1. قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ الِّلوَى بيْنَ الدَّخولِ فَحَوْمَلِ
2. فتُوضِحَ فالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها لِمَا نَسَجَتْها مِنْ جَنوبٍ وشَمْألِ
3. تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها وقِيعانِها كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
4. كَأنِّي غَداةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلوا لَدَى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنْظَلِ
5. وُقوفاً بِها صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُمُ يَقولون لا تَهْلِكْ أَسىً وتَجَمَّلِ
6. وإنَّ شِفائِي عَبْرَةٌ مُهْراقَةٌ فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
7. كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَها وجارَتِها أُمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَلِ
8. إذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُما نَسيمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
9. فَفَاضَتْ دُموعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَاَبةً عَلَى النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دمْعِي مِحْمَلِي
10. ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صالِحٍ ولاَ سِيَّما يَوْمٍ بِدارَةِ جُلْجُلِ
11. ويَوْمَ عَقَرْتُ للعَذَارَي مَطِيَّتي فيَا عَجَبا مِن كُورِها المُتَحَمَّلِ
12. فَظَلَّ العَذارَى يَرْتَمينَ بِلَحْمِها وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَثلِ
13. ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ فقالَتْ لَكَ الويْلاتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
14. تقولُ وقَدْ مالَ الغَبِيطُ بِنا مَعًا عَقَرَتَ بَعِيري يا امْرأَ القَيْسِ فانْزِلِ
15. فقُلْتُ لَها سِيرِي وأَرْخِي زِمامَهُ ولا تُبْعِديني مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّلِ
16. فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقَتُ ومُرْضِعٍ فَأَلْهَيْتُها عَنْ ذي تمائِمَ مُحْوِلِ
17. إذا ما بَكَى مِن خَلْفِها انْصَرفَتْ لَهُ بِشَقٍّ وتَحْتي شِّقُها لم يُحَوَّلِ
18. ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ عَلَيَّ وآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
19. أفاطِمَ مَهْلا بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ وإنْ كُنْتِ قد أجْمَعْتِ صَرْمِي فأَجْمِلِي
20. وإنْ تَكُ قد ساءتْكِ مِنِّي خَلِيقَةٌ فسُلِّي ثِيابِي مِن ثِيابِكِ تَنْسُلِ
21. أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قاتِلي وأنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القلْبَ يَفْعَلِ
22. وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلاَّ لِتَضْرِبي بِسَهْمَيْكِ في أعْشارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
23. وبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها تَمَتَّعْتُ مِن لَهْوٍ بِها غيرَ مُعْجَلِ
24. تَجاوَزْتُ أحْراساً إليْها ومَعْشَراً عَلَّي حِراصاً لو يُسَرُّونَ مَقْتَلِي
25. إذا ما الثُّرَيَّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ تَعَرُّضَ أثْناءَ الوِشاحِ المُفَصَّلِ
26. فَجِئْتُ وقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيابَها لَدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
27. فقالتْ يَمينُ اللهِ مَا لَكَ حِيلَةٌ وما إنْ أَرَى عَنْكَ الغَوايَةَ تَنْجَلِي
28. خَرَجْتُ بِها تَمْشي تَجُرَّ وَرَاءَنا عَلَى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
29. فَلَمَّا أجَزْنا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَى بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
30. هَصَرْتُ بِفَوْدَىْ رَأْسِها فَتَمايَلَتْ عَليَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ
31. مُهَفْهَفَةً بَيْضاءَ غَيرَْ مُفَاضَةٍ تَرائِبُها مَصْقولَةٌ كَالسَّجَنْجَلِ
32. كَبِكرِ المُقاناةِ البَياضَ بِصُفْرَةٍ غَذَاها نَمِيرُ الماءِ غيرُ المُحَلَّلِ
33. تَصُدُّ وتُبْدِي عَن أسِيلٍ وتَتَّقِي بِناظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفلِ
34. وجِيدٍ كَجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفاحِشٍ إذا هِي نَصَّتْهُ ولا بِمُعَطَّلِ
35. وفَرْعٍ يَزينُ المتْنَ أسْوَدَ فاحِمٍ أثيثٍ كَقِنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
36. غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلَى العُلاَ تَضِلُّ العِقاصُ في مُثَنَّى ومُرْسَلِ
37. وكَشْحٍ لَطِيفٍ كالجَديلِ مُخَصَّرٍ وساقٍ كَأَنْبوبِ السَّقِّيِ المُذّلَّلِ
38. وتُضْحِي فَتِيتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِها نَئُومُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
39. وتَعْطَو بِرَخْصٍ غيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّهُ أَسارِيعُ ظَبْيٍ أو مَسَاويكُ إِسْحِلِ
40. تُضيءُ الظَّلامَ بِالعِشاءِ كَأَنَّها مَنارَةُ مُمْسَى راهِبٍ مُتَبَتِّلِ
41. إلى مِثْلِها يَرْنُو الحَليمُ صَبابَةً إذا ما اسْبِكَرَّتْ بيَن دِرْعٍ ومِجْوَلِ
42. تَسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عَنِ الصِّبا ولَيْسَ فُؤَادي عَنْ هَواكِ بِمُنْسَلِ
43. ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيك أَلْوَى رَدَدْتُهُ نَصيحٍ عَلَى تَعْذالِهِ غَيْرِ مُؤْتَلِ
44. ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ عَلَيَّ بِأَنْواعِ الهُمومِ لِيَبْتَلِي
45. فقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمطَّى بِصُلْبِهِ وأرْدَفَ أَعْجازاً وناءَ بِكَلْكَلِ
46. ألا أيُّها الَّليلُ الطَّويلُ ألا انْجَلِي بِصُبْحٍ وما الإصْباحُ منِكَ بِأَمْثَلِ
47. فَيا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجومَهُ بِكُلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بِيَذْبُلِ
48. كأنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ في مَصامِها بِأمْراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَنْدَلِ
49. وقِرْبَةِ أقْوامٍ جَعَلْتُ عِصَامَها عَلَى كاهِلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ
50. ووادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ بِهِ الذِّئْبُ يَعْوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ
51. فقُلْتُ لَهُ لَمَّا عَوَى إنَّ شَأْنَنا قَليلُ الغِنَى إنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَوَّلِ
52. كِلانا إذا ما نالَ شَيْئا أَفاتَهُ ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْزِلِ
53. وقد أغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُناتِها بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأوابِدِ هَيْكَلِ
54. مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً كَجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
55. كَمَيْتٍ يَزِلُّ الِّلبْدُ عَنْ حالِ مَتْنِهِ كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بِالمُتَنَزِّلِ
56. عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِزامَهُ إذا جاشَ فيهِ حَمْيُهُ غَلْيُّ مِرْجَلِ
57. مَسْحٍ إذا ما السَّابِحاتُ عَلَى الوَنَى أثَرْنَ الغُبارَ بالكَدِيدِ المُرَكَّلِ
58. يَزِلُّ الغُلامُ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ ويُلْوي بأثْوابِ العَنِيفِ المُثَقَّلِ
59. دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرَّهُ تَتابُعُ كَفَّيْهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
60. لهُ أيْطَلا ظَبْيٍ وَسَاقَا نَعامَةٍ وإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتَقْريبُ تَتْفُلِ
61. ضَليعٍ إذا اسْتَدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَهُ بضافٍ فُويْقَ الأرْضِ ليْسَ بأَعْزَلِ
62. كأنَّ عَلَى المتْنَيْنِ مِنْهُ إذا انْتَحَى مَداكَ عَروسٍ أو صَلايَةَ حَنْظَلِ
63. كأنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحْرِهِ عُصارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجِّلِ
64. فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأنَّ نِعاجَهُ عَذارَى دَوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
65. فأَدْبَرْنَ كالجِزْعِ المُفَصَّلِ بِيْنَهُ بِجيدٍ مُعَمٍّ في العَشيرَةِ مُخْوَلِ
66. فألْحَقَنا بِالهادِياتِ ودُونَهُ جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
67. فعادَى عِداءً بيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجةٍ دراكاً ولم يَنْضَحْ بِماءٍ فيُغْسَلِ
68. فظَلَّ طُهاةُ الَّلحْمِ مِن بيْنِ مُنْضِجٍ صَفِيفَ شِواءٍ أو قَديرٍ مُعَجَّلِ
69. ورُحْنا يَكادُ الطِّرْفُ يَقْصُرُ دونَهُ مَتَى ما تَرَقَّ العَيْنُ فيهِ تَسَفَّلِ
70. فَباتَ عَليهِ سَرْجُهُ ولِجامُهُ وباتَ بِعَيْني قائماً غيرَ مُرْسَلِ
71. أصاحِ تَرَى بَرْقا أُرِيكَ وَمِيضَهُ كَلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
72. يُضِيءُ سَناهُ أو مَصابيحُ راهِبٍ أَمالَ السَّليطَ بِالذَّبالِ المُفَتَّلِ
73. قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتي بينَ ضارِجٍ وبينَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلي
74. عَلَى قَطَنٍ بالشَّيْم أيْمَنَ صَوْبِهِ وأيْسَرُهُ عَلَى السِّتارِ فيَذْبُلِ
75. فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ يَكُبُّ عَلَى الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
76. ومَرَّ عَلَى القَنَانِ مِن نَفَيانِهِ فأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِن كُلِّ مَنْزِلِ
77. وتَيْماءَ لَمْ يَتْرُكْ بِها جِذْعَ نَخْلَةٍ ولا أُطُماً إلاَّ مَشِيداً بِجِنْدَلِ
78. كَأَنَّ ثَبِيراً في عَرانينِ وَبْلِهِ كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
79. كأنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً مِنَ السَّيْلِ والغَثَّاءِ فلْكَةُ مِغْزَلِ
80. وأَلْقَى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعَاعَهُ نُزولَ اليَمانِي ذِي العِيابِ المُحَمَّلِ
81. كأنَّ مكاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً صُبِحْنَ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُفَلْفَلِ
82. كأنَّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيَّةً بأرْجائِهِ القُصْوَى أنابِيشُ عُنْصُلِ
نبذة عن الشاعر:-
1- امرؤ القيس
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن الحارث بن يعرب بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة .
وقيل اسمه حندج بن حجر ، والحندج : الرملة الطيبة تنبت نباتاً حسناً ومعنى امرؤ القيس رجل الشدّة وكان يقال له : الملك الضليل وذو القروح وإياه عنى الفرزدق بقوله :-
#(وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا % وأبو يزيد وذو القروح وجرول)
وتقول الروايات أن امرؤ القيس تابع مسيره والمرض يفت جسمه فتاً إلى أرض الروم إلى مدينة تدعى أنقرة ، وقد ثقل عليه المرض فأقام بها إلى أن مات وقبر هناك وذكر أنه قال قبل موته :
#(رب خطبةٍ محنفرة % وطعنة مثعنجرة)
#(وجفنة متحيرة % حلت بأرض أنقرة)
وقيل أيضا : إنه لما كان يحتضر ، رأى قبر امرأة من أبناء الملوك ماتت هناك ، ودفنت في سفح جبل يقال له : عسيب ، فسأل عنها وأخبر بقصتها فقال :
#(أجارتنا إن المزار قريب % وإني مقيم ما أقام عسيب)
#(أجارتنا إنا غريب هاهنا % وكل غريب للغريب نسيب)
وكانت وفاته سنة 565م على أرجح الروايات .

chassey 01-11-06 04:16 PM

المعلقة الثانية لشاعر عنترة بن شداد
 
المعلقة الثانية لشاعر عنترة بن شداد
1. هَلْ غادَرَ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
2. أَعْياكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّمِ حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأصَمِّ الأعْجَمِ
3. ولَقَدْ حَبَسْتُ بِها طَوِيلاً ناقَتِي أشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدَ جُثَّمِ
4. يا دَاَر عَبْلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي وعِمِي صَباحاً دارَ عَبْلَةَ واسْلَمِي
5. دارٌ لآنِسَةٍ غَضِيضٌ طَرْفُها طَوْعِ العِنانِ لَذِيذَةِ المُتَبَسَّمِ
6. فَوَقَفْتُ فِيها نَاقَتِي وكَأَنَّها فَدَنٌ لأقْضِيَ حَاجَةَ المُتَلَوِّمِ
7. وتَحُلُّ عَبْلَةُ بِالجَواءِ وأَهْلُنا بِالحَزْنِ فالصَّمَّانِ فالمُتَثَلَّمِ
8. حُيِّيتَ مِنْ طَلَلٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ أقْوَى وأقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الْهَيْثَمِ
9. حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ عَسِراً عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَةَ مَخْرَمِ
10. عُلِّقْتُهَا عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَهَا زَعْماً لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَمِ
11. ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ مِنِّي بَمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ
12. كَيْفَ المَزارُ وقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُها بِعُنَيْزَتَيْنِ وأَهْلُنا بِالْغَيْلَمِ
13. إنْ كُنْتِ أَزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّما زُمَّتْ رِكَابُكُمُ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ
14. مَا راعَني إلاَّ حَمُولَةُ أَهْلِها وَسْطَ الدِّيارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
15. فِيها اثْنَتانِ وأَرْبَعُونَ حَلْوبَةً سُوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأسْحَمِ
16. إذْ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُروبٍ واضِحٍ عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذِيذِ المطْعَمِ
17. وكَأَنَّ فأْرَةَ تاجِرٍ بِقَسِيمَةٍ سَبَقَتْ عَوَارِضَها إلَيْكَ مَنَ الفَمِ
18. أوْ رَوْضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَها غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمَعْلَمٍ
19. جَادَتْ عَلَيْهِ كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
20. سَحًّا وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ يَجْرِي عَلَيْها الماءُ لم يَتَصَرَّمِ
21. وخَلاَ الذُّبابُ بِها فَلَيْسَ ببارِحٍ غَرِداً كَفِعْلِ الشَّارِبِ المُتَرَنِّمِ
22. تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ وأبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أَدْهَمَ مُلْجَمِ
23. تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ وأبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أَدْهَمَ مُلْجَمِ
24. وَحَشِيَّتِي سَرْجٌ عَلَى عَبْلِ الشَّوَى نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ
25. هَلْ تُبْلِغَنِّي دارَها شَدْنِيَّةٌ لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
26. خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ تَطِسُ الإِكامَ بِوَخْدِ خُفٍّ مِيْثَمِ
27. فكَأَنَّما أقِصُّ الإَكامَ عَشِيَّةً بِقَريبِ بَيْنَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ
28. تَأْوِي لَهُ قُلْصُ النَّعامِ كما أَوَتْ حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
29. يَتْبَعَنْ قُلَّةَ رَأْسِهَ وكأنَّهُ حَدَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
30. صَعْلٍ يعُودُ بِذي العُشَيْرةِ بِيضَهُ كالْعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّويلِ الأَصْلَمِ
31. شَرِبَتْ بِماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ زَوْراءَ تَنْفِرُ عَنْ حَياضِ الدَّيْلَمِ
32. وكَأَنَّما تَنْأَى بِجانِبِ دَفِّها الوَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
33. هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لَهُ غَضْبَى اتَّقاهَا بِاليَدَيْنِ وبِالفَمِ
34. أَبْقَى لَها طُولُ السِّفارِ مُقَرْمَداً سَنِداً ومِثْلَ دَعَائِم المُتَخَيِّمِ
35. بَرَكَتْ عَلَى جَنْبِ الرِّداعِ كأنَّما بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
36. وكَأَنَّ رُبَّاً أو كُحَيْلاً مُعْقَداً حَشَّ الوُقُودُ بِهِ جَوانِبَ قُمْقُمِ
37. يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ زَيَّافَةٍ مِثْلَ الفَنِيقِ المَكْدَمِ
38. إنْ تُغْدِ في دُونِي القِناعَ فَإِنَّنِي طَبٌّ بِأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
39. أَثْنِي عَلَيَّ بِما عَلِمْتِ فَإِنَّني سَمْحٌ مُخالَقَتِي إذا لَمْ أُظْلَمِ
40. فَإذا ظُلِمْتُ فَإنَّ ظُلْمِيَ باسِلٌ مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ
41. ولَقَدْ شَرِبْتُ مِن المُدامَةِ بَعْدَمَا رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَمِ
42. بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمالِ مُقَدَّمِ
43. فَإذا شَرِبْتُ فَإنَّني مُسْتَهْلِكٌ مَالِي وعِرْضِي وافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ
44. وإذا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدَى وكَمَا عَلِمْتِ شَمائِلِي وتَكَرُّمِي
45. وحَلِيلِ غانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً تَمْكُو فَرِيصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَمِ
46. سَبَقَتْ يَدَايَ لَهُ بِعاجِلِ طَعْنَةٍ وَرَشاشِ نَافِذَةٍ كَلَوْنِ العَنْدَمِ
47. هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يا ابْنَةَ مَالِكٍ إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِما لَمْ تَعْلَمِ
48. إذ لا أَزالُ عَلَى رِحالَةِ سابِحٍ نَهْدٍ تَعَاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّم
49. طَوْراً يُجَرَّدُ لِلطِّعانِ وتارَةً يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرَمِ
50. يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّنِي أغْشَى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ
51. فَأَرَى مَغَانِمَ لوْ أشاءُ حَوَيْتُها فَيَصُدُّنِي عَنْها الحَيا وتَكَرُّمِي
52. ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ لا مُمْعِنٌ هَرباً ولا مُسْتَسْلِمِ
53. جادَتْ لَهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنَةٍ بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
54. بِرَحِيبَةِ الفَرْغَيْنِ يَهْدِي جَرْسُها بِاللَّيْلِ مُعْتَسِّ الذِّئابِ الضُّرَّمِ
55. فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ لَيْسَ الكَرِيمُ عَلَى القَنا بِمُحَرَّمِ
56. فَتَركْتُهُ جَزَرَ السِّباعِ ينُشْنَهُ يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانِهِ والمِعْصَمِ
57. وِمشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُروجَها بِالسَّيْفِ عَنْ حامِي الحَقِيقَةِ مُعْلَمِ
58. رَبِذٍ يَداهُ بالقِداحِ إذا شَتَا هَتَّاكِ غاياتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
59. لَمَّا رَآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ أَبْدَى نَواجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ
60. عَهْدِي بِهِ مَدَّ النَّهارِ كَأنَّما خُضِبَ البَنانُ ورَأْسُهُ بالعِظْلَمِ
61. فَطَعَنْتُهُ بِالرُّمْحَ ثُمَّ عَلَوْتُهُ بِمُهَنَّدٍ صافي الحَدِيدَةِ مِخْذَمِ
62. بَطِلٍ كأنَّ ثِيابَهُ في سَرْحَةٍ يُحْذَى نِعالَ السَّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
63. يا شَاةَ ما قَنَصٍ لِمنْ حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَيَّ ولَيْتَها لَمْ تَحْرُمِ
64. فَبَعَثْتُ جارِيَتي فَقُلْتُ لَها اذْهَبِي فَتَجَسَّسِي أخْبارَها ليَ واعْلَمِي
65. قالَتْ رَأَيْتُ مِن الأعادِي غِرَّةً والشَّاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمِ
66. وكأنَّما الْتَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايَةٍ رَشَإٍ مِنَ الغِزْلانِ حُرٍّ أَرْتَمِ
67. نُبِّئْتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
68. ولَقَدْ حَفِظْتُ وَصاةَ عَمِّي بِالضُّحَى إذْ تَقْلِصُ الشَّفَتانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
69. في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي غَمَراتِها الأَبْطالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
70. إذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِمْ عَنْها ولكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمِي
71. لمَّا رَأَيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ يَتَذامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
72. يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كَأَنَّها أَشْطانُ بِئْرٍ في لَبَانِ الأَدْهَمِ
73. مازِلْتُ أَرْمِيهِمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ ولَبانِهِ حتَّى تَسَرْبَلَ بالدَّمِ
74. فازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنا بِلَبانِهِ وشَكَى إليَّ بِعَبْرَةٍ وتَحَمْحُمِ
75. لوْ كانَ يَدْري مَا المُحَاوَرَةُ اشْتَكَى ولَكانَ لَوْ عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمِي
76. ولَقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَبْرَأَ سُقْمَها قِيلُ الفَوارِسِ ويْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِي
77. والخَيْلُ تَقْتَحِمُ الغُبارَ عَوابِساً مِنْ بِيْنِ شَيْظَمَةٍ وأَجْرَدَ شَيْظَمِ
78. ذُلُلٌ رِكابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشايِعِي لُبِّى وأَحْفِزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
79. إني عَدَاني أنْ أَزْورَكِ فاعْلَمِي مَا قَدْ عَلِمْتِ وبَعْضُ مَا لم تَعْلَمِي
80. حَالَتْ رِماحُ ابْنَيْ بَغيضٍ دُونَكُمْ وَزَوَتْ جَوانِي الحَرْبِ مَنْ لَمْ يُجْرِمِ
81. ولَقَدْ كَرَرْتُ المُهْرَ يِدْمِي نَحْرُهُ حَتَّى اتَّقَتْنِي الخَيْلُ بِابْنَيْ حِذْيَمِ
82. ولَقَدْ خَشِيتُ بِأنْ أَمْوتَ ولَمْ تَدُرْ لِلْحَرْبِ دائِرَةٌ عَلَى ابْنَيْ ضَمْضَمِ
83. الشَّاتِميْ عِرْضِي ولَمْ أَشْتِمْهُمَا والنَّاذِرَيْنِ إذَا لم أَلْقَهُمَا دَمِي
84. إنْ يَفْعَلا فَلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما جَزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
نبذة عن الشاعر:-
2- عنترة بن شداد
هو عنترة بن عمرو بن شداد بن عمرو بن قراد بن مخزوم بن عوف بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض من أهل نجد .
وقيل : عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم . وعنترة اسمه مشتق من العنتر ، وهو الشجاع ، والعنترة الشجاعة في الحرب ، وعنتره بالرمح : طعنه ، وعنتر وعنترة اسمان منه ، فأما قوله :
#(يدعون عنتر والرماح كأنها % أشطان بئرٍ في لبان الأدهم)
وأم عنترة أمةٌ حبشية سوداء ، يقال لها زبيبة ، وكان لها ولدٌ عبيد من غير أبيه ، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمةٍ استعبدوه . وقد شهد عنترة حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان وحمدت له مشاهده فيها ، وكان قد قتل خلالها ضمضماً المديّ أبا الحصين بن ضمضم وأبا أخيه هرم . وأما سنة وفاته فتختلف الآراء في تحديدها ، ولكن ربطها ببعض الأحداث التاريخية المعاصرة لعنترة يجعل تحديدها أقرب إلى الصواب ، ففي نحو سنة 650م 30هـ مات الحطيئة ، وقبله في سنة 642م 21هـ مات بن معد يكرب . وقبل هذا بأعوام كانت حرب داحس والغبراء التي خبت نارها بين سنتي 608 وسنة 610م وإلى ما بعد حرب داحس والغبراء يختفي اسم عنترة فلا نجد له ذكراً ، الشيء الذي جعل حاجي خليفة يذكر أن وفاة عنترة سنة 611 من ميلاد المسيح عليه السلام .

mesho 02-11-06 01:12 AM

يسلموو chassey علو الموضوع الحلو

الله يعطيكي العافيه

Andro 17 02-11-06 12:23 PM

وااااو تسلم ايدك على المعلقات انا هفيت ادور عليهم الف شكر
و انشالله لو عندك الباقين تحطيهم مشكورة وايد

chassey 02-11-06 12:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mesho
يسلموو chassey علو الموضوع الحلو
الله يعطيكي العافيه

الله يعافيك meshoأشكر لك مرورك الكريم وتعليق

chassey 02-11-06 12:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Andro 17
وااااو تسلم ايدك على المعلقات انا هفيت ادور عليهم الف شكر
و انشالله لو عندك الباقين تحطيهم مشكورة وايد


و اديك أختي وشكر على مرورك وأنا بأحاول قدر ما أستطيع أنزلها كلها بأسرع وقت هذه معلقتان والثلاث الباقي قريباً إن شاء الله ...

chassey 02-11-06 12:41 PM

المعلقة الثالثة /الشاعر زهير بن أبس سلمى
 
المعلقة الثالثة لشاعر زهير بن أبس سلمى
1. أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَم تَكَلَّمِ بِحَوْمانَة الدَّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
2. وَدارٌ لَهَا بِالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَا مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
3. بِهَا العَيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَةً وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
4. وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرينَ حِجَّةً فَلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
5. أَثَافِيَ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلِ وَنُؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّمِ
6. فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا أَلا انْعِمْ صَبَاحاً أَيُهَا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ
7. تَبَصَّرْ خَليلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍ تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ
8. جَعَلْنَ الْقنَانَ عَنْ يمَينٍ وَحَزْنَهُ وَكَمْ بِالقَنانِ مِنْ مُحِلٍ وَمُحْرِمِ
9. عَلَوْنَ بِأَنْماطٍ عِتَاقٍ وكلَّةٍ وِرادٍ حَوَاشِيهَا مُشَاكِهَةِ الدَّمِ
10. ظَهَرْنَ مِن السُّوبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ عَلى كُلِّ قَيْنيٍّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ
11. وَوَرَّكْنَ في السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعمِ المُتَنَعِّمِ
12. بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحَرْن بِسُحْرَةٍ فَهُنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفَمِ
13. وَفِيهِنَّ مَلْهىً لِلصَّدِيقِ وَمَنْظَرٌ أَنِيقٌ لِعْينِ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
14. كَأَنَّ فُتَاتَ الْعِهْنِ في كُلِّ مَنْزلٍ نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الْفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ
15. فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُهُ وَضَعْنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ
16. سَعَى سَاعِيًا غَيْظَ بْنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا تيَزَّلَ مَا بَيْنَ الْعَشِيرَةِ بِالدَّمِ
17. فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ
18. يَمِينًا لَنِعْمَ السَّيدَانِ وُجِدْتُمَا عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ
19. تَدَارَكْتُما عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَا تَفَانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ
20. وَقَدْ قُلْتُما إِنْ نُدْركِ السَّلْمَ وَاسِعًا بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ الْقَوْلِ نَسْلَمِ
21. فَأَصْبَحْتُما مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ بَعِيدَيْن فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ
22. عَظِيمَيْنِ في عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُما وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزًا مِنْ المَجْد يَعْظُمِ
23. تُعَفَّى الْكُلُومُ بِالْمِئيِن فَأَصْبَحَتْ يُنَجِّمُهَا مَنْ لَيْسَ فِيهَا بِمُجْرِمِ
24. يُنَجِّمُهَا قَوْمٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً وَلَمْ يُهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ ملْءَ مِحْجَمِ
25. فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ مَغَاِنُم شَتَّى مِنْ إِفالٍ مُزَنَّمِ
26. أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَةً وَذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتمُ كُلَّ مُقْسَمِ
27. فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ ما فِي نُفُوسِكُمْ لِتَخْفى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَمِ
28. يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ في كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ لِيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ
29. وَمَا الحَرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتمْ وَذُقْتُمُ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالحَدِيثِ المُرَجَّمِ
30. مَتَى تَبْعَثُوهَا تَبْعثُوهَا ذَميمَةً وَتَضْرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُوهَا فَتَضْرَمِ
31. فَتَعْرُككُمْ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِهَا وَتَلْقَحْ كِشَافًا ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
32. فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُمْ كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
33. فَتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِلُّ لأَهْلِهَا قرىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيزٍ وَدِرْهَمِ
34. لَعَمْرِي لَنِعْمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ بِمَا لاَ يُوَاتِيهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
35. وَكَانَ طَوَى كَشْحًا عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ فَلاَ هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَقَدَّمِ
36. وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِي عَدُوِّي بِأِلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَمِ
37. فَشَدَّ وَلَمْ يُفْزِعْ بُيُوتاً كَثِيَرةً لَدَي حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
38. لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَذَّفٍ لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
39. جَرىءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِهِ سَرِيعاً وَإِلا يُبْدَ بِالظُّلْمِ يَظْلِمِ
40. رَعَوْا ظِمْأِهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا غِمَاراً تَفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِالدَّمِ
41. فَقَضَّوْا مَنَايا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْدَرُوا إِلى كَلَأٍ مُسْتَوْبِلٍ مُتَوَخِّمِ
42. لَعَمْرُكَ مَا جَرَّت عَلَيْهِمْ رِماحُهُمْ دَمَ ابنِ نَهِيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ
43. وَلا شَارَكَتْ في الموْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ وَلا وَهَبٍ مِنْهُم وَلا ابْنِ المُخَزَّمِ
44. فَكُلاً أَراهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ صَحِيحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْرَمِ
45. لَحِيٍّ حِلالٍ يَعْصُمُ النَّاسَ أَمْرَهُمْ إِذا طَرَقَتْ إِحْدِى الَّليَالِي بِمُعْظَمِ
46. كِرَامٍ فَلا ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ وَلا الجَارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ
47. سَئِمْتُ تَكَاليفَ الحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ
48. وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ وَلكِنّني عَنْ عِلْمِ ما فِي غَدٍ عَمِ
49. رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىءْ يُعَمّرْ فَيَهْرَمِ
50. وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأْ بِمَنْسِمِ
51. وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
52. وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
53. وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ إِلى مُطْمَئِنِّ الْبِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
54. وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ
55. وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُنْ حَمْدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
56. وَمَنْ يَعْصِ أَطْرافَ الزِّجَاجِ فَإِنَّهُ يُطِيعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
57. وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَمِ
58. وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَهُ وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ
59. وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ أمرِيءٍ مَنْ خَلِيقَةٍ وَإَن خَالَها تَخْفَى عَلى النَّاسِ تُعْلَمِ
60. وَكَائن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُهُ فِي التَّكَلُمِ
61. لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ الَّلحْمِ وَالدَّمِ
62. وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ وَإِنّ الفَتَى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلمِ
63. سَألْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَعُدْتُمُ وَمَنْ أَكْثَرَ التَّسْآلَ يَوْماً سَيُحْرَمِ
نبذة عن الشاعر:-
- زهير بن أبي سُلمى
هو زهير بن أبي سُلمى ، واسم أبي سُلمى ، ربيعة بن رباح ، بن قرض بن الحارث بن مازن بن ثعلبة ، بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أُدّ وقد جاء في اللسان : وليس في العرب سُلمى – بالضم – غيره .
واسم أبي سُلمى ربيعة بن زياد المزني ، من مزينة مُضر .
وأما مولده فلا يعرف تأريخه وكل الذي يعرف عنه أنه كان في مزينة في نواحي المدينة وأما إقامته فكانت في الحاجر من ديار نجد ، واستمر فيه بنوه بعد الإسلام .
وكان رجلاً وقوراً نبيلاً ذا صدر رحب وأخلاق فاضلة ، بدليل خلو شعره من الفحش والتعهر ، كما كان في سعة من العيش يزينها ورع وحصافة رأي وبعد نظر ، وكذلك ارتبطت سيرة زهير التاريخية بسيرة تلك الحرب التي بدأ فيها زهير رجلاً حكيماً مرّسته الشدائد ، وعلمته التجارب .
وقد عاش زهير طويلاً حتى قال البعض أنه أدرك الإسلام إلا أن أكثر الروايات تذكر أن زهيرا مات ولم يدرك الإسلام ، وأنه مات قبل البعثة النبوية الكريمة بقليل ، وكان قد رأى كما يقال قبيل مماته : أن آتيا أتاه فحمله إلى السماء حتى كاد يمسها بيده ثم ترك فهوى إلى الأرض ، فلما احتضر قص رؤياه على ولده كعب ، ثم قال إني لا أشك أنه كائن من خبر السماء من بعدي، فإن كان فتمسكوا به ، ثم توفي قبل المبعث بسنة ، وقدر البعض وفاته بين سنتي 609 و 615 للميلاد .

chassey 02-11-06 12:44 PM

المعلقة الرابعة / الشاعر طرفة بن العبد
 

المعلقة الرابعة لشاعر طرفة بن العبد
1. لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ تلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
2. وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ
3. كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
4. عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
5. يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ
6. وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
7. خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي
8. وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ
9. سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ
10. ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ
11. وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي
12. أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
13. جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ
14. تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ
15. تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ
16. تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ
17. كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ
18. فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
19. لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
20. وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ
21. كأنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يَكْنِفانِها وأطْرَ قِسِيٍّ تحت صَلْبٍ مًؤيَّدِ
22. لها مِرْفقانِ أفْتلانِ كأنَّها تَمُرُّ بسَلْمَىْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ
23. كقَنْطَرةِ الرُّوميِّ أقْسَمَ رَبُّها لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
24. صُهابيةُ العُثْنونِ مُوجَدَةُ القَرَا بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
25. أُمِرَّتْ يَداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
26. جَنوحٌ دِفاقٌ عَنْدَلٌ ثم أُفْرِعَتْ لها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعِّدِ
27. كأنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها موارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ
28. تَلاقَى وأَحْياناً تَبينُ كأنَّها بَنائِقُ غُرٍّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
29. وأتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَّدَتْ به كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ
30. وجُمْجُمَةٌ مثلُ العَلاةِ كأنَّما وَعَى المُلْتَقَى منها إلى حَرْف مِبْرَدِ
31. وخَدٌّ كقِرْطاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ كَسِبْتِ اليَماني قَدُّهُ لم يُجرَّدِ
32. وعَيْنانِ كالماوِيَّتَيْن اسْتَكَنَّتَا بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
33. طَحورانِ عُوَّارَ القَذَى فتراهُما كَمَكْحولَتَيْ مذْعورَةٍ أُمِّ فَرْقَد
34. وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصوْتٍ مُنَدِّدِ
35. مُؤَلَّلتانِ تَعْرفُ العِتْقَ فيهِما كسامَعَتَيْ شاة بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
36. وأرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ كَمِرْداةِ صَخْرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
37. وأعْلَمُ مَخْروتٌ من الأنْفِ مارِنٌ عَتيقٌ متى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ
38. وإنْ شِئْتُ لم تُرْقِلْ وإنْ شِئْتُ أرْقَلَتْ مَخافَةَ مَلْوِيٍّ من القَدِّ مُحْصَدِ
39. وإنْ شِئْتُ سامَى واسِطَ الكُورِ رأسُها وعامَتْ بضَبْعَيْها نَجاءَ الخَفَيْدَدِ
40. عَلى مِثْلِها أمْضِي إذا قالَ صاحبي ألا لَيْتَني أفْديكَ مِنْها وأفْتَدِي
41. وجاشَتْ إليهِ النَّفُسُ خَوْفا وخالَهُ مُصاباً ولو أمْسَى على غيرِ مرْصَدِ
42. إذا القَوْمُ قالوا مَن فَتَىً خِلْتُ أنَّني عُنيتُ فَلمْ أكْسَلْ ولم أَتَبلَّدِ
43. أحَلْتُ عَلَيْها بالقَطيعِ فأجْذَمَتْ وقد خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
44. فَذَالَتْ كما ذالَتْ ولِيدَةُ مَجْلِسٍ تُرِى ربَّها أذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
45. ولسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخافَةً ولكنْ مَتَى يَسْتَرفِدِ القوْمُ أرْفِدِ
46. فإنَ تَبْغِني في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَني وإنْ تَلْتَمِسْني في الحَوانيتِ تَصْطدِ
47. متى تَأْتِني أصْبَحْكَ كأْسا رَوِيَّةً وإنْ كُنْتَ عَنها ذا غِنًى فاغْنَ وازْدَدِ
48. وإنْ يَلْتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني إلى ذِرْوَةِ البيتِ الشَّريفِ المُصَمَّدِ
49. نَدامايَ بِيضٌ كالنُّجومِ وقَيْنَةٌ تَروحُ إِليْنا بينَ بُرْدٍ ومُجْسَدِ
50. رَحيبٌ قِطابُ الجَيِبِ منها رفيقَةٌ بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
51. إذا نَحنُ قُلنا أسْمِعينا انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْروفَةٌ لم تَشَدَّدِ
52. إذا رَجَّعَتْ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها تَجاوُبَ أظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ
53. وما زالَ تَشْرابي الخُمُورَ ولَذَّتي وبَيْعي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي
54. إلى أنْ تَحامَتْني العَشيرَةُ كُلُّها وأُفْرِدْتُ إَفُرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
55. رأيْتُ بَني غَبْراءَ لا يُنْكُرونَني ولا أهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ
56. ألا أيُّهذا الزَّاجِرِي أحْضُرَ الوَغَى وأنْ أشْهَدَ الَّلذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
57. فإنْ كُنْتَ لا تَسْطيعُ دفْعَ مَنِيَّتي فدَعْني أُبادِرْها بِما مَلَكَتْ يَدِي
58. ولوْلا ثلاثٌ هُنَّ مِن عَيْشَةِ الفَتَى وجَدِّكَ لم أحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي
59. فمِنْهُنَّ سَبْقي العاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تزْبِدِ
60. وكرِّى إذا نادى المُضافُ مُجَنَّباً كَسِيدِ الغَضا نَبَّهْتَهُ المُتَورِّدِ
61. وتَقْصيُر يَومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ
62. كأنَّ البُرينَ والدَّماليجَ عُلَّقَتْ على عَشَرٍ أو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ
63. كريمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ في حَياتِهِ سَتَعْلَمُ إنْ مُتْنا غَدا أيُّنا الصَّدِي
64. أرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بخيلٍ بِمالِهِ كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ
65. ترى جَثْوتَيْنِ مِن تُرابٍ عَلَيْهِما صَفائحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
66. أرى الموْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
67. أرى العَيْشَ كنْزا ناقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ وما تَنْقُصُ الأيَّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
68. لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى لَكالطِّوالِ المُرْخى وثِنْياهُ باليَدِ
69. مَتَى ما يَشَأْ يَوْما يَقُدْهُ لحتْفِهِ ومَن يَكُ في حَبْلِ المنِيَّةِ يَنْقَدِ
70. فما لي أَراني وابْنَ عَمِّي مالكاً متى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأ عَنِّي ويَبْعُدِ
71. يلومُ وما أدْري عَلامَ يلومُني كما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
72. وأيْأَسَني مِن كُلِّ خيرٍ طَلَبْتُهُ كأنَّا وضعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
73. على غيرِ شيْءٍ قُلْتُهُ غيرَ أنَّني نَشَدْتُ فلَمْ أُفِلْ حُمولَةَ مَعْبَدِ
74. وقَرَّبْتُ بالقُرْبى وجَدِّكَ إنَّهُ متى يَكُ أمْرٌ للنَّكيثَةِ أشْهَدِ
75. وإنْ أُدْعَ للْجُلَى أكُنْ مِن حُماتِها وأنْ يِأْتِكَ الأعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
76. وإنْ يِقْذِفوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أسْقَهِمْ بِشُرْبِ حِياضِ الموْتِ قبْلَ التَّهَدُّدِ
77. بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ هِجائي وقَذْفي بالشَّكاةِ ومُطْرَدي
78. فلَوْ كانَ مَوْلايَ امْرأً هُو غَيْرُهُ لَفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
79. ولكنَّ مَوْلايَ امرؤٌ هُوَ خانِقي على الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفْتَدِ
80. وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً على المرْءِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
81. فذَرْني وخُلْقِي إنَّني لكَ شاكِرٌ ولوْ حَلَّ بَيْتِي نائياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
82. فلَوْ شاءَ ربِّي كُنْتُ قيْسَ بن خالِدٍ ولو شاءَ ربِّي كُنْتُ عَمْرَو بن مَرْثَدِ
83. فأصْبَحْتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارَني بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ
84. أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ خَشاشٌ كَرَأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ
85. فآلَيْتُ لا يَنْفَكُ كَشْحي بِطانَةً لِعَضْبٍ رقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ
86. حُسامٍ إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدءُ ليْسَ بَمَعْضَدِ
87. أخي ثِقَةٍ لا يَنْثَني عَنْ ضَريبَةٍ إذا قيلَ مَهْلاً قالَ حاجِزُهُ قَدِي
88. إذا ابْتَدَرَ القوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَني منيعاً إذا بَلَّتْ بِقائِمهِ يَدِي
89. وَبَرْكٍ هُجودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتي بَواديَها أمْشي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ
90. فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جَلالَةٌ عَقيلَةَ شَيْخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ
91. يقولُ وقد تَرَّ الوَظيفُ وِسَاقُها أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أتَيْتَ بِمُؤِْيِدِ
92. وقالَ ألاَ ماذا تَرونَ بِشارِبٍ شَديدٌ عَلَيْنا بَغْيُهُ مُتَعَمِّدِ
93. وقالَ ذَروهُ إنَّما نَفْعُها لهُ وإلاَّ تَكُفُّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
94. فظَلَّ الإِماءُ يَمْتَلِلْنَ حُوارَها ويُسْعَى عَلَيْنا بِالسَّديفِ المُسَرْهَدِ
95. فإنْ مُتُّ فانْعيني بِما أنا أَهْلُهُ وشُقِّي عَليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
96. ولا تَجْعَليني كأمْرِىءٍ ليْسَ هَمُّهُ كَهَمِّي ولا يُغْني غَنائي ومَشْهَدي
97. بَطيءٌ عَنْ الجُلَّى سَريعٍ إلى الخَنا ذَلولٍ بِأَجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
98. فَلَوْ كُنْتُ وَغْلا في الرِّجالِ لَضَرَّني عَداوَةُ ذي الأصْحابِ والمُتَوَحِّدِ
99. ولكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجالَ جَراءَتي عَلَيْهِمْ وإِقْدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
100. لَعَمْرُكَ ما أمْري عَلَّي بُغُمَّةٍ نَهارِي ولا لَيْلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
101. ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِراكِها حِفاظاً عَلَى عَوْراته والتَّهَدُّدِ
102. عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيهِ الفَرائِصُ تُرْعَدِ
103. وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَهُ عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
104. أرى الموتَ أعْدادَ الُّنفوسِ ولا أَرَى بعيداً غَدًا ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
105. سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ويَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
106. وَيَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لمْ تَبِعْ لَهُ بَتاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وقْتَ مَوْعِدِ

نبذة عن الشاعر:-
- طرفة بن العبد
هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري الوائلي ، وقد نسبه المفضل الضبي ، إلى معد بن عدنان واسمه عمرو ، وقال أبو عمرو : الطرفاء من الحمض قال : وبها سمي الرجل طرفة .
وهو ابن أخت الشاعر المتلمس ، وابن أخي الشاعر المعروف بالمرقش الأصغر فالتقى إليه الشعر من طرفيه ، وكان مولده في البحرين حوالي سنة 538م .
وقد ظهرت علامات الفطنة والذكاء على طرفة في سن مبكرة .
ويقال إن مقتله كان سنة 552م ، وقيل سنة 564م وكان له من العمر آنذاك ستة وعشرين سنة ، واستدل على ذلك بقول أخته في رثائه :-
#(عددنا له ستاً وعشرين حجة % فلما توفاها استوى سيداً ضخماً)
#(فجعنا به لما رجونا إيابه % على خير حال لا وليداً ولا قحما)
وتذكر كتب الأدب أن طرفة كان معتداً بنفسه متشوقا بها واثقاً منها مترفعاً إلا عن الملوك يرجوهم ويهجوهم في آن واحد ، كما كان ميالا إلى اللهو ومعاقرة الخمرة ، ومنفقا ماله عليهما وعلى ملذاته ، وصاحب شخصية واضحة تظهر بكل تفاصيلها في شعره ، فقد جمع إلى عبثه ومجونه حكمة الشيوخ وتفكيرهم ، وإلى فتوة الشباب وطموحاتهم قوة الفطرة وصدق النظر .

SHAJAN-ROHI 06-11-06 04:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chassey

المعلقة الرابعة لشاعر طرفة بن العبد
1. لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ تلُوحُ كَباقي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ
2. وُقوفاً بِها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ يقولونَ لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ
3. كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلا ياسَفينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ
4. عَدَوْلِيَّةٌ أو مِنْ سَفينِ ابن يامِنٍ يَجورُ بِها الملاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
5. يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيْزومُها بِها كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلَ باليَدِ
6. وفي الحَيِّ أحْوَى يَنْفُضُ المرْدَ شادِنٌ مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
7. خَذولٌ تُراعىَ رَبْرَباً بِخَميلَةٍ تَناولُ أطْرافَ البَريرِ وتَرْتَدي
8. وتَبْسِمُ عن أَلْمى كأنَّ مُنَوِّراً تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ له نَدِ
9. سَفَتْهُ إياةُ الشَّمسِ إلاّ لِثاتِهِ أُسِفَّ ولم تَكْدِمْ عليهِ بإثمِدِ
10. ووجْهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألْقتْ رِداءهَا عليه نقيِّ اللَّونِ لم يَتَخَدَّدِ
11. وإنِّي لأُمْضي الهَمَّ عند احْتِضارِهِ بعَوْجاءَ مِرْقالٍِ تَرُوحُ وتَغْتدي
12. أمونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ
13. جُمالِيَّةٍ وَجْناءَ تَرْدى كأنَّها سَفَنَّجَةٌ تَبْرِي لأزْعَرَ أرْبَدِ
14. تُبارِي عِتاقاً ناجياتٍ وأتْبَعَتْ وظيفاً وظيفاً فوْقَ موْرٍ مُعْبَّدِ
15. تَرَبَّعتِ القُفَّيْنِ في الشَّولِ ترْتَعي حدائقَ موْلِىَّ الأسِرَّةِ أغْيَدِ
16. تَريعُ إلى صَوْبِ المُهيبِ وتَتَّقي بِذي خُصَلٍ روْعاتِ أكْلَف مُلْبِدِ
17. كأنَّ جَناحَيْ مَضْرَحيٍّ تَكَنَّفا حِفافَيْهِ شُكَّا في العَسيبِ بِمِسْرَدِ
18. فطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّميلِ وتارَةً على حَشَفٍ كالشَّنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ
19. لها فِخْذان أُكْمِلَ النَّحْضُ فيهِما كأنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ
20. وطَيُّ مَحالٍ كالحَنيِّ خُلوفُهُ وأجْرِنَةٌ لُزَّتْ برأيٍ مُنَضَّدِ
21. كأنَّ كِنَاسَيْ ضالَةٍ يَكْنِفانِها وأطْرَ قِسِيٍّ تحت صَلْبٍ مًؤيَّدِ
22. لها مِرْفقانِ أفْتلانِ كأنَّها تَمُرُّ بسَلْمَىْ دالِجٍ مُتَشَدِّدِ
23. كقَنْطَرةِ الرُّوميِّ أقْسَمَ رَبُّها لَتُكْتَنَفَنْ حتى تُشادَ بقَرْمَدِ
24. صُهابيةُ العُثْنونِ مُوجَدَةُ القَرَا بَعيدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَدِ
25. أُمِرَّتْ يَداها فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَتْ لها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ
26. جَنوحٌ دِفاقٌ عَنْدَلٌ ثم أُفْرِعَتْ لها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعِّدِ
27. كأنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها موارِدُ مِن خَلْقاءَ في ظَهْرِ قَرْدَدِ
28. تَلاقَى وأَحْياناً تَبينُ كأنَّها بَنائِقُ غُرٍّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ
29. وأتْلَعُ نَهَّاضٌ إذا صَعَّدَتْ به كَسُكَّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ
30. وجُمْجُمَةٌ مثلُ العَلاةِ كأنَّما وَعَى المُلْتَقَى منها إلى حَرْف مِبْرَدِ
31. وخَدٌّ كقِرْطاسِ الشَّآمِي ومِشْفَرٌ كَسِبْتِ اليَماني قَدُّهُ لم يُجرَّدِ
32. وعَيْنانِ كالماوِيَّتَيْن اسْتَكَنَّتَا بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ
33. طَحورانِ عُوَّارَ القَذَى فتراهُما كَمَكْحولَتَيْ مذْعورَةٍ أُمِّ فَرْقَد
34. وصادِقَتا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّرَى لِهَجْسٍ خَفيٍّ أو لِصوْتٍ مُنَدِّدِ
35. مُؤَلَّلتانِ تَعْرفُ العِتْقَ فيهِما كسامَعَتَيْ شاة بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ
36. وأرْوَعُ نَبَّاضٌ أَحَذُّ مُلَمْلَمٌ كَمِرْداةِ صَخْرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ
37. وأعْلَمُ مَخْروتٌ من الأنْفِ مارِنٌ عَتيقٌ متى تَرْجُمْ به الأرضَ تَزْدَدِ
38. وإنْ شِئْتُ لم تُرْقِلْ وإنْ شِئْتُ أرْقَلَتْ مَخافَةَ مَلْوِيٍّ من القَدِّ مُحْصَدِ
39. وإنْ شِئْتُ سامَى واسِطَ الكُورِ رأسُها وعامَتْ بضَبْعَيْها نَجاءَ الخَفَيْدَدِ
40. عَلى مِثْلِها أمْضِي إذا قالَ صاحبي ألا لَيْتَني أفْديكَ مِنْها وأفْتَدِي
41. وجاشَتْ إليهِ النَّفُسُ خَوْفا وخالَهُ مُصاباً ولو أمْسَى على غيرِ مرْصَدِ
42. إذا القَوْمُ قالوا مَن فَتَىً خِلْتُ أنَّني عُنيتُ فَلمْ أكْسَلْ ولم أَتَبلَّدِ
43. أحَلْتُ عَلَيْها بالقَطيعِ فأجْذَمَتْ وقد خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
44. فَذَالَتْ كما ذالَتْ ولِيدَةُ مَجْلِسٍ تُرِى ربَّها أذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
45. ولسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاعِ مَخافَةً ولكنْ مَتَى يَسْتَرفِدِ القوْمُ أرْفِدِ
46. فإنَ تَبْغِني في حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَني وإنْ تَلْتَمِسْني في الحَوانيتِ تَصْطدِ
47. متى تَأْتِني أصْبَحْكَ كأْسا رَوِيَّةً وإنْ كُنْتَ عَنها ذا غِنًى فاغْنَ وازْدَدِ
48. وإنْ يَلْتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني إلى ذِرْوَةِ البيتِ الشَّريفِ المُصَمَّدِ
49. نَدامايَ بِيضٌ كالنُّجومِ وقَيْنَةٌ تَروحُ إِليْنا بينَ بُرْدٍ ومُجْسَدِ
50. رَحيبٌ قِطابُ الجَيِبِ منها رفيقَةٌ بِجَسِّ النَّدامَى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
51. إذا نَحنُ قُلنا أسْمِعينا انْبَرَتْ لنا على رِسْلِها مَطْروفَةٌ لم تَشَدَّدِ
52. إذا رَجَّعَتْ في صَوْتِها خِلْتَ صَوْتَها تَجاوُبَ أظْآرٍ عَلَى رُبَعٍ رَدِ
53. وما زالَ تَشْرابي الخُمُورَ ولَذَّتي وبَيْعي وإنْفاقي طَريفي ومُتْلَدي
54. إلى أنْ تَحامَتْني العَشيرَةُ كُلُّها وأُفْرِدْتُ إَفُرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
55. رأيْتُ بَني غَبْراءَ لا يُنْكُرونَني ولا أهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ
56. ألا أيُّهذا الزَّاجِرِي أحْضُرَ الوَغَى وأنْ أشْهَدَ الَّلذَّاتِ هل أنتَ مُخْلِدِي
57. فإنْ كُنْتَ لا تَسْطيعُ دفْعَ مَنِيَّتي فدَعْني أُبادِرْها بِما مَلَكَتْ يَدِي
58. ولوْلا ثلاثٌ هُنَّ مِن عَيْشَةِ الفَتَى وجَدِّكَ لم أحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي
59. فمِنْهُنَّ سَبْقي العاذِلاتِ بِشَرْبَةٍ كُمَيْتٍ متى ما تُعْلَ بالماءِ تزْبِدِ
60. وكرِّى إذا نادى المُضافُ مُجَنَّباً كَسِيدِ الغَضا نَبَّهْتَهُ المُتَورِّدِ
61. وتَقْصيُر يَومِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ بِبَهْكَنَةٍ تحتَ الخِباءِ المُعَمَّدِ
62. كأنَّ البُرينَ والدَّماليجَ عُلَّقَتْ على عَشَرٍ أو خِرْوَعٍ لم يُخَضَّدِ
63. كريمٌ يُرَوِّي نَفْسَهُ في حَياتِهِ سَتَعْلَمُ إنْ مُتْنا غَدا أيُّنا الصَّدِي
64. أرَى قَبْرَ نَحَّامٍ بخيلٍ بِمالِهِ كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالَةِ مُفْسِدِ
65. ترى جَثْوتَيْنِ مِن تُرابٍ عَلَيْهِما صَفائحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ
66. أرى الموْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفي عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ
67. أرى العَيْشَ كنْزا ناقِصاً كُلَّ لَيْلَةٍ وما تَنْقُصُ الأيَّامُ والدَّهْرُ يَنْفَدِ
68. لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى لَكالطِّوالِ المُرْخى وثِنْياهُ باليَدِ
69. مَتَى ما يَشَأْ يَوْما يَقُدْهُ لحتْفِهِ ومَن يَكُ في حَبْلِ المنِيَّةِ يَنْقَدِ
70. فما لي أَراني وابْنَ عَمِّي مالكاً متى أَدْنُ مِنْهُ يَنْأ عَنِّي ويَبْعُدِ
71. يلومُ وما أدْري عَلامَ يلومُني كما لاَمني في الحَيِّ قُرْطُ بنُ مَعْبَدِ
72. وأيْأَسَني مِن كُلِّ خيرٍ طَلَبْتُهُ كأنَّا وضعْناهُ إلى رَمْسِ مُلْحَدِ
73. على غيرِ شيْءٍ قُلْتُهُ غيرَ أنَّني نَشَدْتُ فلَمْ أُفِلْ حُمولَةَ مَعْبَدِ
74. وقَرَّبْتُ بالقُرْبى وجَدِّكَ إنَّهُ متى يَكُ أمْرٌ للنَّكيثَةِ أشْهَدِ
75. وإنْ أُدْعَ للْجُلَى أكُنْ مِن حُماتِها وأنْ يِأْتِكَ الأعْداءُ بالجَهْدِ أَجْهَدِ
76. وإنْ يِقْذِفوا بالقَذْعِ عِرْضَكَ أسْقَهِمْ بِشُرْبِ حِياضِ الموْتِ قبْلَ التَّهَدُّدِ
77. بِلا حَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْدَثٍ هِجائي وقَذْفي بالشَّكاةِ ومُطْرَدي
78. فلَوْ كانَ مَوْلايَ امْرأً هُو غَيْرُهُ لَفَرَّجَ كَرْبي أوْ لأنْظَرَني غَدي
79. ولكنَّ مَوْلايَ امرؤٌ هُوَ خانِقي على الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أو أنا مُفْتَدِ
80. وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أَشَدُّ مَضاضَةً على المرْءِ مِن وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
81. فذَرْني وخُلْقِي إنَّني لكَ شاكِرٌ ولوْ حَلَّ بَيْتِي نائياً عِنْدَ ضَرْغَدِ
82. فلَوْ شاءَ ربِّي كُنْتُ قيْسَ بن خالِدٍ ولو شاءَ ربِّي كُنْتُ عَمْرَو بن مَرْثَدِ
83. فأصْبَحْتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارَني بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ
84. أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفونَهُ خَشاشٌ كَرَأْسِ الحيَّةِ المُتَوَقِّدِ
85. فآلَيْتُ لا يَنْفَكُ كَشْحي بِطانَةً لِعَضْبٍ رقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ
86. حُسامٍ إذا ما قُمْتُ مُنْتَصِراً بِهِ كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدءُ ليْسَ بَمَعْضَدِ
87. أخي ثِقَةٍ لا يَنْثَني عَنْ ضَريبَةٍ إذا قيلَ مَهْلاً قالَ حاجِزُهُ قَدِي
88. إذا ابْتَدَرَ القوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَني منيعاً إذا بَلَّتْ بِقائِمهِ يَدِي
89. وَبَرْكٍ هُجودٍ قَدْ أثارَتْ مَخافَتي بَواديَها أمْشي بِعَضْبٍ مُجَرَّدِ
90. فَمَرَّتْ كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جَلالَةٌ عَقيلَةَ شَيْخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ
91. يقولُ وقد تَرَّ الوَظيفُ وِسَاقُها أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أتَيْتَ بِمُؤِْيِدِ
92. وقالَ ألاَ ماذا تَرونَ بِشارِبٍ شَديدٌ عَلَيْنا بَغْيُهُ مُتَعَمِّدِ
93. وقالَ ذَروهُ إنَّما نَفْعُها لهُ وإلاَّ تَكُفُّوا قاصِيَ البَرْكِ يَزْدَدِ
94. فظَلَّ الإِماءُ يَمْتَلِلْنَ حُوارَها ويُسْعَى عَلَيْنا بِالسَّديفِ المُسَرْهَدِ
95. فإنْ مُتُّ فانْعيني بِما أنا أَهْلُهُ وشُقِّي عَليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ
96. ولا تَجْعَليني كأمْرِىءٍ ليْسَ هَمُّهُ كَهَمِّي ولا يُغْني غَنائي ومَشْهَدي
97. بَطيءٌ عَنْ الجُلَّى سَريعٍ إلى الخَنا ذَلولٍ بِأَجْماعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ
98. فَلَوْ كُنْتُ وَغْلا في الرِّجالِ لَضَرَّني عَداوَةُ ذي الأصْحابِ والمُتَوَحِّدِ
99. ولكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجالَ جَراءَتي عَلَيْهِمْ وإِقْدامي وصِدْقي ومَحْتِدي
100. لَعَمْرُكَ ما أمْري عَلَّي بُغُمَّةٍ نَهارِي ولا لَيْلي عَلَيَّ بِسَرْمَدِ
101. ويَوْمٌ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِراكِها حِفاظاً عَلَى عَوْراته والتَّهَدُّدِ
102. عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى متى تَعْتَرِكْ فيهِ الفَرائِصُ تُرْعَدِ
103. وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِوارَهُ عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِدِ
104. أرى الموتَ أعْدادَ الُّنفوسِ ولا أَرَى بعيداً غَدًا ما أَقْرَبَ اليَوْمَ مَنْ غَدِ
105. سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جاهِلاً ويَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
106. وَيَأْتيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لمْ تَبِعْ لَهُ بَتاتاً ولَمْ تَضْرِبْ لَهُ وقْتَ مَوْعِدِ

نبذة عن الشاعر:-
- طرفة بن العبد
هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة البكري الوائلي ، وقد نسبه المفضل الضبي ، إلى معد بن عدنان واسمه عمرو ، وقال أبو عمرو : الطرفاء من الحمض قال : وبها سمي الرجل طرفة .
وهو ابن أخت الشاعر المتلمس ، وابن أخي الشاعر المعروف بالمرقش الأصغر فالتقى إليه الشعر من طرفيه ، وكان مولده في البحرين حوالي سنة 538م .
وقد ظهرت علامات الفطنة والذكاء على طرفة في سن مبكرة .
ويقال إن مقتله كان سنة 552م ، وقيل سنة 564م وكان له من العمر آنذاك ستة وعشرين سنة ، واستدل على ذلك بقول أخته في رثائه :-
#(عددنا له ستاً وعشرين حجة % فلما توفاها استوى سيداً ضخماً)
#(فجعنا به لما رجونا إيابه % على خير حال لا وليداً ولا قحما)
وتذكر كتب الأدب أن طرفة كان معتداً بنفسه متشوقا بها واثقاً منها مترفعاً إلا عن الملوك يرجوهم ويهجوهم في آن واحد ، كما كان ميالا إلى اللهو ومعاقرة الخمرة ، ومنفقا ماله عليهما وعلى ملذاته ، وصاحب شخصية واضحة تظهر بكل تفاصيلها في شعره ، فقد جمع إلى عبثه ومجونه حكمة الشيوخ وتفكيرهم ، وإلى فتوة الشباب وطموحاتهم قوة الفطرة وصدق النظر .

تسلمي والله موضوع كتير حلو ومجهود كبير تشكري عليه ....
في انتظار بقية المعلقات بس ياريت تعطينا فكرة موجزة عن سبب تسميتها بالمعلقات السبع
تقبلي فائق التحية والاحترام

mustafasst 06-11-06 10:54 PM

الله الله

هذه المعلقات ذكرتني بايام الدراسه لما كانت مطلوبه حفظ عن غيب

الكلام الي فيها لا يقدر بثمن

الف الف شكر على المشاركه الرائعه

SHAJAN-ROHI 06-11-06 11:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mustafasst
الله الله
هذه المعلقات ذكرتني بايام الدراسه لما كانت مطلوبه حفظ عن غيب
الكلام الي فيها لا يقدر بثمن
الف الف شكر على المشاركه الرائعه

يعني مصطفى انت حافظها للمعلقات ....واو والله ازا كان هيك انت بتحفظ ديوان الشعر العربي كللو

Andro 17 07-11-06 03:32 PM

[تسلمي والله موضوع كتير حلو ومجهود كبير تشكري عليه ....
في انتظار بقية المعلقات بس ياريت تعطينا فكرة موجزة عن سبب تسميتها بالمعلقات السبع
تقبلي فائق التحية والاحترام [/color][/size][/center][/b][/quote]
اذا بتسمحيلي اقلت احنا اخدنا في المدرسة انو هذه القصائد الروعة سميت بكثير من الالقاب مثل المعلقات السبع و المذهبات وغيرها المهم سميت معلقات لانها كانت جديرة ان تعلق بالصدور اي تحفظ و سبب اخر انها علقت على استار الكعبة و المذهبات لانها كتبت بحروف من ذهب
وانشالله اكون اجبت عن سؤالك
و تسلم ايدك يا Chassey
مشكورة كتير كتير والله يعينك على الخير

SHAJAN-ROHI 07-11-06 07:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Andro 17
[تسلمي والله موضوع كتير حلو ومجهود كبير تشكري عليه ....
في انتظار بقية المعلقات بس ياريت تعطينا فكرة موجزة عن سبب تسميتها بالمعلقات السبع
تقبلي فائق التحية والاحترام [/color][/size][/center][/b]

اذا بتسمحيلي اقلت احنا اخدنا في المدرسة انو هذه القصائد الروعة سميت بكثير من الالقاب مثل المعلقات السبع و المذهبات وغيرها المهم سميت معلقات لانها كانت جديرة ان تعلق بالصدور اي تحفظ و سبب اخر انها علقت على استار الكعبة و المذهبات لانها كتبت بحروف من ذهب
وانشالله اكون اجبت عن سؤالك
و تسلم ايدك يا Chassey
مشكورة كتير كتير والله يعينك على الخير[/QUOTE]
الف شكر على المعلومات اللي وردت في تعليقك...تقبل التحية والاحترام

chassey 24-11-06 10:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SHAJAN-ROHI (المشاركة 487270)
تسلمي والله موضوع كتير حلو ومجهود كبير تشكري عليه ....
في انتظار بقية المعلقات بس ياريت تعطينا فكرة موجزة عن سبب تسميتها بالمعلقات السبع
تقبلي فائق التحية والاحترام

العفو أختي SHAJAN و إن شأ الله نكون أثرينا منتدى الشعر والشعراء
شكراً لإطلالتك الكريم

chassey 24-11-06 11:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mustafasst (المشاركة 488616)
الله الله
هذه المعلقات ذكرتني بايام الدراسه لما كانت مطلوبه حفظ عن غيب
الكلام الي فيها لا يقدر بثمن
الف الف شكر على المشاركه الرائعه

شكراً لكم إدارتنا الكريمة على المرور وهذه المرة الأولى لكم لرد على مواضيعي
فنزلتم أهلاً و وطئتم سهلاً

chassey 24-11-06 11:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Andro 17 (المشاركة 489892)
[تسلمي والله موضوع كتير حلو ومجهود كبير تشكري عليه ....
في انتظار بقية المعلقات بس ياريت تعطينا فكرة موجزة عن سبب تسميتها بالمعلقات السبع
تقبلي فائق التحية والاحترام [/color][/size][/center][/b]

اذا بتسمحيلي اقلت احنا اخدنا في المدرسة انو هذه القصائد الروعة سميت بكثير من الالقاب مثل المعلقات السبع و المذهبات وغيرها المهم سميت معلقات لانها كانت جديرة ان تعلق بالصدور اي تحفظ و سبب اخر انها علقت على استار الكعبة و المذهبات لانها كتبت بحروف من ذهب
وانشالله اكون اجبت عن سؤالك
و تسلم ايدك يا Chassey
مشكورة كتير كتير والله يعينك على الخير[/QUOTE]

شكراً لك Andro أجبت كفت و وفت
والله يقدرنا على الفعل الخير دائماً ويجعلنا مباركين حيث ما كنا
أكرر شكري لك أختي الكريمة

chassey 24-11-06 11:11 PM

أعتذر عن التأخر لظروف خارجة عن إرادتي وهذه تتمة المعلقات أتمنى إن لا يكون ذهب مذاقها بعد كل هذا الانتظار...

chassey 24-11-06 11:15 PM

المعلقة الخامسة / الشاعر لبيد بن الحارث
 
1. عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقامُهَا بِمِنىً تَأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
2. فَمَدافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّىَ رَسْمُهَا خَلَقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سَلامُهَا
3. دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعدَ عَهْدِ أَنِيسِها حِجَجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا
4. رُزِقَتْ مَرابيعَ النُّجُومِ وَصَابَهَا وَدَقُّ الرَّواعِدِ جَوْدُها فَرِهَامُها
5. مِنْ كُلِّ سَارِيَةٍ وَغادٍ مُدْجِنٍ وَعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُهَا
6. فَعَلا فُروعُ الأَيْهَقانِ وأَطْفَلَتْ بِالجَهْلَتَيْنِ ظِبَاؤُها وَنَعامُهَا
7. وَالعَيْنُ عَاكِفَةٌ عَلَى أَطْلائِها عُوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهامُهَا
8. وجَلا السُّيُولُ عَن الطُّلُولِ كَأَنَّهَا زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَهَا أَقْلامُهَا
9. أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَئُورُهَا كَفِفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُهَا
10. فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها وَكَيفَ سُؤَالُنَا صُمًّا خَوالِدَ مَا يَبينُ كَلامُهَا
11. عَرِيْتْ وَكانَ بِها الجَمِيعُ فَأَبْكَرُوا مِنْهَا وغُودِرَ نُؤيُهاَ وَثُمَامُها
12. شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُهَا
13. مِنْ كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عَليهِ كِلَّةٌ وَقِرامُهَا
14. زُجَلاً كَأَنَّ نِعاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً أَرْآمُهَا
15. حُفِزَتْ وَزَيَّلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا أَجْزاعُ بيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَا
16. بَلْ ما تَذَكَّرُ مِنْ نَوارِ وقَدْ نَأتْ وتَقَطَّعَتْ أَسْبابُها ورِمَامُهَا
17. مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ وجَاوَرَتْ أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُهَا
18. بِمَشارِقِ الجَبَليْنِ أَوْ بِمُحَجَّرٍ فَتَضَمَّنَتْهَا فَرْدَةٌ فَرُخَامُها
19. فَصُوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمَظِنَّةٌ منْهَا رُخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
20. فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَن تَعَرَّضَ وَصْلُهُ وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا
21. واحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزيلِ وَصَرْمُهُ بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوامُهَا
22. بِطَليحِ أَسْفَارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّةً مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَا
23. فَإذا تَغَالَى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدامُها
24. فَلَها هِبابٌ في الزِّمامِ كَأنَّها صَهْباءُ خَفَّ مَعَ الجَنوبِ جَهامُها
25. أو مُلْمِعٌ وَسِقَتْ لأَحْقَبَ لاحَهُ طَرْدُ الفُحولِ وضَرْبُها وكِدامُها
26. يَعْدُو بِها حَدَبَ الإِكامِ مُسَجَّجٌ قَدْ رَابَهُ عِصْيانُها ووِحامُها
27. بِأَحِّزَةِ الثَّلْبُوتِ يَرْبَأُ فَوْقَها قَفْرُ المَراقِبِ خَوْفُها أرْآمُها
28. حتَّى إذا سَلَخَا جُمادَى سِتَّةً جَزْءاً فَطالَ صِيامُهُ وصِيامُها
29. رَجَعَا بِأمْرِهِما إلىَ ذِي مِرَّةٍ حَصَدٍ ونُجْحُ صَريمةٍ إبْرامُها
30. ورَمَى دَوابِرَها السَّفَا وتَهَيَّجَتْ رِيحُ المصَايِفِ سَوْمُها وسِهامُها
31. فتَنازَعَا سَبِطاً يَطيرُ ظِلالُهُ كَدُخانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُها
32. مَشْمُولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَجٍ كَدُخَانِ نَارٍ سَاِطعٍ أٍسْنَامُهَا
33. فَمَضَى وقَدَّمَها وكانَتْ عَادَةً مِنْهُ إذا هِيَ عَرَّدَتْ أقْدامُها
34. فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا مَسْجورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها
35. مَحْفوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّها مِنْهُ مُصَرَّعُ غابَةٍ وقِيامُها
36. أَفَتِلْكَ أمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبوعَةٌ خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوارِ قِوامُها
37. خَنْساءُ ضَيَّعَتِ الفَريرَ فَلَمْ يَرِمْ عُرْضَ الشَّقائِقِ طَوْفُها وبُغامُها
38. لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ غُبْسٌ كَواسِبُ لا يُمَنُّ طَعامُها
39. صَادَفْنَ مِنْها غِرَّةً فَأَصَبْنَها إنَّ المَنَايَا لا تَطيشُ سِهامُها
40. بَاتَتْ وأسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيمةٍ يُرْوى الخَمائِلَ دائِماً تَسْجامُها
41. يَعْلُو طَريقَةَ مَتْنِها مُتَواتِرٌ في لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجومِ ظَلامُها
42. تَجْتافُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنَبِّذَا بِعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَميلُ هُيامُها
43. وتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّلامِ مُنيرَةً كَجُمانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظامُها
44. حتَّى إذا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أزْلامُها
45. عَلِهَتْ تَرَدَّدُ في نِهاءِ صُعَائِدٍ سَبْعاً تُؤاماً كامِلاً أيَّامُها
46. حتَّى إذا يَئِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ لَمْ يُبْلِهِ إرْضَاعُها وفِطامُها
47. فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأنيسِ فَرَاعَها عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأنيسُ سَقَامُها
48. فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ مَوْلَى المَخافَةِ خَلْفُها وأَمامُها
49. حتَّى إذا يِئِسَ الرُّماةُ وأَرْسَلُوا غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصامُها
50. فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدْرِيَّةٌ كَالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها
51. لِتَذُودَهُنَّ وأيْقَنَتْ إنْ لَمْ تَذُدْ أنْ قَدْ أَحَمَّ مِنْ الحُتوفِ حِمَامُها
52. فَتَقَصَّدَتْ مِنْها كَسَابُ فَضُرِّجَتْ بِدَمٍ وغُودِرَ في المَكَرِّ سُخَامُها
53. فَبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ الَّلوَامِعُ بِالضُّحَى واجْتابَ أرْدِيَةَ السَّرابِ إِكامُها
54. أقْضِي الُّلبَانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيبَةً أوْ أنْ يَلُومَ بِحاجَةٍ لَوَّامُها
55. أَوَ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوارِ بِأنَّنيَ وَصَّالُ عَقْدِ حَبَائلٍ جَذامُها
56. تَرَّاكُ أَمْكِنَةٍ إذا لَمْ أَرْضَهَا أوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفوسِ حِمَامُها
57. بَلْ أنْتِ لا تَدْرينَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُها ونِدَامُها
58. قدْ بِتُ سَامِرَها وغايَةَ تاجِرٍ وافَيْتُ إذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدامُها
59. أغْلِى السِّباءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عاتِقِ أوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُها
60. بِصَبُوحِ صافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَةٍ بِمُوَتَّرٍ تَأْتَالُهُ أَبْهامُها
61. بادَرْتُ حاجَتَها الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ لأَعَلَّ مِنْها حِينَ هَبَّ نِيامُها
62. وَغدَاةَ رِيحٍ قد وَزَعْتُ وَقِرَّةً قد أصبحت بيدِ الشِّمال زِمامُها
63. ولَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شَكَّتي فُرْطُ وِشَاحي إذْ غَدَوْتُ لِجَامُها
64. فَعَلَوْتُ مُرْتَقِباً على ذِي هَبْوَةٍ حَرِجٍ إلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها
65. حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغورِ ظَلامُها
66. أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنيفَةٍ جَرْداءَ يَحْصَرُ دُونَها جُرَّامُها
67. رَفَّعْتُها طَرْدَ النَّعامِ وَشَلَّهُ حتَّى إذا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظامُها
68. قَلِقَتْ رِحالَتُها وأَسْبَلَ نَحْرُها وابْتَلَّ مِنْ زَبَدِ الحَميمِ حِزامُها
69. تَرْقَى وتَطْعَنُ في العِنانِ وتَنْتَحِي وِرْدَ الحَمامَةِ إذْ أَجَدَّ حَمامُها
70. وكَثيرَةٍ غُرَباؤُها مَجْهُولَةٌ تُرْجَى نَوافِلُها ويُخْشَى ذامُها
71. غُلْبٍ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كأنَّها جنُّ البَدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدامُها
72. أَنْكَرْتُ باطِلَها وبُؤْتُ بِحَقِّها عِنْدِي ولَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرامُها
73. وجَزُورِ أَيْسارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِها بِمَغالِقٍ مُتَشَابِهٍ أَجْسامُها
74. أدْعُو بِهِنَّ لِعاقِرٍ أو مُطْفِلٍ بُذِلَتْ لِجيرانِ الجَميعِ لِحامُها
75. فالضَّيْفُ والجَارُ الجَنيبُ كَأَنَّما هَبَطَا تَبَالَةَ مُخْصِباً أَهْضامُها
76. تَأْوِي إلى الأطْنابِ كُلُّ رَذِيَّةٍ مِثْلِ البَلِيَّةِ قالِصٍ أهْدامُها
77. ويُكَلِّلُونَ إذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ خُلُجاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها
78. إنَّا إذا الْتَقَتِ المَجامِعُ لَمْ يَزَلْ مِنَّا لِزَازُ عَظيمَةٍ جَشَّامُها
79. ومُقَسِّمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّها ومُغَذْمِرٌ لِحُقُوقِها هَضَّامُها
80. فَضْلاً وذُو كَرَمٍ يُعينُ عَلَى النَّدَى سَمْحٌ كَسْوبِ رَغائِبٍ غَنَّامُها
81. مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُمْ ولِكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمَامُها
82. لا يَطْبَعُونَ ولا يَبُورُ فَعَالُهُمْ إذْ لا يِميلُ مَعَ الهَوَى أحْلامُها
83. فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَليكُ فَإِنَّما قَسَمَ الخَلائِقَ بَيْنَنا عَلاَّمُها
84. وإذا الأَمانَةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ أوْفَى بِأَوْفَرِ حَظِّنا قَسَّامُها
85. فَبَنَى لَنَا بَيْتاً رَفِيعاً سَمْكُهُ فَسَمَا إليْهِ كَهْلُهَا وغُلامُها
86. وَهُمُ السُّعاةُ إذا العَشِيرَةُ أُفْظِعَتْ وهُمُ فَوَارِسُها وهُمْ حُكَّامُها
87. وهُمُ رَبيعٌ لِلْمُجاوِرِ فِيهُمُ والمُرْمِلاتِ إذا تَطاوَلَ عَامُها
88. وهُمُ العَشيرَةُ أنْ يُبَطِّىءَ حَاسِدٌ أوْ أنْ يَميلَ مَعَ العَدُوِّ لِئامُهَا
نبذة عن الشاعر:-
- لبيد بن ربيعة
هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري الصحابي ، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب ، فأسلم وحسن إسلامه ، فهو من الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الإسلام إلا أن ميقات إسلامه يصعب تحديده بشكل يقيني .
ويكنى لبيد أبا عقيل ، وهو من الفرسان المعدودين ، فقد شارك في معارك قومه الذين لم يظهروا على صفحة التاريخ إلا بعد أن ظهر زعيمهم خالد بن جعفر الذي قتل زهير ابن جذيمة سيد عبس الذي كان يستبد بقبيلته ، فقد طغت غطفان وشخصية زعيمها زهير ذاك على بني عامر وأخضعتهم لتبعية ذليلة وذلك أنهم كانوا يدفعون إتاوة سنوية لزهير العبسي .
وأما سيرته الشخصية فيبدوا أن الجانب الإسلامي فيها قد غطى على الجانب الجاهلي منها ، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الإسلام يجب ما قبله" وقد ذكر المبرّد وغيره من العلماء أن لبيداً كان شريفاً في الجاهلية والإسلام ، وكان نذر أن لا تهب الصّبا إلا نحر وأطعم وأن الصّبا هبت يوماً وهو بالكوفة مقترٌ مملق ، فعلم بذلك الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فخطب بالناس وقال : إن أخاكم لبيداً آلى ألاّ تهب له الصبا إلا أطعم الناس حتى تسكن ، وهذا اليوم من أيامه ، فأعينوه ، وأنا أول من يعينه .

chassey 24-11-06 11:17 PM

المعلقة السادسة/الحارثة بن حلزة
 

1. آذَنْتَنا بِبَيْنِها أسْماءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ
2. بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَةِ شَمَّا ءَفَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ
3. فَالمُحَيَّاةُ فالصِّفاحُ فَأَعْنا في فِتَاقٍ فَعاذِبٌ فَالوَفاءُ
4. فَرِياضُ القَطَا فَأَوْدِيَةُ الشُّرْبِ فالشُّعْبَتَانِ فالإِبْلاءُ
5. لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيها فَأَبْكِي اليَوْمَ دَلْهاً ومَا يُحِيرُ البُكاءُ
6. وبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ النَّارَ أَخِيرًا تَلْوِى بِها العَلْياءُ
7. فَتَنَوَّرْتُ نَارَها مِنْ بِعيدٍ بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ
8. أَوْقَدَتْها بَيْنَ العَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّياءُ
9. غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ إذَا خَفَّ بِالثَّوِيِّ النَّجاءُ
10. بِزَفُوفٍ كأنَّهَا هِقْلَةُ أْمِّ رِئَالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ
11. آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القُنَّاصُ عَصْراً وقَدْ دَنَا الإمْساءُ
12. فَتَرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجْعِ والوَقْعِ مَنِيناً كأَنَّه أَهْباءُ
13. وطِراقاً مِنْ خَلْفِهِنَّ طِراقٌ ساقِطاتٌ أَلْوَتْ بِها الصَّحْراءُ
14. أَتَلَهَّى بِها الهَواجِرَ إذْ كُلُّ ابن هَمِّ بَلِيَّةٌ عَمْياءُ
15. وأَتَانَا مِنَ الحَوادِثِ والأنْباءِ خَطْبٌ نُعْنَى بِهِ ونُساءُ
16. أنَّ إخْوانَنَا الأَراقِمَ يَغْلُونَ عَلَيْنا في قِيلِهِمْ إِحْفاءُ
17. يَخْلِطُونَ البَريءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْبِ ولاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاَءُ
18. زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ مُوَالٍ لَنَا وأَنَّا الوَلاَءُ
19. أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشاءً فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
20. مِنْ مُنادٍ ومِنْ مُجِيبٍ ومِنْ تَصْهالِ خَيْلٍ خِلالَ ذاكَ رُغاءُ
21. أَيُّهَا النَّاطِقُ المُرَقِّشُ عَنَّا عِنْدَ عَمْرٍو وهَلْ لِذَاكَ بَقاءُ
22. لا تَخَلْنا عَلَى غَراتِكَ إنَّا قَبْلَ مَا قَدْ وَشَى بِنا الأَعْداءُ
23. فَبَقِينا عَلَى الشَّناءَةِ تَنْمِينا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعْساءُ
24. قَبْلَ مَا اليَوْمَ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ النَّاسِ فِيها تَغَيُّظٌ وإِباءُ
25. وكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدِى بِنا أَرْعَنَ جَوْناً يَنْجابُ عَنْهَ العَمَاءُ
26. مُكْفَهِرّاً عَلَى الحَوادِثِ لا تَرْتُوه لِلدَّهْرِ مُؤْيِدٌ صَمَّاءُ
27. إِرَمِيٌّ بِمِثْلِهِ جَالَتِ الخَيْلُ فَآبَتْ لِخَصْمِها الأَجْلاءُ
28. مَلِكٌ مُقْسِطٌ وأَفْضَلُ مَنْ يَمْشِي ومِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّناءُ
29. أَيّمَا خُطَّةٍ أَرَدْتُمْ فَأَدُّوهَا إِلَيْنا تَمْشِي بِها الأمْلاءُ
30. إنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ فالصَّاقِبِ فِيهِ الأمْواتُ والأحْياءُ
31. أوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشَمُهُ النَّاسُ وفِيهِ الصَّلاحُ والإِبْراءُ
32. أوْ سَكَتُّمْ عَنَّا فَكُنَّا كَمَنْ أَغْمَضَ عَيْناً في جَفْنِها أَقْذاءُ
33. أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأَلُونَ فَمَنْ حُدِّثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنا العَلاءُ
34. هَلْ عَلِمْتُمْ أيَّام يُنْتَهَبُ النَّاسُ غِواراً لِكُلِّ حَيٍّ عُواءُ
35. إذْ رَكِبْنا الجِمالَ مِنْ سَعَفِ البَحْرَيْنِ سَيْراً حَتَّى نَهاهَا الحِساءُ
36. ثُمَّ مِلْنا عَلَى تَميمٍ فَأَحْرَمْنا وفِينا بَناتُ قَوْمٍ إِماءُ
37. لا يُقِيمُ العَزِيزَ بِالبَلَدِ السَّهْلِ ولا يَنْفَعُ الذَّلِيلَ النَّجاءُ
38. لَيْسَ يُنْجِي مُوائِلاً مِنْ حِذارٍ رَأْسُ طَوْدٍ وحَرَّةٌ رَجْلاءُ
39. فَمَلَكْنا بِذَلِكَ النَّاسَ حَتَّى مَلَكَ المُنْذِرُ بن ماءِ السَّماءُ
40. مَلِكٌ أَضْرَعَ البَرِيَّةَ لا يُوجَدُ فِيها لِما لَدَيْهِ كِفاءُ
41. ما أَصابُوا مِنْ تَغْلَبِيٍّ فَمَطْلُولٌ عَلَيْهِ إذا أُصِيبَ العَفاءُ
42. كَتَكالِيفِ قَوْمِنا إذْ غَزَا المُنْذِرُ هَلْ نَحْنُ لابْنِ هِنْدٍ رِعاءُ
43. إذْ أَحَلَّ العَلْياءَ قُبَّةَ مَيْسُونَ فَأَدْنَى دِيارَها العَوْصاءُ
44. فَتَأَوَّتْ لَهُ قَراضِبَةٌ مِنْ كُلِّ حَيٍّ كأنَّهُمْ أَلْقاءُ
45. فَهَداهُمْ بِالأَسْوَدَيْنِ وأَمْرُ اللهِ بَلْغٌ تَشْقَى بِهِ الأَشْقِياءُ
46. إذْ تَمَنَّوْنَهُمْ غُرُوراً فَساقَتْهُمْ إلَيْكُمْ أُمْنِيَّةٌ أَشْراءُ
47. لَمْ يَغُرُّوكُمْ غُرُوراً ولَكِنْ رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُمْ والضَّحاءُ
48. أَيُّها النَّاطِقُ المُبَلِغُ عَنَّا عِنْدَ عَمْرِو وهَلْ لِذاكَ انْتِهاءُ
49. مَنْ لَنا عِنْدَهُ مِنَ الخَيْرِ آياتٌ ثَلاثٌ في كُلِّهِنَّ القَضاءُ
50. آيَةٌ شارِقُ الشَّقِيقَةِ إذْ جاءُوا جَمِيعاً لِكُلِّ حَيٍّ لِواءُ
51. حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِينَ بِكَبْشٍ قَرَظِيٍّ كَأَنَّهُ عَبْلاءُ
52. وصَتِيتٍ مِنَ العَوَاتِكِ لا تَنْهاهُ إلاَّ مُبْيَضَّةٌ رَعْلاءُ
53. فَرَدَدْناهُمُ بِطَعْنٍ كَمَا يَخْرُجُ مِنْ خُرْبَةِ المَزادِ الماءُ
54. وحَمَلْناهُمْ عَلَى حَزْمِ ثَهْلانَ شِلالاً ودُمِّىَ الأنْساءَ
55. وجَبَهْناهُمُ بِطَعْنٍ كما تُنْهِزُ في جَمَّة الطَّوَيِّ الدِّلاءَ
56. وفَعَلْنا بِهِمْ كمَا عَلِمَ اللهُ ومَا إنْ للخَائِنِينَ دِماءُ
57. ثُمَّ حُجْراً أعْنِي ابْنَ أُمِّ قَطامٍ ولَهُ فارِسِيَّةٌ خَضْراءُ
58. أَسَدٌ في اللِّقاءِ وَرْدٌ هَمُوسٌ ورَبِيعٌ إنْ شَمَّرَتْ غَبْراءُ
59. وفَكَكْنا غُلَّ امْرِىء القَيْسِ عَنْهُ بَعْدَ ما طالَ حَبْسُهُ والعَنَاءُ
60. ومَعَ الجَوْنِ جَوْنِ آلِ بَنِي الأوْسِ عَنُودٌ كَأَنَّها دَفْواءُ
61. مَا جَزِعْنا تَحْتَ العَجاجَةِ إذْ وَلَّوْا شِلالاً وإذْ تَلَظَّى الصِّلاءُ
62. وأَقَدْناهُ رُبَّ غَسَّانَ بِالمُنْذِرِ كَرْهاً إذْ لا تُكالُ الدِّماءُ
63. وأَتَيْناهُمُ بِتِسْعَةِ أَمْلاكٍ كِرامٍ أسْلابُهُمْ أَغْلاءُ
64. وَوَلَدْنا عَمْرَو بن أُمِّ إياسٍ مِنْ قَرِيبٍ لَمَّا أَتَانا الحِباءُ
65. مِثْلَها يُخْرِجُ النَّصِيحَةَ لِلْقَوْمِ فَلاةٌ مِنْ دُونِها أَفْلاءُ
66. فاتْرُكُوا الطَّيْخَ والتَّعاشِي وإمَّا تَتَعَاشَوْا فَفِي التَّعاشِي الدَّاءُ
67. واذْكُروا حِلْفَ ذِي المَجازِ ومَا قُدِّمَ فِيهِ العُهُودُ والكُفَلاءُ
68. حَذَرَ الجَوْرِ والتَّعَدِّي وهَلْ يَنْقُضُ مَا في المَهَارِقِ الأهْواءُ
69. واعْلَمُوا أَنَّنا وإيَّاكُمُ فِيمَا اشْتَرَطْنا يَوْمَ اختَلَفْنا سَواءُ
70. عَنناً باطِلاً وظُلْماً كَمَا تُعْتَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ
71. أَعَلَيْنا جُناحُ كِنْدَةَ أنْ يَغْنَمَ غازِيهُمْ ومِنَّا الجَزاءُ
72. أمْ عَلَيْنا جَرَّى إيادٍ كَمَا قيلَ لِطَسْمٍ أخُوكمُ الأباءُ
73. لَيْسَ مِنَّا المُضَرَّيونَ ولا قَيْسٌ ولا جَنْدَلٌ ولا الحَدَّاءُ
74. أَمْ جَنايَا بَنَي عَتِيقٍ فَمَنْ يَغْدِرْ فإنَّا مِنْ حَرْبِهِمْ بُرآءُ
75. أَمْ عَلَيْنا جَرَّى العِبادِ كَمَا نِيطَ بِجَوْزِ المُحَمَّلِ الأعْباءِ
76. وثَمانُونَ مِنْ تَمِيمٍ بِأَيْدِيهِمْ رِماحٌ صُدُورُهُنَّ القَضاءُ
77. تَركُوهُمْ مُلَحَّبِينَ وآبُوا بِنَهابٍ يُصِمُّ مِنْها الحُداءُ
78. أَمْ عَلَيْنا جَرَّى حَنِيفَةَ أَوْ مَا جَمَّعَتْ مِنْ مُحارِبٍ غَبْراءُ
79. أَمْ عَلَيْنا جَرَّى قُضاعَةَ أمْ لَيْسَ عَلَيْنا فِيما جَنْوا أَنْداءُ
80. ثُمَّ جاءُوا يَسْتَرْجِعونَ فَلَمْ تَرْجِعْ لَهُمْ شامَةٌ ولا زَهْراءُ
81. لَمْ يُحِلُّوا بِنِي رِزاحٍ بِبَرْقاءِ نِطاعٍ لَهُمْ عَلَيْهِمْ دُعاءُ
82. ثُمَّ فاءُوا مِنْهُمْ بِقاصِمَةِ الظَّهْرِ ولا يُبْرِدُ الغَلِيلَ الماءُ
83. ثُمَّ خَيْلٌ مِنْ بَعْدِ ذاكَ مَعَ الغَلاقِ لا رَأْفَةٌ ولا إِبْقاءُ
84. وهُو الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْمِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ


نبذة عن الشاعر:-

- الحارث بن حلِّزة
هو الحارث بن حلِّزة بن مكروه بن يزيد بن عبدالله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل الشاعر الجاهلي المشهور ومن أهل العراق والحلزة لقب أطلق على أبيه فاشتهر به وهي من الحلِّزة أي البخل ولكنه كان يتمتع بشخصية قوية تتمثل فيها كل مقومات القيادة الرشيدة والرئاسة الحميدة .
فقد جمع الرجل في شخصه إلى جانب الفخر الذي ضرب به المثل حتى قيل : أفخر من الحارث بن حلزة الدّهاء والحنكة والحكمة .
والحارث من الشعراء المقلين إلا أن صاحب كتاب شعراء النصرانية ذكر في ترجمته أنه من شعراء الطبقة الأولى ولعلّه يقصد في ذلك القدم الزمني وليست المكانة الشعرية التي عناها ابن سلام عندما صنف الشعراء إلى طبقات .
ذاك هو الحارث بن حلزة الشاعر الذي عرف أن القوة ليست عددا وعدة فحسب ، بل هي إلى جانب ذلك عقل يخطط وعزم ينفذ ، ورأي نيرٌ يستلهم تجارب الآخرين ويوظفها في سبيل تحقيق غاياته وأهدافه .

chassey 24-11-06 11:21 PM

المعلقة السابعة/ عمرو بن كلثوم
 
1. ألا هُبَّي بِصَحْنِكِ فاصْبَحِينا ولا تُبْقِي خُمورَ الأنْدَرِينا
2. مُشَعْشَعَةً كَأنَّ الحُصَّ فِيها إذا ما الماءُ خَالَطَها سَخِينا
3. تَجُورُ بِذي الُّلبانَةِ عَنْ هَواهُ إذا ما ذَاقَها حَتَّى يِلِينا
4. تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا أُمِّرَتْ عَلَيِهِ لِمالِهِ فِيها مُهِينا
5. صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو وكانَ الكَأْسُ مَجْراها الَيمِينا
6. ومَا شَرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ عَمْرٍو بِصاحِبِكِ الذي لا تَصْبَحِينا
7. وكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعَلْبَكٍ وأُخْرَى في دِمَشْقَ وقاصِرِينا
8. وإنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنا المَنايَا مُقَدَّرَةً لَنا ومُقَدَّرِينا
9. قفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينا نُخَبِّرْكِ اليَقِينَ وتُخْبِرِينا
10. قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِينا
11. بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً أَقَرَّ بِها مَوَالِيكِ العُيُونا
12. وإنَّ غَداً وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ وبَعْدَ غَدٍ بِما لا تَعْلَمِينا
13. تُرِيكَ إذا دَخَلْتَ عَلَى خَلاءٍ وقَدْ أَمِنَتْ عُيونَ الكَاشِحِينا
14. ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماءَ بِكْرٍ هِجانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينا
15. وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصاً حَصَاناً مِنْ أَكُفِّ اللاَّمِسِينا
16. ومَتْنَىْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَتْ رَوَادِفُها تَنُوءُ بِما وَلِينا
17. ومَأْكَمَةً يَضِيقُ البابُ عَنْها وكَشْحاً قَدْ جُنِنْتُ بِه جُنونَا
18. وسارِيَتَيْ بِلَنْطٍ أوْ رُخامٍ يَرِنُّ خَشاشَ حُلَيْهِما رَنِينا
19. فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقْبٍ أَضَلَّتْهُ فَرَجَّعَتِ الحَنِينا
20. ولا شَمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقَاها لَها مِنْ تِسْعَةٍ إلاَّ جَنِينا
21. تَذَكَّرْتُ الصِّبْا واشْتَقْتُ لَمَّا رَأَيْتُ حُمُولَها أُصُلاً حُدِينا
22. فَأَعْرَضَتِ اليَمامَةُ واشْمَخَرَّتْ كَأَسْيافٍ بِأَيْدِي مُصْلِتِينا
23. أبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْنا وأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا
24. بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً ونُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
25. وأَيَّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ عَصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ نَدِينا
26. وسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوهُ بِتاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينا
27. تَرَكْنا الخَيْلَ عاكِفَةً عَلَيْهِ مُقَلَّدَةً أَعِنَّتَها صُفُونا
28. وأَنْزَلْنا البُيُوتَ بِذي طُلُوحٍ إِلَى الشَّاماتِ تَنْفِي المُوعِدِينا
29. وقَدْ هَرَّتْ كِلابُ الحَيِّ مِنَّا وشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يِلِينا
30. مَتَى نَنْقُلْ إلى قَوْمٍ رَحَانَا يَكُونُوا في اللِّقاءِ لَها طَحِينا
31. يَكُونُ ثِفَالُها شَرْقِيَّ نَجْدٍ ولَهْوَتُها قُضاعَةَ أَجْمَعِينا
32. نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأضْيافِ مِنَّا فَأَعْجَلْنا القِرَى أنْ تَشْتِمُونا
33. قَرَيْناكُمْ فَعَجَّلْنا قِرَاكُمْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونا
34. نَعُمُّ أُنَاسَنا ونَعِفُّ عَنْهُمْ ونَحْمِلُ عَنْهُمُ مَا حَمَّلُونا
35. نُطاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّا ونَضْرِبُ بِالسُّيوفِ إذا غُشِينا
36. بِسُمْرٍ مِنْ قَنا الخَطِّيِّ لَدْنٍ ذَوَابِلَ أوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينا
37. كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأبْطَالِ فِيها وُسُوقٌ بِالأماعِزِ يَرْتَمِينا
38. نشقُّ بها رُءُوسَ القوم شَقّاً ونَخْتِلبُ الرِّقابَ فَتَخْتَلينا
39. وإنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو عَلَيْكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينا
40. وَرِثْنا المَجْدَ قَدْ عَلِمْتَ مَعَدٌّ نُطاعِنُ دُونَهُ حَتَّى يَبِينا
41. ونَحْنُ إذا عِمادُ الحَيِّ خَرَّتْ عَنِ الأَحْفاضِ نَمْنَعُ مَنْ يِلِينا
42. نَجُذُّ رُءُوسَهَمْ في غَيْرِ بِرٍّ فَمَا يَدْرُونَ ماذَا يَتَّقُونا
43. كَأَنَّ سُيوفَنَا فِينَا وفِيهِمْ مَخَارِيقٌ بِأَيْدِي لاعِبِينا
44. كأنَّ ثِيَابَنَا مِنَّا ومِنْهُمْ خُضِبْنَ بِأُرْجُوانٍ أَوْ طُلِينا
45. إذا مَا عَيَّ بِالإِسْنافِ حَيٌّ مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّهِ أنْ يَكُونَا
46. نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ مُحَافَظَةً وكُنَّا السَّابِقِينا
47. بِشُبَّانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ مَجْداً وشِيبٍ في الحُرُوبِ مُجَرَّبِينا
48. حُدَّيا النَّاسِ كُلِّهِمِ جميعاً مُقارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَنِينا
49. فأَمَّا يَوْمُ خَشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ فَتُصْبِحُ خَيْلُنا عُصَباً ثَبِينا
50. وأمَّا يَوْمُ لا نَخْشَى عَلَيْهِمْ فَنُمْعِنُ غارَةً مُتَلَبِّبينا
51. بِرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بِنِ بَكْرٍ نَدقُّ بِهِ السُّهُولَةَ والحُزُونَا
52. ألاَ لاَ يَعْلَمُ الأَقْوامُ أنَّا تَضَعْضَعْنا وأَنَّا قَدْ وَنِينا
53. ألاَ لاَ يَجْهَلْنَ أَحَدٌ عَلَيْنا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينا
54. بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ نَكُونُ لِقَيْلِكُمْ فِيهَا قَطِينا
55. بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ تُطِيعُ بِنا الوُشَاةَ وتَزْدَرِينا
56. تَهَدَّدْنا وأوعِدْنا رُوَيْداً مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مُقْتَوِينا
57. فإِنَّ قَناتَنا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ عَلَى الأعْدَاءِ قَبْلَكَ أنْ تَلِينا
58. إذَا عَضَّ الثِّقَافُ بِها اشْمَأَزَّتْ وَوَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُونا
59. عَشَوْزَنَةً إذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ تَشُجُّ قَفَا المُثَقَّفِ والجَبِينا
60. فَهَلْ حُدِّثْتَ في جُشَمِ بن بَكْرٍ بِنَقْصٍ في خُطُوبِ الأوَّلِينا
61. وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بن سَيْفٍ أَبَاحَ لَنا حُصُونَ المَجْدِ دِينا
62. وَرِثْتُ مُهَلْهِلاً والخَيْرَ مِنْهُ زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْرُ الذَّاخِرِينا
63. وعَتَّاباً وكُلْثُوماً جَمِيعاً بِهِمْ نِلْنا تُرَاثَ الأَكْرَمِينا
64. وذَا البُرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ بِهِ نُحْمَى وَنحْمِي المُحْجَرِينا
65. ومِنَّا قَبْلَهُ السَّاعِي كُلَيْبٌ فَأَيُّ المَجْدِ إلاَّ قَدْ وَلِينا
66. مَتَى نَعْقُدْ قَرِينَتَنا بِحَبْلٍ تَجُذُّ الحَبْلَ أو تَقَصِ القَرِينا
67. ونُوجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهمْ ذِماراً وأَوْفَاهُمْ إذَا عَقَدُوا يَمِينا
68. ونَحْنُ غَدَاةَ أُوقِدَ في خَزَازَى رَفَدْنَا فَوْقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا
69. ونَحْنُ الحَابِسُونَ بِذِي أَرَاطَى تَسَفُّ الجِلَّةُ الخورُ الدَّرِينا
70. ونَحْنُ الحاكِمُونَ إذَا أُطِعْنا ونَحْنُ العازِمُونَ إذَا عُصِينا
71. ونَحْنُ التَّارِكُونَ لِمَا سَخِطْنا ونَحْنُ الآخِذُونَ لما رَضِينا
72. وكُنَّا الأيْمَنِينَ إذا الْتَقَيْنا وكانَ الأيْسَرِينَ بنُو أَبِينا
73. فَصَالُوا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِيهِمْ وصُلْنا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِينا
74. فَآبُوا بِالنِّهَابِ وبِالسَّبايا وأُبْنَا بِالمُلُوكِ مَصَفَّدِينا
75. إِلَيْكُمْ يَا بَني بَكْرٍ إِلَيْكُمْ أَلَمَّا تَعْرِفوا مِنَّا اليَقِينا
76. أَلَمَّا تَعْرِفُوا مِنَّا ومِنْكُمْ كَتائِبَ يَطَّعِنَّ ويَرْتَمِينا
77. عَلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي وأَسْيافٌ يُقَمْنَ ويَنْحَنِينا
78. عَلَيْنا كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لَها غُضُونا
79. إذا وُضِعَتْ عَنِ الأبْطالِ يَومًا رَأَيْتَ لَها جُلُودَ القَوْمِ جُونا
80. كأَنَّ غُضُونَهُنَّ مُتُونُ غُدْرٍ تُصَفِّقُها الرِّياحُ إذَا جَرَيْنا
81. وتَحْمِلُنا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ عُرِفْنَ لَنا نَقَائِذَ وافْتُلِينا
82. وَرَدْنَ دَوارِعاً وخَرَجْنَ شُعْثَا كَأَمْثالِ الرَّصائِعِ قَدْ بِلِينا
83. ورِثْناهُنَّ عَنْ آبَاءِ صِدْقٍ ونُورِثُهَا إذا مُتْنا بَنِينا
84. عَلَى آثَارِنا بِيضٌ حِسانٌ نُحَاذِرُ أنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُونا
85. أَخَذْنَ عَلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْدَا إذا لاقَوْا كَتائِبَ مُعْلِمِينا
86. لَيَسْتَلِبُنَّ أفْراساً وبِيضاً وأَسْرَى في الحَدِيد مُقَرَّنِينا
87. تَرَانا بَارِزِينَ وكُلُّ حَيِّ قَدِ اتَّخَذوا مَخَافَتَنا قَرِينا
88. إذا مَا رُحْنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنا كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتْونُ الشَّارِبِينا
89. يَقُتْنَ جِيَادَنا ويَقُلْنَ لَسْتُمْ بُعُولَتَنَا إذا لَمْ تَمْنَعونا
90. إذا لَمْ نَحْمِهِنَّ فَلاَ بَقِينا لِشَيْءٍ بَعْدَهُنَّ ولاَ حَيِينا
91. ظَعَائِنَ مِن بَني جُشَمِ بن بَكْرٍ خَلَطْنَ بِمَيَسمٍ حَسَبًا ودِينا
92. ومَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ تَرَى مِنْهُ السَّواعِدَ كالقُلِينا
93. كَأَنَّا والسُّيوفُ مُسَلَّلاتٌ وَلَدْنا النَّاس طُراًّ أَجْمَعِينا
94. يُدْهَدُونَ الرُّءُوسَ كَمَا تُدَهْدِي حَزَاوِرَةٌ بِأَبْطَحِها الكُرِينا
95. وقَدْ عَلِمَ القَبائِلُ مِنْ مَعَدٍّ إذا قُبَّبٌ بِأَبْطَحِها بُنِينا
96. بِأَنَّا المُطْعِمُونَ إذا قَدَرْنا وأَنَّا المُهْلِكُونَ إذا ابْتُلِينا
97. وأَنَّا المَانِعونَ لِمَا أَرَدْنا وأنَّا النَّازِلُونَ بِحَيْثُ شِينا
98. وأنَّا التَّارِكُونَ إذا سَخِطْنا وأنَّا الآخِذُونَ إذا رَضِينا
99. وأنَّا العَاصِمُونَ إذا أُطِعْنا وأنَّا العازِمُونَ إذا عُصِينا
100. ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً ويَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وطِينا
101. أَلاَ أَبْلغْ بَنِي الطَّمَّاح عَنَّا وَدُعميًّا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُونَا
102. إذا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً أَبَيْنا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينا
103. لنَا الدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها ونَبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ قَادِرِينا
104. بُغَاةٌ ظَاِلَمينَ وَمَا ظُلِمْنَا وَلكِنَّا سَنَبْدَأُ ظَاِلِميِنَا
105. مَلأنَا البَرَّ حَتَّى ضاقَ عَنَّا ونَحْنُ البَحْرُ نَمْلَؤُهُ سَفِينا
106. إذا بَلَغَ الرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا

نبذة عن الشاعر :-

عمرو بن كلثوم
هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل الشاعر الجاهلي المشهور ، ويكنى أبا الأسود وقيل : أبا عمير .
وتحكي الروايات أن عمرو بن كلثوم عاش حوالي مائة وخمسين سنة ، رأى فيها من ولده وولد ولده خلفاً كثيراً وكان إلى جانب كونه فارساً كان كذلك شاعراً وخطيباً حكيماً ، فقد روي أنه لما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله وقال لهم : يا بني قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحدٌ من آبائي ، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت ، وإني والله ما عيّرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله ، إن كان حقاً فحقاً ، وإن كان باطلاً فباطلاً ومن سَبَّ سُبَّ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم ، وأحسنوا جواركم يحسن ثناءكم …الخ بهذه الوصية التي ذكرتها كتب الأدب اختتم عمرو بن كلثوم حياته وهي وصية تبدو وكأنها ردٌّ على معلقته التي افقدت قومه بحماستها وغلوها رشدهم وتوازنهم ، فأرد أن يعيد إليهم بها ما افتقدوه من حكمةٍ وروية وبعد نظر ، وكانت وفاة عمرو في سنة 600م ومن عقبه العتابي الشاعر المشهور واسمه كلثوم بن عمرو ، وكان كاتباً مجيداً في الرسائل وشاعراً مجيداً

chassey 24-11-06 11:26 PM

النهاية الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
تحياتي

بوح قلم 04-05-10 06:34 AM

تسلمين حبيبتي

ينقل للقسم المناسب

سكوت 14-06-10 06:43 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nagwa_ahmed5 27-06-10 04:16 AM

اجمل واثرى شعر قرأتة ومعانى عميقة برغم صعوبتها للكلمات

لحن الصمت 28-07-10 08:53 PM

مشكورررررررعل القصايد

أنثى الحرير 29-07-10 10:27 AM

شكراااااااااااااااااااااااا


الساعة الآن 07:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية