منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الروايات المغلقة (https://www.liilas.com/vb3/f836/)
-   -   آمالٌ كفيفة / بقلمي (https://www.liilas.com/vb3/t203127.html)

لَحَّنْ 25-11-16 08:09 AM

آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
https://up.harajgulf.com/do.php?img=1289293




*







البِداية !



رحلتُنا الطويلة في هذه الحياة مُفعمة ما بين أملٍ وألم .. وخيرٍ وشر
وضحكة وغصة .
فنحنُ كرُكابِ سفينةٍ تمضِي لتقاوم عاصفةً هوجاء .

فتضربنا الأمواج من هُنا وهُنا , نُصارع خوفنا من المجهول
واللامعروف , نستظلُ تحتَ ظلالٍ من الأمل لنقِي أنفسنا شر القادم
ولكن يا قسوةَ الحياة حينما تكُون هذه الآمال " آمالٌ كفيفة "


فصول الروايه
المقدمه و الفصلين الاول و الثاني
متتاليه في نفس الصفحه
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصلين السابع و الثامن متتابعين



لنبدأ !


لَحَّنْ 25-11-16 08:12 AM

الإهداء .
 



*


إهِداء !











إلى والدتِي العاكفة فجراً في محرابها .
إلى تلك الباكية من ضربِ الأحزان .
إلى ذلك المُتعب من ألمِ الحُب .
ولكُل من لديهِ أملٌ كفيف .


لَحَّنْ 25-11-16 08:14 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*


المُقدمة !


كانَ لدي ذات يومٍ
أمل !
أن يجمعنِي بكِ السيد " قَدَر "
في أُمسيةِ حُب .
وأرسم في ذلك المساء نهاية عاشق .
لأننِي أحببتُكِ مرةً ، وأحببتُكِ ثلاثاً
وسأحبكِ عشراً .

ولكن !
شجنُ الحياةِ و شجوها
أهلكتْ من هُو بكِ مُغرمُ
فبتُ بائساً / يائساً
من فرطِ الحَزن
ومن أملي الكفيف




لَحَّنْ 25-11-16 08:19 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*



- 1 -



جدة / الثلاثاء .
6:10 صباحاً .



-" ريــاض ! "
صوتٌ أحدهِم حولي يحُوم وكأنهُ يهتُف باسمي !
فتحتُ عيناي المُغمضتان وسط الدُجى ردةَ فعلٍ لهذا النداء البعيد والمجهول الهوية , ألتفتُ يُمنةً ويُسرة
مَن ذا الذي يُناديني ؟ أينَ هو !
عدتُ أنظر من جديدٍ في الظلمة .
لعلَ المُقلتين ترى المُنادي .. ويا لخيبتي كيفَ أرى في السواد القاتم؟
الصوتُ يقتربُ من خلفي , يقترب بسرعة مُرعبة ومُزعجة في آنٍ واحد
-" ريـــــــاض "
ألتفتُ بذُعر وترقب وبعدها لم أرىَ إلا ظالماً اشتدَ سوادُه .
قفزت للأمام جالساً على سريري جاحظاً عيناي المُرتعدة : بســـم الله
أرتد صديقي فيصل للخلف كردة فعلٍ لاستيقاظي مُرتعباً : وش فيك بسم الله ؟
يبدو أنه هُو من كانَ المُنادي ,
تنفستُ الصُعداء بعد أن هدأت أنفاسي المشتعلة ذُعراً وقلت مُشتتاً أنظاري بعيداً عنه : لا مافي شيء .
قطَب فيصل حاجبيه بقلق وأدبرَ خارجاً من الغرفة بعد أن أيقظني : زين أجل , يلا اصحى عشان نفطر .
لم أجبهُ بأي كلمة فقط اكتفيتُ بالصمت .. أغمضتُ عينايَ
وضاغطاً ما بينهما بإبهامي وسبابتي , رميتُ بظهري على السرير لأتمددَ ثانيةً غارقاً بفكري الطويل والذي لم يبرح عقلي يوماً ..
كم الواقعُ حقاً قاسي ! أن تحلُمَ حُلماً جميلاً في الخيال السعيد
راسماً إياه علىَ صفحة المستقبل فهذا حقاً مُبهج .. ولكن عندما تستيقظُ من نومك بعدها لترىَ أنكَ تعيشُ حقيقةً مُرة لا شيء فيها مما حلُمتَ به
فهذا البؤس بعينه !
لذلك الواقعُ من حولي قاسي , قاسي بالقدر الذي أصبحتُ فيه
أكره أن أحلُم أو أن أتخيل .
ألملم ما تبقى من شتات فكري وقلبي وكذلك أحلامي وأتمسك بها بشدة حتى لا أُصبح إنساناً بلا معنى , إنسانٌ في صورة دمية , خالي من الحياةِ والروح .. هذه الصورة التي أخشى أن أصبحَ عليها مُستقبلاً , نتيجة أن حُلمي يتضاربُ مع واقعي الجريح .
ليقطع حواري المعتاد مع نفسي دخولَ فيصل غاضباً ومُمتعضاً : مطول ؟
قمتُ واقفاً بسرعة لأبتسم غصباً على ملامحهِ المُنزعجة : خلاص لا تعصب زيادة شوفني قمت .


-




6:40 صباحاً .

شوارعُ جدة الواسعة والتي لا تكلُ ولا تملُ من الازدحام الممُل
تقودنِي إلى حيثُ يقبعُ ذهني عادةَ , إلى الشُرود في كيفَ ستكُون هويتي
مُستقبلاً !
إن أفكاري وأحلامي كانت ذاتَ يومٍ كثيرة والآن أصبحت
بضعَ أحلامٍ ألملمها وأخبئها داخل قلبي بأملٍ ضعيف حتى لا تضيعَ مني كالباقيات السابقات .
-" الدكتور اليوم ذابحنا ذابحنا "
نظرتُ إلى رفيقي الغاضب والذي يضربُ بتوترٍ المقود نتيجة وقوفنا منذُ ربعِ ساعة أمام الإشارة ووسط
هذا الزحام المُزعج .
تنهدتُ بضيق طارداً تزاحُمَ تخيلاتِي .
أصبحتُ أكرهُ التفكير نتيجة الألم المتكلل وراءه .
فأسرتِي والضُغوطات التِي تأتي معهُم دائماً هذه جهةٌ من عقلي .
وجهةٌ أخرى كانَ السائدَ فيها دراستِي
وأما النصيبُ الأكبر منهُ فكان لـ " حنين " .


-

6:55 صباحاً .


دلفتُ ومعي فيصل إلى داخل المُستشفى نُجاري الوقت وحتى نصل قبلَ بدء الجولات الصباحية
ويبدو أن الأمرَ هكذا فالحمدُ لله تبقت خمسُ دقائق قبل بدئها .
حسناً ؛ نحنُ في الحقيقة طُلاب امتياز في عامنا الأخير
إلا أن فيصلاً لم يكن معي في نفس فريقي , بدلتُ ملابسي سريعاً في غرفةِ
التبديل مُودعاً رفيقي على أمل أن أراهُ في أروقةِ المستشفى خلال الجولات الصباحية .
عندما علمتُ أن فيصل لن يكُون في نفس الفريق الذي تم وضعي فيه انتابني شعورٌ من الإحباط والانزعاج , ففيصلٌ ليسَ مُجرد صديق .. هُو في مثابةِ أخي ورُبما أٌقربَ من ذلك
هُو بئرٌ أرمي فيه أسراري بلا خُوف
هُو عبارة عن مُذكرة أُدون فيها البضعَ أمالي العمياء وأفكاري البلهاء في نظر من
حولي
هو باختصار رفيقي منذُ زمنٍ طويل .
لكن يبدُو أن الأمر مُدبرٌ من السيدِ " قدَر "
فلم أعلم أنَ في هذا الفريق سأقعُ في الحب .

-

مشيتُ في الصف بعدَ أن وصلت إلى رفاقي الذين بدئوا لتوهم الجولات والطبيب المُشرف " منصور" يُقودونا في الأمام .
شتتُ نظراتي بينهم فلم أجدها
يبدو أنها ستتأخرُ اليوم , إنها ليستَ من النوع المهملِ والغير مُنتظم
في دراسته , بل على العكس تماماً .. متفوقة ونظامية جداً .
هيَ مُهذبة , راقية مع جميع من تتعاملُ معهم , استطاعت جذبَ عقلي وقلبي سوياً
بهذا التهذيب واللطافة التِي تتسمانِ بها تلكِ الحنين .
وآهٍ يا حنين واسمَ حنِين .
إني في جميع تفاصيلها البديعة تائه
إنهَا أحدى أمالي والتي أدُسها في فؤادي
خوفاً من أن تضيع , هي مُختصرُ أفكاري البهيجة .

-

هممنَا بالدُخول إلى أول مريض سيتمُ تشخصيه , لينظر لنا " الدكتور منصور " نظرة سريعة ويهتفَ بعدها بصرامة : وين حنين ؟
تبادل الجميعُ نظراتهم بارتباك والصمتُ سادَ بيننا , ليقطع هذا الارتباك ويكسر الصمتُ صوتهُا اللهاثُ والقادم من خلفي : معليش دكتور تأخرت , اعتذر مرة .

صحيح أن قُدومها هشّم ارتباكَ رفاقي ولكنهَا لم تعلم أنَ صوتها فقط
هزّ الكيانَ بداخلي ,
قُشعريرة !
نعم هذا ما أحسستُ بهِ لحظةَ قدوُمها
قُشعريرة دبتَ في كُل خليةٍ حية تعيشُ فيَّ .
لُحضورهِا رهبةٌ تطغىَ على كُل هواجيسي
أنها تجعُلنِي مُتخبطاً , ضائعاً بينَ خلجاتِ رُوحي
هيَ فقط من تصنعُ يومي ( ) .
زفرتُ الضياع الذي شعرتُ بهِ , لأستنشقَ قليلاً من الأكسجين
لعلَ الاضطراب الذي حدثَ داخلي ينتظم .
هتفَ الطبيب منصور بحدة : وسبب التأخير ؟
بلعتَ التي وقفت بجانبي ريقها وردت بنظراتٍ تائه في الفراغ : الطُرق زحمة و ..!
لم تكُمل ردها لخجلها من هذا العُذر فيُردف الطبيب بحزم عاقداً حاجبيه بامتعاض : كُلنا نعانِي من الزحمة , عذر أٌقبح من ذنب .
طأطأت رأسها ماسحةَ بأصبعها حاجبها الأيمن
إنها الآن في قمة حرجهِا , حفظتُ كُل إيماءاتها وتفسيرَ كُل واحدة مِن هُن .
صوتُ تنهيدتها وصلنِي لتُحادثِني بعدها بهمس وكم يُروقني هذا الهمس
-" الدكتور مرة معصب "
لم أنظر لها فقط اكتفيتُ بهز رأسي
فأنا لم أعتد وضع عينايَ يوماً في عينيّ فتاة فكيفَ بها
وهيَ حنيني ومُعذبتي .
صحُوت من شُرودي مذعوراَ على نداء " الدكتور منصور " الغاضب : ريـــاض !
بلا وعيٍ مني قلتُ بسرعة : هلا !
لينظرُ ليَ ملياً وبسخرية : هلا ؟؟
ليشُدَ على أسنانهِ مُوزعاً نظراتهِ بيننا : إذا فيكم أحد لسا نايم بسرعة أحسن له يصحى !
ليرمقني بعدها بنظرةِ حنق ومُنادياً لحنين التي بجانبي : حنين شخصّي الحالة .
لتتقدم بكُل ثقة أخذتاَ الملف وتبدأ حديثها الذي لطالما أذهل الطبيب
فهِي أيضاً سريعةُ البديهة , وذكية .
تباَ لكِ ؛ أنا اسرحُ في الخيالِ الذي تستوطنينهُ في فكري
واتوه في أزقتهِ , وأنتِ سارقتي تعيشين يومكِ بكُل طبيعيةٍ !
أي هراء هذا ؟
سُحقاً لقلبي هُو فقط من سأرمي عليهِ مقتي
هُو المتسببُ في كُل هذا .
هُو فقط !

-


7:45 صباحاً .

بعدَ أن أفرغ عليَ " الدكتور منصور " غضبهُ , ها أنا ذا أخيراً
أستلمُ زمام مريضي لهذا اليوم وتحتَ أشراف مُشرفي .
مشيتُ في أحدى الممرات حاملاً ملف تشخيص المريض لألتقي مُصادفةَ بفيصل
الذي هتف : ها كيف يومك ؟
اقتربتُ منه حتى نمضي سوياً : للأسف سيء .
ليضحك بعدها وأكمل أنا بملل : ايه وش عليك .
-" الحب مضيع علومك على فكرة , ركز بدراستك أولى من هالخرابيط "
اكتفيتُ بنظرةٍ حانقة رداً عليه ليبتسم لي ابتسامة واسعة .
تقدمتُ في مسيري هاتفاً
-" قلت لك انت وش عليك " .


-

تقدمتُ بخطىً سريعة ناحية قسم " الاستقبال " لأهتف مُنادياً
لأحدى الممرضات : فـدوى .
لتلفتَ لي مُبتسمة : أهلاً يا بني .. أزيك ؟
لطالما غمرتنا السيدة " فدوى " بلطفها , فهي سيدة في العقد السادس من عمرها
مصريةُ الجنسية , وهذا أمرٌ ليس بغريب على أخوتنا المصريين من حيثُ الرحابة والأصالة , حقاً كم هيَ سيدة فاضلة بأخلاقها .
-" الحمد لله بخير وانتِ علومك ؟ "
-" الحمدُ لله كويسه أوي "
رسمتُ على شفتيّ ابتسامة وأردفت قائلاً : أبي ملف المريض في غرفة 306.
أومأت مُلبيةً طلبي : حاضر يابني دلوئتي هقيبولهالك .
أسندتُ ظهري على الطاولة التي أمامي بعد أن احتضنتُ ذراعيَّ لصدري في انتظار الممرضة ,
أخفضتُ ناظري للأسفل لبعضٍ من الوقت
حتى يصلني صوتُ السيدة فدوى : معلش يابني يارياض دا هوا الملف في مستودع
الملفات , دئايئ بس هروح اقيبو .
-" مو مشكلة انتظرك "
مرة عدةُ دقائق من الانتظار , وكما هُو المُعتاد أخذتُ أبحر في مُحيط أفكاري
المُبعثرة لاستغلال الوقت .. ولعلَ نفسي المُشتتة بين أمرٍ وأمر تهدأ وتصل إلى بر الأمان .
ولكن كيفَ بها أن تهدأ وهي الآن بدأت تتلاطم كموجٍ جامح يضربُ الصخرَ حينما سمعتُ صوتها
تُحادثني : رياض ! أشبك ؟
توسعت محاجرُ عيني ولا زلتُ أحدق في الأرض لأرفعها بسرعةٍ للأعلى ومن ثمَ يمنةً ويسرة
وأردف بتوتر بعدما وقفتُ باتزان : لا مافي شيء بس انتظر فدوى تجيب الملف .
أومأت بتفهم وابتعدت قليلاً
لأسمع تمازجَ أصوات قادمة في اتجاهها .
-" يا بت يا حنين فينك ماجيتي الجُمعة اللي فاتت !"
كانت هذه واحدة لتقول الثانية : والله مرة كانت حماس الحفلة ليش ماجيتي ؟
نظرتُ لها نظرةً خاطفة , ها هي حركُها المعتادة عندما تتوتر
تمسحُ بسبابتها حاجبها الأيمن وتُردف بامتعاض : والله قولتلكم حطوها الجُمعة دي اللي حتجي قلتوا لا وانا الجمعة اللي فاتت كونت مشغولة .
لتُردف إحداهن : يا ماما قولنا لكِ حاولي تزبطي وضعك مرة مالك حق !

بدأن في التشاجرِ فيما بينهُن هُن في صفِ الهجوم
وهي في صفِ دفاع , والمعركُة مستمرة .


أما أنا فكُنت غارقاً في تفاصيلها
الدقيقة والبارزة .
لم أكن أعلم أن اللهجة الحجازية
لذيذةٌ هكذا !
ثُغرك , صوتكِ
هُما من زيناها في مسامعِي
إنها جميلةٌ بكِ , ويالا حظ الحجاز فيكِ .

-" أهو يا رياض الملف , معلش عالتأخير "
ألتفتُ بسرعة ناحية السيدة فدوى وصانعاً ابتسامة على مُحيايَ : لا ابداً ,
ومضيتُ في طريقي هاتفاً : يعطيك العافية .
تركتُها خلفي وصوتُها الشجي شيئاً فشيئاً
يبتعدُ عن مسامعي ,


سُحقاً !
ها انتِ ذا من جديد تقلبين الموازين بداخلي
ويبدأ فيضانُ مشاعري .
حتىَ نبضات فؤادي تدخُل في حالةِ اضطراب عنيفة
قلبي , لم يعد هٌو القلب الذي كان يوماً لدي .
لقد سرقتيه بكُل قسوة .
أريدُ أن يعودَ قلبي إلى ما كان عليه !
لا يوجدُ بهِ سوى بضعُ هواجيسٍ وخزعبلات .
لذلك !
أعيديه أيتها السارقة .. أعيديه !!


-



11:30 مساءاً


أجلسُ أمام المنضدة أتناول طعامَ عشائي بهدوء وفيصل يجلسُ أمامي
واضعاً الحاسوبَ على فخذيه وأنظارهُ ضائعة في الشاشةِ أمامه .
-" لقيت حجز ؟ ترا بدري عليه !!"
-" وين بدري 3 اسابيع ترا تفصلنا عن الاجازة , ثم ايه لقيت يوم 7 الحج "
-" اوه اخر يوم لنا دوام "
-" وش اسوي عاد الباقي فُل "
أردفت بعدم اهتمام بان في نبرة صوتي : يلا ماعليه .
لألتفت لحديث فيصل والذي تلألأت عينيه بحنينٍ وشوق وابتسامة رُسمت على شفتيه .
-" متحمس لرجعة الرياض , أشتقت لأبوي وأمي وخواتي والعيال بالاستراحة "
تمددتُ أمامهُ بملل ناظراً للسقف وزافراً الضيق الذي تكدس في نفسي : لو جيت لي فانا ولا احد .
نظر لِي باستغراب ثم أردف متفهماً وهو يبتسم بمرح : افا ! ريان وريم وين راحوا ؟
نظرتُ إليه بسرعة ثم ضحكتُ بعد أن انشرحت أساريري نتيجة الحديثِ عن الأخيرة .
-" ريان مشغول بحياته لي فترة ما كلمته بس ريم !
آهه ريم حالة خاصة ذي معي حتى وانا بعيد عنها , محد يبرد على قلبي التعبان كثرها "
لينفجر رفيقي ضحكاً ثم يهتف عاليًا : بسم الله على قلبك
وأكملَ مبتسماً : الله يخليها لك
أومأتُ لهُ وابتسامة رُسمت على ثغري " آمين "

ريم هيَ أختي الصُغرى ذات العشرين عاماً
فأنا في أسرتي الشاب الأوسط
يكبرني ريان وتصغُرني ريم .


وآهٍ وشوقِي العظيمُ لريم
هي كالوابل الذي يغدقُ الأرض الميتة بالحياة
تُسقيني من نهرِ أملها العذب
وترُوي ضما اليائس و المُنكسر
فتُهديهم سُبل السلام والحياة .




لَحَّنْ 25-11-16 08:24 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 




*




-2-



جدة / الخميس .
10:17 صباحاً .


أجلسُ في " استراحة المستشفى " و بيدي اليمنى كُوب قهوةٍ أرتشفُ من مرارتها التِي توازي مرارةَ أفكاري المُضجرة .
والأخرى ممُسكاً بها كتاباً أراجعُ منه ما درست خلال سنواتِي الماضية لأزاول مهنة الطب .
حانقٌ أنا على عقلي الذي يتعمدُ أغاضتي
بتفكيره الدائم حول مشاعر قلبي
الذي هُو أيضاً أساس مشاكلي ,
أقلب في صفحات الكتاب بملل , كما لو كُنت أٌقلبُ كتاباً يحتوي على جميع متاعبي في هذه الحياة ,
ورُوحي تتنهد بتعب وسُئم .. سُحقاً !
أشعرُ أني أحتاجُ نوماً طويلاً , 10 ساعات !
يوم !
شهر!
وقد أحتاجُ نوماً لمدة سنة !!!

زفرتُ التفكير اليائس من عقلي المزعج
واضعاً الكتاب على الطاولة أمامي ,
وأكمل ارتشاف قهوتي الصباحية طارداً هيام أفكاري الغليظة .


وها هُو الصديقُ أتى ساحباً كرسياً مُقابلاً لي ليجلسَ عليه والتعبُ بادٍ على مُحياه .
أمالَ برأسهِ على الخلف مُردفاً بإعياء : تعــب ألف .
لا زلتُ صامتاً أنظرُ بسرحانٍ في الفراغ .
رفع فيصل ناظريه لي وهتف : هيــه ترا انا هنا !
أجبتهُ بملل : شايفك .
أمالَ خدهُ على كفهِ ليقول بابتسامة خلفهَا حنق : تغيرت مرة يا رياض .
-" أحلف ! "
-" والله ! "
-" اللي خابره أن أنا الآن نفس أنا زمان , مافرق شيء "
عدل جلستهُ وحدق في عيني بحدة : على الأقل كنت تضحك , اللحين بس قافل محد يكلمك .
ابتسمتُ غصباً على حديثهِ الأخير : تبالغ !!!! , هه شوفني ابتسم .
ضربَ وجههُ بكفهِ دليلاً على يأسه مِني وأردف : ما منك رجا .

صمتٌ مهيب سادَ بيننا
والتفكيرُ واحد " ماذا حَل بي ؟ "


فيصل يعتقد أنَ تغيري هُو أمرٌ جديد ومُريب
ولكن في الحقيقة منذُ زمن بعيد رميتُ بـ رياض الذي يعرفه في واديٍ ليسَ بهِ قاع .
أما أنا الآن فقط طيفهُ ومما نجا من جثته , لقد خبئتُ عن الجميع أمر مقتله ..
ولكن في العام الماضي حينما كُنت بين أسرتي حدثَ أمرٌ ما
قررتُ بعدهُ إزالة القناع وبانت حقيقتي التي خبأتها ..
حقيقةَ أن كُل شعورٍ سعيد فيَ قد قُتل .


لفتَ انتباهي فيصل بنظرةٍ يشيرُ بها لشيءٍ ما !
ألتفتُ إلى حيثُ أبصر بطرف عينه
لتقعَ مُقلتي على آسرتي ومُعذبتي
إلى حيثُ أجدُ رُوحي الضائعة بين دهاليز
الشقاء الُمضنية .
عدتُ ببصري إلى حيثُ الكتابُ أمامي فأسحبهُ بين يدي
وأقلبه بلا إدراك لما هُو مكتوب بين هذه السطور الكثيرة .
صوتُها اللاعبُ في كياني
يخترقُ طبلةَ أذني جيداً , تنهدتُ بضيق وأنا انظرُ للصفحات
التي تتوارى الواحدة خلفَ الأخرى بين يدي المضطربة .


" أشعرُ بها في قلبي "
هذا ما كان يدُور بين ضربات فؤادي .
قمتُ بعجلة حاملاً كوب القهوة والكتابُ مازال بإحدى يديّ
هتف فيصل مُتفاجئاً : على وين !
مضيتُ في طريقي مسرعاً كسرعة نبضات قلبي
ولم أُعره جواباً .


-


7:16 مساءاً .



ها هُو يومي الطويل على مشارف الانتهاء , بعد أحداثٍ كانت شبه ميتة .
لم يحدث أمرٌ ما معي بعدما نهضتُ من أمام فيصل في الصباح حيثُ أن مزاجي تعكر لحظتها .
و لا أستطيع لوم فيصل في ذلك فأنا دائماً في مزاج مُضطرب .. إذاً ليسَ من العدل رمي أسبابي البغيضة عليه .

أجلسُ في الممر المقابل لبوابة الخروج , أنتظر رفيقي الذي طال انتظاري له .
يبدو أنَ ظهورهُ سيطول ويطول .


استويت بجذعي واقفاً بعد أن قررتُ الخروجَ مُنتظراً فيصل في باحة المستشفى الخارجية .
أسيرُ بخطوات سارحة تشبهُ عقلي وأفكارهُ المُملة .
يوماً ما سأٌقطعُ هذا الحبل .
نعم ؛ سأٌقطع حبل وجدانِي .
وليسَ هذا الحبل فقط , وإنما أيضاً حبلُ أمالي الكفيفة إذا ما أزعجتني يوماً ما بكثرتها .


جلستُ على أحدى الكراسي الموجودة في حديقة المستشفى والمقابلة لبوابتهِ الداخلية والخارجية أيضاً .
الشُجيرات من حولي تتراقصُ يُمنة ويُسرة على أنغام نسائم لطيفة تتهاوى , أبصرتُ السماء فوقي فإذا بالبدر قد أكتمل .
لقد أنتصفَ الشهر وعودتي للرياض باتت قريبة .
تنهدتُ بانزعاج لتذكري هذا الأمر وَ لمماطلة فيصل وتأخره عليَ , و لكن سُرعان ما تبدد هذا الانزعاج
ليحلَ محلهُ قرعُ طبول مُضطربة مرتجفة داخل غُرف قلبي .
علِقت عيناي بها وأنا أراها تسيرُ خارجةً من المستشفى .
تمضي أمامي بخطواتٍ سريعة ومُقلتيها تنظرانِ للأمام بتركيزٍ شديد
أني أرى من بعيد في حدقتيها لوعة اشتياق ولهفة ,
توجهت أحداقي تلقائياً إلى حيثُ تنظر لأرى سيارةً فاخرة
تقفُ خارجاً على قارعة الرصيف
عقدتُ حاجبيَ بقلق وتوتر !
لأرخِي عقدةَ حاجبي بتوجس وأنا أرى شابةٌ تنزلُ من السيارة .
قد تكون في عُمر آسرتي ,
احتضنت كلٌ منهما الأخرى بتوق وكأن فُراقاً طويلاَ
حالَ بينهما , لا أعلم أي شعورٌ استولى على فؤادي
وأنا أراها تُطيل احتضان الأخرى


هل هيَ الغيرة ؟
أهكذا هيَ الغيرة ؟! , شعورٌ قاهر يفتكُ القلب !
إحساس كريه يُسيطر على النفس !

ما بكَ يا رياض ؟
أتغار عليها من بنات جنسها ؟
سُحقاً لكَ أيها القلب !
ستكُون أنتَ دماري حتماً
ها أنا ذا بسببكَ أغارُ عليها من رفيقتها
أشعرُ كأني طفل سلبوا منه لعبتهُ ليفرحَ بها
طفلٌ آخر !
سأصمت , وسأصمت !
حتى لا أنفجرَ من شدةِ حنقي وغيرتي .
سأكتمُ عبرتي , لعلَ أملي يُبصر النُورَ يوماً .
وتضحكُ لي الدُنيا وتكونين أنتِ معي .

-

رأيتها تصعد السيارة لتتحرك بعدها مُبتعدة , لأتنهد بتعب وازدراءٍ على حَالي .

وها هُو رفيقي الغالي قد ظهر , ولكن يا خيبتي حينما رأيتهُ يسير مع أثنين من رفاقه ,
لقد عرفتهما , إنهما ماجد وعبد الله .
لطالما حدثني عنهما .. وعن الصداقة التي بدأت تحيك ثوبها بينهم .

لأكون صريحاً أنا لم أحاول مرةً أن أدخُل في صلة جديدة , دائماً أتهرب من هذا الأمر
أحصر علاقاتي حول مبدأ [ العمل وفقط ]! .
عكس فيصل الذي هُو اجتماعي جداً ويحب تكونين الصداقات أينما ذهب .
لا أعلم ماذا يحبُ فيصل في تكوين العلاقات ! , ففي الحقيقة أنا " بيتوي " جداً , أكره الاختلاط بالناس , أعامل الجميع بسطحية شديدة ..


زفرتُ الضيق الذي غزى قلبي , محاولاً رسمَ ابتسامة أستقبل بها رفاق فيصل الذينَ اقبلوا .
هتف عبد الله بمرح ضارباً كفهُ بكفي : أهـلاً أهــلاً بـ رياض .
ضحكتُ غصباً لمرحه وأردفت بخفوت : هلا بك أكثر .
لألتفت لفيصل الذي تحدث : رياض بنروح مع عبد الله و ماجد نتمشى شوي .
ليُردف عبد الله مُكملاً بنبرةِ تذكير : وبعد العشاء إن شاء الله حنتعشى سوا ..
ومن ثمَ وزعَ نظراتهِ بيننا : ولا ؟؟!


بهُتت ملامحي تلقائياً
" أرجوك يا فيصل ليسَ الليلة " .
بعجلة تداركت الوضع خوفاً من أن يلحظ رفاقهُ ضجري فأردفت بخفوت : عن نفسي تمام ..
وأكملت بهدوء مُبطن : بس وين بنتعشى ؟
قال ماجد بحماس : فيه مطعم برجر مرة لذيذ أعرفه
لألتفت لفيصل الذي هتف بسرعة وهو ينظر لي : على حظك شيء تحبه .
غصبتُ شفتاي على الابتسام وَ مُشتتاً نظراتي المُتهكمة هُنا وهُناك : فعلاً على حظي .



-


10:08 مساءاً .



أخذنا ماجد بعد صلاة العشاء لأحد المطاعم لنتناول طعامَ العشاءِ على حسابه .
وها نحنُ نتجالسُ مُتقابلين لبعضنا , ففيصل يجلسُ أمامي وبجانبه عبد الله
وبجانبي جلسَ ماجد , يتجاذبون فيما بينهم أطراف الحديث .

بينما أنا سارحٌ في زجاج النافذة أمامي والصمتُ هو مليكي ومولاي ..
أما السيدُ " ملل " فقد تمكنَ مِني في لحظاتٍ ما .

فتارةً يشُدني حديثٌ جاد يصدرُ من ماجد الذي لاحظتُ ذلك على شخصيته الجادة .
وأما عبد الله فهوَ من يقلبُ الحديث الجاد لحديث مسلٍ ومرح بمشاركة فيصل .
وهاهُو عبد الله يُثرثر على رؤوسنا ما جرى معهُ في حفل زفاف أخيه
كانَ حديثاً جميلاً فقد أسئلتهُ عن العادات و التقاليد التي يتبعونها في حفلات الزفاف هُنا بالحجاز .
فأنا لم أحضر زفافاً حجازياً من قبل , عبد الله هُو المُتحدث المُتحمس وأنا المستمع المُهتم .
ليقطعَ هذا الحَوار الهام بالنسبةِ لي ماجد الذي هتف : صح ! على ذكر الزواجات تعرفون عادل اللي بقسم السجلات الطبية ؟
بردود متتابعة " ايوا "
-" خطب منار عبد الرحمن الممرضة تبع قسم الجراحة "
-" بالله ؟ "
قالها فيصل متفاجئاً ولم نكن عنه أنا وعبد الله ببعيد .
-" ايوا دوبه الموضوع ماله الا كم يوم من اعلنوا خطوبتهم واليوم قابلته وقال لي "
أستند فيصل بجذعهِ على ظهر الكرسي : الله يتمم ويبارك لهم .


لتبدأ مِن هنا سلسلة من الاحاديث المُملة.
-" لا قالوا لك ( نصيب ! )"
هتف عبد الله عالياً " من جد ! شوف أصلاً أش جابُو لها "
-" هو على ما أظن مو من جدة حتى "
ليردف عبد الله باهتمام لحظتها : إزا هوا والله شايفها البنت الكويسة واللي حتكمل معاه حياتُه لو أنو من المريخ حيخطبها .. ليش ! , لانو بالمختصر هيا المناسبة لُه .
تدخّل ماجد مُقاطعاً رفيقه : لكن اوقات الظروف تكون عكس ما يخطط صاحبها ! لا تنسى ان هذا نصيب .
هتف عبد الله رداً على قول الأخير : احنا ما نختلف , هدا نصيب و شيء مكتوب .. ولكن
هل حتستسلم بمجرد ما تشوف انو الظروف ضدك ! لا يا حبيبي " استعن بالله ولا تعجز " .



نظر فيصل لي بقلق وقلقهُ كان فِي محله , لقد نثر عبد الله الملح على جروحِي العميقة
ألمٌ خانقٌ أجتمعَ يسار صدري , سحبتُ نفساَ طويلاَ مُفعماً بقلةِ الحيلة .


وقف صديقي بسرعة قائلاً بتمثيل وهو ينظر لساعةِ معصمه : أوه الساعة عشرة ونص .
نظر عبد الله لفيصل بامتعاض وبتقليد لنبرة صوته : أوه الساعة عشرة ونص ! .
ليردف بعدها ساحباً فيصل ليعود للجلوس : أقول اجلس بس , بلا كلام فاضي دُوبُه الليل بأولو .




رغَم ما اشعرُ بهِ من وجدٍ وأسى وللذكريات الحافرة قهراً في فؤادي
أبتسمَ قلبي لاهتمام فيصل .
لتوِي علمتُ أني لستُ وحيداً في غياهب حُزني
فيصَل معي , يشعُر بِي .. وإن سخَر مني وقسا علَي
فهُو بذلك يُبطن إحساسهُ بِي وبالمُعاناة التي أًصبحت روتيناً عندي.

هتفتُ مبتسماً لفيصل : أجلس خلنا ننبسط شوي الوقت بأوله .
بهدوء وتوجس أبصرنِي لأطمئنهُ بتقاسيم وجهِي " أني بخير ولا شيء هُناك ".
ليعتدلَ بجلستهِ بعدها مُتنهداً ولنعُودَ بعد ذلكَ لمُختلف أنواع الحديث .


-


11:25 مساءً .


انتهى موعدنا المُفاجئ والغير مُدبر, فيصل يقُود السيارة بسُكونٍ تام .
وأنا في مُحيط حُزني أغوص .
اختَلَطَتْ عليَ الأضواء من حولي وتداخلت
في منظرٍ مُشوش , التداخل المُزعج هذا يّذكرنِي
في ألوان حياتي المُتغايرة .
نظرتُ لانعكاس صورتِي على زجاج النافذة , عيناي غائرة في شجنٍ سحيق .
هذا الشجن يلازمُنِي منذُ وقتٍ قاصٍ ولا زال يرفضُ الابتعادَ عني .
أعتقد أنِي أصحبتُ كئيباً أكثر مِن ذي قبل , الحُزن والتفكير اليائس والشجو والأشجان
والأسى الكثير كُلها تمثلُ حياتي البائسة .
كُلما حاولت ترتيبَ صفحات أفكاري وزرعَ أمل بين جنبات عقلي وقلبي .
فإذا بهِ أملٌ كفيفٌ لا يبصرُ النور , فأعود للغرق في بركةِ وحل الألم .

سحبتُ نفساً طويلاً لأزفرهُ , حككتُ عيني بسبابتِي .
لأسمع نبرةَ فيصل القلقة : رياض ؟
نظرتُ له بوجوم : همم ؟
كحَ التوتر الذي شعرَ به : لا بس بـ أشوف وش فيك !
أحداقي ضاعت في الفراغ : مافيني شيء لا تخاف .
-" تضايقت؟ "
- " على ؟! "
-" على وشو يعني ! على موضوع الزواج طبعاً "
أردفتُ بضيق انهك الفؤاد : قفلها من سيرة .
-" حاول في أهلك طيب ! "
ابتسمتُ بتهكُم : عشان أزيد الطين بله !
هتف عالياً بنفاذ صبر : أنت ليش سلبي ؟
-" الحياة خلتني كذا "
صرخ بغضب وحنق
-" حياة وشو تقصد وشو هااا ؟ ماشاء الله ولد عيلة ونسب والله انعم عليك وبين أهلك وبصحتك ! وش تبي أكثر وش ؟ "
أجبتهُ بهدوءٍ بارد كالصقيع مُعاكس لبراكينهِ التِي ثارت " أبي حريتي ! "
أرتجفَ فيصل لردي الغريب ونارهُ آلت للخمود وبيأس : لهالدرجة اللي صار لريان خلاك يائس كذا ؟
-" وأكثر ! وأكيد بلحق أخوي "
وأكملتُ بألم : تجربته أثرت فيني لدرجة مو معقولة , شعور خايس تنجبر على شيء ماتبيه , تنحط بشيء ماهو اصلاً براسك ..
لأستمرَ مُصِّراً على أسناني : تنحط بموقف أنت عاجز تطلع عمرك منه .
تنهدَ رفيقي بتعب من الحال الذي وصلت إليه : ما اقول غير ربي يهدي حالك ويحقق مُناك .


يتبع !

لَحَّنْ 25-11-16 08:27 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*




السابع مِن ذُو الحجة لـعام 1436هـ / الرياض .
9:30 مساءاً .



مرتُ الأسابيعُ ركضاً , والوقتُ يمضِي في سباقهِ معنا .
أتقلبُ ما بين فكرةٍ مُضنية وبصيصِ أمل يقودنِي لبر الآمان .
لا شيء سوىَ التعَب والإرهاق البدنِي والنفسي .


هاجسٌ قاسٍ تملكَ قلبي منذُ أن قررت فتحَ أمر " حنيني " مع أسرتي .
سأخبرُ ريم أولاً وبعدها أبويَّ وليعترض من يعترض من القبيلة .

أعلمتُ الجميع أني سأصلُ اليوم للرياض لقضاء إجازة العيد معهُم .


أسيرُ مع فيصل نجرُ حقائبنا مُتجهين لبوابة المطار فهُناك قد ينتظرني ريان برفقة أبناء عمي
وحتى فيصل فبالتأكيد سينتظرهُ أصدقائه وأقاربه .. فهُو وحيدٌ بين أربع شقيقات أي ليسَ لهُ أشقاء .


ولم يخِب ظني حينمَا رأيتُ أحدهم مُقبلاً يصرخ فرحاً " فيصــــل ! "
ليحتضن فيصل الذي ضحك بقوة ومن خلفهِ أتى باقي رفاقه مُهللين مُرحبين .
ضاعَ بعضٌ من الوقتِ في السلام والأحضان .
ففي الحقيقة شخصياً اعرفهم جميعاً بحكُم صداقتي الطويلة مع فيصل
كانوا حقاً ذو رحابة صدرٍ وبشاشة ..

شتتُ نظراتِي باحثاً عن طيفِ ريان أو أحدٍ من أبناء العائلة فلم أجد !
تلفتُ يمنة ويسرة متوجساً وسكينٌ حادة تُغرسُ بعمق في صدري قهراً
" أتوهم حتما ! لا ! هم قادمون لاستقبالي من المستحيل غيرُ ذلك "


زفرتُ الضيق عن صدري , لأبصرَ فيصل الذي قال بعدما لاحظ عدم رؤية أحدٍ في استقبالي : رياض أوصلك معي.؟
بلعتُ الغصة في حلقي مُتغّصّباً الابتسامة : لا وش له داعي !!
رمقتُ رفاقهُ الذين ابتعدوا بعَدَ أخذ حقيبته : منجدك اكلف عليهم ؟
صرَّ على أسنانه وبحدة : ريــاض ؟؟
وضعتُ يدي على أكتافهِ ناظراً لهُ بنصف عين : بتنقلع ولا كيف ؟
أبعدَ يدي مُطبقاً شفتيه دلاله على كتمانهِ غضبهُ لأردفْ : توكل على الله ورُوح أنا ما عليك اخذ أي تاكسي .
احتضننِي مُتنهداً وهامساً : طمني عنك لا وصلت أجل ووش صار معاك ؟
أبعدتُ نفسي عنه مُتصنعاً الملل : كأنك أمي ؟
هز رأسهُ يائساَ , ليردفَ مُبتعداً ومُلوحاً بيده : يلا اشوفك إن شاء الله وسلم على ريان .




رمقتُ الفراغ بعدَ اختفاء فيصل من أمام ناظري , بلعتُ ريقي مُستنشقاً صبراً طويلاً يكفيني خلال هذه البعض أيامٍ ..
ليسَ لديهم الحق فيما فعلوا ! , لا أعلم أعذارهم ولكن مقتِي سأسكبهُ حتماً عليهم .
سبحتُ حقيبتي خلفي ماضياً في البحث عن سيارة أُجرة تُقلني إلى منزلي .



-






10:10 مساءاً .



أقفُ أمام باب منزلنا العتيق بوجِوم , كم أكرهُ جنبات هذا المنزل !
واليوم أشعرُ أنَ كرهي لهُ في تصاعدٍ كبير .. كلما قدمتُ رجلاً أخرتُ أخرى قهراً !

أليسَ لديهم أبنٌ غائب عن الديار !!!
أليس لديهم رُبع ساعة حتى يستقبلوني في المطار , ألهذه الدرجة رُخصت بينهم !

ضربتُ بقدمي الأرض مُتنهداً بهَم , ماذا كُنت أتوقع !
حقاً أآمالي كبُرت هكذا !
كانَ من المفترض ألا أرفعَها أكثرَ مما عليه .

ولكن أنا أبنُ العائلة وأخ لريان الذي ما أن أراه حقاً سأصبُ جام غضبي عليه !
إذاً من اللؤم رمِي ظنونٍ سيئة عليهم ولكنهَا أًصابت ..
أعلم ما أن أدفع باب بيتنا حتى أجدَ ريمٌ الغالية تنتظرُني
وأما أبي وأمي فلا علمَ لي أينَ أرضهُما اليوم !




انتهـى !


لَحَّنْ 25-11-16 08:38 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*


السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .
أسعدَ الله صباحُكم بكُل خير ( ) .

سعيدة بانضمامِي لأسرة ليلاس :"
ومُتمنية ان تروق روايتي " لذائقتكم " - قلب -
وسائلةً المولى ان تكون شاهدةً لي لا علي
ومُكللة بالتوفيق والنجاح .

الرواية قصيرة جداً بالكاد سنتعايشُ مع مٌعاناةِ بطلها
ولأنها قصيرة في كُل يوم سبت إن شاء الله " جُزء جديد "
وأود التنبيه أنني جامعية وتخصصي دقيق جداً
ولكن بإذن الله سأكون ملتزمة في مواعيدي .

للمعلومية / بما أنها قصيرة جداً فالأجزاء أيضاً قصيرة
في أول 3 أجزاء لن تكُون الأحداث بتلك القوة المرجيّة
ولكن مع تطور الاحداث إن شاء الله سنرىَ أموراً مثيرة للأهتمام

الرُواية مقتبسة من قصة حقيقية , وما يصدُر من الشخصيات " لا يُمثـــلني "
أنا فقط راوية وناسجة للأحداث ..
هذا بالإضافة أني اريد إيصال حقيقة مُرّة وقضية اجتماعية
لا زالت موجودة .


شُكر خاص كذلك للعزيزة / منال الكاملي
على التصميم الرائع للرواية http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif..


قراءة مُمتعة يا احبة
وطابتْ جُمعتكم *


طيف الأحباب 26-11-16 05:03 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
يا هلا فيك لحن في ليلاس الشامخ
شدني عنوان الرواية ودخلت تبارك الله قريت اول السطور رااائعة
لكن دخيلك مانبي نهايات مآساويه

لي عوده بأذن الله بعد القراءه
واصلي الكتابه حتى لوما تشوفين كمية ردود ترضيك
يكفي المشاهدات
والاهم اقتناعك انتي في الي تكتبينه

لَحَّنْ 26-11-16 03:50 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف الأحباب (المشاركة 3667539)
يا هلا فيك لحن في ليلاس الشامخ
شدني عنوان الرواية ودخلت تبارك الله قريت اول السطور رااائعة
لكن دخيلك مانبي نهايات مآساويه

لي عوده بأذن الله بعد القراءه
واصلي الكتابه حتى لوما تشوفين كمية ردود ترضيك
يكفي المشاهدات
والاهم اقتناعك انتي في الي تكتبينه





-

أهلاً وحُباً بطيف الاحباب :"
انستيني والله الله يسعدك

" ودخلت تبارك الله قريت اول السطور رااائعة "
حبيبتي سعيدة انها راقت لك - قلب -

" لكن دخيلك مانبي نهايات مآساويه "
ما اعتقد اني حتعمد وضع نهاية مآساوية او سعيدة بقدر ما حضع نهاية واقعية .
كُلاً حياخذ نصيبه في نهاية القصة بناءاً على واقعية الحياة ( ) .

" لي عوده بأذن الله بعد القراءه "
قراءة ممتعة ياحبة عيني - قلب -
ومن ناحية الردود انا لو عين وحدة تقرأ لي حكون سعيدة فيها
ومُقتنعة تماماً بأن مع الصبر كُل شيء حيتحقق :"

طيف سعيدة بشوفتك بين جنبات روايتي
لا تقطعين - درزن قلوب -
.








لَحَّنْ 26-11-16 03:54 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*



-3-


الرياض .
10:11 مساءاً .

تزاحمت المشاعرُ في فؤادي وأنا أدفعُ باب " الفيلا " لتحُطَ قدمِي اليُمنى أولاً على بساطٍ أخضرٍ فرشَ الفِناء الفسيحَ للمنزل .
إحساس مُتقلب مابين اشتياقٍ وغل , ومابين لهفةٍ و مقت .
أبصرتُ الحديقة أمامي بعدَ أن أغلقتُ الباب من خلفِي.
[ لم أركِ منذُ مدةٍ يا شريكةَ فكري ! ]
كانَ هذهِ ترحيبي لهذه الحديقة التِي كُنت أأوي لبساطها حينما تختلطُ أفكاري الكثيرة .


عن يميني مجلسُ استقبال ضيوف والدي والذي كان عبارة عن " بيتُ شعَر " كبيرٌ وواسع .
وَ حوضُ زهورٍ فاتن علىَ أحدىَ الجوانب الخضراء , وجلساتٌ مترامية هُنا وهُناك , بينما في كُل ركنٍ من أركان هذه الباحة الجميلة نخيلٌ ناضجُ الثمار , وأخيراً عن يساري مُلحقٌ شاسع يحوي حوضُ سباحة كبير .


سميتُ بالله وزافراَ كُل ألم يقتُل رُوحي , شدنِي في مرآب السيارات الذي لم يكُن عن الحديقة ببعيد سيارتِي التي هجرتُها منذُ برهةٍ من الزمن .
ما لفتني حقيقةً لم يكُن السيارةَ نفسها بل ما على السيارة , تركتُ حقيبتي بعجلة راكضاً نحوها باستغرابٍ وتفاجئٍ بانَ على تقاسيِم ملامحِي .
كانت نظيفة جداً كما لو أننِي منذُ قليلٍ غسلتهُا , هيكلهُا لامع وكذلك زُجاجها .. ناهيكَ عن أنها
مُزينةٌ في جوانبَ عدة بالورد الطبيعي والزينة اللطيفة .
كنتُ مذهولاً للحظة , ولم أكن أعلم أن هُناكَ أزواجاً كثيرةً من العيون تتربصني باسمةً تائقة .




-


-" ابعدّي خليني اشوف جا ولا لا " قالتها وهي تدفعُ الأخرىَ بقوة .
-" وش تشوفين بالله ؟ " بحدة وغضب .
-" أص يا حريم خلوا أبراج المراقبة تركز " قالهَا وهَو يغمزُ بعينهِ ناحية المتزاحمين عند النافذة الأخرى .
صرخَ أصغرهُم بحماس وهوَ يقفزُ الأرائكَ الواحدة تلو الأخرى " جــــــــاء "
ليتخبطَ الجميعُ بعد صراخهِ ركضاً هُنا وهُناك .
هذه تهتف بامتعاض " أص أص لا يطلع حسكم يا إزعاج "
وتلكَ تنطقُ من بين أسنانها " سوير حطي الشموع , عبد الإله خلك حولها "
تلفتتْ ريم يُمنةً ويُسرة بتوتر " وين ريــــان ؟؟؟ "
لتهتفَ أصغرهُن التِي وقفت على الأريكة المُساوية للباب في موضعها " راح يستقبله "


-



تركتُ سيارتِي والعجبُ في وجهِي قد برزَ ولاح , أعتقدُ أنه استقبالٌ ظريف من ريم , فليسَ شيئاً جديداً منها ..
لطالمَا كانت الألطف والأرق .
أنهَا في عينيّ
أسمىَ قصائدَ الوفاء
وأجملَ أرضٍ ربيعيةٍ بديعة
وأكرمُ غيمةٍ تهطلُ الغيثَ ولا تنقطع .


عدت لأخذ حقيبتي وأتوجه لباب منزلنا الداخلي ولأضغطَ بعدها الجرسَ مُنتظراً أختي تفتحُ لي الباب بكَل توق ولوعةِ شوق .
لم يدُم انتظاري طويلاَ حتى فُتحَ ليَ الباب ويطلَ عليَ أخي الأكبرُ ريان مُبتسما وهاتفاً
-" هـــلا هـــلا , اشتقنــا لك ياخــوي "
عانقنِي في خضم قهَري منهُ وحنقي فلم يكُن مني إلا الصمت .
تركنِي وسطَ صمتي ولم تغب عنِي ابتسامتهُ الخفيِة ليقولَ بعدها : ادري عتبان علينا عشان ماجينا ناخذك من المطار حسب اتفاقنا بس مثل منت عارف ..
قاطعتهُ بملل وأنا أنظرُ الفراغ بعيني الانزعاج : فيه أحد في البيت ؟
بعد أن أغلق الباب : أيه فيه بس ريم , أبوي في دبي وأمي عند صديقتها .

لم تكُن عبارتهُ الأخيرة أمراً غريباً فهذا نمطُ الحياةِ في منزلنا .
أبي دائماً مشغولٌ في علاقاتهِ والرحلات الدائمة وتجارتهُ التِي لم تبُور .
أما أمي فهيَ حريصة جداً على المظهر العام لهَا في العلاقات الاجتماعية التي تربطها بسيدات الأعمال
ونساء الطبقة المخملية ودائماً ما تكُون في اجتماعاتهِن والحفلات التِي يُقمنها .


سحبتُ حقيبتي بسكونٍ غاضب ماضياً ناحية الدرج إلا أن صوتَ ريان الهاتف استوقفني " ريــاض "
ألتفتُ لهُ بضجر ليشيرَ بيدهِ ناحية المجالسِ الفسيحةِ في مساحتِها والفاخرةِ في أثاثها وجدرانها : ريم هنا تنتظرك .
نظرتُ إلى حيثُ يشير بتوجس , لقد كان الظلام الحالك طاغياً علىَ المكان ! .
بصدمة " من جدك أنت ؟ "
ضحك بخفة " والله ! "
ناديتُ بقوة وأنا لا زلتُ واقفاً " ريــــــم ؟ "
ردَ عليَّ صدىَ صوتي ليتبعهُ صوتها : تعال أنا هنا .
تركتُ حقيبتي والاستغراب استولى على عقلي والترقُب على قلبي .
مشيتُ وخلفي ريان ناحيةَ المجلس الذي أتاني صوتها منه
وقبل وصولي هتفتُ لها
-" وش مجلسك بالظلام ! "


فلم أجد منهَا رداً سوى أن اختلطتَ عليَّ الوجوه لحظةَ دخولي
وتعالت الأصوات وتمازجت صُراخاً مرحِباً
فُتحت الأضواء لتكسر الظلمة البهيمة
تشابكتِ الأنوار في أحداقي لأضع ذراعِي أمام عينيَّ
لمحتُ عبد الإله ابنُ عمِي يُضئ الشموع التِي على الكعكة
ومن جانب آخر لم أشعر بنفسي إلا وأنا غارقٌ في الثلج الناتج عن رشْ ابنة عمي الصغيرة لمى وابنةَ خالتِي ضُحى وأختي ريم اللاتِي ميزتُهن رغم أنهن مُنقبات وبخمارهنَّ يقفن .


وها هُم أبناء أعمامِي جميعاً بمشاركة أخي ريان أكملوا المهمة عن لمى وريم وضُحى .
رغم المقاومة المُكافحة لهذا الهجُوم الكاسح إلا أني استسلمت
بعد أن انشرحت أساريري لهذه الحفاوة في الاستقبال
لم أقاوم انفجار ضحكتي التِي فقدتُها منذُ وقت لا أعلم مُدته .



لا أعلم كم من الوقت استغرقتُه وأنا أقهقه ما أعلمهُ أن مُقلتاي ذرفتْ دمعاً .
كانَ دمعُ فرحٍ أضناني اشتياقِي إليه .


نظرتُ لهم بعد أن أخذ الوضعُ من حولي يميلُ لانتظاري حتىَ أتحدث وأعبِر
وأعاتب وأشكر .


ففِي الجانب القاصِي من المجلس وقفن كُلٌ مِن أختي ريم وضُحىَ ومعهُن لمىَ
وأخرياتٍ مُنقباتٍ أيضاً أعتقد أنهنّ سارة ابنة عمِي و مها ابنةُ خالتِي والتي كانت مُمسكةً بآلة التصوير وأعتقد أنها تُسجل فيديو هذا الحدث .
وبالقُرب مني وحولي أخي ريان وأبناء عمي عبد الإله وعبد الرحمن وابن خالِي مُحمد وأخيراً أصغر فرد بيننَا أبنُ الرابعةَ عشرَ عاماً سلطان والذي هُو أخٌ لعبد الإله وعبد الرحمن .


سعُلت الضحكَ الذي فيني وقُلت بإحراج : يا أني كنت ناويكم نية من القهر اللي حسيته .
عانقَ أكتافِي عبد الإله ليقول غامزاً : هيا حبْ راسي لأني أنا اللي فكرت نسوي لك هالحال .
أتاني صوتٌ من بعيد عرفتهُ جيداً , صوتُ سارة التي كانت تنصُر ريم بقولها : كـذاب , ريم هي اللي خططت وقالت لنا .
بحدةٍ وغضب هتف عبدُ الإله والذي كان أخيها : ســوير , حسك لا أسمعه .. في حضرة الرجاجيل تسكتين ولا أسمع لك صوت .
حركَت يدهَا بعدم مُبالاة وكأنها تريدُ منه السكُوتَ فقط .
ألتفتُ مُبتسماً لسلطان الذي أقبل مُقبًّلاً رأسي : حقك علينَا , عاد أختك وتفاهم معاها .
ضحكتُ وأنا اعبثُ بشعره : ما شاء الله صرت تعرف تسولف مثل الرجاجيل .
رمقني بحنق وهو يبتعد : هيــن بس يا ولد العم .
هتفتُ عالياً : تعــال أمزح معاك .. وراك زعلت ؟

أنهَال عليَّ بعدهَا بقيةُ الشباب مُقبَّلين رأسي وكتِفي
وطالبين السماحَ لفعلتهم والوعد الذي اخلفوه .

كم كنتُ فظاً غليظَ القلب حينمَا أسأتُ ظُنِي بهم
لم يكُن لي لحظتها سوىَ الظاهر , فعذراً علىَ ما بدر مِني حقاً !
ناديتُ ونظراتِي تبصرُ جانباً أخر غير الذي هُن فيه : يعطيكم العافية يا بنات .
بأصواتٍ متتابعة " الله يعافيك , الحمد لله على السلامة "
أقبلت ناحيتي أختي ريم بعينين تلألأ فيهُما الدمع
قَبَلَتْ رأسي وكتفِي وبصوتٍ بُحَّ من شوقه : الحمد لله على سلامتك نورت الرياض .
عانقتهُا مُبتسماً : يعطيك العافية فرحتي قلبي والله .
ابتعدَت بصمت لتعُود للوقوف بجانبِ مها

لفتَ انتباهُنا سلطانٌ الذي قفز مُمسكاً السكين وبابتهاج رامقاً الكعكة : حان وقت الحبيبة .
ليأخذَ منهُ عبد الإله السكين مُمثلاً التحذير : لا يا ولد خطيرة ذي
وأردف بتهكُم : هاذي شغلات الحريم مالنا فيها
بأصواتٍ غاضبة و متفاوتة " أحلف , قول والله ! "
تقدمت ريم بسرعة ويبدو أن عبد الإله وأخيه أثارا غضبها : ابعد أنت وياه .
ألتفتت تمدُ السكين لي : يلا رياض قطع الكيكة .
تنحنحتُ مُعدلاً ياقة قميصي واخذ السكين منها لتتعالىَ الهُتافات .
وبابتسامةِ رضا ومسرّة وقلبٍ تغنّىَ بالمباهج والسَعد قطعتُ الكعكة المكتُوب عليها
" الحمد لله على السلامة رياض "


هتفَ مُحمد بحماس : يلا كلنا حول رياض
ثم ألتفتَ لزوجتهِ والتي كانت في الحقيقةِ مها : مها صورينا صورة جماعية .
-" طيب ترتبوا "

[ أمامِي كعكةُ استقبالي ومن خلفِي جنونُ عبد الإله وعن يميني مُحمد وريان
ويساري عبدُ الرحمن وسُلطان تتوسطهُم لمى الصغيرة التي أصرت مُشاركتنا الصورة , وجميعُنا أتسمنا بالابتسام ] .


شكراَ لمها التِي التقطت الصُورة ووثقتَ لحظةً تاريخية فِي حياتي لن أنساها ما حييت .
وشكراً للريم الأخُت الفُضلى والهدية الربانية لِي ولريان .
وشكراً للمحبة التِي غُمرت بها .
وأخيراً للأمل الذي شعرتُ أنهُ بدأ يُبصر .





يتبع !

لَحَّنْ 26-11-16 03:57 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*


-



2:45 صباحاً .


ولجتُ لغرفتِي أخيراً مُشعلاً أضواءها الخافتة .
كُل شيء كما هُو وكما تركتهُ أخر مرة , كانت نظيفة ومُرتبة
ورائحةُ الطِيب والبخُور تنتشرُ مع ذرات الهواء .
إنهُ اهتمامُ ريم بتأكيد .

جررتُ حقيبتي لأدخل مُغلقاً الباب خلفي ورامياً بنفسي على سريري .
مُتعبٌ أنا ومُنهك .
كانَ يوماً طويلاً مُجِهداً .
ابتَدأ بصباحِ العمل وانتهى بمساءِ العودة للديار
والاحتفال برفقة أبناء أعمامي الأعزاء .


ابتسمتُ بألم لما بدر مِني قبلَ أن أصل للمنزل
لتتحول تلك الابتسامة الحزينة إلى ابتسامةِ بهجة , كانت بحق مُفاجأة ستُسعدُني للعُمر القادم .

عاد الجميع لمنازلهم الساعة الثانية والنصف صباحاً أي منذُ ربع ساعة
بعد اجتماعٍ حافل وسعيد .


أدرتُ جسدي حتىَ أتمدد على جنبي مُغمضاً عيني
لعلي أغفوُ قليلاً .
أريد الراحة وفقط ولا شيء سوى الراحة يملئُ تفكيري .


مضت عدةُ دقائق مُغمضاً جفناي وأنفاسي انتظمت
حتىَ يقطعَ هذا الانتظام صوت طرقات الباب ويُفتح بعدها
لأعتدل بجلستي وأنا أرى ريان يدخل قائلاً بتساؤل : بتنام ؟
فركتُ عيني والنعاس مُسيطرٌ علي : ودي بس بصلي الوتر قبل وبقرأ وردِي .
-" على كذا بجلس اسولف معاك شوي "
اغلقَ الباب خلفهُ ليجلسَ أمامي بعدها على الأريكة ويبدأ حينها حوارٌ حول المستشفى والعمَل وما حَول ذلك .


أتانا صوتُ ريم بعد برهة من خلف البابِ مُقاطعاً حديثنا الاعتيادي : مسموح لي أدخل ولا جلسة شبابية !
توجه ريان ليفتح الباب وهو يقول ضاحكاً : احنا الطالعين وانتِ الداخلة .
ابتسمت لتُخفي خجلها وتُردف بصوتٍ عالي : يه يه ما عرفتكم يا اخواني !
وها نحنُ ذا وبعد غيابٍ من العُمر نتسامرُ من جديد .


جلستْ ريم على كُرسي المكتب بينما ريان عادَ للجُلوس على الأريكة
وأنا حيثُ أنا .
تحدثنا حديثاً طويلاً لدرجةِ أننا لم نشعُر بأن الوقت يمضي
فقد أصبحت الساعةُ الآن الثالثة والرُبع صباحاً .

ما أيقظني لأمر الساعة فعلاً هو اتصالٌ من والدتي على هاتفِ ريم .
لأسال بعد أن أغلقت : وينها للآن ماجات ؟
-" تقول جايه بالطريق كانت تسأل عنك " ..
أمتلئ الفراغُ مِن حولنا بالصمتِ .. حتى قالت ريم بنبرةِ تذكُر : أيييه صح ريان تذكرت , ترا خليت الشغالات يكَوُون ثيابك وحطيتهم خلاص بالدولاب
تمددَ أخي أمامي وأردفَ مُتنهداً : ما قصرتي .
حتىَ أقفزَ بسؤالي المُترقب لإجابتهِ : ليه ؟
ألتفتت لي ريم باستغراب : ليه وش !!
تداركتُ موقفي واردفت
-" أقصد ريان بينام هنا يعني ؟ "


ليعطيني ريانُ ظهره مُتأففاً وأُبصر ريم التي بانت نبرةُ الغضب والمقت من ثغرها
-" مسافرة مع أهلها ! "
لم أستوعب ما قالتِ الأخيرة لأعقد حاجبيَّ واهتف : كيـف ؟
من هُنا فَارَ غضبُ ريم لتنخرطَ في نوبةِ فضفضة يبدو أنها تكتُمها .. وكم كانت تلك الفضفضة قاسية على قلبي : يعني قمة قلة الأدب ! لا حشيمة ولا تقدير .. مسافرة مع أهلها فرنسا بدون شور رجلها كأنه مهب رجال طول بعرض !!
صرَّ ريان علىَ أسنانهُ وبامتعاض : ريــــم !
لتصرخَ بقهر : لا خلني اتكلم ! , انت ساكت وبالع القهر اللي فيك عشان امي ! كلنا نعرف ! .. لكن هي بس تجي والله اني ما اسكت لها , انا مو الاخت اللي تشوف الغلط وتسكت , هي مَرَة متزوجة تمسك بيتها وتنتبه لرجلها مو تهيت مع اهلها وين ما يروحون ! ..




انتهـى .


لَحَّنْ 26-11-16 04:03 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*


مرحباً يا صُحبتي http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
ها هُو لقائنا يتجددُ والحمدُ لله على كرمهِ في هذا :"http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


قراءة ممُتعة لكم في هذا الجُزء
راجيةً أن يكونَ ماتعاً حقاً ( )

اعلمُ جيداً انهُ قصيرٌ وهاديء ولكنهُ هدوء ما قبل الدخول في صلبِ الاحداث .
أي هدوء ماقبل العاصفة .


لنا لقاء متجدد بعونٍ من الله السبت القادم ان شاء الله .
ودُمتم بحُب .


زارا 29-11-16 07:14 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
السلام عليكم
لحن .. اسم جميل مثل اسم الروايه . شدني اسم الروايه ودخلت على عجل بشوف المحتوى والصراحه من المقدمه عرفت اننا نشوف عهد لكاتبه لهاااا باذن الله مستقبل بااهر وواعد.. واحب ارحب فيتس بكوكبه كاتبتات ليلاس الجميلات..
بالنسبه للاجزاء للحين ماقريت منها الا الأول وقريته بعد وانا ما ادري عن نفسي شدني الأسلوب ماشاء الله تبارك الله.. رياااض للحين وضعه فيه غموض ويمكن لما اقرأ الأجزاء الباقيه اكتشف شي من هالغموض اللي بوضعه..
المهم يااقلبي نورتينا واحب اقولتس اني شفت ردتس على ام الوليد وقلتي ان النهايه بتكون واقعيه.. تعالي لحوونه اوشوشتس .. حنا مانحب النهايات الواقعيه ولا المأسويه حن نموووت ونعشق النهايات السعيده>>فيس خلص انتهت عنده الوشوشه وعدل جلسته..هخهخهخه
بالتووفيق لحوونه وباذن الله تنتهي هالروايه على خير.. وبما انها قصيره فاتمنى انتس ماتطولين على باجزائها ونوورتي ليلاس اللي صدقيني بتستانسين معنا ومثل ماقالت ام الوليد طيوف لا تتركين قلة الردود تكون حاجز لابداعتس ..
دمتي بود

همس الريح 30-11-16 09:36 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
منوره يالغلا .
ان شاء الله الروايه تلاقي القبول اللي يليق فيها ..ز
بقرا ما فاتني و ارد ..

شبيهة القمر 30-11-16 12:10 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
السلام عليكم
هلا والله بلحن حللتي اهلا ووطأتي سهلاا.. شدني العنوان ومن دخلت القصه مالقيت نفسي الا باخر جزء ماشاءالله تبارك الرحمن اسلوب جميل الله يزيدك من فضله..
بالنسبه لرياض اتوقع ان اهله محيرين له بنت عمه او ان امه مجبرته ياخذ بنت اختها مثل ماسوت بريان وهذا الشي الي منغص على بطلنا حياته ومخليه مقيد ويبي حريته
حبيت روح الاخوه بين رياض وريم وريان مع انهم عايشين بين اب وام مايدرون وين الغنم سارحه..يعني عائله متفككه روحياا..

حنين.. مع انك ماتكلمتي عنها كثير بس حبيت هالبنت واتمنى ربي يرزقها بالي يقدر قيمتها..

لحووونه.. حيااك الله بيننا وسعيدين جداا بمولودتك الجديده بس نتمنى تمزجينها بالخيال علشان تكون سهله ولذيذه😋 فيس بياكلها هههههههه

طُعُوْن 30-11-16 07:08 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
لحن يا لحن.. يعني كان لازم توقفين لما تحمست بالجو😂..


رياض.. هالشخص ما أدري ليش اتعاطف معاه.. مع انو للحين ما بان من سالفته الا
القليل بس يكفي حُزنه يخليني اتعاطف معاه..

المحروسة زوجة ريان نرفزتني و لسى ماقد شرفتنا شخصيًا.. في القائمة السوداء
من الحين هي و أم ريان..

،


بانتظارش بالجزء القادم عشان تتوضح لنا ملامح الرواية أكثر و اقدر اتعمق في
التعليق أكثر💜

..

لَحَّنْ 01-12-16 01:16 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 3667827)
السلام عليكم
لحن .. اسم جميل مثل اسم الروايه . شدني اسم الروايه ودخلت على عجل بشوف المحتوى والصراحه من المقدمه عرفت اننا نشوف عهد لكاتبه لهاااا باذن الله مستقبل بااهر وواعد.. واحب ارحب فيتس بكوكبه كاتبتات ليلاس الجميلات..
بالنسبه للاجزاء للحين ماقريت منها الا الأول وقريته بعد وانا ما ادري عن نفسي شدني الأسلوب ماشاء الله تبارك الله.. رياااض للحين وضعه فيه غموض ويمكن لما اقرأ الأجزاء الباقيه اكتشف شي من هالغموض اللي بوضعه..
المهم يااقلبي نورتينا واحب اقولتس اني شفت ردتس على ام الوليد وقلتي ان النهايه بتكون واقعيه.. تعالي لحوونه اوشوشتس .. حنا مانحب النهايات الواقعيه ولا المأسويه حن نموووت ونعشق النهايات السعيده>>فيس خلص انتهت عنده الوشوشه وعدل جلسته..هخهخهخه
بالتووفيق لحوونه وباذن الله تنتهي هالروايه على خير.. وبما انها قصيره فاتمنى انتس ماتطولين على باجزائها ونوورتي ليلاس اللي صدقيني بتستانسين معنا ومثل ماقالت ام الوليد طيوف لا تتركين قلة الردود تكون حاجز لابداعتس ..
دمتي بود




وعليكُم السلام ورحمةُ الله وبركاتُه .
حيّ زارا يالله :"" .
انستيني يا عمري - درزن قلوب-

" والصراحه من المقدمه عرفت اننا نشوف عهد لكاتبه لهاااا باذن الله مستقبل بااهر وواعد "
يابعدي والله اسعدني هالكلام وانشرحت اساريري معاه
الله يسعدك "( http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

" رياااض للحين وضعه فيه غموض ويمكن لما اقرأ الأجزاء الباقيه اكتشف شي من هالغموض اللي بوضعه "
بالزبط لو كملتي 2 و 3 اتوقع كانت حتوضح لك الصورة نوعًا ما .
لكن ان شاء الله الجزء الرابع بتبان فيه الحقيقة بشكل اكبر واوضح .

" حنا مانحب النهايات الواقعيه ولا المأسويه "
هههههههههههه ان شاء الله مَ اقصر فيكم يابنات ليلاس
وتشوفون اللي بإذن الله يرضيكم :"") < كأنه وعيد ؟؟

" نوورتي ليلاس اللي صدقيني بتستانسين معنا "
يازينكم والله سعيدة بالمحبة والحفاوة اللي غمرتوني بها في اول اسبوع بديته معاكم
الله يسعدكم جميعاً - قلب -

اسعدتيني زارا لا تحرميني طلتك الحُلوة
طبتِ http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif .


لَحَّنْ 02-12-16 09:36 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 3667867)
السلام عليكم
هلا والله بلحن حللتي اهلا ووطأتي سهلاا.. شدني العنوان ومن دخلت القصه مالقيت نفسي الا باخر جزء ماشاءالله تبارك الرحمن اسلوب جميل الله يزيدك من فضله..
بالنسبه لرياض اتوقع ان اهله محيرين له بنت عمه او ان امه مجبرته ياخذ بنت اختها مثل ماسوت بريان وهذا الشي الي منغص على بطلنا حياته ومخليه مقيد ويبي حريته
حبيت روح الاخوه بين رياض وريم وريان مع انهم عايشين بين اب وام مايدرون وين الغنم سارحه..يعني عائله متفككه روحياا..

حنين.. مع انك ماتكلمتي عنها كثير بس حبيت هالبنت واتمنى ربي يرزقها بالي يقدر قيمتها..

لحووونه.. حيااك الله بيننا وسعيدين جداا بمولودتك الجديده بس نتمنى تمزجينها بالخيال علشان تكون سهله ولذيذه😋 فيس بياكلها هههههههه


-


وعليكِ السلام ورحمةُ الله وبركاتُه .
أهلاً وسعداً يا شبيهة القمر :""http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

ياحُلوك الله يسعدك مثل مَ اسعدني كلامك اللطيف - درزن قلوب -

بخصُوص توقعك ناحية رياض حينفيه او يثبته تقريباً الجُزء الرابع ان شاء الله .

" حبيت روح الاخوه بين رياض وريم وريان مع انهم عايشين بين اب وام مايدرون وين الغنم سارحه..يعني عائله متفككه روحياا.. "
بما انك تكلمتي عن هالشيء وملاحظة في محلها . بتكلم انا برضو عن شغله تخص نفس هالموضوع .
دائمًا او غالبًا في الروايات - اذا الاسرة متفككة او الام والاب بينهم مشاكل -
نشوف انو ينعكس هذا على الابناء ( وهذا شيء صحيح ) لكن اللي بوصله انو مو كل تفكك اسري يؤدي إلى ان
الابناء ضايعين ولا لهم رقيب وحسيب . هِنا بين زوايا الرواية وضحت جانب مُعاكس وموجود في الواقع تمامًا !
الغلط اللي قاعد يصير بذات من ام رياض لأنها في النهاية الام واللي المفترض تكون حول اولادها
خليته ينعكس علىَ انو يصير تقارب بين الابناء ( ريان , رياض , ريم ) وانهم مع بعض يحاولون يغطون هالنقص الموجود في حياتهم .

" حنين.. مع انك ماتكلمتي عنها كثير بس حبيت هالبنت واتمنى ربي يرزقها بالي يقدر قيمتها.. "
وانا اتمنى هالشيء كمان :" - قلب -

شبيهة القمر اسعدتِي خاطري والرب :"
ودائمًا خليك بالقرب ياقمري http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


ضَّيْم 02-12-16 01:43 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 

مرحبًا لحن..
بدايةً يوم دخلت الرواية ماكنت متوقعة إنّي بواصل القراءة لين أنهيت الأجزاء وماصاحبني أي ملل....
حبّيت أسلوبكِ في السرد تبارك الله وأهم شي أسلوب الحوار المتّزن، وشخصية الأبطال جميلة.
في البارتات الأولى شفنا جانب من حياة رياض وبدأ يوضح جزء من همومه،
وفي انتظار نشوف جانب من حياة حنين وفيصل.

وبعلّق على كلمتكِ إنّ النهاية تبينها واقعية، برجع أعيد وأكرر زيادة على كلام زارا :biggrin:
حنّا نقرأ الروايات ونحاول نبتعد عن حياتنا للحظات بس، نبي نسلّي أنفسنا ونقرأ أشياء مخالفة لواقعنا.
مانحتاج نقرأ روايات نهايتها واقعية جدّا، لأنّ مو جاهلين الواقع للأسف عشان نقرأ أشياء تذكرنا :V5N05075::tongue:

لَحَّنْ 03-12-16 08:40 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن (المشاركة 3667892)
لحن يا لحن.. يعني كان لازم توقفين لما تحمست بالجو😂..


رياض.. هالشخص ما أدري ليش اتعاطف معاه.. مع انو للحين ما بان من سالفته الا
القليل بس يكفي حُزنه يخليني اتعاطف معاه..

المحروسة زوجة ريان نرفزتني و لسى ماقد شرفتنا شخصيًا.. في القائمة السوداء
من الحين هي و أم ريان..

،


بانتظارش بالجزء القادم عشان تتوضح لنا ملامح الرواية أكثر و اقدر اتعمق في
التعليق أكثر💜

..




*


هلا والله بطعُون ( )

ههههههههههههههههههههههه يالله هانت اليوم ينزل الجُزء ان شاء الله وتكملين حماسك

" رياض.. هالشخص ما أدري ليش اتعاطف معاه.. مع انو للحين ما بان من سالفته الا
القليل بس يكفي حُزنه يخليني اتعاطف معاه..
"

رياض الشخصية الوحيدة اللي انقسم متابعيِن الرواية فيها لقسمين
قسم قالوا ( نفسية وكئيب بزيادة )
وقسم ( تعاطف مع مُعاناته )

عاد انا والحق ينقال مع الصف الثاني :(
اتوقع تثبتين على رايك في تعاطفك معاه مع تطور الاحداث :""

" بانتظارش بالجزء القادم عشان تتوضح لنا ملامح الرواية أكثر و اقدر اتعمق في
التعليق أكثر
"
بإذن الله اليوم يتجدد لقاءنا وتتوضح لك صُور مُعينة لكذا شخصية .

انستيني طعُون
لا تقطعين ياحبة عيني - قلب -



لَحَّنْ 03-12-16 09:14 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضَّيْم (المشاركة 3668067)

مرحبًا لحن..
بدايةً يوم دخلت الرواية ماكنت متوقعة إنّي بواصل القراءة لين أنهيت الأجزاء وماصاحبني أي ملل....
حبّيت أسلوبكِ في السرد تبارك الله وأهم شي أسلوب الحوار المتّزن، وشخصية الأبطال جميلة.
في البارتات الأولى شفنا جانب من حياة رياض وبدأ يوضح جزء من همومه،
وفي انتظار نشوف جانب من حياة حنين وفيصل.

وبعلّق على كلمتكِ إنّ النهاية تبينها واقعية، برجع أعيد وأكرر زيادة على كلام زارا :biggrin:
حنّا نقرأ الروايات ونحاول نبتعد عن حياتنا للحظات بس، نبي نسلّي أنفسنا ونقرأ أشياء مخالفة لواقعنا.
مانحتاج نقرأ روايات نهايتها واقعية جدّا، لأنّ مو جاهلين الواقع للأسف عشان نقرأ أشياء تذكرنا :V5N05075::tongue:




-

أهلاً ضيم ( )

سعيدة واعتز جدًا بكلامك البهيّج مثلك - قلب -
شُكرًا لإطراءك اللطيف :"

" وفي انتظار نشوف جانب من حياة حنين وفيصل. "

لاحظت شعبية لفيصل ما كنت ابدًا حاسبه لها حسَاب للأمانة
توقعت اصلًا محد يجيب طاريه ( منسيّ )
لكن تفاجئت فعلًا بأنه شخصية محبوبة :"")
اما حنين بإذن الله كُل حاجه في وقتها حلوة

" مانحتاج نقرأ روايات نهايتها واقعية جدّا، لأنّ مو جاهلين الواقع للأسف عشان نقرأ أشياء تذكرنا "

القضية مو قضية جهل بالواقع وفاهمه هالشيء انا !
القضية عندي ( قضية ابداع في كُل نواحي الرواية )
اذا انا اجتهد وابذل جهدي حتى تكون روايتي ناجحة من ناحية حبكة , سرد , حوارات
ثم اجي انسف هذا كله بنهاية مُخالفة تمامًا لاحداث الرواية والمحيط اللي هيّا مكتوبة فيه !؟

البداية والنهاية برضو لازم تكُون من ضمن المجهودات اللي الكاتب يبذلها حتى يحظى بتقييم حُلو عليها
ولمن اقول نهاية واقعية ( ماقصدت فيها تكون حزينة او مُشابهة للواقع اللي احنا نعيشه )
اقصد فيها تكون واقعية لاحداث الرواية نفسها .
على العُموم دوبنا في اول الاحداث وإن شاء الله كُل حاجه لها وقتها المُناسب :""


سعيدة جدًا بطلتك الجميلة ضيم
لا تقطعين ياحُلوتي :"



لَحَّنْ 03-12-16 10:52 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*


-4-


قبلَ أكثَر مِن عام .



ذات مرة بينما كُنت أجالسُ شخصاً ما أعرفه
واثناء مُكوثنا سوياً اخبرنِي عن أحدى فلسفاتهِ فالحياة .
يقول " أتدري يا رياض أن هذه الحياة عبارة عن خريطةِ كنز شائكة غيرِ واضحةِ الملامح ، مرسُومٌ عليها طريقٌ يؤدي بكَ إلى حُلمك الذي ترنُوا إليه ..
خلال رحلةِ بحثك عن هذا الكنز ستواجهُ عثرات قاهِرة ستُسقطكَ فِي قاعٍ عميق وعليكَ أنت أن تجّد السبيل للنجاةِ والوصول فلا مُغامرة بلا مصاعب "
ضحكتُ حينها وبملل اردفت " ليسَ لديّ حُلمٌ ما ! أحلامي مُقتصرة علىَ أن اصبحَ طبيباً ذاتَ يوم والحمد لله يا صديقي لم أواجه أي تخبطات وذلك يعُود للهِ ثم لاجتهادي ! "
-" أ أحلامُك محصورةٌ على هكذا ؟ "
- " نعم "
-" ليكُن إذن ! ولكن لتعَلم اذا لم ترى صعباً اليوم فستراهُ غداً لأن لا شيء في هذه الحياةِ قد اكتمل وما خُلقنا إلا في كبد " .


-



بينّ سبابةِ وابهام اليُمنى وسبابةِ وابهام اليُسرى قلمِي الرصاصُ يدور ، عُدت للشُرود في حديثِ ذلك الرفيق .
منذٌ أن تجاذبنا أطراف الحديثِ ذاك ودماغِي لم يبرح التفكير فيه .

تمتمتُ بالحمدُ لله ودائماً سأحمدهُ تعالى , فحياتِي أنا قنوعٌ بها
ولم أرى حتى هذه اللحظة شقاءً فيها ..

أجالسُ مكتبِي وكتَابي , لا شيء يُضني خافقِي
سوى بضعُ حكايا بين خلجاتِ فؤادي , ونصفُها " دراسةٌ وفقط "
اعبثٌ بحبرِ قلمِي على صفحاتِ الكتاب وبينَ برهةٍ وأخرى
أسرحُ في أمرٍ ما داخل عقلِي
ليُترجمهُ الحبرُ على زاويةٍ ما في الصفحةِ أمامي

أبصرتُ الساعةَ المُعلقة على الحائط لأعلم حينها أنِي أمضيتُ أكثر من ساعتين
جالساً أدرس لامتحاني الذي أقترب موعده
واريتُ الصفحةَ خلفَ الصفحة سريعاً لأعبسَ بوجومٍ بعدها
فلا زال أمامِي الكثير لم أنتهِي منه .

سميتُ بالله لأستهل من جديدٍ في المُذاكرة
ولم ألبث إلا سطراً حتى أرتطمَ بابُ غرفتي بقوةٍ في الجدار
لألتفتَ بسرعةٍ مذعُوراً
فإذا بها ريمٌ تلهثُ خوفاً
-" ريــاض ألحق !! "
وقفت بخوف يُضاهِي خوفها
-" وش فيك !! "
-" امي وريان يتهاوشون "

قطبتُ حاجبيَ بقلق لأتقدمَ عدواً لصالةِ حيثُ يكمُن هُناك صوت كُلٍ مِن أمي وأخي ريان الغاضب .

يقتربُ من مسامعِي شيئاً فشيئاً حديثهُما المُبهم .
إلى أن وصلتُ إلى حيثُ لم ينسىَ عقلي يوماً ذلك المشهد
أمي تجلسُ على الأريكةِ الفاخرة بوجهٍ غيرِ مُبالي وريانٌ واقفٌ يتأجج منهُ غضبٌ كاسح .
هتفتُ عالياً بعدمِ فهم
-" وش فيك يا ريان !! ليه تصرخ!! "

أجزمتُ من نبرتهِ أن بهِ غُصة قهرٍ دامية !
أدمَت قلبِي معها لحَال ما وصل .
-" تدري أمي وش مســويه !! تـــدري !!! "

ارتجفتْ أطرافِي وبوادِرُ " لا " بانت على مُحيا ملامحِي .
لتحَّتد نبرةُ والدتِي وتصَّر على أسنانها
-" خفض صوتك يا ريان وأحترم جلستِي قدامك ! "
لكن رياناً لم يُصغي وأخذ يزمجرُ الغضب الذي به رامياً بصراخِه كلاماً بهُتتْ رُوحي لسماعه
-" أمي رايحه تخطب لي بنت وحدة من صديقاتها ومعطيتهم الكلمة وأنا هنا زي الجدار
لا لي راي ولا لي كلمة وشور !!! "

شعورُ الضعف وقلةِ الحيلة قاسٍ !
قاسٍ بالقدر الذي يقتلُ فؤادي حينها وكأنما سكينٌ اخترقت صدري سريعاً ورحلت .

بهدُوء بارد مُعتاد من والدتِي في نبرةِ حديثها
وملامحَ جافةٍ برزت على تقاسيم وجهها
-" أنا ادرى في مصلحتك ومين المُناسبة لك "
لينفجرَ ريانُ بجموح
-" الموضوع مو موضوع مصلحة أو لا , الموضوع اني من أصله غير مستعد لزواج
ولدخول وحدة في حياتِي "
ولا زالت الجالسةُ أمامنا تُحافظ على برودةِ أعصابها
-" ما شاء الله عليك قربت الـ 29 من عمرك وأنا ابي افرح فيك واشوف عيالك , وبنت عبد الله ما عليها كلام .. حسب ونسب وجمال ودلال .. يكفي أن أمها بدرية وأبوها عبد الله ! "
ضرب بكفيهِ وجههُ بقلةِ صبر
-" يمـــــه !! , انا ما يهمني مين هي ولا كيف .. أنا اللي يهمني ويعنيني أن ما ودي بالعرس , ما ودي فيه ! تبين تظلمين بنت الناس معي ؟؟؟ "
-" ما عليه الآن بتقول كذا بس يوم تشوف فرحتنا وفرحة أهلك وأحبابك وتشوفها هي بعد بتغير رايك وكثير مثلك وشوفهم الآن بعيالهم "

لا !
لا يا أمي لا !
لا تأخُذي الأمر هكذا عبثاً !
لا تهدمِي أبناءك خلفَ رغباتكِ أنتِ !
لا ترمِي بهم في اليّم خلفَ ما ترينهُ أنتِ !
إن الذي أمامِي الآن وكأنما سيأخذون رُوحهُ بعد دقائق قسراً .
إن الذي أمامي الآن سيُصاب بجنونِ القهرِ حتمًا .
وآسفِي على الذي أمامِي الآن
ماتَ مِن الغُبن حقاً .

تدخلتُ أخيراً في محاولة لتغيير رأي والدتِي ومُناصرةً لأخي
-" يمه الله يخليك لنا .. ريان ما يبي ليه تجبرينه ! "
-" أنا ما اجبر أحد , انا ادور مصلحته ومصلحتكم كلكم . "

ليقهقه ريانُ بسُخرية وازدراء على حاله ويُردف بأسى
-" تدور مصلحتي قال !! .. محد يعرف مصلحة الانسان الا نفسه "

لترمُق والدتي ريانٌ بغضب
-" للمرة الثانية أقولك تأدب ! "

هُنا اندفعت ريمٌ بسرعة مؤيدة رأي ريان وكلامٌ عميق
آثار فضُولي نحو معرفة سرهِ
-" أيه وهو صادق يمه هو ادرى بمتى يعرس ومن يبــي مو لازم بنت بدرية ! "

لتُقاطعها والدتي بصرخة أفزعتنا جميعاً
-" أنتِ تسكتين وما تدخلين فأي شيء فاهمه !! , لو أكتشف أنك تدخلتي في هالسالفة
ليكُون حسابي معاك عسير ساعتها "

جحظت عينَا ريمٌ بذعُر لتُردف بعدها أمي بسخرية
-" تظنيني ما اعرف أنك ما تحبين بناتها ! .. "
طأطأت الأختُ ناظريها بتوتر ليهتف من جديد ريانٌ
-" بتخليني أعرس على بنت ما تحبها اختي !! "

هُنا بدأت أمي تشتطُ توتراً وحنقاً مِنا جميعاً
-" أنت اللي بتعرس ولا ريم !! , وكلام أختك لا يودي ولا يجيب معروفة غيرة البنات اللي بعمرها "
أعتلت شهقةٌ من ريم لتُردف ببطءٍ بعدها
-" أنا أغار ؟ , أغار على وشو يا يمه !! على وشو !! "
لتقف أمي بعدها صارخةً بسخط علينا
-" لا تخلوني أغضب عليكم !! , وش عندكم اليوم ! كل واحد فيكم نسى مين أنا !
لا يكون أصغر عيالكم بس ؟ "
لأتقدمَ مُقبلاً رأسها ومحاولاً امتصاصَ حنقها
-" محشومة يا يمه "
لكَن رياناً نسفَ كُل ما فعلتهُ عندما قال بإصرار
-" يمه انا ماني معرس واللي قلتيه لهم انهيه بأي صرفة وخلاص ! "
-" بتعصيني يا ريان !!! تبغى تحرجني بعد ما اعطيتهم الكلمة "

شتت أخي ناظريه بضياع من نبرةِ أمي التِي مُلئت صدمةً
-" انا ما قلت لك اخطبي لي ! انتِ الله يهديك تسرعتي "

في لحظةٍ ما من ذلك الوقت انقلبت صالةُ منزلنا العريق
لساحةِ معركة ساخطةِ جامحة . .
أطرافها
والدتِي " هيـا بنتُ عبدالله " وأخِي " ريــانُ بن تركي "

لا أعلم كم من الزمنِ مضينا أنا وريم واقفين نبصُر بأسى
الحال الذي وصلَوا إليه .

قلبِي يؤلمنِي بشدة !
أشعرُ بضعفٍ كاسح يُضنِي جنباتِ خاطري
أشُعر بضياعٍ يقتلُ كُل خليةٍ في عقلي
لا أعلمُ مع من سأقف ومَن سأنصُر
هِي أمي ! وهُو أخي !
أمي ارتكبتَ خطيئةَ " الإكراه "
وأخي ارتكب خطيئةَ " العصيان ".

أحتدَ النقاشُ وأحتد ولا زالَ الصمتُ صديقي
الخُوف من الدقيقةِ القادمة
أصبحَ رعُباً ارتداهُ فؤادي

" ماهِي الخطُوة القادمة التِي ستأتي بها أيها القدر ! "

امتزجت الأصواتِ من حولي بكلامٍ خاوٍ فارغ في نظري
كلامٌ محتواه "ثورةٌ وتمرد " !




لَحَّنْ 03-12-16 10:55 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 





*


صوتٌ غاضبٌ ناقدٌ أمتدَّ صداهُ في المدى البعيد
كسرَ جداراً أعتلى وأعتلىَ نتيجةَ ذلك الحوار العقيم البائس
حطمهُ بقسوةِ نبرتهِ , هشمهُ لصمتٍ مُهيب
"بــــس !! "
ألتفتنا جميعاً مذعورين راجفين ناحية أبي الذي أقبل غضبانَ أسفا
تخطانَا أنا وريم بخطواتهُ الماقتِة , نسمعُ ضربَها من تحتنا .
أحداقهُ ترمقُ الثُوارَ غيظاً وبغضاً .

-" وش فيه يا هيــا ؟ وش هالاصوات العالية والازعاج ! "
ليبصرَ رياناً بامتعاض
-" و انت ! وش بلاك ترفع صوتك على امك !! رجال طول بعرض ما تحشمها ! "

لتهتفَ والدتِي بنبراتٍ آسية مُنتهزه بها الفرصة
-" شايف يا ابو ريان من نص ساعة يمكن واحنا على هالحال ما قدرنِي ولا حشمنِي ولا قدر اني أمه "
واردفت مُشيرةً إلينَا نحنُ الباقين
-" واخوه واخته واقفين بصفه ضدي وضد اني افكر في مصلحتهم ! "

بلا إرادية مني وبعينين جحَظتا تفاجئاً التفتُ لريم التِي كانت لا تقلُ صدمةً مِني

كلا !
ليسَ هكذا يا أمي ! , أوصلَ بكِ الحُال
نصبَ المكائدِ ضدنا !

أطبقتُ شفتايَ كاتماً سخطي مُتفرجاً على باقي المسرحية .

-

-" ليه وش فيهم العيال عشان يوقفون ضدك ! "
تدخّل ريانٌ بسرعة قبل أن تبدأ أمي سلسلةَ حكايتها
-" يبه تكفى اسمع مني ! "
تنهدَ أبي مُشيراً لأمي بالصبر واردف
-" أيه يا ريان قول ! "
-" امي الله يهديها رايحة تخطب لي بنت صديقتها بدون ما تشاورني ولا حتى تعطيني خبر ! غير اني اصلاً
ما ودي بالعرس لسَا ما استقريت ولا حتى عندي امكانية أفتح بيت ! "

سكُونٌ طغىَ على المُحيطِ من حولنا
برهةٌ من السكوتْ انتظرنا فيها حديثَ أبي ورأيهُ .


حتى هتف أبي مبتسماً
-" ليه ما تبي نفرح فيك ؟ ما شاء الله متوظف بوظيفة حلوة وبراتب حُلو وفي سن المفروض يكون عندك عيال "
تدخلت أمي سريعًا بفرحةٍ غمرتَ ملامحها
-" شايف يا ابو ريان انا ابي مصلحته وحتى اللي خطبتها له بنت ما شاء الله عليها "

كانت ردةَ فعلِ أبي كافية لتخَرسَ الكلمَ
من لسانِ أخي !
أعتقد أنهُ نسيَ في تلك اللحظة أبجدية الضاد .

بهدوء يُبطنُ بهِ القهر والغضب الهائج
-" يبه مو من جدك !! "
-" ألا من جدي , انا ما ودي اجبرك بس راي أمك سليم ودامها كلمتهم خلاص وش فيها ليه الـ لا .. واذا على الامكانيات ابشر
هي عندي محلوله بساعدك واذا على الاستقرار و هالكلام فأنت يا ولدي تفتح البيت عشان تستقر مو تنتظر تستقر عشان تفتح البيت ! .. "
ليُردف بعدما ألتفت لأمي
-" من بنته يا هيا ! "
ابتسمت والدتِي قائلةَ
-" بنت عبد الله بن محمد "

لتنشرحَ أساريرُ والدي ويهتفَ عالياً
-" ونعم الاختيار أبوها راعِي حلال وخير "



أكثر ما يُميز ريان بينَ ابناء العائلة
أنهُ منذُ صغرهِ ذو عزةِ وكبرياء
لم يُغريهِ الجاهُ والدلال .. أعتمدَ على نفسهِ المُترفعة .
كبُر الصغيرُ فأصبحَ رجلاً عصامِي , لا يرضخُ للظروفِ القاهِرة ولن
يرضخ .. يُكافح من أجلِ البقاء عزيزاً لا يتخبطُ بين هذا وذاك
لم يُجبر على أمرٍ ما طوالَ حياتهِ , بل هُو من سيُجبركَ على الاستسلام لهً
بعاطفتهِ الرزينة ورأيهِ الثاقب .
لكن مَا أراهُ الآن هُو أمرٌ مُشين على فؤادي !
أرىَ بعينيّ ريان التِي خلفها جبالٌ شامخة مِن الكبرياء
هزيمةً نكراء أمامَ والديَّ .

آخٍ يا ريان !
خوفِي الآن هُو أن تحملَ على ظهركَ في أيامكَ القادمة
ثقلَ غلطةِ أمي , فلا أحدَ مِنا سيُملصُكَ حينها من هذا الهَم .
ولكن أرجوا من الربِّ أن يكُون أمراً ظاهرهُ شر
وباطنهُ خير .
فأنا يا أخي أريد وأنتَ تُريد والله يفعلُ ما يريد .


أما أنا فقُتلت روحِي منذُ هذه اللحظة
لم يعُد بي طاقة أستمدهُا لأتحمَل القادم
ما حدثَ لريان سيحدُث لي كذلك
سأُكره على شيءٍ لا أريده .
سأُجبر , ولن تكون لي كلمة .

ذلك الكابُوس المرعب الذي رأيتهُ في صغري وكذبتهُ
ها هُو ظهَر من جديد !

سأُرمىَ في صحراءِ المغضوبِ عليهم
والسبب !
فقط لأنِي سأدافعُ عن نفسي
وعن ما تُريدُه .
وعن حريتي .

تذكرتُ كلام الصديق وأني الآنَ فعلاً
رٌميتُ في قاعٍ عميق
وعليَّ ايجاد
السبيل للنجاةِ بنفسي .




انتهـى


لَحَّنْ 03-12-16 11:01 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*

-
-
-



السَلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه
اسعد الله اوقاتكُم يا احبتي :"http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


هاهُو لقاءنا يتجدد والحمدُلله المُيسر http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

جُزء اليوم بما أنه " فلاش باك " ومهم جدًا
حبيت اخليه جُزء لحاله ثم بعدين نرجع للأحداث الأصل ان شاء الله
اعتقد أن هذا الجُزء بيّن فكرة كاملة عن ريان

وللحديث بقية إن شاء الله الاسبوع القادم .


قراءة مُمتعة يا احبة قلبي , دعواتكُم بالتيسير لي في اختباراتي المُقبلة :"http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


نلتقي بإذن الله في موعدنا السبت القادم ان شاء الله


أبها 03-12-16 05:38 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
ما شاء الله تبارك الله ..

أسلوب سلس و جميل .. وقصة تبدو شيّقة .
نموذج لأبوين ، التسلط سمة ظاهرة في قراراتهما ..
وأبناء يؤمنون ب " وبالوالدين إحسانا " ..

أحداث اليوم مضى عليها عام ، ويبدو أن ريان رضخ لطلب والدته .
و تم الزواج الغير ناجح ،،من امرأة متمردة ، غير مسؤولة...
و هذا واضح من سفرها دون رضا زوجها. وتسخط ريم منها .

رياض ، يخشى أن يتكرر سيناريو ريان ، ويحرم ممن اختارها قلبه
لذا سمة الحزن مرسومة على محيّاه ، وكأنه عاش دور من يُجبر على امرأة ما
قبل أن يحدث هذا الأمر، فحرم نفسه متعة الاستمتاع بلحظات حياته .

شكرا أخت لحن .. وأرجو لكِ التوفيق .🍃🌸🍃

طُعُوْن 04-12-16 10:18 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
اممممممممممممم و امممممممممممم و برضو امممممممممم


احترت بصفة احطها لأم ريان.. شخصية مستفزة تمشي برغباتها..
مدري ليش حسيت انها تشوفهم ملك لها تسوي فيهم اللي تبي..
هالنموذج من الأمهات ودي اعطيهم محاضرة طول بعرض كود انهم يحسون
شوي.. واذا ما حسوا اخنقهم و اريح البشرية منهم..

عاد لما قالت بغضب عليكم تلقائي قلت ببالي الله اكبر يا الغضب😏

تتبلى على رياض و ريم لمصالحها و تقول انها تدور لمصلحة ريان.. هه شفنا
المصلحة كيف و ست الحسن مسافرة مع اهلها بدون علمه.. وش رايك تزوجينه🤔
يعني انا بطبيعتي ضد التعداد أكيد بس دام الأولى من اختيار امه و بدون رغبته
و شفنا ماشاء الله تبارك الله قيامها بواجباتها الزوجية🌚.. الا وش اسمها جد🤔


،


رياض.. لو انجبرت انت برضو بتكون الكارثة لأنك غرقان من راسك لساسك
بحب حنين و كل حنين .. يعني ريان للحين كل اسبابه انه ماكان مستعد للزواج
ما انذكر انو قلبه معلق بأحد..

،


ابو ريان.. اهتم بسفرياتك و لا يكثر.. قال وش .. رجال وراه خير.. يعني عينك عالخير
تبعه.. ما اقول الا مالت بس..


،


الحين ريان له سنه متزوج..؟ و الا الأحداث هذي اللي لها سنة..؟ يعني ممكن اخذ
فترة لحد ما تمم الزواج بحجة انو يبي يفتح بيت او كذا.. بس جد يقهرون.. هذا هم قالوها
رجال عمره 29 يعني هو أدرى بمصلحة نفسه منهم .. ماهو بزر عشان يمشونه على رايهم..

،


البارت باختصار كان مـسـتـفـز🙄🔪

..


دمتِ بود غيدانه💜

لَحَّنْ 08-12-16 11:46 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها (المشاركة 3668160)
ما شاء الله تبارك الله ..

أسلوب سلس و جميل .. وقصة تبدو شيّقة .
نموذج لأبوين ، التسلط سمة ظاهرة في قراراتهما ..
وأبناء يؤمنون ب " وبالوالدين إحسانا " ..

أحداث اليوم مضى عليها عام ، ويبدو أن ريان رضخ لطلب والدته .
و تم الزواج الغير ناجح ،،من امرأة متمردة ، غير مسؤولة...
و هذا واضح من سفرها دون رضا زوجها. وتسخط ريم منها .

رياض ، يخشى أن يتكرر سيناريو ريان ، ويحرم ممن اختارها قلبه
لذا سمة الحزن مرسومة على محيّاه ، وكأنه عاش دور من يُجبر على امرأة ما
قبل أن يحدث هذا الأمر، فحرم نفسه متعة الاستمتاع بلحظات حياته .

شكرا أخت لحن .. وأرجو لكِ التوفيق .🍃🌸🍃



-

أهلًا وسهلًا بأبها - قلب -

أسعدتي قلبي والربْ بهالكلام المُبهج http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

" نموذج لأبوين ، التسلط سمة ظاهرة في قراراتهما ..
وأبناء يؤمنون ب " وبالوالدين إحسانا " ..
"

رغم أنها بضعْ كلمات إلا انها وصفت امور كثيرة من الرواية
أي نعم " وبالوالدين إحسانا "
ولنأخذ ريان على سبيل المثال
رغم قسوة اللي صار له والموقف السيء اللي انحط فيه
إلا انه رضخ للأمر الواقع عشان ابوه وامه , وحنعرف أكثر بخصوص هالشيء في الجزء الخامس
إن شاء الله ..

" رياض ، يخشى أن يتكرر سيناريو ريان ، ويحرم ممن اختارها قلبه
لذا سمة الحزن مرسومة على محيّاه ، وكأنه عاش دور من يُجبر على امرأة ما
قبل أن يحدث هذا الأمر، فحرم نفسه متعة الاستمتاع بلحظات حياته .
"

بالضبط , خٌوفه وقلقه الدائم والاحباط النفسي عنده
تقريبًا بسبب ماحصل قبل اكثر من سنه لريان وإنه إحتمال كبير يتعرض لنفس الموقف
لكن خليني أقول [ مش كُل هذا السبب ]
فيه خفايا أخرى حتتوضح مع تطور الأحداث إن شاء الله

انتِ اللي شُكرًا لك على هالتعقيب الجميل :" http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
مرة ثانية سعيدة فيك جدًا
ولا تقطعين ياعيني http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


لَحَّنْ 10-12-16 10:33 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن (المشاركة 3668198)
اممممممممممممم و امممممممممممم و برضو امممممممممم


احترت بصفة احطها لأم ريان.. شخصية مستفزة تمشي برغباتها..
مدري ليش حسيت انها تشوفهم ملك لها تسوي فيهم اللي تبي..
هالنموذج من الأمهات ودي اعطيهم محاضرة طول بعرض كود انهم يحسون
شوي.. واذا ما حسوا اخنقهم و اريح البشرية منهم..

عاد لما قالت بغضب عليكم تلقائي قلت ببالي الله اكبر يا الغضب😏

تتبلى على رياض و ريم لمصالحها و تقول انها تدور لمصلحة ريان.. هه شفنا
المصلحة كيف و ست الحسن مسافرة مع اهلها بدون علمه.. وش رايك تزوجينه🤔
يعني انا بطبيعتي ضد التعداد أكيد بس دام الأولى من اختيار امه و بدون رغبته
و شفنا ماشاء الله تبارك الله قيامها بواجباتها الزوجية🌚.. الا وش اسمها جد🤔


،


رياض.. لو انجبرت انت برضو بتكون الكارثة لأنك غرقان من راسك لساسك
بحب حنين و كل حنين .. يعني ريان للحين كل اسبابه انه ماكان مستعد للزواج
ما انذكر انو قلبه معلق بأحد..

،


ابو ريان.. اهتم بسفرياتك و لا يكثر.. قال وش .. رجال وراه خير.. يعني عينك عالخير
تبعه.. ما اقول الا مالت بس..


،


الحين ريان له سنه متزوج..؟ و الا الأحداث هذي اللي لها سنة..؟ يعني ممكن اخذ
فترة لحد ما تمم الزواج بحجة انو يبي يفتح بيت او كذا.. بس جد يقهرون.. هذا هم قالوها
رجال عمره 29 يعني هو أدرى بمصلحة نفسه منهم .. ماهو بزر عشان يمشونه على رايهم..

،


البارت باختصار كان مـسـتـفـز🙄🔪

..


دمتِ بود غيدانه💜



-

" تتبلى على رياض و ريم لمصالحها و تقول انها تدور لمصلحة ريان.. هه شفنا
المصلحة كيف و ست الحسن مسافرة مع اهلها بدون علمه.. وش رايك تزوجينه
يعني انا بطبيعتي ضد التعداد أكيد بس دام الأولى من اختيار امه و بدون رغبته
و شفنا ماشاء الله تبارك الله قيامها بواجباتها الزوجية .. الا وش اسمها جد
"

أم ريان انا زيك ماعرفت ألقى لها وصف :)
هيّا لو جينا للحقيقة مافيش اي مصلحة مجرد انها تبغى تقارب بينها وبين صديقتها
بتزويج ولدها لبنتهم !!
وهذا كثير للأسف موجود وفي النهاية يؤول الزواج هذا الغير منطقي إلى " الفشل " .
وفكرة تزويج ريان والله فكرة مو بطالة http://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(6).gif
أما بالنسبة للزوجة حنعرف عنها في جزء اليوم إن شاء الله .

" رياض.. لو انجبرت انت برضو بتكون الكارثة لأنك غرقان من راسك لساسك
بحب حنين و كل حنين .. يعني ريان للحين كل اسبابه انه ماكان مستعد للزواج
ما انذكر انو قلبه معلق بأحد..
"

وهاذي المصيبة فعلًا لو تم الضغط على رياض بيوم من الأيام بخصوص الزواج
أما ريان فلسا حديثنا ما انتهى عنه .

" يعني عينك عالخير تبعه.. ما اقول الا مالت بس.. "
بالزبط :) , يعني لا الأم ولا الأب فيهم حكمة ومحد ماكلها غير الثلاثة الابناء .

" الحين ريان له سنه متزوج..؟ و الا الأحداث هذي اللي لها سنة..؟ يعني ممكن اخذ
فترة لحد ما تمم الزواج بحجة انو يبي يفتح بيت او كذا
"
الاحداث هاذي لهَا سنة وبنفس الوقت زواج ريان كان في السنة
( يعني متزوج من سنة ) .

"يعني ممكن اخذ فترة لحد ما تمم الزواج بحجة انو يبي يفتح بيت او كذا.. "
هل تعتقدين مع وجود أم مثل امه او اب مثل ابوه أنه كان بيتحجج مثل هالحجج !

" البارت باختصار كان مـسـتـفـز "
انبسطت انه مستفز http://forums.graaam.com/images/smilies/msn%20(6).gif
وخذي نفس طويل الجزء الخامس فيه علوم تسرك :""

يا هلا فيك دايمًا وابدًا طعُون
انستيني والله - قلب - .



لَحَّنْ 10-12-16 07:15 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 

*



-5-



تتخبطُ الاحاسيسُ في صدري مِن فرطِ الأسىَ
والكلماتُ من لسَانِي أبت أن أُطلق لها العنان .
وأفكارُ عقلي قتلها " الوهــنْ " .
قاتلَ اللهُ ذلك الشعور
الذي يجعلك مِن شدةِ القهرِ
" تصـــمُتْ "


عينَاي تُحدقان في اللذين أمامي لكنْ بدُون استيعاب , أُذناي لا يصلُها سوى ضجيجٍ صاخبٍ مُبهم .
وأصواتٌ حادة أعتقد أنها نتيجة نقاشٍ شرس بينهما !!
عقلي غابَ في ماضٍ بعيدٍ وسقيم , لُونت لي صفحاتهُ الرماديةُ أخيراً
ورأيتُ ما لا أريدُ أن ارى .
وتذكرتُ واقعاً جريحاً خُيلَ لي أنهُ لوحةٌ حزينة
في اطارٍ أسود يُسمىَ " إرغام ! "


استيقظتُ من شرودي على حديثِ ريم الماقت تذمُ فيه زوجةَ أخي
و إهمالهِا لبيتهَا وزوجها الذي يصمتُ غصباً من أجل أمي .
رأيتُ لحظتها مشهداً في ذاكرتِي المشوشة
إذ كانَ بعد المعركة الساخطة التِي كانت بين والديَّ و ريان
والهزيمة النكراء التي لحقت الأخير في ذلك المساء .


*


أصعدُ السلالم ببطء جاراً أّذيال الخيبةِ والغبن
وكأننِي جُنديٌ جريح قُتلَ قائدهُ في المعركة وأًصبحَ من الأسرى في صفوف العدو
المُضطهِد .
في الحقيقةِ أنني غيرَ مستوعبٍ لما جرى وما سيجري في قادمِ الأيام .

ألتقيتُ في طريقي بريم التي لم تكُن أقلَ صدمةً مني
بهمسٍ خلفهُ قهر وغيظ
-" شفت يا رياض وش سوت أمي !؟ "
وأكملت ترتجفُ غضباً حتى انها لم تلحظ نفسها وهي تلفُ المكانَ ذهاباً وإياباً
-" آخ ! فيني قهر لو أوزعه على أهل الأرض لا زاد "
تنهدتُ بيأس ولم أُجب فانفجرت في وجهي بامتعاض
-" ريـــاض !! "
-" همم ! "
-" ليه ما تقول كلمة ! "
رمقتُ الفراغَ بسخرية
-" وش تبيني اقول يعني !! أمرْ صار وخلص ما بيدك شيء "
كانَ في ممر لقـائنا أريكةٌ صغيرة
جلست ريمٌ عليها تشتمُ البؤسَ الذي سيطرَ على قلبها .
زفرتُ ما غمَّ روحي عنها ومن ثًم أوجهَ بعُمقٍ بعيد سؤالاً لريم
-" بـ أسألك ! وش رايك فيها ! "
-" مين تقصد ؟ مشاعل ؟ "
-" أسمها مشاعل !؟ "
-" ايه "
-" طيب وش رايك فيها هالمشاعل ؟ "
بضيّق وغيظ اتحدا سوياً على ملامحها
-" البنت حالها حال نفسها يعني ما اقولك شرانيّه ولا من هالكلام شيء , بس اخواتها وامها من هالنوع اللي متسلطين ويمشونها على كيفهم .. "
قاطعتها بعُمق لا زال المُسيطر على مُحيايَ وكياني
-" يعني ضعيفة شخصية ! "
-" نقدر نقول كذا بس طبعاَ اذا كانت لوحدها , اما اذا مثل ما قلت لك كان في تدخل
من الأم والاخوات فأكيد بتلقى ( شوكتها ) قوية "
-" غيره ؟ "
-" مافي شيء بصراحة زيادة اضيفه , بس لازم تعرف انا مالي أي علاقة تجمعني فيهم "
-" طيب من معرفتك السطيحة جداً جداً تحسينها مناسبة لشخص كريّان ! "
" لأ " ردةَ فعلٍ سريعة ومفعمة بالرفضِ الصريح الغير قابل للنقاش .
-" ليه لا ؟ "
اخذت تمضي أمامي تشتعلُ غضباَ وكأنني زدتُ حرارة نيرانها .
-" ريان ومشاعل مستحيل تحطهم بمكان واحد .. أنت تتكلم عن رجل عصامي , مُنظم , حياته لها معايير معينة وما يحب الفوضوية وفوق كذا شخصيته صعبة وقوية
وهاذي البنت شخصيتها باردة وتحسها اخذه الحياة بلا مبالاة وفوق كذا امها اللي تمشيها مو هي آنسة نفسها وكل همها اسواق وسفر "

أعتقد أن غضبَ ريم و سبب رفضها لهذا الارتباط مُقنع
من المستحيل خلطَ الماء والنار سوياً !
وكذلك من المستحيل وضع شخصيتين متناقضتين كهاتين .
إن مثل هذه الارتباطات الغير مُتكافئة
هي في حقيقتها ملحمةُ حياةٍ وموت .


أخرسَ تفكيري الطويل وحديثي مع نفسي كلامُ ريم حينما نطقت
-" ثم أحس أن فيه وحدة في باله ! "
توسعت عيناي لأردف سريعاً
-" مين !! ريان ؟؟؟ "
حركتْ كفها في الفراغِ مُشيرة بأن لا اتسرع في حكمي .
-" مو أكيد كلامي , بس مرة سألني عن موضي بنت خالي "
تفاجئتُ حقاً بقول ريم فهتفت
-" هيا !! , موضي مرة وحدة ! هي عايشه هنا عشان يسألك عنها ؟"
-" والله سألني عنها يوم رحنا عندهم في لندن "
صَمَتتْ قليلاً وأكمَلَتْ بتفكير
-" من حقه يسأل عنها بصراحة .. البنت ما شاء الله شخصية ومثقفة
وغير كذا منظمة ولها ( كريزما ) أحسها مناسبة له لو كانت عايشه هنا "

سرحتُ في الفراغ وافكاري مضت بعيداً بعيداً وبعدم استيعاب
نطقتْ
-" أمي اقدر اقول دمرت حياة ولدها بنفسها " .





يتبع !

لَحَّنْ 10-12-16 07:21 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*


صرخ ريان بجموح
-" ريــــم !! قفلي هالسيـــرة , لا جات انا اعــرف اتصرف معـاها "
وقفت الجالسةُ على قدميها ولتوها ستنطِق امتعاضاً
لولا طرقُ الباب ونداء الخادمة عليها
-" Miss Reem ! "
تنفستْ بقوة وأردفت موجهةً حديثها لريان
-" هاذي أمي وصلت أكيد بس أخلص سواليف معاها برجع اكمل اللي بخاطري "
وخرجت تضربُ الباب خلفها غيظاً
ليهتفَ ريان مازحاً وسط غضبه
-" لا اشوفك فاهمــه ! "


ملئَ السكُونُ الفراغَ من حولنا
فقطعتهُ بقولي
-" واضح تعاني! "
تبسّمَ بتهُكم ليُردف
-" تقدر تقول كذا , بس أحاول اعدل الوضع بيني وبينها "
صمتَ لثانية وأكمل
-" أولاَ عشانها حياتي الشخصية و غصباً عني لازم اتحمل واتغاضى عن اشياء كثير ما تعجبني ودايم تصير قدامي وحتى من وراي "
قاطعتهُ عاقداً حاجبيّ بتوجس
-" مثل ؟ "
-" قدامي , مثل بشكل شبه يومي السُوق على الطالع والنازل ولا في مراعاة لكُوني رجل اداوم يومياً من الشرقية للرياض واجي تعبان ولا ألقى الراحة في بيتي
تقدر تقول المصلحة الشخصية عندها اهم من أي شيء "
-" ووش حكاية السَفَرة هاذي اللي تقول عليها ريم ؟ "
-" أبد جاتني تقولي ابي اروح مع اهلي فرنسا ورفضت , لكن راحت تشتكي عند أمها
وأمها طبعاً جات تتشكى عند أمي اللي بدورها ماقصرت وصرت أنا الغلطان واللي احرمها من وناستها "
-" وهنا نقدر نقول ثاني سبب مصبرك على وضعك هذا ( أمي وتدخلها ) "
-" بالضبط "


سكُوتٌ حال بيني وبين أخي
سكُوتي هذا دليلُ غضبي ومقتي ,
لا ألومُ ريماً حينما تنفجرُ سخطاً على صبرِ أخي الطويل

في الحقيقةِ غضبي في هذه اللحظة لمن يكُن كالغليانِ الكاسح الذي أًصابَ
فؤادي حينما نطق
-" اقدر اتعامل معاها بنفسي لكن تدخُلات أمها بينا هي المُشكلة .. "
سحبَ أكسجيناً وتابع
-" تدري أن عندها مشكلة في الحمل ! "
توسعت أحداقِي تلقائياً فأكملْ
-" ويوم طلبت منها باللين والحِلم تتعالج اشتكت عند أمها اللي بدورها جات تتهمني أني اغلط في حق بنتها !! "
لم أستطع كتمانَ جموحي فصرختُ بجنون
-" كــــيف !!! "
جحظتْ عينيهِ تفاجئاً لردةَ فعلي التِي بلاإرادية صدرتْ مني

أطلقتُ العنانَ أخيراً لغيظي وقهري
أطلقتُ العنانَ لرُوحي بأن تحكَي وتتحدث
تقول أنها لا ترضى " الباطل " وأن الذي يحدثُ
هُوَ ظلمٌ وبهتانُ
لقد رُمي ريان في مسرحية هُو لا يريد أن يكون مُمثلاً فيها
لا يُريد الوجه العام والمظاهر التِي تريدهُا أمي .
ها هُو يحملُ على أكتافهِ سعادةَ غيره .
بالمُختصر لقد رُمي في مزبلة " الواجهة الاجتماعية "


أردفتُ بسخط جامح
-" وأنت ليه ما تتكلم وترد ماني خابرك كذا ؟ "
لا زال مصدوماً من غضبي الغير مُتوقع
-" أرد طبعًا عليهم ! ليه تتوقع اني بسكت لهم ! "
ليهُم بعدها بالوقوف وبوادرٌ لم أجد لها تفسيراً
بانت على مُحياه
-" اسمعني يا رياض .. أقدر أكسر راسها وأنهي هالمهزلة , بس لا تنسى أن عندي ريم !"
لانت ملامحي تلقائياً ومُتفهماً لما سيقول
-" في يوم من الأيام ريم بتعرس وأخاف اذا قهرت مشاعل تنرد فعايلي في ريم , غير أن أمي طرف ثاني مهم ورضاها علي أهم .. "
ليعطيني ظهرهُ هاماً بالخُروج ومُردفاُ
-" رياض أنت أخوي وانا كل اللي قلته لك وبقوله بيننا وكانت مجرد فضفضة , وأقدر أحل مشاكلي بنفسي "

قاطعتهُ بسرعة وقلةُ الحيلة هشمتْ روحي
-" بس لمتى ؟ "
-" كٌل شيء بوقته إذا ما تعدل الوضع أكيد بتشوف شيء مُختلف فيما بعد "


-


4:00 صباحاً


بعد أن صليتُ وتري وقرأتُ وردِي من القرآن
ها انا ذا متوجهه إلى جناح والدتِي
حيثُ أخيراً سأراها بعد غياب عدة أشهر

طرقتُ الباب عدةَ طرقات ليصلنِي بعدها
صوتُها الذي مهمَا قسَت وجارتْ علينا
يبقى الأحبَ إلى قلبي وإلى مسمعَي
فهِي أمي وحبيبتِي ,

-" تعال ! "
دلفتُ إلى الداخل مُغلقاً الباب خلفي ومتخطياً
صالةَ جناحها ومتوجهاَ إلى حيثُ تجلس
مبتسمة ترمقنِي
-" هلا بالغالي هلا "
ابتسمتُ غصباً ومشاعرُ الهمِ التي كانت منذً قليل
تبددت وابتعدت

قبلتُ رأسها وكفيها وأتبعتُ
-" وش اخبارك يمه ؟ "
-" طيبه الحمد لله وانت علومك وش اخر اخبارك ؟ "
-" ولا شيء جديد كُل شيء يصلكم أول بأول "
لأبصر ريم التِي تجلسُ على اريكة اخرى
ضحكت أمي لقولِي واردفتْ باهتمام
-" اشوفك مُبسوط .. واضح امورك الحمد لله بخير "

أعلمُ جيداً أنني شخصٌ كئيب وميئوسٌ منه
لدرجة أن خلال هذه الثواني فقط تعكّر مزاجي .

ها هِي أمي تنظُر لي من جانب مشرق ولا تعلمُ
أن داخِلي ظلامٌ شديدُ السواد
وقلبِي صار من الرماد
أحقاً أنا غامضٌ إلى حدِ أن تعبِي وإعيائي المُتواصل
لا يتجلى لهُم , فيظنُون بذلك أني أتقلبُ على سريرِ السعادة
وأن لا شيء كالسابق يُضنِي هذهِ الرُوح سوى الدراسة والعمل .



تبسمتُ لأمي مُخفياً بذلك ألمي
إنهُ لمن الصعبِ جداً أن اقرب رُوحٍ إليك لا تشعرُ بوجدكَ وتعبك .
-" أي نعم الحمد لله مرتاح "
وقبلَ أن اجعلهَا تُردف
هممتُ بالوقوف
-" يلا , تصبحين على خير يمه "
سحبتْ يدي برجاء
-" وين رايح توك جيت !؟ , اجلس سولف لي عن الدراسة وجدة ؟ "
قبلتُ يدها التِي سحبتْ يدي
-" بُكرة ان شاء الله , الآن تعبان وابي ارتاح شوي "
لتُنقذنِي ريم حينما لفظتْ
-" خليه يمه يريح , اليوم سهرته مع ريان والشباب غصب تعبان "
نظرتُ لوالدتِي فإذا بها تفهَمت وضعي
و سمحتْ لي بالذهاب .


وليتُ مدبراً ومُطبقاً الباب بعدها بقوة وكأنني أعبرُ بذلك عن جموحي وسخطي .




انتهـى .


لَحَّنْ 10-12-16 07:27 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*

-
-
-


السَلام عليكُم ورحمة الله وبركاتُه .
مساءُ اللقاء المتجدد يا رفاقِي ( ).


شُكرًا لكُل عين تقرأ لي , سعيدة بالجميع حقًا :"http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
وراجية أن يكون هذا الجُزء ماتع كسابقه


عادةً لا اُعلق على أحداث الجزء
ولكن اليوم بكسر القاعدة وبعقب تعقيب بسيط جدًا على نقطة مُعينة
اللي هي مسألة تدخل الأم في شؤون بنتها المتزوجة بهالشكل اللي انذكر في الاحداث !
طبعًا ما كُتب هو صور واقع متواجد في المجتمع وبعض الأسر

وهاذي مسألة للأسف ماتقل سوء عن مسألة اجبار الابن او البنت على الزواج
وكثير دمرت بيوت كان من الممكن اصلاحها بين الطرفين نفسهم دون تدخل الاهل !

على العموم بترك لكم حرية التعليق *


* حسابِي على تويتر /
Ghaii_97


نلتقي بإذن الله السبت القادم ولقاء اخر ان شاء الله


استودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه ( )


لَحَّنْ 16-12-16 08:06 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 

*





مساءُ الحُب يا احبة http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif .



في احتمال كبير جدًا الليلة ينزل الجُزء وذلك
لإنشغالي باختباري اللي حيكون يوم الاحد إن شاء الله




دُمتم بود http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
نلتقِي بعد ساعات بإذن الله .





لَحَّنْ 17-12-16 12:41 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*



- 6-


العـاشر من ذُو الحجة لعـام 1436 / الرياض .
صباحُ عيد الاضحى .

صباحٌ أقبلتْ معهُ الأفراحُ والبشرى , صباحٌ لفَ وشاحهُ الأغر على المُهجاتِ والكونِ .
الأرضُ ترقصُ فرحاً بنورِ الضيف المُقبلِ , ضيفٌ لا يأتي الا بالسعدِ و الفرحِ .
ضيفٌ أنيسٌ لا يأتي الا بالمسراتِ والحب .
حتى الفجرُ اليوم ضاحكٌ من هنَاءة , لا صوتٌ سوى " الله اكبرُ الله اكبرُ"
لاحَ في الأفقِ البعيدِ ومُتَبعُ " وللهِ الحمد "
يا حبذا حلواهُ في شفاهِ طفلٍ , لذيذٌ من السعدِ والبهجة .
ترىَ بُشراهُ على مُحيا كهلٍ قد ازدانتْ روحهُ بانشراحِ الضحكة .

عائدٌ الآن من صلاةِ العيد برفقة ابناء اعمامي
و متوجهين إلى منزل جدي حيثُ يكون الاجتماع عادةً واستقبال الضيوف .

اثناء ذلك باغتني اتصالٌ مُفاجئ من فيصل ابهجني
-" هلا بالقاطع ! "
سمعتُ قهقهتهُ واردف
-" مدري حقيقةً من قطع الثاني لكن تمون "
لم استطع كبح ابتسامتِي الواسعة
-" وينك انت ! "
-" جايك بالطريق اذا فاضي ! "
-" خلاص انتظرك في بيت جدي "

-


رائحةُ البخور والطيِب تفوحُ بين الجنبات , وحديقةُ منزل جدِي المُبجل
مُفعمة بأجواءٍ صاخبة , والصغارُ اليوم أكثر من يفوز بفرحة العيد .


نظرتُ إلى سلطان ابن عمي الذي اقبل برفقةِ بعض الصبيةِ من اقاربي
والموازينَ لهُ في عمره , لقد كانَ الحماسُ مُتقداً بينهم لدرجةٍ تلفتُ الانتباه .



سرحتُ في ذلك فعلاً ! كأنهُ شيءٌ ما ومرَ سريعاً
اعتقدُ انهُ طيفُ ذكرى .


حسننا لن اقول ليتني " اعودُ للوراء وأغدو صبياً "
لأنني أعلمُ جيداً كيف كُنت ذات يوم , شبابي لا يختلفُ كثيراً عن طفولتي والصبا .
كلاً من قيديَّ عُمري يتشابهان , إن الافكار التي كانت تحشو رأسي
حينما كنت صغيراً هي نفسُ الافكارِ التي ترافقنِي الآن
إن الأمرَ فقط بينهما هُو أن كُل يوم أكبر فيه تكبرُ معي تلك الافكار ويزيدُ يقيني بـ " مُعتقداتي العقلية والنفسية "
هذا بالإضافة اني لا اريد أن اعودَ كبشَ فداء لكُل من ريم وريان
ففِي جزءٍ ما داخل عقلي يوُجد مشاهد
أكون فيها واجهةَ ريان حينما يرتكبُ بعض الحماقات
وكذلك الأمر بالنسبةِ لريم
لطالما كُنت امثلُ دور الجسور الشجاع فأقفز لإنقاذها من سخط أمي
واتحملُ انا بغبائي تلك العقوبات النكراء .


ومن جانبٍ آخر إن الفكرة التِي تُؤرقني حيالَ أمرِ " الإكراهِ والإرغام "
هي أمرٌ قديمٌ ليسَ بجديد فكثيرٌ من ابناء العائلة الكِبار ذاقوا مرارةَ ذلك ولحقهم الأخيرُ
ريان . ولكن لطالما كُنتُ ارمي هذا الأمر خلفي مُعتقداً أنها كذبة وستختفي مع الزمان ,
ومن ثمَ امضي ركضاً لأني اعلمُ جيداً ان تلك الكذبة البلهاء تجري خلفي لحظتها
وكأنها وحشٌ اسود سينقضُ على قلبي ليقطعهُ بقسوة .
وفعلاً هذا ما حدث .
لقد استولى ذلك الكابوسُ المشؤوم تماماً علي , أي أنَ
رُعب الصبي الصغير قد تحقق .


لذلك لن اقول ليتني " أعود للوراء وأغدو صبيا " .



-


رأيتُ سيارةَ أحدهم تدخل الباحةَ الفسيحة , انشرحت ملامحِي نتيجة رؤيتي لـالذي ترجَل منها
وأقبل ضاحكاً سعيداً ومُعانقاً لي وكأنما سنينٌ بيننا حالت .


بعدَ برهةٍ من تجاذُب اطراف الحديث بيني وبين فيصل ونحنُ في نفسِ موضعنا واقفين
أتى ابناء عمي عبدُ الرحمن وعبدُ الإله المُرحبان برفيقي .


شدنِي في هذا شخصيةُ فيصل المرنة والاجتماعية , فعندما ألتقي رفاقهُ في مراتٍ نادرة
لا يصدرُ مني كُل هذه البشاشة والرحابة فبطبعي هادئٌ قليلُ الكلام


و أميل للعزلة واختيار رفاقي بحذر وأكتفي بالابتسامِ فقط حيال الأمور التي تسعدني .
بينما ما أراهُ الآن هُو سعةُ بالٍ طويلة عند فيصل لدرجة أنهُ يعرفُ جميع ابناء عائلتي فرداً
فرداً , وروحِ الحماسةِ عندهُ دائماً عالية خصوصاً عند لقائهِ اصدقائهُ واحبائه .


-




بعد ان دخلنا مجلس جدي المُفعم بالضيوف الدالفيِن والمُولين , جلسنا في ركنٍ قاصٍ وبعيد
لنتبادل فيه الحوار حول أمور شتى .


لا أعلم كم مضى من الوقت ونحن نتحاور ! , لم اشعُر بكمية الزمن التي استنزفناها
خلال حديثنا , واعتقد بأن السبب يعود إلى ان من يمكُث معي الان هُو " فيصل "
رفيق عمري وصديقُ حياتي .


الصداقة هي هبة إلهية مُنزلة لكُل روحٍ بائسة لتُهديها رغدَ الحياة
وتُريها جانبها المٌشرق , ولتُعطيها الأمل ولتغدقهُا بالسعادة وترويها من ينبوعٍ
كريمٍ اثِر .


مع صديقي لن أكِل ولن أمِل وليتني أطلبُ من عجلة الزمن ان تقفَ عند لقائي
بصديقي .


فطوبى لمن لديهِ " صديقٌ صدوقٌ صادق " .


مضينا ناحية سيارتهِ بعد حين , أي ان وقت ذهابهِ حان
ولكنني استوقفتهُ قبل ركوبه السيارة لأن امراً ما طرى بذهني
-" اسمع بقولك شيء ! "
ألتفتَ لي مُقطباً حاجبيه لأُردف
-" بقول لأبوي وامي بخصوص حنين لأني ناوي اخطبها حقيقةً "
توسعت عيناهُ بتفاجئ ليبتسم بعد ذلك لافظاً
-" خطوة حلوة والله يا رياض "
ثم أردف " بس تبغى رايي فيه هالموضوع ؟ "
تنهدتُ بضيق
-" يا ليت ! " .
-" قول لأبوك بالأول لا تجي للأثنين مع بعض , على الأقل ابوك احس فيه رجا لو كلمته باللين والحِلم ولو وافق أمك ما راح يكون لها راي قوي "
زفرَ عن صدرهِ بعض القلق الواضح واتبعَ
-" رياض ! الموضوع مو هين ترى , امك راح تكون جدار قوي بكثير , حتترصد لك "
ضغطتُ على شفتِي السفلىَ كابحاً جموحي
-" فاهمك "
-" البنت ما شاء الله بنت تاجر معروف في جدة وصاحب معارض . اعتقد راح تكون نقطة فارقه عند ابوك كثير , بينما الوالدة راح تكون
نظرتها لكونك قبيلي وهي لا "


تأففت بملل حيال هذا الأمرِ الكريه والذي هُو شرط رئيسي لعقود النكاح
في عائلتِي العظيمة .
-" انا بكلم ريم بالأول , يعني ماراح اكلم ابوي وامي بسرعة بشوف وش تقولي "
اومأ بالموافقة وابدا اعجابهُ قائلاً
-" بالضبط , كلم ريم بالأول راح تكون نقطة مهمة في اقناع الوالد بالتحديد "
شتتَ نظراتهِ بتوتر لا زال مُتجلياً على مُحياه
-" وحتى لو وافق ابوك الله يستر من تدخلات اللي حولك "
بلعتُ ريقي ومحاولاً ضبط توازن انفعالاتِي الداخلية
-" اللي بيعترض اعتراضه لا يودي ولا يجيب هاذي حياتي انا وحر في اتخاذ قرارتي فيها "
ربتَ على كتفي راسماً على وجههِ ابتسامة هادئة
-" علمني بعدين وش صار معاك "
-" إن شاء الله "



يتبع !




لَحَّنْ 17-12-16 12:45 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 

*



10:45 مساءاً

جالسٌ على كُرسي المكتب في غرفتي ارتبُ صفحات افكاري
واضع خُطة لتنفيذ المُهمة المُقبلة , إن مثل هذه الأمور في اسرتِي
تحتاجُ لتخطيط وترتيب ودراسة حتى استطيعَ ان اخبرهُم بها واطلق العنان لها .

الأمر ليسَ مجردَ خطوبة بل هُو اصعبُ من ذلك بكثير
لا زالت عائلتِي مُتمسكة بفكرة قديمة تُدعى " القبلية "
وإن صح المعنى " العصبية القبلية "

هُنا لن تستطيع الزواج قبلَ معرفةِ النسب
ويندرجُ تحتهُ المال .

أعلمُ نفسية والدي وكذلك والدتي .
ابي سيتجهُ فوراً للبندِ الثاني
بينما امي ستضع قدمها على كلا البندين .

ستكُون المهمة سهلة جداً إن طلبتُ يد احدى بنات اقاربي
او معارف والديّ


ولكنها ستكُون معجزة إن كانت خارج هذا النطاق .
هذا بالإضافة أنهُ سيتم الترصُد لي من قبل القبيلة حتى لو مضىَ أمري مُيسراً سهلاً .
سأكون حديثَ المساء في مجالسهم العتيقة !



ضجرتُ من التفكير وسئمتُ الحديثَ مع نفسي طويلاً .
هويتُ بسرعة مُمسكاً هاتفي المحمول
ومُرسلاً رسالة سريعة لـ ريم
-[ صاحية ؟ ]


ولزمتُ بعدها الانتظار ...


-


لا اعلمُ كم لبثتُ من الزمنِ حتى جاءني ردُها اخيراً


-[ ايه ]
نظرتُ لساعةِ حينها فإذا بها الحادية عشرةَ والربع
عُدت للحديث معها
-[ بجي اسولف معك ]
-[ تدل طريق غرفتي ولا ارسل لك الـ " Location " ؟ ]


ابتسمتُ للرسالةِ غصباً
فأغلقتُ هاتفي
ومضيتُ إلى حيث تقبع .


-


-" ريم بقولك موضوع وابيك تعطيني رايك فيه ! "
هذا ما لفظتُ بهِ وانا احدث التِي تحوم حولي بملل وملامحُ التعبِ والنُعاس بادٍ عليها


لم تعرنِي رداً فهتفتُ من جديد
-" ريم ! "


حملتْ كوبَ القهوةِ التي اعدتهُ بين كفيها
لتجلسَ وسط سريرها الوثير واجابت اخيراً بعد ان تثاءبت
-" قول يا اخي الحزين قول "


اخي الحزين !
حسنناً سأتقبلها منكِ يا ريم فقط !
واعتقدُ ايضاً من فيصل .
فالحقُ لله انني فعلاً حزين .
حزينٌ على خوفي من مستقبلي .
حزينٌ على املي الذي بتُ اُذعَر حيال موته !


استنشقتُ نفسًا طويلاً لأسحبَ بعدهُ ورقة وقلم من على مكتب ريم
واكتبْ
[ انا احب زميلة معي في المستشفى وودي اخطبها
تساعديني !!! ]


وبخفة رميتُ الورقة حتىَ هوت امامها , رفعتها بضجر
وهي ترتشفُ بعضاً من القهوة التي بين يديها .


نظرتْ للمكتوب ملياً ولا زالت ملامحهُا كما هِي
حتى توسعت عينيها تدريجياً مُعتدلةً في جلستها
وواضعةً الكوبَ على الطاولة بجانب سريرها
وتُعاود القراءة من جديد .
نظرت لي بسرعة مُتفاجئةً
-" من جــدك ؟؟؟ "
-" والله "
قفزتْ بسرعة حتى تجلس على طرفِ السرير
-" فهمني بالضبط وش صاير معاك في جدة ! "
ضيّقتْ محجريّ عينيها بغضب مُبطن
-" اثاري وراك علوم وما تخبرني !"


-


قصصتُ على ريم كُل ما جرى معِي منذُ ذهابي إلى جدة
وحتى لقائي الأول بحنين ورغبتِي المُلحة في خطبتها وسط الظرُوف والعادات القاهرة والمُعضلة .
وها انا ذا انتظرُ رأيها فيما سمعتْ .


تنفست التِي امامي الصُعداء واردفت
-" اعترف اني انصدمت ! كل هذا تكتمه وما تقولي ؟ "
-" ما كان فيه وقت مناسب حتى احكيك وفضلتْ يكون الموضوع وجهًا لوجه "
هتفتْ بامتعاض
-" لا يكون صديقك يعرف بس ؟ "
رفعتُ حاجباً وخفضتْ الآخر
-" وش رايك انتِ ؟ شخص عايش معك طوال الوقت تتوقعين ما يعرف ابسط الامور عنك ؟ "
همهمتْ بمقت ولم اسمعْ مغزى هذه الهمهمة
ولكن حسب اعتقادي انها ترمِي بكلامٍ ما على فيصل .
اعتدلتْ في جلستها وبجدية لفظتْ
-" شوف يا رياض انا ما اعرف هالبنت ولكن من كلامك عنها واضح انها بنت حليله وما اعُجبت فيها الا وانت شايف منها شيء زين وهذا اولاً
ثانياً من حقك كشخص تختار الشخص اللي راح تكمل معاه حياتك ودامك تبيها
فهذا مثل ما قلت حق من حقوقك "
اومأت برأسي دلالةً على " أكملي ! "
-" ولكن انتْ عارف عيلتنا وتقاليدهم وعاداتهُم ولد القبيلة لبنت القبيلة
واذا بتطلع من إطارهُم لازم ( النسب والخيرْ ) "
تنهدتُ بألم قاتلٍ فاتك فأردفتْ
-" بس فيه امل وفرصة البنت ما شاء الله غنية اتوقع لو الحيّت على ابوي بيوافق "
ثم هتفت بصوت عالٍ مُحذرة
-" بس انتـــبه الموضوع هذا ينفتح مع امي انتبـه "
شتتُ نظراتي في الفراغ لأمسح وجهي بعد ذلك بنفاذ صبر
-" قال لي فيصل هالكلام "
عادت تهتف بتهكم
-" ياذا الفيصل .. "
ابتسمتُ بسخرية رافعاً حاجبي
-" تغارين انتِ ؟ "
جحظتْ عينيها ومن ثمَ فاها وقالت بسخط
-" نعم ؟؟ اغار على وش يا حظي ؟ "
مسحتُ ذقني بأصبعِي ومُوجهاً لها نظراتٍ مُتفحصة
-" لا ولا شيء ! "
حركتْ يدها دلالةً على العودة إلى الحديث
-" اللحين خلنا في موضوعك الصعب هذا "
واتبعتْ باهتمام
-" بكرة ان شاء الله بيجي لابوي ضيف الصباح واكيد راح تكون معه , خذ العلم مني ياخوي
بمجرد مايروح ضيف ابوي ان شاء الله ويكون ساعتها رايق سولف له عن الموضوع هذا وخبره "
اومأتُ لها بالإيجابْ واتعبت
-" تدرين وش اللي بيوترني ؟ "
لاحَ على تقاسيم وجههَا علامةُ استفهام وترقُب
-" خايف يعضلون الموضوع رجاجيل القبيلة "
قفزتْ هُنا بعجلة هاتفةً
-" اسمع!!! "
تفاجأت من ردة فعلها السريعة
-" اذا انت اقنعت ابوي صدقني محد بيكسر كلمته ممكن يزنون عليه ايه ! بس
انت تعرف ابوي كلمته تمشي على الكل حتى جدي يحترم راي ابوي بين اعمامي "


طمأننِي كلامُ ريم , وارتحتُ بعد الفضفضةِ لها
همّي الطويل بدأ يقصرُ شيئاً فشيئاً
سكينةٌ ما دبتْ في فؤادي القلق .
بدأتُ اشعرُ ببصيصِ امل .
سأقاتل من أجل موافقة ابي
فبعد الله امري بين يديه .


-


الحـادي عشر من ذو الحجـة لعام 1436هـ


خرجَ ضيفُ والدي لتوه , ولم يعُد بالمجلسِ سوانا .
شاردٌ بعمق في كيفية ابتداء الحوارِ معه
وبأي حديثٍ سأتحدث !
ما الكلماتُ المناسبة حتى أصيغها في جُملِ اقناع ؟
ما هي الطريقة الصحيحة لحياكة ثوبِ حوارٍ مُكلل بالموافقة ؟
ألا ليت ريمٌ تأتي . كم هي بارعة في اقناعِ والدي وجذبِ انتباهه دائماً .
افكرُ ايضّا في كيف ستكُون ردة فعلِ والدي !
شيطانُ يهمسُ لي بأنهُ سيرفضُ قطعًا وسيعنفنِي بأن لا افتح مثل هذا الحديثِ من جديد .
وشخصٌ ما داخلي يهتف " تعوذ من الشيطان يا رياض وحاول "
هُنالك بُقعة ضوءٍ من الامل وسط الديجور , ستُساعدك .


استيقظتُ من شرودي على نداء والدي
-" ريـــاض ! "
قفزتُ بسرعة مُتمالكًا موقفي
-" ســم ! "
-" سم الله عدوك . وشبك سرحان ؟ "
ارتبكتُ وتلعثمتُ حقاً فقلت بتردد
-" لا يبه ما في شيء "
أومأ بالرضا واشار بعدها إلى حيثُ طاولة الضيافة
-" جب القهوة خلنا نتقهوى "
-" ابشر يبه "


-


اراقبُ ارتشاف ابي للقهوة , انهُ الفنجانُ الثالث بينما فنجانِي منذُ ان سكبتُ فيه
وهوَ على حاله , ولم اذقْ منهُ شيئاً .


اعلمُ جيدًا ان الأمر فقط " مُجرد شجاعةٍ مني وكلماتٌ مرتبة " وسينتهي هذا العرض .
ولكن بالنسبةِ لي هذا يعني ( الحُرية ) .


أبدو مثلَ طيرٍ جريح حبيسٌ في قفص لمُدةٍ طويلة
حتى أنهُ في نهايةِ الأمرِ ضاقَ ذرعًا فهربَ عند اول فرصة له
وتخلىَ عن صاحبهِ مُقابل ( الحرية ) .


أريد أن أُحب !
وأن احشُو فؤادي بالحُب .
أريدُ ارسَم مُستقبلي في الحُبِ بنفسي !
لا أن يرسمهُ لي شخصٌ آخر .
أريدُ أن اضربَ بكُل ما يزعج خاطري عرضَ الحائط
واعيش واحيا من اجل مَن أحب !
أريدُ الحريةَ والتحرر من قيوُدِ " جهلٍ " لا زالتْ باقيةً
واركضَ واهرب في روضِ الحُب .


خُلاصة ما اريدهُ " الحريةَ في الحب "


تنحنحتُ مُنادياً والدي بهدوء
-" يبه ابي اقولك موضوع "
وضع الفنجانَ على الطاولة واردفَ من غيرِ ان يُحدق فيّ
-" قول يا رياض وش عندك من علم ! "
زفرتُ نفسًا يقويني للحديث وتشجعتُ قائلاً
-" ابي اخطب "
ابصرنِي بسرعة عاقداً حاجبيه فأتبعتْ
-" ابي اخطب هالفترة وان شاء الله العرس بعد ما اتخرج "
ضحكْ والدي غصبًا لتفاجئه وعُقدة حاجبيه تم اطلاقُ سراحها وبتساؤل واضح
-" والله يا ولدي تفاجأت ! , وش الطاري ظنيتك مثل اخوك بتهبل فيني ! "
رأيتُ ملامحهُ مُنشرحة ومٌنتعشة فاستغليتُ الفرصة
-" هو حقيقةً ان البنت اللي ابي اخطبها معي بالمستشفى وماني حاب اضيعها من يدي ! "
عقدَ حاجبيهِ من جديد وبنبرة شِديدةٍ شبهِ غاضبة .
-" من هالبنت اللي تقول عنها ؟ مو انت تبي العرس من بنات القبيلة ؟ "


سحبتُ اكسجينًا لصدري لأنني بدأتُ اشعرُ بالاختناق .


ما بالُ الهواء من حولي ! لمَ لا يصلُ لصدري ؟
لماذا المدى اصبحَ خانقاً ؟
عدتُ لسحب الاكسجينِ من جديد وهتفت
-" لا يبه مو من بنات القبيلة , زميلة معي بالمستشفى "
اعتدلَ في جلستهِ وقال بهدوء يُبطنُ به زمجرةَ امتعاضه
-" وش لنا يا ولدي بالبعيد وماهي علومنا هاذي ! , ما شاء الله بنات خوالك واعمامك ما عليهم خلاف ! "
ضممتُ كفِي لبعضها وبإصرار
-" يبه انا ابي هالبنت تكفى لا تقفلها بوجهي ! "
زفرَ الضيق الذي بانَ حتى على مُحياه
-" طيب بس قُلي من هي هالبنت؟ "


شعرتُ بالأملِ يبصرُ حقاً
شعرتُ بأن ابوابَ الحريةِ المؤصدة مذُ ازمانٍ عتيقة
فُتحتْ على مصرعيها .


أخبرتهُ عن حنين !
ومن هِي !
وابنةُ مَن مِن تجارِ " جدة " !
أخبرتُه عن كُل ما اعلمْ بشأن عائلتها .


في الحقيقة خفتُ من شدةِ حماسي أن اسرُدَ لهُ بعض
التفاصيل الصغيرة التافهة لولا لطفُ الله
إذ لطفَ بلساني .


صمتَ والدِي لبرهة واردف مُتنهدًا
-" راجع نفسك يا رياض بناتنا ما شاء الله ماعليهم ! "
بلعتُ ريقي ولفظتُ مُصرًا
-" يبه انا قلت لك ابي هالبنت "
مسحَ بكفهِ وجههُ ونظرَ فيَّ
فلم يجدْ سوى نظرةِ تمسُك ورغبةٌ مُلحة جامحة عازمة .


من بينْ أسنانهِ وانفاسُه بدأت تتأججُ سخطًا
-" وش تبي الناس يقولون عنــا وش ؟؟؟ "


لم يسمع مني ردًا لأني أخفضتُ ناظريَ للأسفل
ليسَ ذنبي ولا ذنبُ محبوبتي إن كُنا غير متوافقيّ القبيلةِ والنسب .
إن كُنتَ يا أبي سترمي مقتًا فأرمهِ على قلبي
لأنُه سبب هذه الكوارث .


أردفَ بعد صمتٍ مهيب و بتوترٍ وضيقْ أحسستُ بهِ جيدًا وكأنما حاصرتُه بجنودٍ لم يراها فعلًا
-" رغم اني ماني موافق بشكل كامل لـ هالسالفة لأنك تعرف عندنا القبيلي ما ياخذ الا قبيلية مثله
لكنْ دامها رغبتك وبنت رجال عنده خير , نتوكل ونستخير ونفكر "



انتهـى .


لَحَّنْ 17-12-16 12:50 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*



-
-
-



صباحُ الخير والمسّرة ( )


لقاءٌ متجدد والحمدُ لله رب العالمين .
قراءة ممتعة لكم في هذا الفصل http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

حابه أعقب تعقيب سريع
" قضايا الرواية " فقط أنا ناسجة لها
وما يتعلق وينذكر على لسان الشخصيات لا يُمثلني للمرة الثانية
عدت هالكلام لأن ما ذُكر في الجزء حسّاس نوعًا ما .

مرة أخرى قراءة ممتعة
نلتقِي بإذن الله السبت المُقبل :"http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif

دعواتكُم الصادقة بالتيسير والتسخير لي في اختباراتي .
طبتُم وطابت لياليكُم http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.


كَيــدْ 24-12-16 04:53 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
*
-7-

الحادي عشر من ذُو الحجة لعام 1436 هـ .
9:47 صباحًا .

فوضوية ! !
هذا ما يمكنُني وصفهُ عن شخصيتي الفوضوية فعلًا . حسننًا ! إن الفوضى العارمة
التِي أتحدثُ عنها ليستْ متعلقة بالوسط الذي أعيشهُ أو المكَان من حولي أو حتى الظاهرةْ على مُحياي .
لا أنها أعمق من ذلك بكثير . إنها فوضى مشاعر مُتخبطةُ الخُطى يتبعهُا تمرد يمشي ثملًا بالكادِ يٌبصر طريقه !
إن هذه الفوضى والضوضاء الغليظة تجري خلفِي منذُ وقتْ طويل , حتى استطاعتْ الإمساكَ بي وأجبرتنِي على الخضوع لها .
أما التمرد فهذا أعتقد أنهُ ولد معي !
فلطالما كُنت سببْ جنون والدتِي , حيثُ أنني ارمِي بقوانين الأسرة في أقربْ سلة مهملات أمامي
وأمضي ..

في الحقيقة إن الفوضوية في المشاعر هذهِ بدأت ترُوق لي منذُ أن خضعتْ لحكمها .
لأنني ومنذُ ذلك الحين أًصبحت أتذوق طعم مشاعرٍ كثيرةٍ لذيذة في آن واحد .
فعلى سبيل المثال ؛ تذوق شعُور السعادة المؤقتة والكثير والكثير من الحُزن والملل , هذا بالإضافة
إلى إغداق فؤادي بالحُب المُزيف فأنا لستُ حبيبةَ شخصٍ ما ولا يوجد شخصٌ ما يحبني
أي أني مُجرد كاذبة تُمثل دور الحبيبة فقط حتى تستمتعْ بطعمِ الحُب الوهمي .
وأيضًا لا أنسى الفشل الذريع في أمور شتى والسقوط من نصفْ طريق الجبل إلى سفحه
ورؤيتي للنجاح يجلسُ على عرشهِ في القمة ضاحكًا بسخرية وحتى يُغيظنِي لأعود لصعود من
جديد , فهُو يعلم ما هي " سيكولوجية الشخصية " لدي وأنَ أكثر ما تمقته هُو الاستسلام للفشل .
ومن جانب آخر مشاعر الغضب التِي دائمًا ما تشتعلُ داخلي وإلى هذه اللحظة لم أطلق لها
العنان بشكل واضح وصريح , فغالبًا عند اشتعال الغضب في صدري أقوم بسكبْ ماء بارد
عليهْ حتى يؤول للخمود , ومن هذا المنبر يمكننِي التحدث عن جانبْ آخر من تلك الفوضى الكثيرة والذي هُو " البرود الزائف " .

وها أنا ذا و بينَ جُدرانٍ عتيقة وعلىَ سريرٍ وثير ناعم أتقلب وبين يديَ كتابٌ ما أبصرهُ .
مُعتادة أيضًا على ما يُسمى بالوحدة وهذه لا يمكنني وضعها داخل إطار " الفوضى "
إنها تُشبه نوعًا ما التمرد في استفرادهِ بنفسه , الفرق بينهُما أن الوحدة هِي عدوتي
بينما التمرد هُو توأمي .
ولأنني اعتدتُ الحربَ مع الوحدة القابعة بين أركانِ رُوحي
أحَاول دائمًا قهرها غصبًا حتى لا تتمكنْ مني فيؤول الأمر إلى " وحشة و اكتئاب حاد " .
لذلك بالمقابل لدي أصدقاء يأنسونَ قلبي .
هؤلاء الأصدقاء هُم أيضًا جنود أُحاربُ بهم ومعهم هذه الوحشة اللعينة والفراغ المُزعج .
إن أكره ما لدي هُو " الفراغ " ! حتى أنهُ تخطىَ الفشل في مرحلة الكراهية عندي ولو كانَ شخصًا لقتلتُه .


حسننًا , إن هؤلاء الأصدقاء الأوفياء هُم الكُتب , لدي هَوس ناحية القراءةِ والكتاب
لذلك كثيرًا ما أُضيء وقتِي المُظلم بالقراءة , وكما يقُول المتنبي في قصيدته " خيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ " .

إن المكَان الشاغر في حياتي الذي تركهُ كُل من ريان ورياض أصبحَ مُوحشًا جدًا
في بداية الأمر افتقدتُ ريانًا عندَما أخذتهُ الأقدارُ بشكلٍ مُفاجئ مِنا حتى أصبحَ مُنطويًا أكثرَ على نفسه ومن هُنا أضعتُ الأول !
قلتُ لنفِسي حينها " لا بأس " لا زالَ رياضٌ معي فهُو أقربُ لي سنًا وروحًا , ولم أكملْ عبارتِي تلك حتى رحَل الثانِي وبقيتْ وحيدة .
تذكرتُ حينها أبشعَ حُلمٍ رأيتهُ في صغري , حُلم قاسٍ على فؤاد طفلة لم تجدِ الدفء إلا بين أخويهّا .
أمشي معهما في طريقٍ طويل لا نهايةَ له , أحدهما احتضنَ يدي اليُمنى والأخرَ اليُسرى ,
كانا يقوداننِي إلى حيثُ لا أعلم ! , فقط أمضي معهما لأنني بينهما لا خوفٌ عليَ و لا روع ..
وبعد برهةٍ ما لم أشعرْ إلا ويديَّ الصغيرة تائهة في الفراغ تبحثُ عن موطنها الأوليّ ,
أبصرتُ الاثنينِ بسرعة فإذا بهما يمضيانِ أمامي ولا أرىَ سوى ظهريهما , تاركِين نبضًا ضجَّ فزعًا ضجَّ دمُوعًا .
في ذلك السن كان هذا الحُلم هُو فيلم رعبي لدرجة أنني عندما استيقظت منه طلبتْ منهما قطعَ وعد بأن لا يتركَا يديَّ ابدًا ولا اعلمْ هل وفيّا بذلك أم لا !


-" ريــــــــــم !!! "
صرخةٌ اخترقتْ مسامعِي , كسرتْ انخراطي النهِم في القراءة .
استويتُ قليلاً غيرَ مستوعبة لما سمعته ولم ألبثْ طويلًا حتى
رميتُ بالذي بينَ يدي على عجل ومنطلقة ركضًا خارج الغُرفة ولأصادفَ حينها أمي المذعورة والتي خرجتْ هي أيضًا على أثر صراخ رياض !!
إن ما حادثتُ بهِ نفسي وعلاقتهَا الوطيدة بـ الفوضى هُو بالضبط ما يحدُث لي الآن .
اضطرابُ مشاعر عنيفة ما بين ترقبْ وقلق وخوف !
في قلبِي أرجو أن تكُونَ صرختهُ صرخةَ بشرى
صرخةَ أنَ أملهُ الذي لا يرىَ باتَ مُبصرًا .
ولكن رُعبي أن تكُون هذه الصرخة هي مُتنفس لقهرهِ على حَاله
و على غبنه من وطأةِ الأيام القاسية .

وصلتُ مع والدتي إلى طرفِ الدرجْ من الأعلى ناظرةً إلى الذي يقفُ عندَ الباب المفتوحِ على مصرعيه ,توسعتْ عينايَ تلقائيًا لما رأته .
سنينٌ طوال عشتهُا مع رياض لم أشهد في مُحياهُ
ازديانَ فرحةٍ وسعادةٍ كهذه !
لوهلة تأكدتُ بأنْ ذاك فعلًا أبصرْ !
وتأكدتُ بأنهُ بدأ يمشي سويًا و كأنما يرى طريقهُ جيدًا ..
طريقهُ الذي عليهِ سيقودُ أخي إلى روضٍ من المُنى مُزهر .. إلى فضاءٍ من الحُرية مُقمر .

هتفتُ عاليًا باستبشار غمرَ مهُجتِي
-" ها بشـر ؟ "
توسعت ابتسامتهُ أكثر فأكثر , حتى كشفَ ثغرهُ عن أسنانه .
ليهتفَ وأحداقهُ تتلألأ سعدًا
-" نقــول بإذن ربي إنه تـم ! "

هبطتُ درجتين وأقدامِي مُنتفضة , مُنتفضة لأني حقًا لم أكن لأضعَ 1% من موافقة أبي في عقلي .

ولكن يا رياض لتعَلم أن هذا طيفُ بشرى !
إن إلهي يُحبك ولن يكتبَ لك إلا ما يرى فيه خير لحياتك.
يعلمُ صدقَ نيتك , وهُو أرحم بقلبكَ المحزُون .
وألطفُ بروحكَ الأسيةِ .. وسيجزيكَ لصبرك لا محالة .

أدارَ ظهرهُ على عجل فناديت
-" ويــن رايـــح ؟؟ "

اختفىَ أخي وسط النُور الآتي من وراء الباب
ورحـل ركضًا من فرحته .

جلستُ مكانِي باسمة واضعةً كفيَ على ثغري غير مستوعبة لقرار أبي !
لابدَ لي من معرفة ما جرى , عليَّ دراسة ذلك القرار وكشف إذا ما كان هُناك خفايا لا أعلمها .

سمعتُ صوتَ أمي التي نسيتُ وجودها معنا منذُ قليل
-" ريم؟ وش بلاه اخوك !! ووش اللي تم ؟"

ألتفتُ لها لأبصرَ نظرةَ توجس في عينيها
ابتسمتُ لها بسرعة وأنا أقف
-" ولا شيء تعرفين ( فصلات ) رياض "

بنبرة حادة هزت جوفي
-" الله يستر من ( هالفصلات ) قولي وش عندك انتِ واخوك ؟ "

توترَ داخلي و أكفهر وجهي فقلتُ بجدية
-" يمه صدقيني ما فيه شيء أكيد أنه طالب طلبه من ابوي وما رده ! "

مضيتُ بسرعة وأنا اسمعُ هٌتافها
-" وأكيـــد تعرفيــن انتِ وش هــي !! ريــــم !! "
دخلتُ لغرفتي بسرعة مغلقة الباب خلفي , مسحتُ وجهي بكفِي وكأنني اطردُ السوادَ الذي خيم عليه
لستُ أنا من سيخبرها ولا حتى رياض .
إن أفضّل من سيزفُ لها الأمر هُو أبي ولننتظرَ بعدها المسرحية الساخطة .

-
10:25 صباحًا .
جلستُ على الاريكة في صالةِ الاستقبال مُنتظرةً ظهُور أبي , فلديَ كلامٌ ما اريدُ أن يعلمهُ جيدًا !
كلامٌ يرتجفُ توقًا حتى يظهر , ولم أنتظر كثيرًا حتى دخلَ والدي قادمًا من مجلسِ استقباله .
تقدمتُ نحوه بعد أن اقفلَ الباب مُهللة ومُرحبة
-" هـلا هـلا يبه "
أمالَ رأسهُ لي حتى أقبلهُ و أُردف
-" بشرني عنك اليوم يا الغالي ؟"
تبسّم مُجيبًا
-" بنعمه الحمد لله "
وأردفَ بتوجس أخفاهُ بضحكته
-" ها وش عندك يا الريم ؟ "
رسمتُ على شفتِي بسمة خفيفة
-" ما شاء الله يبه عارف ان وراي علم ! "
اخذ يدي ومضيتُ معه إلى أقرب أريكة حتى نجلس ونتجاذب أطرافَ الحديث
-" أيــه خابرك ما تجين إلا ووراك علوم .. ها قولي وش عندك ؟ "
عدلتُ من جلستي ساحبةً نفس طويل إلى صدري واتبعتْ
-" يبه أكيد قال لك رياض عن موضوعه ! "
تجهمّ وجههُ وخيّم عليهِ ضيقٌ واستياء
فأكملتْ بسرعة
-" تكفى يبه لا ترده ! تكــفى !! "
نظرَ للفراغِ عاقدًا حاجبيه بانزعاج فأكملتْ
-" يبه انت عطيته كلمه صح ؟ "
-" انا ما عطيته القرار الاكيد لكن نشوف الموضوع بالأول بعدين نقرر ! "
-" انت لو شفت فرحته يبه انك ما ترده والله ! واضح انه يبيها من كل قلبه ! "
بنبرة حادة اقلقتني
-" ريـم ! هاذي ماهي علومنا وانتِ تعرفين ذا الشيء ! بكرة رجاجيل القبيلة وش يقولون! "
بغيظ حاولتُ بقدر المستطاع كبته
-" دام هاذي علومنا ليه ( تأمله ) !! "
صمتْ قليلًا فأردف
-" ما عرفت اقوله ( لا ) "
-" يبه رياض أكثرنا بِر فيك انت وامي وما عمره عصاكم بشيء جازه لهالشيء .. دامه طلبك وجاك لحد عندك ويبي البنت على سنة الله و رسوله فلا ترده "
-" جدك ! اعمامك ! خوالك ! وش اقول لهم ! وش ؟ "
-" جدي رايه من رايك وحتى لو تضايق بيخبي ضيقته بنفسه اما خوالي واعمامي مردهم بيرضون دام صاحب الشأن راضي والمهم بينهم كلهم هو رياض وبس لانه هو من بيعرس ! "


أبصرنِي قليلًا وكأنه بدأ يقتنعُ بكلامي !
ليقفَ بعدها هاتفًا وكأنما يهربُ من حديثي
-" الله يكتب اللي فيه الخير "
ناديتهُ وهو يمشي مُبتعدًا
-" يـــبه ! "
وقفَ دون أن يلتفتَ صوبي
-" دام انك أعطيته كلمة توكل.. تكفــى لا تكـسره !! "

وبعدهَا رحلَ صامتًا
تنفستُ الصعداء مُتمددة على طول الأريكة
أشعرُ بأني ارتحتُ قليلًا بعد أن بحتُ بما أريدُ إيصالهُ لوالدي , أصابني هاجسٌ ما يخبرني
أن أبي تقبّل الفكرة رغم صعوبتها عليه ولكن أمي !
أمي كيف ستتقبلُها !
وحدها من ستقفُ جدارًا في طريق زواج أخي .
نعستُ من أثر التفكير المستمر وغفوت بعدها دون شعور .


-
انتفضتُ بقوة جالسةً أثرَ صراخٍ ما في جنباتِ المنزل !
سميتُ بالله زافرةً هذا الذعر و مُلتفتة للساعةِ الموضوعة على الحائط
إنها تُشير إلى العاشرة وخمسون دقيقة !
نظرتُ إلى الخادمتين الواقفتين أسفلَ الدرج تنظرانِ للأعلى بقلق
فهتفتُ مُناديه بالإنجليزية
-" ماذا يحـدث ؟ "
التفتنَ لي بسرعة لتهزَ إحداهنَ كتفيها وبعدها مضينْ !

اقتربتُ من الدرجِ قليلًا لعلي استوعبُ ماذا يجري في الأعلى
عرفتهُ جيدًا ! عرفتُ صراخُ من هذا !
ومن غيرُ أمي ستزمجرُ هكذا سخطًا .
هرولتُ للأعلى خوفًا وجزعًا
هرولتُ لعلي أنقذُ من في الأعلى من جبروتها .

-
اقتربتُ من حيثُ يأتي الصوت والتي هي غُرفتها المُبجلة .
البابُ مفتوح والممرُ العتيق مظلم ! ولا أبصر في الداخل سوى إضاءة خافتة مع نورِ النهار الكاسر لهذا الظلام البهيم .
مشيتُ داخلهُ بهدوء وعلى أطرافِ أصابعِي وحتى استرقَ السمعَ والنظر .


انتهـى .

كَيــدْ 24-12-16 04:54 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*



-
-
-



السَلام عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُه .
مساء الحُب .


لقاء متجدد والحمدُ لله المُيسر http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
قراءة مُمتعة للجميع .


اليوم مو بس جزء قصير لا بعد قفلة جامدة :)
ريحّتكم من القفلات لمدة 6 اجزاء اليوم جات في وقتها :)


شُكر خاص للغالية " كيد " إنها نزلت عني الجُزء في خضم انشغالي
باختباراتي http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.. جعلي ما انحرم منها :( http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


+ نلقتي بإذن الله الاسبوع المقبل


طبتُم !



لَحَّنْ 31-12-16 10:07 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*




-8-





11:55 صباحًا .



اقتربتُ من حيثُ يأتي صوتُ والدتي الصارخُ غضبًا فإذا بها غُرفتها المُبجلة .
البابُ مفتوح والممرُ العتيقُ مظلم ! ولا ابصر في الداخل سوى اضاءة خافتة مع نورِ النهار الكاسر لهذا الظلام البهيم .

مشيتُ داخلهُ بهدوء وعلى اطرافِ اصابعِي وحتى استرقَ السمعَ والنظر .


إن أول ما وقعَ عليهِ بصري هي أمي الواقفة وسطَ جناحها
تهتفُ بمقت واهتياج
وأبي جالسٌ على الاريكة ينظرُ لحالها الميؤوس منه حينما تتسخطُ وتغضب .




يبدُو أن والدتي غير مُستوعبة لما يجري وما يُريده رياض , بل إنها غير مستوعبة اقتناع والدي بهذا الأمر وهذا ما فسرهُ حديثها المُستشيط حنقًا .

-" بتذبحني يـا تركي .. بتـذبحني !! "
نظرْ لها أبي بوجوم ولم يُجب , يبدو أنه مُكتفي بأن يرد عليها بنظراتهِ فقط .
-" والله أنت مـنت بعقلك يا تــركي .. منــت بعقلك !! "
وضعت كفهّا على رأسها وهي تنوحُ من هول مصيبتها المزعومة .
-" يـــا ويل قلــبي .. الولد وابوه في نفس اليوم !! "

هبطتْ جالسة على الأريكة المُقابلة لوالدي
-" لااا منتــم بصاحين .. تبون تذبحوني انتم !! وش تــبون الناس تقول عنــا وش ؟؟؟ "
اطبقتُ شفتيّ بغبنْ مُشتتة نظراتِي في الفراغ .




" الناس ! "
" وحديثُ الناس ! "
" وما وجهة نظر الناس في الأمر ! "
هذا كُل ما يهم .. ونحن !
حسننًا ! , نحنُ " لنا الله " .



توسعتْ عينيّ بسرعة ومُلتفته لوالدِي الذي نطق أخيرًا .
-" سمي بالله يا هيا .. من تكلمت وانتِ بس تصرخين ! خلينا نتفاهم بالأول ! "
هتفتُ والدتِي بحُرقة
-" تبي تقهرني يا تركي يوم انك توافق على كلام ولدك ؟ مثل هالمواضيع ما فيها كلام .. تبي تنزل راسنا بين القبيلة "
-" حنا للحين في بداية الموضوع .. حتى اهل البنت ما نعرفهم .. "
لتقاطعهُ والدتي صارخة بجموح
-" قلتهـــا .. ما نعــرفهم وش نبي باللي ما نعـرفهم ؟؟؟ "




وقبل أن يرد والدي عليها بدأت بتعداد اسماء اعمامي وخيلاني
-" يبي يعرس ؟ طيب يعرس .. عنده بنات عمه سعد .. بنات عمه محمد وبنات ماجد
عنده بنات خاله سعود وبنت مها اختي ووش اعدد ووش اخلي من بنات القبيلة وبنات
صديقاتي .. تاركهم كلهم ورايح لنا باللي ما نعرفه ولا نعرف حتى طبايعه وعاداته "



قفزتُ أثر صرخةِ والدي عليها
-" بـــس .. ! "


لقد طفحَ الكيلُ عند أبي , زمجرة أمي الغير متوقفة أعتقد أنها ارهقتْ اعصابهُ المُتعبة اساسًا .
أردفَ بهدوء خلفهُ شيءٌ من عدم الرضا
-" رياض الوحيد بين عيالي اللي ما اعرف ارده لا طلبني ..ودام مثل ما قال ابو البنت راعي حلال فالناس ما راح تتكلم بالموضوع كثير "
ضغطتْ على أسنانها وبهمس
-" لكنها راح تتكلم ياتركي ! , راح تتكلم "
-" مردهم ينسون الموضوع .. "
حدقتْ فيهِ بعمق وبقهر
-" الا قلّي .. ما فكرت في عمي وش بيقول ؟ مافكرت في اخواني واخوانك ؟ وكبار القبيلة ؟ "
-" ابوي اعرف اقنعه ودام الراي رايي ما راح يقول شيء وان كان من غير رضا .. اما الباقي انا اللي كلمتي على ولدي مو همْ "
ابتسمتُ نصفَ ابتسامة , وداخلي قهقهَ لما سمعْ , إنهُ تمامًا كما اخبرتُ رياضًا .
-" مثل ما قلت رياض ما اقدر ارده .. ارد ريان ارد ريم إيه بس رياض لا ! "
أتبعْ مُتنهدًا
-" فكري يا هيا برياض فكريّ في برّه ! , قد عمره عصاك في شيء قلتيه له ! "




لم اسمعْ ردًا فملتُ حتى أرىَ ملامحها

رأيتُ دمعتها التي هبطتْ غصبًا .. فلم يكنْ مني إلا ان زفرتْ بقلة حيلة ويأس .
أعاد أبي من جديد سؤالهُ الأخير
-" قد عصاك في شيء قلتيه له ؟ "
بصوت مبحُوح شتتْ ناظريها هُنا وهناك
-" لا "
-" في البداية الموضوع ما جاز لي بس يوم شفته مُصرْ وما يبي الا هي ومُتذكر أنه
ماقد ترجاني في شيء قبل وبعد كلام بنتك لي تقبلتْ الموضوع و بسعى لولدي فيه "


توسعتْ عينيّ أمي لتعدل في جلستها وبنبرةِ تذكر همستْ
-" صح ! ريم ؟ "
وأكملتْ تهتف بصوت عالي
-" وانــا اشـــوفها اليوم هي وأخــوها طـــيارين بالسمــا "
هتفتْ بجموح وقوة
-" ما فــي غيرها جاب راسك يا تركي , دلعـــتها كثـــير انتْ لكن انا اوريهــا "
وأردفتْ بصــراخ وهي قــادمة اتجاه الباب
-" ريـــــــم ! "
بينما قفزتُ مُهرولةً حتى أهربَ من هجومها المُباغت والذي لم احسبْ لهُ حسابًا .
لكنني تسمرت فجأةً عندما عجَّ صوت والدي الذي اخترقْ مسمعِي
-" ريــم مالها دخل .. هي بس اكدتْ على قراري في الموافقة "


يبدو أن قلبها في هذه اللحظة تلقىَ صفعةً قاسية قاهرة , صدحَ صوتها المغبون من كلامِ والدي و بحسرة
-" ويـــنه بس !! , خـــله يجي انا بنفــسي اتكلم معاه "
-" ولــدي مــالك كلمة عليــه .. لو ادري انك قلتي لــه شيء والله يا هيــا بيكون كلامي معاك ثاني "
كانَ ذلك هُتاف والدي المُغتاظ من تصرفاتِ أمي والذي اتبعهُ بخروجهِ الثائر .


لقدْ ضاقَ ذرعًا من عدم المُفاهمة بينهُ وبينها , فهي غير قابلة للاستجابة حينما تغضب
او حينما يكُون الأمر مُعاكس لما تُخطط له في عقلها .
أكادْ أُجزم أنها كانت تضعُ عينها في الخفاء على إحداهُن وها قد كسرْ كُلٌ من أبي
ورياض قنينةَ مُخططاتها .

مرّ والدي أمامِي يفورُ امتعاضًا حتى أنهُ من شدة سخطه لم يُبصرني او حتى يُعيرني انتباهًا , لقد أعجبني قوله الأخير
وكم تمنيتُ أن ينطقَ بها قبلًا !
قبلًا حينما كانت الضحية الأولى في هذه السلسلة البشعة هُو " ريان "


ولكنْ إيماني التام بأن الله مُيسر / مُسخر / مُسهل
لـ رياض كُل ما يخافُ صعبهُ وتعسيره .
وأن اقدارهُ الخيّرة هيَ من جرتهُ إلى أحداثَ هذا اليوم .






يتبع !



لَحَّنْ 31-12-16 10:10 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 




*


الثـاني عشر من ذو الحجة لعـام 1436 هـ




4:30 مساءًا .


سمعتُ صوتَ عجلات حقيبةِ رياض .
والذي حانَ وقت رحيلهِ من جديد , كانت أربعةَ أيام برفقتهِ اعادتْ الحياةَ لروحِي السقيمة و داوىَ بها وحدتي العميقة , لا بأس هذه الوحدة ستمضي فيما بعد .
أربعةً أيامٍ حملتْ في جوفها الكثير من الغير مُتوقع .
ولم أكن لأشهدهُ يومًا ..


فتحتُ باب غرفتي لأجدَ رياضًا يقفُ مُقابلي .
نظرتُ لهُ مُبتسمةَ الثغر , باكيةَ القلب .
-" خلاص رايح ؟ "
أومأ لي بشجُو
-" إن شاء الله , بس أنتظر فيصل يمرني "
قُلت ممازحةً
-" إيــه حظه صديقك .. يقابلك 24 ساعة "
رفعْ حاجبه باستنكار غلفَ بهِ مُزاحهُ أيضًا
-" وانتِ ما عليك خلاف .. على اساس انك لحالك ؟ طوال الوقت عند بيت عمي سعد "



" على اساس انك لحالك ؟ "
للأسفْ يا أخي الحزين , سأزُف لك هذه
" أنا وحيدة ! "
وحيدة بدُونك
وبدُون ريان
و بدُون " أمي القريبةِ البعيدة "
وبدُون " أبي المُسافرِ دومًا "



لا شيء يؤنسُ وحدتي الموحشة سوىَ الكُتب القابعة على رُفوف المكتبةِ العتيقة .
وقليلٌ من ضوءِ " ضُحى " في العتمة القاتمة .


سأهمسُ لكَ يا أخي الحزينُ سرًا
أنا امكثُ في الظلام الحالك !
ظلامِ فُقدانكَ المُوجع .


لا شيء يُطفئ خوفي من الظُلمة
ومن الوحشة و من ديجور الوحدة .
إلا دُنو أمي وأبي مني وهُما البعيدانِ عني
و العثور على رُوح ريان المفقودة
و" عــودتك "


أجبتهُ ممثلةً عدم المبالاة
-" إيه طبعًا .. الآن بمجرد ما تخرج بروح بيت عمي سعد وانبسط "


كانَ هُناك طيف ابتسامة ستُرسم !
نعم .. لقد لمحتُها على ثغره
ولكن لم يكتمل تشكيلها على صفحة وجهه .
لقد مسحها بسرعة
وأردف
-" اسمعي ريم .. ابي اسلم على امي "
فهمتُ إلى ما يرمي إليه .. لكني فضلتُ العبثْ معهُ قليلًا فهتفتْ
-" تبي تسلم ؟ طيب روح سلم .. مسكتك أنا ؟ "
رمقنِي بنصفِ عين و احتدتْ نبرته
-" ريم ؟ "
حركتُ يدي في الفراغِ مُبتسمة ابتسامة باردة وحتى استفزهُ أكثر
-" دُعابة دُعابة "
وأكملتْ بجدية
-" روح سلم عليها وتكلم معاها بشكل طبيعي ولا كأن فيه شيء .. حتى لو طنشتك ما عليه
أنت اهم شيء لا تتكلم بالموضوع ابدًا "
تمتم بـ " إن شاء الله " ومضى


مشيتُ خلفهُ حتى أرى ما سيجري
أمي منذُ البارحة لم تنطق ببنت شفة , لقد كانَ مزاجهُا مُتعكرًا .
كانت مُستاءة و القهرُ تمكنْ منها .
حتى أنها لم تخرج للقاءِ معارفها , فضلتْ اقفال البابِ على نفسها والمكوثَ في حجرتها
لم ترضىَ الحديثَ مع رياض , الذي اضعفهُ كثيرًا غضبها منه
لولا تحدثي أنا وأبي معه .. لقد قُمنا فقط بإمدادهِ القوة التي في لحظة خيبتهِ
تبددتْ .



قبلَ رأسها وكفيها في غمرةِ سكونها
ونطق
-" يلا يمه انا رايح جدة الآن إن شاء الله "
لم تردْ عليه , لقد صدتْ للجانب الآخر مع تلألأ عينيها بالدموع .

سُحقًا !
لم أكنْ أتوقع أن تصلَ الأمورُ إلى هذا الحد .
كنتُ موقنةً تمامًا بأنها ستُصعبْ الموضوع .
ستغضب , سترفض , وستتجبرْ .
ولكنْ أبي هشمْ كُل ذلك , لقد استفزتهُ البارحة جدًا .
دُهشتْ لوصولنا إلى حالة الدموع !
التي لم احسبْ لها حسابًا ولم أُجهز لها حلًا
وخطةً مدروسة .
عقلي مشوش , دموعها بالمختصر قتلتْ خلايا عقلي .


همسْ لها من جديد
-" اشوفك يمه على خير إن شاء الله ودعواتك "
قفزتْ ممسكة بيدهِ وبرجاء
-" يمه يا رياض .. فكر من جديد , وش لنا بالبعيد ؟ ووش الناس بتقول ؟ "
أغمضَ عينيه و مُطبقًا على قوتهِ التي حتمًا ستهتز لهذا الرجاء .

عُذرًا يا رياض !
ولكنْ تبًا لقلبك.



وأردف
-" يمه انا ما ابي الا هي "
أكادُ أقسم أنَ نبضِي ونبضَ أخي
توقفا عن العمل !
لقد افزعتنا صرختُها الجامحة وعودة اهتياجها من جديد .
-" رح اعرس و ســـو اللي تسويه .. انــا تعبت منكم تعـــبت "

وأجهشتْ بالبكاء .
تقوسَ فمي لرؤيةِ بكائها وحُزنها ..
وللمرة الثانية " تبًا لقلبك يا رياض ! "


أكملتْ بعد أن عادت للصدود للناحية الأخرى
-" انتوا ما تبون افكر في مصلحتكم .. وش يهمني خلاص سوو كلكم اللي تسوونه "


لا !
أرجوكَ أيها الحُزن لا تفعل ذلك !
لا تهدم فرحة أخي !
لا تضربْ سعده !
إني أراكَ الآن في مُقلتيه !
أغرب عنه .. أغُــــرب .


سحبتُ رياضًا بقوة دافعةً بهِ خارج الجناح
وبحدة ونبرة جادةِ
-" خلاص يا رياض خلها علي انا اكلمها واهديها , أنتْ يلا روح "
ولم ألبثْ ثانيةً حتى رنَ هاتفهُ المحمول
والذي فهمتُ بسرعة أنهُ فيصل القابعُ بالتأكيد خارجًا ..
-" صديقك برا .. "
تنهدَ بشجو فقلتُ مصرة على أسناني
-" قلت لك خلها علي .. أمي مهما قستْ علينا تعود تلين وتهدا ودام أبوي في الموضوع لا تشيل هم "
قبّلَ رأسي مُبتسمًا
-" الله يخليك لنا يا اطلق أخت "
أبصرتُه بملل مُخفية خجلي
-" يا ليل ابو لمبة ! "
قهقهةَ لردةِ فعلي , وكم راقتْ لي هذه القهقهة .

أرجوا من الله أن تكونَ دومًا سعيدًا
أرجوا من الله أن تجتمعَ بمحبوبتك التي لم أشهدها ,
أرجوا من الله أن تمكُثَ دومًا في النُور .


أدارَ ظهرهُ لي فأنشطرَ قلبي لنصفين , حزينةٌ على الوداع " المؤقت "
أتمنى أن يمضي سريعًا وتعود .
أختفىَ أخي خلفَ الباب المُبجل

دمعتْ عينايَ فهتفتْ بألم
-" درب الســـلامة "







انتهى .

لَحَّنْ 31-12-16 10:18 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 


*


-
-
-



السَلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .
مساء اللقاء المُتجدد والحمد لله المُيسر http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.


مُتمنية قراءة مُمتعة للجميع http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


بس عندي حاجة حابة اقولها
حتغيب عن الرواية إن شاء الله لمدة 2-3 اسابيع
الاختبارات النهائية حتبدأ من هالاسبوع إن شاء الله
وماحنخلص إلا بعد اسبوعين
ومن هالمنبر اقدر اقول اني " جدًا حكون مشغولة وغير مُستعدة للكتابة "
لكن بإذن الله لنا عودة ولقاء بمجرد انتهائها

وإلى ذلك الحين أستودعكُم الله الذي لا تضيع ودائعه ,





طبتمْ .



طُعُوْن 10-01-17 02:23 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
تغلق الرواية حتى عودة الكاتبة

طُعُوْن 29-01-17 09:58 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
تفتح الرواية بطلب من الكاتبة..

poetess 04-02-17 04:35 PM

تبدو انها مشششوقةةةةة

لَحَّنْ 04-02-17 09:06 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*


-
-
-



السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه .
طبتُم يا أحبتي وطابت اوقاتُكم بكُل ما يسر http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


عُذرًا على الانقطاع الذي بدرَ مني
والذي أمتدَ اسبوعًا عن المُوعد المحدد الذي طرحته قبلَ تغيُبي .

عمُومًا يمكنني القول
عُدنا والعود أحمد والحمد لله http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif


أتمنىَ فصلًا دراسيًا جميلًا جديدًا مُكللاً بالنجاح والتوفيق للجميع .

وأما بخصوص الجُزء التاسع فعُذرًا كُنت قد صرحت لبعض المتابعات انهُ اليوم
ولكن " مشاغلُ الحياة والاجازة " أخذت جُل وقتي ولم استطع الكتابة إلا قليلًا
لذلك سيتأخرُ الجزء يومًا او يومين , ولأطمئن البعض بإذن الله سأتُم الآمال الكفيفة
والتي باتت نهايتها قريبة http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.


سأعود إن شاء الله في القريب العاجل ومعي الجُزء التاسع .


كُونوا بالقُرب http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
دُمتم بسعادة لا تنضب .





https://forums.graaam.com/images/icons/11302798202.gif

كَيــدْ 12-02-17 11:56 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :$
مسَـاء السعادة ، واللطافة ، والجمـال الرقيق !


لا أدري من أين أبدأ، بما أنّ الزمَن طـال على آخر تعليقٍ لي في روايـةٍ مـا ، والواضح أنّي نسيت كيف أصف ما أقرأ في كلماتٍ مُختصرة
في الواقع لا أحبّ الاختصار، حريٌّ بي ألا أختصر وأتمنى أن يطول تعليقي " بدايتها بثرة " :P

*
في بادئ الحديث
" كنت مقررة أأجل تعليقي بما أني معصبة منك، بس للأسف قلبي ما طاوعني أتأخر بالتواجد زيادة "

*

كلماتي مُشتّتة، جديًا لا أعرف من أين أبدأ :P

نقول أولًا : الأسلوب

لطيف ، جدًا جدًا لطيف بطريقة بثّت فيه من روح الجمـال، قُلتها لكِ سابقًا : " هالأسلوب في الروايات قليل أقراه بطريقة مُتقنة، ويعجبني جدًا "
وجدتهُ هنا بعد رواية سيكبر أنفها، لا تشابـه بالتأكيد، لكنّ اللطافة تنبثقُ من بين الأسطر كشلالٍ عذب بالطريقة ذاتها،
لسنا هُنا لذكر أسماء بعض الروايات، هُنا فقط آمال كفيفة، ولحـنٌ يتراقصُ بصوتِه العذب على الكلمات.

رغم قصر الأجزاء " اللي كان المفروض أنهيها بجلسة :P " إلا أنّني أرى بأنّها كانت مُلائمة مع أسلوب الرواية وقلّة الشخصيات، عيناي تقرآن كلّ صغيرةٍ وكبيرة، ليس فقط الكلمات بل حتى التنسيق وتباعد الأسطر، عيوني عيون ناقد :P
لكن البشارة والشيء الذي أسعدني شخصيًا أنّ الناقدَ فيّ لم يخرج سوى بـ " أخطاء إملائية طفيفة " عدا ذلك فكلّ شيء * بيرفكت *


*

وبما أني خلصت جزئية الحديث عن الأسلوب نجي للشخصيات " وبلهجة عامية بعيدًا عن الفصحى " عشان أعرف أتحلطم براحتي طبعًا لوووول.
رغم إنّي في الواقع ما أنصفت الأسلوب في الحديث فوق! دائمًا أشعر بأني ما أوصف الأمور الجميلة، فنقول ( الصمت في حرم الجمال جمال )

*

قبل لا أستغرق في الحديث عن الشخصيات، أول ما بدأت قراءة الجُزء السابع لاحظت بأول موقف " أحاديث ريم " اختلاف بالأسلوب، لكن في الواقع هذا الاختلاف أصابني بالفتنة ! كـان مختلف عن بساطة الأجزاء اللي قبلها في العمق والدسامة، أحببته جدًا بدرجة أكبر من اللي سبقه ،

نبدأ بالرأس الكبير ، لا عزيزتي مو بطل الرواية، لا! نقصد راس البلا

أم ريــاض

وكأنّي أرى الظلام في وسط النهار
كأني أرى ملوحةً في وسط نهر عذب !!!


أقدّر حبّ الأمهات لأولادهم دايم، بحثهم عن مصالحهم بشتّى الطرق ، كان ممكن أتعاطف معها لكن اعترافها بـأن الغاية الأساسية مو بس يعيشون بسعادة، بس يعيشون بسعادة " كاذبة " مع الحسب والمال ،
تقديمها لهالتعصّب القبلي على سعادة ورغبات عيالها مُقرف !!! التشوه الحاصل في فكرها يشوّه كونها أم محبة لعيالها

-" يـــا ويل قلــبي .. الولد وابوه في نفس اليوم !! "


ألا ليته أبوه أعرس عليك . .

،

ريــان

آسفة يعني، المفروض نبدأ بالبطـل بس قلبي خان العادات والتقاليد، قلبي سيّرني إليه
ماهذه الفتنة! ماهذا النور الساطع الذي ظهر في مواقف قليلة " الله يسامح لحن "
يا ويل قلبي، من أين لكَ هذا يا رجُل؟!!!

" أنت تتكلم عن رجل عصامي , مُنظم , حياته لها معايير معينة وما يحب الفوضوية وفوق كذا شخصيته صعبة وقوية "

كثير قلوب، وكثير من الحُب، سطر كافي كي أضع كفي على خدي من بعده وأتنهد من فرط السحر الذي مارسه علي في ظهور بسيط، وش هالتركيب المُهلك!!
خسارة عليه مشاعل، ولا عندي كلام عنها بما أنها ما ظهرت شخصيًا.
+ دلوئتي ولدك مش عاوز يتقوز التانية؟ بعطيه عنواني بكل رحابة صدر :$



" ان شاء الله في ظهور حق مشاعل متحمسة لحياتها الجاية مع ريان "
فيه ظهُور لمشاعل ولكن مثل ماقلت " ماراح اتعمق كثير بقصتهم



عيب عليك !! صايرة تحبين تجرحين مشاعري كثير
أنصحك تعيدين النظر بالموضوع بتخسرين فانزاتك

#شبيحة_ريان

أفكر جديًا أكتب فيه قصيدة ، بس بالأول أوثق حضور قبل :P

،

ريــاض


أعلمُ جيداً أنني شخصٌ كئيب وميئوسٌ منه "
لدرجة أن خلال هذه الثواني فقط تعكّر مزاجي "


إن الأمرَ فقط بينهما هُو أن كُل يوم أكبر فيه تكبرُ معي تلك الافكار ويزيدُ يقيني بـ " مُعتقداتي العقلية والنفسية "

ريـاض مُش نفسية أو مجرد سلبي! شخصيته أعمـق من كذا، في البداية حسيت إنه أوڤر بس قررت ما أحكم قبل التعمق بشخصيته
الأمر فقط إنّ معتقداته العقلية والنفسية كما يُسميها تأصّلت فيه من سنّ مُبكر
والوضع هنا يُصبح أكثر خطورة! ومن الإجحاف في حقّ النفس البشرية أن نسمي معاناتها " دراما/نفسية/أوڤر ! "
في النهاية الوضع خارج عن سيطرته
رياضْ يعانـي لأنه يائس بعد سنين ترسّخت فيه فكرة " عدم الحرية "
وطبيعي اللي يعيشه حاليًا


استنشقتُ نفسًا طويلاً لأسحبَ بعدهُ ورقة وقلم من على مكتب ريم
واكتبْ
[ انا احب زميلة معي في المستشفى وودي اخطبها
تساعديني !!! ]


الموقف لطييييف، ظريف ! ابتسمت وأنا أقراه من لطافته


أبدو مثلَ طيرٍ جريح حبيسٌ في قفص لمُدةٍ طويلة
حتى أنهُ في نهايةِ الأمرِ ضاقَ ذرعًا فهربَ عند اول فرصة له
وتخلىَ عن صاحبهِ مُقابل ( الحرية ) .


يا عزتي لك وش هالعائلة الرهيبة !


أريد أن أُحب !
وأن احشُو فؤادي بالحُب .
أريدُ ارسَم مُستقبلي في الحُبِ بنفسي !
لا أن يرسمهُ لي شخصٌ آخر .
أريدُ أن اضربَ بكُل ما يزعج خاطري عرضَ الحائط
واعيش واحيا من اجل مَن أحب !
أريدُ الحريةَ والتحرر من قيوُدِ " جهلٍ " لا زالتْ باقيةً
واركضَ واهرب في روضِ الحُب .



الله ! الله ! الله عليك يا لحن !!
أغرقتني هذه الأسطر ، جميلة ، جميلة جدًا ،
بعض الأسطر كانت ترتسم على شفاهي ابتسامة من لطافتها، جمالها ، وهنـا كانت ابتسامتي عميقة لعمق جمالها !
يا الله ما أجمل الحُب حين يكون حيـاة
وما أجمل لحنك يا لحـن!


أردفَ بعد صمتٍ مهيب و بتوترٍ وضيقْ أحسستُ بهِ جيدًا وكأنما حاصرتُه بجنودٍ لم يراها فعلًا
-" رغم اني ماني موافق بشكل كامل لـ هالسالفة لأنك تعرف عندنا القبيلي ما ياخذ الا قبيلية مثله
لكنْ دامها رغبتك وبنت رجال عنده خير , نتوكل ونستخير ونفكر "


حسيت إنّه أنا رياض وأنا اللي بخطب! ههههههههههههههه أعصابي تلفت مع هالأب وطرت من الفرحة عوضًا عن رياض

الجدير بالذكر ما أدري ليه عندي إحساس إنه مقرود وبترفضه حنين ! يا لطيف :(
لكن أسعدني جدًا إنّ أبوه ماهو بهالصعوبة، ومقدار تشوّهه الفكري مُش بشدّة تشوه أمه !

*

الصداقة هي هبة إلهية مُنزلة لكُل روحٍ بائسة لتُهديها رغدَ الحياة
وتُريها جانبها المٌشرق , ولتُعطيها الأمل ولتغدقهُا بالسعادة وترويها من ينبوعٍ
كريمٍ اثِر . "


فطوبى لمن لديهِ " صديقٌ صدوقٌ صادق " .

- أسطر عظيمة -

،

ريم ، فيصل .. ما أدري ليه بيكون بينهم شيء :$

انطباعي الأول عن ريم كان في بادئ الأمر إنها " بثرة "
بس بعدين راقت لي وتقبلتها
فيصل مثال الصديق الصدوق الصادق () لا كلمـات لوصفه



هنا أنهي تعليقي قبل لا أتّجه لمحاضرتي، تمنيت لو إني طوّلته زيادة لوووول.

نشوفك على خير في أجزاء قادمة، ويا ليت تستعجلين علينا يعني :$

دمتِ بجمالكِ وأكثر :*






أبها 12-02-17 06:52 PM

السلام عليكم ..

افتقدناك يا لحن ..
وكلنا شوق لمعرفة نتيجة الخطبة ؟


يخجل الواحد أن يكتب رد بعد رد الرائعة ( كيد )
لا فض فوك ..🌷

لَحَّنْ 25-02-17 09:15 PM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 



*



-
-
-






مرحبًا يا أحبة .
طبتُم وطابَ مساءكُم http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.


قبل البدء في الحديث


كيد !
ويا محلا طلة كيد وفرحتي بـ طلة كيد http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif
الله لا يخليني بس .
ليا عودة إن شاء الله للرد على ردك الفاتن :".

و " أبها " سعيدة بسؤالك والربْ واسفة جدًا على ما بدر مني "( http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.


*


عُذرًا من جديد .. عُذرًا إلى المالانهاية
على هذا الانقطاع الثاني .. منذُ مدة لم امسك " لابي "
ودخُولي للمنتدى تفاوتَ بشكل مُتباعد .

أعلمُ جيدًا أن البعض ينتظرُ ما جرىَ بعد رحيل رياض
وإلى أين سنصل مع هذه المُجريات !!


ولكن لم استطع إكمال الجُزء الجديد ولم استطع الكتابة منذُ وقت
وليسَ لدي نية في تقديم جُزء " سيء " الكتابة , كلماتهُ مُبعثرة وجملهُ ركيكة
وكأنني لستُ صاحبة الجزء الثامن وما قبله .


أريدُ اغلاق الرواية إلى أجل قريب لا أعلمُ متى هو و لكن إلى ذلك الحين
سأعكف على كتابة النهاية وترتيب افكار عقلي بهدوء
بعيدًا عن أوضاع الدراسة المتقلبة وضغط الحياة الغير مستقر


وإن شاء الله لنا لقاء متجدد
لستم أنتم فقط من يريد مواصلة الرواية
أنا ايضًا أريد أن اصل بأبطالي أصحاب الآمال الكفيفة إلى نهاية الطريق

ولم أحبذ فكرة الاغلاق لولا يأسي وفتور افكاري .


هُنا على تويتر : Ghaii_97
سأكون متواجدة بين الفينة والآخرى
لمن يُريد التواصل معي .


سأعود إن شاء الله بعد مدة وقد لملمت تلك البعثرة المزعجة
وإلى ذلك الحين
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(117).gif.





طُعُوْن 27-02-17 02:05 AM

رد: آمالٌ كفيفة / بقلمي
 
تغلق الرواية حتى عودة الكاتبة..


الساعة الآن 02:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية