منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207606.html)

Rehana 14-07-20 01:32 PM

502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي ( كاملة )
 
https://teacher-sa.com/imgcache/94826.imgcache.gif

مرحبا اليوم راح انزل اليكم رواية
من اجل حب ساحرة
من روايات عبير دار ميوزيك
رواية منقولة للأمانة انا كتبت منها فصل واحد فقط وعملت تدقيق اليها بالكامل قبل النقل

الملخص

جوناثان دريم أرمل ولديه طفلة في سن السادسة. معوقة في ساقيها بسبب الحادثة التي وقعت لها.
قام باستدعاء شانون سمريس وهي امرأة شابة والتي ترسم شخصيات تستخدمها في أفلام الرسوم المتحركة.
رسمت شانون شخصية كاسي بيل لإعلانات عن شوكولاتة كيسي والتي أصبحت مشهورة جداً للأطفال والكبار معاً.
استعان بها جوناثان لتساعد ابنته على الشفاء لكن شانون رفضت في البداية ثم انتهت بالموافقة وهي مجبرة لعدة أسباب.
نجحت شانون في النهاية في رسالتها واستطاعت مساعدة الطفلة, ووقعت في غرام الأب وتزوجته في النهاية وعاشوا جميعا حياة سعيدة .
لكن ليس في القصر المنعزل بل في قصر مشيد في الوادي بين الناس.

Rehana 14-07-20 01:33 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
روايط فصول رواية

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر والاخير

Rehana 14-07-20 01:34 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الأول

في قصر مؤسس على جبل يشبه تصميم الأوبرا. يمتد منه سلم حديدي يصعده الزوار حتى أعلى الجبل تسلقت شانون سمريس الجبل بالسيارة الليموزين, ولاحظت تكاثر الثلج على زجاج السيارة. شعرت شانون سمريس رسامة الإعلانات الخجول جداً . إنها بطلة لإحدى روايات القرون الوسطى هذا ليس قصر شانون سمريس إنما أتت إليه من اجل كاسي بيل وشوكولاتة كيسي,فهي تخاف على جرح مشاعر صديقها ويلي وقد أجبرت على تلبية طلبات جوناثان دريم.
توقفت الليموزين بعد لحظة ساعدها السائق في النزول وقال :
-تفضلي يا آنسة.
لا يوجد على الباب أي زهور كدليل على الوصول السعيد تساءلت:
- كيف فكر الإنسان في بناء قصر مثل هذا؟

Rehana 14-07-20 01:34 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
إنه فرنسي, وبني منذ عشرين سنة, عندما أبادت الأزمة الكبرى فرنسا. اشتراه جوناثان من جديد ثم أعاد استكماله.
أخد السائق حقيبة السفر الخاصة بشانون ودخل القاعة المتألقة بالأضواء وسبقها إلى السلم .
دهشت شانون من طول الممر الموجود بالطابق الثاني بما يحويه من أعمدة مصنوعة من المرمر. والتوابيت الأثرية, إنه يشبه تماماً أوبرا باريس !
ظهرت امرأة ذات شعر أبيض من أخر الممر وصاحت:
- هات يا لارونيس.
ثم أمسكت الحقيبة وقطبت حاجبيها تجمدت شانون في مكانها .
قالت المرأة :
-تعالي يا آنسة سمريس. البرج الحجرة العلوية في خدمتك.
ثم تابعتها, وصعدتا السلم الحلزوني الذي يؤدي إلى اعلى البرج ثم فتحت باب الحجرة التي تشغل كل المكان.
قالت:
- أنا السيدة بيتر فيلد. لكن ديدي لقبتني بـ بيتر وأصبح كل الناس الآن ينادونني بهذا الاسم .هل أنت جائعة ؟ بالتأكيد. لم اعرف لماذا لم يختر السيد جوناثان طائرة لها وقت وصول مناسب ؟
استعادت شانون نفسها ثم وضعت يدها على شعرها لتهيئته ثم قالت:
- لا تبالي.
قالت السيدة بيتر :
- سأعد لكِ بعض الساندويتشات و كوبا من الشوكولاتة ولو أردت أي شيء فاطلبيني .
لم تجد شانون مناسبة لكي تسأل بيتر عن مكان السيد دريم .لكن السيدة بيتر كانت مشغولة في ترتيب الوسائد ووضع الحقيبة على السرير .أضافت بيتر:
- نظمت لك أغراضك وسأتنظر لارونيس الذي ذهب ليحضر باقي الحقائب .
قالت شانون بهدوء:
- ليس هناك أي حقائب أخرى.
سألت بيتر:
- ألا يوجد شيء سوى هذه الحقيبة ؟ لكن السيد دريم أخبرنا أنك ستقضين هنا وقتا طويلا.
ردت شانون:
- حسنا لقد أخطأ السيد دريم لقد أتيت لكنني لا أستطيع أن ظل هنا أكثر من ليلة.
- حقاً, هل ستحتاجين شيئا من هذا الدولاب ؟ ليس لدينا زيارت اليوم لكن المرة القادمة... في النهاية, هذا لا يهم...سعدنا جداً لأنك بيننا هنا الآن يوجد قميص نوم في الدولاب.
- لقد أحضرت معي قميصي.
ابتسمت السيدة بيتر عندما لمحت القميص الروز الذي أخرجته شانون من الحقيبة.
- إنه جميل فهو موديل مختلف لكنه رائع سأتركه لك لو لم يكن لديك مانع.

Rehana 14-07-20 01:35 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
سألت شانون :
- هل السيد دريم يلعب الأورج؟
أجابت بيتر :
- على الأورج جوناثان؟ يا إلهي لا! في الواقع اسمه الحقيقي هو جوناثان درو وقد أطلق عليه اسم دريم لأنه يبيع الملابس, وقد كلفني أن أخبرك برؤيته في صباح الغد. أتمنى لك قضاء ليلة هنيئة وأحلاما سعيدة ستقابلين ديدي غداً, ستعجبك جداً. نعم أنا متأكدة من ذلك ليلة سعيدة.
ثم غادرت الحجرة فجأة.
قالت شانون :
- انتظري.
لكن السيدة بيتر اختفت قبل ذلك.
شدت شانون مزلاج الباب ثم تمتمت :
- عليك اللعنة يا ويلي لابروت! لو لم تكن مديري, لو لم أكن مغرمة بك , لأرسلت لك قنبلة في خطاب لتنسف أتلانتا كلها, بدون إهمال جورجيا ولا كاسي بيل الشهيرة, نجمتنا في فن الرسوم المتحركة.
لكن لا, هي لن تفعل ذلك قط بكل تأكيد, فهي لا تستطيع عصيان ويلي لأنها تدين له بكل شيء , لم يدرك العاملون بالتليفزيون الذين يقدمون مسلسل كاسي بيل أنها فضلت البقاء بالقرب من ويلي بدلاً من الانضمام لفريقهم.
إذن بدون ويلي كانت ابنة صوفيا سمريس الفتاة الصغيرة التي تجهل الشاشة الكبيرة- طالبة انطوائية . وستظل كاسي بيل مدفونة في خيالها الطفولي. وستظل دائما حارسة خيال شوكولاتة كيسي .
يجب إلقاء اللوم على السيد جوناثان دريم لأنه أجبرها على المجيء هنا لقد وعد ويلي بملايين من الدولارات وتحمل جميع النفقات الإعلامية بشرط أن تأتي شانون بنفسها إلى هنا.
انجذبت الصحف الخاصة بتاريخ هذا الفتى الشقي صاحب أكبر تجارة للأقمشة وتسمى ( أحلام الليل ) والذي اختفى فجأة. وكانت كل مجلة تبحت عن كشف سر الفتى الشقي المنعزل.
- هل أصابه الجنون ؟ أم لديه مرض مرعب ؟ ولماذا كل هذا الخوف من العالم وكل هذا الرفض للحياة؟ من يعرف الحقيقة ؟.
نظرت شانون لكل جزء بالحجرة ثم تساءلت كل هذه الأسئلة . لم تستطع شانون الاحتجاج على موعد وصوله من السفر , ولا على الحجرة التي تجلس فيها حيث إنها مليئة بالأضواء المتناثرة والمذهبة الموزعة بواسطة النجف المعلق بالسقف. لم تشعر شانون بالبرد بالرغم من تصادم الرياح بالحائط في الخارج. جلست شانون على سرير ذي أعمدة تحيط به الستائر من جميع الجوانب, لتحجز ضوء القمر. وجدت شانون أيضا عمودا مائلا ليخفف من شدة الضوء بالقرب من الباب فاستطاعت في النهاية رؤية الشرفة.
ولمحت قمم الأشجار المغطاة بالثلج إنه أخر نوفمبر, كان الشتاء قارسا في جبال كارولين. هذا المنظر جعلها تتذكر السنة التي اصطحبت فيها صوفيا إلى النمسا , وتذكرت أيضا الشتاء الذي سبق زواج أمها بالكونت – زوجها الثالث - حيث كان الثلج الأبيض كثيفا ومرعبا للأطفال.
خرجت شانون الى الشرفة ونظرت للجبل نظرة تفحص ,فوجدته كما لو كان يتحرك من بعيد .
ثم وجدت خيالا ظنت أنه قد يكون خيال حيوان, ثم لمحته فجأة إنه هو- رجل يقف على حافة الهاوية يخرج من فمه سحبا بيضاء, يرتدي معطفا فضفاضا وحذاء ذا رقبة طويلة .

Rehana 14-07-20 01:35 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
لقد ظهر خياله الأسود في ضوء القمر على الثلج لكن يبدو عليه التعب المضني.
ظل هذا الرجل ثابتا مكانه لا يتحرك لحظة, ثم استدار ورفع عينيه نحو القصر .هذه النظرة أدخلت السعادة في قلب شانون, ولم تستطع شانون رؤية عينيه ولا ملامحه, لكن كل ما تراه من بعيد هو هيئة نحيفة ذات شعر طويل ,فتخيلت أنه خيال لنشال, فرجعت خطوة للخلف, وازدادت دقات قلبها من الخوف .
لوكان هذا الرجل جوناثان, إذن صدقت جميع القصص المنتشرة عن حياته, شعرت شانون بقلبها يقف عندما اقترب منها وناداها, ثم فتحت فمها لترد عليه, جذبتها هيئة هذا الرجل دون شك.
استدارت شانون لتحتمي في الظلام ولتخفي هذا الشعور المؤثر, فلا يجب أن تفكر إلا في عملها الصباحي وفي عودتها لـ أتلانتا. لو أرادت أن تعيش على حد الموسى لتصبح غنية و مشهورة لفعلت ذلك من زمن طويل.
كان يناسبها تماماً العمل في مكتب الإعلانات الذي يوفر لها حياة بسيطة هادئة وسعيدة.
لم يكن لدى شانون النية في ترك القصر من أجل الرجل الذي ليس لديه ذوق ليستقبلها شخصياً.
في الواقع, لن تتحدث شانون إلا قليلاً, لتوضح له أنها لم تتعين للتفاوض عن شركتها الإعلامية, وانها لا ترغب في العمل إلا من أجل شوكولاتة كيسي وانه اقترف خطأ عندما طلب منها تقديم تعبيرات إعلانية.
إن شانون تعيش حياتها بفضل شوكولاتة كيسي وكيسي بيل.
تنهدت شانون ثم أخذت كوبا من الشوكولاتة الدافئة و أكلت ساندويتشا واحد فقط وحاولت أن تنسى هذا الذي جذبها إلى النافذة هذا الرجل لا تخشاه لأنه لا يمثل لها أي خطر ولكن ربما يمثل لها خطراً في وقت آخر.
شعرت شانون أنها لا تستطيع أن تغير ملابسها حتى لا تفقد توازنها و هدوءها, وبعد لحظات قررت خلعها .
خلعت ملابسها بسرعة جداً ثم ارتدت قميصها الروز ودخلت تحت الغطاء, حيث وضعت عروسة صغيرة تسمى كاسي بيل في تجويف ذراعيها ثم أطفأت النور.
دقت الساعة المعلقة على حائط البرج الثانية عشرة, لكن هذا ليس وقت المقابلة .وليس وقتاً لانتظار شخص ما أو وقتاً للتنزه تحت ضوء القمر ما عدا هذا الرجل الذي لا يتنزه... إنما ينتظر.
تساءلت شانون ينتظر؟
أغلقت شانون عينيها وأجبرت نفسها على تغيير الموضوع و تركيز انتباهها على البرنامج التليفزيوني الخاص بـ شوكولاتة كيسي واقترحت المسلسل الذي تقضي فيه كاسي بيل الليل في قصر غريب وشاذ مثل هذا ,كان يجب على كتاب السيناريو أن يكتبوا شيئاً مثل هذا.
شعرت كاسي بيل في الحال أنها لديها نفس الرغبة, العودة للمنزل و إيجاد الأمان من جديد ومرت على ذهنها قبل أن تنام بالظبط الجملة التي قالتها بيتر "ستتعرفين على ديدي".
تساءلت من ديدي ؟

Rehana 14-07-20 01:36 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
أدرك جوناثان أن شانون رأته قبل أن تستدير فغطى وجهه في الحال وتأكد أنها لم تستطع رؤيته لقد جذبها إلى هذا الجبل و عاجلاً أو آجلاً سيشرح لها ما كان ينتظره منها, لكنه لم يتوقع الصدمة التي ستهزه عند رؤية السيدة الشابة.
لم يهتم بشخص ما عن الآخر سوى مرتين فقط طوال حياته, وفي كل مرة تظهر المأساة من الآن فصاعداً سيكون ما حدث لوجهه عقاباً له وسبب عزلته وسر يأسه, إذ ليس له خيار آخر وبقليل من الحكمة يجب الاحتفاظ بمسافات بعيدة عن النساء, إنه يدفع ثمن تهوره وطيشه.
عندما تلاقت نظراتهما تحت الضوء القمري كان هذا التبادل قويا ومؤثرا جداً لدرجة أنه حاول قطعه, ثم تذكر عيني ديدي عندما أخبرها أن كاسي بيل ستزورهم.
امتلأ وجه ابنته بالسعادة مما جعله يصفح عن نفسه. همهم جوناثان :
- بوبي, عد.
ثم اتجه جوناثان مع الكلب بوبي إلى القصر ,تملأ أذنه ضحكات ابنته. بالتأكيد كان يرغب في رؤية شانون هذا المساء لكنه تراجع. متعللا بأنها وصلت في ساعة متأخرة و أنه يفضل أولاً معرفة رد فعل ديدي. وبعد ما أزال الثلج من نعليه دخل القصر وانتبه, كل شيء كان هادئا. توجه نحو المطبخ ليبحث عن بيتر سألته:
- ماذا حدث يا سيد جوناثان ؟
- لقد سألتني عنك السيدة شانون.
قال :
- هل نقلت لها رسالتي ؟
- نعم, لكنني غير مقتنعة, هذه السيدة الشابة لا تشبه الأخريات إنها لطيفة ورقيقة وتستحق المعاملة الحسنة, سوف تقول لها إنك مساعد جوناثان كالعادة.
قال:
- جون درو لن يبد ندبات جروحه يا بيتر , أما بالنسبة لـ آنسة سمريس فهي ليست هادئة ولا رقيقة .
ورغم نجاح أي امرأة فإنها لا تستطيع أن تكون هادئة ورقيقة.
-هل تعرفين أن وكالة الإعلانات الصغيرة المكونة من ثلاثة أشخاص أصبحت عالمية لأنها نشرت شوكولاتة كيسي في العالم الداخلي بخلق برامج تليفزيونية للأطفال ؟
- من المحتمل لكنها بنت لطيفة, أنا متأكدة من ذلك.
- هل قلتِ لها من جوناثان دريم ؟.
- أنت هو أنت دائماً يا جوناثان.
أجاب :
- لا يا بيتر أنا لم أعد أنا, هل جلبت ِ لها الملابس الداخلية؟
- كلمتها عنها حيث وجدتها, لكنني لا أعتقد أنها ارتدتها.
قال:
- لا توجد امرأة في العالم تقاوم الحرير و الساتان عندما يقدم لها فكلهن متشابهات.
- حقا؟ حسناً كما تريد.
مرت ساعتان فيما بعد.
انتشر الضوء الساطع دائماً في البرج. كانت الفتاة الشابة نائمة. وشعرها منتشر على أذنيها كما لو كانت أميرة تنتظر قبلة .
حملق إليها جوناثان في الظلام وتمنى لو يعرف أحلامها. أكتشف جوناثان خلال سنوات حياته أن النساء اللاتي يفضلن الحرير و الساتان يرين أنفسهن كنماذج للعصور السابقة الرومانسيات و المحتشمات.

Rehana 14-07-20 01:37 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
مازال جوناثان لا يستطيع الحكم على شانون. إنها تنام تحت الغطاء في هيئة طفلة, وبعد لحظة شعر جوناثان برغبة حمقاء بأن يكون بجوارها ويضع رأسها على صدره ويلمس شعرها الجميل و وجهها. اجتاحته هذه الرغبة بشدة لدرجة أنه تخيلها إنذارا له. فطرد هذه الفكرة في الحال.
أمدته النساء بالإلهام .والنجاح ,و الثروة كانت إحداهن أمنية لفتى شاب و قير, وسمحت له بتحقيق أحلامه .أما الأخرى فقد أجبرته على الابتعاد عنها, و اليوم تجبره طفلة في سن السادسة أن يسترد قوته من جديد.
تنهدت السيدة الشابة و افتعلت حركة أدت إلى انزلاق الغطاء عنها, فوضعت يدها تحت رأسها فوجدها جوناثان ترتدي قميص نوم روز.
لم يتوقع ذلك قط, ولم يأمل أن يهتز من جديد عندما رأى هذا الوجه الوديع البريء الذي يشبه وجه تمثال صيني, نسي هموم حياته لحظة ورغبته في الابتعاد عن شانون سمريس.
وتساءل كم هي جذابة لهذا الحد و تقدم ليلمس خدها, فلمح كاسي بيل .قال :
- يا إلهي! هذه البنت تنام مع دمية! ومن أجل هذا أستدعاها.
و أضاف :
- إنها مكملة تماماً لـ ديدي.
سيطرت على جوناثان الرغبة الحمقاء للمس و جهها ,فجأة دار جوناثان حول السرير ثم توجه نحو الباب ووقف لينظر إليها لآخر مرة لهذه المرأة التي تعطي الحياة لشخصية من شخصيات الرسوم المتحركة... الفتاة الصغيرة التي لا تستطيع المشي.
هل تستطيع هذه السيدة إعادة الحياة له و لا بنته أيضاً ؟!
كل شيء توقف مع الحادثة ومع مني ومع ساقي ديدي ومع شخصية الفتى الشقي الذي ظل مدة طويلة ...
كان جوناثان أسطورة أنتجت كثيراً من التعليقات و التخيلات و الشائعات. و الآن لم يعد إلا شبحاً و متعباً وكليلا , إنه متعب جداً و كان تلقائياً يرفع عصابة رأسه التي كانت تغطي عينه مع جزء من خده.
لقد أتلفت عينه لكن الندبة يمكن علاجها لكن جوناثان رفض أي عملية تجميل حتى لا ينسى الألم الذي تسبب فيه.
لقد كانت الندبة في الخارج لكن الألم كان في قلبه.

نهاية الفصل

Rehana 20-07-20 10:13 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الثاني

ضايقتها أشعة الشمس التي استقرت على وجهها, التفت شانون في غطائها وتمهلت لتجمع أفكارها من جديد, سألت نفسها وهي مغمضة الجفون, هل حلمت به؟
لقد رأت جوناثان يقف في حلمها يقف بجوار سريرها , وهو يحملق فيها وهى نائمة, ويمد يده كما لو كان يطلب منها شيئا, وفي اللحظة التي بدأت تقول له: أنها أدركت وجوده, اختفي في الحال .
تساءلت هل هذا كان حلماً حقاً؟ انه يبدو حقيقية تماماً.
هذا مستحيل, إن أحداً لا يستطيع دخول الحجرة , لأنها أغلقت الباب . وتركت الأنوار مضاءة ,ثم انتصبت " شانون " فجأة غير مقتنعة وردت كانت الحجرة مظلمة.
تساءلت ومن أطفأ الأنوار ؟ من المؤكد أنه يوجد تفسير لذلك وسأحاول اكتشافه.
هل الشبح الذي وجدته في حلمها غير واضح؟. انه لم يكن يشبه صوره الفتى الشقي الذي أمرها أن بالمجيء إلى هنا , ليس لديه شعر طويل. كما أنه كان أنيقا ومتكلفا في بذلته الحريرية وقميصه الأسود. هذا الرجل لا يشبه أبدا الرجل الذي ضايقها في الحلم.
قالت شانون لنفسها " أنت على حق يا ويلى" لا يجب أن أجرى خلف خيالي , لقد وعدته أن أتصل به عند وصولي, من المؤكد أنه قلق جدا الآن.
أخذت شانون حمامها ثم فتحت درج الخزانة , لتضع به قميص نومها , لمحت الملابس الداخلية التي كانت موجودة هناك. ثم أغلقت الدرج فجأة وأدخلت قميصها في حقيبتها . وبعد ذلك هيأت شعرها على شكل ضفيرة مجدوله وسميكة , ظلت شانون طوال رحلتها بهذه الضفيرة الثقيلة خلف رقبتها .
ها هي الآن تستبدل قميصها بالبلوزة والجونلة اللتين كانت ترتديهما عند وصولها ثم رتبت الغطاء ووضعت كاسى بيل على الوسادة.
قالت:
- انتظري هنا , لأجد وسيلة للخروج من هنا.
وحاولت أن تتجنب الشرفة لكنها فشلت , فتقدمت نحوها من جديد . رأت الأشجار المعمرة ما زالت مغطاة بالثلج , وتستحق المشاهدة تحت الشمس , ورأت الجبال تتلألأ من بعيد , لم تستطع شانونأن تحيد بنظرها عن التل , فوجدت آثار الرجل والحيوان ما زالت محفورة في الثلج.
ارتعدت شانون وغادرت الحجرة ثم نزلت السلم الحلزوني كان خيالها في نفس الوقت مصدر لخوفها وسببا بنجاحها.

Rehana 20-07-20 10:14 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
هذا الخيال يسمح لها بالإبداع – ليس فقط من أجل أطفال العالم الداخلي – لكن أيضاً من أجلها هي أيضاً, وأحياناً نتائجه تجلب لها الراحة والسعادة التي تتمناها , وأحياناً أفكارها لم تكن على الرحب.
إن شانون لا ترغب الآن إلا في كوب من القهوة وعمل مكالمة تليفونية وبعد ذلك, وبعد انتهائها من حديثها مع السيد جوناثان ستعود لمنزلها.
بالنسبة للقهوة, تحققت الأمنية بسرعة حيث أرشدتها رائحتها إلى نزول السلالم حتى وسط المنزل , هذه المرة اختفى التشابه بين هذا المنزل والأوبرا ... في هذا الجزء المسكون.
في الطابق الأرضي وجدت ديكور الحجرات يعكس الطابع المغربي حيث امتزاج الألوان الحمراء بالمذهبة وباللون الرمادي للحجر الريفي الخشن , وكانت الأرضيات مغطاة بسجاد شرقي سميك , والذي يخفض صوت خطواتها.
رأت شانون في نهاية الممشى مطبخا ساطع اللون. ووجدت فيه السيدة بيتر , وهي تصب شيئا في كوب لشخص يقف بجوارها, إنه هو ذلك الذي رأته في حلمها.
قالت السيدة بيتر :
-أوه! هل نهضت من النوم؟ كنت سأعد لك حالاً وجبة الإفطار.
أجابت شانون :
- لا تصعدي كل هذه السلالم من أجلى يا سيدة بيترفيلد"سآخذ فقط قليلاً من القهوة هنا.
قالت السيدة بيتر :
- ناديني بيتر لو سمحت ياشانون ,سأعد لك القهوة حالاً.
ردت شانون:
-شكراً , هذا جميل, وبعد ذلك أحب أن أقابل السيد درو بسرعة.
استدارت السيدة بيتر وأمسكت الفنجان في يدها ثم قالت :
- أنا آسفة , إن السيد جوناثان استدعي للخارج , ولن يستطيع استقبالك قبل هذا المساء .
سألت شانون:
-استدعي للخارج ! ألم يعلم بوجودي هنا؟
أجابت بيتر:
- نعم لم يعلم بكل تأكيد .
أرهقتها بيترفيلد لتظهر لها أنها خسيسة وتهربت شانون بدون أي طلب لتفسير للموقف.
قالت شانون :
- لقد رحل إذن , وماذا افعل في كل هذا الوقت؟
وضعت الخادمة بيتر الفنجان على المائدة وشدت مقعداً . ثم صبت القهوة وأشارت لطبق الحلوى وقالت:
- كلى , لا شيء أفضل من معدة مملوءة لكي تشعري أنك في حالة جيدة.
جلست شانون على كرسي المائدة , وتذكرت أمها عندما كانت تثرثر لها بدون فائدة لكي تأكل ويصبح وزنها ثلاثة أطنان.
عندما كانت شانون طفلة كانت أمها بالنسبة لها آلهة ملتفة في سحابة من الدنتيل الأبيض. و لكن هذه الآلهة لم تحقق رغبات شانون. ولم تجد وقتا لتقرأ لها قصة قبل نومها , إنما كل ما كانت تفعله بالضبط هو أن تقوم بتقبيلها قبله سريعة ثم تسألها نفس السؤال التافه كل ليلة:
- كيف حال حبيبة أمها ؟ هل فهمت دروسك وأطعت آنا؟

Rehana 20-07-20 10:15 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
ثم تجيب الطفلة :
- نعم يا أمي بكل تأكيد.
ثم تضيف الأم :
- عزيزتي شانون أحب أن تأكلي كثيراً, لأنك أصبحت الآن جلداً على عظام فقط.
ثم تضيف:
- اطلبي من آنا أن تهيئ لك شعرك , وكانت تسألني أيضا من أين تأتي كل هذه التجعيدات في شعرك؟
ثم تضيف:
-سنهتم بك يا حبيبتي عندما تكبرين .
ثم تبتعد, فلم تجد سوى كاسى بيل رفيقتها مع كوك الذي يحضر لها الشوكولاته والبنبون دائماً.
كانت أمها تسمى صوفيا , وعندما تقدمت صوفيا في السن تعاطت المخدرات والكحوليات وعندما علمت شانون بموت أمها في حادثة تقبلت الأمر بطيب خاطر , وهذه المرة تجد نفسها وحيدة حقاً.
ظلت بهذا الإحساس حتى قابلت ويلي في المدرسة التي كانت تدرس فيها الرسم بهدف أن تحصل على وظيفة مناسبة .
وأصبح ويلي ومكتبه العائلة التي لم تعرفها من قبل .
قالت شانون لـ بيتر :
- لقد تركت الأنوار مضاءة في حجرتي أمس. وعندما نهضت من الفراش هذا الصباح وجدتها مطفأة والباب مغلقا . هل تجدين تفسيرا لذلك يا سيدة بيتر؟
أجابت بيتر:
- كل الأقفال مصنوعة بطريقة إليكترونية ويمكن أن تستعمليها باليد في أي وقت يا آنسة سمريس. لقد وضع السيد جوناثان هذا التركيب حتى لا تلمسه ديدى وتجرح .
تعجبت شانون:
- تجرح!
أضافت بيتر:
- أنت لا تعرفين الأطفال , ولقد خشي السيد جوناثان أن تتقدم ديدى نحو البرج وتسقط منه, أو تشد المزلاج ولا تستطيع فتحه .
سألت شانون:
- إذن ديدي طفلة؟
- نعم , وعندها ست سنوات, ألم يحدثك عنها من قبل؟
أجابت شانون:
- الشيء الوحيد الذي قاله لي: إنه يرغب أن يكلمني في موضوع التعبيرات الإعلامية ( المنشطات الإعلامية )
- منشطات! ما الموضوع بالضبط؟
أضافت شانون السكر واللبن على القهوة .ثم أخذت جرعة وقالت في نفسها.
"لا يوجد مبرر لكي تقوم الخادمة بالسؤال عن الإعلانات ومعرفة مشاريع جوناثان دريم, يبدو أنها ليست خادمة عادية".
أجابت شانون:
- إنها الوكالة التي اعمل فيها.
سألت بيتر :
-اعتقد أنك كاسي بيل أليس كذلك ؟
أجابت شانون:
- كاسي بيل من ابتكاري اخترعتها من أجل شوكولاتات كاسي .وأصبحت الآن شخصية من شخصيات الرسوم المتحركة .

Rehana 20-07-20 10:16 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
أضافت السيدة بيتر:
- يا الهي ! لا تقولي عنها أكثر لأنني أعرف من كاسي بيل. سمعت هذا الاسم ومنذ ثلاث سنوات من السيد جوناثان وقد أكد أن لا أحد يستطيع مساعدة ديدى سوى كاسي بيل, أنا حقاً سعيدة جداً لأنك وافقت على زيارتنا , ولأن ديدى في أشد الحاجة إليك.
ملأت السيدة بيتر الفنجان مره أخرى لـ شانون وقدمت لها طبقا آخر من الجاتوه وقالت لها:
- هيا , تعالي, سأقودك إليها.
-اسمعي . أفضل انتظار السيد درو ويجب أن أمر بعد ذلك على مكتبي.
أجابت بيتر:
- فيما بعد , فيما بعد . تعالي معي الآن.
هل كان لدى شانون اختيار آخر ؟ هل لديها رغبه أن تترك اللبن؟
ساقتها السيدة بيتر بالقوة ودفعتها أمامها في الممر الضيق الذي يفصل بين الحجرات , ثم دفعت الباب الذي يطل على مكان واسع ,إنها حديقة داخلية مملوءة بالأشجار المزهرة وبها حمام صغير.
همهمت شانون:
- يا له من مكان مشمس ساحر!
كانت الأشجار العالية المثمرة تبدو مغطاة بطبقة رقيقة من الثلج من الخارج , ونظرت شانون للمكان نظرة تفحص, فوجدت طفلة تجلس ممددة على كرسي متحرك , وثابتة كقطة صغيرة , ومستعدة في أي وقت للهجوم.
قالت بيتر :
- انظري يا ديدى لديك ضيفة.
أجابت ديدي:
- لا أريد أي ضيفة.
سألت بيتر:
- ألا تريدين معرفة من هي؟
أجابت ديدي:
- هذا لا يهمني.
همهمت بيتر:
- تقدمي شانون السيد جوناثان متأكد أن كاسي بيل ستفعل المعجزات.
- كاسي بيل؟ هل لهذا السبب جاءت شانون ؟ لتقوم أخلاق طفلة صغيرة في سن السادسة؟
- كاسي بيل؟
التفتت وعلى وجهها شعاع من الدهشة والمفاجأة.
- هل أنتي مدربتي الجديدة؟
أجابت شانون:
- لا , أنا رسامة.
تقدمت شانون نحو الطفلة الصغيرة , وقررت ألا تنسحب من المشروع عندما رأت الطفلة المعوقة على الرغم من غضبها من السيد جوناثان دريم.

Rehana 20-07-20 10:18 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تنهد جوناثان الذي كان يستقر في الطابق الأوسط داخل الشرفة المشمسة الصحية ونظر لـ شانون من بعيد فوجدها أكبر مما كان يتخيلها ذات شعر مذهب , ووجدها أكثر جمالاً من المساء , تبدو له وديعة , ثم رصد حركاتها الرقيقة وتعبير وجهها , وانحناءات فمها عندما تبتسم , وتخيل جوناثان أنها تضيء المكان كله . لاحظ أيضاً تفاوت الألوان الصدفية على خديها .كما أعجبته الطريقى التي ترتدي بها البلوزة ذات الدانتيل الذي يلمس ذقنها متجاوزاً الجاكيت . كان مظهرها يبدو له أنثويا ومحتشما في نفس الوقت ثم جاء صوت ابنته انتزعه من تأملاته.
- أأنت ترسمين ؟
أجابت شانون :
- أنا أرسم الشخصيات التي تدخل بعد ذلك في الرسوم المتحركة, أنت تعرفين هذا بالتأكيد , أليس كذلك؟
أجابت ديدي:
-بالتأكيد , ربما أكون مريضة , لكنني أستطيع القراءة واللعب بالألعاب الإلكترونية , ومشاهدة التليفزيون. لقد أشترى لي أبي لعبة الأتاري لألعب فيه بعض البرامج الخاصة, لقد قدم لي أبي كل ما أريد .
جلست شانون على المقعد الذي جلبته لها السيدة بيتر بجوار مائدة الافطار, ثم سألت ديدي:
- إذن ماذا تريدين الآن يا ديدي ؟
استندت ديدي إلى ظهر الكرسي وقالت بصوت أقل حماساً:
- أريد ..... هل ما أريده يستطيع أن يفعل شيئا ؟ إن أبي يستطيع أن يشتري لي كل شيء.
قالت شانون للطفلة:
- أنا لا أعرف هل والدك اشترى لك الطعام السحري مثلاً؟
- الطعام السحري ! هل تعرفين شيئا عنه؟
لمعت عينا ديدي بشعاع من الحماس .
أجابت شانون :
- عندي صديقة تعرف كل شيء عن هذا الموضوع .
سألت ديدي:
- حقاً؟
قالت شانون:
- قابلتها عندما كنت في سنك , وكان اسمها كاسي بيل.
أدرك السيد جوناثان أنه تصرف أفضل تصرف عندما جذب السيدة شانون إلى كهفه. واكتفى بكلمة واحدة عندما رأى الأمل يلمع في عين ابنته , وعندما رأى السعادة والضحكات تتولد من جديد في القصر و وبحرارة في قلبه : كاسي بيل الشخصية الخيالية الموجودة في الرسوم المتحركة , وملكة شوكولاتة كيسي.
شعرت شانون إنها مجهدة جداً , وساخطة جداً على السيد جوناثان . وشعرت أيضا أنها مستعدة لمجابهته.
كانت ساعة القيلولة, فجلست ديدي تحت الشمس كنوع من العلاج الطبيعي ثم بعد ذلك تناولت طعام الغداء .شوربة وبعض قطع البسكويت . أكدت شانون أن ديدي خارج المعركة بينها وبين السيد جوناثان.
كانت شانون يسيطر عليها إحساس أنها مرصودة , مرصودة كما حدث أمس , برجل يقف على التل.

Rehana 20-07-20 10:18 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تساءلت هل أظل هنا في الحجرة أدور حول نفسي وبداخلي إحساس يجمع بين الشك والهواجس الغريبة , ثم قالت:
- لا , سوف أذهب إلى هناك وأتخلص من هذا الإحساس المرعب , خرجت من حجرتها , وبدأت تبحث عن السيدة " بيتر" حيث وجدتها في المطبخ .
سألتها:
- هل تستطيعين إحضار معطف لي ؟ أحب أن أتنزه قليلاً, فإنني عندما تركت أتلانتا, لم أتوقع هذا الطقس هنا!
أجابت بيتر:
- بالتأكيد . ستجدين الملابس معلقة بالقرب من باب المدخل , خذي ما تريدين , قفافيز وقبعات أيضاً.
أخذت شانون بنصيحة بيتر وارتدت معطفاً اسود اللون وقفازاً وقبعة من ريش النعام الأبيض .
رأت شانون الثلج الكثيف بالخارج ورأت الغابة توحي بديكور رائع لمساء روسي.
استمرت شانون في سيرها بين الأشجار العالية المكسوة بالثلج وينتابها شعور إنها ليست وحيدة , وان شخصاً ما يراقبها .
كان السيد جوناثان يقف في نافذة المكتب الموجود بالطابق الأول من القصر , فوجد شانون تضع رجلها على الآثار التي تركها أمس, التفتت شانون نحوا لقصر لتتفحص الأحجار الرمادية التي بني بها القصر , ثم ركعت فجأة على الثلج ومدت ذراعيها لتستقبل الكلب بوبي الذي كان يتجه نحوها , استقبلها الكلب كما لو كان وجد صديقته التي لم يرها منذ زمن طويل . ثم احتضنا بعضهما وتدحرجا على الجليد , فوجئت شانون بقوة الكلب فأطلقت صرخة.
قال السيد دريم لنفسه:
- ربما كانت نياب الكلب بوبي غير ودية؟
عندما استدرات شانون برأسها, تراجع دريم إلى الخلف في الحال , وأدرك أنه ليس من المفترض أنه يكون هنا , فضلا عن أن الحيلة التي استخدمها أضافت إحساساً بالخجل . كان السيد جوناثان دريم يعرف أن شانون كانت تعاني صدمة عاطفية في طفولتها مع أمها .
اكتشفت شانون وجود جوناثان فهي لم تلمحه . إنما رأت خياله بالقرب من النافذة, لكنه لابد أن يكون هنا . ظل جوناثان يلاحظها في هذا الجزء من النهار ولم يشعر بالخوف تجاهها إنما هو نوع من الفضول فقط فضلاً عن أن هذا كان يسئمها بشدة .
أخبرها ويلي عندما حدثته في التليفون :
- بهدوء يا شانون, كلمني مساعد دريم ليلة أمس وأخبرني أنك وصلت وبخير.
- حقا ؟ هل وجد وقتاً ليكلمك على الرغم من أنه لم يكلمني حتى الآن! جوناثان دريم هو رجل فظ.
-اسمعي يا شانون معظم النساء يحسدنك على ما أنت فيه. ها أنت في الجبال مع جوناثان دريم, ماذا تتمنين أكثر من ذلك !
أجابت :
- مقابلة , اعتذارات , قليلاً من الذوق , وتذكرة عودة, كل هذا في العقد !
أضاف ويلي:
- اهدئي يا شانون وخذي الأمر ببساطة . أعرف أن المجد والثروة ليسا موضع اهتمامك , وأنا أيضاً, لكن كل ما نحتاج إليه هو أن يوقع على عقد عقد الملابس الداخلية ( أحلام الليل ) . إنه مهم يا شانون, لو حصلنا عليه فسوف تصبحين شريكتي.

Rehana 20-07-20 10:19 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أنا لا أرغب فيه ويلي , وأنت تعرف ذلك .
سألت شانون:
- هل يوجد شيء آخر أستطيع أن أقدمه لك؟
أجاب ويلي:
- حان الوقت لتخرجي من برجك العاجي يا شانون وتتركي العالم يحكم عليك , أليس لك أطماع خاصة ؟.
أجابت شانون :
- نعم ليس لدي أطماع , اكتفي فقط بإخراج السيد دريم من أحلامي يا ويلي. ولو نقض وعوده هنا , فسأولي الأدبار .
- لكن لا , إنه ليس لديه ... أريد أن أقول , إنه لن يستطيع عمل...
كان ويلي ذات عقل واسع , لكن شانون كانت تعرف إلى أي مدى يحميها , كما أن ويلي أدرك حاجتها للصداقة , والألفة , فهي لا تشعر بالقلق , كما أن جوناثان لا يستطيع أن يعرضها للخطر.
- لا تقلق يا ويلي. أنا لم افعل شيئاً , فقط مر بي كابوس ليلة أمس. هذا المكان مليء بالأشباح .
- كل شيء ستجدينه فائقا وخارقا بالنسبة لك يا شانون . أعرف بأن هذا يبدو لك صعبا . لكن حاولي أن تسترخي, وتستفيدي من هذه الإجازة.
لسوء الحظ هذا مستحيل بالنسبة لها. ولم يختف إحساسها بالضيق على الرغم من استقبال الكلب بوبي لها بسعادة .
والآن بعدما رأت هذا الظل ( الخيال) في النافذة, تأكدت أنها لم تفهم شيئا عما يدور حولها.
ركلت شانون الثلج برجلها بضيق , وقررت العودة للقصر لتنام قليلاً , وعندما يعود السيد دريم على العشاء , ستنتهي شانون من عملها.
دخلت شانون القصر وعلقت الملابس مرة أخرى على الشماعة خلف الباب , ثم لمست الجاكيت الواسع الذي كان معلقاً هناك.
سيطرت عليها رعشة خفيفة ملأت جسمها. في الليلة السابقة . كان الرجل يرتدي هذا الجاكيت , وربما كان هذا الرجل هو جوناثان دريم.
ولما لم يعد جوناثان على العشاء؟ استسلمت شانون للموقف وذهبت للفراش , ثم أيقظتها السيدة بيتر وأخبرتها أن السيد جوناثان يريد رؤيتها الآن.
قالت السيدة بيتر : ارتدي هذا واتبعيني.
أعطتها روبا مبطنا من الداخل بالقطيفة . ترددت شانون وأدركت بعد ذلك أن المقابلة أهم مما كانت تتوقع , ثم ارتدت الروب الطويل , ولبست الحذاء المناسب معه , ثم توجهت نحو المكتب , وهى ساخطة وغاضبة, وقالت لنفسها لو لم يتفضل السيد جوناثان بمقابلتي فسأترك القصر في الحال , ويجب أن أمسك ملابسي في فمي لأهرب من النافذة .
دخلت شانون حجرة المكتب فوجدت النار مشتعلة في الموقد, والموسيقى الهادئة تملأ المكان الخالي . ثم تراجعت السيدة بيتر دون أن تقول لها أي كلمة.
حملقت شانون في الغرفة فوجدت أريكة عريضة وكرسيين موضوعين أمام الموقد , ثم مكتبا ضخما وكرسيا ذا مسند عال كان يشغل الركن المظلم في الحجرة . كان أثاث الغرفة موجها نحو النافذة الساطعة بضوء القمر .
كانت دقات الساعة تشير إلى منتصف الليل .

Rehana 20-07-20 10:19 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- اجلسي يا آنسة سمريس.
قبلت شانون ثم جلست , شخص ما كان يجلس خلف المكتب.
-هل أنت السيد جوناثان دريم؟
- نعم أنا جوناثان دريم .
- أنا لم أفهم لماذا طلبت منى المجيء إلى هنا ؟ كما أنني لم أقابل هذا عندما يتعلق الأمر بالعقود الإعلامية والمساومات التجارية.
أجاب جوناثان:
- أنا غير قلق على الشركة الإعلامية يا شانون لأن صديقك ويلي يتحمل مسؤوليتها , إنما أرسلت لك للمجيء هنا من أجل ابنتي لتعيدي لها الحياة.
أطلقت شانون صرخة مملوءة بالدهشة.
- ماذا تقصد؟!
- اعرف أنك قضيت فتره ما بعد الظهر مع ديدى ورأيتها في الكرسي المتحرك, لقد أكد الدكتور أنه بعد إجراء آخر عملية , ومع المجهودات العظيمة ومع جهاز تقويم العظام ستستطيع ديدى الحركة من جديد . لكن التدريب المهني الجديد كان مؤلماً , فرفضته ديدى فاضطررت ووعدتها بأن كاسي بيل ستأتي لتساعدها .
- ألم تذهب إلى هناك؟
- بلى, لم أهتم بأي شيء سوى رؤية ابنتي سعيدة , وكنت سأشتري لها الشخصية الخيالية لو أمكن.
- كاسي بيل ليست للبيع.
- هي لا, إنما أنت ربما . ما ثمنك يا آنسة سمريس؟ أنا أشتريك.
لم يعرف جوناثان السبب الذي جعله فظا . هل بسبب انجذابه لهذه المرأة ؟
استمعت له شانون كان جوناثان يتكلم بسرعة.
قالت :
- الناس ليست للبيع يا سيدجوناثان وخاصة أنا.
ثم نظرت له فوجدت علامات الفوز , انه مقنع تماما لدرجه انها كادت توشك أن تقبل كلامه.
أضافت :
- لا تفكر في ذلك يا سيد جوناثان , لأنني لست للبيع أنا لم أقبل العمل مع رجل ليس لديه الشجاعة أن يتعامل معي وجها لوجه . أمرني شخص ما بواسطة التليفزيون أن أحزم أمتعتي وأحضر إلى هنا ولم أر من أمرني , أنا لا استطيع أن أقدم لك كل ما تريده.
- أنا لا أريد شيئا سوى الحفاظ على الحياة التي أعيشها.
- هذا غير ممكن.
وبعد لحظه شعرت شانون" بالرعب , وأدرك جوناثان ذلك فى الحال.
- اتركيني اشرح لك.
قالت:
- حسنا.
بالرغم من بداياته الفظة إلا انه كان لديه صدق النية التي لم يستطع إخفاءها , إنه إنسان مجروح , كان يخفى طيبة شديدة خلف تواجده المنعزل .
قال في النهاية:
- أنا لست كما تظنين.
- إنها حالة كل شخص , نحن جميعا نخفى شيئا ما عن الناس.

Rehana 20-07-20 10:19 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- لماذا لم تأت لاستقبالي في المطار؟
- أنا لم اذهب إلى اشبيلية .
- لا ... أنت فقط تدخل الحجرات المغلقة بالمفاتيح لترى الناس وهم نائمون , هل وجدتني كما توقعتني؟
أجاب:
- أنا لم أتوقع شيئا. هل رأيتني؟
- أنا لست متأكده من ذلك حتى الآن, أتجه نحوى يا سيد دريم لو سمحت , هناك مشكلة ما وسأفهمها.
دار الكرسي في مكانه , وفى نفس اللحظة انطفأ النور , لم يعد بالحجرة سوى الضوء الذي ينبعث من النار في الموقد.
نسيت شانون خوفها وتقدمت للأمام واكتشفت خيال الرجل مع الكرسي الذي يجلس عليه .
طلبت منه بهدوء:
- أعد النور للمكان من فضلك.
- لا. الحلم لا يستمر في الضوء.
- لماذا ؟ هل تخاف مني؟
حاول النهوض ثم تقدم نحوها ورد على التحدي , رغب في لمس شعرها بنفسها على خده , من أين تأتي هذه الرغبة غير متوقعة؟ لم يستطع الرد.
- ربما أكون خائفا. اجلسي شانون وقولي ما تريدينه؟
جلست شانون على أحد الكراسي أمام المكتب ,وعندما تعودت عيناها على الظلمة استطاعت تمييز نصف وجهه.
قال:
- هذا أفضل أنا سعيد جداً لأنك تفاهمت جيداً مع ابنتي.
- هل كنت تتجسس علي؟
- نعم.
قالت:
- اعرف ذلك . شعرت بوجودك.
- لماذا أجبرت السيدة بيتر على الكذب بخصوص غيابك المزعوم ؟
- أنا آسف . لكنني أردت أن ألاحظك من بعيد قبل رؤيتك وجهاً لوجه . ولو كان هناك أي مانع لتركتك ترحلين.
سألت :
- وماذا ستفعل مع ويلي ومع عقد الشركة؟
أجاب :
- أوه , لقد تناقشنا معا هذا الصباح . ستطبقين الاتفاق مدة طويلة حتى أحصل على ما أريد . كما قلت لك سابقاً يا آنسة شانون, أنا أريدك أنت.
- لماذا أنا يا سيد دريم ؟ أنا لست من نوع النساء اللاتي تفضلهن , فأنا لست رقيقة مع الناس ولم أقدم أي تنازل , لست شجاعة , وفي الحقيقة أنا لا اعرف أي شيء بخصوص الأطفال!
- أخطأت حينما اختلقت شخصية أعجبت كثيرا من الأطفال, يجب أن تكوني إنسانة خارقة وغير عادية.
لكنه تجنب إخبارها إلى أي حد هي أعجبته.
- أنا لم أفهم شيئا .
أضاف :
- ابنتي تريد كاسي بيل الجنية الصغيرة المصنوعة من الشوكولاتة وانتظر منك ... لا , بل أنا أطلب منك أن تلبي ما تتمناه ديدي.

Rehana 20-07-20 10:20 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- كيف؟
- ترسمي لها, أو تحكي لها القصص. شاهدي معها التليفزيون.
- لكن , يا سيد دريم.
- من فضلك ناديني بجوناثان.
إنها غير قادرة على ذلك إنه ودود جداً.
- اختصت شخصية كاسي بيل من الآن فصاعدا بشوكولاتة كاسي ولفريقه بالتليفزيون . ولم أعد أمارس أي حق عليها.
- أعرف ذلك , لكن ديدي لا تعلم.
-أنا أحب ديدي يا سيد جوناثان ومشكلتها تزعجني وتسبب لي الألم في نفسي ولكنني لا أستطيع أن أقدم لها ما لم أعد أمتلكه , والآن يجي أن أعود لـأتلانتا , سأرحل هذا الصباح.
مقت جوناثان نفسه , ثم نهض وتقدم نحو النافذة وقال:
- كل يوم يمر وأنت بجوار ابنتي ستنتفع وكالتك بإعلاناتي مدة عام وسأقيم لك مكتبا لتتمكني من العمل , لم يبقى أمامك سوى أن تبلغيني أتعابك.
تعجبت قائلة:
- مستحيل!
وضع كفه على الحائط ثم نصب رأسه , ثم قال بغضب :
- توجد وسائل عديدة للحصول على ما تريدينه يا آنسة سمريس وأفضل تجنب ذلك لكنني يجب أن أفعله , وإذا لم توافقي على عرضي , فسأشتري شوكولاتة كاسي , وسأحطم كاسي بيل وويلي.
قالت شانون :
- لن تجرؤ على فعل ذلك.
- أنا لم أرغب فيه لكنني مستعد في أي وقت .
ثم قال :
- هل يجب عليّ أن أتوسل إليك ؟ حسناً, سأفعل.. يا شانون. أتوسل إليك مساعدة ابنتي يا شانون.
استطاعت شانون التغلب على غضبها , لكنها فشلت على التغلب على شجنها , وتساءلت هل يجب عليها ترك الآخرين يُعذبون بسبب رفضها, ومهما كانت سمعة هذا الرجل فهو يمتلك طاقة حب هائلة.
- لا يفيد حتى لو توسلت يا سيد جوناثان , أنت لم تفهمني, كما أن عرضك لا يمكن التعامل به, الأمر يتعلق بي , أنا لا أستطيع بكل بساطه الموافقة على رغبتك , أنا أخشاها.
- تخافين ! أنت لا تعرفين الخوف . هل رأيت شخصا ما تحبينه يتعذب من الداخل ؟ هل شعرت بأن أهم جزء من حياتك يموت ؟
شعرت شانون أن جوناثان يعاني اضطرابات عميقة وأنه لا يطلب شيئا لنفسه , إنما أخطأ فقط . وهذا اليأس ليس من ديدي وحدها إنما أيضا من نفسه .
- ماذا حدث لـ ديدي ؟
- حادثة . انحدرت السيارة من فوق الجبل وظلت ديدي عاجزة.
- وأمها؟
استدار جوناثان وتقدم خطوة نحو النافذة وأضاف:
- أمها ماتت
-كيف؟
- قتلتها.
انحنى جوناثان نحو الموقد . فظهر وجهه كاملا في ضوء النار. وجدته نفس الرجل الذي كان يقف فوق الثلج , والذي كان يقف بالقرب سريرها . ونفس الشبح الذي رأته في حلمها وكان يرتدى عصابة رأس , لتخفى إحدى عينيه , وله ندبة مرعبة في وجهه.

نهاية الفصل

Rehana 21-07-20 06:50 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الثالث

حتى هذه الليلة الثانية , لم تتذكر شانون إلا الأحلام الغامضة ,عصابة رأس تغطي عين هذا الرجل , وصوته الخشن الذي كان يرعبها ويشدها في نفس الوقت وتساءلت :ألم يضحك قط ؟ هل الوحدة التي يفرضها على نفسه جزاء عن شيء فعله في الماضي ؟ شكت شانون أن جوناثان سيقول لها شيئاَ عن هذا .
نهضت شانون من فراشها وكان يبدو عليها التعب والإرهاق , لم تصدقه عندما قال لها : إنه قتل زوجته . كيف – وهذا الرجل مستعد أن يمتلك كل العالم ليجعل ابنته سعيدة , إنه لا يستطيع أن يجرح شخصاً.
خرجت شانون من فراشها واتجهت نحو الموقد لتتدفأ , وقالت لنفسها أيا كان قراري فلن يلومني أحد فالأفضل أن أرحل أولاً سأبدل ملابسي ثم أستدعي تاكسي ثم أنتظره في مكتبه لأحدثه قبل رحيلي .
فتحت شانون الدولاب لتأخذ ملابسها وترتديها . اختفت الملابس ووضع مكانها ملابس كاسي بيل نسخة مطابقة تماماً كما رسمتها لكاسي بيل , كيف حدث هذا ؟
قالت لنفسها : جوناثان دريم بالتأكيد
لقد كشف عن نياته . وأخذ البداية , إنه لشيء سيء أن أعرف هذا, لو كان هذا الرجل أغنى وأقوى من في العالم , ستعرف شانون كيف تتعامل مع السلطة في الحال . بالتأكيد أنها ليس بيل : دثاراً يختلط فيه اللونين الأخضر والموف وجاكيتاً صغيراً حتى الوسط, وحذاء مذهباً – كما كانت كاسي بيل ترتدي دائماً – ثم سرحت شعرها بالفرشاة ونزلت للطابق الأرضي , سمعت شانون صوت ديدي وحوارها مع السيدة بيتر ثم توجهت نحو المكتب لتتحدث مع جوناثان .
لم تجد أحداً بالمكتب, إنه خال حقاً . أليست هذه فرصة لتستدعي تاكسي ؟ ألا يوجد أي دليل تليفون ؟
ثم رفعت السماعة ولم تجد به حرارة .
فقالت لنفسها يا للخسارة, يبدو أن السيد جوناثان نسي أن يدفع الرسوم التليفونية .
قالت " لا أعرف إذا ما كان التليفون معطلاً أم هو من بين التركيبات المراقبة بطريقة إلكترونية . هذه التمثيلية السخيفة بدأت تصيبها بصداع تراجعت شانون, ثم توجهت نحو المطبخ لتطلب من بيتر معرفة مكان السيد جوناثان .
- كاسي بيل !

Rehana 21-07-20 06:51 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
ظلت الزجاجة التي كانت تمسكها ديدي في يدها ثم وجهتها إلى فمها وهي محملقة, امتلأت عينا ديدي بالسعادة و الدهشة .
قالت ديدي :
- أعرف أنك كاسي بيل , أبي لديه حق ,كم أنت جميلة !
قالت بيتر وهي منبهرة بالمشهد:
- يا إلهي ! إنك صورة حية من الجنية كاسي بيل .
عضت شانون شفتيها, ثم دخلت المطبخ, واستمرت الدعابة وشعرت بالاحترام اتجاه الحب الأبوي لجوناثان , لكن سعادة ابنته لا تشترى .
رقصت شانون برشاقة وخفة مثل كاسي بيل ثم قالت :
- حاولت أمي أن تعلمه لي لكنها فشلت .
أخبرتهما شانون أن السعادة الداخلية لا تتحقق لا بالمال ولا بعرض خاص من جنية.
قالت ديدي :
- لا يا ديدي لقد أخطأت, أنا لست كاسي بيل وأنا فقط ارتدي ملابسها – تذكري جيداً, أنا التي قلت إنني رسمتها .
- ديدي لا تريد أن تفهم ما تقوله .
- أوه نعم يا كاسي تعالي بسرعة لتأكلي الجاتوه السحري الذي أعدته بيتر .
- أين السيد جوناثان يا بيتر ؟
- أعتقد أنه في مكتبك يا شانون.
- مكتبي ؟ مكتبي في شارع باستر في أتلانتا في الدور الثاني بالعمارة التي كانت تحمي بائع الزهور.
أضافت ديدي :
- وكاسي بيل أنقذته, أعرف ذلك, لقد رأيته في التليفزيون.
استسلمت شانون :
- حسناً يا سيدة بيتر قولي لي أين مكتبي ؟
- ثاني باب على يدك اليمنى – بالضبط – بجوار مكتب جوناثان.
لم تستطع تصديق هذا فلا أحد يستطيع التصرف بهذه السرعة .
كان مكتبها نسخة طبق الأصل من المكتب الموجود في أتلانتا , نفس المكتب ونفس الكتب ونفس الأدوات .
وقف جوناثان دريم خلف المكتب.
بدأ جوناثان الحوار :
- لو نقصك شيء – قولي لي , سأحضره لك خلال ساعات!
- ما أحتاجه يا سيد جوناثان هو الإجابات .
- ضعي أسئلتك.
- رأيت صورك من قبل , ولم أر بها أي ندبات , ولا منديلاً على عينك هل أنت جوناثان دريم ؟
- نعم فقدت عيني وحدث لي هذا الجرح في الحادثة التي تسببت في موت زوجتي منذ ثلاث سنوات .
- أرى أنك نجحت في الحفاظ على السر.
أضاف جوناثان:
- تستطيعين الحصول على أي شيء عندما تمتلكين المال الوفير وقد ساعدني القصر في ذلك , عندما أعمل مع العالم الخارجي, أصبح جون مساعدي , ما عدا بيتر ولارونيس , وأنت فلا يعرف أحد أن الإنسان المشوه هو جوناثان دريم .
- أعدك بألا أخون ثقتك بي .

Rehana 21-07-20 06:52 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-شكراً. وزوجتك هل قتلتها ؟ الرجل الذي يهتم بابنته لا يستطيع قتل أحد.
- لم أقتلها بيدي ولكنني المسؤول عن الحادثة وهذا يشعرني بالذنب.
- هذا لم يكن إلا وهماً , وأنا في حاجة لأقيم حجتي على شيء ملموس .
- لماذا ؟
- لأحافظ على حياتي .
- الوهم له أهمية كبيرة جداً بالنسبة لك.
- هذا غير صحيح أنا لست جنية . لماذا قلت هذا لأبنتك ؟
- ألست جنية حقاً ؟.
لاحظها جوناثان وهي ترسم ابتسامة على شفتيها , ابتسامة أضاءت الظلام الذي كان يملأ المكان .
لاحظ جوناثان أيضاً تغير تعبيرها . أكتشف إلى أي حد هي جميلة وجذابة عند مراقبتها من بعيد, ولم يتوقع هذه المواجهة الحارة . عموماً فقد كان يتكلم قليلاً , لكنه هذه المرة كان صامتاً تماماً .
إنها ليست "كاسى بيل" ولا تعرف ما الشيء الذي جاءت من أجل أن تفعله ؟
قال لها :
- أمسكي يدي يا شانون ودوري حولي .
- لا
أمسك يدها وقال :
- بلى
جذبها جوناثان نحو المرآة التي تعلو المدفأة ووقفا في ضوء القمر
- كان واضحاً جداً هناك .
ودعاها قائلاً :
- أنظري
كان يرتدى قميصاً واسعاً . وله شعر طويل ينساب على كتفيه .وبنطلوناً أسود وحذاء أسود.
رأت شانون وجهه الجديد بكل بشاعته .قالت شانون :
- أنا لا أخاف من الندبة التي بوجهك يا جوناثان, لا يجب عليك أن تخفيها خلف المنديل , أنت لا تخيفني ولا تخجلني أبداً , أنا لا أحكم على الناس من مظهرهم أو هيئتهم لكن بما في أعماقهم .
قال جوناثان :
- المظاهر تؤخذ في الاعتبار أحياناً أنظري يا شانون وأفهمي ما أريد قوله لك.
ارتعدت شانون هل كاسي بيل لا تساهم في الاقتران الذي كان ينعكس في مرآة الحب والحنان ؟
- انظري الآن ما تراه ديدي وما تتمناه.
قالت بعصبية :
- لا, أنا حقيقة, لدي آمال أنا أيضاً.
- قوليها لي سوف أحققها لك في الحال.
فكرت :
- أن أكون محبوبة بقوة من رجل هائم جداً
حاولت الهروب منه ثم أجابت :
- حريتي.
أجاب:
- كل شيء سوى هذا, لا أستطيع أن أتركك ترحلين ولو لم تظلي هنا فسأدمرك وأدمر كل شيء ألمسه.

Rehana 21-07-20 06:52 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
كان جوناثان يمسكها دائماً من ذراعها فأستطاع أن يشعر بنبض قلبها السريع, ماذا حدث ؟ هل خافت
قال :
- لا تخافي يا شانون ,هبي شهرا من حياتك لـ ديدي حتى عيد الميلاد, ولو أردت الرحيل بعد ذلك , فلن أمنعك .
كانت شانون لا تستطيع الرفض , سألت شانون :
- لماذا أشعر أنني شهرزاد؟
سألها بدهشة :
- من ؟
- ألم تقرأ قصص ألف ليلة وليلة ؟
- نعم لم أقرأها .
- يقال : أن ملك فارس أكتشف أن زوجته تخونه , فقتلها, وبعد ذلك لكي يتجنب الخيانة الزوجية , كان يتزوج كل صباح امرأة ثم يأتي في اليوم التالي ويقتلها حتى جاء دور شهرزاد ففكرت أن تحكي له قصة كل ليلة فسحر بها وتركها لتعيش .
ضحك جوناثان ثم سألها:
- أتعتقدين أنني سحرت ؟
- لا لكن مثل شهرزاد يجب على أن أبقى هنا وأن أرضيك بقراءة القصص على أبنتك , وأنا لا أرغب في الإقامة معك .
عكست المرآة الضحكات , واختفى الفزع والتوتر .
قال جوناثان :
- أنا آسف على الصيغة التي أعبر بها عن الأحداث وأفضل أن تظلي هنا بكامل إرادتك .
استدار جوناثان وقابلها ليتأكد أن الخوف تلاشى من عندها .
شعرت شانون بتولد شيء من الألفة , والتقارب بينهما , ووجدت صعوبة في استعادة أفكارها .
- سيدي. . .
- لا تعامليني يا شانون كمسخ مشوه, لديك الحق عندما تخافين مني , فدائماً أتعامل معاملة سيئة عندما أقترب من أي شخص , لكنني أعتقد أنني أستطيع الاهتمام بك .
- لا دعني أرحل فقط
- لا أستطيع.
حني جوناثان رأسه ثم جذبها نحو صدره وشعر بأصابع شانون تلمس جلده.
- جوناثان
إنها لا تعرف هل تتوسل إليه لكي يتركها أم ليجذبها أكثر ؟
أجتاحها شعور جديد عاطفي ممتزج بالخوف . كان جوناثان قوياً جداً وكبيراً جداً . شعرت شانون بالخطر جزء منها يتمنى دفعه والآخر يريد أن يرتفع فوق قدميه لتقترب منه أكثر .
لمس شفتيها ثم همهم :
- هل تريدين ؟

Rehana 21-07-20 06:53 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أريد ماذا ؟
- أن تظلي معنا وتساعدي أبنتي ؟
استمعت شانون لإجابتها كما لو كانت شخصاً آخر.
- نعم.
قال بصوت هادئ :
- أشكرك.
ثم ابتعد , ونظر إليها كما لو كان نهض فجأة من نومه.
أضاف :
- عندي روب على مقاسك وسأصلح التليفون, كل شيء تحت أمرك من الآن.
ثم اختفى. هزت شانون رأسها وحاولت تجميع أفكارها .
سألت شانون نفسها :
ماذا فعلت ؟ وماذا فعل جوناثان لكي يجعلني أوافق على طلبه ؟ . سحرها جوناثان بصوته وكلامه وشجنه . وجدت شانون صعوبة في تصديق الأحداث التي تمت في الثماني والأربعين ساعة السابقة .
جابهت شانون قوة وسلطان شخص آخر مرتين في حياتها . أول خصم كانت أمها . والآن خسرت المعركة بمغناطيسية جوناثان دريم. حقيقة هناك بعض الفوارق فأمها كانت تفرض عليها نفوذها بهدف الحصول على حب صامت من طفلتها.
لكن جوناثان لا يريد شيئاً لنفسه وإنما لأبنته ديدي وقد استخدم أسلوب الابتزاز وأقسم أنه سيشترى شوكولاتة كيسي.
وقعت شانون على المقعد ووضعت يديها على المكتب وأسندت بهما رأسها , حسناً ستظل هنا مدة شهر , وستقضى كل لحظة مع ديدي وسيتم هذا بعد التوقيع على العقد.

نهاية الفصل

Rehana 22-07-20 06:20 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الرابع

استمر جوناثان في ذهابه وإيابه طوال اليوم , وكان يلاحظ شانون من الطابق الأوسط الذي يطل على المشمسة الصحية . سمع جوناثان صوت موسيقى تشبه الموسيقى التي تعزفها الجوقة بالسيرك .وتعالت الضحكات في المكان وحلت محل الدموع , كل هذا بفضل كاسي بيل , وبفضل شانون سمريس.
اهتمت شانون بنقل كل أدوات المسرح إلى المشمسة الصحية لكي تتمكن ديدي من الخروج من الجو الطبي . شعر جوناثان أن الدنيا أصبحت تتلون بلون الورد عندما ارتدت شانون ملابس الجنية لتقدم العروض التي كانت تقدمها كاسي بيل في الروايات .
فضل جوناثان أن يظل معزولا ووحيدا , لأنه لا يستطيع تحمل ألم ديدي, ويشعر دائما أنه المسؤول الوحيد عن كل دمعة تنسكب من عينيها . ففضل البقاء في مكانه.

Rehana 22-07-20 06:21 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
لم يكن جوناثان أقل وحدة, وعزلة من ديدى ,لكن ألا يستحق أن يكون مشوها ؟, كل هذا بدأ مع مني الجميلة الوديعة ومسحوقها الأبيض الذي كانت تتعاطاه . وكان هو بطريقة ما الممول . كان جوناثان يستطيع الصياح بصوت عال عندما يجهل أن ماله جعله عرضة للنساء اللاتي يطمعن في المجد . لكنه تماسك في النهاية .كان يجب عليه معرفة سر المخدر بدلاً من التفكير في تأسيس عائلة له. لقد ظل أعمى حتى عندما أخبرته مني أنها حامل وحتى عندما اكتشف بالرغم من الفارق بينها وبينه انه سيكون أبا, في النهاية حتى عندما عرف أن مني تتعاطى المخدرات . فعل كل ما كان يجب أن يفعله , تزوجها . ظنت مني أنا الأوقات السعيدة والحياة اللامعة ستستمر ولم تنتظر هذه النهاية . أسس جوناثان هذا القصر الذي يطل على جبال كارولينا الشمالية . ثم عاشا فيه ,أليس هذا هو الحل المفضل لدى مني لكي تهتم بنفسها وبطفلها؟
وآسفاه ! ظهرت مني غير قادرة على تغيير رأيها والكف عن تناول العقاقير . لو كان جوناثان يحبها حقاً لكان اختلف كل شيء. لكن في الحقيقة جوناثان لم يحب فيها سوى أنها أم طفله في المستقبل . هذا ماكان واضحا جدا حتى في الوقت الحاضر.
أخذ جوناثان ينظر لأبنته وهي تبتسم وتضحك وتعمل على تقوية عضلاتها وعظامها وتتجه نحو تحقيق غايته . يلقنها أن حياته كانت خلفها .
والآن يشعر مثل ديدي أن شعوراً ما مبهما يجتاحه لدرجة انه لا يستطيع ان يفسره.
لم يستمر اهتمام جوناثان بأن يظل في عزلته في الطابق الأوسط فتركه.
ولم تستسلم شانون أمام تهديده بتدمير كاسي بيل لكن توسلاته وابتسامته غير المتوقعة صنعت المعجزة والآن قبلت مساعدته ,فأسرعت وألقت بنفسها بعنف في البرنامج الذي قدمته في المشمسة الصحية.
بدأت شانون في إدراك ومقاسمه ديدي همومها ثم وجدت طريقة لإبادة هذه الأوهام, كانت شانون ترتدي ملابس الجنية المتلألئة حتى لو اشترى لها جوناثان ملابس أخرى.
قالت ديدي:
-هذا يؤلمني يا كاسي بيل لماذا يجب أن أستمر فيه؟
أجابت شانون أو كاسي بيل:
-يجب علينا في أغلب الأوقات أن نفعل ما لا نرغب . انظري إلى هذاالسنجاب الذي يحفر في الثلج , انه يقضى الصيف كله في دفن البندق بدلاً من اللعب . وأؤكد لك أن يديه أصبحتا مشوهتين بسبب هذا المجهود الذي قام به.
سألت ديدي:
- هل للسناجب أيد؟
- بالتأكيد, كيف إذن تقدم الشاي لو لم يستطيع إمساك البلوطات بطريقة صحيحة ؟
سألت ديدي:
- هل تشرب السناجب الشاي؟
- حسنا, هذا ليس شايا حقيقيا, إنها تغلي البندق وتشربه في قشر البلوط مثل الشاي.
- هل تحكي لي قصصا يا كاسي بيل أين تجد النار؟
أجابت كاسي بيل :
- تقتبسها من الشمس , ويجب أن تكون حذرة جداً لأنها لو أخذت كمية كبيرة منها فسوف تحرق البندق وتحرق الغابة.

Rehana 22-07-20 06:22 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
أضافت ديدي:
- أبى لن يسمح لهم بإشعال النار هنا, انه يعمل كثيراً, انه حذر جداً.
- والسناجب كذلك .
- لكن أبي ليس له يدان مشوهتان.
- لا.
أضافت ديدي بهدوء:
- إن وجهه هو الذي يؤلمه . اعرف ذلك عندما انظر لوجهه بدون أن يلاحظ فيقوم بلمس الجرح بتألم . هل تعتقدين أنك تستطيعين مساعدته؟
غضب جوناثان لأنه لم يكن واعيا لهذه الحركة , كما أن هذه الندبة لاتوحي بالألم لكن لكي يتذكر دائما خطاه حنى رأسه واهتم باستماع إجابة كاسي بيل.
أجابت كاسي بيل:
- لا أعرف يا ديدي أحيانا توجد بعض الأشياء التي لا تستطيعين تحقيقها.
- تستطيعين أن تفيديه وتساعديه بسحرك. أعرف أنك تستطيعين .
- ربما والدك يفضل ألا يغير شيئا.
فكرت ديدي لحظة ثم أضافت:
- بلى , يفضل ذلك . انه يريد أن أمشي , لهذا السبب يجب أن أتحمل الألم في ساقي.
عرف جوناثان الحكمة من ابنته , فقد كانت على حق , لكي نتغير لابد أن يشعر الناس بالألم . إلا إذا كان التغيير يجرح الآخرين ويصبح الشجن شعورا بالذنب والإجرام.
وجد جوناثان صعوبة في التفكير في عمله . كان جوناثان يعرف أن شانون كانت تنتهز الساعات حيث كانت تقوم بعمل واجباتها لتهتم بأعمال الخاصة , فرأى جوناثان انه يجب ألا يزعجها في مكتبها ,فشغل نفسه بقراءة مجموعة المجلات والكتالوجات .
من الآن فصاعداً سوف يفكر أغلب الأوقات في قمصان النوم الروز الشفافة , ولم يعد يهتم بتجنب المشمسة الصحية.
فاجأته شانون اليوم بما لم يفكر فيه قط , حيث ارتدت مايوها ونزلت إلى الحمام المكشوف مع ديدي.
تساءل جوناثان: لماذا لا أخوض في هذا الحمام الصغير الذي أنشأته ؟ وبعد لحظة دخل المشمسة الصحية , مرتدياً مايوها . استقبلته شانون بابتسامة. هل هي سعيدة من أجلها أم من أجل ديدي ؟
ظلتا تلعبان في الحمام مدة نصف ساعة , ثم رفعت السيدة بيتر ديدى, واستمرت شانون جالسة مع جوناثان على حافة الحمام , يتأملان هبوط الليل على الثلج والأشجار.
سألت:
- كيف اكتشفت هذا القصر؟
- بالمصادفة كنت أتمنى إيجاد مكان يبعدني عن الماضي . عثر لارونيس على هذا المكان, كما آثار فضولي تشييد الأوبرا في باريس .
- منذ متى وأنت تعيش هنا؟
- قبل ميلاد ديدي, بقليل كان لديها هذا الحق وأمها لكي تحميها,لقد استمر هذا المكان ملجأ أمينا قبل الحادثة .

Rehana 22-07-20 06:22 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- هل لهذا الجبل اسم؟
- نعم لكن اليوم كل العالم يطلق اسم جبل الأحلام .
- كيف تنتقل من مكان لمكان عندما تغطى الطرق بالجليد ؟
- بـ الهليكوبتر.
تساءلت شانون : هل هذه العزلة بهدف حماية ديدي أم حماية نفسه؟ وكيف يتصرف لو ذكرته بوجهه؟
إجابته لم تكشف الغموض الذي يحيط به.
- هل سمعت ما قالته ديدي بخصوص موضوع وجهك؟
- نعم, لم أصدق أنها لاحظته.
- هل هذه حركة عفوية؟
حني جوناثان رأسه , واستجمع قواه ثم تنهد .
قال بصوت حاد:
- ليس تماماً . أنا لا أستطيع استبدال عيني . أما الندبة فأنا لا أفكر في إزالتها.
أضافت شانون:
- نحن كلنا نحمل ندبات يا جوناثان لكن ندبتك واضحة جدا من الخارج .
نهضت شانون وتبعها جوناثان ثم امسكا المناشف الموجودة على المائدة .
قالت شانون :
- أنا معجبة جداً بهذا الحمام.
- أنا أيضا , وديدي كذلك.
التفت شانون في المنشفة ثم انضمت إليهما ديدي في الكرسي المتحرك .
قالت ديدي:
- أخبرتني بيتر أننا سنقيم حفلة شاي يا كاسي بيل لقد أعدت الجاتوه أأنت مستعد يا أبي ؟
- لا, من الأفضل أن أعود للعمل, ثم ترك المكان بسرعة.
اندهشت شانون لما رأته من رحيله المفاجئ, يبدو أنه كان سعيداً بهذا الحوار البسيط . شعرت ديدي بالفشل وتلاشت ابتسامتها .
تقدمت شانون بسرعة نحو ديدي وقالت لها:
- انظري يا ديدي, إنها أشجار جميلة تشبه شجرة عيد الميلاد المكسوة بالثلج , هل ترغبين في الخروج واختيار إحداها ؟
- أنا لم أخرج قط.
- أنت لم تتركي القصر قط!
- لم أترك القصر إلا من أجل الذهاب للمستشفى . وقال لي أبى إنني لن أكون في أمان هنا .
- من الذي يشتري لك ملابسك ؟
- أبي كان يرسلها لي.
- والمدرسة؟
- لدي مدرسي الخاص.
- ألم تلعبي مع الأطفال الآخرين ؟
- أنا لا أستطيع اللعب ما عدا لعبتين اثنتين . استطيع أن ألعبهما جيداً.
- لكن... البابا نويل , ألم تذهبي لرؤيته ؟ إنه بابا نويل, هل تعرفين؟

Rehana 22-07-20 06:24 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
همهمت ديدي بصوت مضطرب:
- أنا لست حمقاء لكي اذهب للبابا نويل .
- لماذا تقولين ذلك؟
لم تتوقع شانون هذا الرد ,عندما كانا يلعبان معاً كانت الطفلة تعبر بطريقة أكثر من تلقائية وهي معها . فشعرت شانون أن ديدي ترددما سمعته من شخص ما.
- حمقاء؟!!
اجتاح الغضب شانون, لا يجب على البالغين أن يجعلوا أطفالهم عجائزقبل الأوان , يجب أن يتسلوا , ويمرحوا ويضحكوا . ويكون لديهم أصدقاء ,أما بالنسبة لـ ديدى فهي محرومة من كل هذا , ومحبوسة في حصن, حتى لو كان جوناثان يعتقد أنه تصرف هكذا من أجل صالحها.
كررت الطفلة ديدي :
- إنه من الحماقة أن أطلب من بابا نويل أن يحضر لي شيئا .
- لماذا ؟ كل الأطفال تفعل هذا .
- لكن أنا لا, هذا غير مفيد .. سيحضر بابا نويل الشوكولاتة والبنبون ,لكن ليس شيئا مهما .
- ما هو , أعطيني مثالا؟
- شيء .. شيء لا أمتلكه.
- هل طلبت منه شيئا؟
حاولت شانون أن تستفسر من ديدي عن سبب كرهها لبابا نويل.
ربما في الماضي كان من الصعب على جوناثان أن يسمح لهما بزيارته.
- هل كتبت خطابا لـ بابانويل ؟
نظرت لها ديدي لحظة ثم هزت رأسها:
- ليست هذه السنة.
- والسنة الماضية هل طلبت منه شيئا ما ولم يحضره لك؟ هل والدك كتب الخطاب بدلا منك؟
- لا إنه ميل كيلي مدرسي الذي كتبه لي . أنا لا أستطيع أن أقول لأبي , لقد كانت مفاجأة له.
بدأت شانون تخمن –بدون شك- ديدي طلبت هدية خاصة, كما أنها لا تستطيع تعليق الخطاب تحت شجرة عيد الميلاد .
استطاعت شانون أن تدرك هذا . وتذكرت أنها عندما كانت في سن السابعة كفت عنتصديق بابا نويل, في هذه السنة حيث توفي أبوها في حادثة طائرة . وأعادتها مربيتها إلى المنزل .
وفي نهاية نوفمبر اصطحبتها أمها إلى محل اللعب وقالت لها اختاري ما ترغبين .
قالت :
-أنا لا أهتم بهدايا بابا نويل على يخت هنري .
- لكن يا أمي . هل نستطيع أن نظل بالمنزل . أنت وأنا فقط؟
- أنا وأنت ! , لا شانون , أنا لا أستطيع أن أجعلك تضيعين الفرصة لقضاء عيد الميلاد مع هنري, وأحب أيضا أن تختاري شيئا ما يساعدك على قضاء وقتك , هنري لا يحب الأطفال , ولو كنت بارعة فسأصبح السيدة هنري قبل بداية العام.
أصبح هنري زوج أمها الأول , لم يهتم مدة طويلة باللعب التي اختارتها ومنذ ذلك الحين استطاعت التفريق بين اللعب والأشياء المهمة .
أضافت شانون:
- اعتقد أني فهمت الآن , ربما الخطاب لم يصل قط.

Rehana 22-07-20 06:25 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- حقا؟
- حقاً . أغلب البرقيات ترسل في مجرة . ماذا يفعل بكل هذه الخطابات ؟ تقول النجوم لبعضها البعض.
- نحن لا نعرف القراء, إذن مزقوها إلى قطع صغيرة ثم نخلطها بتراب النجوم .
قالت ديدي:
- أنا لا أصدق هذا.
- لكن كاسي بيل تصدق وتعرف أن بابا نويل أرسل لك ما طلبته هذه السنة .
- كيف؟
- سنذهب إلى المدينة . ونكلمه. هل تستطيعي الجلوس على ركبتك وتطلبينه أنت منه ؟
- هل أستطيع ؟
سطع وجهها بالأمل ثم أضافت :
- لكنني لا أستطيع المشي.
- المهم أنك تستطيعين الكلام .لا تأخذي كرسيك المتحرك .
اختفت السعادة فجأة من وجهها.
- لا..
- في هذه الحالة يجب عليك المشي.
- أنا لا استطيع .
- كاسي بيل لا توافقك على هذا الرأي . ربما لا تستطيعين أن تمشي كل الطريق على قدميك . هذا ليس خطيراً. ستذهبين في الشعاع السحري الموجود في الكرسي المتحرك . لكن لو بذلت كل ما لديك من مجهود ,فستستطيعين إكمال الأمتار الأخيرة على قدميك وتستطيعين القفز على ركبتي بابا نويل.
- هل تعتقدين أنني حقاً أستطيع أن أفعل هذا؟
- نعم.
- وسيحضر ما طلبته منه؟
-أعتقد أنه سيكافئك على مجهودك .
- إذن سأفعل .
استند جوناثان على ظهر المقعد وتذكر عيد الميلاد السابق.
إنه في الخريف الماضي مرضت مدرسة ديدي وهى سيدة متقدمة في السن . ثم عادت لمنزلها وقبل رحيلها أعطته خطابا لكي يرسله لـ بابانويل, استغرق جوناثان وقتا طويلا لكي يجد بديلا يشغلها عنه .
إن أفضل قرار في حياته عندما استدعى كاسي بيل هنا .وجعل ديدي تلمس شعرها بأصابعها الصغيرة. هل فتن بهذه المرأة ؟ كما فتنت ديدي بالجنية كاسي بيل كان يشعر بالراحة بجوار شانون , هو أيضا يريد أن يلمس شعرها .
أخذت شانون ديدي بين ذراعيها وعبرت المكان .
كان خيالها نحيفا , لكن الـ المايوه كان ضيقا بشكل يثير النظرة , لم تلاحظ شانون الصورة المثيرة التي تقدمها.
عندما ألقت ديدي رأسها على صدر شانون سيطرت على جوناثان الرغبة الشديدة. ثم أخذ نفسا عميقا وعاد إلى مكتبه .
تركت شانون جوناثان في المشمسة ,وفي زيارته غير المتوقعة ,رحيله أيضا غير المتوقع عندما ظهرت ديدي .
قالت شانون لنفسها يجب إيجاد وسيلة لتجعله ينضم إلينا لنذهب للغابة ونقطع شجرة عيد الميلاد.

Rehana 22-07-20 06:26 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
لم تكن هذه الليلة مختلفة عن تلك الليالي التي كانت تنتظرها, فبينما كانت ديدي في السرير تستمتع بسهرة متحررة , ظلت شانون تقرأ و تستمتع بالرسم. وقد اصبح على الرغم من الجو صعب الاحتمال في القصر .
كانت شانون تعرف أن جوناثان موجود بالطابق الأوسط في فتره مابعد الظهر . لكنها أجبرت نفسها على نسيانه, وعلى تركيز كل اهتمامها على ديدي.
كانت تفكر فيه هذا المساء وتتخيل نفسها تمشي بجواره في الثلج وارتعشت عندما تخيلت انه لمسها ,هذه الأحلام كانت تتلاشى عندما تكون مع ديدي.
استطاعت شانون إدراك السبب الذي يجعل الطفلة يائسة دائما. فهي تحب أباها كثيرا , لكنه يقيم دائما حاجزا بينهما , فـ جوناثان لا يقف بجوارها خلال جلسات العلاج الطبيعي .
- بدون شك , هو لا يستطيع تحمل الألم الجسدي الذي تشعر به ابنته.
إن شانون لا تشعر بالألم الجسدي , لكن الصدمات العاطفية مؤلمة, إنها لم تستفد قط من وجود السيدة بيتر لكي تخفف من هموم ديدي , ظلت وحيدة حتى جاءت كاسي بيل لتمحو هذه الكوابيس الطفولية . كانت الإجازات دائما شاقة .ومزعجة . والآن يقترب عيد الميلاد , أدركت شانون أنه كان في استطاعته تحقيق كل رغبات ديدي.
بعد العشاء , ارتدت شانون قميص النوم ووقفت أمام النافذة .تلاحظ الساحة من أعلى .
كان غياب جوناثان قد جعلها أكثر واقعية من أي وقت آخر . لو لم يترك المشمسة الصحية فجأة عندما ظهرت ديدي . كانت تناقشت معه عن موضوعها . لقد كان من الصعب جداً أن تجعله ينضم لهما طوال اليوم.
كان جوناثان دريم مثل الطير الليلي. وكان الليل هو مجاله. لو رغبت شانون في التحدث معه , فلن تجد حلا سوى أن تفعله حالاً .
ارتدت شانون الروب الذي أعطته لها السيدة بيتر إياه , وخرجت من حجرتها وبدأت في نزول السلم الحلزوني.
سمعت صوت الموسيقى التي سمعتها سابقا . كان المكتب مفتوحا , وصوت الموسيقى يدوي في الجبال والوديان.
وقفت شانون عند مدخل الباب , لاحظت الحجرة غارقة في بحر من الظلمات, لكنها شعرت بوجود جوناثان.
قال لها بصوت منخفض :
- ادخلي .
- لماذا تجلس في الظلام ؟
- لماذا تنامين والمصباح مضاء ؟
أصيبت شانون برعشة خفيفة.
- هل أخفتك ؟
- في المشمسة لا , لكن الآن ربما , نعم اعتقد أنك أخفتني . لكن ليس بسبب ندبتك.
- ما السبب إذن؟ .
سمعته شانون ينهض وشعرت بارتباط غامض لخيط غامض يشد بينهما من جديد .
قالت :
- لا تقترب أكثر من ذلك .

Rehana 22-07-20 06:29 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- اهدئي , واطمئني. اعذريني على تطفلي بعد ظهر اليوم.
- يجب عليك قضاء وقت طويل مع ديدي. بالنسبة لي الموقف كان صعباً جداً ولم أفهمه , واعتقد أنها كذلك هي أيضا , أنا لا أعرف ماذا يحدث ... مزاجك ربما..
قال :
- أخطأت يا شانون, أنا لا أكذب ,هذه الوحدة هي السبب في ذلك .أنت لم تريدي أن تظلي هنا, فأجبرتك على البقاء وكدرت حياتك فأقمت حواجز جديدة . هذا واضح.
هذه الكلمات كانت صحيحة تماماً. وكانت تنطبق عليها.
- أنا حقاً لا أحب التغيير . وأفضل الحفاظ على حياتي كما هي .
هذا لم يكن بالضبط صوت شانون كان ينقصه اليقين.
استنتج جوناثان منه أنها كانت تفضل الوحدة وأنها خجولة بشدة.
- لو جعلتك تعيسة . فسأغضب جداً , فأنت لم تفهمي أن ديدي هي أهم شيء في حياتي وفي العالم كله.
- بالتأكيد يا سيد جوناثان ديدي طفلة شجاعة . إنها تذكرني بنفسي عندما كنت في سنها , أنا قلقة جداً عليها , ولهذا السبب جئت لأتحدث معك.
- اوه.
ظن جوناثان انها تطمع في رفقته بالرغم من جرحه , وتذكر انه كان دائما يجذب النساء نحوه.
-عم تريدين الحديث؟
- أريد أن أخرج ديدي من القصر .
- لماذا؟
هذا المسكن القصر, كان ملجأها . بناه جوناثان لكي يبعد ديدي عن هذا العالم الشيطاني . وهذا المرأة تطلب منه أن ينتزعها من ملجأها.
- إنها في حاجة لحياة طبيعية وبقاؤها محبوسة لن يكون مفيدا لحالتها .
- لا.
- الأمر لا يتعلق برحلة , لكنها نزهة بسيطة. إن ديسمبر هو أفضل شهر بالنسبة للأطفال طوال العام . وانتظار بابا نويل وتزيين شجرة عيد الميلاد وفرصة الجري تكون متوفرة هناك ,ولكن هنا كل هذا لن يتواجد .
- كل هذا مفقود هنا منذ زمن طويل وهذا أفضل .
- ربما بالنسبة لك. تستطيع أن تختار أو ترفض . لكن بالنسبة لـ ديدي بابا نويل مهم جداً, يجب أن تشعر أنها إنسانة طبيعية.
أرادت شانون أن تجعله يدرك أن هذا مهم جداً له أيضا .
- بدون شك.
كان جوناثان يجد ذلك طبيعيا عندما ينعزل عن العالم الخارجي .
اقترب جوناثان منها, كانت شانون غير مكترثة بالرغم من ابتسامتها المحزنة. لقد رأت شانون أشباحاً ترقص في اللهيب .
همهت :
- كنت أحب أن أقدم لك السحر في الميلاد , لا ترفض. أرجوك
وضع يده على كتفها ثم تساءل هل هي تدافع من أجل نفسها أم من أجل ديدي ؟
اجتاحت شانون موجة كهربية صغيرة .

Rehana 22-07-20 06:30 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
هل هذا بسبب النار أم بسبب الرجل الذي يقف بالقرب منها؟ أيا كان هذا فهي تشعر بالانتعاش.
سأل :
- كيف نستطيع تحقيق هذا الحلم؟
- عندما نتصرف كأناس طبيعيين , ونبدأ من شجرة عيد الميلاد .
- سأرسل لكم واحده في الغد.
- لا .
- سنذهب إلى الغابة ونقطع واحدة.
- تريدين أن تقطعي شجرة؟!
- بالضبط . سنترك ديدي تختارها. لا يوجد أي قانون يمنعها من ذلك, أليس كذلك؟
استدارت نحوه .
الشيء الوحيد الذي يستحق معاقبة القانون هو الأسلوب أو الطريقة التي يفكر بها !
- سأقول لـ لارونيس ليتدبر الأمر .
- لارونيس؟
- الذي قابلته في المطار . إنه شريكي ويهتم بأعمالي .
- لا يجب أن يقوم لارونيس بذلك لكن أنت الذي ينبغي أن يفعل ذلك .
- يا إلهى . أنا .. لا .. أنا لا أستطيع!
ابتعد جوناثان وهو غاضب وساخط
- لماذا لا ؟
- جوناثان لا يخرج في النهار يا آنسة سمريس. لهذا أرفض .
- لكننا لن نفعل شيئا سوى التنزه في الغابة يا سيد دريم وأنت فعلت ذلك سابقاً, لقد رأيتك هناك.
- هل تتجسسين عليّ؟
- أحيانا, لمحتك مع كلبك أول ليلة جئت فيها إلى القصر . وحسدتك على هذا الرفيق.
- كنت تستطيعين الانضمام لنا.
- لا أنت كنت وحدك . أنا أقترح أن ترافقني مع ابنتك . وأنت ترفض ! ديدي في اشد الحاجة إليك, لا يجب أن يتسبب وجودي في إبعادك عن ابنتك , هل هذا بسببي أم...؟
سيطرت على جوناثان الرغبة بأخذ شانون بين ذراعيه وأن يحملها حتى حجرته أو يضعها على سريره المغطى بالفراء الثمين و.....
-أتخاف من الضوء يا سيد دريم؟
- أفضل أن تناديني بجوناثان من الآن فصاعدا.
- أعتقد أنك طلبت مني مساعدة ابنتك . من فضلك. رافقنا.
كان على وشك أن يقول لا لكن تعبير من فضلك جعل الرفض يقف في حلقه ولم يستطيع التلفظ به.
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه.
- لا تستمر في إظهار نفسك قاسيا جدا يا جوناثان.كل العالم محتاج للسحر .والحب دون أن يفقد القوه أو الشجاعة .
خفضت شانون يدها ثم تراجعت خطوة للخلف.
- وأنت يا شانون , ماذا تحتاجين؟
- الرحيل ,على ما اعتقد . انني تأخرت . أريد أن أعرف قرارك يا سيد دريم.
كانت شانون في منتصف السلم عندما سمعته يناديها .
- شانون انتظري.
-نعم.
- أنا موافق . سنأخذ زلاجة ثلج صغيرة غدا بعد الظهر.

نهاية الفصل

Rehana 23-07-20 10:27 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الخامس

أنهت ديدي واجباتها المدرسية دون إتقان , وقامت بتمرينات العلاج الطبيعي لكي تستعد للمفاجأة, لم تخدعها كاسي بيل , شاركتها شانون في حماسها , ثم قامت بإنهاء عملها على الحاسب الآلي واتصلت تليفونيا بــ ويلي لتطمئنه عليها.
كانت بيتر في المطبخ تعد كعكة عيد الميلاد , بينما تدق الأجراس الرائعة بالخارج.
ارتدت شانون ملابس ضيقة جداً وملاصقة للجسم, منسوجة على الرقبة وفوقها كانت ترتدي معطفا من الفرو, وقفازا في يدها, وقبعة من الفرو وحذاء رقبة عالية, شعرت شانون أنها بهذه الملابس مستعدة لمجابهة الثلج والجليد الذي يتساقط في فترة ما بعد الظهر .ريحانة
فتح لارونيس باب المطبخ ثم حك يديه ببعضها بعضا , ثم قال:
- نحن مستعدان يا آنسة سمربس.
- ماذا تعني بكلمة نحن؟
- أنا وديدي.
- أوه ..!
لم يكن جوناثان معهما حاولت شانون إخفاء فشلها , وخيبة أملها , بعد ما أوضحت له أهمية أن يعيش يوم عيد الميلاد مثل كل العالم , يأتي في النهاية ويخذلها.
يا للخسارة!! هذه النزهة لم تكن له إنما هي من اجل ديدي لو كان يفضل الاختباء في مكتبه لكي يشاهدنا ونحن نرحل من بعيد فسوف اكتشف ذلك.
خرجت شانون إلى ساحة القصر , كانت السماء ملبدة بالغيوم وكانت السحب تختفي خلف قمم الجبال.
توقفت مكانها , لم تصدق عينيها ! رأت ديدي جالسة في العربة المزلاجية والفرحة تملأ عينيها وتجعل خديها أكثر احمراراً وإشراقاً.
قالت ديدي:
- تعالي بسرعة يا كاسي بيل , سنذهب لنقطع شجرة عيد الميلاد أبي قال هذا .
- أبوك؟
- نعم , تعالي بسرعة واصعدي العربة.
رأت شانون جوناثان يجلس في الخلف , كان يرتدي قبعة ذات رقبة طويلة, تغطي الرأس والرقبة والأذن , ويرتدي أيضا معطفا سميكاً من الفرو , نظرت شانون له من الرأس حتى القدمين , ثم أطلقت نفسا متقطعا.
فضلت الجلوس بجوار ديدي ووضعت الغطاء الأبيض على ركبتيها.ريحانة

Rehana 23-07-20 10:29 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أليس هذا جميلا يا كاسي بيل؟ مثل الذي نراه في التليفزيون.
- أنت تعرفين جيداً يا ديدي أنني لست كاسي بيل لكن شانون .
- مثلي تماماً , اسمي الحقيقي ديانا , لكن لا احد يناديني به سوى أمي...
قاطعها جوناثان وجلس بجوار ديدي وشانون وقال:
- إلى الأمام.
امسك جوناثان اللجام , فتقدمت الخيول للأمام , ابتعدوا عن القصر مرافقين برنين الأجراس الصغيرة المعلقة في سرج الخيول.
كان الجو جميلا فلا رياح ولا عواصف , ظلت ديدي تثرثر ولم تهتم بالطقس البارد , وكانت تصيح عندما تكتشف أي شيء بينما ظلت شانون وحيدة ومضطربة , ثم أخذت ديدي على ركبتيها , فلمست برجليها رجلي جوناثان .
قال جوناثان لـ شانون :
- اهدئي ياشانون أنا لست ملك تجارة القماش , إنه أنت صاحبة الفكرة , تذكري جيداً هذا.
هذا خطأ.
في الواقع توترت شانون عندما لم تجد شيئا لتقوله ويبدو أن ديدي لم تشعر بهذا التوتر.ريحانة
- قل لي يا أبي, ألم يكن هذا مسلياً وممتعاً؟ أنا سعيدة جداً لأننا سنذهب لنقطع شجرة عيد الميلاد لي , هل رأيت السنجاب يا أبي؟ إنها تشرب الشاي , هل تعرف أن السناجب لها أيد مشوهة من المجهود الذي تبذله في الحفر ؟
- لا يا ديدي , لم اعرف أن السنجاب تشرب الشاي.
- حسنا, شانون , قالت لي ذلك, هل تعرفين ياشانون أن أبي لديه فرس وكبير , وأحيانا يأخذني أمامه.
- ما اسم هذه الحصان ؟.
- سندباد , هل تعرفينه , وهل السنجاب تعرفه أيضا؟
- سندباد هو اسم لأحد أبطال قصص ألف ليلة و ليلة.هل تعرفين قصته ؟
نظرت لـ جوناثان , وهي تبتسم.
- نعم مدرسي حكي لي عنه , إنه بحار .
- أنا لم اقرأ هذه القصص قط يا آنسة سمريس. من الراوي لهذه الروايات؟
- اعتقد أن أحدا لا يعرفه.
ثم سيطر الصمت عليهم .ريحانة
فبالنسبة لثرثرة ديدي فلم تتطلب أي حاجة . كان جوناثان سعيداً . كان يستمع لابنته , لكن أفكاره كانت مشوشة بسبب وجود شانون , كان يستمع لابنته , فحاول أن يركز كل اهتمامه على الخيول وقفت العربة المزلاجية على احد الدرجات على سفوح الجبال.
كانت الأشواك مغطاة بالثلج من جميع الجهات كما لو كانت محصنة , شعرت شانون أنهم وحدهم في هذا العالم , وفجأة سمعت فرقعة في الغابة .
نظرت في الأشواك نظرة متفحصة وقالت:
- جوناثان.
- هل حدث شيء؟
- يتبعنا حيوان متوحش..
التفت جوناثان للخلف ثم دار حول العربة المزلاجية وقال :
- بوبي لطيف جداً.

Rehana 23-07-20 10:30 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- بوبي.
قالت ديدي:
- انه يساعدني على الضحك, انظري, يقال : انه يبتسم دائماً.
قالت شانون لنفسها الطفلة على حق, هذا الكلب له فم اسود اللون , وشفتان مرفوعتان قليلا, يبدو انه رمز للتفاؤل.ريحانة
أمره جوناثان:
- اجلس يا بوبي.
- هل كل شيء على ما يرام يا أبي؟
- نعم يا ديدي , هيا اختاري الشجرة التي تعجبك .
وضع جوناثان رجله على الأرض , ومد يده لـ شانون التي ترددت لحظة في إمساكها , ثم استدار نحو ابنته ورفعها بين ذراعيه .
- هل استطيع حقاً اختيار الشجرة التي أريدها ؟
- بالتأكيد , لكن لا تنسي أن الخيول هي التي ستشدها.
نظرت شانون للأشجار وهي مذهولة وقالت :
- هل كان كنج كونج نفسه سينجح في رفع اصغر شجرة من هؤلاء؟
اخذ جوناثان المنشار الموجود خلف العربة المزلاجية وأعطى شانون إياه ثم تقدموا في الثلج حتى غطى ربلة سيقانهم وتابعتهم شانون قائلة:
- هاي ! انتظروني.
اختارت ديدي إحدى الأشجار ذات الساق المعوجة , طمأنها جوناثان واكتفى بأن رآها ثم اخبرها أنها لا تصلح ثم أعاد اتزانه .ريحانة
قالت ديدي:
- يا خسارة! سنبحث عن واحدة أخرى , كانت ديدي سعيدة جداً .
ولاحظ جوناثان ذلك بكل بساطة:
ثم أشار جوناثان إلى شجرة يبدو أنها جميلة . فرحت ديدي وسألته :
- كيف اكتشفتها يا أبي؟
- أنا دائماً اكتشف سعادتك يا حلوتي.
- منذ وقت طويل وأنت لا تنادينني بهذا الاسم ..منذ ..هه.. قال جوناثان.
- دعي شانون تحملك لكي اقطع جذع الشجرة.
وضعت شانون ديدي على جنبها وتراجعت خطوة للخلف. ثم قفز الكلب بوبي على الشجرة وأزال الجليد من عليها. ثم بدأ جوناثان في قطعها , وبعد بضع دقائق من المجهود قرر جوناثان انتزاع قبعته.
- هذا صعب يا أبي؟
- اشعر بالحرارة الزائدة يا ديدي .
- هل الشجرة تتألم ؟
مسح جوناثان العرق من على جبهته ثم توقف قائلاً:
- من الضروري أن نتألم لكي تشعر بالسعادة فيما بعد .ريحانة
هل كان يفكر في الشجرة أم في نفسه . وقع الغصن وبدأ في رسم تراب قاتم اللون هذا وهناك .
ثم عاد جوناثان لعمله وبعد لحظة تمايلت الشجرة ثم سقطت وسط طقس مغبر.
ارتدى جوناثان القبعة ووضع الشجرة خلف العربة المزلاجية . ثم اخذوا طريقهم للعودة , لم تكف ديدي عن الثرثرة تحت الغطاء لكن شانون اكتشفت أنها باردة جدا بالرغم من كل هذا , عندما بغلوا الطريق أسرعت الخيول في سيرها , كان لارونيس ينتظرهم أمام القصر وقال:
- يا إلهي! يا لها من شجرة رائعة !

Rehana 23-07-20 10:30 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أنا اخترتها يا لارونيس بنفسي ! سنزينها لتزداد جمالا.
انزل لارونيس الشجرة ثم اخذ الخيول إلى الإسطبل .
ظهرت السيدة بيتر ومعها الكرسي المتحرك وقالت :
- ادخلي بسرعة ياديدي , ستأخذين حماما ساخنا لتدفئي وتنتعشي.
- أنا لا أريد .
وضعت شانون الطفلة على الكرسي وقبلتها على جبينها بكل حنان, وقالت :
- هيا , اسمعي كلام السيدة بيتر , لقد تعبت اليوم يا ديدي.
قالت الخادمة:
- لقد جهزت لك شوربة الكوالب والبسكويت الذهبي.ريحانة
- هل هذا علاج يا بيتر؟
- بالضبط.
وقف جوناثان عند مدخل الباب ونزع القبعة والمعطف و القفاز ثم أضاف:
- أشكرك ياشانون لديك حق بالنسبة لموضوع الشجرة
- لماذا لم أفكر في هذا من قبل؟
هل أصبح جوناثان مستأنسا ؟ ظل وجهه مكشوفا ومتوترا في مكانه أمام شانون .
شعرت شانون بحرارة لطيفة تجتاح جسمها , ثم قمعت رغبتها بلمس خده وتقبيله .
- ليلة سعيدة ياشانون إلى الغد.
اختفت الحرارة , توقف جوناثان , على السلم , ثم استدار.
- على الأقل هل تقبلين تناول العشاء معي؟
هل كانت تتمنى ذلك حقاً؟ تنملت ساقاها : جوناثان على حق , لكنها تراجعت .
همهمت:
- لا , لا اعتقد أن هذه فكرة جيدة ورائعة .
قال جوناثان :
- أنا لم اقل إنها فكرة رائعة , أما لو كانت جيدة , فهذا شيء آخر.ريحانة
ثم اختفى بعد هذه الكلمات. وفي الصباح اليوم التالي نزلت شانون على السلم , فوجدت الشجرة في الصالون الصغير, لم تكف ديدي عن تغيير مكان الشجرة حتى أخذت رأي شانون في المكان الذي اختاره لارونيس.
- انه جميل يا ديدي.
قالت ديدي:
- سأذهب مع بيتر لصنع القلائد والنجوم من الورق المذهب ثم نعلقها على الشجرة , قالت لي بيتر , إننا ستناول الوجبة خلال نزهتنا , أنت وأنا وأبي , سنأكل الجاتوه والسندويتشات .
كررت ديدي كل كلمة أخبرتها بها السيدة بيتر , وقبلت شانون ثم ابتسمت .
بذلت الطفلة ديدي مجهوداً كبيراً مع مدربة العلاج الطبيعي وتحسنت حالة ساقيها يوماً بعد يوم, كان لديها فرصة بسيطة لكي تكتفي بجهاز بسيط لتقويم الأعضاء , للمشي إلى بابا نويل , لكنها فضلت السفر في الكرسي المتحرك.

Rehana 23-07-20 10:33 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
وبالنسبة لرأي جوناثان في مشاركتهما في تناول الوجبة خلال النزهة , فهذه قضية أخرى, منذ رفضها تناول العشاء معه , أمس لم يظهر حتى الآن , أخبرتها بيتر انه منهمك في العمل وأن السائق احضر له بعض العملاء إلى القصر ثم رافقهم , أدركت شانون انه غادر المكان الذي كان يتجسس عليها منه , هذا أفضل .ريحانة
كانت شانون قد صنعت من قبل اثنين من المتزحلقين بالمغناطيس تقربهما من بعضهما البعض عندما يتعانقان وتبعدهما عن بعضهما البعض حتى يستعدا للتزحلق.
قالت شانون لنفسها :
- إنهما يشبهانني تماما أنا و جوناثان , انه الشمال وأنا الجنوب. وتساءلت إلى أين أقودهما ؟
قطعت ديدي أفكارها وقالت :
- سألني أبي ماذا سنلبس في شرف الـ بابا نويل , فقلت له سنلبس ملابس لونها احمر , فأنا أحب اللون , وأنت ؟
- نعم, كنت ارتدي روبا احمر في نزهتنا , قالت بيتر , إن الذين يرتدون اللون الأحمر , والأزرق والأبيض في هذا العيد سيمجدون .
صححت شانون :
- سيحتفلون.
- سيحتفلون بماذا؟
- بتحرير الطغاة الانجليز.
- هذا التحليل لا يهم ديدي.ريحانة
- هل لديك روب احمر؟
- لا, باستثناء روب النوم الداخلي.
- حسنا, سأرتدي أنا الروب الأبيض وأبي البيجامة الزرقاء هكذا سنكون كما قلت يا بيتر ممجدون أو محتفلون , هذا لا يهم ؟
قررت شانون ألا تصحح ألفاظهم اختفت ديدي في الحال بعد انتهائها من حديثها.
تناقشت شانون مع كاسي بيل :
- كلهم لديهم ما يلبسونه هذه الليلة.
هذا المنولوج كان يهدئ من أعصاب شانون .
رفعت شانون الروب الداخلي الأحمر وتساءلت ماذا ارتدي تحته؟ قميص نومي الروز ذا الرقبة الدانتيل ؟
إنه غير مريح , وفي النهاية فتحت احد ادراج الدولاب وحملقت إلى الملابس الداخلية لـ أحلام الليل. وجدت ثوبا شفافا ومكشوفا عند الكتفين والعنق , قالت لنفسها يبدو أن جوناثان كان يخاطر بعمل إثارة .ريحانة
ارتدته شانون ووضعت وشاحاً على كتفها وهيأت شعرها ووقفت أمام المرآة , عكست المرآة صورة ليست لـ كاسي بيل , إنما لمخلوقة عظيمة رائعة كما لو كانت تخرج من كتاب القصص.
نزلت شانون السلم , كان يبدو القصر هادئاً تماما حتى اللحظة التي سمعت فيها صوت قهقهة الطفلة , توقفت شانون:
همهمت ديدي:
- هيا, هذه نزهة للاحتفال بتحرير الطغاة الانجليز.
- طغاة؟
قالت:
- هذه قصة طويلة ومسلية.

Rehana 23-07-20 10:34 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
لم يرتد جوناثان بيجامة لكنه ارتدى بذلة زرقاء كما طلبت منه ابنته , كان يشبه الأمير الفارس للروايات الشرقية أو الروايات القديمة.
قال بصوت منخفض :
- قضيت وقتاً طويلاً حتى وجدت بذلة مناسبة , وقد طلبت ديدي مني أن ألبس بيجامة زرقاء لكنني رأيت أن هذه أفضل.
- ما رأيك ؟
ثم مد يده لها , ثم شعرت بموجة من الرعشات تجتاحها, أجابت :
- اعتقد انك تعرف أكثر مني فيما يجب أن ترتديه , وترجع المراقبة لـ ديدي وليس لي.
- لكنني أحب أن أعرف رأيك.
- لماذا ؟ ما نوعية النساء التي لا تعجبك؟
- بطلات الروايات الخيالية .ريحانة
ثم قادها نحو الصالون الصغير. كانا يتغازلان , لا شيء من الجدية, كان يدخلان في لعبة ديدي ليس أكثر.
- الإنسان القادر على ابتكار أحلام الليل , يجب أن يستمد الهامه من الخيال.
- ربما يا سيدتي الساحرة , لكن إلهامي مازال على وشك الميلاد .
- أبي, شانون انظرا لشجرتي !
ارتدت ديدي قميص ليل طويلاً مزينا على الرقبة بقطعة من الدانتيل وكانت تربط شعرها بشريط على رقبتها .
صاحت شانون:
- إنها رائعة يا ديدي , لكن الأفضل الذهاب لتناول العشاء أولا.
- أوه , نعم , بالتأكيد , أعدت بيتر الوجبة على المائدة بالقرب من النافذة , واعد لنا لارونيس مفاجأة في الخارج , سنكتشفها بعد العشاء.
أمرت ديدي الخادمة بأن تضع الوجبة على المائدة الموجودة في الركن المقابل , كانت مزينة من الوسط بشريط من الخضرة والشموع.
لم تخطئ ديدي بالنسبة لرائحة الطعام , ساندويشات مع قطع طماطم مقسمة قطعا صغيرة , وبالنسبة للحلوى مرطب مسقي بعصير الفراولة.ريحانة
شجعتهم ديدي على التهامه بأقصى سرعة ممكنة. عندما بلغ جوناثان آخر ملعقة من المرطب أشارت ديدي بيدها نحو النافذة وقالت:
- والآن انظر يا أبي.
كانت ديدي تشير إلى نجم أضاء فجأة على قمة الشجرة , انه مصباح.
- هل هذا رائع يا أبي؟
- بالتأكيد يا حلوتي.
- هكذا يستطيع أن يرانا , أليس كذلك ياشانون؟
- بلى.
- بابا نويل كنت أريد أن يعرف بالضبط أين نعيش , لو لم يعرف ذلك, فكيف يستطيع أن يحضر لي ما أريده.

Rehana 23-07-20 10:35 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
نهض جوناثان وامسك ابنته بين ذراعيه ونظر إلى السماء المضاءة الرائعة.
- سيراها يا عزيزتي, وسيحضر لك ما تتمنيه , قولي لأبيك ما ستطلبينه منه.
- لا, هذا سر لو قلت لك فلن يحضر شيئا .
- بلى يا عزيزتي.
- فعل هذا السنة الماضية حين أخبرت مدرسي عما أرغبه , لذلك لم يحضر بابا نويل لي ما رغبته.
- اعرف , لكن أريد أن أقول إن بابا نويل , لم يكن لديه وقت ليقوم بذلك , كما انه أحيانا يفقد بعض الخطابات .
- ليس هذا العام يا أبي , أنا وشانون سنذهب لقصره كي استطيع أن اكلمه شخصيا.
- ربما يجب عليك التفكير فيما ستقولينه لـ بابا نويل . أليس كذلك قولي لأبيك ما ستقولينه له.
- مستحيل. إنها مفاجأة , والآن هيا يا أبي لنزين الشجرة.
تبادل شانون و جوناثان النظرات وابتعدوا عن النافذة, لم تكن الشجرة مستقيمة تماما مثل ديدي , ليس لها مداخل سوى الأغصان المنخفضة , وهذه الأغصان كانت تهتز تحت التزيين , ثم أضاءت السيدة بيتر المصابيح المعلقة في الشجرة وعندئذ. صاحت ديدي صيحة مليئة بالسعادة .ريحانة
أنجز جوناثان عمله ورجع خطوة للخلف لكي يتأمل عمله وقال :
- إنها أجمل شجرة رأيتها في حياتي.
دخلت السيدة بيتر المكان وسألت :
- من يريد شكولاتة في فناجين بيضاء صغيرة.
اختار جوناثان فنجانا بدا في احتسائه وسأل ديدي:
- ماذا نفعل الآن يا عزيزتي؟
- قالت شانون لي , إننا سنجلس على ركبتينا ونستمع لأناشيد بابا نويل.
- إذن امسكي !.
نظرت ديدي لـ شانون , فرائها نزعت حذائها وطوت رجليها تحتها وقالت لوالدها:
- لكن شانون قالت أيضا : انه يجب عليك أن تجلس على ركبتيك .
أغلقت ديدي عينيها فيما بعد , وبالتالي أغلق جوناثان عينيه هو أيضا.
فكرت شانون وتساءلت : ما شكل والدة ديدي ؟ لا توجد أي صور لها ولا لـ جوناثان في القصر , الطفلة ديدي كانا في اشد الحاجة لأن يحبا ويتحابا, كل هذا مطابق لها تماما.ريحانة
فتح جوناثان عينيه مرة أخرى عندما انتهت الاسطوانة , قالت شانون :
- أشكرك يا جوناثان لأن ديدي لن تنسى أبداً هذا اليوم .
- أنا, أنا لم اعش هذا النوع من الاحتفال في حياتي وأنت؟

Rehana 23-07-20 10:36 AM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- احتفالاتي باعياد الميلاد كانت مختلفة جداً, كانت صوفيا تقوم بدعوة عدد كبير من الأصدقاء الذين كانوا يصلون من أول اليوم حتى آخره , ويقضونه معنا , ولم أكن اعرف أحدا منهم , لكن أمي كانت تقول لي .إنه من المهم جداً بالنسبة لي أن يكونوا بجوارها في هذا العيد بطريقة ما .
هذا كان يسمح لها بالهروب من الوحدة , وأحيانا كانت تفضل أن تكون وحدها وتدعو على كل العالم وتنقم عليه.
- وأنت أيضا ياشانون , هل تفضلين الوحدة؟
- نعم, لكن اليوم عندي شعور كأنني وسط عائلتي , أشكرك لأنك جعلتني انضم لعائلتك.
نهضت شانون :
- أشكرك ياشانون لأنك اعتبرت نفسك واحدة منا .
نهض جوناثان وابنته بين ذراعيه , ثم فتحت ديدي عينيها وقالت :
- أبي , هل شجرتنا أجمل شجرة في العالم؟.
- نعم.
- اعتقد ذلك أيضا.ريحانة
ثم وضعت رأسها على كتف والدها ثم نامت..
صعد جوناثان وشانون للطابق الأعلى وعندما وصلا للبرج , توقف جوناثان .
- شانون .
- نعم.
قال لها بطريقة لطيفة:
- لو سمحت قولي ..
- ماذا؟
- لماذا نحتفل بتحرير الطغاة؟

نهاية الفصل

Rehana 24-07-20 07:43 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل السادس

ماذا حدث لها ؟ لماذا هذا الإحساس. وهذه الدموع التي تجري على وجنتيها؟
ارتدت شانون قميصها الداخلي, وجلست بجوار النافذة. كانت الأشجار تتلألأ في الليل في الخارج, إنه مشهد رائع!
كانت شانون تعيش نوعاً من حياة الرهبانية منذ وقت طويل وكان ويلي يحترم تصرفاتها ومن هنا كانت المفاجأة جاء شخص ما وانتزعها من وحدتها لكي تغوص في عالم آخر.
هل تستطيع شانون تحمل مسئولية الأب و الطفلة في نفس الوقت بالرغم من إقامتها المؤقتة؟.
قالت وهي تتألم يجب أن نغير حياتنا مثلما غيرنا ملابسنا .
ظلت احدث السهرة محفورة بداخلها . شجرة عيد الميلاد ومنظر ديدي وهي تجلس على ركبتي والدها والتراتيل الكنائسية التي أعطتها شعور بالدفء.

Rehana 24-07-20 07:44 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
كانت الليلة رائعة بالرغم من برودة الجو الذي لم يتمكن من محو نظرة جوناثان الحارة لم تنم شانون طوال الليل بالرغم من الوقت المتأخر إلا أنها رغبت في نزول السلم كي تخرج من القصر لتسير قليلاً على الثلج وربما تتوقف أمام مكتب جوناثان وتدعوه للتنزه معها ربما ...
ارتعدت شانون عندما سمعت طرقات خفيفة على باب حجرتها.
-إنه أنا يا شانون.
فتحت شانون الباب .
-لماذا أنت هنا يا جوناثان ؟
-لم ارغب في النوم . وأنت ؟
-أنا لم أنم كذلك.
-هل تعرفين ما كنت تضعينه في شعرك؟
-في شعري شريط به خرزة.
دخل جوناثان وأغلق الباب خلفه ووقف خلف مصراعيه وقال :
-شعرك جميل جداً و أنا سعيد لأنك تركته حراً . وعندما ينساب على وجهك فإنك تشبهين شعاع الشمس.
شعرت شانون بأن قواها تضعف.
-ما موضوع الشريط الذي كنت أربطه في رأسي؟
-لا شيء كنت فقط أفكر فيه لأنه أعجبني جداً.
-لقد أعطتني إياه السيدة بيتر عندما كنت أزين المائدة.
-السيدة بيتر هل أعطتك إياه عن عمد ؟ إنها تعرف جيداً بماذا يوحي هذا الشريط ؟
-أنا لم أفهم ؟
-عندنا في الشمال هذه عادة " عرف " هل تعرفين ما رغبة المرأة التي ترتدي هذا الشريط؟
لم تعرف شانون شيئاً لأنها من كاليفورنيا وبأي طريقة هي لم تعد تعرف أي شيء في هذه الساعة .
طلبت شانون منه أن يقول ما جاء من أجله .
قال جوناثان بصوت هامس جداً :
-تستقبل قبلة.
أصبح وجه شانون أرجواني اللون تقدم جوناثان نحوها وعلى وجهه تعبير يدل على التصميم. رجعت شانون خطوة للخلف ومدت يدها لتجعل مسافة بينهما لكن أصابعها لم تفعل إلا لمس قميصه المفتوح و جلده الملتهب.
قال جوناثان:
-أقسمت من قبل ألا أتي إلى هنا. و أن أوافق على رحيلك, وألا أقترب منك لكنك بهرتني, و بددت كل قراراتي .
أمسك جوناثان وجهها بين يديه وجذبه تجاهه وانحنى نحوه تم تلامست شفاههما وتعانقا في قبلة عميقة لمس جوناثان شعرها ثم همهم:
-شانون.
كان جوناثان يراها من قبل مجروحة ونحيفة أما الآن فظهرت في حياته كالهدية التي لا يستحقها
ماذا كان يستطيع تقديمه لها بالرغم من أنه لم يعد يمتلك شيئاً ليعطيها إياه لم يعد يوجد إلا صوت أنفاسهما المتلاحقة .
-ماذا حدث يا جوناثان؟

Rehana 24-07-20 07:45 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
كانت شانون تقرأ ما بداخله كما لو كان كتابا مفتوحا, حتى هذا الوقت كان كل منهما محبوساً في و حدته ويخفى أسراره عن العالم الخارجي لكنهما أصبحا الآن متفاهمين.
قالت بهدوء :
-كل شيء سيكون على ما يرام وأنت لم تسيء لي, فأنا لا أخاف منك .
انتصب جوناثان, ثم نظر لعينيها الزرقاوين اللامعتين الجميلتين .
قال:
-يقال إن النظرة هي مرآة النفس, فكيف يحدث هذا عندما تحيط هذه النظرة بالجمال و اليأس؟ .
-أنا أجهله, لكنه صحيح, جزء منك في النور و الآخر في الظلام يا جوناثان من الأفضل أن تظل في النور.
أدار جوناثان رأسه, لكنها أجبرته على النظر لها. وقالت :
-لا استطيع أن أفهم ما لاتتمنى أن تعرفه لي, لكنني سألمس الجزء الذي أستطيع رؤيته.
لمست شانون وجه جوناثان بأصابعها, ثم أنفه, ثم حاجبيه ثم المنديل الذي يغطي عينه, وقالت :
-ها هو أنا رسمتك في ذاكرة الرسامة
قال:
-وليس في ذاكرة المرأة؟
-أنا لست امرأة محنكة يا جوناثان و لو سمحت علمني .
قبلها جوناثان برقة وبهدوء وشعر بها ترتجف بين ذراعيه . تصدعت أزرار قميصها على الأرض
قال عندما أكتشف الملابس السوداء الداخلية التي ترتديها.
-يا إلهي, إنك رائعة الجمال وستأسرينني بسحرك.
- أوه لم أكن في حاجة كي أرتدي شيئاً تحت قميص النوم لكن للأسف هذه الملابس الداخلية لم تكن حقاً على ذوقي فهذه ليست أنا.
-تتأسفين لأنك ترتدين أحلام الليل.
-نعم لا تصفني بما لا أكون.
-أعرف يا شانون أنك لست مثل النساء الأخريات, إنك فريدة من نوعك, وهذه الملابس ليس لها مثيل ,ويجب أن تغريك .
همس في أذنها قائلاً :
-سأقدم لك الشمس و القمر و النقود و الذهب.
ثم رفعها بين يديه ليضعها على السرير,اكتشفت شانون أنها لا تشعر بالأمان بالرغم من كل هذا.
قال لها بصوت هادئ:
-لا تخافي سأكون لطيفاً ,شعرك جعلني أحلم أني أراك لأول مرة.
-أنا أيضاً حلمت بك.
استسلمت شانون له دون مقاومة و هي تردد أسمه.
-جوناثان... جوناثان.... جوناثان... أوه... أرجوك ....
فكرت شانون لحظة أن تهرب منه ولكن لماذا ؟ وهي تنتظر هذه اللحظة طوال حياتها لحظة السعادة و الجمال لحظة وحدة الشعور .
شعر جوناثان في البرج أنه ولد من جديد ثم نظر لها بحدة وقال :
-شانون هل أنتِ متأكدة ؟ أنا لم أعد أمتلك شيئاً لأعطيك إياه .
-أنا لم أطلب منك شيئاً
قال لها بصوت محمل بالحزن المفاجئ :
-لا فقد فهمتني خطأ اطلبي مني كل شيء .

Rehana 24-07-20 07:46 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تمددت فيما بعد بالقرب منه, استمعت لصوت أنفاسه الساحرة ورفضت أن تفكر فيما حدث بينهما.
لم يقل جوناثان شيئاً عندما أكتشف أنها عذراء ارتعد فقط وهمس :
-حبي... لماذا لم تخبريني أنني كنت الأول؟
-لا أستطيع.
-لقد لمست ذلك بعمق يا شانون إنها أول مرة التي... و أنا أول...
لم تستطع شانون الرد يبدوا أنه أصبح متضايقاً و مضطرباً .ثم لزمت شانون الصمت و حاول جوناثان البحث عن إجابة في عينيها لم يبعدا نظراتهما عن بعضهما البعض.
-وكيف أبدو الآن بالنسبة لك؟
كان يستطيع أن يخبرها إلى أي حد وجدها رائعة, وإلى أي حد شعر بالسعادة ولكنه لم يفعل, هذه الكلمات سكنت في حلقه.
هل أقترف جوناثان نفس الخطأ مرتين اثنتين, وهل لم يتحكم في نفسه سابقاً؟ وهل شانون ستحمل منه؟
مازال جوناثان لا يأخذ احتياطاته أبداً .
قال جوناثان:
-أستطيع أن أقول إننا احتفلنا بجدارة بتحرير الطغاة الإنجليز.
أجابت وهي مبتسمة:
-لا أعتقد أنني سأحكي لك هذه القصة, لكنني أحب الطريقة التي تطرح بها الأسئلة.
-حقاً ؟
-هل يجب أن أوضح لك المسألة؟
- المسألة؟ إليك الإجابة يا حبيبتي.
ثم نظر لها وألقى إليها بعدة قبلات حارة .
نهضت شانون من نومها في صباح اليوم التالي فلم تجد جوناثان. لقد رحل من الحجرة ووجدت كاسي بيل رفيقتها الجميلة في مكانه بدلاً منه ظل الحب مسيطراً عليها حتى الآن وقالت لنفسها من الآن فصاعد سيعلمني جوناثان الحب بطريقة أخرى .
أخذت نفساً عميقاً ثم قالت " الحب ".
هل وقعت شانون في غرام جوناثان ؟ لا, فهي لا تريده, لأن أمها في كل مرة كانت تقع فيها في الغرام كانت تفقد عقلها تماماً لدرجة أن شانون كانت تؤنبها على فشلها عندما ينقلب الحب و يأخذ الشكل السيء .
هذه هي القضية دائماً بالنسبة لـ شانون .
تمددت شانون وشعرت أن شيئاً ما يداعب رقبتها ودفعت الغطاء ووجدت الشريط الذي نزعته من شعرها ليلة أمس و قالت : عادة.
ثم تدفقت الأفكار السوداء في عقلها فجأة وبسرعة حتى الآن لم تدرك الشعور العاطفي الذي دمر أمها ولم تتوقع شانون قط أنها ستقع فريسة لهذا الشعور مثل أمها ثم أمسكت بالشريط في يديها وأغمضت عينيها ,همست: لا يستطيع أي شيء أن يمحو سحر هذه الليلة.
ترك جوناثان خلفه رائحته وحبه ولم تسطع تبديدها لا بجسمها ولا بروحها, ألم تهدم شانون الحواجز والعقبات المقامة حولها ؟

Rehana 24-07-20 07:47 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
والآن أشرق الصباح ورحل جوناثان وأصبحت وحيدة, ربما هذا شعور عابر لكنه لذيذ, جابهت شانون الشجن بفضل أمها كانت صوفيا تتوقع قمة السعادة التي دمرتها وأغرقتها في بحر من اليأس.
هذه الذكرى المبهمة أيقظت شكوكها فجأة وكان يجب على شانون مواجهة الحقيقة شعرت شانون أنها اقترفت خطأ في هذه الليلة الرائعة, وأنها لن تسمح لـجوناثان بأن يبدد حذرها .
لقد قدمت له القوة عن طريق معاناتها منذ سنوات وشانون تحيط نفسها بالوحدة لكي تحمي نفسها من لحظة الهجر ,ونجحت في التخلص من صدمتها العاطفية لطفولتها.
يجب على شانون الرحيل قبل أن تضعف هذه الروابط المنسوجة بينهما كما كانت سابقاً ,موثقة جيداَ إنها تشبه كلمات الأغنية التي لا تنسى أبداً والتي تدوي في الأذن دون كلل أو ملل.
يجب عليها مجابهة ذكريات تلك الليلة التي لا يمكن تجنبها وأيضاً مجابهة جوناثان في ضوء النهار.
توجهت شانون نحو الحمام ثم اغتسلت, وغسلت أسنانها ,وهيأت شعرها وربطته بشريط, اختارت بنطلوناً بنياً وبلوفر أحمر وارتدت حذاء ذا رقبة طويلة, وقررت أن يكون يومها أفضل من سابقه وأن يكون غدها أفضل من يومها.
كانت صالة الطعام خالية, خمنت شانون أن ديدي في المشمسة مع مدرسها. وكانت السيدة بيتر مشغولة في المطبخ في تقطيع الفاكهة إلى قطع صغيرة لتزين بها الكعكة.
قالت يبتر :
-صباح الخير يا شانون يبدو أنك نشيطة اليوم هل نمتِ جيداً؟
-نعم شكراً.
أمسكت شانون فنجان القهوة, ثم فتحت الفرن الذي تحتفظ فيه السيدة بيتر بالبسكويت والحلوى فلم تجد سوى قطعتين من الخبز المحشو بالمربى.
اقتربت من الباب الزجاجي وقالت :
-يبدو أن الجو معتدل وجميل.
صاحت بيتر :
-يا إلهي !لم أنته من إعداد الكعكة.
رفضت شانون متابعة هذا الحوار الساذج وسألت:
-هل رأيتِ السيد دريم هذا الصباح؟
-لم أره منذ الفجر, لقد نزل مبكراً جداً ثم تناول وجبة صغيرة واختفى مع لارونيس.
-أوه!
اخفت شانون ضيقها لأي سبب, كان جوناثان يظل في القصر ,حياته لم تتغير بعد بمجرد أن قضى ليلة معها , إنه بالتأكيد نسيها وبدون شك هي لم تكن الأولى التي قضى معها ليلة .
قالت بيتر :
-كلفني جوناثان أن أخبرك أن تستعدي هذا المساء حيث قام بدعوة سيدتين مفضلتين لديه على العشاء خارج القصر.
-خارج القصر؟ جوناثان يدعونا للخروج!
-حسناً أنا لا أعرف ما ينوي فعله لقد طار إلى لاس فيجاس مع لارونيس في مكان يسمى دريم لاندج مكان الحلم لفتيات الأحلام !
-هل ذهبت إليه ؟
-لا . لقد كان يسافر مع عارضات الأزياء اللاتي يعملن لصالحه وهذا النوع لا يعجبني حقاً .

Rehana 24-07-20 07:48 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-فتيات الأحلام؟
عاهدت شانون نفسها ألاتشارك فيه أبداً.
مر اليوم, ووجدت شانون صعوبة في التركيز وكانت رسوماتها سيئة جداً .كانت تقوم بالتدريبات على البرنامج التليفزيوني الذي سيعرض آخر حلقة وتتضمن هذه الحلقة زيارة كاسي بيل لصديقتها ديانا في قصر مقام على جبل وقد أعجبت الفتاة الصغيرة بها تماماً.
طلبت شانون من المنتج إرسال نسخة من أعمالها كي تراها ديدي, وافق المنتج بشرط أن تصمم شانون الرسومات بنفسها ثم اتصلت شانون بعد ذلك بـ ويلي الذي رفض إنهاء المحادثة قبل أن تشرح له سبب رغبتها المفاجئة للعودة.
-أشعر من صوتك أنه حدث شيء ما يا شانون قولي لي الحقيقة ماذا حدث مع هذا الذئب الشرير؟
-إنه ليس ذئباً يا ويلي ,جوناثان رجل مهذب.
-هل جوناثان لم يتعد حدوده؟
-بالتأكيد لا.
-عجباً, أنا لا أصدقك يا شانون.
-حسناً لقد عانقني جوناثان, لكن ليس بالقوة ..في الواقع إنه أنا التي ...إنه لطيف يا ويلي.
-لطيف! أنا لم أكن لأوافق قط على رحيلك بدوني لكن شريكه عاهدني أنه سيحافظ عليك.
-شريكه من يا ويلي؟
-الرجل الذي يضع منديلاً على عينه, جون دور, أنا واثق منه تماماً, لكنني لا أثق بـ جوناثان دريم.
كانت شانون على وشك أن تكشف له أن جون درو وجوناثان دريم هما شخص واحد, ثم تذكرت وعدها لـ جوناثان لو كان جوناثان يفضل الاحتماء خلف شريكه جون فيجب عليها حمايته .
-لا تقلق يا ويلي, سأعود بعد أسبوعين, وأوكد لك أنني لم أخاطر بشيء هنا .
هل كانت شانون متأكدة حقاً؟ ربما هي لم تكن فتاة أحلام. لكنها كانت تعرف سابقاً أنها لا تستطيع رفض أي شيء لـ جوناثان.
قال لارونيس:
- أنا لا أعرف ماذا أقول يا جوناثان ,لكن هل تعرف حقاً ماذا تفعل ؟
كان لارونيس يقف بجوار السيارة الليموزين, ثم نظر لـ جوناثان وهو منشغل في تجهيز الطائرة الهيلوكبتر الزرقاء التي اشتراها السنة الماضية.
-سنعدها ونهيئها لنطير بها.
-إلى أين؟
-إلى بلاد السحر وقد رتبت كل شيء بحيث تظل الحديقة مفتوحة لنا طوال الوقت.
- لمن؟ لـجون " أم لـجوناثان؟
-سيان.
-احتمال, لكن بلاد السحر مقامة على الجبل, والأرض هناك مغطاة بالثلج والساعة متأخرة هل الطقس مناسب بالنسبة لك وليس بارداً جداً ؟

Rehana 24-07-20 07:48 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-بلى بالتأكيد ولهذا السبب- الذي من أجله أتأهب للانطلاق.
سنرحل في الطائرة الهليوكبتر وسيهبط الطيار فوق برج الأشباح وستستقبلنا خيول بابا نويل المزخرفة هكذا سنحتفل بعيدنا الخاص.
قال لارونيس:
-لماذا لا تسلك الوادي في السفر؟
أجاب جوناثان :
-تعرف جيداً يا لارونيس أن جوناثان دريم لم يظهر على الملأ أمام الناس ديدي لا تتحمل أبداً عندما يسألني أي شخص فضولي عما حدث لي. لا سأستبعد هذا, لقد حميتها حتى الآن, وسأستمر في حمايتها .
-هه ...هذا لم يكن بالضبط ما أقصده عندما سألتك هل تعرف ماذا تفعل؟ اقصد شانون سمريس, فهي ليست مثل مني يا جون.
أجاب جوناثان :
-كف يا لارونيس عن ذكر هذا ولا تذكرني به مرة أخرى, أعرف أن شانون تشبه مني, و أعرف جيداً ,المأساة التي كانت تعيشها مني كل يوم, وكل مرة عندما أنظر لنفسي في المرآة, لا شانون طبعاً مختلفة
-إذن هل تعتقد أن تصرفاتك الصبيانية هذه تعجب شانون ؟
توقف جوناثان عن تفحص المحرك, استقام ثم أسند جبهته على الطائرة.
-بالتأكيد لا .لا أستطيع أن أفعل شيئاً آخر .أنا لا أستطيع أن أتغير ,هل هناك طريقة أخرى لأتبعها؟
-بالتأكيد يا صديقي العجوز ,أختر الطريق الصحيح, و لا تترك هرموناتك تحدده لك. لو كنت ترغب في هذه المرآة فعلا, فكن شريفاً وقل حقيقة موضوع مني.
-هذا صعب جداً.
-هل تخشى أن يمنعك ضميرك, ومساعدك من قول حقيقة موضوع منى؟ هيا إذن.
-نعم بالضبط سيمنعني ضميري.
-اسمع, شانون هي الإنسانة الوحيدة التي تصلح لك, أشعر أنها لم تعش حياة سعيدة دائماً, فهي مثلك وحيدة و مجروحة وصمتك سيزيد الثقل على ضميرك مثل المرأة التي تصبح عبده للعقار ومثل الطفلة المسكينة ذات الساقين المشلولتين, لا تجرحها يا جون .
-تقصد من الذي يجرحها؟ ولماذا تتخيل أن العلاقة التي بيني و بينها علاقة عمل فقط ؟
-أنت يا جوناثان, كم مرة دعوت فيها امرأة إلى الخروج بصحبة ابنتك؟
-تعتبر شانون الوسيلة التي أسلي بها ديدي. هذا فقط من أجل ديدي.
-وهل ليلة أمس كانت من أجل ديدي ؟
-ليلة أمس!
-أنت لم تكن في حجرتك.
-كيف عرفت؟
-في منتصف الليل تنزه بوبي أمام باب المدخل ,لأنك نسيت الباب مفتوحاً أمس. حاولت الصعود لأناديك فلم أجدك فتيقنك انك بالبرج .هل تركت الباب مفتوحا أمس؟ ثم قمت بغلقه وخرجت ؟
-نعم تركت فعلاً الباب مفتوحاً أمس أشكرك يالارونيس.

Rehana 24-07-20 07:53 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-هل فقدانك المفاجئ للذاكرة ليس له علاقة بـشانون ؟
-ابق خارج الموضوع يا لارونيس. أنت لست أبي.
-لا, لكني لست سائقك الخاص فقط, إنما أيضاً مدير فندقك وسكرتيرك الخاص وصديقك أيضاً. ماذا يحدث لك يا جون؟
-بالنسبة لـجهنم, كيف أستطيع أن أصفها لك ؟ وأن أحب شانون جداً, ولم أنجح في إبعاد نفسي عنها.
-أخشاها حقاً .
-أنتِ تشبهين أميرة الثلج في كتب الروايات يا شانون, وأنتِ يا ديدي, نسخة طبق الأصل من كاسي بيل في الحفلة حيث زارت صديقتها في القصر الجميل.
-مثلي حقاً؟
-نعم بالطبع, يجب على كاسي بيل أن تنام في البرج و تظل خائفة جداً.
-من القصر ؟
-لا من الظلام, لكنها ستتعلم كيف تجابه مخاوفها, وكل شيء سينتهي على خير.
-هه ....أعتقد أن كاسي بيل لا تخاف من الظلام.
-لماذا تنام إذن في البرج ؟
-لأن هذا خيالي يا ديدي, دخل لارونيس ولف ديدي في الغطاء.
ارتدت كل منهما معطفاً من الفرو وقفازاً وقبعة من الفرو أيضاً, وبذلك لن يعانوا من البرد تحت كل هذه الملابس, ثم قادهم لارونيس إلى المطار الخاص لـجوناثان وجلسوا في الطائرة.
- أين أبي؟
أجاب جوناثان:
-هنا يا قطتي.
ثم جلس بجوار الطيار و أغلق الباب خلفه.
-إن أبي يشعر بالدفء أكثر منا لأنه يرتدي معطفاً سميكاً من الفرو وقبعة أيضاً من الفرو.
طبع قبلة صغيرة على جبهة ديدي وقال:
-نعم ,حتى لا نبرد يا ديدي, الطقس بارد جداً هناك, هل ارتديتِ سراويلك الطويلة؟
تمايلت ديدي من الضحك, ثم وضعت رأسها على كتف شانون قالت:
-أبي.
ثم التفت نحو شانون:
-وأنت يا جنيتي, أتمنى أن تكوني مستعدة تماماً لمغامرتنا.
رفعت شانون صوتها لتغطي على صوت المحرك وقالت:
-كله تمام يا جوناثان, كيف حصلت على هذه الملابس الرائعة في وقت ضيق جداً؟
-كانت على غلاف إحدى المجلات التي اشتريناها ,ولم يفعل لارونيس شيئاً إلا أن قام بإخراجهم من المخزن, و أتمنى أن تعجب سيداتي.
-سيداتي.
أعجبت شانون بهذه اللفتة.
-هل أستطيع أن أسألك أين سنذهب ؟
-ألم تريدي إخراج ديدي من القصر ؟حسناً سنرحل إلى بلاد السحر على سجادة طائرة.
-سجادة طائرة؟
-أنا مهتم بقراءة قصص بألف ليلة و ليلة, لا تقلقي الراوي في صحة جيدة تماماً.

Rehana 24-07-20 07:54 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تبادلا الابتسامات وتعاهدت عيونهما على السعادة الدائمة. تركت شانون شكوكها خلفها وعاشت اللحظة.
كان صوت محرك الطائرة يجعل المحادثة صعبة, فغرقت شانون في أفكارها, وشعرت بالسعادة لأن جوناثان اهتم بقراءة كتاب ألف ليلة و ليلة, رغم أن هذا النوع من الكتب لم يكن مفضلاً لديه تماماً.
بعد ذلك هبطت الطائرة في الشارع الرئيسي لقرية خاوية, لقد أخطأت بيتر لا يوجد هنا لا فتيات أحلام ولا أماكن تعمل ليلاً, تجنب لارونيس برج الأشباح لكي يهبط بالطائرة.
قال جوناثان :
- سنتنزه على خيول.
قالت شانون:
-في هذا الوقت من السنة ؟
-ألا تمتطين الجواد يا شانون ؟ ما الجواد الذي اخترته؟
اختارت ديدي خنزيراً صغيراً لتصعد عليه, ثم رفعها جوناثان ووضعها عليه .طلب جوناثان من شانون أن تمتطي ظهر جوادها وسألها:
- هل تريدين مساعدة؟
هزت شانون رأسها, ثم رفعها بين ذراعيه, شعرت شانون بموجة من الحرارة تملأ جسمها ,كانت دابتها خلف دابة ديدي. ولم تلاحظ القبلة السريعة الملتهبة التي وضعها والدها على شفتي شانون.
قال :
-كنت أفكر فيها طوال اليوم.
-وأنا كذلك.
-هل كل شيء على ما يرام يا أبي ؟ أعتقد أن الخنزير الذي أركبه سيبرد.
-دعيني أساعد شانون على ركوب الجواد الأسطوري و سننطلق في الحال.
كررت شانون وهي مبتسمة:
-جواد أسطوري؟
-هل انت محتاجة لنظارة ؟
-هل هذا سؤال؟
همهم بين أسنانه:
-إنه استياء بسيط.
كانت الأضواء تتلألأ في الحديقة الجميلة ومن كل جهة, وكانت الموسيقى تدوي في كل مكان تسابق الثلاثة كما لو كانوا في سباق الفروسية.
صاحت ديدي:
-إننا مثل السفن الفضائية.
كانت المحلات مازالت مفتوحة لكن لا يوجد بها زبائن.
قال جوناثان :
-اختاري يا قطتي ما تردينه, أنا متأكد أن مشترياتك ستفوق النقود التي معي.
اختارت ديدي حلوى الميلاد, وبرايات وأحذية هندية, ودمى صغيرة, ثم وضعتها في حقيبة أعطتها إياها شانون, كما اختارت شانون هي أيضاً هديتين ثم وضعتهما في جيب معطفها.
في النهاية قال جوناثان:
-من يشعر بالجوع؟

Rehana 24-07-20 07:54 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
صاحت ديدي:
-أنا.
ثم توجهوا إلى فندق ريفي بسيط مؤسس خارج الحديقة على بعد بضعة أمتار من المدخل, هذا الفندق له طابع مختلف أمسك جوناثان كتف شانون و أدراها نحوه, ثم حمل ابنته على ظهره.
كان مطعم الفندق خالياً من الزبائن, به مقعدان كبيران موجودان أمام المدفأة حيث يحترق الخشب, كان المكان مزيناً بآلاف من المصابيح و الدمى الصغيرة التي تأخذ شكل بابا نويل, وكانت التراتيل الكنائسية تملأ المطعم.
ساعدهما جوناثان في خلع ملابسهما الفرو ,ونادهما نحو مائدة خاصة لثلاثة أشخاص, ساعد جوناثان ابنته في الجلوس ثم شانون مع لمس رقبتها بحنان.
قال جوناثان:
-الآن سأكون في خدمة سيداتي.
كشف جوناثان الأواني وملأ الأطباق بشرائح اللحم المسلوق المزخرف بقطع من اللحم المدخن, وقطع الطماطم المتبلة بقشر القرفة, وطبعاً كوب لبن لـ ديدي وعصير مانجو له و لـ شانون .
تناولوا عشاءهم في صمت كما لو كانوا واقعين تحت سحر المكان وسحر الليل.
-هل يوجد حلوى يا أبي؟
-بالتأكيد, يوجد طبق كبير من الجاتوه, اختاري ما ترغبينه.
وضع طبق الجاتوه على المائدة, ترددت ديدي بين قطع التورتة والكيك, ثم اختارت في النهاية مرطباً بالفواكه.
قالت ديدي:
-أريد أن أنام يا أبي.
-حسناً, لكنني وشانون لم نتنة من تناول الحلوى, هل توافقين أن أضعك على أريكة أمام المدفأة؟ سأحضر لك المعطف لتلتفي فيه.
-نعم يا أبي.
نظرت شانون لـ جوناثان عندما رفع ابنته ووضعها أمام المدفأة ثم ملأ فنجانا من القهوة التي كانت موضوعة أمامهم.
-وأنتِ يا شانون ألم تشعري بالنعاس ؟
-لا ,أخاف من السقوط من على السجادة الطائرة لو أغلقت عيني.
-هل تريدين أن ترقصي؟
-أنا لا أعرف طريقة الرقص.
-في هذه الحالة اتركي نفسك لي و اتبعيني.
أمسكها جوناثان من يدها وقادها حتى حلبة الرقص كانت الموسيقى هادئة, وجذابة, وضعت شانون يديها حول رقبة جوناثان ورفعت رأسها لتنظر في عينيه.
سألت بصوت منخفض:
-هل الرقص مهم ألا تستطيع تقبيلي دون أن تبحث عن أعذار؟
كانت الأضواء تتلألأ والنار تتراقص في الموقد, ولم يعد على الأرض سوى أثنين يرقصان على حلبة الرقص في الليل الساحر.
عندما عادوا إلى القصر أغلق لارونيس باب المدخل, و أخذت بيتر ديدي, وصعد جوناثان مع شانون السلالم وقادها حتى البرج.
ظلت شانون حائرة عندما دخلت مع جوناثان الحجرة وتساءلت هل سيرحل جوناثان أم سيبقى.

Rehana 24-07-20 07:55 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
أغلق جوناثان الباب خلفه ولف المزلاج.
-أحضرت لك شيئاً من الحديقة.
-ما هو؟
أمسكها جوناثان بين يديه, ثم أعطاها إياه, إنها بلورة صغيرة من الكريستال مملوءة بالثلج المسكوب على قصر من الحجارة رمادية اللون.
قالت شانون:
-إنها جذابة يا جوناثان, أشكرك كثيراً و أنا لن أنسى أبداً هذه الليلة و القصر و أنت, هذا بالتأكيد بعد اكتمال قصة الجنية كاسي بيل.
قال بصوت حاد:
-القصة لن تكتمل أبداً ,و أنا متأكد أن الأمر لم يعد متعلقاً بقصة الجنية كاسي بيل, بل أكثر من ذلك.
-لكن بلى يا جوناثان, إنها واحدة منها وستكتمل .
بالرغم من هذا ,أصبح الوهم حقيقة مملوءة بالحب هذه الليلة.
كان كل واحد منهما يعرف أن الحلم سينتهي, لكن ليس بعد الذي سيكون, وليس بعد ما كان سابقاً ,وليس بعد ما يكون الآن.

نهاية الفصل

Rehana 25-07-20 07:16 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل السابع

في صباح اليوم الثاني نهضت شانون على طرق بابها وبإلحاح، ووجدت صعوبة في التخلص من الجنة حيث قضت ليلتها.
- أدخل.
ظلت السيدة بيتر على مدخل الباب, ويبدو عليها القلق.
- إنزلي يا شانون لدي شيء مهم أرغب بقوله لك.
- ماذا حدث؟
جلست شانون على حافة السرير لتتراجع رافعة الغطاء حتى رقبتها عندما أدركت أنها عارية.
- إنه السيد جوناثان, لقد أغلق الحجرة على نفسه, ورفض الاجابة على احدورفض ايضا فتح الباب.
- جوناثان ما السبب ؟
تدفقت الأفكار السوداء في رأسها لتظن أنه قد ندم على ما حدث بينهما ,وأن قصة الجنية قد انتهت, وأصبح من جديد إنسانا يائسا وحزينا كما رأته عندما جاءت إلى هنا،يبدو أنه مريض أو ...

Rehana 25-07-20 07:19 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- سأكون في للدور الأرضي بعد دقيقتين،اهتمي أنت بديدي حتى لا تدرك ما يحدث.
- لقد أرسلتها لتبحث عن الشجرة الطبية برفقة لارونيس ومدرسها .
طرقت شانون باب حجرة جوناثان دون فائدة.
- إنه أنا يا جوناثان افتح من فضلك.
لم يرد جوناثان .
استسلمت شانون وذهبت الى المطبخ ,وسألت :
- أين يوجد النظام الإلكتروني الذي يسيطر على فتح جميع الأبواب يا سيدة بيتر ؟
- في مكتبه.
- أشكرك.
كان مكتبه مفتوحا لحسن الحظ, وكان من السهل إيجاد لوحة التحكم ,كان يوجد مفتاحان للتحكم في فتح وغلق الأبواب. خفضت شانون أحدهما والذي يسمح بفتح حجرة جوناثان .
هذه المرة لم تطرق الباب, بل دخلت مباشرة. كان جوناثان هناك . يجلس خلف مكتبه ووجهه للنافذة , قال بلهجة حادة :
- أخرجي, أرجوك.
- من الحجرة أو من القصر؟.
- من الاثنين، اذهبي قبل أن أجرح مشاعرك.
كان صوتها متعبا, لكنها استطاعت الكلام:
- ما فائدة ذالك ؟ إنه نفس الاعتراض الذي فكرت فيه بالأمس،فيما بعد يا جوناثان. لن نستطيع ان نعود للخلف.
- أنا لا أرغب فيه ،أنا أعرف الآن أننا لا نستطيع الاستمرار.
- لماذا يا جوناثان؟ ،هذا ليس له معنى, اشرح لي السبب.
- لا أستطيع يا شانون, ارحلي الآن وبدون استئناف.
كانت تتمنى أن تتحدث معه لكن دون جدوى, لو يريد أن تتلعثم به فسوف تفعل،فذات مرة كانت صوفيا تغلق الباب بينهما, وكانت تقبل أو ترفض تغيير الموقف،كان الشجن الذي شعرت به مع أمها هو نفسه ما تشعربه الآن،لكنها تعلمت كيف تتغلب عليه سابقا, وتستطيع أن تتغلب عليه الآن من جديد.
بذلت شانون مجهودا كبيرا كي تخرج الكلمات من حلقها الجاف:
- لا ليس الآن. يجب أن ابقى من أجل الطفلة التي في أشد الحاجة لي ولكاسي بيل , ويجب أن تعترف أن رحيلي سيكون صعبا عليها، سأرحل بعد أسبوعين, هذا وعد, ديدي هي أهم شيء في العالم.
أمسكها بين ذراعيه وقال:
- ديدي.
- إذن نحن متفقان إنسي ما حدث بيننا أمس يا جوناثان ، هذا لم يكن إلا قصةخيالية ولكل واحد منا له نقاط ضعف.
- نعم قصة خيالية.
تركته شانون كما وجدته عندما دخلت ،يجلس على المقعد خلف المكتب ويتجه نحو النافذة.

Rehana 25-07-20 07:21 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
كانت السيدة بيتر في المطبخ, مما جعل شانون تتقدم باتجاهها وسألت:
- ماذا حدث يا بيتر الليلة الماضية؟ جوناثان كان رائعا، هل تعرفين من اين جاء التغيير ؟
- كل ما أعرفه ان السيد جوناثان تلقى مكالمة هاتفية هذا الصباح ,وبعد ذالك حبس نفسه في حجرته , ثم سمعته يصيح في وجه لارونيس ولم أعرف الأسباب.
- هل كان بسببي؟
- آسفة, لا أعرف , أتمنى أن تنجحي في مساعدته, فإنه محتاج لشخص ما كي يهتم به ،شخص آخر بخلاف إبنته.
- واضح ،لكن ربما لم أكن أنا .
لقد انتهت السعادة،كان جوناثان يستطيع أن يعطيها الحب لكنها لم تهتم من أجل أن يتنازل ويشاركها حزنها، لقد هجرها بدون سبب في النهاية ,وتركها تعاني مما كانت أمها تعانيه في كل مرة كانت تفشل فيها في الحب.
انقضى أسبوع فيما بعد, ولم تلاحظ ديدي الشعور الذي كان يسيطر على شانون ، ضاعفت ديدي مجهوداتها في التمرينات. وفي النهاية تسلمت جهاز تقويم الأعضاء الذي ساعدها على الوقوف ،وواظبت كل يوم لتعلم كيف تحافظ على اتزانها وهي واقفة ،وحيث كانت تقع يوما وتقف يوما وهكذا...
كان جوناثان يداوم على تشجيع ابنته, ولكنه الآن لم يعد يأتي إلى مكان المراقبة عندما تتواجد شانون في المشمسة الصحية، تلون القصر بمظهر العيد فروع من الأشجار المستديمة الخضرة وأشجار طبية ذات أوراق حمراء وشرائط حمراء هنا وهناك.
نجحت بيتر في إخراج مزن المسيح ووضعته على مائدة الصالة.
كانت شانون تقسم وقتها بين ديدي وحلقة القصر التي كان ينتظرها التلفزيون, وكانت تأمل في أن شجاعة كاسي بيل ستساعد الطفلة الصغيرة في اجتياز الأيام الصعبة, لكن الليالي ظلت طويلة, ولم تنتهي قط .
لم تعان شانون الوحدة في هذا القصر النشيط بأربع سيدات ثرثرات ،حيث كان مدرس ديدي يأتي عندها لقضاء الميلاد, وأيضا مدربة العلاج الطبيعي لا تقضي إلا يوما هنا، وستظل شانون وحيدة مع السيدة بيتر.
استعادت ديدي قوتها من جديد ونجحت في عمل بعض الخطوات ،لكنها كانت دائما محتاجة لجهاز تقوية العظام،كانت شانون تشعر بالقلق بدون شك هي متفائلة جدا , لكن ماذا سيحدث لو لم تستطع الطفلة زيارة بابا نويل, ولقد أوشكت إقامتها على الانتهاء ورحيلها سيكون أصعب على ديدي منها، لن تستطيع كاسي بيل مساعدتهم.
بعد الظهر وقبل عيد ميلاد السيد المسيح بأسبوع لمحت ديدي شانون جالسة على مقعد أبيها لتتأمل الثلج الذي بدأ في الذوبان, كانت شانون متشائمة ويائسة .
كان الجبل يبكي هو أيضا، لماذا يبكي لا تدري؟ لم تستطع شانون السيطرة على دموعها التي لونت خديها.
قالت ديدي:
-لا تبكي يا شانون, أرجوك فأنا لا أحتمل أرن أراك تبكين , فالكبار لايبكون إلا عندما يرحلون أو يموتون .

Rehana 25-07-20 07:22 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
رفعتها شانون ووضعتها على ركبتيها, وكانت الطفلة ترتعد وشعرت الطفلة بذلك فقالت:
- اطمئني يا ديدي أنا لن أمت, أنا بخير, ربما سأرحل قريبا لكنني لن أعدك بذلك.
أضافت ديدي:
- بكت أمي كثيرا جدا ثم رحلت وماتت ،أرجوك يا شانون لا تموتي , لأنني أحبك كثيراً.
- وأنا أيضا أحبك يا ديدي ولن أموت, هذا وعد!
- بلى, أنت ستموتين.
لم تجد شيئا لتهدئ به الطفلة ،كانت ديدي تنتحب، لماذا كانت أمها تبكي ؟وما السبب الذي جعل الطفلة تربط فكرة الدموع بالموت؟
نجحت شانون في تهدئتها, يبدو أن دموعها أيقظت الذكريات المأساوية .
كانت شانون تريد أن تتحدث مع جوناثان, لكنه للأسف ترك القصر مع لارونيس, ولن يعود إلا في اليوم التالي. أرادت أن تستفسر منه عن ذكريات ديدي المحزنة.
انتظرت شانون حتى انتهت مدربة العلاج من عملها, ثم دخلت المشمسة الصحية لكي تعرض رسومات شوكولاتة كيسي على ديدي.
قالت:
- هل تسمحين لي أن اجلس بجوارك ؟
- بالتأكيد.
- أنت على حق يا ديدي, أنا كنت أبكي لأنني حزينة جدا, ومحتاجة لمساعدتك.
- ماذا حدث يا كاسي بيل؟
- أنا لا أريد العودة لـ أتلانتا.
- حقا، حقا؟
- نعم، لكنني سأرحل رغم أنفي.
- لماذا؟
- لأن والدك جاء بي إلى هنا كي أساعدك على المشي وأنا لم أنجح، ولم يعد يوجد أي سبب لكي أبقى هنا.
- هل أبي هو الذي يجبرك على الرحيل؟
- نعم, إلا إذا..
- إلا إذا ماذا؟
- إلا إذا أقتنع أنك ستبذلين مجهودا أكبر لكي تمشي بسرعة ،ويجب علينا أن نذهب سيرا على الأقدام لزيارة بابا نويل.
- أنا أريد أن أمشي حتى شعاعه السحري, لكنك تعرفين جيدا, أنني لا أستطيع.
- أعتقد أنك تستطيعين يا ديدي، أنا متأكدة أنك ستتعلمين المشي من جديد, وسيسعد والدك بهذا.
- لو أصبح أبي سعيدا, هل ستبقين هنا؟
- لا أعرف، لكنني سأرسل رغبتي الشخصية لـ بابا نويل ،فهل ستأتين معي؟
- آه , نعم متى سنذهب؟
-سنطلب من لارونيس أن يرافقنا للمدينة غدا.
- لكنني أريد أن يأتي أبي معنا، سيأتي أليس كذلك؟
- لا أعرف, يا عزيزتي لكنني سأطلب منه ذالك.
ابتسمت ديدي ابتسامة مملوءة بالثقة , وقالت:
- سيأتي لكي يراني وأنا أمشي حتى القصر السحري.

Rehana 25-07-20 07:25 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
نبهتهم موسيقى المقدمة من أن فيلم الرسوم المتحركة قد بدأ، فقالت ديدي:
- أنظري يا شانون, كاسي بيل تكتب رسالة لبابا نويل كي يجلب لها شكولاتة على شكل نجوم.
وقف جوناثان أمام النافذة في غرفة مكتبه، وشعر بالغضب مسيطرا عليه, لم يفهم شيئا، لم يكف عن تكرار نفس الأخطاء.
عندما كان في سن السابعة عشرة أحب فتاة لدرجة العبادة ،لكن عائلتها لم توافق عليه, لأنه كان فقير وفي خلال بضع سنوات, عندما أصبح غنيا عرف أنها تزوجت وأنجبت أطفالا، بعد ذلك دخلت مني حياته ،نجحت في أن تنتزعه من وحدته في وقت معين، حتى يوم الحادثة, حيث إنهار كل شيء.
ألم يفهم حقاً ماذا حدث؟! وبعد ثلاث سنوات ،عندما بدأ يستعيد قواه ،جاءته مكالمة تيلفونية, دمرته من جديد، شعر جوناثان بوجود شانون في البرج, في الحجرة التي تعلو حجرته ،كان دائما يشعر بوجودها, لكن هذه المرة كانت تمزق قلبه .
فتح لارونيس الباب فجأة, ثم وقف عند المدخل وقال:
- لو تمسكت بعنادك, فسوف أتكلم أنا مع شانون. قالت لي بيتر إن ديدي تركت التمارين ,وأنها اصبحت تتأخر أما بالنسبة لشانون فقد أصبح وجهها مثل وجه الميت .
- أنت لن تقول لها شيئا.
- في هذه الحالة, سأقدم لك استقالتي!
- وأنا أرفضها، لن أدعك ترحل.
- أنا لا أريد أن أراك تدمر الناس الذين أحبهم, منذ ست سنوات وأنا أساعدك في عزلتك, فعلت ذلك من أجل زوجتك وأبنتك ،منذ الحادثة وأنت تحاول أن تدمر نفسك ومع شانون أشعر أنك ستعدل عن الانحدار بسهولة ،إنه خطأ لا أرغب في أن أراك تتمادى فيه ،هذا كل ما أريد قوله لك.
- حسنا, أكتب الاستقالة أنا لست بحاجة لك، ولا بحاجة لأحد!.
نبهه الصمت الذي تبع لارونيس أنه رحل.
حقا لقد رحل لارونيس شريكه وصديقه منذ خمسة عشر سنة ، وكاتم اسراره! ولم يعد يبقى له سوى ديدي وسيخاطر بفقدانها هي ايضا! .
سمع جوناثان عربة لارونيس تنزل الجبل وسمع أيضا نباح الكلب بوبي، عندما فتح باب القصر تساءل: من سيترك القصر؟
إنها شانون, بالتأكيد شانون, أين ستذهب في منتصف الليل؟
ثم نزل جوناثان دون تفكير ووقف أمام باب المطبخ كي يرتدي المعطف والقفاز.
مكنت طبقة الثلج الرقيقة جاناثان متابعة أثار شانون،كانت السماء ملبدة بالغيوم وكان العالم غارقا في الظلام لدرجة أنه لم يستطع تحديد أي اتجاه سلكته شانون. كان الجو على وشك هبوب عاصفة قوية،
أسرع جوناثان وصفر لكلبه بوبي لكي يساعده في البحث عنها.
نادى جوناثان بصوت عال:
- شانون... شانون, أين أنت؟
ولكن دون فائدة, لم يسمع سوى صوت الرياح الشديدة ، أي طريق سلكته يا شانون؟ لا يوجد سوى ممرين اثنين. اتبع أحدهما ثم عاد وأخذ الآخر ونادى بصوت عال:
- شانون من فضلك ,ردي علي.
سمعت شانون النداء الثاني, فوقفت على طرف الغابة.

Rehana 25-07-20 07:29 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أنا هنا جوناثان .
تقدم جوناثان نحوها وقال :
- ماذا تفعلين هنا ؟،هل تعرفين أن العاصفة ستأخذنا لأسفل؟
- لا .لا أعرف ،لكنني مندهشة لأنك قلق علي.
- بالتأكيد, لابد أن أقلق عليك، أنا لا أحب أن يحدث لك شيء ما. .
- حسنا.
افتقد الطرفان حرارة اللقاء، فقط سادت المرارة والعدوانية, ثم عكست شانون اتجاها واتجهت نحو القصر.
- أين تذهبين؟
- أعود, أنا أكره العواصف .
- لحظة يا شانون.
ضمها بين ذراعيه, ثم أعادها .
- وماذا بعد؟ هل لديك شيء لتقوله لي؟.
- اقترح لارونيس عليّ أن أشرح لك هذا الموقف الغامض.
- أنت لا تدين لي بشيء مطلقا يا جوناثان، ولو كان حديثك سيكون عن ديدي فأنت على حق.
- ماذا حدث لديدي؟؟
- ربما، أخطأت.
هذه المرة شعرت شانون بصوتها المهزوز، ثم أخذت نفسا عميقا, ثم امسكها جوناثان من يدها وقال:
-اجري.
ثم دخلا القصر وهما يرتعشان،كانت السماء تبرق وكانت أضواء القصر مطفأة أمرها:
- اتبعيني.
وافقت شانون, ثم قادهاجوناثان إلى مكتبه الوحيد المضاء بالنار التي كانت تحترق في المدفأة.
- اقتربي لكي تشعري بالدفء.
تمتمت شانون .
قال جوناثان لها :
- أنت تشعرين بالبرد بالتأكيد، اخلعي ملابسك المبللة
ثم اضاف :
- هيا , تعاليوادفئي يا شانون, أعدك لن ألمسك.
هل قررت شانون أن تتحرك ؟ لا ,عندما انتصب جوناثان وجدها حيث تركها مرعوبة وعيناها مفتوحتان جدا.
قال لها بهدوء:
-شانون, دعيني أساعدك.
رمته شانون بنظرة طويلة, فأدرك جوناثان إلى أي مدى جرحها ،لقد كان يحبها بشدة, وبالرغم من ذالك دمرها, ثم أمسكها بين يديه وأخمد نحيبها .
ثم تخلصت من ملابسهما وهو ايضا, ثم التفا بالبطاطين وجلسا أمام المدفأة ليتدفأ.
ظل جوناثان صامتا ،وبعد قليل أحسا بالدفء ،كانت شانون تضع رأسها على صدر جوناثان .
همس جوناثان:
- أنا لا أريد أن اجرحك يا شانون ،أنا حزين جدا، كنت أريد أن أحميك.
-بطردي؟.

Rehana 25-07-20 07:30 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- لا بل باستبعادك عن عقابي.
لمست وجهه بحنان وقالت:
-كل شيء على ما يرام جوناثان, وكف عن الشعور بالذنب.
- لا ,ليس كل شي على ما يرام، يجب أن أقول لك الحقيقة من البداية وأترك لك الاختيار.
- قل لي الآن يا جوناثان .
اعترف لها جوناثان لها بحبه العذري الذي كان في سن السابعة عشرة, كان يحب مراهقة في سنه, وحملت منه بالرغم من هذا لم يوافق والداها على زواجهما، وأجبر الفتاة على الرحيل, ثم فقدت الطفل.
- آه يا جوناثان أنا آسفة .
- مات جزء من حياتي مع هذا الحب المغتال، فخلقت من نفسي إنسانا آخر , مزينا بالنجاح والشهرة, ومحاطا بنساء كثيرات، أصبحت غنيا ومشهورا وفتى أحلام أي سيدة حتى ذلك اليوم الذي أصبحت فيه دروجون بدلا من جوناثان دريم.
- وديدي؟
- أخذت كل احتياطاتي لكيلا أنجب أطفالا، لكن اعترفت لي مني ذات يوم أنها حامل فتزوجتها, لم أعرف إلى أين ستؤدي بي هذه الغلطة.
- ديدي ليست غلطة يا جوناثان, لأنه عندما تجد شخصا يحبك لدرجة أن يعطيك طفلا, فإن هذا الحب وهذا الطفل لابد وأنهما شيئان جميلان. وليسا غلطة.
- مني لم تحبني قط يا شانون, لقد كانت تبتزني.
- لكنها منحتك طفلة.
-طفلي الذي قتل.
- لا يا جوناثان, هذه ليست إلا حادثة ،كل الحوادث تكون غير متوقعة ،أعرف أن بعض الأشخاص يفعلون بعض الأشياء المخيفة تحت اسم الحب ،لكن لا ينبغي أن تفعل أنت ذلك.
لم تعد شانون تتكلم عن ديدي, لكن عن طفلة صغيرة اسمها شانون, ربما جوناثان كان يعرف قصتها.
شرحت شانون كيف حملت أمها بها باسم الحب لتمارس عليها ابتزازها, وأهملت في النهاية في مقابل نجاح صوفيا وعلاقاتها وأصبحت أمها نجمة كبيرة ،أما شانون فأصبحت متكدرة, ذبل جمال صوفيا فسهرت هي عليها.
ثم أدمنت صوفيا المخدرات, فأصبحت شانون الممرضة والحارسة الخاصة لها.
- ديدي تعرف أنك تحبها يا جوناثان , أنت قدمت لها الأمان.
- يجب أن تعرفي كم هو مهم أن تشعر بأنك محبوب من شخص ما.
- محبوب من شخص ما؟
نظر جوناثان لعينيها وعرف إلى حد هي صادقة ،لكنه لا يستطيع أن يجعلها تجرفه مدة طويلة للأحلام البعيدة تماما عن الواقع.
- أدرك ما عشته وعانيته مع أمك فلقد عشته أيضا مع مني, لكن هناك بعض الاختلاف, فهنا أنا الذي كنت مسؤولا، لقد كانت مني تحت تأثير المخدر، وعندما اكتشفت انها تتعاطى الهيروين امتنعت عن تمويلها وطردتها .
- أعرف أنك كنت تفعل ذلك لمساعدتها.
- لا تنظري لي أفضل مما يجب يا شانون, نعم وأحضرتها إلى هنا وقمت على خدمتها طبياً حتى ميلاد ديدي وصممت أن تبقى هنا.

Rehana 25-07-20 07:38 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- هل رفضت؟
- كانت محتاجة للمخدر أكثر مني، لو تركتها ترحل لما وقعت الحادثة، ولبقيت على قيد الحياة، ولكانت ديدي في صحة جيدة،سعيدة وتمشي على رجليها.
- هذا ما كنت أريد قوله لك.
ثم أضاف:
- هل عندك شيء لتقوليه؟
- نعم, فاجأتني ديدي وأنا أبكي، فكانت متضايقة جدا من ذلك وقالت لي إن الذين يبكون يرحلون أو يموتون .
- من أين جاءت بهذه الفكرة؟
- مني.
- مستحيل لم تكف مني عن تعاطي المخدر وماتت نتيجة تناول جرعة كبيرة, والأسوأ من كل هذا أنها كانت تصاب بأزمات هيسترية, ونوبات هياج ودموع وصراخ ثم تشتمني بأقبح الألفاظ وكانت ديدي قد سمعتها...
- لا أعتقد أنها كانت شابة لكي تفهم.
- إنها كذلك فعلا, فسرت ديدي ما سمعته ويجب عليك شرح ما حدث لها.
- قل لها أن أمها كانت مخدرة عندما قتلت في الحادثة.
انتصب جوناثان وقال:
- لم تركب مني السيارة.
- أنا لم أقل هذا.
- لكنها كانت حادثة, أليس كذالك؟
- نعم.
- إذن أنت لست مسؤولا عن قتلها.
- بلى أنا المسؤول, وأنا الذي طلبت منها الرحيل, لأنني سئمت مساعدتها فرحلت.
- هل تركتها تصطحب ديدي؟
- كان انتقامها الأخير أنها أعلنت لي في سخرية أن ديدي ليست ابنتي.
- ماذا؟
- أنا كنت غبيا تماما, وكنت أعتقد أن الطفلة كانت مني, لأنني كنت أتمناها, لكن الحقيقة هي أن مني كانت تعاشر كل مستخدمي .
- آه يا جوناثان أنا مذهولة.
- أنا،أنا كنت أريد أن أحتفظ بالطفلة.
- لكن بالنسبة لوجهك ماذا حدث له؟.
- كان مغشيا علي عندما تركتها تحترق, كنت أجهل أن ديدي تتواجد معها حتى اللحظة التي سمعتها تناديني أبي ..أبي ..
حملقت شانون إليه , ثم هزت رأسها :
- أنا لا أصدق ذلك، هذا لم يكن إلا حادثة يا جوناثان ،حادثة بسيطة, فأنت لم تتمنى موت مني.
- بلى, كنت أتمنى ذلك فعلا, ثم عندما أدركت الخطر كنت أريد أن أستعيدها, وفي اللحظة التي التفتت للخلف فقدت اتزان السيارة وانحدرت في الوادي واحترقت السيارة ثم سمعت ديدي تصرخ.
- آه جوناثان, يا له من موقف مخيف.
- كان المنحدر عموديا فوقعت فيه ولمست السيارة, حقيقة إنني فقدت عيني ,لكنني نجحت في إخراج ديدي من السيارة. لكنني لم أستطع إنقاذ مني.

Rehana 25-07-20 07:39 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- هذا مفزع لها, لكن ديدي عاشت, وأنت عشقتها لدرجة العبادة ،ولا تهتم بما حكته لك مني بخصوص موضوعها.
- لكن ديدي أصبحت مشلولة, ولا تستطيع الحركة.
أمسكته شانون بين ذراعيها كما لو كان طفلا وقالت:
- منذ ثلاث سنوات وحتى الآن وأنت تدفع ثمن هذه المأساة.
قال جوناثان :
- أكد لي الأطباء أنها ستستطيع الحركة من جديد بعد آخر عملية لكن ديدي كفت عن عمل التمارين, لقد أردت أن أخلق من أجلها جنة صغيرة لتتجنب الألم الخارجي, لكنني فشلت بالرغم من ذلك.
- لا يا جوناثان ,كل هذا مستمر حتى الآن. وهذا أكد لـ لديدي أنك لن تعيش إلا من أجلها .
- هل تعرف ديدي ذلك ؟
- نعم, لكن أمالها تحطمت بسبب بعض التفاصيل المهمة جدا بالنسبة لها، واليوم فقدت شجاعتها.
- ماذا يجب علي أن أفعل؟
- أنت لا شيء, لكن شخصا ما آخر يستطيع فعل شيء.
- من؟
- بابا نويل, لقد وعدت ديدي أننا سنذهب غداً لزيارته وأنا متأكدة أن هذا ما تتمناه ،هل ستأتي معنا؟
- ماذا سنفعل إن لم نستطع إعطاءها ما تتمناه؟
- نحن نستطيع إعطاءها إياه. أنا متأكدة, إنه بابا نويل يا جوناثان .
- هذه ربما تكون غلطة يا شانون .
همهمت:
- لا ,ديدي محتاجة إلى أن تؤمن ببابا نويل ,أنها محتاجة لأن تؤمن انها تستطيع الحركة من جديد, ستنجح ديدي لو آمنا نحن أيضا بذلك.
قال بصوت مملؤء بالحزن:
- هذا لم يحدث في العالم الواقعي يا كاسي بيل ,هذا لم يكن إلا في القصص الخيالية, حيث تتحق كل أحلام الأطفال.
نظرت شانون لجوناثان, ووجدت علامات الشجن واضحة جدا على وجهه , وتمنت أن يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها ,لكن هذا كان تابعا للخيال.
غضب جوناثان لأنه كان يفكر في إيجاد ملجأ في الجبل لحماية ديدي, لكنه لم يستطع في النهاية حمايتها ولا حماية نفسه حيث,و انتهكت إمرأة حرمة معبده ووقع في غرامها. الحقيقة الوحيدة كانت: انه كان يهدم كل ما كان يلمسه.
أدركت شانون ذلك, لقد هدمها ودمرها كما هدم كل النساء اللاتي اهتم بهن ،كان قلبه يتشقق وينزف دما ولم يجد أي مخرج.
استدارت شانون ببطء في غطاءها , ثم واجهته قائلة:
- أنت على حق. أنا وأنت نعيش قصة خيالية, لننس الشجن, لكن حدث شيء ما والذي لم أتوقعه, لقد وقعت في الغرام.
- هذا جزء من القصة.
- احتمال، وماذا يحدث لو عدنا معا إلى العالم الواقعي؟.
- هذا العالم يدمر الحب يا شانون, فرصتك الوحيدة هي أن تفسدي الحلم, ولكن هذه المرة كاد الحلم أن ينتهي.

Rehana 25-07-20 07:45 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أجهل ما يجعلك متأكدا جدا أننا لا نستطيع أن نكون سعيدين ،ما أعرفه هو أنني سأصطحب ديدي غدا لرؤية بابا نويل ولو أنك واثق في ابنتك وواثق في نفسك فستأتي معنا .
- لا ,كل ما سأفعله أنني لن أسمح لهم بالهجوم عليكما خاصة أن ديدي لم تسترد عافيتها !
- من هذا ؟أي هجوم ؟من سيزعجنا؟
- الصحافيون, إنهم يترصدون دائما حول القصر ,وكان لارونيس ينجح في إبعادهم لو لمحوني مع ديدي فسوف يضايقونني.
عادت الكهرباء, المصابيح تلألأت من جديد في القصر.
- أعتقد أن هذا المنديل, وهذه الندبة سيحميانك يا جوناثان.
- ستحميني حتى اللحظة التي ستكشفها الإشاعات بسخرية.
- لا أحد يستطيع أن يسخر منك يا جوناثان, سنرحل في الصباح حوالي العاشرة, وآمل أن نقوم بصف تراتيل أحادية لو ذهبنا في ساعة مبكرة، تعال معنا من فضلك.
- لا أستطيع.
- كما تريد.
- لا ترحلي.
لم تعرف شانون ماذا كان يقصد؟ ،هل كان يريد منها ألا اترك المكتب أم لا اذهب إلى المدينة؟ ،هذا غير مهم , فيجب عليها عمل أحدهما . ارتدت شانون ملابسها مرة أخرى ثم خرجت.

نهاية الفصل

Rehana 26-07-20 08:36 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل الثامن

لكنهم لم يذهبوا في صباح اليوم التالي , لسبب بسيط هو أن لارونيس لم يرجع إلى القصر – وكان الثلج يجعل الطرق خطيرة ,وشانون لم تكن تجيد القيادة , ولا تجرؤ على المغامرة بمفردها .
انتهت ديدى من تمريناتها الصباحية فامتلأت بالطاقة والنشاط . فكرت شانون لكي تشغلها أن تلعب معها , وبدأت في تعبئة الهدايا التي أحضرتها معها من الحديقة , ووضعت شانون بجوارها هديتين لتقدمهما لهما : عصا سحرية لديدى وتمثالاً منحوتاً عل شكل حيوان لبون أمريكي لـجوناثان.
طال النهار ولم يظهر جوناثان ولا لارونيس.
قالت بيتر لهما :
- سيدي جوناثان أمتطى جواده الأسمر بطريقة تجعله يعبر الغابة, وبطريقة تجعله يقطع رقبة وساق دابته . يبدو أنه تغلب عليه الشيطان.

Rehana 26-07-20 08:37 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
قالت شانون من بين أسنانها :
- إنه محارب متوحش يسلب ويدمر, قلوب النساء.
لم يأت جوناثان على العشاء , وفي اليوم التالي ظهر لارونيس في ساعة الإفطار , قال:
- صباح الخير.
أسرعت ديدى وارتدت ملابسها ونظمت برنامج اليوم .
- صباح الخير يا شانون أكملي طعامك بسرعة أنا ولارونيس مستعدان .
اتجهت نحو لارونيس وقالت :
- وجوناثان ؟
حني رأسه بطريقة غير محسوسة, ثم جلسوا في السيارة الليموزين حوالي الساعة العاشرة . قاد لارونيس الليموزين ببطء نحو السور الحديدي , انقطعت ديدى عن حديثها فجأة لكي تنظر من شباك السيارة .
- أين هو , ألم يأت ؟
أجابت شانون :
- لا أعرف , أنت تعرفين كم هو صعب بالنسبة له , فيجب أن نلتمس له العذر.
- حسناً , حسناً . سأكلم بابا نويل عنه, هل تصدقين أنه يستطيع تحقيق كل ما أطلبه منه ؟
- أحياناً , وليس دائماً , ألا تبوحين لي بما سوف تطلبينه من بابا نويل ؟
- سأرجوه كي يعيد وجه أبى حتى لا يكون حزيناً و. . و. . وأشياء أخرى.
إنها بالضبط الأشياء الأخرى التي كانت تقلق شانون, يجب أن تجد وسيلة لكي تخبر بابا نويل إلى أي حد كان قلق الطفلة مهماً.
توقفت السيارة بهدوء عندما سمعوا صوت صهيل الحصان من بعيد ,ثم ظهر على الطريق واقترب منهم .
فتحت ديدى نافذة السيارة وصاحت :
- أبي.
قال لارونيس :
- هل جننت يا جوناثان ؟ سوف تقتل هذا الحيوان المسكين.
نزل جوناثان من فوق الحصان ووضع السرج على ظهره وقال :
- عد إلى المنزل يا سندباد .
- هل ستأتي معنا يا أبي ؟
- نعم يا قطتي . كيف أستطيع أن أتركك تذهبين للقطب الشمالي بدوني ؟
صعد السيارة دون الاهتمام بقطع الثلج التي تنساب من حذائه على فرش السيارة, وأسقط نفسه على المقعد المنجد ,وأخذ ابنته على رجليه, وسند ذقنه على رأسها وقال :
- أنا سعيد لأنك عدت يا لارونيس.
أخذت شانون نفساً عميقاً ثم أطلقته فجأة.
استدار جوناثان نحوها وسألها :
- كيف حالك هذا الصباح يا شانون ؟
- بخير لقد افتقدناك بالأمس.
- حقاً ؟

Rehana 26-07-20 08:38 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- أين ذهبت ؟
- ذهبت لاصطحاب الحيوانات الليبونية الأمريكية لأخذ الفرو منها . ومن الغريب أنني لم أجد واحداً منها في الجبل أعتقد أنك وديدى حررتماها .
ثم ألقاها بابتسامة عريضة.
- لكن في الواقع يا أبي أنا وشانون لم نر أي حيوانات . هل تقول تفاهات ؟
- احتمال يا قطتي . لكن ما رأي شانون ؟
قالت شانون بسخرية :
- هل هذا سؤال جديد ؟
ابتسم ثم قال :
- إنه واحد منها , يا آنسة سمريس .
أصرت ديدى على إلقاء التراتيل طوال المسافة, حتى لارونيس انضم إليهم, مما أعطى لـ شانون شعوراً بالانتعاش والحيوية .
كيف سيتابعون باقي الأحداث ؟ استعدت ديدى لكيلا تقع كانت تجازف بتكذيب بابا نويل . هل كان الصحفيون مترصدين حقاً ؟ هل اقترفت شانون خطأ شنيعاً ؟ لماذا غير جوناثان رأيه ؟ إن شانون لم تخش شيئاً إلا أن ينقلب بكارثة .
لم تتذكر مخاوفها فقط على ديدى, لكن أيضاً على جوناثان لقد حثته على أن يخرج من سجنه , والآن تتقاسم معه المشاعر المسبقة والخوف .
تلاقت نظراتهما وأدركا أنهما لم يمتلكا سوى رغبة مشتركة وهي حماية الطفلة . دفعت شانون تنهيدة خفيفة وأدارت رأسها .
بدأت الشمس تظهر وترمي بشعاعها على الثلج, والأشجار التي تتلألأ مثل الماس , وكانت الطيور تلتمس الطعام . أصابها هذا الموقف بشعور غريب وجعلها ترتعد .
- هل تشعرين بالبرد يا شانون ؟
لا شيء يخفى عنه . التقط جوناثان كل فكرة من أفكارها وقرأها كما لو كانت كتاباً مفتوحاً .
أجابت :
- لا, أنا بخير.
وركزا على الحوار الذي لا ينتهي, والذي دار بين ديدى ولارونيس.
قالت ديدى متسائلة :
- ماذا سنفعل بعد أن ننتظر الشعاع السحري لـ بابا نويل ونأخذ البنبون من أعوانه ؟ هل سنأخذ صورة ؟
اتجهت نحو أبيها .
- هل تريد أن يلتقط لنا صورة يا أبي ؟
قالت شانون :
- أوه أنا لا أعتقد أن ...
قال جوناثان :
- لكن بلى . أريد أخذ صورة مع ديدي, ومعك ومع بابا نويل . هل أنتما عاقلتان أنتما الاثنتان ؟
- أعرف أنني عاقلة يا أبي .
قالت شانون :
- بالنسبة لي , لا أعرف ما إذا كنت عاقلة أم لا ؟
نظر جوناثان لـ شانون:
- أريد أن أقول إنكما عاقلتان جداً أنتما الاثنتان . عاقلتان جدا جدا .

Rehana 26-07-20 08:39 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تزاحم جمهور من الناس في المركز التجاري , المقام على بضع أقدام من الجبل حيث كانت الناس تأتى لتشتري منه مشترياتهم .
أوقف لارونيس السيارة أمام المدخل , وأخرج الكرسي المتحرك . ساعد جوناثان شانون في النزول , ثم رفع ابنته ووضعها في الكرسي .
- ادفعني يا أبي حتى قصر بابا نويل, وبعد ذلك سأنهض وأمشي.
- تماماً يا قطتي.
عندما رأى القصر , سيطر على جوناثان الشعور بالغضب, لأنهم لكي يصلوا إلى المكان المؤسس عليه القصر الموجود بالقطب الشمالي, لابد لهم من تسلق سلم مقسم إلى أسطح وثلاث درجات.
همهمت شانون :
- يا إلهي ! كيف استطاع المعماري إبداع مثل هذا المشروع ؟
قال جوناثان وهو مكتئب :
- غلبه الشيطان!
كانت الأطفال تستطيع تسلق هذا السلم بسهولة . أما ديدى فقد ألقت عليه نظرة رقيقة . ثم رفعت رأسها نحو شانون :
- أنا لا أعرف هل أستطيع تسلقه يا كاسي بيل, هذا يبدو أنه صعب علي .
قال الأب :
- عجيباً !
ركن لارونيس السيارة ,ثم انضم لهم . قال ببشاشة :
- هيا , سنتابع طريقنا .
- لكن لارونيس لا أعتقد أنني أستطيع .
- أنا متأكد أن بابا نويل لا يتوقع هذا النوع من المشكلات . عندئذ اختفى الفشل من عيني الطفلة .
- كيف هذا ؟
- هذه منطقة مسحورة , لا تنس هذا, وأنا أؤمن بالسحر ,من يؤمن مثلي ؟
قالت شانون :
- أنا بالتأكيد .
اختفى لارونيس في الجمهور الكبير ,ودفعت شانون الكرسي وكان جوناثان يهمهم في أذن ابنته .
- إهدئي يا قطتي لو لزم الأمر فسأحملك لأعلى.
- أوه لا يا أبي, يجب أن أذهب له بمفردي حتى يحضر لي بابا نويل ما أطلبه منه .
ظلت ديدي تلتفت يميناً ويساراً لتتأكد من وجود أبيها وشانون بجوارها دائماً .
ظهر لارونيس خلفها قائلاً :
- أسف . بالتأكيد لا شيء متوقع هنا . انشغلت في سباق العدو.
- لا تقلق يا لارونيس أنا أهيئ نفسي لكن السنة القادمة آمل أن يصطحبني أبي إلى هناك حيث أرى بابا نويل دون أن أتسلق السلم .
انتهى الحوار بسبب تزاحم الناس , بدأت الأطفال تبكى والأمهات يفقدن صبرهن , وبدأت شانون تقلق, كانت أخلاق ديدي ما زالت هادئة وفي النهاية وصلوا إلى أول سطح .
- هدئ الخطوة يا لارونيس .
نزعت ديدي عكازها ووضعته أمام الكرسي , نهضت , وتقدمت نحو أول درجة , تصلب جوناثان في مكانه , وفتحت شانون عينيها جداً , وظلت تترقب بعدما أخذت نفساً عميقاً , أما لارونيس فقد ذهب للأمام ليتكلم مع مساعدي الباب وألقى الخطاب في يد أحد العفاريت .

Rehana 26-07-20 08:40 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
واستدار ثم قال لـ جوناثان :
- كل شيء سيكون على ما يرام .
تسلقت ديدي الدرجة الثانية ,ثم الثالثة .
- والآن يا أبي ويا شانون , أعطياني أيديكما .
تسلقت الطفلة السلم بجدارة ,خطوة خطوة واستطاعت الاقتراب من عرش بابا نويل , سمحت ديدي لأبيها أن يضعها على رجليه , ثم نظرت لجوناثان ولشانون بنظرة توحي بأن الحديث سيكون خاصاً وسرياً , ثم همهمت في أذن بابا نويل وطلبت منه ما تتمناه .
عندما انتهت ديدي من رسالتها نزلت من على رجل البابا وأمسكت يد جوناثان.
- هذا تمام يا أبي , نستطيع أن نرحل الآن .
نظر بابا نويل لـ شانون وقال :
- وأنت يا سيدتي . أليس لديك شيء خاص تطلبينه مني ؟
- كل ما أريده , هو أن يتحقق ما تمنته ديدي .
- حسناً . ستكونين أماً طيبة وصالحة .
كررت شانون :
- أماً صالحة . هل سمعت جيداً ما قاله البابا ؟
شعرت شانون أن معدتها تضطرب عندما أدركت ما طلبته ديدي من البابا وبحثت عن لارونيس بعينيها . يبدو أنه عرف , لكن كان بالخلف لكي يلتقط لهم بعض الصور .
بعد هذه الجولة في القطب الشمالي , رغبت ديدي في تناول البيتزا . ثم توجهوا إلى مطعم صغير ,حيث اختار جوناثان مائدة لثلاثة أشخاص .
- شانون, بابا نويل وجد أنني على حق , وأنه متأكد أنني سأمشي بكل بساطة لأنني أردت ذلك بقوة , لكنه قال إنه يستطيع إحضار كل ما طلبته منه لو كنت صائبة . هل تعتقدين أنه سيستطيع حقاً يا شانون ؟
- اسمعي يا ديدي, بابا نويل يعطي هدايا , ولعباً وشوكولاتة لكن لا يستطيع ...لا يستطيع تغيير الأحداث .
- إنه ساحر . مثل كاسي بيل, أنا كنت أريدك , وأيضاً والدي وسيحقق بابا نويل ما أريد .
كان جوناثان على حق لا يجب أبداً أن تتدخل شانون في حياتهم كل شيء من الآن فصاعداً سيكون من سيء لأسوأ .
تناولوا البيتزا في هدوء, لم يتخيل جوناثان أنه لم يقع فريسة للمترصدين مثل هذه المرة , إنها المرة الأولى في حياته .
- بدون شك هذا بفضل ديدي وشانون .
وقبل أن ينتهي من أفكاره, وجد فريقاً من التليفزيون يدخل الصالة فجأة , ثم صورت الكاميرا المكان , والموائد , ثم اتجهت نحو مائدتهم .
قال جوناثان قسماً مألوفاً قبل أن يهمهم :
- انكشفنا .
وفي اللحظة التي بدأ يحمل فيها ابنته بين ذراعيه, ليهرب منهم أدرك أنه ليس هدفاً لصاحب الكاميرا الذي اقترب من شانون , قفز صحفي ومعه الميكروفون وسألها :
- هل أنت ابنة صوفيا سمريس ؟
اصبحت شانون شاحبة اللون واجابت :
- نعم , أنا ابنتها .
- أنا لا أصدق أنني أراك هنا في كارولينا الشمالية . أنا كنت صديقاً لوالدتك .
- شكراً . لكن أتركني الآن .
- قرأت اسمك على مقدمة فيلم الرسوم المتحركة لـ شوكولاتة كيسي .فهل من الممكن أن تحدثيني عن هذا الموضوع ؟

Rehana 26-07-20 08:41 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
قالت ديدي :
- لا , لا تلمس كاسي بيل .
- أين ذهبت بعد انتحار صوفيا سمريس ؟ أنا متأكد أن معجبي والدتك يريدون معرفة ذلك .
أمسكها جوناثان بين ذراعيه وقال :
- لحظة آنسة سمريس نريد عمل حوار الآن .
صاح المحقق الصحفي عندما لاحظ المنديل والندبة وقال :
- انتظر ! جوناثان دريم . أنت جوناثان دريم, هل سمعت ما يقال بخصوص أنك تعيش حياة زاهدة ؟ بسرعة يا جون التقط صورة .
قالت شانون :
- أوه . لا . إنه عيد الميلاد . أتركونا , لا تزعجوا حياتنا العائلية.
- أي عائلة ؟ أنت وجوناثان دريم هل تزوجتما ؟
- لا. أنا لم أكن إلا صديقة , ثم إنك أخطأت , هذا ليس جوناثان دريم إنما السيد درو .
- أنا لا أخطئ أبداً يا سيدتي , أنا صاحب فراسة ماهر , لقد عرفت جوناثان دريم ,والشيء الأفضل أنك تشبهين كاسي بيل .يا لها من شركة جميلة! أحلام الليل و شوكولاتة كيسي .
بكت ديدي , وأصبحت شانون متضايقة تماماً من الصحفيين واستطاعت حماية الطفلة من ثرثرتهم , وأبعدتها عنهم .
هل فعلت شانون هذا كي تظل بمفردها تحت الأضواء السينمائية لكن عندما تصبح صوفيا غير قادرة على مجابهة الصحافة , فيجب على شانون حماية أمها . من كانت الأم ومن كانت الطفلة ؟ ! إنها لا تعرف من التي كانت تحمي الأخرى .
لم تستطع ديدي الانخراط في هذه الوشايات . وشعرت شانون أنها المسؤولة عن هذه الحادثة المؤسفة .
قالت شانون للصحفي :
- حسناً اتبعني , وسوف أوافق على حديثك الصحفي .
- أفضل تصويركما أنتما الاثنين.
- اسمع , إنه أنا فقط.
قال جوناثان :
- لا تفعلي هذا يا شانون . أنا أستطيع منعهم.
- خذ ديدي للسيارة يا جوناثان.
أخذ جوناثان بنصيحة شانون بسرعة , واستطاعت شانون جذب الصحفي وفريقه إلى مكان بعيد عن أذان العامة الذين بدأ يتزايد عددهم .

نهاية الفصل

Rehana 27-07-20 07:20 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل التاسع

أين شانون يا لارونيس ؟مر أكثر من ساعة ,نحن ننتظرها هنا وسيطرت على ديدي حالة من البكاء المتواصل ,ثم جاء لهم شخص ليخبرهم أن شانون قفزت في تاكسي واتجهت إلى المطار لتحجز تذكرة إلى أتلانتا.
-رحلت !لماذا يا لارونيس؟
-ربما حدث شيء ما أخافها ,واجبرها على الرحيل .
-كل هذا بسبب الصحفي القبيح ..بسببي أنا ,لو لم اتركها واهرب لما حدث أي شيء .رافق ديدي إلى القصر ,سوف اذهب للبحث عن شانون.
-وبعد ذلك ؟
-سأعيدها ,بالتأكيد .
-وبعد ذلك؟
-ماذا تريد أن تعرف يا لارونيس ؟سأحتفظ بها هنا معنا ,إن ديدي لا تستطيع الاستغناء عنها.
-وجوناثان, هل يستطيع الاستغناء عنها؟
-لا ,لكنك تعرف جيدا أنني ليس لدي الحق في فرصة أخرى على الأقل ليس الآن ....
-لكن بلى ,أنت تستطيع .أنت لست راهبا أو زاهدا يا جوناتان ولا يجب أن تهدم حياتك بسبب شعورك بالذنب ,حتى ديدي تعرف انك وشانون تتبدلان الحب .
-كيف عرفت أن ديدي تعرف هذا؟
-طلبت من بابا نويل أن يحضر لها أما .
تعجب جوناثان:
-أم!
-طلبته ديدي منه السنة الماضية.
-شانون, هل ديدي تمنت شانون لكي تصبح أمها ؟
-أنت تعرف الإجابة ,وشانون أيضا .
-ماذا تريد أن تقول بهذا؟
-طبقا للعفريت الذي يفشي الإسرار ,صرحت شانون لـ بابا نويل أنها تشارك ديدي أمنيتها.
-لكن .لكن يالارونيس ,لماذا رحلت؟
-يجب أن تنهي اللعبة كلها بمفردك يا صديقي العجوز.
حاولت شانون إيجاد مكان على الطائرة المتجهة لـ كاليفورنيا لكنها فشلت بسبب الإقبال الشديد على شركات الطيران .كانت كل الطائرات مكتملة العدد, ولكنها قررت أن تظل هناك حتى تقرر ماذا تفعل .
لا تستطيع شانون أن تبقى في أتلانتا لان جوناثان سوف يسافر إلى هناك ربما ...

Rehana 27-07-20 07:21 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
كان ويلي وجوناثان متفقين تماما , وقد حصل ويلي على إيراد الإعلانات عن أحلام الليل .
المشكلة هي أن ديدي طلبت أماً من بابا نويل ولم تطلب عروسة أو لعبة .هذه الرغبة تمثل مشكلة كبيرة .الأم لن تكون فقط –أماً لكن أيضا زوجة ,أم وزوجة.
اشترت شانون بعض المشتريات بعد خروجها من المطار وجذب انتباهها قميص نوم شفاف معروض في المركز التجاري .أظهرته لها البائعة ثم قالت :
-انه موديل رائع من أحلام الليل ,أليس ساحرا !اعتقد أن جوناثان دريم ابتكره بنفسه .
لم ترد شانون, هذه لم تكن أحلام الوحيدة التي يبتكرها اعترفت شانون : إنما كان يستطيع أن يشغل نفسه طوال اليوم وديدي أيضا كانت مشغولة , ولم يكن جوناثان مسؤولا تماما عن ذلك شانون حيث متسامحة في ذلك.
عندما شعرت شانون بالتعب بحثث عن حجرة بفندق الزهور المقام في الحي التاريخي لـ شارلستون.
قالت لها موظفة الاستقبال :
-لديك حظ يا سيدتي ,كان الفندق كامل العدد ,لكنه أصبح خاليا تماما في عيد الميلاد.
كان الفندق ساحرا :ديكوره ريفي ,ومريح في نفس الوقت ,ذكرها بالفندق الذي تناولت فيه العشاء مع جوناتان وديدي وقد أعجبت جدا بهذا المكان, هل ستظل شانون مطاردة بهذه الذكريات ؟
قالت لنفسها : ديدي .جوناثان .ثم ابتلت عيناها بالدموع ,إن أي تفاصيل كانت تجعلها تتألم.
تبعت شانون الخادم الذي قادها إلى حجرتها وأضاءت المصابيح ثم شدت الستائر .وتأملت المدينة .الم تتصرف شانون مثل أمها ؟هل بحثت عن مكان لكي تختفي فيه؟ لكنها كانت تتمنى أن يكون المكان مكشوفا لـ جوناثان .وهي لا تعرف أي شخص في شارلستون, لقد وجدت نفسها وحيدة وتائهة ,بدون عائلة, ولا مكان لكي تحتفل فيه بعيد الميلاد.
قالت لنفسها ,كفي عن تصنع البكاء يا شانون ,هذه ليست تمثيلية تليفزيونية, لكنه الواقع حيث لا توجد فيه نهايات سعيدة .
أحست شانون من البداية بالخطر ,وكان يجب عليها ألا تترك أتلانتا ,وأقرت أنها لم تتنازل إلا من اجل ويلي؟
لكن هذا كان جميلا وجيدا لها ولـ كاسي بيل ,حاولت حماية الماضي والحاضر وتسلحت ,لتتحمل الشجن ,وتترك القصر ,وتمتلك وظيفة .
تدفقت الذكريات في عقلها : النزهة بالعربة المزلاجية. ونزع جوناثان القبعة ذات العنق الطويل والنزهة في بلاد السحر وميدان الفروسية حيث ضمها بين ذراعيه ,وشجرة عيد الميلاد الخاصة بـ ديدي ,والنجمة التي رسمها لارونيس على قمة الشجرة.
توقفت شانون عن النحيب ثم رفعت الغطاء ,وتكورت في السرير عندما يمر عيد الميلاد ستعود لمنزلها .
توقعت شانون أن ديدي لم تصدم نفسيا بسبب رحيلها ,ومن الآن فصاعدا ستستطيع المشي فيجب على الطفلة الاستمرار في التدريبات وتمارين العلاج الطبيعي وتركيز كل اهتمامها على تقدمها بدلا من أن تلتهم بالشجن.

Rehana 27-07-20 07:24 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
أما شانون ,فشجنها كان كبير جدا ,والشيء الذي كانت تتمناه في هذا العالم لن يتحقق : إنه حب جوناثان.
كانت ديدي تجلس أمام مائدة في المطبخ تزخرف الكيكة .
-انظر يا أبي نحن نزين الكيكة بأيدينا.
كره جوناثان نفسه بسبب ما سيقوله لـ ديدي وكره شانون لأنها أجبرته على ذلك.
قال جوناثان :
-اسمعي يا ديدي ,أريد أن أتحدث إليك.
-عن ماذا يا أبي؟
-عن شانون .لقد رحلت إلى أتلانتا.
-حسنا, وستعود.
-لا,لا اعتقد ذلك ,لا أريد أن تغضبي من اجل هذا.
-أنا لست غاضبة . لا تقلق يا أبي فقد رتبت مع كل شيء بابا نويل.
نهضت ديدي ,ثم اتجهت نحو أبيها بعزة وفخر .
-ما أريد قوله لك يا قطتي هو أن بابا نويل لا يستطيع منحنا كل ما نتمناه.
-لكن بلى يا أبي , شانون قالت لي لو عملت بجد ومشيت حتى عرش بابا نويل فسيعطيني ما اطلبه وسيفعل يا أبي .
بعيدا يا شانون سمرس ! رحلت شانون وبعد ذلك هدمت كل شيء .ليس هناك أي أمل لتحقيق رغبة ديدي ثم استدار واتجه نحو مكتبه ,سال:
-هل هناك أي أخبار يا لارونيس؟
-لا توجد أخبار حتى الآن.
-استطيع أن اشتري كل الجبل ,لكن معلومة صغيرة عن موضوع هذه المرأة التي تبخرت فلا.
-لقد اقسم ويلي لي انه لم يرها .انه يقول الحقيقة يا جوناثان, شانون لديها أصدقاء كثيرون, لكن أي منهم لا يعلم عنها شيء .
-حسنا ,لم تعد لمنزلها .فأين ذهبت إذن؟
-ربما اخفت نفسها تحت اسم مستعار ؟
-ابحث عنها يا لارونيس .استعن بكل المخبرين السريين لهذه الدولة .والدول الأخرى ,اتصل بهذا الصحفي الذي قابلناه يوم عيد الميلاد ,اسأله إذا كان يعرف شيئا ما.
انعكس لارونيس على ظهر مقعده ثم نظر إلى جوناثان :
-ماذا ستفعل لو وجدتها ؟
-سأتزوجها.
-لماذا؟
-لان ديدي محتاجة لها.
-لقد تزوجت مني لنفس الأسباب , وأنت لم تحبها قط وهذا لن يساعد ديدي ولا أنت . قل لي سببا آخر مقنعا من فضلك.
-لان..
توقف جوناثان عن الحديث ,ثم اسقط نفسه على مقعده ووضع رأسه بين يديه ثم قال :
-لأنني أحبها يا لارونيس.
-حسنا ,منذ معرفتي بك ,وأنا لا أراك محتاجاً لأي شخص .ولم يظهر عليك بعض المشاعر الإنسانية .هل كنت متجمدا وشانون صهرتك ؟يبدو انك اكتشفت فجأة شيئا أفضل من العزلة.
-أنت مخطئ يا لارونيس . لقد قابلت المرأة التي أحبها لكنها اقتلعتني.

Rehana 27-07-20 07:27 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-لقد كان هذا منذ عشرين عاما, لقد أخبرتني عنه.إنه حبك الأول الذي كان في سن السابعة عشر ,هل ستستمر في إهلاك وتدمير نفسك بنفسك؟
تنهد جوناثان ,ونهض :
-أريد شانون من اجلي يا لارونيس .ابحث عنها .
لم يجدها لارونيس.
وضع جوناثان الهدايا بجوار الشجرة ليلة عيد الميلاد .
في اليوم التالي ظهرت ديدي راضية وسعيدة ,لاحظ جوناثان تكرار النظرات التي كانت تلقيها نحو النافدة وأنها لم تفتح صناديق الهدايا كما لو كانت تنتظر شخصا ما , فأدرك جوناثان انه يجب أن يقول لها الحقيقة .
-شانون لن تعود .يا ديدي .
-لا تقلق يا أبي اعرف أنها ستأتي .
لم يجد جوناثان شيئا ليقوله ,ثم اصطحب ابنته بعد تناول الفطور إلى مكتبه. ووضعها على ركبته .
-اعرف انك تنتظرين شانون , لكننا نعرف جميعا أنها جنية و لا يستطيع احد أن يعيد الجنيات, لأنهن يفضلن أن يكن أحرارا حتى إذا كانت شانون تريد البقاء فإنها لا تستطيع.
-لكن...
-هذا سيء. لكنه جميل لأنها عاشت هنا بيننا فترة ,ثم تركت كاسي بيل لترافقك لأنها تحبك كثيرا .يجب أن تكوني شجاعة وان تحبيني أنا - أيضا- يا قطتي .
-أنا احبك يا أبي ,لكن أريد أن تكون محبوبا من شخص ما.
- أنا غير محتاج إلا لك .هيا نفتح الهدايا الآن. أريد معرفة ما يوجد في هذه الحقيبة الغريبة التي تأخذ شكل ل .
وافقت ديدي وأعطته الهدية التي عبأتها مع شانون. فك جوناثان العقدة وانزلقت الورقة الموجودة على العلبة .
-رسالة تهنئة ,هذا ما كنت احلم به دائما.
-تستطيع ان ترسلها حيث تريد يا ابي وسترجع لك دائما .
قالت ديدي :
-وهذه علبة شانون ,لقد أحضرت لك حيوان ليوني أمريكيا صغيرا مصنوع من القصدير .
-أوه انظر يا أبي الآن فهمت .
هزت ديدي العصا السحرية التي أحضرتها لها شانون.ثم أضافت :
-إنها هدية شانون ,لقد صنعت من البودرة السحرية لـ كاسي بيل .لا تحزن يا أبي ! أنا احبك.
حملق جوناثان إلى التمثال بينما كانت ديدي تتجول في المكان بخطوة غير ثابتة .صاح :
-آه شانون ,لماذا رحلت ؟
شعر بأنه سمع صدى صوتها يقول :
-هل هذا سؤال ؟
أجاب:
-مجرد إساءة.
هذا العيد كان أسوا عيد عاشته شانون في حياتها, أخذت طائرة لـ أتلانتا وقضت باقي الأسبوع لا ترد على التلفون ولا على جرس باب المدخل .
-لا يا ويلي .أنا لم أكن متأكدة تماما من ذلك .أريد أن أظل وحدي في ليلة رأس السنة .لقد قمت بشراء بعض الإطباق الصينية وشريط كاست فيديو .وكل شيء سيكون بخير .

Rehana 27-07-20 07:28 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
عندما انتهت من مكالمتها التلفونية. قررت أن تأخذ حماما, ثم ضبطت الكاسيت وخفضت صوته ووضعته في حجرة المعيشة حتى تستطيع أن تسمع في الحمام.
وبعد دقيقة ,حاولت أن تسترخي في الماء الدافئ المعطر .
لم تعد تفكر في جوناثان دريم , ويجب أن تتعلم الدرس جيدا , طردت أي فكرة حب من قلبها .
شعرت شانون أن كل ما حدث أصبح ينتمي للماضي , عندما خرجن من المركز التجاري هل هذا تدريب على السعادة؟ .لا فالسعادة لم تكن من اجلها هي . لا شيء كان حقيقيا في عالمها. وهي لم تقم إلا بتجميع بعض الأشياء الخيالية لتكون بها حلما. والحلم لا ينسى.
حركت شانون أصابع رجليها فصنعت فقاقيع كثيرة .
هكذا انتقلت من عالمها إلى عالم آخر ساحر حيث كان كل شيء خياليا وليس واقعيا.
تمددت شانون في الماء الدافئ ,وغرقت في التفكير .تذكرت الأسابيع التي عاشتها في سعادة مع رجل رائع وطفلة صغيرة كانت تحبها كثيرا . هناك وجدت العائلة والمكان الأمين . وأكثر من هذا كله وجدت جوناثان .
خطا ... لا يوجد من يستطيع امتلاك جوناثان دريم ,انه ليس رجلا حرا , لكنه إنسان مطارد بماضيه مثلها تماما .
برد الماء .اختفت الفقاقيع .وخرجت شانون من الحمام , وارتدت روبا داخليا . ولما أصبحت الإطباق الصينية التي أحضرتها معاها باردة ,قررت شانون ألا تعيد تدفئتها , وشرعت في مشاهدة التلفزيون .
ذكرها هذا الروب الداخلي بذلك الذي اشتراه جوناثان ,والذي تركته في القصر . ثم غرقت مرة أخرى في الأحلام حين كان يمسكها جوناثان بين يديه , ثم يقودها إلى حجرتها ويضعها على السرير , وتشعر بشعر رأسه يلمس صدرها .
كان جوناثان دائما يقول لها:
-انه ليس لديه شيء ليعطيه لها, بالرغم من انه لديه طاقة مفعمة بالحب ,كان يتخيل نفسه مقززا بسبب الندبة .والمنديل .لكن على العكس هذه الندبة كانت تضيف سحرا .و غموضا لوجهه ,كان إحساسه يشبع ويدفئ العالم كله .
لقد كان حسنا ولطيفا. كان يعتقد انه يستطيع التحكم في حياته ورغم أن ابنته طلبت منه أن يتطلع لمستقبله, وان يباشر حياته دون أي إحساس بالذنب , لكنه لم يستطع ان يحقق طلبها , وكان الشيء الوحيد الذي لم يتفق عليه معها .
هل ستنجح شانون في نسيانه ؟ وهل تستطيع حذف ما حدث بينهما في الماضي ؟هل تستطيع حماية نفسها , ومتابعة حياتها من بعده ؟استقرت شانون في حجرة المعيشة التي تمثل لها المكان الأمن دائما . وكانت كل قطعة ,كل صورة . وكل جزء من الحجرة يوحي لها بنوع من الصمت والصفاء. دقت الساعة لتعلن الثانية عشرة .هكذا انتهت السنة .
فزعت شانون عندما سمعت جرس الباب يدق .قالت لنفسها :
-يبدوا انه ويلي.لقد قلت له: ألا يأتي, ما الذي جاء به إلى هنا ؟ لكنني في الحقيقة سعيدة جدا لأنه نقض أمري.
فتحت شانون الباب ثم اهتز كل جزء من جسمها .
-شانون؟
-جوناثان!
-كان يجب أن أتي هل استطيع الدخول؟

Rehana 27-07-20 07:29 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-لماذا ؟
وضع يديه على خدها وقال :
-دعيني ادخل.
يبدو انه ثائر ومهدد والغضب الشديد مسيطر عليه ,لم يظهر هكذا من قبل .لم تستطيع شانون ردعه .فرجعت خطوة للخلف , ودخل جوناثان في عالمها ,وحياتها , وكهفها ,المكان الوحيد الذي لم يره قط.
-اعرف أنني ليس لدي الحق لكي أتواجد هنا وان افسد عالمك بأشجاني, أنت طيبة ومتسامحة , لا تستحقين شيئا من كل هذا ,لكنني لم أجد شيئا آخر لأفعله.
دخل جوناثان ووقف في منتصف المكان عاري الرأس ,وكانت عينه وندبته مكشوفتين وكان يرتدي معطفه الواسع. لماذا هذا المظهر الغريب ؟
سألته وهي تغلق الباب:
-أليس كل شيء على ما يرام ؟
-كل شيء ...كل شيء سينقلب ,لقد انتزعت الحلم ,والخيال وخرجت من حياة ديدي وهي لا تعرف السبب .
-انا لم استطع البقاء يا جوناثان ,أعطها قليلا من وقتك ومن حبك إنها قوية الآن وسوف تستعيد صحتها .
-لا استطيع أن اصدق ذلك ,علاوة على أنها لم تتلق ما تمنته من بابا نويل ,لكن عندما فتحت هديتك أصبحت سعيدة . وزعمت أنها أدركت ما تنتظرينه منها .
-ماذا أدركت ؟
-ديدي تنتظر عودتك ,وتنام كل ليلة مع العصا السحرية ,وتنتظر عودتك وأنا أيضا .
-أوه..أنا آسفة يا جوناثان .
صوتها الهادئ خفف من خوف جوناثان ونظر إليها وقال :
-يا الهي كم هي جميلة !.
كان شعرها الأشقر مزينا بالضوء المتسرب من المصباح وخداها يتلونان بلون الورد ,وكانت عيناها مملوءتين بالتسامح , يا لها من رائعة !لقد افتقدها حقا .
-أريد أن أكلمك عن زوجتي .توفيت مني من الآن فصاعدا .لكن ليس في حادثة .منذ ثلاثة سنوات لم تعد تعرف سوى ما كانت هي عليه .كانت بالنسبة لي متوفاة حقا .لكن ليس جسديا بطريقة تذكرني بغلطتي وخطئي ومنذ حوالي أسبوعين تلقيت مكالمة تليفونية من المستشفى واخبروني أنها توفيت .
-لهذا السبب كانت السيدة بيتر قلقة عليك عندما أغلقت الحجرة على نفسك ,وبعد ذلك طلبت مني الرحيل .
-ومنذ يومين حضرت جنازتها , أنا لم أكن أحبها قط يا شانون لكنها كانت زوجتي . لم أكن أريد أن يكتشف العالم الحقيقة , ولا أريد لـ ديدي أن تكرهها .
-أوه ... جوناثان.
-ذات يوم عندما ستكبر ديدي سأقول لها الحقيقة .
-وماذا ستقول لها ؟
-أن أمها غير شرعية تحبها كثيرا .
-أمها غير الشرعية؟
-شانون ديدي مازالت طفلة ,ليس مهما أن اجعلها تقاسمني صدماتي العاطفية ,فهي تستحق حياة طبيعية مع أب وأم .هل تعرفين ما طلبته ديدي من بابا نويل ؟
لم ترد شانون لا تستطيع أن تقول له ما بداخلها .

Rehana 27-07-20 07:30 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-تريدك أنت يا شانون .
التزمت شانون الصمت :
-تريد ديدي أن تكوني أمها .هل تقاسمينا أنت أيضا هذه الرغبة ؟
-لقد قلت ذلك فعلا لـ بابا نويل لكنني لا اعرف ما طلبته ديدي منه .
-اعرف .
خلع جوناثان المعطف وتركه يسقط على الأرض . ثم اقترب من الحائط المعلق عليه صورة كاسي بيل .ومجرتها .
-عندما رحلت اعتقدت انك لم تريديني.
سمعت شانون دقات قلبها الذي ينبض في صدرها .لحسن حظها لم يلاحظها جوناثان وهي ترتعش .
-ديدي تنتظرك يا شانون .وأنا أريد أن أتزوجك .
-لا يا جوناثان .لا أريد أن أعود لا أريد أن أعذب دائما ,أنا لن احل مشكلة ديدي بزواجك.
-أنا أيضا يا شانون محتاج لك.
-لكنك لا تحبني .لست قادرا على حب أي شخص .
-لماذا؟
-ما حدث في المركز التجاري اثبت لي أنني قادرة على الخروج من كهفي , وعلى قيادة حياة عادية ,لم أتوقع قط أنني استطيع عمل ذلك بدونك , لقد مات كل شيء في منذ زمن . لكن عندما دخلت في حياتي بدأت اشعر أنني مازلت حية .
-أنا لست التي يجب أن تكون لك . أنا مازلت أكثر توحشا منك, وليس لدي شجاعة , ولن استطيع أن أقوم بعملي في النور .
-لم يطلب احد منك ذلك , ستظلين في القصر لو أردت ذلك وتستطعين أن تقومي بعملك في مكتبك هناك .
-لا يا جوناثان .أنت على حق .ديدي محتاجة لحياة هادئة مع أصدقاء وجيران .لكنني لا اعتقد أنني استطيع تقديمها لها .
-سأساعدك يا شانون ,سيساعد كل منا الآخر .احبك يا شانون.
لم تستطيع شانون تصديق اعترافه ولا حبه .ولا صدقه .قالت شانون:
-لا .هذا خطأ.ألم ترى يا جوناثان أننا مضللان؟ نحن لا نستطيع مساندة بعضنا البعض .لأننا أقوى من ذلك . ربما تستطيع أن تتغير وتعيش حرا من الآن فصاعدا .خاصة بعد موت مني .
-وأنت . هل أنت مقيدة ؟ أنا احبك يا شانون .لقد تركت القصر وحجزت تذكرة باسمي الحقيقي ,وقفزت في تاكسي لكي أتي إليك دون أن أخاف من ظهوري .أليس هذا برهانا كافيا؟ .
-أنا أحاول يا جوناثان أن اشرح لك لماذا لم أكن المرأة التي تريدها ؟ أنا ارفض أن أكون تابعة .أنا لم اقل هذا لأي شخص حتى ويلي ,لقد تركت أمي تقع في الغرام .وسأنتهي بتركك تقع أنت أيضا .
-محال .أنت الوحيدة التي أثق فيها.
-لا. هناك شيء ينقصني ,عندما كانت الإحداث تسير للأسوأ مع أمي كانت تعود إلي ,كانت تعتمد علي , فهجرتها في المرة الوحيدة التي كانت محتاجة حقا لي , ثم انتحرت هذا بسبب ضعفي.
-اعرف موضوع أمك كله يا شانون .اخبرني به لارونيس.
-كانت صوفيا مدمنة للكحوليات ,لقد خدعتك ,فليست لك أي علاقة بانتحارها ,لقد كانت تهدم نفسها منذ سنوات .
-لو كنت هناك لما حدث أي شيء .لقد تركتها , ورحلت بعدما أخبرتها أن صبري نفد, لم أتحمل رؤيتها , وهي تتدهور كل يوم عما سبق إنني أرى نفسي جبانة لأنني تركتها .فماتت.
-لا. بالعكس بعدك عنها كان تصرفا شجاعا . وبقاؤك كان هو الضعف ,اعرف كل شيء بخصوص هذا الموضوع لأنني عشته من قبل نحن في حاجة لبعضنا البعض يا شانون.

Rehana 27-07-20 07:31 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-مازلت تخطئ يا جوناثان ,ألم ابتعد عن ديدي بالرغم من أنها في اشد حاجة لي .
-كفي عن معاقبة نفسك .أرجوك لا تتحملي أخطاء غيرك...
سمعت شانون إجابته .وأدركت انه على حق , وان هروبها ليس بسبب تجنب المعاناة , لكن بسبب الشعور بالذنب .أضافت:
-منذ رحيلي ,وأنا بلا إرادة ,ولم اعد اعرف أين أنا .
-أنا اعرف ذلك.
ثم تقدم نحوها ونظر إليها .أضافت :
-كل ما اطلبه ,وأتمناه في حياتي آن أجد شخصا ما يهتم بي. لهذا السبب اخترعت كاسي بيل.
-ولنفس الأسباب ,اخترعت أحلام الليل ,لكي اخمد جروحي ,ويصبح نجاحي أداة من أدوات الوقاية ,وأنا وأنت نتصرف مثل الحمقى.
-كل منا يستخدم الآخر يا جوناثان ,ولو عدت إليك فسأستخدمك كما استخدم كاسي بيل .وأنت ستفعل نفس الشيء معي .
-هل ترفضين العودة معي؟
-أنا لا أريد ذلك.
-هل حبي لا يمثل أي شيء بالنسبة لك ؟
-أوه ...بلى ,لكن الحب وحده لن يكفي , لان الحب – فقط- القدرة على التجريح ,لكن لكي نضمد هذه الجروح يجب علينا إيجاد قوتنا الداخلية الخاصة بنا .
-حسنا يا شانون . لو غيرت رأيك فاخبريني .لكن كل ما يزعجني هو أن ديدي لم تفكر إلا في الزواج على الجبل .وطلبت من لارونيس أن يترك نجمة على الشجرة عيد الميلاد .وكل الشوكلاتة ستكون موجودة كم أنا حزين ! فالزوجة ستكون غير موجودة .
ظلت شانون صامتة , وحلقها جافا . ثم سمعت الباب يغلق ,اجتاحها شعور بالوحدة .
****

قالت ديدي :
-ماذا يا أبي ؟ هل طلبت منها الزواج؟
-رفضت يا ديدي.
انقلب وجه الطفلة ,وارتعشت شفتاها .وحاولت كبت دموعها .
-لكنني فعلت ما طلبته مني .لقد عملت بجد , ومشيت حتى القطب الشمالي ,وكلمت بابا نويل وطلبت منه ما أريده وما أتمناه.
-اعرف يا قطتي, إن بابا نويل يستطيع أن يحضر لك هدايا ,ولكنه لا يستطيع تغيير الناس.
-سأمسك كاسي بيل واطلب منها ما أتمناه واستعين بالعصا السحرية ,لتساعدها على تحقيقه لي . هل هناك أي شيء آخر استطيع أن افعله؟
-لا شيء يا قطتي .
-حتى لو طلبته منها بنفسي .أنا متأكدة أنني لو كلمت شانون بنفسي فستغير رأيها .هل تستطيع أن تصطحبني إلى أتلانتا يا أبي لكي استطيع رؤية شانون.
-لا يا ديدي .لو أرادت شانون رؤيتك فستأتي .لكننا لا يجب أن ننتظرها .ونحاول أن نعيش حياتنا بدونها .هل تريدين أن اصطحبك لأي مكان؟
-لا أريد يا أبي أريد أن اذهب إلى الفراش من فضلك واخبر لارونيس أن ينزع النجمة.
نزلت ديدي وتقدمت نحو الباب بمشيتها المترددة دائما .مازالت تعرج قليلا, لكن مع الزمن هذا العرج سيختفي.
في النهاية مشت ابنته .لقد تحققت أمنيته . وأصبح العالم براقا متلألئا.
جذب جوناثان مقعده نحو النافدة , ونظر للنجمة الموجودة أعلى الشجرة .وتذكر فترة ما بعد الظهر التي قضاها مع ديدي .شانون وكيف خلقا عالما خياليا كان للحب مكان فيه تحسس جوناثان ندبته وقال لنفسه: وقعت في غرام هذا العالم الخيالي الذي لا يمكن أن يكون واقعيا .

نهاية الفصل

Rehana 28-07-20 07:23 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
الفصل العاشر والأخير

وبعد بضعة أيام، بدأت شانون تركز كل اهتمامها في العمل. لكنها وجدت صعوبة في ذلك، وشعرت أن كاسي بيل وشوكولاتة كايسي وكل الخيال فقد سحره. كتب كتاب السيناريو آخر حلقة لكاسي بيل في القصر. وهي تروي قصة كاسي بيل المصنوعة من الشوكولاتة. وهي تعيش في قصر غريب، وتروي كيف تغلبت على مخاوفها باللجوء لقواها الداخلية وليس بالقوى السحرية. هذه القوة التي تتمناها شانون وتحاول إيجادها.
أما ويلي فقد حصل على تعاقد دائم مع أحلام الليل, بذلك حصل على ثروة. وشهرة فائقة.
أما الحلقة القادمة فيجب تسليمها للتلفزيون يوم الاثنين بينما شانون لم يعد لديها أي وحي، ولا إلهام. وبعد ما ملأت السلة بالورق غير المجدي اكتملت آخر حلقة، وضمت للأخرى صباح السبت.

Rehana 28-07-20 07:24 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
تحكي هذه الحلقة عن ديانا، وكاسي بيل اللتين اتفقتا على موعد على جسر القصر ليصطادا نجمة البحر المرسومة في الحمام الجديد الذي بناه والد ديانا لكن كاسي بيل تأخرت قليلا، لأنها كانت تساعد العمات - المصنوعة من الشوكولاتة- في إيجاد البندق, والبحث عن ورق النعناع، وعندما وصلت كاسي بيل للقصر لم تجد ديانا, لأنها كانت رحلت من قبل. بكت الجنية لدرجة أن دموعها تفوقت على الماء الموجود في الحمام، وأزعج السمك.
- كاسي بيل انت لا ترغبين عمل شيء لي, تتواجدين هناك حيث لا يجب أن تكوني.
عكست كاسي بيل البرهان.
- خطأ. أنا ساعدت العمات المسنات كما فعلت مع ديدي.
- نعم. لكن...
- لا تقولي لكن. اعتقد أننا نعمل جيدا لأننا نعمل جيدا لأننا نؤمن بالخيال والسحر، أما أنت -للخاسرة -فقد توقفت عن الإيمان به, هيا يا شانون.
- انه لم يكن إلا وهما.
- إذن القصة التي تعيشينها مع جوناثان لم تكن إلا قصة خيالية؟
استمرت المحادثة بين كاسي بيل وشانون, وكانت كاسي بيل أصوب من مبدعتها... اكتشفت شانون أن عقابها لنفسها لن يفيد، مثلما فعل جوناثان, ثم غيرت رأيها فجأة، وقررت أنها ليس لديها وقت لتضيعه. ارتدت المعطف ثم أمسكت حقيبتها, واستدعت تاكسي وقفزت في أول طائرة لكارولينا الشمالية.
سمعت صوت التليفون قبل خروجها من منزلها بلحظة, لكنها لم ترد الرد على أي مكالمة تعطلها عن رحلتها. ليس هناك أي شيء أهم من تسلق الجبال.
قالي ديدي بصوت يائس:
- شانون لم ترد على التلفون يالارونيس, الم تكن في منزلها؟
أجاب لارونيس:
- أين ذهبت إذن؟ لقد أكد لي ويلي أنها محبوسة في المنزل ولا ترغب في رؤية احد.
- لا اعرف, لكنني سأنتظرها حتى تعود ثم أحاول الاتصال مرة أخرى.
ثم اختفت ديدي فجأة مع الكلب بوبي بعد تناولها وجبة الغذاء.
قال جوناثان:
- أنا لا اعرف, لكنني لن انتظر اكثر من ذلك. لا اعتقد أن ديدي عزمت على الذهاب لشانون في أتلانتا.
- أنا لا اعرف أين تتواجد الآن، لكن الكلمة الوحيدة التي قالتها لنا إنها سترحل للبحث عن كاسي بيل وأنها لم تعد تخاف من شيء.
- هذا واضح يا لارونيس! يبدو أنها ذهبت للبحث عن شانون, لقد مرت ثلاث ساعات ولم تنجح الشرطة في العثور عليها . سوف انضم لهم و ابحث عنها بنفسي.
- لا يا جوناثان فقد قامت الشرطة بتقسيم قواتها، لتنجز المهمة بسرعة. وقد رحل الرجال على خيولهم في جميع الطرق.
- تخيل أنها تاهت أو خطفت، هل تظن ذلك؟ احضر لي هذا الصحفي الذي قابلناه يوم عيد الميلاد، سأذيع نداء في جميع القنوات.
-هل تريد الصحافة هنا؟
- لو وافقت على هذا النوع من الحوار. فسوف يساعدنا هذا الصحفي. لقد هبط الليل يا لارونيس ، ربما تكون جريحة أو خائفة...

Rehana 28-07-20 07:25 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- سنجدها يا جوناثان، اهدأ من فضلك!
- يا الهي، لو استطعت إعادة شانون، لما حدث كل هذا. لم تكن شانون متأكدة أن السائق سيقودها لأعلى الجبال. فضاعفت له الأجرة. لتحل المشكلة.
كانت البوابات مغلقة. لمحت شانون فجأة سيارات شرطة وإسعاف مجمعة حول الجبل.
- قف! هل هذه حادثة؟
وجه رجل الشرطة المشعل الذي يمسكه في يده نحو السائق، سأله:
- أين تذهب؟
أجابت شانون بدلا منه:
-أريد صعود الجبل. هل حدث شئ؟
-اختفت طفلة صغيرة ونحن نبحث عنها.
شعرت شانون بالدم يتجمد في عروقها:
- ما اسمها؟
- إنها ابنة جوناثان دريم، هل تعرفينها؟
- ديدي! آوه لا اتركني اصعد، أرجوك، يجب ان اصعد.
- ما اسمك يا سيدتي؟
- شانون سمريس! لو سمحت دعني ارحل.
فتح رجل الشرطة الحاجز.
لمحت شانون رجال الشرطة الذين يحملون المشاعل في ايديهم يبحثون في الغابة عن ديدي.
استقبلها لارونيس أمام القصر ثم قال لها:
- اهتمي أنت بـ جوناثان في مكتبه يتفحص الليل من النافذة بنفس صورة الوحدة، و اليأس.
-جوناثان.
استدار ببطء وكان وجهه شاحب اللون.
- ماذا تفعلين هنا؟
- أنا... أنا أتيت لأنك على حق.
- أنا على حق؟ حسنا، جئت متأخرة جدا.
- متأخرة جدا؟ لا. مستحيل.
نظر لها جوناثان بنظرة تفحص, ثم انتصبت شانون لتجمع قواها كي تتمكن من مجابهته. لماذا يعاقب جوناثان هده المرأة التي يحبها، وابنته أيضا؟.
ثم تقدمت شانون خطوة للإمام وقالت:
- لا يا جوناثان، ليس متأخرا، لقد ساعدتني لكي أرى نفسي بوضوح, وأن اكتشف أنني لست المسؤولة عن وفاة والدتي ,وقد رحلت لأنه قد آن الأوان لكي ارحل.
- مثلما حدث لنا؟
حاول جوناثان أن يتماسك حتى لا يجرحها.
- لقد أخطأت، وأنا اعرف هذا وجئت لكي أقول لك...
-ماذا تريدين أن تقولي؟
- إنني احبك، وأريد البقاء بالقرب منك يا جوناثان هنا أو في أي مكان ليس مهما، فلا يستطيع احد أن يعيش في عالم خيالي, حتى نحن.

Rehana 28-07-20 07:26 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-قولي هذا لديدي, فهي تؤمن بك ,وتصدقك ,وتصدق كاسي بيل الجنية الخيالية لدرجة إنها قررت الرحيل لتبحث عنك, لقد رحلت يا شانون. رحلت. لقد رأت أنها تستطيع أن تحصل على العالم الخيالي. نحن لا نستطيع عمل أي شيء.
الإنسان الذي يقف أمامها ليس هو الذي قطع شجرة عيد الميلاد و الذي اصطحبهم الى بلاد السحر، كان يشبه شبح الأوبرا ، المدمر بالحب.
لمحت شانون الشيء الذي كان يسحقه بين أصابعه... إنه تمثال الحيوان الذي أحضرته له في عيد الميلاد, ثم استدار نحوها، ويبدو على وجهه علامات العذاب.
ثم فتحت ذراعيها, ثم همهمت:
- أوه يا جوناثان. احبك. أرجوك كف عن اتهامنا، وبعد لحظة وجد نفسه بين أحضانها، كان يرتعد، اختلطت دموعهما معا. وأصبحت كشخص واحد. واستمرا في الصمت وبعد وقت رفع جوناثان وجهه بهدوء.
- أنا آسف اعذريني. اخشى أن انفجر. لكنني لا أريد الإساءة إليك.
- اعرف ذلك.
-لا , أنت لا تعرفين. أنت لن تصدقي لو قلت لك إنني كنت اجرح دائما مشاعر كل من حولي.
- فقط لأنك تحبهم، و الحب يعطي القوة حتى أن تجرح ، وان تكون جريحا، ويعطي أيضا الشجاعة لكي تبدأ من جديد، والآن سيجعلنا نجد ديدي وسوف نجدها يا جوناثان.
أخذها جوناثان بين ذراعيه، ثم عانقها بهدوء.
ابتعدت شانون تم أضافت:
-و الآن، احك لي ما حدث بالضبط.
-ظهرت ديدي هادئة جدا منذ أيام, وقالت لي السيدة بيتر إنها شاهدت الحلقة الأخيرة من كاسي بيل في القصر. وبعد ذلك اختفت.
- لماذا تعتقد أنها رحلت للبحث عني؟
- قالت ذلك لـ بيتر بينما لم تفهم بيتر نيات ديدي.
- هل تستطيع أن تخبرني بكل كلامها، كلمة كلمة؟
- قالت إنها ستفعل مثل كاسي بيل التي لا تخاف من الظلام، ولم تفهم بيتر ما تقصده ديدي , فديدي لم تعد تخاف من الظلام . وأضافت أنها لن تخاف من شئ أبدا، وإن لم تعودي فستبحث عنك حتى لو رفض والدها ذلك. الرسالة واضحة جدا.
- لكن من قال، إنها رحلت للبحث عني؟
-تناولت غذاءها واختفت مع بوبي ,ولم يكتشف اختفاءها إلا بعد الظهر.
فكرت شانون ثم قالت:
- لا بد من إيجاد علاقة بين هروب ديدي وحلقة التلفزيون التي كانت تمثلها كاسي بيل، هل قالت حقا، إنها لم تعد تخاف من شيء؟
- طبقا لكلام بيتر نعم. لكن بيتر اعتقدت أنها تقصد ساقيها.
- لا ,هل قالت كاسي بيل في هذه الحلقة أنا لا أخاف من شيء، ثم جابهت الظلام في برج القصر ,لقد جعلتها القوة السحرية شجاعة، ذلك هي فكرتها.
- ماذا تقصدين؟
- الحجرة الموجودة في البرج، هل فتشت فيها؟

Rehana 28-07-20 07:27 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
-أنا... أنا لا اعرف. لكن من المؤكد أن بيتر ولارونيس فكرا في ذلك. لكن ديدي لا تستطيع الصعود لأعلى، ساقاها ليستا قويتين بما فيه الكفاية، فهي غير قادرة على تنفيذ خطتها.
- أوه... بلى! هكذا تستطيع أن تظهر خوفها... هيا بنا.
تسلقت شانون السلم الحلزوني الذي يؤدي إلى البرج ثم تابعها جوناثان إلى هناك.
أطلق بوبي عواءه عندما نادى جوناثان.
قال جوناثان:
-يا الهي ! ما تقولينه حقيقي.
ثم وقفا عند مدخل الباب, كانت الغرفة غارقة في الظلام. هرب بوبي مهرولا على السلالم عندما فتحا الباب.
قالت ديدي:
- أنا هنا، يا شانون في السرير.
كانت ديدي نائمة وتائهة في أحلامها، تمسك عصاها السحرية في يدها، وأيضا كاسي بيل.
حملقت الطفلة في هدوء، تم فتحت عينيها، ثم ابتسمت:
- كنت اعرف انك ستأتين يا شانون، أنا فكرت كثيرا فيك هنا.
- نعم اعرف، شعرت بذلك.
- هل سترحلين مرة أخرى؟
- لا ، أبدا.
رفع جوناثان ابنته بين ذراعيه.
- انظر يا أبي من النافذة، الأنوار السحرية أضاءت، إنها لا تضاء إلا في حالة الزواج. أليس كذلك يا أبي؟
- يجب أولا أن نسأل زوجة المستقبل.
أمر جوناثان الرجال بالرحيل، ثم وافق على عمل الحوار الصحفي. ووعد شانون انه سيبني قصرا في الوادي مثل هذا القصر، وأيضا مركزا للعلاج النفسي و العقلي الذي يحمل اسم مني دور. ثم تناولوا العشاء الذي يمثل العيد عندهم.
قالت ديدي:
-لديك حق يا شانون لو أردنا الحصول على ما نتمناه يجب الاكتفاء بالإيمان به، لكن... هل تعرفين؟ هذا ليس سهلا دائما.
وقعت هذه الكلمات بثقل على أذن جوناثان.
قال جوناثان:
- تؤمنين انه ليس سهلا مطلقا؟
اتجه جوناثان مع شانون إلى مكتبه. اقتربت شانون منه واضافت:
- نعم.
-هل تعتقدين أننا سننجح عندما نعيش معا في الواقع؟
-ليس تماما.
قال جوناثان:
- ماذا تريدين أن تقولي بهذا؟
- فكرت كثيرا، في الخيال منذ رحيلي.
- أنا أيضا.
- الخيال يسمح بتحقيق الرغبات.

Rehana 28-07-20 07:30 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي
 
- كيف؟
-هذا بسيط، الحب خيال، والناس الذين يطردون الحب لا يستطيعون الإيمان بالخيال، أنا خلقت كاسي بيل لأنني في حاجة للحب.
- أنا لا أؤمن بالحب، لأنه لا يجلب إلا الشجن و الساعات السوداء.
- لا يمكن أن يتواجد الضوء بدون الظلام يا جوناثان، والحب لا يمكن أن يكبر لو لم نرده حقا.
-هل الحب معنى آخر للتعبير عن الخيال؟
- نعم، دائما.
غمرته العاطفة كالأمواج، ثم سأل:
- هل تحبينني يا شانون؟
- هل هذا سؤال؟
-إساءة بسيطة.
رفعها بين ذراعيه واتجه نحو السلم.
قالت شانون:
- إلى أين؟
- إلى بلد الأحلام.
ثم صعدا السلم، ودخلا البرج، ووضعها على السرير.
قال جوناثان:
- أنت ساحرة دائما بالنسبة لي.
- أنت أيضا.
قال جوناثان:
- سأجري عملية في وجهي لأعيد تقويمه. أنا لم اعد في حاجة للندبة.
-لا تفعل هذا، أنا احبك هكذا، الندبة جزء منك، ومني أنا أيضا.
كان الثلج يغطي الجبل، وكان ضوء النجوم يتسرب من خلال الأشجار، وفي هذا الجو الجميل و المنظر البديع صمم جوناثان فستان الزفاف لـ شانون بنفسه.
وكانت ديدي ترتدي فستانا طويلا لكي يخفي عكازيها. ثم تسلقت السلم بجوار شانون وهي تقذف الفل و الياسمين عليها بيدها.
كان جوناثان يقف على أول درجة من السلم وكان يرتدي بدلة ستان زرقاء وشعره الأسود خلف رقبته، والمنديل على عينه، يبدو انه أمير.
قذفهما ويلي والسيدة بيتر بغبار النجوم الفضي والذهبي. لكن جوناثان وشانون ليسا محتجين للوهم، لان هذه النجوم وجدت سابقا في قلبيهما.
فاجأهما الثلج عند حلول الليل، وازداد سمكه لدرجة أن عزلهما عن العالم الخارجي.
- أوه، انظر يا جوناثان!
- أنا حزين يا عزيزتي، لكنني اشعر أن رحلتنا لباريس ستتعرض للخطر.
- هل يضايقك لو قضينا الليلة هنا؟
قال:
- لا ,شهر العسل الذي أريده، هنا معك.
ثم صعدا إلى البرج مكتوفي الأيدي. لم يستطع جوناثان منع نفسه من السؤال:
- متى ستحكين لي قصة تحرير الطغاة الانجليز؟
التفتت إليه, ثم قالت:
-ذات يوم من الأيام، هل تستطيع أن تنتظر؟
قال:
- هل هذا سؤال يا امرأة؟
- إنها إساءة بسيطة...

تمت

نجلاء عبد الوهاب 24-11-20 11:24 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي ( كاملة )
 
:c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285: :c8T05285::c8T05285::c8T05285::c8T05285::hR604426::hR604426: :hR604426::hR604426::hR604426::0041::0041::0041::0041::0041:

هتونا 01-02-22 09:30 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي ( كاملة )
 
حلوة جدا احلا تحية للجميع ودمتم في قلبي سكنه

سماري كول 24-05-22 02:48 PM

رد: 502- من أجل حب ساحرة - كارلو دونيللي ( كاملة )
 
يسلموا ع الرواية الجيلة


الساعة الآن 10:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية