منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   فراشة تحترق - مارفيس كلير ( روايات غادة المكتوبة ) (https://www.liilas.com/vb3/t206941.html)

سيريناد 11-07-19 12:02 AM

رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
 

كانت هناك ستائر حريرية على النوافذ ، وجدار كامل فيه خزائن للثياب .
غرفة الحمام المؤدية بعيداً عن غرفة النوم كانت تحبس الأنفاس ،
مع حمام منخفض وحنفيات مطلية بالذهب على شكل رؤوس الدلافين .
( هل تعجبك الشقة ؟) جلست جين على مقعد محشو بجانب طاولة التواليت وأعطتها نظرة مسلية .
(هذا لا يصدق !) اختارت جوليت كلماتها بعناية ( لكن أين مايا؟ لقد أعتقدت بأنك تشاركينها ).
( أوه ، ذلك لم ينجح ) أعترفت جين بصورة عادية .
( لكن هذا المكان هو مؤقت يمكنني القول .
أنا لم أصبح مليونيرة بعد . كان هناك الغاء للإيجار وتمكنت من الدخول على أساس قصير الامد .
بإيجار منخفض . سأنتقل في الخريف عندما يجدون مستأجراً آخر دائماً ، بالطبع .
لكن حتى ذلك الحين انه لجميل العيش في حضن الرفاهية ).
كانت تبتسم وهي تتكلم ، وعيناها الخضروان محفوفتان برموش اصطناعية داكنة طويلة وتتركزان على وجه جوليت ، ولماذا يتوجب على جوليت
ان تشعر فجأة وبالتأكيد بأنها كانت تكذب ، وهي لا تدري ، لكنها دائماً منذ عهد الطفولة كان لديها هذا الاحساس عندما لاتقول جين الحقيقة ،
وشعرت بنفسها تعس قليلاً .
عندئذ تمالكت نفسها . فهما لم تعودا طفلتين .كانت جين شابة الآن ،
وخولة للحياة على هواها ، وهناك اسرار في تلك الحياة .
كل ما يهم هو أن تبقى الماما في جهل هانئ، وكل ما على جوليت ان تفعله هو أن
تتصل بها هاتفياً وتطمئنها بأن جين بخير وسعيدة .
أية شكوك أو التباسات قد تكون لديها ستحتفظ بها لنفسها .
( ما الأمر ؟) امالت جين رأسها إلى الوراء .
( تبدين كئيبة جداً ، يا شقيقتي العزيزة . هل ازعجتك رجلة الطائرة ؟ هل أنت متعبة ؟)
( قليلاً ربما ) نفضت جوليت الثوب الذي اخرجته .
من حقيبتها وعلقته في احدى الخزائن ( الدوش سيكون جميلاً على ما أعنقد)
( أعتبري نفسك في بيتك ) نهضت جين .
( سأذهب لاعداد القهوة . تعالي الى الصالون عندما تكونين جاهزة ).
كانت جوليت كثيرة التفكير ، وهي تسمح للمياة بأن تنهمر ببرودتها اللذيذة فوق جسمها .
كان هناك شيء ما غريب بالتأكيد في سلوك جين . كان ترجيبها دافئاً كفاية ، اكثر مما توقعت جوليت ، لكن كان هناك شيء ما محروس في موقفها .
( من الواضح أنها كانت خائفة بأنني سأبدا بالتجسس ) قالت لنفسها وهي تلف نفسها بإحدى مناشف الحمام الكبيرة :
( سأحاول ان اجعل الأمر واضحاً بأنني لست مهتمة في حياتها الخاصة)
أخذت ترتدي ثيابها ، فاختارت قميصاً كلاسيكياً للخصر من القطن الأخضر البارد ،
ودست صندلاً بدون كعبين في قديمها .مشطت شرها النحاسي بعيداً عن وجهها وعقدته عند مؤخرة عنقا بوشاح ملائم لثيابها .
عندما انتهت ، قررت بأنها تبدة جميلة ، رغم أنها لا تستطيع المنافسة على مستوى جين .
غادرت غرفة النوم وسارت على طول الرواق بإتجاة الصالون ، وقدماها تصدران صوتاً خفيفاً على الأرضية المفروشة بالسجاد السميك .استطاعت
ان تسمع جين تتحدث في مكان ما بصوت منخفض فتحققت للحظة ، وهي تعتقد ان زائرين آخرين
قد وصلوا بينما كانت هي تأخذ دوشها ، لكنها عندئذ اخبرت نفسها بأنها كانت مضحكة .
كانت هي ايضاً ضيفه جين ، على كل حال ، وسارت إلى الأمام بتصميم .
لكن جين كانت وحدية في الصالون ، تتحدث على الهاتف .
كانت تدخن سيجارة في نفحات عصبية سريعة وفيما كانت جوليت تراقب مالت الى الأمام ،
وهرست عقب السيجارة ي منفضة سجائر من الأوتيكس الأسود التي كانت بجانب الهاتف .
عندما فعلت هكذا ، نظرت عالياً وشاهدت جوليت على الرواق .
ابتسمت ورفعت لها يدها بالتحية ، وانخفض صوتها قليلاً وهي تتابع الحديث .
اخيراً بفرح ( تشاو ، كارو ) هي اعادت السماعة .
( أنا آسفة ) نزلت جوليت الدرجات إلى الصالون .
( هل ازعجتك بشيء؟)
هزت جين كتفيها مبتسمة ( مجرد مخابرة هاتفية ) ÷ قالت بخفة .
( لم تكن هامة . تعالي الآن وانتقعي في أشعة الشمس واخبريني عن كل ما يجري في البيت )
لبقية بعد الظهر ، والمساء الذي تلاها ، وضعت جين نفسها لتكون ساحرة ، ووجدت جوليت نفسها وقد بدأت تسترخي وتفقد الاحساس بالتطفل الذي اربكها .
اكلتا في كوة الطعام التي تنفتح على الصالون - شرائح باردة من الشمام ، تلتها معكرونة بالصلصة الغنية .
( لقد تحسن طهيك كثيراً ) ، اخذت جوليت رشفة تقديرية من النبيذ ،ومالت إلى الخلف في كرسيها .
( لقد احببت الطعام الايطالي دائماً ، ولحسن الحظ يبدو بأنه يحبني أيضاً ، )
نظرت جين إلى وركيها النحيلتين بإمتنان .
( إذا ظهرت علامات بأنني اتطور الى ماما ايطالية منتفخة تماماً ،
فانني سأتبع حمية دائمة ).
( لا داعي للقلق حيال ذلك ) قالت جوليت بإعجاب ودي .
( إعتقد أنك ازددت قليلاً من حيث الوزن ، لكن يناسبك ).
كانت ملاحظتا عادية تماماً ، وهي لم تكن مستعدة تماماً لنظرة جين السريعة .
( اي هراء هذا !) قاطعتها شقيقتها .
( انني بنفس الوزن كما كانت دائماً . هل تعتقدين ، في وظيفتي ، انني لا اراقب نفسي كالصقر ؟)
( انا آسفة ) . لعنت جوليت نفسها داخلياً لتسرعها لكن جين لم تعتد لتكون سريعة التأثير .
بعد لحظة توقف ،ابتسمت جين بجهد .
( أنا أسفة ايضاً ،انني عادة لا انفجر هكذا ، لكن بعض الفيتات اللواتي اعمل معهن يمكن ان يكن مجرد حيوانات ).اطلقت ضحكة غير ثابته .
( أعتقد بأنني اشعر بطعنة في الظهر حتى من الملاحظة الاكثر براءة هذه الايام . الحمد لله إنني ....)
توقفت فجأة .
( نعم ؟) قالت جوليت بلطف .
هزت جين كتفيها ( الحمد لله لأنني استطيع دائماً العودة الى انكلترا اذا ساءت الأمور )
قالت بلا اكتراث ، لكن مرة اخرى كان لدى جوليت شعور قلق بأنها لم تكن ( لملاحظة التي تنوي قولها . لكن في اللحظة التالية كانت جين من جديد
تتحدث بعيداً عن الموضوع ، تنسب حكايات حول بعض الشهيرات اللواتي ذهبن الى دو لوزنزو لتسوق ثيابهن مقلده بعض النساء الثريات اللواتي عرضت لهن ثياباً ،
وجوليت ذهب قلقها .

سيريناد 11-07-19 12:03 AM

رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
 

عندما تمددت في السرير تلك الليلة ، مصغية الى التنفس اللطيف لجين في السرير التالي ، لكن متشوقه جداً لتغرق في النوم حالاً ،
قالت في نفسها بأنها ستقضي وقتاً ممتعاً في روما ، جين ستكون
في العمل معظم الوقت ، لكنا وعدت بأن تأخذ بعض الاجازة .
التي كانت مستحقة لها لتأخذ شقيقتها في جولة حول بعض المناظؤ وربما للقيام ببعض التسوق ،والامسيات .
وفيما كانت هي تنظف اطباق العشاء ،انتهزت جوليت الفرصة لتتصل هاتفياً بوالدتها بسرعة وتطمئنها بأن كل شيء على ما يرام ، وانها ستكتب لها في مزيد من التفاصيل خلال اليومين القادمين .
حاولت ان تلمج لجين وهما تستعدان للنوم ان السيد لورانس بحاجة للاطمئنان بالرسائل المنتظمة ، لكن جين تجاوبت بشكاسة وجلويت بسرعة اهملت الموضوع .
عندما استيقظت في صبيحة اليوم التالي ، كان سرير جين فارغاً رغم ان الوقت كان لا يزال باكراً ،نزلت من السرير وتناولت فستانها الانكليزي المطرز الذي يناسب قميص نومها ،
وشدت الزنار باحكام حول خصرها النحيل قبل ان تخرج الى الرواق .
لكن عندما ذهبت باتجاه باب غرفة النوم سمعت صوتاً مألوفاً لكنه كان متكدراً آتياً من الحمام .
عبرت في الحال وطرقت الباب .
(جين ماذا جرى ؟ هل أنت مريضة ؟ هل استطيع الدخول ؟)
كانت هناك فترة صمت ثم جين نفسها فتحت الباب ( أوه هالو ).
كانت نغمتها قبيحة . ( لا حاجة للقلق ،انا بخير يجب ان اكون قد اكلت شيئاً ما لا يتوافق معي ،ربما كان ذلك الشمام - إنه يزعجني احياناً ).
(سأعد بعض القهوة ) .اطلقت جوليت عليها نظرة قلقة .
( هل تريدين العودة إلى السلاير ؟ تبدين شاحبة )
( بالطبع انا شاحبة ، لقد تقيأت لتوي . بحق الله ، لا تثيري ضجة أنت سيئة مثل ماما)
قالت جين بضجر.
لكن في الفترة التي تم فيها اعداد القهوة وكانتا تجلسان على الشرفة مع لفائف طازجة وزبدة على المائدة ، استعادت جين لونها ومرحها .
( مدهش!) تعجبت وتناولت كوب عصير البرتقال المعصور حديثاً الذي قدمته لها جوليت بصمت .
( أنت ملاك. كان يجب أن أدعوك منذ فترة طويلة ).
انتقلت عيناها بنوع من التحدي فوق شفتي جوليت المزمومتين .
- حسنا هيا , حبيبتي , اسأليني اذا كان ذلك صحيحا .
- هل يتوجب علي ان افعل ؟
لم تستطع جوليت كبت المرارة في صوتها .
وضعت الكوب على الطاولة :
- كمعلمة , اتصور انك اكثر قدرة على جمع اثنين واثنين معا والوصول الى نتيجة صحيحة , انا اعتقد انك سريعة البديهة , لو لم تسمعي صوتي من خارج الحمام لعرفت انني اعاني من وجع ما اليس كذلك .
تلاقت نظراتهما :
- هل يفترض ان لا نعرف انا وماما ؟
هزت جين كتفيها :
-دعينا نقول ان زيارتك في هذا الوقت بالذات كانت في غير اوانها .
- اذن لماذا بحق السماء لم تطلبي مني عدم المجيء ؟
حاولت جوليت ان لا تبدو متضررة كما شعرت وبدا صوتها سطحيا بالنتيجه .
- لا انني كنت خائفة اذا بدأت باستغفالك بأعذار واهية فقد تركب ماما رأسها للمجيء مكانك . وبينما انا قد اتمكن من استغفالك لفترة , فقد عرفت انني لن اهرب من عينيها النسريتين . وكما تتخيلين انها اخر شخص اريدها ان تعرف عني هذا . ليس بعد ان يتم تصنيف كل شيء .
- ماذا ستفعلين ؟
سألت حوليت بتعاسة :
- هل ستتخلصين من الطفل ؟
اتسعت عينا جين الى اقصى حد .
- اجهاض في ايطاليا ؟ لابد انك تمزحين ! لا , بل تقليديا اكثر من ذلك . انا سأتزوج . في الحقيقة لو انك اخرت زيارتك لاسبوع اخر . من المحتمل انني كنت قد تزوجت . كل المشاكل قد حلت , وكل اماني الماما الاكثر رومنطيقية تحققت , وبعد فترة عاقلة , الوعد بحفيدها الاول . كل شيء على ما يرام .
- انا فهمت .
قالت جوليت بجفاف .
- تلك كانت القضية , فهل يستطيع المرء ان يسأل لماذا بكل بساطة لم تتزوجي من البدياة وتجنبت كل هذه الترتيبات السريعة والمعقدة ؟
صبت جين لنفسها بعض القهوة .
- كانت هناك اسباب
قالت عابسة .
- ولا تزال هناك بالنسبة لتلك المسألة , ليس امي الوحيدة التي لم تكن لتمانع زواجنا بل هناك شقيق لماريو كان يسبب لنا بعض المشاكل .
- بأية طريقة ؟
وضعت جوليت زبدة على لفافة وقضمتها , بالرغم من قبلة شهيتها . خبر جين ترك شعورا اجوفا عليلا في هوة معدتها . تخوف الماما كان صحيحا على ما يبدو .
هزت جين كتفيها ثانية :
- الشقيق الاكبر يشعر بأنه يجب ان يكون له القول الفصل في خطط زفاف ماريو , ولا حاجة للقول انه لا يوافق على وجودي بينهم .
اجابت بدون اكتراث .
- ليس لأننا تقابلنا دائما بالطبع .
- لكن هل يحتمل ان يكون ماريو متأثرا بآرائه ؟
لم تستطع جوليت ان تخفي القلق في نغمتها ...
- يفترض في الايطاليين ان يكون لديهم هذا الاحساس القوي للعائلة و ..... .
- حسنا . الاخ يمسك بخيوط المحفظة كبداية .
انفجرت جين ومدت يدها برشاقة .
- وانت على صواب حيال شعور العائلة . هم جاؤوا من الجنوب , من كالابريا حيث مثل هذه الاشياء تهم كثيرا , رغم انهم في الواقع لا يعيشون هناك الآن , سانتينو , ذلك هو الاخ , نوع من صناعي في الشمال الآن , وله اصبع في أي عدد من المسائل المالية التي استطيع ان اجني منها بما فيها السياحة .
مالت الى الوراء في كرسيها , ورفعت وجهها الى الشمس :
- اظن في الحقيقة انا اعتقد كان يأمل بأن يتزوج ماريو زواجا مرموقا , بعبارة اخرى ان يتزوج من ابنة صناعي اخر ويجمع بين الثروتين . انا لست رقما في ممشاريعه هذا طبيعي .
- لكن ذلك مريع .
قالت جولي بحرارة :
- الزواج المرتب هو شيء من الماضي على اية حال .
رفعت جين حاجبيها :
- من الواضح انهم لا يزالون تقليديين جدا في الجنوب . افكار سانتينو ليست فوق العادة كما تظنين .
- لكن .. هل يعرف عن الطفل ؟
- لا !
رفعت حاجبيها من جديد .
- في الواقع بالنظر الى عدائه المكشوف , لم نخبره الكثير . يشعر ماريو ان من الافضل الحفاظ على بروفيل منخفض ونفاجئة بالامر الواقع بعد الزفاف .
بدت منزعجة :
- فحالما نتزوج فسيكون هناك القليل جدا ليقوم به حيال الموضوع , وانا اشك بانه سيستمر في أي من تهديداته .
- تهديدات ؟
الق جوليت ببقايا لفافتها بعيدا بدون اكل , وحدقت الى شقيقتها .
ضحكت جين :
- تستهدفني ايتها الحمقاء. رغم انني ساعترف بانه وجه بعض الملاحظات البذيئة في الماضي , لا هو اخبر ماريو بانه سيحرمه من كل لير ايطالي , رغم انه سريعا سيذعن . لسبب واحد وهو ان ماريو وريثه الشرعي الوحيد , وسانتينو نفسه ليس متزوجا او يحتمل ان يتزوج , لأنه منهمك جدا في جمع الاموال وقضاء اوقات ممتعه .. نظرياته عن الاخلاق لا تمتد الى سلوكه الخاص .
اضافت ومضة من المشاكسة
- اعتقد بانك لا تعرفينه .
- فقط عن طريق السمعة ... وانا رأيته مرة واحده من مسافة بعيده في ناد ليلي , وهذه المرة لاتنسى .
- ماهو شكله ؟
اثير فضول جين رغما عنها .
- طويل جدا , رأسه وكفاه كالبرج فوق كل من حوله , وهو اسود كالشيطان . ذلك هو ما لاحظته , لن ماريو حملني بسرعه الضوء بعيدا عن طريق الاذى .
اطلقت ضحكة خافته .:
- في الواقع اظن بانه يحسد قليلا , لقد قلت بطريقة عابرة بانني اعتقد بانه كان جذابا جدا فأنفجر ماريو بكل بساطه . وهو لم ياخذني الى أي من عروضي لأنتف لحية الاسد في عرينه واقنعه بكل بساطه اية اضافة مدهشة ومناسبة سأكون من عائلة فالوني .
حدقت جوليت اليها متعجبة . بدت نغمة جين تكون نوعا من النكهة , فهي لم تكن مهتمة بان موقف سلفها المستقبلي كان اهانة . كل ما بدا بانه يهم كان حقيقة انه كان رجلا جذابا
وحسب الملامح التي اهملتها , هو فاجر كامل .
- انني لاعجب لماذا لا ؟
هي قالت بقليل من العبوس .

سيريناد 11-07-19 12:04 AM

رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
 

ابتسمت جين من جديد :
- كما قلت , اظن ان المسكين ماريو كان دائما مراهقا قليلا في الظل . ربما كان خائفا من ان سانتيو قد يحاول ان يحرمه .
ضغطت جوليت شفتيها الى بعضهما بشدة :
- انا فهمت .
قالت بتهكم :
- علاقتك المستقبلية مع زوجك هي بوضوح يجب ان تبنى على الثقة المتبادلة .
- اوه , بحق السماء , لا تكوني هكذا قروية .
قالت جين معترضة .
- نحن لسنا جميعا نعاني من نفس الاوهام الرومنطيقية كما يبدو لك ..هم يغنون ايها الحب الكامل , في حفلات الزفاف , لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه موجود . ماريو يناسبني بعدة طرق , وقد حان الوقت للتفكير بالزواج منه , عرض الازياء جميل طالما انت شابة , لكن الناس مغرمون جدا بنفيك الى كومة قمامة حالما تتجاوزين الـ25 . كل فتيات المدارس ينتظرن لشق طريقهن بمخالبهن فوقك وهن في طريقهن لصعود سلم الشهرة .
- اعتقدت بانك تحبينه .
حدقت جوليت اليها :
- الماما وانا اعتقدنا دائما ان هذا هو عالمك وحياتك بأمكانك دائما المجيء الى البيت .
- الى ماذا ؟
سألت جين :
- اهذا كل ما اعرفه , انا لا اعرف الا عرض الازياء ولا استطيع ان اتخيل انني اقوم بوظيفة من الدرجة الثانية لعرض الثياب في أي من المحلات العادية انا سأتزوج ماريو واصنع عائلة ثرية صغيرة .
نظرت الى ساعة يدها الذهبية الباهضة الثمن . هدية من ماريو ؟ وجدت جوليت نفسها تتعجب .
- الهي , يجب ان اطير والا فأن ابة الكلية دي لورنزو ستق عنقي .
اطلقت قهقهة خفيفة وهي تنهض :
- قد يطلب مني عرض ثياب ولادة لها , فقط لمتعة رؤية وجهها , وداعا حبيبتي اراك الليلة .
كانت افكار جوليت كئيبة وهي ترتب الشقة وتغسل اطباق الفطور .
اية متعه يمكن ان تستخلصها من الامل بيومها الاول لمشاهدة المناظر في روما قد تلاشت بسبب خبر جين , او على الاقل موقفها حياله .
افترضت بانه يتوجب عليها ان ترتاح لأن عشيق جين كان راغبا في الوقوف الى جانبها واعطاءها طفلهما اسما ,وان امي لن توضع على كاهلها فضيحة تجرحها بعمق . فالعالم لم يتغير بالنسبة لأمي .
لو ان جين عادت الى البيت معترفه بانها كانت حاملا ومهجورة فأن امي ستساندها في الحال وتخفف عنها , لكن جوليت عرفت ما هو الثمن الذي سيكون بالنسبة لوالدتها التي مبادئها كانت مقلوبة في قالب قديم الطراز .
وبعيدا عن أي شيء اخر , الحقيقة كانت ان جين , الجميلة والمحبوبة , قد خدعت امها بسلوك المطارده الذي سيكون ضربة لن تشفى منها السيدة لورانس مهما كانت شجاعة .
من الواضح انهما منجذبين لبعضهما جسديا , واذا كان سيتزوجها رغم انف رغبات شقيقه , فعندئذ يجب ان يكون ماريو غارقا في حب جين , ربما كان ذلك كافيا فكرت جوليت .
الم يقل شخص ما بسخرية ان في كل علاقة هناك الشخص الذي احب , والشخص الذي سمح بمثل هذا الحب ؟ الفكرة لم تكن لتروق لها . ليست لدى جوليت فكرة واضحة عن الرجل الذي تريده ,
لكنها دائما اعتبرت الامر مفروغا منه بام مشاعرهما حيال بعضهما ستكون متبادله تماما .
يجب ان تحبه , قالت لنفسها , على كل حال ان هي تحمل طفلة .
عادت الى الواقع بصوت جرس الباب الامامي , مرتبكة .
- هالو
قالت وهي تشعر بالضعف .
- عذرا سنيورا .
الصوت المجيب كان لذكر وخائفا قليلا .
- انني احضر زهورا افتحي من فضلك .
فكت جوليت الجنزير وفتحت الباب , متأكدة تماما بانه كان الساعي في زيه الاخضر حاملا علبة طويلة مليئة بالازهار الحمراء .
كان الساعي يحدق بها :
- سنيورا لورانس ؟
اخرج بطاقة من تحت ذراعه , واشار اليها حيث يطلب منها ان توقع من اجل الزهور . ترددت جوليت للحظة , وهي متعجبه فيما اذا كان عليها ان تشرح له بانها ليست المقصودة .
لكنها ايضا سنيورا لورانس اخرى , لكن في الواقع وجدت ان الطريقة الاسهل هي ان تبتسم وتتقبل الزهور كانها لها , فوقعت بسرعه " ج . لورانس "
- غراتسي .
رفع قبعته , ونظر اليها باعجاب وغادر .
اغلقت جوليت الباب ووقفت تنظر الى الورود بين ذراعيها لم تشاهد بطاقة تدل على مرسلها , لكنها اعتقدت بانها من ماريو , وغريبا ان يرسلها في الوقت الذي يعرف انها ان تكون في عملها عند دي لورنزو .
لكنها كانت على الاقل لفته كريمة تعطي دليلا عن محبة , مع ذلك . اذا تركتهم في العلبة . فمن المحتمل ان يذبلوا في الوقت الذي تعود فيه جين الى البيت مساء .
بحثت في ارجاء خزائن المطبخ حتى عثرت على مرطبان مناسب ورتبت الورود فيه قبل ان تحمله الى الصالون , كانت هناك طاولة صغيرة بجانب النافذه فرفعتها واوقفتها خلف الصوفا ,
ووضعت المزهرية عليها حيث يستطيع أي شخص مشاهدتها عندما يدخل ستكون ترحيبا جميلا لجين عندما تعود .
في طريقها للخروج , توقفت عند الباب الامامي لتتأكد بان المفتاح الذي اعطتها اياه جين في الامسية السابقة كان موضوعا بامان داخل جيب محفظة كتفها ,
وان تلقي نظرة اخيرة على الشقة وتتأكد بانها تركت كل شيء على ما يرام .
عندما التفتت بعيدا , الورورد الحمراء بجمالها المتوهج لفتت نظرها الرمز التقليدي للحب , وجدت نفسها تفكر حالما نزل بها المصعد بسرعه نحو الاسفل , وكونها هكذا , فلماذا منظرها ارسل رعشة لا ارادية في اوصالها , لم تكن لديها ادنى فكرة .
في الوقت الذي كانت فيه مستعده للعودة الى الشقة في وقت متاخر من بعد الظهر , كانت جوليت قد نسيت قلقها المبكر في غمرة الفرح بوجودها في روما للمرة الاولى .
لم تكن لديها صعوبة في تقرير ما تراه اولا . هي عرفت ان جين سترسم خطا عن الفن المعماري الاكليركي مهما كان مشهورا , وهكذا فان يومها الاول .
لرؤية المناظر امضته متجولة في ميدان القديس بطرس .
طبقا لذلك هي وجدت نفسها تسير ببطء في شارع ديللا كونسيليازوني والى البيازا الضخمة التي صممها بيرنيني قبل قرون .
كان هذا هو المشهد الذي لمحته مرات عديدة على شاشة التلفزيون في عيد الفصح والاعياد الاخرى , واليوم يبدو الميدان مهجورا .
ومع مجموعات من السائحين يركزون آلات تصويرهم على الاماكن والتماثيل الشهيرة .
هي امضت بقية النهار تتجول في الكنيسة نفسها تستكشف كنيسة القديس بطرس من المنظر المذهل فوق روما من الشرفة الصغيرة العالية في القبة , الى المغاور المسيحية الاولى .
هي تجولت حول وزارة المالية وحدقت في هلع على بعض الكنوز التي لا تقدر بثمن التي اهديت الى الفاتيكان عبر قرون .
كانت منهكة جسديا وعقليا في الوقت الذي شاهدت فيه كل شيء ارادت ان تراه , وكانت راحة لتجد سيارة اجرة وتاخذ طريقها عائدة الى الشقة وعقلها ما زال يدور من حجم وعظمة الكنيسة .
حالما دخلت الى الردهة بلوك الشقة , نظرت نحو مرقد البواب لكي تبتسم الى الرجل الذي تمنى لها يوما سعيدا عندما غادرت في ذلك الصباح , لكنه كان وجها غريبا نظرا اليها بامتعاض عبر الفاصل الزجاجي .
وهي خمنت ان الدورية يجب ان تكون قد بدلت . شعرت بانها حمقاء نوعا ما وهي تدخل الى المصعد . انت بكل بساطة لا تتجولي في ايطاليا تحدقي الى الرجال الغرباء
وهي ذكرت نفسها بخشونة حالما توقف المصعد وفتح الباب .

سيريناد 11-07-19 12:06 AM

رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
 

نظرت الى ساعتها , واعتقدت بانه لا يزال هناك بعض الوقت قبل ان تعود جين , رغم انه ليست لديها فكرة عن عدد الساعات التي تعملها شقيقتها .
متاكدة كفاية , ان الشقة كانت فارغة حالما دخلت , ومع ذلك كان لديها شعور بانها لم تكن تماما كما تركتها .
مرة اخرى , وجدت عينيها تسافران الى مزهرية الورود الحمراء ,
فخفق قلبها بألم حالما رأت مغلفا ابيض كبيرا موضوعا عليها . اهدئي ,
قالت لنفسها . انت اصبحت سيئة مثل الماما بتحذيراتها المسبقة .
- عزيزتي , كتبت جين .. آسفة لتركك في كمين كهذا , لكنني يجب ان ابتعد لعدة ايام . الشقيق الاكبر خرج لخلق المشاكل , وانا بكل بساطه لا استطيع ان اخاطر بالانتظار لفترة اطول . عندما اراك في المرة القادمة , سأكون السنيورة فالوني .. تمنى لي الحظ . المحلصة جين .
حدقت جوليت في الرسالة , وقلبها يخفق , ثم غمرها شعور مفاجئ بالغضب فمزقت الورقة الى قطع صغيرة . شقيقتها ستتزوج ,
وهذه الاسطر القليلة المقتضبة من التفسير هي كل الاعلان او التورط الذي استطاعت ان تأمل فيه , وبالنسبة للماما بالطبع سيكون الأمر اسوأ .
من الواضح انه لم يخطر ببال جين ان شقيقتها تتمنى ان تشهد الحفل, حتى ولو كانت هي مغمورة بمثل هذه الرفاهيات كالاشبينات . حتى انها لم تسمح لها بلقاء العريس قبل ان يحدث الزفاف .
ذهبت الى المطبخ وتخلصت من الاوراق الممزقة والمغلف في سلة المهملات , وطلبت من نفسها بأن تهدأ . لقد كانت جين دائما محبوبة جدا وانانية جدا ,
والفساد الذي احدثه جمالها زاد من الانانية , فكرت بمرارة .
نظرت حولها بدون اكتراث . كان هناك الكثير من الطعام , هي عرفت . كل ما عليها القيام به هو تحضير بعضه . والامور قد تسوء كثيرا , هي ذكرت نفسها .
حقا , هي قد خاب املها لأن جين ستتزوج بسرعه وبسريه , لكن بالحكم على الاشارة الى سانتينو فالوني في رسالتها فإن لديها اسبابها , لكن هي لديها الادارة الحرة للشقة في غياب جين , وعليها ان تعتبر نفسها فقط للأيام القليلة القادمة .
لكنها لن تقضي المساء تفكر . هي ستاخذ دوشا وتبدل ثيابها وتخرج لتناول وجبة . القرار الذي اتخذ جعلها تشعر اكثر انشراحا
وحيث ان اقامتها لا مناص من تقصيرها فهي تستطيع ان تقصد قليلا من مصروفها اليومي . سارت عبر غرفة النوم , والى الحمام , وهي ترمي صندلها وثيابها وهي ذاهبة .
كانت بركة ان تزيل الغبار وحرارة النهار عن جسمها تحت الدش , وهي لم تنزعج من استعمال غطاء الدش المعلق . كانت هناك سلسلة من انواع البودرة ومياه التوالت على رف زجاجي فوق الحمام وهي جربت عددا منها قبل ان تشم نفسها بحرية مما هو اكثر غرابة .
هي التقطت المنشفة وفركت شعرها الرطب الذي تساقط في شلال نحاسي حول كتفيها العاريين , كانت على وشك العودة الى رغفة النوم عندما سمعت صوت جرس الباب .
كان هناك روب حمام معلقا وراء الباب وبدون تردد امسكته , ودست ذراعيها في الكمين وعقدت الحزام حول خصرها النحيل .
في قمة تفكيرها كان انها قد تكون جين , او حتى ماريو اتيا لدعوتها للذهاب معهما الى أي مكان , على أي حال مناسبة عائلية , حالما هرعت عارية القدمين على طول الرواق باتجاه الباب , خطر لها ان الروب كان كبيرا جدا عليها , في الحقيقة ربما كان ايضا كبيرا على جين ,
وتوردت خداها قليلا عندما ادركت انه يجب ان يكون لمارية , ربما هل انتقل لعدة ليالي لتامين وسائل الراحة لها , فكرت وهي تفتش عن الجنزير على الباب , على أي حال هذا الامر لا يعنيها .
دق الجرس من جديد عاليا وملحا , وفي تسرعها نسيت كل شيء احتياطي مبدئي باستعمال الاتصال الداخلي للباب . حتى عندما فتح الباب تردد تحذير داخل رأسها
لكن عندئذ كان قد فات الاوان , لأن الرجل الذي كان ينتظر بضجر على العتبة كان قد اخذ طريقه وتجاوزها الى داخل الشقة .
سيطرت جوليت على شهقة الغضب . ماذا يظن نفسه ؟ ثارت في داخلها حالما القادم الجديد هبط الدرجات الى الصالون ووقف يتطلع من حوله .
لو انه كان ماريو , سلفها اولا , فسوف تعطيه قطع من عقلها , لكن فجأة خطر لها ان ماريو بالتأكيد سيكون رجلا اصغر واتهام كريه بدأ يحتل عقلها وهي تدرس زائرها الحتمي .
هي شعرت باجحاف مطلق بالطبع , شعرها يتدلى حول وجهها , في خصلات مبللة , وهي لا ترتدي شيئا عدا هذا الروب الذي يبدو واضحا بأنه ليس لها .
كانت في حالة لائقة لتقاوم أي شخص على الاقل هذا الغريب الذي يتصرف كانه يمتلك المكان .
كان شديد السمرة , هي رأت ذو شعر كثيف غير ملموس مع شيب ينمو خلف جبهته . كان عميق السمرة مع انف مقوس وفم الذي رغم انحناءاته الشهوانية بدا كأن لم يلتفظ بكلمة التسوية في حياته .
عيناه عندما تراجع نظر اليها كانتا فاتحتي اللون بشكل غريب سمراوتان نحاسيتان تقريبا , وهو كان صالحا وغاضبا . حول ذلك ليس هناك ادنى شك .
لأسباب هي لم تستطع تفسيرها حتى لنفسها وجدت جوليت انها بحكم الغريزة كانت تشد حزام ذلك الروب الاحمق .
وجه اليها سؤالا بالايطالية , هزت رأسها :
- انا اسفة .
كانت خجولة لتسمع رعشة طفيفة في صوتها :
- انا انكليزية . لم افهم . هل تتحدث الانكليزية ؟
- بالطبع اتحدث الانكليزية .
قال بغضب وهكذا فعل بدون خطأ مع اثر طفيف في اللهجة .
- لكنني فهمت ياسنيوريتا انك تتكلمين الايطالية بطلاقة . ام هل ان ذلك مجرد حكايات خيالية اخرى التي تم اختيار شقيقي المغلوب على امره لتصديقها عنك ؟
بلعت جوليت ريقها . وهكذا كانت غريزتها على صواب . طوله وحده كان من الواجب ان يحذرها . بالتأكيد لقد كان هو اطول من كل الرجال الذين رأتهم في ذلك اليوم , هزيل ايضا
بطقم قاتم باهض الثمن من نسيج حريري .
دفع الجاكيت الى الوراء وكان واقفا يراقبها ويداه تستريحان قليلا على وركيه . لكن لم يكن هناك استرخاء في وقفته .
هي تذكرت ايضا كل قوة اسد الجب الذي على وشك ان يقفز .
ماذا قالت جين ؟ انه اسود شيطان , وكانت على حق , ماعدا بالنسبة الى تلك العينين النحاسيتين الغريبتين . لكن ربما هي لم تكن قريبة منه لتلاحظهما , فكرت جوليت وتمنت بأنها لم تكن ايضا خاصة عندما ظهرتا بأنهما تعريانها باحتقار .
محاولة تثبيت صوتها قالت :
- اعتقد , يا سنيور انك على خطأ.
ابتسم بشكاسة :
- على العكس , ياسنيوريتا , انت هي التي ارتكبت الخطأ . لقد امرتك بأن تتركي شقيقي لوحده . لقد قدمت ما اعتقد بأنها كانت شروطا سخية لك للقيام بذلك , مع ذلك تجاهلت رسالتي وخالفت اوامري بوقاحة .
شفتا جوليت انفجرتا بدون صوت . لقد قالت جين انها شاهدته فقط مرة واحدة وعن بعد , لكن هل هو رآها ؟ يبدو لا , والا لما كان قد اخطأ بينها وبين جين .

سيريناد 11-07-19 12:07 AM

رد: فراشة تحترق - روايات غادة مكتوبة
 

بدأ شعور بالعجز يغمرها . هي بكل بساطة لم تكن مستعدة لهذا . جين لم تذكر لا رسالة ولا أي عرض مشروط , تحدثت فقط عن تهديدات غامضة , مختلسه نظرة الى سانتينو فالوني
استطاعت جوليت ان تصدق انه سينفذ أي تهديد يتفوه به . الوجه الاسود ارتدى ملامح اشمئزاز رب اسرة عندما حدق اليها , لكن كانت هناك قسوة قلب حول خطوط وجهه القاسية لدرجة ان من المستحيل تجاهلها .
قهار كانت الكلمة التي نادرا ما استعملتها , لكنها تنطبق عليه .
جاءت لها فكرة ان جين كانت تتوقع هذه الزيارة وقد تكون غيبت نفسها بأمعان , لكنها اغفلت هذه الفكرة .
لقد ذهبت جين لكي تتزوج , وهذا الرجل جاء الى هنا ليضع العصي في دولاب خطط زفافها ان استطاع . فقط هو فكرة انها كانت جين ,
ومن الواضح انه ليس لديه فكرة بأنها زواجها من شقيقة كان وشيك الوقوع .
كل ما كان عليها ان تفعله كان ان تشرح له , وتريه جواز سفرها من محفظة يدها في غرفة النوم وهو سيغادر .
لكنه سيغادر ليبحث عن جين وماريو وقد كان ممكنا , وحتى محتملا , انه سيجدهما وربما حتى منع حدوث الزفاف . لقد كان واضحا ان جين كانت منزعجة كثيرا من نفوذ اكثر مما باحت .
والا فلماذا كانت منزعجة كثيرا من نفوذه اكثر مما باحت , والا فلماذا كانت مغادرتها السريعة والسرية ؟
لكن اذا تركته يستمر في اعتقاده بأنها كانت جين فإن بامكانها ان تتمكن من ابقائه مربوطا بخيط لعدة ايام حتى يكون الزفاف قد انتهى ولن تكون هناك اهمية لتدخله .
على الاقل هي تستطيع اعطاء جين وماريو دمعه الى الامام .
مالت برأسها الى الوراء ورفعت ذقنها . ومضت عيناها نحوه :
- أوامر يا سنيور ؟ من الذي اعطاك الحق لإصدار الأوامر ؟.
قام بإيماءة تبرم :
- نحن لسنا لنتحدث عن الحقوق , يا سنيوريتا ... لقد جئت لأقدم لك لأخر مرة الشروط التي ذكرتها في رسالتي . لقد فهمت من واجبك انك راغبة في اخذها بعين الاعتبار , لكنني لست مستعدا لأخضع الى أي مزيد من الاحتيال من جانبك .
هضمت جوليت كلماته بصمت ودماغها يدور بشكل محموم . لقد بدت بأنها دخلت في المياه العميقة فعلا . ما الذي يمكن ان يعنيه ؟ هل كتبت جين اليه , واذا كان الامر هكذا فهي كانت فقط تدعى الموافقة على شروطه كسبا للوقت ؟
بكل تأكيد كان ذلك هو الجواب .هي لا يمكن ان تكون قد اخذت بعين الاعتبار عرضة لشرائها . جوليت لن تصدق ذلك . جين لن تسمح لمثل هذا الاعتبار بالدخول الى عقلها
ناقشت جوليت نفسها بحماس . بكل بساطة يجب ان شقيقتها كانت تلعب كسبا للوقت .
هزت كتفيها قليلا :
- يبدو واضحا انك اعتدت على جعل الناس ينصاعون لأدنى رغبة لديك , ياسنيور , انا كنت اخشى ما قد تفعله بك الصدمة اذا انا قلت ما فكرت به في الواقع .
العينان النحاسيتان مسحتا فوقها وهي كانت شاعره بالوهج الرهيب في اعماقهما .
- حقا , يا سنيوريتا ؟
قال بصوت اجش :
- اظن ان جهازي يستطيع تحمل الجهد . ماهو الخطأ في عرضي ؟ ألم يكن يحتوي المال الكافي ؟
تملك جوليت غضب بارد . مهما كان لدى جين من اخطاء فهي شقيقتها , وليس هناك من ذكر ايطالي متغطرس , مهما كان ثريا , يمكن ان يدس لها خنجرا ذهبيا رخيصا متشوقا لشراءها بمبلغ رخيصا من المال النقدي .

كانت نغمتها رخيمة , لكن ابتسامتها كانت خطرة عندما قالت :
- انت لديك المال الكافي , يا سنيور . ان ماريو هو الذي اريده , وليست هناك من رشوة مهما كانت تستطيع ان تبدل ذلك , لذا ارجوك لا تحاول .
تجمدت شفتاه :
- انا معجب بنغمة الاتهام , يا سنيوريتا , لكنني لا اصدقها . انا ايضا عندي اتهاماتي , واحداها هي ان معظم الرجال لديهم اسعارهم , وكل النساء . انني فقط انتظر سماك سعرك .
هي اشتاقت للقيام بشيء ما لا يليق بسيدة , مثل صفعة بقوة او جرف اظافرها في خده الاسمر الناعم ,لكنه كان عليها ان تنسى دوافعها الغاضبة وتلعب الدور كأنها كانت جين .
رجال مثل سانتينو فالوني المتغطرس هم خارج فريقها تماما . مع ذلك فعليها ان تحاول اذا كانت ستستمر في اقناعه بأنها كانت جين .
- هل خانتك الكلمات , يا سينيوريتا ؟... ام انك مشغولة تضربين اخماسا بأسداس في رأسك من اجل المبلغ ؟
جعلت نفسها تبتسم له :
- في الواقع يا سنيور , انا كنت فقط افكر بانني وجدت رأيك المنحط بالنساء بوجه عام وانا بوجه خاص انه كان نوعا ما مكدرا .... انني لأعجب ماذا يمكنني ان افعل لإصلاح الميزان .
رفع حاجبيه بسخرية :
- اذن الطائر الصغير قرر تغريد نغمة مختلفة . برافو! ومع ذلك انت ساحرة جدا عندما تكونين غاضبة , او على الاقل تدعين ان تكوني . لاعجب في ذلك فلديك تأثير مدمر على شقيقي الساذج . لكن تلك اللعبة الصغيرة انتهت الآن , او كانت عندما قررت خرق القواعد , لذا دعينا لا نضيع المزيد من الوقت .
- انا آسفة .
هزت جوليت كتفيها , وشعرت بروب الحمام ينزلق عن احد كتفيها , كانت فطرتها سريعة ان تعيده الى مكانه وتمالكت كل سيطرتها الذاتية لترك الطيات الكاشفة من القماش حيث كانت .
استطاعت ان تشعر بعينيه عليها تحومان فوق الخط المكشوف من حنجرتها ... وهي استطاعت ان تشعر بعقدة من الخوف في صدرها خوف من شيء ما مثير خطير يقترب .
اتخذت موقف الدفاع :
- لكنني لاافهمك تماما , يا سنيور . اية لعبة تشير اليها واية قواعد يفترض انني خرقتها ؟
- بريئة تماما , عندما يناسبك ان تكوني . اللعبة هي الحب , والقاعدة هي ان امرأة مثلك لا تتوقع من الرجل ان يتزوجها .
هي نصف توقعت ما كان يقوله لكن صدمة سماعها تلفظ بوحشية كانت مقيته . شعرت كأن قبضة انصبت فوق معدتها , وتسارعت انفاسها .
كلماته لم تكن تنطبق عليها , هي عرفت ذلك وانها يجب ان تقلل من ترسيخها , مع ان ذلك كان مستحيلا لأنها تنطبق على جين بدلا منها . كيف تجرأ ؟
هي فكرت حالما الألم والارتباك تقاتلا مع الغضب في داخلها . كيف تجرأ على قول مثل هذه الاشياء , وصنع مثل هذه التلميحات حول جين ؟
ابتسمت اليه ورموشها الطويلة مسحت خديها :
- نقاشك يجب ان يكون مع ماريو يا سنيور . على كل حال , كان هو الذي اقترح الزواج مني , وليست تلك الطريقة الاخرى الملتوية .
- لكن انا فقط لدي كلمتك على ذلك .
قال بنعومة مع لسعة تحت كل كلمة .
هي ادعت بأنها جفلت وضحكت قليلا وهي تفعل هكذا وسيطرت على غضبها واحتقارها :
اووش انت تلعب لعبة قذرة يا سنيور , وهذه ليست في القواعد ايضا .
- مسكين ماريو ... هو لن ينتهز الفرصة , اليس كذلك ؟ اين هو ؟ مختبيء في غرفة النوم , خائف من اظهار نفسه ؟
- اوه , لا .
ذهلت من السؤال المفاجي . من الطبيعي ان يتوقع منها ان تعرف مكان ماريو , لكن هل تستطيع ان تخدعه :
- انا .. انا لم اره اليوم .
هو لم يعد يضحك , وجمع حاجبيه في عبوس قاتم :
- هذا غريب . افتقدته في المكتب فقيل لي بانه جاء الى مقابلتك هنا .
- حسنا ... ربما بدل رأيه .
سارت مبتعده وبدأت تعبث على غير هدى بالورود.
- ربما بدل رأيه حول كل شيء ويجب ان لا تقلق اكثر . هل اخذت ذلك بعين الاعتبار , يا سنيور ؟
- انا اشك في ذلك .. لسبب واحد هو انك لا تجدين الموضوع مقلقا . اذا كانت لديك مخاوف من ان يهجرك ماريو , لكنت توصلت الى اتفاق معي منذ فترة طويلة .
ادعت بانها تتثاءب :
- حسنا , لقد فات اوان العشاء , وانا جائعة , لذا ارجو ان تعذرني ... .
نظر الى ساعته . كانت من البلاتين , هي لاحظت وهكذا كانت ازرار القميص الحريري .
- اذهبي وزيني نفسك يا صغيرة .
قال بسرعة :
- ساخذك للعشاء .
تراجعت جوليت . هي لم تكن تقصد ان يتفاعل هكذا . المجهود في تمثيل هذه المسرحية بدأ ينصب عليها , وهي تامل بان يغض النظر وينصرف .
- لكنك لا تريد ان تتعشى معي .
قالت غير متاكده . لقد كانت جوليت هي التي تتكلم الان , وكل التظاهر بالشجاعة تساقط عنها كالمعطف .
- انا لا اريد . هذا صحيح , لكنني وجدتها فكرة لكسب كل دقيقة تمر .... هيا اسرعي وارتدي ثيابك , يافتاة بينما اتصل هاتفيا واحجر طاولة لنا .
كانت على وشك ان تعترض لكنها ترددت . انه سيشك بالامر . هي كانت جائعة تماما .
هي استطاعت ان تصدر ضحكة خفيفة :
- حسنا , اشكرك يا سنيور . لكنني لأعجب مما سيقوله الصحفيون الثرثارون عنك وانت تتعشى جنبا الى جنب مع سلفتك المستقبلية .
كانت السماعة في يده وكان على وشك ان يدير القرص , لكنه التفت قليلا ونظر اليها من فوق كتفه .
- اتصور بانهم سيخططون الاستنتاجات المناسبة .
قال بنعومة :
- واسمحي لي بأن اذكرك ثانية , ياجينا العزيزة , بانه ليس لديك مستقبلا كسلفتي .
حول انتباهه الى مخابرته الهاتفية وجوليت هربت .
عندما اصبحت في غرفة النوم , القت نظرة سريعة على طول الخط القصير للثياب المعلقة في قسمها من خزانة الثياب , وهزت رأسها . كانوا جميعهم ثياب جوليت , ولا احد منها يليق بالدور الذي كانت تلعبه .
القت نظرة طويلة على ثوب جديد كانت قد احضرته لهذه الاجازة , مفصل من طراز امبراطوري الذي يظهر نحافتها ويعطيها جوا من الهشاشة .
لكن بالنسبة لأمسية في مطعم انيق في روما مع سانتينو فالوني , الهشاشة هي التأثير الاخير الذي ارادت انجازه .
دفعت الباب المنزلق وحدقت الى رفوف الثياب العائدة على جين . كانت هذه محصورة بشيء ما هنا هي تستطيع استعماله .
تعجبت الى اين سيأخذها انتينو , وتمنت بحرارة ان لايكون مطعما تكون فيه جين معروفة . هي لا تستطيع الاستمرار في الخداع مع شخص ما يعرف جين لدى رؤيتها ,
رغم انها افترضت بان هناك تشابه سطحيا من بعيد . لقد كانتا بنفس الطول والبنية ولونهما متشابه , وافترضت ان هذا كان السبب في عدم استجواب سانتينو لها عن هويتها .
لقد توقع ان يلتقي بفتاة انكليزية حمراء الشعر في الشقة , وتوقعاته تحققت , رغم انها لم تكن تماما بالطريقة التي اعتقدها . هي اعطت لنفسها نظرة واحدة اخيرة واستدارت لتصل الى ثوبها الذي تركته على السرير .
من المدخل قال ببرود :
- ساحرة , مع احترامي لحكم ماريو .
لم تستطع جوليت كبت صرخة هلع ارتفعت الى شفتيها :
- كيف تجرؤ على الدخول بدون ان تقرع الباب !
رفع حاجبيه :
- لماذا ادعاء الحشمة , ايتها الصغيرة ؟ انك ترتدين ثيابا تكشف عن الكثير كل يوم وانا متاكد من تلك المشيئة التي تسبه مشيئة القطة عند دي لورنزو مع مزيد من العوين التي تحدق اليك اكثر من عيني , ولا حاجة لذكر العرض الخاص الذي كان لي شرف القاء نظرة عليه في حفلة الكونتيسة ليونتانا منذ عدة اشهر .


الساعة الآن 11:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية