لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-17, 04:46 PM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

الفصل التاسع


"
- آسفة قلت له ذات يوم و هو يستعد لمغادرة بيتنا بعد أن اطمأن على حالة أمي ، آسفة لأننا أتعبناك معنا.
- لا تأسفي ، قالها دون أن يضيف كلمة أخرى
و لكني شعرت من وقفته ، من تعابير وجهه ، من نظراته التي يخص بها جميع الأشياء ما عدا عيني ، شعرت أنه مستعد دائما أن يتعب من أجلي ،
من أجلي أنا.
كيف لا أحبه إذن ؟
كيف لا أحبه و أنا أرى قوته في صبره على المرضى و نزوات المرضى ؟
كيف لا أحبه و أنا أرى رحمته في حنانه على من نسوا معنى الحنان ؟
كيف لا أحبه و هو من هو ؟
كيف أمنع قلبي عنه و أنا أقضي يومي أفكر فيه و أنام لأحلم به ؟
كيف أمنع قلبي عنه ؟

يقولون كل شيء يجوز في الحب و الحرب
شيء واحد كان يستوقفني عند هذه العبارة :
هل الحب حرب أم استسلام؟
الآن فقط عرفت أنه الاثنين معا
في البداية يكون حربا بين القلب و الضمير ،
بين الكبت و الرغبة ،
بين ما تريده و ما لا يجب عليك فعله
صغيرا بائسا لا يكاد يذكر ، هكذا يكون في البداية
قد تضحك ، قد تقول و أنت تهز رأسك كلا ليس أنا ،
كلا ليس هكذا ،
كلا ليس مع هذا الشخص

ثم و أنت في عزّ إنكارك… يأتي استسلامك
في عز قوتك .... يظهر ضعفك
و يصبح هو السيد ،
هو الغالب ،
هو الآسر
و الحب سيد من العصر الآبد ، سيد يؤمن بشدة بالرِّقِّ و العبودية ،
سيد يريد منك أن ترضخ حتى لو أدمى قلبك بسياط الشوق
حتى لو ذبحك بسكاكين الرفض و الجفاء
و آه ما أقساه في توحّشه
و آه ما أحلاه في دفئه
ذلك الدفء الذي يجتاح كياني كلما سمعته أو سمعت عنه….
حبيبي الدكتور طارق "


……………………………………………………………………..
…………………………………
…………………..

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 30-10-17, 04:50 PM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

منذ يومين حلمت به و الآن ها هي تأتي للنادي لتجده يملأ المكان ، كل المكان بحضوره.
كأنه لا يكتفي بأن يلاحقها في أحلامها ، في أفكارها ، في أي لحظة يشرد فيها عقلها ليلحقها هنا أيضا حيث أرادت أن تهرب منه و من ذكرى لقائهما البائس الأخير.
ها هي الآن تراه و لا يراها.
تراقبه من بعيد.
جالسا يوزع ابتساماته على من حوله : والدته ، ابنته و ابنة خالته شاهيندا ،
"الجميلة الهائمة" كما كانت تسميها كاميليا.
جميلة ، جميلة جدا في الواقع.
ذلك النوع من الجمال الذي يشعر الأخريات بالنقص و ربما بالمرارة ، كما تشعر هي الآن و هي تراه يتحدث معها و ابتسامة هادئة على شفتيه.
كان أي مُخرج ليفرح بهما و هو يراهما هكذا معا.
الثنائي الذهبي ، هكذا يبدوان ، هو ببنيته القوية و رجولته الناطقة و أناقة لبسه و حركاته و هي بجمالها و سحر أنوثتها الذي يظهر في جميع حركاتها ، من إشاراتها ، إلى نظراتها ، إلى طريقتها و هي تُميل رأسها و تُسبل رموشها و تستمع إليه في جمال حالم.
كان المشهد أمامها مثاليا بالفعل كأنه لقطة من أحد أفلام الحُب.
حتى جميع الأشياء حولهما بدت كأنها تبارك الاتحاد بينهما : خضرة المكان ، شدو العصافير ، ضحكة ابنته الصافية و ابتسامة والدته التي احتلت نصف وجهها و هي تراقبهما بسعادة.
لماذا تشعر إذن أنها هي الوحيدة التي لا تستطيع أن تشارك الطبيعة و الناس هذه الفرحة ،
لماذا تشعر بهذه الحرقة لرؤيتهما معا هكذا ،
لماذا تشعر بنارها تزيد و تهيج و تشتعل أكثر كلما رأته يبتسم لها ،
من أجل كاميليا بالطبع ، فكرت و هي تتنهد ،
هذه المرارة التي تشعر بها تسكن حلقها هي من أجل كاميليا ، هذا الغضب هو من أجل كاميليا لا أكثر.
نعم من حقها أن تغضب ، فالرجل قضى الوقت بعد وفاة زوجته في الشك فيها ثم ما إن ماتت شكوكه حتى أسرع يفرغ قلبه من ذكراها ليفسح مكانا لامرأة أخرى.
امرأة أخرى…
تنهدت و هي تجذب عينيها بعيدا عنه.

- ترى ما الذي يشغل تفكيرك يا ليلى ؟ سألتها شقيقتها الصغرى بعد أن عادت عيناها من جولتهما الشاملة للمكان و شاغلي المكان.
- لا أحد يا فرح ، لا أحد

بابتسامة يتراقص فيها المرح و المكر قالت :
- على فكرة يا ليلى ، أنا سألت ماذا ، لم أسأل من ؟

استدارت ليلى في كرسيها لتواجهها تماما و هي تنظر لها بحزم لم تقدر أبدا على إتقانه :
- هل ذَرّة العقل الذي أكرمك الله بها تريدين إهدارها علي أنا ، ارحميني أرجوك
- أفضل من إهدارها على أحد غريب ، قالت و هي تغمزها مداعبة ثم أضافت بنزق :
- بصراحة أنا لا أفهم لماذا تصرين أن ننزوي في هذا المكان كأننا فارين من العدالة
- و أين تريد أن تجلس نجمة الجماهير

تجاهلت فرح سخريتها و هي تشير بكلتا يديها إلى وسط المقهى :
- في قلب الحدث طبعا : أرى الناس و يرونني ، أسمعهم و يسمعونني
- ربما مرة أخرى يا فرح ، أجابتها و هي تعود لشرودها ، لكن ليس اليوم ، ليس اليوم.
………………………………………….

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 30-10-17, 04:52 PM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

- ليس اليوم يا أمي أرجوك ، لا داعي لفتح هذا الموضوع اليوم بالذات.
- متى إذن يا ماهر ، لقد مرت خمسة أشهر على موت كاميليا و الحيّ أبقى من ..
- أربعة أشهر و ثلاثة أسابيع يا أمي ، قاطعها بهدوء
- فليكن ، ما أقصده هو أنه حان الوقت لتبدأ التفكير في المستقبل

نظر أمامه ببرود ثم قال بملل :
- مهما كان المستقبل يا أمي فلا مكان لشاهيندا فيه.

هزت السيدة ثُريّا كتفيها ثم أجابت بامتعاض:
- لا تعتقد يا ماهر أن ابنة خالتك عرضة للعنوسة ، لديها صف من المعجبين الذين يتنافسون لنيل رضاها، إن سبقك أحد إليها صدقني ستكون أنت الخاسر.

انتقل البرود من عينيه إلى صوته و هو يقول ببطء :
- أنا لا أذكر يا أمي أني اشتركت في هذا السباق و لكني أعدك أن أحجز مكاني في مقاعد المتفرجين منذ الآن فلا أحد يريد تفويت هذا النوع من المباريات.
- فقط لو أعرف سر اعتراضك على ابنة خالتك يا ماهر ، إن كنت تبحث عن الأصل فأنت تعرف جيدا أصلها ، إن كنت تبحث عن الجمال فهي جميلة مثل كاميليا رحمها الله.
- أمي أنا لم أتزوج كاميليا لأنها جميلة ، أنا تزوجتها لأنها كاملة

بضيق لم تحاول إخفاءه قالت :
- الكمال لله يا بني
- بالطبع يا أمي و لكن كاميليا و رغم نقائصها أكمل عندي من كل من سواها

و كأن هذه الجملة كانت هي التعويذة التي نجحت في جعل أمه تصمت أخيرا و تترك له الفرصة ليغرق في أفكاره بحُرّية.

كاميليا….
ربما يعجز عن تذكر ملامحها و لكن قلبه يتذكر جميع تفاصيل عشقه لها.

قبل أن يحبها كان مثل الكثير من الرجال : يأخذ رأس دولي يلصقه برقبة نيفين يضع معهما عيني سهى و حاجبي أسماء و ربما شعر وداد ثم يضع كل هذا مع جسد شيري و أحيانا ، لا يستطيع أن ينكر، جسد نواعم.
ثم لا ينسى طبعا أن يضيف عقل السيدة تفيدة ، حنان أمه و خفة دم جدته و يبدأ في البحث عن امرأة بهذه المواصفات.

بعد أن وقع قلبه في أسرها صارت جميع النساء كاميليا و صارت كاميليا جميع النساء.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 30-10-17, 04:55 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

ابتسم و هو يتذكر ذلك الموقف الذي جعل كاميليا تغزو قلبه و تتربع على عرشه.
كان قد لاحظها من قبل بالطبع ، و من لم يكن ليلاحظ فتاة طويلة و جميلة ؟
لاحظها كما لاحظ غيرها من جميلات الكُلّية.
لكن تلك الفتيات شيء و كاميليا شيء آخر.
تلك الفتيات بطريقتهن في ارتداء الثياب أو بالأحرى في عدم ارتدائها كان يود لو يأخذهن وراء مبنى ما يعلمهن الأدب بطريقته ثم ينسى كل شيء يتعلق بهن.

لكن كاميليا كانت مختلفة ، منذ أن وقعت عليها عيناه عرف أنها مختلفة.
أكثر ما جعله يتابعها بفضول هو كلاسيكيّتها.
كلاسيكية جدا في الواقع خاصة بمظهرها : دائما تلك التنانير الطويلة و البلوزات الأنيقة ، دائما تلك الأحزمة العريضة على خصرها و ذلك العقد الطويل على صدرها حتى أنها كانت دائما تحرص على نفس الوقفة ، متكئة على ساقها اليسرى و طرف حذائها الأيمن مرتفع قليلا عن الأرض.

كلاسيكية إلى أبعد الحدود كأنها كانت ترفض بشدة أن تغادر العقد الماضي ، كأنها كانت تبذل كل جهدها في أن تبدو أكبر من عمرها و قد نجحت في مسعاها فكثير من الطلبة الجدد كانوا يحيونها باحترام و هم يعتقدونها معيدة في الكلية.

في ذلك اليوم كان جالسا يتوسط رفاقه المعتادين ، يرتشف قهوته في صمت و يستمع لثرثرتهم التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد حين لفت انتباهه تصفير فاروق المميّز و هو يشير بذقنه و يقول :
- انظر إلى قاهر قلوب العذارى يجرب حظه مع من .

حينها نظر بفضول ملول ليلفت انتباهه ذلك الحسام و هو يقترب من كاميليا و يبدأ في التحدث إليها بتلك الحميمية التي يجيدها جيدا ، تلك الحميمية التي تجعل أي فتاة يكلمها تشعر أنها المرأة الوحيدة الموجودة من أجله في هذا العالم.
رأى كاميليا تلتفت إليه و تحدثه في هدوئها المعتاد الذي على ما يبدو شجّعه على التمادي فوضع يده على أعلى ذراعها و بدأ يحركها ببطء نزولا و صعودا.

و صعدت حينها كل الأعين إلى وجه كاميليا تترقب و تراقب ردة فعلها.
ردة فعلها التي جاءت على عكس توقعاتهم جميعا ، لم تغضب ، لم تضحك ، لم تتمنع بدلال ، كل ما فعلته هو أنها نظرت إلى يده كأنها شيء يزحف على ذراعها ثم بطرفي سبابتها و إبهامها رفعت يده و أعادتها بهدوء إلى جانبه ، كل هذا و هي لم تكف عن الكلام مع صديقتها.

إلى هذه اللحظة يذكر كيف وقف ذلك الشاب و ذلك التعبير على وجهه و إلى هذه اللحظة يذكر كيف التصقت عيناه هو بكاميليا و لم يستطع إبعادهما عنها حتى و هو يسمع التصفيق و التصفير و التهليل يرتفع حوله.

و منذ تلك اللحظة دخلت كاميليا إلى تفكيره و لم تشأ أن تتركه بسلام.
لم يسبق لامرأة أن شغلته بتلك الطريقة لذلك عرف أنه لن يهنأ له بال إلا حين تكون له.

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 30-10-17, 04:59 PM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أغداً ألقاك ؟ / بقلمي

 

و الآن بعد خمسة عشر عاما من ذلك الموقف يجد نفسه في نفس الحالة من جديد كأنه لم يكبر سنة واحدة.
لا يدري لم لا يستطيع أن يطرد تلك الفتاة من رأسه ، و لا ذلك المشهد الذي يتكرر في عقله باستمرار ، مشهدها و هي تمزق الشيك.
ليس التمزيق بحد ذاته هو ما فاجأه ، توقع ذلك كما توقع أن تعيده له ، أن تغضب ، أن ترفض و لكن لم يتوقع أن تتصرف بتلك الطريقة ، بكل ذلك الهدوء .

كالمأخوذ راقب أصابعها الرقيقة تطوي ثم تمزق ، تطوي ثم تمزق ، دون أن تنظر إليه ، دون أن يبدو عليها أنها تشعر بوجوده أصلا ، كأنها منعزلة عنه ، بعيدة جدا بذاتها و بأفكارها.
ثم بدهشة أكبر راقبها و هي تقوم بتطييرها في الهواء الخفيف و تعود لتجلس بنفس الهدوء ، بنفس الشرود ، كأن هذا هو ما أرادت فعله في تلك اللحظة أن تطير بعيدا عنه.

هو الآخر حاول تجاهلها و حتى حين حيته ، عند مغادرتها لسيارته ، لم يكلف نفسه عناء الرد عليها و لم يلتفت إليها حتى.
لكن كل ذلك لم يساعده على محوها من تفكيره رغم مرور أكثر من أسبوع على رؤيته لها.

- بابا ، أعاده صوت طفلته إلى واقعه و جلسته ، بعد إذنك سأذهب لأسلم على ليلى.

ليلى

نظر بحدة إلى حيث تجسدت الفتاة من أفكاره فصارت واقعا .
راقبها تلتفت إلى الخلف و هي تسمع اسمها يَرِنّ من حنجرة ابنته ، و هي تنحني عليها تقبلها من خدها ، ثم وهي تستمع بابتسامة لكلامها عن شيء ما بحماس ، ثم و هي تتحدث إلى تلك الفتاة التي لا تشبهها كثيرا و لكن بالتأكيد شقيقتها لأن لديهما نفس الدم ، كل هذا و هي تتجنب النظر إليه.

شاهد ابنته في تلك اللحظة تقول شيئا ما و تشير إليه ، اعتدل في جلسته و هو يراها تلتفت أخيرا إلى مكان جلوسهم و ترفع يدها تحيي والدته.
و أخيرا راقب ابتسامتها تخبو عند التقاء نظراتهما ثم سرعان ما شبكت ذراعها في ذراع أختها و غادرت.

- ماهر ، التفت إلى أمه ليجدها ترمقه بعبوس
- هذه المرة الثالثة التي أناديك فيها ، أتمنى أن أعرف سرّ شرودك

يتمنى ذلك أيضا ، كلا ، كلا من الأفضل ألا يعرف.

- لا شيء يا أمي ، لا شيء مهم.

……………………………………
………………………………….

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موزة, الأبيض, الشاي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:06 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية