رد: زوجة بالاسم روايات غادة _ مكتوبة
بقية المساء مرت فى دوامة بالنسبة الى كارا . ممزقة بالانفعالات المتضاربة للخوف , والذنب , والخسارة , هى ذهبت فى الحال الى غرفتها بعد أن أخذها مات الى المنزل .
فيما بعد فى المساء طرق مات على بابها وسأل . " يا كارا , هل أنت على ما يرام ؟ ". " نعم " قالت عبر الباب المغلق . " لكننى أريد أن أكون وحيدة الليلة , يا مات ". " هل أحضر لك شيئا تأكلينه ؟ " ألح . " لا شكرا , أنا فقط بحاجة الى بعض النوم " توقف للحظة ومن ثم قال " حسنا " فى صوت منخفض . عندئذ هى سمعت وقع خطواته وهو يعبر القاعة. الايام الثلاثة التالية أمضتها كارا جالسة الى جانب عمها أو فى غرفة انتظار صغيرة فى المستشفى . كان مات مشغولا خلال النهار , لكنه كان ينضم اليها فى المساء ويقودها الى الكافتيريا لتأكل . الطعام ليس له مذاق , لكنها كواجب أرغمت نفسها على أن تأكل قليلا بالحاح من مات . يوم الخميس , عندمت حضر مات ليأخذ كارا الى المنزل من المستشفى , هو عبس لوجهها الشاحب وعينيها الغائرتين . " توقفى عن معاقبة نفسك " قال بها بخشونة . " الذنب ليس ذنبك ". وضع مات ذراعا قوية حول كتفها وشدها الى جانبه . متعبة جدا لكى تقاوم , هى سمحت لنفسها باراحة رأسها على جدار صدره القوى و فى هذه اللحظة هو بدا اشبه بصخرة هى تستطيع أن تتعلق بها فى عاصفة الانفعالات التى كانت تشعر بها. https://m5zn.com/sfari_uploads/2017/...3c60c9830c.gif |
رد: زوجة بالاسم روايات غادة _ مكتوبة
فى اليوم التالى أعلمهما الدكتور شبرد أن الخطر قد زال عن عمها . كارا فركت عينيها وادركت فجأة أنها متعبة . حتى مع أن الخطر قد زال عن عمها , لم يكن هناك انكار بأن الايام القليلة الماضية كانت محنة , وهى شعرت بأنها منهارة .
متجهة نحو المصعد , هى ضغطت الزر الى الاسفل , ما تحتاجه كان كوبا من القهوة فى كافيتريا المستشفى قبل أن يتوقف مات ليطمئن عن حالة عمها . بسرعة هى اشترت كوبا من القهوة واحضرته الى طاولة فورمايكا حمراء صغيرة وجلست على كرسى . بدون توقع هى وجدت نفسها تنظر الى الأمام لتشاهد مات . ربما هما يستطيعان تفسير الأمور. لكن أحلام نهارها طارت بواسطة عينين عدائيتين شعرت بهما تحرقان ظهر عنقها . هى التفتت فجأة لترى فيرا كالدويل جالسة الى طاولة خلفها مباشرة , تدخن . كومة من أعقاب السجائر ملأت المنفضة أمام المحررة الصحافية , ودخان سيجارة كلل ضفائر شعرها الأحمر اللامع . ارتجفت كارا لا اراديا . لماذا هذه المرأة تحدق اليها هكذا ؟ هرست سيجارة دخنت نصفها , سحيت فيرا كرسيها الى الوراء وتقدمت باتجاه كارا . بدون سؤال , سحبت فيرا كرسيا الى الجانب الآخر من الطاولة وجلست , بعد أن مهدت طيات تنورتها السوداء. " لقد كنت آمل برؤيتك هنا " بدات صاحبة الشعر الأحمر عندما هى نظرت الى المرأة الشابة عبر رموش طويلة . |
رد: زوجة بالاسم روايات غادة _ مكتوبة
" أوه " أجابت كارا , متعجبة ماذا يمكن أن تريده المحررة منها . " أنا كنت أنتظر الفرصة لمقابلة عمك , بالطبع " تابعت فيرا . لكننى أيضا أريد التحدث اليك " . " لى ؟ " استجوبت كارا . " عن ماذا ؟ ". " عن مات . ومن غيره ؟ " أجابت المحررة , وراقبت كارا بانتباه . قبل أن تكمل , اشعلت فيرا سيجارة أخرى ببطء , ومجتها ونفخت ببرود سحابة رقيقة من الدخان الرمادى . " ماذا يحتمل أن تقولى لى عن مات ؟ " سألت كارا . " لدى الكثير لأقوله عنه .مات وأنا كنا معا " قالت , وعيناها ضاقتا عندما نظرت الى المرأة الشابة من فوق الى تحت بانتقاد . " لقد عرفنا بعضنا لفترة طويلة . نحن صديقين قديمين وعزيزين وانا أكره أن أرى حياته تدمر بزواج أحمق . أنت وأنا نعلم أن مات قد أرغم على هذا بواسطة عمك . هو ما كان ليختار الزواج من قطعة متاع صغيرة ساذجة تحت ظروف أخرى " . شهقت كارا . هى شعرت بكلمات فيرا توخز قلبها . لقد قالت المحررة بالضبط ما كانت كارا نفسها تخشاه . كيف يمكن لفتاة شابة مثلها أن تأمل بالحصول على حب واحترام رجل مرموق فى العالم مثل مات . كان ذلك صحيحا , هى فكرت , وكرهت فيرا لأنها قالت ذلك بصوت مرتفع . حاولت كارا أن ترفع كوب القهوة الى شفتيها لكن أصابعها كانت ترتعش , وهكذا هى أعادته بسرعة الى الطاولة . " أنت تعلمين أن ما أقوله هو الحقيقة " هى ضغطت على شفتيها . " أنت لست المرأة المناسبة لمات ولن تكونى . فى أفضل الأحوال , هو فقط سيتحملك وينشد السلوى بين ذراعى امرأة أخرى " اضافت فيرا بابتسامة ذات معنى . |
رد: زوجة بالاسم روايات غادة _ مكتوبة
شعرت كارا بوخزة أخرى من الالم . هى خشيت أن يكون مات قد فعل ذلك من قبل . فى الحقيقة , هى تعجبت اذا الصحافية الناعمة التى هى أمامها كانت هى المرأة . هى تذكرت صورة رأس مات بجانب الضفائر الحمراء للمحررة وقت الاستقبال . ثم كانت هناك نشرات التليفزيون الاخبارية التى تظهر مات وفيرا فى نقاش عميق حول سياسة ماريلند . ماذا ناقشا معا , هى تعجيت , عندما لم يكونا على الفيلم ؟ أم هل هما اضاعا الوقت فى الكلمات ؟ " اذا كتبت قصة فضيحة حول مات , هو سيكرهك " واجهتها كارا . " اوه " قالت فيرا , " انا لن أكون تلك الغبية . هل تعتقدين اننى سأكتب القصة بنفسى ؟ كل ما على القيام به هو أن القى كلمة فى الأذن الصحيحة وشخص آخر سيقوم بذلك لأجلى . أنت هى التى سيلومها مات , وليس أنا ". " لكننى سأعلمه من التى هى وراء كل القيل والقال ". ضحكت فيرا . " هو لن يصدقك " هرست سيجارتها , ووقفت ذات الشعر الأحمر ونظرت الى الصغيرة ذات الشعر الأسود . " فقط فكرى بالموضوع " كانت هذه هى طلقتها للفراق عندما هى وقفت وسارت , واصوات كعبيها العاليين يتردد صداها على الارض الصلبة . كان عقل كارا فى دوامة . ماذا يمكنها ان تفعل ؟ هى تعجبت فى يأس . حشرت كارا فى كرسى الكافيتريا البلاستيك القاسى , وظل تهديد فيرا يتردد صداه فى عقلها . هل مات أسرّ الى فيرا عن زواجهما ؟ بالتأكيد يبدو أنه فعل . وان فيرا كانت تعنى أن تصريحها يجب أن يكون صحيحا . هو يجب أن لا يكون لديه شعور حقيقى نحوى , قالت كارا لنفسها بيأس . حقيقة ذلك كانت ضربة قاصمة . فى مؤخرة ذهنها هى سمحت لنفسها بأن تأمل بأن مات بدأ يهتم بها . لكن الآن ليس هناك مزيد من الشك . ليس هناك سبب حتى للأمل. |
رد: زوجة بالاسم روايات غادة _ مكتوبة
نظرت كارا الى ساعتها . لقد كانت الواحدة . مات سرعان ما سيكون فى المستشفى . هى لا تريد أن تلتقيه , ولا تريد أن تكون مشوشة بفحولته المغناطيسية . بعد أن أخبرت عمها بأنها ستبتعد لعدة ايام , كتبت كارا بسرعة ملاحظة الى مات , شرحت له بأنها ستبتعد وتفكر . هى تركتها فى مركز الممرضة , مع تعليمات بتسليمها الى زوجها عندما يصل . الرحلة من بلتيمور الى جورجيتاون استغرقت حوالى ساعتين . وأعصاب كارا كانت على الحافة عندما أوقفت سيارتها الصفراء أمام المنزل القرميدى الأحمر حيث تشاركها فيه جيل . الحمد لله أننى ما زلت أحتفظ بمفتاحى , هى فكرت , عندما فتحت الباب ودخلت الى غرفة الجلوس الصغيرة . حائرة وغير واثقة لكن مصممة على المغادرة حتى من شقتها الأصلية , كتبت كارا رسالة عاجلة الى جيل , تخبرها فيها بأن لا تقلق . عندئذ هى خطفت محفظتها وخرجت من شقتها . عندما أصبحت فى سيارتها هى بدأت تقود على غير هدى , وسمحت لنفسها بالانجراف الى خارج المدينة فى ساعة شدة الازدحام . على الراديو كان المذيع يتحدث عن الانتخابات الأولية . عندما سمعت اسم مات يذكر , هى أطفأت الراديو بسرعة . قادت فى صمت . ومع أنه لم يكن هناك مكان محدد فى ذهنها , فهى وجدت نفسها بعد ساعة على الطريق رقم 97 المتجه شمالا . هى كانت فقط على بعد خمسة أميال عن مزرعة ويندى ويلو . هل أنا حقا أريد الذهاب الى هناك ؟ هى سألت نفسها . لكن عندئذ الوجه الدافئ المريح لاليزابيث جوردان طاف فى ذهنها . |
الساعة الآن 09:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية