منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t202781.html)

زهرة منسية 11-09-16 05:04 PM

496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 

السلام عليكم آل ليلاس الكرام

و خصوصاً رواد قسم روايات احلام المكتوبة

اشتقتلكم و اشتقت للقسم كتيررررررررررررررررررررررررررر

كل عام و انتم بالف خير مبارك عليكم و علينا عيد الاضحى و ان شاء الله من عوادة

استغليت العيد علشان ارجعلكم بمعايدة ارجو انها تعجبكم

496- الأميرة الشريدة

للكاتبة جينى لوكاس

من احدث إصدارت دار الفراشة

الاسم الاصلى: Italian Prince, Wedlocked Wife

دار النشر : هارلكوين

اول إصدار للرواية فى المملكة المتحدة : اكتوبر 2008

اول إصدار فى اميريكا الشمالية : يناير 2009



http://f.top4top.net/p_2545ets1.jpg


كل الشكر و التقدير لاختى العزيزة الساحره الصغيره (وصال)

على تصميماتها المهدأه للرواية



الملخص

منتديات ليلاس

لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غير غادرة على إعانة ابنتها الصغيرة.
و هكذا عندما قدم لها الأمير ماكسيم دواكيلا الملايين و طريقة لإخراجها من حياتها البائسة, لم تتردد فى إغتنام الفرصة. أخذها ماكس إلى ايطاليا و سرعان ما اصبحت له بالكامل.
اغواها ماكس و لكن ما كان يدفعه ذلك هو الأنتقام لا الرغبة. و كان من القسوة بحيث انه ابتعد عن العروس الأسيرة.


الرواية خاصة و حصرية لـ منتديات ليلاس و لا احل نقلها لأى مكان آخر

زهرة منسية 11-09-16 05:07 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
1- ليلة المفاجآت

منتديات ليلاس
لقد وجدها!
اوقف الأمير ماكسيمو دواكيلا سيارته المرسيدس تحت عمود مصباح مكسور فى الشارع, و حدق بمحطة الوقود المضاءة. الأضواء المشعة من منتديات ليلاس النافذة تنير الليل البارد المثلج و كأنها اللهب فى الظلام, مُظللة الفتاة التى تعمل هناك بمفردها.
لوسيا فيرازى!
حفيدة عدوه, و الحبيبة السابقة لمنافسه فى العمل.

منتديات ليلاس

زهرة منسية 11-09-16 05:08 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس
فكر و هو يمسك بقوة عجلة القيادة , إنه القدر! القدر بعد كل هذه السنوات من البحث عنها. كيف يمكن له ان يجد تفسيراً آخر؟
رن جرس هاتفه. ارمانو, احد الحراس الذين ينتظرون فى السيارة المتوقفة وراء سيارته, و قال كلمة واحدة: "سنيور!"
"انتظر تعليماتى."
اجابه ماكسيمو باللغة الايطالية, ثم اقفل هاتفه.
راقيها لمدة خمسة دقائق أخرى. إنها الساعة العاشرة و هذه ليلة رأس السنة. على المتجر ان يكون مليئاً بالمشترين الذين يبحثون عن الشراب و السكاكر, لكن الناحية الجنوبية من ضاحية شيكاغو منطقة مظلمة و مهجورة بسبب تساقط الثلج الكثيف.
ابتسمت الفتاة الجالسة خلف الصندوق الوحيد ابتسامة خجولة, وجها النظيف الخالى من اى مساحيق تجميلية جعلها تبدو اصغر من سنين عمرها الواحد و العشرين, كما ان نظارتيها اللتين تحيطان بعينيها البنيتين الواسعتين, تضيفان على ملامحها نظرة فتاة مولعة بالعزلة و المطالعة, و عديمة الاهتمام بأناقتها.
فكر فى انها ستسقط بين يديه بسهولة قصوى.
غادر الزبون الوحيد, و توقفت سيارة قرب مضخة الغاز. خرج رجل نحيل منها. حدق بالفتاة, و ضخ رزاز منعشاً للانفاس فى فمه, ثم بدأ بالسير نحو منتديات ليلاس المتجر. رأى ماكسيمو الحذر فى عيني الفتاة, و من طريقة قضمها لشفتها النامة و هى تراقب الرجل المتجه نحو الباب, ادرك انها خائفة منه. سمح ماكسيمو لنفسه بالابتسام. فهى لا تدرك ان عالمها قد تغير بالفعل. منذ لحظة فقط, اصبحت تحت حماية ماكسيمو, و قبل ان تعلن الساعة منتصف الليل, ستصبح عروس له. هكذا سيتمكن من الانتقام بشكل مطلق. اما بالنسبة للمسألة الأخرى... ابعد تلك الفكرة عن رأسه كلياً. سيتم الانتهاء من كل شئ. سيأخذها, و فى غضون ثلاثة اشهر, سيصبح حراً... حراً من كل شئ.
همست لوسي آبوت بصوت عالى: "آهـ, لا!"
سمع صدى صوتها فى المتجر الخالى, فيما مالت برأسها إلى الزجاج, لتراقب مديرها المغرور يتجه نحو الباب. صلت كى لا تراه هذه الليلة, آملة ان يكون لديه موعد ما, حفلة, أو اى شئ يبقيه بعيداً, و يمنعه من القدوم إلى هنا ليتأكد من سير عمل المتجر.
اسبوع واحد بعد! ذكرت نفسها و هى تتنهد بعمق أسبوع واحد بعد تتحمل فيه نكات داريل السمجة و نظراته الوقحة, و هو ينظر بوقاحة إلى جسدها المغطى بثوب العمل الفضفاض, و يلامسها بين الرفوف الضيقة للسكاكر و الحلوى.
تقدمت لوظيفة مساعدة المسؤولة فى المتجر المجاور, و هى بحاجة لشهادة مؤهلات جيدة منه بعد انتهاء عملها هنا فى الأسبوع القادم, عندها ستتمكن لوسي من توديعه إلى الابد.
فوق ذلك, ستحظى بعلاوة على اجرها, و هذه هى المرة الأولى منذ ولادة طفلتها, التى ستتمكن فيها من الإكتفاء بعمل واحد بدلاً من ثلاثة, و ستتمكن من العمل لمدة اربعين ساعة فى الأسبوع بدلاً من ستين, و ستتمكن زهرة منسية ايضاً من تمضية بضعة ساعات ثمينة مع طفلتها كل يوم.
طفلتها؟! كليون لن تبقى طفلة, غداً عيد مولدها الأول, بالكاد تستطيع لوسي تصديق ذلك, فمع صراعها الدائم لدفع بدل الإيجار و فواتير الدواء و العناية بابنتها, فاتها الكثير من مراحل تطور نمو ابنتها فى سنتها الأولى. لم ترها لوسي و هى تحبو لأول مرة, و تجلس بمفردها للمرة الأولى, كما فاتها الكثير من ابتسامتها الغير محددة و صراخها و كلماتها المتلعثمة.
آمرت نفسها بقوة: توقفى عن ذلك! غضبت من نفسها لأن دموعها كادت تنهملا. عليها التوقف عن ذلك عل الفور. دخل داريل عبر الباب كالعاصفة فـ علا رنين الجرس بقوة, فإندفعت نفحة من الريح و الثلج وراءه.
قال و هو يبتسم ابتسامة ممطوطة: "مرحباً, لوسي! عام سعيد."
تمتم: "عام سعيد لك ايضاً."
شعرت بالكره نحوه لأنها ناداها لوسي, فذلك يُذكرها بالرجل الذى احبته و كان يناديها لوسي.
"هل كانت الليلة مليئة بالعمل؟"
"اجل, كثيراً."
كذبت رغم الغصة فى حلقها.
"دعينى أرى."
حاولت لوسي ان تبعتد عنه, لكنه تمكن من ملامسة ظهرها و هو يمر وراءها ليصل إلى الصندوق المالى. ضغط عدة ازرار على الآلة, ثم رأى الدولارات القليلة فى الداخل. رمقها بنظرة اتهامية, و قال: "لماذا تسخرين منى يا صغيرتى."
تظاهرت انها تضحك, و ابتعدت عنه قائلة: "جاء الكثير من الزبائن, حقاً! ألا ترى الأرض المطلية بالوحل و الثلج؟ من الأفضل ان احضر الممسحة."
"تعملين دائماً كـ النحلة الصغيرة."
منعها من الذهاب بسده القوية بارزة العظام, و تابع بسخرية: "انت حقاً تعتقدين انكِ افضل منى, أليس كذلك؟"
"لا! بالطبع, لا! انا...."
امسك داريل بثوبها الأزرق الفضفاض. نظر إلى وجهها و هو يتنفس بصعوبة, ثم قال: "سئمت من معاملتك بلطف مقابل لا شئ."
سمعت الجرس يرن من جديد فوق الباب, لكن قبل ان تتمكن من النظر, امسك بها داريل من مؤخرة رأسها, و احنى رأسه محاولاً تقبيلها.
"ما الذى تفعل؟ دعنى و شأنى...."
"تتصرفين كأنك متحفظة, فيما لديك علاقات سابقة, و لديك طفلة, أليس كذلك؟ و أنا اعلم انكِ تريدينى."
صرخت: "لا!"
حاولت ان تتخلص من قبضته, و هى تدير رأسها بعيداً عنه.
صرخ داريل ما ان امسكت يد كبيرة بكتفه, و ادارته بسرعة, ثم جذبته إلى الوراء كأنه مجرد حيوان صغير.
صخرت لوسي ما ان شاهدت لرجل الضخم يمسك بمديرها فى موضع العلامة المسجلة على سترته. قام داريل بدون جدوى, لأن الرجل رفعه عاليا عن الارض, فهو اطول منه و اقوى.
لاحظت لوسي ان عينى الرجل سوداوان و قاسيتان. بصوت بارد منذر بالتهديد, صرخ الرجل بـ داريل: "اخرج حالاً!"
شهق داريل قائلاً: "حسناً!"
رماه العملاق ارضاً, فارتطم الأرض كأنه حبة فاكهة تسقط عليها, و نهض بسرعة على قدميه واسرع مغادراً. توقف عند الباب. نظر إلى لوسي, و قال بنبرة ساخطة: "أنتِ مطرودة من العمل!"
ثم اسرع بالخروج إلى الليل المثلج. أدار محرك سيارته الرمادية القديمة, و انطلق عبر الشارع المظلم.
مطرودة؟! هل تم طردها؟ شعرت لوسي بقلبها يدق بعنف فى صدرها. نظرت إلى منقذها تحت الضوء المشع فوق رأسه.
بادلها الغريب النظرات, و عيناه المعبرتان تتفحصانها. لم يلمسها, لم يكن هناك من داع لذلك, فالحرارة المنبعثة من نظرته جعلتها ترتجف تحت اعماقها, و كأنه ايقظ شيئاً ما عميقاً فى داخلها.
"هل اصبتِ بسوء ما, سنيوريتا؟"
بدا صوته عميقا ذا لكنة غريبة.
احتاجت لوسي إلى التراجع قليلاً, لتتمكن من روية منتديات ليلاس وجهه. إنها طويلة القامة, لكن ما زال الرجل يطل كـ برج عليها بكتفيه العريضتين و معطفه الأسود الطويل الأنيق, و وجهه ذى الأنف الرومانى, و خديه المرتفعتين, اما عيناه الرزقاوان فتبرزان بقوة امام بشرته السمراء, و شعره الأسود المتموج, فيما ذقنه مغطى بلحية سوداء, قد ظهرت تجعيدات حول عينيه. لابد انه فى الثلاثينات من عمره, لكنه حبس انفاسها بطؤيقة إنقاذه لها , و بنظرته إليها الآن. لم تعرف لوسي يوما رجلا و سيما جدا و قويا ايضا فى الوقت نفسه. إنه اشبه بأمير وسيم قادما من حلم طويل منسي.
"سنيوريتا؟"
حدق الرجل بها بقوة, و هو يمد يده ليلمس خدها, و يتابع:
"هل سبب لك الآذى؟"
ارسلت لمسته الرقيقة إنفجاراً من الأحاسيس فى جسدها.

منتديات ليلاس

زهرة منسية 11-09-16 05:10 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس
ارتجف دمها و كأنها رُميت فى حوض من الثلج. قالت: "لا! انا بخير. أنا...."
شهقت لتتنفس, و كررت كأنها مخدرة: "أنا مطرودة من العمل."
مطرودة! لا مجال الآن لتدفع ما يتوجب عليها للسيدة بلوتزكى. من دون جليسة الأطفال لا تستطيع الذهاب إلى عمليها الجزئيين. بسبب اضطراراها إلى آخذ كليو إلى قسم الطوارئ الشهر الماضى لاصابتها بالتهاب الحنجرة, لم تتمكن لوسي من دفع الإيجار, و قد هددتها صاحبة المنزل برميها إلى الشارع إن لم تتمكن من دفع الإيجار عن الشهر الماضى.
تراءت امام عينيها ايام باردة... رياح شيكاغو الباردة تصرخ كـ بكاء الأطفال, و هى تبحث عن سرير فى مأوى للمشردين, عاطلة عن العمل مع طفلتها فى هذا الشتاء المميت.... لا عمل, لا مال, لا منزل!
منتديات ليلاس
ماذا سيحل بطفلتها؟ لقد فشلت فى الاعتناء بها. شعرت لوسي و كأن قلبها صعد إلى حلقها, و كاد يخنقها. رددت شفتاها بصوت غير مسموع اسم ابنتها. ارتجفت ركبتاها, و اخذ جسدها يرتجف بسبب سنة كاملة من الحزن و الأرهاق المكبوتين. ثم بدأ كل شئ امامها يتحول إلى لون اسود قاتم.
امسك بها الرجل قبل ان تسقط على الأرض و رفعها و كأنها لا تزن شيئاً, و امسك بها بالقرب من صدره. قال بنبرة حازمة: "أنتهى عملك هنا."
فى اللحظة التالية حملها بين ذراعيه, و سار باتجاه الباب.
رمشت لوسي بعينيها و هى تحدق به, شعرت و كأن رأسها اصبح خفيف الوزن, حتى انها كادت تفقد الوعى لقربها من هذا الغريب, الذى يضمها بين ذراعيه. إنه وسيم جداً, و كأنه بطل قادم من قصة ما. ما ان حملها و مر امام طاولة العمل, حتى وقعت نظراتها على نسخة كتاب وذرنغ هايت البارز من حقيبتها الموضوعة على الأرض. لكن هذا الرجل الوسيم الأسمر الغريب ليس هيث كليف, و بالتأكيد هى ليس المدللة المغناج كاثى. القصص الرومانسية لا علاقة لها مطلقاً بالحياة الحقيقية. تعلمت لوسى ذلك من خلال درس قاسي جداً. ايقظت نفسها من احلام اليقظة, و قالت: "إلى أين تأخذنى؟"
"بعيداً عن هنا."
"اتركنى و شأنى!"
يبدو أن كل رجل مجنون فى شيكاغو سيمر من هنا الليلة, و جميعهم مصممين على إفساد حياتها! أخذت ترفس و تقاوم قائلة: "أتركنى!"
أطلق ماكسيمو سراحها على الفور, فانزلت مبتعدة عن جسده القوى. شعرت على الفور بعرق بارد ينصب منها, بينما وقفت على قدميها بمفردها و هى ترتجف.
قال الرجل: "أعتقد ان ما عليك قوله هو شكرا لك."
إنها تشعر بالامتنان لهذا الرجل لأنه انقذها من مضايقة داريل لها’ لكنها الآن لم تعد تأبة بشأن ذلك العناق التافه, فـ أبنتها قريباً ستصبح بدون منزل.
قالت بغضب: "شكراَ لك؟ لماذا؟ ألأنك عملت على طردى من عملى؟ كان بإمكانى التعامل مع داريل بطريقة مناسبة لو لم تتدخل."
لوى ماكسيمو شفتيه باستغراب قائلاً: "أحقاً؟ من الواضح انك كنت تسيطرين على الوضع تماماً."
ضغطت لوسي على اسنانها قبل ان تقول: "ستتصل به الآن, و تقول أنك آسف لم فعلته!"
"أنا آسف فقط لأننى لم استعمل وجهه لمسح هذه الأرض القذرة."
إن لم تستعيد عملها, ستضطر إلى وضع طفلتها فى ملجأ للأطفال. و إن كانت الملاجئ مكتظة, و هذا امر مؤكد خلال الشتاء القاسى البارد قى شيكاغو, فستعيشان بعيداً عن بيتها القديم المتداعى, ستعيشان فى الشارع, لتموتا من البرد و الثلج. إنها غلطتها, لأنها لم تقدم على عمل افضل لحماية ابنتها.
شعرت بالرعب يجتاحها. قالت: "أنا بحاجة إلى هذا العمل."
"لا, لستِ بحاجة إليه."
نظر إليها..... أنه وسيم جداً, و هدوئه المتفاخر نابع بالطبع من ثراء فاحش. تابع قائلاً: "لا يمكنك التظاهر أنك قبلتِ بهذا العمل إلا بسبب اليأس القاتل."
شعرت لوسي بالدوار من تقيمه الددقيق لوضعها. من دون اى مدخرات و قليل من المهارات, عملت لوسي فى وظائف ذات اجر زهيد منذ ان هجرها والد كليو, و ذلك قبل اسبوع من ولادتها. منذ ذلك الوقت و هى تعمل بشكل دائم للبقاء و الاستمرار, بعد ان تخلت, بكل غباء, عن المنحة الجامعية التى بذلت جهداً كبيراً للحصول عليها, من اجل البقاء معه. اما هو فتركها مع طفلتها بدون اى شئ سوى ذكريات هامسة للوعود التى لا تنتهى.
طوال السنة الماضية, تمكنت من إبقاء راسيهما فوق الماء, لكن بصعوبة هائلة. غلطة و احدة كهذ قد تجعلهما يغوصان عمبقاً, وهى لم تسمح ان يغرقا.
لم تعرف ان كان هناك جدوى لما ستقوله, لكنها همست: "من فضلك! انت لا تعرف ما الذى سيحدث إن خسرت هذا العمل."
نظر إليها ماكسيمو, و مد يده الكبيرة القوية, ليرفع ذقنها بلطف.
"لا شئ يدعوكِ للخوف بعد الآن. أنت لىّ لوسيا! و انا احمى ما يخصنى.
أنها له؟! ما الذى يتحدث عنه؟
ادركت انه ناداها لوسيا!
تلعثمت قائلة: "كيف.... عرفت اسمي؟"
"أعرف عنك اكثر مما تستطيعين تخيله." راقبها من بين جفونه, و تابع: "انا هنا لأحول احلامك إلى حقائق."
أحلامها؟! بيت صغير حسن البناء, دافئ و مغمور باشعة الشمس و الزهور.... ابنتها تنمو بسعادة و امان..... و رجل تحبه بدلاًً من العيش وحيدة, تصارع للبقاء حية.... ابتعدت لوسي عنه, و هزت رأسها بغضب, لتتخلص من الأحلام التى راودتها.
"حلمى الوحيد هو ان تتصل بداريل, و تتوسل إليه كى يعيدنى إلى العمل.
رفع الرجل حاجبيه قائلاً: "ذلك حلم لن يتحقق!"
"ما الذى تظنه إذا؟ هل اعتقدت ان حلمى ان امضى الليلة معك؟"
قصدت بما قالته السخرية, لكنه رماها بنظرة بنظرة حادة جعلتها ترتجف. تساءلت لوسي إن كانت كلماتها بدت صادقة اكثر مما ارادت.
"ما اعرضه عليك هو الانتقام من الرجل الذى سبب لك الاذى و الألم."
"داريل لم يسبب لىّ الآذى. اتيت قبل ان...."
قاطعها على الفور: "ألكسندر ونثةرت!"
ما ان سمعت لوسي الأسم, حتى شحب وجهها, و كأن الدم تلاشي منه تماماً, و قالت:"ماذا؟"
"سأجعله يندم على اليوم الذى تخلى فيه عنك و عن طفلتك, و ترككما للجوع و العذاب."
شعرت بنظرته, كأنها أسنة نار تجتاحها, و هو يتابع: "ستأتين معى إلى ايطاليا, و ستعيشين فى بذخ و رفاهية حتى آخر يوم من حياتك."

نهاية الفصل الأول

زهرة منسية 11-09-16 05:13 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 


2- أين المفر

منتديات ليلاس
ايطاليا! بلد الجمال و الدفء, البلد الذى حلمت به لوسي منذ ان شاهدت مسلسل "غرفة مُطلة على البحر" على التلفزيون اثناء وجود امها فى المستشفى. حتى ان كلمات امها الأخيرة كانت: "أذهبى إلى ايطاليا, لوسي! إذهبى.....!"
لكن لوسي لم تغادر ألينويز. عاشت فى دور الأيتام حتى اصبحت فى الثامنة عشرة من عمرها, ثم عملت و ادخرت, إلى ان تمكنت من شق طريقها نحو الجامعة. تعرفت على ألكسي اثناء عملها فى مخزن كبير للسلع. بدا الشاب دمثاً و يجيد اللغة الايطالية, و هو نائب رئيس احد دور الأزياء فى نيويورك. راح يروى لها القصص عن روما, و وعدها ان يأخذها إلى هناك يوما ما.
لم تلتقِ لوسي يوماً مثل الكسي ونثورت. إنه ساحر, فاتن, و غريب جداً. تخلت عن جامعتها من اجله, بعد ان وقعت فى غرامه, كما يقع الحجر فى الماء, و تزوجت به. آهـ! ذلك الحلم تحول إلى كابوس. طلقها الكسي ثم هرب عائداً إلى روما, حيث لا تصل له قوانيني شيكاغو لتجبره على إعالة طفلته. خلال السنة الماضية, اعاد إليها الرسائل و الصور التى ارسلتها له دون ان يفتحها. كما ارسل إليها مذكرة مقتضبة و حاسمة, يخبرها فيها انه مغرم بفتاة اخرى. اخيراً ادعى ان كليو ليس ابنته , و انا لوسي مجرد امرأة مستهترة و باحثة عن الثروة.
يومها كادت ان تموت من شدة الألم و المرارة, لكنها بخير الآن. اكتشفت فى الواقع انها تستطيع العيش بقلب محطم. اما ما لم تفهمه, فهو كيف تمكن من إنكار طفلتهما. كيف يمكنه ان يعيش برفاهية, يأكل اشهى الأطعمة و يستمتع بالدفء فى مدينة جميلة, تاركا إياها و طفلتها البريئة تعانيان؟ إن ذهبت لوسي إلى ايطاليا, بإمكانها ان تسأله.

منتديات ليلاس


زهرة منسية 11-09-16 05:15 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
رفعت نظرها إلى الرجل الاسمر الغريب. رطبت شفتيها قبل ان تسأله: "دعنى افهم ما تقوله بوضوح. اتريد ان تأخذنى إلى إيطاليا؟"
ابتسم لها الرجل قائلاً: "نعم! لن تقلقى بشأن المال بعد اليوم."
انحبست انفاسها فى صدرها, إن وافقت, لن تحتاج إلى التقتير مجدداً أو الاستيقاظ فى منتصف الليل, لتتساءل كيف ستدفع فواتيرها. ستعيش كليو بأمان و طمانينة إلى الأبد. حسناً! سوف يمكنها رؤية المسي ايضاً. تجاهل رسائلها, لكنه لن يستطيع تجاهلها, إن ظهرت فى مكتبه. ما إن تريه صورة كليو, حتى يعود إلى رشده. سيحب ابنتهما الجميلة ما ان يراها.... لوسي قبلت فكرة اختياره لـ امرأة اخرى, لكنها لا تستطيع تحمل فكرة ان تنمو كليو و تكبر من دون والد, كما حدث لها. ام يكن لـ لوسي احد يحميها عندما ماتت امها.
قال الرجل الغريب ببرودة: "موافقة.... أليس كذلك؟"
ضمت لوسي يديها إلى بعضهما خلف ظهرها لكى تخفى ارتجافهما, و قالت: "لا افهم ما يجرى. لماذا تريد ان تأخذنى إلى ايطاليا؟ و كيف سيعمل ذلك على إيذاء اليكسى؟"
ابتسم الرجل ابتسامة واثقة, واجاب: "سيدرك كم هو احمق لأنه تخلى عنك."
ارتفعت ضحكة مليئة بالمرارة من حلقها, كادت تختنق. سألته: "و كيف سيحدث ذلك؟"
"سيخسر شيئاًً يريده بقوة, و هذا الشئ هو لىّ فى الحقيقة."
اقترب الرجل منها, و لمس كتفها. قدراته الحاسمة و وسامته اشعرتها بالنار عبر ثوبها الازرق الفضفاض, و بتيار من الحرارة تخترق اعصابها. قال ماسيمو و هو يرمقها بنظرة ثاقبة مُعبرة: "سنجعله يدفع ثمن اخطائه لوسيا! كل ما عليك القيام به ان تقولى نعم."
منتديات ليلاس
فكرت لوسي مبهورة بالتبدل لمفاجئ لمستقبلهما. نعم... نعم.... نعم!
كادت ان تتلفظ الكلمات, إلا ان فكرة لمعت فى ذهنها جعلتها تتجمد: لقد حصل معها ذلك من قبل! انجذبت إلى رجل وسيمجعل الدماء تتسارع فى عروقها.... رجل وعدها بأن يضع العالم تحت قدميها, فاعطته قلبها و مستقبلها بسذاجة مطلقة. كلفها هذا كل ما لديها فى الحياة. ابعدت يده عن كتفها, و اجبرت نفسها على قول: "آسفة! لست مهتمة بما تعرضه علىّ."
رمش ماكسيمو بعينيه غير مُصدق: "ألست مهتمة بما اعرضه؟"
قاومت لوسي بشدة الدموع التى تشكلتفى عينيها. امسكت بحقيبتها الباليةعن الأرض, ثم نظرت إليه قائلة: "دخلت إلى منتديات ليلاس هنا, و عملت على طردى من عملى, فهل تتوقع منى ان اثق بك بشكل مطلق؟ هل انت مجنون؟ من تظن نفسك؟"
احنى ماكسيمو رأسه قليلاً باناقة و سخرية. معطفه الأنيق و عيناه الزرقاوتان و بشرته السمراء, كلهم تذكرها بشمس البحر المتوسطو بحقول الزيتون.....
"أنا الأمير ماكسيمو دواكيلا."
حدقت به لوسي مصدومة للحظة. ظنت انها لم تسمعه جيداً, و انها تعانى من ارتجاع لكل القصص التاريخية التى قرأتها اثناء مراخقتها.
"أ أنت امير؟"
امسك ماكسيمو بهاتفه و ضغط على لعض الأزرار. بدت ملامح وجهه قاسية كالغرانيت و هو يغلق الهاتف من جديد. نظر إليها, و تابع: "حسناً! ربما الآن ستتوقفين عن مقاومتك التى لا جدوى منها, و تتقبلين قدرك."
الأمير ماكسيمودواكيلا! اسم غريب جداً, و اكثر من مجرد حلم. إنه رجل من لحم و دم زهرة منسية. محارب رومانى قوى و عظيم, ولديه سلطة حاسمة و خطرة. كما انه حقيقى....
هزت رأسها قائلة: "لن اذهب إلى اي مكان معك."
جالت عيناه على وجهها, و قال: "سئمت من ذلك. كما انه ليس لدى وقت. كلانا يدرك انك آتية معى, فقومى بذلك عن طيب خاطر, و إلا...."
اقترب اكثر منها, و تابع: "..... سأخذك رغماًً عنك."
ادركت لوسي على الفور ان ما قاله ليس مجرد تهديد كلامى. بإمكانه ان يأخذها. فى هذه الليلة المظلمة الموحشة المثلجة, حيث لا وجود لأى آلة تصوير او اسلحة او زبائن, من يستطيع منعه؟
تنفست بعمق, كى تستجمع غضبها كقوة دفاعية, عليها ان تمنعه. هل يعتقد انه قادر على ان يأمرها لتفعل ما يشاء بسبب وسامة وجهه, و ثرائه, و سلطته, و لقبه الملكى؟
"قصتك سخيفة و مثيرة للضحك! تريدنى ان اهرب معك إلى ايطاليا, لاصبح ثرية و سعيدة.... ما هى خطتك؟ أينتهى بىّ الأمر أنا اُباع كـ جارية فى صحراء ما؟"
قال ماكسيمو فى نبرة صوته هدوء خطر, فارتجفت من الخوف, إلا انها شدت على يديها بقوة لكى لا تظهر ارتجافها.
"هل تعتقد انى غبية, لأصدق هذه القصة الخيالية؟"
حدق ماكسيمو بها, فشعرت بحرارة لاذعة تجتاحها حتى اصابع قدميها. جعلتها نظرته تشعر بالارتعاش و بالدوار, و كأن صاعقة صدمته.
"لو كنت رجلاً, لجعلتك تندمين على ما تقولينه!"
رفعت لوسي ذقنها بكبرياءمدافعة عن نفسها قائلة: "و بما اننى امرأة؟"
لامست اصابعه بنعومة خصلة من شعرها الاسود و افلتت من شعرها المعقود كـ ذيل فرس, و قال: "عقابك سيكون مختلف تماماً."
سُمع طرق مفاجئ على الباب. احتاجت لوسي إلى بعض لحظات لتدرك ذلك, إذ كانت ضائعة بإحساس يصل من شعرها إلى اطرافها مروراً بعمودها الفقرى. كيف يمكنه ان يجعل جسدها كله يرتجف بمجرد لمسة واحدة؟

منتديات ليلاس

زهرة منسية 11-09-16 05:16 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
رجل ضخم اقصر من ماكسيمو لكنه بضعفى حجمه, اقترب منه. انحنى باحترام و قال: "سيدى!"
"ارمانو!"
تحدث الرجلان باللغة الايطالية, راح الأول يُصدر الأوامر بهدوء, و الثانى يتقبلها, و يتفهمها بإنحناءة من رأسه. حدقت لوسي بـ ماكسيمو, امير فاتن, متكبر و ثرى, يطلب منها الذهاب معه إلى ايطاليا.... و هى لوسي آبوت النكرة.... لا! قالتها لنفسها بقوة. هى ليست نكرة. إنها ام كليو, و هى لا تستطيع الإذعان لهذا المخطط الجهنمى, للذى يقدمه لها الأمير المدّعى. لن تطيعه.... إن أقل لمسة منه تجعلها راغبة فى الاستسلام له, و هذا يبرهن كم هو خطير. هذه فرصتها لتهرب مادام منشغلاً عنها, قبل ان يجرها إلى الجحيم بوعوعوده المضللة.
اتجهت بهدوء إلى الباب, فيما استمر الرجلان فى التحدث.
تنفست لوسي بعمق, ثم استدارت و بدأت بالركض. زأر الأمير الأسمر: "فيرما! توقفى, لوسي!"
منتديات ليلاس
ما ان اصبحت فى الخارج حتى لسعها الهواء البارد. اما الثلج المتساقط فجعل شعرها المعقود يطير فى الهواء, و يدفع نظارتيها عالياً. ركضت نجو سيارة الهوندا القديمة, التى اوقفتها خلف محطة الغاز. إنها مغطاة بالثلج و الجليد. ارتجفت يدها, و هى تضع المفتاح فى قفل الباب المتجمد من شدة الصقيع!
نظرت برعب من فوق كتفها, فرأت الأمير ماكسيمو يتجه نحوها بخطى سريعة, و عيناه الزرقاوتان باردتان و غاضبتان. حركت المفتاح بقوة اكبر بحركة يائسة, فانكسر على الفور. آهـ! الآن لم يعد لديها سيارة, فلا مجال لها للهرب.
شهقت لوسي, و استدارت هاربة, و هى تتعثر بالثلج, لكنها تمكنت من اجتياز الشارع نحو المدينة المهجورة. فى الجهة المقابلة من الفسحة الواسعة المظلمة رأت انوار السيارات فى الشارع. لكن ما ان وصلت إلى نهاية الموقف, حتى امسك بها. رمى على الثلج الناعم, و ضغطها بجسمه الكبير. امسك برسغيها, و ادارها لمواجهته. قاومت لوسي بشدة, لكنه تمكن من التغلب عليها. نظرت إلى وجهه القريبمنها, و جسده الدافئ القوى. إنها بالكاد تستطيع ان تشعر بالثلج البارد تحتها.
ضغط ماكسيمو بقوة على رسغيها: "باستا! قلت لكِ كفى! يجب ان تتعلمى الطاعة."
بدت الأشجار سوداء فوق رأسه, و اغصانها المليئة بالثلج تلوح كـ المخالب فى السماء الرمادية. مرت اشعة القمر من بين الغيوم, لتترك هالة من الضوء حول رأسه المغطى بالشعر الأسود.
صرخت بوجهه: "لن اطيعك ابداً.... ابداً!"
"سوف ترى!"
مرت تظراته على وجهها, و علمت لوسي انه سيقبلها. فى هذا الشتاء المظلم فى الساحة المهجورة, و هما بمفردهما بشكل مطلق, محاطان بالثلج و البرودة. شعرت بالنار تجتاحها من لمسته, و لم تعد قادرة على الحركة. لا! عليها ان تقاوم! من دونها, ستصبح طفلتها وحيدة و معرضة للمخاطر. سوفى تُرمى من ملجأ إلى ملجأ, كما حدث مع لوسي نفسها فى الماضى. إنها لا تستطيعالأستسلام. ستقاتل لتحمى كليو حتى آخر نفس لديها. همست: "دعنى, من فضلك! إن كنت تملك ذرة من الأنسانية.... أتوسل إليك ان تدعنى و شأنى."
تردد صوتها الهادئ فوق الثلج, و اختلط مع الصمت الكثيف. حدق بها ماكسيمو, و لمع ألم مفاجئ فى عينيه. ابتعد عنها على الفور تاركا رسغيها, ثم نهض على قدميه. قال بنبرة تدل على مدى سأمه مما يحدث: "كما ترغبين, كاراميا! ابقى هنا إن شئتِ. ساعود إلى الفندق."
شكراً لك! شكراً لك! شكراً لك! فكرت بحرارة و اندفاع.
نهضت بسرعة, و استدارت كى تركض. قال بصوت هادئ من ورائها: "فى النهاية, اري التأكد من أن ابنتك تنام بارتياح, و انها لم تفقد حصانها الأحمر الصغير الذى تحمله دوماً."
توقف قلب لوسي عن الخفقان فى صدرها.... اتسعت عيناها من شدة الخوف, و استدارت لتواجهه: "لماذا؟"
نظر إليها ببرود و إستهزاء واضحين, ثم قال بنبرة ساخرة: "آهـ! ألم اخبرك؟ احضر رجالى ابنتك إلى جناحى فى الفندق من ساعة تقريباً."



نهاية الفصل الثانى

زهرة منسية 11-09-16 05:18 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اتمنى لكم قراءة ممتعة

و بانتظار تعليقاتكم و توقعاتكم على احداث الفصول

دمتم فى امان الله

bluemay 11-09-16 06:21 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

هلا وغلاا بزههورتي

واحلى طلة والله..

سلمت يداك عزيزتى

بإنتظار القادم بشوق كبير..


*تم تثبيت الرواية*



عيد اضحى مبارك


تقبلي خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

fadi azar 11-09-16 07:33 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
فصل جميل جدا

فرحــــــــــة 12-09-16 10:03 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
ابارك لك على هذه القصة
وعيد مبارك عليكى وعلى الامة الاسلامية
الأمير ماكسيمو دواكيلا رجل قاسى يبحث عن الانتقام
والطريقة التى سيجبرها بها على طاعة اوامرة غير ادمية بالمرة
وهى خطف ابنتها ووضعها امام الامر الواقع
ولكنى اتوقع ان يقع فى حبها وربما يصرف النظر عن انتقامه
فى الاحداث الاتية
والد كليون رجل قاسى مستهترترك ابنته تعانى هى وزوجته
فاعتقد ان اى انتقام منه هو بالفعل يستحقه
لوسى آبوت تبحث الامان لها ولابنتها ولكنها تجبر على الزواج من رجل اخر لاتعرفه ولكن اعتقد انها ستنجذب له فى النهاية
والاحداث القادمة ستبين لنا ذلك
اعتقد ان الاحداث القادمة ستكون مثيرة للغاية
وتفتح امامنا الافاق لنعرف المزيد
ودائما وابدا فاننى انجذب الى اختياراتك الجميلة الرائعة
وارفع لك القبعة لهذا التميز
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى


سمراءالصفا 12-09-16 01:00 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
كل عيد وكلكم بالف خير اجمل عيدية منك حبيبتى وشكرا على تعبك وربنا ما يحرمنا منك وفى الانتظارلكل جديد منك:8_4_134:

saeda45 12-09-16 10:26 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
شكرا يا زهرة على الروابة الحلوة ممكن تقولى لنا اسمها بالانجليزى يا ريت تكمليها بسرعة و كل سنة وانتى بخير

زهرة منسية 13-09-16 12:57 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659020)
الـسـلام عـليكـم ورحمة الله وبركاته,

هلا وغلاا بزههورتي
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
يا هلا و غلا ميوشا كل عام و انتى بخير

واحلى طلة والله..

سلمت يداك عزيزتى
يسلم عمرك حياتى الطلة ما بتحلى إلا بوجودكم
بإنتظار القادم بشوق كبير..


*تم تثبيت الرواية*



عيد اضحى مبارك


تقبلي خالص ودي

بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

مشكورة على التثبيت عزيزتى
مشكورة لتواجدك العطر على صفحات الموضوع مايوشة
دومتى بكل ود عسانا متجمعين دايمن بالاعياد

زهرة منسية 13-09-16 01:00 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3659025)
فصل جميل جدا

مشكور اخى الفاضل تواجدك الأجمل

زهرة منسية 13-09-16 01:08 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3659100)
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
ابارك لك على هذه القصة
وعيد مبارك عليكى وعلى الامة الاسلامية

يا هلا و غلا فروحة
الله يبارك فى عمرك يا قمر
عيد مبارك على امة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

الأمير ماكسيمو دواكيلا رجل قاسى يبحث عن الانتقام
والطريقة التى سيجبرها بها على طاعة اوامرة غير ادمية بالمرة
وهى خطف ابنتها ووضعها امام الامر الواقع
ولكنى اتوقع ان يقع فى حبها وربما يصرف النظر عن انتقامه
فى الاحداث الاتية

اتمنى انك مش تصدرى احكام مسبقة صحيح فى اوقات بيبقى نفسي اضرب ماكسيمو على رأسه بالمقلاية بس اكيد له اسبابه :lol:
والد كليون رجل قاسى مستهتر ترك ابنته تعانى هى وزوجته
فاعتقد ان اى انتقام منه هو بالفعل يستحقه

قد يكون الانتقام من شخص آخر غير والد كليو !!! و الله اعلم
عن نفسي بقرأ الرواية معاكم و مش بستبق الاحداث يعنى علمي علمك و بانتظالظر الفصول :)
لوسى آبوت تبحث الامان لها ولابنتها ولكنها تجبر على الزواج من رجل اخر لاتعرفه ولكن اعتقد انها ستنجذب له فى النهاية
والاحداث القادمة ستبين لنا ذلك

لوسي ضعيفة امام سحر الأمير لكن تجربتها السابقة بتقويها و بتساعدها على المقاومة

اعتقد ان الاحداث القادمة ستكون مثيرة للغاية
وتفتح امامنا الافاق لنعرف المزيد
ودائما وابدا فاننى انجذب الى اختياراتك الجميلة الرائعة
وارفع لك القبعة لهذا التميز
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة عزيزتى على ثقتك الغالية اللى بقدر ما بتسعدنى بقدر ما تحملنى مسؤلية فى اختيار و تقديم الافضل دائماً لقراءنا الاعزاز
اتمنى انى اكون عند حُسن ظنك و بانتظار نقدكم قبل مديحكم فى كل ما نقدمه حتى نقدم الأفضل دائما

زهرة منسية 13-09-16 01:17 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمراءالصفا (المشاركة 3659117)
كل عيد وكلكم بالف خير اجمل عيدية منك حبيبتى وشكرا على تعبك وربنا ما يحرمنا منك وفى الانتظارلكل جديد منك:8_4_134:

عيدك مبارك سمراء مشكورة عزيزتى و اتمنالك دوماً قضاء اجمل الاوقات فى اروقة ليلاسنا

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saeda45 (المشاركة 3659173)
شكرا يا زهرة على الرواية الحلوة ممكن تقولى لنا اسمها بالانجليزى يا ريت تكمليها بسرعة و كل سنة وانتى بخير

مرحبا غاليتى اشتقت لتواجدك العطر و تعليقات كتيرررررر كل عام و انتى بالف خير
اكيد طبعا ممكن اقول لكم اسم الرواية و معلوماتها كنت فاكرة انى اذكره فى بداية الرواية لكن من حماسي لتواجدى من جديد بينكم نسيت عموما

الاسم الاصلى : Italian Prince, Wedlocked Wife
دار النشر : هارلكوين
اول إصدار للرواية فى المملكة المتحدة : اكتوبر 2008
اول إصدار فى اميريكا الشمالية : يناير 2009
اتمنى من مايا او العزيزة ريحانة لو تتعب رجاءاً و تنقل بيانات الرواية فى اول مشاركة بالموضوع
ان شاء الله مش هتاخر فى التنزيل و تنزيل الفصول هيمون لو ربنا ييسر الامور فصلين يوم بعد يوم
دومتى بكل ود :)

زهرة منسية 13-09-16 01:25 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

3- أهذا حلم؟

"لن تتمكن من النجاة بفعلتك هذه!"
تلفظت لوسي بذلك للمرة العاشرة و هو يقود السيارة متجهاً إلى وسط مدينة شيكاغو. لم يبدو على ماكسيمو اى اثر للندم, و هو يوقف سيارته السوداء من نوع مرسيدس تحت الإشارة الضخمة لفندق دارك.
قال: "لا فكرة لديكِ كيف يمكننى ان انجو.... و من اكور كثيرة اخرى."
نزعت لوسي ثوب العمل الأزرق الفضفاض بغضب. كورته بيديها, و رمته على الأرض قائلة: "لا اعرف القوانين فى ايطاليا, لكننا فى شيكاغو. لا يمكنك ان تخطف احدهم, و تنجو بفعلتك!"
"هناك قوانين ضد الاختطاف فى ايطاليا, ايضاً." اوقف سيارته متابعاً: "لكنها لا تنطبق على قضيتنا الحالية. انا لم اخطف ابنتك."
"ماذا يسمى ما فعلته إذاً؟"
"علمت انك ستوافقين على عرضى. و ببساطة, اردت ان اسهل عملية رحلينا."
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 13-09-16 01:32 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ابقى المحرك يعمل ببطئ, نزع عن صدره حزام الأمان, ثم خرج من السيارة. اتسعت عيناها ما ان رأته يعطى الموظف المنتظر ليأخذ السيارة إلى الموقف مئة دولار.
قال الشاب بفرح: "شكراً لك, سمو الأمير!"
و اسرع ليفتح باب السيارة المجاور للسائق من اجل لوسي, لكنها كانت تقريباً تجرى و راء ماكسيمو, الذى اصبح قرب الباب الرئيسي بخطواته الكبيرة. لمس الحاجب الضخم الجثة قبعته بـ إحترام كبير, و قال: "اهلاً بعودتك, سمو الأمير! سنة مجيدة, سيدى!"
اجاب ماكسيمو, و هو يبتسم باقتضاب: "غرازى! لك ايضاً."
اصبحت لوسي بقربه, قبل ان يصعد الدرج المؤدى إلى صالة الإستقبال. امسكت بذراعه, و قالت بغضب: "تمكنت من خداعهم جميعاً. أليس كذلك؟ اى امير انت! هم يعتقدون انك محترم و مهذب, لكنى اعرف حقيقتك. انت لست سوى..."
نظر ماكسيمو إلى يدها, ثم رفع نظره إلى وجهها. بدت نظرة عينيه اشد برودة من بحيرة ميتشيغن فى فصل الشتاء. قال" "سوى ماذا؟"
انفجر الغضب فى اعماقها, ما جعلها تقول بتهور: "لص, محتال.... و تخطف الأطفال."
امسكها ماكسيمو من كتفيها, فشعرت بقوة قبضتيه. نظر إليها كأنه برج يشرف من علو شاهق. بدا وجهه الوسيم قاسياً و بارداً اكثر مما كان عليه سابقاً, إذا ظهر شئ من الغضب و الاهتياج فى اعماق عينيه, لكنه يسيطر عليه بقوة إرادته. رفعت لوسي نظرات عينيها إليه, و شعرت فجأة بالخوف.
قال بنبرة منخفضة: "احذرى من إثارة غضبى!"
ابتلعت غصة و هى تتذكر ما قاله سابقاً, عندما وعدها ان يعاقبها كما تستحق المرأة ان تُعاقب. كذبت قائلة: "لست خائفة منك, و إن كنت تعتقد ان اصطحابك لىّ إلى غرفتك فى الفندق, لتجبرنى على إقامة علاقة معك, سيسبب الآذى لـ الكسندر, فأنت مخطئ تماماً."
ابتعد عنها ماكسيمو على الفور, و قال ببرودة: "لم اجبر يوماً امرأة على إقامة علاقة معى."
حدق بوجهها لبرهة, ثم طاف نظره من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها, و تابع: "إن قررت يوماً أننى اريدك عزيزتى, فـ ستأتين إلى بإرادتك."
يا للتفاخر! تورد وجها من شدة الأنفعال و قالت: "كيف تجرؤ؟"
شعرت بالإذلال ختى عظامها. قال ماكسيمو ببرودة حاسمة: "أنتِ لستِ امرأة بالنسبة إلى. انت مجرد سلاح."
سلاح؟! تنهدت لوسي بـ غحباط و علقت قائلة: "ماذا تنوى ان تفعل بـ اليكس؟"
"لماذا تهتمين لأمره؟ أما زلتِ مغرمى به؟"
هزت رأسها قائلة: "بالطبع لا, لكنه والد طفلتى!"
كور ماكسيمو شفتيه, ثم ابتسم بسخرية قائلاً: "لا تقلقى! سيجبر على الاعتراف بها. من المؤكد انك لن تعترضى على ذلك."
اليكس لن يعترف بـ كليو مطلقاً! تمتمت: "لا! لا اعتراض لدىّ ابداً."
"كما انه سيخسر حصته فى الشركة, و هناك شخص آخر لا تعرفينه, سيخسر ايضاً."
"هذا الأمر لا يهمنى. فقط خذنى إلى ابنتى, و ان سببت لها الآذى او الخوف, اقسم لك....."
منتديات ليلاس
"أنا لا اُقدم ابداً على إيذاء طفل, سنيوريتا!"
تبعته لوسي عبر الدرج إلى منتديات ليلاس صالة استقبال انيقة, يعود طرازها إلى عام 1920. السقف المرتفع يشع بالثريات الكبيرة, و تحتها رأت حشوداً مبتهجة, يتزينون بالماس, و البعض يرتدى المعاطف المصنوعة من الفرو, و كلهم يحتفلون بسهرة رأس السنة على انغام الموسيقي. قادها ماكسيمو عبر الضيوف المتأنقين نحو المصاعد االذهبية وراء قاعة الاستقبال. عندما اصبحا بمفردهما وراء الأبوب المغلقة, ضغط على زر الطابق العاشر. قالت لوسي بصوت منخفض: "انا حتى لا اعرفك, لذلك لا افهم لماذا تفعل ذلك. تحطف ابنتى, و تعمل على طردى من عملى, ثم تقلب حياتى رأساً على عقب."
منتديات ليلاس


زهرة منسية 13-09-16 01:33 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
استدار ماكسيمو لينظر إليها زهرة منسية, ثم قال: " انى اقدم لك و لأبنتك, حياة مليئة كاملة بالرفاهية و الثراء, و فرصة للانتقام من الرجل الذى تخلى عنكما معاً."
قالت: "لكن الغرباء لا يسقطون من السماء لتقديم المال. لابد ان هناك ثمناً."
نظر إلى عينيها مباشرة, و قال: "و هل يشكل ذلك اى فرق بالنسبة لكِ؟"
فُتح باب المصعد, فخرج منه. شعرت لوسي كأنها أليس فى بلاد العجائب, و قد سقطت للتو عبر الممر الزجاجى. كانت الأرض المكسة باللونين الأصفر و الذهبى, تشع تحت الثريات المضاءة فى كل زاوية. توقف ماكسيمو عند احد الأبواب, و طرق عليه. فتحت السيدة بلوتزكى الباب, و اشرق وجهها ما ان رأت لوسي.
"أهـ, عزيزتى! يا له من يوم رائع! انا سعيدة جداً من اجلك. عندما اخبرنى حراس الأمير ماكسيمو انه سيأخذكما إلى ايطاليا...."
قاطعتها لوسي بسرعة: "أين كليو؟"
شعرت بالاستياء و الغضب من جليسة طفلتها لسذاجتها.
تراجعت المرأة إلى الوراء, و اشارت بيدها نحو الباب المجاور. وقفت عند إطار باب غرفة النوم المظلمة, تصغى إلى انفاس ابنتها الهادئة العميقة.
عندما تعودت عينا لوسي على الظلام, رأت كومة وسط السرير الكبير محاطة بالكثير من الوسائد. إنها طفلتها! الضوء القادم من ورائها عبر الباب بعث إضاءة عبر وجه كليو المتورد.
رأت لوسي ان الطفلة تمسك بحصانها الاحمر البالى, و تضمه إلى صدرها. دخلت بهدوء, فلامست شعر كليو بنعومة, و لفت الاغطية تحت ساقسها. لاحظت مدى نعومة الاغطية البضاء الكثيفة الزغب.
نظرت حولها ببطء: النوافذ تطل على بحيرة ميتشيغن, و السجادة كبيرة ذات زغب كثيف, كما ان الغرفة كلها تدل على الراحة و البذخ. إنها لا تشبه مطلقاً شقتهما الصغيرة, حيث النوافذ تهتز كلما مر القطار, وحيث البرد يظل قارساً طوال الشتاء, حتى لو قامت بضبط معدل الحرارة عند اعلى درجة, و حيث تظهر العناكب و الفئران بشكل دائم, بالرغم من محاولاتها الجاهدة لتنظيف المكان.
منتديات ليلاس
تحركت كليو فى نومها. مدت يديها و ساقيها فى ذلك الفراش الوثير, و هى تتنهد بالارتياح. شعرت لوسي بقلبها يصل إلى حلقها.
طفلتها تستحق حياة كهذه! لامست شعر ابنتها الناعم, و رأت كمى بيجامتها الباليين, فشعرت بغصة تكاد تخنقها. أليكس قال انه يحبها. تزوج بها, و توسلها كى ينجبا طفلاً. وعدها بان يؤمن لها و لطفلها الحماية و الأمان و الحب إلى الأبد. على الرغم من حذرها الطبيعى, سمحت لوسي لنفسها بأن تُغرم به, و ان تؤمن بالسعادة.....
كانت فى اوأخر ايام احلامها, و عندما عادت إلى المنزل ليلة عيد الميلاد حاملة بيدها اكياس الخضار و الطعام, و هى تغنى(اهدم الأسوار). دفعت الباب بوركها... يا للهول! وجدت شقتها خالية و مظلمة: ثيابه غير موجودة, و كذلك فرشاة اسنانه و حقيبة عمله, و الكمبيوتر. حتى خاتم زواجهما الذى تركته بعناية و حب فى صندوق صغير من المخمل على طاولة الزينة, لأنه لم يعد يناسب اصابعها المتورم بسبب الحمل, اختفى. كل شئ اختفى.....
مرت سنة, لوسي ما تزال غير قادرة على سماع اغنية (اهدم الأسوار) دون ان تشعر بالغثيان. لقد تخلى عنها الكس. هذا امر لم يعد مهماً له الآن, لمن ما يهمها هو انه ترك طفلته لتموت من الجوع. حتى انه حاول ان يُنكر ان كليو ابنته. لن تسامحه لوسي مطلقاً على ذلك, كما لم تسامح نفسها لأنها وثقت بكلامه المعسول. ما زالت تستطيع سماع همساته احياناً فى الليل: "احبك, لوسي! و سأعتنى بك دائماً."
يا له من كاذب! نظرت إلى ابنتها بحب و حناح. كليو لم تعرف والدها. إن تمكنت من رؤية اليكس, ستتمكن من اختراق ذلك العناد الأحمق النانى, و عندها سيدرك ما الذى فعله.
سيدرك انه يحب ابنته, و سيتصرف كـ اى والد نزيه, و عندها ستصبح ابنتها بأمان, مع والدين يعتنيان بها و يحميانها. هكذا ستمكن لوسي من إعطاء طفلتها الغالية الحياة التى تستحقها.
مهما كلف ذلك, و مهما كان الثمن. من اجل حياة سعيدة و لائقة لابنتها, ستقوم بأى شئ. ستعمل حتى الإرهاق, و ستبسع روحها و جسدها إن لزم الأمر.
بقرار مفاجئ, طبت لوسي قبلة على جبهة ابنتها متمنية لها ليلة سعيدة. تحدثت قليلاً مع السيدة بلوتزكى قبل ان تترك المرأة العجوز تخيط, و هى تراقب برنامج مسلياً على التلفزيون.
وجدت ماكسيمو فى القاعة الخارجية المطلية باللونين القشدى و الذهبي, متكئاً على الجدار بإنتظارها.
سألها بهدوء: "حسناً! ما هو قرارك؟"
رفعت ذقنها بتحد, و أجابت: "هل ستحظى ابنتى بالطعام الجيد, و بمنزل دافئ لتعيش سعيدة و آمنة؟"
"هذا صحيح!"
"هل سأتمكن من التحدث مع اليكس بنفسي؟"
لمعت عيناه, و اجاب: "اجل, بالطبع!"
"إذن سأوافق على عرضك."


نهاية الفصل الثالث

قراءة ممتعة


زهرة منسية 13-09-16 01:36 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
4- من أجل ابنتى



منتديات ليلاس
نظر ماكسيمو إليها , فيما لمعت عيناه بنور غريب, و هو يقول: "تعالى معى!"
امسك بيدها, فشعرت لوسي بذلك التيار الكهربائى, الذى شعرت به عندما لمسها من قبل. سار بها نحو الممر المؤدى إلى المصعد. وقف ماكسيمو وراءها فى المصعد, واضعاً يديه بتملك على كتفيها. بالرغم من إرادتها, اغمضت لوسي عينيها. الأمير الإيطالى يقف وراءها الآن. انه قريب جداً منها لدرجة انها تستطيع ان تشعر بحرارة جسده, اما هو فلا يرأها حتى امرأة.
قالت لنفسها بغضب: "هذا افضل!"
هى لا تريد التعلق بأى رجل. كل ما تهتم له الآن هى كليو, و تأمين حياة لائقة لها باى ثمن.
توقف المصعد عند الطابق الخامس, و قادها ماكسيمو حتى نهاية القاعة . سمعت ضحكاً و طقطقة اوانى من الفضة و الكريستال, و اصواتاً تتحدث الانكليزية و الايطالية مختلطة مع إصداء الموسيقى.

منتديات ليلاس


زهرة منسية 13-09-16 01:38 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

دفع ماكسيمو الباب. توقفت لوسي مكانها, و فغرت فمها. فى الزاوية البعيدة من الغرفة هناك فرقة موسيقية تعزف موسيقى (الشتاء) لـ فيفالدىى. تعرفت على اثنين من مشاهير هوليود و على سيناتور. المال و السلطة واضحين فى هذا الجناح تماماً مثل الموسيقى.
توقعت ان ترى جناجاً ضخماً فى الفندق, لكن....
"هذا قصر!"
"لا قصور لدى فى هذا البلد. هذا مجرد جناح ملكى."
بدا ماكسيمو مرتاحاً جداً. نزع معطفه و رمى به على المقعد المزين تحت المرآة المعلقة فى الداخل. مجرد جناح ملكى! لابد من قضاء ليلة واحدة هنا يوازى إيجار سنة كاملة لها.
"هل تقيم حفلة رأس السنة هنا؟"
نظر إليها, و بدت عيناه لامعتين و هو يقول: "سأحتفل قريباً بأكثر من ذلك. أبقى هنا!"
استدار عدد من الاشخاص المميزين ليحدقوا بها. امرأتان بالتحديد: إحداهما شقراء و الأخرى سمراء. همستل لبعضهما البعض شيئاً ما, و هما ترمقان لوسي بنظرات تقيمية. عضت لوسي على شفتها بتوتر, و قالت: "ربما يجب ان انتظرك فى الخارج."
"ستنتظرين هنا!"
منتديات ليلاس
بدت النبرة السلطوية واضحة فى صوته, كأنه يفرض الطاعة الفورية. تابع قائلاً: "إن تحدث إليكِ احدهم, فلا تشرحى سبب حضورك."
"حسناً!"
تمتمت و هى تفكر, كيف يمكنها ان تشرح شيئاً, و هى نفسها لا تفهم سبب و جودها هنا؟ منتديات ليلاس راقبته يسير نحو طاولة الطعام و الشراب فى الجناح, و يتوقف مراراً للتحدث مع ضيوفه. كل امرأة فى الجناح بدت مصممة على إثارة انتباهه, بإستثناء المرأتين الانيقتين اللتين لاحظتا قدومها مع ماكسيمو. تقدمت المرأتانبخطى متأنقة متكلفة نحوها, كأنهما نسران كاسران. الشقراء الجميلة ترتدى ثوباً ضيقاً احمر اللون. نظرت إليها بإستهزاء, فأدركت لوسي فجأة انها تنتعل حذاء رياضى باليا, و ان شعرها اشعث, و ثيابها قديمة مزرية. لوت الشقراء شفتيها, و قالت: "ثياب انيقة."
تورد وجه لوسي من الخجل. فهى تعلم ان قميصها القطنى قديم الطراز, فقد كانت لامها. عملها اثناء الليل جعلها تعمد إرتداء ملابس فضفاضة و قديمة, بالإضافة إلى صورة الهرة الصغيرة التى على صدرها تجعل كليو تضحك دوماً. قالت الشقراء بتعالِ و غرور: "ٍمعت من قبل عن الفقراء, لكن هذا مثير للإشمئزاز. أليس كذلك آسميا؟"
حدقت السمراء الأنبيقة بـ لوسي, و قالت: "هيا, ارابيلا! يجب ان تكونى اكثر لطفاً. من المحتمل انها هنا لتنظيف غرفة الحمام."
جمدت اوصال لوسي. و تذكرت كيف كان الأولاديسخرون منها و هى طفلة. تنقلت امها فى الكثير من الأماكن, و كانت لوسي التلميذة الجديدة فى كل مدرسة تنقل إليها, و مع نظارتيها السميكتين و ثيابها المستعملة, بدت هدفاً سهلاًً للسهرية.
"آسميا! ارابيلا!"
ظهر ماكسيمو فجأة قرب لوسيا. انحنى إلى الأمام ليطبع قبلة على خد السمراء ثم الشقراء. و بسبب اهتمامه بهما رفعت المرأتان رأسيهما بدلال, و كأنهما زهرتان وصلهما نور الشمس.
تراجع ماكسيمو إلى الوراء, و مضع يده على ذراع لوسي قائلاً: "ارى انكما التقيتما بـ لوسيا!"
رمت آسميا لوسي بنظرة باردة, ثم تظاهرت كانها تضحك بنعومة, قبل ان تقول: "آهـ! أهى صديقتك؟ اعتقدت انها الخادمة. كم انت غريب الأطوار, ماكسيمو؟ لِم تذهب إلى الخارج لتحضر المبرغر, بينما تستطيع ان تستمتع بكبد البط فى رفاهية جناحك؟"
من الواضح انها لا تتحدث عن الطعام! كانت تلك القشة الأخيرة فى تلك الليلة المليئة بالاحداث المزعجة. علقت لوسي بنعومة: "تناول كبد البط غير مسموح به فى شيكاغو, آسميا! ولا استطيع ان اتخيل ان اياً كان يجد كبد البط المهروس شهياً, على اية حال."
نظرت إلى السمراء بدءاً من رأسها إلى ثوبها القصير جداً ثم إلى حذاءها ذى الكعب العالي, و تابعت: ".... فهو دسم جداً و مزعج."
ضاقت عينا آسميا, و قالت: "ماذا, ايتها الصغيرة....؟"
قال ماكسيمو: "إعذرانا!"
اخفى ابتسامته, و هو يبعد لوسي بإتجاه احد الأبواب. قالت آسميا بصوت عال, ما ان وصلا إلى باب غرفة النوم: "تكاد الساعة تعلن منتصف الليل, ماكسيمو! لا تنسي قبلتنا عند منتصف الليل!"
قالت الشقراء: "لا! سيقبلنى انا."
أغلق ماكسيمو الباب بقوة وراءهما, و ما ان فعل ذلك, حتى اختفى كل ضجيج الحفلة, و اصبحا بمفردهما فى غرفة النوم. فركت لوسي رسغها, و تمتمت: "آسفة!"
مع انها فى الواقع لا تشعر بأى آسف.
"آسفة..... لماذا؟"
لكونى فظة مع عشيقتك."
حدق بها ماكسيمو, ثم قال بإستهزاء: "هل تقصدين الليدى آرابيلا, أم الكونتيسة بدنفغورد؟"

منتديات ليلاس


زهرة منسية 13-09-16 01:39 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

الليدى؟ الكونتيسة؟ من الواضح ان الالقاب الملكية أمر عادى فى عالم ماكسيمو.
"اختر ما تشاء!"
رفع كتفيه, و قال: "من الصعب ان افكر فى علاقة عابرة مع امرأة ما تجعل منها عيقة."
"أتقصد انك اقمت علاقة عاطفية مع كل منهما؟"
بدا صوتها المصدوم كـ الصرير. تكور فمه عن ابتسامة, قبل ان يقول: "هناك الكثير من النساء فى حياتى, لكن الرجل المحترم لا يتكلم عن علاقاته الغرامية."
"أى رجل محترم؟! إنهما مغرمتان بك. اوشكتا على تمزيق عينى لمجرد اننى معك!"
"اشك بذلك. على اية حال.... إن اختارت اى امرأة ان تُغرم بى, فعليها ألا تلوم سوى نفسها فقط. انا واضح جداً, فأنا لا ارغب فى الاستقرار او فى تقديم قلبى لـ امرأة واحدة. إننى مخلص فقط لثلاثة امور."
شبكت لوسي ذراعيها فوق صدرها, و سألته بنزق: "و ما هى؟"
"الوفاءء لعائلتى, و حريتى الشخصية, و نجاح شركتى."
امسك بزجاجة من الكريستال مليئة بالشراب, و سكب منها فى كوبين. حدقت لوسي بالكوب الذى قدمه لها, و قالت: "أسمع! أعلم انها ليلة رأس السنة, لكنى لست فى مزاج جيد. إن أردت الاحتفال, لِمَ لا تسأل إحدى الأميرات فى الخارج مشاركتك ذلك؟"
منتديات ليلاس
رفع ماكسيمو حاجبيه بمرح, و قال: "من المؤكد أنكِ لا تشعرين بالغيرة!"
"كل ما فى الأمر أننى اشعر بالآسف عليهن. هذا كل شئ."
"لدى آسميا و ارابيلا تأثير على بعض الجماعات المهمة, و مع اننى فقدت أى اهتمام شخصى بيهما, فأنا لا ارى سبباً لأقطع كل رابط بيننا. أنا اتاجر بالاشياء الفاخرة, و الآن سأحتفل بالحصول على شركة جديدة, رغبت بالحصول عليها منذ سنوات طويلة..... ستصبح الشركة لى فى غضون ساعة واحدة. ربما سمعت بها.... إنها فيرازى!"
فيرازى! إنها معجبة بالحقائب اليدوية التى تنتجها تلك الشركة, و التى يبلغ ثمن الواحدة منها 3000 دولار. إنها حقائب جميلة الطراز, جلدها ناعم كالصوف و صلب كالفولاذ. لكن هل تستحق سعرها؟ 3000 دولار ثمن لحقيبة يد؟! هذا امر فى منتهى الجنون!
بدا كأن ماكسيمو ينتظر تعليقها, فشعرت ان من الفظاظة ان تنقد الشركة التى سيمتلكها قريباً. حاولت ان تبدو مهذبة و هى تقول: "فيرازى, أجل!"
ضغط ماكسيمو باصابعه على الكوب الذى يمسك به, و سالها بنبرة قاسية: "ما الذى تعرفينه عنها؟"
عضت لوسي على شفتها, ثم قالت و هى تتنهد: "عملت مرة فى قسم لأدوات التجميل فى نيمان ماركوس, و بالطبع عرفت حقائب فيرازى. و كأنك تسألنى إن كنت قد سمعت بعطور شانيل او برادا. هل ستشترى الشركة؟ لا شك انها تساوى ملايين."
ابتسم ببرودة, و اجاب: "بل مئات الملايين."
فتجت فمها مندهشة, ثم اقفلته و هى تتمتم: "من الواضح انك تمتلك الكثير من المال."
"من الواضح ايضاً ام الصدق لديكِ اهم من التحدث بلباقة. خذى!"
ما ان سمع طرقة على الباب حتى دفع الكوب إلى يدها, و وضع الزجاجة جانباً, لكى يرى من الطارق. قدم له رجل نحيل يرتدى بذلة رسمية مغلفاً. سألت لوسي: "ما الأمر؟"
اغلق ماكسيمو الباب وراءه, ثم فتح المغلف, و نظر إلى الأوراق. قدم لها المغلف, و قال: "هذا لكِ كى توقعى عليه."
وضعت كوبها على طاولة زجاجية, ثم فتحت المغلف و هى مقطبة الجبين من الحيرة و الاستغراب. سألته: "ما هذا؟"
"اتفاق مسبق على الزواج."
"لكن.... من سيتزوج؟"
"أنا و انت."



نهاية الفصل الرابع

قراءة ممتعة

دمتم فى امان الله

فرحــــــــــة 13-09-16 04:59 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
فصلين رائعين
سلمت يداكى على ماقدمتى لنا
اظهر الامير ماكسيمو انه انسان متملك ويستطيع الحصول على مايريده
لوسي طيبة القلب جدا وتهمها مصلحة ابنتها بغض النظر عن اى نتائج اخرى
اما مايحدث كله فهو فعلا حلم ان تنتقل بتلك الطريقة
من حياة بائسة الى حياة الترف والملايين
فانتظر ماتسفر عنه الاحداث القادمة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

fadi azar 14-09-16 10:11 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
مشكورة على الفصل ارائع

زهرة منسية 15-09-16 10:08 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3659216)
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
فصلين رائعين
سلمت يداكى على ماقدمتى لنا
يا هلا و غلا فروحة

وجودك الأروع دايمن يسلم عمرك حبيبتى

اظهر الامير ماكسيمو انه انسان متملك ويستطيع الحصول على مايريده
لوسي طيبة القلب جدا وتهمها مصلحة ابنتها بغض النظر عن اى نتائج اخرى
اما مايحدث كله فهو فعلا حلم ان تنتقل بتلك الطريقة
من حياة بائسة الى حياة الترف والملايين

اممممم انتى قولتى رأيك فى ماكسيمو و لوسي بس حطى خط تحت جملة بغض النظر عن اى نتائج اخرى علشان ده هيبان فى الفصول القادمةصحيح هى وفقت علشان خاطر مصلحة بنتها بس لكن هل مصلحة بنتها اهم من اى حاجة تانية فى ننظرها ده هنعرفه فى الفصول الجاية

فانتظر ماتسفر عنه الاحداث القادمة
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة حبيبتى على ذوقك و كلماتك الرائع

بانتظار رأيك فى القادم

زهرة منسية 15-09-16 10:09 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3659514)
مشكورة على الفصل ارائع

مشكور اخى الفاضل


زهرة منسية 15-09-16 10:10 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
5- ماذا بعد؟

رفعت لوسي نظرها عن المغلف, لتحدق بالامير الوسيم امامها. قالت بصوت كـ النعيق: "ما الذى تتحدث عنه؟"
"ما سمعته بالضبط."
منتديات ليلاس
"قلت انك لن تتزوج مطلقاً من اى امرأةة, و الآن تريد الزواج بىّ؟!"
"سي!"
"لماذا؟"
اجاب بنعومة: "لنبدأ بكِ انتِ, يمكنك ان ترغبى بالزواج منى من اجل منازى الملكية المنتشرة فى كل انحاء العالم, و من اجل ثروتى الضخمة. بإمكانك ان تشترى كل ما ترغبين به بدون اى سؤال او إحراج, و لن تحتاجى مطلقاً إلى العمل ثانية. ستنتقلين بين اوساط المجتمع الراقى, و ابنتك ستذهب إلى افضل المدارس...." تقدم خطوة نحوها متابعاً: ".... ثم هناك اللقب."
كررت بضعف: "اللقب؟"

منتديات ليلاس

زهرة منسية 15-09-16 10:12 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس
اصبح قريباً منها. لامس خصلة من شعرها, مازالت رطبة بسبب سقوطها على الثلج, و قال: "إينما ذهبت و حتى آخر يوم فى حياتك, ستُعاملين على إنكِ اميرة: الأميرة لوسيا دواكيلا."
لوسي.... أميرة؟! فجأة شعرت بجفاف فى فمها, فرفعت الكوب, و شربته برشفة واحدة, لكن فمها بقى جاف. رطبت شفتيها بلسانها, ثم رفعت بصرها نحوه. حدق ماكسيمو إليها بنظرة متفحصة, فاصبحت مدركة لوجوده بقوة.
همست: "لكن الناس لا يتزوجون من اجل المال. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يهتمون لبعضهم البعض, و يرغبون فى تمضية حياتهم معاً."
"أحقاً؟"
وضع يده على كتفها, ثم مرر إصبعه على عنقها حتى خدها. رفع ذقنها بنعومة, و نظر إليها ببطء, كأنه يقيم شكل وجهها تحت نظارتيها و شعرها الاشعث. اخيراً حدق بعينيها. قال على نحو مفاجئ: "ربما انتِ على حق. يمكن لهذا الزواج ان يوفر اكثر من مجرد المال. ربما يمكننا ان نتمتع بعلاقة زوجية ايضاً."
"ماذا؟"
ابتسم لها ابتسامة ذات مغزى و اجاب: "اظن ان الأمر سيكون أكثر تشويقاً مما اعتقدت. سأجعلك تعيشين اوقاتاً لم تعرفيها من قبل. سأجعلك تتأوهين من السعادة حتى تنسين اسمك."
اغمضت لوسي عيناها, إذ ادركت انه قادر على ذلك. مجرد سماعه يقول ذلك, و هى تشعر بلمسته على بشرتها, يبدو كافياً ليجعلها تنسي اسمها منذ الآن. لامست اصابعه عنقها بلطف, فشعرت برجفة تجتاحها حتى اصابع قدميها. تمتمت: "لكنك قلت.... إنك لا تريدنى. قلت اننى زهرة منسية لست من نوعك المفضل."
"أرى الآن اننى كنت مخطئاً."
ظل يلامس عقها بنعومة اصابعه, متابعاً: "انت تمتلكين جمالاً اص بك وحدك.... مختلفة عن اى امرأة قابلتها من قبل. و ما من سبب يمنعنا من الاستمتاع بزواجنا القصير. يمكننى ان اريك ما هو الحب الحقيقى, و كم يمكن لهذا الحب ان يكون عاصفاً."
شعرت بقلبها يتلوى فى صدرها, فقالت: "الحب؟"
"تزوجى بىّ, و بالكاد ستلامي قدمالكِ الأرض."
آهـ! انه ذلك النوع من الحب. بالطبع! ماذا يمكن ان يقصد غير ذلك؟ شاب مستهتر مثل الأمير دواكيلا لن يتورط عاطفياً باى علاقة.
همست لوسي: "لكنك قلت إنك لن تتزوج ابداً. لماذا إذا الآن, ماكسيوم؟ و لماذا انا؟"
"أنتِ تقللين من قدر نفسك." مرر يديه على ذراعيها, و تابع: "أنتِ لا تعرفين قيمة ذاتك, لوسيا!"
تنفست بعمق لتهدئ من توترها. لماذا يحاول هذا الأمير ان يجعلها تعتقد انه يتوق إليها؟ ألأنه يخشى ان ترفض عرضه؟ إدراكها لهذا الأمر اعطاها القوة لتبتعد عنه. ضاقت نظرة عينيها و هى ترفع ذقنها بعناد: "أنت لا تعرض علىّ الزواج لأنك تعتقد اننى جميلة." قالت ذلك بهدوء منتديات ليلاس, رفعت المغلف بوجهه, مما جعل الأوراق تصدر صوتاً فى داخله. تابعت: "توقف عن محاولة إغوائى. أنا لست واحدة من اولئك النساء اللواتى هنّ رهن إشارتك. قل لىّ لماذا تريد الزواج بىّ, و من الذى سيتأذى بسبب زواجنا؟ و كيف؟"
تحرك ماكسيمو ليقترب منها اكثر, رافعاً راحتى يديه ليلمسها: "كارا!"
ابتعدت عنه اكثر, كى لا تصل إليها يداه, و تابعت: "أريد الحقائق واضحة, و كما هى بالضبط."
تبدلت ملامح وجهه. و فجأة, ضحك بصوت عالى: "برافو, سنيوريتا!"
قال ذلك و هو يصفق بيديه, و يتابع: "أنت المرأة الأولى التى تقاومنى منذ ان اصبحت فى الخامسة عشر من عمرى. برافو!" هز رأسه بإستغراب, و اكمل: "احترم ذكاءك."
تورد وجه لوسي, و شعرت بسعادة لا تقدر بسبب مديحه.
"و بما انكِ لم تتركى لىّ أى خيار...." اخذ المغلف منها, ففتحه على الطاولة القريبة, و تابع: "هذه هى الحقائق الواضحة كما تريدينها. سيستمر زواجنا تقريباً ثلاثة اشهر, و سأسمحك لكِ بإنفاق ثروتى كأنها لكِ. بالمقابل, سيكون لىّ السيطرة الكاملة على كل اموالك و ممتلكاتك فى المستقبل."
توقف عن المتابعة. رفع نظره ليحدق إلى عينيها, و يقول: "هل تجدين ذلك غير عادل؟"
ضحكة بمرارة و هى تقول: "ممتلكاتى كلها سيارة هوندا قديمة بالكاد تعمل, و إن اردت ان تديرها, فـ لك ذلك."
"فى النهاية زواجنا, سيتوجب علىّ ان ادفع لك القيمة المتوسطة لكل ما املك...." قلب صفحة اخرى و تابع: ".... بالإضافة إلى تعويض مالى يُقدر بعشرة ملايين دولار عن كل شهر من زواجنا."
حدقت به لوسي غير قادرة على فهم كلامه. قالت و هى تكاد تختنق: "ثلاثون مليون دولار؟"
"سي!"
اغمضت لوسي عينيها. بإمكانها ان تمضى ايامها مع طفلتها, و ستحظى كليو بالأفضل دوماً: افضل المدارس, أفضل الألعاب, أجمل الثياب.... و سوف تتلقى دروساً فى البالية فى اللغة الإيطالية و فى الموسيقى.... ستتمكنان من الحصول على البيت الصغير الدافئ الذى حلمت به لوسي دوماً, و بإمكانهما ان تشتريا اكبر شجرة ميلاد فى السوق التجارى كله. ستحظى كليو بـ حصان لتمتطيه, لا..... سيصبح لديها اصطبل فيه افضل الخيول, و ستجوب العالم بالسفن الملكية, و تتعلم فى هارفرد.... حاولت ان تبقى هادئة, لكن يديها راحتا ترتجفان.
"لكن.... ماذا تتوقع منىّ ان افعل؟"
"اتوقع منكِ ان تظهرى امام الجميع كزوجة مُحبة بكل طريقة ممكنة, و ان تشرفينى و تطيعينى."
رطبت لوسي شفتيها و سألت: "هل على ان افعل شيئاً غير قانونى؟"
"لا!"
اصبحت فجأة قادرة على التفكير بالأمر. قالت: "فقط لمدة ثلاثة اشهر؟"
"هذا ما اظنه." اصبحت نظرة عينيه مبهمة و هو يتابع: "أنا انتظر وفاة رجل ما رجل لا تعرفينه."
هذا التصريح قضى على امالها بسرعة. قالت: "آهـ!"
"إنه عجوز و مريض. عندما يموت سننفصل, و ستصبحين اغنى مما حلمت به يوماً."
ابتلعت لوسي غصة و هى تقول: "انتظار شخص ما ليموت... عمل شرير. أليس كذلك؟"
"جميعاً سنموت يوماً ما كارا!"
"هذا صحيح!"

منتديات ليلاس

زهرة منسية 15-09-16 10:13 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس
عضت على شفتها, و اخذت تتجول فى غرفة النوم, ثم استدارت و هى تشهق قائلة: "ان لت تقدم على اى عمل لتسبب له الموت؟"
لمعت عيناه بالضيق, و قال: "اتعتقدين اننى قاتل؟"
"انا فقط احاول ان افهم."
دفع المغلف نحوها, و قال: "لا تحاولى! فقط وقعى هذه."
"انتظر من فضلك!"
ضغطت بإصابعها فوق جفنيها. فكرى! كل ما قاله, و كل حيلة قام بها لإغوائها, و كل طلباته الموجزة و الغامضة, تختلط جميعها فى ذهنها, و تصل إلى نتيجة واحدة: لماذا يرغب امير وسيم ثرى فى الزواج بها؟ سألته: "ما السر المتعلق بىّ وحدىّ, و الذى يجعلنى استحق ثلاثين مليون دولار؟ و ما علاقة اليكس بذلك؟"
نظر ماكسيمو إلى منتديات ليلاس الجهة الآخرى, فيما ضغط بقوة على اسانه. و عندما نظر إليها من جديد, بدت عيناه الزرقاواتين باردتين: "قدمت لك عرضاً جيداً. إن لم يعجبك يمكنك ان تقولىّ لىّ اذهب إلى الجحيم, و تعودى إلى حياتك القديمة."
إحساس مفاجئ بالخوف تغلب عليها. اتعود إلى حياتها القديمة؟ اتوقظ كليو من سريرها الناعم فى الطابق العلوى, و تعيدها إلى شقتهما الباردة كـ الجليد و المليئة بالفئران و الحشرات؟"
"آهـ!"
دفع بعقد ما قبل الزواج نحوها على الطاولة, و قدم لها القلم و هو يتابع: "وقعى هذه الأوراق, و تزوجى بىّ."
"لكن.....!"
"لا مزيد من النقاش. اتخذى قر ارك الآن."
حدقت بالقلم المُقدم إليها. ستكون حمقاء إن وقعت هذا الإتفاق من دون ان يشرح لها المحامى الكلمات القانونية المبهمة. كل ما تعرفه هو انها ستوقع على حياتها هنا, بالزواج من رجل لا تعرفه. لكن زواجها من هذا الأمير الوسيم الأسمر, سيجعلها تتحول من ام بائسة وحيدة إلى اميرة قوية. ستُصبح غنية لدرجة ان ابنتها و حفيدتها و حفيدة حفيدتها سيتمكن من عيش حياتهن بسعادة و هن قادرات على الحصول على ما يرغبن به. ستكون حمقاء إن لم توقع على الأوراق! اخذت لوسي القلم منه ببطء. الأمر بسيط للغاية: إما ان تتحمل هذه الماطرة, او تُعيد كليو إلى حياتهما القديمة. ستفوت دفع شيك من اقساط سيارتها و ستفقد عملها! ثلاثون مليون دولار رقم يفوق مقدرتها على التخيل, و مع ذلك مازالت مترددة....
"وماذا بشأن..... العلاقة الزوجية؟"
"ماذا بشأنها؟"
قالت لوسي و قد تورد وجهها: "أنا لن اشاركك غرفة نومك."
ابتسم ماكسيمو بمكر, و قال: "آه! سنرى."
ضغطت على الفلم بيدها, و قالت: "لا! سأكون حمقاء إن اُغرمت رجل مثلك."
"نحن لن نتحدث عن الغرام. كان لدىّ الكثير من العلاقات, و لم اعانِ مرة من تحطم القلب. الأمر يقتصر على علاقات جسدية عابرة."
حسناً! لهذا السبب بالتحديد تريد التأكد من انه لن يلمسها مطلقاً. امير عابث مثل ماكسيمو يمكنه إغواء اى امرأة بوسامته و جاذبيته, لكن لوسي لا يمكنها تجاهل قلبها. لا تستطيع ان تقيم علاقة معه إن لم تكن مغرمة به. تحطم قلبها من قبل, و هذا كافٍ لها. عليها ان تحمى نفسها من اجل كليو. تريد ان تكون اماً حنونة مرحة, ليس ام محطمة كـ صدفة فارغة.
رفعت لوسي ذقنها قائلة: "لا يهمنى ما تفكر به. لن اُجبر على مشاطرتك سريرك."
"هل تعتقدين حقاً اننى ساجبرك على ذلك, كارا؟"
مرر ماكسيمو إصبعه على شفتيها بنعومة. شعرت بخشونة بشرته على فمها الناعم. سيطرت علسيها ارتعاشة قوية, و كأنها زهرة تتفتح للحياة. ابتسم قائلا: "إن قررت أن اغويكِ, فستصبحين لىّ."
فكرت ان ما قاله صحيح, و حدقت به بإنبهار. شهقت فجأة, و ابعدت رأسها بسرعة. قالت بغضب: "لن اكون ابداً لك. ابداً!"
"أهذا تحدٍ؟ يا للروعة!!"
مرر يده على خدها, و تابع: أنت مليئة بالمفاجآت."
ادركت انه سيقبلها ما إن اقترب منها. امرت نفسها بأن تقامه, لكنها لم تستطيع ان تتحرك, و هو يحنى رأسه نحوها. فى اللحظة نفسها سمعا طرقة على باب غرفة النوم.
"هذه هى فرصتك الأخيرة."
نظر ماكسيمو إليها, ثم امسك بذقنها متابعاً: "وقعى على الاتفاق, او عودى إلى حياتك القديمة. عند منتصف الليل, سينتهى عرضى."
إنه منتصف الليل تقريباً الآن! نظرت لوسي إلى الساعة المعلقة على الجدار, ثم تنهدت بعمق. ضغطت على القلم, و قامت بما علمت ان عليها القيام به: انحنت فوق المكتب, ترددت لحظة ثم وقعت اسمها على الورقة. فى اللحظة التى انتهت فيها من التوقيع, اخذ ماكسيمو القلم من بين اصابعها. بدت ملامح وجهه غامضة حين قال: "حسناً!"
شعرت لوسي انها ارتكبت خطأ ما... و كأنها باعت روحها للشيطان. اهذا ما فعلته؟ همست لذاتها من دون ان تصدر اى صوت: "من اجلك, طفلتى! مهما حدث لىّ ستكونين انتِ بأنام."
فتح ماكسيمو الباب, و دخل رجلان إلى غرفة النوم.
قال لها: "هذا محامى, ستانفورد والش, و القاضى دان فون الذى سيكتب عقد زواجنا."
"الآن؟"
"سي!"
مد ماكسيمو رأسه خارج البا, و تابع: "آسيما! أرابيلا! تعالا إلى هنا, بارفافورى."
قالت الكونتيسة بدلال: "أجل, ماكسيمو!"
و اجابت الشقراء بإشراق: "ما الذى تريده, سمو الأمير؟"
قدم ماكسيم لهما اكثر ابتساماته سحراً و جاذبية, قبل ان يقول: "اريدكما ان تشهدا على زواجى."

نهاية الفصل الخامس

زهرة منسية 15-09-16 10:14 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
6- طفلة تُقظ الذكريات
منتديات ليلاس
حين قدم لها الكس خاتم الخطوبة, بدأت لوسي تخطط لزفاف احلامها: كنيسة صغيرة بيضاء فى فصل الربيع, تحيط بها الأزهار المتفتحة, و فستان ابيض فضفاض, و قالب حلوى صُنع فى المنزل مع قشدة بيضاء مجلدة للزينة, و اليكس قربها.... لكن ما حصل فعلاً هو زواج رسمى و طلاق كئيب. اما اليوم, فلم تتخيل لوسي مطلقاً انها ستتزوج رجلاً غريباً فى فندق, حيث لا كنيسة و لا قالب حلوى او فستان. عندما استعدت للذهاب إلى العمل بعد ظهر هذا اليوم, ارتدت سروال جينز و قميص امها, و عقدت شعرها كذيل فرس, و لم تضع اى مساحيق او تبرج, إذ لم تتخيل مطلقاً انها تتهيأ لزفافها. لا اصدقاء و لا عائلة, و الشهود الوحيدين هم محامى ماكسيمو النحيل الوجه, و المرأتان الفاتنتان اللتان تحدقان بظهر لوسيبنظرات نافذة كـ الرصاص. من الغرابة انها لم تعانى من اى صعوبة فى التلفظ بعهود الحب و الشرف و الطاعة لـ ماكسيمو. بدا الامر مثيراً للشفقة لمدى سهولته. كررت كلمات القاضى, و هى تشعر كـ انها منومة مغناطيسياً بنظرات ماكسيمو. عيناه سمرتاها و سيطرتا على إرادتها, و كأنهما تحرقانها بقوة اللهب الأزرق فيهما. اخيراً مرر خاتماً من الذهب فى إصبعها, و هكذا انتهت المراسم.
منتديات ليلاس

زهرة منسية 15-09-16 10:16 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس

قال ماكسيمو بهدوء, و هو يمسك بيد القاضى: "ستملأ الأوراق الرسمية؟"
"سيتم تنظيم كل شئ. منذ هذه اللحظة اصبحت متزوجاً" نظر القاضى إلى لوسي بإشراق, وتابع: "تهانى القلبية. و اطيب التمنيات لكما معاً."
شهقت الشقراء: "يا لهذا الاحتفال الرائع!"
استدارت لوسي متفاجئة لتراها تمسح الماسكارا المتهدلة بمنديل ورقى, و تابعت: "إنه رومانسي جداً."
اما آسميا السمراء فحدقت بـ لوسي مصدومة. همست قائلة: "كيف تمكنت من القيام بذلك؟" جالت بنظراتها من رأسها حتى حذائها الرياضى, و هى تتابع: "انا اعمل منذ ثلاثة سنوات على تجويع نفسي لـ أبدو نحيلة. اقوم بالتمرينات الرياضية حتى الاعياء, و انفق الثروات على ثيابى, و اتبعه حول العالم آملة بنظرة واحدة منه......" بدا وجها كئيباً و جامداً, و هى تكمل: "...... كيف تمكنتِ من القيام بذلك؟ كيف جعلتيه يحبك؟"
حبست لوسي انفاسها. منذ نصف ساعة, شعرت بالكره نحو الكونتيسة, اما الآن فهى تشعر بالآسف عليها. المرأة مغرمة برجل لا يستحق حبها. إنه مجرد رجل عابث غير قادر على الحب ابداً. ارادت ان تخفف عنها, ان تشرح لها انه لا يحبها.
قالت: "كونتيسة....!"
لكن ماكسيمو امسك بيدها, و حدق إليها بغضب , و كانه ادرك ماهى على وشك ان تقوله.
"تعالى معى, عروسي!"
جذبها بعيداً عت غرفة النوم, إل حيث تُقام الحفلة فى الجناح الرئيسي, و حيث طغت اصداء الموسيقى العالية على هتافات الحضور باللغتين الايطالية و الانجليزية. قال لها بصوت منخفض: "يجب ان يُصدق الجميع اننا مغرمان ببعضنا. لن تفشي سر اتفاقنا لأى كان."
"لكنها مغرمة بك."
سُمع صوت طرطقة الأطباق و الأكواب, فيما كان الحضور يملأون اطباقهم و اكوابهم من جديد.
"اقسمتِ على الحفاظ على كرامتى و على طاعتى, و ها انتِ تحاولين ان تعارضينى."
بدأ ضيوف الحفل المحتشدين فى غرفة الجناح الفخم يعدون بشكل عكسي, ليعلنوا قدوم السنة الجديدة: "عشرة...."
شدها ماكسيمو إليه بقوة, و لمعت عيناه و هو يقول: "و الآن اقتربي منى!"
"تسعة...."
و كأنهما الشخصان الوحيدان فى الغرفة, ضمها بين ذراعيه القويتين.
"ثمانية...."
شهقت لوسي, و هى ترتجف من الاحساس بجسده القوى: "لا, من فضلك!"
"سبعة..."
من فوق الضجيج الصاخب فى الحفلة, تكلم ماكسيمو مباشرة فى اُذنها: "لقد تحديتينى...."
"ستة...."
بدأت مجموعة من الشبان بالتهليل بقوة باللغة الإيطالية.
"..... و اغضبتينى."
"خمسة..."
رأت زوجين متقدمين فى العمر يبتسمان بحنان لبعضهما البعض.
رفعت لوسي نظرها إلى وجه زوجها الوسيم, و قالت: "لكن انا لا اريد..."
"اربعة...."
لامس ماكسيمو خدها, ليرفع رأسها, و ببطء شديد اخفض رأسه نحوها, و هو يقول: "ما الذى لا تريديه؟"
"ثلاثة..."
بدت عيناها زائغتين و هى تبادله النظرات.
"اثنان...."
لم تتمكن شفتيها من النطق لتجيبه على سؤاله. الشوق إليه جعلها تقترب منه و كأن تياراً كهربائياً مسها. إحساس قاومته بكل ما لديها من شجاعة و قوة, فهى لا تستطيع ان تسمح له بتقبيلها. لا تستطيع ان تجعله يبدأ زواجهما بهذه الطريقة. إن فعلت, فمن يعلم اين سينتهى بها هذا الزواج؟
"واحد! سنة جديدة سعيدة!!!"
ساد الجنون فى الجناح كله, و راح الجميع يتعانقون, و يرمون قبعاتهم فى الفضاء. بدأت الفرقة الموسيقية بعزف اغنية (اولد لانغ سين) و قبلها الأمير الاسمر الوسيم....
بدت قبلته اشبه بلمسة ريشة ناعمة. حاولت لوسي ان تبعده عنها بدفعه من كتفيه, لكن ما ان اصبح عناقه اكثر قوة, حتى استسلمت لقوة ذراعيه, حتى استسلمت لقوة ذراعيه, فضمها إليه اكثر, و لف جسدها النحيل بيديه الكبيرتين. شعرت بما يشبه الشعاع يخترق عروقها, و كأن انفجاراً إنبثق منها مروراً باصابع يديها و قدميها. نسيت الضيوف حولهما و نجوم السينما و السيناتور و الجميع. نسيت الثلاثين مليون دولار. شعرت فقط كأنما هذا ما يجب ان يحدث. و كأنها خُلقت لتكون امرأته.... أهى الابدية ام مجرد لحظة فقط؟
ابتعد ماكسيمو عنها, و اخذ ينظر إلى عينيها اللتين تلمعان كنجمتين. همس و هو يلامس خدها: "سي, كارا, سي! ستصبحين لىّ."



منتديات ليلاس

زهرة منسية 15-09-16 10:18 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس

ما ان بدأت طائرته الخاصة(جدول الخليج) بالهبوط فى مطار ميلانو, حتى اغلق ماكسيمو جهاز الكمبيوترالنقال فى حضنه, و نظر إلى عروسه الجديدة, إنها نائمة على أريكة جلدية بيضاء مواجهة له, و تضم طفلتها النائمة بين ذراعيها. لوسيا فيرازى! لقد تمكن من إيجادها بإعجوبة. من خلال زواجهما هذا ستعيش و ابنتها بأمان, و ستظلان كذلك إلى الأبد. لا داعى ان يشعر بالندم ثانية. سيصبح حراً بالفعل, كما ان انتقامه من جدها اصبح فى متناول اليد. سيعلم الرجل العجوز انه خسر كل ما يملكه لصالح ماكسيمو: شركته الغالية و حفيدته! سوف يبقى غوسبي فيرازى بدون اى فلس. سيموت وحيداً تماماً كما يستحق!
ظهرت ابتسامة على وجه ماكسيمو. نظر إلى عروسه. الفتاة ليست حمقاء. اعتقد ان من السهل إغواءها. رأى حياة الفقر و العذاب التى تعيشها, و الصراع الدائم للبقاء. من السهل جداً بالنسبة إليه إغواء النساء. لم يفكر للحظة انها قد ترفض عرض الزواج به. ترددها جعله يشعر بالتحدى. نظر ملياً إلى لوسي النائمة على الأريكة, شعرها المعقود كـ ذيل الفرس تدلى على كتفيها, و بالكاد بقى الرباط على رأسها, إذ تدلت الخصل السوداء حوله. كما انها نزعت نظارتيها, و بدا وجهها نظيفاً يلمع كـ البورسلين. إنها تمتلك موصفات خاصة بها تحت تلك الثياب البالية: قوة كـ الفولاذ, و رقة تظهر مدى حنانها. إنها مختلفة عن اى امرأة عرفها اما ذلك العناق....
اغمض ماكسيمو عينيه. مازال يستطيع ان يشعر بارتجافها و محاولتها اليائسة كى تقاومه قبل ان تضيع فى عناقه. تنفس بعمق و هو يفكر بما حدث. لم يشعر بهذا الحماس منذ وقت طويل. ما كان عليه ان يقطع ذلك العناق, و يطلب سيارة لتأخذهما إلى المطار. حرك إصابعه على ذقنه مفكراً, فما زال الوقت مبكراً جداً. فى العلاقات تماماً كما فى الأعمال, التوقيت هو كل شئ. لكنه يريدها, و سيحصل عليها. لِمَ لا؟ لِمَ لا يضيف بعض المتعة على كل ما يسعى إليه؟ هو لم يتزوج من قبل, و من المحتمل جداً ألا يتزوج مرة ثانية. حقيقة انها لا تثق به امر يبرهن عن ذكائها. تعمد إلهائها قبل ان تنظر عن كثب إلى العقد المبدئى لزواجهما. لكنه سيعمل على ان تعيش برفاهية و امان حتى آخر عمرها. ثلاثون مليون دولار لا تعد شيئاً. بعد طلاقها, ستحصل على مئات الملايين ايضاً. لربما هو مبالغ فى كرمه, لكنه يريد ان يدفع دينه كله. بعد ما قرأه فى تقرير التحريين الخاصين الذين استخدمهم, علم ان لوسيا المنبوذة تنقلت بين دور الايتام, و عاشت تجربة مخيفة و مرعبة من الفقر طوال السنة الماضية, و هو يريد التأكد من عدم حدوث ذلك مجدداً. اما هو فسيصبح حراً بعد طلاقهما.
ستخسر اسهمها فى شركة فيرازى, لكن ما شأنها هى او اى امرأة اخرى بـ إدارة شركة ضخمة؟ سوف تشعر بالسعادة و هى تشترى المجوهرات و الثياب و الألعاب لابنتها. ستقيم الحفلات الضخمة لاصدقائها, و تشترى منازل لها فى معظم عواصم العالم. ستحصل على كل ما تشتهيه و ترغب به. و إن ارادت الزواج, بإمكانها الحصول على زوج لها. عندها سيتمكن من نسيانهابهدوء, و الاستمتاع بحياته من جديد. مضى وقت طويل جداً منذ ان استمتع فعلاً بأى شئ....
اُصيبت الطفلة فجأة بالحازوقة, و هى نائمة على صدر امها, و ذراعاها المنتفخان ملقيتان على كتفى لوسيا. فكر ماسيمو انها طفلة جميلة! و نثورت احمق بالفعل. كيف تمكن من التخلى عن حبيبته, و إنكار طفلته؟
ضغط بقوة على اسنانه. يستحق الرجل ما سيحدث له. لو ان لوسيا كانت حامل بطفل ماكسيمو, لعاملها كما لو انها جوهرة نادرة.... آهـ! هذه فكرة سخيفة. غوسبى فيرازى سيموت قريباً, و سيكتب ماكسيمو شيكاً ضخماً لـ لوسيا, ثم يودعها, و يعود إلى حياته كـ اعزب حر لا يقيده اى شئ. العالم مليئ بالنساء الجميلات, و هو لن يربط نفسه مطلقاً بـ امرأة واحدة, لا سيما امأة غير انيقة فى الحادية و العشرون من عمرها ذات لسان لاذع.
انه يفضل منتديات ليلاس حبيباته أكثر خبرة وأكثر ترفاً. يفضل النساء الفاتنات الخبيرات, اللواتى يعرفن لعبة الحب و الحياة. إنجذابه لـ لوسيا لن يدوم. سيشعر بالسأم منها قريباً, تماماً كما يحدث له مع كل امرأة اخرى. اما فى هذه اللحظة, فمن الصعب عليه تخيل ذلك.و كأنها شعرت بنظرته الثاقبة, فتحت لوسيا عينيها ببطء. حدقت به لعدة لحظات كأنها تحاول الاستيقاظ من حلم, ثم تحركت بحذر, كى لا توقظ طفلتها. فركت مؤخرة عنقها, و ابتسمت له قبل ان تسأله: "هل نمت لفترة طويلة؟"
"ستهبط الطائرة فى غضون دقائق."
"نمت طوال الرحلة عبر المحيط الأطلسي..." نظرت إلى طفلتها النائمة و تابعت: "..... و هذا ما فعلته كليو. من الصعب ان اصدق ذلك بعد ان بكت اثناء إقلاع الطائرة, فهذه رحلتنا الأولى بالطائرة."
نظرت حولها إلى المقاعد الوثيرة المغلفة بالجلد الأبيض, ثم ضحكت بنعومة, و قالت: "إنها رائعة, مع اننى لا استطيع إلا ان اتساءل...." توقفت عن الكلام لتحدق بالسجادة البيضاء كـ الثلج, قبل ان تُكمل: "من يحافظ على نظافتها؟ لا اتخيل انك تعمل على تنظيفها بنفسك."
ابتسم لها بدوره, و قال: "انتِ على صواب. لدى عدد من الأشخاص يقومون بذلك."
و كأنه طلب من احدهم القدوم, فدخلت مساعدته من الحجرة الداخلية, و هى تحمل ثوباً مفلقاً بحقيبة خاصة به. تابع قائلاً: "لوسيا! هذه بولا اندريتا, مساعدتى الشخصية, و هى ذات خبرة بالازياء. و ستعمل على مساعدتك."
بدت مساعدته الرشيقة ذات الشعر القصير غاية فى الاناقة.
ابتسمت بفرح و هى تنظر إلى لوسيا. قالت لوسيا بإنزعاج: "تساعدنى.... بماذا؟"
"ثيابك....."
"انا راضية عما ارتديه."

منتديات ليلاس

زهرة منسية 15-09-16 10:19 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
منتديات ليلاس

تراجع ماكسيمو إلى الوراء, على اريكته. بدا مرتاحاً و واثقاً بنفسه فى سرواله الايطالى الصنع, و قميصه السوداء المخاطة خصيصاً له, و حذائه الاسود المصنوع يدوياً. حرك حاجبه بإسنهزاء, و سمح لعينيه ان تتجولا بتعمد على قميصها البالية و سروالها القديم. تورد وجهها الشاحب حتى اصبح لونه احمر قانياً. حسناً! لابد انها عملت بالتحديد ما يريد ان يقوله. هذه على الأقل بداية جيدة, قالت: "انت تريدين دائماً الحقيقة, و الحقيقة هى انك ترتدين أسوأ ثياب رأيتها فى حياتى كلها. تتضمن مجموعة شركاتى عشرة اصناف فاخرة, بما فيها افضل المشروبات, الحلى و الزينة, و الثياب لأفضل المصممين. و انت ترتدين ثياباً بالكاد تصلح لعاملة التنظيفات فى احدى شركاتى. لن يصدق احد اننى اُغرمت بكِ. من الآن فصاعداً, سترتدين ما احضره لكِ."
فغرت لوسيا فمها من شدة الدهشة. ضاقت نظرة عينيها, و هى ترفع نظارتيها عن وجهها: "سأفعل ذلك عندما يتجلد الجحيم."
اختفت باولا بهدوء علئدة إلى الحجرة الخلفية فى الطائرة, لكن بالكاد لاحظت لوسي ذلك. تابعت قائلة: "لا يمكنك ان تفرض علىّ ما ارتديه."
فتح ماكسيمو صحيفة شيكاغو على صفحة الاعمال, و علق: "استطيع ان افعل ذلك, و سأفعل إلى ان تتعلمى كيف تختارين ثيابك بشكل لائق."
قطبت لوسيا جبينها, و فتحت حقيبة الثوب. حدقت بالثوب القرمزى القصير و بالجزاربين الشبكيين و بالحذاء الحلدى الطويل الساقين. اهذا م اختاره لها؟ قالت بنبرة اتهامية: "اتريدنى ان ابدو كـ فتاة مستهترة؟"
"هذه احدث الأثواب."
"لكنه ليس لىّ..... لا يلائمنى."
"اتعتبرين نفسك حقاً خبيرة فى الثياب؟"
ضغطت بقوة على اسنانها قائلة: "هذا القميص يعود إلى امى."
"امك؟ هذا مستحيل!"
بدا مفكراً, فيما اعاد انتباهه إلى عناوين صفحة الاعمال.
"انت حتى لا تعرفها."
تذكر على نحو مفاجئ مع من يتكلم, فوضعا الصحيفة جانباً و قال: "لوسيا! يبدو انك لا تدركين وضعك الحالى. شركتى تنتج و تصمم الثياب حول العالم, و خلال الأشهر التى ستكونين فيها زوجتى, اتوقع منك ان ترتدى ما يُظهرك أكثر احتراماً لنفسك."
صرخت به: "احتراماً لنفسي؟ لا علاقة مطلقاً للثياب باحترامى لنفسي! اى فرق يشكل ما ارتديه, إلا بالنسبة لأشخاص أثرياء متفاخرين مغرورين مثلك؟"
"ماما..... ماما!"
تلفظت كليو بذلك و هى تستيقظ, و تمد ذراعيها إلى وجه امها. على الرغم من غضبها, رق وجه لوسيا على الفور و هى تنظر إلى وجه ابنتها. قالت بنعومة و هى تُقبل خدى كليو المتوردتين: "صباح سعيد, صغيرتى! هل نمتِ جيداً؟"
جلست مستقيمة الظهر, و هى ترمى ماكسيمو بنظرة قاسية غاضبة, و كأنه دخيل متطفل, شخص غريب يجبر امرأة بقساوة على ارتداء ثياب لم تخترها بنفسها. تنهد ماكسيمو, ثم مال إلى الأمام قائلا: "لوسيا.... بير فافورى!"
"لا!"
ادارت وجهها بعيداً عنه بحركة طفولية, مما جعل الثوب الحريرى القرمزى يسقط ارضاً, و كأنه نفاية لا قيمة له.
يا إلهى! يحتاج الأمر عناية اكثر مما اعتقد. اقترب منها اكثر, و تحدث بهدوء: "أنتِ امرأة جميلة, كارا. كل ما اريده هو ان يدرك الجميع ذلك, و يقدرونك كما افعل. مظهرك الجميل سيظهر لـ اوروبا كلها انكِ امراة لا تشبه اى امرأة اخرى: قلب حنون, و عقل متفتح و إرادة قوية. انتِ بليسيما."
استدارت لوسيا ببطء نحوه, لكن نظرتها لم تلتق بعينيه و هى تكرر, و كأنها خائفة ان تسأله: "ما معنى بليسيما؟"
"أنظرى إلىّ!"
تنفست بعمق ثم رفعت نظرها إليه. مال بإتجاخ الممر الواسع بينهما. وضع يديها فوق بعضهما و ضمهما بين يديه الكبيرتين ثم قال: "أنت جميلة حقاً."
طبع قبلاً ناعمة على اصابعها, ثم قتح يدها المرتجفة, و ببطء قبل راحة يدها الناعمة متابعاً: أريد ان يدرك العالم كله ذلك. لوسيا!"
همست فيما لامست رموشها أعالى خديها: "نعم."
"جربى هذا الثوب.... من اجلى. هلا فعلتِ؟"
"حسنا!"
نهضت لوسيا على قدميها بسرعة, و كادت ان تفقد توازنها و هى تحمل كليو تحت ذراعها. بدت كأنها تشعر بالدوار و هى تلتقط الثوب الحريرى. فجأة ادرك ماكسيمو انه ارتكب غلطة هنا. الثوب القرمزى قد يبدو رائعاً على آسيما او أرابيلا او اى امرأة اخرى قد يرغب فى اقامة علاقة عابرة معها, لكنه ليس الثوب المناسب لها. قال: "بدلت رأيى."
"لكن, أنا..."
قاطعها على الفور: "لا! هذا الثوب ليس لكِ. سنؤخر وصولنا إلى بحيرة كومو لنقوم بالتسوق فى ميلانو."
نظر إلى الطفلة المتضايقة بين ذراعيها, و التى لا تزال ترتدى بيجامتها القديمة و تابع: "لكليكما."
اضاءت ابتسامة وجه لوسي. قالت تسأله: "آهـ! حقاً, ماكسيمو؟ كبرت كليو على كل ما لديها من ثياب تقريباً. احب ان اشترى ثياباً جديدة لها. لكن.... هل انت متأكد من انك لن تمانع؟ اقصد بشأن المال؟"
كاد ماكسيمو يضحك بصوت عالِ. الفرح الذى غمر وجه عروسه جعلها تبدو جميلة بشكل لا يُصدق. تساءل لماذا لم يفكر فى اخذها للتسوق من قبل. قال بحزم وصدق" اشترى كل ما تريدينه فى ميلانو, و سنذهب إلى روما."
قالت و السعادة تشع منها: "آهـ!" ثم تبدل لون وجهها فجأة, و هى تتابع: "لكنه اول يوم فى السنة الجديدة. لابد ان المتأجر مقفلة."
ضحك ماكسيمو, و قال: "ستُفتح من اجلى."
"أحقاً؟"
"لوسيا! معظم هذه المتاجر لىّ, و الأخرى تتمنى لو انها لىّ. "
مرت فكرة ما فى بالها فظللت وجهها المنير, همست: "مثل نسائك."
مد يده ليمسك بيدها. و شدها لتجلس قربة على الاريكة الجلدية البيضاء قائلاً: "لدى زوجة واحدة فقط."
ادرك انها ترتجف, فشعر بالرغبة فى عناقها. نظرت كليو إليه بسعادة, و هى تجلس فى حضن امها. مدت ذراعيها إليه, فرفعها نحوه. اسقطت الطفلة حصانها الأحمر البالى, و بدأت تمط جسمها بقوة نحو السجادة البيضاء. امسك ماكسيمو باللعبة لها, ثم توقف لينظر إليها. الحصان صغير و قديم, و لديه عين واحدة, و فروه وسخ وكأنه ملطخ بالوحل, لكن كليو شعرت بسعادة على الفور ما ان سلمها إياه. اخذت تلوح بيد واحدة بقوة, و تضحك بشدة. رغم عن إرادته, تذكر ماكسيمو المرة الأخيرة التى حمل فيها طفلة, تذكر الدخان, و فرقعة النيران, و الصراخ, ثم الإنفجار......
سألته لوسيافجأة: "ما الأمر؟"
هز رأسه محاولاً إبعاد تلك الصورة عن ذهنه, و قال بقلق: "لا شئ."
لكن ذاكرته التى لا تستطيع السيطرة عليها اثبتت له ان الوضع اكثر خطورة مما اعتقد. بطريقة ما لوسيا و طفلتها اخترقتا الحواجز التى وضعها حوله, و اجبرتاه على تذكر كل ما كان مصمماً على نسيانه. التودد إلى لوسيا سيكون عملاً خطيراً, لكن هذا سبب إضافى يجعله يرى بوضوح ان حياته التى كان يدّعى انها سعيدة, كانت بلا نور أو شرارة. إنه يريد حماسها. هو بحاجة إليه و إليها. لكن عليه ان يبقى على حذر, فلا يضعف امامها, او يفتح لها قلبه. سيستمتع بإقامة علاقة عابرة معها فقط. فكر بمكر, و مع القليل من الحظ, سيموت الرجل العجوز فى اليوم الذى ينتهى فيه من إغوائها, و عندها يستطيع ان يجعلها تحزم حقائبها و ترحل.


نهاية الفصل السادس

قراءة ممتعة

دومتم فى أمان الله

bluemay 15-09-16 04:52 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
أمير غامض .. يا ترى ما سبب ذاك الحزن وتلك الذكريات ؟!!
هل آذاه سيمون فيرازي في ما مضى ؟!

لوسي حذرة فتجربتها السابقة اكسبتها مهارة ان لا تثق بأي رجل يعدها بالحب والاحلام الوردية.

اراهن ان ماكسيمو لن يصمد امام لوسي وكما بدأ يتسلل تحت دفاعاتها ستتسرب اليه مع ذرات الهواء التي يتنفسها حتى لا يستطيع فراقها.


فصول جميلة سلمت يداك زهورتي

لك خالص ودي

سمراءالصفا 15-09-16 07:17 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
تسلم ايدك ومشكوةعلى تعبك وشكرا على حسن التنظيم وكمان الرواية رائعة جدا كعادة جينى لوكاس:55:

فرحــــــــــة 15-09-16 07:53 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين
هناك تحولات فى موقف الامير
هو يريد الانتقام ولكن فى هذا الفصل يتحول بالاهتمام بلوسى وابنتها
وكذلك شعوره بانها امراة مختلفه عمن عرفهم
وكذلك فهى ليست طرفا فى اى نزاعات سابقه
فاتفق مع الغالية bluemay فى ان دفاعاته ستسقط ويضرب الحب قلبه
وربما عدل عن فكرة الانتقام
لوسى بالرغم من تحفظها فهى واقعة تحت سحر الامير ومع ذلك لها شخصيتها
وتستطيع ان تقرر ماعليها اختياره (وهذا ماحدث بالنسبة للثوب)
ننتظر باقى الفصول بشوق
دمتى بكل الخير
فيض ودى

fadi azar 15-09-16 11:28 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
مشكورة على الفصل الرائع

روميساء على 16-09-16 05:08 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
زهره الغاليه
كان نفسى اقرا الروايه دى من زمان
الف شكر على مجهودك

زهرة منسية 17-09-16 11:49 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659625)
أمير غامض .. يا ترى ما سبب ذاك الحزن وتلك الذكريات ؟!!
هل آذاه سيمون فيرازي في ما مضى ؟!
لوسي حذرة فتجربتها السابقة اكسبتها مهارة ان لا تثق بأي رجل يعدها بالحب والاحلام الوردية.
اراهن ان ماكسيمو لن يصمد امام لوسي وكما بدأ يتسلل تحت دفاعاتها ستتسرب اليه مع ذرات الهواء التي يتنفسها حتى لا يستطيع فراقها.
فصول جميلة سلمت يداك زهورتي
لك خالص ودي

يا هلا بالطلة الغالية
مرحبا مايوش من زمان عن تواجدك العطر اشتقتلك
مشكورة غاليتى على تعديل اول مشاركة

فعلا ماكسيمو ماضيه غامض و هو سبب حزنه

اممم راح مشوف مين اللى مش هيصمد قصاد التانى
و هل هيقدروا هما الاتنين يصمدوا قصاد الماضى

وجودك الأجمل مايا مشكورة كتير غاليتى

مووووووووووووواه

زهرة منسية 17-09-16 11:56 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمراءالصفا (المشاركة 3659638)
تسلم ايدك ومشكوةعلى تعبك وشكرا على حسن التنظيم وكمان الرواية رائعة جدا كعادة جينى لوكاس:55:

تسلمى سمراء العفو عزيزتى
دايمن جينى لوكاس مميزة كتميز حضورك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3659670)
مشكورة على الفصل الرائع

العفو اخى الفاضل يسعدنى وجودك دواماً

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روميساء على (المشاركة 3659698)
زهره الغاليه
كان نفسى اقرا الروايه دى من زمان
الف شكر على مجهودك

يا هلا روميساء
العفو عزيزتى اتمنى ان الرواية تعجبك

زهرة منسية 17-09-16 12:12 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3659639)
غاليتى
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين

يا هلا و غلا فروحة

هناك تحولات فى موقف الامير
هو يريد الانتقام ولكن فى هذا الفصل يتحول بالاهتمام بلوسى وابنتها
وكذلك شعوره بانها امراة مختلفه عمن عرفهم

ماكسيمو بلا شعور يهتم براحة و سعادة كليو و لوسي لكن ما زالت قناعته راسخة


وكذلك فهى ليست طرفا فى اى نزاعات سابقه
فاتفق مع الغالية bluemay فى ان دفاعاته ستسقط ويضرب الحب قلبه
وربما عدل عن فكرة الانتقام

المهم مش يكون فات الوقت

لوسى بالرغم من تحفظها فهى واقعة تحت سحر الامير ومع ذلك لها شخصيتها
وتستطيع ان تقرر ماعليها اختياره (وهذا ماحدث بالنسبة للثوب)

يل ترى هتستمر مقاومة لسخره فترة طويلة و لا الأمير هيحطم دفاعتها بسحره

ننتظر باقى الفصول بشوق
دمتى بكل الخير
فيض ودى

إن شاء الله مش هتأخر فى تنزيل الفصول فروحة
مشكورة غاليتى على دقة التحليل يسعدنى تعليقاك دايمن
و نفسي اسألك هل حاولتى الكتابة قبل كدة؟

زهرة منسية 17-09-16 12:17 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
7- الأميرة الضائعة

بالكاد تعرفت لوسي على نفسها, و هى جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة الرولز رويس, مسافرة من ميلانو إلى بحيرة كومو بعد ظهر ذلك النهار.
ما الذى حدث لـ الأمير المتفاخر الأنانى؟ منذ وصولهما إلى ايطاليا, غدا ماكسيمو شخصاً رائعاً. أمضى فترة الصباح كلها, و هو يتبعها من متجر مميز لـ الاطفال إلى آخر. حمل الحقائب و اخذ يدفع عربة الأطفال الجديدة التى اشترياها لـ كليو. و عندما امتلأ صندوق سيارة الرولس بثياب الطفلة, اتخذ موقفاً حاوماً مصراً على انه حان الوقت لتشترى ثياباً لنفسها.
من برادا إلى شانيل, ثم فرزاتشي و فالنتينو. انتظر بصبر فى كل متجر. راح يقرأ القصص لـ كليو حتى استسلمت للنوم فى عربتها, فيما لوسي تقيس الثياب. و عندما كانت تخرج من غرفة تبديل الثياب متوردة الوجه من الخجل, كان يعطى رأيه فى كل زى, و عيناه تلمعان بحرارة الاعجاب, و احياناً يتمتم: "بليسيما."
منتديات ليلاس


منتديات ليلاس

زهرة منسية 17-09-16 12:18 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
فى المتاجر, أخذ الجميع بمدحها و يطرى عليها, منتظرين خدمتها بفرح و رضى. آخر مكان اتجهت إليه, هو اشهر منتجع مترف فى ميلانو. كان هناك ستة اشخاصفى انتظارها. الأول وضع مساحيق التجميل على وجهها و الثانى اهتم بشعرها, اما الباقون فمنهم من اعتنى بأظافرها و منهم من دلك كتفيها, فيما احضر لها احدهم قهوة امريكية. تم تبديل نظارتى لوسي بعدستين لاصقتين, اما شعرها المعقود كـ ذيل فرس فتم قصه و غسله, ثم تصفيفه بعناية حتى اصبح أملس ناعماً كـ الحرير. كما ان زينة وجهها بدت طبيعية و بدون اى مبالغة. ارتدت لوسي قميصاً انيقاً جداً و تنورة ضيقة تحت معطف صوفى ذى حزام عريض. لم تشعر يوماً انها امرأة انيقة كما هى الآن. نظارتيها القديمتين و كل ما تحتاجه كليو, اصبحت الآن فى حقيبة جلدية من ماركة فيرازى. حقيبة ثمنها ثلاثة آلاف دولار!
وضعت فردتى حذائا ذى الساقين العاليتين فوق بعضهما, و لامست اصابعها حبات اللؤلؤ النادرة التى تحيط بعنقها. لابد ان وجهة نظر ماكسيمو صحيحة. ربما تُبدل الثياب فعلاً نظرة المرء إلى نفسه! هذا لا يعنى انها ستعترف له بذلك, فهو متفاخر جداً و معتد بنفسه بما يكفى. قال و هو ينظر إليها بدهشة: "أنتِ فعلاً رائعة, كارا!"
تورد وجهها, و نظرت إليه من فوق مقعد كليو قائلة: "كنت اتمنى ان تقول إننى مقبولة كـ زوجة لك."
"مقبولة؟! ديو سانتو! سي بليسيما. انت جميلة جداً, لوسيا!"
لوسيا! شعرت تقريباً و كأنها تليق بهذا الأسم و هى ترتدى هذه الثياب, و تركب سيارة ليموزين متوجهة إلى فيلا إيطالية, و متزوجة من امير. اسم جديد, مظهر جديد, و امل جديد. ما زال يقلقها ان زواجهما سيستمر حتى وفاة رجل عجوز مسكين, لكن كما قال ماكسيمو, الناس يموتون كل يوم, فالعالم مكان قاس و مظلم, و لوسي تعرف ذلك من خلال التجربة. امها ماتت حين كان فى الثانية عشرة من عمرها, كما انها لم تعرف والدها قط. اما كليو فلن تعرف بعد اليوم حياة غير مستقرة و محفوفة بالمخاطر. ستعيش بأمان, و ستتمتع باستقرار مادى. بعد ان تتحدث مع الكس, سيعود والدها إليها. ستتأكد لوسي من حدوث ذلك.
نظرت إلى طفلتها الجالسة على مقعد الاطفال الموثوق بشدة إلى مقعد السيارة. هى ترتدى فستاناً زهرى اللون ذا ياقة ضيقة حول عنقها بدلاً من بيجامتها القديمة البالية, اما دورباها فـ ابيضان من القطن الناعم و حذاؤها من الجلد الابض ذو حاشية من جلد الخروف. خزانة ثيابها الجديدة ستناسبها حتى تصبح فى الثالثة من عمرها, بثياب تتنافس مع بعضها من حيث النعومة و الجمال. نظرت إلى ابنتها الغالية السعيدة, فطفرت دموع الامتنان من عينيها.
استدارت لوسي لتنظر إلى زوجها. ابتسمت من خلال دموعها, و همست: "شكراً لك! لا استطيع ان اشكرك كفاية على هذا."
"على التسوق؟" بدا ماكسيمو مندهشاً من كلامها. اخفض حاجبيه و تابع: "لا تشكرينى! بدأت اشعر بالندم لأننى فكرت بذلك منذ البداية, فـ انت تبدين جميلة جداً, و كل رجل يراك سيتمنى لو انك زوجته. فى الواقع, بدأت افكر بتلك القميص الفضفاضة."
نظرت لوسي إليه, فيما حبست انفاسها. فغمزها بعينيه اللتين تشعان بحرارة اشبه بشمس أيار. إنه يغازلها.... حاولت ألا تتجاوب معه, و ألا تدعه يؤثر بها. مع ذلك تورد وجهها, و اضطربت انفاسها. قالت: "انت رجل يُصعب إرضاؤك."
"غير صحيح! ما اريده هو ان تكونى سعيدة."
بدت نظرته اشبه بجدول صافٍ ادفأ روحها, و انعش قلبها بنوره و حرارته.
لا! لايمكنها ان تنجذب إليه. لا يمكنها أن تدعه يغويها. لا يمكنها ان تمنحه جسدها او قلبها. عندما يتركها ستغدو مجرد حطام. ثلاثة اشهر..... فقط ثلاثة اشهر, و ستصبح هى و كليو بأمان إلى الابد, فهل يصعب عليها ان تقاوم رجلاً لمدة ثلاثة اشهر؟ آهـ! إنه امر فى منتهى الصعوبة, لا سيما ان الرجل هو الأمير ماكسيمو دواكيلا! عضت على شفتها, و استدارت لتنظر إلى الخارج عبر النافذة, فيما هما يتحركان على الطريق الوحيد المغطى بالثلج الممتد امامهما. حتى فى ايطاليا, يحمل الشتاء برداً و ثلوجاً, لكن الشتاء هنا مختلف عن شتاء شيكاغو, فهو اكثر دفئاً, و بحيرة كومو ه قصة خيالية عن شتاء إيطاليا. إجتازت الليموزين الطريق الضيقة لتدخل إلى القرية متصلة بالجبال, فيما بدت الثلوج تحت اشعة الشمس مشعة كـ الماس على حدود بحيرة من الياقوت الأزرق.
قال ماكسيمو: "أكيلينا, قريتى."
نظرت لوسي إلى خارج نافذتها بتعجب. رأت القرويين يتجولون فى الشارع الريئسي تحت اشعة الشمس, يتحدثون مع بعضهم أمام متاجر مزينة و رائعة الجمال. رجال بعيون مشرقة يرفعون قبعاتهم للتحية, ما ان تمر سيارة الرولز رويس امامهم. اما الأمهات الشابات اللواتى يدفعن عربات اطفالهن, فرحن يشرن بأيديهن إلى السيارة لـ اطفالهن المتوردى الخدود. فيما ركضت مجموعةمن الأولاد تتراوح اعمارهم ما بين السادسة أو السابعة, وراء السيارة فى الشارع, و هم يصرخون بأعالى اصواتهم معبرين عن فرحتهم.
نظرت لوسي إلى ماكسيمو مندهشة و قالت: "كم هذا جميل!"
ابتسم لها, و شعرت كأن عيناه تداعبانها قبل ان يقول: "يسعدنى انها اعجبتك."
شعرت لوسي بجسدها يهتز من نظرته, فوبخت نفسها بغضب قائلة, كفى! إنه لا يعنى شيئاً بالنسبة لكِ. لكن جسدها بالقرب منها, بدا لها المقعد الخلفى الفسيح صغيراً جداً. نظرت إلى البعيد و هى تقول بصوت حاولت ان يبدو هادئاً: "هل اوشكنا على ان نصل إلى..... ما اسمها؟"
"فيلا ايشلو. أنها منزل عائلتى منذ اجيال عدة. خسرناها لفترة قصيرة عندما كنت طفلاًً, و الآن عادت إلى." ابتسم لها ماكسيمو, و تابع: "أنها لكِ ايضاً, لـ الاشهر القليلة القادمة."
ابعدت كليو زجاجة الحليب الفارغة, فسقط حصانها الأحمر من حضنها. سرعان ما اخذت تبكى. انحنى كل من ماكسيمو و لوسي فى الوقعت عينه, و لامست اصابعهما الفرو. ابعدت لوسي يدها بسرعة, كما لو ان ناراً لسعتها. اخفى ماكسيمو ابتسامة كادت تظهر على وجهه, ثم رفع الحصان المحشو, و سلمه إلى كليو. قال لـ الطفلة: "تمسكى بلعبتك بعناية اكبر."
قطبت لوسى جبينها متفاجئة. كيف يجرؤ على ان يأمر ابنتها هكذا؟ ثم رأت ابتسامة كليو, التى مدت يدها نحو انفه, و علا صوت ضحكتها كـ رنين الجرس. حرك ماكسيمو عينيه بمرح, فبدت عيناه دافئتين, و تشكلت بعض التجعيدات حولهما, مما جعل لوسي تحبس انفاسها. قالت باستغراب: "انت تبلى حسناً معها. ألديك اطفال؟"
اختفت الأبتسامة من على وجهه, و تبدل مزاجه على الفور. قال بضيق, و هو يتراجع إلى الوراء: "لا! انا لم اتزوج من قبل."
"لكن هذا لا يعنى....."
"لا اؤمن بوجود اطفال خارج الزواج. فهذا عمل غير مسؤول."
تورد وجهها, و هى تشعر بأهمية كلامه. من الواضح انه يعتقد انها غير مسؤولة بسبب هشاشة زواجها. شعرت بغصة تكاد تخنقها. لقد وثقت بكلمات الكس الجميلة و بوعود الحب و الوفاء. اوجدت الأعذار له. كيف لا تفعل ذلك, و قد تقدم لخطبتها و قدم لها خاتماً ماسياً, و تزوج منها بعقد صورى, لكنه فجأة اخذ يتردد فى تحديد يوم الزفاف الكنسي. كما هى حمقاء! ظنت انها وجدت رجلاً حقيقياً, و منزلاً حقيقياً, و عائلة حقيقية بعد سنوات طويلة من الوحدة و الفراغ. تخلت عن كل شئ. رمت جانباً منحتها الجامعية التى عملت جاهدة للحصول عليها, و تخلت عن فرصة حصولها على وظيفة عاملة فى مكتبة المدرسة.
رمشت بعينيها لتبعد الدموع الت تشكلت فيهما, ثم نظرت إلى البعيد. لا يمكنها مطلقاً ان تسمح لنفسها بنسيان الألم الذى عانت منه. لا يمكنها ان تكون ضعيفة هشة كما كانت من قبل, فهى الوحيدة التى تحمى ابنتها و المعيلة الوحيدة لها.
قال ماكسيمو: "الأطفال بحاجة إلى عائلة مستقرة."
طغى عليها احساس بالذنب و اللوم من جديد. هزت رأسها, و قالت يغضب: "هل تعتقد اننى لا اعرف ذلك؟ لقد كبرت بدون أب, و تنقلت امى من مكان إلى مكان, و عندما توفيت بقيت وحيدة تماماً. اتعتقد ان هذا ما اريده لـ كليو؟ لهذا السبب انا....."
سالها بنبرة حادة: "لهذا السبب... ماذا؟"
عضت على شفتها, و قالت: "لهذا السبب ان وجود اب سطحى و انانى افضل من عدم وجوده على الإطلاق."
قلب ماكسيمو شفتيه و قال بإزدراء: "لا يستحق ونثورت ان يكون والداً لها. هرب إلى اميريكا ليتجنب تحمل المسؤولية."
ضغطت بأظافرها على راحتى يديها, لتمكن من السيطرة على غضبها و هى تقول: "لكنه والدها, ماكسيمو! ليس لديها اى اقارب غيره. إن حدث لىّ اى مكروه, اريدها ان تكون بخير, و يكون هناك من يحبها و يحميها."
"ليس ونثورت!"
اصبحت نظرته قاسية كـ الحجر, و هو يتابع: "ونثورت ضيع الفرصة التى آتته من السماء."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 17-09-16 12:19 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
حدقت به و سألته: "ماذا تقصدبقولك هذا؟"
"سيوقع الكسندر ونثورت على تخليه عن حق الوصاية على كليو, و انت ستقنعينه بذلك."
حدقت به لوسي غير مُصدقة ما سمعته. شهقت قائلة: "اتريدنى ان اجعل الكس يتخلى عن حقه كـ والد لها؟ لا! مهما فعل, فهو لا يزال والدها!"
"انتِ عاهدتنى على الطاعة, لوسيا!"
"بالطبع! عندما يتعلق الامر بأشياء تافهة مثل الإمساك بجهاز التحكم بالتلفزيون, لا فى مسألة هامة كهذه!"
علت البرودة ملامح وجه ماكسيمو, و قال: "إن لم تنقطع بشكل نهائى حقوق ونثورت على الطفلة, فقد يقرر ان يتحداكِ ليحص على الوصاية على ابنتك فى اى وقت يشاء."
ضحكت لوسي بمرارة قائلة: "الوصاية؟! انا اُصلى كى اتمكن من إقناعه بأن يتصل بها هاتفياً فى بعض المناسبات, او يقدم لها هدية فى عيد مولدها!"
نظر إليها للحظات طويلة, ثم قال: "لن يهتم لها. إنه يهتم بنفسه فقط, لهذا السبب هو خطر."
"لن يحاول ابداً ان يأخذ كليو منى!"
"و لم تفكرى ابداً انه سيتخلى عنك, أيضاً. أليس كذلك؟ اعذرينى إن قلت إنكِ قليلة الخبرة فى الحكم على الآخرين."
و قبل ان تشعر لوسي بالألم من تلك الجملة القاسية, رقت نظرة عينيه, و تابع: "ربما لأنك تؤمنين بأفضل ما فى الناس. و هذه صفة رائعة, لكننى لا اتمتع بها ابداً."
قالت تجادله: "حسناً! انا لم افكر بالأفضل بك ابداً."
تجاهل ما قالته, و تابع: "قد يحاول ونثورت استعمال كليو ضدك لأسباب لا يمكنك تخيلها. مستعملاً الابتزاز ليأخذ ميراثك, مثلاً."
ضحكت لوسي غير مُصدقة ما تسمعه, و سألته: "أى ميراث؟"
"ابعديه عن حياتك. إن لم تقومى بذلك بالطرق السهلة, فسأفعل انا ذلك بطريقة قاسية جداً."
"ولماذا تهتم بذلك؟ فأنت لا تهتم لىّ او لـ كليو مطلقاً."
"أنت مخطئة!"
حدق بها بقوة, و هو يتابع: "انتما معاً تحت حمايتى الآن. ألا تفهمين ما معنى ذلك؟ يجب ان أحافظ عليكما و احميكما, و هو خطر عليكما معاً."
"لكن كليو بحاجة إلى والد. أنت قلت ذلك بنفسك!"
"إن طالب بأن يلعب دور والدها, فلن يفعل ذلك لأنه يهتم لأمرها إذ كل ما يهمه هو نفسه فقط."
"لكن........"
قال ماكسيمو بنبرة قاسية كـ الفولاذ: "ستطيعينى, لوسيا! فـ انا اعرف ما هو الأفضل لك."
توقع منها ان ترضخ لإرادته. بالطبع! فالنساء لا يرفضن طلباً لـ الأمير ماكسيمو دواكيلا. أليس كذلك؟ لكن لوسي لا تستطيع ان تبعد الكس عن كليو. لا يمكنها ان تقدم على خير قد تندم عليه يوما ما. تحت نظرات ماكسيمو المتطلبة, أفضل ما استطاعت القيام به هو النظر إلى البعيد مقطبة جبينها, متأملة المناظر الطبيعية الرائعة فى الخارج. سألت فجأة: "ما هذا؟"
"مــــــــــــــــــاذا؟"
"ذلك المنزل."
اشارت إلى منزل كبير مهدم فى نهاية القرية. لابد انه كان فى السابق فيلا انيقة, لكن النوافذ اصبحت بدون مصاريع خشبية, و الجدران المزخرفة المصنوعة من الجص متساقطة على الباحة الخارجية الكبيرة. تابعت: "من يعيش هناك؟"
بدا التوتر واضحاً على ملامح ماكسيمو. جلس مستقيماً, و قال: "لماذا تريدين ان تعرفى؟"
تساءلت لوسي لماذا يبدو متوتراً: "لا اعرف. كل ما فى الأمر, انه يبدو بعيداً عن المألوف."
قال بضيق: "رجل عجوز يعيش هناك. رجل لا يهتم احد بشأنه."
فطبت جبينها قائلة: "إن كان عجوزاً, فلابد ان احدهم...." قاطعها بنبرة قاسية قائلاً: "انسي امره."
دفعها غضبه الشديد للتراجع إلى الوراء على مقعدها بألم و بارتباك. جلسا بصمت إلى ان دخلت السيارة عبر بوابة كبيرة من الحديد المزخرف. قال بإقتضاب: "بانى! ها قد وصلنا."
توقفت السيارة, و قام السائق بفتح باب السيارة لها. رأت لوسي فيلا بيضاء ضخمة, مزخرفة مثل كعكة الزفاف, تحيط بها حدائق غناء تطل على بحيرة تلمع كـ الكرستال الأزرق. المشهد بأكمله يتموج ما بين الابيض و الأزرق كـ الفضاء الواسع. قال ماكسيمو بهدوء: "هذا منزلى: فيلا ايشلو."
رأت حشوداً من الناس تقف على الدرج الأمامى. همست: "من هؤلاء؟"
"الخدم و الجيران اجتمعوا للقائك."
نزع ماكسيمو حزام الأمان عن مقعد كليو, وابتسم بحرارة للطفلة, و تابع: "وليتحتفلوا بعيد مولدك ايتها الصغيرة."
ابتسمت كليو, و لوحت بحصانها ك، إجابه له, ما ان رفعها و اخرجها من السيارة.
هل تذكر ماكسيمو عيد مولد كليو؟ نهضت لوسي, و خرجت من السيارة. نسيت كل ما يتعلق بالفيلا المهدمة, و بفيلا ايشلو التى تشبه كعكة الزفاف, حتى إنها نسيت الحشود القادمة لاستقبالها.كل ما استطاعت رؤيته هو طفلتها التى بدت سعيدة بين ذراعي ماكسيمو. لماذا لم يحملها الكس مرة هكذا؟ لماذا لم يحملها ابداً؟ هو لم يهتم بولادتها. تجاهل ابنته, و ابعدها عنه كأنها تحرجه, و اعاد لها صورها من دون ان يرأها. لقد تخلى عنها لتواجه مصيراً قاسياً, و تركها تعانى إلى درحة الموت جوعاً. اما ماكسيمو الذى لا تربطه بها قرابة دموية, فيتصرف كأنه والدها اكثر مما فعل الكس. إنه لا يشبه الكس بكلامه المعسول و وعوده بالاخلاص غلى الأبد. لم يزعج ماكسيمو دواكيلا نفسه بالتحدث عن مثل هذه الأمور. فى الواقع, بالكاد تحدث عن مقدمات الزواج قبل ان يقدم على الزواج بها... بالقوة. لكنه اخذها و كليو تحت جناحه, و خلصهما من حياة بائسة قاسية. جعلها اميرة, ثم احضرها و ابنتها إلى ايطاليا, و عمل على التأكد انها و كليو ستبقيان بامان حتى آخر يوم فى حياتهما.
ماكسيمو دواكيلا هو رجل افعال لا كلمات. على العكس من الكس, اخبرها ماكسيمو الحقيقة. حتى انه تحلى بما يكفى من الأخلاق العالية ليحذرها كى لا تُغرم به ابداً. قالت لنفسها, لا مشكلة فى ذلك, فهى لن تُغرم برجل عابث مستهتر بالعلاقات الغرامية. أليس كذلك؟ لكنها لا تستطيع ان تنسي منتديات ليلاس ذلك العناق الذى تبادلاه ليلة البارحة, و الذى لا يزال يتجدد فى ذاكرتها. إنها ما زالت تشعر بانفاسه عندما ضمها إليه بقوة, مما اجبرها على مبادلته العناق.
مد ماكسيمو يده الفارغة نحوها, و قالك "هيا, عروسي!"
ما إن ساروا على الدرج الرخامى الواسع للفيلا, حتى تبعهم الناس إلى الداخل عبر البوابة العالية, و هم يتحدثون باللغة الإيطالية بفرح واضح. خادمة مبتسمة أخذت معطفها, بينما مل ثلاثة من الخدم على حمل الحقائب من السيارة و توجه السائق بسيارة الرولز رويس إلى احد المواقف فى الفيلا. شعرت لوسي ان ما يحدث معها خيالى. فكرت, لابد اننى دخلت قصة من قصص الاحلام, تماماً كما حدث لـ سندريلا فى قلعة الأمير.
بعد ان دخلوا قاعة الاستقبال, تابعوا سيهم نحو قاعة اخرى واسعة ذات سقف مرتفع, مغطى برسومات من الجص للملائكة و العشاق. حبست لوسي انفاسها و قد ادهشتها تلك الرسومات الرائعة الانيقة و حجمها الكبير. هذا القصر سيكون منزلها طوال الاشهر الثلاثة القادمة!! فوق المدفأة الرخامية الكبيرة, رأت رأية كبيرة من الحرير كتبت عليها الكلمات التالية: "عيد ميلاد سعيد! بوين كومبلينو, كليو!"
زُينت الغرفة بمئات الأزهار و البالونات. و بجانب المدفأة رأت لوسي جبلاً من الهدايا الملفوفة بأوراق زاهية الألوان لامعة, تشرف عليها زرافة محشوة طولها يوازى طول لوسي, و على عنقها عقدة انشوطية ذات لون زهرى. على الطاولة وراء الاؤيكة الانيقة, وضع قالب الحلوى المؤلف من ست طبقات, و كلها مغطاة بقشدة ذات لون زهرى. هل فعل ماكسيمو كل هذا لأجل كليو.... لأجل طفلة قابلها البارحة فقط؟ توقفت لوسي مكانها ما ان اندفعت الدموع من عينيها. البارحة, لم يكن لديها هدايا او قالب حلوى لأجل ابنتها الغالية, و اليوم تغير كل شئ فى حياتها. همست, و هى تضغط على يده: طشكراً لك! لا اصدق انك فعلت كل هذا لأجل كليو."
نظر إليها و قال: "لا! لم افعل ذلك من اجل كليو, بل من اجلك."
شعرت بنظرته الثاقبة تصل إلى روحها. كيف يمكنه ان يعرف ما تتمناه من اعماق قلبها؟ الأمير ماكسيمو دواكيلا هو حقاً رائع جدا ليمكن التصديق انه حقيقى! انهمرت دموع السعادة من عينيها و ضغطت وجهها. حاولت لوسي ان تفكر بطريقة تعبر فيها عن مدى امتنانها و فرحتها, و سرعان ما ضغط ماكسيمو بيده على يدها.
ادارها لتواجه الحشد المتجمع فى قاعة الاستقبال. تحدثث باللغة الأنجليزية, بنبرة واضحة و حازمة, قائلاً: "اصدقائى الأعزاء, شكراً لحضوركم اليوم إلى هنا. اسمحوا لىّ ان اقدم لكم عروسي. بعد عشرين سنة, عادت اخيراً إلى الوطن.... اسمحوا لىّ ان اقدم لكم: "لوسيا فيرازى."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


زهرة منسية 17-09-16 12:22 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
8- وحيدة في الظلام
منتديات ليلاس

لوسيا فيرازى؟!
كادت لوسي ان تشهق بصوت عال. فيرازى؟! تماماً مثل حقائب فيرازى؟! تماماً مثل الشركة التى يحاول ان يستولى عليها من خلال مؤامرة ما؟!
نظرت إلى الرجل الذى بدا لها منذ لحظات قليلة رائعة جداً, لدرجة انه لا يمكن ان يكون حقيقياً. الامتنان و الفرح اللذين شعرت بهما منذ لحظات تبخرا كـ الدخان.
"لوسيا فيرازى!"
انطلق الحاضرون الذين يناهز عددهم الخمسين او الستين فى التحدث بحماس باللغتين الانجليزية و الايطالية قائلين: "لوسيا فيرازى!"
انفجرت امرأة عجوز بيضاء الشعر تقف فى الزاوية بالبكاء, و هى تقول: "بامبينا ميا!"
شعرن لوسي بالحزن لأجلها, فقالت من بين اسنانها, و هى تحدق بغضب: "اريد التحدث إليك على إنفراد ماكسيمو, و الآن."
ابتسم لها ماكسيمو ابتسامة كبيرة ساحرة, و قال: "سنتحدث فى ما بعد. الآن سلمى على ضيوفك و اصدقائك. بعضهم انتظر رؤيتك منذ عشرات السنين."
"لكننى لست....."


منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 17-09-16 12:23 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

شهقت عندما تم سحبها بعيداً عنه و عن كليو. راح العديد من الاشخاص يعانقونها و يضمونها بلهفة. رأت الدموع فى عيونهم و هم يتلفظون باسمها, لكن هذا ليس اسمها. أنها لمسي آبوت. إنهم يبكون و يتعجبون, و كأنهم اصيبوا بصدمة و الذهول. لوسيا فيرازى! هذه معجزة بالفعل! هذا ما راحوا يكررونه مرة بعد مرة, وهم يضمومها إليهن بحماس. حدقت لوسي عبر القاعةنحو ماكسيمو, فرأته يبتسم و يضحك مع الأطفال القرويين. إنه يبدو وسيما رائعاً لدرجة انها شعرت بـ ألم فى قلبها. بعد قليل جلس بهدوء على الأرض واضعاً كليو فى حضنه ليساعدها على فتح اول هدية. نزع ورقة ذات اللون الزهرى التى تغلفها, ثم وضع الطفلة على الارض لتتمكن من مد يدها و الامساك بالهدية. وجدت كليو قطاراً مع سكة فى العلبة, و ضحكت ابتهاجاً, فرفع ماكسيمو نظره إلى زهرة منسية لوسي, وابتسم.
شعرن بالكره نحوه بقوة و شراسة. اقنعها انه رجل صادق نزيه, لكنه فى الحقيقة كاذب و مخادع. الأمير مجرد مخادع, محتال و وغد.
رمت المرأة العجوز صاحبة الشعر الابيض ذراعيها حول لوسي, و هى لا تزال تبكى. كادت ان توقعها ارضاً و هى تضمها إلى صدرها. شهقت و هى تقول: "ميا بامبينا! شي ميرافيغليوزو نوتيزيا!"
غدت عيناها حمراوين من البكاء. حاولت لوسي ان تتخلص من ذراعى المرأة التى استمرت فى الثرثرة باللغة الايطالية. مع ان لوسي تتحدث الإيطالية, فهى لم تتمكن من فهم كلمة مما تلفظت بها المرأة و هى تشهق. رمتها المرأة بسؤال, و عيناها تتوسلانها ان تجيبها. هزت لوسي رأسها, قائلة: "أنا آسفة! لا اجيد اللغة الايطالية, و لست من تعتقدين."
سمعت صوت يقول من ورائها باللغة الانجليزية: "آنانزيتا هى مربيتك."
نظرت لوسي إلى الوراء, فرأت فتاة لا تتجاوز الثامنة عشرة او التاسعة عشرة من عمرها. فتاة نحيلة ذات بشرة سمراء. تابعت الفتاة: "إنها تسألك إن كنت سعيدة فى خخياتك. تقول انه بعد إختفاءك و انت طفلة, راحت تصلى كل ليلة آملة ان تكونى قد نجوتِ من النيران. و الآن بعد ان رأتك, علمت ان معجزة حدثت و انك ما زالتِ حية."
"اى نار؟ عم تتحدثين؟"
تساءلت لوسي إن كانت الفتاة إحدى عشيقات ماكسيمو. حاولت ألا تفكر بالأمر, لأنه, و لسبب ما, يجعلها تشعر بالألم. ضعفت المرأة العجوز بسرعة, و ضمتها من جديد. بعدئذٍ و كما لو انها لم تعد تستطيع تحمل العواطف التى تجيش فى صدرها, اسرعت بالمغادرة, و هى تنتحب بصوت عالى. اتسعت عينا الفتاة الزررقاوتان من التعجب, و هى تقول: "ألا تعرفين ذلك؟ انتِ مشهورة هنا. كان عمرك سنة واحدة عندما انزلقت سيارة والدك عن منحدر صخرى, و انفجرت. توفى والدك على الفور, لكن لم يعثر عليكِ احد. كل شخص هنا اعتقد انك ميتة, ماعدا جدك."
كررت لوسي و هى تشعر بالارتباك: "جدى؟"
ابتسمت الفتاة و قالت: "سي! مع انه من انه فى الشهر الماضى قدم للمحكمة وثيقة تفيد انكِ ميتة, لكن اعتقد ان سبب ذلك حاجته إلى المال و ليس لاعتقاده.... إلى اين تذهبين؟"
قالت لوسي و هى تضغط على يديها بقوة: "لأقتل زوجى."
شهقت الفتاة و قالت: "ماذا؟"
أولاً امرأة عجوز لطيفة, و الآن جد؟ كم عدد الاشخاص الذى يريد ماكسيمو ان يسبب لهم الآذى كى يتمكن من السيطرة على شركة فيرازى؟
ضغطت لوسي على اسنانها, و قالت: "سأذهب لأبعد ابنتى عن ذلك الكاذب."
الفتاة امسكت كتفي لوسي بيديها: "هل قلت شيئاً ازعجك؟"
ضاقت نظرة لوسي و هى تنظر إلى زوجها, و قالت: "لا! قلت لىّ بالتحديد الكلام الصحيح المناسب."
بدا ماكسيمو وسط الحشد مميزاً بوسامته و قامته الفارعة و سمرته الجميلة. من الواضح ان الجميع هنا يعتمدون عليه, و انهم معجبون به. إنه يفوق الكس الاشقر النحيل وسامة, كما انه يفوقه كذباً. اكلما ازداد الرجل وسامة, اصبح اكثر انانية و قساوة؟ تساءلت لماذا انقذها من شتاء شيكاغو البارد, و الآن اصبحت تعلم. لابد انه وجد فيها بعض الشبع بأولئك الناس, فعمل على استغلالها ليتمكن من السيطرة على شركة فيرازى. اعتقد انه يستطيع خداعهم, كى يُصدقوا انها الطفلة المسكينة المفقودة. اشخاص مثل تلك المربية العجوز المحطمة القلب, و مثل جد الطفلة, الذى قاسي بلا شك حزنا لا يمكن وصفه او تخيل. عندما يكتشفون الحقيقة, سيكون الأمر بالنسبة إليهم كـ فقدان الطفلة من جديد. لكن زوجها لن يهتم بالطبع, ما دام سيحصل على ما يريده! التقت نظراتها بنظرات ماكسيمو, فابتسم لها ابتسامة رائعة. ارتجفت لوسي من اعماقها, لكنها اجبرت نفسها على التماسك. إن كان يعتقد انه قادر على إقناعها بالصمت بفضل منتديات ليلاس وسامته تلك, او شراء نزاهتها بسلطته و ثرائه, فهو مخطئ تماماً.
تنفست لوسي بهدوء. بالطبع هو مخطئ. هى وافقت على بيع ثلاثة اشهر من وقتها من اجل ابنتها, و هى جاهزة للقيام بأكثر من ذلك. فهى لا تهتم بحياتها. مصلحة كليو هى كل ما تهمها. من اجل ابنتها هى مستعدة للتضحية بأى شئ, حتى بحياتها. لكن ان تسبب الآذى و الألم لـ زهرة منسية اشخاص ابريا من اجل مصلحة طفلتها, فهذا امر مختلف جداً. هذا عمل شرير, و هى لست شريرة. هناكامور اكثر اهمية من الأحساس بالامن الاقتصادى. امها علمتها ذلك. اخذت نفساً عميقاً, و قالت: "سأذهب لأخبر الجميع ان اميرهم مجرد كاذب كبير."
"لا! لا يمكنك ان تفعلى ذلك!"
رفعت لوسي كتفيها, و قالت: "اسمعى! انا متأكدة من انك تحبينه مثل اى امرأة اخرى فى هذا العالم, لكن الحقيقة هى..."
قاطعتها الفتاة, و كأنها شعرت بالاهانة: "انا لست عشيقته. اسمي إميليا, و انا قريبته, لكننى احبه حقاً. فـ ماكسيمو اعتنى بىّ و بت امى كثيراً. لا اعرف سبب غضبك, لكن يجب ان تحترميه على الأقل, و تكلميع على انفراد و ليس امام الجميع, فهذا واجبك كـ زوجة له!"
"واجبى كـ زوجة له؟!"
كررت لوسي ما سمعته فاغرة فمها من الصدمة. هل سافرت إلى بحيرة كومو مستخدمة آلة الزمن, فعادت بها إلى القرن التاسع عشر؟
بحركة مُعبرة اشارت الفتاة إلى زينة الحفلة, و قالب الحلوى و الهدايا, ثم إلى الأطفال و هم يضحكون و يتراقصون, و علقت: "لا شك ان قريبى مغرم بك, لذا سيسامحك."
شهقت لوسي مصعوقة: "يسامحنى؟!"
"إنه رجل فخور بنفسه, إن سببت له الإذلال امام منتديات ليلاس القرية كلها, فزواجك لن يبقى على حاله. لا تفسدى حياتكما معاً حتى قبل ان تبدأ."
رأت لوسي توسلاً فى عينى إميليا. إنها لا تعلم ان علاقة لوسي و ماكسيمو هى مجرد زواج توافقى, و اعتقدت ان ماكسيمو تزوج لأنه يحب زوجته بالفعل. هذا بالتحديد ما يريد ماكسيمو من الجميع ان يصدقوه. فكرتت لوسي بذلك, و هى تشعر بالمرارة و الألم. لكن ما ان نظرت حولها, و رأت العيون المشرقة و سمعت الضحكات السعيدة للاطفال, حتى تنفست بعمق, و قالت لنفسها, إنها سوف تتماسك من اجلهم لا من اجله. قالت بإنزعاج: "حسناً! لكن لا تتوقعى ان اقف هنا لأستمع إلى هذه الاكاذيب."
اقترحت اميليا بفرح و ابتهاج: "دعينى آخذك فى جولة فى الفيلا, و سأحضر لكِ طفلتك."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 17-09-16 12:25 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

لكن عندما اصبحت كليو المشاكسة بين ذراعي لوسي, لم تبدو سعيدة على الإطلاق. راحت تنظر من وراء كتف لوسي, و تمد ذراعيها نحو ماكسيمو, وتهز حصانها بإتجاهه. بدت لوسي خائفة حتى من النظر إليه. خشيت إن نظرت إليه ان تصرخ به لتخرج من داخلها كل الألم المسيطرين عليها, او تركض عبر القاعة لتقف على رؤوس اصابعها, او ربما تصعد على كرسي لتصفعه على وجهه. لكن لماذا؟ لماذا تشعر بهذا الألم؟ كيف يمكنها ان تشعر انه خانها, و هى تعلم منذ البداية انها لا تستطيع الوثوق برجل يبدو جيداً و رائعاً لدرجة لا يمكن معها ان يكون حقيقياً؟
"يا للطفلة الرائعة!"
قالت ايميليا ذلك بنعومة, و خى تملس شعر كليو, و هما تغادران المكان إلى قاعة الاستقبال الأخرى, ابتسمت و هى تتابع: "يعتقد ماكسيمو اننى اضيع وقتى فى الجامعة. يقول لىّ دائماً انه يجدر بىّ ان اجد شاباً لطيفاً كى اتزوج و استقر. و كنت اقول له إن عليه ان يتزوج اولاً, و الآن وجدك, فلم يعد لدى اى عذر!"
قالت لوسي بضيق: "حباً بالله! ابقى فى الجامعة, فالحب يدمر كل شئ!"
وقفت اميليا على الدرج امامها, و نظرت إليها بدهشة قائلة: "لكنك تحبين ابن خالى, و من المؤكد انك لن تسمحى للحظة من الغضب ان تُنسيكِ ذلك؟ ماكسيمو رجل رائع, و ان بدا مسيطر فى بعض الاحيان, فذلك فقط كى يحمى اولئك الذين يحبهم. مهما كان ما فعله و ازعجك, انا متاكدة انه فعله لانه يحبك, لوسيا."
شعرت لوسيا بالغصة تكبر فى حلقها, و تكاد تخنقها. إنها تحسد هذه الفتاة على طيبة قلبها. اميليا تحب قريبها و تثق به, تماماً كما كانت لوسي تثق بالناس من قبل. لكنها لا تستطيع ان تشعر بالثقة نفسها تجاهه. تابعت سيرها و هى تقول: "اخبرينى عن الفيلا."
"انظرى إلى هذه الغرفة اولاً."
توقفت اميليا امام الباب الثالث من جهة اليسار فى الطابق الثانى, و تابعت: "حجرة نوم الأطفال."
لم تستطيع لوسي ان تصدق ما تراه عيناها. البارحة فقط, كانت تعتقد ان فندق درايك يملك اكثر غرف نوم اناقة و فخامة. لكن غرفة نوم الأطفال هذه حلم خيالى مبالغ فيه. نوافذ واسعة تطل على الأفق الوردى اللون, حيث منتديات ليلاس الشمس تغيب وراء البحيرة و التلال البعيدة. فُرشت الأرض بسجادة سميكة ذات لون زهرى, بدت مثالية ليحبو عليها الطفل الذى على وشك ان يتعلم السير, اما السرير الصغير فلونه ابيض و عليه غطاء زهرى اللون ايضاً. على الجدار البعيد, وضعت رفوف بيضاء مليئة بمئات كتب الاطفال, و ظهرت العاب جديدة فى خزانة بيضاء خاصة, اما فى الخزانة الاساسية, فـ وُضعت بعناية كل ثياب الاطفال الرائعة التى اشترتها فى ميلانو.
رأت كليو الالعاب, و بدأت بالتحرك بكل ما لديها من قوة, فهى تريد ان تُضع ارضاً لتزحف نحوها, و تكتشف كل لعبة بنفسها. شعرت لةسي بألم فى حلقها, غرفة الأطفال هذه هى ما تستحقه كليو, و كل ما تمنت لوسي يوماً ان تؤمنه لها. إنها غرفة الأحلام. تمنت بيأس لو انها قادرة على اعطاء ابنتها مثلها..... آهـ! بلى يمكنها ذلك ان بقيت متزوجة من ذلك الشخخص الرهيب. لكنها بذلك ستصبح هى ايضاً رهيبة, تسبب الآذى للناس فقط من اجل تأمين حياة رغيدة مليئة بالألعاب و الرفاهية لطفلتها.
همست و هى تضغط بخدها على رأس طفلتها: "آسفة! لا استطيع ان امنحك هذه الحياة."
بدأ الظلام ينتشر بسرعة, فـ أنارت اميليا الضوء. إنبعثت الأنوار من ثريا مصنوعة من حديد, مصابيحها مزيج من مجموعة من الازهار ذات اللونين الابيض و الزهرى. مدت ذراعيها نحو كليو, و قالت: "هل نستطيع ان نلعب قليلاً؟ إنها قريبتى الآن, و يجب ان نتعارف جيداً."
هزت كليو حصانها بإتجاه اميليا بشوق و حماس. تعلم لوسي انه لا يُفترض بها ان تجعلهما صديقتين ولو للحظة. عليها ان تغادر هذا المكان, و تخبر الجميع انها ليست لوسيا فيرازى. لن تتمكن من قبول تلك الرشوة التى عرضها عليها فى ذلك العقد, فضميرها لن يسمح لها بقبض ذلك المال. ستعود مع ابنتها إلى شيكاغو.... إلى شقتها القديمة الباردة, و إلى السجادة الممزقة و الثياب المستعملة. ستعود إلى العمل المضنى و اليأس و هى تلهث وراء اعمال لا تنتهى, و هى تصلى ان تمهلها صاحبة الشقة الوقت الكافى لتتمكن من دفع الإيجار. أن توسلت إلى داريل, لربما يسمح لها بالعودة إلى عملها فى محطة الوقود....
"لوسيا!"
قاومت بشدة كى لا تنهمر دموعها, و هى تعطى كليو إلى إيمليا من دون ان تتفوه بكلمة. قالت الفتاة و هى تؤمى برأسها نحو الباب فى الجهة الأخرى للغرفة قبل ان تجلس على الأرض قرب الألعاب: "تلك غرفتك."
ابتسمت الفتاة للطفلة, و هى تعرض عليها بيانو كبير للاطفال, ثم تابعت: "يعلم ماكسيمو انكِ تريدين ان تكون غرفتك متصلة بغرفة كليو, لذلك عمل على تجديدها من اجلك."
اهناك غرفة خالية من اجلها ايضاً؟ علمت لوسي انه لا يجدر بها ان تنظر إليها.... يجب ألا تفعل. لماذا تمنى نفسها بشئ لن تحصل عليه ابداً؟ بعد عدة ساعات ستعود إلى شيكاغو, إلى الحياة الحقيقية التى رسمها لها القدر. لماذا تسمح لنفسها برؤية ما خسرته؟ لماذا تسمح لقلبها بالشوق إلى الأحلام و الخيال؟ الباب المغلق.... آهـ! عليها ان تنظر, حتى لو شعرت بالألم. لا تستطيع ان تمضى ما تبقى من حياتها و هى تتساءل.
تركت اميليا و كليو تلعبان بالالعاب على السجادة, و دفعت الباب. الظلام يملأ الغرفة, و ليس هناك اى ضوء إلا الأنوار المنعكسة من غرفة كليو. لاحظت الثريا المصنوعة من الكريستال و المعلقة فى السقف العالى, و رأت الستائر الداكنة اللون المنسدلة على النوافذ. بدا السرير كبير جدا, عليه قماش من التل الازرق و الأبيض, كأنه قطعة صينية نادرة. فى الزاوية البعيدة رات طاولة للزينة من الخشب الداكن اللون, من الواضح انها قطعة اثرية, و مكتبة مليئة بالكتب المغلفة بالجلد على الجدار المواجه.
سارت اكثر عبر الغرفة. دخلت إلى الخزانة الكبيرة, و رأت الثياب الرائعة و الأحذية التى اشترتها فى ميلانو موضوعة بعناية و ترتيب. فى الجهة الأخرى من الخزانة هناك بذلات رجالية و احذية. هذه الغرفة الرائعة ليسن لها لوحدها!
سمعت صوتاً منخفضاً, لكنه حازماً من ورائها: "لم تطيعينى من جديد."
ماكسيمو! ما ان استدارت لتواجهه, حتى اغلق الباب, و هكذا غرقت الغرفة فى الظلام من جديد. سمعت وقع قدميه الثقيلتين على السجادة, و سمعت دقات قلبها المتسارعة. شهقت قبل ان تقول وهى تحاول جاهدة ان تعرف اين هو: "انت كاذب, و انا اريد العودة إلى شيكاغو."
رفر ماكسيمو بضيق, و فجأة اصبح قربها. ضمها إليه بقوة, فشعرت بحرارة جسده فى الظلام.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

نهاية الفصل الثامن

قراءة ممتعة

دمتم فى حفظ الله و امانه


bluemay 17-09-16 02:51 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
هل صحيح بانها لوسيا فرازي المفقودة منذ صغرها ؟!!

أم أن ماكسيمو وجدها تطابق المواصفات التي يريدها فأنحلها شخصية اﻷخرى ليحقق ما يصبو اليه من انتقام ؟!!

لوسي تعيش صراعا قاسيا بين ما تحتاجه وطفلتها وبين ضميرها الذي يأبى الغش وخداع الابرياء ..

اتوقع بان القصر المهدم هو لجد لوسي واظنه ضالع في الحادث الذي اودى بحياة والد لوسي بشكل ما .

لكن ما علاقة ماكسيمو بكل ذلك؟!!

اتطلع للقادم بشوق لمعرفة اجابات اسئلتي ...


سلمت يداك زهرتي
تقبلي مني خالص ودي

فرحــــــــــة 17-09-16 08:31 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائغة
زهرة منسية
وفصلين فى منتهى الروعة
يمثلوا الصراع النفسى الذى تتعرض له لوسيا بين احتياجاتها ومبادئها
ووقع المفاجأة عليها هل هى لوسى ابوت ام لوسيا فيرازى؟!
الامير ماكسيمو اعتقد انه ليس بكاذب ولامخادع
ولكن هناك سر غامض لم يكشف بعد
وهذا ماننتظر ان تكشف عنه الاحداث القادمة
سلمت يداكى على المجهود الرائع الذى تبذلينه
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

ملحوظة
غاليتى الرائعة
ليس لدى موهبة كتابة القصص
ولكننى اجيد كتابة الخواطر
بالاضافه لحبى الشديد لقراءة القصص
والاستمتاع بتحليل المواقف والشخصيات للقصة
واخيرا وليس اخرا
لك من الشكر اجزله
ومن التحايا اعذبها
كونى بخير

ahlamyy 18-09-16 03:15 AM

اخخخ الفصل حبس فموقف نااار
شكرا حبيبتي عالرواية هاي اول مرة اشارك بتعالبق وردود عالموقع بس الراوية كتير حلوة و ماقدرت اقاوم
لا تتأخري علينا حبوبة

amany khalil 18-09-16 04:01 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اهلا زهرتى
انا جيت عارفه انى متاخره كتير فسامحينى
كل ما اقرا فصل ملحقش اعلق والاقى اللى وراه نزل وهكذا
بجد احسنتى اختيار الروايه
الامير ده شكله وراه حكايات كتير
بس اتاكد ازاى انها لوسيا فيرازى المفقوده
بانتظار الباقى حبيبتى لا تتاخرى

amany khalil 18-09-16 04:03 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
عندى استفسار معلهش
الفصول بتنزل امتى

زهرة منسية 18-09-16 08:23 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3659967)
عندى استفسار معلهش
الفصول بتنزل امتى

يا هلا و غلا منمن

نورت الرواية باطلالتك الحلوة

الرواية يوم بعد يوم موعدنا بكرا مع الفصل 9& 10بعد العصر

الرواية مكونة من 18 فصل

amany khalil 19-09-16 12:46 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3659987)
يا هلا و غلا منمن

نورت الرواية باطلالتك الحلوة

الرواية يوم بعد يوم موعدنا بكرا مع الفصل 9& 10بعد العصر

الرواية مكونة من 18 فصل

الروايه منوره بيكى حبيبتى انتى والقراء الغوالى
بانتظارك ان شاء الله
دومتى بخير

زهرة منسية 19-09-16 03:06 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3659860)
هل صحيح بانها لوسيا فرازي المفقودة منذ صغرها ؟!!
أم أن ماكسيمو وجدها تطابق المواصفات التي يريدها فأنحلها شخصية اﻷخرى ليحقق ما يصبو اليه من انتقام ؟!!
يا هلا و غلا مايوشة
اممم سألت نفسي السؤال ده كتير و لا اخفيكى سرا انى شكيت فى ماكسيمو و بعد قليل هتعرفى الحقيقة
لوسي تعيش صراعا قاسيا بين ما تحتاجه وطفلتها وبين ضميرها الذي يأبى الغش وخداع الابرياء ..
اتوقع بان القصر المهدم هو لجد لوسي واظنه ضالع في الحادث الذي اودى بحياة والد لوسي بشكل ما .
صح توقعك مايويشة بخصوص القصر لكن بخصوص الحادث لسه مش باين :9jP05261::9jP05261:
لكن ما علاقة ماكسيمو بكل ذلك؟!!
تتوقعى ان ماكسيمو له علاقة و لا هو بس بيستغل الوضع للانتقام من فيرازى؟!!!
اتطلع للقادم بشوق لمعرفة اجابات اسئلتي ...
سلمت يداك زهرتي
تقبلي مني خالص ودي

و انا ايضا اتطلع معكم للقادم
يسلم عمرك حبيبتى تواجدك العطر يزيد من قيمة الموضوع


زهرة منسية 19-09-16 03:19 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3659885)
غاليتى الرائغة
زهرة منسية
وفصلين فى منتهى الروعة
اهلا و سهلا فروحة تواجدك دايمن الاروع غاليتى
يمثلوا الصراع النفسى الذى تتعرض له لوسيا بين احتياجاتها ومبادئها
ووقع المفاجأة عليها هل هى لوسى ابوت ام لوسيا فيرازى؟!
هى واثقة انها لوسي آبوت
و ماكسيمو واثق انها لوسي فيرازى
و الحقيقة هنعرفها فى الفصلين القادمين
الامير ماكسيمو اعتقد انه ليس بكاذب ولامخادع
ولكن هناك سر غامض لم يكشف بعد
صح توقعينك سزاء ماكسيمو او السر الغامض احسنتى
وهذا ماننتظر ان تكشف عنه الاحداث القادمة
سلمت يداكى على المجهود الرائع الذى تبذلينه
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى
يسلم عمرك فروحة مشكورة عزيزتى
ملحوظة
غاليتى الرائعة
ليس لدى موهبة كتابة القصص
ولكننى اجيد كتابة الخواطر
بالاضافه لحبى الشديد لقراءة القصص
والاستمتاع بتحليل المواقف والشخصيات للقصة
واخيرا وليس اخرا
لك من الشكر اجزله
ومن التحايا اعذبها
كونى بخير

كل الشكر لكِ غاليتى على كلماتك الرقيقة الرائعة توقعت انك تجيدين العزف بالكلمات من خلال تعليقاتك الرائعة و اسلوبك فى تحليل الشخصيات قلت اكيد عندك موهبة الكتابة و مش غلطت لأنك بتملكى موهبة كتابة الخواطر
ربنا يزيدك من فضله و يوفقك

زهرة منسية 19-09-16 03:22 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahlamyy (المشاركة 3659925)
اخخخ الفصل حبس فموقف نااار
شكرا حبيبتي عالرواية هاي اول مرة اشارك بتعالبق وردود عالموقع بس الراوية كتير حلوة و ماقدرت اقاوم
لا تتأخري علينا حبوبة

هههههههه هنكمل النهاردة
العفو غاليتى اسعدنى كتير ان اول مشاركاتك على صفحات موضوعى
المتابعة وقت التنزيل بيكون لها لذة خاصة ان شاء الله ما بتأخر لأنى متحمسة لخاتمة الرواية مثلكم و اكثر

زهرة منسية 19-09-16 03:30 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3659966)
اهلا زهرتى
انا جيت عارفه انى متاخره كتير فسامحينى
يا دى النور يا دى النور نورت الرواية باطلالتك الرقيقة امانى يا بنتى البيت بيتك فى اى وقت تزقى الباب و تدخلى منورة هنا و منورة عند غابريل المتحاملة عليه شويتين تلاتة هو انتى بتأخدى دروس خصوصية عند ايسو :lol:
كل ما اقرا فصل ملحقش اعلق والاقى اللى وراه نزل وهكذا
بجد احسنتى اختيار الروايه
مبسوطة كتيررررر انك مسمتعة بالفصول و ابلاختيار ان شاء الله اكون دايمن عند حُسن ظنك
الامير ده شكله وراه حكايات كتير
بس اتاكد ازاى انها لوسيا فيرازى المفقوده
بانتظار الباقى حبيبتى لا تتاخرى

وااااااو سؤال مهم جدا امانى احسنتى تفتكرى ايه اللى مخالى ماكسيمو متأكد من انها لوسي فيرازى
كل ده هنعرفه فى الفصول الجاية
بعد الكلام الحلوة ده كله منك و من القارء اكي مش هيكون فى اى تأخيرى شكراً حبيبتى على وجودك العطر
موووووووووووواه
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3660114)
الروايه منوره بيكى حبيبتى انتى والقراء الغوالى
بانتظارك ان شاء الله
دومتى بخير

النور نورك انتى القارئات العزيزات و اخى فادى
بتواجدكم يتحلى الصحبة يا اطيب ناس

زهرة منسية 19-09-16 03:33 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
9- غدا... يوم الانتقام

لم تمكنها غرفة النوم المظلمة من رؤية وجهه, لكن لوسي شعرت به ما ان ضمها بقوة إليه. إنه اضخم منها و اقوى. هذا الأمير... رجل الظلال... لا يمكن السيطرة عليه او تجاهله.
"لن تذهبى إلى اى مكان من هنا عزيزتى!"
"لا!"
حاولت لوسي ان تقاوم ذراعيه بسدةلكن بدون اى فائدة.
احنى ماكسيمو رأسه و عانقها. بدا عناقه انفعالياً, و كأنه راغب فى السيطرة عليها, و استمالتها كى تخضع لإرادته. وجدت لوسي نفسها غير قادرة على المقاومة, غير قادرة حتى على الاعتراض, فعناقه دافئ كـ قطعة من الحلوى الذائبة. مع آخر قطرة من إرادتها, ابعدته عنها. امسكت الستارة القريبة منها, و سحبتها بكل ما لديها من قوة. عم الغروب الرمادى الغرفة, لكنه كاف. إنها بأمان الآن. ذلك سيدفع ماكسيمو إلى فقدان سلطته الغريبة عليها. اليس كذلك؟
"لوسيا..... انظرى إلىّ!"
اخذت نفساً عميقاً, ثم ادارت رأسها ببطء. آهـ! لقد ارتكبت خطأ. شوء الشتاء الداكن لا يشكل اى دفاع لها امام سلطته الجامحة, فهو ما زال فارع الطول كما هو دائماً, و غامضاً و وسيماً, كما ان نظرة عينيه الزرقاوتين تظهر مدى شزقه إليها.
"ها انتِ تعارضينى من جديد, لكنها ستكون المرة الأخيرة. رفعت لوسي ذقنها بتحدٍ, و اجابت: "انت على حق, لأننى سأخبر الجميع انك كاذب. سأتركك و... آهـ!"
قطع ماكسيمو المسافة بينهما بخطوتين. امسك ذراعيها و قال: "حان الوقت لتتعلمى انه لا يمكنك اتهامى بشكل دائم بالكذب."
دفعها نحو جدار من الستائر محاولاً ان يحتجزها هناك, ثم تابع و هو يلامسها باصابع ملتهبة: "ليس بدون عقاب."
شعرت بلمسة يديه على خصرها, فاتكأت على الجدار. شهقت قائلة: "لن اكذب عليك. لن اتظاهر اننى تلك الفتاة المسكينة الضائعة من عائلة فيرازى. لن اسمح بأن يعانى هؤلاء الناس الذين يحبونها. ليس من اجل المال, ولا من اجل اى شئ آخر."
لامس خدها, ثم رفع ذقنها, ليجبرها على النظر إلى عينيه.
قال: "انتِ هى لوسيا فيرازى."
ابتعدت عنه قائلة: "لا! انا لوسي آبوت, فتاة عادية من إيلينويز, و اى إدعاء آخر هو سخافة!"
"ألم تقولى من قبل عن إدعائى بأننى امير انه كلام سخيف؟ و كنتِ مخطئة..." همس فى أذنها متابعاً: "مخطئة تماماً."
ابتعد ماكسيمو عنها, فادركت انها كانت تحبس انفاسها.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:34 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
زفرت انفاسها بغضب قائلة: "لن اسمح لك ان تقدمنى للجميع على اننى وريثة عائلة فيرازى الضائعة. حتى لو فعلت ذلك, فلن ينجح الأمر. إن بحث احدهم فى سجلات القيد فى شيكاغو, سيكتشف هويتى بسرعة."
وافقها قائلاً: "صحيح."
ثقته هذه ادهشتها, فقالت: "ألست خائفاً من اكتشاف الحقيقة؟"
وضع يديه على كتفيها, ثم حدق بها قائلاً: "الحقيقة هى انك وريثة فيرازى, و انت الكاذبة الوحيدة هنا فى الغرفة, إذ نكثت بوعدك بأن تطيعينى و تشرفى اسمى."
نظر إلى السرير, ثم حدق فى عينيها, و تابع: "ما الذى تحتاجينه لتصدقى اننى اقول الحقيقة لك؟"
ارتجفت لوسي و هى تنظر إلى السرير الضخم. كم من الوقت ستحتاج لتفقد ارادتها امامه؟ عناقه الأول جعلها تفقد كل الاسباب المنطقية, و عناقه الثانى جعلها تقع بين ذراعيه مقطوعة الأنفاس مستسلمة. ما الذى سيحدث بعد ذلك؟ عليها ان تتأكد ان لا مجال مطلقاً لحدوث الأمر مرة ثالثة. قالت: "يمكنك ان تحرق ذلك العقد بيننا, لأننى لن اتظاهر بأننى تلك الفتاة زهرة منسية. انا افضل ان اكون متشردة فى الشارع و بلا منزل."
لامس شفتها السفلى بإصبعه, و هو يقول: "كفى! ستبقين هنا معى."
شعرت لوسي بشفتها ترتجف, فهى لا تزال تشعر بضغط عناقه. عناق آخر مثل ذلك الذى سبقه, سيجعلها تتخلى عن كل ما تؤمن به. فعلت ذلك من قبل. أليس كذلك؟ ماكسيمو يفوق الكس وسامة بعشرات المرأت, و لديه قدرة مضاعفة على الإقناع. أدارت رأسها, مجبرة إياه على إطلاق سراحها. حاولت أن تتنفس بعمق و هدوء. وقع نظرها على فرشاة و مشط مزينين بالجواهر ى صينية فضية, وُضعت على سطح طاولة الزينة الخشبية.
قال ماكسيمو بهدوء: "هذه الفرشاة و هذا المشط لكِ, كارا! كل ما املكه لكِ, ما دمت لىّ."
"أنا لست لك!"
قال و هو يضع ذراعيه حول كتفيها: "ليس بعد, لكن ذلك سيحدث بعد فترة قصيرة جداً.
اغمضت لوسي عينيها, و هى ترتجف. إنها تريد ان تتكئ عليه, و تترك نفسها بين يديه, فحرارة جسده تصلها كـ الموجات و تغمرها كـ البحر, و تجذبها لتغرق فيه.
و كأن ماكسيمو ادرك ضعفها, إذ شدها من ظهرها إلى صدره الواسع, و هو يقول: "الصينية هى كل ما تبقى لىّ من ثروة عائلتى."
"و ما الذى حدث لها؟"
حاولت ان تستجمع بعض القوة لتتمكن من الابتعاد عنه.
"احدهم دمرنا. عندما كنت فى الخامسة من عمرى, كان لدينا معلمون لغة انجليزية, احصنة, سيارات رائعة, و ههذه الفيلا...."
نظر حوله فى ارجاء الغرفة, و تابع: "فى الوقت الذى اصبحت فيه فى الثانية عشر من عمرى, كان قد استولى على كل شئ و اكثر...."
نظرت إليه عبر المرآة. بدا وجهه متجهماً مظللاً بالهموم مع آخر انوار الغسق.
همست: "ماذا اخذ ايضاً؟"
ابتعد عنها بصورة مفاجئة, و هو يقول: "حدث ذلك منذ زمن طويل."
سمعت نبرة صوته باردة كـ الثلج, فجأة شعرت لوسي بالآسف لأجله. هذا الرجل الذى اعتبرته منذ دقائق قليلة شخصاً رهيباً, لم يعد كذلك. بحركة سريعة امسكت الفرشاة الفضية من الصينية و هى تقول: "انت دائماً تعرف كل شئ. أليس كذلك؟"
رفعتها مجبرة نفسها على الضحك, علها تخفف من مزاجه العكر. و تابعت: "فقدت فرشاة شعرى المفضلة الاسبوع الماضي. كيف علمت اننى بحاجة إلى هذه؟"
حدق ماكسيمو بها من خلال المرآة, ثم قال: "انت لم تفقدى فرشاة شعرك. رجالى اخذوها."
استدارت لتحدق به, و قد فغرت فمها: "ماذا؟"
بدت قامته الفارعة و وجهه الوسيم كـ الظلال فى الضوء الخافت. قال: "احتجت إلى إجراء فحص مخبرى لجيناتك فى روما. لذا امرت رجالى بدخول شقتك عنوة و الحصول على فرشاتك التى تحمل شعيرات منك."
شعرت لوسي بموجة من البرد تجتاح جسدها, و ترسل ثلجاً عبر عمودها الفقرى.
"هل دخلت شقتى, و سرقت فرشاة شعرى؟"
دفعها ماكسيم نحو السرير, و قال: "اجلسي!"
"آمضيت ساعة كاملة و انا ابحث عن تلك الفرشاة."
مع العلم ان ليس هذا ما يهمها الآن. ارتجفت من الغضب, و ه تشعر كأنه اعتدى عليها.
"هل ارسلت حارساً شخصياً قذراً إلى منزلى؟"
"اجلسي!"
لم يرفع نبرة صوته, لكن لوسي شعرت بركبتيها تضعفان, فسقطت على السرير, منزعجة من السلطة التى مارسها عليها. اغروقت عيناها بالدموع, و ارتجفت كتفاها, و هى تقول: "ما كان عليك ان تفعل. ما كان عليك ابدا!"
قال بهدوء: "كان علىّ ان اعلم. جدك قدم وثيقة يصرح فيها انك ميتة."
ابتسم بحزن, و هو يتابع: "فى اول يوم من كانون الثانى, كل الاسهم العائدة إليكِ كانت ستصبح تحت سيطرته."
همست و هى تشعر بالانبهار: "إذا ما سمعته صحيح! ألدىّ جد بالفعل؟ و هل لدى اقارب غيره؟"
حدق بها للحظة ثم قال: "آسف! فقط جدك, و هو لا يستحق ان يكون عائلتك."
نظرت إليه مصدومة: "إنه.... الرجل العجوز الذى تنتظر موته. أليس كذلك؟"
اشاح ماكسيمو بنظره عنها.
"آهـ, يا إلهى! ماذا فعل؟"
ثم علمت, فشهقت متابعة: "اهو من دمر عائلتك؟"
"لا ارغب فى التحدق عن الأمر."
"لكنه جدى!"
"انه غريب بالنسبة إليكِ."
"أنه يحمل دمى!"
"ستبقين بعيدة عنه, لوسيا!"
جاء صوته قاسياً كـ الفولاذ, و كأنه سيف يقطع اعصابها بوحشية. تابع: "إن تحدثت معه لمرة واحدة.... مرة واحدة فقط, فأن اتفاقنا سيُلغى."
هذا يعنى انه ليس هناك زواج, و ليس هناك ثلاثون مليوم دولار. الآن بعد ان تذوقت و كليو طعم حياة القصص الخيالية, وجدت لوسي من الصعب عليها التخلى عن كل ذلك.
"ستطيعينى هذه المرة, و ليس هناك امكانية للتفاوض بهذا الأمر؟"
ضاقت نظرته و هو يتابع: "هل تعاهديننى على ذلك؟"
ابتلعت لسي غصة فى خ=حلقها, ثم تنفست بهدوء. بينما بقى منتظراً. اخيراً تمتمت: "حسناً!"
لكن الأمر ليس طبيعياً. كيف تستطيع ان تدير ظهرها لجدها؟ كيف يمكنها ان تنظر موته, من دون ان تتعرف عليه, من دون ان تحبه, و ان تعطيه الفرصة ليحبها و يحب كليو؟ اصبح الهواء فى الغرفة بارد جداً. عضت على شفتها قائلة: "لكن إن كنت حقاً تلك الطفلة...."
شبك ماكسيمو ذراعيه فوق صدره, و قال: "سي!"
"من انقذنى من تلك النار بعد الحادث؟ و من الذى اخذنى إلى الولايات المتحدة؟"
قال ببرودة: "لا احد يعلم. كانت كونى آبوي سائحة امريكية تمكث فى فندق عمتى غندما اختفيتِ. سمعتها تقول انها ترغب بشدة فى ان يكون لديها طفل. ربما اخذتك معها."
روادها إحساس مفاجئ انه يخفى عنها امرأ ما, لكن قبل ان تتمكن من استيعاب ذلك الاحساس, ادركت ما الذى يقوله لها. امها..... سارقة اطفال؟
"لا! امى لا يمكن ابداَ....."
ثم غطت فمها بيديها. كم من المرأت ايقظتها كونى فى منتصف الليل, لتغير لها المدرسة, و تغير عملها و المنازل من افاتستون إلى لنكولن إلى شيكاغو؟ امها كانت اخصائية فى الطب العائلى. وجدت لوي شهادتها مخبأة بين اوراقها, لكنها اصرت على العمل فى وظائف ثانوية, كأنها تحاول دائماً ان تبقى مختفية. طوال تلك السنين كانت كونى تنظر من وراء كتفها, خشية ان يجدها احدهم و يأخذ منها طفلتها. شهقت قائلة: "لا! لا دليل لديك عما حدث."
"ليس لدى دليل كيف انتهى بكِ الأمر كـ ابة لها, لكن لدى دليل على هويتك الحقيقية."
انار ماكسيمو المصباح الصغير, ثم اخذ بعض الاوراق عن المكتب, و جلس قربها على السرير. رفعت لوسي نظرها إليه, و هى تحبس انفاسها. تكورت شفتاه عن ابتسامة, و كأنه يعرف مدى تأثيره عليها, حسناً! من المحتمل انه يفعل. بالنسبة إلى رجل مثل ماكسيمو, تأثر النساء به امر طبيعى جداً له كـ التنفس. انه زئر نساء. أليس كذلك؟ لا مجال للشك بأنه ترك عشرات النساء محطمات القلوب فى اماكن عدة من العالم, بينما يبقى هو سعيداً, حراً, للبحث دائماً عن حبيبة جديدة. كم تشعر بالحسد من برودة قلبه!
قدم لها ماكسيمو الأوراق, قائلاً: "خذى! هذه هى نتائج الفحوصات الجينية. ليس هناك اى اثر للشك. انت الفتاة المفقودة, ابنة نارسيكو و غرازيلا فيرازى."
تحولت عيناها إلى الملف العملى, لكنها لم تركز على اى كلمة. إذ سقطت دمعة من عينيها على الصفحة الأولى. امها لم تكن امها الحقيقية.... امها سرقتها من عائلتها الحقيقية.... تذكرت عناق امها لها. تذكرت الحلوى التى كانت تعدها و إياها بعد المدرسة, و زينة الميلاد التى كانتا تحضرانها معاً. تذكرت ضحكها و حبها. تلك الذكريات اخترقت قلب لوسي كـ خنجر من الخيانة. عندما فقدت امها منذ تسع سنوات اعتقدت ان ذلك أسوأ ألم قد تتعرض له فى حياتها, لكنها كانت مخطئة! علمت امها انها تموت, مع ذلك تصرفت بأنانية و اخذت ذلك السر معها إلى القبر, بدلاً من ان ترسل لوسي إلى ايطاليا, إلى جدها الذى يحبها. تركت ابنتها تعانى لست سنوات فى ملجأ للأيتام. تركتها يائسة لتجد شخص يحبها. همست: "لم تكن امى.... طيلة تلك السنوات. قالت انها تحبنى, و هى تكذب علىّ..... كانت...."
توقفت عن الكلام ما إن تذكرت آخر ليلة امضتها فى المستشفى, ليلة توفيت امها. كانتا تشاهدان فيلماً عن إيطاليا, و حاولت امها بصعوبة ان تتكلم. طلبت من لوسي ان تذهب إلى إيطاليا..... نعم, قالت لها ذلك. لكنها توفيت قبل ان تشرح لها السبب.
اغمضت لوسي عينيها, تذكرت المرأة التى احبتها اكثر من حياتها, و همست: "امى!"
ضمت الفحوصات المخبرية إلى صدرها, و تراجعت إلى الوراء على السرير, و هى تضم ركبتيها إليها بقوة. بكت و هى بالكاد مدركة لوجود ماكسيمو قربها على السرير, مخففاً عنها من خلال قوته و هدوئه.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:36 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
"كـــلـــيــــو!"
استيقظت لوسى و هى تشهق بأسم ابنتها برعب. جلست على الفور على السرير, و احتاجت إلى لحظة لتدرك اين هى. إنها فى غرفة نومها فى فيلا ايشلو. نامت و هى تبكى! لم يكن هناك سوى ألسنة نار خافتة فى المدفأة ة ضوء القمر تسلل من النافذة العريضة لينير الغرفة. سمعت صوتاً فى الظلام يقول: "كليو نائمة بأمان."
استدارت ببطء, فوجدت ماكسيمو مستلقياً قربها على السرير. ما زال مرتدياً ثيابه. من الواضح انه مستيقظ, و كأنه كان يراقبها طوال الليل.
قال: "قدمت لها إميليا العشاء و وضعتها فى سريرها. إنها فى غرفة نوم الاطفال. اذهبى و تأكدى بنفسك."
قفزت لوسي من على السرير, و ركضت عبر الغرفة. فتحت الباب الذى يفصل بين الغرفتين بهدوء, حتى سمعت انفاس ابنتها الثابتة فى الظلام, و بهدوء اغلقت الباب. اخبرها ماكسيمو الحقيقة. نظرت إليه من خلال ظلال ألسنة النار: "أبقيت معى و انا نائمة, طوال هذا الوقت؟"
"ســـــــي!"
"لــــمــــاذا؟"
"انتِ زوجتى!"
هزت رأسها متألمة. بكت كثيراً هذه الليلة, حتى لم يبق دموع فى عينيها. قالت بمرارة: "انا لست زوجتك, بل زهرة منسية سند إئتمان لديك."
"لوسيا! عودى إلى السرير."
"السرير؟!"
سلكت ذلك الطريق من قبل: "رجل وسيم يعدها بالسعادة الأبدية. يغويها و يقودها نحو دمارها المؤكد. لن تقدم على الغلطة نفسها من جديد, ابداً. مدّ ماكسيمو يده إليها, رافعاً راحة يده. حدقت لوسي بيده الكبيرة القوية, التى تدعوها للاستسلام له.
"لـــوســيــا!"
صرخت به: "أبق بعيداً عنى! لا يهمنى كم يمكن ان تكون لطيفا!"
ما إن تلفظت بتلك الكلمات, حتى اكتشفت أنها ما زالت لديها دموع فى عينيها. ضمت ذراعيها إلى صدرها, و استدارت نحو المدفأة, لتراقب ألسنة النار الخافتة و هى تمسح دموعها.
سمعته ينهض من السريرو يقترب ليقف وراءها. مد يده ليمسك ذقنها, مجبراً إياها على النظر إليه. رأت عينيى ماكسيمو غامضتين كـ بحر فى منتصف الليل. بدا ذقنه اسود تغطيه لحية خفيفة, لكنه ما زال يبدو وسيماً, و خطراً جداً, و هو يرتدى قميصاً اسود ضيق و سراول اسود ايضاً. تكور فمه عن ابتسامة ساخرة و هو يمسح دموعها. قال: "انا لست رجلاً لطيفاً, كارا! لا تصدقى ذلك ابداً. لكنك تملكين صفات تثير اعجابى, و منها اصرارك عل الحقيقة. لذا سأخبرك بهذا: عاجلاً ام آجلاً ستأتين إلى بإرادتك."
"لن يحصل ذلك مطلقاً!"
"و ستشعرين بسعادة كبرى. لكن لا تمزجى ذلك بالحب قررى ان تحبينى, و سأحطم قلبك. هذا ما يحدث لكل النساء الغبيات اللواتى لم يأخذت تحذيرى على محمل الجد, و انا لا ارغب فى ان يحدث ذلك لكِ."
شعرت بجسدها يرتجف من وقاحة ما تسمعه.
"لكنك مختلفة عن الأخريات. انت ستصغين و تطيعين."
لف خصلة من شعرها الأسود على إصبعه, و هو يتابع: "انت ذكية جداً و لن تخلطى المرح مع الحب. كما انك صادقة جداً. تعرفين نفسك جيداً, و تعرفيننى."
شعرت لوسي بموجة من الكهرباء تجتاح جسدها من جراء لمسته. انهما بمفردهما فى هذه الغرفة المظلمة, و ليس هناك إلا بقايا ألسنة النار و عواطفها المضطربة التى تناديها للاستسلام لعناقه. آهـ! هذا خطر... خطر جداً.... استقرت نظرته على وجهها, فتمنت ان يضمها إلى صدره, و يجعلها تشعر و لو للحظة واحة أنها محبوبة حقاً, حتى لو كان ذلك مجرد كذبة.
همست: "هل يمكن حقاً إقامة علاقة جسدية بلا حب؟"
"دعينى اثبت لكِ ذلك."
استدار ماكسيمو, و التقط فرشاة الشعر الفضية. امسك بيدها الناعمة, و قادها من جديد نحو السرير. حاولت ان تقول لا, لكن شفتيها لم تشكلا ذلك النفي. اجلسها على حافة السرير الكبير, ثم جلس وراءها. بأصابعه القوية افلت شعرها الأسود الكثيف من عقدته اعلى رأسها ليتهادى على كتفيها. استعمل الفرشاة ليسرح شعرها ببطء, ارتجفت لوسي و هى تحدق عبر الغرفة بالمرآة التى تعكس صورتهما. فى تلك الصورة الحميمية لهما فى المرآة, رأت آلسنة النار تتوهج على بشرتها, و على الفرشاة الفضية, و على الخطوط القوية فى خديه و وجهه. إنهما يبدوان حقاً كـ زوجين فى شهر العسل, محميين من برد الشتاء فى غرفة نومهما التى تتوهج بالدفء و النور. ضغطت يديها و هى تضمهما إلى بعضهما, محدقة بالخطوط البيضاء التى ظهرت فيهما. الضغط الرقيق من الفرشاة على شعرها يؤثر بها, لدرجة انها لا تستطيع تحمل البقاء بعيدة عنه. عليها ان توقفه الآن.
"كفى, توقف!"
توقفت الفرشاة على الفور. اغمضت لوسي عينيها. ستتكئ عليه للحظة فقط. وضع ماكسيمو الفرشاة جانباً, و لف ذراعيه حولها. للحظة نادرة, سنحت لنفسها بأن تشعر بالأمان و الحنان, محمية بين منتديات ليلاس ذراعيه الدافئتين. لا! لا يجدر بها ان تشعر بأى حماية. ادركت ذلك بمرارة. فهى بذلك تُعرض نفسها للموت و التسمم. همست: "لا يمكننى ان افعل ذلك, لا استطيع."
ادارها ماكسيمو لتواجهه: "انت تستحقين ان تشعرى بالحياة من جديد, كارا!"
مرر يديه على كتفيها وصولاً إلى عنقها, و هو يتابع: "يحق لكِ ان تشعرى بأنكِ امرأة محبوبة, كما انتِ فى الواقع."
رفعت لوسي ذقنها, فضمها إليه بقوة. لم تشأ ان تقاومه, فهى لا تستطيع مقاومته, فهى لا تستطيع مقاومته و مقاومة احاسيسها معاً. لكن عليها ان تفعل! هل تقدم نفسها لـ زير نساء, غير قادر على الحب ابداً؟ هل تعطى ذاتها لشخص يريد الانتقام, و يخطط لطلاقهاقبل ان تبرد جثة جدها فى قبره؟ قالت بصوت عالٍ, و هى تبعد عنه: "لا! لا استطيع."
نظر ماكسيمو إلى وجهها, و لمعت عيناه بشئ من الحيرة. اخيراً هز رأسه ببطء قائلاً: "حسناً, كارا! لليلة واحدة فقط. سأقدم لكِ هذه الليلة كـ هدية. ليلة من اجل ان تحزنى على السنين التى فقدتها."
استدار لينام على الجانب الآخر من السرير, و هو يتابع: "غداً, سنبدأ من جديد. فى روما."
تنهدت لوسي بارتياح, و هى تقول: "روما؟! ماذا سنفعل فى روما؟"
قال: "ستثأرين لنفسك من ألكسندر ونثورت."
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:39 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
10 –لقاء مصيرى
فى صباح اليوم التالى شعرت لوسي بقلبها يقفز فى صدرها, و هى تنظر إلى ماكسيمو, الذى جلس قربها على المقعد الخلفى فى منتديات ليلاس سيارة مازرتى كواتروبورت.
"لا استطيع ان اجبر الكسندر على توقيع هذه."
هزت الاتفاقية القانونية التى تنهى حقوق الكسندر كـ والد لـ كليو إلى الأبد, ثم وضعتها بغضب فى حقيبتها المصنوعة من جلد التمساح, و هى تتابع: "انا اخبرك بذلك منذ الآن. ما ان اعرض عليه صورة كليو, حتى يعود إلى رشده, و يطالب بحقوقه الكاملة كـ والد لها."
"أنا سعيد لأننى تمكنت من إقناعك بعدم اصطحاب الطفلة, كى لا يرفضها وجها لوجه."
"لن يرفضها ابداًً!"
مالت لوسي إلى الأمام لتلوح لإبنتها مرة اخيرة, كانت كليو تراقبها من بين ذراعى إميليا قرب النافذة فى الطابق العلوى.
تطوعت الفتاة بحماس ة شوق لرعاية الطفلة لساعات قليلة, كما ان كل فريق العمل فى المنزل مستعد لأى مساعدة ضرورية. مع ذلت بقيت لوسي تشعر بالقلق لإبتعادها عن ابنتها, لكنها ادركت ان ذلك افضل لها.
"انتِ تتصرفين و كأنك مازلت تحبينه."
نبرة ماكسيمو الحاسمة جعلتها تجلس بعنفوان فى مقعدها, بينما كان السائق ينطلق بالسيارة المازرتى بتعومة و سرعة عبر بوابة الفيلا.
"بالطبع, أنا لا احبه!"
"لماذا تصرين إذن على قول انه سيكون والداً محترماً."
"إنه والد كليو, و لا استطيع ابعاده عنها."
بدت لوسي حزينة و هى تحدق عبر النافذة فى ذلك الصباح المشمس الصافى, امضت الليل كله ترتجف على الجانب البعيد من سريرهما, و هى تصغى إلى انفاس ماكسيمو بقربها, و ترغب فى الاقتراب منه, لتشعر بالراحة بين ذراعيه. لكن لو فعلت ذلك, فستُقدم على اكثر الاعمال خطورة فى حياتها. لم تنم للحظة واحدة, و الظلال السوداء تحت عينيها خير دليل على ذلك. فى المقابل, و كما يبدو بوضوح, لم يعانى ماكسيمو من اى مشكلة فى النوم بجوارها....
رأت الفيلا المهدمة القديمة. بدت بيوت القرية لامعة كـ الماس الأبيض فى الشمس, أما هذا المكان المنعزل فبدا مليئاً بالظلال السوداء. من خلال الظلال, تحرك شيئاً ما. اتسعت عيناها ما ان رأت رجلاً عجوزاً رمادى الشعر, يرتدى رداءاً قديماً, و يمشى متعثراً نحو المدخل. كان الرجل يصرخ و ينادى باللغة الإيطالية, و يلوح بيده برعب.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:40 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
استدارت لوسي لتحدق به من خلال النافذة الخلفية. قالت, و هى تمد يدها لتمسك بكتف السائق: "توقف! من فضلك توقف!"
نظر السائق إلى ماكسيمو, فهز الأمير رأسه بالرفض.
"اعتذر براتسيسا."
قال السائق ذلك بنبرة اعتذار, ثم تابعت السيارة سيرها بسرعة على الطريق. نظرت لوسي عبر النافذة الخلفية إلى الرجل العجوز فى وسط الشارع, ثم استدارت إلى الأمام, و سألت: "ألم ترّ ذلك الرجل العجوز يناديك؟"
اجاب ماكسيمو بنبرة هادئة, إلا انها لا تخلو من الانزعاج و السأم: "لأم يكن ينادينى."
اخرج جهاز كمبيوتر من حقيبة جلدية سوداء و تابع: "إنه يريدكِ أنتِ."
شهقت: "أنا؟ لماذا؟"
قال ماكسيمو: "ذلك الرجل كارا, هو جدك."
"جـــــدى؟!"
شهقت قبل ان تتابع: "لماذا تركته هكذا فى الشارع؟ هل أنت مجنون؟"
اعادت انتباهها إلى السائق قائلة: "توقف!"
لكن السائق استمر فى القيادة, كأنه يسمع شيئاً. امسكت ذراع ماكسيمو بيأس و هى تقول: "أطلب منه ان يتوقف! علينا انا نعود! ألا ترى انه بحاجة إلى المساعدة؟"
نظر ماكسيمو إليها, و قال بهدوء: "افضل ان اقطع يدى, قبل ان ارفع اصبع واحد لمساعدة هذا الرجل."
صدمتها نظرته الباردة القاسية, فتراجعت إلى الوراء على مقعدها. همست لوسي, و هى تفكر بالرجل العجوز الحزين فى الشارع: "كيف يمكنك ان تكون بهذه القسوة؟ إنه مريض و عجوز, و على مشارف الموت."
قال زوجها ببرودة: "من المؤسف انه احتاج إلى كل هذا الوقت."
شهقت قائلة: "ألا تملك اى عاطفة إنسانية على الإطلاق؟"
قال: "لا! غوسبى فيرازى اخذها منى منذ عشرين سنة."
شعرت بالخوف من نظرة عينيه: "ما الذى فعله؟"
ضغط ماكسيمو على يديه, و قال: "حطم عائلتى و قضى عليها."
"مـــــاذا؟"
"لا اهمية للأمر الآن, لكنه سيتحمل نتائج اعماله. مع كل ساعة بقيت له على هذه الأرض. اخذت شركته الغالية على قلبه. اخخذت عائلته, و كل ما لديه."
عضت لوسي على شفتها. ما الذى فعله جدها؟ لكن...... مهما كان ما فعله, إنه جدها.... لديها جد..... موجة من الحنان و الحماية اجتاحتها. قالت من دون ان يفكر بالأمر: "لا يمكنك ان تتوقع منى ان اتركه يموت وحيداً."
ضغط ماكسيمو على اسنانه قائلاً: "اتوقع منكِ ان تلتزمى ببنود اتفاقيتنا. اى جزء من عدم الطاعة و الاحترام لم تفهميه؟"
تمتمت: "أنه الجزء النتعلق بالحب, و هو ما لم تفهمه انت."
"هذا الأمر لا يمكن التفاهم بشأنه, لوسيا! اوضحت لك ذلك من قبل. تمردى علىّ فى هذا الأمر, او اتصلى بـ غوسبي فيرازى بـ اى وسيلة كانت, و سينتهى زواجنا على الفور."
شعرت بغصة فى صدرها. كيف يمكنها ان تخاطر بمستقبل ابنتها الآمن من أجل رجل عجوز لم تقابله يوماً؟ مع ذلك.... هل يمكنها ان تعيش برغد, و هى تعلم انه يعانى من الفقر, و يعيش وحيداً, و ليس لديه من يحبه و يعتنى به؟
ساد الصمت بينهما لفترة طويلة. بعدئذٍ قال ماكسيمو: "سنصل إلى روما بعد قليل, عليكِ ان تفكرى بذلك. هل تعلمين لماذا تخلى عنك نثورت؟"
رمشت بعينيها لإبعاد دموعها. قالت: "ترك لىّ رسالة يقول فيها إنه مغرم بامرأة اخرى."
ابتسم بسخرية, و علق: "هناك طريقة واحدة للنظر إلى ما فعله: حصل على عرض افضل. حبيبة سابقة ارادت فجأة استعادتع, انها فيوليتا انديمو رئيسته فى العمل.:
"اتعنى مصممة الأزياء؟"
"طمع ونثورت فى الثراء و الرفاهية اللذين يمكن تقديمهما له. سألته فيوليتا ان كان ارتبط بـ امرأة اخرى اثناء انفصالهما, فقال لها انه امضى السنة كلها يتعذب على فراقها."
همست لوسي غير مُصدقة: "ألم يخبرها عن زواجنا و عن ابنتنا؟"
"فيوليتا انديمو فى الخامسة و الأربعين من عمرها, و تعانى من الشك و الغيرة, بالإضافة إلى مزاج الفننانين المتقلب. إن اكتشفت ان ونثورت كذب عليها, و انه كانت لديه حبيبة جميلة و طفلة فلن تنهى خطوبتهما فقط, بل ستعمل جاهدة كى لا يحصل على اى عمل آخر. اعتقد ان هذا هو السبب الذى دفعه إلى إجراء اتفاق سري مع جدك." رفع كتفيه قبل ان يتابع: "لم يتزوجا بعد, لكن اظنه يعلم مسبقاً ان من يتزوج من اجل المال, يجب ان يتمسك بكل قرش."
توقفت السيارة فجأة, فرفعت لوسي نظرها, و تبعت نظرات ماكسيمو . رأت مرواحية تنتظر على طريق معبدة فى مكار خاص صغير, فسألت: "ما هذه؟"
"إنها سيكور سكاى 76 د."
قال ماكسيمو ذلك و هو يخرج من السيارة. فتح لها الباب, و مد يده ليمسك بيدها متابعاً: "ستقلنا إلى روما."
قالت بنبرة متوترة: "بمرواحية؟ ألا نستطيع الذهاب إلى هناك بالسيارة؟"
ابتسمت عيناه الزرقاوتان لها, و هو يجيب: "لا تخافى! اعتقد انكِ ستحبين الرحلة."
تحبها! كلمة مبالغ فيها. بالرغم من الرفاهية الواضحة فى الطائرة, بمقاعدها الجلدية البيضاء, و شاشة التلفزيون الكبيرة, و خزانة الشراب, ظلت لوسي تشعر بالتوتر, و لم تشعر بالارتياح إلا بعد ان هبطت الطائرة أخيراً عبر الغيوم الرمادية الماطرة, التى تغطى سماء روما.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:41 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
عندما صعدت هى و ماكسيمو بالسيارة الليموزين التى كانت بانتظارهما على طريق المطار, شعرت ان ساقيها ما زالتا ترتجفان, و لن تتوقف أذناها عن الطنين إلا بعد حين. ما إن إنطلق السائق بهما نحو قلب المدينة, حتى قال ماكسيمو: "لدى شئ لكِ."
اخرج علبة صغيرة ذات لون ارجوانى من معطفه, و قدمها لها. قطبت لوسي جبينها و هى تفتحها. داخل العلبة الأردوانية و على قطعة المخمل الأسود, رأت عقداً يخطف الابصار. حدقت به, و بالكاد تمكنت من سماع قطرات الماء المنسكبة على سطح السيارة, فهناك مئات حبات الألماس الرائعة التى تشع امامها. نظرت إليه بعينين مذعورتين, و قالت متلعثمة: "هذا العقد ليس حقيقياً, قل لىّ ان حبات الألماس فيه غير اصلية."
ابتسم ماكسيمو, و اجاب: "هذا العقد كان ملكاً لـ اميرة هانوفر, و الآن هو لكِ. حبات الألماس هذه ذات تاريخ مميز ايضاًً!"
لابد ان ثمن هذا العقد يفوق ما حصلته من مال فى حياتها كلها. هل يحاول ان يشتريها؟
اغلقت الصندوق بسرعة, و وضعته على المقعد بينهما.
"إن كنت تعتقد ان هذا العقد سيجعلنى اقنع الكس بالتنازل عن حقه كـ والد لـ كليو, فـ انت مخطئ."
اخفض ماكسيمو حاجبيه السوداوين كـ سواد الغيوم فى الخارج, و قال بهدوء: "هذا العقد, لترتديه يوم زفافنا."
"زفافنا؟! اعتقدت اننا تزوجنا, و انتهى الأمر!"
"هذا صحيح!"
امسك بيدها بين يديه, و نظر إلى الخاتم البسيط المصنوع من الذهب فى إصبعها, و تابع: "لكن زواجنا يجب ان يبدو حقيقياًً بكل طريقة ممكنة, و أنتِ تستحقين افضل من هذا. تستحقين خاتماً ماسياً مناسباً لـ اميرتى.... و عروسي."
"آهـ! هذا... لا بأس به.... حقاً!"
تورد وجها و هى تحاول ان تسحب يدها من قبضته, لتتحرر من الارتباك و الأحاسيس التى يسببها لها."
"لا! انه ليس كذلك."
امسك ماكسيمو يدها بثبات, ثم رفعها إلى شفتيه بنعومة, و قبّل كل إصبع فيها. جمدت لوسي مكانها, غير قادرة على الحركة, غير قادرة على التنفس و هى تراقبه.
تمتم: "سنحصل على زفاف كارا, و بعد ذلك سنحصل على ليلة زفاف."
ليلة زفاف؟ إذاًً هو لن ينفذ تهديده بإغوائها هذه الليلة! تنفست بارتياح. قالت متأملة: "نحتاج إلى عدة اسابيع لنخطط للزفاف."
ابتسم لها بمكر, و قال: "اقل من اسبوع. لكن....."
فتح راحة يدها, و قبّل البشرة النامة فى باطنها, و هو يتابع: "لن ادعك تنتظرين طيلة ذلك الوقت. الليلة, كارا. الليلة ستصبحين لىّ."
مال نحوها, ليلامس شعرها, فتأوهت و هى تنظر إلى وجهه الوسيم المتكبر. إن حاول معانقتها الآن, فى المقعد الخلفى لسيارة الرولز رويس عبر شوارع روما الرطبة, هل تستطيع إيقافه؟ هل ستملك القوة لتفعل ذلك؟
"اعلن ان الزواج فى فندق لم يكن حلمك. وجد رجالى الكتاب, لوسيا. كتاب احلامك....." ابتسم و هو يتابع: "الكنيسة البيضاء, الفستان الأبيض, الزهور و قالب الحلوى."
وجدوا الكتاب الصغير الملئ بالصور, التى اخذتها من مجلات متخصصة بحفلات الزفاف, حدث هذا عندما كانت تُحضر لزواجها لتصبح السيدة ألكس ونثورت؟ شعرت لوسي بـ إحساس من الضيق و الإحراج. حدقت بالسيارات المارة, و هى تقول بنبرة جافة: "حدث ذلك منذ ومن بعيج. إنها مجرد احلام فتاة حمقاء. انس الأمر, فأنا نفسي نسيته."
بنعومة ادار ماكسيمو وجهها لتنظر إليه, قبل ان يقول: "لا! لا اريد ان انسي. اريدك ان تحصلى على كل ما ترغبين به."
شعرت لوسي بروحها ترتجف من كلماته. لطالما حلمت برجل يُقدرها و يحميها, و يحقق لها اعمق امنيات قلبها. ضغط بخده على خدها, فشعرت بخشونة بشرته. تمتم هامساً: "الأسبوع القادم سنتزوج فى الكنيسة القديمة فى الفيلا. تمت دعوة الضيف من كل انحاء العالم, و ستصل مصممة الاعراس نهار الثلاثاء من لندن. يمكنك ان تخبريها عن كل امنياتك."
ابتعد عنها و هو يبتسم متابعاً: "هذه هى اوامرى."
اوامر؟! قالت لنفسها بيأس: لا شك انها خدعة هدفها الرشوة. لا يهتم ماكسيمو لأمنيات قلبها, كل ما يهتم له هو الانتقام. رفعت ذقنها و هى تضم ذراعيها إلى صدرها, و قالت: "اتريدينى ان احصل على كل ما ارغب به؟ حسناً, شكراً لك! ما رأيك بحصولى على اب لـ ابنتى؟"
حدق بها بهدوء للحظة, ثم عاد ليجلس على على مقعده بلا اكتراث.
"إن اعتقدت ان نثورت سيعطيك انتِ و كليو العناية و الأحترام اللذين تنظرينهما, فـ انتِ بدون شك تحلمين, لوسيا!"
"نادنى لوسي!"
"ما إن يدرك انه خسر شركته بأمر من مالكى فيرازتى, و خسر ما انفقه بسبب اتفاقه مع غوسبي, سيصمم اكثر من اى وقت مضى على التمسك بـ فيوليتا."
حدق بها بقوة, و هو يتابع: "اما إذا سمع بثرائك, فسيعود إليك من جديد, متظاهراً انه يحبك."
هزت رأسها بشك, و هى تقول: "لن ارضى به, ولو توسلنى."
"حسناً! لم اكن متأكداً من ذلك من قبل, لذا قررت الزواج بك قبل ان يحظى بتلك الفرصة."
لسبب ما شعرت لوسي ان كلماته اشبه بسهام تخترقها. تزوّج ماكسيمو بها فقط من اجل الحصول على سندات مالية, بالطبع! لماذا تستمر فى خداع نفسها بالتخيل ان هناك سبب آخر دفعه للزواج بها؟ لكن.... تلك الأمور الصغيرة التى قام بها من اجلها, بدءاً من حفلة عيد مولد ابنتها, إلى الأسراف فى التسوق فى ميلانو, و الليلة التى ضمها إليها وهى تبكى على امها.... إذا كان قد تزوج بها لينتقم من جدها, فلماذا يقوم بكل هذه الأمور؟ لقد حذرها من الوقوع فى غرامه, لكنه يفعل كل ما يجعلها تُغرم به.
لماذا ترى لمعاناً غريباً فى عينيه عندما تنظر إليه, كأنها اغلى من الذهب بالنسبة إليه, بل كأنه كان يبحث عمها طوال حياته؟
قال ماكسيمو: "سيحاول ونثورت استعادتك, و عندما يفشل بذلك, سيحاول الحصول على وصاية كليو. و الأمران يهدفان فقط إلى استغلالك و وضع يديه على مالك."
همست لوسي و هى تحاول بقوة ان تقنع نفسها بما تقول: "و لِم يُغضبك الأمر؟ انت تستغلنى من اجل اهدافك الشخصية مثله تماماًً."
اصبحت نظرت ماكسيمو حادة و باردة كـ الثلج: "انا لم اتظاهر أننى احبك, لوسيا! لن اكذب عليكِ ابداً. سأهتم بكِ دائماًً, و هذا العُقد الذى اهديتك إياه اكبر دليل على ذلك."
"اجل, و هذا ما لا افهمه."
هزت رأسها بـ إستغراب قبل ان تتابع: "لماذا تتصرف بشهامة و كرم معى؟ هذا يجعلنى افكر.... يجعلنى اعتقد...."
انك تحبنى! من السخافة ان تتلفظ بذلك بصوت مرتفع. استدار ماكسيمو ما ان رن جرس هاتفه النقال. اجاب بحزم على الهاتف قائلاً: "حسنا! سي."
انهى الاتصال ما ان توقفت السيارة. قال و هو يشير إلى الفندق الفخم: "ونثورت هناك الآن, اتت فيوليتا من نيويورك منذ عدة ايام, لكنهما مازالا يتشاجران. إنه فى المقهى منذ اكثر من ساعة, يتناول شراباً, بإنتظار ان تأتى إليه."
فتح لهما خادم الفندق الباب الأمامى. قال ماكسيمو: "اذهبى!"
نظرت إليه لوسي بتعجب, و تساءلت: "الن تأنى معى؟"
هز رأسه, و اجاب: "لا! اولاً اريدك ان ترى بنفسك اى نوع من الرجال هو. إنه لا يصلح ابدأ ليكون والداً لأبنتك, و هو ليس بشخص جيد لأى كان."
"سيغير الكس رأيه ما ان يرى صورة كليو."
ابتسم لها ابتسامة حزينة, و علق: "حاولى! لكن لا تخبريه عن ثروتك, أساليه ان يعترف بها, و سترين بنفسك ما سيحدث. المقهى يقع مباشرة إلى اليمين قاعة الاستقبال. هيا, اذهبى!"
ضمت لوسي حقيبة يدها إلى صدرها, ما ان اصبحت داخل قاعة الاستقبال, حتى استدارت إلى الجهة اليمنى. رأته على الفور..... الرجل الذى احبته يوماً, يجلس وراء طاولة خشبية مصقولة تحيط بها النباتات. إنه يحرك ساقه بتوتر, و ينظر نحو الباب بتجهم و غضب.
ما إن رأها الكس, حتى توقف عن هز ساقه على نحو مفاجئ.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 19-09-16 03:44 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
نهاية الفصل العاشر

قراءة ممتعة

موعدنا يوم الاربعاء مع فصلين جداد

ولقاء المنتظر بين لوسي مع الكس

دمتم فى امان الله وحفظه

amany khalil 19-09-16 08:25 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ايه يابنتى ايه القفله دى
طب كنتى زحزحى الفصل شويه
هههههههههههههههه
الامير ده قاسى اووى مهما بين حنيه لى لوسى فهو قاسى وبيستغل وضعها لاهدافه وانتقامه
بس مفكرش ولو مره انها هتتاذى اوى المره دى وهيا ملهاش دعوه بخلافاته مع جدها حتى لو كانت الوريثه الوحيده
لقاها مع الزوج السابق هتكون ازاى بنستنى نعرف
بانتظارك حبيبتى

فرحــــــــــة 19-09-16 11:14 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين الرائعين
مازال الغموض يكتنف الامير ماكسيمو
واعتقد ان لديه الكثير الذى لم يفصح عنه بعد
والحب هو مايجعله يتصرف حيالها بهذا الشكل وليس الانتقام
واعتقد ان نظرته الى نثورت فى محلها بالرغم من عدم تصديق لوسى لها
فرجل ترك ابنته وزوجته واخذ خاتم زوجها ليس محل للثقه
لوسى حائرة بين عقلها وقلبها واعتقد انها ستحاول الاتصال بجدها
لان من لها قلب مثل لوسى لن تترك الامور هكذا
ننتظر باقى الفصول بشوق
ولك منى كل الشكر والتقدير على الرواية الممتعة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

bluemay 20-09-16 07:46 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
فعلا يا اماني اكثر ما لفت نظري بهذه الاصدارات الجديدة اتخاذها لقفلات مشوقة

خلافا للماضي .


ماكسيمو وضع خطا احمر لعلاقته بلوسي..

لما اشعر بأن لوسي ستتخطاه مرغمة او بدافع العاطفة وستلتقي بجدها .

ألكس هل سيحن اليها ام انه مجرد جشع لا يهمه سوى نفسه؟!


سلمت يداك زهرتي

لك مني خالص الود

Yasoog 20-09-16 07:30 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
الرواية رائعة شكرا علي المجهود جزاك الله كل خير

Yasoog 20-09-16 07:35 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
برجاء عرض باقي الرواية شكرا علي المجهود جزاك الله كل خير موفق انشاء الله

amany khalil 21-09-16 03:36 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
النهارده فيه فصلين صح ولا لا زهره

fadi azar 21-09-16 04:13 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
مشكورة فصل رائع جدا

زهرة منسية 21-09-16 04:17 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3660151)
ايه يابنتى ايه القفله دى
طب كنتى زحزحى الفصل شويه
هههههههههههههههه
ههههههههههههه
و انا مالى هى جينى السبب و اهو معاد الزحزحة احم اقصد الفصل جيه
الامير ده قاسى اووى مهما بين حنيه لى لوسى فهو قاسى وبيستغل وضعها لاهدافه وانتقامه
اتفق معاكى منمن هو قاسي لكن قسوته دى مبررة و هستنى اشوف هل هتلتمسي له العذر ولا هيفضل قاسي؟
بس مفكرش ولو مره انها هتتاذى اوى المره دى وهيا ملهاش دعوه بخلافاته مع جدها حتى لو كانت الوريثه الوحيده
لقاها مع الزوج السابق هتكون ازاى بنستنى نعرف
بانتظارك حبيبتى

الزوج السابق حقير و حالا هتشوفى حقارته
مشكورة امانى اسعدتينى تواجدك العطر يا بطة

زهرة منسية 21-09-16 04:22 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3660167)
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين الرائعين
يسلم عمرك فروحة
مازال الغموض يكتنف الامير ماكسيمو
واعتقد ان لديه الكثير الذى لم يفصح عنه بعد
والحب هو مايجعله يتصرف حيالها بهذا الشكل وليس الانتقام
واعتقد ان نظرته الى نثورت فى محلها بالرغم من عدم تصديق لوسى لها
فرجل ترك ابنته وزوجته واخذ خاتم زوجها ليس محل للثقه
ياااس ماكسيمو غامض حتى سبب انتقامه ما زال خفى اما بخصوص رايه فى ونثورت فانت محقة ونثورت ندل بالفطرة
و فى الفصلين الجداد هتنكشف حقيقته
لوسى حائرة بين عقلها وقلبها واعتقد انها ستحاول الاتصال بجدها
لان من لها قلب مثل لوسى لن تترك الامور هكذا
احسنتى التوقع
لكن الأهم هل تعرفها على جدها هيفيدها و لا هيضرها هنا السؤال
ننتظر باقى الفصول بشوق
ولك منى كل الشكر والتقدير على الرواية الممتعة
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة غاليتى كل الشكر و التقدير لتواجدكم العطر و تعليقاتكم التى تزيد من متعة الرواية

زهرة منسية 21-09-16 04:28 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660201)
فعلا يا اماني اكثر ما لفت نظري بهذه الاصدارات الجديدة اتخاذها لقفلات مشوقة

خلافا للماضي .

يا هلا و غلا بذات الرداء الاحمر

منورة الرواية باطلالتك العطرة مايوشة

ايوة فعلا الكاتبات اتنصحوا واتعلموا من ريهام القفلات المشوقة :lol:


ماكسيمو وضع خطا احمر لعلاقته بلوسي..

لما اشعر بأن لوسي ستتخطاه مرغمة او بدافع العاطفة وستلتقي بجدها .

[SIZE="5"]لوسي انسانة صاحبة مبادئ و قيم
و بتتعامل دايمن من منطلق احساسها بالواجب و صحيح هى لسه مش عارفة سبب العداوة ايه SIZE]

ألكس هل سيحن اليها ام انه مجرد جشع لا يهمه سوى نفسه؟!


سلمت يداك زهرتي

لك مني خالص الود

الكس الكس الكس و ما ادركى ما الكس وغد حقير

يسلم عمرك مايوشة مشكورة كتير

زهرة منسية 21-09-16 04:32 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Yasoog (المشاركة 3660301)
الرواية رائعة شكرا علي المجهود جزاك الله كل خير

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Yasoog (المشاركة 3660303)
برجاء عرض باقي الرواية شكرا علي المجهود جزاك الله كل خير موفق انشاء الله

العفو عزيزتى شكرا لتواجدك واكيد طبعا هنزل باقى الفصول فى اوقاتها بـ إذن الله

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3660434)
النهارده فيه فصلين صح ولا لا زهره

لعيونك منمن و لعيون حماسك 4 فصول مش 2 بس

لأنى وعدتكم اننا هنقرأ سواء و بما انى كتبت 4 هنزلهم النهاردة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3660438)
مشكورة فصل رائع جدا

العفو اخى الفاضل شكرا لتواجدك العطر

زهرة منسية 21-09-16 04:33 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
11- حب ام إنتقام؟

تنوعت التعابير التى مرت على وجه الكسندر الشاحب. اولاً تعرف عليها, ثم اصيب بصدمة, تلاها رعب حقيقى, ثم غضب صارخ. لو ان لوسي فى مزاج جيد, لأنقلبت على ظهرها من شدة الضحك.
"لوسي! ما الذى تفعلينه هنا؟"
نظر إليها مطولاًً بدهشة, محدقاً بحذائها الذى يبلغ ثمنه سبعمائة دولار, ثم إلى جوربيها الأسودين و فستانها الصوفى الأنيق. رفعت شعرهغ بعيداً عن وجهها, لتُظهر قرطيها الذهبيين تحت خصلات شعرها, التى انزلقت من العقدة بسبب رحلتها فى الطائرة. وضعت على عينيها عدستين لاصقتين, و زينت رموشها بالكحل و الماسكارا, أما شفتايها فقد غطتهما باحمر شفاة بلون النبيذ المعتق. حدق الكس بها و كأنه بالكاد تعرف عليها, ثم ضاقت نظرته و هو يقول ببرودة: "ما كان عليك ابداً ان تأتى إلى هنا."
"لم يكن لدىّ خيار آخر."
امسكت بحقيبة فيرازى, و شدتها إلى صدرها. الأوراق القانونية التى ستنهى حقوقه كـ والد لـ ابنتها موجودة فى الحقيبة بالقرب منها هناك صورة كليو, التى ستجعله اخيراً يدرك انه يحب طفلته. قالت: "لدى شئ اريدك ان ترأه."
ايتعد عن الطاولة قائلاًً: لا ادرى كيف تمكنتِ من جمع ما يكفى من مال لتتمكنى من القدوم إلى روما, لكنك ستغادرين الآن, و على الفور."
إذا, كان يعلم انها فقيرة و تعيش حياة مزرية. جزء منها ظل يأمل ان لا فكرة لديه عن وضعهما, فهذا يجعل جريمته اقل قسوة. لكنه عرف ذلك طوال الوقت, و لم يرفع إصبعاً ليساعدهما. أنه حقاً انانى وغد, لكنه الفرصة الوحيدة لـ كليو كى تحتفظ بـ والد... أليس كذلك؟

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:34 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
"لماذا تريدنى ان اغادر الكسي؟ هل تخشى ان تكتشف خطيبتك امر ابنتنا؟"
امسك الكسي ذراعها بقسوة و خشونة, و هو يقول: "اقولها لكِ للمرة الآخيرة: "انا لست والد تلك الطفلة. هل تفهمين؟"
تنفست لوسي بهدوء, و مدت يدها لتأخذ الصورة. حيث تجلس كليو تجلس تحت شجرة صغيرة اشترتها لوسي بنصف ثمنها ليلة الميلادى منذ اسبوع مضى, و تحمل بيدها حصانها القماشي بيد, و قطعة حلوى باليد الآخرى, و ترسل ابتسامة كبيرة و سعيدة تُظهر اسنانها اللؤلؤية.
قدمت له الصورة و هى تقول: "انظر!"
"ما هذه بحق الجحيم....؟"
توقف عن الكلام فجأة, فحبست لوسي انفاسها. سوف تنجح خطتها. اخيراً سيدرك الكس اى هدية ثمينة هى كليو.
سينظر إلى الصورة, و يقرر ان يكون رجلاً نزيهاً, و والداً حنوناً.
"اسمها كليو. البارحة كان عيد مولدها الأول. انها طفلة رائعة, الكس! انها ذكية, لطيفة و مليئة بالمرح, لكنها بحاجة إلى اب..... بحاجة إليك."
ضاقت نظرة عينيه, و رفع نظره إليها ببطء: "يا إلهى! كم تحتاجين من الوقت حتى تفهمى؟ انا لا اريدها, و لا اريدك أنت ايضاً."
فتح يده, و ترك الصورة تقع على الأرض, و كأنه يفعل ذلك بحركة بطيئة. راقبت لوسي صورة طفلتها و هى تطير فى الهواء.
"و الآن, أذهبي من هنا بحق السماء! انا مع امرأة جديدة. انتِ و طفلتك الحقيرة لا تعنيان اى شئ لىّ."
سقطت الصورة على الأرض, و رأت لوسي صورة ابنتها الغالية تُداس من قبل مجموعة من رجال الأعمال المارين, ثم تتمزق تحت حذاء امرأة له كعب كـ المسمار. قالت المرأة المرتدية ذاك الحذاء بنبرة باردة كـ الثلج: "الكسندر! من هذه؟"
شحب وجه الكس, و قال: "فيوليتا.... حبيبتى!"
سارت المرأة نحوهما بخطوات متعالية, فيما قفزت لوسي لتلقط صورة طفلتها. سحبتها عن الأرض, و ضمتها بين يديها, بعد ان رأت آثار وحل على وجه ابنتها المتورد, كما ان إحدى عينيها بدت ممزقة بسبب حذاء فيوليتا.
"اجبنى, الكسندر! هل تعرف هذه المرأة؟"
اقتربت مصممة الازياء اكثر, و هى تحدق بـ لوسي بغضب واضح. إنها طويلة القامة, شقراء, و تبدو ثرية جداً, جميلة و محبطة.
تلعثم الكس, و مرر يديه فى شعره بقلق, و هو يقول: "انا لا اعرفها, التقيت بها الآن."
"استطيع ان ارى كيف تمضى وقتك عندما انشغل او اتأخر بارتداء ثيابى!"
"انها غريبة حقاً, و لا تعنى لىّ اى شئ! التقيت بها ذات مرة."
استدار نحو لوسي, و تابع: "و هى ستغادر الآن."
نظرت لوسي إلى وجه الكس الوسيم النحيل. تذكرت كيف توسل إليها كى تتزوجه, ثم هجرها هى و طفلتها. إنه انانى جبان, ولا يفهم معنى الحب الحقيقى, و المسؤولية التى تنتج عنه. ضاقت نظرتها, و هى تفكر: انت لا تستحق طفلتى!
مدت يدها إلى داخل حقيبتها, قائلة: "اجل! ساغادر ما ان توقع على هذه الأوراق."
خطف الكس الاوراق من يدها, بالكاد القى نظرة على الوثيقة لمدة لا تتعدى الخمس ثوانى, قبل ان تظهر بوادر الارتياح على وجهه. فرفع إصبعه و هو يرفع يده إلى موظف المقهى, قائلاً: "اعطنى قلماً."
تنهد العامل و هو يحدق به من تحت انفه, و قال: "سي, سينيور!"
اسرع الكس بالتوقيع على الورقة, متخلياً عن حقوقه كـ والد لـ كليو. راقبته لوسي و هى تشعر بالسقم. فجأة شعرت بيد قوية خلف ظهرها تدعمها. نظرت إلى الوراء و هى تتنهد بحزن.
ابتسمت عينا ماكسيمو لها, لتمنحاها الدعم و القوة. من ون ان يزعج نفسه بالنظر إليها, دفع الكس الأوراق نحوها, و هو يقول: "شكراً!"
قال ماكسيمو: "لا, ونثورت. الشكر لك!"
استدار الكس بسرعة, فيما مال ماكسيمو فوق الطاولة الزجاجية, ليتحدث إلى الموظف باللغة الإيطالية. القى الرجل نظرة نحو الكس, ثم هز رأسه, و وقع على الورقة.
قال الكسندر و هو يبدو مندهشاً: "دواكيلا! ما الذى تفعله هنا؟"
حاول الكس ان يبتسم, و يبدو غير مكترث, و هو يتابع: "ألا يفترض بك ان تكون فى شهر العسل؟ سمعت انك تزوجت من امرأة تُدّعى انها وريثة عائلة فيرازى. ها إننى اقول لك: لن ندعها تمر امام المحكمة. لابد انك يائس فعلاً لتظن انك قادر على استعمال هذه الطريقة."
توقف عن الكلام عندما رأى يد ماكسيمو على ظهر لوسي, و رأى كيف تتكئ عليه بلا وعى منها, و كأنها تطلب حمايته و قوته.
سأل بنبرة ضعيفة: "ما الذى يجرى هنا؟"
استدار ماكسيمو نحوه, فنقلت لوسيا نظرها من الكس إلى ماكسيمو, و تساءلت كيف ترأها انجذبت يوما إلى الكس. إنه اشقر, نحيل, ذو بشرة باهتة, و هو ليس إلا انانياً مقارنة بـ ماكسيمو, زوجها الاسمر القوى الى يبدو كـ البرج امامه.
قال ماكسيمو: "انت على حق و لو لمرة واحدة, ونثورت! انا حقاً فى شهر العسل."
ابتسم الكس ابتسامة ضعيفة قائلاً: "لم افهم هذا المزاح."
ابتسم ماكسيمو برضي و قال: "هذا ليس مزاحاً. انت خسرت كل شئ, و فيرازى اصبحت لىّ."
سألت فيوليتا: "عم تتحدث؟"
ثم استدارت لتنظر إلى الكس, و هى تتابع: "قلت لىّ انه ليس هناك اى مجال كى نخسر. قلت لىّ ان لديك شخصاً داخل شركة فيرازى."
صحيح! لديه رجل داخل الشركة, سينيورا! انه هو نفسه. عقد اتفاقاً مع غوسبي فيرازى لاختلاس ملايين الدولارات من شركتك, لذا انا متأكد من انه متأسف جداً على الخسارة."
استدارت فيوليتا بغضب صارخ, و قالت بصوت كـ الرعد: "الكسندر!"
تجاهلها الكس, و هو يحدق كـ المصدوم بـ لوسي & ماكسيمو.
شهق قائلاً: "اهى زوجتك؟ لا يمكن ان يحدث ذلك, فهى لست من عائلة فيرازى!"
"الفتاة الضائعة لوسيا فيرازى!"
اتسعت ابتسامة ماكسيمو, وهو يتابع: "أعتقد انكما تسرعتما بإعلانها ميتة. هذه لعبة القدر! كان بإمكانك الحصول عليها, مع كل الثروة الهائلة التى تملكها."
قفز الكس على قدميه بسرعة, و قال بعاطفة قوية: "لوسي! ما يجرى الآن مجرد خطأ. انا احبك, و انت تعلمين ذلك.... طفلتنا الصغيرة. لن تأخذى كالى منى."
كالى؟! آهـ! ماكسيمو على حق كما هو دائماً, حتى فى ادق التفاصيل. اغمضت لوسي عينيها. شعرت كأنها ستفقد وعيها. همست قائلة: "اخرجنى من هنا!"
امسك بها زوجها بقوة. و للحظة اتكأت لوسي عليه, و هى تشعر بامتنان لا يوصف للحماية التى يقدمها لها. صرخت فيوليتا: "ماذا تقصد بقولك إنك تحبها.... ولديك طفلة؟ قلت لىّ إنك عشت وحيداً طوال فترة انفصالنا, و اقسمت انك لا تحب احد غيرى."
اجاب الكس بصوت قاصف كـ الرعد: "اصمتى! فأنا لا اتحدث إليكِ!"
استدار ليحدق بـ منتديات ليلاس لوسي بعينين متوسلتين, و هو يتابع: "اغفرى لىّ! من فضلك, لوسي! عودى إلىّ, فـ انا احبك!"
اخذ ماكسيمو الأوراق من الموظف, و وضعها تحت معطفه. قال و هو يحدق بزوجته: "تعالى, كارا! لدينا موعد مع المحاميين."
قال لاكس بنبرة عالية و مليئة بالغضب: "لا! لا! تباً اين هى الأوراق؟ كالى ابنتى, و انا استحق النصف. لن تصمد هذه الورقة فى المحكمة, فلم يشهد احد عليها."
انهى كلامه بضجة ما ان رمت فيوليتا كوب الشراب على وجهه.
هز ماكسيمو رأسه برضى, و قال: "استمتعى بوقتك, سينيورا!"
ضم لوسي إليه, فيما لا تزال هذه الأخيرة مخدرة من الحزن و الصدمة, و قادها بعيداً عن صراخ الكس الغاضب. اخذها إلى الخارج حيث المطر المنهمر, ليذهبا إلى قلب المدينة.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


زهرة منسية 21-09-16 04:35 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
بعد مرور ساعتين, و بينما كانت لوسي تغادر مكتب القاضى فى روما, و بقيت اصوات محامى الكس و صراخهم تتردد فى اذنيها. شعروا فى البداية بالشك, ثم بالغضب عندما اكتشوف ان محاولاتهم إعلانها ميتة فشلت, لا سيما فى اللحظة التى توقعوا فيها النصر و النجاح. اخيراً اُُجبروا على الموافقة و القبول بالامر الواقع. اصبح ماكسيمو يملك الآن 70% من اسهم الشركة, و لم يعد بإمكانهم شراء اسهم لوسي من غوسبي فيرازي, مما جعل اسهمهم الـ 30% من دون قيمة فى النهاية.
قال ماكسيمو و هما ينزلان الدرج باتجاه السيارة التى تنتظرهما: "انتهى الأمر, كارا! لقد انتصرنا! فقد ونثورت حبيبته و عمله. و فيرازي اصبحت لى الآن."
فكرت لوسي بحزن, صحيح! جدها يموت بمفرده فى فيلا مدمرة مظلمة, و طفلتها الغالية فقدت والدها. يا لهذا النصر! لكن يبدو ان ماكسيمو لا يشعر بذلك, فتعابير وجهه تنضح بالنصر, وابتسامته تلع بالتحدى و القسوة. إنه يستمتع بإنتقامه. جعلها هذا تشعر بعدم قدرتها على التنفس بارتياح. كيف يمكنه ان يكون بهذا الاهتمام و الحنان معها, و مليئاً بالشر نحو رجل مسكين عجوز؟ من هو الامير ماكسيمو دواكيلا؟ اتراها حقاً تعرفه كما كانت تعرف فعلاً كونى آبوت, او الكس؟ لا شئ يبدو منطقياً او طبيعياً بالنسبة لها, و ها هى تتعثر. ما الذى يحدث معها؟
امسك بها ماكسيمو واضعاً يده على مرفقها, مرافقاًً إياها إلى سيارة الرولز رويس التى تنتظرهما.
"هل انتِ بخير, كارا؟"
لم تجبه لوسي.
جلس ماكسيمو قربها على المقعد الخلفى, وما ان انطلقت السيارة لتخرج من الموقف حتى قال: "لوسيا! من الأفضل ألا يمتلك نثورت اى حق بالإدعاء بالنسبة إلى ابنتك. لابد انكِ سعيدة لمعرفتك هذه الحقيقة."
تمتمت: "لم اعد اعرف اى شئ."
ضمت ذراعيها بقوة إلى صدرها, و ادارت رأسها بإتجاه النافذة محدقة بالامطار.
"عندما ينتهون من إجراء الفحوصات الجينية لكِ, لن يبقى امامهم إلا القبول بهويتك, و عندها ستصبح شركة فيرازى لنا."
"أنت تقصد لك."
قال بنبرة واثقة: "سي! ألهذا السبب انتِ غاضبة؟ ألا ترغبين فى ان استلم زماما الأمور فيها؟"
قالت بنبرة عيفة: "اتمنى ان تسامح جدى. إنه عائلتى."
ظهر الغضب على وجهه, و علق قائلاً: "كليو هى عائلتك الوحيدة."
"و هى ايضاً لم يعد لها اب."
"من الأفضل ألا يكون لها والد مثل نثورت."
تنهدت قائلة: "الآن, اصبحنا وحيدتين."
حدق بعينيها, ولم يترك لها فرصة كى تشيح بنظرها عنه: "لن تبقيا وحيدتين لفترة طوسلة. يجب ان يكون لديك عائلة, و زوج محب, مخلص, و منزل ملئ بالأطفال."
دخلت تلك الصور فى مخيلتها, تماماً كما تهب الرياح فى العاصفة: المنزل السعيد.... الأطفال.... و الزوج الذى يحبها... لو ان ماكسيمو قادر على إعطائها هذا كله!
للحظة لم تستطيع لوسي ان تتنفس, اما هو فأردف قائلاًً: "بعد طلاقنا سأعرفك على اصدقاء لىّ, و هم رجال صالحون يرغبون فى الزواج و الاستقرا, و ليسو صيادى ثروات."
"على العكس منك."
نظر إليها ماكسيمو و قال: "ما بيننا هو عمل فقط, كارا! انتِ تعرفين ذلك. انا لست رجلاًً يرغب فى الاستقرار. الحب يعقد ما يجب ان يبقى بسيطاً و عادياًً. لكن معظم الرجال لا يفكرون على هذا النحو. لدى صديق فى الريو, بليونير صنع نفسه بنفسه و قد يفكر..."
"لا, شكراً لك!"
غاب صوتها و هى تستدير لتنظر إلى النافذة. بعد ان كادت ان تقنع نفسها انه قد يهتم لأمرها, ها هو يخطط كى يقدمها إلى برازيلى غريب.
"لست بحاجة إلى زوج حنون او منزل ملئ بالأطفال. فقط كليو و انا و الثلاثون مليون دولار. ذلك اكثر من مثالى."
بعد ان قالت تلك الأكاذيب, شعرت انها غير قادرة على الرؤية بسبب الدموع التى تملأ عينيها. غطت جهها و هى تقول: "لم اكن يوماً اكثر سعادة مما انا عليه الآن."
سمعت صوتاً ناعماً, و هو ينزع حزام المقعد عن صدره, ثم شعرت بيديه تنزعان حزام الأمان عنها ايضاً. بعد لحظة, ضمها ماكسيمو بين ذراعيه, و كأنه يلفها بجسمه, ليخفف عنها بدفئه. شعرت بغصة قاسية فى حلقها, كتلك التى شعرت بها حين اسقط الكس صورة طفلتها و كأنها نفاية. اخيراًً انهمرت دموعها, و اخذت تنتحب.....
ضمها ماكسيمو إليه بقوة, و راح يمرر يده على شعرها. تمتم بكلمات ناعمة باللغة إيطالية لم تفهمها. لسبب ما, لطفه و اهتمامه جعلاها تبكى بشدة اكثر. قالت و هى تشهق: "لماذا تعاملنى هكذا؟ انا لا افهم. كان بإمكانك ان تقدم لىّ قليلاً من الاستقرا المادى مقابل اسهمى, و بدلاً من ذلك اصريت على إعطائى ثلاثين مليون. كان بإمكانك ان تتزوج بىّ و تتركنى فى شيكاغو, و بدلاًً من ذلك احضرتنى إلى قصرك و جعلتنى اميرة... لماذا؟"
"اريد ان يموت الرجل العجوز, و هو يعلم ان كل ما يهمه اصبح لىّ."
هزت رأسها, و قالت هامسة: "بل هناك اكثر من ذلك. لو ان الأمر كذلك, لتجاهلتنى عندما نكون بمفردنا, لكنك تعاملمنى كـ اميرة عندما نكون بمفردنا, و تحاول ان تحقق لىّ كل احلامى."
ضغط ماكسيمو على اسنانه بقوة و هو ينظر إلى البعيد, ثم قال: "انت تبالغين."
"لا! انا لا افعل. نحن عملياً غريبان, لكن منذ ان التقينا, انت تتصرف و كأنك...."
كادت تقول: و كأنك تحبنى, لكنها لم تجرؤ, فه تعلم ان هذا غير صحيح. قال ماكسيمو لها مئات المرات, إنه لم يغرم بها ابداً. لكن افعاله تقول العكس تماماً....
قال و هو يداعب خدها: "ربما افعل ذلك كى ادفعك إلى الاستسلام."
اغمضت عينيها, و هى تشعر بلمسته. إنها متزوجة من امير وسيم, و هى ثرية لدرجة تفوق الخيال, و ابنتها سعيدة, و هناك من يهتم بها. كما ان لديها كل ما تطلبه. لاشك انها تعيش قصة خيالية. لماذا تشعر بالاحباط إذا؟ آهـ! لانها لم تحصل على اهم ما تريده: الحب! الأمير الوسيم لا يحبها, و سوف يفترقان فى غضون اشهر قليلة. ستكبر كليو بدون اب, و ستعيش لوسي عمرها فى فيلا فخمة, كـ اميرة تملك الماس و المجوهرات, لكنها ستبقى وحيدة.
ابتعدت عنه. همست و هى تغطى وجهها بيديها: "من فضلك! خذنى إلى ابنتى."
شعرت أنه يحدق بها, ثم تمتم فجأة: "باستا! كفى! لننهى هذا الحديث."
اينتهى الأمر بمثل هذه السهولة؟ أهو حقاً قوى جداً لدرجة انه قادر ببساطة ان يقرر عدم التأثر بأمور مثل الحب و الحزن؟
تمنت لو انها قادرة على ذلك هى ايضاً.....
مال ماكسيمو إلى الأمام ليتحدث إلى السائق باللغة الإيطالية, و عندما عاد ليجلس قربها قال: "انتِ بحاجة إلى الحرارة و اشعة الشمس كارا. إنها امور تجعلك تشعرين بالدفء من جديد. انت وطفلتك بحاجة إلى الضوء و الهواء. انتِ بحاجة إلى.... الشعور انكِ شابة من جديد, فأنتِ ما التِ يافعة و جميلة."
ارتجفت لوسي عندما لامس خدها بنعومة. كيف يمكنها ان تشعر انها شابة من جديد؟
قال ماكسيمو بحوم: "سأخذك فى عطلة."
"عــــطــــلة؟!"
حاولت ان تخنق ضحكة انبثقت من اعماقها, و هى تقول: "هذا امر جيد, لأننى متعبة جداً من التعامل مع كل ما يحدث."
ابتسم لها بمكر, و قال: "ستستمتعين برحلتك كثيراً."
رطبت لوسي شفتيها قبل ان تسأله: "ما الذى تفكر به؟ هل ستلتقى بأصدقائك فى إحدى الجزر الخاصة على الساحل الكاريبى, ام ستبحر إلى جزر اليونان على يختك؟"
هزت رأسها علامة الرفض, و تابعت: "لست معتادة على هذه الأمور, ماكسيمو! لا اتحمل ان يهتم بىّ الخدم, و أن اكون محاطة بـ اصدقائك الذين لا يفهمون لماذا تزوجت بىّ"
"لابد انكِ مجنونة إن اعتقدتِ اننى سأدعو اياً منهم إلى شهر العسل."
حدقت به, و قالت بنبرة صوت بدت اشبه بصرخة: "شهر العسل؟!"
نظر إليها, فرأت زهرة منسية عينيه تشعان بالحماس و التفاخر, و هو يقول: "هل تعتقدين اننى نسيت وعدى؟ لا, كارا! ابتعدت عنك لفترة كى اعطيكِ الوقت الكافى لتتخلصى من حزنك."
لامس خدها, و هو يبتسم متابعاً: "لكن صبرى نفد الآن."
شهقت ما ان تابعت اصابعه ملامسة خدها, و استقرت على عنقها.
"الليلة كارا, سأريك ما معنى السعادة الزوجية. الليلة ستصبحين لىّ.... أخيراًً."
مال إلى الأمام, و لمعت عيناه بالتحدى و هو يهمس: "حاولى فقط ان تقاومينى!"
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:36 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
12- معاهدة غريبة

وصلوا إلى مطار خاص فى جنوب صقلية قبل غروب الشمس بوقت قصير. نزلت لوسي من الطائرة و هى تحمل كليو بين ذراعيها. بدا الطقس دافئاً, فتركت معطفها فى حقيبتها, و هى ترتدى الآن قميصاً قطنياً, و سروال جينز اسود اللون, و تنتعل حذاءاً مريحاً. عقدت شعرها الأسود بشريط من الحرير الأخضر اللون, فراح يتطاير على وجهها بسبب الهواء الدافئ, و هى تنزل الدرج نحو المدرج.
آهـ... صقلية! تنفست لوسي بعمق, أخيراً, ها هى فى إيطاليا الدافئة التى دغدغات احلامها منذ وقت طويل. لم تر سيارة بانتظارهم. السيارة الوحيدة المتوقفة قرب الرصيف الصغير, هى مجرد شاحنة قديمة. نظرت بارتباك إلى الجهة اليمنى ثم إلى اليسرى, و قالت: "اين السيارة؟"
اخرج ماكسيمو الحقائب من الطائرة بنفسه. اوما برأسه بإتجاه الشاحنة القديمة, و قال: "إنها هناك."
"اتعنى تلك؟ إنها حتى بدون سطح!"
"فيها غطاء قابل للطىّ. إنها ممتازة و تقليدية الطراز."
هزت لوسي رأسها و اشارت إلى الشاحنة قائلة: "ما دمت تحب الاشياء القديمة, كان عليك الأحتفاظ بسيارتى الهوندا القديمة."
تنهد بسخرية, و علق: من المؤسف اننا قدمناها لدور الاحسان."
وضعت لوسي ابنتها فى مقعد الأطفال, الذى حُشر وراء قضيب معدنى فى الخلف, ثم صعدت إلى الشاحنة لتجلس قرب ماكسيمو.
شغل ماكسيمو المحرك, و قاد الشاحنة من المطار عبر طريق ملئ بالحصي. استطاعت لوسي رؤية مياه البحر الزرقاء, تشع تحت المنحدرات الصخرية, و رأت اشجار النخيل تتمايلمع النسائم الدافئة. تطاير شعرها فى كل الاتجاهات لأن الشاحنة مكشوفة, فشعرت كأنها فى فصل الربيع. نظرت زهرة منسية إلى ماكسيمو, و ابتسمت له. تذكرت كلماته, فشعرت بجسدها يرتعش. الليلة.... قرر انه يغويها الليلة.... لكنها ستقاومه. عليها ان تفعل ذلك.
بالرغم من انه يعاملها بشكل رائع, لكنها لو سمحت لنفسها بإقامة علاقة معه, فستُغرم به, و ستنهار دفاعاتها مثل قطع الدومينو.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:38 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
"يجدر بك ان تسامح جدى. مهما كان ما فعله, انا متأكدة ان ذلك حصل بالصدفة, او بسبب سوء تفاهم. انا متأكده انه لا يمكن ان يسبب الأذى لأى كان."
علق بهدوء: "انتِ دائماً تُحسنين الظن بالناس. انت لا تعرفينه, لوسي!"
قطعا عدة اميال من دون ان يتبادلا اى كلمة. فجأة نظرت إليه قائلة: "ناديتنى لوسي, و ليس لوسيا. لماذا؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و اجاب: "لأن هذا ما تفضلينه."
شعرت بالغضب من نفسها, لأن هذا الإعتراف البسيط اسعدها. إنها مبادرة لا قيمة لها. مجرد جزء من عملية الإغواء التى يقوم بها. دفعت شعرها بعيداً عن عينيها, ثم نظرت إليه و هى تبتسم قائلة: "لم أرك مرة هكذا.... ترتدى سروال جينز, و تقود سيارتك بنفسك."
حدق إليها للحظة بنظرة جانبية و قال: "أنا فى شهر العسل الآن."
ها هو يؤكد لها ما يقصده بكل وضوح. شعرت لوسي بالقشعريرةبالرغم من الشمس الدافئة. ما إن بدأت الشمس بالمغيب وراء الأفق, حتى انعطف ماكسيمو عبر طريق ملئ بالغبار, ماراً امام منتديات ليلاس حقل من اشجار الزيتون. فى نهاية الطريق, هناك كوخ صغير من الحجر يقع على حافة منحدر يصل إلى البحر, محاط بسياج من خشب الزان, تزينه أنواع من الورود المتفتحة, و الأنوار تشع من كل نافذة فيه.
"أهذا هو فندقنا؟"
قال بإختصار: "هذا ليس فندق. انا عشت هنا."
"اعتقدت انك ولدت و كبرت فى أكيلينا."
"بقيت هناك حتى اصبح عمرى اثنى عشر عاماً. بعد وفاة والداىّ و اختى, تخلت عمتى عن فندقها و احضرتنى مع إميليا إلى منتديات ليلاس هنا, لتعيش قرب عائلة زوجها."
حدقت لوسي به بدهشة. ذكر من قبل ان ليس لديه عائلة, لكنها لم تعرف...
"والداك و اختك توفوا جميعاً؟ يؤسفنى ذلك." توقفت عن الكلام لتعض على شفتها, ثم سألته: "ما الذى حدث؟"
شعرت بخوف مفاجئ قبل ان تُكمل: "لا علاقة لـ جدى بالأمر, أليس كذلك؟"
اوقف ماكسيمو الشاحنة, و قفز منها. حمل الأغراض من الصندوق, ثم وضعها فوق ظهره, و قال: "تأخر الوقت. علىّ ان ابدأ بتحضير العشاء, قبل ان تشعر كليو بالتعب, عندئذٍ لن ترغب فى تناول الطعام."
فتحت لوسي عينيها بإستغراب, و قالت: "انت.... ستُحضر العشاء؟"
"قلت إنك لا تريدين الخدم, لذا انا الوحيد الموجود هنا, لكن ما زالت استطيع إحضار يختى من شواطئ الأنثيبز, إن كنتِ ترغبين بذلك. سنحصل حينها على فريق عمل من عشرين موظفاً و مربية اطفال بدوام كامل. يمكننا ان نبحر إلى سواحل سميرالدا, تونس و مصر, او اى مكان تريدينه. فقط تلفظى بكلمة واحدة.
عضت على شفتها, و هكس صوت فى اعماقها يحذرها: اختارى اليخت!
هذا الكوخ الصغير المحاط بالور قرب البحر خط
ر عليها. انه يختصر كل ما حلمت به يوماً, و كل ما يحتاجه هو عائلة سعيدة فى داخلله, ليصبيح كاملاً و مثالياً. هذا الكوخ يغويها لتتذكر آخر احلامها. إلا انها لم تستطيع المقاومة.....
سألت, ما ان دخلت إلى الكوخ: "من ترك الأنوار مضاءة؟"
مع ان المفروشات فى الداخل مصنوعة من المعدن, بدا الكوخ مريح و مرتباً. كما ان النار تتأجج فى المدفأة الحجرية القديمة.
"و من اشعل النار لنا؟"
"عمتى. انها تعيش قوث التلة."
وضع ماكسيمو الحقائب قرب باب غرفتى النوم, و تابع قائلاً: "لم ترغب فى مغادرة صقلية, حتى عندما قدمت لها فيلا أيشلو, لذا اشتريت لها كل الأراضى المحيطة بأرضيها, و بنيت لها قصراً. لديها الكثير من الخدم الآن, لكنها مازالت تهتم بىّ بنفسها, عندما آتى إلى هنا."
ابتسم قبل ان يتابع: "من الصعب تغيير العادات القديمة.... على ما اظن."
قالت لوسي بحزن: "لابد ان النساء اللواتى عرفتهن احببن هذا المنزل."
"النساء؟!"
"اجل! النساء اللواتى احضرتهن إلى هنا."
"لم احضر يوماً عشيقة لىّ إلى هنا."
نظر إلى عينيها, و تابع: "انتِ فقط."
أهى المرأة الأولى التى احضرها إلى منزله هذا؟ هزت نفسها على الفور, لا تشعرى بالإطراء و الإغواء, و لا تشعرى بالشوق إليه, لإعتقادك انك مميزة بالننسبة إليه!
بعدئذٍ اعدّ ماكسيمو عشاء بسيط من الباستا و البروكولى, و حضر زجاجة حليب لـ كليو, و شراباً مميزاً لهما, فشعرت كأن الهواء يضح بالتوتر الحسي بينهما. شربت لوسي كوباً من الشراب, و اخذت تأكل ببطء, محاولة ان تطيل مدة وجبة الطعام بقدر ما تستطيع. اخيراً اخذت كليو تتثاءب, و كادت تغفو على الكرسي الخشبي القديم المرتفع. كانت لوسي قد اخذتها إلى الحمام, حيث غسلت جسمها الصغير بالصابون المعطر, وجففتها بمنشفة قطنية سميكة, ثم البستها بيجاما جديدة ناعمة. و بينما كان ماكسيمو راكعاً امام المدفأة الحجرية, ليضع المزيد من الحطب, حملت لوسي ابنتها الشبه نائمة إلى غرفة النوم الصغيرة. قبلتها متمنية لها ليلة سعيدة, و وضعتها فى المهد, ثم غطتها بغطاء دافئ سميك.
إتكأت على الباب, و اخذت نفساً عميقاً, و هى تتمرت على ما ستقوله: ماكسيمو! لا استطيع ان استسلم لإغوائك, فأنا لست مثلك. لا استطيع ان امنع قلبى من التورط. سيستمر زواجنا لمدة ثلاثة اشهر فقط, و من المفترض ان يكون صورياًً!
ضمت يديها بقوة مستجمعة كل ما لديها من قوة. عليها ان تكون حازمة, و عليها ان تقاوم! ما إن غادرت الغرفة, حتى رأت ماكسيمو يقف اما النار, و عيناه تشعان بالشوق إليها. بالكاد اغلقت باب غرفة نوم كليو, حتى سار نحوها.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:39 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
و حركة جسده القوى تجعله يبدو كـ قناص يتربص فريسته. قالت و هى تبتلع غصة بصعوبة: "ماكسيمو! لن استطيع...."
هذا كل ما تمكنت من قوله قبل ان يضمها إليه, و تحيط ذراعاه بها بقوة. عانقها بشدة, و كأنه يحاول إقناعها بما يفكر به, ضاغطا جسدها إلى صدره, فتحولت اعتراضاتها إلى تنهدات, و هى تشعر بعناقه يجرفها. همس فوق بشرتها: "لوسي! تى دسيدرو.... سي بلسيما...."
شعرت بيده تتحرك ببطء على بشرتها, مسببة حرارة اجتاحت جسدها, حرارة لا علاقة للنار بها. بلطف رفعها ماكسيمو عن الأرض و حملها نحو الأريكة الموضوعة امام المدفأة الحجرية القديمة. حدقت لوسي به, و كادت تفقد قدرتها على التنفس بطريقة عادية. انحنى فوق الاريكة, و قبلها. آهـ! هى لم تختبر مثل هذا الشعور من قبل. إنها تتوق إليه ايضاًً... تريد ان تضمه إليها, و تعانقه, و تغيب معه فى لحظات لا تُنسي من الحب....
احتاجت إلى كل ما لديها من قوة لتتمكن من دفعه. التقت نظراتهما, فقالت و هى تلهث: "لا استطيع ان افعل ذلك. مهما بدا لك ذلك سهلاً, فهذا سيجعلنى اتورط معك عاطفياً."
"بالطبع, نحن مرتبطان عاطفياً, كارا!"
بطريقة بدأت تربكها. توترها الشديد جعل الدموع تطفر من عينيها. قالت بحيرة و حزن: "لا استطيع.... انت لا تدرك ما الذى يفعله هذا بىّ."
قال و هو يلامس وجهها, ليرفع ذقنها, كى تحدق به: "دعينا نلعب لعبة."
بدا لها ما يقوله بريئاً جداً, فسألته: "و ما هى تلك اللعبة؟"
ابتسم ماكسيمو لعينيها, و قال: "سأحاول جعلك غير قادرة على مقاومتى, و انت تحاولين العكس تماماً."
نرت غيمة على القمر فى الخارج, و للحظة لم تعد ترى إلا ظل وجهه, او تسمع إلا صدى ضربات قلبها. همست: "وان تمكنت من كقاومتك؟"
"سأقبل طلبط بأن يكون زواجنا شكلياً فقط."
اخفض يده على وجهها ليمسك بيدها. قبل راحة يدها برقة, ثم رفعها إلى صدره, و هز يتابع: "لكن ان جعلتك تتأوهين بين ذراعي, ستصبحين لىّ طوال اشهر زواجنا الثلاثة."
من نظرة عينيه, علمت انه لا يتوقع الخسارة.
"كم ستدوم هذه اللعبة؟"
"اربعة و عشرون ساعة."
حدقت به و قد اتسعت عيناها من الدهشة.
"تبدأ من الآن. هذه عى شروطى. هل توافقين؟"
وقف و مد يده ليساعدها كى تنهض.
حدقت لوسي فى يده الممدودة. هل يمكنها ان تحمل هذا الاعتداء على احاسيسها لمدة اربعة و عشرون ساعة, من دون ان تستسلم؟ هذا امر مستحيل! مع ذلك, فالجائزةتلمع امامها: ستتمكن من العيش طوال الثلاثة اشهر القادمة من دون ان تُسلم جسدها و روحها له. إنها تدرك لماذا اغرم عدد كبير من النساء به, لكنها لا تستطيع السماح لنفسها بأن تفعل مثلهن. اربعة و عشرون ساعة! هل تستطيع القيام بذلك؟
ادركت لوسي ات ليس امامها اى خيار آخر. أتراها ستستسلم خلال اربعة و عشرون ساعة, ام ستنتظر منه ان يغويها, و يتودد إليها خلال الاشهر القليلة القادمة, فى اى وقت و فى اى مكان؟ هذه هى فرصتها الوحيدة للنجاة. انفاسها و هى تضع يدها بيده, و تقول: "موافقة."
شدها ماكسيمو لتنهض عن الاريكة, ضغط بجسدها على جسده, و همس لها: "بانى.... حسناً!"
لامس خدها بحنان, و عانقها. عناقه جعلها تشعر بالشوق من اعماقها. اعادها إلى الأريكة بلطف, فشعرت بلمساته تدغدغ ظهرها. ادركت لماذا لم تستطيع اىى امرأة مقاومته من قبل. قالت لنفسها بيأس: يمكننى تحمل ذلك! لكن جسدها راح يتلوى من الشوق. شعرت كأنها تذوب مع كل ضمة و لمسة, و انها تكاد تفقد صوابها. اصبح من الصعب عليها اكثر فأكثر ان تتذكر لما لا ترغب فى الاستسلام له. زفرت بصعوبة, و هى تنظر بيأس إلى الساعة القديمة المعلقة فوق المدفأة. كم من الوقت تحملت حتى الآن؟ عشرون دقيقة؟
تأوهت بصوت عالى, ما ان عانقها من جديد, ثم.... من غرفة النوم الصغيرة, صرخت كليو صرخة رعب. إنها تستيقظ احياناًً فى الليل و تعود مباشرة إلى النوم, لكن لوسي اعتبرت ما حدث هدية من ابنتها. كليو, و من دون إدراك منها, تحمى امها من ضعفها. فكرت فى ذلك بإمتنان و هى تشكر ابنتها, و تبتعد بسرعة عن الاريكة.
"غلى اين تعتقدين انكِ ذاهبة؟"
قالت و هى تُسرع نحو الغرفة: "وافقت على رهانك, لكن لا تتوقع منى ان ادع طفلتى تبكى."
"لـــــوســـــي!"
"أنها خائفة من النوم بمفردها فى مكان جديد, و هى تشعر بالوحدة."
اردفت بسرعة: "سأراك عند الصباح."
تجنبت ذراعيه, و هى تركض نحو غرفة النوم الصغيرة.
اغلقت الباب وراءها, ثم إتكأت عليه و تنفست بهدوء و ارتياح. نظرت إلى السرير الصغير, فإذا بـ كليو مستغرقة فى نومها. فكرت و هى تبحث فى الظلام عن حقيبتها, مع القليل من الحظ ستنامان حتى ساعة متأخرة من صباح يوم الغد. عندها ستبقى لديها اثنتى عشرة ساعة لتقاوم ماكسيمو الوسيم. بحثت داخل حقيبتها, فوجدت بيجامتها. ارتدتها بسرعة, و صعدت إلى السرير الحديدى بجانب المهد.
اثنتا عشرة ساعة؟!
إنها بحاجة إلى معجزة لتتمكن من النجاح فى هذه الحرب المرعبة و المغرية فى آن معاً.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


زهرة منسية 21-09-16 04:41 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
13- جولة خاسرة


ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة..... فتحت لوسي عينيها بصعوبة. للحظة مددت جسدها على الفراش الوثير, فهى لا تزال تحلم. إنه حلم رائع جداً: عائلة سعيدة تعيش فى كوخ مغطى بالورد قرب البحر.... بيت ملئ بأطفال يضحكون و يلعبون, و بعد ان يناموا يأتى الأمير لوسيم ليحملها إلى السرير فى الليل, و يجعلها تشعر بأحاسيس لم تعرفها يوماً.
تذكرت رهانهما.....!!
فتحت عيناها بقوة. إنها نائمة فى غرفة صغيرة, مستلقية على فراش ناعم فى سرير معدنى قديم, و مغطاة بلحاف يدوى الصنع. على طاولة قريبة منها, رأت مزهرية مليئة بورود قُطفت صباح اليوم.
جلست و هى تشعر بحرارة اشعة الشمس تتدفق على سجادة مصنوعة يدوياً ايضاً, و تغطى الأرض الخشبية السميكة. لابد ان الوقت متأخر!
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:42 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
جلست و هى تشعر بحرارة اشعة الشمس تتدفق على سجادة مصنوعة يدوياً ايضاً, و تغطى الأرض الخشبية السميكة. لابد ان الوقت متأخر!
همست بصوت عال: "نجحناًً! نمنا لوقت متأخر, كليو."
لكن المهد فارغ!
ضربة.... شئ ما تحطم.... و ضربة جديدة.....
أين طفلتها؟ قفزت لوسي من السرير. و فتحت الباب, ثم ركضت نحو القاعة. ما رأته فى المطبخ جعلها تتوقف عن اى حركة. حدقت اربعة عيون بها باستغراب. كانت كليو تجلس على السجادة امام المدفأة, و يداها المنتفختان تحملان معلقتين خشبيتين كبيرتين, تستعملهما لتضرب بقوة على قدر نحاسي موضوع رأساً على عقب امامها. رأت بقعاً زرقاء تُلطخ ذقن طفلتها و فمها, ما إن رفعت كليو نظرها إليها ابتسمت بسعادة.
وراء الطفلة رأت ماكسيمو يعد الفطور. بدا وجهه ملطخ بالطحين, ما جعله يبدو رائعلً بشكل لا يوصف.
"بونجورنو, كارا!"
وضع طبق الكعك المغطى بالعناب, و شدها إليه قليلاً.
قبل خدها الأول ثم الثانى, و قال: "اترغبين فى بعض القهوة؟"
هزت لوسي رأسها, و هى تشعر بالدهشة و الارتباك.
"اجلسي! اتريدين القشدة و السكر؟"
قالت: "أجل."
جلست على كرسي قرب طاولة المطبخ. لم تفهم ما يجرى امامها, خدعته لمدة اثنتى عشرة ساعة فى رهانهما, فـ اين رده على ما فعلته؟
"هل نمتِ جيداً؟"
احضر لها فنجان قهوة مع القشدة و السكر. من دون ان يحاول لمسها, ثم ادار ظهره, و بدأ بترتيب سلة النزهة.
تمتمت: آهـ....! أجل."
رشفت رشفة من القهوة.
وضع ماكسيمو بعض السندوتشات الملفوفة و أنية الطعام الفضية فى السلة, و قال: "يبدو الطقس رائعاً اليوم. فكرت فى الذهاب إلى النزهة بعد ان تنتهى من تناول قهوتك. إنه طقس حار بالنسبة لهذا الفصل."
نظر إلى بيجامتها الحريرية, و تابع: "اكثر حرارة مما عرفته منذ زمن بعيد جداً."
شعرن كأن حرارتها هى ترتفع جراء نظراته, وكأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه بينهما فى السابق. إنه يقصد إغوائها بهذه النزهة.
بسرعة وضعت خطة دفاع عن نفسها. سترتدى اقرب ما يكون إلى بذلة التزلج, و ستبقى ابنتها بقربها طوال الوقت. إن عطست كليو, ستدعى انها على وشك الاصابة بالزكام, و إن بمت ستقول إنها بحاجة إلى النوم, و كلا السببان جيدان لإعادتها إلى المنزل.
لا شك ان طفلتها ستحميها. و كأنه كليو فهمت نواياها, إذ زحفت نحوها, و رفععت إليها ذراعيها. التقطت لوسي ابنتها, و ضمتها إليها بقوة. رأت ان خديها ملطخان بالعناب. بالنسبة إلى زير نساء لا خبرة لديه مطلقاً بالأطفال, يبدو ان ماكسيمو يعرف كيف يُسعد طفلتها.
من الموؤسف انه ليس والد كليو!
تجمدت لوسي مكانها بسبب تلك الفكرة. يكفيها سوءا انها تفكر دائماً به, لكن ان تتمنى ايضاً لو انه والد طفلتها, و هو الرجل الذى اقسم على عدم التفكير مطلقاً بالاستقرار.... إلى اى حد من الغباء يمكن لقليها الأعمى ان يصل؟
قالت لقلبها الضال: "كفى! توقف عن ذلك الآن!"
"هل قلتِ شيئاً ما كارا؟"
يا إله السموات! هل نطقت بتلك الكلمات بصوت عالى؟
"كنت اتساءل فقط متى استيقظت كليو؟"
"منذ ساعتين."
شهقت قائلة: "ساعتان؟ لماذا لم توقظنى؟"
رفع ماكسيمو كتفيه, و مد يديه بطريقة معبرة قائلاً: "سمعتها تتحدث فى المهد, و كنت مستيقظاً بكل الأحواراراجع بعض ارقام المبيعات من مكتب طوكيو, فقلت لنفسي انكِ ترغبين فى البقاء فى السرير إلى ما بعد وقت نهوضك المعتاد."
انها المرة الأولى التى تحظى فيها برفاهية النوم صباحاً منذ ولادة كليو. شعرت لوسي انها تنبض بالحياة فهى مرتاحة جداً. لكنها لم تفهم.... تتخلى ماكسيمو عن ساعتين من الاثنتى عشرة ساعة الأخيرة, ليتركها تنام.
"شكراً لك! لكن كياستك لن تساعدك لتربح."
النوم الإضافى جعلها اكثر استعدادً لمواجهة المعركة.
اضافت: "ارتكبت اول غلطة."
ابتسم و اجاب: "سنرى! إن كنت قد انتهيتِ من شرب القهوة, هل يمكنك الاستعداد للذهاب؟"
تفوهت كليو بمقاطع حروف لا معنى لها, و هى تلوح بالمعلقة الخشبية بسعادة.
ابتسم بحنان للطفلة, و قال: "ما الذى تقولينه؟ اتريدين ان نُسرع؟"
ضحكت لوسي لهما, ثم جمدت على الفور.
تردد إحساس فى اعماقها, اشبه بشعاع من نور الشمس ينعكس عبر نوافذ ملونة. هذه هى الحياة العائلية التى حلمت دائماً بها: "طفلة تضحك, و مطبخى دافئ, زوج وسيم. هذه هى السعادة...."
قالت لنفسها بيأس و حزن, انها وهم كبير.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:43 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ازدادت عواطفها اضطراباً عندما تشارك الثلاثة فى النزهة. جلسوا على غطاء سميك إلى جانب تلة مليئة و مطلة على منتديات ليلاس البحر. ضحكوا و تناولوا طعاماً بسيطاً عبارة عن سندوتشات لحم مشوى و الفاكهة و الكعك المغطى بالعناب. بعد ذلك, و فى حقول الزهور المشبعة بحرارة الشمس, و تحت سماء صقلية الزرقاء الصافية, رأت لوسي ابنتها تخطو خطوتها الأولى.
ثلاثة خطوات مرتجفة من بين ذراعى ماكسيمو إلى ذراعيها.
ها هى تشاهد هذا الحدث المهم لابنتها, و الفضل يعود إلى ماكسيمو.....
همست و هى تنظر إلى وجهه الوسيم, و الفرح واضح على وجهها: "شكراً لك! شكراً لأنك جعلت من الممكن لىّ ان اكون معها."
امسك ماكسيمو بيدي كليو و هى تقف بترنح على قدميها. ثم تركها لتسير نحو زهرة منسية لتمسك بها, لكن الطفلة فقدت توازنها, و سقطت إلى الوراء على الغطاء. رأت سلة النزهة, فزحفت نحوها و وجدت آخر قطعة حلوى فيها. امسكت بها و هى تهتف بمرح.
"أنا سعيد لوجودى هنا معك و مع كليو ايضاً."
شئ ما فى نبرة صوتها دفعها لتستدير و تنظر إليه. وجدت نظرة عينيه الزرقاوتين عميقتين عمق البحار, و هو يتابع: "لو اننى من نوع الرجال الذين يرغبون فى الاستقرار, لفكرت....."
سألته لوسي و هى تحبس انفاسها: "لفكرت..... بماذا؟"
"قبلينى!"
عبر الغطاء نحوها, فلم تستطيع ان تبتعدد. حسناً! لن يحدث اى سوء بسبب قبلة واحدة. كما ان كليو تجلس قربهما, و هى بحاجة لتستحم لتزيل العناب الملتصق بشعرها و ثيابها.
"سالاف, ماكسيمو!"
سُمع صوت امرأة من على مسافة ورائهما.
استدارا معاً. رأت لوسي امرأة تكبرها سناً تُلوح لهما, و هى تنزل التلةبإتجاهما. شعرها القصير أنيق جداً, بشرتها مشدودة, و ناعمة كـ الحرير, و على وجهها ابتسامة سعيدة.
قال: "سالاف."
"من هذه؟"
"إنها عمتى سيلفانا."
ابتسم لـ لوسي قبل ان يتابع: "ستهتم بـ كليو طوال فترة بعد الظهر."
شعرت لوسي بالتوتر يجتاح جسدها. إذا لقد ادرك ماكسيمو خطتها بشأن كليو, أليس كذلك؟
بالطبع! عضت على شفتها, ثم قالت: "أهى ام اميليا؟ أنها جميلة حقاً."
حدق فى الفراغ الفاصل بينهما و بين عمته قائلاً: "اجل, جميلة جداً لدرجة ان جدك اراد الزواج بها."
"جدة طلبها للزوا؟ لكنه يكبرها كثيراً."
قالت لوسي ذلك و هى شبه مصدومة, و تساءلت إن كان ما سمعته صحيحياً.
"كان فى الاربعين من عمره. ارمل و لديه صبى عندما انتقل للعيش فى آكيلينا, و كانت هى فى الخامسة عشر من عمرها, لكنه تخيل انه مُغرم بها بجنون."
ابتسم بدون اى مرح قبل ان يتابع: "بالطبعسخر جدى نم طلبه. قمن هو فيرازى؟ لا احد. كيف لابن تاجر رومانى حديث الثراء ان يتزوج من اميرة دواكيلا؟ صفعه جدى لانه طلب يدها. لكن فيرازى اقسم على الانتقام بسبب تلك الاهانة."
توقف علن الكلام و هو يضغط بشدة على اسنانه.
سألته لوسي و هى تتنفس بقلق: "و هل فعل؟"
اخيراً نظر ماكيمو إليها. بدت عيناه غامضتين كـ أعماق البحار.
اجاب: "سي! بعد فترة طويلة من وفاة جدى, و بعد فترة طويلة من زواج عمتى من رجل آخر, تمكن فيرازى من تحقيق انتقامه من العائلة كلها."
مدت يدها إليه, و قالت: "ماكسيمو, ما الذى فعله؟"
هز رأسه و كأنه يمحو تلك الذكريات من رأسه. نهض على قدميه ما إن اصبحت عمته قريبة و قادرة على سماع ما يقولانه.
قال: "سيلفانا! انا سعيد جداًً لأنكِ تمكنتِ من القدوم."
التقط الطفلة من فوق الغطاء, و حملها بين ذراعيه القويتين, و هو يتابع: "هذه كليو."
"فاسيا بادا! يا لهذا الوجه الجميل!"
ابتسمت المرأة و مدت ذراعيها, و بعد لحظة من التردد ذهبت كليو إليها. حملت المرأة حقيبة فيرازى و وضعتها على كتفها, ثم غادرت و هى تلوح لهما. حدث ذلك كله بسرعة, لدرجة ان ردة فعل لوسي جاءت بعد فوات الأوان, بعد ان ابتعدت سيلفانا و ابنتها.
"انتظرى! إلى اين ستذهبان؟"
"إلى قصر عمتى, و ستُحضر لنا كليو إلى الكوخ بعد العشاء."
قطبت جبينها, و استدارت لتقول لـ ماكسيمو بغضب: "ما حدث غير عادل على الإطلاق. شغلتنى بتلك القصة عن جدى. لم يكن ذلك اتفاقنا."
حدق بها ماكسيمو بنظرة ثاقبة تحمل الكثير من المعانى, و هو يقول: "دعينى اريكِ ما هو الامر العادل."
حملها بين ذراعيه, و اجلسها على الغطاء فى حقل ملئ بالزهور. للحظة شعرت بالانبهار من صورته تحت تلك السماء الزرقاء المشرقة, و شمس صقلية الحارة.
"بعد ما حصل ليلة البارحة, اردت التأكد من انك لن تجدى عذراً ما او مكاناً تهربين إليه. إلى اين ستهربين الآن؟ انت تلعبين بمكر و دهاء, كارا! هذا ما سأفعله انا ايضاً."
ببطء, قربها منه و عانقها. شهقت لوسي عندما شعرت بيده تلامس عنقها و كتفها, فحاولت ان تتحرك للتخلص من يديه القويتين.
همست: "لا! من فضلك, لا يمكن."
اسكتها بعناقه, فمالت نحوه و هى تحبس انفاسها.
ابتسم لها ماكسيمو ابتسامة ماكرة, فشعرت بدقات قلبها تتسارع, و لم تعرف ان كانت تسمع دقات قلبها او قلبه.
اقتربت منه اكثر, فيما ملأت سمعها زقزقة العصافير و غمرتها حرارة الشمس.
علمت لوسي انها ستخسر المعركة بلا شك.


منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


زهرة منسية 21-09-16 04:45 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
14- صلاة في الظلام

حركت الرياح الناعمة الأزهار و الأعشاب فى الحقل حولهما, و تمايلت اغصان اشجار الزيتون. اغمضت لوسي عينيها, فلامست رموشها السوداء بشرتها البيضاء الناعمة, مالت برأسها إلى الوراء لتُعرض عنقها لأشعة الشمس, فنهادى شعرها الأسود على كتفيها و قميصها القطنية البيضاء.
هز ماكسيمو رأسه بإندهاش. كيف امكنه ان يفكر للحظة ان لوسي امرأة عادية؟ إنها فائقة الجمال و هى لا تعرف ذلك. براءتها تمنحها قوة تسيطر بها عليه. إنها كـ القدر بالنسبة إليه, و هو لا يريدها ان ترحل ابداً.... هل فكر حقاً فى ان يجد لخا زوجاً؟ يا إلهى! لابد انه فقد عقله ليقترح عليها مثل ذلك الاقتراح. هل فكر حقاً ان يُعرفها على صديقه فى ريو؟ لابد انه اصيب بالجنون! سينظر جواكين نظرة واحدة إلى ابتسامتها الفاتنة و جسدها الرشيق, و لا شك انه سيسعده ان تصبح عروسه. عندها سيجد ماكسيمو نفسه راغباً فى قتله.
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:46 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

زفر بضيق, و نهض عن الغطاء. رفعها بين ذراعيه فتمسكت لوسي به مندهشة. فتحت جفنيها بإستغراب, و همست: "ماذا؟ إلى اين؟"
قال بنبرة حازمة: "سآخذك إلى المنزل."
شعر انه يحمل حملاً ثقيلاً بالرغم من نحول جسدها و خفة وزنه. الممر عبر المنحدر, و الذى كان مجرد نزهة جميلة, اصبح الآن رحلة من العذاب. إنه يريد ان يلامس بشرتها الحريريةكـ الساتان, و ينظر إلى اعماق عينيها ليصل إلى روحها. اراد ان يضعها بين الزهور, ليعانقها و يغيب معها فى لحظات من الشغف.... حسناًً! إنه يريد اكثر من ذلك. يريد شيئاً ما لا يفهمه, و هذا ما جعل كل عصب فيه متوتراً و مشدوداًً كـ السلك. إنها تنتمى إليه, و هو قدرها. لن يسمح لأى رجل آخر ان يلمسها.... ابداًً!
بالكاد تمكن ماكسيمو من الوصول إلى الحوخ. سار مباشرة إلى غرفة النوم, فهو لم يعد يحتمل اكثر. شهقت لوسي ما إن ضمها إليه , و قالت: "من فضلك!"
تساءل إن كانت تتوسل إليه كى يتوقف ام ليكمل, هذا إن كانت هى نفسها تعرف ما تريده.
همس: "إن تمكنتِ من مقاومتى, سأدعك و شأنك."
لكن كلماته مجرد كذب, فهو لن يدعها تذهب إلى اى مكان. إنه يريدها ان تصبح له بشكل كامل, روحاً و جسداً. يريدها ان تعرف انها له.... راح يعانقها بحنان و شوق, فشعر بها تتوتر و تتأوهـ. للحظة شعر بإحساس من الفرح لم يشعر به من قبل. اغمض عينيه و كأنه حقق نصراً هاماً, فهو لم يهتم يوماً لسعادة امرأة كما يفعل مع زوجته. زوجته!! مع نلك الفكرة, أدرك الأمير المتفاخر المغرور من كثرة علاقاته الغرامية, التى لا يستطيع حصرها, أنه يكاد يفقد ثقته بنفسه كـ مراهق عاشق....
سمعها تهمس: "ماكسيمو!"
حدق بوجهها بتركيز شديد, فرأى الدموع تنهمر على خديها.
يا إلهى! قال بصوت مضطرب: "لوسي! انتِ تبكين."
هزت رأسها, و قالت بصوت مرتجف: "لقد ربحت..... انا لك إلى الأبد."
إلى الأبد؟! هزته كلماتها. أنها تحاكى افكاره الخائنة. هز رأسه بسرعة, و قال: "لا, كارا! لا.... اخبرتك ان زواجنا مجرد....."
اوقفته عن الكلام بوضع اصبعها على فتيه, و قالت: "أعلم.
لوسي له.... إلى الأبد؟ إنها فكرة سخيفة! إنه يريد ان يعيش معها علاقة زوجية لفترة ما. هذا كل شئ. علاقة تدوم ثلاثة اشهر, اوستة.... سنة او اثنتين على ابعد تقدير. اثناء وجوجهما معاً, بإمكانهما ان يتظاهرا بأنهما مغرمان ببعضهما البعض, و انهما و كليو عائلة. هكذا ستصبح له فى كل ليلة. لكن, ماذا لو اصبحت حامل؟
حامل!! لوسي تحمل طفله فى احشائها!! جعلته هذه الفكرة يفقد آخر ما لديه من سيطرة على نفسه. امسك بيدها, اخذ يطبع قُبلاًت من ذراعها إلى عنقها, قبل ان يضمها من جديد إليه و يعانقها.
فجأة وضعت لوسي يديها على صدره, لتبعده عنها. حدقت به بنظرات ثاقبة, و همست: "ماكسيمو! كل شخص احببته كذب علىّ. ان كنت تخفى عنى شيئاً ما, فاخبرنى به الآن, قبل ان افقد نفسي بشكل كامل."
لامس ماكسيمو شعرها, و نظر إلى عينيها نظرة عميقة, و كذب عليها قائلاً: "بروبريز نينتا, كارا! ليس هناك اى شئ."
ابتسمت له للحظة قصيرة, و امتلأت عيناها البنيتان بالفرح, ضمته إليها, فشدها إليه و غابا معاً فى لحظات من السعادة لم تشعر بها من قبل. شعر ماكسيمو ان ما يحدث له امر جديد عايه, امر غمره بسعادة و فرح لا يوصفان.
اخيراً استلقى إلى جانبها على السرير, و ضمها إليه, طابعاً قبلاً ناعمة على جبينها, و هو يهمس: "دونا بيلا! انتِ لىّ."
عندما تمتم بتلك الكلمات, علم انها ان اكتشفت يوماً الحقيقة, فإن ما حدث و يحدث بينهما سيصل إلى نهاية مدمرة....
انه عالم جديد! لم تظن لوسي يوماً ان العلاقات الجسدية تُشعر المرء بمثل هذه السعادة. اصبحت تفهم الآن كيف ان العديد من الاشخاص يضحون بأنفسهم من اجل احبائهم.
وسامة زوجها و جاذبيته تفوق قصص كازانوفا. إنه افضل من هيثكليف و افضل من السيد دارسي. تورد وجهها و هى تنام بقربه. تذكرت كيف اعد العشاء بعد كليو, بينما كانت هى تلاعب ابنتها, و كيف وضعا كليو معاً فى مهدها قبل ان يعودا إلى غرفة نومهما. حملها ماكسيمو بين ذراعيه و وضعها على السرير فى الغرفة الرئيسية المجاورة لغرفة نوم كليو. لم تستطيع التوقف عن النظر إليه, فيما سطع نور القمر على السرير محدداً قامة اميرهها الساحر بألوان فضيية.
هل إقامة علاقة غرامية بدون حب امر محتمل؟ ربما كان ذلك ممكنا بالنسبة لـ ماكسيمو, لكن ليس بالنسبة إليها. إنها تعلم ذلك بشكل مؤكد الآن, فمع كل لمسة منه و كل عناق شعرت انها تُغرم به أكثر.
هذه كارثة بالفعل! ليس هناك ما تستطيع القيام به. إنها تُغرم بـ امير عابث يكره جدها, امير تزوج بها فقط من اجل تحقيق انتقامه, و هو يخطط بكل بساطه لطلاقهما و رميها بعيداًً, كـ انها خبز انتهت صلاحيته.
لقد خسرت الحرب..... ستحظى بثلاثة اشهر فقط معه قبل ان تفقده إلى الأبد, قبل ان تخسر الزوج المثالى و الأب المثالى, الذى ليس فيه إلا شائبة واحدة, هى انه لا يريد ان يكون زوجاً او اباً.
هنالك بالطبع مشكلة اضافية فيه, و هى اصراره على ان يموت جدها وحيداً و بائساً.
و بدون ارادة منها انكمشت يدها على صدره, غوسبي فيرازى مجرد شخص غريب بالنسبة إليها, مع ذلك فهو الشخص الوحيد المتبقى من عائلتها, و هى لا تستطيع ان تدعه يعانى, لا سيما إن استطاعت ان تقوم بشئ ما حيال ذلك.
عليها ان تُنهى هذا العداء بين الرجلين. ليس من اجل جدها فقط, بل من اجل ماكسيمو ايضاً. عليها ان تكتشف الأحداث المؤلمة و الشريرة التى تطارده, عليها ان تعرف ما الذى فعله جدها. عندها فقط ستتمكن من وضع حد لذلك العداء, و تنقذ الرجلين.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:47 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
تحرك ماكسيمو و غطى يده بيده, ثم ضمها إليه.
تنفسست بعمق و قالت: "ماكسيمو! ما الذى فعله جدى لعائلتك؟"
ظهرت القسوة على ملامح وجهه, و بدأ بالتحرك ليستدير و يبتعد, و هو يقول: "لا ارغب فى لاتحدث عن ذلك."
امسكت بكتفيه قائلة: "لا, توقف! سنعود إلى إكيلينا غداً. إن لم تخبرنى القصة بنفسك, فسأسمعها منه."
"لا!"
"إنه جدى, ماكسيمو! بعقد او بدون عقد, لا يمكن ان تتوقع منى ان اتركه يموت وحيداً. لا سيما انك لم تعطينى سببا مقنعاًً ذلك."
حدق ماكسيمو بها بعينين حزينتين تشتعلان بالغضب.
ولاحظت لوسي كيف يعكس ضوء القمر مدى حزنه و غضبه.
قال بنبرة منخفضة, لكنها تحمل الكثير من الخطر: "بينا كارا! سأخبرك. فى اليوم الذى وُلدت فيه, كانت هناك عاصفة ثلجية عنيفة فى إكيلينا, و هى أسوأ عاصفة مرت على البلاد. اُُصيبت امى و اختى بدأ ذات الرئة, و كنا نعيش بعيداً عن القرية, فى فندق عمتى القديم. اتصل ابى بـ فيرازى عبر الهاتف, و طلب منه ان يرسل إلينا الطبيب الذى كان فى فيلته, و هو الطبيب الوحيد فى المنطقة."
قالت بصوت خافت: "تابع!"
"لكن فيرازى رفض ان ينقل الرسالة إلى الطبيب, فقرر والدى استعمال مزلاجين قديمين, و الذهاب إلى إكيلينا إحضاره...."
ضغطت يده بصورة لا إرادية على يدها. و هو يتابع: "..... لكنه لم يعد ابداًً. تجمد حتى الموت فى الثلج. ثم توفيت امى و اختى بعد يومين من وفاة ابى لأنهما لم تحصلا على العلاج."
شهقت قائلة: "آهـ, ماكسيمو!"
"لقد وعدت والدى ان ابقى مع امى و اختى, و ان اعتنى بهما, لكن كل ما فعلته هو مراقبتهما و هما تموتان."
"ماكسيمو! انا آسفة جداً. ليتنى استطيع القيام بشئ لأخفف عنك و اخلصك من هذا الألم. فـ انا.... أنا...."
ارادت ان تقول انها تحبه, لكن الكلمات علقت فى حلقها. كيف يمكنها ان تقول له ذلك, و قد حذرها بألا تحبه ابداً؟ ماذا لو كان رده عليها هو الغضب, او الشعور بالشفقة نحوها؟
كررت: "أنا آسفة!"
"انتِ و امك كنتما بصحة جيدة و قويتين بعد الولادة. و لم يكن هناك غير الأنانية التى دفعت فيرازى للاحتفاظ بالطبيب فى فيلته, الأنانية و الشر. كان قد عمل على تدميرنا, لكن لم يكن ذلك كافياً له. فى اليوم الذى دفنت فيه عائلتى, قررت ان انتقم منه, و آخذ كل شئ منه..... كل شئ."
لفت لوسي ذ اعيها حوله, محاولة بيأس ان تخفف عنه. انه زوجها, و هى تحبه. تريده ان يشعر بالارتياح و يتخلص من الحقد, فهى تريد ان تخفف عنه بكل ما لديها من قدرة.
اخذ ماكسيمو نفساًً عميقاًً, و تابع: "بعد ثلاثة ايام, سنقيم حفل زفافنا. و سيسمع ذلك العالم اجمعه, عندها سيدرك فداحة ما خسرة. خسر شركته و ثروته و مركزه فى المجتمع و حفيدته."
سمعت لوسي صوته بارداً و حزيناً. شعرت بالارتباك, و ابتعدت عنه. كيف يمكنها ان تُغرم برجل مثله, رجل لا يمكنه ان يحب, و قلبه ملئ بالانتقام و الشر؟
قال ماكسيمو و هو يستدير إلى الجانب الآخر من السرير: "نامى الآن, سنغادر باكراً إلى إكيلينا."
حدقت لوسي فى الظلام, و لم ترى غير الظلال.
فكرت, لا يمكن ان يكون متحجر القلب غير قادر على الحب, فقد اظهر ماكسيمو الكثير من الحنان و الاهتمام. لكن غضبه احساسه بالحزن على فقدان عائلتهيغليان فى اعماقه, و ياكلان من روحه و يقضان مضجعه.
فكرت بالرجل الذى رأته يبكى على الطريق. من المؤكد ان جدها لا يقصد ان يُسبب الأذى لعائلة ماكسيمو. لا شك انه كان يحاول فقط حماية عائلته بالاحتفاظ بالطبيب قرب حفيدته المولودة حديثاًً و امها.
يجدر بها ان تُنهى ذلك الصراع الدامى بينهما. لو استطاعت ان تُشفى آلام ماكسيمو, ربما سيتمكن من فتح قلبه للحياة من جديد. سيرى انها و كليو بحاجة إليه, و قد يتمكن من مبادلتهما الحب بدوره, فيقرر ان يجعل عائلتهما عائلة حقيقية. قالت لنفسها بسرعة, انت تحلمين! فـ الأمير العابس لا يرغب مطلقاً بالاستقرار, كما انه لن يحبها ابداً....
لكنها تحبه بالرغم من ذلك!
حسناًً! بدلاً من قول تلك الكلمات بصوت عالى, بإمكانها ان تريه حبها, و تنزع ذلك الألم من قلبه. و بعد ان ينفصلا و ينسي ماكسيمو وجودها, ستعلم على الأقل انها قامت بعمل جعل حياته افضل. اصغت إلى انفاس زوجها فى ذلك الصمت المطبق فى الليل الهادئ. وضعت يديها وراء رأسها, و حدقت بالسقف.
طيف ستتمكن من جعل الرجلين يتحدثان معاًً من جديد؟ و اين؟ قطبت جبينها و هى تفكر بعمق.
فى حفل الزفاف.... مناسبة مليئة بالافراح, حيث تجتمع العائلات برباط الحب المقدس. ما من وقت او مكان افضل من هذا!
همست من دون ان تصدر اى صوت, متلفظة بكلماتها كأنها الصلاة فى الظلام: "من اجلك ماكسيمو, و لأننى أحبك!"



منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 21-09-16 04:48 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
نهاية الفصل الرابع عشر

قراءة ممتعة للجميع

دمتم فى امان الله و حفظه

فرحــــــــــة 22-09-16 04:43 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين الرائعين
مامن شئ يدفع الامير ماكسيمو الى مايفعله سوى حبه للوسى وابنتها
وماحكاه من احداث كانت بالماضى تدين الجد
فمافعلة فى منع الطبيب من الوصول للمرضى امر فى غاية الحقارة
وينبغى للوسى ان تكف عن ذلك ولكننى اجزم بانها ستسعى لجدها
واعتفد ان الوصول له سوف يضرها اكثر مما يفيدها
انتظر القادم بفروغ صبر
دمتى بكل الخير
فيض ودى

bluemay 22-09-16 08:40 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
سلمت يداك زهرتي الحلوة .. وشكرا لجزيل كرمك ..

ماكسيمو اطاح بصواب لوسي وشن عليها حربا غير عادلة ولك كما قد قيل ف : الحرب خدعة .

احزنني فقد ماكسيمو لعائلته بسبب انانية جد لوسي بنظره .. ولكن هذا وجه من القصة فما هو الوجه اﻵخر منها؟!


ما تخطط له لوسي جميل .. ولكن هل تأمن أن لا تقع في مأزق بسبب طيب نواياها؟!


ألكس فاق تصوري بنذالته ودناءته وحمدا لله انها قد تخلصت منه الوصولي الانتهازي .


اكرر جزيل شكري وامتناني لكرمك

تقبلي مني خالص الود

زهرة منسية 23-09-16 02:31 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3660510)
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
سلمت يداكى على الفصلين الرائعين

يسلم عمرك يا قمر
و ملحظوة هما اربع فصول يا بنت
كدة تنكرى فصلين بحالهم :lol:
مامن شئ يدفع الامير ماكسيمو الى مايفعله سوى حبه للوسى وابنتها
وماحكاه من احداث كانت بالماضى تدين الجد

ممكن يكون ده رأيك انتى بس لغاية الوقت ده لوسي مش فهمت كدة نأمل انها تتفهم دوافعه باقرب وقت
فمافعلة فى منع الطبيب من الوصول للمرضى امر فى غاية الحقارة
وينبغى للوسى ان تكف عن ذلك ولكننى اجزم بانها ستسعى لجدها
واعتفد ان الوصول له سوف يضرها اكثر مما يفيدها

احسنتى فى توقعك و ده هنشوفه فى فصلين النهاردة و هنشوف هى الوحيدة المضرورة ولا غيره حد تانى هيتضرر و مقدار الضرار هيكون قد ايه
انتظر القادم بفروغ صبر
دمتى بكل الخير
فيض ودى

مشكورة عزيزتى و حالا هتشوفى القادم قربنا على نهاية الرواية مش تستعجلى
ايام قليلة و نفارق ماكسيمو و لوسي و كليو

زهرة منسية 23-09-16 02:39 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660625)
سلمت يداك زهرتي الحلوة .. وشكرا لجزيل كرمك ..

يسلم عمرك مايوشة آل ليلاس يستاهلوا وكل ما اقدمه لكم قليل
ماكسيمو اطاح بصواب لوسي وشن عليها حربا غير عادلة ولك كما قد قيل ف : الحرب خدعة .
ياااااس و ماكسيمو مخادع قديم
احزنني فقد ماكسيمو لعائلته بسبب انانية جد لوسي بنظره .. ولكن هذا وجه من القصة فما هو الوجه اﻵخر منها؟!

بيعجبنى دايمن فى كل تعليقاتك نظرتك الصائبة للامور فعلا لازم نعرف وجهة نظر الطرف التانى علشان نقدر نحكم
ما تخطط له لوسي جميل .. ولكن هل تأمن أن لا تقع في مأزق بسبب طيب نواياها؟!

اممممممم احيانا مش لازم نتعمق فى البحث الأمور المخفية لو تبقى مخفية يكون افضل
ألكس فاق تصوري بنذالته ودناءته وحمدا لله انها قد تخلصت منه الوصولي الانتهازي .

الكس تفوق على حقارة كل الأبطال
اكرر جزيل شكري وامتناني لكرمك

تقبلي مني خالص الود

ما فى شكر بينا مايا تواجدك العطر بيكفى لزيادة موضوعى قيمة اسعدتى قلبى بتواجدك العطر
اشتاقتلك مايوشة من وقت ما لبستى الفستان الأحمر و انشغلتى باثقال الإدارة حرمتينا من تواجدك العطر فى قسم الترجمة قولت اجاى ادابعك فى قسم من اقسامك :)

زهرة منسية 23-09-16 02:41 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
15- اللقاء المنتظر

بعد مرور ثلاثة ايام, امتلأت فيلا ايشلو بالعمل و الضجيج تحضيراًً لحفل الزفاف.
قال ماكسيمو و هو يدق على باب غرفة النوم: "دعينى ادخل."
اجابت لوسي و هى تتكئ على الباب: "لا! إنه نذير شؤم ان ترانى اليوم!"
"لوسي, كونى منطقية! الحفل سيتم عند المساء, فلا تتوقعى منى أن لا اراك طوال النهار. هذا عذاب مضنى لىّ."
غطت فمها كى تكبح ضحكتها. تستطيع ان تراهن على انه يريد رؤيتها, فهما منشغلان منذ ان عادا إلى إكيلينا. انشغل ماكسيمو بالإهتمام بتفاصيل نقل معاملات شركة فيرازى إليه, اما هى فإنشغلت مع متعهدات الزفاف, لتحقيق احلامها و امانيها خلال الأيام القليلة التى تسبق الحفل الكبير.
ثلاثة ايام مرت و هى تجرب الفساتين و تتذوق قوالب الحلوى, كما تذوقت كليو قدر ما تستطيع يداها الصغيرتان ان تلمسا. ثلاثة ايام لإجراء المقابلات معها من قبل الصحتفين من كل ارجاء العالم. ز ثلاثة ايام لتقليم أظافر يديها و قدميها و طلائها بأجمل الأوان, و تدليك جسمها, كما ان ماكسيمو احضر فريقاً لتويين الكنيسة و الفيلا, و طلب منها البقاء فى الفيلا رهن إشارة لوسي. ثلاثة ايام من الرفاهية و المرح المفرط و الأحساس بأنها عروس مميزة و انها نجمة, و ثلاثة ليال من الشغف المطلق مع زوجها.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:43 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
فى كل ليلة, كانا يمضيان الليل بين حضنى بعضهما. لا عجب انه يرغب فى رؤيتها الآن, فهما لم يلتقيا منذ حوالى العشر ساعات, و هى تتفهم ما يشعر به, لأن هذا ما تشعر هى به ابضاً. لكنها تبعده عنها لسبب هام, لا علاقة له بـ اوهام يوم الزفاف.
هذه فرصتها الأخيرة لتحاول التسلل قبل الزفاف, و فرصتها الأخيرة لتتحدث مع غوسبي فيرازى و تسمع وجهة نظره من القصة. هكذا ستتمكن من دعوته إلى الاحتفال, و هى تشعر بثقة بالنفس و ضمير مرتاح. عندما تتأكد ان عداوتهما مبنية على سوء تفاهم, لن تشعر بأى حرج من إجبار الرجلين على اللقاء فى العلن. ماكسيمو لن يُقدم مطلقاً على التصرف بطريقة مهينة امام الجميع. لن يكون لديه اى خيار إلا الإصغاء إليها و لو للحظات قليلة لا اهمية لها.
هكذا ستتمكن من إنها العداوة بين الرجلين. ستنقذ جدها من الفقر و الوحدة, و تنقذ روح الرجل الذى تحبه. إن لم يستطيع ماكسيمو ان يحبها, فهو سيحب امراة ما فى يوما ما.... مجرد التفنير فى انه سيجب امرأة اخرى يجعلها ترغب فى نزتع قلبها, لكن سعادة ماكسيمو هى كل ما يهمها الآن.
إزداد طرق ماكسيمو على باب غرفة النوم, و هو يقول: "كارا! ليكن فى قلبك رحمة, فأنا مجرد رجل."
قالت بصوت حازم: "ماكسيمو, أرحل! هذا من اجلك."
زفر و تلفظ بعدد من الكلمات باللغة الإيطالية, ثم رحل.
عندما تأكدت لوسي من ذهابه, تنفست بعمق. رفعت كتفيها و سارت نحو غرفة الأطفال. ايقظت كليو من نومها, و لفتها جيداً إتقاءاً للبرد, ثم حملت معطفها.
سارت على رؤوس قدميها و هى تمر امام المطبخ الكبير, حيث كان ارمانو يتناول غداءه من الباستا. بالرغم من اعتراضاتها اصر ماكسيمو على تعين حارس شخصياً لها. مع قامته الفارعة الطول و وزنه الذى يفوق الثلاثمائة باوند, لابد انه سيأكل لأكثر من ساعة. اما جورجينا ستيوارت مصممة زفافها البريطانية, فطلبت منها ان تنام فترة كى تستعيج نضارة بشرتها, قائلة: "فقط لمدة خمسة و اربعون دقيقة لتستعيد بشرتك توهجها, اميرتى!"
و حذرت الخدم ان يتركوها و ابنتها, كى تناما بسلام.
كل ما تستطيع لوسي فعله الآن, هى ان تعقد اصابع يدها, و تصلى كى تتمكن من النجاح, و ان تنهى مهمتها قبل ان يفتقدها او يجدها احد ما, لا سيما ماكسيمو. إنه عمل محفوف بالمخاطر.
التحدث مع غوسبي هو خرق للعقد الذى بينها و بين ماكسيمو, و إذا قرر ماكسيمو إلغاء عقد زواجهما, ستصبح هى و ابنتها مشردتين من جديد. لكن عليها المخاطرة بذلك. كذلك لا تستطيع ان تعيش بسعادة مع طفلتها, و هى تعلم ان رجلاً مسكينا عجوزاًً يعانى بمفرده على بعد ميل منها. كما انها لا تستطيع تحمل ان يعيش ماكسيمو حياته كلها و هو يعانى ايضاً, فيتلوى و يختنق من الإحساس بالانتقام و الذنب الذى يأكل روحه. ليس و هى قادرة على إصلاح كل شئ. ستعمل على حماية الأشخاص الذين تحبهم, و ستنقذهم حتى من انفسهم.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:44 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ماكسيمو رجل صالح فى اعماقه. رأت ذلك بنفسها. إنه يتصرف برقة و لطف معها و مع كليو, و هذا خير دليل على ذلك.
وضعت كليو فى عربتها, و اسرعت بالسير عبر حدائق الفيلا المُعتنى بها. انتظرت حتى رأت الحراس منشغلين بالتحدث مع صحافية جميلة, ثم هربت من وراء النباتات التى تحيط بالبوابة الخلفية. حتى الآن, كل شئ يسير على ما يرام.
اخيراً وصلت لوسي إلى حدود القرية. ذاب الثلج منذ فترة و الشمس دافئة, كما ان النهار اصبح اطول, فالربيع يفرش بساطه فى انحاء القرية, مما جعلها تشعر بالمزيد من العزم و النشاط. الآن, كل ما تريده هو ان تجد الفيلا القديمة التى يمتلكها جدها, من دون ان يلاحظها احد.
امنية حمقاء! حتى لو لم تكن لوسي الأميرة الغالية الجديدة للقرية كلها, فالقرية مليئة ببائعى الزهور و شاحنات تقديم الطعام, و الصحافيين الذين يتلهفون لتغطية اخبار (الأم الفقيرة التى انتقلت إلى الثراء الفاحش), كما ان هناك إعلاميين مختصين بنقل اخبار المشاهير فى العالم ينتظرون وصول الضيوف إلى فيلا دوايستا, و التى تفتح ابوابها باكراً هذه السنة, خصيصاً لأجل هذا الحدث.
"برانسبيسا!"
سمعت صوت يناديها عبر الشارع. شعرت بقلبها يقفز فى صدرها, فتراجعت لتختبئ فى فى ممر ضيق بين بيتين قديمين. رأت امرأة بيضاء الشعر, تنظر زهرة منسية إليها بعينين لطيفتين فة نهاية الممر, و تحمل مكنسة بيديها,
"بامبينا!!"
عرفت لوسي تلك المرأة. و حاولت ان تتذكر معنى كلمة بامبينا.
رمت المرأة المكنسة مُحدثة ضجة, و اخذت تتحدث بحماس شديد باللغة الايطالية. ضمت إليها لوسي اولاً ثم كليو, و شدتهما معاً إلى مطبخها الصغير. تعلم لوسي ان مربيتها العجوز لا تتحدث اللغة الإنجليزية, لكن ما تريده لا يحتاج ترجمة.
قالت بنبرة مملؤها التوسل: "غوسبي فيرازى؟"
حدقت بها المرأة العجوز للحظات طويلة. تنهدت على مضض, و هزت رأسها.
تركت لوسي عربة الطفلة عندها, و حملت ابنتها بين ذراعيها, و تبعت مربيتها العجوز عبر ممرات كثيرة فى الشوارع الخلفية للقرية. اشارت أنو نيزاتا بيد مرتجفة نحو فيلا جدها. قالت لوسي: "غراسياس!"
طبعت قبلة على خد المرأة. استدارت نحو باب الفيلا الشبه مهدمة, و قلبها يرقص من الأما و التفاؤل. ها قد نجحت فى الوصول إليه! ستتحدث إى جدها, و تسمع وجهة نظره بشأن القصة. قالت لـ كليو بسعادة و هى تطرق الباب بيدها: "الآن ستقابلين جد امك, و سترين! الأمور ستسير نحوالأفضل."
بعد مرور ساعة, كانت كليو تبكى بين ذراعيها, فيما جلست لووسي تحدق بالرجل العجوز مصدومة. اصبح الشاي بارداً, و لم تتذوقه و هى تحاول ان تفهم ما اخبره به جدها.
همست: "لا! ماكسيمو لم يفعل ذلك. لا يُعقل ان يفعل ذلك."
ضغط جدها على ذراعى مقعده القديم المطلى بلون الذهب, و قال بصوت ملئ بالحقد و الكراهية: "إذاً, لقد فهمت الآن لماذا يجب ان تساعدينى كى ادمره."
كررت كأنها مخدرة: "تدمره؟!"
فكرت بالأوقات التى كان فيها ماكسيمو لطيفاً معها. خلصها من داريل فى شيكاغو, و خفف عنها بعد رؤيتها لـ الكس فى روما. حملها عبر حقول الزهور, و قبلها تحت شمس صقلية الحارة... تلك الصورة تطعنها فى اعماقها كـ الخنجر.
لم يقم ماكسيمو بتلك الأمور بسبب شرارات الخير المخبأة فى روحه. فعل ذلك كله بسبب احساسه بالذنب! ذنب كـ الجحيم يؤرقه و يحطم عظامه.
صوت بكاء ابنتها قاطع افكارها, و جعلها تستعيد الواقع من جديد, فقالت: "حسناً, صغيرتى! حسناً!"
ضمت كليو إليها بشدة, و تنشقت عطرها. بسرعة شعرت ابنتها بالأمان و الراحة, فصمتت. لكن من سيؤمن الراحة و الأمان لـ لوسي, بعد الآن؟
امتلأت عينا جدها المريضتين بالقوة و الإشراق و هو يقول: "لا تخافى, ميا نبوتينا! سنثأر منه و ننتقم."
الأنتقام؟! لم تربيها امها لتكون قاسية القلب بلا رحمة. قالت بضعف: "لا! ليس هذا ما اريده."
"ستصغين إلىّ, فـ انا جدك!" تابع بنبرة آمرة, و حازمة: "ستفعلين تماماً ما اقوله لك."
نهضت لوسي على الفور عن كورسيها, و قالت: "لا! سأفعل ما اراه مناسباً."
انها لا تريدد الانتقام, بل تريد العدالة.
تذكرت كلام اميليا فى اليوم الأول لوصولها إلى إكيلينا. يومها توسلت إليها ألا تسبب الذل و المهانة لـ ماكسيمو امام اهل القرية. توسلت إليها مى تبقى خلافاتهما شخصية و خاصة, لكن الخصوصية لست من الصفات التى تحبها و ترغب فى القيام بها.
تمكن ماكسيمو من إبعاد شكوكها و مخاوفها بقوة تفاخره و كبرياءه و وسامته, و لطفه الغير متوقع.
المير الوسيم و فارس الأحلام, أتى إليها, و انقذها. اهتم بها و بـ كليو و هو مستعد للقيام بذلك إلى الأبد كما ادعى. علم لوسي كيف تشعر بالحياة من جديد. علمها ان تكون شجاعة, و ان تخاطر فى التضحية بقليها لمرة اخيرة. طوال تلك المدة بدا حقيقياً و صادرقا.
اغمضت عيناها, و تنفست بعمق. اخيراً زفرت انفاسها, وكأنها تزفر امالها و احلامها. لم يبق امامها إلا خيار واحد: الحقيقة!
رفعت ذقنها, قالت: "سأجعل ماكسيمو يعترف.... الليلة.... فى حفل الزفاف, سيعترف بكل شئ, و بكل ما فعله."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:46 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
16- لن اسامحك..... أبداً

شهق ماكسيمو عندما رأها!
وقفت اميرته على الجانب الآخر من الممر. شعرها الأسود مرفوع إلى قمة رأسها, و مُضوع عليه تاج ماسي لا يُقدر بثمن, و يناسب تماماً العقد الذى فى عنقها. ثوبها الأبيض ذو كمين ضيقين طويلين, اما الجزء العلوى من الفستان فيُظهر جمال صدرها و خصرها و تتدلى منه تنورة واسعة طويلة فضفاضة. شفتاها مطليتان بلون احمر يناسب تماماً الورود الحمراء فى الباقة التى تحملها.
فى لحظة انسجام واحدة, نهض الضيوف و هم يشهقون إعجاباً. اثرياء العالم و المشاهير اجتمعوا فى الكنيسة الصغيرة الخاصة. حتى مشاهير السينما المميزين, و المراء و رؤساء الوزارات و السياسيين.
بدت لوسي كـ الرؤية و الحلم فى تلك الكنيسة القديمة, التى اضيئت بمئات الشموع فى تلك الليلة الباردة الماطرة. تحت كل شمعة وُضع طبق من الورود الحمراء القانية كـ الدم.
إنها إلهة الشتاء, فكر ماكسيمو و هو يحدق بها شاعراً كأن قلبه يتمدد فى صدره. دونا مولتا بيلا! إنها جميلة جداً, لدرجة انه لا يستطيع إبعاد عينيه عنها.
لوسي!!!!
ما الذى فعله فى حياته كلها ليستحقها زوجة له؟ هو لم يعرف يوماً امرأة كـ لوسي. جميلة جداً, حنونة جداً ذات قلب برئ كـ قلب طفل. جعلته لوسي يري كم يمكن للعالم ان يكون غنياً و عمبقاً, و هو يحبها كثيراً....
ادرك ماكسيمو ذلك بصدمة.
انه لا يريد فقط ان يبقى قربها كل ليلة, بل يريد ان يستيقظ معها كل صباح لما تبقى من حياته. يريدها إلى الأبد. ديو سانتو!
كم يحبها!
لم يراوده يوماً مثل هذا الشعور, و لم يتخيل ابداً انه قادر على الإحساس بالحب تجاه اى امرأة. لكنها اميرته, و عروسه, لوسي. حدق بها محاولاً ان يُظهر لها الحب الذى يغمر قلبه.
لوسي, تى يامو!
تزوج ماكسيمو بها ليسيطر على شركة فيرازى و ينتقم من الرجل العجوز. تزوج بها ليتخلص من إحساسه بذلك الذنب القديم. و ليعطيهاالأمان الذى فقدته و هى طفلة, و هكذا يتخلص من الأحساس بالندم بدوره.
لكن اعجوبة حدثت بعد ذلك, إنه يحبها!

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:47 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
هو الذى لم يتعلق يوماً بأى امرأة, و الذى لم يعيش للحظة تجربة القلب المحطم, يشعر انه مأسور و بشكل من قبل زوجته.
تى يامو, لوسي!
لم تنظر لوسي إلى عينيه. كلما اطال النظر إليها, كلما ادرك ان شيئاً ما يشغلها.... شئ سئ جداً, تساءل لِمَ لا تنظر إليه؟
حاول ان يُقنع نفسه بأنه ليس هناك اى خطب. ما يرأه سببه وميض الشموع, او الوشاح على وجهها. لقد تحدث إليها هذا الصباح, و تذكر دفء صوتها و هى توبخه عبر الباب, فما الذى حدث منذ ذلك الوقت؟
للمرة الأولى, رأى الرجل الذى يسير خلفها كـ الشبح: غوسبي فيرازى!!
اجتاحه إحساس قوى بالكراهية منعه من الحركة او النطق.
كيف تمكن فيرازى من الوصول إليها, مع كل الحراس المحاطين بها؟
سارا عبر الممر القصير, و بعد قليل جلس الحضور, و هم يتمتمون بكلمات الإعجاب و التقدير للعروس و جمالها المذهل, و لم تكن لديهم اى فكرة عما يمكن ان يشاهدوه بعد قليل.
لكن القرويين فى آخر القاعة علموا الذى سيحدث. رأى ماكسيمو الذهول على وجوهم, و اتساع عيونهم. أما إميليا التى تحمل كليو و تجلس فى الصف الأمامى, فبدا وجهها شاحباً و ابيض كـ الثلج. كيف يمكن لذلك ان يحدث؟
هناك تفسير واحد لما حدث: لوسي تحدته متجاهلة أوامره. خاطرت بكل شئ و ذهبت لزيارة الرجل العجوز خفية.
هكذا لم يعد هناك غير سؤال واحد كئيب: ما الذى اخبرها به فيرازى؟
ما إن وصلت لوسي إلى جانبه, حتى مد يده بلطف ليرفع الوشاح عن وجهها. نظر إلى وجهها الجميل, و عرف الإجابة, فيرازى اخبرها بكل شئ.
خفت النور الذى كان يشع من عينيها البنيتين المعبرتين, لقد رحل ذلك الدفء. تذكر ماكسيمو ذلك اليوم الذى اقتلعها فيه من محطة الوقود فى شيكاغو, و اجبرها على ان تُصبح عروسه. اراد ان ينقذها, لكنها انقذته من حياة باردة مليئة بالثأر و الأنتقام و العلاقات الفارغة السطحية.
لماذا تحدثت مع فيرازى اليوم من بين كل الأيام؟ كان بإمكانهما ان يعيشا بسعادة بعيداً عنه. قال بصوت منخفض لا يسمعه سواها: "لماذا فعلت ذلك؟ لماذا تحديتينى؟"
لم تنظر لوسي إليه, بل قالت بنبرة خاوية: "لأننى احببتك."
احببتك..... بصيغة الماضى....
بدأ الكاهن بالمراسم. تحدث اولاً باللغة الإيطالية, ثم باللغة الإنجليزية. تجاهل ماكسيمو الرجل, تجاهل الثمانين ضيفاً الذين يراقبون ما يجرى باهتمام و شوق, و امسك بكتفى لوسي بقوة. حدق بوجهها الملطخ بالدموع و قال: "لوسي!"
نظرت لوسي بتحدٍ نحو نافذة المعبد المظلمة. إنه يريدها.... ليس فقط بجسدها, بل ايضاً بروحها. يريدها ان تنظر إليه تماماًً كما فعلت البارحة. لم يدرك حتى الآن كم كانا سعيدين فعلاً.
"لوسي, انظرى إلىّ!"
"لا!"
لمع وميض الشموع على وجهها البارد.
قال ماكسيمو بصوت كـ الرعد: "انظرى إلىّ!"
استدارت لوسي. لمعت عيناها البنيتان بشدة. صرخت به: "لماذا؟ ألكى تستعمل سحرك علىّ, و تجعلنى انسي انك اختطفتنى و انا طفلة, و انك قتلت والدىّ؟"
ساد الصمت فجأة فى ارجاء الكنيسة, و كأن الجريمة حدثت للتو. استطاع ماكسيمو ان يسمع تساقط المياه جراء ذوبان الثلج فى الخارج و صوت الريح الباردة تعصف عبر البحيرة.
وقف غوسبي فيرازى وراءها, و حدق به بعينين تشعان حقداًً و مكراًً هذا هو إنتقامه الأخير. هذا الرجل العجوز المريض لا يهتم مطلقاً اى حياة اخرى سيدمر, حتى لو كانت حياة حفيدته. هو يريد الانتقام و الثأر بأى وسيلة كانت, و مهما كان الثمن. تماماً كما كان ماكسيمو قبل ان يقع بغرام لوسي.
"كارا, بارفافورى."
ضغط بيده على كتفها, و تابع: "ليتنى استطيع ان اتحدث إليك على انفراد."
قالت بصوت مرتجف: "لا!"
سحبت ذراعيها بعيداً و هى تتابع: "كذبت علىّ كل هذا الوقت. كنت اعلم.... كنت اعلم ان هناك سبباً آخر لهذا اللطف و المعاملة الجيدة التى تحيطنا بها."
هزت رأسها, و انهمرت الدموع على خديها, لكنها اكملت: "لكن لم افكر للحظة ان السبب هو احساسك بالذنب."
"لنذهب من هنا, و نتكلم."
"لا!"
تراجعت إلى الوراء خطوة, ما إن حاول ان يمد يده نحوها. "هنا, و الآن, ماكسيمو! اخبرنى الحقيقة كلها."
نظر ماكسيمو حوله فى القاعة.... إلى اصدقائه, و إلى منافسيه فى عالم الأعمال, و إلى الاشخاص الذى يحترمهم و يكن لهم الإعجاب من كل انحاء العالم. إنهم جميعاً يراقبون ما يجرى بذهول و رعب. المصورون فى الناحية الأخرى من القاعة يلتقطون الصور كـ المجانين. زفاف المجتمع لهذا الموسم تحول إلى مسرحية تراجيدية, قد تجعل بيع الصحف يفوق كثيراً ما هو متوقع.
الاحساس بالذل و العار فى تلك اللحظة طغى عليه. اراد ان يندفع بقوة, او يصرخ معبراً عن إحباطه, و الأكثر من ذلك اراد ان يلطم الرجل العجوز على وجهه, لكنه لم يفعل اياً من ذلك.
هذه هى فرصته.... الفرصة الغالية الوحيدة ليقاتل من اجل المرأة الوحيدة التى احبها.
ضغط على يديه و كورهما لتصبحا قبضتين من فولاذ, ثم رفع ذقنه لينظر إلى وجهها.
قال بهدوء: "لم اسبب اى اذى لوالديك. كان قد توفيا عندما وجدت سيارتهما عند المنحدر. لم يصدق جدك ذلك ابداً. لكن تلك هى الحقيقة.... الحقيقة."
كرر ذلك بصوت قاسي. و نظر إلى فيرازى من فوق رأس لوسي, و تابع: "عندما ضربنى رجالك طيلة يومين بعد تلك الحادثة ارادتنى ان اعترف بأمر لم افعله ابداً. لقد توفيا قبل ان اصل إليهما."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:49 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
استدارت لوسي لتنظر إلى الرجل العجوز, و تقول: "هل ضربته لمدة يومين؟ كان مجرد طفل!"
لم يشغل فيرازى نفسه بالنظر إليها, كور شفتيه و قال: "غلطتى الوحيدة اننى اطلقت سراحك, طواكيلا. و هكذا كبرت و اخذت شركتى منى. كان علىّ إغراقك فى البحيرة فى كيس للنفايات."
شهقت لوسي, لم تعد قادرة على التنفس. نقلت نظرها بينهما, ثم همست: "وحشان! كلاكما وحشان. لا اريد اياًً منكما... لا اريدكما.... أبداًً."
استدارت لتذهب, فأوقفها ماكسيمو قاطعاًً طريقها عبر الممر الضيق للكنيسة.
"من فضلكِ, لا ترحلى!"
"لماذا؟"
"لطالما طلبتِ منى ان اخبرك الحقيقة, و الحقيقة هى... لوسي....!"
اخذ نفساً عميقاً قبل ان يتابع: "....أنا احبك."
"أنت...... انت ماذا؟"
قال بهدوء: "احبك, تيامو!"
همست: "اعترف بما فعلته بىّ. اريد ان اسمع ذلك من شفتيك."
اغمض ماكسيمو عينيه, ثم نظر إلى وجهها و اخبرها الحقيقة.
"سمعت صوت السيارة و هى تسقط فوق المنحدر, و سمعت تحطم المعدن ما إن ارتطمت. اسرعت إلى هناك و سمعت صراخ طفلة. اخرجتك من السيارة قبل ان تنفجر."
اتسعت عينا لوسي بدون إدراك منها.
"اتقول.... إنك انقذت حياتى؟"
تمنى لو انه قادر على القول انه كان بهذا النبل و الشهامة. هز رأسه و قال: "عندما اخذتك من السيارة, علمت ان فرصتى بالانتقام قد حانت اخيراً. كانت هناك امرأة اميركية تمكث فى فندق عمتى, و هى ترغب بشدة بطفل او طفلة, و هكذا اعطيتها إياك."
لمعت دموع لم تنهم ربعد فى عينيها, و هى تقول: "لهذا علمت اننى مازلت حية طيلة تلك السنوات, لكنك تركتنى اعانى فى دور الايتام, و بقيت منسية حتى وجدت سبباً جديداًً انانياًً لاستعمالى."
"لا, لوسي! لا!."
هز ماكسيمو رأسه بسرعة, و تابع: "أدركت غلطتى منذ زمن بعيد, و حاولت ان اجدك. لكن امك اختفت ببساطة. غيرت عملها, حتى انها غيرت اسمها. لم أستطيع ان اجدك. و عندما بحثت فى ماضى ونثورت من اجل ايجاد اى شئ استعمله ضده وجدتك. إنه القدر كارا!"
همس و هو يمد يده ليلامس شعرها الأسود: "إنه القدر."
كورت لوسي شفتيها الجميلتين بإشمئزاز, و قالت: "القدر؟!! سألتك عن الحقيقة, و توسلت إليك ان تخبرنى بها, لكنك كذبت علىّ. همساتك و هداياك و كل كلامك العذب اللطيف.... كلها اكاذيب."
"لا! لم تكن اكاذيب, كل ما فى الأمر اننى لم اخبرك بكل شئ."
سار نحوها و اضواء الشموع تعكس ظلالاً عليهما, إنه يائس.... يريد ان يلمسها, ان يُقبّلها, ان يجعلها تفهم....
تابع قائلاً: "فى البداية لم يكن للأمر اهمية, و فى ما بعد, شعرت بالخوف."
"كذبت علي."
تراجعت لوسي إلى الخلف, فيما امتزج الألم و الغضب و الارتباك بتعابير وجهها, و هى تتابع: "أخذ الكسندر سنة واحدة من عمرى, اما انت فأخذت طفولتى كلها, و جعلتنى احبك.... لن اسامحك ابداً على ذلك."
ثم استدارت لتسير مبتعدة.
"تزوجينى!"
توقفت على الفور, و عادت لتحدق به, قائلة: "ماذا؟"
شعر بالألم فى عنقه لأنه بالكاد قادر على استجماع شجاعته الماضية و سحره القديم, لكنه حاول بكل ما لديه من قوة: "دعينى اعوض عليك خسارتك."
رفع بيده خاتماً من الذهب الأبيض يحمل فى وسطه ثمانى حبات من الألماس تخطف الابصار, و تابع: "لن اخفى عنك اى سر بعد الآن, و سأمضى حياتى محاولاً ان اجعلك سعيدة. ليس بسبب ما تملكين, بل لما انتِ عليه. احبك كارا! ابقى معى, و كونى زوجتى إلى الأبد."
قطبت لوسي جبينها بحزن و ارتباك, ثم زفرت قائلة: "يا إلهى! أمازلت مستعد للكذب من اجل الفوز بما تريده؟"
"أنا لا اكذب!"
امام القاعة المليئة بالناس, سمح الأمير ماكسيمو دواكيلا لنفسه ان يظهر مدى ضعفه. كل عضلة فى جسده بدت متوترة و مشدودة و هو يمسك بالخاتم امامها. بالكاد بدا قادرا على التنفس, فيما تابع قائلاً: "أنا اطلب منك ان تحبينى, و اطلب منك ان تكونى لىّ إلى الأبد."
ببطء أخذت لوسي الخاتم منه. نظرت إلى حبات الماس المشعة فيه, و إلى الألوان التى تنعكس تحت انوار الشموع.
فكر ماكسيمو, ستسامحنى, و سأمضى ما تبقى من حياتى و انا احبها و اسعدها.
سألته بنعومة: "أ أنت تحبنى حقاً؟"
أجابها: "أجل!"
اغمضت عينيها, و أخذت نفساً عميقاً. عندما فتحتهما, بدتا باردتين تماماً كعينى الرجل العجوز الواقف قربهما.
قالت: "هذا خبر جيد, لأن الرفض سيؤلمك."
رمت بالخاتم الألماسي الكبير فى وجهه, مسببة جرحاًً فى بشرته سال منه الدم بسبب الماس الحاد. شهق الحشد فى القاعة.....
لامست يد ماكسيمو قطرات الدم فى وجهه, و راقبها تستدير بسرعة لتخطف ابنتها النائمة, و تحملها بين ذراعيها و تهرب من الكنيسة و هى ترفل بالحرير.
سمع تنهيدة وحيدة ما ان اختفت, ترددت كـ صراخ الأوز الحزين عبر البحيرة. و إذا بـ غوسبي فيرازى يقول برضى و فرح: "الآن يمكنى ان اموت سعيداً."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 23-09-16 02:51 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
نهاية الفصل السادس عشر

كونوا بالقرب لمتابعة نهاية رواية الأميرة الشريدة

قراءة ممتعة

دمتم فى امان الله و حفظه

bluemay 23-09-16 06:33 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3660698)
ما فى شكر بينا مايا تواجدك العطر بيكفى لزيادة موضوعى قيمة اسعدتى قلبى بتواجدك العطر
اشتاقتلك مايوشة من وقت ما لبستى الفستان الأحمر و انشغلتى باثقال الإدارة حرمتينا من تواجدك العطر فى قسم الترجمة قولت اجاى ادابعك فى قسم من اقسامك :)



_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_

اشكرك زهرتي على كلماتك الطيبة بحقي ..
وتأكدي انه لم يمنعني الا الظروف الصعبة وسوء النت و استحالة تحميل الصور فاستعضت عنها بتحميل الروابط بعد نهاية الروايات مما منعني من متعة المتابعة المباشرة معكن زهراتي الجميلات..

نأتي لفصل اليوم


صدمتني معرفة أن ماكسيمو كان له يد في ضياع لوسي بسبب رغبته بالانتقام من جدها.

كرهت شخصية غوسبي لأنه ظل حاقدا للنهاية اناني لا يهتم سوى لنفسه .

لوسي مؤكد انها ببحثها خلف الحقائق صدمت بمعرفة قاسية من ماضيها وتلقت صفعة قوية ممن احبت.

هل سيلتم شملهم مرة ثانية ؟!! هل ستسامحه لوسي وتصدق اعترافه بحبها ولو بعد حين .

متشوقة للفصل الاخير .

تقبلي خالص ودي زهرتي الحلوة .


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

فرحــــــــــة 23-09-16 07:46 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

غاليتى الرائعة
زهرة منسية
اولا اشكرك على هذا الجزء من الروايه
ثانيا عندما اندمج فى القراءة لا اعرف كم فصل قرأت
ثالثا فقد اثبتت لوسى قمة غبائها بالتخلى عن الرجل الذى احبها
وارادها زوجة مدى الحياة باستماعها لجدها الحقير الذى يستمتع بانتقامه
فالامير انقذها من انفجار السيارة واعطاها ام استمتعت معها بالكثير من الاوقات
وكان لها الفضل فى تكوين شخصيتها وكذلك بحث عنها الى ان وجدها
ليعوضها عن ايام الشقاء التى لونت حياتها
بل كذلك الاهتمام بابنتها التى تخلى عنها ابيها
فكان من الاجدر لها ان تسامحه وتبدأ معه حياة جديدة
بدل السموم التى نفثها جدها فيها ليستمتع بانتقامه الاخير
انتظر ماتسفر عنه الاحداث القادمة
ولك منى كل الشكر والتقدير على عطائك الامتناهى
دمتى بكل الخير
فيض ودى

fadi azar 23-09-16 10:57 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
رواية رائعة جدا

amany khalil 24-09-16 01:15 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اهلين زهرتى
اغيب يومين ارجع الاقى الروايه على وشك النهايه
اولا اربع فصول غايه فى الروعه يليهم فصلين احسن
عرفنا الدافع ورا اللى بيعمله الامير الاهتمام والعنايه
والاكيد انه كان متاكد مائه بالمائه من انها من انها من عائله فيرازى
حبها وهيا رمت حبه فى وحهه بس ليه اعترف قدام الناس كلهم بحبه وانه ملوش ذنب ويكفى انه انقذ حياتها اينعم هو بعدها عن جدها وده الغلط بعينه بس اهو دور عليها وحاول يعوضها هيا وبنتها

ياترى النهايه هتكون ازاى وهيا جرحته وجرحت كبريائه فهل هيحاول يرجعها ولا هيا اللى هتعترف بغلطها وتسرعها وهتروح له لانها كان من المفروض تسامحه
بانتظار الباقى
وعلى فكره انا مستريحتش لجدها ده حسيته شرير ومخبى حاجه
بالتوفيق

بيان البيان 24-09-16 03:41 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
مشكووووووره😍
ننتظر الفصل الاخير 💗

amany khalil 24-09-16 04:12 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ايه النهايه امتى زهرتى
بالانتظار

anowsha 24-09-16 04:23 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
ابي النهاية :toot:

زهرة منسية 24-09-16 06:03 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
مساؤكم بيضحك يا قمرات

امممممم شايفة فى مطالبة سريعة بالنهاية

شكلكم مستعجلين عليها

معادنا بكرا لعيونك هيكون بدرى عن المعاد المعتاد

بانتظار تعليقاتكم و رائكم قبل ما ارجع اهاجر :)

زهرة منسية 25-09-16 03:00 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay (المشاركة 3660735)
[SIZE="5"]

_الـسـلام عـليكـم ورحـمة الله وبركــاته_
و عليكم السلام و رحمة الله
اشكرك زهرتي على كلماتك الطيبة بحقي ..
وتأكدي انه لم يمنعني الا الظروف الصعبة وسوء النت و استحالة تحميل الصور فاستعضت عنها بتحميل الروابط بعد نهاية الروايات مما منعني من متعة المتابعة المباشرة معكن زهراتي الجميلات..
كلمات لم تفيكى حقك مايوش
اغكيد طبعا عارفة ان اللى مانعك الظروف و ما ذكرت الأمر إلا لشتياقى لتواجدك العطر و ارائك و تعليقاتك الممتعة
يكفينى فخراً انك من المتابعات حبيبتى سواء مباشر او غير مباشر:)
نأتي لفصل اليوم


صدمتني معرفة أن ماكسيمو كان له يد في ضياع لوسي بسبب رغبته بالانتقام من جدها.
لا تنسي انه كان مجرد طفل فى وقتها طفل غاضب اتمنى انك مش تلوميه
كرهت شخصية غوسبي لأنه ظل حاقدا للنهاية اناني لا يهتم سوى لنفسه .
باختصار حقير
لوسي مؤكد انها ببحثها خلف الحقائق صدمت بمعرفة قاسية من ماضيها وتلقت صفعة قوية ممن احبت.
للآسف هذا ما حدث بالرغم من انها حذرت ماكسيمو من قبلSIZE]

هل سيلتم شملهم مرة ثانية ؟!! هل ستسامحه لوسي وتصدق اعترافه بحبها ولو بعد حين .
هذا ما سنعرفه قريباً
متشوقة للفصل الاخير .

تقبلي خالص ودي زهرتي الحلوة .


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

حالا حبيبتى ينزل الفصل

مشكورة مايوشة على تواجدك العطر و تعليقاتك التى اثرت الموضوع

مشكورة على التثبيت و تقبلى على صفحات القسم رغم طول الغياب لكن يظل القسم الأقرب إلى قلبى

زهرة منسية 25-09-16 03:03 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحــــــــــة (المشاركة 3660740)

غاليتى الرائعة
زهرة منسية
اولا اشكرك على هذا الجزء من الروايه
العفو يا قمر

ثانيا عندما اندمج فى القراءة لا اعرف كم فصل قرأت
هههههه كنت بناغشك بس
ثالثا فقد اثبتت لوسى قمة غبائها بالتخلى عن الرجل الذى احبها
وارادها زوجة مدى الحياة باستماعها لجدها الحقير الذى يستمتع بانتقامه
فالامير انقذها من انفجار السيارة واعطاها ام استمتعت معها بالكثير من الاوقات
وكان لها الفضل فى تكوين شخصيتها وكذلك بحث عنها الى ان وجدها
ليعوضها عن ايام الشقاء التى لونت حياتها
بل كذلك الاهتمام بابنتها التى تخلى عنها ابيها
فكان من الاجدر لها ان تسامحه وتبدأ معه حياة جديدة
بدل السموم التى نفثها جدها فيها ليستمتع بانتقامه الاخير
انتظر ماتسفر عنه الاحداث القادمة
مش تقلقى على لوسي البنت من البداية حقانية و هنشوف ازاى هتتصرف فى القادم
ولك منى كل الشكر والتقدير على عطائك الامتناهى
دمتى بكل الخير
فيض ودى

العفو حبيبتى ما فى شئ يستاهل الشكر يكفينى انى وفقت فى اختيار رواية راقتكم
و بانتظار رأيك على خاتمة الرواية

زهرة منسية 25-09-16 03:05 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 3660760)
رواية رائعة جدا

تواجدك الأروع اخى الفاضل

زهرة منسية 25-09-16 03:12 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3660835)
اهلين زهرتى
يا هلا و غلا منمن
اغيب يومين ارجع الاقى الروايه على وشك النهايه
شوفتى ماكسيمو هيلم عزاله بسرعة و ماشي علشان نفرغ لـ الشيخ ظافر بعد ما نطمن على غابريل :lol:
اولا اربع فصول غايه فى الروعه يليهم فصلين احسن
عرفنا الدافع ورا اللى بيعمله الامير الاهتمام والعنايه
والاكيد انه كان متاكد مائه بالمائه من انها من عائله فيرازى
حبها وهيا رمت حبه فى وجهه بس ليه اعترف قدام الناس كلهم بحبه وانه ملوش ذنب ويكفى انه انقذ حياتها اينعم هو بعدها عن جدها وده الغلط بعينه بس اهو دور عليها وحاول يعوضها هيا وبنتها
اعترف قدام الناس كلهم بحبه لانه كان يائس من انها تصدقه ايوة بعدها عن جدها و اخدت فترة متربية بعد وفاة امها بالتبنى فى ملجأ و هى ليها عيلة و مرت بظروف صعبة
لوسي عارفة انه مش دور عليها إلا لما شافها وسيلة لانتقامه من جدها و ده مضايقها
ياترى النهايه هتكون ازاى وهيا جرحته وجرحت كبريائه فهل هيحاول يرجعها ولا هيا اللى هتعترف بغلطها وتسرعها وهتروح له لانها كان من المفروض تسامحه
بانتظار الباقى
وعلى فكره انا مستريحتش لجدها ده حسيته شرير ومخبى حاجه
بالتوفيق

دقائق و نعرف اي هى النهاية و نشوف مين فيهم هيبادر بالاتصال
من جهة شرير فـ غوسبي شرير جداً و بالرغم من ان ماكسيمو أمير فـ غوسبي بينظر له نظرة دنيوية و الكره و الحقد مسيطر عليه

زهرة منسية 25-09-16 03:14 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيان البيان (المشاركة 3660842)
مشكووووووره😍
ننتظر الفصل الاخير 💗

العفو بيان
حالاً الفصلين بينزلوا
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amany khalil (المشاركة 3660846)
ايه النهايه امتى زهرتى
بالانتظار

حالا يا قمر بتنزل
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة anowsha (المشاركة 3660847)
ابي النهاية :toot:

اتفضلى ثوانى و توصلك بنار الفرن :lol:

زهرة منسية 25-09-16 03:16 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
17- لن أنساك !

فى منتصف الطريق نحو ميلانو, استيقظت كليو باكية من اجل حصانها الأحمر, و ادركت لوسي بخوف انها تركته خلفها فى الفيلا.
غادرت الفيلا بسرعة, يائسة بشدة كى ترحل, قبل ان يتمكنماكسيمو من اللحاق بها و إقناعها بالبقاء, و قبل ان يكرر كذبته بأنه يحبها. تلك كانت محاولته الأخيرة التى تخلو من اى إحساس بالرحمة, لكى يهزم جدها من جديد.
تركت ثوب زفافها و التاج و عقد الالماس الذى لا يُقدر بثمن على سريرهما, ذلك السرير الذى شهد لحظاتهما السعيدة, و حزمت بعض الثياب لها و لـ كليو, و اخذت حقائبها الثلاثة من ماركة فيرازى. لم تعد تريد الثلاثين مليون التى وعدها زوجها. ليتقاتل ماكسيمو و جدها على شركة العائلة حتى القيامة, فهى لا تريدها. ستعود إلى شيكاغو حيث تجد للاشياء معنى واضحاً. لكن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.
حقائبها الجلدية تسازى آلاف الولارات حتى فى سوق الاشياء المستعملة, و هذا سيؤمن لها مال يكفى لتدفع الإيجار, و لتضع رصيداً صغيراً فى المصرف للحالات الطارئة.
لن تعود إلى عملها السابق فى محطة الوقود. ستذهب إلى المكتب الرئيسي لسلسلة محطات الوقود, و تشرح لهم ما حدث لها مع داريل. كما ستبدأ بالالتحاق فى دروس مسائية. قد تحتاج إلى عدة سنوات لكنها ستدرس فى الليل اثناء نوم كليو, و ستحصل على إجازتها الجامعية. و ستصبح موظفة فى مكتبة المدرسة, لتعلم الأطفال ان يحبوا الكتب, تماماً كما كانت تحلم.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 25-09-16 03:17 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

اعتقدت لوسي فى السابق ان كونها اما يعنى ان عليها التخلى عن احلامها, لكن فى الأسابيع القليلة الماضية تعلمت ان ذلك ليس صحيحاً. قصص الأحلام تحدث فى كل زمان, و ليس هناك نهاية للعيش فى حلم ما. لم تتأخر بعد على تحقيق كل ما ترغب به, و بإستثناء حلم واحد فقدته إلى الأبد: ان تحب ماكسيمو و تعيش معه.
حتى بعد ان ادركت انها تركت الحصان الأحمر هناك, لم تكن قادرة على العودة و مواجهة الرجل الذى كذب عليها و حطم قلبها. ضغطت على دواسة الوقود, و بكت هى و ابنتها طوال الطريق حتى وصلت إلى المطار فى ميلانو. استعملت خمس بطاقات مالية مختلفة, لتتمكن من شراء بطاقة سفر إلى شيكاغو.
انتهت من مرحلة التأكد من الحقائب, و مرت امام حراس الأمن, ثم وجدت مكاناً مظلماً للانتظار. انه منتصف الليل. حاولت تهدئة كليو و مساعدتها على النوم على كرسي طويل بينما كانتا تنتظران طائرة الصباح. اصبحت قاعات المطار مهجورة و معظم المتاجر فيه مقفلة, بإستثناء بعض الإعلانات العادية من مكبر الصوت, لم يكن هناك إلا الصمت و الهدوء... و بكاء طفلتها.
لم تتمكن كليو من النوم و لم تتوقف عن البكاء. لمعت الدموع على خديها المكتنزين, و راح جسدها الصغير ينتفض من التنهدات.
ضمتها لوسي إليها اكثر محاولة ان تخفف عنها, لكن هذا كل ما تستطيع القيام به كى لا تنتحب هى ايضاً مع طفلتها.
حاولت بقوة ألا تُغرم بـ ماكسيمو. حاولت كثيراً, لكنه جعل من المستحيل عليها الا تفعل. اعتقدت انه قوى جداً, و حنون جداً, و عظيم جداً, و رائع جداً. لكنه دمر حياتها بأخذها من عائلتها عندما كانت طفلة.
"هل دمّر حياتك حقاً بفعلته تلك؟"
همست تلك الفكرة برأسها
أجابت نفسها بغضب: "بالطبع فعل ذلك!"
ثم جمدت مكانها.
صبى غاضب محطم القلب فى الثانية عشر من عمره انقذها من النيران, و اخذها لتنشأ بين يدى كونى آبوت, امرأة حنونة رائعة احبتها كثيراً. قرأت لها القصص, و اعدت لها الحلوى, و قبلتها لتبعد عنها المخاوف. و علمتها كيف تكون نزيهة, محبة للحياة و العمل.
كم كانت حياتها لتكون مختلفة لو انها نشأت و كبرت مع رجل بارد محب للثأر و الأنتقام مثل غوسبي فيرازى؟
قالت لنفسها بغضب: لا اهمية للأمر الآن! ماكسيمو كذب عليها, و اقام علاقة جسدية معها و يعبث بقلبها. أما الأسوأ من ذلك كله فهو ادعاؤها بأنه يحبها.
الأمير العابث لن يحب احد مطلقاً. قال ذلك فقط من اجل التمسك بفوزه و نصره على غوسبي, و لكى يهزم الرجل العجوز الذى يكرهه.
"وحوش!!"
همست بذلك بصوت عالى. الحمد لله انها تمكنت من الابتعاد مع ابنتها قبل ان تتعلق كليو بـ ماكسيمو. و قبل ان يعيشوا حياة سعيدة معاً, و قبل ان.....
انفجرت باكية و الدموع تنهمر على وجهها.

"برنسيبسيا!"
منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 25-09-16 03:20 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
توقفت كليو عن البكاء فجأة, و هى تشعر بالدهشة. رفعت لوسي نظرها, و رأت أرمانو حارسها الشخصى السابق, واقفاً قرب طيار ماكسيمو الخاص. مسحت دموعها على الفور, و نظرت بكل الاتجاهات خائفة من ان تجد رئيسهما فى مكان ما.
"ماذا تريد؟ و كيف تمكن من إيجادى؟"
"تبعك صحافى إلى المطار. طلب منى الأمير ان اقدم لك ككل مساعدة."
احنا الطيار الاسترالى رأسه باحترام, و تابع: "أنا جاهز لأقلك إلى منتديات ليلاس اى مكان ترغبين فى الذهاب إليه."
قد ما ارمانو إليها مغلفاً, و قال: "و هذا لكِ."
"ما هذا؟"
رفع كتفيه كأنه يقول, ا اعرف.
فتحت زهرة منسية المغلف فإذا به يحتوى على معلومات عن حساب مصرفى فى سويسرا, و يحمل رقماً مالياً. ثم رأت المبلغ المودع فيه. همست: "لا افهم ما يجرى."
قال: "هناك رسالة صغيرة فى المغلف."
خافت لوسي مما ستكتشفه. مدّت يدها داخل المغلف, فوجدت رسالة قصيرة بخط يد ماكسيمو.

"وضعت المال المتفق عليه فى العقد فى حسابك المصرفى. ثلاثون مليون دولار, بالإضافة إلى الثمن المتفق عليه فى الأسواق العالمية لشركة فيرازى, التى تساوى ثلاثمئة مليون دولار.
شكرا لكِ لأنك كنتِ لطيفة و رائعة جداً معى. أنا لا استحقك مطلقاً, و لن انساكِ ابداً. زوجتى, و حبيبتى. المرأة الوحيدة التى ملأت حياتى."

لم يكن هناك اى توقيع على الر سالة. شعرت لوسي ان انفاسها حُبست فى صدرها. ضمت الورقة إليها و قالت: "اين هو؟"
قال الطيار: "رحل. نقلته إلى روما لكى يحول شركة فيرازى إلى جدك."
شهقت قائلة: "هل تخلى عن فيرازى, و اعادها إلى جدى؟"
هز الطيار رأسه, و قال: رأيت السنيور فيرازى فى روما, بدا حزيناً و معتل الصحة. لا يمكننى ان اضيف انه بدا على وشك الموت." هز رأسه من جديد بإستغراب, و قال: "الحمد لله إننى مجرد طيار عادى, و ليس جزءاً من عالم الأزياء و الحقائب."
فجأة ضرب ارمانو يده على جبهته, و قال: "مي سكيوزى, برنسيبيسا! لقد طلب منى الأمير ان اعطيكِ هذه ما ان اراك. قال انكِ تريدينها اكثر مما تريدى المال. تفضلى!"
مد يده داخل جيب معطفه الجلدى الكبير, و سحب قطعة قماش حمراء اللون بالية. ما إن رأتها كليو , حتى صفقت على الفور, و هى تزعرد. شعرت لوسي بتنهيدة تخرج من حلقها. إنه حصان ابنتها الأحمر!
ماكسيمو وجد الحصان, و علم ماذا يعنى لـ كليو . لقد انقذها, تماماًكما انقذ لوسي فى شيكاغو.
هو لم يدمر حياتهما, بل اعتنى بهما. حماهما من الكس, و عامل كليو كأنها ابنته. امطرها بالحب و الهدايا. اعد لهما الطعام. قرأ الكتب لـ كليو, و تودد إلى لوسي بكل الحب و الحنان اللذين لم تتخيل ابداً وجودهما. و فى النهاية, و بعد ان تركته, تخلى عن شركة فيرازى, الجائزة الكبرى التى سعى إليها طوال حياته.
لماذا يفعل ذلك؟
هناك تفسير واحد لهذا كله: ماكسيمو لم يكن يتظاهر بحبها. إنه يحبها حقاً!
هو يحبها, و هى أذلته. رمت الخاتم بوجهه امام العالم كله. من هو المتوحش فى الواقع؟ اخذت لوسي نفساً عميقاً, و نهضت بسرعة على قدميها. كانت كليو سعيدة جداً بحصانها الأحمر, فما كان منها إلا ان صرخت معترضة, ما ان استدارت لوسي بقوة نحو الطيار.
"اين هو؟"
بدا الطيار مندهشاً لكنه اجاب: "الأمير لا يرغب ان يعلم احد اين هو, سمو الأميرة."
تقدمت نحوه بإندفاع. انها قادرة على القيام بعمل متهور لمعرفة مكانه.
"اخبرنى الآن فوراً! قى لىّ!"
هز الطيار رأسه بآسف و قال: "آسف! امرنى سموه ألا اخبر احداً بمكانه."
ارادت لوسي ان تهزه, لكن ما الغاية من القيام بذلك؟ تلك لست غلطة الطيار, فالرجل يتبع اوامر سيده. بتعب و إرهاق, و بحزن لا يوصف, غطت وجهها بيديها. يا لها من حمقاء! لقد حصلت على حب ماكسيمو, و رمته بعيداً. والآن فات الأوان على ذلك. لقد خسرته إلى الأبد.
فجأة استدار حارسها الشخصى السابق بجسده الضخم نحو الطيار, و قال بصوت كـ الزئير: "قل لها اين هو."
رفعت لوسي نظرها إليهما, و قد حبست انفاسها. اجاب الطيار النحيل, و هو يبدو مندهشاً: "لا استطيع, فالصحافيونكـ النسور المتوحشة. همسة واحدة و يعلم الجميع بذلك. إنه يريد ان يُترك بسلام. اعطته وعداً بذلك."
"حسناً! لا تتفوه بأى كلمة."
قال ارمانو ذلك, ثم ضغط على اصابعه مصدراً صوتاً واضحاً, و هو يتابع: "خذها إليه فقط."
"حسناً! أنا....."
تردد الطيار قليلاً, ثم نقل نظره بين ارمانو و لوسي و كليو. تنهد و تابع: "حسناً, اميرتى! لا استطيع مقاومة الحب الحقيقى."

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

زهرة منسية 25-09-16 03:23 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
18- انت حياتى!

الأعزب الأكثر شهرة فى العالم رُفِض! الأمير الوسيم رُفِض وسط اتهامات بجريمة ارتكبها منذ زمن بعيد.
هذا العنوان تصدر الصحف كلها.
قالت آسيما لاندون, كونتيسة برنغفورد: "نال ما يستحقه! عبث بقلوب الفتيات بما فيه الكفاية, و حان الوقت لينال جزاءه."
فى اليوم التالى لخسارته لحب حياته ما زال ماكسيمو يشعر كأنه يغرق من جديد. حدق بالعنوان فى الصحيفة بين يديه, و شعر بالغصة فى حلقه تكاد تخنقه. إذن هذا هو الشعور بتحطم القلب!
طيلة تلك السنوات كان رجلاً عابثاً, و زير نساء يحطم القلوب كيفما سار, و هو لم يعرف ذلك, لم يشعر يوماً بمثل هذا الإحساس.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس



زهرة منسية 25-09-16 03:26 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 

قالت عمته سيلفانا بنبرة حادة, و هى تقف وراءه: "لا تقرأ هذه السخافات."
"لن افعل."
اطبق على الجريدة بقبضتيه, و رماها فى النار, متابعاً: "إنها اقاويل لتضرم النار فى الأحاديث."
هزت رأسها بتفهم, و قالت: "سأعد لك شيئاً ما للغداء."
"لست جائعاً. عودى إلى منزلك سيليفانا, فلديك حياتك الخاصة."
"بالطبع لدىّ حياتى الخاصة."
احابت و هى تبعد شعرها الأبيض المشرق كـ الثلج على بشرتها الناعمة, ثم تابعت: "لكننى ألغيت موعدى بعد ظهر هذا اليوم. انت اليوم من اولوياتى."
حدق بها غير مصدق: "أهو موعد غرامى زهرة منسية؟"
ابتسمت له ابتسامة قصدت بها ان تكون حازمة و صادقة, و قالت: "لا تشغل بالك بالامر."
ثم سارت و هى تدندن, لتبحث فى خزانة مطبخها.
"هذا المنزل فارغ! سأعود إلى المنزل لأعد لك وجبة شهية. سأرسل لك مع إميليا بعض الباستا."
هزت مظلتها صوبه و كأنها تهدده, و هى تتابع: "من الأفضل لك ان تأكلها."
لا رغبة لدبه لتناول اى طعام. قالت: "لا! انا حقاً لا ارغب بذلك."
لكن عمته غادرت.
جلس ماكسيمو على الأرض الخشبية القاسية, و اخذ يحدق بالنار. فى الخارج, المطر ينهمر بغزارة, و بدا كأن الكوخ كله يهتز تحت ثقل العاصفة.
كان عليه ان يخبر لوسي بالحقيقة منذ البداية, الآن فقدها, لأنه لم يكن صادقاً معها منذ اللحظة الأولى التى عرف فيها بوجودها. ظن انه سيتمكن من المحافظة عليها من دون إعطائها الأمر الوحيد الذى كانت ستستمر بالمطالبة به: الحقيقة!
امسك ماكسيمو رأسه بين يديه. لطالما كان رجلاً قوياً, لكن فقدانه له جعله يخسر قوته. بعد عشرين سنة, تمكن القدر من إيجاد وسيلة تجعله يدفع ثمن جريمته بسرقة لوسي من عائلتها الحقيقية.
استدار ما ان سمع صوتاً, و هو يقول: "زيا! قلت لكِ اننى لا اشعر بالجوع ابداً."
لكن, لم تكن عمته......
وقفت لوسي عند إطار الباب, و مياه الأمطار تتساقط من شعرها و ثيابها.
قفز ماكسيمو على قدميه. لم يتكلم, و لم يتوقف للحظة. سار مباشرة إليها, و ضمها بين ذراعيه. شدها بقوة إلى صده و إلى قلبه و عانقها.
همست لوسي ما ان ابتعد قليلاً عنها: "ماكسيمو! انا اسفة جداً."
قال بنبرة تُظهر تعجبه و عدم تصديقه: "أنتِ آسفة؟ انا من سبب لكِ الآذى. اخذتك بعيداً عن عائلتك, و سألتنى عن الحقيقة, لكننى كذبت عليكِ. اعتقدت اننى سأعوض عليك خسارتك لو امضيت ما تبقى من حياتى و انا اعتنى بك. عليك ان تعلمى كم اشعر بالأسي و الحزن, و كم انا نادم."
منعته من المتابعة و اضعة اصبعها على شفتيه.
"لا اهمية للكلام."
امتزجت دموعها بقطات من المطر على بشرتها. مدت يدها لتلامس خده, و هى تتابع: "أظهرت حبك لنا مع كل عمل قمت به, و فى اكثر من مناسبة. لماذا فعلت ذلك ماكسيمو؟"
لمعت عيناها من شدة التأثر, و هى تتابع: "لماذا دفعت لىّ قيمة اسهمى, و اعدت الشركة إلى جدى؟ كيف يمكنك ان تتخلى عن ذلك كله؟"
"امتلاكى للشركة لن يُعيد عائلتى لىّ."
هو ماكسيمو رأسه و بدا كأنه على وشك البكاء. تابع قائلاً: "لم اعد اهتم للانتقام من فيرازى. كل ما اريده هو انت, لوسي. انت و كليو عائلتى الآن, و انا سأفعل كل ما يسعدكما. سأتخلى عن الأنتقام, سأتخلى عن ثروتى, كما اننى مستعد للموت لأجلكما."
ضمته لوسي إليها بشدة, و هى تقول: "أعلم ذلك..... أعلم."
بعد مرور عدة دقائق, رفع نظره إليها و قال: "اين هى أبنتنا؟"
"ما زالت نائمة فى السيارة مع إميليا. وجدت قريبتك تسير فى الخارج تحت المطر. كانت كليو متعبة جداً, فهى لم تتمكن من النوم قبل ان تضم حصانها بين ذراعيها."
ابتسمت قبل ان تتابع: "و قبل ان تعلم اننا عائدتان إلى هنا..... إليك."
هم بحنان و حب: "اتستطيعين حقاً مسامحتى على ما فعلته بك؟ انت تستحقين ان يكون لك عائلة, و انا ابعدتك عن عائلتك."
"لا, انت اعطيتنى أماً."
وضعت يديها الصغيرتين تحت ذقنه, و احبرته على النظر إلى عينيها, قبل ان تتابع: "كونى آبوت احبتنى, و انا المرأة التى انا عليها الآن بفضلها و بسببك انت."
"لـــــوســــي!"
بالكاد استطاع ان يلفظ أسمها بسبب الغصة التى تكونت فى حلقه وقفت لوسي على رؤوس اصابع قدميه, و عانقته. خف انهمار المطر على سطح الكوخ, ثم توقف. كان عناقهما ناعماً, لطيفاً, و كأنها تعده بحياة كاملة من الثقة, و الحب و العطاء.
عناق من المرأة الوحيدة التى احبها, المرأة الوحيدة التى سيحبها فى حياته.
سمعا إميليا تقول بتذمر: "آهـ, لا! كليو, لا تنظرى!"
ابتعدا عن بعضهما على مضض. ظهرت اشعة الشمس الضعيفة عبر الباب حيث تقف إميلياو قد غطت وجه الطفلة بيدها. ادارت عيناها بإعتراض, تماماً كأى مراهقة فى عمرها.
تنهدت إميليا بتعاطف, ما إن اتعدت كليو يدها عن وجهها, و قالت لها: "والداك لن يتوقفا عن القيام بمثل هذه الأمور المُخجلة"
إتكأت لوسي على زوجها و هى تمد ذراعيها لتحيط بهما عنقه و سألته: "ما رأيك, كارو ؟ هل ستتوقف عن القيام بذلك؟"
نظر ماكسيمو إليها, و حبه لها يزداد مع كل لحظة, ليملأ وجوده, و يجعله يشع و يتوهج من الحب. و على الرغم من طوله و وزنه و كبريائه, شعر كأنه قادر على الطيران.
قال كأنه يقسم لها: "سأحبك ما دامت الشمس تشرق فى سما صقلية. انت, و انت وحدك. سأحبك حتى تتوقف النجوم عن اللمعان. حتى......"
فى تلك اللحظة, استدارت عروسه بين ذراعيه, و عانقته من جديد, عناقاً اكد له ان حبهما سيدوم إلى الأبد.

منتديات ليلاس
منتديات ليلاس


زهرة منسية 25-09-16 03:28 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
تمت بفضل الله و حمده

شكراً لكل من مر على صفحات موضوعى سواء الأعضاء الكرام او الزائرين

شكرا خاص لك من ترك كلمة رقيقة او ضغط على ايقونة الشكر

دمتم فى امان الله و حفظه

ملتقانا قريباً فى رواية جديدة

:)

فرحــــــــــة 25-09-16 04:35 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
غاليتى الرائعة
زهرة منسية
فصل اخير ورائع بالنهاية السعيدة
لوسيا استطاعت ان تلحق نفسها فى اخر لحظة
لتمسك بفرصتها فى السعادة وحب حياتها
اما انتى غاليتى فكتاب يزخر بالكلمات الرائعة والمعانى الجميلة
لا اجد كلمات توفيك حقك
فتقبلى منى كلماتى القليلة
واعلم انك تستحقين الأكثر
سلمتِ وسلمت يداكِ
دمتى بكل الخير
فيض ودى

bluemay 25-09-16 08:49 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
خاتمة سعيدة ..

اشكرك زهرتي الحبيبة على اختيارك المميز لهذه الرواية

سعيدة جدا بمتابعتها معك ..


وعلى امل اللقاء بك قريبا

تقبلي خالص الود

amany khalil 26-09-16 11:20 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
اهلين زهرتى
نهايه روعه
فصلين ولا احلى
تسلمى حبيبتى واتمنى اننا نلتقى من جديد
تقبلى خالص ودى
دمتى بخير

هدى شوشو 26-09-16 01:46 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
فصل رائع ومثيرومشوق ياترى هيحصل ايه

fadi azar 26-09-16 08:42 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
رواية رائعة جدا

سمراءالصفا 27-09-16 06:32 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
رائعة تسلم ايدك واعذرينى لتاخرى فى متابعتها اولا باول لانى بنفعل مع الاحداث ومش بقدر استنى لكن بجد رائعة وكفاية اختيارك لها ومجهودك:55:

روميساء على 01-10-16 04:45 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
روايه رائعه
تسلم ايديك
:8_4_134:

نجلاء عبد الوهاب 06-10-16 02:54 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
الروايه حلووووووووووووووووووووووووه جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا كتيييييييييييييييييييييييييييير
احداث الروايه تجنن وشخصيه البطله حلوه كتييير
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:
:iU804754::iU804754::iU804754::iU804754:

tatinooga 28-11-16 04:44 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شكرا على المجهود

ام نوح 30-12-16 01:21 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
روايه رائعة شكرا لك

كلى محبة 13-01-17 06:03 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
شكرااااااااااااا بارك الله فيكى

Lodibouhamdan 24-02-17 12:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3659013)
رجل ضخم اقصر من ماكسيمو لكنه بضعفى حجمه, اقترب منه. انحنى باحترام و قال: "سيدى!"
"ارمانو!"
تحدث الرجلان باللغة الايطالية, راح الأول يُصدر الأوامر بهدوء, و الثانى يتقبلها, و يتفهمها بإنحناءة من رأسه. حدقت لوسي بـ ماكسيمو, امير فاتن, متكبر و ثرى, يطلب منها الذهاب معه إلى ايطاليا.... و هى لوسي آبوت النكرة.... لا! قالتها لنفسها بقوة. هى ليست نكرة. إنها ام كليو, و هى لا تستطيع الإذعان لهذا المخطط الجهنمى, للذى يقدمه لها الأمير المدّعى. لن تطيعه.... إن أقل لمسة منه تجعلها راغبة فى الاستسلام له, و هذا يبرهن كم هو خطير. هذه فرصتها لتهرب مادام منشغلاً عنها, قبل ان يجرها إلى الجحيم بوعوعوده المضللة.
اتجهت بهدوء إلى الباب, فيما استمر الرجلان فى التحدث.
تنفست لوسي بعمق, ثم استدارت و بدأت بالركض. زأر الأمير الأسمر: "فيرما! توقفى, لوسي!"

ما ان اصبحت فى الخارج حتى لسعها الهواء البارد. اما الثلج المتساقط فجعل شعرها المعقود يطير فى الهواء, و يدفع نظارتيها عالياً. ركضت نجو سيارة الهوندا القديمة, التى اوقفتها خلف محطة الغاز. إنها مغطاة بالثلج و الجليد. ارتجفت يدها, و هى تضع المفتاح فى قفل الباب المتجمد من شدة الصقيع!
نظرت برعب من فوق كتفها, فرأت الأمير ماكسيمو يتجه نحوها بخطى سريعة, و عيناه الزرقاوتان باردتان و غاضبتان. حركت المفتاح بقوة اكبر بحركة يائسة, فانكسر على الفور. آهـ! الآن لم يعد لديها سيارة, فلا مجال لها للهرب.
شهقت لوسي, و استدارت هاربة, و هى تتعثر بالثلج, لكنها تمكنت من اجتياز الشارع نحو المدينة المهجورة. فى الجهة المقابلة من الفسحة الواسعة المظلمة رأت انوار السيارات فى الشارع. لكن ما ان وصلت إلى نهاية الموقف, حتى امسك بها. رمى على الثلج الناعم, و ضغطها بجسمه الكبير. امسك برسغيها, و ادارها لمواجهته. قاومت لوسي بشدة, لكنه تمكن من التغلب عليها. نظرت إلى وجهه القريبمنها, و جسده الدافئ القوى. إنها بالكاد تستطيع ان تشعر بالثلج البارد تحتها.
ضغط ماكسيمو بقوة على رسغيها: "باستا! قلت لكِ كفى! يجب ان تتعلمى الطاعة."
بدت الأشجار سوداء فوق رأسه, و اغصانها المليئة بالثلج تلوح كـ المخالب فى السماء الرمادية. مرت اشعة القمر من بين الغيوم, لتترك هالة من الضوء حول رأسه المغطى بالشعر الأسود.
صرخت بوجهه: "لن اطيعك ابداً.... ابداً!"
"سوف ترى!"
مرت تظراته على وجهها, و علمت لوسي انه سيقبلها. فى هذا الشتاء المظلم فى الساحة المهجورة, و هما بمفردهما بشكل مطلق, محاطان بالثلج و البرودة. شعرت بالنار تجتاحها من لمسته, و لم تعد قادرة على الحركة. لا! عليها ان تقاوم! من دونها, ستصبح طفلتها وحيدة و معرضة للمخاطر. سوفى تُرمى من ملجأ إلى ملجأ, كما حدث مع لوسي نفسها فى الماضى. إنها لا تستطيعالأستسلام. ستقاتل لتحمى كليو حتى آخر نفس لديها. همست: "دعنى, من فضلك! إن كنت تملك ذرة من الأنسانية.... أتوسل إليك ان تدعنى و شأنى."
تردد صوتها الهادئ فوق الثلج, و اختلط مع الصمت الكثيف. حدق بها ماكسيمو, و لمع ألم مفاجئ فى عينيه. ابتعد عنها على الفور تاركا رسغيها, ثم نهض على قدميه. قال بنبرة تدل على مدى سأمه مما يحدث: "كما ترغبين, كاراميا! ابقى هنا إن شئتِ. ساعود إلى الفندق."
شكراً لك! شكراً لك! شكراً لك! فكرت بحرارة و اندفاع.
نهضت بسرعة, و استدارت كى تركض. قال بصوت هادئ من ورائها: "فى النهاية, اري التأكد من أن ابنتك تنام بارتياح, و انها لم تفقد حصانها الأحمر الصغير الذى تحمله دوماً."
توقف قلب لوسي عن الخفقان فى صدرها.... اتسعت عيناها من شدة الخوف, و استدارت لتواجهه: "لماذا؟"
نظر إليها ببرود و إستهزاء واضحين, ثم قال بنبرة ساخرة: "آهـ! ألم اخبرك؟ احضر رجالى ابنتك إلى جناحى فى الفندق من ساعة تقريباً."



نهاية الفصل الثانى

شكرا لك على هذه الروايةالرئعة

زهرة الفلامنجو 25-02-17 01:53 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
رواية جميلة تسلمي عليها بالتوفيق في روايات اخرى

صديق فاتي 03-03-17 03:07 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس
 
جديد روايات أحلام جميلة

sere 08-04-17 08:42 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
:55::peace:

sere 08-04-17 08:43 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
:8_4_134::lol:

sere 08-04-17 08:57 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
:dancingmonkeyff8::liilas::peace:

حوري بت بحري 09-06-17 08:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله
لكِ مني جزيل الشكر علي هذه الرواية الرائعة .☺😊

زهرة منسية 09-06-17 08:56 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حوري بت بحري (المشاركة 3684122)
السلام عليكم ورحمة الله
لكِ مني جزيل الشكر علي هذه الرواية الرائعة .☺😊

العفو عزيزتى

و اهلا وسهلا بيكى عضوة جديدة فى عائلة ليلاسنا

حنان محمد ابراهيم 12-07-17 06:34 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
روووووووعة روووووووعة جدا ااااااا تسلم ايدك

abdalrhman 27-09-17 07:37 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
رواية أكثر من رائعة وبالفعل جعلتني اتذكر ايام الطفولة شكرا على هذا المجهود الاكثر من رائع

زهرة منسية 27-09-17 09:15 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
مشكور اخى الفاضل

و اهلا و سهلا لبيك عضو جديد فى عيلة ليلاس

ريهام سراج 21-10-17 10:20 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شكرا كثيرا وجزاك الله خيرا

paatee 31-10-17 06:15 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
تسلميى عيوني شكرالك

الليدي جوانا 01-11-17 10:02 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
مشكوووووووووووووووورة حبيبتي:55:

sosa8zooma 11-11-17 02:37 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شكراً للجهود المبذولة

عبدالعزيز السليمان 24-12-17 01:24 PM

ر قصص تعبق شذى من زهور الرومانسيه بفصولها المشوقه تنقلك من زهرة الى زهره بمتعه وتشويق سلس

عبدالعزيز السليمان 24-12-17 01:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3659008)
1- ليلة المفاجآت


لقد وجدها!
اوقف الأمير ماكسيمو دواكيلا سيارته المرسيدس تحت عمود مصباح مكسور فى الشارع, و حدق بمحطة الوقود المضاءة. الأضواء المشعة من منتديات ليلاس النافذة تنير الليل البارد المثلج و كأنها اللهب فى الظلام, مُظللة الفتاة التى تعمل هناك بمفردها.
لوسيا فيرازى!
حفيدة عدوه, و الحبيبة السابقة لمنافسه فى العمل.

منتديات ليلاس

ر قصص تعبق شذى من زهور الرومانسيه بفصولها المشوقه تنقلك من زهرة الى زهره بمتعه وتشويق سلس

ام رجوان 30-12-17 05:39 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شكرا جزيلا لطرحك الرائع ولاختياراتك الموفقه 😍😘😍😘😍😍😚😙😗😗😙😚

أجمل زهرة 02-01-18 11:57 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شكرا وألف شكر على المجهود والتعب.
وان شاء الله سنة 2018 تكون مليئة بكل جديد ومميز تعودنا عليه من هذا المنتدى الرائع.

Noor Noor 23-02-18 04:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 3660978)
تمت بفضل الله و حمده

شكراً لكل من مر على صفحات موضوعى سواء الأعضاء الكرام او الزائرين

شكرا خاص لك من ترك كلمة رقيقة او ضغط على ايقونة الشكر

دمتم فى امان الله و حفظه

ملتقانا قريباً فى رواية جديدة

:)

زهوووووورتي يا زهوووورتي رووووووووعه الروايه كروعتك 💖

زهرة منسية 24-02-18 07:01 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Noor Noor (المشاركة 3698313)
زهوووووورتي يا زهوووورتي رووووووووعه الروايه كروعتك 💖

تسلمي يا قمر كلك ذوق
الاروع تواجدك العطر

روز حسين 31-10-19 12:44 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الطحلوبة الخضراء 21-09-21 03:19 PM

ام

و خصوصاً رواد قسم روايات احلام المكتوبة

اشتقتلكم و اشتقت للقسم كتيررررررررررررررررررررررررررر

كل

للكاتبة جينى لوكاس
: اكتوبر 2008

اول إصدار فى اميريكا الشمالية : يناير 2009

[/SIZE][/COLOR]

http://f.top4top.net/p_2545ets1.jpg


كل الشكر و التقدير لاختى العزيزة الساحره الصغيره (وصال)

على تصميماتها المهدأه للرواية



الملخص

منتديات ليلاس

لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غير غادرة على إعانة ابنتها الصغيرة.
و هكذا عندما قدم لها الأمير ماكسيم دواكيلا الملايين و طريقة لإخراجها من حياتها البائسة, لم تتردد فى إغتنام الفرصة. أخذها ماكس إلى ايطاليا و سرعان ما اصبحت له بالكامل.
اغواها ماكس و لكن ما كان يدفعه ذلك هو الأنتقام لا الرغبة. و كان من القسوة بحيث انه ابتعد عن العروس الأسيرة.


الرواية خاصة و حصرية لـ منتديات ليلاس و لا احل نقلها لأى مكان آخر[/CENTER][/QUOTE]

الطحلوبة الخضراء 21-09-21 03:21 PM

السلام عليكم لكم مني خالص الشكر والتقدير والاحترام على كل ما تبذولنه من مجهودات وتعب في سبيل ارضاء المتابعين لكم

هتونا 11-02-22 04:17 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
جمييييييييييييييل جدا احلا تحية زهرة منسية انت زهرة نادرة
ودمتي في قلبي سكنه

سماري كول 21-02-22 11:11 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
يسلموا ع الرواية

رانورا 01-07-22 08:16 PM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
مجهود مشكور ترجمة موفقة مجهود مشكور ترجمة موفقة

نجلاء عبد الوهاب 03-08-22 12:29 AM

رد: 496- الأميرة الشريدة - جينى لوكاس ( كاملة )
 
واااااااو حلوة أوى
:welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pil ls3::welcome_pills3::welcome_pills3::welcome_pills3::real_ma drid3::real_madrid3::real_madrid3::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12 zp1::rdd12zp1:


الساعة الآن 07:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية