منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f498/)
-   -   أغداً ألقاك ؟ / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203429.html)

نغم الغروب 02-02-17 12:08 AM

أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
..السلام عليكم و رحمة الله أعزائي
اشتقت إليكم كثيرا و ها أنا أعود و أتمنى أن يكون العود أحمدا
ها أنا ذا و ها هي روايتي الثانية
لن أحدثكم عنها كثيرا لأني لم أكتبها بل هي التي كتبت نفسها من خلالي
دمتم بخير

روابط الفصول

الفصل الاول في المشاركة التاليه
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر

نغم الغروب 02-02-17 12:19 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الأول

ماتت كاميليا
و لن تعود الحياة أبدا كما كانت
فمن المعروف أنه حينما تموت امرأة مثل كاميليا تتوقف الأشياء عن الحياة بنفس الطريقة التي كانت تحيا بها من قبل،
من سيسقي أصص الورود المختفية في الأركان،
من سيضحك مع أسماك الزينة الحزينة
و من سيغرد مع العصافير الصامتة
و الأهم من ذلك بالنسبة لرجل عملي مثله من سيهتم بعشرات الفواتير و من سيكلف نفسه الرد على جميع الرسائل التي تصله.
خطا داخل البيت و هو يشعر بثقل يجثم على صدره ، زاد من وطأته منظر ابنتهما الوحيدة و هي تركض باتجاه غرفتها لتكمل بين جدرانها بكاءها الذي لم ينقطع.
وقف قليلا بجانب المدفأة التقليدية التي أصرت كاميليا على إضافتها لديكور قاعة الاستقبال ،
كم كانت كلاسيكية الذوق و الطبع ،
تحدت الزمن و تغييراته التي حملتها السنوات و انصهر فيها الكثيرون لكنها كانت جبلا
نعم هذا أدق وصف لها ، جبل لم تهزه رياح التطور.
"لا أكل في غرف النوم ، الأكل في قاعة الطعام ،
لا هواتف وقت الأكل ،
لا نوم حتى الظهر ، لا سهر بعد منتصف الليل."
"الدنيا تغيرت يا كاميليا"
"الدنيا على حالها يا ماهر ، الناس هم الذين تغيروا "
"أساليب التربية القديمة لم تعد تنفع في أيامنا"
" الشيء الجيد ينفع لكل الأزمنة"
نظر إلى صورتها المستندة على حافة المدفأة ،
كم هي أنيقة في هذه الصورة و تستحق عن جدارة أن تكون من إحدى سيدات المجتمع المخملي.
و هذا ما كانت عليه ، إنسانة راقية ، من الداخل كما من الخارج ، كأنها من عالم آخر .
حتى حين غادرت هذه الدنيا غادرتها بكل أناقة .
اشترت باقة ورد من أجل عمتها العجوز المريضة و هي تبتسم ،
ألقت تحية لطيفة للبائع الأسمر و هي تبتسم
ثم انطلقت بخفتها المعتادة لتركب سيارتها و هي تبتسم.
و حتى عندما اعتلى الفزع وجوه الجميع كانت ما تزال تبتسم
كلهم رأوا الدراجة النارية التي جاءت تجري حاملة لها نداء الموت يختبئ بين ضجيج محركها،
كلهم رأوها ما عداها هي
توقفت حافلة الطلبة في تلك اللحظة بجانب محل بائع الزهور كأنما لتحجب عنها رؤية العربات القادمة من الناحية الأخرى ،
وهكذا خطت خطوة ، خطوتين و خطوة ثالثة أنهت بها سنوات عمرها الثمانية و الثلاثين.
عندما حصل الاصطدام تجمد كل شئ حولها ،
تجمدت الصرخات داخل الحلوق ،
تجمدت الإشارات ، النظرات ،
تجمد كل شيء ما عدا جسدها الذي طار مرتفعا في الهواء ثم هوى على الرصيف ،
حينها فقط عاد كل شيء إلى الحركة ما عدا ابتسامتها التي تجمدت فوق شفاهها.
و هكذا فارقت كاميليا الحياة : ملقاة على الطريق بدون أي جرح نازف ،
فلطالما كانت تخفي جراحها بداخلها
كان وجهها ما زال يحمل آثار ابتسامتها الميتة البعيدة و كان الشيء الوحيد الذي يدل أنها لم تمت منذ دهر هو باقة الورد المنتعشة التي لسبب ما لم تفلتها من يدها.
قبل وصول رجال الإسعاف بوقت طويل كان ملك الموت قد أتم مهمته و قبض روحها تاركا جسدها البارد ليتكفل به أهل الدنيا ،
أغمضوا عينيها و طرحوا عليها الملاءة البيضاء ،
لم يعترض منها سوى حذاؤها
جميلا ، أنيقا و مثل كل شيئ ترتديه كان يبدو كأنه صنع خصيصا من أجلها .
ظل بارزا كأنما يتوق لنظرات إعجاب أخيرة قبل أن يرمى في ركن مظلم ،
ثم انطلقت الصافرات
بأعلى صوتها
تنعي بطريقتها
رحيل امرأة مثل كاميليا عن هذا العالم.
…………………………………………………………………………………….
……………………………………………….
……………………………
أسبوع فقط بل أسبوع كامل انقضى على رحيل كاميليا.
سبعة أيام بالكاد تمكن فيها من استيعاب غيابها عن حياتهم التي كانت حياتها و وجد نفسه مجبرا أن يفكر فيمن قد يعوضها .
لم يكن همه بشأن أمور البيت فمدبرة المنزل القديرة ستعرف كيف تأخذ المشعل و تحافظ على نفس نظامه السابق ،
المشكلة الآن فيمن يستطيع القيام بدور كاميليا ليس فقط كزوجة ،فهي كانت تساعده في كل شيء ،
تكتب رسائله ، ترد على بريده ، تحجز له تذاكره ، تترجم له الوثائق.
كانت تساعده في كل شيء و أي شيء.
بالطبع كانت معها تلك الفتاة ، مساعدتها الشخصية منذ سبع سنوات.
لكن كانت هي من تنظم و تنسق ، كانت هي من تتولى قيادة سفينة حياتهم.

تأمل الأوراق الموضوعة بترتيب على الطاولة خلف مكتبه الضخم و رغما عنه بدأت عيناه في التجول بين حروف الورقة التي في القمة متوقعا أن يجد رسائل عملية و مقالات و أشياء أخرى رسمية .
"سنكون هناك معك من البداية إلى النهاية، وتأكد أن التجربة سوف تكون ممتعة "
رفع حاجبيه بدهشة و عيناه تواصلان التنقل بسرعة بين الكلمات الأخرى
"هدفنا هو توفير خبرة لا تنسى ورحلة مثيرة متميزة وخاصة"
لم يتنهد بارتياح إلا حين قرأ السطور التالية
"نحن نتفهم أن الأحداث ليست مجرد لحظة خاصة، ولكنها أيضا ذكرى تستمر مدى الحياة"
"نحن نهتم بأدق التفاصيل، ونفهم أهمية التخطيط، ونحترم قدسية المواعيد"
"نحن بارعون في تنظيم الأحداث الصغيرة والحميمية كما الأحداث الكبرى والضخمة"
"نؤمن بأن التصميم المتميز ليس له بطاقة سعر"
"نؤمن بأن التنظيم للمناسبة والحدث لا بد أن يكون مليئًا بالشغف والمتعة والمرح"
"نؤمن بالسحر..."
- يا عزيزي كلنا نؤمن بالسحر ، قال ساخرا ، لكن السحر الوحيد الذي تؤمنون به هو سحر الدولارات التي تقبضون بها

كانت الكلمات مجرد عبارات دعائية من شركة متعهدة للحفلات ، قطب جبينه وهو يعيد قراءة الاسم أسفل الورقة ، رغم عدم اهتمامه كثيرا بهذه الشركات إلا أن هذه التي يقرأ اسمها الآن هي واحدة من أفضل الشركات المختصة في التخطيط للأحداث الفاخرة في المنطقة و التي تراعي أعلى المعايير والخدمات من حيث الجودة لعملائها.
لن تتعامل كاميليا مع شركة باهظة كهذه فقط من أجل تنظيم حفلة عشاء عمل أو حتى من أجل حفل عيد ميلاد ابنتهما العاشر.
ترى ما الذي كنت تخططين له يا كاميليا ، أية حفلة فخمة هذه التي كنت تعدين لها فحظيت بدلا منها بجنازة مهيبة.
من أجل من كانت تلك الحفلة يا ترى ؟
مط شفتيه و هو يكمل تصفح الأوراق فلن يكون هذا هو السؤال الوحيد الذي لن يحظى بجوابه من كاميليا ، دائما ما كانت لديها أسرارها الصغيرة و لم تختلف و هي ميتة عما كانت عليه و هي حية.
هرب من أفكاره و هو يرغم نفسه على قراءة ورقة اختارها بعشوائية ،
ما جعله يهتم بقراءتها أكثر أنها مكتوبة بخط اليد ، فمن الذي ما زال يكتب بخط يده في وقتنا هذا.
كان خطا أنيقا مريحا يبدو مكتوبا من يد واثقة مما تفعل ، الحروف فيه منتظمة معتدلة تبدو كأنها تتهادى على صفحة الورقة الملساء ،
انظباط الزوايا و نعومة الانحناءات جعلت منه أكثر من مجرد كلام مكتوب ،
جعلت منه شيئا جميلا يستحق التأمل بإعجاب
و كونه رجلا يقدر قيمة العمل اليدوي بأنواعه فقد سرق بضع ثواني من الزمن ليستمتع بجمال هذا الخط.
كانت الكلمات على عكس الخط الدافئ باردة عملية عبارة عن تخطيط بالساعة و الدقيقة لمجموعة من المواعيد و الأعمال.
"مزيد من المعلومات عن استخراج أوراق ثبوتية لشخص أجنبي " كانت هذه هي الكلمات الوحيدة التي أثارت انتباهه.
أوراق ثبوتية لمن ؟
أكيد لأحد اللاجئين الذين وفدوا إلى بلادهم و الذين كانت كاميليا توليهم حيزا متناميا من وقتها و اهتمامها.
سيجعل أحد مساعديه يتكفل بكل هاته المواضيع ، و هو إن لم يكن وقته يسمح بتدخله الشخصي فلن يبخل ماديا
فلتكن صدقة جارية على روحك الطيبة الجميلة يا كاميليا.
طرقات هادئة على باب غرفة مكتبه عادت به إلى الواقع.
- ادخل ، أمر بصوت عال و هو مازال يقلب الأوراق بطريقة آلية
أطلت عليه مدبرة منزله بوجهها الذي لا يشي بسنوات عمرها التي قاربت الستين.
- سيد ماهر ، الآنسة ليلى وصلت و هي في الردهة الآن
- أدخليها من فضلك

كان في انتظارها ، طلب منها الحضور لأنه كان يشعر بعد كل تلك السنوات التي قضتها في خدمتهم ، بأنه نوعا ما مدين لها بمكافأة.
هذا بكل تأكيد ما كانت كاميليا لتتوقعه منه.
دخلت عليه ، لا يذكر أنه رآها وحدها من قبل و لا أنه رآها بهذا الشكل ،
كل شيء فيها ينطق بالحزن : نظراتها ، حركاتها ، لون ملابسها الذي أبرز شحوب وجهها.
كانت حزينة بالفعل ،
و لا عجب فقد كانت كاميليا بالنسبة لها أكثر من ربة عمل.
كانت صديقة كذلك ، ربما الوحيدة ، فكر و هو يومئ إلى المقعد أمام مكتبه و يشير لها أن تجلس ،
لم يعرف و لم يفهم أبدا سر تشبث كاميليا بها طوال تلك السنوات .
قلّبها بنظره يحاول اكتشاف ما المميز فيها.
لا شيء هذا ما قالته له عيناه ، فعلى ما يبدو هو لا يملك نظرة زوجته الثاقبة.
بالنسبة له هي مجرد فتاة عادية أخرى.
هادئة ، منكمشة في مقعدها ، تكاد تتكور على ذاتها .
كلا لم تبدو له مميزة بالمرة.
راقبها و هي تتفقد المكان من حولها .
كثيرا ما كانا يراهما تفعلان هذا الشيء أو ذاك ، هنا و هناك.
أعاد النظر إلى الفتاة فوجدها تعض على شفتيها تحاول أن تمنع ما لا يُمنع :
- أنا آسفة ، قالتها قبل أن يحصل ما كان يخشاه و يراها تنهار أمامه
أنا آسفة ، آسفة ، همست و هي مغمضة العينين تاركة لدموعها العنان ، لا أستطيع أن أصدق أنها لم تعد موجودة

أشاح بنظره بعيدا عنها ليترك لها الفرصة لتتمالك نفسها قليلا قبل أن يسمعها تقول كأنها تحدث نفسها :
- كان من المفروض أن أكون أنا مكانها ، كان اقتناء الزهور من مهامي لكني كنت في إجازتي ، ليتني كنت أجّلتُها ، ليتني كنت أجّلتُها

التفت ليقلّبها ثانية بنظراته قبل أن يقول بجفاء :
- الذي حصل قد حصل آنسة ليلى ، أسفي أو أسفك أو أسف أي حد لن يغير من واقع أن أجلها قد حان ، هل هذا ما سنفعله الآن ؟ نعترض على قدر الله ؟

هزت رأسها نافية و هي تخفض نظراتها إلى الأرض .
ضمّ شفتيه و هو يُذكِّر نفسه ما الذي كانت تعنيه زوجته لها ، لم تكن فقط صديقة بل كانت كذلك تمثل لها الأمان المادي و ربما المعنوي كذلك ، قال لها بهدوء عملي :
- آنسة ليلى ما هي خططك للمستقبل ؟
- خططي للمستقبل ؟ رددت بعدم فهم قبل أن تهز رأسها نافية عدة مرات كأنها تبعد عنها تهمة ما ، كل شيء على ما يرام سيد ماهر ، أرجوك لا تشغل نفسك بأمري

يشغل نفسه بأمرها ! لا ينقصه إلا هي حتى يشغل نفسه بها.
المسكينة لا تعرف أنه سينسى كل شيء عنها مع انغلاق الباب خلفها.
ربما كان من الأفضل أن يجعل أي اقتراح من أجل مساعدتها ماديا عن طريق شخص آخر أو في رسالة خاصة حتى لا يشعرها بالحرج.
التفت إليها فوجدها تنظر إليه مباشرة لأول مرة ، أدهشه ذلك التعبير المرتبك المتردد في عينيها :
- هل هذا كل شيء يا سيد ماهر ؟

قطب جبينه قليلا و هو يتأملها بنظرات متفحصة ثم سألها بطريقة مباشرة :
- لماذا ؟ هل هناك شيء معين كنت تتوقعين أن أطلبه منك ؟ شيء يتعلق بكاميليا ؟

تحاشت نظراته و هي تجيب بصوت خفيض تحاول إخفاء تلعثمها :
- فقط ظننت أن حضرتك ربما كنت تحتاج أن ، أن تسألني عن شيء يتعلق بعملي أقصد بعملك

تنفست بعمق و هي تضيف بصوت أكثر اتزانا :
- ما أقصده هو أنه إذا طرأ أي أمر أستطيع أن أساعد فيه بطريقة ما ، تأكد حضرتك أنه سيسرني أن أفعل .

صمتت قليلا قبل أن تضيف بسرعة :
- دون مقابل طبعا ، فقط من أجل خاطر كاميليا
- سأتذكر عرضك ، قالها و هو يهز رأسه باقتضاب

راقبها ترحل و هو يتمنى لو لم يستدعيها.
كل ما فعلته هو أنها جعلت ضيقه أكبر.
كلماتها و التعبيرات التي صاحبتها كانت غير متوقعة كأنها كانت شبه متأكدة أنه سوف يحتاج إليها.
فكرة مقبضة خطرت له و هو يغلق الباب خلفه.
هل من الممكن أن هذه الفتاة التي كان بالكاد يلحظها تعرف عن زوجته أكثر مما يعرف؟
ابتسامة مريرة سرقت طريقها إلى شفتيه و هو يسأل نفسه :
ترى ماذا
و كم
كنت تخبئين عني يا كاميليا؟

عذرا ياقلب 02-02-17 02:07 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
أهلا وسهلا بدايه مشوقه وشدتني.

بالتوفيق وانتظار. الانسه ليلى وزوج كاميليا.

الخاشعه 02-02-17 07:09 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
السلام عليكم
يا مرحبا بنغم وروايتها الجديده
البداية جدا مشوقه تحمل اسرار راح يكتشفها الارمل عن امرأه عاش معها بدون لا يعرفها حق المعرفه....وشكل العاطفه بينهم كزوجين فاتره
الروايه عكس نمط من سبقتها في الحقبه الزمنيه والبدايه ....
نغم انت شخصية متجدده تبدع دائما
شكرا

نغم الغروب 07-02-17 01:08 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذرا ياقلب (المشاركة 3672401)
أهلا وسهلا بدايه مشوقه وشدتني.

بالتوفيق وانتظار. الانسه ليلى وزوج كاميليا.

شكرا عزيزتي على مرورك الجميل
سعيدة لأن البداية شدتك لأنه كما يقال "الجواب يبان من عنوانه"
و إن شاء الله أستمر بنفس المستوى

نغم الغروب 07-02-17 01:14 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3672413)
السلام عليكم
يا مرحبا بنغم وروايتها الجديده
البداية جدا مشوقه تحمل اسرار راح يكتشفها الارمل عن امرأه عاش معها بدون لا يعرفها حق المعرفه....وشكل العاطفه بينهم كزوجين فاتره
الروايه عكس نمط من سبقتها في الحقبه الزمنيه والبدايه ....
نغم انت شخصية متجدده تبدع دائما
شكرا

يا أهلا بك يا عزيزتي الخاشعة
لا تستطيعين أن تتخيلي كم اشتقت أن أقرأ تعليقاتك و أسعد بتشجيعك لي
مسرورة لأن البداية أثارت إعجابك و آسفة جدا لأني تأخرت في الرد عليك
لكني للأسف مشغولة جدا و لا أستطيع زيارة المنتدى بصفة يومية
شكرا لك على تشجيعك الدائم و المستمر
دمت بخير

نغم الغروب 07-02-17 01:17 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
عزيزتي "طعون"
قرأت رسالتك لكن قوانين المنتدى لم تمكني من الرد عليك بما أني ليس لدي مشاركات كافية
هل ترين أن أرد عليك هنا أو في صفحة أخرى
دمت بخير

طُعُوْن 07-02-17 08:54 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الغروب (المشاركة 3672807)
عزيزتي "طعون"
قرأت رسالتك لكن قوانين المنتدى لم تمكني من الرد عليك بما أني ليس لدي مشاركات كافية
هل ترين أن أرد عليك هنا أو في صفحة أخرى
دمت بخير

تستطيعين الرد بالرسالة التي أرسلتها لك.. أو تكتبين لي طريقة للتواصل
خارج المنتدى..

نغم الغروب 07-02-17 11:57 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الثاني


أغلقت الباب و هي تشعر ببابٍ آخر من أبواب حياتها يُغلق في وجهها.
و إحساس عميق بالوحدة و الانعزال يغلق قلبها و تفكيرها
رغما عنها توقفت أمام المدفأة ، مررت أصابعها بلطف فوق سطحها المصقول قبل أن تريحها على الإطار الفضي الذي يحيط بصورة سيدة البيت الراحلة .
تأملتها سارحة و هي تتذكر كم كانت الصور تخلب لب كاميليا
" ساكنة و لكنها تزخر بالحياة ، تغمر قلوبنا بالذكريات ،
رغم أنها تبدو جامدة متوقفة إلا أن لها هذه القدرة العجيبة على إدارة عجلة الزمن و حملنا بعيدا ،
إلى عالم كان و لن يعود"
تمتمت ليلى بأسى وهي تلمس وجه كاميليا المحبوس خلف الزجاج اللامع :
- أنت أيضا يا حبيبتي كنت و لن تعودي

احتضنت الصورة بين يديها برفق ثم خاطبتها بحنان :
- سامحيني يا كاميليا ، لن أكمل ما كنت تسعين إليه ، لم يعد هناك جدوى
أستغفر الله ، لكن برحيلك أشعر أنه لم تعد هناك جدوى من أشياء كثيرة

- ليلى
وضعت يدها على موضع قلبها و تجمدت قليلا ثم التفتت ببطء
- هل ماتت أمي حقا يا ليلى ؟

سارعت إليها تضمها إلى حضنها تحاول دون جدوى أن تذيب حزنها في أحزانها و هي تجيبها :
- سامحيني يا مَيّْ
- لماذا تطلبين مني السماح؟

أغمضت عينيها و هي تقربها منها أكثر و تهمس في سِرِّها
" لأني لا أستطيع أن أكذب عليك هذه المرة يا حبيبتي "
فلطالما كانت تكذب عليها ،
و تقدح ذهنها لتجد عشرات بل مئات
الأعذار الزائفة تبرر بها ابتعاد أبويها عنها
و عن طفولتها التي لن تعود
كان كلاهما غائبا بطريقته الخاصة عن حياة هذه الطفلة
لم تشك أبدا في مدى حبهما لها و لكن كم كان سطحيا تعبيرهما عن هذا الحب
بالهدايا و المزيد المزيد من الهدايا
بالكلمات اللطيفة و الكثير الكثير من الكلمات اللطيفة
كان تشاهد وجهها هي في وجه الطفلة
رغم أنه لا يوجد وجه للمقارنة بين ظروف طفولتهما لكن النتيجة كانت واحدة متماثلة
طفلة محرومة من اهتمام حقيقي من كلا والديها
أخرجتها الطفلة من تأملاتها عندما سحبت نفسها من حضنها و سألتها بقلق :
- هل سنتقابل مرة أخرى يا ليلى ؟

بشبح ابتسامة على وجهها طمأنتها قائلة :
- ليس كثيرا كما في السابق و لكننا سنتقابل ، بالتأكيد سنتقابل

قامت من مجلسها و قالت و هي تنحني قليلا و تطبع قبلة رقيقة على الخد الطفولي:
- حان وقت مغادرتي الآن عزيزتي

رافقتها مَيّْ في وجوم إلى الباب العريض و قبل أن تخطو خارجا التفتت ليلى تتأمل البيت الكبير ،
بدا لها فارغا تعيسا بدون صاحبته تماما مثل قلب الطفلة التي كانت ترمقها بحزن.

بعد قليل كانت تغادر باتجاه البوابة و هي مثقلة القلب : حزينة من أجل الطفلة ،
قلقة من تبعات صمتها
لكن أكثر ما أزعجها كانت لحظة ضعفها أمام ذلك الرجل
شخص آخر كان ليتعاطف معها و لو قليلا ،
لكن ليس من كان مثله بالطبع
رجل دون قلب و دون ذوق
كل ما فكر فيه هو إرضاؤها بالمال
املأ الجيوب تسعد القلوب !

نغم الغروب 08-02-17 12:03 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
غارقة و مستغرقة في أفكارها لم تشعر ليلى بوطأة نظرات ذاك الذي كان في بالها
وقف ماهر مستندا على حافة نافذة المكتب المطلة على الحديقة يراقب تلك الفتاة ، السكرتيرة ، المساعدة أيا كانت ، تتجه إلى باب الخروج بخطى سريعة كأنها تتجه إلى الخلاص
كان قد عاد إلى المكتب ليجس نبضها ، ليعرف دون أن يسألها مباشرة إن كانت مطلعة على شيئ ما
فمنذ قليل تلقى مكالمة أخرى غريبة.
المكالمة الأولى كانت بعد يومين فقط من موت زوجته ، لم يكن اسم المتصل مدونا عندها ، كان الذي رد عليه من الناحية الأخرى رجلا
- أهلا سيدتي هذا أنا أكرم
- أكرم من ؟ انبعث صوته جافا و هو يتساءل من الغبي الأبله الذي يتصل بامرأة ميتة
- mi dispiace, اعتذر الرجل الآخر بالإيطالية ثم كرر الاعتذار بالعربية قبل أن يغلق الخط ثم هاتفه حين حاول معاودة الاتصال به
ظل ماهر يتأمل الهاتف بعدم اقتناع ، استطاع بأذنه المرهفة تبين التلعثم في صوت الرجل و لسبب ما شعر أن الأمر أكبر من مكالمة خاطئة لكن انشغاله بترتيب أمور عمله و دنياه و ثقل الحزن الذي كان يشعر به جعله لا يدقق في الأمر.
أما هذه المكاملة الثانية فقد كانت من إيطاليا و هذه المرة كان المتصل موظف أحد الفنادق هناك ليسأل عن الحجز باسم زوجته الراحلة
إيطاليا مسقط رأس كاميليا
و بالتحديد نابولي
ولدت في مستشفى صغير دافئ كسنوات عمرها الأولى هناك
هذا كل ما يعرفه عن طفولتها
أما لماذا لم تشأ الذهاب في رحلة إلى إيطاليا فهذا ما لم تخبره به أبدا
قالت له أنها لا تود أن تشوه الصورة المثالية التي تحملها في روحها عن ذكرياتها السعيدة هناك
لكن أية ذكريات قد تكون حملتها في روحها أو عقلها و هي قد غادرت إلى أرض الوطن في الرابعة من عمرها
لم يقتنع أبدا بذلك العذر و لكنه كان يعرف أن لا أحد في هذا العالم ينزع معلومة متشبثة بداخل كاميليا
و الآن ها هو ذا يعرف عن طريق الصدفة أنها كانت تنوي زيارة إيطاليا أخيرا لكن ليس برفقته
ما الذي كنت تخفينه عني هذه المرة يا كاميليا؟
انه يعلم أن المرأة لا تكون امرأة إلا إذا كانت لديها أسرار تخفيها
كل واحدة من بنات حواء تعيش لتخبأ
لتخفي شيئا ما
شيئا قد يكون بسيطا جدا مثل حلية ذهبية تدخرها لأيام أقل تألقا
أو قد يكون الشيئ حياة ثانية كاملة لا يعرف عنها أقرب المقربون منها لمحة ما
فأيهن كنت يا كاميليا
أولا هناك هذه الرحلة الغامضة إلى إيطاليا
و ثانيا ذلك الرجل المجهول الذي اتصل به
ترى أية علاقة من الممكن أن تجمع كاميليا برجل مغترب، ما الذي كانت تنوي فعله في هذه الرحلة و الأهم مع من كانت ستقضيها؟
ازدادت حرقة اللهيب الذي يشعر به
أعوذ بالله ، رددها عدة مرات كي يهرب من مختلف الوساوس التي بدأت تمر بذهنه
سامحك الله يا كاميليا ، سامحك الله قالها و هو يرن جرسا في مكتبه
كثيرا ما كانت تكتب مذكراتها الخاصة
هل كانت تحتفظ بكراس مذكراتها قبل الزواج ؟ لا يكاد يذكر
و لكنه يتذكر بوضوح أن معظم شجاراتهما القليلة كانت بسبب تلك المذكرات
فكلما كان يدخل عليها و هي تكتب كانت تغلق الدفتر من فورها أو تغطي الصفحة بيدها و هي تقول :
- كلا ، أرجوك ، لا تنظر
- ألن تدعيني أقرأها أبدا؟
- ربما بعد أن أموت
كان يتنهد في كل مرة و يقبلها من جبينها و هو يقول لها بلطف :
- أليس من الأفضل أن تحدثيني بما يختلج داخلك يا حبيبتي ؟
- أنت رجل مشغول يا ماهر ثم إني لست بارعة في الكلام عن الخصوصيات كما تعلم
- و هل يجب أن تكون لديك خصوصيات يا كاميليا ؟

كانت تهز كتفها بنعومة و تجيب :
- لكل منا خصوصياته يا حبيبي
هكذا أجابته عدة مرات و هي تنظر إليه نظراتها الغريبة إلى أن قرر عدم مناقشتها بشأن تلك المذكرات ثانية

نغم الغروب 08-02-17 12:12 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
هل كانت لديه "خصوصيات" ؟ كلا بالطبع ، كان هذا ادعاءًا غير صحيح بالمرة
لم تكن لديه أية أسرار يخبئها عنها،
قطب جبينه قليلا و هو يتذكر ذلك الأمر
مط شفتيه و هو يفكر :
" لكن ما حدث لا يعتبر سرا ، إنه فقط شيء لا يرغب في أن يعلم به أحد آخر ، شيء حدث في لحظة ضعف و ما إن عاد إليه رشده حتى عاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي و لم يضار أحد ،
السر يجب أن يكون مخزيا مخجلا ، شيء يخشى المرء من افتضاحه "
و هو ليس لديه ما يخشى من افتضاحه
بل كان واضحا معها منذ بداية حياتهما
كان واضحا مع الجميع ، إذا ارتاح لأحد أبدى له ذلك و إذا لم يطق أحدا يبدي له ذلك أيضا الأمر بهذه البساطة
ربما لهذا السبب لم يحتج أبدا إلى كومة من الأوراق الجافة يبثها مشاعره
على عكس كاميليا التي كانت في حاجة شبه دائمة إلى مفكرتها
أين كانت تقوم بإخفائها ، ليست لديه أدنى فكرة؟
بعد قليل كانت مدبرة منزله تقف أمامه بكامل هيبتها و وقارها
سألها مباشرة و هو يتظاهر بتقليب بعض الأوراق
- سيدة سناء ، هل لديك فكرة عن مكان مفكرة كاميليا
تقطيبة خفيفة جعدت ما بين حاجبيها و هي تسأله بحيرة :
- مفكرة ؟

يا للنساء فكر و غيظه يتصاعد
- مفكرتها يا سيدة سناء ، تلك التي تكتب فيها مذكراتها طوال الوقت، لا أظنك لم تريها أبدا
- آه تقصد دفتر يومياتها ، نعم بالطبع أعرفه سيد ماهر ، كان دفترا جميلا جدا : مرآة صغيرة دائرية في غلافه الخارجي و رسومات ما تزينه أعتقد أنها ورود حمراء و ....
- نعم ، نعم ، نعم ذلك هو يا سيدة سناء ، قاطعها بنفاذ صبر، هل رأيته مؤخرا ؟
قطبت جبينها مرة أخرى ثم قالت و هي تضيق عينيها :
- آخر مرة رأيتها تكتب فيه كانت منذ أسبوعين تقريبا قبل مو..،
لكن إن كنت تقصد أن تسألني عن المكان الذي كانت تخفيه فيه فليست لدي أدنى فكرة و لا أعتقد أن أحدا غير سيدتي كان يعلم
كان ذهن ماهر قد رحل بينما واصلت هي بصوتها الهادئ
- لا شك أن ذلك الدفتر كان يعني لها الكثير فالمرة الوحيدة التي رأيتها تغضب فيها كان من أجله
دخلت يوما فوجدته في يد فاتن
- فاتن ؟ سألها بذهن نصف شارد
- الخادمة الجديدة ، كانت الغبية قد أخذته لتتفحص وجهها في مرآته ، و عندها دخلت السيدة كاميليا

سأل بفضول :
- و ماذا فعلت بالظبط؟
- انتزعته من يدها بعنف

قال بشك :
- كاميليا فعلت ذلك؟!!
- بلى بلى يا سيدي ، أنا نفسي لم أصدق ، كان وجهها أحمر من شدة الغضب و عيناها بارزتان و كانت تؤنب فاتن و هي تصر على أسنانها تبقي صوتها منخفضا

مط شفتيه و هو يقول ببرود :
- لا يعقل أنك تتذكرين الأمر بكل هذا الوضوح
نظرت إليه بهدوء و قالت بتسامح :
- أنت تعتقد أني أبالغ و معك كل الحق فأنا نفسي لم أصدق عيني و لكني أذكر أني فكرت حينها "يا إلاهي السيدة كاميليا تستطيع أن تكون مخيفة لو أرادت"

" وتستطيع أن تكون أشياء أخرى كذلك: غامضة ، مريبة "
أخيرا نظر إلى المرأة التي بدأت تململ و قال لها بابتسامته المجاملة :
- لا تدعيني أؤخرك أكثر مما فعلت

ردت ابتسامته بابتسامة وقورة لا تجيدها سوى امرأة ستينية ثم انصرفت بخطوات شابة في العشرين
هذا المزيج مع ذاكرة حديدية كذاكرتها يجعلها تبدو مؤهلة لإدارة دولة أكثر من إدارة بيت حتى لو كان ضخما كهذا.
تنهد بعمق و هو يعود رغما عنه إلى واقعه
كاميليا ، بحق الله أين كنت تخفين ذلك الدفتر؟

bluemay 09-02-17 08:06 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,*

عودا حميدا عزيزتي،


سعدت برؤية حرفك المتألق ..

اسلوب جديد ولكنه يحمل لمستك الحلوة وحسك المرهف الجميل ..


كلي شوق للآتي*


تقبلي مروري و خالص ودي


"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ*أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"

طيف الأحباب 11-02-17 07:53 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اهلا فيك في صرح ليلاس الشامخ

شدني عنوان الرواية جدا غريب
لي عوده بعد القرأه ان شاء الله

فاط 13-02-17 08:07 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سلام عليكم بداية رائعة ومليئة بالاسرار بخصوص كاميليا هل سوف يكون هناك علاقة بين ليلى وزوج كاميليا في الفصول القادمة؟ هل سوف تكون ليلى مفتاح حل لغز كامليا واسرارها بانتظارك لمعرفة البقية واسرار كاميليا بالتوفيق

نغم الغروب 16-02-17 01:14 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3672972)
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,*

عودا حميدا عزيزتي،


سعدت برؤية حرفك المتألق ..

اسلوب جديد ولكنه يحمل لمستك الحلوة وحسك المرهف الجميل ..


كلي شوق للآتي*


تقبلي مروري و خالص ودي


"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ*أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"


أسعدك الله يا عزيزتي مايا
مسرورة لأن ءسلوبي نال إعجابك هذه المرة أيضا
و شكرا لرأيك الرقيق عني
و إن شاء الله لن أخيب آمالكن
دمت في حفظ الله و رعاته

نغم الغروب 16-02-17 01:20 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف الأحباب (المشاركة 3673183)
اهلا فيك في صرح ليلاس الشامخ

شدني عنوان الرواية جدا غريب
لي عوده بعد القرأه ان شاء الله

شكرا لترحيبك اللطيف عزيزتي طيف
و أهلا بك بين صفحات روايتي ذات العنوان الغريب
في الحقيقة غريب حتى بالنسبة لي
لكنه نوعا ما مناسب للرواية لأنها غريبة قليلا عن الذوق السائد
و مع ذلك أتمنى أن تجد لنفسها مكانا في قلوب القارئات
شكرا على مرورك

نغم الغروب 16-02-17 01:26 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاط (المشاركة 3673335)
سلام عليكم بداية رائعة ومليئة بالاسرار بخصوص كاميليا هل سوف يكون هناك علاقة بين ليلى وزوج كاميليا في الفصول القادمة؟ هل سوف تكون ليلى مفتاح حل لغز كامليا واسرارها بانتظارك لمعرفة البقية واسرار كاميليا بالتوفيق


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته عزيزتي
سعيدة بإعجابك بالبداية
بالنسبة لأسئلتك فسيتم الإجابة عنها شيئا فشيئا
و لكني أستطيع القول أن كاميليا بأسرارها هي مفتاح القصة
و في كل فصل ستفتح أبواب جديدة لعالم أتمنى أن ينال إعجابكن كما نال إعجابي

فاط 16-02-17 11:05 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سلام عليكم اختي اسفة على الازعاج بس ممكن امتى راح تنزلي الفصول في اي يوم مشكورة بانتظارك

نغم الغروب 17-02-17 03:41 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الثالث



" في ركن معتم ، منسي ، ستقبع صفحاتي المغلقة منكمشة على ذاتها
أعلم جيدا أنها ستحن لأناملي التي كانت تزورها
و أعلم أنها سوف تشتاق لي وسوف تشتاق أن تحضن مزيدا من حروفي
أعلم أنها سوف تشتاق أكثر أن تفتح مرة أخرى و تتنفس ندى الصباح و نسمات الغروب الحالمة
نعم سوف تشتاق أن تحيا من سباتها الطويل و تضج بأسرارها و خباياها.
لكني لن أكون هنا
لن أكون هنا لأدفئها بعِباراتي و عَبراتي
ليس بوسعي أن أعرف كم ستظل مجهولة وحيدة قابعة في سجنها الساكن قبل أن تنتشلها يدان غير يداي
ولكن بوسعي أن أتخيل
أتخيل مقدار سعادتها عندما تشعر بتلك العينين الفضوليتين تلتهمان حروفها و كلماتها و جملها ،
بوسعي أن أشعر تماما أيّ إحساس عميق بالرضا سيغمرها فتبث لواعجها جميعا بلا تحفظ و تستسلم لتلك الأنامل الأخرى و هي تتصفحها
سطرا بعد سطر
و ورقة إثر ورقة……
بعد أيام ، بعد أشهر ، بعد سنوات ربما من غيابي عنها
سوف تتعانق الحروف سعيدة و هي تخرج من مخبئها
سوف تُقرَأُ أولى الكلمات بعينين غير عيني كاتبتها
الكلمات التي كتبتها أنا
كاميليا
كاميليا الجميلة التي تملك كل شيء
كاميليا التي أحبها كل من رآها
و دللها كل من أحبها
لقد حظيت فعلا بكل دلال العالم
و لكني لم أشعر أبدا بالألفة التامة مع هذه الحياة
فلطالما شعرت بأني بعيدة ، بعيدة جدا ليس فقط عن الناس و الدنيا بل عن نفسي ، عني
لذلك أريد أن أكتب لعلي أقترب قليلا أو كثيرا من هذه التي تدعى أنا
لن أكتب عني كما يعرفني الناس بل سوف أكتب عن تلك التي كانت يوما ما أنا أو من ظننتها حينها أنا
سأكتب لكي أحاول أن أفهم لماذا بقدر حبي كانت عزلتي
لماذا بقدر رضاي كانت حيرتي؟
أتوق أن أفهم هل أنا من عشت حياتي أم أن حياتي هي من عاشتني؟
من أين أبدأ يا ترى
من أين؟

نغم الغروب 17-02-17 03:48 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سأبدأ من حيث تبدأ أي امرأة تحاول أن تفهم نفسها
سأبدأ بمخاوفي
نعم أنا أخاف
أخاف كثيرا في الواقع
لن يصدق أحدهم هذا عني
فهم يعتقدون أني قوية
يظنون أني كاملة
لكن لا شيء كامل
لأن الزمن يمر و تجد آثاره طريقها إلى كل شيء
و كم هي ثقيلة خطوة الزمن
يدوس بقسوة على شبابنا و يزرع تجاعيده و أمراضه على أجسادنا
و معنا نحن النساء يستطيع دائما أن يكون أكثر قسوة
يرحب بالبعض منا في عالم العنوسة
و تمتص يده الجافة الحياة من أرحامنا تحت مسمى بديع من مسميات كثيرة مثل سن اليأس
فقط الزمن بدقاته المتوحشة يستطيع أن يغيرنا أن يستنزفنا….

متى بدأت أخاف من الزمن؟
ربما حين رأيت ما فعله بأمي
أمي التي أصبح عقلها مقفرا ، موحشا مثل حياتها.
أمي التي صارت تتجول بلا هدف و على وجهها تعبير فارغ
بعد أن كانت كل خطوة من أجل هدف..
من كان ليتصور أنك يا أمي و أنت الباحثة الدائمة عن الكمال تصيرين غير قادرة حتى على إقفال زر من أزرار قميصك
من كان ليتخيل أنك يا أمي بعد أن كنت تحفظين النثر و الشعر ، تخونك حروفك و كلماتك و تصبحين تتلعثمين كطفل في الثالثة
أي أم كنت يا أمي
و ما الذي فعله بك الزمن أمام قلبي و عيني
ربما لذلك أخاف منه
ربما لأني أخاف أن يكون ميراثي منه كميراثك منه يا أمي "
…………………………………………………………………
…………………………………..
…………………..
جلس على مكتبه العريض و بدأ يخاطب صورتها الصامتة
- أهذا هو ميراثك لي يا كاميليا : حيرة ، شكوك و غضب
ارتاحت أصابعه على الإطار للحظات ثم استمر يعاتبها بحزن :
- ألم تستطيعي أن تكوني امرأة عادية لمرة واحدة ، لمرة أخيرة
أبعد الصورة عنه بحركة عنيفة ثم عاد يتأمل هاتفها
الهاتف الذكي كما يطلقون عليه و الذي بدا له في هذه اللحظة في قمة الغباء بملمسه البارد و شاشته المظلمة و محتواه الفارغ ، الخالي من أي إجابات لأسئلته الكثيرة
ضغط زر الاتصال بآخر رقم
بعد رنة واحدة مقتضبة سمع صوت امرأة تتكلم بلهجة رسمية
- برونتو ، و بعدها الجملة الرتيبة المعتادة التي تعرف بالفندق ، كيف أستطيع أن أخدمك يا سيدي ؟
- أريد أن ألغي حجزا باسم زوجتي المتوفاة
أعطاها الاسم ثم انتظر لدقائق قليلة قبل أن تقول له بصوت أقل رسمية و أكثر لطفا :
- أرجو أن تتقبل تعازينا الحارة يا سيدي
ترددت قليلا ثم واصلت تقول :
- بالنسبة لإعادة الأموال فإدارة الفندق تحتاج إلى بعض المعلومات
- سأتكفل بالأمر صمت قليلا ثم سألها :
- أرجو أن تتأكدي إن كان هناك حجز آخر تم بواسطة بطاقة ائتمانها
- كلا يا سيدي لم يكن هناك حجز آخر
أغمض عينيه براحة ممزوجة بالمرارة ثم قال بصوت بعيد قبل أن يغلق الخط :
- وداعا و شكرا

نغم الغروب 17-02-17 03:56 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
بدأت أصابعه تتصرف بإرادتها الحرة و هي تبحث عن حرف اللام في قائمة الإتصال وقبل أن يستوعب ذهنه ما يحصل كانت إبهامه تضغط على زر الاتصال
- آلو ، أتاه صوتها حائرا ، مرتبكا
امتد صمته للحظات طويلة ثقيلة ثم سألها دون مقدمات :
- آنسة ليلى ، ما الذي كانت كاميليا تنوي أن تفعله في إيطاليا
حتى من خلال الهاتف الجامد ، حتى رغم المسافة التي تفصله عنها شعر بترددها ، شعر بالكذبة التي تتبلور في عقلها ثم سمعها تتكون على شفتيها :
- أظنها كانت ستذهب لتغير الجو ولتسترخي قليلا
- تسترخي ؟
- نعم و ربما تتسوق قليلا ،
- تسترخي و تتسوق ، اممم ، دون أن تعلمني
- آه ، أنا اسفة ظننت أنها أخبرت حضرتك
- إذا كانت أخبرتني ، فلماذا قد أتصل بك و أسألك ؟
لكنه لم ينتظر إجابتها بل أغلق الخط في وجهها و في وجه أي كذبة أخرى تنوي التفكير فيها.
شعر باللهيب الذي في صدره يعود و يتصاعد و يمتد ليده الممسكة بالهاتف
و بحركة واحدة أودع فيها غضبه و سخطه رماه ليتهشم على الحائط المقابل
و هو يتمنى أن تتحطم معه مرارته
مرارة الشك
مرارة الحرمان النابع من أسئلة لن تجاب
ترى متى كانت البداية ؟
ربما بدأ كل شيء قبل ثلاث سنوات
منذ أن أصبحت كاميليا تهرب إلى البيت الصيفي
نعم هذا ما كانت تفعله تهرب ، تهرب من كل شيئ ، منه هو زوجها ، من مسؤلياتها حتى من ابنتها
في كل مرة كان الأمر يتم دون إنذار
يصحون من نومهم أو يعودون من الخارج
ليجدوا ورقة ملصقة على باب الثلاجة ،
بجملة يتيمة كالعادة
"أنا في المنزل الصيفي ، لا تنتظروني"
هكذا دون تحية ، دون توضيح ، دون عاطفة
لذلك لم يشعر بذرة واحدة من تأنيب الضمير حين وضع عدة كاميرات ليراقبها و يكشف الستار عن جزء من غموضها
لكن ما كشفته له التسجيلات لم يفعل إلا أن زاد من جرعة تشوشه و حيرته
فكل ما كانت كاميليا تفعله في ذلك البيت هو الكتابة في دفتر مذكراتها و القيام بإحراق الكثير و الكثير من الأوراق
كانت تشعل نارا صغيرة في الليل أمام البيت و تبدأ في إطعامها الورقة تلو الورقة ، القصاصة إثر القصاصة
و تظل تتأمل الشعلات المتراقصة في سكون خاشع حتى تكمل عرضها السحري و تخبو النار تماما
حينها فقط كانت تغادر للداخل و تبدأ في الكتابة.
ما الذي حصل يا كاميليا منذ ثلاث سنوات ؟
ما الذي جعلك تبتعدين و تَنْأَيْنَ عني أكثر من ذي قبل ؟
هل كان هناك رجل آخر في الموضوع يا كاميليا كما أخبرني قلبي مرارا و كما كذبته في كل مرة ؟


نغم الغروب 17-02-17 04:02 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاط (المشاركة 3673534)
سلام عليكم اختي اسفة على الازعاج بس ممكن امتى راح تنزلي الفصول في اي يوم مشكورة بانتظارك


عزيزتي يسعدني اهتمامك و آسفة على التأخير
المفروض أني أنزل فصل مرة في الأسبوع يوم الإربعاء
لكن قد يحدث أن أتأخر أحيانا بسبب ظروف أقوى من إرادتي

MaNiLa 19-02-17 04:44 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 

مساء الخير عزيزتي

عنوان جميل
و أسلوب سلس و هادىء
وبداية جميلة و مشوقة
يعني باختصار كل شيء 10\10

ليلى من الواضح أنها تخفي أكثر مما تظهر
كاميليا مذكراتها مؤلمة
لكن لا أظن أنها تتعلق بأمها فقط
مالذي حدث قبل ثلاث سنوات ؟
وهل الشخص الذي تريد استخراج الوثائق له هو ابنتها ؟

مصعب أم ماهر ؟
حسنا إنه يتجاوز وفاة زوجته بشكل أفضل مما يجب
لا يبدو حزينا جدا.. يشعر بالشك والحيرة لكنه أفضل حالا من أي رجل فقد زوجته من أسبوع
ربما برود علاقتهما و تباعدها عنه له الفضل في ذلك

متشوقة للفصول القادمة
بالتوفيق عزيزتي

bluemay 20-02-17 07:19 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,*

فصل رااااائع ومؤثر جداً

توضحت بعض الملامح من ماضي كامي الاليم

بدأت أفهم شخصيتها نوعا ما

مشهد الطبيب النفسي كان غاية في الابداع

اجدتِ الوصف ما شاء الله فأصبح نابضا بالحياة

هل يمكن ان تكون والدتها هي الشخص الغامض الذي يبحث عنه ماهر ؟

تقبلي مروري وخالص الود


"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"

فاط 28-02-17 11:48 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
سلام عليكم فصل رائع بدا تتوضح شخصية كاميليا شوي منتظرين الباقي .

موضى و راكان 08-03-17 09:33 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
روايتك شيقة بها غموض نحن فى انتظارك لكشفه فى فصولك القادمة و موفقة دائما

نغم الغروب 09-03-17 02:30 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MaNiLa (المشاركة 3673798)

مساء الخير عزيزتي

عنوان جميل
و أسلوب سلس و هادىء
وبداية جميلة و مشوقة
يعني باختصار كل شيء 10\10

ليلى من الواضح أنها تخفي أكثر مما تظهر
كاميليا مذكراتها مؤلمة
لكن لا أظن أنها تتعلق بأمها فقط
مالذي حدث قبل ثلاث سنوات ؟
وهل الشخص الذي تريد استخراج الوثائق له هو ابنتها ؟

مصعب أم ماهر ؟
حسنا إنه يتجاوز وفاة زوجته بشكل أفضل مما يجب
لا يبدو حزينا جدا.. يشعر بالشك والحيرة لكنه أفضل حالا من أي رجل فقد زوجته من أسبوع
ربما برود علاقتهما و تباعدها عنه له الفضل في ذلك

متشوقة للفصول القادمة
بالتوفيق عزيزتي

أشكرك كثيرا على تعليقك الجميل و على رسالتك الخاصة
و أشكرك أكثر على ثقتك بي و بما أقدمه ككاتبة هاوية
كلمات رائعة من قارئة متميزة
بالنسبة لاسم البطل فهو ماهر و لكنه قبل التنقيح كان مصعب و لو أني مازلت أعتقد أن اختياري الأول كان أفضل

نغم الغروب 09-03-17 02:37 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3673858)
*السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,*

فصل رااااائع ومؤثر جداً

توضحت بعض الملامح من ماضي كامي الاليم

بدأت أفهم شخصيتها نوعا ما

مشهد الطبيب النفسي كان غاية في الابداع

اجدتِ الوصف ما شاء الله فأصبح نابضا بالحياة

هل يمكن ان تكون والدتها هي الشخص الغامض الذي يبحث عنه ماهر ؟

تقبلي مروري وخالص الود


"سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك"

مرحبا مرة أخرى عزيزتي مايا
سعيدة أنه وصلك ما أردت قوله تماما
إما أني أجدت الوصف حقا أو أنك قارئة حساسة جدا أو ربما الاثنان معا
على العموم سعيدة بتواصلك و تشجيعك
دمت بخير

نغم الغروب 09-03-17 02:38 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاط (المشاركة 3674969)
سلام عليكم فصل رائع بدا تتوضح شخصية كاميليا شوي منتظرين الباقي .

شكرا على رأيك الجميل عزيزتي

نغم الغروب 09-03-17 02:40 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 3676247)
روايتك شيقة بها غموض نحن فى انتظارك لكشفه فى فصولك القادمة و موفقة دائما


شكرا لرأيك الجميل و تمنياتك الصادقة
دمت بخير

نغم الغروب 09-03-17 02:53 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
السلام عليكم
أولا أريد أن أعتذر عن التأخير في الردود
لكن لدي عذر بل أعذار لكني لن أزعجكم بذكرها
الشيء الذي أعتقد أن علي أن أقوله لكم هو أن جهازي وقع وقعة سوداء و القرص الصلب الذي لم يكن صلبا جدا لم يتحمل الصدمة
و هكذا ضاع مني مجهود أشهر من الكتابة : هذه القصة و ثلاثة غيرها
و هكذا لأسبوعين لازمتني حالة اكتئاب شديد و كنت أنوي فعلا أن أعتذر عن إكمال القصة لأني سأظطر لإعادة الكتابة من جديد
لكن القصة رفضت أن تتركني و شأني رغم أني لست متحمسة ، رغم أن القراء ليسوا متحمسين
و هكذا وجدت نفسي أمام قصة عنيدة تصر أن تكتب و وفق شروطها
و الآن أترككم مع الفصل الرابع من قصتي هداها الله

نغم الغروب 09-03-17 03:02 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الرابع



ظلت ليلى تتأمل شاشة هاتفها في عبوس
بكلمات معدودة استطاع أن يبدد تماما جو الأمان والراحة والسهولة الذي تنفّسته منذ اللحظة التي دخلت فيها بيت أسرتها البسيط و تركته و بيته الضخم و عائلته بأسرارهم الأنيقة المعقدة و علاقاتهم الراقية الهشة.
أعادها والدها إلى الواقع و هو يقول معلقا على ما يشاهده على الشاشة :
- لو كانت ابنتي لكنت دفنتها بيدي هاتين،

بدا صوته قويا ، جليا ، قاطعا كمطرقة قاض في محكمة النّقض
و بحدة لم يألفها الآخرون منها وجدت نفسها تقول :
- و لو كان ابنك يا بابا ؟
- ليلى ! نهرتها أمها بصوت عال

صمتت من فورها فلم تكن المعارضة من شيمها ولكن شفتيها المزمومتين في شدة عبرتا عن امتعاضها العالق بداخلها
كانوا مجتمعين في غرفة المعيشة كعادتهم كل نهاية أسبوع و كعادة كل أسرة لم تتفكك بعد
الأب و الأم و أبناؤهما الذين لم يتزوجوا بعد
يشربون شايهم الساخن و يشاهدون واحدا من تلك البرامج التي ترغمهم أمها على مشاهدتهم معها
تلك البرامج التي يجني منتجوها أرباحهم منها بكشف الأسرار و الخبايا و كل ما تستره الجدران و الحيطان
و هذه الحلقة بالذات لم تكن استثناءًا
فتاة ما من مكان ما تتحدث عن "رجل" ما زرع جنينه داخل أحشائها ثم رحل بلا وداع و بلا نية للعودة
قصة حصلت مئات الآلاف من المرات من قبل و ستحصل مئات الآلاف من المرات من بعد لكن الجديد كما يقول والدها أن الناس لم تعد تكترث بأن تسمي العيب عيبا و الحرام حراما
ظلت ليلي ساكنة في مكانها بينما عيناها تسافران من وجه لآخر من وجوه أفراد عائلتها ، الوجوه المألوفة و الغير المألوفة في الوقت ذاته
تأملت وجه والدتها الجميل المستغرق، هذه المرأة التي عاشت حياة خالية من أي تعقيد، حياة طبيعية جدا لدرجة جعلتها مولعة بل شديدة الولع بمشاهدة حيوات الآخرين البائسة و الممزقة، بالاستماع إلى أسرارهم التي يكشفونها على الملأ، أسرار محرمة، أسرار كان يجب أن تبقى على حالها، مركونة في أحلك الزوايا ، أسرار لم تعد أسرارا في عالم حافل بالعيون الفضولية
ثم استقرت عيناها على وجه والدها، الرجل البسيط المليء بالتناقضات، حارسهم و سجانهم
مخيف ، حان ، قاس و رحيم كيف تجتمع الأضداد لا تدري و لكنها تفعل مع أبيها
بتقطيبة اهتمام كان يراقب الوجوه الغريبة على الشاشة المسطحة، ليس لتغذية متعة سرية مثل والدتها لكن بتعبير مبتئس قاتم كما لو أنه يستشعر قرب كارثة ، كان رجلا مستقيما جدا، وهذا ما يجعل من الصعب بل من المستحيل عليه أن يفهم كيف لأب آخر أن يسمح للأمور أن تصير بهذا السوء ، أن يدع أسرته تتحطم إلى أشلاء مبعثرة،
كان يهز رأسه الآن في أسف كأنما ليؤكد توقعاتها.
بشبح ابتسامة حانية غادرته عيناها لتتفحص وجوه إخوتها، و مثلها تماما لم يكونوا يشاهدون بالفعل ، فقط بعض النظرات اللامبالية إلى الشاشة من وقت لآخر، و بعض الضحكات من تعليقات أمهم ولكن فيما عدا ذلك كانوا منسحبين بعمق ، كل منهم منغلق في عالمه الخاص به
شقيقها الاكبر كان منجذبا إلى لوحته الرقمية مثل يفعل دائما، يشاهد بعض مباريات كرة القدم التي لا تنتهي ربما الدوري الانجليزي ، الدوري الإسباني أو حتى الدوري الأسترالي ومن وقت آخر كان يكتب كلمات ما لخطيبته و على شفتيه ترتسم ابتسامة معينة، نوع الابتسامات التي يخص بها الرجال حبيباتهم ولكنها لا يظهرونها أبدا لأخواتهم
شقيقها الأصغر كان مثل معظم شباب هذا الجيل ، لا يكاد يبدأ في فعل شيء ما حتى يمل منه ، في المدة القصيرة التي حطت بنظرها عليه كان قد كلم عشرة من أصدقائه و شاهد عشرة فيديوهات على جهازه ثم علق عشرة تعليقات مقتضبة على المباراة التي يشاهدها أخوه و أخيرا عندما شعر أنه قام بواجبه تجاه أفراد أسرته قام واقفا في كسل و قال في ملل جملته التي صارت كشعار خاص به
- أنا خارج
و بسرعة تفوق سرعة استيعابهم كان قد قرن القول بالفعل و صفق الباب في وجه الأسئلة المعتادة
إلى أين ، مع من ، متى ستعود؟
و مع صوت الباب ارتفعت جميع الرؤوس في اتجاه واحد و بنظرات مخلتفة
جميع الرؤوس ما عدا رأس شقيقتها الصغرى
شقيقتها الصغرى ، آخر العنقود ذي الثمان حبات ، طفلتهم جميعا فكلهم راقبوها تولد و تحبو و تتمتم بأولى كلماتها ، طفلة تحدت المواقيت و الجداول و أتت في غفلة من الزمن و ظلت تعيش في غفلة من الزمان و المكان فلم تكن فقط منغمسة في عالمها الخاص بل كانت تبدو معظم الوقت كأنها في كوكب آخر
كما هو حالها الآن و هي منغمسة بذاتها ، بكلها في تنظيف و تقليم و طلاء أظافرها
فتاة حقيقة ذات عشرين ربيعا كما يقولون ، فهكذا كانت حياتها في كنف أسرتها ربيعا تلو الربيع ، حتى العواصف الرعدية التي كانت تمر عليهم من حين لآخر احتمت منها خلف ظهور والديها و إخوتها الأكبر منها
كم كانت مختلفة عنها في سنها فليس من يختبأ من العاصفة كمن يواجهها عاري الصدر.

نغم الغروب 09-03-17 03:11 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
في تلك اللحظة التفت إليها والدها و شيء من القلق يلقي بظلاله على تقاسيم وجهه.
كانت الحلقة قد انتهت كما تنتهي زوبعة في فنجان دون أي أثر حزن في قلب واحد ، فقط تصفيق الجماهير التي تبدو سعيدة بسماع أقصوصة تعيسة أخرى.
و مرة أخرى يعيدها إلى واقعها و هو يقول بصوته الهادئ يسألها و يعاتبها :
- هل يعجبك هذا الحال يا ليلى
- طبعا لا يعجبني ، لكني أكره أن يلوم المجتمع المرأة و يتسامح مع الرجل كأنه طفل صغير لا يعرف ماذا يفعل
- الرجل يظل رجلا حتى لو أخطأ
- لا يظل رجلا إلا لأنكم لا تصمونه بنفس الوصم الذي تصمون به المرأة
- ما الذي تدعين إليه إذن ، أن تصبح المرأة كالرجل تماما
- لا أدعو لأي شيء يا أبي ، أنا فقط لم أعد أهتم كثيرا برأي هذا المجتمع الناقص ما دمت أرضي ربي و لا أقوم بما يعيبني

رأت انشغاله عليها في نظراته و هو يجيبها متنهدا :
- لله دواخل الأنفس يا ليلى و للناس المظاهر ، هل تفهمين يا ابنتي
- أفهم يا أبي

و هكذا كانت خاتمة كل نقاش قصير مع والدها
أفهم يا أبي ، حاضر يا أبي ، نعم يا أبي
و كعادته في كل مرة هز رأسه مرتين في شيء من الرضا ثم صمت
لم تكن تلومه على تحفظه و تزمته في كثير من الأوقات فكونه أبا لخمس بنات، خمس مصيبات في الانتظار ، خمس فتيات شابات في زمن أصبح فيه السيطرة على فتاة شابة أصعب من السيطرة على سيارة في طريق مزلق ، كل هذا جعله بالتأكيد يشعر كأنه يلعب لعبة الروليت الروسية ، في أية لحظة ستكون هناك طلقة مميتة تمزق شرفه ، فقط هو لا يدري متى و مِن مَن .
ابتسمت من أفكارها و زادت ابتسامتها اتساعا و هي تشاهد أختها تتأمل يديها المرفوعتين أمام وجهها باستحسان
كانت تبدو و كأنها حلت كل مشاكل الدنيا و بما أن أظافرها صارت مثالية فكل شيء آخر صار مثاليا ، فلا مجاعات و لا حروب و لا كل كوارث هذا العالم بإمكانها أن تفسد هذه اللحظة عليها
كانت في عمرها تقريبا عندما تعرفت على كاميليا

كاميليا التي دائما ما يكون اسمها جواز سفر يرحل بها إلى مكان آخر و زمن آخر.
كانت تتمشى برفقتها في ذلك اليوم بوجه عابس و روح تكاد تفر من حلقها
- ما بك يا ليلى ؟ سألتها بصوت يحمل نفس عذوبة ابتسامتها
- لا أدري يا كاميليا ، لا أدري لكني أشعر بالحزن ، كل شيء حولي يشعرني بالحزن

أشارت بيدها و هي تكمل :
- انظري إلى هذا البرعم مثلا ، قد يتفتح هذه الليلة و لا تشرق عليه شمس الغد إلا و قد ذبل ، عمره قصير جدا و هكذا نحن ، هكذا المرأة تشرئب بعنقها قليلا إلى شمس الحياة ثم سرعان ما تفقد كل شيء ، شبابها ، جمالها و جوهرها
و حينها تخيلي ماذا يفعلون بها ؟
- يرمونها
- بالضبط ، تنهدت و هي تواصل القول بحزن ، كل منا زهرة و العيب ليس فينا بل في من لا يعرف كيف يتعامل معنا

أحاطت كاميليا كتفها بذراعيها و هي تنحني عليها بوجهها الجميل تشعرها أنها طفلة صغيرة في عالم كبير ، كبير جدا عليها ثم قالت لها ببطء و هي تقرصها من خدها :
- أتعلمين ما مشكلتك يا ليلى ، مشكلتك أنك بريئة و حالمة فليست جميع النساء كما تصفيهن مجموعة من الأزهار المسكينة
لو النساء زهور فهناك أنواع نسيت أن تذكريها
هناك المليئة بالأشواك التي لا تعطي إلا حين تؤلم
و هناك المتوحشة التي تأكل كل من هو أضعف منها

صمتت قليلا ثم سألتها مداعبة :
- بالمناسبة يا ليلى أخبريني أي الزهور ترينني ؟

فكرت قليلا ثم قالت بصدق :
- زهرة كاميليا تماما مثل اسمك : زهرة جميلة جدا ، جميلة للغاية إلا أنها لم تخلق فقط للزينة ، فقدرها أن تكون أكثر عمقا

بابتسامة حائرة و عينين فيهما الكثير الكثير من الشجن ، نظرت إليها كاميليا و هي تقول :
- العالم صغير حقا يا ليلى ، أتعلمين أن شخصا ما قال لي تقريبا نفس الشيء ذات مرة
- زوجك ؟ سألتها بفضول
- كلا يا ليلى ليس زوجي

قالتها و هي تنظر إليها بواحدة من تلك النظرات ، تلك النظرات الغريبة التي تشعر من حولها بأنها موجودة و غير موجودة في الوقت ذاته ، كأنها تكلمك و لكنها لا تنظر اليك بالفعل بل إلى طيف ما من أعمق أعماق الماضي.

نغم الغروب 09-03-17 03:31 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
كان صوت أختها فرح هو من أخرجها أخيرا من دنيا ذكرياتها و أعادها إليهم . صوت أختها تقول بمرح:
- إلى أين ذهبت لتوك ، يا ليلى ؟
ابتسمت بشرود و هي تقول :
- إلى مكان لا تستطيعون أن تتبعوني إليه
- كنت تفكرين في كاميليا ، هكذا استنتجت أمها بصوت العارف بالأمور
- كنت أفكر في كاميليا ، اعترفت باستسلام
............................................................ .................................

و بعد ثلاثة أيام كانت ماتزال تفكر في كاميليا حين اتصل بها زوجها أو من كان زوجها
و للمرة الثانية منذ عرفته يأتيها صوته عبر الهاتف ، عميقا بعيدا قويا و واثقا
و بعد الآلو المرتعشة التي فارقت شفتيها في تردد و حيرة ظلت تنتظر كلماته في صمت تخللته دقات قلبها
- آنسة ليلى ، قال أخيرا ، أحتاج مساعدتك في شيء ما ، إن كنت لا تمانعين بالطبع
- سيكون من دواعي سروري يا سيد ماهر ، قالتها بسرعة و ندمت من فورها على لهفتها الزائدة
- إذن أنتظرك اليوم الساعة الرابعة ، لا تتأخري من فضلك فعلي أن أكون في المطار الساعة السابعة

فتحت فمها لتقول تحية ما لكنه كما في المرة الماضية أغلق المكالمة في وجهها
طوال الساعات التي تلت ، فكرت جديا و أكثر من مرة في أن تتجاهله كليا و لا تذهب و مع ذلك في تمام الساعة الرابعة إلا عشر دقائق كانت تطرق باب غرفة مكتبه.
لثواني ظلت تنتظر أمره بالدخول الذي لم يأت فامتدت يدها ببطء إلى مقبض الباب لتفاجأ به يفتح في نفس اللحظة و يبدو لها سيد البيت من خلاله طويلا خاليا من العيوب ككل شيء يحيط به
بدا لها متفاجئا هو الآخر قبل أن يبتسم تلك الابتسامة التي لا تصل أبدا إلى عينيه و يقول
- هل انتظرت لوقت طويل؟
هزت رأسها نافية و هي تتمتم تحية مبهمة ثم سمحت لنفسها بالجلوس أمام مكتبه قبل أن يأتيها إذنه
تجاوزها ليجلس مقابلا لها و هو يشبك ذراعيه و يسندهما على سطح المكتب
- آنسة ليلى ، أنوي استخدام سكرتير شخصي بشكل مؤقت و بما أنك لديك فكرة أكثر من وافية عما سأحتاجه منه بالتحديد أرجو أن تكتبي له جدولا مفصلا للمهام اليومية التي سيكون عليه القيام بها ، لو كان وقتك يسمح طبعا

تفضلي ، قال و هو يقرب جهازه المحمول من متناول يدها ، سأتركك على راحتك فلدي بعض المكالمات لأجريها

ظلت تنظر إليه من تحت رموشها و هو يأخذ هاتفه و عجرفته و يغادر
جملة " لو كان وقتك يسمح " كانت مجرد اكسسوار يغطي به لهجة الأمر الواضحة في كلماته
زفرت بعمق و هي تفتح الجهاز و تبدأ في الكتابة
بعد ربع ساعة تقريبا ، كان عقلها و نظرها مركزين على الشاشة عندما شعرت به يدخل الغرفة و يجلس على كرسيه يفعل شيئا ما بهاتفه
- آنسة ليلى ، من هو أكرم ؟ سألها بطريقة عرضية كأنه يستفسر عن الوقت
بذهن نصف منشغل بالجدول الذي تكتبه بدأت شفتاها بالرد عليه :
- أكرم هو الرجل الذي كان...

ثم توقفت وقد شحب وجهها ، رفعت إليه عينين مضطربتين فوجدته ينظر إليها بترقب و ذقنه مستندة على قبضة يده ، بعد ثواني من الصمت المشترك قال يحثها :
- أكرم هو الرجل الذي كان ماذا ؟

في اللحظات التي تلت بدا لها أن الكون بأكمله قد أخذ نفسا عميقا في انتظار إجابتها و رغم أن عينيها استقرتا على الزر المذهب الذي يزين كم قميصه إلا أنها شعرت بوقع نظراته عليها
كان يراقبها مضيقا عينيه متسائلا أي مخرج ستجده بعد أن حشرت في هذه الزاوية. ارتفع حاجباه قليلا و هو يشاهدها تفارق جمودها تدريجيا و تعود للكتابة و ارتفعا أكثر حين سمعها تقول له بمنتهى البساطة :
- لا أعرف أي رجل يدعى أكرم

لمدة دقيقة ظل ينظر إليها بعدم تصديق و ظلت هي تكتب كأنما لم تكذب لتوها ، تكذب في وجهه و هي تعلم أنه يعلم أنها تكذب ، لا بد و أن عينها قوية على حد تعبير أمه.
و هكذا هي مساعدتك يا كاميليا ، امرأة تكذب كما تتنفس و نعم الاختيار
قال و هو يواصل تفحصها بنظراته الفوقية :
- إذن فأنت لا تعرفين أي شخص يدعى أكرم مع أني متأكد أني سمعتك تنطقين اسمه بوضوح

أجابته و هي تصر على تجنب عينيه :
- أنا آسفة ، سألتني و أنا مشغولة لذلك ظننت أنك قلت أدهم
- و أدهم هو ؟
- أدهم هو المسؤول عن الحسابات في جمعية كاميليا رحمها الله ، قالتها بسرعة كتلميذ يخشى أن ينسى إجابته

ظل ينقر بقلمه على سطح المكتب نقرات متوترة ثم قال بهدوء و هو يقف :
- حان وقت ذهابي الآن

ما إن غادرتها نظراته حتى سمحت لرئتيها بإخراج الأنفاس المكتومة بداخلها لكن استرخاءها لم يدم طويلا فحين وصل إلى الباب قال و ظهره إليها :
- آنسة ليلى
- نعم سيد ماهر
- لو كنت حقا لا تميزين بين اسمي أكرم و أدهم فأقترح عليك التوجه لطبيب مختص

bluemay 09-03-17 11:08 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,


بدايةً تقبلي تعازيّ الحارة في فقدك ..

آلمني جدا ما أصابك ،، فقد جربته من قبل .

واتمنى ان لا يتسلل اليأس الى قلبك ، وان تواصلي المسيرة حتى النهاية.


نأتي للفصل ، كان بنكهة مختلفة جدا ...

احس عند قراءتي لحرفك بأني أمام علبة شوكلا فاخرة..

فكل حبة تمتلك سحرها ومذاقها المختلف ، فهذا هو الحال مع كل فصل من فصولك.

اليوم تعرفنا على ليلى من قرب ، جلسة عائلية حميمة رغم الجفاء الدسيس بينهم .

والذي اقصد به هذه الاجهزة البغيضة التي اصبحت تتسلل بين المرء وجلده، فضلا عن احبته واهله. >>> لله درك أجهزة نوكيا العتيقة ذوات الشاشة الصفراء *لووول

الى متى حالة الكر والفر بين ليلى وماهر ؟؟ ، هي تخفي اسرارا ، وهو يريد معرفتها رغم معرفته بصعوبة الامر، الا انه لا يكف عن المحاولة .

اضحكني تصرف ليلى ومحاولة تصريفها للأمر ، اذ انا اكرم وادهم من الناحية اللغوية على نفس الوزن *،،، يجدر بماهر ان يقول لها ان تراجع معلم لغة عربية لا طبيبا مختص * * * *لوووول


سلمت يداك نغم وكلي شوق للآتي

تقبلي مروري مع خالص ودي



بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


MaNiLa 09-03-17 07:52 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 

أنا آسفة لأني لا أجد الوقت لكتابة تعليق لائق بما تكتبينه الآن
لكني لا أستطيع الخروج دون أن أخبرك كم هو رائع و جميل هذا الفصل


أسلوبك يوقعني في الحب

لي عودة لاحقا

أنا آسفة جدا من أجل خسارتك
لكنني سعيدة لأنك لم تستسلمي
بالتوفيق ♥

نغم الغروب 19-03-17 08:57 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MaNiLa (المشاركة 3676505)

أنا آسفة لأني لا أجد الوقت لكتابة تعليق لائق بما تكتبينه الآن
لكني لا أستطيع الخروج دون أن أخبرك كم هو رائع و جميل هذا الفصل


أسلوبك يوقعني في الحب

لي عودة لاحقا

أنا آسفة جدا من أجل خسارتك
لكنني سعيدة لأنك لم تستسلمي
بالتوفيق ♥

أشكرك جدا عزيزتي
تعليقك أكثر من لائق ، جميل و مخلص و هذا ما يهمني
شكرا مرة أخرى على تمنياتك الصادقة

نغم الغروب 19-03-17 09:07 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3676454)

الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,


بدايةً تقبلي تعازيّ الحارة في فقدك ..

آلمني جدا ما أصابك ،، فقد جربته من قبل .

واتمنى ان لا يتسلل اليأس الى قلبك ، وان تواصلي المسيرة حتى النهاية.


نأتي للفصل ، كان بنكهة مختلفة جدا ...

احس عند قراءتي لحرفك بأني أمام علبة شوكلا فاخرة..

فكل حبة تمتلك سحرها ومذاقها المختلف ، فهذا هو الحال مع كل فصل من فصولك.

اليوم تعرفنا على ليلى من قرب ، جلسة عائلية حميمة رغم الجفاء الدسيس بينهم .

والذي اقصد به هذه الاجهزة البغيضة التي اصبحت تتسلل بين المرء وجلده، فضلا عن احبته واهله. >>> لله درك أجهزة نوكيا العتيقة ذوات الشاشة الصفراء *لووول

الى متى حالة الكر والفر بين ليلى وماهر ؟؟ ، هي تخفي اسرارا ، وهو يريد معرفتها رغم معرفته بصعوبة الامر، الا انه لا يكف عن المحاولة .

اضحكني تصرف ليلى ومحاولة تصريفها للأمر ، اذ انا اكرم وادهم من الناحية اللغوية على نفس الوزن *،،، يجدر بماهر ان يقول لها ان تراجع معلم لغة عربية لا طبيبا مختص * * * *لوووول


سلمت يداك نغم وكلي شوق للآتي

تقبلي مروري مع خالص ودي



بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بداية أشكر لك تعاطفك الصادق معي
و سعيدة جدا بوصفك الجميل الرقيق لكلماتي و حروفي
ثانيا أريد منك طلبا صغيرا منك أو من إحدى المشرفات ، أود لو يتم إغلاق الرواية حتى أتمكن من التقدم فيها بشكل أكبر
فأنا عاجزة تماما عن كتابتها فصلا بفصل كالمسلسلات فلأي رواية طابع خاص بها و لا أريد أن يضيع و تصبح بلا طعم
عندما أعود لو في العمر بقية سأعود على الأقل بثلاث فصول
شكرا مرة أخرى عزيزتي مايا ، ممتنة لتشجيعك الدائم و إلى لقاء قادم إن شاء الله

~FANANAH~ 20-03-17 01:17 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 

بناء على طلب الكاتبة ، يتم غلق الموضوع ().


نغم الغروب 09-10-17 04:27 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
السلام عليكم و رحمة الله
لمدة كنت أشعر بمزيج من الحرج و الشوق
لكن يبدو أن الشعور الأخير هو الذي طغى علي لذلك ها أنا أعود

نغم الغروب 09-10-17 04:32 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل الخامس




" في ذلك الوقت كانت حياتي مقسمة بين ليالٍ و ليالٍ أخرى.
في بعض الليالي كنت أشعر بالرضا ، رضا يبدو حقيقيا ،
رضا يكاد يكون ملموسا و أنام و أنا أحلم
بل و أنا أرى أمامي غدا أفضل، غدا أجمل
لكن في ليالي أخرى ، ليال أقل لطفا بكثير ، كنت فقط أنزع ابتسامتي من على وجهي ثم أعلقها بعيدا مع ملابسي الغالية و أحلامي المستحيلة و أنام و أنا لا أرى أمامي سوى السواد…
و في ذلك السواد كان هو قمري الوحيد
كان هو صبري حين يضيق قلبي و تضيق الدنيا أكثر منه
كان هو حبي الذي لحظة وجدته ، لحظة فقدته….
كان أحرفي التي قرأت بها الحياة من جديد
في تلك الأيام كنت أعيش حالة فقدان
فقدان لهويتي ، لنفسي
للماضي و الحاضر
كل شخص أحبه أفقده
عندما رحل في ذلك الوقت لم أصدق أني أقدر أن أتنفس هواء بلد لم يعد يسكن أراضيه
لم يقل لي أنه لن يعود لكن قلبي أخبرني أننا لن نتقابل ثانية أبدا في هذه الحياة
في ذلك الوقت لم يعد هناك سبب لأنتظر غدا آخر
لأنه لن يكون هناك غدا ألقاه فيه
أستغفر الله
أستغفر الله العظيم
أستغفرك ربي لكنه مؤلم
وجع ، وجع ، الفقد كله وجع
لذلك أخاف كثيرا من الفقد
و وجع الفقد

- لماذا يحصل معي كل هذا ، سألته في مرة و كم كانت كثيرة أسئلتي له .
- من الممكن يا كاميليا أن الله يريد منك أن تكوني أكثر من مجرد امرأة جميلة أخرى
- هل المصائب تجعلنا أقوى كما يقولون ؟ سألته في مرة أخرى
- كلا ، لست من الذين يقولون أن المصائب تجعلنا أقوى
المصائب تغيرنا
و نحن نصبح أقوى إذا لم نسمح لها أن تغيرنا للأسوأ

لا أذكر أكانت نفس تلك المرة أم كانت مرة أخرى حين قال لي بهدوء
قال و هو كالعادة لا ينظر إلي :
- كاميليا أنت في مفترق طريق
إما أن تقضي بقية عمرك في صراع مع نفسك و إما أن تنشغلي عنها بإيجاد قضية تصارعين من أجلها
و أنا شخصيا أنصحك أن لا تدخلي أبدا في صراع مع نفسك لأن هذا الصراع لن تخرجي منه إلا خاسرة

في بعض الليالي كنت أنسى نصيحته و أترك نفسي للسواد
في بعض الليالي كنت أتمنى أن أنام و لا أستيقظ "

نغم الغروب 09-10-17 04:34 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 

كانت هذه الليلة من تلك الليالي.
بتنهدة استسلام أدلت ساقيها إلى الأرض و جسدها يستدير مفلتا من أحضان السرير الواسع. طوال ساعة كانت متمددة تنتظر أن تغفو و النوم يتجاهل نداءها .
غادرت غرفتها بهدوء تام ، رأت نورا خافتا يتسلل من الدور السفلي ، بدأت تنزل ببطء و رغم ذلك خدعتها إحدى الدرجات كالعادة ، آلمتها الارتكازة المفاجئة على ساقها اليمنى.
- آي ، تأوهت بصوت بدا عاليا في سكون البيت.
بعد لحظة ارتفع صوت أمها متسائلا :
- هل هذه أنت يا ليلى ؟
و من يكون غيري، تمتمت لنفسها بصوت خافت
تبعت الصوت في استغراب ثم قالت ما إن دخلت المطبخ :
- ماذا تفعلين هنا في مثل هذا الوقت يا ماما ؟
- كما ترين أحضر الخضار للمحشي
و هذا بالضبط ما كانت تفعله أمها طوال الوقت :تقوم بحشو الأشياء بأشياء أخرى ،حشو الوسائد ، حشو البطاطس ، حشو العقول ، هذا كان مبدأها مادام الشيء قابلا للحشو فلنفعل ذلك قبل أن يسبقنا أحد إليه.
- تريدين أن أساعدك في شيء ما ؟
- بعد أن أوشكت على الانتهاء ؟ كلا شكرا
أمها ترفض مساعدتها ! هذه سابقة
- لماذا لم تنامي؟
وضعت ليلى يدها على بطنها و هي تقول :
- معدتي لم تشأ أن تتركني في سلام
رفعت السيدة جميلة عيناها في نظرة تقييمية لجسد ابنتها الذي لا تظهر عليه آثار النعمة ثم قالت بجفاء :
- ربما تنتقم منك لأنك تقتلينها جوعا بالنهار
- رغما عني يا أمي ، كل يوم تتكوم علي أكداس و أكداس من العمل لدرجة أني أنسى أحيانا أن أتناول غدائي
سمعت معدتها تصدر صوتا معترضا آخر فقامت تفتح الثلاجة تقلبها ببصرها تبحث عن شيء يؤكل بسرعة و يُشبِع بسرعة.
للحظة أو اثنتان ظلت السيدة جميلة تتأمل ابنتها في صمت تشغله ألف فكرة ثم عادت يداها إلى تقطيع خضارها بثبات و سرعة كانا ليجعلا أصابع أي امرأة أقل خبرة تتقافز مع ما تقطعه.
ها هي تجد أخيرا الفرصة لتناقش ابنتها في الموضوع الذي انتظرت طويلا لتفاتحها فيه. و أين ؟ في المطبخ ، قدس الأقداس كما تسميه بناتها سخرية . نعم هي لا تنكر أن المطبخ هو مكانها المفضل في البيت لأنها على الأقل ، بين قدرها و نارها، كانت تفهم كل شيء . تضع مقاديرها بنفس الطريقة في كل مرة و كل مرة تكون النتيجة مرضية لها و لأفراد عائلتها.
خارج المطبخ لم يتم الأمر بنفس السلاسة ، مع أنها وضعت نفس مقادير التربية : كوبا كبيرا من الحزم ، ملعقة كبيرة من الأخلاق و مراعاة التقاليد و لم تنس أن تضيف بعض رشات من الحنان لكن فقط عندما يكون مستحقا.
نفس المقادير و رغم ذلك كم كانت مختلفة النتيجة بين أبنائها ، ففيما عدا ابنها المغترب و ابنتيها الأكبر سنا خيب الآخرون كثيرا من توقعاتها و عجزت عن تحضيرهم كما كانت تحب و تشتهي و خاصة ليلى ، خاصة ليلى.
أخيرا أبعدت الخضار المقطعة عن متناول يديها ثم قالت لابنتها بعد تنهدة عميقة :
- أتعلمين ما أكثر شيء أتمناه من هذه الحياة يا ليلى ؟
- أكيد أن يتم إلغاء المحشي من قائمة الطعام
تنهدت أمها مرة أخرى و هي تهز رأسها بأسف على حال ابنتها ثم قالت كأنها لم تسمعها :
- لا أريد سوى أن أراك مستقرة في بيتك ، سعيدة مع زوج يرعاك
هزت ليلى كتفيها و هي تقول باستخفاف :
- و من قال أني أحتاج إلى زوج لأكون سعيدة ؟ صدقيني أستطيع أن أكون في منتهى السعادة فقط حين يخطر لي
- و لكن لا يمكنك أن تستمري هكذا يا ليلى

نغم الغروب 09-10-17 04:38 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
- هكذا ماذا يا أمي ؟

انتشر صمت ثقيل متوتر ليحيطهما حتى سمعت نفسها تقول ببرود :
- تقصدين مطلقة ، قوليها يا أمي ، ليست عيبا كما تعرفين

و بمرارة رفعت إليها أمها عينين دامعتين غاضبتين و هي تقول بصوت مبحوح :
- قولي هذا للناس ، للجيران ، للأقارب و لكل الشامتين

للمرة الثانية تهز كتفيها قبل أن تقول باستخفاف أكبر
- لا يهمني الناس
- نحن نعيش بين الناس
- و إن يكن

صمتت السيدة جميلة قليلا ثم قالت تلقي بقنبلتها
- أم وليد اتصلت و تريد منك أن تعودي لابنها

ظلت تنظر إلى ابنتها متفحصة تنتظر صيحة استنكار أو نظرة استغراب أو أي تصرف آخر يدل على الرفض لكن هذه الأخيرة استمرت تمضغ طعامها بتمهل كأنها لم تسمعها أصلا. فتحت فمها لتعيد ما قالته حين سمعتها تقول بلامبالاة :
- و ماذا كانت إجابتك ؟
- أخبرتها أنك ستفكرين في الأمر
- أخبرتها ماذا ؟ قالت وهي تدفع الطعام عنها بغضب

و بغضب أشد ردت عليها أمها و هي تضرب بقبضتها على الطاولة :
- إياك أن تنظري إلي هكذا يا ليلى و إياك أن ترفعي صوتك حين تتحدثين إلي

تنهدت بعمق لتواصل بصوت أكثر هدوءًا
- لايوجد ما يدعو إلى عصبيتك، نحن فقط نتحدث في احتمالات ، لم نغصبك على الموافقة عليه من قبل و لن نقوم بغصبك الآن على الرجوع إليه.
- نعم إحقاقا للحق لم يجرني أحد من شعري و يجبرني على القبول و لكن ماذا عن تنهداتك العميقة كلما رأيتني ، ماذا عن كلامك الذي لا ينتهي عن الأخت الأصغر التي تزوجت و على وشك الولادة و أختها الأكبر التي لم ترتبط بعد و ماذا عن خطابك المتكرر عن الفرصة التي لا تأتي إلا مرة واحدة و عن الحب الذي يأتي بعد الزواج و عن القطار الذي سيفوتني و و و

صمتت قليلا ثم قالت :
- نعم بالفعل لم يقم أحدكم بغصبي ، و لكنك جعلتني أشعر أني لن أستحق أن أكون ابنتك لو لم أوافق على ذلك الرجل.
- لا تلوميني على أخطائك يا ليلى ، أي شيء قلته و أي تصرف قمت به كان لمصلحتك و أنت تعلمين ذلك في قرارة نفسك.

مدت ليلى يدا منهكة إلى جبينها تشعر ببوادر الصداع المألوف ، نفس الصداع الذي يداهمها كل ما تكلمت أو حتى فكرت في هذا الموضوع ثم وقفت تقول منهية النقاش :
- أنا لا أريد أن ألومك بعد الآن يا أمي ، لذلك هذه المرة سيكون القرار لي وحدي و أنا لن أعود ، ليس هناك ما أعود إليه ، أنا مطلقة أمام الناس و لكن أنا و أنت نعرف جيدا أنه لم يكن هناك زواج ليكون هناك طلاق .

بسرعة تكلمت أمها كأنها تقبض على آخر خيط من خيوط الأمل :
- لكنها تقول أنه تعالج و أنه سيكون كغيره من الرجال
ل
لمرة الثانية تقاطع ليلى أمها بنفاذ صبر :
- و أنت تصدقينها يا أماه ؟! تصدقينها بعد ما كذبت علي وعليك و على الكل و زوجتني من ابنها و هي تعرف أنه ليس طبيعيا .من يكذب مرة يستطيع أن يكذب ألف مرة.
- لا تلوميها يا ابنتي إنها أم ، أي أم كانت لتفعل ما فعلته

نفس ما قالته لها كاميليا و كأن أمومتها تعطي لها الحق في أن تحطم حياة أي شخص من أجل أن تحاول إسعاد ابنها.
تريد أن تتزوج يا حبيبي و ماذا في ذلك ؟ فلنبحث لك عن عروس ساذجة ، ابنة ناس ، ماذا يهمنا إن كنت غير قادر على الزواج ، المهم أن تفرح أمك بك و أن تبدو طبيعيا مثل أقرانك.
استدارت و هي تقول لأمها :
- و أنا إنسانة يا أمي ، إنسانة كانت لدي أحلام و توقعات. و رغم ذلك كنت مستعدة لأصبر ، لأستمر معه ولكنك لا تعلمين ما فعلته بي تلك المرأة : ستة أشهر وهي تنفث سمومها علي لذلك أرجوك لا تكلميني عنها مرة أخرى ، أنا لن أعود ، لن أعود ، لن أعود
- حسنا ، حسنا ، افعلي ما تشائين ، حياتك و أنت حرة فيها قالت جملتها و عادت تولي اهتمامها لخضارها الطيّعة تلمها في وعاء.
تنهدت ليلى و أسرعت إلى الباب.
- ألن تكملي طعامك؟

أوقفها السؤال و هي على وشك الخروج ، نظرت إلى أمها بكل المرارة التي في الدنيا و هي لا تكاد تصدق أنها لا تستطيع حتى الشعور بها و بكل ما عانته.
لكن السيدة جميلة لم تكن تبدو أنها تعي كنه نظراتها ربما لأنها كانت مشغولة في محاولة هضم خيبة ابنتها الثقيلة.

نغم الغروب 09-10-17 04:44 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
أغلقت باب المطبخ وراءها و هي تتمنى لو كان هناك باب آخر تغلقه على ذلك الفصل التعيس من حياتها.
مضت في خطواتها مسرعة كأنها تهرب من ذكرياتها و من عقلها الذي بدأ يقلب صفحات من ماض لا تريد التفكير فيه.
فقط حين احتوتها جدران غرفتها شعرت بالدموع تبلل وجنتيها، رفعت كفها المرتعشة تطردها في قسوة ثم نزعت خفيها بسرعة و ألقتهما بعصبية و رمت نفسها بهمومها و حيرتها على السرير الواسع الفارغ الذي استقبل جسدها الخفيف دون اعتراض كبير.
بحكم العادة و دون أن تفطن لنفسها توسطت السرير فهكذا كانت تنام لفترة طويلة من حياتها ، بين شقيقتيها لذلك لم يتسنى لها أن تعرف أي جانب من السرير تفضل.
- خير الأمور أوسطها ، تمتمت لنفسها و هي تنير ضوء المصباح المجاور للسرير.
ترقرق النور الخافت ليغمر أنحاء الغرفة و يتراقص قليلا على الدمعة اليتيمة التي انفصلت عن رموشها لتتابع طريقها في نعومة نحو شفتيها المنفرجتين في آهة صامتة.
تتابعت الدقات الرتيبة تهاجم صمتها و سكونها.
تك ، تك ، تك ، دقات الساعة ، دقات قلبها ، دقات حملتها بعيدا إلي ليلة أخرى و انتظار من نوع آخر.
ليلة زفافها الغير متوقعة ، ليلة زفاف خالية من الألم الذي تخافه و رغم ذلك تنتظره كل عروس.
و تحولت الليلة إلى ليال أخرى ثم إلى أسابيع حتى أصبحت ستة أشهر كاملة، كلها خالية من ذلك الألم. و للدهشة عدم قدوم ذلك الألم كان ألما في حد ذاته.
كم أفتقدك يا كاميليا ، كم أحتاجك يا حبيبتي
و أخيرا نامت
نوما ثقيلا دون أحلام ربما لأنه لم تعد هناك أحلام من أجلها
و من مكان بعيد بدأت تسمع لحنا رقيقا يتكرر باستمرار.
لحنا قصيرا
ليس لحنا على الإطلاق بل رنين هاتفها
طفت إلي عالم اليقظة و هي تردد أذكارها.
مرة أخرى تكرر الرنين و مدت يدها في تراخ إلى هاتفها ،
كم الساعة الآن ، الثامنة صباحا ، هل يعقل أن تكون نامت كل هذا الوقت ؟
ثم من يكون هذا الذي يتصل بها في يوم العطلة و في أول ساعات الصباح؟
نظرت للاسم في كسل ثم في لحظة استوت جالسة مستقيمة الضهر و هي تمرر أصابعها في شعرها ترجع خصلاته الثائرة إلى الخلف.
طبعا من يكون غيره : ماهر بك ، من غيره يجد لديه كل المبررات كي يوقظ مساعدة زوجته الراحلة.
ضغطت على زر قبول المكالمة و للمرة الثالثة في الأربعة شهور التي تلت موت كاميليا تسمع صوته و قد ضبط نبرته كعادته على الوضع الجاف.
- آنسة ليلى أرغب في التحدث معك بخصوص موضوع ما ، الساعة العاشرة وقت مناسب جدا لو كنت تستطيعين الحضور
- لكن اليوم هو يوم عطلة و أنا ..
- و أنت لديك خطط أخرى ، جاء صوته باترا باردا ، لا بأس ، إذن فليكن غدا الساعة الرابعة بعد انصرافك من وظيفتك

هذه المرة فشلت تماما في إيجاد رد مناسب أو أي رد
يعتقد أنها لا تستطيع القدوم لأن لديها خطط أخرى ، لا يبدو عليه إطلاقا أنه يستوعب وضعهما : هي شابة مطلقة و هو رجل أرمل و الأهم أنه لديها أب لا تستطيع أن تلغيه من حسبانها
في المرة السابقة طلبت الإذن من أمها لأنها تعرف أن والدها يستحيل أن يوافق و هذه المرة تكاد تقسم أنه حتى والدتها لن تسمح لها بالذهاب

- آنسة ليلى ، هل عدت إلى النوم؟

تجاهلت سخريته الباردة و هي تسرق نظرة إلى المرآة تتفقد مظهرها قبل أن تجيبه بتلعثم :
- ألا يمكن أن تخبرني عن هذا الموضوع في الهاتف ، لا أعتقد أني أستطيع القدوم
- إنه موضوع حساس و أنا أكره الحديث المطول في الهاتف
- و أنا فعلا لا أستطيع القدوم
- غريب موقفك الآن يا آنسة خاصة أني أذكر بوضوح حين تقابلنا بعد أيام قليلة من وفاة كاميليا أنك قلت أنك على استعداد دائم للمساعدة لأجل خاطرها ، ألم تكن هذه كلماتك
- نعم أذكر و لكن

صمتت و هي لا تعرف ما التصرف المناسب ، لا تدري ما الذي استبد بها يومها حتى تلفظت بتلك الكلمات.
و الآن ها هو يطلب منها التشبث بذلك الوعد السخيف كأنها هي الوحيدة في العالم التي ليس من حقها أن تعد و تُخْلِف.
لا ينقصها إلا هو و مواضيعه الحساسة ، تأففت في سرها ، لماذا لا يتركها و شأنها ؟
- سأحاول القدوم و لكن ...
- و أنا سأكون بانتظارك في غرفة المكتب كالعادة

هذه المرة عندما أنهى المكالمة دون تحية لم تنتبه لأن ذهنها كان مشغولا في إيجاد مبرر قوي جدا يجعل والدتها تسمح لها بالذهاب.
تنهدت و هي تسند جبينها إلى كفها ، لا تريد أن تكذب على أهلها من أجله .

نغم الغروب 09-10-17 07:07 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل السادس



تماما مثل المرة الماضية ، و تماما في الساعة الرابعة تركت خطواتها الثقيلة توجهها إلى حيث ينتظرها.
حين دخلت عليه لاحظت فورا أن الستائر الثقيلة لم تكن مسدلة و الستائر الخفيفة سمحت تماما لضوء الأصيل بالدخول بحرية للغرفة الواسعة لتغمرها دون أن تترك لليلى ركنا واحدا مظلما تختفي فيه بملامحها التي بدا عليها الإجهاد بوضوح.
لكنها لم تكن تحتاج لأن تشعر بالحرج فسيد البيت لم يرفع عينيه نحوها إلا في نظرة سريعة خاطفة ، حياها تحية باردة ثم رفع يده في إشارة أنيقة لها أن تجلس.
عندما طال الصمت ارتفعت عيناها رغما عنها تتأمله : كان من الرجال المحظوظين الذين امتلكوا الجاه و المال و الوسامة ، كان يبدو رجلا مهما و كان رجلا مهما و أيا كان الشيء الذي يفعله ، أيا كانت بساطته كان يزيده أهمية مثلما الحال الآن و أصابعه تتنقل بمهارة و ثقة على لوحة مفاتيح جهازه و حاجباه يلتقيان في تجعيدة خفيفة لم تنقص من وسامته بل بالعكس زادته رجولة و أهمية.
- آنسة ليلى
ارتجفت رغما عنها ، ارتجفت ليس فقط بسبب صوته بل أيضا بسبب المنحنى الغريب الذي أخذتها إليه تأملاتها.
وجدت نفسها تخفض نظرها بسرعة كي لا يقرأ شيئا في أعماق عينيها.
- هل لديك فكرة لماذا استدعيتك؟
لديها أفكار في الواقع لكنها لن تنطق بحرف واحد ، لن تبدأ قبل أن يبدأ.
لم يتركها تنتظر طويلا ، تكلم ثانية دون أن يهتم بالنظر إليها :
- عندما التقينا آخر مرة سألتك إن كنت تعرفين شخصا يدعى أكرم.
أكرم مرة أخرى ، تظاهرت باللامبالاة بينما واصل بنفس هدوءه السابق :
- حينها أنكرت بالطبع و قلت شيئا ما عن أنك ظننتني قلت أدهم ، تذكرين كل هذا ، أليس كذلك ؟
- ن..عم
و حينها فقط رفع عينيه إلى وجهها متفحصا :
- و كما و لا بد توقعت فقد ذهبت بالفعل إلى مقر الجمعية بنفسي و طلبت أن أقابل مسؤول الحسابات و بالطبع كما و لا شك تعرفين لم أجد أي شخص يدعى أدهم ، الرجل الذي قابلته يدعى ناصر.
و لأول مرة منذ دخلت تتخلى ملامحه عن جمودها لتترك مكانها لابتسامة باردة على شفتيه.
و للمرة الثانية ترتجف و هي تحاول أن تقول شيئا ما ، أي شيء حتى لو كان بلا معنى.
- أنا كنت فقط ، أقصد أنه كان هناك من يدعى أدهم و لكن ....
قاطعها و نفس الابتسامة ما تزال مرتسمة على وجهه :
- بالطبع يا آنسة ليلى لا شك أنه كان هناك من يدعى أدهم ، دائما هناك رجل ما يدعى أدهم . من المحتمل أيضا أن يكون قد غير اسمه إلى ناصر في غضون هذه الأشهر ، الناس لا تفعل هذا كثيرا في أيامنا الحالية و لكن هذا مرجح أكثر من احتمال أن تكوني كذبت علي لأن هناك شيء تريدين إخفاءه عني بأي طريقة كانت ، أليس كذلك ؟
- لا يوجد لدي أي سبب يدفعني إلى الكذب عليك ، ربما أكون قد أخطأت في الاسم أو في الشخص ، ربما لم أكن مركزة تماما حينها ، لا أدري بالضبط و لكني لم أكذب.
نظرت إليه مرة أخرى ، الآن كانت الابتسامة قد غادرت و لكن البرودة ظلت.
- للمرة الثانية سأسألك : هل تعرفين شخصا يدعى أكرم؟
و إزاء الصمت من جهتها واصل يقول:
- و كي أسهل الأمر عليك فلنقل أكرم علوان ؟
قال و عيناه تتصيّدان نظرة التفاجؤ في عينيها :
- إذن كما أرى فالاسم مألوف لديك تماما ، و الآن أريدك أن تجيبيني بصراحة و بدون لف و لا دوران : ما الذي كان يريده من كاميليا ؟
تمنت أن يكون هناك أفق بعيد لتنظر إليه و تهرب بعينيها من عينيه و لكن لم تكن هناك إلا الجدران أو الأثاث أو هو ، تنهدت و فتحت فمها لتجيب حين قاطعها صوته
- و هذه المرة لا أريد أكاذيب أخرى ، هل هذا واضح ؟
و لكن الأكاذيب هي ما ستحصل عليه فكرت و هي ما تزال حائرة كيف توصل إلى معرفة اسم أكرم الكامل. لم تخطط لهذا الأمر ليلة البارحة و هي تراجع ما ستقوله. الآن هو بالتأكيد يعرف ليس اسمه فقط و لكن رقمه القومي ، عنوانه و حتى الأصناف التي يفضلها على العشاء.
ما الذي عليها فعله الآن ؟ هل تقول نصف الحقيقة و تخترع الباقي ؟

نغم الغروب 09-10-17 07:13 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
ظلت تنظر إلى قدمها وهي ترسم دوائر لا تنتهي على السجادة السميكة ثم قالت بهدوء :
- الآن و أنت تذكر الاسم كاملا تذكرت من هو الشخص
- امم ، قالها و هو يضغط على القلم بقسوة و يتمنى لوكان عنقها بين يديه بدلا منه ، كانت لتوفر عليه مكالمات لا تحصى و عدة ليال من الأرق لو صَدُق فمها الكاذب منذ البداية.
- أخبريني إذن ما الذي كان يريده من كاميليا ؟
لم يكن هذا هو السؤال ، السؤال هو ما الذي كانت تريده كاميليا منه؟ فكرت و نظراتها تشرد بعيدا عن الجدران المُحاصِرة.
- آنسة ليلى
- السيد علوان هو على حد علمي محام إيطالي من أصول مصرية
- اخبريني شيئا لا أعلمه
- أنا لا أعرف الكثير عنه ، لم تكن لي به أي علاقة مباشرة كل ما في الأمر أن السيدة كاميليا طلبت مني في مرات قليلة أن أرسل إليه بعض الرسائل.
و هذه كانت نصف الحقيقة.
- ماذا كان محتوى تلك الرسائل؟
- كنت فقط أسأله عن أتعابه ثم أقوم بتحويل الأموال من رصيد كاميليا إلى رصيده.
- فقط ؟
- فقط.
تمتم بصوت خفيض يحدث نفسه أكثر مما يحدثها :
- و بالطبع ستخبرينني أنك لا تعرفين أي شيء عن القضية التي كان يسعى وراءها من أجل كاميليا.
- أنا آسفة لكن بالفعل ليست لدي أية معلومات
و هذا كان كذبا بحتا.
كان جوابه هو الصمت ، صمت مقلق ، صمت غير مريح. تململت في مجلسها ثم قالت بحذر :
- على أي حال تستطيع أن تتصل به و تسأله
رفع رأسه نحوها كأنما تذكر وجودها و بلهجة صقيعية قال لها :
- حقا! دعيني أهنك على ذكائك ، أتعرفين أن هذا الأمر لم يخطر على بالي بتاتا
قالت بتلعثم و هي تنظر إليه بصدمة :
- عموما لا أظن أن الموضوع كان مهما إلى هذا الحد
بحدة فاجأتها وجدته يقف يقول لها و صوته يعلو مع كل حرف :
- لا يهمني ما تظنينه ما يهمني هو لماذا أخبرتك كاميليا و لم تخبرني ؟
و إليك ما أظنه أنا ، أنا أظن أنك تكذبين و ليست هذه هي مشكلتي معك ، مشكلتي معك هي أنك تكذبين بثقة ، تكذبين بجرأة ، تكذبين بغباء

- سيد ماهر من فضلك أنا لا أسمح لك ، عملت لدى كاميليا لسبع سنوات و لم تخاطبني أبدا بهذه الطريقة.
- اسمعيني إذن ، كاميليا ماتت ، ماتت . استوعبي الأمر إن كنت لم تفعلي بعد ، أنا الذي أقف أمامك الآن و أسألك ، هل هذا مفهوم ؟
- أولا كاميليا بالنسبة لي لم تمت و ثانيا هي من كانت ربة عملي يا سيد ماهر.
- هكذا ؟ هكذا إذن ؟ قال و زرقة عينيه قد اسودت من شدة الغضب.

يا له من سؤال!
هل يعتقد حقا أنه بعد هذه الكلمات و بعد هذا الأسلوب مازال هناك مكان لأي نقاش معقول بينهما كشخصين محترمين. وقفت و أصابعها تقبض على حقيبتها بشدة و قالت بهدوء :
- أستميحك عذرا سيد ماهر ، تأخرت و يجب علي الانصراف.
ابتلعت ريقها و معه ترددها ثم قالت برصانة :
- أنت تحتاج إلى أجوبة لن أستطيع تقديمها لك و لن أستطيع القدوم بعد الآن ، أبي لن يسمح لي ، وداعا
و قبل أن يتفتق ذهنه عن كلمة مسيئة أخرى كانت خطواتها قد أخرجتها من الباب.

نغم الغروب 09-10-17 07:36 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
…………………………………………………………………..
…………………………………………..
……………………………….

لا يدري كم ظل واقفا يراقبها تكاد تطير إلى الباب الخارجي. ما إن اختفت حتى امتدت يده تظغط على الزر الذي فوق مكتبه بعنف.
حين أطلت عليه مدبرة منزله بعد لحظات قال لها بتوتر و هو يمرر أصابعه بين خصلات شعره :
- من فضلك أريد قهوة و بسرعة
- أمرك سيد ماهر
و حين استدارت لتنصرف أوقفها قائلا :
- و لا أريدها كالعادة ، أريدها سوداء و مُرّة
رفعت حاجبيها قليلا ثم بلمح البصر استعادت ملامحها جمودها السابق و هي تقول ثانية قبل أن تنصرف :
- أمرك سيد ماهر

لم الاستغراب يا سيدة سناء ، نعم أريدها سوداء و مُرّة مثل مزاجي.
مزاجه الذي ازداد تعكرا بعد مقابلته لتلك الفتاة ، كلامها كله كان محض هراء و أكاذيب.
ما عدا جملتها الأخيرة لأنه فعلا يبحث عن أجوبة.
أو بالأحرى هذا ما أصبح ما يبحث عنه منذ أن سمع اسم ذلك الرجل "أكرم" ، منذ أن بدأ يتساءل عما كانت كاميليا تسعى إليه ،
منذ أن بدأ يشك.
هناك أيام يصحو فيها و هو يكاد يضحك من سخفه ، من قلة عقله و يخاطب نفسه قائلا " تشك في كاميليا ، في كاميليا يا رجل ؟" و ينسى كل شيء عن الموضوع .
و أيام أخرى ، و هذا اليوم من بينها ، يفيق بعد ليلة مسهدة أو مليئة بالكوابيس و هو يكاد يغلي و هو يشعر أنه ضحية مؤامرة ما ، أنه تم خداعه ، أن الكل كان و مازال يخفي عنه شيئا ما.
سامحك الله يا كاميليا حتى لو تمخض الموضوع عن لا شيء.
سامحك الله لأنك أنزلتني من مقامي.
سامحك الله لأنك جعلتني أحتاج إجابات من فتاة كمساعدتك ،
فتاة نكرة ، فتاة يكاد يقسم أنها لولا وقوف كاميليا بجانبها لكانت بالكاد تفك الخط كما يقال.
و الآن ها هي تتذاكى عليه ، عليه هو !
و تتظاهر بالتكبر ، بالترفع و تنهي النقاش و تغادر قبل أن يأذن لها ، هو ماهر الذي ينفض عشرات من مثيلاتها مع غبار كمه كل يوم.
و مرة أخرى و في حركة أصبحت شبه آلية امتدت يده إلى هاتفه تضغط على رقم ما ليجيبه صاحب الرقم فقط بعد بضع رنات مقتضبة ، هكذا هو و هكذا كيف يجب على الناس التي تحترم نفسها التصرف معه :
- ماهر كيف حالك يا رجل ، ما هي أخبارك ، لماذا لم تصبح وزيرا حتى الآن ؟
رغما عنه وجد نفسه يبتسم ، ابتسامة ضاعت في بعد المسافات ، و لم يصل منها إلى صديقه سوى بعض الكسل في صوته و هو يقول :
- أنت تعرف تماما أني لو كنت أريد أن أصبح وزيرا لكنت تخاطبني الآن بكلمة "معاليك" و لكنه شرف لا أسعى إليه.
- ماذا عساي أقول ؟ أخجلني تواضع معاليك.
و هذه المرة سمح لنفسه بأن يضحك ، ضحكة مقتضبة مسروقة لكنها حقيقية على الأقل.
- هل اتصلت بي لتضحك ، أنا أيضا رجل مشغول معاليك ، أي نعم أنا مجرد ضابط جوازات صغير ، أي نعم لست مثلك أسافر أكثر مما أظل في بيتي ، أي نعم لست مرشحا لأكون وزيرا حتى بعد مليون سنة و لكن هذا لا يعني أن تتصل بي كلما أردت مُهرّجا مجانيا.
للمرة الثانية تتردد ضحكة ماهر الهادئة بين جدران الغرفة :
- سيد مشغول اسمح لي أن أشغلك أكثر و أن أستعير بعضا من وقتك الثمين
- خيرا
- خيرا إن شاء الله ، أخبرني هل تذكر ذلك الرجل الذي سألتك عن اسمه المرة الماضية
- أذكر بالطبع ، خيرا ، سأله بقلق
- أريد منك خدمة صغيرة أخرى
- خدمة صغيرة مع خدمة صغيرة يجعل الدين كبيرا عليك
- و انا رجل اجيد تسديد ديوني
- و انا رجل اجيد استغلال الوضع، أأمر معاليك
- أريد منك أن تتصل بي فور أن تطأ قدمه أرض الوطن
سمع تصفير الرجل الآخر ثم سمعه يقول :
- يبدو أنك تحمل له مودة كبيرة و تريد أن تستقبله بنفسك عندما يصل ، يا له من رجل محظوظ ، حسنا اطمإن سأجعل على لائحة اهتماماتي
- جيد
- جيد هذا ما يتوقعه المرء منك ، لا كلمات شكر حارة و لا كلمات تقدير ، لا أدري ما الذي يجعلني أنفذ أوامرك لا بد أنها العِشرة التي لا تهون علي.
- أصيل يا فاروق طوال حياتك
- ام، ام إلى اللقاء معاليك

bluemay 09-10-17 08:22 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عوداً حميداً عزيزتي

سعيدة جداً بعودتك وبكمية الجمال التي حملتها الينا

اتشوق لمعرفة السر الذي يتعلق بأكرم..

ليلى احزنني مصابها وكم تتحمل نظرة المجتمع السيئة لها.

ماهر ما زال متعجرفا كما عهدته ، اتمنى ان اراه يتقهقر عن عليائه

سلمت يداكِ

تقبلي خالص الود

نغم الغروب 09-10-17 08:30 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
عزيزتي مايا اشتقت إليك كثيرا
أتمنى أن تكون هذه الأشهر عدت عليك بكل الخير و أتمنى أن تحمل لك الأشهر القادمة خيرا أكبر
شكرا على كلماتك الرقيقة كالعادة و أرجو أن لا أخيب آمالك بي

نغم الغروب 09-10-17 08:47 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
الفصل السادس (الجزء الثاني)


بآلية مرة أخرى عاد ماهر يتصفح مفكرته الالكترونية يمحو أشياء و يكتب أشياء أخرى
بعد نصف ساعة تقريبا رن هاتفه ليبرز رقم صديقه يضيء الشاشة.
- اشتقت إلي بهذه السرعة
تنهد الآخر بألم مفتعل و هو يقول :
- اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق
ثم عاد صوته إلى نبرته العادية
- و الآن لنكن جاديين قليلا ماهذا الذي نحن فيه يا رجل؟ حسنا سألتني عن ذلك الأكرم
قاطعه بدهشة :
- لا تقل لي أنه وصل بالفعل
- كلا لم يصل لكنه قادم بعد أسبوعين
- إذن فقد أصبحت عرافا الآن!
- أنا لم أنتظر حتى يصل و أبلغك ، بل استبقت الأحداث و نظرت في دفاتر الرحلات القادمة.
- جيد ، أقصد ممتاز ممتاز جدا
- و هذا يجعلهما خدمتين صغيرتين ، لا تنس لي هذا المعروف اتفقنا ؟ و على أي حال من يكون هذا الأكرم؟
ذلك هو السؤال
أجابه بهدوء :
- مجرد شخص مشبوه
- إرهابي محتمل ؟
- كلا ، كلا، كلا
- إذن بالتأكيد مخدرات مادام قادما من ايطاليا
- كلا أيضا أو ليس على حد علمي
- إذن ماذا قد يكون سبب اهتمامك به؟ يجب أن تعذر فضولي لكني أعرف أنك لست شديد الاهتمام بمعرفة أشخاص جدد ، و في هذه الأوقات الغير مستقرة شخصيا أنصح الجميع بالاكتفاء بمن يعرفون و ألا يسعوا إلى معرفة أشخاص غرباء

كنت نصحت كاميليا قبل أن يتوفاها الله ، فكر بمرارة ، لكنت الآن أقضي وقتي في الحزن عليها بهدوء كما يفعل أي رجل طبيعي. و كأنما انفصل عن ذاته سمع نفسه يقول :
- ربما متورط في قضايا سرقة لكني لست متأكدا بعد
- تريد أن تقنعني أنك تسعى وراءه لأنك تشك أنه لص في عالم نصفه لصوص
تنهد بألم مفتعل مرة أخرى
- أنت تهين ذكائي و لكني لن ألح عليك فيبدو أنك لا ترتاح إلي بما يكفي لتخبرني عن حقيقة الأمر.
….
……
…………..
شخص أرتاح إليه ، فكر و هو ينهي المكالمة بنظرة شرود تحجرت داخل عينيه.
شخص مثل رحاب ، نعم شخص مثل رحاب ، هذا بالضبط ما يحتاج إليه.
رحاب ، رفيقة السفر التي كانت لتصبح رفيقة العمر لولا أنه عاد إلى نفسه في الوقت المناسب.
كان جالسا في مقعده في الطائرة في مرة من المرات القليلة التي يجلس فيها في الدرجة الاقتصادية ، كانت رحلة ليلية هادئة غير مكتظة.
كانا قادمين باتجاهه ، رحاب و رجل كهل فضولي النظرات ، تذكر كيف توترت أصابعه على ورق الجريدة و هو يراهما يتفحصان رقم مقعدهما و لم يسترخي إلا حين تجاوزه الرجل و تقدمت هي منه تحييه تحية خافتة و تجلس بجانبه في هدوء.
و منذ اللحظة الأولى شعر أنه ارتاح إليها كانت من هؤلاء الأشخاص الذين ميزتهم الطبيعة بوجه فيه دعوة ملحة للتعرف و للتبسط.

نغم الغروب 09-10-17 08:54 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
لا يدري كيف و لا لماذا بدأ يكلمها عن حياته الشخصية ، ربما لأن الليل الهادىء كان ثالثهما ، ربما لأنه دائما من السهل أن تتحدث إلى شخص غريب ،لا يدري لكنه بدأ يتكلم ، بدأ يحدثها عن زوجته التي أصبحت شبه غريبة عنه بعد عامين فقط من الزواج ، زوجته التي تحمله مسؤولية فقدانها لرحمها ، زوجته التي لم تعد زوجته إلا بالاسم.
و كما انطلق لسانه ، انطلق لسانها و انطلقت تحدثه ، عرف أنها ترملت منذ ثلاث سنوات و أنها امرأة تعيش تكافح الغربة ، الوحدة و ظروف الحياة.
تعيش مع ابنها الوحيد الذي يغنيها عن الدنيا و ما فيها كما قالت و لكنه رغم ذلك استطاع أن يتبين من نظراتها ، من الحزن الرقيق الذي تكتسي به ملامحها ، من ارتعاشة أصابعها الصغيرة أنها ليست منيعة كما تتصور أو كما تريده أن يتصور.
و للحظة أو ربما للحظات حين كانت تروي له ما تعانيه من أهل زوجها الراحل من أجل بيع نصيبها من الميراث ، تصور نفسه يضم يدها الصغيرة بين يديه و يسنده رأسها إلى كتفه و أغمض عينيه حينها بقوة كي يمنع نفسه من الاسترسال.
ولأول مرة لم تبد له فكرة الجمع بين زوجتين غريبة و مستبعدة : زوجة يدعها تعيش في عالمها المنفصل عنه ، تتقوقع في حزنها بعيدا عنه و زوجة أخرى حقيقية دافئة ، موجودة من أجله، مستعدة لإرضائه كهذه المرأة الصغيرة الرقيقة التي حرك فيه ضعفها شيئا لم تحركه نساء أجمل منها بمراحل.
غادرا الطائرة معا و استقلا سيارة أجرة معا و لم يفترقا إلا بعد أن تبادلا أرقام الهاتف و بعد وعد منه بأن يبذل ما في وسعه كي يحل مشاكلها و قد كان ، بخبرة محاميه و سطوة صديقه الضابط.
و احتفل معها بانتهاء متاعبها و كل منهما قد وجد في الآخر ما كان يبحث عنه : السند لها و رفيقة من أجله.
التقيا مرة و اثنتان و ثلاث و توالت المرات ، مرات و مرات ، غالبا على الغداء و لأول مرة منذ أشهر طويلة يشعر أنه زوج مع امرأة غريبة عنه و لأول مرة يتبادل حديثا حقيقيا بدل تلك الجمل المبتورة الجوفاء التي يرغم نفسه على التفوه بها أثناء تواجده مع كاميليا.
و بعد ستة أشهر من التقائه برحاب بدأ يفكر جديا بالزواج منها.
في ذلك اليوم كان غرفة مكتبه ، الغرفة التي أصبحت مكانه المفضل في البيت منذ أن بدأت كاميليا تبتعد عنه.
يذكر بدقة كيف دخلت عليه و كيف بدت له في ذلك الوقت من اليوم :حائرة ، مترددة كأنها امرأة غريبة عنه.
يذكر أيضا كيف كان يشعر نحوها في ذلك اليوم ، كان يشعر باللامبالاة التامة فلم يبدو له أن هناك كلمات أو خطوات لتقلص الهوة التي تضخمت بينهما حتى ابتلعت كل شيء جميل اشتركا به معا ، وكل ذكرى سعيدة ربطتهما معا.
نعم في ذلك اليوم ، في تلك اللحظة حين وقفت كاميليا مترددة قرب الباب ، يدها ماتزال تقبض على الأكرة و داخل عينيها تلك النظرة الحائرة المحيرة حينها بدا له من المؤكد أنها النهاية ، نهاية كاميليا بالنسبة له.

نغم الغروب 09-10-17 09:03 PM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
حينها كان واثقا تماما أنهما حتى لو استمرا معا فيما بعد فسيستمران كشبحين لما كانا عليه من قبل و ستكون الحياة بينهما في المستقبل مجرد ظل بارد للدفء اللذيذ الذي عاشاه معا في الماضي.
حينها كان واثقا من ذلك لذلك عندما بدأت كاميليا في التحدث إليه تعمد عدم النظر إليها ، تعمد أن يتشاغل بتفحص بريده الوارد بينما يستمع إليها في صمت.
- ماهر أنا أريد أن أعتذر منك عن تقصيري في حقك ، عن كل أخطائي ، عن تصرفاتي ال..الغير مناسبة معك.
لم يجبها بحرف واحد ، فقط واصل الاستماع في صمت بدا ثقيلا عليه و عليها فما أتعس أن تصبح كالغريب مع شخص كان أقرب إليك من نفسك.
- هل تعتقد أني ضعيفة الإيمان يا ماهر؟ هكذا كان سؤالها ، غير متوقع على الإطلاق مثل كثير من تصرفاتها.
وجد نفسه يجيبها ببرود :
- لست قادرا على معرفة ذلك يا كاميليا فلا أستطيع معرفة ما يخفيه قلبك.
- و لكنك الأدرى بي ، أنت تعرفني ، أنت تعيش معي!
أعيش مع ظلك ، مع واجهتك مع القناع الذي ترتدينه كل يوم لكن لا أعيش معك كلا لا أفعل.
كان ليصرخ بكل ذلك في وجهها لكن شحوبها و تعبها البادي على جسدها منعه ، لذلك وجد نفسه يجيبها في هدوء :
- أنا شخصيا أرى أن إيمانك ليس ضعيفا ، لم أرك تشتكين أو تعترضين ، يبدو لي أنك تتقبلين ما تعرضت له برضا كامل و تام.
- لكني لا أتقبل يا ماهر ليس حقا ، أتظاهر بذلك لكني لا أستطيع ، لا أستطيع
- لا تستطيعين ليس لأن إيمانك ضعيف بل لأنك أنت نفسك ضعيفة يا كاميليا.
لا يدري كيف استطاع أن يقول لها ذلك و بكل تلك القسوة ، بكل ذلك البرود لكنه قاله و لم يندم عليه في تلك اللحظة ، لم يندم حتى و هو يرى الألم في عينيها و حتى حين قالت بصوت مرتجف هامس :
- أريد ، أتمنى أن أكون أقوى لكني لا أعرف كيف.
و بنفس القسوة واصل يقول :
- الذي يريد أن يصبح أقوى يتمسك بالآخرين ، يشاركهم ما يشعر به ، لا ينعزل عنهم و يخفي كل شيء بداخله ، من يفعل هذا يحترق ، يذوب و هذا ما تفعلينه يا كاميليا بنفسك مع أنك لديك الكثير ممن يهتمون بك و يتوقون لمساعدتك : عمتك ، صديقاتك ، قريباتك و غيرهم و غيرهم.
- و أنت أيضا يا ماهر ؟
يذكر تماما كيف قالتها له بكثير من الحزن و قليل جدا من الأمل
يذكر كيف رفع عينيه إليها في تلك اللحظة ، كانت مازالت قريبة من الباب كأنها على وشك الخروج للأبد ، يذكر كيف لاحظ تلك الدموع العالقة برموشها الطويلة و كيف أثر فيه منظر انحناء رأسها و كل ذلك الانكسار ، كل ذلك الانكسار ،
أثر فيه لدرجة أنه لم يشعر كيف قام من مجلسه ، كيف وصل في لحظات إليها ، كيف استطاع أن يضمها بتلك الطريقة إلى صدره و هو يقول بصوت مختنق :
- حتى أنا يا كاميليا ، خاصة أنا يا حبيبتي.
و حين نزلت دموعها نسي فجأة كل شيء ، نسي الجفاء ، نسي البعد و شعر حينها أن عقله عاد إليه و إلا كيف استطاع أن يتخيل أنه بإمكانه أن ينساها ، أنه بإمكانه أن يكون مع امرأة أخرى غيرها.

و الآن و هو يتذكر ذلك الموقف لا يستطيع إلا أن يتساءل ترى ما الذي دفع كاميليا أن تختار ذلك الوقت بالذات لتدخل عليه و تحاول و تنجح في أن تسترجعه كزوج و كعاشق.
هل يعقل أن تكون عرفت عن رحاب؟!
لم يعلم بذلك أبدا
أكثر من مرة أراد بشدة أن يصارحها بالأمر ، أن لا يدع أي بذرة شك تنمو و تترعرع داخل قلبها و أحاسيسها ، أكثر من مرة أراد أن يتكلم و لكن في كل مرة كان يستجد شيء ما ثم تأخذه الحياة و تأخذها.
و النتيجة أنه لا هو و لاهي تكلما أبدا في هذا الموضوع.
فهل يعقل أن يكون عقلها صور لها أشياء لم تحصل ،
هل يعقل أن تكون تصورت أنه خانها و العياذ بالله مع رحاب و أنها أرادت بعد هذا العمر أن تكون لها مغامرتها الصغيرة ربما انتقاما منه.
لكن كاميليا كانت تخاف الله ، لا يعقل أن تفعل ذلك به ، لا يعقل أن تفعل ذلك بنفسها.
لكن ألا تقول الدراسات أن الرجال و النساء على حد سواء يجنون في هذا العمر تقريبا؟ أنهم يصبحون تواقين ليعيشوا مراهقة ثانية و أخيرة قبل أن يأفل نجم شبابهم إلى الأبد ؟
خاصة أن كاميليا لم تتح لها الفرصة في عيش مراهقة عادية؟
هل يعقل ، هل يعقل ، هل يعقل؟
في يوم كهذا اليوم يبدو له أن كل شيء يعقل و لا يعقل في الوقت ذاته.
في يوم كهذا اليوم يبدو له أن الجنون و التعقل وجهان لعملة واحدة.

bluemay 10-10-17 07:41 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

اشكرك عزيزتي ، وصدقيني ما قلته نابع من قلبي

ليس مجرد كلمات للمجاملة .


حسناً ،ها هو تعقيد جديد يضاف للمسألة ..

رحاب ،،، علاقة حب افلاطونية كما يدعي هو ...

ولكنها تظل خيانة وان لم يدنسها بإرتكاب الفاحشة.

كثيرٌ من الرجال الا من رحم ربي، يعلقون خيانتهم لزوجاتهم على شماعة الاهمال والبرود من قِبل زوجاتهم

الخيانة تظل خيانة مهما كانت اسبابها، فهو خان نفسه قبل ان يخون زوجته.



سلمت يداكِ ، وكلي شوق للآتي


لك ودي

نغم الغروب 14-10-17 11:40 AM

رد: آنسة الشاي الأبيض
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3691035)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

اشكرك عزيزتي ، وصدقيني ما قلته نابع من قلبي

ليس مجرد كلمات للمجاملة .


حسناً ،ها هو تعقيد جديد يضاف للمسألة ..

رحاب ،،، علاقة حب افلاطونية كما يدعي هو ...

ولكنها تظل خيانة وان لم يدنسها بإرتكاب الفاحشة.

كثيرٌ من الرجال الا من رحم ربي، يعلقون خيانتهم لزوجاتهم على شماعة الاهمال والبرود من قِبل زوجاتهم

الخيانة تظل خيانة مهما كانت اسبابها، فهو خان نفسه قبل ان يخون زوجته.



سلمت يداكِ ، وكلي شوق للآتي


لك ودي

عزيزتي مايا أشكرك لا أدري للمرة الكم على اهتمامك الصادق
بالنسبة لموضوع رحاب و الخيانة المعنوية فللأسف معظم الرجال هكذا
فكمايقال الرجل يظل طفلا مهما يكبر و يتوقع دائمآ الاهتمام من زوجته
ربما لهذا السبب نهى الله تعالى المرأة المتزوجة أن تحزن أكثر من ثلاثة أيام لأنه الأدرى بما خلق
دمت بخير و قريبا إن شاء الله أنزل الفصل السابع

نغم الغروب 16-10-17 10:56 AM

أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل السابع


" الجنون ،
هذه هي الكلمة التي تصف حالتي في ذلك اليوم.
اليوم الذي قرأت فيه ذلك الخبر عنه منذ ثلاث سنوات
جنون ذكرني بجنون آخر
شعرت به بعد أسبوع من وفاة أبي.
و لم أعد ابنة أصبحت وريثة…
ورثت الأموال ومعها تلال و تلال من المشاكل.
لم أجد حتى الوقت لأحزن عليه ، على أبي ، و ذلك الرجل محمود أو ممدوح لم أعد أذكر يجرني معه من مكان إلى مكان ، من مصلحة إلى مصلحة.
أخبرني أن والدي قام بعمل تفويض لي في التصرف في جميع أملاكه . كان ذلك منذ مدة قصيرة كما أوضح لي.
ثم أضاف بأسف رسمي أنه أحس بأن حالته الصحية لن تسمح له بالاستمرار طويلا.
فقلبه على ما يبدو أتعبه أكثر من مرة في المدة الأخيرة.
لكني بالطبع في تلك المدة الأخيرة لم أعرف ، ربما لأني كنت مشغولة بلومه ، كنت مشغولة بالغضب منه ، من الجميع.
كنت مشغولة بالحزن على نفسي.

….
…..
في ذلك الصباح عندما نهضت لم أجد أحدا ممن كانوا يملؤون البيت ، الكل فر إلى حياته و دنياه ، الكل هرب و تركني لأحزن لوحدي.
شعرت بأني سأموت ، بداخلي كانت توجد قبضة تعصر على قلبي وتعصر و تعصر تريد أن تسحقه.
ركعت سجدت دعوت لكن القبضة استمرت تعصر ، ربما لو استطعت فقط أن أبكي لكنت استرحت لكن هذا الصباح بدا لي أن حتى دموعي تخلت عني.

نغم الغروب 16-10-17 11:01 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
شعرت بالحاجة إلى أن أتحدث إلى شخص ما ، إلى شخص لا يأمرني بالصبر و التحمل مثل عمتي المسكينة لأني كنت لأصبر لو كنت أستطيع ، كنت لأتحمل لو كنت أقدر.
شخص قوي ، هادئ هذا ما كنت أحتاجه في هذا الصباح.
لذلك وجدتني آخذ موعدا لديه في عيادته الخارجية .
أزوره كمريضةٍ ابنةِ مريضة.
عندما دخلت عليه أخيرا لا أدري من منا كان أكثر تفاجأ من الآخر.
فللمرة الأولى أراه دون معطف أبيض ، و بدونه بدا لي مختلفا ، بدا لي غريبا.
لم يكن ذلك هو الدكتور طارق الذي أعرفه.
شعرت فجأة بالعزلة ، شعرت بأني في مكان لا أنتمي إليه.
- أنا آسف لأني تركتك تنتظرين كل هذا الوقت يا كاميليا ، لم أنتبه للاسم ، قال و ابتسامة صغيرة ترتسم على وجهه المتعب.
و للمرة الثانية في ذلك اليوم أشعر بأني أخطأت في القدوم إليه.
هو رجل مهنته أن يستمع طوال اليوم إلى الناس و هموم الناس و ها أنا جئت لأثقل عليه أكثر.
- كنت ، كنت فقط أريد أن أسألك عن شيء ما بخصوص أمي ، أجبته و أنا أبتعد بنظراتي عنه و و عن أناقته الغير مألوفة
- تفضلي
- أنت تعلم أن أبي توفي و لذلك…
أذكر أنه قاطعني بسرعة :
- كلا يا كاميليا أنا آسف لم أعلم بالأمر ، لقد لاحظت بالطبع غيابك عن المصحة و لكني ظننت أنك متوعكة . لو كنت علمت لكنت أتيت و قدمت واجب العزاء.

شعرت به يتفحصني ثم سألني بصوت خافت :
- هل أنت بخير؟

أرجوك لا تسأل عن حالي ، هكذا توسلت إليه بداخلي ثم قلت له بشرود و أنا أتجاهل سؤاله :
- كما أخبرتك لقد جئت لآخذ رأيك في موضوع ما
- اجلسي أولا ثم تكلمي
- الآن و قد توفي أبي ، أريد لأمي أن تعود إلى بيتها ، إلا إذا كنت ترى أنها ستتحسن أكثر لو ظلت في المصحة.
- هذا يعتمد على عدة أشياء ، قال وهو يجلس على الكرسي المقابل.
- على ماذا مثلا يا دكتور
- عليك أنت بالأساس
بصوت أكثر لطفا استمر يقول :
- أنت ما زلت شابة يا كاميليا و مهمة رعاية والدتك ستكون صعبة و مستنزفة ، ستأخذ سنوات من حياتك و النتيجة لن تكون معجزة ، النتيجة ستكون فقط أن نعطيها فرصة في نهاية أفضل.
- إذن لن أسامح نفسي إن لم أحاول
- قبل أن نقرر أي شيء أريد منك أن تفكري أكثر في الأمر
رفع رسغه الأيسر ينظر في ساعته ثم أضاف :
- سنلتقي في المصحة و نتناقش أكثر في الموضوع و نأخذ برأي بقية الزملاء.

هززت رأسي في صمت و قمت لأنصرف.

نغم الغروب 16-10-17 11:08 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
في ذلك اليوم ، كنت "المريضة" الأخيرة على ما يبدو لذلك قام من مجلسه هو الآخر و أخذ حقيبته و عندما وصلت إلى الباب كان قد أصبح خلفي.
و امتدت يده لتستقر على المقبض بينما شفتاه تتلفظان بتحية مهذبة.
التفت لأجيبه و فجأة شعرت بمدى قربه مني و بدأت أتأمله.
كم هو غريب أنني في تلك اللحظة القصيرة رأيت منه كما لم أر منه من قبل رغم لقاءاتنا الكثيرة.
ربما لأنه كان قريبا جدا مني ، قريبا إلى درجة أني رأيت بوضوح تلك الشامة الصغيرة فوق شفته العليا.
في تلك اللحظة اكتشفت أن كل تقاسيم وجهه توحي بالقوة ، حاجباه ، فكه ، الطريقة التي يضم بها شفتيه ، جبينه المقطب قليلا.
في تلك اللحظة شعرت لأول مرة برجولته و أنا أطوف بعيني على صدره العريض.
و بشكل ما بدا لي أن الأرض توقفت عن الدوران و أن الزمن تجمد هناك ، في تلك اللحظة.
كانت يده قد بدأت تتحرك ببطء ليفتح الباب ، كل ذلك و هو لم ينظر لي ، كانت عيناه مازالتا مركزتين على المقبض ، رموشه السوداء الكثيفة تلقي ظلالا على أعلى خديه.
ارتفعت عيناي من يده إلى وجهه و في اللحظة التي تليها و جدت أصابعي ترتفع رغما عني و عن إرادتي و تغوص بين خصلات شعره الفاحمة.
في الثواني التي تلت رأيته يتجمد تماما تحت تأثير لمستي و بدا لعيني المتسمرتين على عينيه أقرب إلى تمثال.
عندما عاد إلى الحركة أبعد يدي بيده اليسرى و أنزلها برفق إلى جانبي.
رغما عني لاحظت أنه يرتدي خاتما .
كانت تلك طريقته ليقول لي أنه متزوج ، لا أدري لماذا لم ألاحظ ذلك الخاتم أبدا من قبل ، ربما لأني لم أفكر فيه أبدا كرجل.
فجأة عاد إليّ عقلي و أحسست أني رخيصة بلا قيمة.
قلت له بصوت فزع و أنا أضع يدا مرتعشة على شفتي :
- هذه أول مرة أفعل فيها شيئا كهذا ، أنا آسفة ، آسفة
لم أرده أن يظن أني ذلك النوع من النساء ، ظللت أعتذر و أعتذر و لا أدري كم طال موال اعتذاري لكنه استمع إلي في صمت و صبر و حين خرست قال لي بصوت هادئ :
- ليس المهم أنك تصرفت بهذه الطريقة لأول مرة ، المهم هو أنك لن تكرري هذا التصرف مرة أخرى في المستقبل.
أذكر حتى هذه اللحظة كيف و كم أشعرتني كلماته بالغضب و لكن رغم ذلك عندما أمرني بالجلوس أطعته بآلية.
و للمرة الثانية جلسنا متقابلين و للمرة الثانية بدأ يحدثني بصوته الهادئ.
لكني لم أكن أستمع إليه لذلك لا أذكر حرفا واحدا مما قاله.
ربما بسبب تلك الجملة التي كانت تتردد في عقلي و تتكرر و تتكرر.
لماذا لم يرتدِ معطفه الأبيض ، لماذا لم يرتدِ معطفه الأبيض…


نغم الغروب 16-10-17 11:14 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
أخيرا سمعته يقول لي :
- أنا أعلم بما تمرين به
بصوت خافت قلت وأنا أهز رأسي نافية عدة مرات.
- كلا لا تعلم ، كلا لا تعلم
- أنا آسف ، ربما خانني التعبير لكني أقصد أني أفهم
و في تلك اللحظة عاد إلي ذلك الغضب و بأعلى صوتي وجدت نفسي أصيح في وجهه :
- كلا لا تفهم
ليس لأنك درست عن الموضوع تعتقد أنك تستطيع أن تفهم
أخبرني هل تستطيع أن تتخيل أن تنسى أمك اسمك ، ماضيكما معا ، جميع ذكرياتكما الجميلة ،
هل تستطيع أن تتخيل أنك لن تتذوق طبقك المفضل من يديها و هي حية ترزق ؟
هل تستطيع ، هل تستطيع ؟
كلا لا تستطيع لذلك لا تقل لي أنك تفهم
لا أحد يفهم

و فجأة كما ظهر الغضب اختفى و لم يتبقى بداخلي سوى حزني و تعاستي.
و سكتُّ و طال سكوتي و الدكتور طارق جالس أمامي في منتهى الهدوء كأني لم أحاول معانقته منذ قليل ، كأني لم أكن أصرخ في وجهه منذ لحظات.
ربما هذا هو التصرف الأمثل مع المجانين أن يُتركوا حتى يهدؤوا ، هو الأدرى على أية حال …
بما تبقى لي من عقل تمتمت بشيء ما على سبيل الاعتذار ثم حاولت النهوض لكني لم أستطع.
شعرت بركبتي ترتجفان ثم انتشر الارتجاف ، انتشر و انتشر حتى وصل إلى يدي ، إلى رجلي
حتى شعري أحسست به يرتجف فوق رأسي.
مرة أخرى حاولت الوقوف و مرة أخرى فشلت و عندها رفعت عيني إليه بعجز.
لكنه لم يفعل أي شيء مما كنت أتوقعه ، كل ما فعله هو أنه انحنى قليلا باتجاهي و قال لي بهدوء :
- ابك يا كاميليا
للحظات ظللت أنظر إليه بذهول لكن دموعي استوعبت الأمر أسرع مني و بدأت تنهمر و تسيل.
هل هذا ما كنت تنتظره عيناي لتطلقا سيولهما ، أمر بالبكاء من بين شفتيه ؟
في المدة التي تلت لم أعد قادرة على التفكير في أي شيء ، وضعت وجهي بين كفي و بدأت أبكي و أشهق ، أشهق و أبكي…
و أخيرا عندما خفتت شهقاتي بدأت أقول و أنا مازلت أخفي عيني بكفَّي :
- أرجوك لا تتركني أنت أيضا
الجميع تركني
أمي ، أبي ، حتى عمتي كبيرة في السن و قريبا ستتركني هي أيضا
أرجوك لا تتركني
لو تركتني سأموت
لو تركتني سأموت "
………………….

نغم الغروب 16-10-17 11:17 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
"كاميليا ماتت ماتت ، استوعبي الأمر " ، قطبت جبينها و هي تتذكر آخر كلماته لها.
كم كانت تود لو كانت لديها الجرأة في تلك اللحظة لترد عليه و تقول له استوعب أنت الأمر ، استوعبه و اتركها في سلام !!!
لماذا يصر أصلا أن يعرف عنها كل شيء ، لو كانت ما تزال حية لكانت عذرته و لكنها ماتت و من حقها أن تموت معها أسرارها.
ماذا قال لها أيضا : تكذبين بغباء ، نعم بالطبع تكذب بغباء و لها كل الفخر فلم تسع يوما لتنال الامتياز في مادة الكذب.
هو و أمثاله من يسعون لذلك لأنهم يعيشون في أكاذيب دائمة ، حياتهم كلها محشوة بالأكاذيب.
ابتساماتهم كاذبة ، مجاملاتهم كاذبة حتى مشاعرهم و عواطفهم كاذبة .
لأنه لو كان صادقا مع نفسه ، لو كان أحب زوجته في يوم من الأيام لكان مازال غارقا في حزنه عليها حتى هذه اللحظة ، لم يكن ليبدأ في النبش وراءها و قبرها لم يجف بعد.
لم يكن ليجد الوقت ليدقق في بعض التفاصيل الصغيرة و يبدأ في أسئلته التي لا تنتهي : من هو أكرم ؟ ماذا كان يريد أكرم ؟
أكرم ، أكرم ، أكرم
يسأل و يتساءل عنه كأنه هو الشخص الذي لديه مفاتيح جميع الألغاز في هذا العالم.
أكرم ، أكرم جعلها تكره الاسم و صاحب الاسم رغم أنها لم تقابله أبدا وجها لوجه.
بصوت عال بدأت تصب لعناتها عليه و على أكرم و على اليوم الذي سمعت فيه اسم هذا الأخير.
ذلك اليوم الذي كان يبدو عاديا جدا ، يوما ككل يوم ،
كالعادة كانت في غرفة المكتب في الجمعية ، كالعادة كانت تقوم بمهامها الرتيبة و كالعادة من حين لآخر كانت ترفع عينيها إلى كاميليا الجالسة أمام جهازها في الناحية الأخرى من الغرفة ، تراقبها في غفلة منها.
تراقب أصابعها الرشيقة وهي تضغط بلطف على الأزرار ، تراقب الظلال و هي تتماوج على وجهها الجميل الأنيق.
كان يوما كأي يوم ، مثل غيره من الأيام إلى أن شاهدت كاميليا و هي تتصلب فجأة في مقعدها و أصابعها تتجمد في الفراغ.
- خيرا يا كاميليا ؟ سألتها بقلق و هي ترى شحوب وجهها و لمعان عينيها.
لكن كاميليا لم تجبها ، كانت مأخوذة تماما في تأمل شيء ما على شاشة جهازها.
و بدافع فضول أكبر منها غادرت ليلى كرسيها و وقفت وراء كاميليا لتكتشف ما الذي أخذ عقلها.
و قد كان شيئا يأخذ العقل بالفعل.
- ليلى ها تؤمنين بالصدف ؟ أيقضها صوت كاميليا الحالم من تأملها العميق ، نظرت إليها و قالت بصوت هامس :
- أؤمن أكثر بالقدر
- بالضبط يا ليلى بالضبط و أنا أيضا لا أؤمن كثيرا بالصدف
سرقت ليلى نظرة أخيرة إلى الوجه الأسمر الذي يحتل كامل الشاشة ثم قالت بنفس الصوت الهامس :
- إنه وسيم جدا يا كاميليا
- بالفعل ، أجابتها و هي تنظر إليها شاردة ، لذلك أنا معذورة يا ليلى أني لم أنس ملامحه كل تلك السنوات ، أليس كذلك ؟
في تلك اللحظة اختارت ليلى أن تصمت فمن هي حتى تعطي أو تمنع الأعذار. و إلى الآن تذكر تلك النظرة التي وجهتها لها كاميليا و هي تقول لها باستعطاف :
- أعرف أن هذا خطأ يا ليلى و لكن كل ما أريده هو أن أغلق ذلك الفصل من حياتي إلى الأبد ، أنا متعبة و أريد أن أشعر بالراحة.
بالطبع لم تكن ليلى تؤمن بجدوى السعي وراء غلق جميع الفصول المفتوحة في هذه الحياة ، كانت تؤمن بأن من الأفضل كتابة فصول جديدة.
و لكن كاميليا كانت متعبة بالفعل ، دائما حزينة النظرات رغم ابتسامتها .
لذلك فضلت ليلى أن تحتفظ بآرائها لنفسها ، خاصة و هي ترى كاميليا تتحرك في الغرفة ، تشبك يديها و تعض على شفتها السفلى كأنها تترقب خبرا سعيدا.

نغم الغروب 16-10-17 11:20 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
في ذلك اليوم سمعت اسم أكرم للمرة الأولى عندما توقفت كاميليا عن المشي لتقول بحماس :
- أتعرفين ما الذي سأفعله يا ليلى ؟ سأتصل بأكرم
- أكرم ؟ من يكون
- هو محام يعيش في إيطاليا ، عرفته عندما توفي أبي و كانت لديه بعض المصالح المعلقة هناك.
و استمرت تتكلم كأنها تحدث نفسها :
- نعم أكرم هو الرجل المناسب لأنه إن لم يستطع مساعدتي فبالتأكيد سيدلني على شخص ما .
و التفتت إليها مرة أخرى :
- لكني لن أقوم بالأمر وحدي ، أنا أضعف من أن أستمر لوحدي لذلك ستكونين معي في كل خطوة أليس كذلك يا ليلى ؟ قولي نعم ، أرجوك يا ليلى قولي نعم.

نعم ، قالتها كثيرا من قبل فهل ستبخل بها على كاميليا.
- نعم يا كاميليا

شدت على يديها و قالت و هي تعيد رأسها إلى الخلف و تتنهد بارتياح :
- لم أكن لأستطيع أن أخبر أحدا غيرك يا ليلى ، أنت الوحيدة التي لن تحكم علي ، أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها.

و منذ ذلك الوقت بدأ بحث كاميليا عن آثار صاحب ذلك الوجه الوسيم.
و لكن أجلها لم يسعفها و سوف يظل ذلك الفصل من حياتها مغلقا ، إلى الأبد.
لا حاجة لك إذن يا "سيد" ماهر لفتحه ، لن تستفيد و لن تُفيد.


بعد مدة طويلة من دخولها إلى بيتها ظلت تلك الجملة تتردد في عقل ليلى " أنت الوحيدة التي سيكون سري بأمان معها ". فكرت ليلى و هي تمارس طقوسها اليومية أنه من المؤسف أن يكون هكذا هو الحال.

من المؤسف أن كثيرا من النساء أصبحن كمجموعة من الطيور الجارحة تقضين حياتهن في خدش الحياء ، تمزيق الأعراض و الاقتيات على فضائح الأخريات.
نحن النساء يجب أن نقف مع بعضنا البعض ، يجب أن نتستر على بعضنا البعض ، نعم هذا ما يجب أن نفعله.
هذا ما سأفعله أنا على الأقل ، قالت و هي تنهض.
بعد قليل كانت تتأمل الشاشة للمرة الأخيرة :

مرحبا سيد علوان
أرجو أن تكون بخير
لا أدري إن كان زوج السيدة كاميليا قد اتصل بك أم لا.
إن لم يفعل حتى هذه اللحظة اسمح لي إذن أن أطلب منك شيئا ما .
احتراما مني و تقديرا لرغبات السيدة كاميليا قبل وفاتها ، أرجو منك ألا تخبر زوجها بالمهمة التي كلفتك بها ، تستطيع أن تخبره بأي شيء آخر إذا أردت.
ملاحظة : لو كنت تنوي المجيئ في الوقت الحالي فأقترح عليك أن لا تأتي.
أنت تعرف أنه رجل لديه سلطة و يستطيع أن يستخلص منك أي معلومة يريدها
أنا أعلم أني لا أستطيع أن أفرض عليك أي شيء و لكن كما أخبرتك تلك كانت رغبة السيدة كاميليا و أنا
أعلم كم كنت تقدرها.
تنفست بعمق ثم بطرف سبابتها ضغطت زر الإرسال.

bluemay 16-10-17 12:18 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل هادي
وضح تعقيد جديد عن كاميليا
اتوقع انها بتبحث عن د. طارق
وهو اللي شافته ليلى ع شاشة كاميليا

بس يا ترى شو اللي صار بالدكتور وخلاه يبعد،
هل هي الحياة ام شي تاني ؟؟؟

لو صح توقعي فهاد شي سيء ونقطة تحسب على كاميليا
هي خيانة برضو لزوجها
حتى لو سلمنا جدلا انه حبها لطارق شي عذري
ولو اني اشك من ردة فعلها السابقة.

المحيرني د. طارق انسان متمالك نفسه لأبعد حد
وبتمنى ما يخيب ظني ويتقهقر عن مكانته
فيما بعد

اعجبني مقاومته لفتنة كامي واخلاصه لزوجته .

سلمت يداكِ
كلي شوووق للقادم

نغم الغروب 17-10-17 08:13 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
عزيزتي مايا سعيدة جدا لتعليقك على هذا الفصل بالذات
و من الجيد أنك تركت مساحة من التفهم لكاميليا
رغم الشكوك الكبيرة التي تحيط بها
بالنسبة لتصرفها الطائش مع الدكتور طارق فأعتقد أن له أسبابه : صغرها في السن ، المحنة أو المحن التي تمر بها ، عدم اتزانها النفسي ...
مقاومة الدكتور طارق لها ليست مستغربة كذلك لأنه ليس ذلك النوع من الرجال الذي قد يستغل امرأة في لحظة من لحظات ضعفها ثم إنه بالتأكيد قد رأى عشرات حالات الانهيار من قبل ثم إنه و الأهم من كل هذا رجل ملتزم.
في الفصل القادم سنعرف الأسباب وراء بحث كاميليا
سنعرف إن كانت تبحث فقط لأنها تريد إجاد نهاية مريحة لفصل عاطفي غير مكتمل أم أن أسبابها كانت أعمق.
حسنا نلتقي إذن عندما أنتهي من كتابة الفصل القادم
دمت في حفظ الله و رعايته

inay 19-10-17 11:19 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم
بدات قراءة فصولك ,, شدني اسلوبك الجميل و قصتك المختلفة لا بمضمونها بل بطريقتك في طرحها ( الرجل الثري البارد المتعجرف الذي سيقع في سحر فتاة بسيطة ذات عمق سيكتشفه مع الوقت )
اكثر ما اعجبني ايضا هي كاميليا الفتاة المحاربة و مساحة الغموض التي تضع نفسها فيها
نتطلع بشغف لاكتشاف ما في جعبتك اختي
شكرا على ابداعك و دمتي بخير

نغم الغروب 22-10-17 10:55 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام و رحمة الله عزيزتي
أولا أرحب بك بين صفحات روايتي
ثانيا يسعدني جدا تعليقك لأن هذا بالضبط ما أردت أن أقدمه : قصة مختلفة و بأسلوب مختلف
ثالثا سررت لأنك أعجبت أيضا بالقصة التي تحتل خلفية الرواية الأصلية
شكرا عزيزتي على رأيك و إلى لقاء آخر
دمت بخير

نغم الغروب 22-10-17 10:59 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الثامن





ضغط زر إنهاء المكالمة و الشرر يكاد يقدح من نظراته.
لقد علم من فاروق للتو أن ذلك الأكرم ألغى رحلته هذا الصباح.
و من كان معه بالأمس و علم أنه يسعى وراء ذلك الرجل يا ترى ؟
بحسبة بسيطة تأكد أنها هي من وراء الأمر.
يا ابنة ال... ، قالها و هو يضغط على أسنانه ،
لا يصدق أنها قد تجرأت على فعل ذلك.
ضم شفتيه بقوة حتى يمنع نفسه من الاسترسال و استعمال ألفاظ أخرى لوصفها.
لعدة مرات ظل يعبر الغرفة جيئة و ذهابا قبل أن يقول بصوت عال :
- تريدين اللعب مع الكبار إذن ؟ فليكن

مد يده يتصل برقم من أرقامه العديدة.
- أهلا عماد كيف أنت

ردد المجاملات المعتادة بعدم تركيز ثم قال و ملامحه تزداد قتامة :
- اسمعني يا عماد أريد منك خدمة استثنائية هذه المرة

بعد شرح وجيز أغلق الخط و استدار بمقعده يواجه مكتبه ثانية.
توقفت عيناه قليلا على صورة كاميليا ثم أسند رأسه إلى الكرسي و هو يغمض عينيه و يقول :
- ليس من حقك أن تلوميني يا كاميليا
أنت السبب
أنت من أوصلتني إلى هذه المرحلة
لطالما كانت لك نزوات من قبل و أنا سمحت لك بها
ليس لأني عديم الإحساس
كلا يا كاميليا بل لأني قدرت أنك لم تعيشي حياة عادية
لأني لم أكن أريد أن أضغط عليك
لأني لم أكن أريد إتعاسك أكثر
لذلك دست على غيرتي ، دست على رغباتي ، دست على نفسي من أجلك يا كاميليا

فتح عينيه و أكمل بشرود :
- كنت دائما بعيدة و تحملت
بعيدة حتى و أنت بين أحضاني
دائما غائبة يا كاميليا ، حتى و أنت بيننا
أردت أن أحتويك لكني لم أستطع أبدا الوصول إليك
أبدا
لم أستطع أبدا أن أفهمك لا في حياتك
و لا حتى بعد موتك
و أنا أكره أن لا أفهم ، أكره أن تكون هناك أبواب مغلقة في حياتي

تنفس بعمق ثم قال و هو يقرب صورتها منه :
- لذلك سأقوم بفتح هذا الباب يا كاميليا مهما كلفني الأمر
لن أتحمل أكثر
لم تثقي بي لا تلوميني إذن إن كنت لا أثق بك الآن

قام من كرسيه و هو يهز رأسه في أسف :
- هل رأيت إلى أين أوصلتني يا كاميليا ، جعلتني أكلم صورة امرأة ميتة

…………………………………………….………………………..
…………………………….
………….

نغم الغروب 22-10-17 11:02 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
حاولت ليلى الإسراع أكثر في خطواتها، رغم كعب حذائها المكسور ، قبل أن يفاجئها هذا اليوم بمصيبة أخرى.
فمنذ الصباح بدا واضحا جدا لها أن هذا اليوم هو من تلك الأيام التي لديها موقف منها.
يوم متنمّر غاضب غير مستعد أن يتركها و شأنها.
لذلك عندما دخلت أخيرا إلى البيت لتجد أمها تبكي ، بينما والدها و أخوها يجلسان متجهمين ، عرفت أن هذا اليوم يجر وراءه أياما أكثر سوادا.
- خيرا ، قالت و هي لا تعرف إلى من توجه السؤال بالضبط
- خيرا إن شاء الله ، أجابها أبوها بصوت خافت
- خير و من أين سيأتي الخير قالت والدتها بصوت عال قبل أن تعود للبكاء بصوت أعلى

زفر والدها و غادر الغرفة بينما قال شقيقها بنفس الوجوم :
- لقد فْصٍلتُ من العمل
- فْصٍلتَ ؟
- و ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أن أمر فصلي جاء من جهات عليا

أخذت السيدة جميلة هدنة من دموعها لتتكلم مرة أخرى :
- و أنت تعرفين ماذا يعني جهات عليا : جهات عليا يعني خراب بيووووووت

ظلت الحروف الأخيرة تلاحق ليلى حتى بعد أن غادرت مسرعة و حبست نفسها بين جدران غرفتها. تمددت على فراشها تحاول إخراس آلام صداعها لتستطيع التفكير قليلا.
هل يعقل أن امرأة مثل كاميليا تكون زوجة لرجل يلجأ لمثل هذه الأساليب.
ما الذي عليها أن تفعله الآن ؟
و كأنه يوجد أمامها حل آخر : ستعترف للباشا بكل شيء.
سأعترف ، ضحكت بمرارة و هي تردد الكلمة عدة مرات.
مرت الدقائق ثقيلة و بطيئة قبل أن يأتيها الاتصال الذي تنتظره :
- غدا في الساعة السابعة تماما تكونين في مكتبي

أسرعت تقول قبل أن يقفل الخط في وجهها كما في كل مرة :
- سيد ماهر انتظر أرجوك
- …………
قالت بصوت خافت :
- لا أرى هناك داعيا للقائنا ، أنا... أنا أستطيع أن أخبرك كل ما تريده مني في الهاتف.
- لقد فات الأوان على ذلك ، غدا ، السابعة إلا إذا كنت تريدين للأمور أن تتطور أكثر.

تنهدت بعمق بعد انتهاء المكالمة ثم تناولت هاتفها الصامت و ضبطت منبهه على الساعة الخامسة صباحا.

نغم الغروب 22-10-17 11:04 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
عندما أتى الغد أخيرا و قبل السابعة وقفت تنتظره في نفس الغرفة مثل كل مرة و لكن هذه المرة غير كل المرات السابقة كانت هناك تلك النظرات المشبوهة ،
رأتها أولا في عيني البواب ثم ثانية و أكثر وضوحا في عيني الخادمة الشابة التي استقبلتها.
"السيد لن يتأخر عليك" ، قالتها وهي تكاد تغنيها.
دخل عليها " السيد" في تلك الحظة ليقطع أفكارها و راحة بالها ، رفع عينيه إليها في نظرة خاطفة ثم خفضهما يضبط ساعته حول معصمه.
استغلت عدم نظره إليها لتعدل من وقفتها و تقول له بصوت جاء مرتجفا رغما عنها :
- صباح الخير

للحظات ظل ينظر إليها ببرود قبل أن يرد تحيتها من وراء وراء قلبه.

آسفة يا سيد ماهر لأني أزعجتك بتحيتي ! فكرت و هي تلوم نفسها ، آسفة لأن أهلي ربوني.

ظل واقفان في صمت هي تبحث عن شجاعتها في الأسفل و هو يراقبها بوجه خال من التعبير.
- تكلمي فليس لدي وقت أضيعه ، أمرها و هو يعقد ذراعيه على صدره

تنحنحت قليلا ثم قالت بهدوء :
- أولا أريد أن أقول لك أن الموضوع لا يستحق كل هذا
ثانيا ما فعلته ظلم و الظلم حرام
ثالثا

قاطعها و هو يقلص المسافة بينهما بخطوات ثائرة و يضرب بقبضته على الطاولة مرتين و يصرخ فيها :
- اسمعيني جيدا ، أنت آخر واحدة تتكلم عن الحلال و الحرام
أخبريني يا حضرة المفتي هل الكذب حلال ؟
هل مساعدة امرأة على إخفاء شيء ما عن زوجها حلال ؟

رغما عنها تراجعت إلى الخلف و هي تنكمش أكثر على نفسها .
تراجع هو الآخر قليلا عن غضبه و هو ينظر إلى الصدمة الناطقة في عينيها ثم قال بهدوء :
- أنت التي اضطررتني إلى أن أفعل ما فعلت و لكنك تعرفين أن الموضوع سيُقْفل كأنه لم يكن ، تستطيعين أن تعتبريه مجرّد قرصة أُذن.

حقا؟! لماذا تشعر إذن كأن صاعقة ضربتها على أم رأسها.

- تكلمي و بسرعة

تنهدت باستسلام و بدأت تتكلم :
- أخبرتك أن السيد أكرم محام
كاميليا كانت قد كلفته بالبحث عن شخص ما ، عن رجل
- من يكون ؟

سارعت تشرح قبل أن يثور بركان غضبه في وجهها ثانية :
- ليس الأمر كما يبدو ، أرجوك لا تظلمها
ذلك الرجل هو ، أقصد كان..
كاميليا كانت ....

نغم الغروب 22-10-17 11:06 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تنفست بعمق ثم أمام نظراته الملتهبة فتحت حقيبتها ، أخذت منها قطعة ورق صغيرة ، كتبت فيها شيئا ما بسرعة و ناولتها له.
ترك يدها معلقة قليلا في الهواء في الوقت الذي كانت نظراته معلقة بنظراتها ثم أخيرا جذبها من يدها بقوة .
قطّب جبينه و هو يقرأ الجملة الغريبة .

كاميليا كانت تبحث عن أبيها.

أجابت ليلى التساؤل داخل عينيه.
- الحقيقي ، أبيها الحقيقي.

ظل صامتا ينظر إليها بجمود.
سارعت إلى إخراج قصاصة أخرى و بدأت تخط عليها كالمرة الأولى .
هذه المرة خطفها من يدها تقريبا ما إن كفت عن الكتابة.

كاميليا اكتشفت أنها ابنة غير ....

هكذا أربع نقاط و عليه هو أن يملأ الفراغات.
- غير شرعية ؟ تساءل و هو يرفع عينيه إليها

عضت ليلى على شفتيها و نكست برأسها كأنه شتمها.
- لماذا لم تخبرني ؟

رغما عنها توجهت نظراتها إلى صورة كاميليا.
و رغما عنه لحقت نظراته بنظراتها إلى نفس المكان.
ثم ارتفعتا معا لتلتقيا عيونهما بضع ثواني قبل أن يأمرها :
- اجلسي و احك لي الحكاية من البداية و باختصار.

أطاعته في الجلوس ، و لكن كيف تحدثه بكل شيء و الحديث كله كشف عن المستور ، و الحديث كله إهانات حتى لو كانت غير مباشرة لكاميليا.
كان ينظر إليها مضيقا عينيه ثم سألها بجفاء :
- هل تريدين أوراقا أكثر لتكتبي باقي القصة

مدت يدها إلى حقيبتها ثم توقفت عندما رأته يضرب جبينه بقبضته و هو يقول من بين أسنانه
- يا رب ارزقني الصبر

مرر أصابعه في شعره ثم أضاف :
- أتعلمين ! مهما كانت البَلاوَى التي كانت كاميليا على وشك فعلها فأنا أقر بأن لها صبرا نادر الوجود.
و إلا لما استطاعت أن تتحمل الإبقاء عليك لمدة أسبوع واحد.
تكلمي بسرعة فأنا ليس لدي صبر كاميليا.

نغم الغروب 22-10-17 11:09 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
بدأت تتكلم بسرعة لتتجنب سيلا أكبر من الإهانات :
- إثر وفاة والديها ، لم تقدر كاميليا على الاستمرار في العيش في نفس البيت
بدأت تفرز الأشياء التي ستحتفظ بها و الأشياء التي ستعطيها
كان ذلك حين وجدت تلك الصور
- صور ؟
- ثلاث صور : صورة لرجل إيطالي و الصورتان الثانيتان لأمها معه ، قالت و صوتها يختفي تقريبا
- و كاميليا استنتجت كل شيء بسبب ثلاث صور ؟

هزت رأسها نافية و هي تحني رأسها و تضيف :
- ليس فقط بسبب الصور كانت هناك أيضا بعض الأشياء الغامضة التي قالتها لها أمها من قبل و كذلك بعض الشبه بينها و بين الرجل الذي في الصورة.

أكملت الجملة و هي تظمّ شفتيها بشدة تتمنى أن لا تخرج منهما كلمات أكثر عن هذا الموضوع.
صمت قليلا بينما إبهامه يتجول على ذقنه في حركات دائرية بطيئة ثم قال :
- و كيف أتأكد أن ما تقولينه الآن هو الحقيقة

- تستطيع أن تسأل الأستاذ أكرم و هو سيؤكد لك الأمر.

أسرعت تضيف و هي ترى السواد يسكن نظراته ثانية :
- كاميليا لم تخبره شيئا عن ...الموضوع.

نظر إلى ساعته للمرة العاشرة ربما ثم قال :
- اتصلي به حالا و أخبريه أن يرسل كل ما قد يثبت صحة كلامك.

أضاف عندما أخرجت هاتفها من الحقيبة :
- و شغلي مكبر الصوت

ترددت الرنات الجوفاء عدة مرات في فضاء الغرفة قبل أن يغطي عليها صوته و هو يأمرها :
- لا داعي للاستمرار يبدو أنه مشغول الآن ، أرسلي له رسالة و أخبريه أن يتصل بك ثانية حالما يستطيع.
- هل تريد مني إرسال بيانتاك له و ....

لكن يده التي رفعت في وجهها جمدت باقي كلماتها في حلقها :
- ستنتظرين معي هنا حتى يتصل بك ثانية.
- سيد ماهر ،من الممكن أن نظل ننتظره لساعات ، إنه محام كما تعرف ، من الممكن أن يكون الآن في المحكمة.
- أعلم ذلك.
- أنا لا أفهم لماذا يتوجب علي البقاء ، لن أُفيدك في أي شيء
- لأنك بمجرد خروجك من هنا تستطيعين أن تتصلي به و تتفقي معه على شيء ما من وراء ظهري و الأستاذ يبدو عليه أنه ينفذ أوامرك بالحرف.

أغمضت ليلى عينيها تريد الهروب من هذا الجنون ثم قالت بجمود :
- سيد ماهر ما أخبرك به الآن هو الحقيقة ، إن كنت أخفيت عنك من قبل فذلك لأن كاميليا تعز علي و لم أقدر على تشويه ذكراها.

وقفت و هي تقول :
- إن كنت لا تصدقني فتلك ليست مشكلتي ، أنا أريد المغادرة الآن.

نغم الغروب 22-10-17 11:10 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لم يجبها بكلمة واحدة ، بدل ذلك اتجه إلى الباب و فتحه على مصراعيه و هو يقول ببرود :
- تفضلي ، عودي إلى منزلك الآن و تأكدي أنك ستجدين مفاجأة أخرى في انتظارك.

عادت إلى الجلوس و هي تشعر بالقهر بينما جلس هو أمام مكتبه يوزع اهتمامه بين شاشته وأوراقه.
ابتلعت ريقها ثم قالت بتردد :
- هل أستطيع التجول في الحديقة قليلا ؟
- بالطبع ، خذي راحتك تماما

وقف حين وقفت و هو يمد يده إليها :
- لكن قبل أن تخرجي أعطني هاتفك

أطاعته في صمت.
- هل لديك هاتف آخر ، لوحة رقمية ، أي شيء تستطيعين الاتصال منه

فتحت شفتيها لتنفي و لكنه قاطعها ساخرا :
- إلى من أتوجه بالسؤال ، سأكتشف بنفسي
- كلا كلا لا تفعل ، قالت بفزع و هي تمُدُّ يدها إلى حقيبتها
و لكن ذراعه كانت أطول و أسرع.
راقبته بيأس و هو يبحث و يبحث ثم رأت تلك النظرة في عينيه و في الثانية التي تلت أعاد لها الحقيبة في صمت و هو يشيح بوجهه بعيدا عنها.

هل من الممكن أن تهان أمامه أكثر من هذا ؟
منذ أيام كانت امرأة غريبة تماما عنه و الآن ها هو يشاهد أشياءها النسائية الخاصة.

مسلوبة الشعور و الإحساس و الكرامة خرجت و هي تتعمد عدم إغلاق الباب وراءها.
لم تعد إلا حين ناداها من بعيد.
لم تنظر إليه حين دخلت و لا حين تناولت هاتفها منه و لا حين بدأت تكلم أكرم :
- أهلا أستاذ أكرم ، كيف حالك ؟
- بخير طالما أنت بخير مدام ليلى ، أجابها و صوته يحمل رنّة استغراب.
- اسمعني أستاذ أكرم أنا ...، كنت فقط أريد أن ترسل لي جميع الوثائق التي لديك ، أقصد تلك التي تخص السيدة كاميليا.

امتد الصمت الدّولي بينهما يشق البحار و يتجاوز المسافات قبل أن يقطع صوته سكون الغرفة و هو يسألها ببطء :
- لماذا تحتاجينها آنسة ليلى ؟
- لست أنا بل السيد ..زوجها
- آه! لم يستطع أن يصل إلي لذلك استخدم أساليبه معك
il ba..ardo!!

عضت ليلى على شفتيها و هي تسمع السبة الأجنبية و المشاعر تتداخل في نفسها بين قليل من الحرج و الكثير من الارتياح .
فما أحلى العدالة حين تأتي راكضة.
- سيد أكرم ، قالت تمثل الاعتراض ، أرجوك لا …
قاطعها صوت ماهر و هو يشير إلى الهاتف :
- قولي لل!!! أن يخرس و و يبدأ في إرسال ما لديه حالا
- سنيورا ليلى قولي للba..ardo أني لا أتلقى أوامري منه و أني إن كنت سأفعل ذلك فمن أجلك لا أكثر.

لحسن حظها أو ما تبقى من حظها لم تحتج ليلى أن تخبر أحدهما بأي شيء ، كل ما فعلته هو أنها كانت تتنقل بنظراتها من شاشة هاتفها إلى الرجل الواقف أمامها .

نغم الغروب 22-10-17 11:15 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لا يدري كم جلس يتفحص تلك الأشياء التي أرسلت له.
صورة للرجل الإيطالي ، معلومات عنه ، تحليل جيني بين رجل و امرأة لإثبات البُنُوّة.
لا يمكن أن تكون تلك الفتاة بهذا التعقيد لتؤلف قصة مثل هذه و تدعمها بوثائق بهذه السرعة.
كلا ، لا يمكن.
من المفترض أن يشعر بالارتياح الآن بعد أن زالت جميع شكوكه.
لماذا يلازمه هذا الانقباض إذا ، لماذا ؟
مرة أخرى حطت عيناه على صورة زوجته .
أتعلمين يا كاميليا معنى أن تخفي عني أنا ، أنا زوجك
معناه أنك لم تثقي بي أبدا ، معناه أن سنوات زواجنا لم تعن لك شيئا على الإطلاق.

أخيرا ارتفعت عيناه يتأمل المرأة الأخرى.
كانت صامتة ، صامتة جدا في الواقع كأنها تخشى أن تتكلم فيهاجمها مرة أخرى.
لا شك أنها تنتظر بفارغ الصبر أن تخرج من هنا و تعود لحياتها.
رفعت عينيها في تلك اللحظة فوجدته ينظر لها تلك النظرة التي هي ندم بدون ندم ، قال بهدوء :
- أتوقع أنك ستتوجهين إلى عملك الآن

هزت رأسها في صمت كأن حروفها خسارة فيه.
- تعالي ، سأوصلك

تبعته بنفس الصمت. لم تشعر بنفسها كيف جلست بجانبه ، لم تسمع محرك السيارة و هي تنطلق.
لم تسمع سؤاله لها لأنها كانت تسأل نفسها : فيم أخطأَت بالضبط ؟
كل ما فعلته هو أنها أرادت أن تحفظ سِرّ امرأة أخرى.
لكن بالطبع ، في عالم يُكافأ فيه الناس على فضح بعضهم البعض ، يجب أن يعاقب من كان مثلها .

- أعطني عنوان مقر عملك ، طلب منها للمرة الثانية

و عندما لم تجبه هذه المرة التفت إليها.
و للمرّة الثانية منذ أن عرفها يراها تبكي.
دون كلام هدّأ من سرعة السيارة و ركنها في أقرب مكان ممكن.
أراد أن يشيح بوجهه مثل تلك المرة الماضية ، لكن هذه المرة أبت عيناه أن تطيعاه و هما تتأملان جانب وجهها بدقة ، تتابعان الدموع و هي تغادر عينيها الشاردتين ، تجري على خدها الناعم تتوقف قليلا عند زاوية فمها ثم تهوي إلى الفراغ.
رغما عنه تباطأت نظراته أكثر من مرة على شفتيها المرتجفتين.

- آسفة ، قاطعت تأمله لها بصوت خافت لا يكاد يسمع.

أدار وجهه أخيرا ينظر أمامه و يسألها بهدوء :
- إلى أين أوصلك الآن ؟

إلى القبر ، أرادت أن تجيبه ،لأن هذا هو المكان الذي تتمنى أن تكون فيه في هذه اللحظة.

- لوكنت تكلمت منذ البداية لما اضطررت لفعل أي شيء من هذا ، قال بهدوء عندما أعطته العنوان.

ثم مد يده لها بقطعة ورق صغيرة و هو يكمل بنفس النبرة :
- شيك أبيض اكتبي فيه ما شئت

أخذت منه الشيك دون تفكير، تأملته قليلا و هي تتمنى لو كان بمقدورها أن تكتب تلك الكلمة ...... بخط كبير ، عريض و تعيده له .
لكنها بدل ذلك و دون كلام بدأت في طيه و تمزيقه في منتهى الهدوء و بكل بطء ، و أخيرا حين تجمعت في حجرها كومة من المربعات الصغيرة المنظمة فتحت النافذة ثم ألقت الوُريْقات الصغيرة إلى الخارج ، راقبتها قليلا و هي تتطاير بخفة ثم عادت و أسندت رأسها إلى الكرسي.
دون أن تنظر إليه عرفت بإحساسها أنه يراقبها لكنها لم تبالِ فليفكر بما يشاء و كما يشاء.
جذب نفسا عميقا و فتح فمه ليقول شيئا ما ثم زفر و أدار المفتاح و انطلق ثانية.

سامحك الله يا كاميليا قالها للمرة اللا يذكر كم.

bluemay 22-10-17 12:05 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

راااائع ومؤثر ، لدرجة أن أدمعتِ عيني .

هل ستنتهي القصة عند هذه النقطة ؟؟!

ام ان اللقاء قد يستمر ؟!

سلمت يداكِ

تقبلي خالص ودي

نغم الغروب 22-10-17 12:35 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته عزيزتي
دائما سبّاقة و لمّاحة كما عهدناك جميعا
أعجبني أن الفصل أعجبك و لكني غضبت من نفسي لأني تسببت في دموعك
بالنسبة للقصة فهي مازالت تخبيء عدة فصول أخرى
بالنسبة لإكمالها من عدمه فذلك يعتمد على الحياة و ضغوطاتها
لكني أعدك بالمحاولة
شكرا لك و دمت بخير

inay 24-10-17 09:31 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اختي نغم سلام الله عليك
فصلا بعد اخر يزداد اعجابي بروايتك و بشخصياتك خصوصا كاترين المكافحة
و لعل اكثر ما يعجبني بها عقلانيتها و تحكمها في مشاعرها لو كانت امراة اخرى لكشفت لزوجها تحت وطئة الصدمة حقيقة نسبها الغير معروف و هذا برايي خطئ كبير فحتى بين الزوجين او المتحابين لابد من الاحتفاظ ببعض الاسرار خصوصا تلك التي لا نجنى من افشاءها سوى الانتقاص و الالم

ليلي لم تكشر عن انيابها بعد او هكذا اتمنى تراجعها في ضل تهديد ماهر منطقي لكنني وددت لو صمدت اكثر ,, تمزيقها للشيك هو ما حفظ ماء وجهها برايي ,, اتحرق لاكتشاف جوانب شخصيتها التي لم تفصحي عنها بعد

شكرا نغم مبدعة انتي فواصلي تميزك

نغم الغروب 29-10-17 09:14 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
عزيزتي Inay شكرا على متابعتك و حماسك
أشكرك أيضا على ثقتك بما أقدمه
مسرورة لأن شخصية ليلى بدأت تدخل لقلبك
في انتظار الفصول القادمة لنرى هل ستحفظ على هذه المكانة أم لا
إذن إلى لقاء قريب إن شاء الله في الفصل التاسع

نغم الغروب 30-10-17 04:46 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل التاسع


"
- آسفة قلت له ذات يوم و هو يستعد لمغادرة بيتنا بعد أن اطمأن على حالة أمي ، آسفة لأننا أتعبناك معنا.
- لا تأسفي ، قالها دون أن يضيف كلمة أخرى
و لكني شعرت من وقفته ، من تعابير وجهه ، من نظراته التي يخص بها جميع الأشياء ما عدا عيني ، شعرت أنه مستعد دائما أن يتعب من أجلي ،
من أجلي أنا.
كيف لا أحبه إذن ؟
كيف لا أحبه و أنا أرى قوته في صبره على المرضى و نزوات المرضى ؟
كيف لا أحبه و أنا أرى رحمته في حنانه على من نسوا معنى الحنان ؟
كيف لا أحبه و هو من هو ؟
كيف أمنع قلبي عنه و أنا أقضي يومي أفكر فيه و أنام لأحلم به ؟
كيف أمنع قلبي عنه ؟

يقولون كل شيء يجوز في الحب و الحرب
شيء واحد كان يستوقفني عند هذه العبارة :
هل الحب حرب أم استسلام؟
الآن فقط عرفت أنه الاثنين معا
في البداية يكون حربا بين القلب و الضمير ،
بين الكبت و الرغبة ،
بين ما تريده و ما لا يجب عليك فعله
صغيرا بائسا لا يكاد يذكر ، هكذا يكون في البداية
قد تضحك ، قد تقول و أنت تهز رأسك كلا ليس أنا ،
كلا ليس هكذا ،
كلا ليس مع هذا الشخص

ثم و أنت في عزّ إنكارك… يأتي استسلامك
في عز قوتك .... يظهر ضعفك
و يصبح هو السيد ،
هو الغالب ،
هو الآسر
و الحب سيد من العصر الآبد ، سيد يؤمن بشدة بالرِّقِّ و العبودية ،
سيد يريد منك أن ترضخ حتى لو أدمى قلبك بسياط الشوق
حتى لو ذبحك بسكاكين الرفض و الجفاء
و آه ما أقساه في توحّشه
و آه ما أحلاه في دفئه
ذلك الدفء الذي يجتاح كياني كلما سمعته أو سمعت عنه….
حبيبي الدكتور طارق "


……………………………………………………………………..
…………………………………
…………………..

نغم الغروب 30-10-17 04:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
منذ يومين حلمت به و الآن ها هي تأتي للنادي لتجده يملأ المكان ، كل المكان بحضوره.
كأنه لا يكتفي بأن يلاحقها في أحلامها ، في أفكارها ، في أي لحظة يشرد فيها عقلها ليلحقها هنا أيضا حيث أرادت أن تهرب منه و من ذكرى لقائهما البائس الأخير.
ها هي الآن تراه و لا يراها.
تراقبه من بعيد.
جالسا يوزع ابتساماته على من حوله : والدته ، ابنته و ابنة خالته شاهيندا ،
"الجميلة الهائمة" كما كانت تسميها كاميليا.
جميلة ، جميلة جدا في الواقع.
ذلك النوع من الجمال الذي يشعر الأخريات بالنقص و ربما بالمرارة ، كما تشعر هي الآن و هي تراه يتحدث معها و ابتسامة هادئة على شفتيه.
كان أي مُخرج ليفرح بهما و هو يراهما هكذا معا.
الثنائي الذهبي ، هكذا يبدوان ، هو ببنيته القوية و رجولته الناطقة و أناقة لبسه و حركاته و هي بجمالها و سحر أنوثتها الذي يظهر في جميع حركاتها ، من إشاراتها ، إلى نظراتها ، إلى طريقتها و هي تُميل رأسها و تُسبل رموشها و تستمع إليه في جمال حالم.
كان المشهد أمامها مثاليا بالفعل كأنه لقطة من أحد أفلام الحُب.
حتى جميع الأشياء حولهما بدت كأنها تبارك الاتحاد بينهما : خضرة المكان ، شدو العصافير ، ضحكة ابنته الصافية و ابتسامة والدته التي احتلت نصف وجهها و هي تراقبهما بسعادة.
لماذا تشعر إذن أنها هي الوحيدة التي لا تستطيع أن تشارك الطبيعة و الناس هذه الفرحة ،
لماذا تشعر بهذه الحرقة لرؤيتهما معا هكذا ،
لماذا تشعر بنارها تزيد و تهيج و تشتعل أكثر كلما رأته يبتسم لها ،
من أجل كاميليا بالطبع ، فكرت و هي تتنهد ،
هذه المرارة التي تشعر بها تسكن حلقها هي من أجل كاميليا ، هذا الغضب هو من أجل كاميليا لا أكثر.
نعم من حقها أن تغضب ، فالرجل قضى الوقت بعد وفاة زوجته في الشك فيها ثم ما إن ماتت شكوكه حتى أسرع يفرغ قلبه من ذكراها ليفسح مكانا لامرأة أخرى.
امرأة أخرى…
تنهدت و هي تجذب عينيها بعيدا عنه.

- ترى ما الذي يشغل تفكيرك يا ليلى ؟ سألتها شقيقتها الصغرى بعد أن عادت عيناها من جولتهما الشاملة للمكان و شاغلي المكان.
- لا أحد يا فرح ، لا أحد

بابتسامة يتراقص فيها المرح و المكر قالت :
- على فكرة يا ليلى ، أنا سألت ماذا ، لم أسأل من ؟

استدارت ليلى في كرسيها لتواجهها تماما و هي تنظر لها بحزم لم تقدر أبدا على إتقانه :
- هل ذَرّة العقل الذي أكرمك الله بها تريدين إهدارها علي أنا ، ارحميني أرجوك
- أفضل من إهدارها على أحد غريب ، قالت و هي تغمزها مداعبة ثم أضافت بنزق :
- بصراحة أنا لا أفهم لماذا تصرين أن ننزوي في هذا المكان كأننا فارين من العدالة
- و أين تريد أن تجلس نجمة الجماهير

تجاهلت فرح سخريتها و هي تشير بكلتا يديها إلى وسط المقهى :
- في قلب الحدث طبعا : أرى الناس و يرونني ، أسمعهم و يسمعونني
- ربما مرة أخرى يا فرح ، أجابتها و هي تعود لشرودها ، لكن ليس اليوم ، ليس اليوم.
………………………………………….

نغم الغروب 30-10-17 04:52 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- ليس اليوم يا أمي أرجوك ، لا داعي لفتح هذا الموضوع اليوم بالذات.
- متى إذن يا ماهر ، لقد مرت خمسة أشهر على موت كاميليا و الحيّ أبقى من ..
- أربعة أشهر و ثلاثة أسابيع يا أمي ، قاطعها بهدوء
- فليكن ، ما أقصده هو أنه حان الوقت لتبدأ التفكير في المستقبل

نظر أمامه ببرود ثم قال بملل :
- مهما كان المستقبل يا أمي فلا مكان لشاهيندا فيه.

هزت السيدة ثُريّا كتفيها ثم أجابت بامتعاض:
- لا تعتقد يا ماهر أن ابنة خالتك عرضة للعنوسة ، لديها صف من المعجبين الذين يتنافسون لنيل رضاها، إن سبقك أحد إليها صدقني ستكون أنت الخاسر.

انتقل البرود من عينيه إلى صوته و هو يقول ببطء :
- أنا لا أذكر يا أمي أني اشتركت في هذا السباق و لكني أعدك أن أحجز مكاني في مقاعد المتفرجين منذ الآن فلا أحد يريد تفويت هذا النوع من المباريات.
- فقط لو أعرف سر اعتراضك على ابنة خالتك يا ماهر ، إن كنت تبحث عن الأصل فأنت تعرف جيدا أصلها ، إن كنت تبحث عن الجمال فهي جميلة مثل كاميليا رحمها الله.
- أمي أنا لم أتزوج كاميليا لأنها جميلة ، أنا تزوجتها لأنها كاملة

بضيق لم تحاول إخفاءه قالت :
- الكمال لله يا بني
- بالطبع يا أمي و لكن كاميليا و رغم نقائصها أكمل عندي من كل من سواها

و كأن هذه الجملة كانت هي التعويذة التي نجحت في جعل أمه تصمت أخيرا و تترك له الفرصة ليغرق في أفكاره بحُرّية.

كاميليا….
ربما يعجز عن تذكر ملامحها و لكن قلبه يتذكر جميع تفاصيل عشقه لها.

قبل أن يحبها كان مثل الكثير من الرجال : يأخذ رأس دولي يلصقه برقبة نيفين يضع معهما عيني سهى و حاجبي أسماء و ربما شعر وداد ثم يضع كل هذا مع جسد شيري و أحيانا ، لا يستطيع أن ينكر، جسد نواعم.
ثم لا ينسى طبعا أن يضيف عقل السيدة تفيدة ، حنان أمه و خفة دم جدته و يبدأ في البحث عن امرأة بهذه المواصفات.

بعد أن وقع قلبه في أسرها صارت جميع النساء كاميليا و صارت كاميليا جميع النساء.

نغم الغروب 30-10-17 04:55 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ابتسم و هو يتذكر ذلك الموقف الذي جعل كاميليا تغزو قلبه و تتربع على عرشه.
كان قد لاحظها من قبل بالطبع ، و من لم يكن ليلاحظ فتاة طويلة و جميلة ؟
لاحظها كما لاحظ غيرها من جميلات الكُلّية.
لكن تلك الفتيات شيء و كاميليا شيء آخر.
تلك الفتيات بطريقتهن في ارتداء الثياب أو بالأحرى في عدم ارتدائها كان يود لو يأخذهن وراء مبنى ما يعلمهن الأدب بطريقته ثم ينسى كل شيء يتعلق بهن.

لكن كاميليا كانت مختلفة ، منذ أن وقعت عليها عيناه عرف أنها مختلفة.
أكثر ما جعله يتابعها بفضول هو كلاسيكيّتها.
كلاسيكية جدا في الواقع خاصة بمظهرها : دائما تلك التنانير الطويلة و البلوزات الأنيقة ، دائما تلك الأحزمة العريضة على خصرها و ذلك العقد الطويل على صدرها حتى أنها كانت دائما تحرص على نفس الوقفة ، متكئة على ساقها اليسرى و طرف حذائها الأيمن مرتفع قليلا عن الأرض.

كلاسيكية إلى أبعد الحدود كأنها كانت ترفض بشدة أن تغادر العقد الماضي ، كأنها كانت تبذل كل جهدها في أن تبدو أكبر من عمرها و قد نجحت في مسعاها فكثير من الطلبة الجدد كانوا يحيونها باحترام و هم يعتقدونها معيدة في الكلية.

في ذلك اليوم كان جالسا يتوسط رفاقه المعتادين ، يرتشف قهوته في صمت و يستمع لثرثرتهم التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد حين لفت انتباهه تصفير فاروق المميّز و هو يشير بذقنه و يقول :
- انظر إلى قاهر قلوب العذارى يجرب حظه مع من .

حينها نظر بفضول ملول ليلفت انتباهه ذلك الحسام و هو يقترب من كاميليا و يبدأ في التحدث إليها بتلك الحميمية التي يجيدها جيدا ، تلك الحميمية التي تجعل أي فتاة يكلمها تشعر أنها المرأة الوحيدة الموجودة من أجله في هذا العالم.
رأى كاميليا تلتفت إليه و تحدثه في هدوئها المعتاد الذي على ما يبدو شجّعه على التمادي فوضع يده على أعلى ذراعها و بدأ يحركها ببطء نزولا و صعودا.

و صعدت حينها كل الأعين إلى وجه كاميليا تترقب و تراقب ردة فعلها.
ردة فعلها التي جاءت على عكس توقعاتهم جميعا ، لم تغضب ، لم تضحك ، لم تتمنع بدلال ، كل ما فعلته هو أنها نظرت إلى يده كأنها شيء يزحف على ذراعها ثم بطرفي سبابتها و إبهامها رفعت يده و أعادتها بهدوء إلى جانبه ، كل هذا و هي لم تكف عن الكلام مع صديقتها.

إلى هذه اللحظة يذكر كيف وقف ذلك الشاب و ذلك التعبير على وجهه و إلى هذه اللحظة يذكر كيف التصقت عيناه هو بكاميليا و لم يستطع إبعادهما عنها حتى و هو يسمع التصفيق و التصفير و التهليل يرتفع حوله.

و منذ تلك اللحظة دخلت كاميليا إلى تفكيره و لم تشأ أن تتركه بسلام.
لم يسبق لامرأة أن شغلته بتلك الطريقة لذلك عرف أنه لن يهنأ له بال إلا حين تكون له.

نغم الغروب 30-10-17 04:59 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و الآن بعد خمسة عشر عاما من ذلك الموقف يجد نفسه في نفس الحالة من جديد كأنه لم يكبر سنة واحدة.
لا يدري لم لا يستطيع أن يطرد تلك الفتاة من رأسه ، و لا ذلك المشهد الذي يتكرر في عقله باستمرار ، مشهدها و هي تمزق الشيك.
ليس التمزيق بحد ذاته هو ما فاجأه ، توقع ذلك كما توقع أن تعيده له ، أن تغضب ، أن ترفض و لكن لم يتوقع أن تتصرف بتلك الطريقة ، بكل ذلك الهدوء .

كالمأخوذ راقب أصابعها الرقيقة تطوي ثم تمزق ، تطوي ثم تمزق ، دون أن تنظر إليه ، دون أن يبدو عليها أنها تشعر بوجوده أصلا ، كأنها منعزلة عنه ، بعيدة جدا بذاتها و بأفكارها.
ثم بدهشة أكبر راقبها و هي تقوم بتطييرها في الهواء الخفيف و تعود لتجلس بنفس الهدوء ، بنفس الشرود ، كأن هذا هو ما أرادت فعله في تلك اللحظة أن تطير بعيدا عنه.

هو الآخر حاول تجاهلها و حتى حين حيته ، عند مغادرتها لسيارته ، لم يكلف نفسه عناء الرد عليها و لم يلتفت إليها حتى.
لكن كل ذلك لم يساعده على محوها من تفكيره رغم مرور أكثر من أسبوع على رؤيته لها.

- بابا ، أعاده صوت طفلته إلى واقعه و جلسته ، بعد إذنك سأذهب لأسلم على ليلى.

ليلى

نظر بحدة إلى حيث تجسدت الفتاة من أفكاره فصارت واقعا .
راقبها تلتفت إلى الخلف و هي تسمع اسمها يَرِنّ من حنجرة ابنته ، و هي تنحني عليها تقبلها من خدها ، ثم وهي تستمع بابتسامة لكلامها عن شيء ما بحماس ، ثم و هي تتحدث إلى تلك الفتاة التي لا تشبهها كثيرا و لكن بالتأكيد شقيقتها لأن لديهما نفس الدم ، كل هذا و هي تتجنب النظر إليه.

شاهد ابنته في تلك اللحظة تقول شيئا ما و تشير إليه ، اعتدل في جلسته و هو يراها تلتفت أخيرا إلى مكان جلوسهم و ترفع يدها تحيي والدته.
و أخيرا راقب ابتسامتها تخبو عند التقاء نظراتهما ثم سرعان ما شبكت ذراعها في ذراع أختها و غادرت.

- ماهر ، التفت إلى أمه ليجدها ترمقه بعبوس
- هذه المرة الثالثة التي أناديك فيها ، أتمنى أن أعرف سرّ شرودك

يتمنى ذلك أيضا ، كلا ، كلا من الأفضل ألا يعرف.

- لا شيء يا أمي ، لا شيء مهم.

……………………………………
………………………………….

نغم الغروب 30-10-17 05:02 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ابتعدت ليلى و هي تحاول أن تتمالك نفسها و تبطئ خطواتها حتى لا تجري ، حتى لا تهرب منه ، من تأثيره عليها ، من أفكارها الخائنة.
حين وصلت أخيرا إلى الباب لم تستطع ألا تلتفت إلى الخلف ، نظرت ببطء من فوق كتفها فوجدته لم يغادرها بنظراته ، للحظات تعلقت عيناها بعينيه في نظرة غير مفهومة ثم خطت إلى الخارج .
في اللحظة التالية اختفي من أمامها لكن ذلك الشعور لم يختف مع اختفاء ملامحه ، شعور ممنوع مرغوب.
دفء غريب تسلل إلى قلبها و هي تتذكر نظراته و ما تعتقد أنها رأته في نظراته.
طوال طريق العودة لم تستطع أن تستمع إلى غليان شقيقتها بجوارها لأن عقلها كان يغلي بأفكاره الخاصة.
دخلت إلى غرفتها أخيرا و وقفت تلهث و هي تحدق إلى عينيها اللامعتين في المرآة ، ما الذي يحصل لها
و كأن قلبها في منتهى السعادة و الخوف
و كأنها تريد أن تضحك و تبكي في الوقت ذاته
وضعت يدها على قلبها المضطرب و هي تقول بهمس : لم نتفق على هذا ، أرجوك لا تفعل هذا بي ، أرجوك لا تفعل هذا بي.


…………………………………
………………………………………

نغم الغروب 01-11-17 10:22 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل العاشر



" في ذلك اليوم، قبل وفاته بأسبوعين ، جلست مع أبي لوحدنا على مائدة الغداء.
لم تكن عمتي على ما يرام لذلك كان الصمت ثالثنا و رابعنا.
كان الصمت هو رفيقنا الوحيد.
لا أدري كيف أصف ذلك الصمت الذي كان يخيم علينا كلما كنا معا : هل هو صمت حزين ، هل هو صمت ثقيل ، أم هو صمت ...لا بد منه؟
أعتقد أن الوصف الأخير هو الأقرب للحقيقة
لأنه بدا لي أنه منذ اللحظة التي أُودِعت فيها أمي إلى المصحة لم يتبقى لأي منا ما يقوله للآخر.

في ذلك اليوم شعرت بالشبع قبل الأوان لكني وجدت أنه من غير اللائق أن أغادر المائدة قبل أن يقوم أبي.
شغلت نفسي قليلا بمشاهدة الرسومات الدقيقة التي تزين المفرش ثم رفعت عيني إلى أبي و بدأت أراقبه ، كان يمضغ بتأن ، بآلية ، عيناه تسبحان في أفق بعيد جدا عني ، بعيد عن كل ما في البيت ، أكيد في واحدة من صفقاته.
منذ أن وعيت على هذه الدنيا و أبي في صفقة دائمة ، صفقة مستمرة لا تنتهي.
ربما لأن الصفقات تعني الفوز وهو رجل لم يؤمن يوما بالخسارة .
في تلك اللحظة وأنا أراقبه تمنيت لو أن حياتي كانت صفقة ، لكنت ألغيتها دون تردد و دون ندم....

- كاميليا ، أيقظني صوته الهادئ من أفكاري.
- نعم يا بابا
- أريدك في مكتبي بعد نصف ساعة
- خيرا يا بابا قلت و قلبي يغوص في أعماقي و أنا أتذكر آخر لقاء لنا في نفس ذلك المكتب عندما صارحني بحالة أمي.
- خيرا إن شاء الله ، فقط أريد التحدث معك قليلا

رفعت عيني إليه في دهشة صامتة فأكثر شيء كان أبي يكرهه بعد الكسل هو كثرة الكلام.
قلّما كانت أجوبته لا تتعدى الكلمة الواحدة : نعم ، لا ، ربما ، سنرى…

ربما لأنه عاش مدة طويلة تحت المراقبة ، مراقبة المداخيل ، مراقبة النفقات و كشف الحسابات ،
مراقبة ، مراقبة حتى أصبح يراقب نفسه بنفسه
و يحد من سيل الكلمات التي تخرج من شفتيه قبل أن يبدؤوا بمحاسبته عليها .

بعد نصف ساعة كنت في غرفة مكتب والدي ، الغرفة التي ربح فيها الكثير من الصفقات و معها الكثير من الأدعية بخراب بيته.

جلست أتأمله و أنا تحت تأثير نفس الكوكتيل من المشاعر : فضول ، حزن و غربة : هذا هو أبي ، أبي البعيد ، أبي الغائب ، أبي الناجح ، رجل الأعمال و الأفعال ، الرجل الذي لا يشق له غبار.

أخيرا شق بحر الصمت بيننا و بدأ يتكلم :
- هناك شيء ما يجب أن تعرفيه ، شيء أنا متأكد أن والدتك كانت لترغب بقوله لك لو كانت تستطيع. كنت أتوقع أن تتحسن ، أن تعود كما كانت و لكن بما الأمر لا يبدو محتملا أجد من واجبي أن أخبرك به.
- خيرا يا أبي
قال بتردد :
- في الواقع هو شيء سخيف ، سخيف جدا برأيي و لكن رغم ذلك سأخبرك به


نغم الغروب 01-11-17 10:24 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
صمت قليلا ثم قال
- عندما كنت في الرابعة من عمرك ، كنا ما نزال نعيش في إيطاليا ، في ذلك اليوم أخذتُكِ و والدتك إلى الملاهي ، و لسبب ما أرادت أمك الدخول إلى خيمة العرافة لتقرأ لها حظها. لم تكن أمك بالطبع من ذلك النوع أو هذا ما كنت أعتقده في ذلك الوقت ،
أحيانا لا نعرف حتى الأشخاص الذين يعيشون معنا، المهم لا أدري ما الذي أخبرتها به تلك الغجرية.

مط شفتيه في اشمئزاز كأنه يلفظ الكلمة من فمه ثم واصل يقول :
- لكن منذ ذلك الوقت تغيرت أمك تماما ، أصبحت تلازمك كظلك و بعد فترة قصيرة أصرت أن تغادر إيطاليا إلى الأبد و ألا تعود إليها مرة أخرى لا هي و لا أنت.
كانت تنوي أن تخبرك في يوم ما أنها لا تريد منك الذهاب إلى هنالك أبدا ، بالطبع هذا في رأيي منتهى السخف لكن هذه كانت رغبتها على كل حال.

صمت كأنما ليقلب بعض صفحات من الماضي ثم بدأ يتكلم من جديد بشيء من الشجن :
- و هكذا كان الأمر ، بسبب كلمات مسمومة من امرأة جاهلة قررت أمك أن إيطاليا كلها شؤم في شؤم رغم أننا قضينا أجمل أوقات عمرنا هناك.

في تلك اللحظة و هو يقول هذه الجملة الأخيرة شعرت جدا بأبي ، شعرت به كما لم أشعر به أبدا من قبل و انطلقت أقول دون مراقبة كلماتي :
- لا شك أنك كرهتني جدا يا أبي لأني كنت السبب في تركك لإيطاليا و عودتك إلى هنا في عز نجاحك هناك
- أنا لم أكرهك أبدا يا كاميليا ثم إني كنت لأنجح في أي مكان ، قالها بثقة و بشيء من التهكم لأني شككت و لو للحظة بإمكانية أن يفشل.

و قد كان على حق ، كان لينجح في أي مكان بالفعل، رجل يستيقظ مع العصافير و لا تهمد طاقته و لا يرتاح عقله ، طوال الوقت يفكر وينفذ ، يفعل قبل أن يقول ، رجل مواعيده في دقة الساعة و وعوده في سرعة تدفق كلماته ، رجل لا يعتمد على أحد إلا على نفسه ، رجل يعطي أكثر بكثير مما يجب عليه و لكنه يحاسب بقسوة قاطعة ، رجل مثل هذا كان لينجح في أي مكان و في أي زمان.

لا أدري كيف وجدت الشجاعة حينها و مددت يدي أضعها بلطف فوق أصابعه النائمة على سطح مكتبه. للحظة شعرت بيده تتوتر تحت تأثير لمستي. لكنه سرعان ما استرخى و استسلم ، و لمدة ظللنا هكذا ، يغلفنا الصمت مرة أخرى، صمت مختلف عن كل مرة ، صمت فيه نوع من الحداد :
على الذكرى التي لن تعود ،
على المرأة التي افتقدناها دون أن نفقدها ،
علينا جميعا كيف كنا و كيف صرنا
و الآن و أنا أتذكر جلستنا سوية في ذلك اليوم ، أتمنى لو يعود بي الزمن إلى الوراء و يترك لي و لو دقيقة و لو حتى ثانية واحدة ، ثانية واحدة أخرى و أخيرة أقضيها مع أبي
حتى لا أكتفي بمجرد ملامسة يده ،
حتى أضمه إلي و يضمني إليه ،
ثانية واحدة أخرى و أخيرة أقول له فيها : بابا
ربما حينها يزول هذا الفراغ من قلبي ، ربما حينها قد تشعر روحي ببعض الشبع ،
بدل كل هذا الخواء. "
………………………………..……………………………………………..
............................................................ .............
.................................

نغم الغروب 01-11-17 10:28 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- ليلعععع ،

ارتفع صوت والدها ما إن أقفل الباب وراءه و ارتفعت معه نبضات قلبها في إيقاع مجنون.
حرف العين ذاك في آخر اسمها لا يبشر بخير ، هل يمكن أن تكون والدتها غيرت رأيها و أخبرته.
اليوم عندما دخلت استقبلتها أمها كما يستقبلون العائدين من المنفى ثم قالت لها ببرود ليس من طبعها :
- أتعرفين من اتصل بي هذا اليوم يا ليلى ؟
- أعطني هاتفك و حينها سأعرف.

لم تعلق أمها بشيء و هذا يعني أن الموضوع خطير بالفعل ، على الأقل من وجهة نظر أمها.
وضعت ليلى يدها على خدها في وضعية الاستعداد للحديث الذي لن يكون ظريفا بالتأكيد.
- اتصلت بي أم وليد
- لكني أخبرتك....
- اش ، اخرسي ، قاطعتها و برودها يبدأ بالاختفاء

اخرسي ! كلمة ظنت أنها نسيت حروفها ،
ظنت و هي في الثامنة و العشرين من عمرها أنها كبرت عليها
لكنها رغم ذلك خرست و هي تستمع بعينين متسعتين.
- اتصلت بي تخبرني أن إحدى معارفها رأت رجلا يبدو عليه الثراء ينزلك من سيارته
- أنا لم ، أنا..........

أرادت أن تنفي ، أن تكذب ، لكن شحوب وجهها قال كل شيء.
- من كان الرجل يا ليلى ؟
- زميلي في العمل يا ماما ، أجابت و هي تحني رأسها
- و منذ متى تركبين سيارة رجل غريب يا ليلى ؟
- أنا لم أفعل ذلك أبدا من قبل ، كنت متعبة و شعرت بدوار و هو عرض أن يوصلني فوافقت هذا كل ما في الأمر
- هناك سيارات أجرة جعلت لهذه المواقف يا ليلى

رفعت عينيها إلى وجه أمها و هي تقول باستعطاف :
- أمي أرجوك لا تكبري الموضوع ، أنا أخطأت لا أنكر و لكن..

للمرة الثانية تقاطعها :
- الموضوع كبير فعلا يا ليلى ، لو كان أحد غيرها عرف لكنت لُمتك قليلا و ينتهي الأمر عند هذا الحد

أضافت و هي تهز رأسها بأسى :
- لكن قلة بختك ليس لها مثيل يا ابنتي
المرأة تقول أنه أوصلك إلى عملك في الصباح و تلمح إلى أشياء أخرى
- و أنت تعرفين أن كلامها محض افتراء يا ماما
ما ذنبي أنا إن كان تفكيرها ملوثا إلى هذه الدرجة.

صمتت قليلا ثم قالت و هي تعيد شعرها إلى الخلف :
- أرجوك لا تخبري أبي

نغم الغروب 01-11-17 10:31 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لكن السيدة جميلة على ما يبدو لم تقدر على وأد الموضوع ، فكرت ليلى وهي تسمع
- ليلع تدوي من جديد

أقفلت آخر زر في ثوبها بأصابع مرتعشة ثم دخلت عليه .
- أغلقي الباب ، أمرها و صوته يلسعها

نفذت أمره بسرعة و عادت لتقف و هي تحافظ على مسافة أمان بينها و بينه
بإشارة من يده قال :
- اقتربي

استر يا رب ، رددت في سرها و هي تقترب.
- أخبريني يا ليلى هل حرمتك في حياتي من أي شيء ، هل قصرت يوما في حقك ؟

هزت رأسها نافية و لكنه لم يكن يسأل لترد عليه ، كان يسأل ليثبت وجهة نظر.

- دراسة و درست ، خروج و خرجت ، عمل و عملت ؟ ما الذي تريدينه أكثر من هذا
- لا شيء يا…
- اخرسي أنا لم أكمل

توقف قليلا ثم قال بهدوء :
- أتعرفين من اتصل بي اليوم يا ليلى ؟

ظلت محتفظة بصمتها فصاح
- تكلمي ، هل تعرفين من اتصل بي اليوم ؟
- نعم ، أخبرتني أمي أن تلك المرأة ..
- بالضبط أم ذلك الرجل اتصلت بي أنا ، هل رأيت إلى أين أوصلتني يا ليلى ؟
- إنها كاذبة يا أبي ، كاذبة .....

دوت الصفعة على خدها
و انثنى رأسها رغما عنها
أغمضت عينيها بعنف تمنع دموعا غادرة ستفتح طريقها لدموع أخرى كثيرة غيرها ،
دموعا لن تكفيها سنوات عمرها لتفرغها.

- هل تعلمين لماذا صفعتك يا ليلى ؟

هزت رأسها نافية و يدها الباردة لا تزال على خدها تحاول أن تطفئ لهيب الألم.
- لأنك أنت الكاذبة ، أنا أعرفك عندما تكذبين و المرأة لا تكذب عادة إلا حين تكون وراءها مصيبة سوداء.

دون أن ترفع عينيها قالت و هي تشعر بقلبها يموت بداخلها :
- لو كان أخي هو من في نفس موقفي الآن ، هل كنت لتصفعه كما صفعتني الآن ، هل كنت لتحكم عليه دون سماعه ؟

نغم الغروب 01-11-17 10:35 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
كان الاحمرار قد لون كامل وجهه و امتد ليشمل كل رقبته و هو يجيبها بصوت أجش :
- أنا لا أحكم عليك يا ابنتي ، أنا الذي ربيتك و أنا أعرف أنك لن تفعلي شيئا يمرغ رأسي في التراب

لماذا إذن يا أبي ، سألته عيناها دون أن تنطق ، لماذا؟

- صفعتك يا ليلى لأني أكره أن أراك تضيعين في لحظة ما جاهدت سنوات لحفظه : سمعتك و سيرتك بين الناس
صفعتك لأني لا أؤمن بمعاقبة المرأة بعد أن تخطئ

صمت قليلا و هو يجاهد لالتقاط أنفاسه ثم قال بهدوء :
- هل تعلمين ما هي مشكلتك يا ليلى ؟ مشكلتك أنك تستمعين كثيرا إلى أولئك النسوة
- أنا لا أستمع لأحد يا بابا
- دعيني أكمل يا ليلى ، كلكن تستمعن إليهن ، أولئك النسوة اللاتي نراهن يقفزن علينا من كل الشاشات ، نسمع نباحهن في الراديو ، أستغفر الله العظيم من شكلهن الذي يعلم العفة و يقلن لكن المرأة مثل الرجل ، المرأة يجب أن لا تخضع يجب أن تقاوم ،
تقاوم ماذا ؟ تقاوم الحياء ، تقاوم الأخلاق و التربية ، نعم هذا ما يردن أن يقنعنكن به
يقلن أن المرأة مثل الرجل و أنا أقول لو شاء الله أن يجعل المرأة كالرجل لخلقها رجلا
- هل خلقها الله امرأة لتعيش أدنى
- أستغفر الله العظيم يا ابنتي ، أستغفر الله
أنت تعتقدين مثلهن أني مريض ، أني معقد

نعم أنا مريض يا ابنتي ، مريض بخوفي عليكن
أنا معقد لأني أريدك أن تعيشي كما عاشت أمي ، كما عاشت أختي و كما تعيش أمك الآن
عزيزة مكرّمة
هل هذا عيب ، هل هذا ما يسميه جيلك تخلفا ؟

كانت تهز رأسها نافية و دموعها تخنق حروفها.

- هل تعلمين ما أنا مستعد لفعله من أجلك يا ابنتي
أنا مستعد أن أقطع ألسنة جميع الناس من أجل ألا تقال في حقك كلمة واحدة

كان يقطع الغرفة جيئة و ذهابا ، يدوس بقوة على السجادة كأنه ينفث غضبه فيها :
- نعم أنا لا أعاملك مثل أخيك ، نعم أفرق بينك و بينه
لكن ليس لأني أحبه أكثر منك ،
ليس لأنه أغلى عندي منك يا ابنتي
بل لأني أخاف عليك أكثر منه

توقف أخيرا و هو يواجهها و يقول :
- لأن أخاك لو أخطأ في حق بنت الناس أجبره أن يصلح خطأه و إلا أتبرأ منه إلى يوم الدين
و لكن ابنتي أنا إذا أخطأت هل أستطيع أن أجبر ابن الناس أن يصلح خطأه ، هل أستطيع أن أجبره أن لا يكسرها و أن لا يكسر خاطرها.
- لكني لم أخطئ يا أبي ،لم أخطئ و لن أخطئ إن شاء الله

أضافت و قبضتها تتوسط صدرها :
- و أنا لست مجروحة من صفعتك أبي أنا مجروحة لأن قلبك طاوعك على أن تشك بي

صمت و طال صمته ثم قال بصوت خافت :
- أنا أصدقك يا ابنتي و لكن الناس يا ليلى ، الناس

ثم خرج و انحناءة تقوس كتفيه ،
كم تكره أن تراه مهزوما خاصة و هي السبب.
جلست بتعاسة وهي تسند جبينها على ذراعها تسمح أخيرا لطوفان دموعها بكسر جميع حواجز شجاعتها الزائفة.
………………...................................................... ...............
………………………
………..

نغم الغروب 01-11-17 10:40 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 

تململ في جلسته غير المريحة و هو يستمع في غير تصديق إلى الرجل الذي يواجهه.
كان اليوم غير مريحا ككل ، من مقابلات رسمية ثقيلة مع شخصيات يبغضها إلى جرعة الإحباط اليومية التي يتناولها و هو يشاهد أخبار المنطقة و أخيرا يتلقى مكالمة من والد تلك الفتاة يطلب فيها مقابلته لمناقشة أمر خاص جدا كما قال له.
سعل قليلا يسرح صوته ثم قال ببطء :
- أستاذ مصطفى هل أفهم من كلامك أنك تريدني أن أتزوج من ابنتك لأني أوصلتها إلى مقر عملها؟

حقا ، في أي عصر يعيش الرجل ؟ هناك أناس في عصرنا هذا يا حاج يلدون عشرة أطفال مع بعض و لا يتزوجون .

- أوصلتها من أين ؟ جاءه السؤال

بهت لعدة ثوان قبل أن يتمالك نفسه أخيرا و يجيب بهدوء :
- أنا لا أعلم ما الذي أخبرتك ابنتك به بالضبط و لكن

توقف ينظر إليه بتوتر.
- تلك هي المشكلة يا أستاذ ماهر : ابنتي لم تخبرني بأي شيء ، ابنتي لم تقل لي أصلا أن حضرتك من أوصلها
- إذن كيف
- السيدة والدتك هي من اتصلت و أخبرتني
- أمي أنا ، قال رافعا حاجبيه بعدم تصديق
- بالضبط ، حضرتها اتصلت بي و قالت لي بالحرف أنك التقيت بابنتي عشرة مرات على الأقل و أن هذا عيب و أن الناس بدأت تتكلم عن ابنتي
- امم ، امم

نظر إلى الأسفل للحظات طويلة و هو يُصِرّ على أسنانه ثم قال بتوتر :
- اسمعني أستاذ مصطفى أولا لم نلتق سوى خمس مرات ، كلا أربع مرات في الواقع و كل ما فعلناه هو أننا تحدثنا في بعض الأعمال
- بعض الأعمال هكذا كان الأمر ، تمتم الرجل الأكبر سنا و هو يهز رأسه دون النظر إليه

- نعم هكذا كان الأمر، أكّد و هو يتململ في جلسته.
- أنا آسف إذن أني أضعت وقتك بلا فائدة

قام ماهر واقفا و هو يمدّ يده لمصافحة الرجل الآخر.
- تشرفت بمعرفتك أستاذ مصطفى.

و لكن الإجابة المألوفة لم تأت ، لا هي و لا غيرها ، بدل ذلك هزّ الرجل رأسه و أعاد يده الجامدة بسرعة إلى جانبه و جلس ينتظر انصرافه في صمت.

نغم الغروب 01-11-17 10:43 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لأول مرة في حياته يشعر بأنه يُطرد من مكان.
و كل ذلك بسبب امرأة.
امرأتان بل ثلاث في الواقع : زوجته ، أمه و تلك الفتاة
النساء ، كل المشاكل تأتي من تحت رؤوسهن.
لا يزال يشعر بالغيظ يلتهم جميع خلاياه و هو يتذكر الاحتقار الذي رآه في نظرات ذلك الرجل.
لأول مرة في حياته يشعر بقلة القيمة.

فك رباط عنقه بتشنج ثم وضع رأسه تحت الحنفية و فتح الماء البارد ،
لدقائق ظل يحاول أن يهدأ أنفاسه و أعصابه .
فلا يوجد أحد يستطيع أن ينفث حمم غضبه عليه.
هل سيصرخ في كاميليا و هي ميتة.
هل يستطيع أن يصرخ على أمه.

أخيرا وقف و نفض خصلات شعره المبللة ، جلس على فراشه ثم ضغط زر الاتصال و مكبر الصوت.
جاءه صوتها بعد بقليل :
- ماهر حبيبي كيف حالك ؟

زفت ، أراد أن يقول لها ، و كله بسببك يا أمي لكنه تمالك نفسه و قال ببرود :
- أمي لماذا اتصلت بوالد ليلى ؟
- ليلى من ؟ آه ليلى تلك ، وما المانع أن أتصل به ، ما المانع أن أمنع مصيبة
- أي مصيبة يا أمي
- المصائب التي تحصل عادة في هذه المواقف

أستغفر الله العظيم رددها في سرّه عدة مرات حتى لا ينفجر ، الماء البارد لا ينفع في هذه المواقف ، كان عليه أن يستأصل القلب و المرارة قبل أن يبدأ في هذا النقاش :
- أمي من فضلك ، لا يحق لك أن تتكلمي هكذا على بنات الناس

ببرود قاتل ردت عليه :
- بنات الناس يا حبيبي لا يختلين برجل في غرفة مغلقة ، خاصة إذا كان هذا الرجل أرملا
بنت الناس يا حبيبي لا تركب سيارة بفردها مع رجل لا يحل لها و تغادر معه الله وحده يعلم إلى أين
- أمي ، قال محذرا ، أنت هكذا لا تخطئين في حقها فقط
- بني أنت رجل فقدت زوجتك حديثا و في موقف يجعلك عرضة لمثل هذه الأمور ، تأكد أني لا ألومك ، اللوم كل اللوم يقع عليها هي
- أمي أنا لن أسألك عمن أخبرك عن كل هذا الهراء لأني سأعرفه و لن أرحمه و لكني أؤكد لك بنفسي أن كل ما فعلناه هو أننا تناقشنا في بعض الأشياء التي تخص عملها مع كاميليا
- آسفة بني لكني لا أستطيع تصديقك ، بعيني هاتين رأيتك كيف تنظر إليها و كيف تنظر هي إليك

كوّر قبضته بعنف حتى ابيضت مفاصله و جاهد كي يحافظ على نفس درجة صوته :
- أمي أريدك أن تتصلي بالرجل و تعتذري منه
- أنا ؟ ثريّا ؟ أعتذر من والد تلك الفتاة التي لا يُعرف لها أصل من فصل
- أمي أنت تسببت لها بمشاكل هي في غنى عنها

قاطعته بتشفّ :
- أحسن ، هذا ما أردته بالضبط ، أن تخرب عليها و على دماغها
و بدل أن تطلب مني أن أعتذر من والدها اطلب منه هو أن يربي ابنته

قال و هو يخرج الكلمات من فمه ببطء شديد :
- إذن أنت لن تعتذري منه
- انسَ
- إلى اللقاء يا أمي

ما سيفعله سيكون درسا لأمه ، درسا لا ينسى .

يعرف أنه سيندم جدا عليه و لكنه سيفعله رغم هذا.
ضغط زر الاتصال و هو يعرف أنه سوف يندم ،
- أهلا أستاذ مصطفى ، كيف حالك
استمع في صمت ثم قال و هو يعرف أنه سوف يندم :
- متى يناسبك أن يُعقد القران ؟

inay 03-11-17 02:00 AM

غروب ما هذا الجمال .. سلمت يمناك اختي
تطورات كثيرة و منعرج حاسم تمر به الاحداث الان ..
محادثة ليلى مع ابيها و نظرة المجتمع جعلتنى التمس اي رسالة تريدين تمريرها من خلال ما تكتبين ..التبريرات التي نسمعها عن كون الذكر لا يعاب او كما يقال شايل عيبه تقرفني بشدة ان كان الله تعالى ساوى بيننا في الذنب و الاثم و هو الادرى بخصائص كلا الجنسين فلحكمة .. ثم في الحقيقة الملام الاكبر في هذه النقطة هى النساء فتحيز الرجال لابناء جنسهم في مجتمع ذكوري طبيعي جدا لكن ان يصدر من امراة ضد بنات جنسها فهذا هو لب المشكل للاسف
اتنبئ لليلى بحماة ستجننها حتما هههه
ماهر كيف يقدم على خطوة بهكذا تهور .. يتزوج فقط من موقف ( اعجابه بتقطيعها للشيك ) كنت اخبرتك سابقا انها حفظت ماء وجهها بذلك لكن يبدو انها اصطادت عريسا هههه
حسنا لربما هناك اعجاب متبادل بينهما لكنه لا يكفي لعقد قران
و لا ادري لما لم اقتنع بكونه اقدم على الزواج بداعي انقاذ ليلى من فضيحة ما .. لو كان يهتم بكلام او براي الناس ما ارسل في طلبها عدة مرات ! و بشخصية مثله برود و عجرفة اخر ما قد يفكر فيه هو التضحية و من اجل من ليلى ممزقة الشيك !
لنرى كيف سيكون رد ليلى لو وافقت فحتما تستحق ما ينتظرها من ام ماهر هههه
شكرا اختي دمتي مبدعة و دمنا متابعين لك

bluemay 03-11-17 07:24 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

فعلاً اتفق معك عزيزتي inay

اتوقع ان وراء الأكمة ما وراءها...

وهي جذبت اهتمامه من غير ان يشعر.

هل ستوافق على الخطبة ، لا أتوقع ذلك

ولكن قد يكون لديها حافز ما او لنقل ضغط لا تستطيع الا ان ترزح تحت ثقله.

اما ماهر فسيفيق من سكرته ليثور من جديد.


سلمت يداكِ

تقبلي خالص الود

المتوكله 05-11-17 03:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
رائعه خطة السيد ماهر هل بيكون قد تحدي امه ،،،،صراحه بدا بتدا الحماس جميل ما كتبتي اختي غروب

نغم الغروب 06-11-17 04:26 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ياه تلات ردود مره واحده
أنا دلوقت في غاية الانشراح
حقيقي والله مش بتريق
اسمحولي يا جماعه إني أرد عليكو بالعاميه ،
لما أرد بالفصحى بحس إني بايخه و دمي تقيل آخر ستّميت خمستاشر حاجه
يلا بسم الله نبدأ

نغم الغروب 06-11-17 04:36 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
حبيبتي INAY يا أهلا بيكي مره تانيه و الحمد لله إنك لسه ما زهقتيش مني
تسلم ايديكي على كل كلمه حلوه كتبتيها في حقي
كلامك زي العسل على قلبي بجد
الحمد لله إنو رسالتي وصلت ليكي بوضوح زي ما كنت أتمنى
بالنسبه لماهر و تسرعه في الموضوع ، الفصل الجاي هيوضحلكوا حاجات أكتر عن شخصيته بس هو على فكره مش بارد ، متعجرف آه لكن بارد لأ
بالعكس هو دمه حامي أكتر من اللازم في بعض الأحيان
أنا أوفقك تماما في عدم اقتناعك بأن مجرد إعجاب ما يكفيش خالص للإقدام على الزواج لكن زي ما قلتلك الفصل الجاي هيوضح أكتر و أتمنى إنك تقتنعي وقتها
شكرا ليكي كمان مره
و دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 06-11-17 04:46 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
حبيبتي مايا انتي بجد أحلى مشرفه في العالم
انتو ما تتصوروش كلامكو و اهتمامكو بينا بيأثر فينا قد اييه
خصوصا لما الاهتمام ييجي من قارئه مخضرمه زيك
و أنا بحترم قارئات المنتديات جدا عشان بيكون عندهم انفتاح كبير
فهما مره بيقروا بالعاميه و تارة يقروا بالفصحى فماشاء الله عليهم بيكون ذوقهم عالي و بسيط غير متكلف في نفس الوقت
" اما ماهر فسيفيق من سكرته ليثور من جديد."
ماشاء الله عليكي ، الجملة دي بالذات بتحسسني إنك حافظاني صم
تسلم ايديكي و شكرا ليكي جدا
و دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 06-11-17 04:53 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
حبيبتي المتوكلة
جميل جدا اسمك
ربنا يجعلنا كلنا متوكلات عليه
حبيبتي مافيش حد مننا يقدر يكون قد تحدي أمه و لو عمل ايه
عموما هنشوف هو هيتصرف ازاي بعد كده
أشوف وشك بخير بعد الفصل الجاي إن شاء الله
دمت في حفظ الله و رعايته

bluemay 06-11-17 05:21 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الغروب (المشاركة 3692517)
حبيبتي مايا انتي بجد أحلى مشرفه في العالم
انتو ما تتصوروش كلامكو و اهتمامكو بينا بيأثر فينا قد اييه
خصوصا لما الاهتمام ييجي من قارئه مخضرمه زيك
و أنا بحترم قارئات المنتديات جدا عشان بيكون عندهم انفتاح كبير
فهما مره بيقروا بالعاميه و تارة يقروا بالفصحى فماشاء الله عليهم بيكون ذوقهم عالي و بسيط غير متكلف في نفس الوقت
" اما ماهر فسيفيق من سكرته ليثور من جديد."
ماشاء الله عليكي ، الجملة دي بالذات بتحسسني إنك حافظاني صم
تسلم ايديكي و شكرا ليكي جدا
و دمت في حفظ الله و رعايته

هههههههه

يا عمري انتِ يا نغم ...

اما عن حكاية الشقلبة بين الفصحى والعامي فهادا بعتمد على الحالة المزاجية لووول

الله يكرمك وبشكرك على كلماتك الطيبة في حقي ، ويا رب أكون عند حسن الظن دايما .

بصراحة شخصياتك لامست شيء في داخلي . ليلى وحزنها الدفين، وماهر واستفزازه بجبروني ع التعلق فيهم.


بتمنى لك التوفيق وتكمليها على خير وسلامة .


تقبلي خالص ودي

inay 06-11-17 10:49 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3692414)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


هل ستوافق على الخطبة ، لا أتوقع ذلك

ولكن قد يكون لديها حافز ما او لنقل ضغط لا تستطيع الا ان ترزح تحت ثقله.

اما ماهر فسيفيق من سكرته ليثور من جديد.

اهلا اختي ,, وانا اتفق معك في هذه النقطة اكيد ابوها سيضغط عليها لكن لو نتذكر ما قالته ليلى لامها عن موافقتها بالزواج من طليقها ارضاءا لهم و رضوخا لضغطهم اللامباشر عليها فاعتقد انها هذه المرة لن ترضى بسهولة
يعني ما عدا تلك النظرة الخطيرة التي تبادلاها اخر مرة لا شئ يقف في صف قبولها خطبة ماهر

inay 06-11-17 10:55 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغم الغروب (المشاركة 3692516)
حبيبتي INAY يا أهلا بيكي مره تانيه و الحمد لله إنك لسه ما زهقتيش مني
تسلم ايديكي على كل كلمه حلوه كتبتيها في حقي
كلامك زي العسل على قلبي بجد
الحمد لله إنو رسالتي وصلت ليكي بوضوح زي ما كنت أتمنى
بالنسبه لماهر و تسرعه في الموضوع ، الفصل الجاي هيوضحلكوا حاجات أكتر عن شخصيته بس هو على فكره مش بارد ، متعجرف آه لكن بارد لأ
بالعكس هو دمه حامي أكتر من اللازم في بعض الأحيان
أنا أوفقك تماما في عدم اقتناعك بأن مجرد إعجاب ما يكفيش خالص للإقدام على الزواج لكن زي ما قلتلك الفصل الجاي هيوضح أكتر و أتمنى إنك تقتنعي وقتها
شكرا ليكي كمان مره
و دمت في حفظ الله و رعايته

ازهق منك !! بالعكس عزيزتي انا استمع بشدة بروايتك باحداثها و بشخصياتها
و مستنية التكملة على جمر ,, كل الشكر لك اختي :55:
دمتي بود

نغم الغروب 08-11-17 08:04 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الحادي عشر





" الآن فقط بعد أن انتهى كل شيء ، بعد أن رحل من الحياة بدونهم تتنكر في ثوب حياة ،
الآن فقط استطعت أن أفهم سر تلك النظرات الفزعة التي رأيتها مرارا تطل من عيني أمي.
خاصة في ذلك اليوم
كنت قد انتهيت من وضع قرطي الجديدين و أتأمل جانب وجهي في المرآة ، شفتاي تدندنان بلحن ما
و قابلت عيناي عينيها .
و في اللحظة التالية كانت خلفي ، يديها على كتفي و هي تقول :
- أريدك أن تذكري الله دائما يا كاميليا
- لا إلاه إلا الله
- و خافي الله يا ابنتي ، خافي الله
- أنا أخاف الله يا أمي
- هذا لا يكفي خافيه أكثر ، خافيه دائما

مسكينة أمي ، تعلمت أن تخاف الله بعد فوات الأوان ، لذلك كانت تخاف أن أصبح مثلها .
كانت تخاف عليّ من جمالي، من الناس ، من نفسي
أذكر كيف أخذتني بعدها من يدي برفق و أجلستني بجانبها و بدأت تحدثني بصوت بعيد و أفكارها أبعد كأنها على وشك أن تكشف لي الحجاب عن عالم لم أعرفه من قبل :
- هل تعرفين من هو عدو المرأة يا كاميليا
- الشيطان على ما أظن
- بالضبط يا ابنتي و هل تعلمين من هو شيطان المرأة ؟
شيطان المرأة هو الفراغ يا حبيبتي
لذلك لا تدعي نفسك أبدا فريسة للفراغ ، أبدا يا كاميليا
حين يفرغ العقل و الجسد ، حين يفرغ قلبك من ذكر الله تضيعين يا ابنتي

الآن فقط فهمت سر اللهفة في كلماتها عند كل خروج :
- برجلك اليمنى يا حبيبتي
لا تنسي أذكارك يا كاميليا
لا إلاه إلا الله

الآن فقط فهمت يا أمي أنك كنت ترين نفسك في ذاتي ، أنك كنت تتوقين أن تمتدي من خلالي ، أنني كنت فرصتك الأخرى ، أنني كنت حياة ثانية وهبها الله لك كي لا تخطئي مجددا. "
............................................................ ....................................................
.................................................
..........................

نغم الغروب 08-11-17 08:07 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 

- إياك أن تتلفظي بتلك الكلمة مجددا ،
- تعالي أمرتها دون أي داع في الواقع و هي تجذبها من ذراعها
تبعتها باستسلام حتى أوقفتها أمام الحوض ، نظرت إليها بعدم تصديق !
- ابصقي الآن
- أمي أنا لست في أولى ابتدائي
- يا ليتك كنت وصلت إلى هذه المرحلة ، تفكيرك لم يغادر الحضانة أصلا ، ابصقي الآن

أذعنت ليلي رغما عنها فأمها كانت لا تكتفي بترديد المثل الشائع بل تنفذه حرفيا.
- تخاريف و كلام فارغ ، غمغمت و هي تغسل فمها
- الكلام الفارغ أفضل من كلامك الذي يسم البدن ، أجابتها أمها و يدها اليمنى على وسطها و سبابة يدها اليسرى مرفوعة في وجهها بتهديد :
- كلمة طلاق لا أريد سماعها ثانية
لن يحصل طلاق آخر في هذه العائلة و خاصة لك أنت يا ليلى
- كنت أظن أن لدي الحق في ثلاث مرات على الأقل
- ادخري خفة دمك لمواقف أخرى أفضل لك يا ابنتي ، فخيبتك صارت شيئا يضرب به الأمثال

الناس يشتكون من طعم السُّم في العسل ، ما رأيهم لو جربوا السم هكذا صافيا مصفّى دون أية إضافات.
- ماما ما بُني على باطل فهو باطل
- الباطل هو ما كنت فيه ، الذي حصل هو الحق ، الرجل يريدك في حلال ربنا و أنت ستوافقين و لن تكرري تلك الكلمة ثانية.
............................................................ ..........................................
......................................................
...................

نغم الغروب 08-11-17 08:09 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
مطلّقة
ظل صدى الكلمة يتردد في جوانب عقله
ما الذي فعله بنفسه
ما الذي سيفعله بها هي الآن
كل ما كان ينوي أن يفعله هو أن يعطي الرجل تلك الورقة ، عقد زواج بارد و رسمي كي يعلقه شهادة على براءة ابنته من اتهامات الناس .
لكن زواج بالفعل لم يفكر فيه أصلا
كان ينوي أن يطلقها دون أن يلمس شعرة منها
هكذا يكون أراح ضميره و أرضى جميع الأطراف
و هي و أبوها يدعهما ليتصرفا كما يشاءان
ما ذنبه هو إن كانوا مازالوا يعيشون في القرن الماضي
عشرات النساء يتعرضن لمثل هذا الموقف ، يعقدن دون دخلة و يستمررن بالعيش ، ربما أطول من الأخريات .
ولكنه عرف الآن أنها مطلّقة.
لو مضى في خطته الأولى سيحطمها تماما ، الزوج الأول طلقها بعد ستّة أشهر و الزوج الثاني طلقها قبل أن يدخل بها.
من سيفكر فيها بعد هذا.
- لماذا تسرعت يا ماهر ، لماذا لم تسأل عن كل شيء قبل الاتصال بوالدها

زفر و هو يلتفت ليواجه والده بجسده و لكن ليس بنظراته :
- أمي ، أمي سامحها الله ، أخرجتني من عقلي
أنت تعرفها يا أبي ، تزوج من هذه ، لا تعرف تلك و احتملتُ كل ذلك منها
لكن أن يصل بها الأمر أن تتصرف بتلك الطريقة مع بنت الناس
كان شيئا يفوق قدرتي على التحمل في الواقع
أردت أن أجعلها تتوب عن التدخل في خصوصياتي

تصور أنه سيضرب عصفورين بحجر واحد و لكن على ما يبدو طارت العصافير و وقع الحجر على دماغه.
- أنت تجعل أمك تتوب ؟ كنت فعلتها أنا قبلك يا بني

رغما عنه ابتسم ، هكذا هو والده دائما ، حتى و الدنيا سوداء و مظلمة تجد ابتساماته دائما طريقها إلى من حوله.

نغم الغروب 08-11-17 08:11 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- كيف يعقل أن كاميليا رحمها الله لم تخبرك ؟ أعاده السؤال إلى الواقع و أعاد ابتسامته من حيث أتت
- أكيد أخبرتني و لكن ، أنت تعرف كيف

هز رأسه و هو يتذكر كيف كان يستمع إليها عندما تتحدث عن جمعيتها ، عن معارفها ، عن أي شيء لا يخصه هو أو عمله.
كان يستمع بذهن غائب تماما و يشغل أسطوانة الإجابات الجاهزة.
يكاد يتصور الآن حديثها معه :
- ماهر حبيبي ليلى ستتزوج
- امم، امم ، ممتاز
- لا تتصور كم أنا سعيدة من أجلها
- طبعا ، طبعا
ثم و هي تخبره بطلاقها بعد ستة أشهر
- مسكينة ليلى يا ماهر
- .......
- لقد تطلقت اليوم ، أنا حزينة جدا من أجلها
- شيء مؤسف ، مؤسف جدا

نعم مؤكد أن كاميليا أخبرته.
سامحك الله يا كاميليا ، سامحك الله يا أمي
- ماهر بني ، أنت رجل مؤمن أليس كذلك ؟

أليس كذلك ماذا أنه رجل أو أنه مؤمن ؟

تنهد بعمق و قال :
- لا إلاه إلا الله يا أبي

أكمل السيد ممدوح و هو يحك ذقنه ببطء :
- الفتاة وضعها قدرها و قدرك في طريقك ، لماذا لا تكمل مشوارك معها بني ؟
- شاهيندا أيضا وضعها القدر في طريقي و لكني لم و لن أفكر في الزواج منها يوما ما

نغم الغروب 08-11-17 08:13 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
كيف يفسّر لأبيه ، كيف يشرح له أنه يريدها بكرا ، بكرا لم يضع عليها أحد يده قبله
ملكية خاصة ، هكذا يريدها.
رجعي و متخلف، نعم هكذا هو ، في هذه النقطة بالذات عقله مظلم و يرفض أن يستنير
هذا شيء في طبعه أقوى منه
كلا ، لا يستطيع أن يغصب نفسه على الاقتناع بها كزوجة دائمة.
أخيرا قال بخشونة و هو يريد لكلماته أن تلقي بصورتها بعيدا عنه و عن أفكاره :
- المشكلة يا أبي أنها ليست هي من طلبت الطلاق ، زوجها السابق هو من فعل
و أنا لست من النوع الذي يستلم ما رفضه و رماه غيري

- ابني ، إياك ثم إياك أن تقول هذا الكلام على مسمع منها

أشاح بيديه كأنه يبعد قسوة ابنه عنه ثم أضاف :
- أنا لا أعلم سبب طلاقها و لا يهمني أن أعلم لأني مما أعرفه عن الفتاة أكاد أجزم أن المشكلة هي في طبع الرجل الآخر

هذه هي المشكلة ، تأفف و هو غير راغب في إطالة النقاش
هناك رجل آخر
و هو لا يستطيع ، لا يقدر أن يغير من طبعه من أجل امرأة ، أي امرأة
حتى لو كانت كاميليا نفسها.

- اتصل بها بني ، تكلم معها و اعرف رأيها في الموضوع
هكذا يتوصل الناس للحلول عندما يتحدثون مع بعضهم البعض

يتصل بها ، نعم هذا ما سيفعله
كلا من الأفضل أن يتقابلا وجها لوجه
و يضعا النقاط على الحروف لمرة أخيرة
و يريح ضميره منها .
سيقابلها و لكن بالتأكيد خارج البيت

............................................................ ..........................................
......................................................
...................

نغم الغروب 08-11-17 08:17 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
راقبها و هي تدخل إلى المقهى .
على الأقل تعلمت شيئا ما من عشرتها الطويلة مع كاميليا ، تعلمت كيف ترتدي ثيابها .
- ماذا تشربين ؟
- عصير لو سمحت

حوار عادي في موقف أبعد ما يكون عن العادي .
تركها ترتشف عصيرها في صمت و عيناه ترتحلان من رموشها المسدلة ، تعبران انحناء خديها لتستريحا مطولا عند شفتيها ، أكثر بكثير مما يرغب.
عندما أنهت ثلاثة أرباع كوبها قال لها :
- لم أسألك من قبل ما الذي كانت كاميليا تنوي فعله بعد أن تأكدت من معلوماتها ؟

دون أن ترفع عينيها قالت بشبه شرود :
- أرادت أولا أن تذهب إلى هناك بمفردها و تتعرف على أبيها
الحقيقي أقصد ، قالت و هي ترفع نظرها إليه و تخفضه بسرعة.
- فقط ؟

هزت رأسها نافية ثم أضافت بشيء من الحزن :
- مؤخرا عرفت أن لديها أخت و كانت تسعى إلى جلبها لتقيم معها قليلا.
كانت متحمسة جدا للموضوع حتى أنها كانت تنوي استخراج أوراق ثبوتية لها .


تركها تعود لعصيرها بينما أرغم نفسه على إكمال قهوته الباردة التي أصبحت بلا طعم .
يريد أن يعاقب نفسه على كل لحظة قضاها في الشك في كاميليا .
- لماذا لم تخبري والدك بسبب مقابلاتك المتكررة معي ؟
نظرت له بدهشة :
- لا يمكن أبدا أن أفعل هذا بكاميليا ، أبدا
- هل تجدين أن من الأفضل أنك فعلت هذا بنفسك و بي ؟
- سيد ماهر ...
- ماهر ، قاطعها ، تهكمه واضح و صريح ، لقد عقد قراننا منذ أسبوع ، لا تقولي أنهم نسووا أن يخبروك.

شعرت بالوهج يبدأ كالعادة من منبت شعرها و يتوسع ، يتوسع حتى يصل لأذنيها و رقبتها
كم تكره احمرارها بهذه الطريقة
لذلك الحجاب نعمة خاصة في مثل هذه المواقف .

نغم الغروب 08-11-17 08:20 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
راقبها بتفحّص تباعد بين شفتيها قليلا تحاول أن تنطق اسمه دون ألقاب لكنها تراجعت في آخر لحظة.
بالفعل هؤلاء الناس يعيشون في القرن الماضي.
- أنا كنت فقط أريد أن أقول لك أنك….
- أنني ؟
- حضرتك لست مجبرا على المضي في هذا الأمر
- أي شيء سأفعله سيكون من أجل كاميليا لا أكثر

حتى و هو يقولها عرف أنها كلمات قاسية ، حتى و هو يقولها عرف أنه كان ليستطيع قولها بطريقة أقل حدّة.
لكنه لا يريد أن يفتح باب الوهم على مصراعيه أمام الفتاة . لا يريد أن يجعلها تطمع بشيء لن يستطيع أبدا تقديمه لها .
رأى الحمرة تهجر خديها لتترك مكانها لامتقاع غزا كامل وجهها و انتظر دموعها لكنها لم تأت ، بدل ذلك قالت له بصوت هامس :
- هل هناك أسئلة أخرى ؟
- كل شيء في وقته

ما الذي سيفعله بها الآن ؟
هل يمضي في خطته الأولى و يتركها لحالها ؟
هل يسمح لها أن تكون أكثر رجولة منه ؟

دون النظر ناحيتها قال بصوت عملي :
- أفضل حل لهذه المشكلة ليس بالنسبة لي بالطبع بل من وجهة نظر مجتمعك هو أن نتزوج دون زواج .
يعني زواج أمام الناس ما دام الناس مهمين إلى هذا الحد بالنسبة لكم.
هل يناسبك هذا ؟

نظرت له تلك النظرة التي تعني أنها لا يمكن أن تخرب أكثر ثم قالت ببطء متعمد :
- أتساءل ماذا كان ليكون الحل الأفضل من وجهة نظر مجتمع حضرتك .

بنفس البطء أجابها و هو يميل نحوها قليلا :
- في مجتمع حضرتي إذا عجزت المرأة عن إيجاد رجل مناسب تشتريه ،
هل تستطيعين أنت اشتراء رجل ؟
- لن يكون رجلا إذا عرض نفسه للبيع .
- بالضبط ، قال و هو ينهض.

وقفت مع وقوفه و تبعته دون كلام.

نغم الغروب 08-11-17 08:26 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ما هي الحلول الأخرى التي توجد أمامها.
هي ستتطلق مرتين في جميع الحالات و هو يعرض عليها أن يبعد لحظة المواجهة ،
مواجهة المجتمع و الناس
مواجهة عائلتها بفشلها الثاني.
و أي شيء سيكون أهون عليها من التعاطي مع أمها الآن .
رفعت نظرها تتأمل جانب وجهه تبحث فيه عن إجابة ، عن أمل و لكن لا شيء غير الغربة و البعد.
لا شيء لديه من أجلها.
زواج آخر دون زواج هذا ما يعرضه عليها.
ربما الزواج العادي هو للأخريات فقط ، فكرت و هي تجلس بجانبه في سيارته.
ربما لم يُجعَل من أجلها .
شعرت بدغدغة مألوفة في بطنها وعرفت ما هي مقبلة عليه.
دعت في صمت و هي تشبك أصابعها بقوة .
ليس الآن ، أرجوك ليس الآن.
بعد قليل ستغلق عليها باب غرفتها و تستطيع حينها أن تجن كما تشاء.
إنما ليس الآن ، ليس أمامه
لكن الصوت الجهوري انطلق يصدح داخل عقلها .
" حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة ليلى عبد الحق بالزواج مع وقف التنفيذ "
و بنهاية الجملة انفلت عيارها تماما.
سمع شهقتها و مثل المرة الماضية ركن السيارة ليتركها تبكي تعاستها في سلام .
التفت إليها ليراها تخفي وجهها بكفيها بينما جميع جسمها يهتز .
لم تكن تبكي ، كانت تضحك !
- آسف...ه ....آسفههه ، سمعها تحاول أن تقول بين قهقهاتها
قبل أن تغرق في نوبة ضحك أقوى .
أخيرا حين هدأت رآها تحرك كفيها أمام وجهها الملتهب تستجدي نسمات غير موجودة.
بضغطة زر فتح لها النافذة على آخرها.
- شكرا ، جاءه صوتها مرتجفا.

نظر أمامه ثم سألها بهدوء :
- هل كان زواجك الأول تعيسا إلى هذا الحد ؟
- فوق ما تتصور
- لماذا تطلقت ؟ سألها ثانية و هو يلتفت ليتأملها

رفعت كفها بسرعة تضعها أمام شفتيها تمنع سيلا آخر من ضحكات غير مرغوبة.
ماذا يمكن أن تجيبه
هل تقول له مثلا : زوجي لم يكن يعرف كيف
هل يطاوعها لسانها و قلبها أن تفضح عجز رجل أمام رجل آخر.
هل هذا حلال أصلا
هل تستطيع أن تتحدث في موضوع كهذا مع رجل غريب عنها ، مع رجل كان حتى وقت قريب زوج أعز صديقة لها
كلا لا تستطيعين ، قال لها قلبها
دون أن ترفع عينيها إليه قالت و هي تودع مزاجها الضاحك :
- لم أستطع الاتفاق مع أمه
- و هو كان ابن أمه إلى هذه الدرجة ؟

ابتسمت بحزن و هي تقول :
- هو كان مغلوبا على أمره

نغم الغروب 08-11-17 08:28 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
بضيق خانق ، ضيق لا يدري له سببا انطلق ثانية.
بعد طلاقها الثاني لن يتوجب عليها أن تغير عذرها ، مشاكل مع حماتها هكذا سيكون الأمر.
يعرف أن أمه لن ترحمها.
حين توقفت سيارته أخيرا قرب منزلها ، حيته بصوت خافت و يدها على مقبض الباب.
- حاولي أن تنامي قليلا قال دون أن يلتفت لها

هزت رأسها في صمت ثم غادرت و هي تبتسم ، ابتسامة تعيسة التصقت بشفتيها و رافقتها و هي تدخل إلى البيت ، ابتسامة تعيسة أوّلتها أمها كما تريد و هي تقول لها بكثير من الرضا :
- اللقاء سار بشكل جيد ، أليس كذلك ؟
- فوق ما تتصورين يا أمي

مسكينة أنت يا أمي ، لا تعرفين شيئا عني ، لا تفهمين حتى ابتساماتي

لم تستطع النوم رغم محاولاتها .
لم تستطع النوم ربما لأن قلبها كان ينتظر شيئا ما .
و عندما اتصل بها في ساعة متأخرة من تلك الليلة ، عرفت أن صوته ،
صوته هو بالذات ما كان ينتظره قلبها.
- كيف تشعرين الآن ؟
- أحسن و الحمد لله

لا تدري كيف بكلمات ثلاث جعلها تشعر بكل تلك الحميمية كأنها خلقت و عاشت كل حياتها في شوق لسؤاله هو عن حالها هي.
- ليلى
- نعم
- قولي نعم يا ماهر
- نعم يا ماهر ، قالتها و هي تغمض عينيها و تغمض عقلها و تترك قلبها يعيش كما يشاء ، كما لم يعش أبدا من قبل .

لماذا يقوم الرجل بهذه الأشياء
لماذا يصمت حين لا يتوجب عليه الصمت ، حين يعرف أن صمته سيتم تأويله إلى أفكار و أحلام مستحيلة.
لماذا ينطق اسم المرأة بتلك الطريقة
كأنه ينطقه طوال عمره
كأن الأبجدية لا تتكون من حروف سواه
كأنه لم ينادها به أحد غيره
- اسمعيني يا ليلى ، سنترك كل شيء للأيام هذا كل ما أستطيع وعدك به

لا تدري كم ظلت تنظر إلى الهاتف و هي تشعر به يبرد في كفها بعد أن غاب منه دفء صوته.
غاب و بقيت عبارته الأخيرة في ذهنها .
سنترك كل شيء للأيام.

أن تترك كل شيء للأيام ، ربما هو شيء مستجد بالنسبة لك يا سيد ماهر و أنت من تعودت على أن تتربع سلطانا على دقائقك و ساعاتك ، تتحكم فيهما كما تشاء .
لكن ليس بالنسبة لي يا سيد ماهر ، ليس بالنسبة لي أنا
هذا ما علمتني أيامي أنا أن أفعله منذ بداية الزمان
علمتني أيامي أن أترك لها كل شيء.

bluemay 09-11-17 07:18 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


فصل خاطف للأنفاس،،،

بصراحة ابدعتِ في نقلتك لما بعد الحدث، مختصرة بذلك الاسهاب
والحشو غير اللازم .

أرى انه يوجد بصيص صغير من الامل بالنسبة لماهر
بأن يظهر لنا جانب لين من شخصيته ويجعلنا نحبه.

مسكينة ليلى ،، موقف القهقهة كان فريدا من نوعه
تخيلتها تبكي ولكن تضحك فاجأتني الصراحة.

سلمت يداكِ

لكِ خالص ودي

نغم الغروب 11-11-17 07:54 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
الحمد لله إنو الفصل عجبك
و شكرا جدا لذوقك
بالنسبه للإسهاب فما تخافيش من الناحيه دي أنا نفسي كقارئه ملوله جدا فعشان كده بحاول أختصر على قد ماأقدر
ليكي ودي و أصدق تمنياتي

دنيتي احزان 13-11-17 02:58 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
روايه اكثر من رائعه متى تنزيل الاجزاء ؟؟؟

نغم الغروب 14-11-17 03:06 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دنيتي احزان (المشاركة 3692813)
روايه اكثر من رائعه متى تنزيل الاجزاء ؟؟؟


متشكره على كلامك الجميل يا حبيبتي
بالنسبة لمواعيد التنزيل فالمفروض كل إربعاء
بس مشكلتي إني أجازتي خلصت فللأسف مش هقدر ألتزم ميه بالميه
ربنا يسهل الحال

نغم الغروب 16-11-17 12:52 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الثاني عشر


ألن ينتهي هذا الموضوع أبدا ؟
سبق و أن طلب من أبيه أن يلخص الحكاية لأمه و يريحه من اللغو الزائد.
و لكن ها هي هذه الأخيرة تستدعيه ليعيد فتح نفس السيرة من جديد.
كأنه لا يكفيه المشاكل التي يواجهها يوميا تقريبا في عمله بسبب الصعود الجنوني للعملة.

- خيرا يا أمي ، قالها مباشرة بعد تحية مختصرة
- الحمد لله أنا بأتم صحة و عافية ، شكرا على سؤالك حبيبي

هز رأسه و هو ينظر إلى الأعلى ، لقاء واضح منذ بدايته.
- يسرني أن أراك بخير يا أمي
- و أنا يسرني أن لا أراك تهدم حياتك بني
حياتك التي اجتهدت كثيرا لبنائها
أنت لم تصل إلى هذه المرحلة دون تضحيات بني
تذكّر كم تعبتُ أنا معك ، تذكَّر كم تعب خالك أيضا من أجلك
- أمي من يسمعك يظن أني ذاهب لأحارب
- كلاهما دمار يا حبيبي
أرجوك بني ، تراجع ما دمت قادرا على ذلك ، تراجع قبل أن تحصل مصيبة لن
تستطيع الخلاص منها

آه يا مرارتي !
- أمي ، أنا لن ألمس بنت الناس ، لا داعي للقصص التي تدور داخل عقلك
لم أفعل ما فعلته إلا لأني أردت أن أريح ضميري و لا أكون السبب وراء ما
سيحصل لها
- إذن يكفي ما فعلته إلى حد الآن يا بني ، أرجوك لا تستمر في هذا الجنون ،
أرجوك لا تدخلها إلى هذا البيت
- فات الأوان يا أمي ، لقد اتفقت مع والدها على كل شيء
- إذن حاول تعويضه بطريقة أخرى ، لا تنقصك الوسائل يا حبيبي

رفع يده باعتراض :
- أمي إن كنت تقصدين مثلا أنه كان يجب علي أن أدفع كي أحاول استرضاء
أبيها فهو ليس من ذلك النوع ، ثم أن قضايا الشرف لا تحل أبدا بالمال
- شرف ؟ أي شرف ذلك الذي تتحدث عنه ؟ الفتاة مطلّقة ، مطلّقة ، ما الذي
تعرفه عنها أنت بالضبط ، كيف تتأكد أصلا أنها محترمة ؟
- أمي أرجوك
حرام أن تتهميها دون بينة ، حرام أن تفتري عليها

بعينين دامعتين أجابته بحدة :
- ولد ! لست أنا من سيعلمني الحرام و الحلال
أنا لم أجد فتاة في الشارع و بدأت أتهمها في عرضها
هذه المرأة ستكون زوجتك ، ستدخل هذه العائلة و أنا لا أعلم عنها أي شيء
- تعلمين أنها كانت صديقة كاميليا لسنوات
- كاميليا رحمها الله كانت طيبة جدا لم تكن تفهم في هذه الأمور
- و أنت تفهمين طبعا يا أمي
- نعم أنا أفهم بني ، أفهم أن الموضوع مريب ، أفهم أن والد الفتاة لم
يصدق أن يجد فرصة ليلصقها في أول رجل يقبل بها
- أمي لو لم تتصلي بأبيها ، لو على الأقل اعتذرت للرجل
- إذن أصبح كل شيء خطئي الآن
لو لم تتقابل أنت و هي عدة مرات في غرفة مغلقة دون مبرر حقيقي ، لو لم
تتواعدا على أن تتقابلا في النادي لما اتصلت بذلك الرجل
- نتقابل في النادي ! ما هذا الكلام الفارغ
- إذن الآن أصبح كلام أمك كلام فارغ ، شكرا بني

فعلا هذا يوم لا يبدو أن له آخرا.
- أمي أؤكد لك أني حين استدعيت الفتاة إلى مكتبي في كل تلك المرات لم
أفكر بها أبدا كما تتخيلين
- و الآن بني ؟ بأي طريقة تفكر بها يا ترى ، سألته و هي تبحث داخل عينيه

تأفف و هو يشيح بوجهه بعيدا :
- أمي لا داعي أن نتكلم أكثر في الموضوع
الأشهر ستمر بسرعة و سأعيد الفتاة إلى أهلها كما استلمتها
أرجوك أن تدعيها و شأنها في الأثناء
- اسمعني بني ، الأدوار ستكون كالتالي : أنت تدع الفتاة و شأنها و أنا أحرص
على ذلك
- افعلي ما يريحك يا أمي لكن لا مزيد من المشاكل ، أستأذنك الآن

بمرارة همست و هي تشيعه بنظراتها : كم أتمنى أن أستطيع تصديقك بني

نغم الغروب 16-11-17 12:53 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
بمرارة تفوق مرارة أمه عاد إلى مكتبه ترافقه أفكاره السوداء.
الأشهر لن تمر بسرعة ، يعلم ذلك يقينا .
ما دامت هناك امرأة و انتظار في الموضوع فتلك الأشهر ستمر بطيئة كقطار الصعيد.
نفس المعادلة التي يعرفها جيدا.
نفس الظروف التي عاشها من قبل حين كان يسعى وراء كاميليا.
نفس الظروف غير أنها مقلوبة رأسا على عقب.
في ذلك الوقت و رغم أنه كان شابا إلا أنه كان يعلم أن الحب وحده لا يكفي.
كان لديه مستقبل مهني و كان يريد أن يختار زوجته كما يختار كل شيء آخر في حياته بطريقة مدروسة.
لذلك عندما قرر أخيرا أنها ستكون امرأة عمره و حياته لم يكن ذلك إلا بعد تفحّص و تمحّص.
بعد اقتناع تام.
كان هو من ركض وراءها و لم يزده رفضها الأول و الثاني إلا إصرارا .
و في المرة الثالثة طلبت منه الانتظار.
و انتظر ،
انتظارا ثقيلا ، مملا لكنه انتهى أخيرا بأنه كالعادة حصل على ما يريد .
و لا شيء ، لا شيء يضاهي ذلك الشعور الذي أحسه وقتها.
شعور بالفوز ، بالامتلاء.
الآن لا يدري حتى كيف يشعر .
في المرة الأولى هو تقريبا فرض وجوده في حياة كاميليا
في هذه المرة فرضت عليه الفتاة .
ستمر الأشهر ، و سينتهي الموضوع
و لكن السؤال ليس متى
السؤال هو كيف ؟

نغم الغروب 16-11-17 12:55 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
نفس السؤال سألته لنفسها ليس عشرة ، ليس عشرين بلا عشرة آلاف مرة.
لماذا تزَوَّجَتْ وليد ؟
لماذا أجبرت نفسها ، قلبها و ضميرها على تبني نظرية لا توجد في أي كتاب يحترم نفسه
تلك التي تقول أن " الحب يأتي بعد الزواج "
كأن الحب مرتبط بمواعيد
كأن الحب يُخلق من ورقة تكتب بين قلبين غريبين لا يعرف أحدهما شيئا عن الآخر
بين شخصين يجهلان تقريبا كل شيء عن بعضهما البعض
الحب يكون بعد المعرفة أما ما غير ذلك فلا يدعى حبا
فليسموه ما يشاؤون لكنه ليس حبا
هم لا يعرفون أن الحب قدر
يأتي حين يشاء الله له أن يأتي
لا حين يناديه المأذون.
لماذا تزوجت وليد إذن ، لماذا و هي تؤمن بكل هذا ؟
ببساطة لأنها لم تجد فيه عيبا ظاهرا تؤيد بها رفضها
لأنه كان عليها أن تختار بين حربين
حرب مع قلبها الرافض
أو حرب مع محيطها الراغب
الراغب في تزويجها و التخلص منها
لأنهما سواء عندما يتم دفع المرأة دفعا إلى الزواج بتلك الطريقة
كأن الزواج هو الغاية و هو الوسيلة….

قبل وليد
لا تنكر أنها كانت دائمة التفكير في الزواج
خاصة في السنوات الثلاث التي تلت تخرجها
كل سنة كانت تضع معايير و في السنة التي تليها كانت تخفض سقف طلباتها
معيار واحد لم تستطع أن تلغيه
كانت تريد أن تحب
مع أن عقلها ، العالم الذي تعيش فيه ، تجارب النساء قبلها
كل ما حولها و كل من حولها كان يأمرها بتغليب صوت العقل
لكنها كانت تريد أن تحب لكي تتزوج
لا أن تتزوج لكي تحب

نغم الغروب 16-11-17 01:00 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تذكر كيف كانت حائرة في ذلك الصيف ، آخر صيف قضته كفتاة عزباء
حائرة في أمرها و هي تشاهد أغلب من تعرفهن ينضممن تباعا إلى قافلة المتزوجات
و هي تودعهن بصمت ، في قلبها أمل و ضَيَاع

حتى أنها في إحدى المرات وجدت نفسها دون وعي تفكر بصوت عال
- ترى أين يجب على الواحدة منا أن تذهب كي تحصل على عريس ؟
حينها ضحكت صديقتها كوثر و قالت لها :
- أنت بالذات ليس عليك أن تقلقي من هذه الناحية
ما زلت في الجانب الأيمن من الثلاثينات
اهدئي و لا تستعجلي على رزقك فلديك كل شيء يبحث عنه الرجال : جمال ،
أخلاق ، ثقافة
- إذن إما أنهم لا يبحثون جيدا أو أنهم يبحثون في المكان الخطأ

تذكر كيف تأملتها صديقتها بتفكير ثم قالت :
- احتمال ثالث أنهم يخافون منك
- يخافون مني؟؟ لماذا إن شاء الله ؟
- ليس منك لكن من الاقتراب منك ، تعلمين لماذا ،
لأن كل شيء فيك يوحي بالرفض : مشيتك ، نظراتك، التفاتاتك ،
كل شيء فيك يقول لا ، كلا من فضلك لا تكلمني ، إياك أن تقترب مني ،
توقف حالا

أكملت و هي تهز رأسها هز العارف بالأمور :
- و هل تعلمين ما أكثر شيء يكرهه الرجال ؟
- أخبريني أنتِ يا أم العُرّيف
- يكرهون أن يتم رفضهم

اتسعت ابتسامة ليلى و هي تفكر في المفارقات في حياتها
قالت تخاطبه في سرها :
" إذن بقية الرجال يبتعدون لأنهم يكرهون الرفض
و أنت تبتعد لأنك تكره القبول "
هكذا هو بختها : في المرة الوحيدة التي جربت أن تقبل رجلا ما اختارت رجلا يرفض أن يُقبل.
بالفعل خيبتها ثقيلة
و للأسف لن يتطوع أحد لحملها معها .

نغم الغروب 16-11-17 01:02 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
نظرت إلى البنات و النساء حولها ، كل واحدة فيهن كانت تتكلم ، تبتسم أو تغني.
هي الوحيدة التي كانت تائهة …
بلطف أبعدت خصلة شعر فرّت من مكانها ثم رفعت عينيها تنظر إلى وجهها الشاحب في المرآة و هي تحاول أن تلاحق ثرثرة الكوافيرة التي لا تتوقف :
- لا تنظري إلي هكذا يا حبيبتي ، قالت المرأة و هي تقترب منها تتأمل وجهها بتفحص ، مكياج خفيف ، أذكر تماما ما تريدينه ، الفتاة التي قبلك أرادته ثقيلا
لديها حق المسكينة ، أنت لم تري وجهها قبل أن أضع لمساتي عليه
حين جاءتني في البداية أتعرفين ماذا فكرت بيني و بين نفسي :
قلت لها في سري : حبيبتي ! أنت لا تحتاجين مكياج فاخر! أنت تحتاجين معجزة

توقفت لتضحك على نكتتها فقد كانت كما هو واضح من الأشخاص الذين يغنون و يردون على أنفسهم.
- لكن أنت جميلة بالفعل ، واصلت تقول و هي تختار أدواتها. جمال هادئ ، لكن موجود
- الحمد لله ، طمأنتني طمأنك الله

تجاهلت تعليقها و هي تمسك ذقنها بأصابعها و تدير وجهها تتفحصه من كل الزوايا.
- أتعلمين ، كل ما أتأملك أكثر أكتشف أنك أن كل ما تحتاجينه هو شغل بسيط ، بسيط جدا ،
و لكن هذا لا يعني أني سأخفض لك في الفاتورة أو أني سأقبل الدفع بالتقسيط
كلا يا حبيبتي ، أجري آخذه حالما أنتهي منك و على آخر مليم

اهتز جسمها بضحكة راقصة أخرى قبل أن تكمل بشغف :
- حبيبتي عندما أنتهي منك سيعض بقية الرجال أصابعهم لأنهم عميوا عنك كل هذه المدة

رفعت ليلى عينيها تنظر إليها من خلال المرآة ، تبتسم لها و هي تهز رأسها .
تعرف واحدا على الأقل يعض على أصابعه الآن لأنه سيتزوجها.
قال لها أنه سيترك كل شيء للأيام و على ما يبدو أيامه قالت له عكس ما أوهمتها بها أيامها.
على مدى ستة أشهر لم يتصل بها مرة واحدة.
حتى موعد الزفاف و جميع التدابير اتفق عليها مع والدها
كل ما دلها على وجوده في حياتها هو بضع الرسائل التي وصلتها منه
تهنئة رسمية بالعيد الأصغر
تهنئة أخرى بالعيد الأكبر
سؤاله إحدى المرات عن مقاسها و لكن ليس عن حالها
ما عدا ذلك لا كلمة
لا تصرف
و لا أي شيء
يدل على ترحيبه بها في حياته.
وهي ليست جمجمتها سميكة إلى ذلك الحد ، تستطيع أن تفهم تماما حين تكون مرفوضة .
جذبتها المرأة بقوة من أفكارها و هي تحاصرها بسيل أوامرها التي لا تنتهي :
- أغمضي عينيك ، الآن افتحيهما ، كلا لا تنظري إلي ، انظري إلى السقف ، نعم هكذا ، الآن ضمي شفتيك ، أكثر ، افتحيهما قليلا ، جيد ، جيد

أذعنت ليلى باستسلام تام و هي تتمنى أن لا تضطر أن تغسل وجهها بالماء و الصابون كما أقسمت أن تفعل لو كانت زينتها مثل تلك التي في زفافها السابق.
الكوافيرة الأخرى اعتقدت على ما يبدو أن وجهها غير مناسب لذلك صنعت لها وجها آخر من المساحيق.
و تلك الرموش الثقيلة !
ثقيلة إلى درجة أنها كلما حاولت أن تبتسم كانت تبدو و كأنها تغمز.
- تستطيعين أن تنظري الآن ، قالت المرأة بانشراح
- أخيرا !

نغم الغروب 16-11-17 01:16 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
رفعت عينيها فوجدت وجهها الجديد ينظر إليها في المرآة.
بدت ملامحها في غاية الرقة .
هل حقا هاتان العينان المتسعتان هما عيناها هي؟ ساحرتان ، غامضتان ، كأن بداخلهما لغزا يعجز الزمان نفسه عن حله .
انتقلت نظراتها إلى شفتيها
شفتاها اللتان بدتا كأنهما خلقتا لهذا اللون بالذات
شفتاها اللتان على عكس عينيها باحتا بجميع أسرارهما
و درجة القرمزي فيهما تخبرها ماذا تريدان و من تنتظران ...
رأت وجهها الجديد يبتسم لها.
ابتسامة قصدت أن تكون جافة ، غير مبالية
لكن ما رأته هو ابتسامة شوق ، و في عينيها رأت شيئا يشبه الانتظار.
فجأة لم تعد ترغب في النظر في المرآة.

- ليلى ؟
التفتت إلى الخلف و هي تسمع أختها فرح تناديها.
ابتسمت و هي تنظر إليها واقفة تنقل نظراتها بحيرة بين الوجوه.
ابتسمت أكثر و هي تراها تتعداها دون أن تميزها .
- ليلى!! قالت أخيرا و هي تفغر فمها على آخره.
بسم الله ، ما شاء الله ، كررتها عدة مرات و هي تشد على يديها بقوة.

ثم رفعت نظرها إلى السماء :
- يا رب عريس من أجلي أنا أيضا يا رب ، عريس مثل عريس أختي ليلى يا رب ، عاجلا غير آجل يا رب
- أكيد من خلقه خلق غيره ، عريس أختك ليلى هذا، علقت الكوافيرة و هي تنزل الخمار الشفاف تغطي به وجه العروس
- من حقك أن تقولي هذا فأنت لم تريه ، عريس بحق ، عريس طول و عرض ، أختي ليلى تبدو كاللعبة بجواره

توقفت لتكمل بابتسامة حالمة :
- و كله في كفة و عيناه الزرقاوان لوحدهما في كفة

رافقتهما المرأة إلى الباب و هي تقول بأسلوبها الصاخب :
- بالرفاء و البنين يا عروسة

ثم أضافت وهي تغمز للأخت الصغرى :
- و أنت لا تنسي أن تسلمي لي على العينين الزرقاوين و صاحب العينين الزرقاوين.
- و أنت لا تنسي أن تحجزي لي مكانا لديك منذ الآن

عندما وصلتا إلى البيت و بعد أن تكرر موقف أختها فرح مع كل أحد آخر رآها، أخذتها فرح من يدها إلى غرفتها ، أغلقت الباب و استندت عليه ثم وقفت مطرقة .
- خيرا يا فرح

بعينين ترفضان مقابلة عينيها أجابتها بصوت مرتجف :
- هناك كلمتان في قلبي لطالما أردت أن أقولهما لك يا ليلى
لم أقلهما من قبل ليس لأني فاقدة الإحساس ، ليس لأني لم أشعر بك يا
أختي
لكن لأني أعتقد أن الكلام في الذي فات لا يفيد و لأني لم أرد أن أعيد فتح
جراحك أختي
و لكن الآن بعد أن رأيتك عروسا للمرة الثانية أريدك أن تعرفي أني كنت دائما
أدعو لك ، دائما أدعو الله أن يعوضك عن كل ما فات

توقفت قليلا ثم أضافت بصعوبة :
- أنت بالذات لا تستحقين ما حصل معك يا أختي ، لا تستحقين

ثم و على عكس ما تعود الجميع أن يروها تنفجر بعاصفة من الضحك ، هذه المرة انفجرت بعاصفة من البكاء.
- فرح ، نادتها ليلى و هي تنظر إليها بذهول

في الثانية التالية كانت تضمها بقوة إليها تحاول أن تطفئ شهقاتها بهمساتها الحانية :
- أيعقل أنك تخفين كل هذا بداخلك يا حبيبتي
اش ، اش ، لا تبكي و إلا سأبكي معك
و أنا لست متأكدة إن كانت المرأة استخدمت كحلا مقاوما للدموع أم لا

و كالعادة في هذه المواقف ، اختلطت الضحكات بالشهقات.

يا لهذه الدنيا ! كلما ظنت أنها فهمت شخصا ما يثبت لها الزمن أن لا أحد يفهم الخلق فعلا غير الخالق.

نغم الغروب 16-11-17 01:20 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 

- ليلى ، ارتفع صوت أمها و ارتفعت معه كفا أختها تمسح بسرعة دموعها و آثارها على خديها فهي تعرف تماما ما ينتظرها لو علمت السيدة جميلة أن هناك من سولت له نفسه أن يبكي يوم الزفاف.
دخلت أمها و أنظارها مركزة على وجه العروس :
- بسم الله ما شاء الله ، ابتسمي يا بنت ، نعم هكذا ، هيا حبيبتي اتبعيني عريسك ينتظرك في سيارته
- و أنتم يا أمي؟
- نحن سنلحقك فورا ، لا تقلقي
- أمي أرجوك لا تتأخروا ، أفراد عائلته سيكونون هناك ، لا أريد أن أكون الغريبة الوحيدة التي بينهم

نظرت لها أمها تلك النظرة التي لا أحد في العالم يجيدها أكثر منها :
- ليلى أنت ستكونين مع زوجك ، ستكونين في بيتك و هم من سيكونون ضيوفا عليك و الآن تحركي فالرجال يكرهون أن ينتظروا.

قليل من الانتظار لن يضره ، بالعكس الانتظار مفيد لتهدئة البال و ضبط معدل الضغط . هذا ما تعلمته من سنواتها الحلوة مع المواصلات العامة.
……………………………………………………………………………………

كان بصدد تفقد الوقت للمرة الخامسة حين سمع طرقة خفيفة على النافذة ، بعدها مباشرة رأى أخاها الأصغر يفتح الباب و هو يقول له بابتسامة في شفتيه و عينيه :
- ألف مبروك يا عريس
تنحى بعدها جانبا لتظهر هي وراءه بفستان عسلي ، الحمد لله أنها لم تختر اللون الأبيض .
- تفضلي يا عروسة ، خاطبها أخوها و هو يمسك يدها بلطف
راقبها تجلس و تسوي فستانها ثم تهمس لأخيها بشيء ما ، رآه يبتعد ليغلق الباب ثم يتراجع في آخر لحظة ليرفع عينيه إليه في اعتذار و هو يقول :
- شيء أخير فقط ، قالها و هو يرفع الخمار عن وجه شقيقته
أليس هكذا أفضل يا عروسة

ثم أغلق الباب و ابتسامته تنتقل إلى ركن شفتيه.
يا لشقيقها و حركاته !
شعرت بخديها يتوهجان تحت نظراته.
انتظرت دون جدوى أن ينطلق لكنه لم يبدو أنه ينوي ذلك.
كان عليها أن تتكلم الآن و إلا ازداد الموقف غرابة
التفتت له ببطء و باعدت بين شفتيها لكن الصوت توقف في حلقها و عيناه بنظراتهما الغريبة تجبران عينيها على تكلم لغة أصعب بكثير من تلك التي تجيدها الشفاه.
لم تفهم ما رأته داخل عينيه و لا تعرف إن كان هو فهم ما قالته له نظراتها
لكنها فهمت ، و هو يحدق داخل عينيها و هي تُسَلِّم قياد نظراتها إليه ، أن الأبد قد يتلخص في ثانية و أن ثانية قد تبدو كأبد.
- هل أنت جاهزة ؟ سألها أخيرا بصوت غريب كنظراته.
أومأت برأسها دون كلام .
رأته يمد يده إليها بعلبة صغيرة ، تناولتها منه في صمت ، فتحتها و أخرجت الخاتم دون أن تهتم بتأمُّله.
- اسمحي لي ، قالها و هو يأخذ الخاتم من بين أصابعها و يحضن كفها بيده الأخرى.

أسدلت جفنيها و هي تنظر إلى أصابعه تشبك إصبعها بقيده بينما لمساته البطيئة المتمهلة تخبرها أن هناك أشياء أخرى بداخلها يتم أسرها في الوقت ذاته .
بلطف سارعت إلى سحب راحتها من كفه و هي ترفض أن تترك نفسها فريسة لأوهام أخرى بسعادة ستخطئ كالعادة الطريق إليها.

تمالك نفسه أخيرا و استطاع أن يتذكر أن من المفروض أن ينطلق بالسيارة لا أن يظل جالسا فيها.
جالسا يحدق في المرأة التي تحتل الكرسي المجاور و التي منذ هذه الليلة ستحتل جزءًا من حياته.
اختلس نظرات أخرى إليها و هو يتذكر ملمس كفها الباردة في يده.
لا يدري لماذا تَذكّر فورا المثل الفرنسي الذي يقول الأيدي الباردة يكون معها قلب دافئ .
لماذا تَذكّره معها هي بالذات ، مع أنه أمضى نصف عمره يصافح الأيدي الباردة .
تَذكّره و وجد نفسه يتساءل رغما عنه كيف هو قلبها يا ترى ؟
ضغطت قدمه بشدة أكبر يريد أن يسرع ، يصل إلى منزله و واقعه و لا يدع فرصة لتلك الأفكار لأن تلاحقه و تلحقه .
ماذا يهمه من قلبها ؟
ماذا يهمه من قلبه ؟
ما دخل القلوب في الموضوع ؟
قلبه شخصيا مات بموت كاميليا.


نغم الغروب 16-11-17 02:58 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
أوقف السيارة أخيرا ، خرج و اتجه إلى الناحية الأخرى ليفتح لها و لكنها سبقته و نزلت دون مساعدة ،أغلق الباب خلفها و قال لها بهدوء :
- تفضلي

لا يدري لماذا يخاطبها بتلك الطريقة ، لماذا لا يستطيع أن يتجاهلها كما كان يفعل من قبل
هل هي تلك الهالة التي تشع من كل عروس ؟ ذلك المزيج من الرهبة و التبجيل الذي يشعر به و هو يتأملها بثوب زفافها ؟
أكيد.

نظر إليها من الأعلى و هي تسير بجانبه ، حتى و هي بالكعب العالي بالكاد تجاوز رأسها حدود كتفه بقليل.
يجب عليه أن ينحني قليلا إذا أراد تقبيلها.
تقبل من يا أخ ؟ نهر نفسه و هو يسرع الخطى ليتقدمها و يفتح لها باب قاعة الاستقبال حيث ينتظر الحضور.

شعرت بيده تستقر على خصرها و رغما عنها ارتجفت
ارتجافة استجاب لها بضغطة خفيفة على نفس الموضع.
هل هذه الحركة عادية في مجتمعهم ، هل يجب عليها أن لا تقرأ ما بين السطور
هل يجب عليها أن تتجاهل ذلك الدفء الذي انبعث من راحته ليتسلل غير مباليا بطبقات الأقمشة التي تفصله عن بشرتها.
لم يُعلِّمها أحد كيف توقف هذا الدفء عند حده ، كيف تمنعه أن يحيط و يحاوط قلبها ، كيف يذيب كل الحواجز التي تقف في طريقه ، كيف يؤثر فيها إلى درجة أن عينيها دمعتا دون أن تشعر.
- ليلى ، انحنى عليها ، صوته في دفئ أنفاسه التي داعبت خدها ، هل تحتاجين لحظة قبل أن ندخل ؟

هزت رأسها و هي تسدل جفنيها قليلا لتغلق الطريق أمام الدموع ، لا دموع أخرى
يكفي ما ذرفته إلى حد الآن
لا دموع و لا توقعات ، رفعت رأسها إلى الأعلى و انسلت من قبضة يده على خصرها و هي تتقدمه بخطواتها إلى عالمه الذي سيظل منفصلا عن عالمها.

نغم الغروب 16-11-17 03:11 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
كان الحفل ظريفا على عكس ما توقع
و تلك الشركة المتعهدة التي اختارتها أخته كانت جيدة بالفعل
بضعة أناشيد هادئة ، بضعة لمسات هنا و هناك نجحت في تجسيد جوّهم الشرقي بأصالته و بساطته .
و حتى ذلك الرجل الذي أحيى الحفل استطاع بروحه و نكاته أن يمتص شحنات التوتر التي كانت تدور بينهم .
حتى هي ابتسمت .
رغم أنها كانت في مزاج أبعد ما يكون عن الابتسام
عرف ذلك من طبقها الذي تسلت بمشاهدته قليلا ثم أبعدته دون أن تمسه.
أخيرا أخذهم الرجل ليسلموا على المدعوين .
تبعتهما و هي تحاول أن تجاري خطواتهما دون أن تقع.
بدآ طبعا بالطاولة التي تشغلها أمه و أختاه و خالته و ابنتها.
- دون تقبيل يا عروسة ، قالت لها حماتها و هي تبتعد بوجهها عنها ، لا تريدين أن تفسدي زينتك أليس كذلك
لم تتخيل يوما أن كلمة عروسة تصلح لتكون سبة إلا بعد أن نطقتها حماتها بتلك الطريقة.
تحملي أمرت نفسها و هي تتلقى ضربة أخرى تحت الحزام حين انشغلت ابنة خالته بتأمل أظافرها متجاهلة يدها التي مدتها إليها مصافحة.
- شاهيندا ، سمعت صوته باردا بجانبها
- آه ، اسفة ، قالت و هي ترمش بعينيها ، لم ألاحظك

ستتعلمين كيف تلاحظنني يا حبيبتي لكن ليس الآن ، ليس الآن

راقبها بعد ذلك مع أفراد عائلتها و هم يحيطونها يشكلون جدارا حاميا لها من البرود و التجاهل الذي قابلها به معظم أفراد عائلته هو.
راقبها توزع ابتساماتها على من حولها ، ابتسامات تبدو غير مصطنعة رغم أنه متأكد مما يخفيه قلبها
راقب الحب الكبير الذي يحمله لها كل أفراد أسرتها
شاهده في الطريقة التي احتضن بها شقيقها الأكبر وجهها بين كفيه و هو يطبع قبلة طويلة على جبينها
شاهده في الحماس الذي يتسابق به أبناء أختها لطبع القبلات على وجنتيها
شاهده في الدموع التي رافقت دعوات والدتها لها و في الرجاء الصامت الذي نطقت به عينا والدها.
شاهده في التفاتاتهم إليها حتى ابتلع الظلام ملامحهم.
و أخيرا ظلا لوحدهما
لا أحد سواهما في كل هذا البيت
حتى ابنته رافقت جديها بناءًا على رغبة والده.
رآها تستند على حافة النافذة تودع بعينيها و أفكارها آخر الخارجين.
ثم التفتت إليه و ابتسمت .
و في تلك اللحظة ضاع المنطق و ضاعت الخطط و لم يتبق سوى الحقيقة الواضحة أمامه : هو رجل و هي امرأة ، هو حِلٌّ لها و هي حِلٌّ له
الحقيقة التي أحسها بجسده و هو يتقدم منها و يقول لها بصوت جاء خشنا رغما عنه :
- ليلى

الحقيقة التي لم تعد حقيقة حين تراجعت و هي تكلمه برسمية :
- تصبح على خير و شكرا على كل شيء.

لا يدري إن كان أجابها أم لا
و لا يدري إن كانت استطاعت قراءة ما أراده منها في لحظة الجنون تلك.
جنون لن يتكرر بالتأكيد لأنه لا يريد أن يدمر ما تبقى منها.
كلها كم شهر ، خاطب نفسه بصوت خافت
شهور ستمضي كما مضت غيرها
ربما ليس تماما لكنها ستمضي.

ام الدره 17-11-17 01:04 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اووووه ان شاء الله تتلاقى الارواح وتجد ليلى الحب الذي تبحث عنه
في انتظار الاحداث القاذمه وما تخبئه كاتبتنا العزيزه

دنيتي احزان 17-11-17 02:50 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تخبل الروايه تصوير دقيق بس مع الاسف بارت قصير 😓

المتوكله 17-11-17 05:11 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ماشاء الله تبارك الله ،، بارت يستاهل الانتظار تفاعلت مع ليلى وصلتني احاسيها 🙂
متشوقه لليومياتهم وخصوصا لليلى وحماتها😉
ياليت ماتطولين علينا عزيزتي الغاليه 😙

نغم الغروب 19-11-17 12:44 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الدره (المشاركة 3693050)
اووووه ان شاء الله تتلاقى الارواح وتجد ليلى الحب الذي تبحث عنه
في انتظار الاحداث القاذمه وما تخبئه كاتبتنا العزيزه


متشكره على مرورك الجميل يا حبيبتي
بس عاوزه أصارحك إني مش بخبي حاجه
أنا لو أعرف كنت أقول على طول
الروايه بجد مخبيه نفسها عني أنا كمان
فأنا بنتظر زيي زيكوا
دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 19-11-17 12:47 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دنيتي احزان (المشاركة 3693053)
تخبل الروايه تصوير دقيق بس مع الاسف بارت قصير 😓

متشكره يا حبيبتي
هي من ناحية تخبل فهي تخبل و العبد لله مثال حي على الكلام ده
بس بجد البارت قصير ؟ لا و الله ؟
أرجوكي قولي لأ

نغم الغروب 19-11-17 12:54 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتوكله (المشاركة 3693065)
ماشاء الله تبارك الله ،، بارت يستاهل الانتظار تفاعلت مع ليلى وصلتني احاسيها 🙂
متشوقه لليومياتهم وخصوصا لليلى وحماتها😉
ياليت ماتطولين علينا عزيزتي الغاليه 😙

اهلا بيكي حبيبتي مره تانيه
و الحمد لله انو الاحاسيس وصلتك ده أنا طلع عيني بجد و أنا بدلفرها
بالنسبه للمواعيد فانا بتمنى ما اتأخرش عليكو اصل انتو كمان بتوحشوني
بس ظروف و تتحكم فينا

نغم الغروب 19-11-17 01:22 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
كلمتين عاوزه أقولهم كده على جنب
أنا يا حضرات ماقدرش أخش عالمنتدى كتير
انتو عارفين النت بيروح و بييجي
ما تسألونيش بئه بيروح على فين و بييجي منين اصلي ما بحبش أخوض في أعراض
المهم حبيت أقول إن في صعوبات بتقابلني و أنا بكتب
احب اقلكوا كمان اني مش مصابه بجنون العظمه فأنا مش من النوع الي بيقول أنا لا قبلي و لا بعدي ، بالعكس
أنا ساعات مثلا بقرى الي كتبتو فبحس انو مش بطال ، ساعات تانيه بئه و ده الأغلب بحس ان الي بكتبه ده هاجه عبيطه و لعب عيال و بقول لنفسي قومي روحي يابنت و شفيلك شغلانه تانيه أحسنلك
أكيد انتو لاحظتو من خلال كتاباتي اني بني آدمه مزاجيه و اذا كنتو ما لاحظتوش فأنا بعترفلكوا : ايوه انا مزاجيه جدا و مش بس كده ، انا مزاجي راكب مرجيحه ، على طول بيتمرجح فمره فوق و مرات تحت

الحاجه الي تخليه يتظبط شويه هي التفاعل بتاعكو
من خلال التعليقات أنا بفهم هل أنا لسه على الطريق الصح و لا اتزحلقت و خرجت بره السكه
و ما تقولوليش ارجوكو خلي عندك ثقه بنفسك
انا رصيدي من الثقه بالنفس خلص من زمان
فشوفولنا حل في الموضوع ده
تفاعلكو معايا يديني أفكار
ما فيش تفاعل ما فيش أفكار
هي هتيجي ، بس في المواصلات
فلو عايزينها اكسبرس محتاجه زقه
يلا كفايه عليكو كده النهارده
دمتم في حفظ الله و رعايته

inay 21-11-17 09:36 PM

سلام عليكم
رد على السريع لاني في فترة امتحانات
شكرا على البارت و على التزامك معنا .. و تاكدي اننا سندعمك حتى ترسي بروايتك على بر النهاية
ساعود لاعلق على الاحداث حين يسمح وقتي
ننتظر البارت القادم على ناار دمتي بود

نغم الغروب 24-11-17 09:37 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام و رحمة الله
متشكرة يا حبيبتي Inay على ردك بالرغم إنك في فترة امتحانات
ربنا يوفقك يا رب و أشوفك تاني في ردود حلوه زيك

bluemay 24-11-17 11:44 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


* تم التعديل * عزيزتي نغم .

أكملي في الموضوع الذي وضعتلك رابطه

في موضوعك اللي نزلتيه في منتدى الاتصال بالادارة

نغم الغروب 04-12-17 05:05 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عيكم
يا رب أشوفكم دايما لا فاقدين و لا مفقودين
آمين يا رب

نغم الغروب 04-12-17 05:06 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الثالث عشر



شهران كاملان مضيا .
شهران لم تتعود فيهما على وضعها الجديد القديم :
زوجة بدون صلاحيات.
شهران كرهت فيهما أغلب الأيام و لكن أكثر يوم كرهته هو هذا اليوم :يوم آخر الأسبوع
كل مساء من نفس اليوم يذهب هو و ابنته إلى بيت والديه و يقترح عليها أن يأخذها إلى بيت أهلها إن شاءت.
فعلى ما يبدو هكذا يتصرف أولاد الأكابر : يقضي الرجل منهم سهرة آخر الأسبوع مع عائلته و يرسل زوجته تقضيها مع عائلتها.
أم ربما يتصرفون هكذا فقط مع من كان مثلها..
ضمت ركبتيها أكثر إليها و أسندت ذقنها إليهما ، تحاول أن تؤنس نفسها بنفسها في هذا البيت الفارغ .
الفارغ من الجميع إلا منها.
حتى الخدم غادروا ، حتى البواب غادر
كل منهم غادر إلى المكان الذي ينتمي إليه
و هي لا مكان و لا أحد تنتمي إليه.
للمرة الثانية تترك اسم أبيها لتحمل اسم رجل لا تنتمي إليه.
لا بأس سيَمُرُّ كل مُّرّ.
معنوياتها تتحطم كل يوم أكثر و قلبها يغرق في مرارته أكثر لكن لا بأس
لقد كونت مناعة
أصبحت مُحَصّنة ضد خيبات الأمل.
بالطبع قلبها دائما يقول لها العكس
دائما يوهمها بوجود العدم
لكنها لن تتأثر ،
لأنها أصبحت أقوى ، نعم بالتأكيد أقوى بكثير من المخلوقة التي كانتها قبل و أثناء زواجها الأول.
سامحك الله يا وليد ، قالتها و هي تتنهد بعمق .
و رغما عنها دمعت عيناها ككل مرة تتذكره فيها .
هي لا تستطيع أن تكرهه و لا تريد أن تكرهه .
حطم حياتها لا تستطيع أن تنكر لكنها لا تستطيع كرهه
بالعكس إلى الآن قلبها يتقطع من أجله
هو كان رجلا معها ، على الأقل في آخر الأمر، رفض تضحيتها و حتى عندما رفضت الطلاق قام بتطليقها.
طلقها و هو يعرف تماما ما ينتظره .
لأنه مقابل إثبات عذريتها كان عليها التجريح في رجولته.
في مجتمعٍ الذُّكورة هي الرُّجولة الوحيدة التي يعترف بها .
أغمضت عينيها بألم و هي تتذكر كيف مرت عليها الأشهر الأولى بعد طلاقها
اضطرت حينها لأن تخبر أمها و ترجّتها أن تكتم الأمر و السيدة جميلة طبعا لم تُقَصِّر : كتمت الأمر عن الجميع ما عدا نساء عائلتها و عائلة زوجها و بعض الجارات المقربات و كل من يهمه أن يعرف أن ابنتها لا زالت بكرا.
لكن ما عدا ذلك كتمت الموضوع و لم تنشره في الجرائد.

نغم الغروب 04-12-17 05:08 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
انعزلت حينذاك عن الجميع .
انعزلت و تقوقعت .
انعزلت حتى عن شقيقاتها المتزوجات .
كانت ترى بعيني خيالها كل واحدة فيهن و هي تعود إلى بيتها ، ترتمي في أحضان زوجها و تاج رأسها ، تُقبّله و هي تحمد الله أن سبعها الغالي يجيد ما يفعله ليس مثل المسكين الذي وقعت فيه أختها .
حينها أصبحت تراه أو تتوهم أنها تراه ، كلاهما واحد
ذلك الاتهام في نظرات الجميع :
هذه هي المرأة التي عجز زوجها أن يكون رجلا
هذه هي المرأة التي عجزت أن توقظ رجولة زوجها
لذلك انعزلت و زاد انعزالها ،
لأنها لم تكن تريد ذلك النوع من الشفقة ،
لم تكن تريد تعاطفا يشعرها بالنقص.
لكن في ذلك الوقت كانت كاميليا موجودة
كانت هي الوحيدة التي ساندتها حقا
الوحيدة التي ساندتها قولا و فعلا
- هل تعرفين كيف نواجه خيباتنا في الحياة يا ليلى ؟
- أنا آخر واحدة تُسْأل عن هذا
- نواجه الفشل في شيء ما بأن نصنع نجاحا في شيء آخر
- الكلام سهل يا كاميليا
- أعلم ذلك يا حبيبتي ، أعلم أن النسيان و المضي صعب
لكن الاستسلام للحزن أصعب يا ليلى
و أنا سأقف بجانبك

و وقفت بجانبها.
هل كانت لتقف بجانبها في ذلك الوقت يا ترى لو خمّنت أي نجاح تفكر فيه الآن و تود أن تغطي به فشلها السابق.
فشلها مع وليد.
منذ البداية ، حتى قبل الزواج عرفت أن هناك مشكلة.
مشكلته أنه كان ابن ناس
ابن ناس أكثر من اللازم
بعد كل صفة يجب أن تضيف كلمة جدا
مهذب جدا ، مراع جدا ، طيب جدا
و هي لم تكن تريد هذه الجدا في كل شيء
كانت تريد بعضا من صفات أخرى ،
بعض الجرأة ، بعض النظرات ، بعض الحركات التي يجيدها الرجال الآخرين
غمزة هنا ، نكتة هناك
و لكن لا شيء من كل هذا مع وليد
لذلك شكت في وجود مشكلة
و يوم كتب كتابهما تأكدت من شكها
لم تكن هناك تلك النظرة التي تنتظرها كل أنثى
تلك النظرة التي رأتها في عيون كل عريس مشتاق
تلك النظرة التي تتوعدها بأحلى عذاب حالما يغلق باب عليهما لوحدهما.
لم يكن هناك أي شيء.
كل ما قاله هو " مبروك يا عروسة "
قالها بتهذيب كأنه يهنئ زوجة رجل آخر.
شعرت به بعيدا جدا عنها ، مربوطا إلى كرسيه بنداء الواجب لا بنداء الشوق
ابتسمت و هي تتذكر نصائح أختها منى قبل أن تتركهما بمفردهما
- لا قُبل ، فهمت يا ليلى أو يأخذ عنك فكرة سيئة
أنت تعرفين الرجال و شكوكهم التي لا تنتهي
فقط لمسة يد يا ليلى ، لمسة يد سريعة لا أكثر


نغم الغروب 04-12-17 05:09 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ابتسمت ثانية بسخرية مُرّة و هي تتأسف على نصائح أختها التي ذهبت دون جدوى.
فكل ما فعله وليد في تلك الدقائق كان نزهة لنظراته بين حذائه و حذائها
حتى أنها فكرت أن من الأنسب أن ينسحبا هي و هو و يتركا زَوْجَيْ الأحذية على راحتهما .
و منذ ذلك اليوم توالت الخيبات
رحلت بها ذكرياتها إلى ليلة زفافها
تذكرت كيف جلس وليد كأنه ينتظر حكما بالشنق
شرقت بدموعها و هي تتصور شعوره في تلك اللحظة
المسكين ربما هو ضحية أكثر منها
في تلك الليلة ، عندما دخلا أخيرا إلى غرفتهما تذكر جيدا أنها لم تكن تشعر بالخجل
كانت تشعر بالغرابة
لم تستطع حينها أن تكذب على نفسها أكثر ، لم تكن هناك أي جاذبية ، أي إحساس
كل ما أرادته هو أن ينتهي كل شيء و تخلص
بلطف ليس بعده لطف عرض عليها وليد أن تدخل الحمام قبله ، استحمت بسرعة و خرجت بقميص نومها القطني كأن قلبها كان يعرف.
دخل هو بعدها و لم يخرج
على الأقل ليس و هي مستيقظة
انتظرته طويلا و شعورها بالغرابة يزداد و يزداد
ثم أطفأت النور الذي بجوارها و هي تقول أحسن.
و نامت نوما مقطعا حتى شعرت به يوقظها للصلاة.
لم تعرف أصلا هل نام بجانبها أم قضى ليلته في الحمام
و هكذا مرت تلك الليلة
و تكرر الموقف و تكرر لكن كل مرة بشكل مختلف
مرة يخرج و لا يعود ، مرة يصاب فجأة بصداع شديد ، مرة أخرى هناك مباراة القرن ، مباراة لا تنتهي إلا بعد أن يغلبها النوم
و أخيرا بعد نحو أسبوع دخل عليها و هي مازالت مستيقظة ، جلس بجانبها على الفراش و هي تشعر أن ما يفصلها عنه ليس فقط مجرد سنتيمترات من القماش لكن مجرّات و سنوات ضوئية.
- ليلى ، ناداها بصوت خافت

التفتت له ببطء لتجده يرتجف بشدة
بتلقائية وضعت يدها على جبينه لتفاجأ به يبتعد عنها كأنها صعقته
- أنا آسفة ، همست و هي تعيد يدها الخائبة إلى حجرها
- أنا من هو آسف يا ليلى

ثم بكلمات متعثرة اعترف لها بكل شيء
و منذ تلك اللحظة ألغت رغباتها و الكثير من توقعاتها
و كرست نفسها و جهدها لتجعله يتناسى عجزه ، يتجاوزه و يعيش ليقاومه

نغم الغروب 04-12-17 05:10 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لكنها و هي تفعل هذا عرفت أنها لن تستطيع أن تكون بعد ذلك زوجته ، أبدا
لم تعد تشعر نحوه كما يجب أن تشعر الأنثى مع رجلها
بدل ذلك وجدت نفسها تشعر تجاهه كما تشعر أي أم نحو طفلها المريض : مزيج من الحزن و الشعور بالذنب مع أمل بفرج من عند الله قد يحمله الغد.
و رغم تحول مشاعرها إلا أنها سمعت كلام حماتها و هي تدفعها دفعا إلى أن تقرأ عن تلك الأشياء
و قرأت و قرأت لكن بالطبع كما كثير من المواد التي درستها عبثا أثناء سنوات دراستها ظل كل ما تعلمته عما يفعله الناس بعد الزواج نظريا ، لم تطبق أبدا ما قرأت عنه
كل ما حصل هو أن أفكارها اتسخت و لم تعد كما كانت
هذه ليس معلومات للمتزوجين ، كانت تتمتم لنفسها و هي تقرأ
هذه سفالة و قلة أدب.
و الآن لا تستطيع أن تنكر أن هناك جزءًا منها ، جزءًا بسيطا يتوق إلى تطبيق ما تعلمته حينها.
و لكن أليس لها بعض العذر ؟
بعد كل ما تعرضت له أثناء زواجها من وليد
بعد أن أكلت تلك الأشهر الستة كل ثقة لها في أنوثتها
خاصة و هي تشعر الآن برغبته هو فيها
تشعر بها و تراها بوضوح
في نظراته التي تتبعها و تلاحقها كلما دخلت مجال رؤيته
في تصلب ظهره و كتفيه حين يسمع صوتها خلفه
في الطريقة التي يتجمد بها و يبتلع ريقه بصعوبة كلما تقابلا فجأة أثناء صعوده و نزولها أو لحظة خروجه و دخولها.
تشعر برغبته و تشعر بمقاومته لها
و تستمتع بمقاومته لها
و تحترمه أكثر لمقاومته لها
و تُحِبُّه أكثر لمقاومته لها
لأنها تعرف أنه يقاوم من أجلها
لأنه يعرف كما تعرف أنها ستكون الخاسرة الوحيدة في النهاية
………………………………………………………………………
…………………………………………
………………….

نغم الغروب 04-12-17 05:13 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
نظر إلى النافذة ليجدها مطفأة على غير العادة.
طيلة الأشهر الثلاث الماضية ، لاحظ أن مصباح غرفتها يظل مُضاءًا حتى يعود هو إلى البيت .
في المرة الأولى و الثانية ظن أنها مجرد صدفة لكن حين تكرر الأمر في كل مرة يتأخر فيها خارجا عن موعد رجوعه تأكد أنها تظل ساهرة من أجله.
احتار في معرفة قصدها من هذا التصرف ، لأنه ما عداه لم يلاحظ أنها تحاول معه بأي طريقة كانت.
بالعكس
دائما ما يشعر بها تبتعد أكثر مما تقترب
في الواقع لم تكن تقترب على الإطلاق.
حتى وجبات العشاء التي تناولتها معه على نفس المائدة يستطيع أن يعدها على أصابع اليد الواحدة.
و حتى في كل مرة من تلك المرات لم تكن تقوم بتلك الحركات التي تجيدها النساء
تلك الألعاب بالعينين و الشفتين
ألعاب قديمة لكن تأثيرها متجدد كأن الرجال لم يتعلموا شيئا ممن سبقوهم
و لكن لا ينكر أنها حتى و هي هادئة تثير اهتمامه ،
حتى و هي تحاول أن تكون خَفِيَّة لا يستطيع أن يرفع عينيه عنها
لذلك لم يلح عليها حين فضلت أن تتعشى لوحدها.
أغلق باب السيارة بقوة و هو يقنع نفسه بأنه قريبا سينتهي كل شيء.
ثلاثة أشهر أو أربعة على أقصى تقدير و ينتهي كل شيء.
ضميره لن يستطيع أن يتحمل أكثر ، جسده بالتأكيد لن يستطيع أن يتحمل أكثر.
و ما إن يطلقها حتى يتزوج بفتاة يكون مقتنعا بها بشكل تام و كامل.
هو قد بدأ بالفعل في التفكير في الاختيارات المطروحة أمامه.
و الأرجح أنه سيستقر على تلك الفتاة التي انضمت للعمل لديهم في الشركة مؤخرا.
فتاة ظريفة بالفعل : ملتزمة ، مجتهدة ، ذكية ، تعمل في نفس مجاله ، شخصيتها قوية ليست مهزوزة مثل التي معه الآن.
بالفعل هي أنسب خيار و لو لم يكن قد انغمس في هذه الورطة حتى عنقه لكان تزوجها منذ الغد.
فتاة جميلة و اسمها جميل كذلك ، المشكلة الوحيدة أنه لا يتذكره ، هو على طرف لسانه و لكنه لا يستطيع أن يتذكره.
تنهد و هو يعترف لنفسه أنه لا يستطيع أن يتذكر أشياء أخرى كثيرة تتعلق بها.
لا يستطيع أن يتذكر مثلا الطريقة التي تنظر بها إليه من فوق كتفها حين تشعر بنظراته تحط على ظهرها كأن هناك خيطا خفيا يجذبها إليه.
لا يستطيع أن يتذكر لون عينيها كلما التقت عينيه في تلك النظرة التي تحمل الشيء و ضده في الوقت ذاته.
رفع عينيه مرة أخرى إلى النافذة المظلمة قبل أن يفتح الباب و يجد نفسه في قاعة الاستقبال ، أضاء النورُ تلقائيا بمجرد أن خطى إلى الداخل .
- و الله فيك الخير ، قالها بمرارة و هو ينظر إلى النَّجَفَة ، الكل نيام و أنت الوحيدة التي سهرت من أجلي

رمى حقيبته بإهمال على أول مقعد يقابله ثم استلقى على الأريكة و هو يتوسد ذراعيه و عيناه تسافران في أرجاء الغرفة ما بين ماض و حاضر.
يكاد يرى طيف كاميليا و هي تخطو نحوه ، و هي تقف بجانب المدفأة و هي تلتفت استجابة لندائه بابتسامة رقيقة على شفتيها و ذلك الحزن في نظراتها ،
ذلك الحزن الذي لم يقدر أبدا على محوه ، لا من عينيها و لا من قلبها.
يكاد يراها تتجول بتنانيرها
كانت مغرمة جدا بالتنانير و كانت تُقَيِّم أنوثة أي امرأة بعدد التنانير التي يحتويها دولابها.
أماهي فكانت لديها تنانير على كل شكل و لون.
بعضها يأخذ شكل أجراس طويلة
و بعضها الآخر ناعم ينساب كشلال ألوان متدفقة
بعضها ضيق حلزوني يحتوي الجسم و يضغط عليه بلطف فيجعله ينطق بأعذب ألفاظ الأنوثة
بينما البعض الآخر واسع كثيف كستار ثقيل يغطي رقص خطواتها.
بالفعل كاميليا كانت اختصاص تنانير
أما هذه فاختصاص عباءات
عباءات سوداء كلياليه
عباءات أكبر من مقاسها
تخفي معالم جسدها كأن الأنوثة تهمة تهرب منها

نغم الغروب 04-12-17 05:15 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تأفف و هو يحمل حقيبته و يتجه إلى الأعلى
يعرف جيدا كيف ستمر عليه هذه الليلة.
و الليلة لم تخيب ظنه فيها
لم ينم تقريبا إلا قبل الفجر و بعد عودته من المسجد حاول أن ينام لكن الليلة السابقة كانت مازالت مكشرة على أنيابها
أخيرا أجبر نفسه على النهوض ، غير ملابسه و اتجه نحو المكان الوحيد الذي سينسيه ما هو فيه.
نزل السلم و اتجه بخطوات واسعة للقاعة التي خصصها للرياضة.
قطب قليلا بعدم فهم و هو يرى خيال شخص ما ، لتتسع عيناه لا شعوريا و هو يراها واقفة في طرف القاعة ،
يراها كما لم يرها أبدا من قبل ، ترتدي أقل ما يمكنها من ثياب : بنطلونا ضيقا و قصيرا بل قصيرا جدا كاد يشك أنه ينتمي لابنته ، لونه الأسود يتناقض بطريقة لافتة مع بياض بشرتها و يبدو أنها حاولت و لكن دون نجاح يذكر أن تغطي نصف جسدها العلوي بقميص دون أكمام لونه الفيروزي يشع في دعوة واضحة للأنظار أن تحط عليه
لقد جنت الفتاة ، جنت بشكل لا يقبل الشك و إلا كيف تتنقل في البيت بهذه الهيئة
- صباح الخير حياها بصوت ما زال يحمل آثار النعاس
استدارت بسرعة فقابلت عيناها المتفاجئتان صدره العاري ، رفعت وجهها إليه بعدم تصديق لتراه واقفا أمامها طويلا أنيقا كالعادة حتى و هو نصف عار ، ملامحه حادة ، نظراته مغلقة و هو يتأملها بتمعن .
أزعجه الفزع في نظراتها و ردة فعلها المبالغ فيها ، ما الذي كانت تفعله هي و زوجها الأول في غرفة النوم ، يقضيان ليلهما في شبك الأصابع مثلا .
بعض مشاهد سريعة لها في حضن رجل آخر أطارت آخر فكرة عن النوم من عينيه و من كل جسده
بجفاء سألها و هو يرمي منشفته على أقرب كرسي :
- ما الذي تفعلينه هنا في هذا الوقت ؟
قلّبها مرة أخرى بنظره ثم أضاف :
- و هكذا ؟

حينها تذكرت فجأة الملابس التي تضعها فشعرت بحرارة غامرة ترتفع لتصل إلى منبت شعرها
امتدت يدها إلى كومة من القماش الأسود متماهية مع الكرسي الذي كانت فوقه ، حتى بدون النظر عرف أنها عباءة أخرى ، طبعا ، ذلك النوع الذي يغلق بأزرار من الأمام رآها ترتديها بيدين مرتجفتين ثم قالت له بصوت أكثر ارتجافا :
- شعرت بتوعك خفيف ففضلت عدم الذهاب إلى العمل
خفضت عينيها و هي تضيف
- أنا آسفة على إزعاجك ، المفروض أنك ، أن حضرتك كنت ستعود من السفر اليوم مساءًا
- في هذه الحالة إذن من يتوجب عليه الاعتذار هو حضرتي
لكن لا تقلقي في المرة القادمة سأحرص على استئذانك أولا قبل أن أعود إلى بيتي

نظرت إليه بدهشة للحظات قبل أن تبتسم بارتباك و تخفض بصرها إلى الأرض و هي تلاحظ أن نظراته رغما عنه تلكأت أكثر من مرة على منطقة معينة في جسدها.
فتحت فمها تحاول أن تقول شيئا يناسب الموقف لتسمع نفسها تنطق بأغبى شيء يمكن أن يقال :

نغم الغروب 04-12-17 05:16 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- تصبح على خير

احمر خداها أكثر و هي تشاهده يرفع أحد حاجبيه يتأملها بصمت قبل أن يقول :
- يبدو لي أن الشبكة توقفت عندك عند الليلة الماضية

ضحكت ضحكة خافتة تغطي بها حرجها ثم استدارت مغادرة و هي تشعر بلهيب لا يترك شبرا من جسدها إلا و غزاه .
- قهوتي بعد نصف ساعة ، سمعت صوته يأمرها
- حاضر ، قالتها رغما عنها

لا يتصور كم هي ممتنة لأنه شرَّفها أخيرا بمُهِمَّة إحضار قهوته له.
و بالمرة دعني أرجوك أحضر لك وعاء ماء دافئ تضع فيه قدميك و أدلكهما لك بكل تفانٍ ثم أجففهما بملابسي.
فكرت بغضب و هي تتجنب الاصطدام بمقعد للمرة الثانية
ما هذا الذي أنت فيه يا بنت ؟ أنبت نفسها باستنكار
هل هذه أول مرة تشاهدين فيها صدر رجل.
رجل مثله هو ، بالتأكيد.
حتى وليد لم تشاهده بهذه الطريقة سوى حين قضيا أسبوعهما الأول في ذلك الفندق على البحر.
و حتى وقتها و هي ترى لأول مرة رجلا عاري الصدر يعيش معها تحت نفس السقف لم تشعر بشيء كهذا الذي تشعر به الآن .
في الواقع لم تشعر بأي شيء على الإطلاق.
حتى أنها وجدت لديها القبول التام و الكامل لتصديق اتهامات حماتها لها بأنها باردة و لا تشعر ، بأنها لو كانت أنثي حقيقية لاستطاعت أن تحرك "مشاعر" زوجها.
و الآن ها هو الدليل القاطع على بطلان كل تلك الادعاءات
الان هي ليست فقط تشعر ، الآن هي تُحِس بأن هناك يدا أخذت منها كيانها ، عبثت به و بعثرته و نسيت أن تعيده كما كان .
حتى القهوة نسيت كيف تعدها ، سكبت المحتوى ، تنفست بعمق و أعادت المحاولة من جديد.
أخيرا كانت تحمل فنجانه و تتوجه إلى مكتبه.
طرقت الباب مرتين ثم دخلت بعد أن سمح لها صوته .
لم تنظر نحوه ، لم تجرأ ، فقط رددت الجملة البسيطة عدة مرات في سرها قبل أن تقولها :
- قهوتك ، تفضل
ما إن وضعتها بجواره حتى التفتت بسرعة قبل أن يسقط قناعها عن وجهها.
توقفت خلف الباب المغلق و هي تسمح أخيرا لأنفاسها بالخروج عبر شفتيها
ما هذا الذي يحصل لها ؟ سألت نفسها طوال الطريق إلى المطبخ
ما الذي يحصل لها بالضبط ؟ كادت أن تصرخ و هي ترتشف أول رشفة من قهوتها.

نغم الغروب 04-12-17 05:18 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
طرقتان على الباب ، صوته يرتفع بأمر بالدخول و يتكرر نفس المشهد.
تدخل عليه بنفس الخطوات البطيئة ، بنفس التعبير الجامد على وجهها ، بنفس العينين المركزتين على فنجان آخر تحمله في يدها.
تأملها و هي تصل بقربه ، تنحني بجذعها و تشرئب بعنقها.
كل هذا المجهود ، لماذا ، تبع نظراتها ليراها تحط على فنجانه الفارغ.
نظر هو الآخر إليه يحاول أن يكثف ما اللغز المحير الذي يحتويه و الذي سبب تعبير الحيرة ذاك على وجهها.
- أنا آسف ، قال أخيرا و هو مازال يتسلى بمراقبتها ، لم أكن أعلم أنك ترغبين بشرب قهوتك معي

زادت تسليته مع ازدياد ارتباكها و هو يراها تحاول أن تقول شيئا ما مفهوما :
- أنا لم ، أنا فقط كنت..
أقصد أن ذلك الفنجان لم يكن فنجان حضرتك ، القهوة ، القهوة لم تكن قهوة حضرتك

بأسف هز رأسه و هو يقول :
- لا الفنجان فنجاني و لا القهوة قهوتي ، أخبريني من فضلك هل البيت مازال بيتي على الأقل؟

نظرت له برجاء ليرحمها من تهكمه و هي تحاول أن تشرح :
- أقصد أني أخطأت و أحضرت قهوتي ، أنا أشربها سكر زيادة و حضرتك تشربها مضبوط
- و أنت الآن تريدين استرجاع قهوتك ؟
- كلا أتيت فقط لأعيد لحضرتك...

قاطعها رافعا يده بتلك الإشارة المسجلة باسمه :
- لا بأس ، فهمت ، فهمت
و الآن انظري إلي ، إلي أنا ، ليس إلى الفنجان

شاهدها ترفع عينيها إليه ببطء.
للحظات تاهت حروفه و هو يطيل النظر داخل حدقتيها حتى رآها تخفض رأسها أخيرا بخجل و تقطع الاتصال بينهما.
بصوت غريب عليه ، صوت كأنه ليس صوته ، سمع نفسه يقول :
- اسمعيني يا ليلى
أولا : ليس هناك المزيد من حضرتك بعد الآن
ثانيا : أنا أشرب قهوتي مضبوط صحيح ، لكني أستطيع تحمل ملعقة سكر إضافية أو في حالتك أنت ملعقتين ، أليس كذلك ؟
- نعم ، أجابته بخفوت
- و الآن تفضلي ، اجلسي و اشربي قهوتك التي ليست قهوتك قبل أن تبرد أكثر و لا تصبح قهوة أصلا.

سمّت ثم شربت و نظراته المركزة عليها جعلت من المستحيل أن تميز طعم الشيء الذي تشربه
- بسم الله ، ما شاء الله ، سمعته يقول ، فنجان قهوة في نفس واحد ، أُحَيِّيك

رغما عنها ضحكت و رفعت عينيها و هي تسمع صوت ضحكته الهادئة.
لكنها عادت و خفضتهما بسرعة وهي لا تريد أن يرسخ شكل ابتسامته في قلبها ، يكفيها ما نحته حتى الآن داخل وجدانها.
سيكون عليها أن تمضي بضع قرون من عمرها حتى تتمكن من نسيانه

نغم الغروب 04-12-17 05:19 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
طرقتان منظمتان مرتبتان على الباب قطعت عليهما ما كانا فيه.
لا تدري ما هو بالضبط لكنها تمنت لو يدوم أكثر قليلا ، حتى آخر العمر مثلا.
- تفضلي سيدة سناء ، قالها و ملامحه تستعيد برودها
طبعا من سيكون غيرها ، نائبة حماتها ، التي أصبح من مهامها أن تقف لها في رواحها و مجيئها
ركزت في فنجانها الفارغ فهي لا تريد مواجهة نظراتها
نظرات تبدو و كأنها تأمرها بأن تعود للجحر الذي جاءت منه
بعد تحية جوفاء ، مثلها كَقِلّتِها ، قالت برنة تعظيم في صوتها :
- السيد شادي و مدام شاهيندا ينتظران حضرتك في الصالون

وقفت ليلى بسرعة و هي تقول بابتسامة خفيفة :
- أستأذن منك
- تفضلي ، قالها دون تعبير

ارتاحي الآن ، قالتها في سرها و هي ترمي المرأة الأخرى بنظرة جانبية.
هنيئا لك و له بشاهيندا ، كلاكما تستحقانها.
بخطى سريعة كأنها مدفوعة برياح هائجة ، صعدت رأسا إلى غرفتها
أنا لا أغار ، فليشبع بها ، حقا أنا لا أغار
قالتها و هي ترتدي ثياب الخروج
حاولت أن تقنع بها نفسها و هي تتفقد حقيبتها
رددتها و هي تلقي نظرة أخيرة على وجهها في المرآة
ثم نزلت لتجد شا ا ا ديي ، كما ينادينه ، واقفا يتحدث معه
بينما شاهيندا واقفة إلى جوارهما تتأمل ابن خالتها بابتسامة تصلح لتكون إعلانا لمعجون أسنان.
مسكين الرجل ، لو كانت النظرات تأكل لكان بدون وجه في هذه اللحظة.
أرغمت قدميها على التقدم نحوهم و أرغمت شفتيها على تمتمة تحية مفهومة.
نظر إليها ماهر باستفهام بارد بينما نظر إليها الشاب الآخر نظرة غريبة ، كأنها كانت تائهة منه و وجدها صدفة.
أما شاهيندا فلم تحتج أن تبادلها النظر لتعرف كيف تفكر فيها الآن.
أخرجتهما من حسابتهما و هي تقول له بهدوء :
- بعد إذنك ، سأذهب لعملي
- تشعرين بأنك أفضل الآن
- الحمد لله ، قالتها و هي تغصب شفتيها أخيرا علي الابتسام
- ليلى ، ناداها قبل أن تلتفت
شاهيندا تريد التحدث معك قليلا

شاهيندا تريد التحدث معها هي ؟ هل هذا ما سمعته بالفعل ؟
أكد لها حين أضاف :
- فيما يخص جمعية كاميليا الخيرية .

شاهيندا و أعمال خيرية !؟ يجوز ، يجوز
تبعتها بصمت إلى الصالون ، راقبتها ترن الجرس ، تطلب شيئا تشربه ، تتصرف كأن البيت بلا صاحبة
لديها كل الحق
البيت فعلا بلا صاحبة.
بعد أن ترشفت عصيرها قطرة قطرة ، نظرت إليها من الأعلى إلى الأسفل ثم من اليمين إلى اليسار ثم أخيرا قالت لها ببرود :
- تعرفين فتاة تدعى فرح مصطفى عبد الحق ؟

هل تسخر منها أم ما هو قصدها بالضبط ؟

استعارت منها برودها و هي تجيبها :
- يعني ، قرابة من بعيد جدا : شقيقتي من الأم و الأب
- سألتك فقط لأني خشيت أن لا تتذكريها فحسب ما أذكر أنتم ثلاثمائة نفر في أسرة واحدة ، قالتها و هي تنظر لها واحدة من تلك النظرات التي تقول : أقرفكم الله ، ملأتوا البلد
- بسم الله ، ما شاء الله و الله أكبر
اللهم زد و بارك
الحمد لله الحاج مصطفى رجل قوي ، رجل يجيد ما يفعله
و كل الرجال في عائلتي هكذا ، رجال من ظهور رجال

لثوان اختلجت ملامح شاهيندا و اضطربت أنفاسها ثم رفعت رأسها و هي تحاول أن تسيطر على نفسها لكن ليس بالسرعة الكافية.
إذن هذه نقطة ضعفك و ربما موضوعك المفضل أيضا : الرجل الفحل.
- رجال ؟ نعم بالفعل ، لكن يبدو أنهم لا يملؤون العين بما يكفي
لأنكن تتركنهم و تلقين بجثثكن على رجالنا
- احترمي نفسك ، قالتها و هي تقف لتغادر
- تعلمي أنت الاحترام ثم تحدثي عنه و بالمرة حاولي أن تعلميه لأختك المراهقة
- ما دخل فرح بالموضوع ، سألتها و قلبها يُخْفِق في أن يتماسك مثل صوتها

نظرت إليها بشماتة و هي تشاهدها تعاود الجلوس ثم أضافت و هي تضع ساقا على ساق :
- أختك المحترمة هي لعبة أخي الجديدة

bluemay 04-12-17 06:10 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


فصل اكتر من رائع ، لدرجة اني اعدت قراءته اكتر من مرة

ما شاء الله ، شكلك كنت مروقة وانتِ بتكتبي فيه

قطعتي مصاريني من الضحك ، ع تعليقات ليلى

عن جد انها نهفة وحس الدعابة عندها عااالي


والعجبني انه الحيط اتلحلح شوي، ولو ما زلنا في مرحلة الصفر لووول


شاهيندا يا كرهي لها ، التيييييييت الكريهة

جاية تتشمت فيها ، يااا رب اخوها يموت في دبابديبها ويصير جاد في ارتباطه فيها

مشان يجلطهم كلهم هي وخالتها والاعادي .


يسلمو ايديك يا قمر

خليك بهالجو ع طول ، وابدعي واتفنني

كلي شوووق للآتي

تقبلي خالص ودي

سماهر م 05-12-17 12:06 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
انا من النادر ان اعلق
ولاكن جمال كتابتك ارغمني على ان اترك اثر فيها
انتي مبدعة جدا ارجوا ان لاتحرمينا من ابداعك
السلاسة في الكتابة والتناسق ابداع لامنتهي
احببت طريقتك في السرد وطريقتك في الوصف وطريقة كتابتك بشكل عام
لاتطيلي علينا فليس بنا صبر

الخاشعه 05-12-17 11:48 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
جميل ورائع ما تكتبين....هذا بارت المشاعر
توقعة علاقه مميزه بين ليلى وبنت كاميليا..لكن واضح سناء مسيطره على البيت

ليلي سلبيه جدا بعد الزواج مدري من شدة الاحباط اللي هي فيه.....فرح وشادي قصه جديده
الله يعطيك العافيه.نغم حنا في انتظارك

نغم الغروب 05-12-17 08:30 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3693990)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


فصل اكتر من رائع ، لدرجة اني اعدت قراءته اكتر من مرة

ما شاء الله ، شكلك كنت مروقة وانتِ بتكتبي فيه

قطعتي مصاريني من الضحك ، ع تعليقات ليلى

عن جد انها نهفة وحس الدعابة عندها عااالي


والعجبني انه الحيط اتلحلح شوي، ولو ما زلنا في مرحلة الصفر لووول


شاهيندا يا كرهي لها ، التيييييييت الكريهة

جاية تتشمت فيها ، يااا رب اخوها يموت في دبابديبها ويصير جاد في ارتباطه فيها

مشان يجلطهم كلهم هي وخالتها والاعادي .


يسلمو ايديك يا قمر

خليك بهالجو ع طول ، وابدعي واتفنني

كلي شوووق للآتي

تقبلي خالص ودي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حبيبة قلبي انتي
الحمد لله على سلامتك و يا رب نشوفك دايما بألف عافية و خير
الحمد لله انه الفصل عجبك و لو انتي قرأتيه أكتر من مره فأنا قريت ردك يمكن ميت مره
بالنسبه للروقان فكلامك صحيح بش مش كل الفصل
سعيده ان البنت ليلى ضحكتك و لسه فيه كمان كام موقف كده يارب ينولو إعجابك
الحيط آاه منه الحيط بس هو مش هيتلحلح ده هيوقع بس كله في وقته
بالنسبه لشاهيندا فهتكرهيها أكتر و دي أقل حاجه نقدمهالها يعني مش كفايه جميله ، غنيه و اسمها حلو و كمان أخليكو تحبوها ، أبدا
شكرا كمان مرة يا حبيبتي على تشجيعك لي و كلامك الحلو
و هحاول أخلي نفسي في نفس المود
دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 05-12-17 08:37 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماهر م (المشاركة 3694008)
انا من النادر ان اعلق
ولاكن جمال كتابتك ارغمني على ان اترك اثر فيها
انتي مبدعة جدا ارجوا ان لاتحرمينا من ابداعك
السلاسة في الكتابة والتناسق ابداع لامنتهي
احببت طريقتك في السرد وطريقتك في الوصف وطريقة كتابتك بشكل عام
لاتطيلي علينا فليس بنا صبر


انتي الي جميله و ردك ترك أثر جميل في نفسي
أرجو إنك ما تحرمنيش من ردودك في المستقبل
أما بالنسبه للتطويل فدي الحاجه الي بجد مش بإيدي
الوقت ضيق ضيق جدا بجد و ساعات بضطر اني آخد من وقت نومي عشان أعرف أكتب
فأتمنى إنكو تصبرو علي شويه
دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 05-12-17 08:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخاشعه (المشاركة 3694020)
جميل ورائع ما تكتبين....هذا بارت المشاعر
توقعة علاقه مميزه بين ليلى وبنت كاميليا..لكن واضح سناء مسيطره على البيت

ليلي سلبيه جدا بعد الزواج مدري من شدة الاحباط اللي هي فيه.....فرح وشادي قصه جديده
الله يعطيك العافيه.نغم حنا في انتظارك


حبيبتي نورتيني من جديد
بالنسبه للعلاقه بين ليلى و مي فمجوده و كتبتها بس للأسف ما لقيتلهاش مطرح في الفصل ده
و الي كتبته دلوقتي ما كانش ينفع تأجيله للفصل الجاي
بالنسبه لليلى و سلبيتها فأنا أشوف ده رد طبيعي منها
هي عايشه مع إنسان مش ناوي يطول معاها فهتعمل معاه اييه غير انها تخرج من حياتها معاه بأقل ضرر ممكن
فرح و شادي قصه جديده يا رب تعجبكو
ربنا يعافيكي يا رب و متشكره على ذوقك يا قمر

inay 08-12-17 01:24 AM

غروب اي جمال هذا
ما شاء الله تزداد الرواية متعة فصلا بعد اخر
ليلى و ماهر ابدعتي في وصف مشاعر الطرفين
و اشد ما اعجبني تمسكها بموقف متباعد كرد اعتبار ..و الذي جاء بنتيجة مع ماهر فيبدو انه يقع في سحرها شيئا فشيئا ..
ماضي ليلى و تجربتها الاولى ..مؤلم ما مرت به و لعل سلوكها الحالي مع ماهر نتاج ما خلفته تلك التجربة
عندما تشعر المراة بنقص في انوثتها فانها ستنقل ذلك لشريكها حتما .. مع كل الصورة المهزوزة التي رسمها عنها لا ينقصها سوى انتقاص اخر في عمق شخصها و انوثتها .. اتطلع لرؤية معالجتك لهذه النقطة تحديدا
ليلى برايي عليها ان تكسب ابنته كورقة في صالحها بما ان عائلته كلها ضدها و خصوصا امه كنت ذكرت ان تصرفاتها مع ماهر تعجبني لان ماهر بذات لا يصلح ان ترمي نفسها عليه و هو الصياد الذي اعتاد مطاردة فريسته .. لكن في نفس الوقت سلبيتها في ادارة المنزل و تصرفها كضيفة لا كصاحبة بيت لا يخدمها ، حتى و ان كانت ضيفة فعلا فليس على الخدم و خصوصا اهل ماهر ان يعرفو بحقيقة الوضع بينهما

ابنة الخالة شاهيندا و اخوها صاحب النظرات الثاقبة
لا ادري لما اتنبا بمواقف تجمعه مع ليلى تثير غيرة رجل الجليد ماهر

شكرا اختي دمتى بود و دمنا متابعين لك

د ا ن ة 08-12-17 08:12 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ماهذا الإبداع يانغم
قرأت الرواية في يوم .. صاابني احباط عند وصولي لاخر فصل تمنيت انها كاملة ولا انتظر الفصل القادم بنفاذ صبر..لا تتأخرين ارجوك 🙁
فيها من الهدوء الجميل والمشاعر اللي توصل للقلب ..

اعشق اسلوب الرواية اللي توصف لك مشاعرهم بدون كثرة في الحوارات
...
مااحب اعلق على احداث الرواية دائما اقرأ الروايات بصمت ولا احب اقرأ التعليقات ..لان تذكرني انها مجرد كلمات ..وانا دائما اعيش في جو الرواية ...استمري 👍

نغم الغروب 09-12-17 12:03 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inay (المشاركة 3694189)
غروب اي جمال هذا
ما شاء الله تزداد الرواية متعة فصلا بعد اخر
ليلى و ماهر ابدعتي في وصف مشاعر الطرفين
و اشد ما اعجبني تمسكها بموقف متباعد كرد اعتبار ..و الذي جاء بنتيجة مع ماهر فيبدو انه يقع في سحرها شيئا فشيئا ..
ماضي ليلى و تجربتها الاولى ..مؤلم ما مرت به و لعل سلوكها الحالي مع ماهر نتاج ما خلفته تلك التجربة
عندما تشعر المراة بنقص في انوثتها فانها ستنقل ذلك لشريكها حتما .. مع كل الصورة المهزوزة التي رسمها عنها لا ينقصها سوى انتقاص اخر في عمق شخصها و انوثتها .. اتطلع لرؤية معالجتك لهذه النقطة تحديدا
ليلى برايي عليها ان تكسب ابنته كورقة في صالحها بما ان عائلته كلها ضدها و خصوصا امه كنت ذكرت ان تصرفاتها مع ماهر تعجبني لان ماهر بذات لا يصلح ان ترمي نفسها عليه و هو الصياد الذي اعتاد مطاردة فريسته .. لكن في نفس الوقت سلبيتها في ادارة المنزل و تصرفها كضيفة لا كصاحبة بيت لا يخدمها ، حتى و ان كانت ضيفة فعلا فليس على الخدم و خصوصا اهل ماهر ان يعرفو بحقيقة الوضع بينهما

ابنة الخالة شاهيندا و اخوها صاحب النظرات الثاقبة
لا ادري لما اتنبا بمواقف تجمعه مع ليلى تثير غيرة رجل الجليد ماهر

شكرا اختي دمتى بود و دمنا متابعين لك


يا أهلا بيكي يا حبيبتي مره تانيه
أتمنى تكوني تفوقتي في امتحاناتك
سعيده انك بتستمتعي بالروايه زي ما أنا بستمتع بردودكو و تفاعلكو معايا
تعليقا على تعليقك ، أنا بصراحه متفاجئه من توقعاتكم الي تخليني أشك إنه عندكو موهبة قراءة الأفكار
فبالنسبه لسلبية ليلى في إدارة البيت تفسيرها موجود في الفصل الي جاي
فسبحان الله بجد ، في تواصل غريب و جميل بين الكاتب و القراء يا رب يتواصل

دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 09-12-17 12:13 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ا ن ة (المشاركة 3694198)
ماهذا الإبداع يانغم
قرأت الرواية في يوم .. صاابني احباط عند وصولي لاخر فصل تمنيت انها كاملة ولا انتظر الفصل القادم بنفاذ صبر..لا تتأخرين ارجوك 🙁
فيها من الهدوء الجميل والمشاعر اللي توصل للقلب ..

اعشق اسلوب الرواية اللي توصف لك مشاعرهم بدون كثرة في الحوارات
...
مااحب اعلق على احداث الرواية دائما اقرأ الروايات بصمت ولا احب اقرأ التعليقات ..لان تذكرني انها مجرد كلمات ..وانا دائما اعيش في جو الرواية ...استمري 👍

نورتيني يا أحلى دانة
اسمك جميل جدا زي كلامك الي كتبتيه إلا طبعا فيما يخص الإحباط لأني مش هسامح نفسي لو تسببت بمشاعر سلبيه ليكو
فسلامتك من الإحباط و أنا بحاول قد ماأقدر متأخرش عليكو
بالنسبه لعدم حبك للتعليق فأنا فاهماكي كويس ، أنا كمان زيك لأن الروايه بتكون وسيلتي للهروب
لكن بودي أوضح تفصيل صغير بس : أي كاتب هاوي بيحتاج تشجيع لو مش بتعليق فعلى الأقل بضغطة على أيقونة الشكر
ما تتصوروش تفاعلكو بيرفع المعنويات قد ايه
دمت في حفظ الله و رعايته

داليا حسام 09-12-17 07:13 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
رواية حلوة فعلا مختلفه واسلوبها شيق
مواعيد نزولها لوسمحتى

ام الدره 10-12-17 12:47 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
عزيزتي نغم // روايتك رائعه وروحك اروع
تبهرينني ببث روح الدعابه في ردود ليلى رغم شخصيتها الخجوله
وحديث المشاعر التي تدور في رؤوس الابطال
استمري ،، دمت في حفظ الله ورعايته ياااارائعه

نغم الغروب 12-12-17 12:29 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ياه سبع ردود لشابتر واحد
لا يا جماعه كده كتير بصراحه
اسمحولي بقه أروح أرقص رقصة الهنود الحمر و ارجعلكو

نغم الغروب 12-12-17 12:47 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
بسم الله نبدأ
أولا شكرا جدا جدا جدا
أسعدتوني ربنا يسعدكو
ثانيا أنا عاوزه أعتذر منكو لأني اتأخرت عليكو و للأسف هتأخر كمان شويه
ليه بئه : لسببين أولهم إنو اللابتوب لسه جايباه من عند الراجل امبارح بالليل و تانيهم أنا عندي برد ، برد غلس ، ربنا يعافيكو
فأنا النهارده أجازه و بستغل الفرصة عشان أتقدم في الشابتر
فلو الشابتر الجاي ما كانش قد كده ما تلومونيش ، لومو البرد

نغم الغروب 12-12-17 12:52 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داليا حسام (المشاركة 3694292)
رواية حلوة فعلا مختلفه واسلوبها شيق
مواعيد نزولها لوسمحتى

يا أهلا بيكي يا حبيبتي
و شكرا على كلامك الحلو
أما بالنبسبه لمواعيد النزول فلأسف ماأقدرش أحدد
ظروفي أقوى مني و الله
دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 12-12-17 12:55 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الدره (المشاركة 3694337)
عزيزتي نغم // روايتك رائعه وروحك اروع
تبهرينني ببث روح الدعابه في ردود ليلى رغم شخصيتها الخجوله
وحديث المشاعر التي تدور في رؤوس الابطال
استمري ،، دمت في حفظ الله ورعايته ياااارائعه


حبيبتي نورتيني مرة تانيه
انتي الي روحك جميله و الله
سعيدة انو المشاعر وصلتك بوضوح
بالنسبه للاستمرار هستمر إن شاء الله ، هستمر بيكو و بكلامكو الجميل
دمت في حفظ الله و رعايته

د ا ن ة 17-12-17 04:43 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
شنو اسماء رواياتك اللي كتبتيهم قبل
..
نقراهم على بال ما ترحمينا وتنزلين بارت جديد
..
💕💕💕💕

bluemay 17-12-17 05:22 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

يسعد مساكم عزيزاتي

نغم عندها رواية بالمكتملة

وهذا رابطها :

http://www.liilas.com/vb3/t202693.html

قراءة متعة


مع خالص ودي

نغم الغروب 21-12-17 02:25 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم و رحمة الله
الحقيقة الفصل ده جاهز بقاله مده بس أنا ماكانش عندي الجرأة الكافية إني أنشره
مش عشان فيه حاجت عيب لا سمح الله
بس عشان أنا ناقدة صعبه جدا على نفسي
و بصراحة الفصل السابق حسيت كده إني تفوقت فيه على نفسي فما حبيتش أنزل عن المستوى الي كنت فيه
ما حبيتش أظلم لا نفسي و لا القراء و لا الروايه
الفصل ده فضلت أشيل منه حاجات و ألزق فيه حاجات لغاية ما استوى في ايدي
و بصراحة في ظروفي الحاليه ليس في الإمكان أحسن مما كان
آسفه جدا على التأخير و قراءة ممتعه ليكو

نغم الغروب 21-12-17 02:31 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الرابع عشر




كالفأرة ، هكذا تتسلل في كل صباح من يوم الجمعة بينما هو و ابنته نائمان .
تتوجه إلى المطبخ بخُطًى صامتة ، تختار طبقا من الأطباق الكثيرة ، تحرص طبعا أن يكون كبيرا واسعا لتستطيع ملأه من كل شيء.
و عندما تقول كل شيء فهي لا تبالغ
مطبخهم مثل حياتهم يحتوي على كل شيء
كل الأشكال ، كل الأنواع ، كل الألوان
أشياء كثيرة ،
أشياء تعرفها بالاسم و أشياء أخرى لا تعرف حتى كيف تسميها .
تنهدت و مدت يدها تضع نوعا آخر من المربى و بعض العسل ، لم لا ؟
أي شيء حلو ليغطي المرارة التي تشعر بها من كل شيء ، من الجميع و خاصة منه هو.
اصطادت بيضتها المسلوقة من الماء المغلي بحذر و هي تتمنى لو تقدر أن تكسرها على دماغه لعله يتحرك من جموده قليلا.
إذا كانت لا تعجبه فليتجاهلها كما كان يفعل و ليُرِحْها من مزيد من الغرق في أوهامها.
و إذا كانت تعجبه فماذا ينتظر: إِذْنَ السيدة الوالدة الذي لن يأتي أبدا.
هزت رأسها بيأس و هي تتأكد من أنها لم تترك شيئا دون أن تتذوق منه.
يجب أن تملأ معدتها جيدا حتى تستطيع مواجهة قضاء مزيد من الوقت في هذا البيت و في هذه الظروف ، ظروف المعركة بينهم و بينها
بين استفزازهم و بين قوة أعصابها
بدأ الأمر منذ أول مرة قامت فيها بغسل فنجان قهوتها بنفسها ، كانت ما تزال في المطبخ تعيد قطع الخبز التي تبقت منها في المكان الخاص بها حين لاحظت أن الخادمة تناولت نفس الفنجان و أعادت غسله.
فتحت فمها لتقول شيئا مناسبا فليست هي من تخونها الكلمات في هكذا مواقف و لكنها تذكرت أن السُّلَّم لا ينظف أبدا من الأسفل ، هذا ما يقوله و يكرره والدها دائما كلما رأى الاعوجاج في مكان ما .
حرب باردة ، هذا ما تمارسه حماتها الجديدة معها.
حرب سخرت لها جميع الخدم و الحشم و كل من يتطوع للمساعدة
حرب هدفها معلن واضح غير خفي : لن تظلي هنا ، انسي
أنت ضيفة ثقيلة مع عشرات الأسطر تحت الكلمة الأخيرة
فيما عدا ذلك كانت تتكرم عليها و ترد عليها تحيتها حين تتقابلان.
تنظر لها كما ينظرون لها جميعا من الأعلى إلى الأسفل
تتأمل ملابسها بمزيج غريب من الرضى و الاحتقار ثم تقول لها شيئا ما من تحت ضرسها و تتركها
لتذهب و تجتمع بأتباعها .
" الفتاة مازالت تبتسم ، تكاد تتخيلها تقول لهم ، لم تسودوا حياتها بم يكفي ، انطلقوا الآن ماذا تنتظرون "
تأملت طبقها و هي تحاول أن تتناسى أفكارها ثم توجهت كالعادة نحو المكان الوحيد بعد غرفتها الذي لن يزعجها فيه أحد .
المكان الوحيد الذي يتركونها فيه على راحتها.
في طريقها توقفت أمام المدفأة ، وضعت طبقها بجانب صورة كاميليا ، دعت لها بالرحمة ، تجولت بعينيها لمرة أخيرة فيما حولها ثم غادرت قبل أن تزخر القاعة بأصحابها

نغم الغروب 21-12-17 02:33 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
قريبا تدخل تلك المرأة بخطواتها العسكرية
فبناءًا على الأوامر الجديدة صارت تقتطع بعض ساعات من يوم أجازتها و تأتي لتجهز له و ابنته إفطارا متأخرا ،
إفطارا عائليا ليست مدعوة إليه لأن السيدة سناء كانت تحرص أن تضع من كل شيء اثنين : طبقين ، كأسين ، كوبين ، ملعقتين ،
اثنين ، اثنين ، اثنين و أي شخص ثالث عليه أن يفهم الباقي.
كم هم راقون ، حتى في قلة ذوقهم.
و السيدة سناء لا تكتفي بهذا بل تظل واقفة لها كحارس مرمى في ذروة الدوري
تَصُدُّ أي نظرة متسللة ، أي لقاء جانبي و لا تنصرف إلا حين ينصرف هو إلى صلاة الجمعة
بعدها تأتي أمه تأخذ ميْ لتتناول الغذاء عندهم و لا تعيدها إلى البيت إلا قبل مجيئ المُدَرِّسة الخصوصية بقليل و هكذا لا تترك لها أي فرصة للانفراد بالطفلة.
ثم يعود هو بعد صلاة العصر و مباشرة إلى مكتبه و قبل المغرب بقليل يأخذ ابنته و يذهب إلى منزل عائلته.
و يوم السبت تعود نائبة حماتها لتأخذ المشعل من جديد.
نائبة بالفعل ، نائبة من نوائب الدهر .
امرأة معدومة المشاعر و الشخصية ،
تحاول تقليدهم في كل شيء و لم تنجح سوى في أن تصبح جامدة مثلهم رغم أنها لا و لن تنتمي لطبقتهم
لن يقبلوها أبدا بينهم حتى لو قامت بلعق أرضية البيت من أجلهم كل يوم.
تغيظها كثيرا و هي تراها تتنقل بمشيتها الطاووسية و نظراتها المشمئزة.
تستفزها بتلك الطريقة الغبية التي تحرك بها شفتيها حين تتكلم
كأن هناك ملعقة بين أسنانها تخاف أن تسقطها إذا تحدثت بصوت عال و مسموع.
تشعر بالندم و هي تتذكر كيف واجهت أول محاولاتها للتقرب منها .
- نادني ليلى ، طلبت منها بلطف
- سيدة ليلى اسمعيني جيدا ، هنا نحافظ على الألقاب
لأن الألقاب هي جزء لا يتجزأ من قواعد حياتنا هنا ، في هذا البيت
إذن أنت السيدة ليلى و أنا السيدة سناء

السيدة ليلى ، رددت الكلمة و هي تمط شفتيها مثلها ،
سيدة نفسها فقط ، هذا أقصى طموحها.
في أي بيت تعيش فيه دائما ما تكون الكلمة العليا لامرأة أخرى
أمها ، أم وليد و و حاليا أم أربعة و أربعين.

نغم الغروب 21-12-17 02:36 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
وصلت إلى المَشْغَل الخاص بكاميليا و أغلقت الباب خلفها.
لتنعزل عنهم هي و أفكارها و جزء من عبق صاحبة البيت
تشعر به في لمساتها الناعمة التي تركتها في كل ركن ، عند كل زاوية
ربما تتجعد الوجوه يا حبيبتي لكن وجهك سيبقى شابا للأبد .
إنسانة مثلك تستحق أن تخلد في ذاكرة الزمن بهذه الطريقة.
أغمضت عينيها و تنفست بعمق تطرد سمومهم من داخلها
تتذكر بدل ذلك الروح الجميلة التي كانت تعمر هذا المكان
تتذكر لقاءهما الأخير في هذه الغرفة بالذات.
- ضعي كل شيء من يديك يا ليلى ، نحن نستحق أن نرتاح قليلا الآن ، تعبنا كثيرا الأسبوع الفائت
- ماذا تقترحين أن نفعل : نخرج في نزهة على الأقدام مثلا؟
- هل هذه فكرتك عن الراحة ؟ كلا يا حبي دعينا فقط نسترخي حيث نحن
دعينا نستغل الفرصة لنتواصل أكثر مع جانبنا الأنثوي
هيا عزيزتي ابحثي لنا عن تلك الأسئلة في المجلات النسائية

كانتا كثيرا ما تقومان بحل تلك الاختبارات التي تطرحها كل مجلة نسائية تحترم نفسها ،
اختبارات مهمة جدا من نوع : هل أنتِ مأثرة في الآخرين ؟ هل أنتِ شخصية مبدعة ؟ هل أنت شخصية نشيطة.. منظمة ؟
في ذلك اليوم الدافئ منذ سنة تقريبا كانت تقرأ ذلك السؤال على مسامع كاميليا :
- لو لم تكوني امرأة ماذا كنت لتتمني أن تكوني :
أ ـ لوحة جميلة
ب ـ قصيدة خالدة
ج ـ قصة لا تنسى

أغمضت كاميليا عينيها الجميلتين ثم قالت بصوت حالم وملامحها تكتسي برقة غريبة :
- وددت أن أكون شيئا يحتاجه الجميع ، شيئا لا يفرق بين شخص و آخر ، شيئا لا يحزن أحد على فقده و يسعد الكُلّ بقدومه
لو لم أكن امرأة لوددت أن أكون نسمة صيف

صمت ناعم حزين لفهما معا قبل أن تلتفت إليها و تسألها بنفس الرقة :
- وأنت يا ليلى ماذا كنت تتمنين أن تكوني

بشفتين مرتجفتين و عينين فيهما شبح دمعة أجابتها :
- لو لم أكن أنا يا كاميليا لوددت أن أكون أنتِ ، قالتها وأجهشت بالبكاء

تذكرتها و أجهشت أيضا بالبكاء.
ألف رحمة و نور عليك يا حبيبتي ، رددتها من قلبها و هي تجفف دموعها بهدوء.
أحنت رأسها على آلة الخياطة ، سَمَّت ثم بدأت.

نغم الغروب 21-12-17 02:39 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
استقبله صوت رقيق يتغنى بنغم عذب ، نغم يحمل في عذوبته حزنا و يخبئ في حزنه ذكرى
لحنا بعيدا غارقا في طيات ماض قديم
وقف بهدوء في قاعة الاستقبال الرحبة ، يحاول معرفة المنبع الذي يترقرق منه صوتها
كان الأمر صعبا بعض الشيء فقد بدا صداه مراوغا ، يتلاعب به بخفة و مكر ، يتراقص بين جدران الغرفة فيبدو له تارة قادما من المطبخ و في اللحظة التالية يهرب إلى الحديقة الخلفية ثم يختفي تماما ليعود من جديد يدعوه إلى داخل البيت.
أغمض عينيه لحظة قصيرة ثم سمح لحدسه بأن يقوده.
ابتسم حين اكتشف مكانها أخيرا
كان رأسها مجاورا للنجفة ، إحدى يديها مشغولة بحمل منفضة من الريش الملون بينما الأخرى تتشبث بحافة السُّلّم المعدني.
كانت تجمع شعرها في أعلى عنقها كالعادة في تلك العقصة المفضلة لديها والتي بشكل ما لم تبدو له فظيعة جدا في هذه اللحظة.
منديل صغير يتنافس مع المنفضة أيهما ألوانه أكثر ضجة يلف مقدمة شعرها
كانت تنفض الغبار عن كريستال النجفة و هي تميل رأسها في تناغم مع اللحن الذي تدندن شفتاها به
لم يستطع أن يقاوم مراقبتها من بعيد
بحركة تلقائية رفع يده يمرر أصابعه بين خصلات شعره ثم بدأ يقترب منها بهدوء يخشى أن يفزعها فتسقط .
عندما أوشك على الوصول إليها كانت قد نزلت درجتين و هي تكمل نفض غبار خيالي عن أسفل النجفة
حينها فقط بدا عليها أنها وعت وجودا آخر في نفس المكان
التفتت إليه ببطء ، كان الأمر غريبا فلأول مرة تنظر إليه من الأعلى
- عُدْتَ للبيت ؟ سألته باندهاش ، هل غَفِلَتْ عن الوقت إلى هذه الدرجة.

رفع رسغه ، نظر إلى ساعته ثم قال بصوت عملي :
- خمس دقائق و أصل

نظرت إليه من تحت رموشها و هي تتنهد في سرها ، هذا ما يفعله وجوده بقربها في كل مرة ، يجعلها تعود طفلة تخونها التعبيرات :
- أنا آسفة ، كنت أقصد

قاطعها برفع يده بأناقة :
- علام تأسفين ؟ على كونك امرأة
لم أعرف واحدة لا تفعل ذلك

نغم الغروب 21-12-17 02:40 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
نزلت درجة درجة و بكل بطء فهي تعرف أن رجليها دائما ما تكونان شمال عند نزولها أي سلم و هي لا تريد بالتأكيد أن تلقي بجثتها في حضن الباشا الذي ينتظرها تحت و يده تمسك السلم من أجلها.
- الحمد لله على السلامة ، قال لها عندما وقفت أخيرا بجانبه

نظرت إليه باستفهام فقال بابتسامة :
- جعلتني أشعر أنك تنزلين من طائرة

أشاحت بوجهها قليلا تحاول أن تخفي ابتسامتها عنه ثم قالت بهدوء :
- نسيت أن أقول لك تقبل الله
- منا و منك إن شاء الله

تمتمت بشيء ما يشبه الاستئذان و تحركت لتبتعد.
- ليلى ، استوقفها صوته
قهوة من فضلك
- حاضر
- في الحديقة ليس في المكتب
- أمرك
- و أحضري قهوتك معك حتى لا يحصل نفس اللبس كالمرة الماضية
- لا تقلق ، لن يحصل و عموما أنا لا أشرب قهوة سوى في الصباح
- ليلى

ماذا أيضا ؟
- في المرة القادمة اختاري شيئا أقل خطرا لتُسَلّي به وقت فراغك

ربما في منزل آخر غير منزل حضرتك ، فكرت بمرارة
في منزل لا يشعرني فيه كل من هب و دب أن يداي مصنوعتان من القمامة .
أسرعت الخطى أكثر تبتعد عنه بأقصى ما تستطيع
و لكن أين تهرب من قلبها الخائن
كيف تسكت خفقاته المجنونة
كيف تقنعه أنه لم يقل ما قاله لأنه يخاف عليها
لكن لأنه فقط يريدها أن تخرج من بيته و حياته كما استلمها ، دون شروخ ظاهرة.

نغم الغروب 21-12-17 02:45 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- اجلسي يا ليلى ، أمرها بعد أن وضعت فنجانه أمامه

أطاعت أمره و هي تشغل نفسها بالإنصات لهمسات أوراق الأشجار حولها ، بتأمل النسائم تداعب وجنات الأزهار القريبة ، بفعل أي شيء يشغلها عنه و عن نظراته إليها.
فعلى ما يبدو بقية الناس يشربون قهوتهم و هم يتصفحون الجرائد و هو يشرب قهوته بينما يتصفح وجهها.
ترى ما الذي تقوله له ملامحها الآن و يجعله يبتعد بعينيه قليلا ليعود و ينظر ثانية و ثالثة و مائة.
اليوم بالذات تريده أن يتركها و شأنها ، اليوم لا تريد أن تعطيه فرصة ليقتحمها أكثر ، ليهد سقف حياتها أكثر على رأسها.
اليوم تشعر بالهوان ، اليوم تريد الاختلاء بنفسها لتقوم بجلسة لجلد الذات.
- ليلى ، قال بنفس الهدوء الذي وضع به فنجانه
أحتاجك في خدمة

رفعت عينيها في تساؤل
- فريدة أختي وضعت مولودها منذ قليل و أمي و مهى تلازمان جانبها
أريد منك أن تعتني بطفليها حتى يصل أهل زوجها الليلة
- مبروك ، قالتها بابتسامة خفيفة

الحمد لله أنهم يتوالدون مثلهم مثل بقية الخلق ، لا تدري ماذا كانوا ليفعلوا لو كانوا صناعة تفصيل.
إزاء صمتها أضاف بشيء من البرود :
- إذا كانت لديك مشاريع أخرى فلا بأس ، سأستدعي السيدة سناء
- كلا أرجوك ، قالت بسرعة ، إلا السيدة سناء

أرجع رأسه إلى الخلف في ضحكة هادئة.
- الود عامر بينكما إلى هذه الدرجة ؟
- أنا لا أكرهها ، قالتها وهي تهز رأسها ، كل ما في الأمر أنها تذكرني بالسيدة الناظرة

ضحك مرة أخرى ثم قال بتسلية :
- هل تعرفين من يذكرني بالسيدة الناظرة ؟
- من ؟
- أنتِ
- أنا أشبه ناظرتك ؟
- كلا كلا لا تشبهينها ، تحولت ابتسامته إلى زاوية فمه و هو يكمل ببطء
بالطبع لم أكن لأمانع أبدا أن تكون لي ناظرة مثلك

خفق قلبها بعنف لتغزله الصريح بها
و كالعادة تركت الدماء عروقها لتهاجر دون استئذان إلى خديها.
لماذا يستطيع بمنتهى السهولة و اليسر بعثرة كيانها .
لا تريد أن تبدأ الآن في التصرف كالمراهقات : تتوقع الكثير حين لا يقال سوى القليل.
ترفض أن تنساق وراء التلميحات
هي ليلى و هي لن تبدأ قبل أن يبدأ
إذا كان يريدها يجب أن يقولها صراحة
غير ذلك فليلمح إلى آخر العمر.


نغم الغروب 21-12-17 02:47 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لملمت شتات نفسها لتحاول أن تقول بلامبالاة مفضوحة :
- إذا لم أكن أشبهها فكيف أذكرك بها إذن ؟
- بسبب الطريقة التي تجمعين بها شعرك إلى الخلف
- قريبا سأقصه ، قالت بعدم اهتمام ، و أستطيع حينها أن أودع العقصة إلى الأبد

ساد صمت غريب قطعه هو بطلب أغرب :
- أطلقي شعرك

سمعته و تجاهلته ، ما نوع الصنف الذي تعاطيته اليوم يا باشا

- أطلقي شعرك ، أمرها ثانية بصوت أعلى

رفعت يدين مرتبكتين إلى أعلى عنقها و بدأت تحرر خصلاتها من سجنها الناعم ، أسدلت شعرها أخيرا على كتفها ثم خفضت نظرها تتأمل أصابعها المتشابكة في حجرها.
شعرت بعينيه تَغرَقان في ليل شعرها ، تَغرَقان و تُغرِقان
تُغرِقان قلبها ، عقلها و تفكيرها
تُغرِقانها كلها فيه.
أين أنت يا سيدة سناء عندما أحتاجك
أين دخلتك علينا كالقضاء المستعجل
- عن إذنك ، استطاعت أن تقول بصعوبة ، أظن أنني أسمع رنين هاتفي

مطلقة ، مطلقة ، الفتاة مطلقة ظل يلقنها لنفسه مرات و مرات ليمنع نفسه من اللحاق بها.
و ليست هي من طلب الطلاق بل زوجها ، أضاف لمزيد من الإقناع
و لماذا يطلب رجل طبيعي الطلاق من امرأة جميلة ، ملتزمة و من عائلة محافظة إلا إذا كان لديها عيب لا يحتمل العيش معه.
لم تستطع الاتفاق مع حماتها هذا ما قالته له ، لو كان الأمر كذلك لكانت ثلاثة أرباع نساء البلد مطلقات.
المشكلة أنه إلى الآن لم يستطع معرفة العيب الذي تخفيه
عيب لا يتعلق بسلوكها بالتأكيد ، تلك الفئة من النساء تفضح نفسها بسرعة مهما أجدن التمثيل
لكن مع ذلك لا بد أن لديها عيب ، عيب كبير ضخم
عيب لا تستطيع أن تغطيه حتى بشعرها الذي يتجاوز خصرها .

نغم الغروب 21-12-17 02:50 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- ما اسمك يا عسل ؟ سألت الطفل الجالس على ركبتيها و هي تنحني بوجهها عليه
- ياسيم
- تقصد ياسين
- نعم ياسيم
- بالطبع يا حبيبي أنت الأصح هل سأعرف اسمك أكثر منك ، أعطني قبلة يا ياسيم
- ليلى ، نادتها مي و هاتفها في يدها ، ماذا تقترحين أن نطلب للعشاء
هزت ليلى رأسها بأسى و هي تقول :
- عشاء جاهز و أنا موجودة ، عيب

لمعت عينا ميْ و هي تسألها بلهفة :
- ماذا ستعدين لنا يا ليلى ؟
- وجبة لطيفة ظريفة تأتينا من وراء البحار و الآن اسأليني كيف سنعدها
- كيف يا ليلى ؟
- كما نشاء
- ما المكونات التي تحتاجينها ، سألتها و هي تفتح باب الثلاجة
- ماذا تشتهين أن تضعي فيها
- زيتون
- هاتي
- جبنة
- هاتي
- فطر
- اسمعيني حبيبتي أي شيء تشتهينه أحضريه معك
…………………………………………………………….
Hola
سمع الكلمة الإسبانية تصدح من المطبخ بأصوات الأطفال الضاحكة
- و الآن دورك أنت يا مي ، إذن هكذا هو صوتها الحقيقي ، هكذا هو صوتها حين لا تحدثه هو ، ضعيها فوق الطاولة حتى لا يقع شيء على الأرض ، و الآن استرخي حبيبتي ، تنفسي بعمق ، بعمق
استعدي ، الآآآآآآن
Hola
أحسنت و الآن دوري مرة أخرى

نغم الغروب 21-12-17 03:02 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
خطوته التالية أوصلته أخيرا إلى باب المطبخ ، استند على إطاره و وقف يتسلى بمشاهدتها تهز المقلاة و تقذف الأمليت إلى الأعلى ثم تلتفت إلى الأطفال بنظرة انتصار
التقت عيناهما : باستغراب من ناحيته ، بصدمة ثم حرج من ناحيتها.
نفس الصنف ، أكدت له في سرها ، نفس الصنف الذي تعاطيته حضرتك هذا الصباح تعاطيته أنا الآن.
- بابا ، التفتت إليه ميْ تحدثه بحماس ، تعلمت كيف أقذف الأومليت إلى الأعلى و ألتقطها بالمقلاة
- لم أسقطها و لو حتى مرة واحدة ، أكملت بجذل و هي تشبك أصابعها
- الحمد لله ، قال بتنهدة راحة ، الآن تأكدت أن دروس التنس لم تذهب هباءًا
- اجلس يا بابا ، دعته ابنته بكرم ، اجلس و تعشى معنا
- ربما لست مدعوا ، قال و عيناه تحاصران عينيها
- مدعو بالطبع يا بابا ، أليس كذلك يا ليلى
- طبعا ، أجابت بصوت خافت و هي تتحرك لإعداد مزيد من الخليط
- لا تبدو لي كالأومليت العادية يا ميْ
- لأنها ليست من هنا يا بابا ، هذه أومليت إسبانية
- امم ، و كيف نأكلها ؟ بالعربي أم بالإسباني ؟
- بالخبز ، قالتها و عضت شفتيها فورا تعاقبهما لأنهما تكلمتا دون إذنها.

شعرت بعينيه على ظهرها و جاهدت لكي لا تلتفت.
كالعادة منعها حضوره أن تتذوق ما تضعه في فمها و لكن الأطباق الخالية طمأنتها قليلا.
- سأغادر الآن ، قال يوجه الحديث إليها وحدها ، هل تحتاجين شيئا

قلبي و راحة بالي لو سمحت ، لا تأخذهما معك ، دعهما برفقتي هذه الليلة على الأقل
هزت رأسها دون كلام ، لم تكن تستطيع التحدث حتى لو أرادت
ليس و هي ترى داخل عينيه نفس النظرة ، تلك النظرة التي رأتها في أول ليلة لهما معا.
غادر لتسمعه يقول و ظهره إليها :
buenas noches

ام الدره 21-12-17 04:16 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
ليله جيده،، لاوالله ليست جيده
ياخي خف علينا . وش ذا
جرب حظك معها . وحتى لو كانت مطلقه انت بعد ارمل
الجلمود ذا كااارثه وبروده قاهرني
الله يصبر ليلى عليه وعلى السيده رفيعه😜قصدي الست الناظره
وامه ..وكل العاهات اللي حواليها
شكرا لك على تعبك معنا
وشكرا لكل ماتخطه اناملك .. يارائعه

bluemay 21-12-17 07:42 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يختي ع الجمااااااال والروااااااقة ....


انتِ بدك تقتلينا اذا هاد لا يرقى لذائقتك ما بقدر اقول الا الله يكون في عونا

وبقلك رفقاً بقلوبنا الرُهيَفة


الله يعينك يا لولة عم بتلاعب فيك الافندي باشا متل ما بدو


بس حاسسته عم بغرق بشويش ، يعني بدينا بنظرة وبعدها الغيث رح يهل إن شاء الله


كله كوم و رعب آنسة مينشن قصدي سيدة سناء كوم تاني

عن جد ابدعتِ بدون مجاملة ، متعتينا بكمية من المرح والفكاهة

مشكورة قليلة عليكِ

تقبلي مروري وخالص ودي

نغم الغروب 21-12-17 03:56 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام الدره (المشاركة 3695089)
ليله جيده،، لاوالله ليست جيده
ياخي خف علينا . وش ذا
جرب حظك معها . وحتى لو كانت مطلقه انت بعد ارمل
الجلمود ذا كااارثه وبروده قاهرني
الله يصبر ليلى عليه وعلى السيده رفيعه😜قصدي الست الناظره
وامه ..وكل العاهات اللي حواليها
شكرا لك على تعبك معنا
وشكرا لكل ماتخطه اناملك .. يارائعه

شكرا ليكي انتي يا حبيبتي على كلامك الجميل و تشجيعك لي
بالنسبه لماهر هو زي رجاله كتير موجودين في الواقع
بيحسسك انو لما ييجي يختار شريكة حياته كانه عاوز يفصلها على ذوقه
السيدة رفيعه على قولتك و العاهات هنشوف آخرتهم معاها اييه
أسعدني تعليقك جدا جدا و تعبكو راحة بجد

نغم الغروب 21-12-17 04:43 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3695092)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يختي ع الجمااااااال والروااااااقة ....


انتِ بدك تقتلينا اذا هاد لا يرقى لذائقتك ما بقدر اقول الا الله يكون في عونا

وبقلك رفقاً بقلوبنا الرُهيَفة


الله يعينك يا لولة عم بتلاعب فيك الافندي باشا متل ما بدو


بس حاسسته عم بغرق بشويش ، يعني بدينا بنظرة وبعدها الغيث رح يهل إن شاء الله


كله كوم و رعب آنسة مينشن قصدي سيدة سناء كوم تاني

عن جد ابدعتِ بدون مجاملة ، متعتينا بكمية من المرح والفكاهة

مشكورة قليلة عليكِ

تقبلي مروري وخالص ودي


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ياختي على جمالك انتي و ذوقك انتي
بس أنا أقتلكو يا حبيبتي هو أنا أقدر
بس بجد أنا بحترم ذوقكم عشان كده بكون متردده للغاية قبل ما أنشر أي فصل
بدوس على الزرار و أنا عيني مغمضه
أكتر حاجه شدتني في تعليقك هي تشبيهك للولية بالآنسه مينشن
ضحكتيني ضحك الله يكرمك و يسامحك
بس ممكن ، ممكن جدا أكون اتأثرت بيها في اللاوعي بتاعي
حبيبتي شكرا مره تانيه و إلى لقاء قريب إن شاء الله

inay 21-12-17 11:08 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
سلام غروب المبدعة
اخبرتك ان فصولك تزداد جمالا لكن هذا الاخير مميز .. مميز للغاية
اوصلتي لنا بدقة وجهة نظر ليلى و احاسيسها ..جعلتنا نعيش عزلتها و التهميش او الحرب الباردة كما سمتها هي ..
تصرفات حماتها التعالي و البرود الايحاءات والاسلوب الغير مباشر دون الاساءة للادب العام تترجم بالفعل الطبقة التى تنتمى اليها ..والذي بالتاكيد اثرت على ماهر وهذا ما نراه من خلال البرود و لنقل الفوقية التي يمارسها عليها لذا لم اكن لالومه على عدم التدخل ووضع حد لما تعانيه ليلى كونه بالتاكيد على علم بكل شي ..
لادري كيف ستتمكن ليلى من تجاوز هذه النظرة الدونية لها ولانتماءها الاجتماعى حتى بعد ان تصبح زوجة فعلية لابنهم
انتظر معالجتك لهذه النقطة تحديدا
ماهر .. كم انت ماهر في اخفاء اعجابك في قمع تمرد مشاعرك اشقيت ليلى و اشقيتنا معك .. مطلقة اذن مذنبة حتى لو ثبتت براءتها ؟ ام جل ما يقلقك في الموضوع هو كونك لست الرجل الاول في حياتها كتفكير المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه ؟
اتعلمين غروب حسك الفكاهي اعجبني بشدة ..كمية من المرح اللذيذ ستضيفها ليلى في ذلك البيت البارد ستجعلها ترسخ مكانها فيه و في حياة ماهر و ابنته
غروب بت مدمنة لما تكتبيين اتمنى ان لا تطيلي علينا حبيبتى
شكراا سلمت يمناك

نغم الغروب 24-12-17 08:10 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
و عليكم السلام و رحمة الله حبيبتي
هي مش بس الرواية الي بتحلو لأ ردودكو كمان عمال بتحلو و تحلو
بفرح قوي قوي لما تقولولي انه المشاعر وصلتلكو زي ما تمنيت

"لادري كيف ستتمكن ليلى من تجاوز هذه النظرة الدونية لها ولانتماءها الاجتماعى حتى بعد ان تصبح زوجة فعلية لابنهم
انتظر معالجتك لهذه النقطة تحديدا "

مش قلتلك قبل كده انك بتقري أفكاري ، هنشوف الموضوع ده سوا إن شاء الله بس لسه فاضل كم فصل
"ماهر .. كم انت ماهر في اخفاء اعجابك في قمع تمرد مشاعرك اشقيت ليلى و اشقيتنا معك .. مطلقة اذن مذنبة حتى لو ثبتت براءتها ؟ ام جل ما يقلقك في الموضوع هو كونك لست الرجل الاول في حياتها كتفكير المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه ؟ "
في حالة ماهر الاتنين بيمنعوه كونها مطلقه و كونه مش الأول و السبب التالت طبعا انها اتفرضت عليه
سعيده يا حبيبتي انه حسي الفكاهي لاقى قبول عندك
كنت خايفه بصراحه اني آخد المنحنى ده في كتاباتي بش ماقدرش أتنكر أكتر من كده ، هي دي أنا
بالنسبه للادمان فأنا كمان صدقيني بقيت مدمنه جدا لتعليقاتكو و تفاعلكو
ربنا ما يحرمناش من بعض

ڤونه 31-12-17 03:39 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
في أي يوم ينزل البارت؟؟

نغم الغروب 02-01-18 08:27 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
أهلا بيكي
بالنسبة للبارت فإن شاء الله ينزل الليلة أو بكره بالكتير

نغم الغروب 02-01-18 08:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
طقت في دماغي أعمل تورته النهارده و جبت الطريقه من ع النت
و كان مكتوب يوضع ثلاث بيضات على كوب زبده.
دورت ع الزبده بس لقيت سمنه بس كانت ناشفه اوي
قلت اسيحها ع النار شويه . المهم قمت حطيت حتة سمنه ع النار
و لما ساحت و بدأت تصفر رحت حاطط التلات بيضات
اتفاجأت لقيت البيض بيتقلي!!
رحت حاطط ملح و فلفل و سخنت عيش و اتعشيت

:ANF049099:


أنا قريت النكته دي من كام يوم و فصلتني ضحك بصراحه
بعد كده حبيت أحكيهالكو موش بس عشان تضحكو
لكن عشان حسيت قد ايه بتعبر عني و أنا بكتب الروايه دي
أنا كده بالظبط جيت أكتب تورته فشكلي بردو هترسي معايا في الآخر على بيض و عيش...
بس المهم مش هخليكو جيعانين
حبيت أقلكو قد ايه أنا متشكره ليكو انكو صابرين معايا رغم عدم التزامي و انعدام انتظامي
بجد متشكره جدا الي لسه متابعيني لغاية دلوقتي
و يا رب أكون عند حسن ظنكو
حبايبي تصبحو على ألف خير و سعاده و طبعا
دمتم في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 03-01-18 08:44 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
السلام عليكم و رحمة الله أنا هبدأ أنزل الفصل بس المشكلة إنه النت مش مضمون
فأرجو تأجلوا التعليقات لغاية ما أكتب كلمة "نهاية الفصل "
شكرا

نغم الغروب 03-01-18 08:48 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
الفصل الخامس عشر




باركت لأخته مرة ثانية ثم خرجت وراءه و هي تراقب تثاؤب ميْ المتكرر بابتسامة شفقة.
أمسكت بيدها ، تحاول أن تسرع معها لتواكبا خطواته الواسعة.
مشاعر غريبة تتملكها
لأول مرة يعرض عليها أن ترافقه في زيارة عائلية ،
كانت ستذهب بالطبع لتهنئتهم بالمولود الجديد في جميع الحالات ، لكن لم تتخيل أن يتنازل هو بنفسه و يوصلها و ينتظرها ثم يعيدها معه.
شيئا فشيئا يا باشا ، هكذا سأصاب بالتخمة من لطفك الزائد
ثم من كان مثلي لا يستحق أن يعامل بلطف ، إذا أكرمت اللئيم تمرد
الأغرب أن الحالة لم تقتصر عليه هو فقط بل أعدتهم جميعهم
تقريبا
فما عدا أخته الصغرى كلف الآخرون خاطرهم و ابتسموا لها ، حتى حماتها حطمت رقما قياسيا جديدا و ظلت تحتفظ بابتسامتها لدقيقة كاملة.
إذا كان هذا ما يجعلهم لا يرمقونها بتلك النظرات فاللهم ارزقهم طفلا كل يوم
طفل….
نظرت إلى ظهره العريض مرة أخرى و قلبها يتلوى بداخلها.
أرجوكِ أنتِ و هي لا تحسدنني على لا شيء ، أجابت بها نظرات الممرضات التي تتنقل بمقارنة واضحة و فاضحة بينه و بينها.
نظرات بعضها فيها غيرة ، بعضها فيها استغراب و بعضها فيها أشياء تخجل أن تترجمها إلى كلمات.
وصلوا إلى الطابق الأرضي ليجدوا في وجوههم عاملة الاستقبال ، قفزت واقفة و هي تخصه بنفس الابتسامة المعسولة التي استقبلته بها.
انتقت ابتسامة أخرى أوسع و أقل دفئا لتوجهها إلى مي ثم على ما يبدو نفذ رصيدها من الابتسامات عندما واجهت نظراتها هي.
جلست بجانبه و هي تشعر بنار غيرتها تحرقها.
حتى النسائم اللطيفة الداخلة من النافذة بجانبها لم تنجح في إطفائها
أدارت وجهها تنظر إلى الليل الوليد في الخارج
لا تريد أن تحفظ شكل يديه و هما تقبضان على المقود يتحكم فيه بسهولة كما يتحكم في أي شيء آخر في حياته ، حتي في مشاعره
لا تريد أن تكون قريبة منه بهذا الشكل و هي تعلم أنه قريبا جدا سيختفي من حياتها ، ولكن أبدا من قلبها.
تنهدت و هي تغمض عينيها.
هناك الكثير من الشجن في هذه الحياة
و من أكثرها هي هذه اللحظات التي يتواجد فيها شخصان قريبان من بعضهما في محيط السيارة الضيق ، بعيدان عن بعضهما بأفكارهما و بأحلامهما .
و السيارة تسير و تسير
في الطرق الواسعة
إضاءة خفيفة تغمرهما في الداخل ، ليل يغلفهما و يغلف كل شيء حولهما في الخارج
تقطعه من حين لآخر غمزات العربات لبعضها البعض كأنها تتخاطب فيما بينها ،
في حين ركابها ماتت الحروف بينهم ، مات التواصل ، ماتت الكلمات و لم يبق إلا الصمت
الصمت و الشجن.

نغم الغروب 03-01-18 08:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
رغما عنها أدارت وجهها تتأمله
تتأمله و هي تعرف أن كل نظرة ستزيد من عذابها
ستزيد من وجعها فيما بعد حين ستحرم حتى من رؤيته
ما هي المادة التي يغلف بها قلبه تجعله لا يشعر بها حتى و هي قريبة منه ، حتى و هي تكاد تحترق بنار حبها له
في تلك اللحظة ، لا تدري لم و كيف ، التفت .
التفت كأنه شعر بها
لثوان طويلة تركت عيناه الطريق و نظر في عمق عينيها.
و للمرة الأولى لا تدري كيف وجدت الجرأة و تحملت نظرته ، تاهت فيه و تركته يتوه فيها
كلا هي الوحيدة التي تاهت ، أقنعت نفسها حين عاد ينظر أمامه
تاهت و صعب جدا أن تجد طريقها بعد هذا.
حرام عليه أن يلعب بقلبها أكثر
فليقطع كل الخيوط ،
فليقطعها بقسوة ، بحدة و لا يتركها معلقة في شباكه
فليقطعها و ليدعها تسقط و تعود بسرعة إلى واقعها
مهما يكن فالواقع أرحم دائما من الوهم .
كانت ستستدير مرة أخرى لتتأمل اللاشيء حين أعادها صوته إليه
- لاحظت أنك لا تتحدثين كثيرا عندما تكونين محاطة بالناس هل هذا بسبب أنك شخص غير اجتماعي بطبعك أم لديك صعوبات في الثقة بالنفس ؟
- الاحتمال الثاني هو الأرجح ، صمتت قليلا ثم أضافت بصوت خافت ، الثقة بالنفس ليست من اختصاصي
- و السبب ؟
- أظنهم نسوا أن يضعوها لنا في المُقَرَّر

رفع حاجبه و هو يتفحص جانب وجهها الهادئ
- تعليم خاص أم عام ؟
- خاص إلى أن غيرت ميزانية بابا رأيها

و هذه المرة رغما عنه ابتسم ، ربما كان هذا سبب تعلق كاميليا بها ، الفتاة تقصر الوقت بالفعل.
- كيف تعرفت على كاميليا ؟

بجانب عينه رآها تلتفت إلى مي تتأكد أنها ما زالت نائمه ، قبل أن تجيبه ببعض من الحزن و شيء من الشرود:
- جدتي رحمها الله أصيبت بالزهايمر في آخر سنة لها معنا ،
في ذلك اليوم كان هناك اجتماع بأسر المرضى لتوعيتهم و نصحهم
و كانت كاميليا من ضمن الجالسين
تكلم الثلاثة الآخرون مطولا و كان معظم كلامهم نصائح عامة و معلومات مكررة
لم يكن هناك جديد ، بدأت أندم لأني حضرت
حينها تكلمت كاميليا

- ما الذي قالته ، سألها بعد أن طال صمتها

للحظة أغمضت عينيها ، تسافر في لمحة بصر إلى الماضي ثم قالت هامسة كأنها تحكي لنفسها :
- وقفت كاميليا و قالت بعض النصائح العملية ثم أمرتنا أن نغمض أعيننا
أمرتنا أن ننسى كل شيء و نقول في سرنا و من قلبنا
" الحمد لله أشكرك يا رب
أقبل بقضائك دون نقاش
و أنتظر عطاءك دون يأس "
و صدقني ليس هناك من يستطيع قول نفس الكلمات بنفس تلك الطريقة سوى كاميليا

عادا ليتدثرا بالصمت من جديد
فللصمت
أحيانا
جمال لا تحلم به أحلى الكلمات.

……………………………………………….

نغم الغروب 03-01-18 08:51 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
كانت يداها مشغولتان في ضفيرة مي ، أذناها مشغولتان في الاستماع إلى كلامها المتحمس ، عقلها مشغول في السباحة بعيدا ، بعيدا حين أعادتها طرقته على باب غرفتها.
ناولها هاتفها ، شيء من التهكم في صوته و هو يقول لها :
- أهنئك على ثقتك الزائدة بالدنيا و الناس ، تتركين هاتفك في أي مكان و كذلك دون رمز سري
- ربما لأني أعرف أنه لا يوجد فيه شيء مهم
- تريدين إقناعي أنه ليست لديك أسرار ؟ سألها و عيناه تبحثان عن الإجابة في تعابيرها
- أسراري لا أستأمن عليها هاتفا أو أية آلة أخرى
- إذن لديك أسرار

هزة كتف ذكرته بهزة كتف مماثلة و هي تقول له بلطف :
- لكل منا أسراره

هزة كتف قلبت عليه أوجاع الماضي ،
و أثرت فيه تماما كما كانت تؤثر فيه الأخرى ، كأن سنواته لم تعلمه أي شيء.
- حاولي فقط أن لا تنسي هاتفك من هنا فصاعدا ، قال بصوت حاول أن يكون عمليا
- أوعدك أني سأحاول ، قالتها بابتسامة خجولة صغيرة

نظر إلى ابنته و هو يواصل القول بصوت أعلى :

- و أنت يا مي حان وقت نومك و نوم ليلى الآن
- نحن نتناقش في تفاصيل حفلة عيد ميلادي يا أبي ، أجابته و هي تضم شفتيها باعتراض

هز رأسه باستسلام ثم وجه كلامه إلى المرأة التي تقف بجواره في سكون و هو ينحني نحوها :
- شيء آخر يا ليلى
صمت قليلا ثم أضاف بصوت خفيض :
- لا تقصي شعرك

- ليلى ، ليلى ، نادتها مي بإلحاح ، هل حقا ستنامين الآن ؟

- هه ؟

تنام ؟ كيف و قد ترك لها كلمتين تحتاج أسبوعين على الأقل لتفرغ من تحليلهما.

نغم الغروب 03-01-18 08:53 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تنهدت بينما عيناها تسافران للمرة الثانية في ثنايا صفحة أختها الصغرى.
تحاول أن تجد شيئا يجعلها تغضب غضبا حقيقيا لا رجعة فيه
ذلك النوع من الغضب الذي يجيده الآخرون
لا كغضبها هي الذي يزول مع أول تعبير مضحك في وجه أختها
فقط لو أجد كلمة واحدة يا فرح ، هددتها في سرها
كلمة واحدة تدينك حينها تأكدي أنك سترين ليلى أخرى ، ليلى لم تَرَيْها و لم يرها أحد أبدا من قبل
و لكن للأسف أو لحسن الحظ لا شيء غير محترم في صفحتها
أو حتى في حوارها مع ذلك الشادي
حوار هادئ رسمي و بتاريخ قديم
في ماعدا ذلك كانت صفحتها كمعظم صفحات من كان في سنها
متذبذبة بين الدين و الدنيا ، بين الحزن و الفكاهة
بين كل شيء و نقيضه
موعظة روحية في المنشور الأول ، أغنية من أغاني هذه الأيام في المنشور الذي يليه
في لحظة تتحول من الزاهدة الخاشعة إلى مهووسة بآخر التصاميم
فجأة تكون ملكة ذاتها التي لا تبالي بأحد و فجأة تصبح رومانسية حالمة تفيض صفحتها بصور القلوب و الورود الحمراء
في يوم تتقمص دور المهرج الذي يَرُشُّ النكت على من يرغب و من لا يرغب
و ذات يوم آخر تصبح الأنثى الكتومة التي " دموعها تغسل قلبها منك و كن حذرا فهي ترحل بصمت ، لذلك كن حذرا"
بالفعل من يريد أن يشعر بالعجب في هذا العالم المليء بالعجب عليه أن يتابع صفحة إحدى المراهقات.

نغم الغروب 03-01-18 08:56 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
هزت رأسها على وقع طرقات أختها على باب غرفتها.
- هل نامت ميْ ؟
- تركتها تشاهد شيئا ما على لوحتها و لكنها ستنام قريبا ، لا تقلقي

ليست هي من تقلقني الآن ، فكرت و هي تتفحص أختها ، لم تبلغ سن القلق عليها بعد
- أغلقي الباب يا فرح و أغلقي فمك معه ، أمرتها ببرود ، أي نعم هذا بيت أكابر و لكن هذا لا يمنع الذباب من دخوله

لم يبدو على فرح أنها انتبهت للتغير في صوت أختها و هي تتجه مباشرة لخزانة الملابس تتأملها للمرة الألف.
- صبرتِ و نلتِ يا أختي ليلى ، قالتها و هي تتنهد بمبالغة
- تستطيعين أن تأخذي أي شيء يعجبك يا فرح ، قالت و قلبها يرق رغما عنها أمام الانبهار الطفولي على وجه شقيقتها
- حقا يا ليلى ، شكرا يا حبيبتي ، هل أستطيع أن آخذ معي كذلك المسبح و الحديقة

خذي كل هذا و أكثر على شرط أن تأخذي معهم أمه و أخته الصغرى و السيدة سناء.
أغمضت عينيها و هي تستجمع قوى حزمها ، آخر شيء تود أن تُعَرّض أختها له هو الاستهانة التي يعاملونها بها .
هي على الأقل جلدها أصبح سميكا بفعل التصَحُّر و عوامل الزمن أما فرح فاسمها على جسمها ، هي قطعة السكر في عائلتهم ، هي التي طالما أعادت إليهم الضحكات في أوقات نسوا فيها حتى كيف يبتسمون.
- فرح ، ما حكايتك أنت و ابن خالة ماهر ؟
- كحكاية أي شاب و أية فتاة ، أجابتها بتماسك تام و هي تنقل نظراتها بين فستانين اختارتهما أخيرا ، يتعرفان ، إذا وجدا أنهما مناسبان يكملان معا ، إذا لم يحصل نصيب يمضي كل منهما في سبيله
- لماذا لم تخبريني يا فرح ؟
- لم تسنح الفرصة
- و ما الذي تنتظره فرصتك : أن يمضي عام كامل مثلا ؟ أو ربما لأنك يا فرح تعلمين أن ما تفعلينه خطأ من الأساس
- لا يوجد أي خطأ فيم أقوم به ، أكدت بهدوء و هي تبدأ خلع سترتها لتقيس الفستان
- يكفي أن نِيَّتَك خطأ
- أصبحت تقرئين قلبي الآن يا أختي !

نغم الغروب 03-01-18 08:58 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
أخذت منها الفستان و أجلستها بجانبها و بدأت تكلمها بلطف :
- لماذا لم يتقدم لخطبتك يا فرح ؟ و أرجوك لا تقولي لي أنه ينتظر حتى يكون نفسه
- نتعرف أولا ثم يتقدم لخطبتي إذا وجدنا أننا متفقان
- و في عُرْفِ من هذا يا فرح ؟
- كل الأولاد و البنات يفعلون هذا يا ليلى ، قالت و هي تزفر تلك الزفرة التي لا تجيدها سوى المراهقات
- و أنت تريدين أن تفعلي مثل بنات اليوم يا فرح ، تعرفين رجلا دون معرفة أهلك و تعطين لنفسك كل المبررات لتفعلي ما تشائين ما دام ليس خطأً في عُرف جيلك

راقبتها تلجأ إلى تأمل أظافرها كما تفعل دائما حين لا يرقى الحوار إلى ما تفضل سماعه . تنهدت ليلى و التفتت إلى الحائط و بدأت تكلمه.
- ما الذي تفعلينه يا ليلى ؟
- أكلمك أو أكلم الحائط سواء ،على الأقل هو يستمع إلي في صمت و صبر.
- هل تريدين مني أن أقنعه أن يطلب يدي من أبي ؟ هل هذا ما سيرضيك يا أختي ؟
- أنا متأكدة أنه لن يفعل يا فرح ، لكن جربي لن تخسري شيئا إلا البعض من كرامتك

إزاء نظرة الاستهجان في عيني أختها الصغرى واصلت ليلى بمرارة :
- هل تعرفين كيف تصفك أخته ؟ تقول أنك لعبته الجديدة يا فرح
- عندما تتكلم ال...
- فرح !!
- لا تظلميني يا أختي كنت فقط سأقول الرخيصة
- لا يهم كيف ترينها يا فرح ، ملايينها ستغطي جميع عيوبها أما نحن ...
- أما نحن فعلينا أن نكون بلا عيوب ، صمتت قليلا ثم قالت بابتسامة واثقة : و على العموم لا تقلقي علي ، دعيها تفكر كما تشاء و تصفني بما تشاء ، أنا التي سألعب بهم جميعا في الآخر
- يا سلام !! و من أين لديك كل هذه الثقة يا أختي ، أخبريني أين يوزعونها لأني أحتاج البعض منها
- اسخري مني كما تشائين ، لكن ما لا تعرفينه أني عملة صعبة في هذا الوقت ، نعم عملة صعبة ، أكدت لها و هي تطلق شعرها و تتأمل نفسها في المرآة ، هل تعتقدين أنه من السهل أن تكون الفتاة جميلة و شريفة في هذا العالم ؟
- لا أدري يا فرح علام توحمت أمي عندما كانت حاملا بك
أكيد على أحد تلك المسلسلات التافهة

تأملتها بتمعن ثم أضافت ببرود :
- أنصحك أن لا تعيشي في العالم الافتراضي كثيرا يا فرح ، من يوم لآخر زوري الواقع قليلا ، ربما حينها يصحو عقلك من الغيبوبة التي سقط فيها
- الواقع ، التفتت إليها بعينين لامعتين ، تريدين أن تعرفي ما الذي يحصل في هذا الواقع
في هذا الواقع الذي نعيش فيه يا أختي هناك فتيات يبعن بكارتهن لمن يدفع أكثر و ليس هذا الغريب ، الغريب أن هناك من يدفع
هذا هو الواقع الذي تنصحينني بالعيش فيه
- كلا يا فرح ليس هذا هو الواقع الذي أقصده ، ما تتحدثين عنه هو واقع الناس السفلة ، الناس الذين بلا دين و بلا ضمير
أخبريني يا فرح ، هل هذا ما تنوين فعله بنفسك ، تبيعينها لمن يدفع أكثر ؟

نغم الغروب 03-01-18 09:00 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تناولت الفستان ثانية و بدأت ترتديه ثم التفتت تجيبها بهدوء مستفز :
- أنا لا أبيع ، أنا أتزوج
و مهري غال
يعني يرضيك يا أختي أن يصبح الحلال أرخص من الحرام ؟
الرجال في وقتنا هذا أعينهم فارغة لذلك من واجبنا نحن أن نشجعهم على الحلال
أليس هذا أفضل من أن يدفعوا مالهم و دم قلبهم في الحرام ؟
- اسمحي لي أن أنحني أمام كل هذه التقوى و هذا الإيمان لكن أخبريني أولا هل تصدقين نفسك حقا يا فرح ؟
- طبعا ، ردت عليها دون أن تلتفت و هي تواصل الخروج من ثوب لتدخل في جوف آخر
- هل فكرت في احتمال أن يمل منك بعد فترة و يتزوج عليك أو الأدهى يتخذ عشيقة
- يتزوج أربع مائة و يصاحب ألفا ، أنا لن أحمل وزره
- و معرفتك أن زوجك يخونك شيء عادي بالنسبة لك ، شيء لا يجرح شعورك مثلا

دارت فرح دورة كاملة تتأمل حناياها و زواياها في مرآة الخزانة ثم أجابتها بابتسامة رائقة :
- كل الناس مجروحين يا أختي ، ثم هذه فائدة الزواج من رجل ثري ، هو يجرحني و أنا أداوي نفسي بنقوده

كل موقف أكتشف فيك شيئا جديدا يا شقيقتي ، فكرت و هي تتأمل أختها باستغراب. استغراب غلف كلماتها و هي تقول :
- كل هذه السنين و لم أعرف أنك تافهة إلى هذه الدرجة يا فرح

هزت أختها الصغرى كتفيها و هي تجيب بلا مبالاة :
- لو كنت سألتني لكنت أخبرتك
ثم أفهميني لماذا تريدين مني أكون شخصية عميقة ؟
هل كوني عميقة سيغير شيئا مما نراه حولنا
مجتمعنا ذاهب إلى داهية وشيكة في جميع الحالات و صدقيني أختي عمقي من عدمه لن يغير شيئا في الموضوع
بالعكس التفاهة مطلوبة جدا في هذه الأيام

و هذا بالضبط ما يمكن أن يطلق عليه الأخصائيون مصطلح "عمق التفاهة" أو "تفاهة العمق". أغمضت عينيها وهي تدلك صدغها ثم قالت بهدوء يائس :
- أنا لا أقدر عليك يا فرح ، منطقك الملتوي يسبب الصداع
لذلك أحذرك ، إن سمعت بأنك مستمرة مع ذلك الشادي ، صدقيني سأخبر أختك منى

بابتسامة متهكمة التفتت فرح إليها و هي تهز كتفيها مرة أخرى :
- أُفَضِّل أن تخبري أبي مباشرة ، على الأقل سيكون ضربا دون شتيمة

………………………………………

نغم الغروب 03-01-18 09:05 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
انحنى رأس فرح بجوار رأسها تتأمل معها الصندوق الصغير قبل أن تقوم بتغليفه :
- أتعلمين يا ليلى ، عندما استوليت على مجموعتي شعرت بالقهر ، خاصة و أنت تعرفين منذ كم سنة أجمعها
لكن الآن و أنا أرى ماذا صنعت بها أشعر بأن صَدَفاتي الحبيبة وجدت مكانها الأنسب
- أعجبك يا فرح ؟
- تحفة يا أختي ، تحفة

ابتسمت بحنان و هي تفكر فيم أخفته بداخله . أيقضها صوت أختها تتكلم بحماس سريع :
- أنا سعيدة لأنك دعوتني اليوم يا ليلى خاصة أني ظننتك غاضبة مني بعد لقائنا الأخير

مسحت ابتسامتها فورا و هي تقول لها بجدية :
- على فكرة ، أنا لم أدعك اليوم لشدة سعادتي بك
كلا يا فرح مازلت غاضبة منك و بشدة
- إذن لم ؟
- لأن اليوم سيكون درسك الأول ، ستأخذين فكرة وافية عن طريقتهم في التعامل معك لو وقع المستحيل و تزوجك شادي
- لا شيء مستحيل يا أختي ، أنت متزوجة من ابن خالة شادي

متزوجة ! ضحكة مستهزئة أفلتت من شفتيها ، كتمتها بسرعة و هي تقول بجفاء :
- زواج واحد منهم بواحدة منا هو شيء كالمُذَنّب لا يحصل إلا كل سبعين ألف سنة

غمزتها فرح و هي تقول بمرح :
- إذا أنت رأس المذنب و أنا ذيله

تنهدت و هي تفتح الخزانة لتتناول فستانها .كيف يا ترى يستطيع أي شخص أن يغضب من هذه الكائنات التي تشبه أختها فرح ؟!
- أرجوك أختي لا ترتدي هذا الفستان

تجمدت يدها و هي تلتفت لها متسائلة.
- تصميمه عادي جدا ، قالت و هي تتقمص شخصية الناقد الفني ، ثم إني رأيتك بهذا اللون عدد سنين عمري
- البيج كان دائما لوني المفضل
- كان يا ليلى كااان، الآن لونك المفضل هو لون عيني زوجك ، أرجوك أختي ارتدي الفستان السماوي لتقهريها
- أذكرك و أذكر نفسي يا فرح أننا اليوم سنحتفل بعيد ميلاد طفلة صغيرة و بريئة فدعينا نؤجل القهر و ما شابهه إلى مناسبة أخرى

أشاحت بوجهها بعيدا عن عيني أختها فرغما عنها خفق قلبها لبعض حديثها ، ليس ذلك الجزء الخاص بالقهر و لكن الجزء الآخر الذي ضرب بمهارة وترا حساسا في أعماقها : أن ترتدي شيئا في لون عينيه ، أن تشعر بأنها جزء منه ، بأنها تنتمي إليه حتى لو في خيالها
- هيا يا فرح ، أمامنا ساعة بالضبط قبل أن يهل غيثهم علينا
على الأقل اليوم لن تتصدى وحدها لنظراتهم و كلماتهم ، لغمزاتهم و لمزاتهم ، فرح ستحمل عنها قليلا.

inay 03-01-18 10:31 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لااااااااا كيف ساصبر للفصل القادم اصبحتي شريرة و متخصصة قفلات
ابداع يا اختي ما شاء الله احب اسهابك في الوصف تجعلينني اعيش احداث روايتك خصوصا مواقف ماهر و ليلى
على ذكر ليلى هاهي تعود للانهزامية و السلبية لا اعلم كيف ستجعل ماهر ينظر اليها و هو الذي اعجب بكاميليا بسبب ثقتها في نفسها و شخصيتها التى تفرض بها نفسها .. هل يعقل ان يحب رجل امراتين تبدوان ظاهريا متناقضتين الا ان اكتشف عمق ليلى لكن كيف و هما لا يكادان يتبادلان الا جملا معدودة
ارى انك تطبخين هذه العلاقة على نار هادئة و رغم انني اتلهف لتقدم فيها الا انني استمتع بشدة بهذه الوتيرة التي تسيرين عليها

مي لعلك يا فتاتي الصغيرة ستكون الغطاء الذي يخبئ خلفه الباشا ابقاء ليلى في بيته اكثر من المدة المحددة سابقا
انتظر هدية ليلى و تعامل مي معها في الحفل خصوصا بحضور اهل والدها
فرح لا احب هذا النوع من الفتيات ..التفاهة لا يبررها مجتمع و افكار سائدة .. السباحة مع التيار تستهوى العاديين من الناس وحدهم المميزون يرسمون طريقهم بانفسهم
شادي اعتقد انه يتسلى على الارجح يريد تجريب فتاة من عائلة متوسطة و محافظة كمغامرة جديدة .. على كل سنرى ما تخبئينه لهما و دور ليلى في هته العلاقة
دمني بود لا عدمنا ابداعك و ارجو ان تعجلي لنا في التتمة نحترق لنرى ليلى بالفستان الازرق و الذي يصادف لون عيني زوجها فعلا هههه
موفقة دائما سلااام

نغم الغروب 03-01-18 11:34 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
لم تعرف كم هي مخطئة إلا حين أوشكت الحفلة على الانتهاء و بدأت ميْ في فتح هداياها.
طوال الوقت تحملت كل شيء لوحدها بينما أختها انعزلت في كوكبها الخاص كالعادة و هي تتبادل النظرات و الرسائل مع شادي الجالس غير بعيد مع باقي الرجال.
أخيرا حانت لحظتها الوحيدة الخاصة مع ميْ حين أتتها هذه الأخيرة بخطواتها القافزة
- ليلى ، أين مفتاح الصندوق الذي أهديته لي
- احتفظت به معي يا ميْ لأني لا أريد أحدا أن يرى هديتي إليك سواك ، فيما بعد أريها لهم إن شئت لكن اليوم أريدها أن تكون سرنا الصغير

أومأت ميْ برأسها موافقة و عيناها تتعلقان بأصابع ليلى و هي تفتح الصندوق الصغير ، وهي تخرج منه السلسلة الذهبية الرقيقة و أخيرا و هي تضعه في كفها تريها الحلية التي تدلت منها
و الكلمة التي نُقِشَت فيها
كا مي ليا
- لأنه هكذا كانت تفكر فيك كاميليا ، قالت و هي تضعها في كفها برِقَّة
حروف اسمها تحضن حروف اسمك
أنت صغيرتها و اسمك تصغير لاسمها

برقت عينا ميْ فأسرعت تحتضنها و تقبلها بحنان
- كلا أرجوك لا تبكى حبيبتي ، لا تبكي و إلا ستقوم جدتك بقتلي

بدمعة و ابتسامة ، هكذا فارقتها أخيرا و هي تعود لتفتح باقي هداياها.
- ما شاء الله ، كل هذه هدايا ، يا حسرتي على نفسي
- لا تحسديها يا فرح ، لا تنسي أنها فقدت ما لن تعوضه جميع الهدايا في هذه الدنيا ، أمها

نغم الغروب 03-01-18 11:36 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
رأى شادي يتوجه بأريحية نحو النساء و الأطفال
لم يلتفت إلا حين شعر أصابعه التي اشتدت على ذراعه و هو يجذبه إلى الخلف
- إلى أين يا باشا ، سأله ببرود
- سأنادي على أمي و شاهيندا
- جيد أنك مازلت تتذكر أن أمك وأختك موجودتان لأني لم أرك تنظر نحوهما طوال الحفلة
أشار بذقنه إليها و قال :
- بصراحة أريد أن أكلمها قبل أن تغادر

تجاهل إشارته و هو يسأله ببرود أكبر :
- من هذه ؟
- فرح أخت ليلى
- ليلى هكذا دون ألقاب ، هل كنتما سويا في الحضانة ؟
نظر إليه بعدم فهم قبل أن يقول باستغراب :
- طوال عمري كنت أنادي كاميليا رحمها الله دون ألقاب
- كاميليا شيء و ليلى شيء آخر ،
كاميليا كانت تكبرك سنا ، أضاف يقنع نفسه قبل أن يقنع الشاب الذي ما زال ينظر إليه باستغراب
- كيف تريدني أن أناديها ؟
- لا أريدك أن تناديها ، و الآن عد من حيث أتيت ، غرامياتك مارسها في مكان آخر و ليس داخل بيتي

راقبه يقفل راجعا ، يتخذ مجلسه بين الجنس الخشن بامتعاض و عيناه لا تتركان الفتاة لحظة واحدة. أشار لليلى أن تقترب و ضيقه يزداد.
- ليلى ، قال لها بلهجة آمرة ، أريدك في مكتبي حالما ينصرف الضيوف ، لا تتأخري

و كأني أقدر ! تمتمت و هي تراه ينصرف و يتركها كالعادة.

نغم الغروب 03-01-18 11:40 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
وقف أمامها فاردا طوله
و وقفت أمامه و هي تشكر في داخلها مخترع الكعب العالي.
- ليلى ، قال بتردد غريب عنه ، أفترض أنك تعلمين عم أود أن أحدثك

أكيد لن يعترف لها بمقدار المعزة التي يحملها في قلبه من أجلها ، هذا ما هي متأكدة منه ، والآن تكلم يا باشا ، تكلم فالتردد لا يليق بك
لم ترفع عينيها إليه و هي تنتظر حروفه في صمت
- اسمعيني يا ليلى لست متعودا على التدخل في شؤون الآخرين ، لكن الموضوع مختلف هذه المرة بما أنه يتعلق بك
سكت مقطبا ثم واصل بهدوء :
- ليلى انصحي أختك أن تبتعد عن شادي

أومأت موافقة و هي تخفض عينيها أكثر
بالطبع ، اثنتان منها في نفس العائلة هذا أقوى من طاقتهم على التحمل
- يجب أن تعرفي يا ليلى أن شادي مختلف عني

هل قال شيئا آخر ، لا تذكر لأن جملته القصيرة التي أضافها تكرما منه استطاعت أن تغرقها في بحر من الذل.
أرجوك ، طلبت منه في سرها ، لا تكتف بغرس السكين في قلبي ، كلا إنما أدرها و قم بِلَيِّها مرارا و تكرارا ، هكذا حضرتك تؤلم أكثر.
- ليلى ، ناداها و يده تمتد لذقنها ترفع وجهها إليه
تأمل دموعها قليلا ثم أضاف :
- لا أدري كيف فهمت كلامي يا ليلى ، ما أريد قوله هو أنه إذا كانت أختك مثلك و هذا هو الأرجح فتأكدي أن شادي لا يستحقها

- ليلى ، ناداها ثانية بصوت خفيض و إبهامه تترك ذقنها لتداعب صفحة خدها بلطف
شعرت أنها تذوب تحت دفئ لمسته ، تذوب و تذوب و رغما عنها اعترفت أنه هو وحده من كان يقاوم طوال الوقت
أما هي فضائعة ،
ضائعة تماما ، ضائعة للغاية
كل ما يحتاجه هو أن يأمر و في اللحظة التالية ستكون طوع بنانه
رفعت عينيها إليه تسأله بنظراتها لم المقاومة ؟ حتى متى ستظل تكابر ؟
كأنه استجاب لتوسلها الصامت فشعرت بلمساته تزداد رِقَّة و رِقَّة
إلى أن فُتِح الباب دون أيّة رقة لتبرز منه حماتها
نظرت إليهما بل إليها هي تلك النظرة
إلى الحوض الآن ، أمرت نفسها و هي تنسحب بأحلامها و أوهامها أمام هجوم حماتها الصامت ، إلى الحوض و بسرعة لتغسلي وجهك بالماء و الصابون.
الناس يبصقون بأفواههم و حماتها تبصق بكل شيء فيها حتى بنظراتها.

نغم الغروب 03-01-18 11:50 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
- اسمعني جيدا يا حبيبي ، نطقت أمه أخيرا بعد أن بدأ يتململ من نظراتها الجامدة
اليوم لن أكلمك عن مصلحتك فقط بل عن مصلحتها هي كذلك
- أصبحت تحبينها إذن يا أمي ؟ سبحان الله
- كلا لا أدعي أني أحبها و لكني أم و لدي بنتين و لا أريدك أن تفعل شيئا تندم هي عليه قبلك أنت

نظر إلى الأعلى و هو يستغفر الله في سره . و أرغم نفسه علي الاستماع في صمت.
- أنت لا تنظر إلى الموضوع بعقلك الآن يا ماهر
أنت رجل و غريزتك هي التي تقودك
أنا أمك و أعرفك
و أعرف أن رجلا اختار كاميليا يستحيل أن يقبل بفتاة مثلها
أنت يا بني لديك مواصفات خاصة في شريكة حياتك و أنت تعرف و أنا أعرف
أنك ستتركها في جميع الحالات
لذلك اتركها الآن بني
من أجلها لا من أجلك فقط اتركها الآن أفضل لها و أشرف لها

…………………………………


أجلس ابنته على حجره و هو يستمع لحديثها له بابتسامة و عقل شارد
ليس شاردا بالضبط
عقله مع نظره يتابعان الفتاة التي تحاول جاهدة أن تتماهى مع أثاث الغرفة
بدت له شابة جدا في ثوب نومها القطني و ضفيرتها التي تتراقص بخفة على طول ظهرها ، أقرب إلى طفلة منها إلى امرأة ، المشكلة الوحيدة أنه يعرف جيدا أنها ليست طفلة
كانت تتحرك بعيدا عنهما ، تفرز أكوام الهدايا و تحاول ترتيبها
- أبي انظر إلي حين أكلمك ، أنت لا تستمع إلي

بصعوبة غادرت عيناه الفتاة لتعودا إلى وجه ابنته الغاضب
- أنا أسمعك حبيبتي
- أخبرني إذن ماذا كنت أخبرك لتوي
ضرب يدا بيد و هو يقول بأسف :
- نسيت يا مي لكن لا بأس أخبريني مرة أخرى و أعدك أن لا أنسى

ابتسم و هو يشاهدها تنفخ بشفتيها كثور صغير جميل.
لسوء حظه ابنته ليست من النوع المستسلم ، لم ترث هذه النقطة من أمها
تريد اهتماما كاملا غير منقوص
ابتسمت ليلي بحزن و ظهرها إليهما
المسكين إنه يريدها لكنه لا يريد أن يتورط معها
يريدها و لكن ماذا يستطيع أن يفعل و عجرفته تمنعه
عبست وهي تفكر أنه ربما لم يكن يريدها هي بالذات
هو رجل لديه رغبات و حاليا هي المرأة الوحيدة التي تحل له.
من هذه الناحية على الأقل ضميرها مستريح تماما
لم تحاول و لو لمرة أن تستثير رغبته بتلك الطرق الرخيصة
لم تنحني أبدا أمامه ، لم تتلوى ، لم تتثنى
لم تقم بأي من تلك الحركات التي تجيدها بعض البنات ، تلك الحركات التي لا تدري في أي مدرسة مسائية يتعلمنها.
سمعته يتنهد بعمق و راقبته بطرفي عينيها و هو يقوم ليغادر بعد أن طبع قبلة دافئة على خد ابنته.
وقف عند الباب تردد قليلا ثم ناداها بصوت خافت :
- ليلى ، تعالي ، أريدك قليلا

سارت إليه كلها تساؤل ، هل تسمح لنفسها أن تأمل ، أن تحلم ؟
حملت عيناها تساؤلاتها و هي ترفع نظرها إليه
- سأسافر لمدة أسبوعين تقريبا ، توقف قليلا ثم واصل ، عندما أعود يجب أن نتحدث.

نتحدث : خمسة حروف و الطريقة التي قالها بها أجابت كل الأسئلة.
خفضت عينيها و هي تشعر بكل أوهامها تتبخر دفعة واحدة
بالطبع هكذا هو و هذا ما يجب عليه فعله.
لن يكون ابن أمه إذا لم يفسد عليها اليوم الوحيد الذي شعرت فيه بفرحة حقيقية منذ دخلت بيته.
أومأت برأسها في صمت و هي تشعر بغصة في قلبها .
دعت في سرها أن يختفي من أمامها حالا ، و هي تشعر بدموعها تحرق مآقيها
تمنت لو تستطيع أن تغلق الباب في وجهه كما أغلق قلبه في وجهها لكن تربيتها منعتها.
كرهته في تلك اللحظة ، كرهت نفسها ، كرهت دموعها التي فضحت ضعفها ، كرهت وقوفه بلا حراك أمامها ، يُشْعِرُها أن الحياة معها مغامرة لا تستحق أن يخوضها من أجلها
من أجل امرأة أخرى نعم ، لكن ليس هي ،
ليس هي من كل شيء فيها عادي ، جمالها عادي ، اسمها عادي ، حياتها عادية ، عائلتها عادية
لكن صدقني أنت الخاسر ، فكرت تواسي نفسها ، أنت الخاسر لأن حبي غير عادي ، قلبي غير عادي ، روحي غير عادية
و الآن انقلع من أمامي ، انقلع و لا تنس أن تأخذ معك عجرفتك ، ترددك ، قلبك البارد و معاييرك المستحيلة ، خذ كل هذا معك و انقلع و لا تعد
- ليلى ، جاء صوت مي كنجدة عاجلة

لم تنظر إليه ربع نظرة ، رآها تستدير بسرعة لتختفي من أمامه و تترك مكانها باردا خلفها
- ليلى لماذا تبكين
- من السعادة يا حبيبتي ، بصوت واضح و مسموع واصلت ، سعيدة لأن كل شيء انتهى على خير كما خططنا له ، انتهى دون أن تحصل مفاجآت غير سارة

نغم الغروب 03-01-18 11:51 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
نهاية الفصل و نهاية عذابي مع النت ابن ال..........................................
...............................

نغم الغروب 04-01-18 12:32 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inay (المشاركة 3695909)
لااااااااا كيف ساصبر للفصل القادم اصبحتي شريرة و متخصصة قفلات
ابداع يا اختي ما شاء الله احب اسهابك في الوصف تجعلينني اعيش احداث روايتك خصوصا مواقف ماهر و ليلى
على ذكر ليلى هاهي تعود للانهزامية و السلبية لا اعلم كيف ستجعل ماهر ينظر اليها و هو الذي اعجب بكاميليا بسبب ثقتها في نفسها و شخصيتها التى تفرض بها نفسها .. هل يعقل ان يحب رجل امراتين تبدوان ظاهريا متناقضتين الا ان اكتشف عمق ليلى لكن كيف و هما لا يكادان يتبادلان الا جملا معدودة
ارى انك تطبخين هذه العلاقة على نار هادئة و رغم انني اتلهف لتقدم فيها الا انني استمتع بشدة بهذه الوتيرة التي تسيرين عليها

مي لعلك يا فتاتي الصغيرة ستكون الغطاء الذي يخبئ خلفه الباشا ابقاء ليلى في بيته اكثر من المدة المحددة سابقا
انتظر هدية ليلى و تعامل مي معها في الحفل خصوصا بحضور اهل والدها
فرح لا احب هذا النوع من الفتيات ..التفاهة لا يبررها مجتمع و افكار سائدة .. السباحة مع التيار تستهوى العاديين من الناس وحدهم المميزون يرسمون طريقهم بانفسهم
شادي اعتقد انه يتسلى على الارجح يريد تجريب فتاة من عائلة متوسطة و محافظة كمغامرة جديدة .. على كل سنرى ما تخبئينه لهما و دور ليلى في هته العلاقة
دمني بود لا عدمنا ابداعك و ارجو ان تعجلي لنا في التتمة نحترق لنرى ليلى بالفستان الازرق و الذي يصادف لون عيني زوجها فعلا هههه
موفقة دائما سلااام


لا يا حبيبتي و الله مش شريره خالص يا ريت أعرف
النت هو الي شرير و بن تيت كمان
متشكره على كلامك اللطيف و ذوقك الحلو الي عودتيني بيه
تعلقا على سؤالك " هل يعقل ان يحب رجل امراتين تبدوان ظاهريا متناقضتين" آه يعقل ، حسب رأيي طبعا ، عشا زي ما انت قولتي بعد كده ممكن هما الاتنين مخلتفين في الي بره لكن من جوه فيه حاجات كتير يشبهو فيها بعض ، ما تنسيش ان هما كانو صحاب
فرح نموذج كان لازم أقدمه عشان موجود كتير حوالينا بس انتي لسه هتشوفي نواحي تانيه فيها
حبيت تعليقك جدا رغم اني تمنيت انك تعلقي على الفصل كله إلا إن النت عملها معايا المره دي
تسلميلي حبيبتي و دمت في حفظ الله و رعايته

الخاشعه 04-01-18 06:34 AM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
تسلم ايدينك ...بارت المشاعر اتعبني نفسيا
كل ما قرب وقلنا انحلت العقده تتعقده اكثر
فرح فكرها مريض وشادي دلوع العايله ياخوفي يحطمها ويتركها
اليوم كفيتي وفيتي والبارت طويل وجميل😙

الخاشعه 05-01-18 01:30 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
قرأت البارك للمره الرابعه اتوقع صعب ننتظر اسبوع...هذا تلميح للكاتبه الرائعه....واللبيب بالاشارة يفهم 😍

نغم الغروب 05-01-18 01:39 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
حبيبتي الخاشعة
أولا جمعة مباركة عليكي و على أمة الإسلام إن شاء الله
شرفتيني و أسعدتيني بمتابعتك ليا
انتي من أول المساندين ليا من يوم ما كنت لسه على البر و ببتدي خطواتي الأولى
سعيدة حبيبتي لحماسك و عشان خاطرك هحاول قد ما أقدر أخلص الفصل الجاي بسرعة
ربنا يكرمك و يسعد أيامك بنعمة الحمد و الرضا يا رب

inay 06-01-18 02:32 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
سلام اختى .. و هاني رجعت مرة ثانية بعد قفلة النت الشرير :) لاعلق على بقية الاحداث
تسلم يمينك على هذا القدر من الاستمتاع الذي تمنحه لنا
ماهر يصارع نفسه بين رغبته بها كرجل و مشاعره اللتي بدئت تميل و بين نفوره كونها مطلقة و كونه لم يقتنع بها و لم يخترها عقله .. ليش ما يحاول يتعرف عليها كشخص ليش ما يترك لنفسه فرصة اكتشافها ؟
يالله ننتظر الحديث المصيري الذي سياتي بعد عودته من السفر
اتوقع على عكس ليلى انه سيطلب منها البقاء لمدة اطول و سيتحجج بابنته او باي شي اخر فلا هو الذي يخطو نحوها خطوة جدية و لا هو الذي يترك سبيلها ..
ليلى و فرح دعوة فرح للحفلة قد يفسرها الجميع على انها تشجيع لفرح .. فرح تصرفاتها تنم عن قلة وعي و كما قلتي هى نموذج عن كثير من الفتيات الماديات في مجتمعنا
المهم ننتظر الفصل القادم و نتمناه عن قرييييييب
شكرا للمرة الالف

د ا ن ة 09-01-18 05:53 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
...
يعجبني اسلوب الكوميديا في حوارات ليلى.. أحسنتي 🤗
واصلي على هذا الأبداع ..
..
متشوقة جدا جدا للبارت القادم
وأنا أيضا ألمح للكاتبة 😎
..
نريد بااارت قريب أرجوك لا تتأخري

نغم الغروب 09-01-18 06:16 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة inay (المشاركة 3696042)
سلام اختى .. و هاني رجعت مرة ثانية بعد قفلة النت الشرير :) لاعلق على بقية الاحداث
تسلم يمينك على هذا القدر من الاستمتاع الذي تمنحه لنا
ماهر يصارع نفسه بين رغبته بها كرجل و مشاعره اللتي بدئت تميل و بين نفوره كونها مطلقة و كونه لم يقتنع بها و لم يخترها عقله .. ليش ما يحاول يتعرف عليها كشخص ليش ما يترك لنفسه فرصة اكتشافها ؟
يالله ننتظر الحديث المصيري الذي سياتي بعد عودته من السفر
اتوقع على عكس ليلى انه سيطلب منها البقاء لمدة اطول و سيتحجج بابنته او باي شي اخر فلا هو الذي يخطو نحوها خطوة جدية و لا هو الذي يترك سبيلها ..
ليلى و فرح دعوة فرح للحفلة قد يفسرها الجميع على انها تشجيع لفرح .. فرح تصرفاتها تنم عن قلة وعي و كما قلتي هى نموذج عن كثير من الفتيات الماديات في مجتمعنا
المهم ننتظر الفصل القادم و نتمناه عن قرييييييب
شكرا للمرة الالف


تعليق طويل و جميل كالعادة
مبسوطه لأنه الصراع الي جوه ماهر وصلكو
انتو ما بتعرفوش قد ايه بتدوني "زخم " على حد تعبير الناس المثقفين خالص
كل أسئلتك الجايه هيتم الإجابه عليها في الفصل الجاي إن شاء الله
و فرح كمان هتشوفوها تاني يارب بس ما يكونش دمها تقيل عليكو
شكرا ليكي تاني و دمت في حفظ الله و رعايته

نغم الغروب 09-01-18 06:24 PM

رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د ا ن ة (المشاركة 3696167)
...
يعجبني اسلوب الكوميديا في حوارات ليلى.. أحسنتي 🤗
واصلي على هذا الأبداع ..
..
متشوقة جدا جدا للبارت القادم
وأنا أيضا ألمح للكاتبة 😎
..
نريد بااارت قريب أرجوك لا تتأخري

شكرا حبيبتي على مرورك اللطيف
و الله محرجه منكم يا جماعه
أنا عارفه إني بتأخر و الفصل ما بيكونش طويل بس أعمل ايه بس يا ربي
يلا هانت كلها تلات فصول و الروايه تخلص
اصبرو علي شويه كمان


الساعة الآن 08:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية